الكتاب: الإشارات في علم العبارات المؤلف: خليل بن شاهين الظاهري، غرس الدين (المتوفى: 873هـ) الناشر: دار الفكر - بيروت عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- الإشارات في علم العبارات خليل بن شاهين الكتاب: الإشارات في علم العبارات المؤلف: خليل بن شاهين الظاهري، غرس الدين (المتوفى: 873هـ) الناشر: دار الفكر - بيروت عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (الْحَمد لله) الَّذِي خلق آدم من طين ثمَّ نفخ فِيهِ روحاً ثمَّ اصطفاه للرسالة كَمَا اصْطفى إِدْرِيس من بعده ونوحا وَاتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا ومُوسَى كليماً وَإِسْمَاعِيل ذبيحاً وَنصر هودا على عَاد وألان الْحَدِيد لداود ووسع لِسُلَيْمَان فِي الأَرْض روحاً وسخر لَهُ ريحًا وأيد صَالحا بآياته وَهَارُون بِرِسَالَاتِهِ وَجعل الْمَسِيح آيَة وروحاً ونجى يُوسُف من الْجب وَعلمه من تَأْوِيل الْأَحَادِيث فَكَانَ فِي أُمُوره نجيحا وأسعف لُقْمَان من الْأَنَام وآتاه الْحِكْمَة فِي الْمَنَام فَاسْتَيْقَظَ حكيماً فصيحا وَخص مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالحوض المورود وبوأه من الْجنَّة مقْعدا فسيحا وَأنزل عَلَيْهِ فِي مُحكم كِتَابه الْعَزِيز: {وَمَا ينْطق عَن الْهوى إِن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى} وَجعل علم التَّعْبِير من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَلم يظْهر لَهَا منازعا وَلَا مزيحاً (أَحْمَده) على كل حَال وأشكره على نعمه الَّتِي لَيْسَ لَهَا زَوَال (وَأشْهد أَن لَا اله إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة خَالِصَة فِي السِّرّ والإعلان مفرا بهَا الْقلب وَاللِّسَان (وَأشْهد) ان مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي حَاز من المكارم والمفاخر الرُّتْبَة الْعليا وجاهد فِي سَبِيل الله بِقَلْبِه وقالبه فَمَا أبقى بقيا وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي كل يَوْم يَقُول لأَصْحَابه: أَيّكُم رأى رُؤْيا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله الأخيار صَلَاة دائمة آنَاء اللَّيْل وأطراف النَّهَار. (يَقُول) الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى خَلِيل بن شاهين الظَّاهِرِيّ لطف الله بِهِ (قَوْله تَعَالَى) {فَلَمَّا خر تبينت الْجِنّ أَن لَو كَانُوا يعلمُونَ الْغَيْب مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَاب المهين} وَقَوله تَعَالَى فِي تَكْذِيب الكهانة {وَلَا بقول كَاهِن قَلِيلا مَا تذكرُونَ} (قَالَ) الواحدي الكاهن هُوَ الَّذِي يخبر عَن المغيبات وَقد ذمّ الشَّرْع الْكل لِتَفَرُّدِهِ تَعَالَى بِعلم الْغَيْب فَأَعْرَضت عَن ذَلِك وَلم ألتفت إِلَيْهِ وَأَرَدْت أَن أجمع كتابا يشْتَمل على علم يظْهر بِهِ المغيبات وَله أصل فِي الشَّرِيعَة وَهُوَ علم التَّأْوِيل وَالتَّعْبِير (وسميته) (كتاب الإشارات فِي علم الْعبارَات) واعتمدت فِي ذَلِك على كتب الْمُتَقَدِّمين وأقوال الْمَشَايِخ المعتبرين مثل كتاب الْأُصُول لدانيال الْحَكِيم وَكتاب التَّقْسِيم لجَعْفَر الصَّادِق وَكتاب الْجَوَامِع لمُحَمد بن سِيرِين وَكتاب الدستور لإِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي وَكتاب الْإِرْشَاد لجَابِر المغربي وَكتاب التَّعْبِير لإسماعيل بن الْأَشْعَث وَكتاب كنز الرُّؤْيَا للمأموني وَكتاب بَيَان التَّعْبِير لعبدوس وَكتاب جمل الدَّلَائِل وَكتاب مبادئ التَّعْبِير وَكتاب كَافِي الرُّؤْيَا وَكتاب التَّعْبِير للطاموسي وَكتاب مقرمط الرُّؤْيَا وَكتاب تحفة الْمُلُوك وَكتاب منهاج التَّعْبِير لخَالِد الْأَصْفَهَانِي وَكتاب مُقَدّمَة التَّعْبِير وَكتاب حقائق الرُّؤْيَا وَكتاب الْوَجِيز لمُحَمد بن شامويه وَكتاب التَّعْبِير لأبي سعيد الْوَاعِظ وَكتاب كَامِل التَّعْبِير للشَّيْخ أبي الْفضل حُبَيْش بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد النقيشي وَكتاب الإشارات إِلَى علم الْعبارَات لأبي عبد الله بن أَحْمد بن عَامر السالمي وَكتاب الدّرّ المنظم فِي السِّرّ الْمُعظم لمُحَمد الْقرشِي النصيبي وَغير ذَلِك مثل الشَّيْخ أوحد الدّين عبد اللَّطِيف الدمياطي وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر الأشموني وَالشَّيْخ يُوسُف الكربوني السكندري وَالشَّيْخ مُحَمَّد الفرعوني وَالشَّيْخ حسن الرَّمْلِيّ وَالشَّيْخ نور الدّين الْكَرْخِي الغزاوي وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي وَالشَّيْخ شرف الدّين الكركي وَالشَّيْخ شمس الدّين حمرون الصَّفَدِي وَغير ذَلِك (وأضفت) إِلَى ذَلِك مَا اتّفق لي ولغيري من الرُّؤْيَا الصَّحِيحَة الَّتِي ظَهرت كفلق الصُّبْح فَمَا اتَّفقُوا عَلَيْهِ بَينته بقول وَاحِد وَمَا اخْتلفُوا فِيهِ بَينته وبينت تَعْبِير كل وَاحِد على حَده وَمَا ظهر مَعْنَاهُ أولته بِدَلِيل أَو معنى وَاضح أَشرت فِي أَوله بقوله: قَالَ بعض المعبرين أَو قَالَ بَعضهم. (فصل فِي إِيضَاح أَدِلَّة تدل على أَن علم الرُّؤْيَا لَهُ أصل فِي الشَّرِيعَة) مِنْهَا قَوْله تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ مكنا ليوسف فِي الأَرْض ولنعلمه من تَأْوِيل الْأَحَادِيث} قَالَ الواحدي: هُوَ تَأْوِيل الرُّؤْيَا وَقَوله تَعَالَى: {لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} قَالَ بعض الْمُفَسّرين: يَعْنِي الرُّؤْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 الصَّالِحَة جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة قَالَ الشهرزوري فِي شَرحه للأربعين حَدِيثا وَكَذَا زين الْعَرَب فِي شَرحه للمصابيح: إِن مُدَّة ابْتِدَاء وَحي الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى مُفَارقَته الدُّنْيَا كَانَت ثَلَاثَة وَعشْرين سنة وَكَانَت سِتَّة أشهر مِنْهَا فِي أول الْأَمر يُوحى إِلَيْهِ مناما فَهِيَ جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من جملَة أَيَّام الْوَحْي لِأَنَّهُ عَاشَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة على أَكثر الرِّوَايَات وَأوحى إِلَيْهِ بعد أَرْبَعِينَ سنة وَمِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: من لم يُؤمن بالرؤيا الصَّالِحَة لم يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَمِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: لم يبْق من النُّبُوَّة إِلَّا الْمُبَشِّرَات وَهِي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُسلم أَو ترى لَهُ وَمِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: أصدقكم حَدِيثا أصدقكم رُؤْيا وَإِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد تكذب رُؤْيا الْمُؤمن وَلَا يَنْبَغِي لأحد أَن يكذب فِي رُؤْيَاهُ يزْعم أَنه رأى غير مَا رأى فَإِن الرُّؤْيَا وَحي يوحيه الله لَهُ فِي الْمَنَام وَمِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي صَحِيح البُخَارِيّ: أَن من تحلم بحلم لم يره كلف أَن يعْقد بَين شعيرتين وَلم يفعل وَمعنى الْحلم هُوَ معنى الرُّؤْيَا لَكِن غلب اسْتِعْمَال الرُّؤْيَا فِي المحبوبة والحلم فِي الْمَكْرُوهَة وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: أَلا أخْبركُم أَن الْإِنْسَان إِذا نَام عرج بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاء فَمَا رأى قبل أَن يصل إِلَى السَّمَاء فَذَلِك حلم وَمَا رأى بعد أَن يصل إِلَى السَّمَاء فَذَلِك الَّذِي يكون وَفِي قَول ابْن سِيرِين بَيَان أَن لَيْسَ كل مَا يرَاهُ الْإِنْسَان يكون صَحِيحا وَيجوز تَعْبِيره إِنَّمَا الصَّحِيح مِنْهُ مَا كَانَ من الله تَعَالَى يَأْتِيك بِهِ ملك الرُّؤْيَا وَهُوَ روحائيل من نُسْخَة أم الْكتاب يَعْنِي من اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَمَا سوى ذَلِك أضغاث أَحْلَام لَا تَأْوِيل لَهَا. (فصل فِي بَيَان معرفَة الرُّؤْيَا ومجاريها وقوتها وضعفها) وبينت مَا كَانَ مُسْتَقِيمًا وَاضحا وألغيت مَا كَانَ أضغاثاً مختلطاً وتأملت ذَلِك بِتَوْفِيق الله تَعَالَى. (وَاعْلَم) أَن صدق الرُّؤْيَا إِن نمت على جَنْبك الْأَيْمن لقَوْل ابْن سِيرِين: من نَام على جنبه الْأَيْمن فَرَأى رُؤْيا فَهِيَ من الله تَعَالَى وَمن نَام على جنبه الْأَيْسَر أَو على ظَهره وَرَأى رُؤْيا فَإِنَّهَا من قبل الْأَرْوَاح وَرُبمَا يَصح بعض وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي مَنَامه على بَطْنه فَهُوَ أضغاث أَحْلَام وأصدق مَا تكون الرُّؤْيَا فِي الرّبيع والصيف لما تقدم من الحَدِيث الشريف وَقد ذهب بَعضهم بِأَن تَفْسِير ذَلِك على هَذَا الْوَجْه وأضعف مَا تكون فِي الخريف والشتاء وَقد قَالَ ابْن سِيرِين وَغَيره: أقوى مَا تكون الرُّؤْيَا عِنْد إِدْرَاك الثِّمَار واجتماع أمرهَا وأضعف مَا تكون عِنْد سُقُوط وَرقهَا وَذَهَاب ثَمَرهَا وَقيل إِن الله تَعَالَى وكل على كل مدر وَشَجر ملكا لحفظه من الْجِنّ لِئَلَّا يفسدونه فَإِذا انْقَضى أوانها وَارْتَفَعت الْمَلَائِكَة والموكلون بهَا بَعدت النُّفُوس وتغيرت الأمزجة فتظهر الأحلام السوء والاضغاث. فصل وَأقرب مَا تخرج الرُّؤْيَا أَي تظهر الرُّؤْيَا إِذا رئيت آخر اللَّيْل فَإِنَّهُ ينْتَظر بهَا وروى أَن ابْن سِيرِين قَالَ: من رأى رُؤْيا أول اللَّيْل فَإِنَّهُ ينْتَظر بهَا إِلَى عشْرين سنة فمادون ذَلِك وَيُقَاس على اللَّيْل وعَلى السنين وَيعرف مَا مضى من اللَّيْل وَينْقص من السنين بِقَدرِهِ مِثَاله إِذا مضى من اللَّيْل نصفه ينْتَظر الرُّؤْيَا إِلَى عشر سِنِين فَمَا دون ذَلِك وَيُقَاس على ذَلِك وَمن رأى رُؤْيا بعد الصُّبْح فَإِنَّهُ ينْتَظر لَهَا مُدَّة شهر وَمَا دون ذَلِك وَكَذَلِكَ رُؤْيَة النَّهَار وَقد ظَهرت رُؤْيَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بعد عشْرين سنة فَلَا حل ذَلِك حد آخر انْتِظَار الرُّؤْيَا عشْرين وَقَالَ الْكرْمَانِي: أصح مَا تكون الرُّؤْيَا عِنْد استغراق النّوم لقَوْل عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه: مَا زَالَ الْإِنْسَان يرى الشَّيْء فَيكون وَيرى الشَّيْء فَلَا يكون وَالْجَوَاب عَن ذَلِك فِي قَول عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ. فصل وَقد يبطل تَأْوِيل الرُّؤْيَا إِذا كَانَ الْإِنْسَان قد عمل فِيمَا يرَاهُ فِي مَنَامه وشغل بِهِ فِي الْيَقَظَة سره وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الرُّؤْيَا ثَلَاثَة فالرؤيا الصَّالِحَة بشرى من الله تَعَالَى والرؤيا من تخويف الشَّيْطَان والرؤيا مِمَّا يحدث بِهِ الرجل نَفسه وَقَالَ بعض المعبرين: الرُّؤْيَا الصَّالِحَة على قسمَيْنِ: قسم بشرى وَقسم تحذير وَقد تخرج الرُّؤْيَا على مآرب كَثِيرَة وَقد رأى كسْرَى فِي الْمَنَام زَوَال ملكه وَظُهُور مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ كَذَلِك وَقد رأى النمرود حِين رمى الْخَلِيل إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام بمنجنيق أَن الْخَلِيل فِي رَوْضَة خضراء وفيهَا عين جَارِيَة فَكَانَ كَذَلِك وَرَأى فِرْعَوْن أَنه دخل الْبَحْر وَجُنُوده فَغَرقُوا فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَإِن لم تخرج الرُّؤْيَا لصَاحِبهَا خرجت لِبَنِيهِ أَو لنظيره أَو لأحد من عشيرته وَقد رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه أَن ابْن أبي الْعيص فِي الْجنَّة بعد مَوته وَكَانَ مُشْركًا فأولها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عتاب بن أسيد لِأَنَّهُ كَانَ نَظِيره وَإِن عبرت الرُّؤْيَا فِي الْمَنَام فَإِنَّهَا تخرج على نَحْو مَا عبرت بِهِ إِذا كَانَ الْمعبر مِمَّن يركن إِلَيْهِ وسيمته الْخَيْر وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 رأى الْإِنْسَان رُؤْيا مِمَّا تدل على خير أَو غَيره ثمَّ انتظرها فرآها على صفة مَا رأى أَولا فَتكون قد عبرت وَلَا يكون ذَلِك تَكْرَارا عِنْد بعض المعبرين وَلَيْسَت الرُّؤْيَا تبطل بِتَأْوِيل مَا أول بِمَا يُخَالف التَّعْبِير إِذْ لَو كَانَ ذَلِك لبطلت رُؤْيا عَزِيز مصر لقَوْل المعبرين اضغاث أَحْلَام وَإِن الشَّيْطَان يتَمَثَّل فِي الرُّؤْيَا بِكُل شَيْء إِلَّا بِاللَّه تَعَالَى وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَفِي الحَدِيث: إِذا رأى أحدكُم مَا يكره فَليقمْ وليتفل وَلَا يحدث بِهِ النَّاس وَفِي الحَدِيث: الْمَنَام على رجل طَائِر إِذا قصّ وَقع وَأول بَعضهم قصّ الرجل الْوُقُوع وَفِي حَدِيث آخر مَا يدل مَعْنَاهُ أَن الْإِنْسَان إِذا رأى فِي مَنَامه مَا يكره فَلَا يحدث بِهِ أحدا وَأَن يبصق عَن يسَاره ويتعوذ من الشَّيْطَان فَإِنَّهُ لَا يضرّهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَيَنْبَغِي أَن يكون الْمعبر ذَا حذاقة وفطنة صَدُوقًا فِي كَلَامه حسنا فِي أَفعاله مشتهراً بالديانة والصيانة بِحَيْثُ لَا يُنكر عَلَيْهِ فِيمَا يعبره لشهرة صدقه وَلذَلِك سمى الله يُوسُف بِالصديقِ وَأَن يكون عَارِفًا بالأصول فِي علم التَّعْبِير وَأَن يُمَيّز رُؤْيَة كل أحد بِحَسب حَاله وَمَا يَلِيق بِهِ وَمَا يُنَاسِبه وَلَا يُسَاوِي النَّاس فِيمَا يرونه وَيعْتَبر فِي تَعْبِيره على مَا يظْهر لَهُ من آيَات الْقُرْآن وَتَفْسِيره وَمن حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا يَنْقُلهُ المتقدمون فِي كتبهمْ وَقد يَقع نَوَادِر ويعتمد على تعبيرها من الْأَلْفَاظ الجلية الظَّاهِرَة بَين النَّاس وَمَا نقل عَن الأدباء فِي أشعارهم وَغير ذَلِك من أَشْيَاء تناسب فِي الْمَعْنى كَمَا سنذكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى بعض ذَلِك فِي بَاب النَّوَادِر وَلَو اعْتمد المعبرون على مَا ضبط فِي الْكتب خَاصَّة لعجزوا عَن أَشْيَاء كَثِيرَة لم تذكر فِي الْكتب لِأَن علم التَّعْبِير وَاخْتِلَاف رُؤْيا النَّاس كبحر لَيْسَ لَهُ شاطئ وَقد وضعت هَذَا الْكتاب مُلَخصا وبوبته ثَمَانِينَ بَابا وَجعلت لكل بَاب مَا يُنَاسِبه من مَعَانِيه وأسأل الله الْعِصْمَة من الْخَطَأ وَالنِّسْيَان فَإِنَّهُ حسبي وَنعم الْوَكِيل. (الْبَاب الأول) (فِي رُؤْيَة الله تَعَالَى وَالْعرش والكرسي واللوح والقلم وسدرة الْمُنْتَهى) 3 - (فصل فِي رُؤْيَة الله تَعَالَى) قَالَ دانيال: من رأى الله عز وَجل من الْمُؤمنِينَ فِي مَنَامه بِلَا كَيفَ وَلَا كَيْفيَّة مثل مَا ورد فِي الْأَخْبَار يدل على أَنه تَعَالَى يرِيه ذَاته يَوْم الْقِيَامَة وتنجح حَاجته (وَمن) رَآهُ وَهُوَ قَائِم وَالله تَعَالَى ينظر إِلَيْهِ دَائِما يدل على أَن هَذَا العَبْد يسلم فِي أَمر يكون فِي رَحْمَة الله تَعَالَى فَإِن كَانَ مذنبا يَنْبَغِي أَن يَتُوب وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى الله تَعَالَى وَهُوَ يتَكَلَّم مَعَه يدل على أَن هَذَا العَبْد يكون عِنْد الله عَزِيزًا لقَوْله تَعَالَى: {وقربناه نجيا} (وَمن رأى) أَن الله كَلمه من وَرَاء حجاب يدل على زِيَادَة مَاله وَنعمته وَقُوَّة دينه وأمانته (وَمن رأى) أَن الله كَلمه لَا من وَرَاء حجاب يدل على وُقُوع الْخطاب عَلَيْهِ لأجل الدّين لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب} (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى قربه وعززه ورحمه بكرامة يدل على أَنه تَعَالَى يرحمه فِي الْآخِرَة وَلكنه يَبْتَلِيه فِي الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى يعظه يعْمل عملا يكون لله فِيهِ رضَا لقَوْله تَعَالَى: {يعظكم لَعَلَّكُمْ تذكرُونَ} (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى بشره بِالْخَيرِ يدل على أَن الله تَعَالَى رَاض عَنهُ (وَمن) رأى أَنه بشره بِالشَّرِّ يدل على أَن الله تَعَالَى غَضْبَان عَلَيْهِ فليتق الله وَيحسن أَفعاله. (وَمن) رأى أَنه قَائِم بَين يَدي الله ناكسا رَأسه يدل على أَنه يصل إِلَيْهِ ظَالِم لقَوْله تَعَالَى: {وَلَو ترى إِذْ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عِنْد رَبهم} وَقَالَ الْكرْمَانِي: من أعطَاهُ الله تَعَالَى شَيْئا فِي مَنَامه سلط الْبلَاء والمحنة على بدنه فِي الدُّنْيَا (وَمن) رأى الله تَعَالَى وَرَأى من يُخبرهُ يَقع لَهُ حَاجَة عِنْد أحد من النَّاس وَيكون قَضَاؤُهَا على مَا تكون الرُّؤْيَا لَهُ (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى نزل على أَرض أَو مَدِينَة أَو قَرْيَة أَو حارة وَنَحْو ذَلِك يدل على أَن الله تَعَالَى ينصر أهل ذَلِك الْمَكَان ويظفرهم على الْأَعْدَاء فَإِن كَانَ فِيهَا قحط يدل على الخصب وَإِن كَانَ فِيهَا خصب زَاد الله خصبها ويرزق أَهلهَا التَّسْوِيَة (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى نور وَهُوَ قَادر على وَصفه فَإِنَّهُ يدل على أَن الله تَعَالَى سَمَّاهُ باسم آخر يحصل لَهُ شرف وعظمة (وَمن) رأى أَن الله تَعَالَى قَالَ لَهُ تعال إِلَى يدل على قرب أَجله (وَمن) رأى أَن الله تَعَالَى غضب على أهل مَكَان يدل على أَن قَاضِي ذَلِك الْمَكَان يمِيل فِي الْقَضَاء وَأَنه يظلم الرّعية أَو عالمه يكون غير متدين وَإِن كَانَ الرَّائِي سَارِقا سَقَطت رجله وَيدل على أَن الرَّائِي يكون مذنبا أَيْضا ولائقا بالعقوبة وَيَقَع فِي ذَلِك الْمَكَان بلَاء وفتنة. (وَمن) رأى أَن الله تَعَالَى على صُورَة رجل مَعْرُوف يدل على أَن ذَلِك الرجل قاهر وعظيم (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى فِي الْمَقَابِر يدل على نزُول الرَّحْمَة على تِلْكَ الْمَقَابِر (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى على صُورَة وَهُوَ يسْجد لَهَا فَإِنَّهُ يفتري على الله تَعَالَى: (وَمن رأى) أَنه يسب الله تَعَالَى يكون كَافِرًا بِنِعْمَة الله تَعَالَى وساخطاً لقضائه وَحكمه وَمن رأى أَن الله تَعَالَى جَالس على سَرِير أَو مُضْطَجع أَو نَائِم أَو غير ذَلِك مِمَّا لَا يَلِيق فِي حَقه جلّ وَعز يدل على أَن الرَّائِي يعْصى الله تَعَالَى ويصاحب الأشرار وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: رُؤْيا الله تَعَالَى فِي الْمَنَام تؤول على سَبْعَة أوجه: حُصُول نعْمَة فِي الدُّنْيَا وراحة فِي الْآخِرَة وَأمن وراحة وَنور وهداية وَقُوَّة للدّين وَالْعَفو وَالدُّخُول إِلَى الْجنَّة بكرمه وَيظْهر الْعدْل ويقهر الظلمَة فِي تِلْكَ الديار ويعز الرَّائِي ويشرفه وَينظر إِلَيْهِ نظرة الرَّحْمَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سَأَلت مُحَمَّد بن سِيرِين أَي الرُّؤْيَا أصح عنْدك؟ قَالَ: أَن يرى العَبْد خالقه بِلَا كَيفَ وَلَا كَيْفيَّة وَقَالَ السالمي رَحمَه الله: من رأى الله عز وَجل وَهُوَ يعانقه أَو يقبله فَازَ بِالْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ ونال من حسن الْعَمَل مَا يرغبه (وَمن رأى) أَنه أعطَاهُ شَيْئا من أُمُور الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ أسقام (وَمن رأى) أَنه وعده بالمغفرة أَو بشره أَو غير ذَلِك فَإِن الْوَعْد يكون على حِكْمَة لقَوْله تَعَالَى: {قَوْله الْحق} (وَمن رأى) أَنه يفر من الله تَعَالَى وَهُوَ يَطْلُبهُ فَإِنَّهُ يحول عَن الْعِبَادَة وَالطَّاعَة أَو يعْتق وَالِده إِن كَانَ حَيا أَو يأبق من سَيّده إِن كَانَ لَهُ سيد. (وَمن رأى) أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يهينه يكون ذَا بِدعَة فليتق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لقَوْله: {يسمعُونَ كَلَام الله ثمَّ يحرفونه من بعد مَا عقلوه} الْآيَة وَمن رأى أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على غير مَا ذكرنَا جَمِيعه يكون نوعا مُفردا مِمَّا يُوَافق الشَّرِيعَة فَهُوَ خير على كل حَال وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ قَائِم بَين يَدي الله تَعَالَى وَالله ينظر إِلَيْهِ فَإِن كَانَ من الصَّالِحين فليحذر الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى: {يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين} (وَمن رأى) كَأَنَّهُ يكلم الله من وَرَاء حجاب فَإِنَّهُ يحسن دينه وَإِن كَانَ عِنْده أَمَانَة أَدَّاهَا وَإِن كَانَ ذَا سُلْطَان نفذ أمره (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم مَعَ الله تَعَالَى من غير حجاب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خلل فِي دينه لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله} الْآيَة (وَمن رأى) أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَاسبه أَو غفر لَهُ وَلم يعاين صفة لقى الله فِي الْقِيَامَة كَذَلِك (وَمن رأى) أَن الله تَعَالَى ساخط عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَاق لوَالِديهِ فليستغفر لَهُم وَرُبمَا يسْقط من مَكَان رفيع لقَوْله تَعَالَى: {وَمن يحلل عَلَيْهِ غَضَبي فقد هوى} . 4 - (فصل فِي رُؤْيَة الْعَرْش وَمَا يَتَّصِف بِهِ) من رَآهُ على هَيئته الموصوفة عِنْد الْعلمَاء فَهُوَ خير على كل حَال وَقيل إِن الْعَرْش يعبر بأمير كَبِير وَمن رَآهُ وَهُوَ مزخرف يعبر بِأَنَّهُ يصاحب رجلا جليل الْقدر وَيحصل لَهُ مِنْهُ عز وجاه وَإِن رَآهُ بالزخرف ملونا بألوان شَتَّى يدل على أَن الرَّائِي يصاحب رُؤَسَاء ذَوي فَضَائِل وَمَعْرِفَة بعلو قدره وَمن رَآهُ على غير هَيْئَة حَسَنَة يكون ذَلِك نقصا فِي حق الرَّائِي وحقارة لَهُ (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة الْعَرْش تؤول على خَمْسَة أوجه: رفْعَة ومرتبة ورياسة وَعز وجاه وَمن رأى أَنه يُطِيل النّظر إِلَى الْعَرْش من غير مشقة فَإِنَّهُ يَدُوم فِي سُلْطَانه. 5 - (فصل فِي رُؤْيَة كرْسِي الله تَعَالَى وَهُوَ فِي الْمَنَام علم) وَقَالَ بعض المعبرين: هُوَ رجل كَامِل عَاقل (وَقَالَ) جَابر المغربي: الْكُرْسِيّ يؤول بمطيع أَو زاهد تَقِيّ كَامِل أَو ملك عَادل ورع عَالم وَمن رأى أَنه متلأليء بِالنورِ وَعَلِيهِ جلالة رهيبة فَيكون الرَّائِي ذَا مهابة وَصَلَاح وَإِن رَآهَا أحد من الْعلمَاء يكون فِي حَقه أحسن من غَيره ويصل إِلَى رائيه خير من السُّلْطَان الْعَادِل أَو من الْعَالم الْعَامِل وَيكثر مَاله (وَمن) رأى بضد ذَلِك يدل على حُصُول نقص فِي أُمُور الْعلمَاء والأدباء (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيَة الْكُرْسِيّ تؤول على سِتَّة أوجه الْعدْل والعز وَالْولَايَة وعلو الْأَمر وَالْقدر والجاه وَأما الْكُرْسِيّ يؤلفه النجار فَهُوَ امْرَأَة بِقدر ذَلِك الْكُرْسِيّ (وَقَالَ) السالمي: رُؤْيَة الْكُرْسِيّ خير على كل حَال مَا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر فِي الشَّرِيعَة إِن فَإِن كَانَ فِيهِ مَا يُنكر فَلَيْسَ بجيد فِي حق الرَّائِي إِمَّا فِي الدّين أَو فِي أَمر يَطْلُبهُ من أُمُور الدُّنْيَا. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 6 - (فصل فِي رُؤْيَة اللَّوْح الْمَحْفُوظ) وَهِي تعبر بِرُؤْيَة رجل عَالم مُؤمن مَقْبُول الْكَلَام (وَقَالَ) بعض المعبرين: هُوَ رجل مصلح ينْفق مَاله فِي طَرِيق الْحق (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: هُوَ يؤول للرائي بِحُصُول علم وَقُرْآن وَحِكْمَة لقَوْله عز وَجل: {بل هُوَ قُرْآن مجيد فِي لوح مَحْفُوظ} وَقَالَ جَابر المغربي: وَمن رأى اللَّوْح الْمَحْفُوظ صَغِيرا حَقِيرًا يدل على كَون حَال الرَّائِي رديئا وَمن رأى اسْمه مَكْتُوبًا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله (وَمن رأى) شَيْئا مَكْتُوبًا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ يكون ذَلِك الشَّيْء مَوْجُودا بِعَيْنِه وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيَته اللَّوْح الَّذِي يتَعَلَّم فِيهِ الصّبيان يؤول على سِتَّة أوجه رياسة وَولد وعالم وهداية ونفاذ أَمر وَعلم. 7 - (فصل فِي رُؤْيَة الْقَلَم) فَمن رأى قلم الْقُدْرَة وَهُوَ يكْتب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَفسّر قِرَاءَة الْكتاب فَإِن الرُّؤْيَة تكون كَمَا هِيَ مَكْتُوبَة وَإِن لم يُفَسر الْكِتَابَة فَإِنَّهُ يكون متفكرا فِي خلق الله ورؤية الْقَلَم مَا لم يكن فِيهِ حَادث فَهِيَ جَيِّدَة وَإِن كَانَ فِيهِ حَادث فَهِيَ تشوش خاطر أَو تَعْطِيل مَا يَقْصِدهُ من أُمُور الدُّنْيَا وَأما أَقْلَام الْكِتَابَة فلهَا تأويلات فَمن رأى أَن بِيَدِهِ قَلما يرزقه الله تَعَالَى ولدا عَالما وَقيل إِنَّه وَظِيفَة وَقيل علم لقَوْله تَعَالَى: {علم بالقلم} الْآيَة وَإِن رَآهُ يكْتب بِهِ فَهُوَ مشي حَال وَقَضَاء حَاجَة (وَمن رأى) بِهِ مَا يعِيبهُ فَهُوَ ضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يكْتب وَلَا يظْهر أثر كِتَابَته فَإِنَّهُ إِن كَانَ صَاحب منصب عزل عَنهُ وَقيل أمره لَا ينفذ وَقد رأى بعض الْأَعْيَان بِيَدِهِ أَرْبَعَة أَقْلَام فعبرت بأَرْبعَة وظائف وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَمن رأى بِيَدِهِ عدَّة أَقْلَام فَهُوَ خير على كل حَال وَمن رأى أَنه يبرى قَلما وَأتم برايته يكون مُسَددًا فِي أُمُوره وَإِن عسرت عَلَيْهِ برايته يكون بضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يَمْتَد قَلما من دَوَاة مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يركب فَاحِشَة (وَمن رأى) أَنه زوج قَلما إِلَى قلم فَفِيهِ وَجْهَان إِمَّا أَن يُولد لَهُ ولدان أَو يَأْتِيهِ أَخ (وَمن رأى) أَن قلمه ضَاعَ أَو سرق أَو بَاعه أَو كسر فَلَا خير فِيهِ وَيكون التَّعْبِير على قدر حسب الرَّائِي وَمن رأى أَنه يكْتب بقلم وَهُوَ أُمِّي فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا يدل على قرب وَفَاته وَقَالَ الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيَة الْقَلَم تؤول على سَبْعَة أوجه: حِكْمَة وَأمر وَعلم وأبهة وَولَايَة واستقامة الْأَشْيَاء ونيل المُرَاد. 8 - (فصل فِي رُؤْيَة سِدْرَة الْمُنْتَهى) من رأى بهَا أوراقاً ثَابِتَة يدل على كَثْرَة المواليد فِي ذَلِك الزَّمَان وَالْمَكَان (وَمن رأى) وَرقهَا أَو بعضه يتساقط فَيدل على وُقُوع فنَاء (وَمن رأى) أَن ورقة عَلَيْهَا اسْم معِين اصْفَرَّتْ يكون قرب أجل صَاحب ذَلِك الِاسْم وَإِن سَقَطت يكون فرَاغ عمره (وَمن رأى) أَنَّهَا خَالِيَة عَن أوراقها لَا خير فِيهِ وَرُبمَا دلّت رؤيتها على انْتِهَاء أَمر الرَّائِي بِمَا هُوَ فِيهِ من خير أَو شَرّ لاشتقاق اسْمهَا. (الْبَاب الثَّانِي) (فِي رُؤْيَة الْمَلَائِكَة وَالْوَحي وَالسَّمَاوَات والأفلاك) فصل من رأى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يُسَافر فِي طلب علم وَيدْرك أمْنِيته وَإِن تَكَرَّرت رُؤْيَاهُ فَإِنَّهُ ظفر على الْأَعْدَاء وَرُبمَا أَمر بِمَعْرُوف أَو نهى عَن مُنكر (وَمن رأى) مِيكَائِيل فَإِنَّهُ يرْزق مَالا وشرفا وَعزا وَيكون سخيا جوادا (وَمن رأى) إسْرَافيل فَإِنَّهُ خبر صَالح وسفر فِيهِ معاش بمصلحة وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) عزرائيل ملك الْمَوْت فليستعد للْمَوْت وَإِن كَانَ هُنَاكَ عليل يدل على مَوته وَرُبمَا دلّ ذَلِك على عَدو قَاصد فليعتبر بِسوء أَحْوَال الرُّؤْيَا وَمَا تدل عَلَيْهِ من صَلَاح وَفَسَاد (وَمن رأى) أَنه يقبله فَيدل على حُصُول مِيرَاث وَقيل تدل على تفرق جمَاعَة أَو حُدُوث أَمر مَكْرُوه (وَمن رأى) أحدا من الْمَلَائِكَة الروحانية أَو الْكِرَام الْكَاتِبين فَإِن ذَلِك شَهَادَة يرزقها أَو شَهَادَة تقع عَلَيْهِ وَمن رأى أحد الْمَلَائِكَة فِي مَوضِع فَإِن الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 أَهله يصيبون خيرا وظفرا وفرجا من هم أَو غم وَإِذا رأى جملَة من الْمَلَائِكَة فَرُبمَا يدل على عَسْكَر وَرُبمَا يكون طاعونا وحربا (وَقَالَ) بَعضهم: الْملك يعبر بِالْملكِ أَو بقاصده. (وَمن رأى) أَنه يطير مَعَ الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُ ينَال السَّعَادَة فِي الْآخِرَة ويفوز برضوان الله وَكَرمه (وَمن رأى) أحدا من الْمَلَائِكَة على هَيْئَة إِنْسَان حسن الملبس والمنظر فَإِنَّهُ سرُور وَخير وَإِن رَآهُ على صُورَة قبيحة أَو نُقْصَان فَإِنَّهُ ضد ذَلِك وَإِن رأى ملكا وَأخْبرهُ بِأَمْر فَيكون كَذَلِك وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيَة الْمَلَائِكَة إِذا كَانُوا معروفين تدل على حُصُول شَيْء لصَاحب الرُّؤْيَا وَعز وَقُوَّة وَبشَارَة وَنَصره وَأمن وَيسر وَحج (وَمن رأى) الْمَلَائِكَة هَبَطت فِي مَكَان فَإِنَّهُ يؤول بالنصرة لأَهله (وَمن رأى) أحدا من الْمَلَائِكَة على صفة النسْوَة فَإِنَّهُ يؤول بكذبه على الله تَعَالَى (وَمن رأى) كَأَن الْمَلَائِكَة يلعنونه فَإِنَّهُ يؤول بِفساد دينه وَعدم اعْتِقَاده (وَمن رأى) أحدا من الْمَلَائِكَة يصنع شَيْئا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يؤول على حسن دين صَاحب تِلْكَ الصَّنْعَة وسلوكه فِيهَا وَفِي تِلْكَ الطَّرِيقَة الحميدة (وَمن رأى) أَنه صَاحب ملكا فَإِنَّهُ عز ودولة ورفعة وظفر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْوَحْي) من رأى أَنه أوحى إِلَيْهِ أَو إِلَى غَيره بِأَمْر على لِسَان ملك مَعْرُوف الْهَيْئَة لَا يشك فِيهِ فَإِنَّهُ يعبر على سِتَّة أوجه: أَولهَا مَا يخبر بِهِ حق لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدَّال مَعْنَاهُ على ذَلِك وَالثَّانِي: تَفْوِيض أَمر إِلَيْهِ أَو وُصُول خبر من السُّلْطَان على لِسَان وَاسِطَة ثمَّ يعْتَبر الْخَبَر على مَا يظْهر مِمَّا قيل للرائي وَالثَّالِث: علو شَأْن وارتفاع مَكَان وَعز وإقبال وَالرَّابِع: زِيَادَة فِي الْعلم وَصَلَاح فِي الدّين وسياسة فِي الْأُمُور وَالْخَامِس: رُبمَا يكون مضى من عمر الرَّائِي أَرْبَعُونَ سنة إِذا كَانَ مِمَّا يعبر عَنهُ وَالسَّادِس: إِنَّه كَرَامَة من الله تَعَالَى وعصمة. 4 - (فصل فِي رُؤْيا السَّمَاوَات) من رأى أَنه فِي السَّمَاء الأولى فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء الثَّانِيَة يحصل لَهُ علم وَحِكْمَة وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء الثَّالِثَة يحصل لَهُ الْعِزّ والإقبال فِي الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَنه فِي السَّمَاء الرَّابِعَة فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى السُّلْطَان وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء الْخَامِسَة يحصل لَهُ فزع وجزع (وَمن رأى) أَنه فِي السَّمَاء السَّادِسَة يحصل لَهُ سَعَادَة وجاه (وَمن) رأى أَنه صعد إِلَى السَّمَاء وَوجد بَابهَا مغلوقا فَلَا خير فِيهِ وَيدل على عمله إِمَّا برياء أَو نقص فِيهِ (وَمن رأى) أَنه لَا يَسْتَطِيع النّظر إِلَى السَّمَاء نكس رَأسه فَإِنَّهُ يعز سُلْطَانه وَتغَير أُمُوره وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فِي السَّمَاء فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُسَافر سفرا عَظِيما ويجد فِي ذَلِك السّفر عزا ومرتبة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَمن) رأى أَنه طَار على عرض السَّمَاء يكون مثل ذَلِك وَمن رأى أَنه يُسَافر مُسْتَقِيمًا إِلَى أَن وصل إِلَى السَّمَاء يدل على وُصُول شدَّة ونصرة للرائي وَمن رأى أَنه سَار إِلَى السَّمَاء قَائِما وَلم يعد إِلَى الأَرْض يدل على انْقِضَاء عمره (وَمن رأى) أَن رَأسه وصل إِلَى السَّمَاء يدل على علو الْمنزلَة وَزِيَادَة الأبهة (وَمن رأى) انه سمع من السَّمَاء نِدَاء مُنَاد فَإِنَّهُ يكون خيرا. (قَالَ) الْكرْمَانِي: من رأى أَنه بني فِي السَّمَاء بِنَاء فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَمن رأى أَنه بنى فِي السَّمَاء بِنَاء من الْآجر والجص يدل على أَنه يكون مغرورا فِي الدُّنْيَا وَمن رأى أَنه نزل من السَّمَاء رمل أَو تُرَاب إِن كَانَ قَلِيلا يكون جيدا وَإِن كَانَ كثيرا يكون ضد ذَلِك وَمن رأى أَنه نزل من السَّمَاء نَار أَو عقرب أَو حَيَّة أَو حجر يدل على نزُول عَذَاب الله على ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) أَنه تدلى من السَّمَاء يدل على أَنه يتَمَسَّك بدين الله وَسنة رَسُوله (وَمن رأى) أَنه مُعَلّق من السَّمَاء بِحَبل يدل على علو أمره (وَمن رأى) ابواب السَّمَاء مفتحة يدل على إِجَابَة الدُّعَاء وَكَثْرَة الأمطار وجريان الْمِيَاه لقَوْله تَعَالَى: {ففتحنا أَبْوَاب السَّمَاء بِمَاء منهمر} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه صعد إِلَى السَّمَاء بسلم أَو بِسَبَب من الْأَسْبَاب نَالَ من الْملك حظرة ورفعة وَإِن صعد إِلَيْهَا بِلَا سلم وَلَا سَبَب نَالَ مِنْهُ خوفًا. (وَمن) رأى أَنه غَابَ فِي إِحْدَى السَّمَاوَات وَلم يدر بِنَفسِهِ فِي أَي سَمَاء هُوَ وَلم يرجع إِلَى الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَمُوت لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 محَالة لقَوْله تَعَالَى: {إِنِّي متوفيك ورافعك إِلَيّ} وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء وَلم يدر مَتى صعد إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يدْخل الْجنَّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى (وَمن رأى) أَنه وَقع من السَّمَاء فَإِن ذَلِك مَكْرُوه فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى: {وَمن يُشْرك بِاللَّه فَكَأَنَّمَا خر من السَّمَاء} الْآيَة وَمن رأى ذَلِك سُلْطَانا أَو ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ يَزُول عَنهُ سُلْطَانه وَلَا يتم لَهُ أمره (وَمن رأى) أَن طَائِر طَار بِهِ إِلَى السَّمَاء وَلم يَقع فَإِنَّهُ يُصِيبهُ رفْعَة وَخيرا (وَمن رأى) فِي السَّمَاء سِرَاجًا فَإِنَّهُ يؤول ذَلِك بالشمس فَإِن رَآهُ انطفأ فَإِن الشَّمْس تكسف (وَمن رأى) أَن السَّمَاء انشقت فَإِنَّهُ اخْتِلَاف بَين النَّاس أَو كذب على الله لقَوْله تَعَالَى: {تكَاد السَّمَاوَات يتفطرن مِنْهُ} الْآيَة (وَقيل) رُؤْيَة السَّمَاوَات سفر وغيبة وَقيل أمطار لِأَن الْعَرَب تسمى الْمَطَر سَمَاء وأنشدوا فِي ذَلِك شعرًا: (إِذا نزل السَّمَاء بِأَرْض قوم ... رعيناه وَإِن كَانُوا غضابا) (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: (من رأى) لون السَّمَاء أَبيض يكون فِي ذَلِك الْمَكَان نعْمَة وخصب وَإِن رَآهُ أَخْضَر فَهُوَ خير وَإِن رَآهُ أصفر فَهُوَ دَاء وَمرض وَإِن رَآهُ أَحْمَر فَهُوَ حَرْب وَسَفك دم وَإِن رَآهُ أسود فَهُوَ قحط وضيق وَإِن رأى أَن السَّمَاء تتلون يكون فِي ذَلِك الْمَكَان بلَاء وفتنة عَظِيمَة. (وَمن رأى) فِي السَّمَاء عَلَامَات حَمْرَاء مثل الأعمدة يكون لمثل ذَلِك الْمَكَان قُوَّة ونصرة (وَمن رأى) أَنه عبد السَّمَاء يكون ضَالًّا بِلَا دين (وَمن رأى) أَنه نزل من السَّمَاء حِنْطَة أَو دَقِيق تكون نعْمَته مزيدة (وَمن رأى) أَن فِي السَّمَاء أشجارا أَو قناديل موقدة أَو نَحْوهَا يدل على انْتِقَال جمَاعَة من أهل الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَة فَإِن عرف من ذَلِك شَيْئا أَو قيل لَهُ هَذَا لفُلَان يكون الْمُنْتَقل هُوَ بِعَيْنِه. 5 - (فصل فِي رُؤْيَة الأفلاك) من رأى أَن الْفلك دائر فَإِنَّهُ تحسن معيشته وَإِن رَآهُ وَاقِفًا من غير دوران يكون ضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه مُتَعَلق بِهِ مُتَمَكن مِنْهُ فَإِنَّهُ يهم بِأَمْر وينتج فِيهِ وَإِن لم يتَمَكَّن يكون ضد ذَلِك (وَمن رأى) أَن الْفلك يَدُور أَو يَتَحَرَّك فَإِنَّهُ يُسَافر من منزله إِلَى منزل آخر. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْبَيْت الْمَعْمُور وَهُوَ يؤول على أوجه) (قَالَ) ابْن سِيرِين: من رأى أَنه دخل فِيهِ فَإِنَّهُ يتَقَدَّم على قوم وَيظْهر بِالْعلمِ وينجح ويأمن من شَرّ الْأَعْدَاء (وَمن رأى) أَن الْبَيْت الْمَعْمُور مَوْضُوع على الأَرْض فَإِنَّهُ يدل على مصاحبة ملك عَادل (وَمن رأى) أَنه قَامَ فِي الْبَيْت الْمَعْمُور فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله (وَمن رأى) أَنه دخل أَو فعل فِيهِ شَيْئا من أَنْوَاع الْعِبَادَات فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: من رأى طَرِيقا مُسْتَقِيمًا من الأَرْض إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة الْحجَّاج فِي تِلْكَ السّنة (وَمن رأى) أَن الْبَيْت الْمَعْمُور مزخرف أَو بِهِ مَا يزين فَإِنَّهُ يؤول بنظام الْأَمر ونتائج الْأَحْوَال فِي حق الْعلمَاء. (الْبَاب الثَّالِث) (فِي رُؤْيا الشَّمْس وَالْقَمَر وَالْكَوَاكِب وَاللَّيْل وَالنَّهَار وَالْحر وَالْبرد) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الشَّمْس) (قَالَ) دانيال: رُؤْيا الشَّمْس تؤول بالخليفة وَالسُّلْطَان فَمن رأى أحدث فِيهَا حَادث مِمَّا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَيكون عَائِدًا إِلَيْهَا حسب الْحَادِث (وَمن رأى) أَنه قبض الشَّمْس فِي السَّمَاء بِيَدِهِ أَو جعلهَا فِي ملكه أَو صَار شمسا أَو صَار فِي مَكَانهَا أَو أَخذ من ضوئها يحصل لَهُ السلطنة إِن كَانَ يَلِيق بِهِ ذَلِك وَإِلَّا يحصل للرائي عَظمَة وأبهة على مِقْدَاره ويتقرب عِنْده أَو يَنُوب عَنهُ (وَمن رأى) أَنه أَخذ الشَّمْس بِيَدِهِ لَكِن لَا من السَّمَاء وَلَا نور لَهَا وَلَا شُعَاع وَأَنَّهَا لم تكن مظْلمَة يحصل لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 الْفرج من الغموم وَإِن كَانَت مظْلمَة وَلم يكن فِي مَكَان يحْتَاج السُّلْطَان إِلَى الرَّائِي فِي أَمر من الْأُمُور. (وَقَالَ) جَابر المغربي: الشَّمْس تعبر بالوالدة وَاسْتدلَّ لذَلِك بقوله تَعَالَى فِي قصَّة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: {إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا وَالشَّمْس وَالْقَمَر رَأَيْتهمْ لي ساجدين} (وَمن رأى) الشَّمْس مضيئة قد طلعت فِي بَيته خَاصَّة يخْطب امْرَأَة من أَقَاربه وَإِن رَآهَا طلعت فِي بَيت غَيره يخْطب امْرَأَة من الْأَجَانِب وَفِي كِلَاهُمَا يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من أهل تِلْكَ الْمَرْأَة (وَمن) رأى أَنه يسْجد للشمس يظْهر مِنْهُ خَطِيئَة (وَمن رأى) الشَّمْس على الأَرْض وَلَا ضوء لَهَا يدل على عزل ملك ذَلِك الْمَكَان (وَمن رَآهَا فِي يَده مظْلمَة سَوْدَاء) يحصل للْملك وللرائي مَا يكرهانه (وَمن رأى) الشَّمْس فِي منخس وَغَابَتْ فِيهِ يدل على موت السُّلْطَان لَا محَالة. (وَقَالَ) إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: (وَمن رأى) الشَّمْس تكَلمه فَإِنَّهُ ينَال من السُّلْطَان عزا وشرفا (وَمن رأى) شمسين قد اصطكا فَإِنَّهُمَا سلطانان يقتتلان (وَمن رأى) أَن الشَّمْس طلعت من الأَرْض وأنارت كَمَا تكون فَإِن كَانَ مَرِيضا يدل على إِفَاقَته وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يدل على رُجُوعه سالما غانما (وَمن رأى) أَن الشَّمْس طلعت بعد مَا غَابَتْ فَإِن كَانَ فِي أَمر ملتبس ينْكَشف لَهُ أَو تنْفق سلْعَته وصناعته بعد كسادها أَو يُرَاجع زَوجته (وَمن رأى) أَن الشَّمْس طلعت من الْمغرب أَو من غير مطْلعهَا فَإِنَّهُ يكون حَادِثا يحدث أَو تكون آيَة للرائي إِن كَانَ مُطيعًا فَهِيَ تبشير وَإِن كَانَ عَاصِيا فَهِيَ إنذار (قَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : الشَّمْس تؤول عِنْد المعبرين على ثَمَانِيَة أوجه: خَليفَة وسلطان وَرَئِيس وعالم كَبِير وَعدل وَنذر وبعل امْرَأَة وَامْرَأَتَيْنِ (قَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (وَمن رأى) الشَّمْس تَدور حول السَّمَاء وَهُوَ نَاظر إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يكون مرشداً للْملك يقْتَدى بِرَأْيهِ وَرُبمَا كَانَت الشَّمْس أَمِيرا عَظِيم المزية تَوليته عَن الْخَلِيفَة وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة جميلَة أَو جملَة من الذَّهَب. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْقَمَر) قَالَ دانيال: يؤول إِمَّا بوزير الْخَلِيفَة أَو بوزير الْملك أَو بِمن يقوم مقامهما فَمن رأى أَنه أمسك الْقَمَر أَو جعله فِي ملكه يدل على أَنه يكون وزيرا للْملك أَو مقربا عِنْده أَو خَاصّا من خواصه (وَمن رأى) أَنه حَارب الْقَمَر يدل على أَنه يحصل لَهُ الْمُحَاربَة مَعَ أحد هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين (وَمن رأى) أَنه أَقَامَ مقَام الْقَمَر أَو أَخذ مِنْهُ نورا يكون أحد هَؤُلَاءِ وَمن أَخذ الْقَمَر لَا من السَّمَاء وَلَا نور لَهُ وَلَا شُعَاع وَلم يكن مظلما يدل على الْفرج من الغموم وَإِن كَانَ مظلما وَلم يكن فِي مَكَانَهُ يدل على احْتِيَاج أحد هَؤُلَاءِ إِلَى الرَّائِي فِي أَمر من الْأُمُور (وَقَالَ) ابْن سِيرِين: إِن الْقَمَر إِذا كَانَ بَدْرًا يؤول بِالْملكِ (وَمن رأى) أَن الْقَمَر انْشَقَّ نِصْفَيْنِ يدل على هَلَاك الْملك أَو أحد هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين (وَمن رأى) أَنَّهُمَا انضما بعد الانشقاق يدل على أَن النَّاس يتظلمون مِنْهُ وَيطْلبُونَ الْعدْل (وَقَالَ) بَعضهم: تمرض زَوجته (وَمن رأى) أَن الْقَمَر كَلمه يدل على وجدان الْولَايَة ونجاح الْحَاجة (وَمن رأى) القمرين البدرين تحاربا يدل على محاربة ملكَيْنِ وَإِن كَانَا غير بدرين يدل على محاربة اثْنَيْنِ مِمَّن هُوَ دون الْملك (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى الْقَمَر فِي يَده أَو عِنْده يدل على أَنه يخْطب امْرَأَة فَإِن كَانَ الْقَمَر هلالا فَإِنَّهَا تكون الْمَرْأَة دونه فِي الأَصْل وَالنّسب وَإِن كَانَ نصف الْقَمَر مظلما تكون الْمَرْأَة من أَوْلَاد الموَالِي وَإِن كَانَ بَدْرًا تكون أَعلَى مِنْهُ فِي الأَصْل وَالنّسب وَإِن رَأَتْ هَذِه الرُّؤْيَا امْرَأَة فَإِنَّهُ يطْلبهَا بعل وَيكون حكم ذَلِك فِي التَّعْبِير على مَا تقدم وَإِن رأى الْقَمَر نقيا قد طلع فِي بَيته يدل على أَنه يحصل لَهُ خير من قبل ملكه أَو يخْطب امْرَأَة أَو يَشْتَرِي أمه وَإِن رَآهُ طالعا فِي بَيت أحد غَيره يدل على أَنه يخْطب امْرَأَة من أهل ذَلِك الْبَيْت وَيحصل لَهُ بِسَبَبِهَا خير ومنعة وَإِن رأى الْقَمَر منخسفاً يدل على رداءة حَال ملك ذَلِك الزَّمَان أَو حَال وزيره مثل عزل الْملك عَن مَمْلَكَته أَو الْوَزير عَن وزارته خُصُوصا إِذا انخسف بِتَمَامِهِ. (وَمن رأى) الْقَمَر هلالا طلع من مطلعه لَكِن لَا فِي أول شهر وَبعد طلوعه أَخذ نوره فِي التزايد إِلَى أَن صَار بَدْرًا يدل على أَن يُولد ولد فِي ذَلِك الْمَكَان وَيصير ملكا أَو يكون الْوَزير أَو من يقوم مقَامه ملكا (وَمن رأى) هلالا طالعا من غير مطلعه يدل على وُقُوع أَمر صَعب فِي ذَلِك الْمَكَان يحصل مِنْهُ للنَّاس غم (وَقَالَ) بَعضهم: رُؤْيا الْقَمَر تدل على ولادَة ابْن ملك ذَلِك الْمَكَان فَإِن رأى للقمر نورا زَائِدا يدل على طول حَيَاة ذَلِك الْمَوْلُود وَإِن رأى أَنه بدر يكون عمره وسطا وَإِن رَآهُ نَاقص النُّور يكون عمره قَصِيرا (وَمن رأى) أَنه عبد الْقَمَر يكون مَشْغُولًا بِخِدْمَة ملك أَو وَزِير (وَمن رأى) أَنه دنا من الْقَمَر يدل على أَنه يحصل لَهُ من ملك أَو وَزِير خيرا وَمَنْفَعَة (وَقَالَ) إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 أَنه أمسك الْقَمَر أَو جَاءَ الْقَمَر إِلَيْهِ يدل على أَن تكون زَوجته حَامِلا وتلد ولدا يكون مقربا عِنْد الْملك أَو عَالما (وَمن رأى) أَن الْقَمَر خرج عَن حَده أسقطت زَوجته ولدا ذكرا وَإِن لم تكن حَامِلا فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل من الْقَمَر فَإِنَّهُ يغيب أحد الْمَذْكُورين فِي صدر هَذَا الْفَصْل (وَمن رأى) أَن الْقَمَر غَابَ أَو هُوَ على المغيب فقد صَار الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ على آخِره وَكَذَلِكَ أول اللَّيْل أَو وَسطه أَو آخِره فقد يمْضِي الْأَمر بِقدر مَا مضى مِنْهُ. (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى الْقَمَر ضوئياً فَإِنَّهُ يؤول بِرِضا الْوَالِد وَإِذا كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَقيل رُؤْيا اجْتِمَاع الْأَهِلّة تؤول بِالْحَجِّ لقَوْله تَعَالَى: {يَسْأَلُونَك عَن الْأَهِلّة قل هِيَ مَوَاقِيت للنَّاس وَالْحج} (وَمن رأى) هلالاً مُفردا وَهُوَ يرِيه للنَّاس وَلم يره غَيره فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله (وَمن رأى) هلالاً قد طلع وَغَابَ فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه لَا يتم لَهُ (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْقَمَر تؤول على سَبْعَة عشر وَجها: ملك أَو وَزِير أَو نديم الْملك أَو رَئِيس أَو شرِيف أَو جَارِيَة أَو غُلَام أَو أَمر بَاطِل أَو وَال أَو عَالم مُفسد أَو رجل مُعظم أَو ولد أَو وَلَده أَو زَوْجَة أَو بعل زَوْجَة أَو ولد أَو عَظمَة. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْكَوَاكِب) أما الدراري فَهِيَ سَبْعَة وَقد تقدم الْكَلَام فِي الشَّمْس وَالْقَمَر وَأما الْخَمْسَة الْبَاقِيَة فَهِيَ: زحل وَهُوَ صَاحب عَذَاب الْملك وَالْمُشْتَرِي وَهُوَ صَاحب خزانَة أَمْوَاله والمريخ وَهُوَ صَاحب حربه والزهرة وَهِي زَوْجَة الْملك وَعُطَارِد وَهُوَ كَاتبه والنجوم الْمَعْرُوفَة فَهِيَ أعيانه وَبَاقِي النُّجُوم جيوش لَهُ (وَقَالَ) جَابر المغربي: غير الشَّمْس وَالْقَمَر من الْكَوَاكِب إخْوَة وأخوات (وَمن رأى) أَنه يملك النُّجُوم فَإِنَّهُ يملك أَشْرَاف النَّاس ويحتوي على قُلُوبهم (وَمن رأى) أَنه يضع شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يضع للنَّاس مثل ذَلِك (وَمن رأى) أَنه أصَاب مِنْهَا أَو من نورها شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مَنْفَعَة بِقدر مَا أصَاب (وَمن رأى) النُّجُوم فِي بَيت أَو فِي السَّمَاء منيرة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَعزا ويرتفع شَأْنه وَمن رأى أَنه ينظر النُّجُوم الْمَعْرُوفَة فَذَلِك رشد وهداية وصواب فِي رَأْي وَمن رأى أَنه يَأْكُل النُّجُوم فَإِن ذَلِك غيبَة ووقيعة فِي النَّاس (وَمن رأى) أَنه أَخذ نجماً فَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة حُبْلَى فَإِنَّهَا تَلد ابْنة (وَمن رأى) أَن نجما انقض عَلَيْهِ نجم أصَاب سُلْطَانا ورفعة (وَمن رأى) أَن نجما رمى بِهِ فَأَصَابَهُ يلقى من الشَّيْطَان شدَّة ثمَّ ينفرج مَا بِهِ وَإِن أصَاب سفينة غرقت أَو دَابَّة عطبت (وَمن رأى) أَن نجما سقط مَاتَ سَرِيعا (وَمن رأى) أَن رَأسه عَاد نجما فَإِنَّهُ دُيُون تنجم عَلَيْهِ. (وَمن رأى) أَن نجما سقط فِي الأَرْض فَإِنَّهُ سُقُوط رجل جليل الْقدر وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب أقدم إِلَيْهِ وَإِن كَانَ عِنْده حَامِل فتعبير ذَلِك النَّجْم إِن كَانَ مذكرا تضع ولدا ذكر وَإِن كَانَ مؤنثا تضع بِنْتا (وَمن رأى) أَن النُّجُوم مجتمعة عِنْده فِي دَاره فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه (وَمن رأى) نجما طلع ثمَّ غَابَ من غير سير فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ لَا يتم لَهُ وَهُوَ أَيْضا بِمَنْزِلَة الْهَلَاك (وَمن رأى) أَنه طلع وَتمّ طلوعه وَسَار فتعبيره ضِدّه قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى سهيلا طلع فَإِنَّهُ يدل على الإدبار ورؤيا الزهرة تدل على الإقبال ورؤيا المُشْتَرِي تدل على صفاء الْعَيْش إِلَى آخر الْعُمر والشعري تؤول بِأَمْر محَال لِأَنَّهَا كَانَت تعبد فِي الْجَاهِلِيَّة وكل مَا يعبد سوى الله فَهُوَ محَال وَقيل رُؤْيا النُّجُوم مُطلقًا تؤول بِالسَّفرِ لِأَن الْمُسَافِرين يَهْتَدُونَ بهَا فِي الْبَحْر. 6 - (فصل فِي رُؤْيا اللَّيْل وَالنَّهَار) أما الْأَيَّام فَيَأْتِي ذكرهَا فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّامِن عشر وَأما اللَّيْل وَالنَّهَار فَالْمُرَاد بهما الظلمَة والنور وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى لَيْلًا مظلما فَإِنَّهُ يدل على الْحزن وَالْغَم (وَمن رأى) لَيْلَة نيرة طيبَة وَالنَّاس يَجدونَ فِيهَا رَاحَة فَإِنَّهَا تؤول بالفرح وَالسُّرُور والعيش الطّيب وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يمشي فِي ليل مظلم وَالطَّرِيق مُبْهَم عَلَيْهِ وَهُوَ يظنّ أَنه على جادة الطَّرِيق فَإِنَّهُ يدل على استقامته فِي طَرِيق الدّين (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى اللَّيْل نَهَارا وَالشَّمْس طالعة فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَحُصُول المُرَاد (وَمن رأى) بِخِلَافِهِ فتعبيره بِخِلَافِهِ (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا اللَّيْل تؤول بالضلالة (وَمن رأى) أَن الدَّهْر كُله ليل لَا نَهَار فِيهِ فَإِنَّهُ غم أهل ذَلِك الْمَكَان وفزع وجزع وَخَوف والظلمة ظلم لمن كَانَ أَهله (وَمن رأى) لَيْلًا وَبِه قمر وكواكب تَدور فَلَا بَأْس بِهِ (وَمن رأى) أَن دَاره ظلمَة فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وَقيل رُؤْيا الظُّلُمَات تؤول بالتحير فِي طَرِيق الدّين (وَمن رأى) أَنه فِي الظُّلُمَات ثمَّ تبدل بِالنورِ فَإِنَّهُ يدل على التَّوْبَة وَفتح أَبْوَاب الدّين (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: من رأى أَنه كَانَ فِي الظُّلُمَات ثمَّ جَاءَ إِلَى النُّور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الظُّلُمَات فَإِنَّهُ يؤول بالنفاق لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا أظلم عَلَيْهِم قَامُوا} . (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: والظلمات تؤول على خَمْسَة أوجه: كفر وتحير وتعسير أَمر وبدعة وَوُقُوع فِي ضَلَالَة من رأى أَنه خرج من الظُّلُمَات إِلَى النُّور وَكَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يخرج من الْفقر إِلَى الْغنى وَأما النُّور يَعْنِي النَّهَار فَإِنَّهُ يؤول بِالْهدى وَأول النَّهَار يؤول بِأول الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ وَنصفه وَآخره يُقَاس على ذَلِك (وَمن رأى) أَن الدَّهْر كُله نَهَار فَإِنَّهُ يؤول باستقامة أُمُوره وَطول عمره وَرُبمَا يستشيره سُلْطَان ويقتدى بِرَأْيهِ. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْحر وَالْبرد) أما الْحر فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وشدته أبلغ وَأما الْبرد فَإِنَّهُ مشقة ومحنة وَعَذَاب وَقيل فقر ومضرة (وَمن رأى) عضوا من أَعْضَائِهِ سقط من الْبرد فَإِنَّهُ يؤول بهلاكه أَو هَلَاك أحد من أَقَاربه وَقيل رُؤْيا الْبرد فِي وقته مَا لم يتَجَاوَز الْحَد فَلَيْسَ بمضر وَكَذَلِكَ الْحر وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الرَّابِع) (فِي رُؤْيا الْقِيَامَة وأشراطها وَالْجنَّة وَالنَّار والصراط وَالْمِيزَان والحوض والحساب) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْقِيَامَة وأشراطها) (وَمن رأى) أَن الْقِيَامَة قَامَت وَبسط الله الْعدْل بَين النَّاس يدل على أَنه إِن كَانَ فِي أهل ذَلِك الْمَكَان مظلومون سلط الله على ظالميهم الشدَّة والمضرة وَإِن رأى أهل ذَلِك الْمَكَان قَائِمين بَين يَدي الله تَعَالَى وعلامة غضب الله تَعَالَى وعذابه مَوْجُودَة لَا يكون مَحْمُودًا (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْقِيَامَة تؤول فِي حق أهل الصّلاح على أَرْبَعَة أوجه: الْفَلاح والأفراح والنجاح وَالصَّلَاح وسعادة الخاتمة وَفِي حق أهل الْفساد يكون بضد ذَلِك (وَمن رأى) من أَشْرَاط الْقِيَامَة شَيْئا مثل النفخ فِي الصُّور وطلوع الشَّمْس من الْمغرب وَخُرُوج الدَّابَّة أَو نَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيله فتْنَة تظهر فَيهْلك فِيهَا قوم وينجو آخَرُونَ وَيَنْبَغِي للرائي أَن يَتُوب وَخُرُوج الدَّجَّال رجل ذُو بِدعَة وضلالة يظْهر فِي النَّاس والنفخ فِي الصُّور طاعون أَو إنذار السُّلْطَان فِي بعث أَو غير أَو قِيَامَة تكون فِي الْبَلَد أَو سفر عَام إِلَى الْحَج والحشر ومجيء الله تَعَالَى لفصل الْقَضَاء واجتماع الْخلق لِلْحسابِ عدل من الله تَعَالَى يكون فِي النَّاس إِمَام عَادل يقدم عَلَيْهِم أَو يَوْم عَظِيم يرَاهُ النَّاس ويشهدونه (وَمن رأى) كَأَنَّهُ أَخذ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَازَ بالصلاح وَالثنَاء الْجَمِيل والعز (وَمن رأى) كَأَنَّهُ أَخذ كِتَابه بِشمَالِهِ هلك بالإثم أَو بالفقر وَالْحَاجة. 4 - (فصل فِي الْحساب) وَمن رأى أَنه ذهب بِهِ إِلَى مَكَان الْحساب يدل على الْغَفْلَة لقَوْله تَعَالَى: {اقْترب للنَّاس حسابهم وهم فِي غفله معرضون} وَمن رأى أَنه حُوسِبَ يَقع فِي محنة وَعَذَاب لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: من نُوقِشَ الْحساب عذب (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا حِسَاب الْقِيَامَة تؤول على سِتَّة أوجه من الْعَذَاب: من ملك أَو شغل أَو دَاء أَو غم أَو عناء أَو عمر قصير. 5 - (فصل فِي الصِّرَاط) من رأى أَنه كَانَ قَائِما على الصِّرَاط يَسْتَقِيم على يَده أُمُور معوجة لقَوْله تَعَالَى: {ويهديك صراطا مُسْتَقِيمًا} الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 (وَمن رأى) أَنه مر على الصِّرَاط يَأْمَن من البلايا والشدائد (وَمن رأى) أَنه سقط من الصِّرَاط فِي النَّار يَقع فِي فتْنَة وبلاء ومصيبة عَظِيمَة (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: من رأى أَنه جَازَ الصِّرَاط يخْتَار طَرِيق الْخيرَات وَيعْمل أعمالا صَالِحَة وَيطْلب رضَا الله (وَمن رأى) أَنه وَقع من الصِّرَاط فِي النَّار يَأْخُذ عملا من الْملك وَيكون على يَدَيْهِ ظلم كثير وذنوب كَثِيرَة (وَمن رأى) أَنه ابتلع الصِّرَاط فَإِنَّهُ يعْمل أمرا مُسْتَقِيمًا يطْلب النَّاس إِظْهَاره مِنْهُ فيكتمه (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الصِّرَاط تؤول على سِتَّة أوجه: أَمر مُسْتَقِيم أَو أَمر صَعب أَو خوف أَو ظلم من قبل السُّلْطَان أَو ذَنْب أَو نفاق مَعَ النَّاس وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه على الصِّرَاط فَإِنَّهُ مُسْتَقِيم فِي الدّين (وَمن رأى) أَنه زل عَن الصِّرَاط وَهُوَ يبكي فَإِنَّهُ يؤول بالغفلة فِي الدّين وَلَكِن يُرْجَى لَهُ الْمَغْفِرَة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الصِّرَاط على الزّهْد فِي الدُّنْيَا. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْمِيزَان) من رأى الْمِيزَان فَإِنَّهُ يدل على انبساط الْعدْل وارتفاع الظُّلم لقَوْله تَعَالَى: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة فَلَا تظلم نفس شَيْئا} قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا ميزَان الْقِيَامَة تؤول على سِتَّة أوجه: قَاض أَو عَالم أَو فَقِيه أَو مهندس أَو حكم بَاطِل. 7 - (فصل فِي رُؤْيا حَوْض الْكَوْثَر) من رأى أَن الْقِيَامَة قَامَت وَاجْتمعَ الْخلق عِنْد حَوْض الْكَوْثَر يطْلبُونَ المَاء فَإِنَّهُ يدل على ولَايَة ملك يعدل بَين النَّاس (وَمن رأى) أَنه شرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يَمُوت على الْإِسْلَام (وَمن رأى) أَنه يَدُور حوله ويسال المَاء مِنْهُ فَيمْنَع يدل أَنه يعادي أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى اسْمه مَكْتُوبًا عَلَيْهِ وَأخذ كأسا وَشرب مِنْهُ يدل على أَنه يصحب عَالما كَبِيرا أَو سخيا وينال مِنْهُ مَنْفَعَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه شرب مِنْهُ متواتر وَلَكِن مَاءَهُ كدر أجاج يدل على أَن الرَّائِي منافقا وَلَا يعْتَقد الْقُرْآن وأخبار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ويحقر دين الْإِسْلَام وَإِن كَانَ مَاؤُهُ مثل مَا ورد فِي الْأَخْبَار وَيكون الرَّائِي من جملَة أكَابِر الْإِسْلَام الَّذين يشربون مِنْهُ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيا الْحَوْض من حَيْثُ الْجُمْلَة تؤول على أَرْبَعَة أوجه: رجل نَافِع للنَّاس وَرجل غَنِي أَو مَال مَجْمُوع أَو عَالم ينفع النَّاس بِعِلْمِهِ وَرُبمَا دلّت عمَارَة الْحَوْض على فعل الْخيرَات وهدمه يدل على ضد ذَلِك. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الْجنَّة رزقنا الله إِيَّاهَا بمنه وَكَرمه) وَمن رأى أَنه دخل الْجنَّة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ فَرح وسرور وَبشَارَة من الله تَعَالَى بالخيرات وَقيل أَمن لقَوْله: {ادخلوها بِسَلام أمنين} (وَمن رأى) أَنه تنَاول من فواكه الْجنَّة أَو أعطَاهُ أحد وَأكل مِنْهَا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ بِمِقْدَار ذَلِك من الْخَيْر والراحة وَمن رأى أَنه تنَاول فَاكِهَة بِيَدِهِ وَأكل فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الدّين وَيحصل سيرة الْمُتَّقِينَ وَلَا يُسْتَفَاد مِنْهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ مَعَ الْحور فِي الْجنَّة تسهل لَهُ الأشغال الْحَسَنَة وَمن رأى أَنه مُقيم فِي الْجنَّة وَلم يعلم أَنه فِيهَا يكون فِي الدُّنْيَا ذَا نعْمَة وإقبال إِلَى انْقِضَاء أَجله (وَمن رأى) أَنه أَرَادَ الدُّخُول فِي الْجنَّة وَلَكِن منع يكون ميله فِي الدُّنْيَا إِلَى الْفساد والعصيان وَمن رأى بَاب الْجنَّة قد غلق فِي وَجهه يكون عَاق الْوَالِدين وَمن رأى أَنه قرب إِلَى الْجنَّة ثمَّ رد عَنْهَا بِمَرَض وَيُؤَدِّي مَرضه إِلَى الْمَوْت وَلم يشف. (وَمن رأى) أَن الْمَلَائِكَة قد أخذُوا بِيَدِهِ إِلَى الْجنَّة فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله متاباً ويرتحل من الدُّنْيَا عَن قريب وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه قيل لَهُ ادخل الْجنَّة وَلم يدْخل يتَجَنَّب عَن طَرِيق الدّيانَة (وَمن رأى) أَنه قيل لَهُ تدخل الْجنَّة يحصل لَهُ مِيرَاث (وَمن رأى) أَنه سل السَّيْف وَدخل الْجنَّة فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر (وَمن رأى) أَنه جَالس تَحت شَجَرَة طُوبَى يحصل لَهُ مُرَاده فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى: {طُوبَى لَهُم وَحسن مآب} {وَمن رأى} أَنه شرب فِي الْجنَّة شرابًا أَو لَبَنًا فَإِنَّهُ يصير غَنِيا من الْعلم وَالْحكمَة (وَمن رأى) أَنه قد امْتنع من نعم الْجنَّة فَإِنَّهُ يدل على الضَّلَالَة وَقلة الدّين لقَوْله تَعَالَى: {من يُشْرك بِاللَّه فقد حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة} . الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 (وَمن رأى) أَنه قد ناول أحدا من فواكه الْجنَّة فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد من علمه (وَمن رأى) أَنه قد ألْقى فِي الْجنَّة نَارا فَإِنَّهُ يَأْكُل من بُسْتَان أحد شَيْئا حَرَامًا (وَمن رأى) أَنه أعطي قصرا فِي الْجنَّة يحصل لَهُ ولَايَة أَو ينْكح جَارِيَة وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى رضوَان وَهُوَ فرحان يحصل لَهُ وفور السرُور وَالنعْمَة والحبور لقَوْله تَعَالَى: {طبتم فادخلوها خَالِدين} (وَمن رأى) أَنه على مَكَان عَال وَهُوَ على هَيْئَة الْجنَّة ويحسب أَنه فِي الْجنَّة يتَوَصَّل إِلَى سُلْطَان عَادل أَو غنى فَاضل أَو عَالم عَامل (وَمن رأى) أَنه مُتَوَجّه إِلَى الْجنَّة فَإِنَّهُ يسْلك طَرِيق الْحق (وَمن رأى) أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح الْجنَّة فَإِنَّهُ يتوفى على التَّوْحِيد لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: مِفْتَاح الْجنَّة لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله وَمن رأى أَنه فِي الْجنَّة وَحدث مِنْهُ مَا لَا يَلِيق أَن يكون بهَا فَإِنَّهُ يرتكب الْمعاصِي وَإِذا رأى الْمَرِيض أَنه دخل الْجنَّة فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَدَفنه لقَوْله تَعَالَى: {الَّذين تتوفاهم الْمَلَائِكَة طيبين يَقُولُونَ سَلام عَلَيْكُم ادخُلُوا الْجنَّة} وَالْمرَاد بِالْجنَّةِ هُنَا الْقَبْر لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْقَبْر إِمَّا رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ رُؤْيا الْجنَّة تؤول على تِسْعَة أوجه علم وزهد ومنة وَفَرح وَبشَارَة وَخير وبركة وسعادة وَأمن. (الْبَاب الْخَامِس) (فِي رُؤْيا السَّحَاب والمطر والثلج والطل وَالْبرد والضباب والشفق وقوس قزَح) 3 - (فصل فِي رُؤْيا السَّحَاب) من رأى قِطْعَة من سَحَاب على رَأسه يحصل لَهُ عَظمَة بمقدارها وَينفذ أمره وَمن رأى سَحَابَة مرت على رَأسه يصحب رجلا ذَا عهد وَأَمَانَة وَيحصل مِنْهُ مُرَاده وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يَسُوق السَّحَاب فِي الْهَوَاء يدل على أَنه يصاحب الْعلمَاء والحكماء وَإِن رأى هَذِه الرُّؤْيَا ملك أَو من يقوم مقَامه يدل على إرْسَال الرُّسُل وَأَصْحَاب الْأَخْبَار فِي ولَايَته (وَمن رأى) سَحَابَة دخلت فِي بَيته ضافه عَالم أَو حَكِيم (وَمن رأى) أَنه أَخذ السَّحَاب فِي الْهَوَاء وَجَاء بِهِ إِلَى الأَرْض يحصل لَهُ مَا لَا يحصل لأمثاله وَقيل يجد عَظمَة وعلماً وَمن رأى أَنه فِي ظلّ السَّحَاب يجد فِي تِلْكَ السّنة خير أَو نعْمَة كَثِيرَة لقَوْله تَعَالَى: {وظللنا عَلَيْهِم الْغَمَام} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه خاط ثوبا من السَّحَاب ولبسه يحصل لَهُ من الْعلم مَا لَا يحصل لأمثاله وَمن رأى أَن السَّحَاب ستر جَمِيع الدُّنْيَا وَلم ينزل مِنْهُ مطر فَلَيْسَ بمحمود قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه جمع السَّحَاب أَو حمله أَو كَلمه يدل على الْعلم وَالْحكمَة وَمن رأى أَنه بَين يَدَيْهِ وَلَكِن لم يسْتَطع أَن يجمعه يدل على أَنه يكون مَعَ الْحُكَمَاء وَلَا يحصل لَهُ من حكمتهم شَيْء وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى سحابا أسود مخوفا منبسط فَوق مَوضِع يدل على غضب الله وعذابه. (وَمن رأى) سحابا انبسط فِي بَيته أَو فِي ثَوْبه يدل على حُصُول علم وَحِكْمَة لأولاده وَأهل بَيته بِمِقْدَار ذَلِك السَّحَاب وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: والسحاب الْأسود خوف وسحاب الْمَطَر بركَة وَخير ورخاء وَرُبمَا يكون غما وَأما السَّحَاب الَّذِي يجاء بِهِ من شاطئ الْبَحْر وَيُقَال لَهُ أسفح فَهُوَ يدل على الْغَنِيمَة وَقيل من رأى أَنه أَخذ شَيْئا من السَّحَاب فَإِنَّهُ يكثر الْحَرْث وَالزَّرْع والضياع وَمن رأى أَنه ركب السَّحَاب فَإِنَّهُ يدْرك حِكْمَة متنوعة وَمن رأى أَن السحابة استقبلته فَإِنَّهَا أَمن وَعدل وَبشَارَة وراحة من كل غم وَإِن كَانَ الرجل من أهل الْفساد فَإِنَّهَا عُقُوبَة وَعَذَاب ينزل مِنْهَا وَمن رأى أَن السَّحَاب سقط على الأَرْض فَإِنَّهَا سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أَعدَاء على تِلْكَ الأَرْض إِن كَانَ مَعَ السَّحَاب ريح شَدِيد أَو ظلمَة أَو مَا يكره فِي التَّأْوِيل وَمن رأى أَن السَّحَاب غطى الشَّمْس فَإِن الْملك يَمُوت أَو يفر أَو يعْزل وَمن رأى أَنه ركب السَّحَاب فَإِنَّهُ يتَزَوَّج إِن كَانَ عزبا أَو يركب سفينة إِن أمل سفرا فِي الْبَحْر أَو صَار بعسكر أَو برفقة وَيَرْفَعهُ السُّلْطَان أَعلَى منزلَة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا السَّحَاب تؤول على تِسْعَة أوجه: حِكْمَة ورياسة وَملك وَرَحْمَة وعفة وَعَذَاب وقحط وبلاء وفتنة. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْمَطَر) قَالَ دانيال: رُؤْيا الْمَطَر تؤول بِالْخَيرِ وَالرَّحْمَة من الله تَعَالَى إِذا كَانَ عَاما لقَوْله تَعَالَى: (وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 بعد مَا قَنطُوا وينشر رَحمته} فَإِن نزل الْمَطَر فِي وقته تحبه النَّاس وَيكون مرضياً وَإِن نزل فِي غير وقته لَا تحبه النَّاس وَيكون مذموما وَإِذا كَانَ الْمَطَر خَاصّا مثل أَن ينزل على دَار أَو محلّة فَهُوَ دَاء وَمرض أَو بلَاء ومحنة وَإِن نزل الْمَطَر هَنِيئًا يكون خير أَو مَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن الْمَطَر نزل فِي أول السّنة أَو أول الشَّهْر يحصل فِي تِلْكَ السّنة أَو فِي ذَلِك الشَّهْر رخاء ونعمة وَإِن نزل الْمَطَر شَدِيدا مثل الطوفان يلْحق أهل ذَلِك الْمَكَان غم عَظِيم وَإِن رأى مَرِيض أَنه نزل مطر خَفِيف متواتر شفى وَإِن رأى مَطَرا شَدِيدا كدرا نزل على التَّوَاتُر يهْلك فِي ذَلِك الْمَرَض وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى مَطَرا شَدِيدا كدراً نزل على التَّوَاتُر فِي وقته على الدَّوَام يلْحق بِأَهْل ذَلِك الْمَكَان عَسْكَر دَاء وبلاء وَمن رأى أَنه مسح بِمَاء الْمَطَر يَأْمَن من الْخَوْف وَمن رأى أَنه جَاءَ من كل قَطْرَة من قطرات الْمَطَر صَوت يزْدَاد عزه وجاهه وينتشر اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن رأى مَطَرا عَظِيما نزل وَجرى فِي كل مَكَان مِنْهُ نهر وَلم يلْحق الرَّائِي مِنْهُ ضَرَر يكون متعصبا بِالْملكِ ويكف شَره من نَفسه وَإِذا لم يسْتَطع أَن يعبره لَا يَسْتَطِيع أَن يدْفع شَره وَإِن نزل من الْهَوَاء مَاء مثل الْمَطَر يحصل فِي ذَلِك الْمَكَان مرض وَعَذَاب. (وَمن رأى) أَنه يشرب من مَاء الْمَطَر فَإِن كَانَ صافيا أصَاب خيرا وَإِن كَانَ كدراً مرض بِقدر مَا شرب (وَمن رأى) أَن مَطَرا ينزل من السَّمَاء لَيْسَ كَهَيئَةِ الْمَطَر فَإِن كَانَ نَوعه محبوبا كَانَ صلاحا وَإِن كَانَ مَكْرُوها كَانَ بلَاء وفتنة (وَمن رأى) أَنه اغْتسل بِمَاء الْمَطَر أَو تَوَضَّأ بِهِ فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْمَطَر تؤول على اثنى عشر وَجها رَحْمَة وبركة واستغاثة وَمرض وبلاء وَحرب وَسَفك دم وفتنة وقحط وإيمان وَكفر وَكذب. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الثَّلج) من رأى الثَّلج يلْحقهُ غم وداء وَعَذَاب إِلَّا أَن يرَاهُ قَلِيلا نزل فِي وقته (وَمن) رأى ثلجاً فِي الشتَاء أَو فِي أَرض يكون الثَّلج فِيهَا مُتَّصِلا يدل على النِّعْمَة والرخاء وَقَالَ جَابر المغربي: يدل على هزيمَة الْعَسْكَر خُصُوصا إِذا كَانَ بِالرِّيحِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِن رأى الثَّلج فِي مَكَان بَارِد يكون خيرا وَإِن رَآهُ فِي مَكَان حَار يدل على الْقَحْط وَالْغَم وَإِن أكل الثَّلج إِن كَانَ فِي الشتَاء كَانَ أحسن مَا يكون فِي الصَّيف وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الثَّلج تؤول على سِتَّة أوجه رزق وَاسع وحياة وَمَال كثير وَرخّص السّعر وعسكر وَمرض إِن جمعه فِي الصَّيف. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الطل وَهُوَ الندى) من رأى الطل نزل على الْأَشْجَار فأورقت يصل من رجل كريم إِلَى قوم ذَلِك الْمَكَان خير. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْبرد) قَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْبرد عَذَاب وضيق واحتياج وَإِن نزل فِي وقته قَلِيلا يحصل لأهل ذَلِك الْمَكَان رخاء وَقيل من رأى الْبرد وَقع بِأَرْض فَإِنَّهُ غوث من الله تَعَالَى مَا لم يفْسد شَيْئا وَإِن فحش فَهُوَ عَذَاب ينزل بذلك الْمَكَان وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْبرد تؤول على خَمْسَة أوجه: بلَاء وخصومة وعسكر وقحط وَمرض. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الضباب) من رأى فِي مَنَامه ضبابا قد صب عَلَيْهِ فَهُوَ رجل يُرِيد الْبَاطِل فليتق الله ربه وَقيل من رأى ضبابا فَإِنَّهُ يهتم ويحزن وَإِن رَآهُ انْكَشَفَ عَنهُ فَهُوَ ينجلي عَنهُ ذَلِك (وَمن) رأى أَنه غطى شَيْئا ثمَّ انْكَشَفَ فَهُوَ أَمر غم عَلَيْهِ ثمَّ يَتَّضِح لَهُ. 9 - (فصل فِي رُؤْيا الشَّفق) من رأى الشَّفق فَإِنَّهُ يدل على طلب أَمر وَإِن رَآهُ غَابَ فَإِنَّهُ يدل على انْتِهَاء الْأَمر الْمَطْلُوب وَأَنه صَار إِلَى آخر. الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 10 - (فصل فِي رُؤْيا قَوس قزَح) من رَآهُ أصفر يدل على الْعلَّة وَالْمَرَض يُصِيب أهل ذَلِك الْمَكَان وَإِن رَآهُ أَحْمَر يدل على الْحَرْب وَسَفك الدَّم بَين أهل ذَلِك الْمَكَان وَإِن رَآهُ أَخْضَر يدل على الرخَاء وَالنعْمَة فِي ذَلِك الْمَكَان وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى فِي السَّمَاء عَلامَة حَمْرَاء مثل العمود تحصل للْملك الَّذِي لذَلِك الْمَكَان قُوَّة وَإِن كَانَت سَوْدَاء يكون تَأْوِيله بضد ذَلِك وَقيل من رأى قَوس قزَح طلع من الأَرْض ثمَّ امْتَدَّ إِلَى أَن وصل السَّمَاء يدل على أَمر يظْهر من أهل تِلْكَ الأَرْض فَإِن غَابَ فَلَا يكون لما ظهر مِنْهُم أصل وَلَا تَأْثِير وَلَا قُوَّة (وَمن رأى) أَنه مضيء فَهُوَ حسن وَإِن رَآهُ مظلما فَهُوَ قَبِيح وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب السَّادِس) (فِي رُؤْيا الْبَرْق والرعد وَالصَّوَاعِق والرياح والسراب) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْبَرْق) وَمن رأى الْبَرْق فَإِنَّهُ حُصُول خوف شَدِيد لَهُ وَلأَهل تِلْكَ الأَرْض لقَوْله تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي يريكم الْبَرْق خوفًا وَطَمَعًا} وَقيل إِن الْبَرْق خَازِن دَار الْملك (وَمن رأى) أَنه أَخذ من الْبَرْق شَيْئا يطْلب امرا يحصل لَهُ فِيهِ خير وَمَنْفَعَة وَإِن لمع الْبَرْق دَائِما تكون النِّعْمَة فِي تِلْكَ السّنة كَثِيرَة خُصُوصا إِذا هَب مَعَه ريح خَفِيف وَقيل من رأى الْبَرْق يلوح على عمَارَة مُرْتَفعَة وَالنَّاس يصيحون بأصواتهم يدل على زِيَارَة الْمَدِينَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة وَقيل إِن الْبَرْق يؤول بِالذَّهَب لِأَنَّهُ يَبْرق مثل الذَّهَب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: هُوَ خَازِن دَار الْملك ووعد وعتاب وَرَحْمَة وَطَرِيق مُسْتَقِيم. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الرَّعْد) رُؤْيا الرَّعْد خوف من عَامل الْملك أَو من أعوانه وَإِن كَانَ مَعَ الرَّعْد مطر يكون الْأَمْن والرخاء وَإِن كَانَ الرَّعْد شَدِيدا والمطر قَلِيلا يدل على خوف الرَّائِي من دُعَاء وَالِديهِ عَلَيْهِ وَمن سمع صَوت الرَّعْد فِي وَقت نزُول الْمَطَر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر وَالْبركَة والرخاء فِي ذَلِك الْمَكَان وَقَالَ جَابر المغربي: صَوت الرَّعْد الشَّديد يدل على انبساط صيت الْملك وهيبته فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن رأى الرَّعْد مَعَ الْبَرْق وَفِي الْهَوَاء ظلمَة شَدِيدَة يدل على ظُهُور ملك جَائِر فِي ذَلِك الْمَكَان وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الرَّعْد تؤول على خَمْسَة أوجه الْعَذَاب وَالْحكمَة وَالرَّحْمَة والصولة وَغَضب الْملك. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الصَّوَاعِق) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى الصاعقة سَقَطت يلْحق أهل ذَلِك الْمَكَان بِقَدرِهَا عَذَاب من الله لقَوْله تَعَالَى: {وَيُرْسل عَلَيْهَا حسبانا من السَّمَاء فَتُصْبِح صَعِيدا زلقا} فَيَنْبَغِي لَهُم أَن يتوبوا من ذنوبهم إِلَى الله تَعَالَى وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى صَاعِقَة نزلت من السَّمَاء أَو من الْهَوَاء مثل الْمَطَر فَهُوَ بلَاء وفتنة وَسَفك دِمَاء من جِهَة حَرْب يَقع بَين الْمُلُوك وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى صَاعِقَة سَقَطت وأحرقته يهْلك من عُقُوبَة ملك أَو يمرض أَو يلْحقهُ آفَة عَظِيمَة تهلكه وَقيل أَن الصاعقة وعد من الْملك وتخويف لقَوْله تَعَالَى: {فَإِن أَعرضُوا فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود} (وَمن رأى) أَن صَاعِقَة وَقعت فِي بلد وأحرقت أرْضهَا فَإِن ذَلِك سُلْطَان ينزل فِي ذَلِك الْمَكَان أَو يحدث فِيهَا فَسَادًا أَو حَرْب أَو غلاء شَدِيد أَو أمراض تعم أهل ذَلِك الْمَكَان وَإِن وَقعت بِغَيْر نَار فَهِيَ ملك مقبل يظنّ بِالنَّاسِ سوءا وينجون من بأسه (وَمن رأى) أَن صَاعِقَة وَقعت فِي دَاره فَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض مَاتَ وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يطْرق لَهُ قصّ أَو يَسْطُو عَلَيْهِ صَاحب الْمَدِينَة. الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 6 - (فصل فِي رُؤْيا الرِّيَاح) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَن الرّيح هبت هبوباً شَدِيدا فَإِنَّهُ يلْحق أهل ذَلِك الْمَكَان خوف وَإِن اشْتَدَّ هبوب الرّيح حَتَّى قلعت الْأَشْجَار يلْحق أهل ذَلِك الْمَكَان بلَاء ومصيبة مثل عِلّة الطَّاعُون والنقطة والحصبة قَالَ الْكرْمَانِي: الرّيح السمُوم يدل على الْأَمْرَاض المحرقة وَالرِّيح الزَّمْهَرِير تدل على الْأَمْرَاض الْبَارِدَة وَالرِّيح المعتدلة تدل على الصِّحَّة وَالرِّيح الَّتِي تجْعَل الْأَشْجَار حاملة تدل على صَلَاح أهل ذَلِك الْمَكَان. (وَمن رأى) أَن الرّيح أذهبته من مَكَانَهُ يدل على أَنه يُسَافر سفرا بَعيدا أَو يحصل لَهُ فِي ذَلِك السّفر جاه وأبهة بِقدر ذهابها إِيَّاه من الأَرْض إِلَى السَّمَاء وَقَالَ جَابر المغربي: من أذهبه الرّيح الشَّديد إِلَى جَانب السَّمَاء فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله وَإِن جَاءَ بِهِ بعد الذّهاب من السَّمَاء إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يمرض وَيحصل لَهُ الشِّفَاء (وَمن رأى) انه جلس على الرّيح يحصل لَهُ العظمة ونفاذ الْأَمر (وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث) : وَمن رأى أَن ريح الْمشرق هبت فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وعَلى صِحَة أهل ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) ريح الْمغرب هبت خَفِيفا يكون مثل ذَلِك (وَمن رأى) أَن الرّيح الْجنُوب هبت خَفِيفا فَإِنَّهُ يدل على ازدياد المَال وَالنعْمَة لأهل ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) ريح الشمَال هبت خَفِيفا فَإِنَّهُ يدل على الشِّفَاء والراحة وَإِن هبت شَدِيدا لَا يكون خيرا وَإِن سمع صَوت الرّيح يدل على انبساط خبر ملك كَبِير فِي ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) أَن الرّيح حملت أَقْوَامًا ورفعتهم إِلَى الجو فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف والسيادة لَهُم. (وَمن رأى) أَن الريحين تقابلا فانهما جيشان يتقابلان (وَمن رأى) إعصارا قد أقبل ثمَّ انبسط على الأَرْض فانهم قوم يخرجُون إِلَى حَرْب أَو شَرّ ثمَّ يصطلحان (وَمن رأى) أَن الرّيح اشتدت عَلَيْهِ حَتَّى كَادَت ترميه من مَكَانَهُ فَإِنَّهُ عَدو فليحذر (وَمن رأى) أَنه يملك الرّيح فَإِنَّهُ يُصِيب سلطنة وَعزا (وَمن رأى) أَن الرّيح فِيهَا غبرة أَو ظلمَة فَإِنَّهُ هم وَخَوف شَدِيد وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الرّيح تؤول على تِسْعَة أوجه: بِشَارَة ونفاذ أَمر وَمَال وَمَوْت وَعَذَاب وَقتل وَمرض وشفاء وراحة. 7 - (فصل فِي رُؤْيا السراب) قَالَ ابْن سِيرِين: رُؤْيا السراب بَاطِل وَعلم لَا خير فِيهِ وَلَا مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين كفرُوا أَعْمَالهم كسراب بقيعة} . (الْبَاب السَّابِع) (فِي رُؤْيا الْأَنْبِيَاء والآل وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْخُلَفَاء وأنسابهم) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَنْبِيَاء) قَالَ ابْن سِيرِين: رُؤْيا أولى الْعَزْم من الرُّسُل تدل على الْعِزّ والشرف ورؤيا الرُّسُل تدل على الظفر والنصر ورؤيا النَّبِي دين وديانة وَأَدَاء أَمَانه وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى النَّبِي فَرحا مَسْرُورا ذَا بشاشة يدل على الْعِزّ والجاه وَالظفر وَإِن رَآهُ غَضْبَان عبوس الْوَجْه يدل على الشدَّة وَالْعلَّة وَرُبمَا يجد بعْدهَا فرجا وَإِن رأى أَنه سمع أَو أَخذ شَيْئا من نَبِي يُصِيب نَصِيبا من علم ذَلِك النَّبِي وَيكون مَسْرُورا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِن كَانَ أَهلا يُصِيب السِّيَادَة وَالْولَايَة الْعَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى: {اني جَاعل فِي الأَرْض خليفه} وَإِن لم يكن أَهلا لَهُ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى: {فَتَابَ عَلَيْهِ وَهدى} (وَمن رأى) أَنه كلم آدم عَلَيْهِ السَّلَام يحصل لَهُ علم وَمَعْرِفَة لقَوْله تَعَالَى: {وَعلم آدم الْأَسْمَاء كلهَا} (وَمن رأى) إِنَّه لم يطع آدم عَلَيْهِ السَّلَام يدل على نحوسته وعصيانه وَقيل من رأى آدم فَهُوَ حُصُول خير وَإِن رأى أَنه ذبح آدم فَإِنَّهُ عَاق لوَالِديهِ أَو معلميه (وَمن رأى) حَوَّاء يدل على وجدان دولة الدُّنْيَا وازدياد مَال ونعمة وَأَوْلَاد وإصابة مُرَاد يهواه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 (وَمن رأى شَيْئا) يكون عَيْشًا طيبا وَيحصل لَهُ مَال وَأَوْلَاد وَقيل من رأى شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَنه وصّى ومقدم على أُمُور عِظَام وانه يُوفي بِالْوَصِيَّةِ ويؤديها حَقًا لِأَن شَيْئا كَانَ وَصِيّا على وَجه الأَرْض من رأى ادريس يحسن أمره وَيكون عاقبته محموده وَقيل من رأى ادريس يدل على اجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة وان يكون فِيهَا بَصيرًا فَإِن ادريس كَانَ أعدل أهل زَمَانه وأعرفهم بالحكمة (وَمن رأى) نوحًا يطول عمره وَلَكِن يصادفه من الاعداء ضَرَر وتعب وعاقبة الْأَمر يحصل مُرَاده وَقيل: من رأى نوحًا يكون لَهُ أَعدَاء وجيران يحسدونه وينجيه الله تَعَالَى من شرهم وينتقم الله مِنْهُم (وَمن رأى) هودا فَإِن الأعادي تتسلط عَلَيْهِ وَهُوَ يظْهر عَلَيْهِم وَقيل (وَمن رأى) هودا فَإِنَّهُ يفوز برشد وَخير وينجو قوم من سوء على يَدَيْهِ (وَمن رأى) لوطا فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من مَكَان إِلَى مَكَان وعاقبة أمره تكون محمودة فِي تسهيل اشغاله وَقيل من رأى لوطا فَإِنَّهُ يكون لَهُ امْرَأَة فاسقة لَا خير فِيهَا فَلْينْظر فِي مصْلحَته مَعهَا وَإِن كَانَ مِمَّن يعْمل عمل قومه فليتق الله وليتب. (وَمن رأى) صَالحا فتعبيره فِي إشتقاق اسْمه وَقيل من رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يحجّ وَقيل يصل إِلَيْهِ جور من سُلْطَان ظَالِم وَقَالَ بَعضهم يُخَالف أَبَوَيْهِ وَقيل من رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يرْزق محبَّة الله تَعَالَى وَيذْهب همه وغمه ويصيب خيرا وَدُنْيا وَاسِعَة (وَمن رأى) إِسْمَاعِيل يَعْلُو قدره وتقضى حَوَائِجه وَقيل من رأى إِسْمَاعِيل يدل على إِنْسَان صَدُوق أَو يوعده أحد بوعد وَيصدق فِيهِ (وَمن رأى) إِسْحَاق يحصل لَهُ بِشَارَة وَفتح وغنيمة لقَوْله تَعَالَى: {وبشرناه باسحاق نَبيا من الصَّالِحين} وَقيل من رأى إِسْحَاق فَإِنَّهُ نجاة من عقوق أَصله (وَمن رأى) يَعْقُوب فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ هم وغم من جِهَة الْأَوْلَاد ويفرح بعد ذَلِك وَقيل من رأى يَعْقُوب فَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يَأْتِي بِخَير وَبشَارَة (وَمن رأى) يُوسُف فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من جِهَة أَقَاربه بهتان وَفِي عاقبته يصل إِلَى مرتبَة السُّلْطَان ويعلو قدره ويبلغ مُرَاده وَقيل من رأى يُوسُف رُبمَا يحصل لَهُ هم من قبل امْرَأَة وعاقبته إِلَى خير وَرُبمَا دلّت رُؤْيَته على بشرى (وَمن رأى) شعيبا فَإِن النَّاس يقهرونه ثمَّ بعد ذَلِك يظفر على من يَقْهَرهُ (وَمن رأى) مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بالأهل والعيال ثمَّ يَسْتَقِيم حَاله ويظفر لقَوْله تَعَالَى: {وَوَهَبْنَا لَهُ من رَحْمَتنَا أَخَاهُ هَارُون نَبيا} وَقَالَ بَعضهم: يهْلك فِي هَذِه الديار سُلْطَان ظَالِم وَقيل من رأى مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على أَنه رجل مغلوب ثمَّ يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه وَإِن كَانَ فِي بَحر ينجو سالما وَمن أعطي عَصا مُوسَى فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يرْزق علم الكيمياء حَقًا وينجو مِمَّا يخَاف وَمن أعْطى سيف على يرْزق الشجَاعَة حَقًا (وَمن رأى) هَارُون يكون خَليفَة أَو رجلا كَبِيرا يُصِيب بلَاء وخصومة وَتَكون عاقبته إِلَى خير. (وَمن رأى) اليسع تيَسّر امْرَهْ العسير (وَمن رأى) دَاوُد فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ضَرَر وضيق صَدره من جِهَة الْعِيَال وَقيل من رأى دَاوُد يكون خَليفَة فِي أَهله وَرُبمَا ينَال خيرا وَحكما وملكاً وَرُبمَا يبتلى بِسَبَب امْرَأَة وَرُبمَا كَانَ عِنْده شَيْء مدخر فاثر فِيهِ السوس فلينقذه (وَمن رأى) سُلَيْمَان فَإِنَّهُ يَعْلُو قدره ويصل إِلَى مرتبَة السُّلْطَان ان كَانَ مِمَّن يَلِيق بِهِ ويزداد مَاله وَنعمته وَقيل نَفاذ أَمر وَحُصُول خير على كل حَال وَقيل من رأى سُلَيْمَان فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَالرُّجُوع مِنْهُ عَن قريب وَرُبمَا ينَال سَلامَة لاشتقاق الِاسْم (وَمن رأى) زَكَرِيَّا فَإِن الله تَعَالَى يوفقه لفعل الْخيرَات وَقيل من رأى زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا صَالحا (وَمن رأى) يحيى فَإِنَّهُ يتَجَنَّب عَن اكْتِسَاب الدُّنْيَا وأشغالها وَيكون مَشْغُولًا بأشغال الْآخِرَة وَقيل من رأى يحيى فَإِنَّهُ يدل على حَيَاة ودولة وبشرى وَخير (وَمن رأى) الْخضر فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا بِالسَّعَةِ والأمان وَقيل من رأى الْخضر فَإِنَّهُ يحجّ وَيكون عمره طَويلا. (وَمن رأى) إلْيَاس فَإِنَّهُ يسهل عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب وَقيل من رأى إلْيَاس فَإِنَّهُ يدل على أَنه يَدْعُو الله تَعَالَى فيستجاب لَهُ (وَمن رأى) أَيُّوب فَإِنَّهُ يخلص من الْأَمْرَاض والأوجاع وتنصلح أَحْوَاله وَقيل من رأى أَيُّوب فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو عِنْده مَرِيض يحصل لَهُ الشِّفَاء من الله تَعَالَى (وَمن رأى) يُونُس فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الْفرج بعد الشدَّة وَالسُّرُور بعد الثبور وَيخرج من الظُّلُمَات إِلَى النُّور وَقيل من رأى يُونُس فَإِنَّهُ يخرج من الضّيق إِلَى الفضاء (وَمن رأى) ذَا الكفل فَإِن كَانَ مِمَّن تلِيق بِهِ الْكفَالَة فَإِنَّهُ يتقلدها وَإِن لم يكن فيؤتمن أَمَانَة (وَمن رأى) لُقْمَان يرزقه الله تَعَالَى حِكْمَة وسداداً ورأيا صَالحا (وَمن رأى) ذَا القرنين فَإِنَّهُ يتبع رجلا كَبِيرا ويشفع عِنْده وَتقبل شَفَاعَته وتقضى حَاجته (وَمن رأى) عِيسَى فَإِنَّهُ يحيى أشغاله الْميتَة وَيُقَوِّي الطَّاعَات وَيحصل لَهُ التَّوْفِيق لفعل الْخيرَات وَقيل من رأى عِيسَى يرْزق الْعِبَادَة والزهد وَالتَّقوى وَرُبمَا كثرت أَسْفَاره وينجو مِمَّا يخَاف وَرُبمَا رزق علم الطِّبّ حَتَّى لَا يكون فِي زَمَانه مثله (وَمن رأى) أمه مَرْيَم فانها آيَة عَظِيمَة تظهر فِي ذَلِك الْموضع (وَمن رأى) الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الْفرج بعد الْغم وَيقْضى دينه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا أَو مُقَيّدا فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من حَبسه وَقَيده ويأمن من خَوفه وَإِن كَانَ فِي ضيق وقحط توافرت النِّعْمَة وَالْخَيْر عَلَيْهِ وَأما إِذا كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يزْدَاد غنى وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي حَقًا فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي وَقيل رُؤْيَته عَلَيْهِ السَّلَام تدل على سَعَادَة العقبى وَقيل ان كَانَ مَغْلُوبًا ينتصر على أعدائه وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى. (وَمن رأى) أَنه يزور نَبيا من الْأَنْبِيَاء سَوَاء كَانَ حَيا أَو مَيتا فَإِن ذَلِك يؤول على ثَلَاثَة أوجه: الأول ان كَانَ متقياً زَادَت تقواه وَإِن كَانَ عَاصِيا تَابَ الله عَلَيْهِ وَالثَّانِي يزوره كَمَا رأى أَو حُصُول خير وبركة وَالثَّالِث دَلِيل أَنه من أهل الْجنَّة وَمن الفائزين (وَمن رأى) أَنه يسب نَبيا فَإِنَّهُ يطعن فِيمَا أَتَى بِهِ (وَمن رأى) نَبيا ازْدَادَ طولا أَو عرضا عَمَّا هُوَ فَتكون فِي النَّاس فتْنَة (وَمن رأى) أحدا مِنْهُم عَلَيْهِم السَّلَام وَهُوَ شيخ كَبِير فَإِنَّهُ يكون رَاحَة لأهل ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وَهُوَ فِي صُورَة حَسَنَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه (وَمن رأى) أَن أحدا مِنْهُم ألبسهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا وَأَعْطَاهُ فَهُوَ حُصُول بركَة وشفاعة يَوْم الْقِيَامَة (وَمن رأى) أَنه أعْطى أحدا مِنْهُم بِشَيْء من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يهمل سنته وَلَيْسَ ذَلِك بِصَالح إِن أعطَاهُ شَيْئا مِمَّا يسْتَحبّ نَوعه فَإِنَّهُ يفعل الْخيرَات (وَمن رأى) أَنه نبش قبر أحد من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يتبع سنته وَإِن وجد من عظمه شَيْئا يكون اتِّبَاعه أبلغ وَحصل مُرَاده من ذَلِك. (وَمن رأى) أحدا من الْأَنْبِيَاء وَهُوَ يَأْمُرهُ بِمَا يُخَالف الشَّرِيعَة يكون ذَلِك نهيا لَهُ وزجراً وتهديداً لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا لم تستح من الله فَاصْنَعْ مَا شِئْت فَإِن ذَلِك لَيْسَ بِأَمْر على فعل وَإِنَّمَا هُوَ تهديد (وَمن رأى) أحدا من الْأَنْبِيَاء فِيهِ نُقْصَان فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان دين الرَّائِي فليتق الله (وَمن رأى) أحدا من الْأَنْبِيَاء على غير صُورَة حَسَنَة فَهُوَ قريب من ذَلِك وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيا الْأَنْبِيَاء أَو أحد مِنْهُم يؤول على أحد عشر وَجها: رَحْمَة ونعمة وَعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وَقُوَّة أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَالْخَيْر فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وراحة لأهل ذَلِك الْمَكَان وَقَالَ: من رأى أَنه يناقش أحدا من الْأَنْبِيَاء ويجادله وَيرْفَع عَلَيْهِ صَوته فَإِن ذَلِك بِدعَة قد أحدثها فِي الدّين وَالسّنَن (وَمن رأى) أَنه يقْتله فَلْينْظر فِيمَا يرْوى عَنهُ فليتق الله تَعَالَى ولينته (وَمن رأى) أَنه يلبس ملبوس الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ صَالح لدينِهِ ودنياه (وَمن رأى) أَنه صَار نَبيا فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا أَو يرْزق الصَّبْر وَالْعِبَادَة والاحتساب على المصائب (وَمن رأى) أَنه يفعل بعض أَفعَال النَّبِيين من الْعِبَادَة وَالْبر فَهُوَ دَلِيل على حسن دينه وَصِحَّة يقينه للشَّرْع وَإِذا رأى مَا لَا يُنَاسب فِيهَا فَهُوَ ضد ذَلِك وَقيل تفريج هم وغم (وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وَفِيه نُقْصَان أَو عيب فَإِنَّهُ قلَّة دين. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الصَّحَابَة) من رأى أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ: وَهُوَ فرحان طلق الْوَجْه فَإِنَّهُ فَرح وسرور على قَول ابْن سِيرِين: وَقيل تَحْصِيل علم وَمن رَآهُ فِي مَكَان مَعْرُوف وَهُوَ على هَذِه الْهَيْئَة فَإِنَّهُ حُصُول خير لأهل ذَلِك الْمَكَان وَإِن رَآهُ وَهُوَ عبوس فَهُوَ ضد ذَلِك وَقيل من رأى أَبَا بكر فَإِنَّهُ يكون صَدُوقًا أَمينا كثير الْخَيْر (وَمن رأى) عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن سِيرِين: يكون حسن السِّيرَة وَقيل يكون طَوِيل الْعُمر وَالْفضل قوالاً للحق فعالاً للخير مزهقا للباطل وَرُبمَا يرْزق الطّواف بِالْبَيْتِ الْعَتِيق (وَمن رأى) عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ: فَإِنَّهُ يدل على الْحيَاء والزهد والورع والرياضة وَقيل يكون خيرا فَاضلا وَرُبمَا يقتل ظلما (وَمن رأى) عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه فَإِنَّهُ يكون عالي الْمحل ورفيع الْمَكَان وطلق اللِّسَان وشجاعاً وقوى الْقلب مؤثراً مُصدقا وَقيل من رَآهُ وَهُوَ طلق الْوَجْه ينَال علما وشجاعة وَمن رَآهُ حَيا فِي مَكَان ينَال أهل ذَلِك الْمَكَان الْعلم وَالْعدْل والإنصاف وَيرْفَع عَنْهُم الْجور والإجحاف. وَمن رأى أحدا من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فليتأول من اشتقاق اسْمه مثل سعد وَسَعِيد فَإِنَّهُ يكون سعيدا ومسعود أَو سديد الرَّأْي وَرُبمَا حسنت أَفعاله وَقيل من رأى أحدا مِنْهُم يكون فِي دين الْإِسْلَام قَوِيا فَردا ذَا رياضة وصادق الْأَقْوَال وَحسن الافعال وَرُبمَا يقْتَدى بِأَفْعَال من رَآهُ مِنْهُم لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيا الْحسن وَالْحُسَيْن تدل على الِاتِّصَال بِبَعْض الاكابر وينال خيرا وراحة وَرُبمَا يَمُوت شَهِيدا (وَمن رأى) جَعْفَر الطيار فَإِنَّهُ يحجّ ويغزو (وَمن رأى) أَبَا هُرَيْرَة أَو أنس بن مَالك فَإِنَّهُ يكون رَاغِبًا لسنن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيكون ميله إِلَى علمه وشريعته وَيطول عمره (وَمن رأى) سلمَان الْفَارِسِي يرزقه الله الْعلم وَالْقُرْآن (وَمن رأى) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 سعد بن أبي وَقاص يكون ميله إِلَى الْغَزْو (وَمن رأى) عبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن مَسْعُود فَإِنَّهُ يشْتَغل بمهمات الْعِبَادَات ويجتهد فِي أَفعَال الدّين (وَمن رأى) بِلَالًا فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَيكون ذَا ذكر على رُؤُوس الْخَلَائق وعَلى الْجُمْلَة رُؤْيا صحابة النَّبِي خير ومنفعه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. 5 - (فصل فِي رُؤْيا التَّابِعين) (وَمن رأى) أحدا من التَّابِعين اعطاه شَيْئا أَو كلمة أَو خالطه فَإِنَّهُ حُصُول خير على كل حَال مَا لم يكن فِي الرُّؤْيَا مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فيؤول بِحَسب ذَلِك وَقيل رُؤْيا التَّابِعين تدل على اتِّبَاع مَعْرُوف وسلوك طَرِيق الْخَيْر. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْخُلَفَاء) من رأى أحد الْخُلَفَاء بشائش الْوَجْه سليم الطَّبْع يتَلَفَّظ مَعَه بلين الْكَلَام فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِن رَآهُ وَهُوَ يَأْمر بِفعل فِي مستخلصه فَإِنَّهُ يُصِيب شرفا وذكراً عَالِيا وَخيرا عَاجلا فِي دُنْيَاهُ وآخرته (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة كتب لَهُ عهدا مكملاً بِولَايَة فَإِنَّهُ لَا يزَال معاهد الله على الدّين وَالتَّقوى وَقيل من رأى أَن الْخَلِيفَة ولاه على قوم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ شرف وَإِن كَانَ من أهل الولايات حصل لَهُ ذَلِك وَلَا يسود قومه (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة كَسَاه أَو حمله أَو أركبه أَو أعطَاهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَعزا وفخراً بِقدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعَطاء (وَمن رأى) أَنه يُعَاقِبهُ أَو جرى بَينهمَا كَلَام الْبر فَإِنَّهُ يصلح حَاله عِنْده أَو غَيره من الاعيان (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة يخاصمه فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وينصر على أعدائه (وَمن رأى) وَجه الْخَلِيفَة عبوساً ينظر إِلَيْهِ بِعَين الْغَضَب أَو رأى فِيهِ نقصا أَو خللا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي دين الرَّائِي والخلل عَائِد إِلَيْهِ قَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه صَار خَليفَة فَإِنَّهُ ان لم يكن أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ يشْتَهر بشهرة قبيحة وَقيل يصل إِلَيْهِ خبر سوء أَو يحصل لَهُ أَمر يُؤَدِّي إِلَى الضَّرَر من حَيْثُ الْجُمْلَة الْأَخِيرَة فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مَعَ الْخَلِيفَة فِي إِنَاء أَو أطْعمهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ حزن بِقدر مَا أكل (وَمن رأى) أَنه هُوَ والخليفة على فرَاش وَاحِد فَإِنَّهُ يشركهُ فِي أمره أَو يوليه مَكَانا يحكم فِيهِ وَقيل اما ان يتَزَوَّج امْرَأَة من بَيت الْخَلِيفَة أَو يَهبهُ جَارِيَة. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْإِنْسَان) من رأى أحدا مِنْهُم لم يكن فِيهِ سَيِّئَة نقص فَهُوَ خير وَإِن رأى نقصا فضد ذَلِك (وَمن رأى) شريفا فَإِنَّهُ يدل على الشّرف للرائي وَقيل رُؤْيَة الشرفاء تدل على أكَابِر الأقوام وأشرافهم (وَمن رأى) أَنه صَار شريفا فَإِنَّهُ يسود على قوم وَلَا بَأْس برؤيا الشريف. (الْبَاب الثَّامِن) (فِي رُؤْيا الْوضُوء وَالْغسْل وَالتَّيَمُّم وَالصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والمصحف والمجلدات والهياكل) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْوضُوء) من رأى أَنه تَوَضَّأ بِمَاء صَاف وَأتم وضوءه فَإِن كَانَ مهموما فرج الله عَنهُ همه وَإِن كَانَ مديونا قضى الله دينه وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى وَإِن كَانَ مذنبا يَتُوب الله عَلَيْهِ وَيغْفر ذنُوبه وَإِن كَانَ خَائفًا أَمنه الله تَعَالَى وَهُوَ خير على كل حَال (وَمن رأى) أَنه لم يتم وضوءه أَو تعذر عَلَيْهِ ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه ويرجى لَهُ النجاح من فضل الْوضُوء (وَمن رأى) أَنه تَوَضَّأ بِمَا لَا يجوز الْوضُوء بِهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَة من لَا يتم وضوءه وَقيل: من تَوَضَّأ بِلَبن أَو عسل فَهُوَ حسن فِي الدّين (وَمن رأى) أَنه تَوَضَّأ بِمَاء حَار فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) انه تَوَضَّأ بِمَاء كدر وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ هم وغم وَلَكِن ويرجى لَهُ الْفرج (وَمن رأى) أَنه يطْلب الْوضُوء وَلَا يجد المَاء فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ يعسر عَلَيْهِ وَلَكِن يُرْجَى لَهُ من فضل الله تيسيره (وَمن رأى) أَنه يتَوَضَّأ وَهُوَ جنب فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر يعسر عَلَيْهِ وَلَا يَتَيَسَّر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 620 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْغسْل) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه اغْتسل فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يدل على الدّيانَة والخضوع لله تَعَالَى وَقيل من رأى أَنه اغْتسل غسل بِمَاء صَاف طَاهِر فَحكمه حكم الْوضُوء وَزِيَادَة على ذَلِك أُمُور الْآخِرَة وَإِن كَانَ المَاء غير صَاف وَلَا طَاهِر فتعبيره ضد ذَلِك وَلَا يُرْجَى لَهُ الْخَيْر (وَمن رأى) أَنه اغْتسل من الْجَنَابَة بِمَا يجوز الْغسْل بِهِ فَإِنَّهُ تتيسر لَهُ الْأُمُور وَيخرج من الْهم وَالْغَم وَإِن تعذر عَلَيْهِ ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه جنب وَلم يجد مَا يغْتَسل بِهِ فَإِنَّهُ يعسر عَلَيْهِ أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَمن رأى) أَنه اغْتسل غسل الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ فَإِنَّهُ زِيَادَة دَرَجَات فِي الْآخِرَة مَعَ مَا تقدم من تَفْسِير ذَلِك (وَمن رأى) أَنه اغْتسل وَلبس ثِيَابه فَإِنَّهُ يَنْقَطِع عَنهُ الْهم وَيسلم من كل بلَاء وسقم وَإِن كَانَت الثِّيَاب جدداً كَانَ أبلغ لِأَن أَيُّوب اغْتسل وَلبس ثيابًا جددا فَخرج مِمَّا كَانَ فِيهِ من بلَاء (وَمن رأى) أَنه غسل أحدا فَإِنَّهُ يُزَكِّيه (وَإِن رأى) أَن أحدا غسله فَهُوَ تَزْكِيَة أَيْضا (وَمن رأى) أَنه غسل مَا لَا يجوز تغسيله فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر يعْتَقد أَنه مُسْتَقِيم وَالْأَمر بِخِلَافِهِ (وَمن رأى) أَنه غسل يَدَيْهِ وَوَجهه فَلَا بَأْس بِهِ وَقَالَ جَابر المغربي: الْغسْل يدل على النَّظَافَة فِي الدّين والورع زِيَادَة أبهة وشهرة حَسَنَة (وَمن رأى) أَنه اغْتسل بحنوط أَو بعضه فَإِن كَانَ لَهُ محب تزداد محبته وَإِن الْمُحب متنفرا فَإِنَّهُ يزْدَاد نفورا وَاسْتِعْمَال الصابون زِيَادَة فِي النَّظَافَة. 5 - (فصل فِي رُؤْيَة التَّيَمُّم) (من رأى) أَنه تيَمّم فِي مَكَان لَا يُوجد فِيهِ المَاء وَأتم ذَلِك فتعبيره تَمام الْوضُوء وَكَذَلِكَ ان تعذر (وَمن رأى) أَنه تيَمّم وَالْمَاء مَوْجُود يدل على أَنه منحرف عَن الشَّرِيعَة فليتب إِلَى الله تَعَالَى وليرجع وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: التَّيَمُّم حُصُول المُرَاد وَهُوَ شِفَاء ورزق وَحج وَفَرح وَعتق. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الصَّلَاة) (من رأى) أَنه يُصَلِّي جِهَة الشرق فَإِن كَانَ الرَّائِي مَشْهُورا بِالْخَيرِ يحجّ وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك يكون ميله إِلَى أهل الذِّمَّة وَقيل: من رأى أَنه يُصَلِّي شرقا أَو غربا فقد ينحرف عَن الاسلام بِعَمَل مِنْهُ يُخَالف الشَّرِيعَة (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي نَحْو الشمَال مستدبر الْقبْلَة فقد نبذ الاسلام وَرَاء ظَهره لقَوْله تَعَالَى: {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} رُبمَا التمس من امْرَأَة دبرهَا أَو اشْتغل عَنْهَا بغَيْرهَا وَقَالَ بَعضهم: رُبمَا يرْزق تَوْبَة هَذَا إِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الدّين وَالصَّلَاح (وَمن رأى) أهل الْمَسْجِد يصلونَ إِلَى غير الْقبْلَة يعْزل رَئِيس ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) عَالما يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة أَو عمل بِخِلَاف السّنة فقد خَالف الشَّرِيعَة وَاتبع الْهوى (وَمن رأى) أَن صلَاته فَاتَت عَن وَقتهَا وَلَا يجد موضعا أَو مَكَانا يُصَلِّي فِيهِ فَإِنَّهُ يدل على أَمر عسير وَقيل يتَعَذَّر عَلَيْهِ طلب شَيْء فِي أَمر آخرته (وَمن رأى) أَنه يؤم قوما فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة يعدل فِيهَا وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك يَسْتَقِيم أمره وَيصْلح حَاله (وَمن رأى) أَنه يؤم قوما مجهولين فِي مَكَان مَجْهُول وَلَا يدْرِي مَا يقْرَأ فَهُوَ على شرف الْمَوْت فليتق ربه (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي نَحْو الْقبْلَة مُسْتَقِيمًا فَإِنَّهُ يتبع الشَّرِيعَة وَالسّنة. وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يؤم قوما فَإِنَّهُ علو قدر ونفاذ أَمر (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي فِي السُّوق فَلَا خير فِيهِ وَقيل: من رأى أَنه يؤم قوما بمَكَان يَقْتَضِي ذَلِك فَإِن ذَلِك الْمَكَان ينظر إِلَيْهِ بِالْخَيرِ وَيحصل لَهُ تقدم على غَيره وَيكون مسموع القَوْل (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ صفاء وَقت وَحُصُول مُرَاد وَزِيَادَة خيرات وَقيل: من رأى أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ يظفر بحاجته ويستظهر على جَمِيع مَا يَطْلُبهُ وَإِن كَانَت هِيَ صَلَاة الْجُمُعَة فَإِن يتم لَهُ جَمِيع مَا يُرِيد ويبلغ مَا يؤمله وَيحصل لَهُ فضل الله تَعَالَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى: {فَإِذا قضيت الصَّلَاة فَانْتَشرُوا فِي الأَرْض وابتغوا من فضل الله} (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي صَلَاة الْعَصْر فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَلَكِن بعد مشقة (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الْمغرب فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ من خير أَو شَرّ يتم عَاجلا وَقيل انه يُؤَدِّي صدَاق زَوجته (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الْعشَاء الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ يُعَامل أقرباءه وَيحصل لَهُ سرُور وَقيل يحصل لَهُ مكر وبكاء لقَوْله تَعَالَى: {وجاؤوا أباهم عشَاء يَبْكُونَ} (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الصُّبْح فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَكسب حَلَال وَقيل: إِنَّه وعد قريب يَأْتِيهِ خيرا أَو شرا على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 حسب مَا هُوَ متوقع ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {إِن موعدهم الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بقريب} وَشرط فِيمَا قُلْنَا أَنه يُؤَدِّي كل صَلَاة فِي وَقتهَا كَامِلَة فَإِن حصل فِيهَا نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ محَال ومخالف لما ذكر (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي صَلَاة فَاتَتْهُ من هَذِه الصَّلَوَات فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء دينه وَقيل من رأى أَنه صلى صَلَاة وَنقص مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِنَّهَا تحيض وَقيل إِن من رأى أَنه لم يتم صلَاته لم تتمّ حَاجته (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي بِغَيْر وضوء فَإِنَّهُ يمرض (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي فِي مَكَان لَا تجوز فِيهِ الصَّلَاة فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه وَقيل: من رأى أَن الصَّلَاة فَاتَتْهُ مَعَ الإِمَام فَهُوَ نَظِير ذَلِك وَإِن أدْرك آخر الصَّلَاة ثمَّ أتمهَا مُنْفَردا لَا بَأْس بذلك (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي فِي الصَّحرَاء فَهُوَ على وَجْهَيْن: إِمَّا سفر أَو حج. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَنه يسْجد لله تَعَالَى فَإِنَّهُ شكر لله وَطول حَيَاة لَهُ (وَمن رأى) أَنه جلس فِي التَّحِيَّات فَإِنَّهُ زِيَادَة خير (وَمن رأى) أَنه سلم عَن شِمَاله فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي قَاعِدا أَو رَاقِدًا فَإِنَّهُ يدل على عَجزه عَن أُمُور وَرُبمَا دلّ على توعك الْبدن أَو على كبر السن (وَمن رأى) أَنه يسْأَل الله تَعَالَى فِي صلَاته فَإِنَّهُ يرْزق ولدا لقَوْله تَعَالَى: {إِذْ نَادَى ربه نِدَاء خفِيا} (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي نَافِلَة يعْمل عملا صَالحا يتَقرَّب بِهِ إِلَى الله تَعَالَى وَإِن كَانَت النَّافِلَة نَافِلَة اللَّيْل تدل على أَنه يرْزق بِشَيْء مَحْمُود لقَوْله تَعَالَى: {وَمن اللَّيْل فتجهد بِهِ نَافِلَة لَك} الْآيَة وَرُبمَا ألف بَين قُلُوب قوم تشَتت أهواؤهم وَقيل: زَوَال هم وغم (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي اللَّيْل كُله فَهُوَ حُصُول خير فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بأوفر نصيب من الله تَعَالَى (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي فَوق الْكَعْبَة فَهُوَ ارْتِكَاب مَا يُخَالف الشَّرِيعَة (وَمن رأى) أَنه صلى بِأحد الْمَسَاجِد الثَّلَاث فَإِنَّهُ تَضْعِيف الأجور لَهُ وَدَلِيل على قبُول أَعماله (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي بِجَامِع أَو مدرسة أَو مَا يُنَاسب ذَلِك فَهُوَ زِيَادَة فِي الْخيرَات وَقيل الصَّلَاة فِي الْأَمَاكِن الْمُعْتَبرَة أَمن وَصَلَاة وَرَحْمَة وَقيل رُؤْيا صَلَاة الْجُمُعَة تدل على السّفر والرزق الْحَلَال (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي بكنيسة أَو مَا يُنَاسب ذَلِك على القانون الشَّرْعِيّ فَإِن كَلمته تعلو على أحد من أهل الذِّمَّة ويقهره. (وَقَالَ جاحظ الْمُعير) الصَّلَاة على ثَلَاثَة أوجه: فَرِيضَة وَسنة وتطوع فَأَما الْفَرِيضَة فتدل على الْحَج والتجنب عَن الْفَوَاحِش وَالْمُنكر لقَوْله تَعَالَى: {ان الصَّلَاة تنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر} وَأما السّنة فتدل على النَّظَافَة وَالصَّبْر على مَا يكره والشهرة الْحَسَنَة والشفقة على مَا خلق الله تَعَالَى وَأما التَّطَوُّع فَيدل على التَّوَسُّع على عِيَاله وَالْقِيَام بمهمات الاصدقاء وَالْجَار واظهار الْمُرُوءَة مَعَ كل أحد. (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي على دَابَّة فَهُوَ حُصُول هم (وَمن رأى) أَنه أَطَالَ قيام صلَاته وَلم يرْكَع فَإِن كَانَ ذَا مَال فَهُوَ مَانع الزَّكَاة فليتق الله والا فَهُوَ قَائِم فِي أَمر لَيْسَ لَهُ نتيجة ويرجى لَهُ الصّلاح (وَمن رأى) أَنه ركع وَأطَال فِيهِ وَلم يسْجد فَإِنَّهُ بعيد التَّوْبَة وَرُبمَا كَانَ قصير الْعُمر فليبادر إِلَى التَّوْبَة (وَمن رأى) أَنه قصر صلَاته فَإِنَّهُ سفر لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْض فَلَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تقصرُوا من الصَّلَاة} (وَمن رأى) أَنه يضْحك فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ كثير اللَّهْو فليتب إِلَى الله (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد شَهَادَة زور لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى حَتَّى تعلمُوا مَا تَقولُونَ} {وَمن رأى} أَنه يُصَلِّي وَهُوَ جنب فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه ونقصان فِي أُمُوره وتعسرها عَلَيْهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الصَّلَاة على سَبْعَة أوجه: أَمن وسرور وَعز ومرتبة وَفرج بعد شدَّة وَحُصُول مُرَاد وَقَضَاء حَاجَة وَقَالَ أَيْضا رُؤْيا السُّجُود على خَمْسَة: حُصُول مَقْصُود ودولة وَنصر وظفر والامتثال لأمر الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا ارْكَعُوا واسجدوا واعبدوا ربكُم} الْآيَة وَقيل: ان الصَّلَاة على الْمَيِّت دُعَاء مستجاب وَقيل شَفَاعَة تقبل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الصَّلَاة من حَيْثُ الْجُمْلَة محمودة على كل حَال فِي الدّين وَالدُّنْيَا وتدل على إِدْرَاك رياسة وبلوغ أمل ونيل الْولَايَة وَقَضَاء دين أَو أَدَاء أَمَانَة أَو قَضَاء فَرَائض الله تَعَالَى (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ يكون فِي أُمُوره وسطا وَيحصل لَهُ عز بِحَسب صفاء ذَلِك الْيَوْم (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الْعَصْر فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد مضى فِي الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ أَو طَالبه أَكْثَره وَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الْمغرب فَإِنَّهُ يقوم باصلاح مَا يلْزم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 من أَمر عِيَاله (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الْعشَاء فَإِنَّهُ يُعَامل عِيَاله بِمَا يفرح بِهِ قُلُوبهم (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي الصُّبْح فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ أمرا يحصل مِنْهُ صَلَاح سَبَب معاشه (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي قَاعِدا من غير عذر فَإِن عمله نَاقص (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي رَاكِبًا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ خوف شَدِيد وتعب (وَمن رأى) ملكا يُصَلِّي بقَوْمه ورعيته وَهُوَ رَاكب وهم كَذَلِك فَإِن كَانُوا فِي حَرْب يؤول بالظفر وَالتَّوْبَة وَطول الْحَيَاة وَحُصُول النجَاة وَتَحْصِيل المَال (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي على جِدَار وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يخضع لبَعض الرؤساء. (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي قَائِما وَالنَّاس يصلونَ خَلفه قَاعِدين فَإِنَّهُ يَلِي أَمر لَا ينقاد إِلَيْهِ من ينْسب لذَلِك الامر (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي قَاعِدا وَالنَّاس يصلونَ خَلفه قيَاما فتعبيره ضد مَا تقدم (وَمن رأى) أَنه يؤم رجَالًا وَنسَاء فَإِنَّهُ يكون وَاسِطَة خير فِي الاصلاح بَين النَّاس وَإِن كَانَ أَهلا للْقَضَاء فَإِنَّهُ يَتَوَلَّاهُ (وَمن رأى) أَنه يُصَلِّي بِالنَّاسِ نَافِلَة دخل فِي ضَمَان لَا يضرّهُ وَقيل من رأى أَنه صَار إِمَامًا فَإِنَّهُ يَرث مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: {ونجعلهم أَئِمَّة ونجعلهم الْوَارِثين} . 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْقِرَاءَة) (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ شَيْئا من الْقُرْآن وَلَا يعرف مَا قَرَأَهُ أَو نَسيَه فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى وَإِن كَانَ مهموما فرج الله همه وَإِن كَانَ عِنْده قلق زَالَ لقَوْله تَعَالَى: {وشفاء لما فِي الصُّدُور} وَقيل: من رأى أَنه يقْرَأ الْقُرْآن فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِالْحَقِّ وَقَالَ ابْن سِيرِين: يكون حَاكما ان كَانَ لائقا بِهِ (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ آيَة الرَّحْمَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وَإِن كَانَت آيَة عَذَاب فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه قَرَأَ الْقُرْآن وَأتم قِرَاءَته فَإِنَّهُ يَنْقَضِي أَجله على خير وَإِن قَرَأَ نصفه يكون مضى نصف عمره (وَمن رأى) أَنه حَافظ وَكَانَ كَذَلِك يدل على زِيَادَة الْخَيْر وَإِن لم يكن حَافِظًا فَلَا بَأْس بِهِ (وَمن رأى) أَن أحدا يقْرَأ وَهُوَ يسمعهُ فَهُوَ يتبع الْقُرْآن (وَإِن رأى) ذَلِك وَلم يفهم مَا يَقُوله فضد ذَلِك. وَقَالَ جَابر المغربي: (وَمن رأى) أَنه ختم الْقُرْآن يحصل لَهُ بُلُوغ مَقْصُود وَإِن كَانَت الْقِرَاءَة صَحِيحَة فَهُوَ حُصُول مَال وَإِن كَانَ صَوته حسنا فَهُوَ على منزلَة وارتقاء دَرَجَة وَقد يعبر المعبرون الْآيَة على مَعْنَاهَا وَمَا تدل عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ بمَكَان لَا تجوز الْقِرَاءَة فِيهِ يدل على ان فِي دينه خللا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: تدل على أَرْبَعَة أوجه: السَّلَام والغنى وبلوغ الْمَقَاصِد وَحجَّة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: الْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك. (سُورَة الْفَاتِحَة) من رأى أَنه يَقْرَأها تدل على تسهيل الْأُمُور الصعاب وَحُصُول سَعَة وَخير وَقَالَ الْكرْمَانِي: يقبل الله طَاعَته ويؤمنه مِمَّا يخَاف وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يوفقه الله تَعَالَى لطاعته وَيكون حَرِيصًا على الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار وَيخْتم لَهُ بِالْخَيرِ وَقيل: من رأى أَنه يقْرَأ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم خَاصَّة فَإِنَّهُ يسْأَل الله الْبركَة فِي مَاله وَزِيَادَة فِي رزقه وَرُبمَا بِجَانِب دعاؤه ببركتها وَقيل: من رأى أَنه يقْرَأ الْفَاتِحَة فَإِنَّهُ يحجّ أَو يَدْعُو بِدُعَاء فيستجاب لَهُ سُورَة الْبَقَرَة قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه قراها فَإِنَّهُ يدل على طول عمره لِأَنَّهَا اطول السُّور وَيكون صَابِرًا على الْبلَاء وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون فِي أَمَان من أعدائه وتنتظم أُمُوره وَقيل حُصُول مِيرَاث وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون دينه وَقَوله صَحِيحا (آيَة الْكُرْسِيّ) : قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا على الِانْفِرَاد خَاصَّة يكون آمنا من الْآفَات وَيحصل مُرَاده وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ قدر وجاه وَحُرْمَة. (سُورَة آل عمرَان) : قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون محبوبا عِنْد النَّاس بَرِيئًا من الافعال السَّيئَة وَقَالَ الْكرْمَانِي يخْتم بِالْخَيرِ لَهُ وَقيل: يكون مُرَاد قَارِئهَا حُصُول ولد صَالح وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون دينه وَقَوله صَحِيحا قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَ شهد الله الْآيَة خَاصَّة يكون قد وفى حُقُوق الله اللَّازِمَة ويخلص من دَار الدُّنْيَا على جميل وَقَالَ الْكرْمَانِي: ان كَانَ عِنْده امانة يُؤَدِّيهَا إِلَى صَاحبهَا وَيكون عَزِيزًا عِنْد النَّاس وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيكون فريداً فِي دينه وَقَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَ: {قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك} الْآيَة خَاصَّة يحصل لَهُ من الْمُلُوك مرتبَة وَعز وجاه وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ مُرَاده (سُورَة النِّسَاء) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يقْرؤهَا يحصل لَهُ مِيرَاث وتكثر أقرباؤه وَعِيَاله وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون طَوِيل الْعُمر وَتحصل لَهُ الْخيرَات وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون عفيفا (سُورَة الْمَائِدَة) : قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يقْرؤهَا يكون عَزِيزًا مكرما فِي قومه وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 لَهُ مَال ونعمة وخيرات وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون فريدا فِي دينه وَيحصل لَهُ المُرَاد (سُورَة الْأَنْعَام) : قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يقْرؤهَا يحصل لَهُ السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة والأخروية وَقَالَ الْكرْمَانِي: بركَة وغنى من قبل الْجمال وَالْبَقر وَالْغنم وَنَحْوهَا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يوفقه الله تَعَالَى لطاعته. (سُورَة الْأَعْرَاف) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يقْرؤهَا يكون فِي دينه مخلصا وَتَكون عاقبته محمودة وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُبمَا يزور طور سيناء وَقيل شماتة عَدو ورؤيته على سوء حَال وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون الْخَالِق رَاضِيا عَنهُ يحفظ الْأَمَانَة (سُورَة الْأَنْفَال) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يظفر على أعدائه وَيحصل لَهُ مَال ونعمة وغنيمة وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَيحصل لَهُ عز وجاه وعلو مرتبَة (سُورَة التَّوْبَة) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَ سُورَة التَّوْبَة لم يخرج من الدُّنْيَا حَتَّى يَتُوب الله عَلَيْهِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: تكون عاقبته خيرا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون بَين الْخلق محبوبا مرغوبا ويسلك طَرِيق الْخيرَات (سُورَة يُونُس) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَ سُورَة يُونُس يُوسع الله عَلَيْهِ الرزق وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكف الله عَنهُ كيد الأعادي والسحرة ويقهرهم وَقيل: ان كَانَ مَحْبُوسًا أطلق وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: فَإِنَّهُ يحسن أَلْفَاظه وعبادته. (سُورَة هود) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يقْرؤهَا يزْدَاد مَاله من الزِّرَاعَة وغرس الكروم وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون مُقبلا فِي الاشغال وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون سالكا فِي طَرِيق الدّين (سُورَة يُوسُف) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فِي عهد شبوبيته يكون مَظْلُوما ويسافر سفرا كثيرا وَتَكون عاقبته خيرا وَقَالَ الْكرْمَانِي: ينَال شرف وعلو قدر وغنى وَعز وَفرج بعد ضيق وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون صَادِق القَوْل صَاحب امانة (سُورَة الرَّعْد) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يزْدَاد فِي قِرَاءَة الْقُرْآن إِن كَانَ من أَهله إِلَّا فَهُوَ تَسْبِيح وتهليل وَقَالَ الْكرْمَانِي: تزداد طَاعَته وَفعله الْخيرَات وَقيل: أَنه أَمن من مَخَافَة ملك وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُبمَا يقرب أَجله (سُورَة إِبْرَاهِيم) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا تدل على مُلَازمَة الْخيرَات والعبادات وَقَالَ الْكرْمَانِي: تستقيم أَحْوَاله وتحمد عاقبته وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون عِنْد الله معززا مكرما وَقيل: يكون بَرِيئًا مِمَّا يُقَال فِي حَقه. (سُورَة الْحجر) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون عِنْد الْخلق معززا مكرما وَقيل: يكون ذَا جاه ووقار وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ جَمِيع مقاصده ويعلو قدره وَقيل تحجير من الْمعاصِي وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون عِنْد الله مَقْبُولًا (سُورَة النَّحْل) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا رزق رزقا حَلَالا وَيكون محبا لأهل الدّين والديانة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يَأْمَن من الْآفَات والمصائب ويجد حَاله وَقيل صِحَة بدن وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: إِن الله تَعَالَى يرزقه علما وَإِن كَانَ مَرِيضا عافاه. (سُورَة الْإِسْرَاء) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون عِنْد الْخَالِق والخلق ذَا منزلَة وجاه عَال وَيكون مُؤمنا ذَا خشوع وخضوع وَقَالَ الْكرْمَانِي: أَنه يظفر على من يعاديه ويصل إِلَى مُرَاده وَقيل يَأْتِيهِ ولد عَاق وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون قوي الدّين والديانة صَادِق فِي القَوْل والاعتقاد (سُورَة الْكَهْف) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون آمنا فِي حَيَاته من جَمِيع الْآفَات والعاهات وَيكون فِي طَرِيق الدّين مخلصا وَقَالَ الْكرْمَانِي: يطول عمره ويرزق سَعَادَة الْآخِرَة وَقيل: يحصل لَهُ خوف من مكايد أعاديه وينجيه الله من ذَلِك وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: نِهَايَة أُمُور فِيمَا يرومه (سُورَة مَرْيَم) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا كَانَ عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة فِي حرزه وكنفه وَقَالَ الْكرْمَانِي: فَإِنَّهُ يسْلك طرق الْخيرَات وَيُؤَدِّي سنَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل يكذب على الرَّائِي ويفتري عَلَيْهِ وَيكون بَرِيئًا من ذَلِك وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كَذَلِك. (سُورَة طه) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يُجَادِل الأعادي ويظفر بهم وينتصر عَلَيْهِم وَقَالَ الْكرْمَانِي: يشْتَهر اسْمه بالخيرات فِي ذَلِك الْمَكَان وَقيل غَفلَة فِي الدّين وسهو وَقيل أَمَان من الشِّفَاء لمن يكون صَالحا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون مَعْرُوفا بِالدّينِ والديانة (سُورَة الْأَنْبِيَاء) قَالَ ابْن سِيرِين: يرزقه الله علم الْأَنْبِيَاء وسيرتهم وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ إقبال الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل صَلَاة وَدُعَاء وَعبادَة وَنصر على الْأَعْدَاء وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: وَيكون عَالما عَاملا وَيحصل لَهُ الْفَرح بعد التَّرَحِ والراحة بعد التَّعَب. (سُورَة الْحَج) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يصرف مَاله فِي الْحَج وَقَالَ الْكرْمَانِي: يخْتَار أفعالا مرضية فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 الدُّنْيَا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: أَنه يسْلك طَرِيق الزّهْد والورع ويجتهد فِي عبَادَة الله تَعَالَى وَفعل الْخيرَات (سُورَة الْمُؤْمِنُونَ) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يدْخل مَعَ الْمُؤمنِينَ الْجنَّة وَقَالَ الْكرْمَانِي يحصل لَهُ فضل الْعِبَادَات وعلو الدَّرَجَات والسعادة وَقيل: فوز وَصَلَاح وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون مَحْمُود السِّيرَة قوي الْأَمَانَة (سُورَة النُّور) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فانها تدل على الْعلم وَالْحكمَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ذَا جود واحسان على خلق الله تَعَالَى وَقيل ذَا نور فِي الْهَيْئَة وَالْقلب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: ينور الله تَعَالَى بَاطِنه بِنور الْإِيمَان (سُورَة الْفرْقَان) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وَقَالَ الْكرْمَانِي: انه يكون منصفا مَعَ خلق الله تَعَالَى وَيكون ذَا عدل وَقيل: ذَا قدره على التَّمْيِيز وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يثبت الْحق وَيبْطل الْبَاطِل (سُورَة الشُّعَرَاء) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا كَانَ فِي حفظ الله تَعَالَى وكنفه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : يكون منزها عَن الْكَلَام الْقَبِيح وَالْكذب والخنا وسالكا لطريق الله (قَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : يصونه الله تَعَالَى عَن الْفَوَاحِش. (سُورَة النَّمْل) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يحصل لَهُ علو قدر ومنزلة عِنْد السُّلْطَان (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : تساعده السَّعَادَة والدولة والاقبال فِي أُمُور دُنْيَاهُ: وَقيل يدل على الْأَمر وَالنَّهْي والفهم والحذاقة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : يدل على المَال وَالنعْمَة (سُورَة الْقَصَص) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فانها تدل على كنز أَو مَال يظْهر ويظفر بِهِ وَيكون ذَاكِرًا شاكرا لله تَعَالَى وَقَالَ الْكرْمَانِي: يدل على الِاجْتِهَاد وَالسَّعْي فِي ذكر الله تَعَالَى وَالشُّكْر لنعمائه وَصَلَاح الْأُمُور وَقيل حُصُول صَوَاب الرَّأْي وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يدل على وفور الْخَيْر وَكَثْرَة الرزق (سُورَة العنكبوت) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا وداوم على قرَاءَتهَا يكون فِي حفظ الله وأمانه إِلَى انْقِضَاء أَجله وَقَالَ الْكرْمَانِي: أَمَان من خوف وشفاء من كل دَاء وَقيل نجاة من أَمر مهموم بِهِ وَيسر من الله وَسَلام من شَرّ الأعادي وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: ظفر على الأعادي. (سُورَة الرّوم) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يظفر بحاجة من قبل أهل الذِّمَّة وَقَالَ الْكرْمَانِي: اجْتِهَاد فِي سَبِيل الله وَقيل تَمام أَمر يرومه أَو يكون بَينه وَبَين أحد مخاصمة فيبشر بالظفر وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كَذَلِك (سُورَة لُقْمَان) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون عَالما حَاكما عابداً وَقَالَ الْكرْمَانِي: فَإِنَّهُ يصاحب أهل الْعلم الْحُكَمَاء وَقيل: يُؤْتى حِكْمَة ووعظا حسنا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: تستفيد النَّاس مِنْهُ من حكمه ووعظه (سُورَة السَّجْدَة) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا رُبمَا يكون كثير السُّجُود وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون قَرِيبا من الله تَعَالَى وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون عَاقِبَة أمره خيرا (سُورَة الْأَحْزَاب) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا رُبمَا يلقِي شَيْئا ضَاعَ لَاحَدَّ فَيردهُ على صَاحبه وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُبمَا يرى نَبيا من الْأَنْبِيَاء فِي مَنَامه أَو مَا يسره تَعْبِير ذَلِك فِي الْيَقَظَة وَقيل: حُصُول ظفر واغاثة من حَيْثُ لَا يدْرِي وَلَا يكون ذَلِك فِي أمله وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول التَّوْفِيق من الله تَعَالَى ومتابعة الْحق. (سُورَة سبأ) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فانها تدل على الزّهْد وَالْعِبَادَة والتجنب عَن مسالك الدُّنْيَا وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ملازما لطاعة الله تَعَالَى وَقيل نعْمَة زَالَت أَو شَيْء عدم يرجعان إِلَى الرَّائِي وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ سيرة الصلحاء وسلوك طَرِيق الدّين (سُورَة فاطر) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يقتبس من أَفعَال الْمَلَائِكَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ملازما لطاعة الله تَعَالَى وعبادته وَقيل ينَال ظفرا على من يجادله وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يفتح فِي وَجهه بَاب الرزق (سُورَة يس) من قَرَأَهَا تكون عاقبته خيرا وَقَالَ الْكرْمَانِي يطول عمره وَيَرْزقهُ الله تَعَالَى الرَّحْمَة والغفران وَقيل يرزقه الله سَعَة وافرة يحْسد عَلَيْهَا وَقيل تكون محبَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْده مُؤَكدَة. (سُورَة الصافات) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يرْزق التَّوْفِيق وَالْهِدَايَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون حَرِيصًا على أَمَانَة الْخلق وَيكون مَشْغُولًا بالصلاح وَقيل تَطْهِير من الدنس أَو يكون صَاحب الرُّؤْيَا خَائفًا من الله وحريصا على طَاعَته وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يرْزق ولدا صَالحا (سُورَة ص) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يدل على التَّوْبَة وَحفظ الْأَمَانَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يدل على طلب الرَّحْمَة وَالْمَغْفِرَة من فضل الله وَقيل يَمِين صَادِق يحلفهُ وثبات عَلَيْهِ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون وافر المَال ذكيا فِي الأشغال (سُورَة الزمر) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا غفر الله تَعَالَى ذنُوبه وَتجَاوز عَنهُ وَقَالَ الْكرْمَانِي: تكون عاقبته خيرا وَقيل اكْتِسَاب كتب كَثِيرَة وَفهم وبصيرة وَرُبمَا يتعب لأحد أَو يكون من جملَة جمَاعَة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يَعْلُو قدره وَيُقَوِّي دينه (سُورَة غَافِر) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون مُؤمنا خَالِصا ذَا خشوع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 وخضوع وَقَالَ الْكرْمَانِي: تكون سيرته حسنه وسلوكه فِي طَرِيق الدّين مُسْتَقِيمًا وَقيل بِشَارَة بالمغفرة وَنَجَاة من المهالك أَو يعْفُو عَن مذنب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ من الله عز وَجل رَحْمَة ومغفرة. (سُورَة فصلت) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يتَقرَّب إِلَى الله بِالطَّاعَةِ وَيكون من جملَة خَواص عباده وَقيل يعْمل عملا صَالحا فِي سره وعلانيته وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون دينا ويسلك طَرِيق الصّلاح وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كَذَلِك. (سُورَة الشورى) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا ينجو يَوْم الْقِيَامَة من عَذَاب النَّار وَقَالَ الْكرْمَانِي: يسهل الله عَلَيْهِ الْحساب يَوْم الْقِيَامَة وَقيل: إِن كَانَ مَرِيضا عافاه الله تَعَالَى وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يعِيش زَمَانا طَويلا (سُورَة الزخرف) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون مواظباً على الصَّلَاة مداوما للصَّوْم وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ذَا خوف وخشوع وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون صَادِق القَوْل ذَا فعال جميلَة (سُورَة الدُّخان) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون عابداً قَائِم اللَّيْل وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون صَادِق القَوْل وَقيل: يضعف عَن طلب الدُّنْيَا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ الْغنى ووفور الرزق (سُورَة الجاثية) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يَتُوب وَيرجع إِلَى الله وَقَالَ الْكرْمَانِي: يتَجَنَّب عَن الدُّنْيَا ويندم على سالف ذنُوبه وَقيل بُلُوغ سَعَادَة وَنَجَاة من سوء الْحساب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يدل على ذكر وتوبة. (سُورَة الْأَحْقَاف) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون مُطيعًا لأمر وَالِديهِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: محسناً خُصُوصا فِي حق وَالِديهِ وَقيل: حُصُول خوف من غرق وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا اشياء عَجِيبَة (سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يظفر بالأعداء وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون فِي حفظ الله تَعَالَى وأمانه وَقيل: علو وَشرف وَذكر جميل وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون مَحْمُود الْخِصَال وَحسن الفعال (سُورَة الْفَتْح) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِن الله عز وَجل ينصره وَيفتح لَهُ أَبْوَاب الْخيرَات وَقَالَ الْكرْمَانِي: يغْفر الله تَعَالَى ذنُوبه ويتجاوز عَنهُ وَقيل يُسْتَجَاب دعاؤه وينال مأموله وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يوفقه الله للْجِهَاد (سُورَة الحجرات) قَالَ ابْن سِيرِين من قَرَأَهَا يزدري بِالنَّاسِ ويستعيبهم وَقَالَ الْكرْمَانِي: بِقصد ضَرَر النَّاس وَقيل: إِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يتَنَبَّه لأوامر الله وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون طَالبا صلَة الرَّحِم وراجيا محبَّة النَّاس. (سُورَة ق) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون مَشْغُولًا بِالطَّاعَةِ وَالْعِبَادَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ذَا جود واحسان على الْخلق وَقيل: يَمِين يحلف عَلَيْهِ صَادِقا فِيهِ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يُوسع الله عَلَيْهِ الْخَيْر وَيُعْطِيه من نعمه (سُورَة الذاريات) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِن الله يوفقه للصلاح وَقَالَ الْكرْمَانِي: تهون أُمُوره الصعاب وَقيل يتَزَوَّج وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول رزق من زراعة (سُورَة الطّور) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِن الله ينصره على الْأَعْدَاء وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون معينا للحق مجتنبا للباطل وَقيل: ان كَانَ لَهُ غَائِب يَأْتِي وَرُبمَا يغلط بِكَلَام ثمَّ يرجع إِلَى الصَّوَاب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يجاور بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى (سُورَة النَّجْم) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِن الله يفتح لَهُ أَبْوَاب الْخَيْر وَالرَّحْمَة فِي وَجهه وَقَالَ الْكرْمَانِي: يظفر بالأعادي ويقهرهم وَقيل: يرزقه الله تَعَالَى ولدا حسنا صَالحا محبوبا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كَذَلِك. (سُورَة الْقَمَر) من قَرَأَهَا يظفر بالأعادي عَاجلا وَيكون منصورا وَقَالَ الْكرْمَانِي: يدل على تسهيل الْأُمُور الصعاب وَقيل رُجُوع من شكّ وريب إِلَى الصّلاح وَالصَّوَاب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون مسحوراً وَلم يضرّهُ ذَلِك (سُورَة الرَّحْمَن) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يدل على التجنب عَن قَول الْكَذِب والمحال وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِنَّه يخْتَار السِّيرَة الْحَسَنَة وسلوك طَرِيق الدّين وَقيل: يحفظ الْقُرْآن ويتفقه فِي الدّين أَو يتَعَلَّم شَيْئا يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ بِسَبَبِهِ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: نعْمَة فِي الدُّنْيَا وَرَحْمَة فِي الْآخِرَة (سُورَة الْوَاقِعَة) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يَتُوب فِي آخر عمره من جَمِيع الذُّنُوب وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ توفيق فِي الْعِبَادَة وَقيل: أَمن من شَرّ يَوْم الْقِيَامَة وَسُمْعَة وغنى وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول التَّوْفِيق والطاعات والعبادات. (سُورَة الْحَدِيد) من قَرَأَهَا يدل على حُصُول الرزق بتعب ومشقة وَقَالَ الْكرْمَانِي: انه يخْتَار طَرِيق الْآخِرَة ومرضاة الله تَعَالَى وَقيل: يكون شَدِيد الْبَأْس قوي الْعَزْم والحزم وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون مَحْمُود الْخِصَال سالكا طَرِيق الدّين (سُورَة المجادلة) من قَرَأَهَا يحصل لَهُ جِدَال وخصومة مَعَ النِّسَاء وَقَالَ الْكرْمَانِي: يُجَادِل مَعَ كل أحد من طَرِيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 626 الدّين وَقيل: ينجو من مجادلة سَوَاء كَانَ فِي علم أَو فِي غَيره وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يُجَادِل مَعَ الْأَهْل والأقارب وَيصْلح بالاحتجاج ويلقي بَينهم الْمحبَّة (سُورَة الْحَشْر) من قَرَأَهَا حشره الله يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْخُلَفَاء الصَّالِحين وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون مصاحبا لأهل الصّلاح وثابتا على ذَلِك وَقيل: خُرُوج من هم على سَعَة وَرُبمَا كَانَ مُسَافِرًا يبعد رُجُوعه وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يقهر من أعدائه. (سُورَة الممتحنة) من قَرَأَهَا يكون حَاله مُسْتَقِيمًا وَرُبمَا يمْتَحن فِي بعض أشغاله وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون مصاحبا لأهل الصّلاح وَقيل تَوْبَة وَصَلَاح وَحفظ لِسَان وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: تحصل لَهُ محبَّة وَرُبمَا يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاك (سُورَة الصَّفّ) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يفعل الْخيرَات ويغازي فِي سَبِيل الله وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون اجْتِهَاده فِي مرضاة الله تَعَالَى وسلوكه بطرِيق الْحق وَقيل مصافة أَقوام للحرب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون فِي آخر عمره شَهِيدا. (سُورَة الْجُمُعَة) من قَرَأَهَا يرزقه الله من علم الْأَوَّلين ويشتهر بِهِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ قدر وَحُرْمَة وجاه وَقيل يكون متهاونا فِي طلب رزقه وَيفتح الله عَلَيْهِ أَبْوَاب الرزق وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يرزقه الله التَّوْفِيق لفعل الْخَيْر (سُورَة المُنَافِقُونَ) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ النِّفَاق فِي السِّرّ وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ميله إِلَى الْمُنَافِقين وَقيل: يبلي بعدو مخادع مُنَافِق إِن كَانَ من أهل التَّقْوَى وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: إِن كَانَ مُتَّهم يبرأ من النِّفَاق وَالْمُنَافِقِينَ. (سُورَة التغابن) من قَرَأَهَا يُعْطي الصَّدقَات الوافرة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون رؤوفا على الضُّعَفَاء وَقيل تخويف وتهديد وَإِن كَانَ تَارِكًا للفرائض فليتب إِلَى الله تَعَالَى وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون مُسْتَقِيمًا فِي طَرِيق الْحق وَقَول الصدْق (سُورَة الطَّلَاق) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يُخَاصم النِّسَاء من جِهَة الدّين وَقَالَ الْكرْمَانِي: انه يُرَاعِي فِي سيره الْحق وَيكون حَرِيصًا فِي ذَلِك وَقيل: شكّ بَين صَاحب الرُّؤْيَا وَزَوجته فليتفقد نَفسه من الْجَهْل وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: تدل على حَاجته مَعَ أهل بَيته وَمنع الصَدَاق. (سُورَة التَّحْرِيم) من قَرَأَهَا تدل على النِّفَاق فِي بَيته ثمَّ بعد ذَلِك يُرَاعِي الخواطر وَيتبع مرضاتهم وَقَالَ الْكرْمَانِي: يتَجَنَّب عَن الْحَرَام وَقيل يرْزق من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: إِنَّه يكون مجتنبا للمحرمات. (سُورَة الْملك) قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِن الله ينجيه من عَذَاب الْقَبْر وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون مَحْمُود العواقب وَقيل: نجاة من عَذَاب الله عِنْد قبض روحه وبشرى وبركة وَخير وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ علو قدر وشأن (سُورَة ن) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يحب اعطاء الصَّدقَات والخيرات وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون كثير الاحسان وَالْخَيْر مَعَ كل أحد وَقيل: يكون كَاتبا حسن الْخط أَو يكون لَهُ عَادَة بِالصَّدَقَةِ وَقد منعهَا مُدَّة فليجرها على الْعَادة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: إِن الله يرزقه الفصاحة وَالْعلم والبراعة (سُورَة الحاقة) من قَرَأَهَا فَإِنَّهَا تدل على حُصُول رزق ونعمة وافرة من الله تَعَالَى وَرُبمَا يتخوف وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ناصرا ومعينا للحق وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: لم يسْلك إِلَّا طَرِيق الْحق (سُورَة المعارج) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر لمرضاة الله تَعَالَى وَقَالَ الْكرْمَانِي: أَنه يداوم على الصَّدقَات والفقراء وَالْمَسَاكِين وَقيل: يَدْعُو على نَفسه أَو على غَيره بِالشَّرِّ وَالثُّبُور فليتب وليرجع عَن ذَلِك (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: أَنه يَأْمَن من الْفَزع والجوع. (سُورَة نوح) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله وَتَكون عاقبته محمودة (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يفعل الْخيرَات مَعَ عباد الله تَعَالَى وَقيل يعصيه أهل بَيته وَإِن كَانَ رَسُول غَائِب فَإِنَّهُ يبطيء وَرُبمَا يعود وَلَا يقْضِي حَاجته (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: إِنَّه يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ ويقهر الأعادي (سُورَة الْجِنّ) من قَرَأَهَا يدل على الْفَزع فِي اللَّيْل (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يَأْمَن من شَرّ الْجِنّ وَقيل يرزقه الله إلهاما وفهما دَقِيقًا نَافِعًا (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق كَذَلِك (سُورَة المزمل) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يحب مواظبته على الصَّلَاة بِاللَّيْلِ (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يحيي اللَّيْل بالطاعات والعبادات وَقيل: رُبمَا يكون مُعْتَادا فِي اللَّيْل للْقِيَام بِالذكر وَقد غفل عَن ذَلِك فليواظب عَلَيْهِ (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ التَّوْفِيق للطاعة وَالْعِبَادَة (سُورَة المدثر) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يعْمل الصَّالِحَات وَلم يرض لأحد سوءا (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يكون للمعروف أقرب وَقيل: يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهِي عَن الْمُنكر وَيتبع طَرِيق الرشد (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: تحسن سيرته بَين النَّاس وَيُقَوِّي رَأْيه. (سُورَة الْقِيَامَة) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يَمُوت على الشَّهَادَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: خوف من عَذَاب الله وَقيل: يَظْلمه انسان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 ويجور عَلَيْهِ وَتَكون عاقبته النَّصْر وَالظفر وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: انه يخرج وَيرجع عَن الْحلف وَيَتُوب إِلَى الله. (سُورَة الْإِنْسَان) من قَرَأَهَا يطْلب مرضاة الله وَيطْعم الطَّعَام على حبه وَيكون خَائفًا من الله (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يحسن وَيفْعل الْخيرَات مَعَ خلق الله تَعَالَى وَقيل: نجاة من عَذَاب الله يَوْم الْقِيَامَة وسرور (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول التَّوْفِيق على السخاء وَالنعْمَة (سُورَة المرسلات) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْكَذِب وَيتْرك الْبَاطِل (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يطْلب حسن السِّيرَة وسلوك الطَّرِيق الْحق وَقيل: يعْمل عملا يحبب بِهِ نَفسه للنَّاس (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: تتسع عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَيحصل لَهُ نعْمَة (سُورَة النبأ) من قَرَأَهَا يكون متفكراً فِي آلَاء الله تَعَالَى شاكراً لأنعمه (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يدل على فعل الْخَيْر وَالْعَمَل الصَّالح وَقيل: يجْتَهد فِي ظلم وَيسْأل الْعلمَاء (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يَعْلُو قدره وتنفذ كَلمته. (سُورَة النازعات) من قَرَأَهَا فَإِنَّهَا تدل على الْخَوْف فِي حَالَة النزع (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: إِنَّه يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى خوفًا من عِقَابه وَقيل: رُبمَا تقرب منيته فتستحب لَهُ الْوَصِيَّة (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: إِن قلبه يصفو من دنس الشُّبُهَات (سُورَة عبس) من قَرَأَهَا رُبمَا يكون عبوسا (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يكون كثير الصَّوْم وَقيل يتهاون بِالنَّاسِ ويستحقر بهم (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكون فَاعل الْخَيْر مَعَ الضُّعَفَاء وللمساكين (سُورَة التكوير) من قَرَأَهَا يخَاف عَلَيْهِ من وجع وَرُبمَا يكون فَاعل الْخَيْر حسن السِّيرَة (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يُسَافر سفرا كثيرا نَاحيَة الْمشرق وَقيل نُقْصَان فِي بهائه وَقلة هيبته عِنْد أَهله وجيرانه لقَوْل بَعضهم هَذَا الْبَيْت: (فقر الْفَتى يذهب نور الْفَتى ... كَمَا تصير الشَّمْس عِنْد الْغُرُوب) (قَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: أَمَان بعد خوف وَفَرح بعد ترح (سُورَة الانفطار) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ متهاون بِالتَّوْبَةِ فليبادر وليخش الله تَعَالَى: (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يكون رَاغِبًا فِي الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا وَقيل: يتَعَيَّن عَلَيْهِ الِاحْتِرَاز من جِيرَانه فهم أعداؤه لَا يخفون لَهُ قبيحا (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكون عِنْد السُّلْطَان والأكابر معززا مكرما (سُورَة المطففين) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يخْشَى الله تَعَالَى ويوفي الْكَيْل وَالْمِيزَان (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يكون عادلا يُؤَدِّي الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا وَقيل يبخس الْكَيْل أَو يستحسن ذَلِك (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكون منصفا مَعَ كل أحد (سُورَة الانشقاق) من قَرَأَهَا أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يهون عَلَيْهِ الْحساب يَوْم الْمرجع والمآب وَقيل دَلِيل على رخص الطَّعَام (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكون كثير النَّسْل وَالْأَوْلَاد. (سُورَة البروج) من قَرَأَهَا يكون فِي الدُّنْيَا ذَا هم وغم (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يرزقه الله تَعَالَى ثَوابًا فِي الْآخِرَة وعلو الدرجَة وَقيل: ينسى شَهَادَة يُؤَدِّيهَا وَأَمَانَة يمْنَعهَا (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكْشف غمه وَيَزُول همه. (سُورَة الطارق) من قَرَأَهَا يرزقه الله تَعَالَى ولدا صَالحا (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: تقر عينه بِولد صَالح وَقيل: خوف من لصوص وَيخَاف على مَا لَهُ مِنْهُم (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ فَرح وَخير بِسَبَب وَلَده. (سُورَة الْأَعْلَى) من قَرَأَهَا فَإِنَّهَا تدل على كَثْرَة التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير والتهليل (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: لم يخل لِسَانه عَن ذكر الله عز وَجل وَقيل: يكون صَاحب الرُّؤْيَا كثير النسْيَان ويرجى لَهُ زَوَاله (قَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: تهون عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب (سُورَة الغاشية) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يفزع ويخشى من الْفَزع الْأَكْبَر وَرُبمَا يرْزق تَوْبَة (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: ثَابتا فِي جَمِيع الاشغال وطالبا مرضاة الله تَعَالَى وَقيل: ينْفق مَاله على قوم لَا يشكرونه وَلَا يحمدونه (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يَعْلُو قدره وَمحله وتنفذ كَلمته (سُورَة الْفجْر) من قَرَأَهَا يكون رَاغِبًا فِي طَاعَة الرَّحْمَن (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يرزقه الله تَعَالَى الْحَج وَقيل: يكون كثير الدُّعَاء لنَفسِهِ وللمسلمين (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: نقص فِي هيبته وصولته. (سُورَة الْبَلَد) من قَرَأَهَا يدل على صَاحب الصَّدقَات (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: وَيحسن إِلَى من يَقْصِدهُ وَقيل: أَمن من خوف وَنَجَاة بعد يأس (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: توفيق لاطعام الطَّعَام وإكرام الْمِسْكِين (سُورَة الشَّمْس) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يفْسد على يَده بعض الأشغال (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: إِنَّه يَتُوب وينعم على فعله وَقيل يكون ميله للْعُلَمَاء. (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكون ذَا فهم وحذق وعالما عَاملا (سُورَة اللَّيْل) من قَرَأَهَا يكون قَلِيل الزَّكَاة فِي مَاله (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يوفقه الله تَعَالَى للْقِيَام بِاللَّيْلِ فِي طَاعَته وَقيل يُعْطي صَاحب الرُّؤْيَا مَالا لإِنْسَان وتبسط إِلَيْهِ يَده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 وَضمير الْمُعْطى خلاف مَا يفعل ذَلِك (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يَأْمَن من الْآفَات والعاهات (سُورَة الضُّحَى) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ لم يمْنَع السَّائِل (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يعين الضُّعَفَاء بالجود والاحسان وَقيل: أَمن بعد خوف وبشرى بعد إِيَاس ورجاء بعد قنوط وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَرُبمَا نعيت إِلَيْهِ نَفسه لقَوْله تَعَالَى: {ولسوف يعطيك رَبك فترضى} وَقَوله تَعَالَى: {وللآخرة خير لَك من الأولى} (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: إِنَّه يوقر الصَّغِير واليتيم وَالْفَقِير (سُورَة الانشراح) من قَرَأَهَا تهون عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يَتَيَسَّر أمره وينشرح صَدره وَقيل امتنان لصَاحب الرُّؤْيَا على إِنْسَان بِمَا صنع مَعَه (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول رَاحَة بعد تَعب. (سُورَة التِّين) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ تحسن سيرته وتتسع أرزاقه وتحمد أَفعاله وخصاله (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يزْدَاد مَاله وتستقيم أَحْوَاله وَقيل رزق وبركة وَطول عمر وَرُبمَا حلف يَمِينا أَو يحلفها (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ مَا يؤمله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (سُورَة العلق) من قَرَأَهَا يرزقه الله تَعَالَى الْعلم وَالْقُرْآن (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يكون فصيح اللِّسَان قاريء الْقُرْآن عَالما عَاملا وَقيل تهديد من إِنْسَان (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يكون متواضعا حميد الْأَفْعَال (سُورَة الْقدر) من قَرَأَهَا لم يخرج من الدُّنْيَا حَتَّى يُصَادف ثَوَابهَا (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: يطول عمره وَيحصل مُرَاده وَقيل نصْرَة وَقيل عمل بأضعاف مَا يظنّ (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يَعْلُو قدره فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. (سُورَة الْبَيِّنَة) من قَرَأَهَا لم يرحل من الدُّنْيَا إِلَّا بِالتَّوْبَةِ (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: انه يَدْعُو الْخلق إِلَى الرشد وَقيل صَلَاح ضمير بعد فَسَاد ويقين بعد شكّ (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: يَتُوب على يَده جمَاعَة ضَالَّة (سُورَة الزلزلة) تدل على الْعدْل والانصاف وَفعل الْخَيْر (وَقَالَ الْكرْمَانِي) انه يرتكب الْمَظَالِم وَقيل ينَال رزقا وَرُبمَا يكون من خبيئة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يهْلك على يَده قوما من الْكَفَرَة (سُورَة العاديات) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون محبا للصحابة والآل (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يتَوَجَّه إِلَى الْغَزْو أَو يحب الْخَيل العاديات وَقيل حُصُول مخاشنة من إِنْسَان (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : يغازي ويظفر بالأعادي (سُورَة القارعة) من قَرَأَهَا ثقلت مَوَازِينه من فعل الْخيرَات (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يكون متحيرا فِي أَفعاله وعاقبته إِلَى صَلَاح وَقيل: يكون صَاحب الرُّؤْيَا متهاونا بعقوبة الله تَعَالَى فليتق الله وليتب (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يكون معززا مكرما عِنْد الْخلق. (سُورَة التكاثر) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يزور جمَاعَة من الصلحاء (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يحصل لَهُ جمَاعَة لَهُم ديانَة وخصومة وَيَقُولُونَ فِي حَقه قَول الزُّور وَلم يسمع مِنْهُم وَقبل شغل الدُّنْيَا وَطلب مَا لَا يحصل (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يكون زاهدا عَن الدُّنْيَا (سُورَة الْعَصْر) من قَرَأَهَا يكون فِي أشغاله صَابِرًا وَقَالَ الْكرْمَانِي: تصل إِلَيْهِ خسارة وَيُؤَدِّي الْأَمَانَة وَقيل أَمر يعسر ثمَّ يَتَيَسَّر (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يصل إِلَيْهِ خير وَزِيَادَة رزق من تِجَارَة (سُورَة الْهمزَة) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون كثير الْكَلَام وَيكون عِنْد الْخلق مَعْرُوفا (وَقَالَ الْكرْمَانِي) حَرِيصًا على المَال وعَلى أشغال الدُّنْيَا وَلم يتفكر فِي عواقب الْأُمُور وَقيل: يغتاب قرَابَته فليتب عَن ذَلِك (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يصرف مَاله فِي سَبِيل الله تَعَالَى. (سُورَة الْفِيل) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون معينا للظلمة (وَقَالَ الْكرْمَانِي) انه يظفر بالأعادي العوادي وَيحصل لَهُ مرامه وَقيل فعل يَفْعَله يَكْفِيهِ الله من شَرّ أعدائه وَرُبمَا كَانَ حُصُول رَاحَة بعد تَعب (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يحصل على يَدَيْهِ فتوح ويظفر بعدوه (سُورَة قُرَيْش) من قَرَأَهَا فَإِن الله تَعَالَى يُؤمنهُ من الْفَزع (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يصاحب أحدا وينصحه وَيكون رَاغِبًا فِي الْخيرَات سالكا لطريق الدّين وَقيل ربح كَبِير وسفر يَنَالهُ وَخير (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) انه يكون مرغوبا محبوبا عِنْد النَّاس بِفعل الْجَمِيل مَعَ كل أحد سُورَة الماعون من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الصَّلَاة أَو يُصَلِّي فِي غير وَقت الصَّلَاة (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يصاحب أَقْوَامًا فاسدي الدّين هم كسَالَى فِي الصَّلَاة وَقيل مَنْفَعَة تحصل للنَّاس مِنْهُ وَأمر يحصل لَهُ مِنْهُم (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) إِنَّه يظفر بالأعادي الْخَوَالِف القليلي الدّين. (سُورَة الْكَوْثَر) من قَرَأَهَا يحصل لَهُ مَال ونعمة ودولة وَيكون قَلِيل الْأَوْلَاد (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يحصل لَهُ انعام من أكَابِر محتشمين ويظفر بِمن يعاديه وَقيل حُصُول أجر وثواب (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يفعل الْخيرَات وَيحصل لَهُ الْأجر وَالثَّوَاب (سُورَة الْكَافِرُونَ) من قَرَأَهَا يكون مرتكبا طرق الْبِدْعَة سيء الثَّنَاء (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يحصل لَهُ التَّوْفِيق لفعل الْخَيْر ويغازي وَقيل: إِيمَان وَدين خَالص (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يكون قوي الِاعْتِقَاد فِي الدّين والشريعة (سُورَة النَّصْر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ ينتصر على الْأَعْدَاء (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يحصل لَهُ ضيق صدر ثمَّ بعد ذَلِك يفرج عَنهُ وَقيل موت إِنْسَان عَزِيز (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يقرب أَجله لِأَنَّهُ لما أَتَى بهَا جِبْرِيل النَّبِي علم بفراغ عمره. (سُورَة المسد) من قَرَأَهَا يكون كثير الْمَكْر والحيل فليتق الله وليحذر عِقَابه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يكون لَهُ امْرَأَة سوء نمامة وَقيل ذهَاب مَال وخسران (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) تسْعَى جمَاعَة فِي ضَرَره وَلم يظفروا بِهِ (سُورَة الاخلاص) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يسْلك طَرِيق التَّوْحِيد ويتجنب الْبِدْعَة والضلالة بعد هَذَا الْمَنَام وَلم يرْزق ولدا (وَقَالَ الْكرْمَانِي) يكون صَاحب ديانَة خَالص الِاعْتِقَاد وَقيل تَوْبَة نصوح وإيمان صَادِق وَرُبمَا لَا يعِيش لصَاحب الرُّؤْيَا ولد (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يَعْلُو قدره وَيحصل مرامه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (سُورَة الفلق) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مسحورا وينجو من ذَلِك (وَقَالَ الْكرْمَانِي) انه ينجو من الْعِلَل والآفات ويأمن شَرّ الدُّنْيَا وَقيل نجاة من الحساد وأعين أهل الْفساد (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) يَأْمَن من شَرّ النِّسَاء والسحرة وَيحصل لَهُ رزق وافر (سُورَة النَّاس) من قَرَأَهَا فَإِن الله تَعَالَى ينجيه من آفَة كل عين ناظرة وَمن شَرّ الأشرار وَكيد الْفجار (وَقَالَ الْكرْمَانِي) انه يَأْمَن من شَرّ الْخلق والخلق من شَره وَقيل يَأْمَن من شَرّ وَسْوَسَة الشَّيْطَان (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) ان الله ينجيه من شَرّ ابليس اللعين. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الْمُصحف الشريف) رُؤْيا تؤول بِالْعلمِ وَالْحكمَة فَمن رأى أَنه يقْرَأ الْقُرْآن فِي الْمُصحف أَو ينظر فِيهِ يدل على انتشار علمه وحكمته وعدله فِي الْخلق وَرُبمَا يحصل لَهُ مِيرَاث وَقيل يرزقه الله حِكْمَة وصلاحا فِي الدّين (وَمن رأى) أَنه اشْترى مُصحفا فَإِنَّهُ يتفقه فِي الدّين (وَمن رأى) أَنه أحرق مُصحفا يدل على فَسَاد دينه وَقلة عقله وَفَسَاد عقيدته (وَمن رأى) أَنه بَاعَ مُصحفا يكون محروما من كسب الْعلم وتحصيله وَيكون حَقِيرًا ذليلا وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه فتح مُصحفا وَوَضعه على مِنْبَر الْمَسْجِد فَإِن كَانَ من أهل الْقُرْآن يحصل لَهُ شهرة بِالْخَيرِ وَرُبمَا يسود على جمَاعَة (وَمن رأى) أَنه أكل أوراق الْمُصحف فَإِن كَانَ من أهل الْقُرْآن وَالتَّقوى فَإِنَّهُ يكون كثير الْقِرَاءَة فَإِن لم يكن فَإِنَّهُ تِلَاوَة الْقُرْآن وَإِن كَانَ يُرِيد أكلهَا وَلَا يقدر فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يعالج على حفظه فَلَعَلَّ الله يسهل لَهُ وَإِن لم يكن فَلَا يحصل لَهُ من المعالجة نتيجة (وَمن رأى) أَنه يمزق أوراق الْمُصحف فَإِنَّهُ يكون كسلاناً فِي صلَاته فليواظب عَلَيْهَا. (وَمن رأى) أَنه محا الْقُرْآن بِلِسَانِهِ فقد ارْتكب اثما عَظِيما لقَوْله تَعَالَى: {يُرِيدُونَ ليطفئوا نور الله بأفواههم} قيل رُبمَا يحفظ الْقُرْآن (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ الْقُرْآن يدل على دُخُوله فِي أَمر لَيْسَ لَهُ فِيهِ معِين (وَمن رأى) أَنه فتح الْمُصحف وَلم يجد فِيهِ كِتَابَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا فِيهِ وَرُبمَا يُرِيد غَيره أَن ينْسَخ لَهُ مُصحفا وَرُبمَا يعلم غَيره ان كَانَ من أَهله وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه قبل مُصحفا فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر (وَمن رأى) أَنه ينْقل مَا بالمصحف على الأَرْض يدل على إلحاده (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ فِي الْمُصحف وَهُوَ عُرْيَان تكون معيشته من الْقُرْآن (وَمن رأى) أَنه توكأ على مصحف أَو وَضعه تَحت رَأسه فَيدل على وَجْهَيْن: الأول إِن كَانَ من أهل التَّقْوَى يكون حَرِيصًا عَلَيْهِ وَإِن لم يكن فيرتكب مَا لَا يحل لَهُ (وَمن رأى) أَنه ضَاعَ مصحفه فَإِنَّهُ ينسى الْعلم وَالْقُرْآن (وَمن رأى) أَنه تقلد بمصحف فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة أَو يتقلد أَمَانَة وَيكون من حَملَة الْقُرْآن وَقيل نجاة وَأمن وصيانة وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَنه ينظر فِي الْمُصحف وينقله على مَا يسْتَعْمل فَإِنَّهُ يُفَسر الْقُرْآن على غير الصَّوَاب بِرَأْيهِ فَليرْجع عَن ذَلِك (وَمن رأى) أَن الْمُصحف يحدثه أَو يتَكَلَّم مَعَه فَإِن كَانَ فِي الْكَلَام مَا يدل على الْخَيْر فَخير وَإِن كَانَ مَا يدل على الشَّرّ فشر (وَمن رأى) أَن الْمُصحف وَقع من يَده أَو أَخذ مِنْهُ فَإِن كَانَ عَالما أَو ذَا وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل مِنْهَا وَإِن لم يكن فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْمُصحف على سَبْعَة أوجه: علم وَحِكْمَة وميراث وَأَمَانَة ورزق حَلَال وَحكم وَقُوَّة. 9 - (فصل فِي رُؤْيا المجلدات) من رأى من المجلدات تَفْسِير الْقُرْآن بِيَدِهِ فَإِن أُمُوره تستقيم وَإِن رأى أَنه يطالع فِيهِ فَإِنَّهُ يحل المشكلات (وَمن رأى) مجلدات الْفِقْه فَإِنَّهُ يكون سالكا طَرِيق الْخَيْر وَإِن قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مُتبعا للأوامر مجتنبا للنواهي مُخْتَارًا للصَّوَاب (وَمن رأى) من مجلدات الْأَخْبَار أَو قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مقربا عِنْد الْمُلُوك ومقبول الرَّأْي (وَمن رأى) من مجلدات الْأُصُول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 فَإِنَّهُ يبْحَث عَن الْأَشْيَاء الغوامض فَإِن قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِمَا لَا يحصل لَهُ فَائِدَة وَرُبمَا يحصل بَينه وَبَين أَقوام جِدَال وَرُبمَا أدّى ذَلِك إِلَى ملامة وَرُبمَا يكون قُصُور فهم عَمَّا هُوَ طَالب حَقِيقَة وَعدم ادراك ذَلِك وَقد يكون ارْتِكَاب أَمر مَنْهِيّ عَنهُ (وَمن رأى) مجلدات الْكَلَام فِي بَاب التَّوْحِيد أَو الْمنطق أَو الْبَيَان أَو مَا يُنَاسب ذَلِك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأُمُور عَجِيبَة وَرُبمَا لَا يُفِيد من ذَلِك شَيْء لدينِهِ. (وَمن رأى) مجلدات فَضَائِل التَّسْبِيح والتهليل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون طلق اللِّسَان بالخيرات وَالصَّلَاح مَحْمُودًا فِي أَفعاله متجنبا للدنيا طَالبا للآخرة (وَمن رأى) من مجلدات الدَّعْوَات أَو الْخطب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن الله تَعَالَى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه (وَمن رأى) من مجلدات الْقَصَص أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مواعظها رَاغِبًا فِي استماعها (وَمن رأى) من مجلدات قصَص الْمُلُوك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يلومه النَّاس فِي أَفعاله (وَمن رأى) من مجلدات الْحِكْمَة أَو قَرَأَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على قِرَاءَة الْقُرْآن من الْمُصحف وَقيل يكون ذكياً ذَا فهم وَكَلَام غَرِيب (وَمن رأى) من مجلدات النَّحْو وَالْأَدب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على الدُّنْيَا وأشغالها وَيطْلب الشُّهْرَة وَالثنَاء فِي الْخلق (وَمن رأى) من مجلدات الرسائل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصير كَاتبا عِنْد الْمُلُوك والأكابر. (وَمن رأى) من مجلدات الطِّبّ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون رَئِيسا فِي مهماته مصلحا للأمور الْفَاسِدَة (وَمن رأى) من مجلدات الطبائع أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون عَالما بِأُمُور الدُّنْيَا يدْرِي بِأَن لَيْسَ فِي طلبَهَا فَائِدَة بَاقِيَة (وَمن رأى) من مجلدات النُّجُوم وَقَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ صَلَاح أشغال دُنْيَاهُ وَلَا ينْتَفع مِنْهُ وَلَا من غَيره (وَمن رأى) من مجلدات الشّعْر أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن كَانَ مدحا أَو غزلا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِفعل يحصل لَهُ بذلك من النَّاس الْمَلَامَة والطعن وَلَيْسَ لَهُ مصلحَة مِنْهُ فِي دينه ودنياه وَإِن كَانَ شعرًا فِيهِ فَضَائِل وتوحيد وَهُوَ يقْرَأ يُصَادف خيرا وَفَائِدَة (وَمن رأى) من مجلدات التَّعْبِير أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ حَدِيث من شخص جليل الْقدر وَيحصل لَهُ من ذَلِك الحَدِيث امتنان وَخير وَشرف لقَوْله عز وَجل: {وعلمتني من تَأْوِيل الْأَحَادِيث} (وَمن رأى) من مجلدات الهندسة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم يشْتَهر فِي النَّاس بِهِ وَلَيْسَ لدينِهِ من ذَلِك مَنْفَعَة وَيكون كثير الافتكار. (وَمن رأى) من مجلدات الْقِسْمَة والمساحة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بِلَا مَنْفَعَة من مجلدات (وَمن رأى) الْحساب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يكون مهموما مغموما فِي طلب الدُّنْيَا (وَمن رأى) من مجلدات النَّوَادِر والمضاحك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل قَبِيح فصيح (وَمن رأى) من مجلدات عُيُوب النَّاس وهجوهم وَمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يغتابه الْخلق ويشتهر بَينهم بالسيرة الذميمة وَقيل رُؤْيا المجلدات إِذا لم تفتح وَلم يعلم مَا فِيهَا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَإِن كَانَ تعبيرها على مَا تقدم وَقيل رُؤْيا المجلدات مَا لم يحدث بهَا حَادث مُنكر فِي الْيَقَظَة فَهُوَ خير على كل حَال وَإِن حصل مَا يُنكر فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يجمع مجلدات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُحِيط بعلوم شَتَّى فَإِن قَرَأَهَا كَانَت احاطته عَن أصل وَحَقِيقَة وَإِن لم يَقْرَأها فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يجلد كتابا فَإِنَّهُ يحسن إِلَى رجل فَاضل وَكَذَلِكَ الحبك (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول قُوَّة من قبل الأكابر وَذي الحشمة وينال من أَصْحَابه خيرا وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ التوارة جَهرا بِصَوْت عَال فَإِن يؤول بِالْخُصُومَةِ وَلكنه يظفر بِالْحَقِّ وَيحصل لَهُ مُرَاده (وَمن رأى) أَن أحدا يُعلمهُ قِرَاءَة التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر وَقيل ان التَّوْرَاة تؤول بالكبير الْقَدِيم الْهِجْرَة الْفَاضِل (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة من حفظه لَا من كتاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته بعد مخاصمة (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ الانجيل من الْكتاب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل النَّصَارَى وَمن قَرَأَهُ من غير كتاب فَإِنَّهُ ينخدع بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وَيكون محبا لِلنَّصَارَى. (ورؤيا الصُّحُف) : قَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ صحف إِبْرَاهِيم أَو صحف مُوسَى فَإِنَّهُ يدله أحد على طَرِيق الصَّوَاب ويمنعه عَن طَرِيق الْخَطَأ خُصُوصا إِذا قَرَأَ من الْكتاب (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ الصُّحُف عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على معيشته بَين النَّاس بالنفاق قَالَ جَابر المغربي: إِذا رأى الْمُسلم أَنه ترك الْمُصحف واشتغل بِقِرَاءَة صحف إِبْرَاهِيم أَو مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على ضعف اعْتِقَاده فِي دين الاسلام وَيكون محبا للْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيكون مائلا إِلَى مَا هم عَلَيْهِ ورؤيا الزبُور تؤول بِالْخَيرِ فَمن رأى أَنه يقْرَأ الزبُور من الْكتاب فَإِنَّهُ يخْتَار الْفِعْل الْحسن (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على نفَاقه وريائه فِي الْأَفْعَال وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يقْرَأ صحيفَة من صحف أحد من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ خير (وَمن رأى) أَنه يكْتب صحيفَة أَو ينظر فِيهَا وَلَا يحسن قرَاءَتهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: (إِن هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 لفي الصُّحُف الأولى صحف إِبْرَاهِيم ومُوسَى) {وَمن رأى} أَنه يقْرَأ وَجه صحيفَة أصَاب مِيرَاثا وَإِن قَرَأَ ظهرهَا فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ دين لقَوْله تَعَالَى: {اقْرَأ كتابك كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حسيبا} {فَإِن رأى} نَفسه حاذقة من قِرَاءَة ذَلِك نَالَ ولَايَة ومالا (فَإِن رَأَتْ) ذَلِك امْرَأَة فانها تكسب جملَة فِي معاشها (وَمن رأى) آيَة من كتب الله الْمنزلَة مَكْتُوبَة على قَمِيصه فَإِنَّهُ يدل على أَنه معتصم بِأَيّ كتاب هِيَ مِنْهُ فِي جَمِيع أَحْوَاله وَإِذا رأى أحدا من أهل الذِّمَّة وَفِي يَده مصحف أَو كتاب غَرِيب فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة. 10 - (فصل فِي رُؤْيا الهياكل) من رأى هيكلا وَعِنْده حَامِل تَأتي بِولد (وَمن رأى) أَنه مقلد بهياكل ان كَانَ من أهل الدولة فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَ من أهل المعاش فَإِنَّهُ يُهَيِّئ أمرا وَإِن كَانَ لصا أَو مجرما أَو ذَا حِرْفَة قبيحة تنكر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسجن وَيصير فِي حرز صَاحب الشرطة وَقيل ان كَانَ مشكور السِّيرَة يكون فِي حرز من أعدائه (وَمن رأى) أَنه حَامِلا هيكلا فَإِن كَانَ مِمَّن يَلِيق بِهِ فَإِنَّهُ يكون لَهُ مهابة فِي أعين الْخلق لقَوْل بَعضهم فلَان هيكل أَي مهاب وَرُبمَا دلّ الهيكل وَحمله على الْحَرْب وَالْخِصَام (وَمن رأى) هيكلا مُعَلّقا على دَابَّة فتعبيره على وَجْهَيْن حسن الدَّابَّة وَحُصُول الْمَنْفَعَة مِنْهَا أَو مَرضهَا وتغليبها (وَمن رأى) هيكلا وَقد حصل بِهِ مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وَقيل رُؤْيا الهياكل جمَاعَة يحصل بهم حفظ. (الْبَاب التَّاسِع) (فِي رُؤْيا الْأَذَان وَالْعِبَادَة وَالذكر وَالْخطْبَة والوعظ والمجالس للفقه) 3 - (فصل فِي رُؤْيَة الْأَذَان) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يُؤذن فِي مَكَان مَعْرُوف إِن كَانَ مُؤمنا من أهل الصّلاح ومتقياً يرزقه الله تَعَالَى زِيَارَة الْكَعْبَة لقَوْله تَعَالَى: {وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي مَكَان مَجْهُول فَإِنَّهُ مَكْرُوه غير مَحْمُود إِن كَانَ الرَّائِي فَاسِقًا فَإِنَّهُ يسرق (وَمن رأى) انه يُؤذن على مَنَارَة مَسْجِد فَإِنَّهُ يَدْعُو الْخلق إِلَى طَاعَة الله تَعَالَى (وَمن رأى) أَنه يُؤذن على فرَاشه وَهُوَ نَائِم فَهُوَ استخفاف بِزَوْجَتِهِ وَعِيَاله (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي بَاب دَاره فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي وسط دَاره فَإِنَّهُ يَمُوت وَلَده أَو أُخْته (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي صفة فَإِنَّهُ يَمُوت وَالِده أَو عَمه (وَمن رأى) أَنه يُؤذن على سطح جِيرَانه فَإِنَّهُ يظنّ ظن السوء بِأحد من أهل جِيرَانه (وَمن رأى) أَنه يُؤذن بِبَاب السُّلْطَان فَإِنَّهُ ينْكَشف بفضيحة وَقيل يتَكَلَّم بِالْحَقِّ فِي جَانب السُّلْطَان (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي السُّوق فَإِنَّهُ يدل على الْفقر والإفلاس وَقيل يهْلك أحد من أَهله. (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي مَكَان غويص فَإِنَّهُ يكون زنديقاً منافقاً (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي حارة لَيست بمَكَان الْأَذَان إِنَّه يدل التَّجَسُّس (وَمن رأى) أَنه يُؤذن مَعَ أهل بَيته فَإِنَّهُ يدل على حُدُوث مُصِيبَة وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا رَأَتْ أَنَّهَا تؤذن (وَمن رأى) أَنه يُرِيد أَن ينقص فِي الْأَذَان فَهُوَ سلوك أَمر غير الْحق (وَمن رأى) أَن طفْلا صَغِيرا يُؤذن فَإِنَّهُ كَلَام زور فِي حق وَالِديهِ (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي الْحمام فَإِنَّهُ نقص فِي دينه ودنياه (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي قافلة أَو رفْقَة يَسِيرُونَ فَإِنَّهُ يتهم قوما بِسَرِقَة وهم مِنْهَا بريئون لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أذن مُؤذن أيتها العير إِنَّكُم لسارقون} {وَمن رأى} أَنه يُؤذن وَيُقِيم الصَّلَاة وَكَانَ مَحْبُوسًا فَإِنَّهُ يُطلق من سجنه (وَمن رأى) أَنه يُؤذن بلعب وَلَهو فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله وَقَالَ جَابر المغربي: (من رأى) أَنه يُؤذن فِي الصَّحرَاء بمفرده فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله. (وَمن رأى) أَنه يُؤذن على رَأس جبل فَإِنَّهُ يدل على الْكَلَام الصَّادِق فِي حق جليل الْقدر وَقيل: من رأى أَنه يُؤذن على المئذنة فَإِنَّهُ علو قدر وَمن رأى أَنه يُؤذن فِي محراب فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَالرُّجُوع بالسلامة وَحُصُول المُرَاد وَمن رأى أَنه يسمع الْأَذَان فَإِنَّهُ يكون كسلاناً فِي الصَّلَاة (وَمن رأى) أَنه يسمع صَوت الْإِقَامَة فَإِنَّهُ يدل على التَّوْفِيق لفعل الْخَيْر وَقيل: من رأى أَنه يُؤذن وَيُقِيم الصَّلَاة وَقوم مجتمعون لَا يأْتونَ الصَّلَاة فَإِنَّهُ يَدْعُو قوما إِلَى الْحق فيأبون وَيَكُونُونَ ظالمين لقَوْله تَعَالَى: {فَأذن مُؤذن بَينهم أَن لعنة الله على الظَّالِمين} وَقيل: من رأى أَنه يكبر فِي الصَّلَاة فَإِن أحسن التَّكْبِير اتبع طَرِيق السّنة وَإِن لحن تؤول على ثَلَاثَة أوجه: شماتة بعدوه وَحُصُول فَرح أَو حزن (وَمن رأى) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 أَنه يُؤذن على سطح فَإِنَّهُ شهرة بِسَبَب امْرَأَة وعاقبته فِي ذَلِك إِلَى خير وَقيل: من رأى أَنه يُؤذن بمَكَان لَا يَنْبَغِي الْأَذَان فِيهِ فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا يحصل لَهُ جُنُون وَمَا أشبه ذَلِك وَقيل: من رأى أَنه يُؤذن أَو رأى أحدا يُؤذن على ظهر بَهِيمَة فَهُوَ سفر (وَمن رأى) أَنه يُؤذن فِي مركب فَإِنَّهُ يدل على تسهيل الْأُمُور وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه يُؤذن على رَأس بَيت. (وَمن رأى) أَنه يكبر فِي الأعياد فَإِنَّهُ يعظم شَعَائِر الله وَلَا بَأْس بِهَذِهِ الرُّؤْيَا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْأَذَان تؤول على اثْنَي عشر وَجها حج وَقَول حق وَأمر وَقدر ورياسة وسفر وَمَوْت وَدفع وإفلاس وخيانة وتجسس وَقلة دين ونفاق. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الدُّعَاء) (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو لنَفسِهِ وَيطْلب من الله عز وَجل الرَّحْمَة والتضرع تكون خاتمته إِلَى خير وتقضي حَوَائِجه (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو لرجل صَالح يصل إِلَيْهِ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالدّين (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو لرجل مُفسد أَو ظَالِم فَإِنَّهُ يكون معينا لَهُ فِي ظلمه وفساده (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو لجَمِيع الْخلق فَإِنَّهُ يطْلب صَلَاح أَحْوَال الْخلق (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو لنَفسِهِ خَاصَّة فَإِن الله تَعَالَى يرزقه ولدا لقَوْله تَعَالَى: {وزَكَرِيا إِذْ نَادَى ربه رب لَا تذرني فَردا وَأَنت خير الْوَارِثين} قيل من رأى أَنه يَدْعُو وَيَدعِي لَهُ فَهُوَ خير وبركة (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو عقيب الصَّلَاة فَإِنَّهُ نِهَايَة أَمر (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو على إِنْسَان فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ بالْكلَام وَإِن دَعَا على نَفسه فَإِنَّهُ لَا يشْكر نعْمَة الله (وَمن رأى) أَنه يُرِيد الدُّعَاء وَلَا يَسْتَطِيع فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يَدْعُو فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يدل على إهمال أَمر وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يَدْعُو دُعَاء مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يُصَلِّي صَلَاة مَفْرُوضَة (وَمن رأى) كَأَنَّهُ يَدْعُو دُعَاء لَيْسَ فِيهِ اسْم الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يُصَلِّي صَلَاة رُؤْيَاهُ (وَمن رأى) كَأَنَّهُ يَدْعُو ربه فِي ظلمَة فَإِنَّهُ ينجو من غم لقَوْله تَعَالَى: {فنادي فِي الظُّلُمَات} الْآيَة وَحسن الدُّعَاء دَلِيل على النُّصْرَة لقَوْله تَعَالَى: {وَذكروا الله كثيرا وانتصروا} الْآيَة. 5 - (فصل فِي الْعِبَادَة) من رأى أَنه يعبد الله تَعَالَى بِنَوْع من أَنْوَاع الْعِبَادَات وَهُوَ فِي ذَلِك سلك طَرِيق الرشاد فَهُوَ حُصُول خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَمن رأى) أَنه يعبد مَا لَا يجوز فِي الشَّرْع فتعبيره ضد ذَلِك (وَمن رأى) فِي عِبَادَته نُقْصَانا فَهُوَ مقصر فِي مصَالح نَفسه (وَمن رأى) أَنه يتعبد فِي مَكَان لَا تجوز فِيهِ الْعِبَادَة فَإِنَّهُ يدل على النِّفَاق (وَمن رأى) أَنه يعْتَكف فَإِنَّهُ يكون متجنباً أُمُور الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَنه يسبح الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يفرج همه ويكشف غمه وَالسوء عَنهُ لقَوْله تَعَالَى: {فلولا أَنه كَانَ من المسبحين} الْآيَة وَقيل: الْعِبَادَة تؤول على خَمْسَة أوجه: تقرب إِلَى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الْمُلُوك وَبشَارَة وَنَجَاة وظفر بالأعداء وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يسْتَغْفر الله يرزقه مَالا وَولدا لقَوْله تَعَالَى: {فَقلت اسْتَغْفرُوا ربكُم} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه فرغ من صلَاته ثمَّ اسْتغْفر الله تَعَالَى وَوَجهه نَحْو الْقبْلَة فَإِنَّهُ يُسْتَجَاب دعاؤه وَإِن كَانَ وَجهه إِلَى غير الْقبْلَة فَإِنَّهُ يُذنب ذَنبا ثمَّ يَتُوب مِنْهُ (وَمن رأى) أَنه سكت عَن الاسْتِغْفَار دلّ على نفاق لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا قيل لَهُم تَعَالَوْا يسْتَغْفر لكم رَسُول الله لووا رؤوسهم} وَإِذا رَأَتْ امْرَأَة أَنه يُقَال لَهَا استغفري لذنبك فَإِنَّهَا تتهم بِفَاحِشَة (وَمن رأى) أَنه يَقُول: سُبْحَانَ الله فَإِنَّهُ تفرج همومه من حَيْثُ لَا يحْتَسب. (وَمن رأى) كَأَنَّهُ نسي التَّسْبِيح أَصَابَهُ غم وَحبس طَوِيل لما تقدم من قصَّة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وَرُبمَا دلّ ذَلِك على إهمال الطَّاعَات لقَوْله تَعَالَى: {نسوا الله فنسيهم} {وَمن رأى} أَنه يحمد الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال نورا وَهدى فِي دينه (وَمن رأى) أَنه يشْكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَزِيَادَة نعْمَة وَإِن كَانَ أَهلا للولاية نَالَ بَلْدَة طيبَة عامرة لقَوْله تَعَالَى {واشكروا لَهُ بَلْدَة طيبَة وَرب غَفُور} وَقيل: رُؤْيا الْحَمد وَالشُّكْر زِيَادَة نعْمَة ورفعة وَرُبمَا رزق ولدا لقَوْله تَعَالَى: {الْحَمد لله الَّذِي وهب لي على الْكبر إِسْمَاعِيل} . 6 - (فصل فِي الذّكر) {من رأى} أَنه مواظب على الذّكر يَأْمَن من شَرّ الْأَعْدَاء وَيفتح فِي وَجهه أَبْوَاب الْخيرَات وينجو من الْبلَاء وتسهل لَهُ أُمُوره العسيرة (وَمن رأى) أَنه يذكر الله كثيرا فَإِنَّهُ يدل على الْفَلاح لقَوْله تَعَالَى: {واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 وَمن رأى أنهِي ذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ كبر مقَام لقَوْله تَعَالَى: {وَلذكر الله أكبر} (وَمن رأى) أَنه قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله أَتَاهُ الْفرج قَرِيبا ويخلص من الْغم وَيخْتم لَهُ بِالشَّهَادَةِ (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام فِيهِ تَعْظِيم الله أَو ذكره فَإِنَّهُ يُؤْتِي مناه ويظفر بِمن عَادَاهُ (وَمن رأى) أَنه يَقُول: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المَال وَالنعْمَة وَيكون فِي حفظ الله وأمانه وَقَالَ بعض المعبرين: وَرُبمَا يجد ذخيرة أَو كنزاً لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه كنز من كنوز الْجنَّة. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْخطْبَة) من رأى أَنه يخْطب على الْمِنْبَر وَهُوَ أهل لذَلِك يحصل لَهُ علو قدر وَعز وجاه وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَإِن كَانَ فِي السّفر يتَعَذَّر رُجُوعه بالسلامة وَإِن كَانَ غَنِيا يفْتَقر وَإِن كَانَ فَقِيرا مرض وأصابه بلَاء وَشدَّة وَإِن كَانَ جَاهِلا فحقارة فِي أعين النَّاس وَإِن كَانَ من أهل الذِّمَّة يدل على إِسْلَامه أَو قرب أَجله وَإِن كَانَ سُلْطَانا مصلحاً يدل على عدله وإنصافه وَإِن كَانَ مُفْسِدا يَتُوب الله عَلَيْهِ وَإِن كَانَت امْرَأَة فينفضح زَوجهَا وَقيل يشْتَهر على رُؤُوس من الأشهاد بِكَلَام لَا خير فِيهِ وَقيل انها لَا تتَزَوَّج وَرُبمَا تطلق أَو تَأتي بِولد من الزِّنَى وعَلى كل حَال لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يخْطب وَكَانَ أَمِيرا أَو عَالما أَو ذَا وَظِيفَة وَأتم خطبَته فَإِنَّهُ ثُبُوت فِي رياسته ومنصبه واتمام لقَضَاء حَوَائِجه وَإِن لم يتم خطبَته فَالْأَمْر الَّذِي يَطْلُبهُ يتَعَذَّر عَلَيْهِ وَرُبمَا يعْزل عَن وظيفته ومنصبه (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام يُخَالف الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ يشْتَهر بالفضائح فيستغفر الله من ذَلِك (وَمن رأى) أَن الْخَطِيب عزل عَن خطابته أَو بدل بِغَيْرِهِ أَو حدث فتعبير ذَلِك فِي ملك ذَلِك الْمَكَان. 8 - (فصل فِي رُؤْيا مجْلِس الْفِقْه والوعظ) من رأى أَنه يعظ النَّاس وَكَانَ أَهلا للولاية فَإِنَّهُ يتَوَلَّى أمرا يحكم فِيهِ وَإِن كَانَ ذَا أَمر فَإِنَّهُ ينفذ (وَمن رأى) أَنه يعظ النَّاس وَيَأْمُرهُمْ وينهاهم فَإِنَّهُ يَدْعُو أَقْوَامًا إِلَى الْحق وسبيل الرشاد (وَمن رأى) أَنه لم يتم وعظه فَإِن حَاجته تتعذر عَلَيْهِ وَلَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه وَقيل إِن الْوَعْظ إِعْرَاض عَن قوم يَعِظهُمْ (وَمن رأى) مَجْلِسا يحتوي على جمَاعَة من الْعلمَاء وَهُوَ جَالس بصدر الْمَكَان وَلَيْسَ هُوَ أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ يَبْتَلِي ببلية يذكرهَا النَّاس وَيقبل قَوْلهم فِيهِ ويصدقون عَلَيْهِ وَإِن كَانَ أَهلا فَهُوَ زِيَادَة علم ورفعة وَإِن كَانَ الْمجْلس انْعَقَد بِسَبَب محاكمة أَو زواج فَهُوَ دَلِيل على الدُّخُول فِي أَمر مهول عاقبته إِلَى خير وَإِن كَانَ بِسَبَب تدريس أَو حَدِيث أَو فقه أَو مَا أشبه ذَلِك فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَقبُول برحمة من الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ على شبه ذَلِك نَحْو أَمَانَة (وَمن رأى) أَنه أحدث فِي مثل ذَلِك الْمجْلس مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يَقُول وعظاً أَو يسمعهُ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ} (وَمن رأى) أَنه يذكر النَّاس وَلَيْسَ من أَهله فَإِنَّهُ هم وغم وَهُوَ يَدْعُو الله تَعَالَى بالفرج وَهُوَ أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الْعَاشِر) (فِي رُؤْيا مَكَّة المشرفة وَالْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا هُنَالك من الْأَمَاكِن الشَّرِيفَة وَكَذَلِكَ الْمَدِينَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَبَيت الْمُقَدّس وَمَا بَينهمَا من الْأَمَاكِن وأفعال الْحَج وَغير ذَلِك مِمَّا يُنَاسب الْمَعْنى) 3 - (فصل فِي رُؤْيا مَكَّة حرسها الله تَعَالَى) قاب ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فِي مَكَّة فَإِنَّهُ يزور الْكَعْبَة (وَمن رأى) أَنه يتَوَجَّه إِلَى مَكَّة بِسَبَب التِّجَارَة لَا الزِّيَارَة فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على حب الدُّنْيَا وَقيل زِيَادَة رزق ونعمة (وَمن رأى) أَنه فِي طَرِيق مَكَّة فَإِن الله تَعَالَى يرزقه الْحَج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 (وَمن رأى) أَنه فِي مَكَّة وَهُوَ مشتغل بالزهد وَالْعِبَادَة يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة فِي دينه ودنياه (وَمن رأى) أَنه مشتغل فِيهَا بِالشَّرِّ وَالْفساد فَإِنَّهُ ضد ذَلِك وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن مَكَّة معمورة كَثِيرَة النعم يحصل لَهُ خير ونعمة وَمَال (وَمن رأى) مَكَّة ضد ذَلِك فَهُوَ ضِدّه وَقيل: من رأى أَنه بطرِيق مَكَّة فَإِن كَانَ مَرِيضا يطول مَرضه وَرُبمَا يكون قريب الْأَجَل ومآله إِلَى الْجنَّة (وَمن رأى) أَنه فِي حرم مَكَّة فَإِنَّهُ آمن من آفَات الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى: {أَو لم يرَوا أَنا جعلنَا حرما آمنا وَيُتَخَطَّف النَّاس من حَولهمْ} الْآيَة وَرُبمَا يرْزق الْحَج (وَمن رأى) فِي الْحرم ملكا عادلاً يشْتَهر اسْمه بِالْمَعْرُوفِ والاحسان وَفعل الْخَيْر وَإِن كَانَ ظَالِما فضده وَقيل: الدُّخُول إِلَى الْحرم هُوَ الدُّخُول إِلَى حرم السُّلْطَان (وَمن رأى) الْكَعْبَة رُبمَا يرى الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان وَقيل من رأى أَن دَاره صَارَت كعبة وَالنَّاس يزورونها فَإِنَّهُ يَلِي أمرا يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ وَرُبمَا يكون إِمَامًا لجَماعَة أَو يرْزق خيرا ونعمة وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيَة الْكَعْبَة أَمن وإيمان وَإِسْلَام وَإِن رَآهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يعافى ويستجاب دعاؤه (وَمن رأى) أَنه يمسح وَجهه بِالْحجرِ الْأسود أَو يقبله فَإِنَّهُ يصحب فَاضلا من أهل الْعلم ويكتسب مِنْهُ فَوَائِد. (وَمن رأى) أَنه تَحت ميزاب الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يحجّ وتقضي حَاجته أَو يزور تربة الْمُصْطَفى عَلَيْهِ السَّلَام (وَمن رأى) أَنه فِي مقَام ابراهيم فَإِنَّهُ يحجّ وَيرجع سالما (وَمن رأى) أَنه على سطح الْكَعْبَة فقد نبذ الاسلام بمعصيته (وَمن رأى) الْكَعْبَة من غير عمل مِنْهُ فِي الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ متهاون فِي الدّين (وَمن رأى) أَنه طَاف بِالْكَعْبَةِ وَعمل شَيْئا من الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه بِقدر عمله فِي الْمَنَاسِك (وَمن رأى) أَنه مُسْتَقْبل الْكَعْبَة شاخص إِلَيْهَا فَهُوَ مقبل على صَلَاح دينه ودنياه أَو يخْدم سُلْطَانا (وَمن رأى) أَنه نقص من الْمَنَاسِك شَيْئا على خلاف السّنة فَإِن ذَلِك حدث فِي دينه (وَمن رأى) الْكَعْبَة فِي دَاره فَإِنَّهُ يكون ذَا عز وجلال وَحُرْمَة أَو ينْكح امْرَأَة جليلة الْقدر من أهل الْخَيْر والسداد. (وَمن رأى) فِي الْكَعْبَة نقصا فَهُوَ عَائِد على الْخَلِيفَة أَو الإِمَام (وَمن رأى) أَنه دخل الْبَيْت فَإِنَّهُ آمن لقَوْله تَعَالَى: {وَمن دخله كَانَ آمنا} (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْكَعْبَة على خَمْسَة أوجه: خَليفَة وَإِمَام كَبِير وإيمان وَإِسْلَام وَأمن للْمُؤْمِنين (وَمن رأى) أَنه عِنْد الصَّفَا فَإِنَّهُ صفاء عَيْش (وَمن رأى) أَنه يسْعَى فِي الْخَيْر (وَمن رأى) أَنه وَاقِف بِعَرَفَات فَإِنَّهُ تَكْفِير ذنُوب وغفران من الله تَعَالَى (وَمن رأى) أَنه بوادي منى فَإِنَّهُ يبلغ مناه وَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يشفى وَقيل إِنَّه إقلاع عَن ذنُوب وَحُصُول شِفَاء على الْوَجْهَيْنِ لقَوْل بَعضهم شعرًا: (يَا غاديا نَحْو الحجار وَلَعَلَّ ... عرج على وَادي منى والاجرع) (وَانْزِلْ بِأَرْض لَا يخيب نزيلها ... فِيهَا الشِّفَاء لكل قلب موجع) (وَمن رأى) أَنه بِأحد الاماكن الْمَعْرُوفَة هُنَاكَ فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال (وَمن رأى) أَنه حج وَعَاد من حجه فَإِنَّهُ بُلُوغ مَقْصُود وتكفير ذنُوب وسلوك طَرِيق مُسْتَقِيم (وَمن رأى) أَنه فعل شَيْئا من الْمَنَاسِك فَهُوَ خير على كل حَال وَقيل إِن الْإِحْرَام تجرد فِي الْعِبَادَة أَو خُرُوج من ذنُوب (وَمن رأى) أَنه فِي ركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رَحْمَة لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْجَمَاعَة رَحْمَة (وَمن رأى) أَنه حط مَعَ الركب فِي محطة فَإِنَّهُ حُصُول رَاحَة (وَإِن رأى ان الركب رَحل وَهُوَ مخلف عَنهُ فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: عظة واشتياق وبكاء (وَمن رأى) أَنه فِي قافلة وَهُوَ يطْلب شَيْئا لَا يجده فَلَا خير فِيهِ وَأما الْأَمَاكِن الْمَعْرُوفَة فَرُبمَا يُفَسر غالبها من اشتقاق اسْمه كالينبوع فَإِنَّهُ نبع خير وخليص فَإِنَّهُ تَخْلِيص من الْخَلَاص وَمَا أشبه ذَلِك. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْمَدِينَة على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام) من رأى أَنه فِي مَدِينَة الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَإِنَّهُ يدل على مصاحبة التُّجَّار وَحُصُول الْخَيْر مِنْهُم فِي الدُّنْيَا وَالدّين (وَمن رأى) أَنه فِي حرم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ حُصُول خير وَإِن رأى أَنه وَاقِف بِأَبْوَاب الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَهُوَ يسْتَغْفر الله تَعَالَى فانها تَوْبَة ومغفرة لقَوْله تَعَالَى: {وَلَو أَنهم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لَهُم الرَّسُول لوجدوا الله تَوَّابًا رحِيما} (وَمن رأى) أَن النُّور يصعد من ضريح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ بهاء فِي دينه وذاته (وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 رأى) أَنه بَين الْقَبْر والمنبر فَإِنَّهُ يدل على أَنه من أهل الْجنَّة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: مَا بَين قَبْرِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة (وَمن رأى) أَنه يزور أحد الصَّحَابَة فَإِنَّهُ يتبع وَصيته وَقيل رُؤْيا الْمَدِينَة الشَّرِيفَة تؤول على سَبْعَة أوجه: أَمن وَرَحْمَة ومغفرة وَنَجَاة وتفريج من هموم وغموم وَطيب عَيْش وَوُجُوب الْجنَّة وهداية إِلَى طَرِيق الرشاد (وَمن رأى) أَنه بِأحد الْأَمَاكِن الَّتِي حولهَا من المزارات فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال (وَمن رأى) حُدُوث حَادث وَمَا لَا يَلِيق مثله فِي الْيَقَظَة لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه مجاور بِأحد الْحَرَمَيْنِ فَإِنَّهُ يدل على استمراره فِي الْعِبَادَة وَالطَّاعَة. 5 - (فصل فِي رُؤْيا بَيت الْمُقَدّس وَالْأَرْض المقدسة) (وَمن رأى) أَنه فِي الأَرْض المقدسة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَقيل تَطْهِيره من ذنُوب وَقيل حُصُول بركَة وَرُبمَا تدل على الْعِبَادَة (وَمن رأى) أَنه فِي بَيت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ يكون صَاحب ديانَة وَأَمَانَة وَرُبمَا يحجّ وَقيل أَمن وسلامة (وَمن رأى) أَنه مجاور فَإِنَّهُ قناعة (وَمن رأى) أَنه يدْخل بَاب الرَّحْمَة فَهُوَ رَحْمَة فِي رَحْمَة الله (وَإِن رأى) أَنه بِظَاهِرِهِ فَلَا خير فِيهِ لقَوْله تَعَالَى: {فَضرب بَينهم بسور لَهُ بَاب بَاطِنه فِيهِ الرَّحْمَة وَظَاهره من قبله الْعَذَاب} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه بمَكَان لَهُ اسْم معِين أول من اشتقاق اسْمه (رُؤْيَة مَدِينَة حبروم الَّتِي بهَا حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام) حُصُول خير على كل حَال وَقيل رُؤْيا الأَرْض المقدسة أَو بَيت الْمُقَدّس يؤول على أَرْبَعَة أوجه: بركَة ومغفرة وقناعة وراحة. 6 - (فصل فِي أَفعَال الْحَج وَغَيره) (من رأى) أَنه يجْتَهد فِي طلب الْحَج أَو زِيَارَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَو بَيت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ يطْلب أمرا مَحْمُودًا ويشكر على فعله لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاث: مَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس وَقيل يكون قَاصِدا ثَلَاثَة أُمُور قَالَ بَعضهم: جلال فِي قدره وَكَمَال فِي دينه وجمال فِي فعله لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شبه مَكَّة بالجلال وَالْمَدينَة بالكمال وَبَيت الْمُقَدّس بالجمال (وَمن رأى) أَنه يقْصد الْمسير إِلَى أحد الثَّلَاثَة مَسَاجِد وانه لَا يَسْتَطِيع ذَلِك وَلَا قدرَة لَهُ عَلَيْهِ فَإِن كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن كَانَ فَقِيرا فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر لَا يقدر عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَن عِنْده شَيْئا من آلَة الْحجَّاج وَقصد بذلك إِقَامَة ترفه فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي فعل الْخيرَات (وَمن رأى) الْمحمل الشريف فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: أَمن وسلامة وَملك عَادل وَحج وراحة (وَمن رأى) أَنه حدث والمحمل حَادث فتأويله فِي الْملك. (الْبَاب الْحَادِي عشر) (فِي رُؤْيا الْجَوَامِع والمدارس والمساجد وضرائح الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ والمزارات والبيمارستانات والمآذن والصوامع أَي الْكَنَائِس وَمَا يُنَاسب ذَلِك) فصل من رأى جَامعا أَو مدرسة أَو مَسْجِدا فَهُوَ أَمن (وَمن رأى) أَنه يعمر ذَلِك يكون عَالما يقْتَدى بِهِ (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه يعمر مَسْجِدا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة دينة (وَمن رأى) أَنه فِي جَامع أَو مدرسة أَو مَسْجِد وَحَوله ورد وأزهار وخضرة منثورة يظنّ فِيهِ السوء وَهُوَ بَرِيء من ذَلِك (وَمن رأى) أَنه دخل مَكَانا مِنْهَا فَإِنَّهُ أَمن وراحة وَزِيَادَة تقوى وَقيل من رأى أَنه يعمر شَيْئا من ذَلِك فاما أَن يعمره فِي الْيَقَظَة أَيْضا أَو يعْمل عملا صَالحا وَإِن كَانَ أَهلا أَن يتَوَلَّى أمرا فَإِنَّهُ يَتَوَلَّاهُ أَو يتَزَوَّج أحدا أَو يتفقه فِي الدّين أَو يحجّ فِي عَامه أَو يَبْنِي حَماما أَو خَنْدَقًا أَو حانوتاً وَمَا أشبه ذَلِك (وَمن رأى) أَنه زَاد فِي شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يفشو فِي دينه خير كثير من تَوْبَة أَو يعْمل عملا صَالحا وَمن رأى أَنه فِي أحد هَذِه الْأَمَاكِن وَهُوَ جَدِيد وَلَا يعرف حَقِيقَته فَإِنَّهُ اتساع فِي آخرته وَرُبمَا يحجّ ان كَانَ مَا حج قطّ (وَمن رأى) أَنه دخل من بَاب أحد مِنْهَا وخر سَاجِدا فَإِنَّهُ يرْزق تَوْبَة ومغفرة لقَوْله تَعَالَى: {وادخلوا الْبَاب سجدا وَقُولُوا حطة نغفر لكم} الْآيَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 (وَمن رأى) أَنه أَتَى مَسْجِدا فَوَجَدَهُ مغلقا فَإِن أُمُوره تعسر عَلَيْهِ وَإِن رأى أَنه فتح لَهُ وَدخل فَإِنَّهُ يعين رجلا فِي دينه وَيُخَلِّصهُ من الضَّلَالَة وَيحسن ظَنّه فِي النَّاس وَمن رأى أَنه دخل شَيْئا من ذَلِك أَو مَا تقدم من الْأَمَاكِن المشرفة وَهُوَ رَاكب فَإِنَّهُ يقطع قرَابَته ويمنعهم رفده (وَمن رأى) أَنه مَاتَ فِي شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يَمُوت على تَوْبَة مَقْبُولَة (وَمن رأى) أَنه خَادِم فِيهَا فَإِنَّهُ يخْدم جليل الْقدر (وَمن رأى) أَن حَصِير الْمَسْجِد قد تقطع وَعتق فَإِن أَهله قد فَسدتْ بعد صَلَاحهَا (وَمن رأى) أَن فِيهَا حَادِثا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على الإجلاء وَقيل نقص فِي دين الرَّائِي (وَمن رأى) أَنه يفعل بأحدها مَا لَا يَلِيق فعله فَلَا خير فِيهِ وَقيل رُؤْيا الْجَامِع تؤول بالسلطان أَو من يقوم مقَامه ورؤيا الْمدرسَة تؤول بالقضاة وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء وَالْمَسْجِد يؤول بِامْرَأَة جليلة الْقدر (وَمن رأى) أَنه قَائِم بمحراب فَإِنَّهُ يدل على قِيَامه فِي مُهِمّ الْملك (وَمن رأى) أَنه جَالس فِيهِ فَإِنَّهُ يقرب مِنْهُ وَقيل رُؤْيا الْمِحْرَاب خير وَصَلَاح مَا لم يكن فِيهِ شير وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْمِحْرَاب على خَمْسَة أوجه: إِمَام مَسْجِد وسلطان وقاض ومحتسب وواسطة خير. (واما المأذنة) فتؤول بالسلطان أَو من يقوم مقَامه أَو بِالْقَاضِي (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : رُؤْيا المأذنة تدل على رجل يَدْعُو النَّاس إِلَى الْخَيْر (وَمن رأى) أَنه عمر مأذنة فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر ويجتمع بِجَمَاعَة من أهل الْخَيْر وَالْإِسْلَام بِسَبَب خير (وَمن رأى) أَنه خرب مأذنة فَإِنَّهُ يفعل فعلا سَيِّئًا يتفرق بِسَبَب ذَلِك جمَاعَة من أهل الْإِسْلَام (وَمن رأى) أَن مأذنة سَقَطت بِلَا سَبَب وَخَربَتْ فَإِنَّهُ يتفرق أهل ذَلِك الْمَكَان أَو يَمُوت مؤذنها وَقَالَ الْكرْمَانِي: المأذنة سُلْطَان أَو رجل جليل الْقدر (وَمن رأى) أَن مأذنة استحدثت بحارة فَإِنَّهُ رجل جليل الْقدر يكون هُنَاكَ (وَمن رأى) أَن رَأس المأذنة من نُحَاس وَشبهه فَإِنَّهُ يدل على ظلم سُلْطَان وَإِن كَانَ من فضَّة أَو ذهب فَإِنَّهُ سُلْطَان جَائِر وَله مداراة وَإِن كَانَ من خشب فَإِنَّهُ سُلْطَان كَذَّاب غدار لَيْسَ لَهُ قَول وَلَا قَرَار وَقيل ان كَانَت المأذنة من حجر فَإِنَّهُ سُلْطَان وَإِن كَانَت من لبن فَهِيَ مِمَّن يقوم مقَامه وَإِن كَانَت من خشب فسفه (وَمن رأى) أَنه وضع طَعَاما على مأذنة فَإِنَّهُ جور ملك ذَلِك الْمَكَان على الرّعية (وَمن رأى) أَن صواري الْقَنَادِيل نصبت على مأذنة فانها زِيَادَة أبهة لحَاكم ذَلِك الْمَكَان وَإِن رَآهَا قلعت فضده (وَمن رأى) أَنه على مأذنة فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى الْملك (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : المأذنة على أَرْبَعَة أوجه: سُلْطَان وَرجل جليل الْقدر وَإِمَام ومؤذن. (وَمن رأى) منبرا رُبمَا يرى الإِمَام الْأَعْظَم أَو من يقوم مقَامه وَإِن رأى فِيهِ مَا يزينه ويشينه فتأويله كَذَلِك (وَمن رأى) أَنه على مِنْبَر يتَكَلَّم بالعلوم وَالْحكمَة أَو يخْطب فَإِن كَانَ من أهل ذَلِك الْمَكَان يحصل لَهُ من الإِمَام وَمن يقوم مقَامه علو قدر وَشرف وَإِن لم يكن كَذَلِك يحصل ذَلِك الْخَيْر لأحد من أَهله أَو جِيرَانه إِن كَانَ فيهم من هُوَ بِتِلْكَ المثابة (وَمن رأى) أَنه على مِنْبَر وَهُوَ يتَكَلَّم بِمَا لَا يَلِيق فَإِنَّهُ يشْتَهر بِالْمَعَاصِي وَرُبمَا أَنه يصلب (وَمن رأى) السُّلْطَان على مِنْبَر قد وَقع أَو انْكَسَرَ الْمِنْبَر تَحْتَهُ فَإِنَّهُ يَقع عَن مرتبته إِمَّا بِمَوْت أَو بِغَيْرِهِ وَإِن رأى الْخَطِيب أَنه على الْمِنْبَر يقْرَأ الْخطْبَة وَلم يُتمهَا وَنزل من الْمِنْبَر فَإِنَّهُ يعْزل عَن خطابته وَإِن املرأة رَأَتْ أَنَّهَا تقْرَأ الْخطْبَة وتتكلم بِالْعلمِ وَالْحكمَة فانها تفتضح (وَمن رأى) أَنه وَقع من الْمِنْبَر إِن كَانَ عَالما أَو جَاهِلا فَإِنَّهُ رَدِيء فِي حَقه لِأَنَّهُ سُقُوط حُرْمَة وَحُصُول مذلة وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه على الْمِنْبَر إِن كَانَ عَالما يَعْلُو قدره وَإِن كَانَ جَاهِلا يمسك فِي السّرقَة ويصلب وَقيل من رأى نَفسه تَحت مِنْبَر فَإِنَّهُ يقهر من ذِي سُلْطَان وَمن رأى أَنه نَام على مِنْبَر فَهُوَ مقرب لسلطان وَفِي أَمن من جِهَته وَقيل فَسَاد فِي الدّين أَو تستعينه النَّاس وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْمِنْبَر على خَمْسَة أوجه: سُلْطَان وقاض وَإِمَام وخطيب ومرتبة وَقَالَ: صعُود أحد من أهل الذِّمَّة على الْمِنْبَر دَلِيل على ولَايَة حَاكم فَاسد الدّين فِي ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) سدة الْأَذَان فتأويلها على ثَلَاثَة أوجه: امْرَأَة وخادم ومعيشة وَمهما كَانَ فِيهِ من خير أَو شَرّ فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى ذَلِك. 3 - (فصل فِي ضرائح الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ والمزارات والبيمارستانات) فَمن رأى ضريح نَبِي من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَقيل يكون فِي شَفَاعَته وَإِن كَانَ عازبا تزوج وَرُبمَا تكون تَوْبَة (وَمن رأى) أَنه يبْحَث فِي ضريح فَإِنَّهُ يكون مُجْتَهدا فِي عمل صَالح مِمَّا كَانَ يَفْعَله صَاحب الضريح (وَمن رأى) حَادِثا فِي شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يشين فِي الشَّرِيعَة وَقيل من رأى أَنه يزور قبر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ وجوب الْجنَّة (وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يزور ضريح أحد من الْأَنْبِيَاء أَو الصَّحَابَة أَو من الصَّالِحين فَإِنَّهُ فرج همه وغمه وَكَفَّارَة ذنُوبه وَقَالَ بَعضهم: رُبمَا يحجّ (وَمن رأى) أَنه دخل مزاراً أَو معبدًا فَإِنَّهُ يكون مُجْتَهدا فِي طلب الْأجر وَرُبمَا يكون قنوعا (وَمن رأى) أَنه خلق شَيْئا من هَذِه الْأَمَاكِن أَو طيبها فَإِن دينه يزكو وعيشه يطيب وَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن رَأَتْ ذَلِك حَامِل فَإِنَّهَا تَأتي بِولد (وَمن رأى) فِي ذَلِك حَادِثا يكره مثله فِي الْيَقَظَة لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) بيمارستانا فَإِنَّهُ يدل على رُؤْيَة مَكَان يَنْتَظِم بِهِ أَحْوَال النَّاس وَقيل من رأى أَنه دخله فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا وَرُبمَا دلّ ذَلِك على غفران الذُّنُوب ورقة الْقلب والشفقة على خلق الله تَعَالَى (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل شَيْئا من أَطْعِمَة مَرِيض البيمارستانات فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: مرض أَو صِحَة وَرُبمَا يكون موت مَرِيض (وَمن رأى) أَحْوَال أهل البيمارستانات مُسْتَقِيمَة وهم متوجهون إِلَى الْعَافِيَة فَهُوَ حُصُول خير وَمن رَآهُمْ بضد ذَلِك فَهُوَ ضِدّه (وَمن رأى) حَادِثا فِيهِ فَلَا خير فِيهِ للرائي وَقيل لمن بِهِ وَقَالَ بَعضهم: رُؤْيا البيمارستانات تؤول على عشرَة أوجه: عَالم وَحَكِيم وحاكم وراحة وشفاء وَمرض وجنون وبواب وَمَوْت على شَهَادَة وَعتق. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الصوامع وَهِي الْكَنَائِس وَمَا أشبه ذَلِك) فَمن رأى كَنِيسَة أَو ديراً أَو شبه ذَلِك فتعبيره رجل كَذَّاب يغر النَّاس بأفعاله وَلَا نتيجة فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه فعل فِي كَنِيسَة مَا يُخَالف أَهلهَا مِمَّا لم يُخَالف الشَّرِيعَة فَهُوَ نكاية ذَلِك الرجل الْمَوْصُوف وَقيل خير (وَمن رأى) أَنه مُقيم فِي شَيْء من ذَلِك فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ خير لَهُ وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَلَا خير فِيهِ وَقيل: من رأى أَنه فعل فِي كَنِيسَة مَا يُوَافق أَهله فَإِنَّهُ ارْتِكَاب جرائم (وَمن رأى) أَنه حدث فِي شَيْء من هَؤُلَاءِ حَادث زين فَهُوَ فَسَاد فِي الدّين وَإِن كَانَ شَيْئا فَهُوَ ضِدّه وَقد تقدم ذكر الْعِبَادَات وَالصَّلَاة فِيهَا فِي أَبْوَاب الصَّلَاة وَالْعِبَادَة وَالله أعمل (الْبَاب الثَّانِي عشر) (فِي رُؤْيا الْخُرُوج إِلَى المواسم والغزو والرباط وَالصِّيَام وَالصَّدَََقَة وَالزَّكَاة والضحايا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْخُرُوج إِلَى المواسم) (من رأى) أَنه خرج مَعَ الْقَوْم إِلَى موسم من المواسم فَإِنَّهُ خُرُوج من هم وغم وَإِن كَانُوا فِي حَرْب وكرب كشف الله عَنْهُم ذَلِك وَقيل خلاص من أسر أَو سجن وَقيل فَرح وسرور وَرُبمَا دلّ على رَاحَة وَأمن الخاطر وَقيل رُؤْيا الْمَوْسِم تعبر على سِتَّة أوجه: عرس وطهور ووليمة وغزو وَأمر مَشْهُور وسفر. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْغَزْو والرباط) قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يُجَاهد فِي سَبِيل الله فَإِنَّهُ يدل على استقامة حَاله وَعِيَاله واتساع رزقه وغناه لقَوْله تَعَالَى: {وَمن يُهَاجر فِي سَبِيل الله يجد فِي الأَرْض مراغما كثيرا وسعة} (وَمن رأى) أَنه ولى وَجهه عَن الْغَزْو فَإِنَّهُ يدل على قلَّة شفقته وَرَحمته على عِيَاله لقَوْله تَعَالَى: {فَهَل عسيتم إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض وتقطعوا أَرْحَامكُم} وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يغازي وَقد انتصر على الْكفَّار فَإِنَّهُ يدل على الْفضل وعلو الشَّأْن لقَوْله تَعَالَى: {وَفضل الله الْمُجَاهدين على القاعدين أجرا عَظِيما} (وَمن رأى) أَن قوم تِلْكَ الديار يغزون دلّ على الْعِزّ والجاه وَحُصُول المُرَاد والنصر وَالظفر على الْأَعْدَاء وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يغازي الْكفَّار وَحده فَإِنَّهُ يدل على الْغَنِيمَة وقهر الْأَعْدَاء وَحُصُول رزق حَلَال (وَمن رأى) أَنه يغازي وَقد انتصر على الْكفَّار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وغنيمة من الأعادي (وَمن رأى) أَنه يغازي وَقد تغلب الأعادي عَلَيْهِ يكون فِي رزقه تَعب ومشقة وَقيل تعسر بعد تسهيل (وَمن رأى) أَنه قتل على يَد الْكفَّار فِي الْغُزَاة فَإِنَّهُ يدل على وفور السرُور وَحُصُول رزق حَلَال وَطول عمر لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 638 وَقيل من رأى أَنه خرج مَعَ الْغُزَاة فَإِنَّهُ يتبع سَبِيل الْخَيْر ومنهاج الْبر وَإِن رأى أَنه عَاد من الْغُزَاة بعد غَزوه فَإِنَّهُ يدل على الصِّحَّة والسلامة وَحُصُول المُرَاد وَفَرح وسرور فَإِن كَانَ غَائِبا فَإِنَّهُ يرجع بِخَير وسلامة وَإِن كَانَ مَرِيضا عافاه الله تَعَالَى (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْغُزَاة تؤول على سِتَّة أوجه: خير وَمَنْفَعَة وإحياء سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالظفر على الأعادي وَالصِّحَّة من الْمَرَض واطاعة السُّلْطَان الْعَادِل وَحُصُول غنيمَة. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الصّيام وَالْفطر) (وَمن رأى) أَنه صَائِم فَإِنَّهُ سليم الدّين وَقَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه (وَمن رأى) أَنه يفعل مَا لَا يجوز للصَّائِم فَإِنَّهُ نقص فِي دينه (وَمن رأى) أَنه صَائِم ثمَّ أفطر فِي وقته أصَاب فِي دينه ودنياه خيرا وَرِزْقًا وَاسِعًا وَذهب عَنهُ الْهم وَالْخَوْف (وَمن رأى) أَنه أفطر فِي غير الْوَقْت فَإِنَّهُ يغتاب النَّاس أَو يكذب وَرُبمَا دلّ على الْمَرَض أَو السّفر لقَوْله تَعَالَى: {فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه وَمن كَانَ مَرِيضا أَو على سفر} الْآيَة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الصَّوْم على عشرَة أوجه: قدر ورياسة وَصِحَّة ومرتبة وتوبة وظفر وَزِيَادَة نعْمَة وَحج وَعز وَولد. (وَمن رأى) أَنه أفطر مُتَعَمدا فَإِنَّهُ يتعب فِي سَفَره وَيحصل لَهُ بلَاء (وَمن رأى) أَنه أفطر نَاسِيا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رزق حَلَال (وَمن رأى) أَنه صَامَ شَهْرَيْن فَإِنَّهُ يَتُوب من ذنُوبه (وَمن رأى) أَنه صَامَ تَطَوّعا فَإِنَّهُ يَأْمَن من الْمَرَض وَقَالَ بعض المعبرين: وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الصَّوْم على الصِّحَّة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: صُومُوا تصحوا (وَمن رأى) أَنه صَامَ سنة مُتَّصِلَة فَإِنَّهُ يَتُوب أَو يحجّ (وَمن رأى) أَنه صَامَ عَاشُورَاء فَإِنَّهُ يخلص من الْهم وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (وَمن رأى) أَنه فِي شهر الصّيام دلّت رُؤْيَاهُ على غلاء السّعر وضيق الطَّعَام وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على صِحَة دينه وَخُرُوجه من الهموم والشفاء من الْأَمْرَاض وَقَضَاء الدُّيُون (وَمن رأى) كَأَنَّهُ صَامَ شهر رَمَضَان حَتَّى أفطر فَإِن كَانَ فِي شكّ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْبَيَان لقَوْله تَعَالَى: {هدي للنَّاس وبينات من الْهدى وَالْفرْقَان} . 6 - (فصل فِي رُؤْيا الصَّدَقَة) من رأى أَنه يتَصَدَّق فتعبيره على وُجُوه إِن كَانَ عَالما يكْتَسب من علمه وَإِن كَانَ ملكا تزداد ولَايَته وَإِن كَانَ تَاجر يزْدَاد كَسبه وَرُبمَا تكتسب النَّاس مِنْهُ وَإِن كَانَ صانعاً تتعلم الصناع من صَنعته وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الصَّدَقَة تدل على الْأَمْن من الْفَزع والخلاص من الْآفَات وَقَالَ جَابر المغربي: وَإِن كَانَ مَرِيضا عوفي وَإِن كَانَ ذَا غم كشف غمه وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا أطلق وَإِن كَانَ مُفْسِدا تَابَ الله عَلَيْهِ وَأَصْلحهُ وَإِن كَانَ مُشْركًا يسلم وعَلى كل الْوُجُوه رُؤْيا الصَّدَقَة محمودة تدل على السَّعَادَة والإقبال فِي الدَّاريْنِ وَقيل من رأى أَنه يفرق صَدَقَة فَإِنَّهُ حُصُول بركَة فِي مَاله ويرزق تَوْبَة لقَوْله تَعَالَى: {خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا} . 7 - (فصل فِي رُؤْيا الزَّكَاة) فتعبيرها على وُجُوه: بِشَارَة وَخير وبركة وَفَوْز وشفاء وَأَدَاء دين وتيسر أَمر عسير وَقَضَاء حَاجَة وضياء وخلاص من هم وغم وظفر على الْأَعْدَاء وَزِيَادَة رزق لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا آتيتم من زَكَاة تُرِيدُونَ وَجه الله} الْآيَة وَقيل ان الزَّكَاة تزكو فِي المَال والمواشي فَمن رأى أَنه يَأْخُذ الزَّكَاة فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَقيل افتقار. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الْأُضْحِية) من رأى أَنه ضحى بأضحية يجوز تضحيتها شرعا فَإِنَّهُ خير ونعمة وَإِن كَانَ الرَّائِي عبد عتق وَإِن كَانَ فِي محنة وهم فرج عَنهُ وَإِن كَانَ مَرِيضا عوفي وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ ذَا فزع يَأْمَن وَإِن كَانَ مديونا وفى الله عَنهُ دينه وَإِن كَانَ مَا حج فَإِنَّهُ يحجّ وَإِن كَانَ فِي ضيق وسع الله عَلَيْهِ فِي معيشته (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يقسم وَيفرق لحم القربان على النَّاس فَإِنَّهُ يدل على موت رجل محتشم وَيقسم مَاله على أَهله (وَقَالَ جَابر المغربي) : رُؤْيَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639 تعبر على وَجْهَيْن: بِشَارَة وَظُهُور بركَة لقَوْله تَعَالَى: {وبشرناه بِإسْحَاق نَبيا من الصَّالِحين} الْآيَة وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا امْرَأَة وَهِي حَامِل فانها تضع ولدا صَالحا وَقيل من رأى أَنه ضحى بكبش فَإِنَّهُ فديَة لقَوْله تَعَالَى: {وفديناه بِذبح عَظِيم} وَرُبمَا يجب عَلَيْهِ فديَة وَقيل رُؤْيا الْأُضْحِية تدل على رُؤْيا الشُّهُور (وَمن رأى) أَنه ضحى أضْحِية نَاقِصَة أَو فِيهَا نقص فَإِنَّهَا نقص فِي دينه. (الْبَاب الثَّالِث عشر) (رُؤْيا التَّحَوُّل عَن الْإِسْلَام وَعبادَة النَّار والأصنام وتحويل الْقبْلَة والخلقة إِلَى غَيرهَا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا التَّحَوُّل عَن الْإِسْلَام) وَمن رأى أَنه تحول عَن الْإِسْلَام إِلَى أحد الْأَدْيَان الْبَاطِلَة فَإِنَّهُ ارْتِكَاب معاص وَقيل ذلة وحقارة وَقَالَ الْكرْمَانِي: يُقَارب فعل الرَّائِي أَفعَال من تلبس بِدِينِهِ وَقيل يفْسد دينه. 4 - (فصل فِي عبَادَة النَّار والأصنام) من رأى أَنه يعبد النَّار فَإِنَّهُ يعين السُّلْطَان فَإِن كَانَت النَّار خامدة فَإِنَّهُ يطْلب مَالا حَرَامًا وَقيل عبَادَة: النَّار خدمَة ملك جَائِر (وَمن رأى) أَنه يعبد صنماً من خشب فَإِنَّهُ يتَقرَّب بِرَجُل بَاطِل إِلَى رجل خَبِيث مُنَافِق وَإِن كَانَ من حطب مشبك فَإِنَّهُ يطْلب بذلك مَا يَأْتِي بِهِ من الْجِدَال وَمَا أشبه ذَلِك وَقيل انه يتَقرَّب لأحد بنميمة وَإِن كَانَ الصَّنَم من فضَّة فَإِنَّهُ يَأْتِي إِلَى امْرَأَة بِمَا لَا يَلِيق وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى أَمر يكرههُ وَيحصل لَهُ من ذَلِك ضَرَر وَإِن كَانَ من نُحَاس أَو حَدِيد أَو رصاص أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَقرَّب لطلب الدُّنْيَا وَقيل انه يتَقرَّب لرجل متلصص وَإِن كَانَ من حجر فَإِنَّهُ يتَقرَّب لرجل قاسي الْقلب وَإِن كَانَ من فخار وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَقرَّب لمن لَيْسَ فِيهِ فَائِدَة وَبِالْجُمْلَةِ رُؤْيا الْأَصْنَام لَيست بمحمودة (وَمن رأى) أَنه ناول شَيْئا إِلَى صنم من الْأَصْنَام الْمَذْكُورَة فَإِنَّهُ يعبر من جنسه كَمَا تقدم (وَمن رأى) أَنه يعبد صنماً من الْأَصْنَام أَو كَلمه أَو فعل مَعَه فعل إِنْسَان فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يصاحب من لَا فَائِدَة فِي صحبته وَرُبمَا يكون حُصُول ضَرَر من ذَلِك الصاحب وَقيل من ارْتِكَاب معاص وحدوث أُمُور لَهُ بِسَبَبِهَا حَتَّى انه يتعجب من ذَلِك غَايَة الْعجب وَلَا تكون خطرت بِبَالِهِ قطّ (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا ذَلِك تؤول على ثَلَاثَة أوجه: كذب بَاطِل وَرجل مُنَافِق كَذَّاب مكار وَامْرَأَة مفْسدَة مكارة. 4 - (فصل فِي تَحْويل الْقبْلَة والخلقة إِلَى غَيرهَا) (وَمن رأى) أَن الْقبْلَة حولت من مَكَانهَا إِلَى جِهَة أُخْرَى وَهُوَ مُتبع ذَلِك فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: تغير الْملك وانتقال الرَّائِي نَحْو جِهَة انْتِقَال الْقبْلَة أَو ظُهُور ملك من تِلْكَ الْجِهَة واستيلاؤه بِعقد صَحِيح هَذَا إِذا رأى النَّاس تابعيها وَقد تقدم فِي الْبَاب الثَّامِن فِي فصل الصَّلَاة تَعْبِير من رأى أَنه يُصَلِّي إِلَى جِهَة غير الْقبْلَة (وَمن رأى) أَنه شيخ كهل وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ووقار وَزِيَادَة فِي شرفه وَإِن كَانَ شَيخا وَرَأى أَنه صبي فَإِنَّهُ يصبو ويجهل فَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة (وَمن رأى) أحدا من النسْوَة صَارَت كَذَلِك فَإِنَّهَا دنيا تقبل عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق (وَمن رأى) أَنه صَار غضاً طرياً جميلاً فَرُبمَا يَمُوت سَرِيعا (وَمن رأى) أَنه صَار طَويلا عريضاً فَهُوَ زِيَادَة فِي الْعُمر وأبهة لقَوْله تَعَالَى: {وزاده بسطة فِي الْعلم والجسم} {وَمن رأى} أَنه صغر أَو قصر فَإِنَّهُ يَبِيع دَاره أَو دَابَّته وَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل وَقيل قهر وإفلاس؛ وَرُبمَا يخَاف عَلَيْهِ من الْمَوْت وَسَيَأْتِي فِي بَاب النَّوَادِر بَيَان ذَلِك. (وَمن رأى) فِيهِ نُقْصَانا فَإِنَّهُ ضعف وَنقص فِي دينه ودنياه (وَمن رأى) أَن لَهُ فرجا كفرج الْمَرْأَة فَإِنَّهُ ذل وخضوع وحقارة وَإِن كَانَ فِي خصام يُصَالح خَصمه وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن لَهَا ذكرا مثل الرجل ولحيته فَإِن كَانَ لَهَا ولد سَاد على قومه وَإِن كَانَت حَامِلا أَتَت بِغُلَام وَإِن لم تكن حَامِلا فانها لَا تَلد ولدا ابدا وَرُبمَا تَنْصَرِف الرُّؤْيَا إِلَى ملكهَا أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 640 زَوجهَا أَو أَبِيهَا أَو اخيها وَقيل حُصُول شرف لأحد محارمها وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا صَارَت رجلا وَهِي تجامع النِّسَاء أَو تتَزَوَّج بِامْرَأَة فَإِنَّهَا تصيب خيرا وشرفاً وَعزا وذكراً عَالِيا (وَمن رأى) امْرَأَة بِهَذِهِ الْحَالة فَإِنَّهُ يرى شَيْئا يتعجب مِنْهُ (وَمن رأى) أَن لَهُ ذَنبا أَو قرنا أَو حافرا مثل الدَّوَابّ أَو خرطوما اَوْ منقارا فَذَلِك صَلَاح كُله وجيد (وَمن رأى) أَن لَهُ ريشا وجناحين فَإِن ذَلِك رياسة ويصيب خيرا (وَمن رأى) أَنه صَار طيرا يطير فيؤول على ثَلَاثَة اوجه: سفر وَحُصُول امْر بِسُرْعَة أَو تعبد. (وَمن رأى) أَنه صَار حَيَوَانا مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ ذل ومصيبة وَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل عَنْهَا وَقيل يشْتَهر عِنْد النَّاس بِمَا يَفْضَحهُ ويشينه (وَمن رأى) أَنه صَار معدنا من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يسْتَعْمل شَيْئا من الْأَشْيَاء وَيحصل بِهِ النَّفْع وَقيل من رأى أَنه صَار ضفدعاً فَإِنَّهُ يشْتَغل بِالْعبَادَة وَقيل من رأى أَنه صَار حَيَوَانا من الممسوخات فَإِنَّهُ يدل على غضب الله عَلَيْهِ وَقيل المسخ عشرَة أوجه: حقارة واستصغار وَغَضب وعقوبة وانتقام واستهزاء وارتكاب محرم وَأمر فَاحش ومذلة وهزل وَقَالَ بَعضهم: لَا خير فِي ذَلِك وَلَا فِي رُؤْيَاهُ (وَمن رأى) أَنه صَار شَيْئا من هَؤُلَاءِ واحتوى عَلَيْهِ واصطيد أَو اسْتعْمل فَإِن كَانَ لَهُ عَدو يظفر عدوه بِهِ وَقيل من رأى أحدا مَعْرُوفا قد مسخ فجَاء إِلَيْهِ فَأخْبرهُ أَو رأى حَيَوَانا أخبرهُ أَنه فلَان واستجار بِهِ فَإِنَّهُ يرى أمرا يتعجب مِنْهُ (وَمن رأى) أَنه حدث من ذَلِك حَادث أَو مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ دانيال: وَإِن رأى أَنه تحول إِلَى مَا فِيهِ صَلَاح فَإِن كَانَ من أَهله فَإِنَّهُ يَقع فِي محنة فِي أول أمره وَيحصل لَهُ الظفر والكفاية فِي آخر أمره وَقَالَ جَابر المغربي وَمن رأى أَنه تحول من صَلَاح إِلَى فَسَاد فَإِنَّهُ غير مَحْمُود (وَمن رأى) بِخِلَافِهِ فَإِنَّهُ يدل على السعد فِي الاقبال فِي الدّين وَالدُّنْيَا وبلوغ الآمال. (الْبَاب الرَّابِع عشر) (فِي رُؤْيا الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء وَالشُّهُود وَمَا يُنَاسب ذَلِك) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْقُضَاة) (وَمن رأى) أَنه صَار قَاضِيا وَهُوَ يحكم بَين الْخلق وَلم يكن أَهلا لذَلِك قَالَ ابْن سِيرِين: إِذا لم يكن قَاضِيا وَرَأى ذَلِك يحصل لَهُ ضَرَر وبلاء ومحنة وعناء وَيذْهب مَا بِيَدِهِ من مَال وأثاث وَإِن كَانَ فِي سفر تقطع الطَّرِيق عَلَيْهِ ويلقى تعبا ومشقة ويتلف مَاله وَإِن كَانَ عَالما يَلِيق بِالْقضَاءِ فَإِنَّهُ يصير قَاضِيا وتستقيم أَحْوَاله وتنتظم أشغاله وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه صَار قَاضِيا مَعْرُوفا أَو رأى قَاضِيا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ دَلِيل على الترقي إِلَى الْمنَازل الْعليا والمراتب السّنيَّة (وَمن رأى) قَاضِيا مَجْهُولا فَإِن القَاضِي الْمَجْهُول يؤول بالباري عز وَجل ونفاذ حكمه لقَوْله تَعَالَى: {وَالله يحكم لَا معقب لحكمه} وَقَوله تَعَالَى: {يقص الْحق وَهُوَ خير الفاصلين} قَالَ جَابر المغربي: من رأى قَاضِيا وَهُوَ يحكم فتعبيره كَمَا رَآهُ (وَمن رأى) قَاضِيا وَبِيَدِهِ ميزَان فَإِنَّهُ يحكم بَين الْخلق بِالْحَقِّ (وَمن رأى) قَاضِيا وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ بِعَين الْعِنَايَة والشفقة ويلاطفه بلين الْكَلَام فتعبيره التَّقَرُّب بالعلماء وعلو الشَّأْن (وَمن رأى) بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ حقارة وَنقص ومذلة وَقلة دين وَقيل رُؤْيا القَاضِي الْمَعْرُوف خير وبركة (وَإِن رأى) قَاضِيا دخل عَلَيْهِ فَإِن ذَلِك عز ودولة (وَإِن رأى) قَاضِيا أجلسه إِلَى جنبه أَو مَكَان مُرْتَفع فَإِن ذَلِك عز وبهاء وَشرف وَرُبمَا دلّت رُؤْيا القَاضِي على خُصُومَة ومنازعة (وَإِن رأى) الْمَرِيض أَن القَاضِي أرسل يستدعيه فَرُبمَا يكون انْقِضَاء أَجله. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْعلمَاء) من رأى أَنه صَار عَالما ان كَانَ جَاهِلا وَرَأى ان النَّاس يقبلُونَ قَوْله ويتبعون كَلَامه يدل على حقارته فِي أعين النَّاس وَذكره فِي أَفْوَاههم بِمَا لَا يَلِيق وَأما إِذا كَانَ عَالما وَرَأى ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على الشّرف وعلو الْقدر (وَمن رأى) أَنه قد حصل لَهُ مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة يدل على استهزائهم بِهِ (وَمن رأى) عَالما قربه أَو أجلسه أَو كَلمه كلَاما يُفِيد استماعه فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) عَالما وَالنَّاس يشتغلون عَلَيْهِ ويستفيدون مِنْهُ فَإِنَّهُ مَعْدن تقصده النَّاس وَيحصل مِنْهُ مَنْفَعَة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْعَالم على أَرْبَعَة أوجه: علو قدر وَعز وجاه وَقبُول وَولَايَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْفُقَهَاء) من رأى فَقِيها عرفه فَهُوَ خير وسرور وَإِن لم يعرفهُ فَهُوَ رجل طيب يدْخل فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي يرى فِيهِ (وَمن رأى) أَنه صَار فَقِيها وَكَانَ أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول عز ورفعة وَإِن كَانَ من أهل الولايات فَلَا بُد أَن يَلِي ولَايَة (وَمن رأى) أَنه يلبس ملبس الْفُقَهَاء ان كَانَ من أَهله فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي فقه وَإِن لم يكن كَذَلِك يتلبس بالفقه وطرائقه وَيكون قَلِيل الْمعرفَة فِيهِ وَقيل شرف وَعز وعظمة وَقيل تَحْويل من أَمر هُوَ فِيهِ إِلَى غَيره (وَمن رأى) أَنه صَار فَقِيها مؤدبا فَإِنَّهُ يتَوَلَّى وَظِيفَة يحكم فِيهَا (وَمن رأى) أَنه يعلم أحدا من الصّبيان فَإِنَّهُ يصير فِي شَيْء يُسْتَفَاد مِنْهُ (وَمن رأى) أحد الْفُقَهَاء أَنه صَار غير فَقِيه فَلَا خير فِيهِ وَقيل انه يجهل وَيتْرك الْفِقْه (وَمن رأى) جمَاعَة من الشُّهُود فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رَحْمَة وَقيل أَمر حق وَقيل محاكمة وَلَا بَأْس برؤيا الشُّهُود (وَإِن رأى) شَيْئا بمفرده وَاحْتَاجَ إِلَى من يشْهد لَهُ فَلم يجد غير وَاحِد فَإِنَّهُ يدل على شُرُوعه فِي أَمر يتم بعضه وَلَا يتم بَاقِيه (وَمن رأى) أَنه صَار شَاهدا فَإِنَّهُ يتبع طَرِيق الْحق وَقيل يشْتَغل بِعلم المغيبات. (وَمن رأى) أَن أحدا يشْهد زوراً وَيشْهد هُوَ فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر مِنْهُ لنَفسِهِ وَلغيره وَلَا خير فِي هَذِه الرُّؤْيَا (وَمن رأى) أحدا من الصُّوفِيَّة وَنَحْوهم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الدّين (وَمن رأى) أحدا من الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ والأبدال والمجاذيب فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَأمن وَقيل خُرُوج من هم وغم إِلَى فَرح وسرور (وَمن رأى) أَنه تزيا بزيهم وَكَانَ أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ خُرُوج من خوف إِلَى أَمن وَمن حزن إِلَى فَرح لقَوْله تَعَالَى: {أَلا إِن أَوْلِيَاء الله لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ} (وَمن رأى) أحدا من الْمَذْكُورين فِي هَذَا الْبَاب وَأخْبرهُ بِأَمْر فَإِنَّهُ يكون بِعَيْنِه (وَمن رأى) جمَاعَة تباحثوا وتجادلوا فَإِن كَانَت فرقة مِنْهُم يرجح قَوْلهَا على الْأُخْرَى فَإِن تَعْبِيره بضد الْقَضِيَّة (وَمن رأى) جمَاعَة جمعُوا الْوَلِيمَة فَإِن كَانَت الْوَلِيمَة مَعْرُوفَة فَهُوَ خير وَعز وبهاء وَإِن كَانَت مَجْهُولَة فَإِنَّهُ حُصُول أَمر مَكْرُوه وَقيل رُؤْيَاهُ الْوَلِيمَة تؤول على عشرَة أوجه: مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورؤيته وزواج ونفاس وختان وَصِحَّة من مرض وقدوم غَائِب وعزاء ميت ووفاء بِنذر وضيافة لجَماعَة (وَمن رأى) شَيْئا من مسموعات الْفُقَرَاء فَفِيهِ اخْتِلَاف مِنْهُم من يَقُول: إِنَّه جيد لِاجْتِمَاع الْفُقَهَاء وَمِنْهُم من يَقُول: إِنَّه غير جيد لكَونه فِيهِ ملاهي وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الْخَامِس عشر) فِي رُؤْيا السلاطين والأمراء والنواب والوالي وَجَمَاعَة من الْحَاشِيَة وَمَا يُنَاسب ذَلِك) فَمن رأى سُلْطَانا فِي دَار أَو دخل مَسْجِدا أَو بَلَدا أَو قَرْيَة فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول مُصِيبَة لأهل تِلْكَ الْأَمَاكِن لقَوْله تَعَالَى: {إِن الْمُلُوك إِذا دخلُوا قَرْيَة أفسدوها} (وَمن رأى) أَنه يُخَاصم السُّلْطَان وَالسُّلْطَان يخاصمه فَإِنَّهُ يظفر بحاجته (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان قطع يَده الْيُمْنَى فَإِنَّهُ يخلفه (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان فِي النزع فَإِنَّهُ يصير مَحْبُوسًا (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان خر من مَكَان مُرْتَفع أَو رفسته دَابَّة أَو أخذت قلنسوته أَو سَيْفه أَو حلق رَأسه فَإِنَّهُ عَزله أَو مَوته (وَمن رأى) أَنه صَار سُلْطَانا فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك أَو من أَعْيَان المملكة فَإِنَّهُ عز ودولة وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهِيَ حُصُول مُصِيبَة للرائي (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان بسط لَهُ بساطا فَإِنَّهُ حُصُول رزق ورفعة وَقيل ان كَانَ مِمَّن يَلِيق بِهِ السلطنة فَلَا بُد لَهُ مِنْهَا (وَمن رأى) سُلْطَانا مَجْهُولا فِي مَكَان فَإِن نَفسه تغلب عَلَيْهِ (وَمن رأى) السُّلْطَان طلق الْوَجْه مُسْتَبْشِرًا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا بِقدر طَلَاقه الْوَجْه وبشاشته (وَمن رأى) أَنه يَسْتَعْمِلهُ فِي مستخلصه فَإِنَّهُ يُصِيب شرفا وذكرا عَاجلا (وَمن رأى) أَنه كَسَاه وَأَعْطَاهُ وَألبسهُ تَشْرِيفًا وأركبه مركوبا فَإِنَّهُ يُصِيب سلطنة مِنْهُ وَإِن كَانَ أَهلا لَان يتَوَلَّى وَظِيفَة فَلَا بُد من تَوليته. (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان أعطَاهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ حُصُول فَخر وَعز بِقدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعَطاء (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان يُعَاقِبهُ أَو يصاحبه أَو كَانَ بَينهمَا كَلَام فَإِنَّهُ يصلح حَاله عِنْده أَو عِنْد غَيره من عماله أَو من يقوم مقَامه من خواصه وَقيل: من رأى أَنه يُجَادِل مَعَه ويحتج بحجه فَإِنَّهُ يدل على كَلَامه مَعَ السُّلْطَان وَإنَّهُ يُجَادِل مَعَه بِالْقُرْآنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642 ويخاصمه لِأَن السُّلْطَان فِي اللُّغَة الْحجَّة (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مَعَه أَو يطعمهُ طَعَاما فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من جِهَته حزن بِقدر مَا قد أطْعمهُ (وَمن رأى) أَنه مَعَه على فرَاش وَاحِد فَإِن كَانَ الْفراش مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ مِنْهُ جَارِيَة أَو يتَزَوَّج من عِيَاله وَيكون مقَامهَا بِقدر سمك الْفراش وَحسنه وَإِن كَانَ الْفراش مَجْهُولا فَإِنَّهُ يشركهُ فِي أمره ويوليه مَكَانا يحكم فِيهِ أَو يكون مقربا عِنْده. (وَمن رأى) أَنه دخل مَعَ السُّلْطَان فِي اللحاف وَلَيْسَ بَينهمَا حَائِل ينَال مِنْهُ الْخَيْر وَالْمَال وَالْقُدْرَة على أَشْيَاء كَثِيرَة (وَمن رأى) أَنه رَدِيف السُّلْطَان على دَابَّة فَإِنَّهُ يسْعَى بجد السُّلْطَان أَو يكون خلفا مِنْهُ (وَإِن كَانَت) الدَّابَّة سائرة يكون أقوى فِي حَقه (وَمن رأى) أَنه يمشي وَرَاء سُلْطَان فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بِهِ ويستحسن رَأْيه بِقدر استقامته على قدر أَثَره (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان يمشي وَرَاءه فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بِهِ فِي أُمُوره ويستعمله فِيمَا يكون نَاظرا إِلَيْهِ بِحَيْثُ يكون مَحْمُودًا عِنْده (وَمن رأى) أَنه دخل على حَرِيم السُّلْطَان أَو يخالطهن فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك مَا يسْتَدلّ بِهِ على بر أَو خير فَإِنَّهُ يُصِيب سلطنة وحظا ومنزلة مِنْهُ وَإِن لم يكن عِنْده شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يغتاب تِلْكَ الْحَرِيم أَو يدْخل فِي أمرهن بِمَا لَا يحل لَهُ من الاغتياب (وَمن رأى) أَنه ينْكح أحدا مِنْهُنَّ فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَن سُلْطَانه نكحه فَهُوَ الْمرَائِي خير وَمَنْفَعَة. (وَمن رأى) أَنه هُوَ الْفَاعِل فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر وَغلب ومصيبة (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان دخل مَكَانا وَلَيْسَ من شَأْنه ذَلِك فانها ذمّ وهوان وَإِن كَانَ السُّلْطَان صَالحا قيل: انه يظْهر الْعدْل فِي ذَلِك الْمَكَان وَقيل يظْهر فِيهِ الْحق لقَوْله تَعَالَى: {وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا وأوحينا إِلَيْهِم فعل الْخيرَات} (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان أَخذ قلنسوته أَو أَخذ شَيْئا من ملبوسه فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَاله وَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل وَإِن كَانَ من ذَوي المعاش فَإِنَّهُ كساد معاشه وذله (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان ارْتَفع إِلَى مَكَان عَال وَلَيْسَ هُنَاكَ أَعلَى مِنْهُ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أمره وَزَوَال سُلْطَانه (وَمن رأى) فِي السُّلْطَان مَا يشينه فَهُوَ نقص فِي أبهته وَإِن رأى مَا يزينه فَهُوَ ضد ذَلِك (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان جلس ليقاضي أشغال النَّاس فَإِنَّهُ دَلِيل على أَنه ملتفت إِلَى مصالحهم (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان نَائِم فضد ذَلِك وَقيل رُؤْيا السُّلْطَان تؤول على خَمْسَة أوجه: نصْرَة وَحجَّة ومخاصمة وَعز ورفعة وَفَسَاد وذلة فَيحْتَاج الْأَمر فِي ذَلِك إِلَى اعْتِبَار الرَّائِي ومقامه. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : رُؤْيا السُّلْطَان تؤول على اثْنَي عشر وَجها إِمَامَة وَعلم وخطابة وسمة وَحكم وانقياد للْحكم ووجاهة وَعز ورفعة وَتَقْدِيم (وَقَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام) : من رأى أَن السُّلْطَان تصرف فِي الرّيح فَإِنَّهُ يحكم فِي الْخَافِقين ويزداد نفاذا (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان فِي مَكَان يكره فَإِنَّهُ حُصُول غم للسُّلْطَان وَقيل للرائي (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان ابتلعته الأَرْض فتأويله على وَجْهَيْن قَالَ بَعضهم: تمكن فِي ملكه وثبات لَهُ وَقَالَ آخَرُونَ: هم وغم وضيق (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان وَفد عَلَيْهِ فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يكبس السُّلْطَان يستريح بِسَبَبِهِ فِي أَمر من الْأُمُور (وَمن رأى) أَنه يتَرَدَّد إِلَى السُّلْطَان فَإِنَّهُ نسج مودته وَقيل حُصُول خير وَمَنْفَعَة ومنصب (وَمن رأى) أَن أحدا من جمَاعَة السُّلْطَان يتَرَدَّد عَلَيْهِ فِي خير فتعبيره نَظِير ذَلِك وَمن رأى من يَلِيق بِالْملكِ أَنه ركب على سيف السُّلْطَان فَإِنَّهُ يتَوَلَّى مَكَانَهُ وَإِن لم يكن لائقا يحصل لَهُ ضَرَر وشهرة سَيِّئَة (وَمن رأى) أَن السُّلْطَان نَائِم فِي دَاره مستريحا فَإِن كَانَ لَهُ حَاجَة عِنْده يَقْضِيهَا وَقيل ان السُّلْطَان يحْتَاج لَهُ فِي أَمر وَقيل رُؤْيا السُّلْطَان الْعَادِل مَا يكون فِيهِ مَا يشينه حُصُول مُرَاد الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُوَ جيد على كل حَال. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأُمَرَاء) من رأى أحدا من الأكابر الْكِبَار أَنه انْتقل إِلَى السلطنة وَكَانَ لائقا لذَلِك فِي الْحس وَالْمعْنَى فَرُبمَا يصير كَذَلِك وَإِن لم يكن مناسبا فَهُوَ حُصُول رفْعَة على كل حَال (وَمن رأى) أَنه صَار أَمِيرا كَبِيرا وَكَانَ لائقا بِهِ فَإِنَّهُ فِي أبهة وَإِن لم يكن لائقا فبلاء ومحنة (وَمن رأى) أحدا من الْأُمَرَاء الْكِبَار صَار أَمِيرا دون مَنْزِلَته فَلَا خير فِي ذَلِك الْأَمِير. (وَمن رأى) أحدا من الْأُمَرَاء أَرْبَاب الْوَظَائِف فتأويله على مَا تَقْتَضِيه وظيفته وَإِن رأى أَنه صَار كَذَلِك فتأويله نَظِيره أَيْضا وَأما الدواردار فازدياد رزق وَقَضَاء حوائج وَأما رَأس نوبَة فظفر ونصرة وَحِكْمَة وَأما أَمِير خور فعز ودولة وَأما الخازندار فحصول مَالِيَّة وَأما شاد الشَّرَاب خانه فحصول نعْمَة ووسعة وَأما السلحدار فَإِنَّهُ مَكَّة وَأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 643 الحمادار فاستقامة فِي الأشغال ومواظبة وَأما أَمِير شكار فتحيل وتملق وَأما علم دَار يَعْنِي أَمر علم فخبر خير وَقيل سُرُورًا وَأما الاستادار فعلى وَجْهَيْن: حُصُول رزق أَو حُصُول مغرم وَأما استادار الصحية فحصول بر وَحسن عَيْش وَأما الساقي فحصول مَنْفَعَة بالأمراء وَأما بَقِيَّة أَرْبَاب الْوَظَائِف فتعبر على حسب مَا يباشرونه وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى تَأْوِيل مَا أول على مَا تقدم فِي الفهرست. وَقَالَ السالمي: من رأى أحدا من أَرْبَاب الْوَظَائِف الدِّينِيَّة فيؤول بالعز وَالْخَيْر (وَمن رأى) أحدا من أَرْبَاب الْوَظَائِف الديوانية فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: حُصُول رزق من جِهَة الْمُلُوك وَرُبمَا كَانَ رزقا ثَابتا فَإِن من الْعَادة تَقْرِير الأرزاق مِنْهُم وَإِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بالغرامة لِأَنَّهَا تُؤْخَذ على أَيْديهم وَحُصُول خُصُومَة وَقيل رُؤْيا الْوَزير إِذا كَانَ على هَيْئَة حَسَنَة فَإِنَّهُ مَحْمُود فِي حَقه وضد ذَلِك يصير بِخِلَاف ذَلِك (وَمن رأى) أَنه صَار وزيرا وَهُوَ منصف فَإِنَّهُ زِيَادَة عز وَشرف (وَمن رأى) أَن الْوَزير أعطَاهُ تَشْرِيفًا فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن فَهُوَ حُصُول خير وَدخُول الْوَزير أَو من يناظره يؤول بِحُصُول مُنكر وحزن الا أَن يكون مُعْتَادا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: انه يؤول على أَرْبَعَة أَشْيَاء مِنْهَا حُصُول الوزارة لمن كَانَ من أَهلهَا: إِذا رأى عينه صَارَت قمرا وَكَذَلِكَ إِذا رأى دجلة بَغْدَاد وَرَأى ملكا قد شدّ وَسطه أَو أعطَاهُ دَوَاة أَو رأى أحدا من الصَّحَابَة الْأَرْبَع توجه. فصل (وَمن رأى) أحدا من النواب فَإِنَّهُ عز ودولة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا النَّائِب على السُّلْطَان لِأَنَّهُ قَائِم مقَامه وَيُقَال فِي اللُّغَة الْعَامِل للنائب وَقيل رُؤْيا النَّائِب تدل على ثبات الْأُمُور لكَون تصحيفه كَذَلِك (وَمن رأى) أَن النَّائِب بقى سُلْطَانا فَإِنَّهُ ثبات لَهُ وَزِيَادَة أبهة وَخير عَظِيم بِخِلَاف مَا لَو رأى أَن السُّلْطَان صَار نَائِبا فتعبيره ضِدّه وتؤول النباتات من اشتقاق اسْم المدن كالشام من الطّيب وحلب من حلب الرزق وطرابلس من طريان مَا هُوَ مسر وحماة من الحما وصفد من الصَّفَا وَيُقَال غير ذَلِك والكرك من التحصين وَقيل كفؤ مَا يَحْتَاجهُ لاشتقاق الِاسْم بالتركي والقدس من التَّطْهِير وَالرَّحْمَة وغزة من الْغَزْو والبهنسا من بهاء سنة وَيُقَاس على ذَلِك بَقِيَّة النباتات وَتَعْبِيره كَمَا تقدم. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْحجاب) (وَمن رأى) جمَاعَة من الْحجاب أَو حاجبا وَاحِدًا فَلَا خير فِيهِ خُصُوصا إِن كَانَ عبوسا وَقيل رُؤْيا الْحَاجِب تدل على حجب شَيْء عَن الرَّائِي وَكَانَ بعض المعبرين يكره تَعْبِيره أَي تَعْبِير رُؤْيا الْحَاجِب من حَيْثُ الْجُمْلَة وَقيل من رأى أَنه صَار حاجبا وَكَانَ دون ذَلِك مِمَّن يَلِيق بِهِ فَلَا بَأْس قيل رُؤْيا الْحَاجِب حجب شَرّ (وَقَالَ أَبُو سعيد) الْوَاعِظ: الْعَزْل مَحْمُود لأرباب الْوَظَائِف وثبات فِي الْأُمُور وَقيل التَّوْلِيَة على وَجْهَيْن: لمن كَانَ مشكور السِّيرَة فِي منصبه خير ورفعة وَمن كَانَ مذموما يؤول لَهُ بِالْعَزْلِ وَقيل الْعَزْل أَمَانَة وعهد كَمَا ان الْعَهْد عزل. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْوُلَاة من رأى واليا فَإِنَّهُ غلو بِهِ وَإِن رَآهُ يفعل بِهِ مَا يكره فَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ ان فعل مَا يحب مَعَه فَإِنَّهُ لَا اعْتِبَار بِفعل الظَّالِم وَلَو كَانَ حسنا وَقيل رُؤْيا الْوَالِي مَا لم يكن فِيهَا مَا يُنكر فَلَا بَأْس بهَا لاشتقاق الِاسْم من الْولَايَة وَقيل من رأى الْوَالِي على هَيْئَة غير محمودة فتأويله هتكه فِي حق اللُّصُوص فصل فِي رُؤْيا جمَاعَة من الْحَاشِيَة) من رأى أحدا من أَصْحَاب الْوَظَائِف الدِّينِيَّة فَهُوَ خير وبركة ونعمة وَإِن كَانَ من أَصْحَاب الْوَظَائِف الديوانية فازدياد رزق وتجديد أَمر وَقيل شُرُوع فِي مُهِمّ وَإِن كَانَ من أَرْبَاب الْبيُوت فتعبيره قريب من شغله مِثَاله البابية نظافة وصلافة والشريدارية أَمَانَة ونظافة والفراشين ذهَاب غم وَأنس مَا لم يصدر مِنْهُم كنس فَإِن صدر فَلَيْسَ بمحمود وَسَيَأْتِي بَيَانه والركبدارية شجاعة وإقدام وَقيل وَكذب وَفَسَاد وفلسفة كَذَلِك خدام الاصطبل وَأما الهجانة فعلى وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة وَإِمَّا مُصِيبَة وَإِمَّا المبردارية والكلابزة فَلَا خير وَلَا خيرة وَقيل نَجَاسَة فِي الأثواب وَأما رُؤْيا الطُّيُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 644 فَيَأْتِي تَعْبِيره فِي بَابه وَأما رُؤْيا جمَاعَة المطبخ فكثرة كَلَام يَقع وتعب فِي طلب الرزق وَأما السقاؤون فديانة وتقي وخصب وَرُبمَا يعْمل عملا حسنا وَأما البوابون فَمن رأى أَنه بوابا وَلم يعاين الْبَاب فَإِنَّهُ تقضي حَوَائِجه خَاصَّة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب السَّادِس عشر) (فِي رُؤْيا الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان وَالصغَار والطواشية وَالْعَبِيد والخدم وَالْخُنْثَى) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الرِّجَال) من رأى رجلا مَعْرُوفا يصنع شَيْئا أَو يُعْطِيهِ شَيْئا فَإِنَّهُ هُوَ بِعَيْنِه أَو سميه أَو نَظِيره من النَّاس وَقيل من رأى رجلا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ خير وبركة وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب قدم أَو أَتَى خَبره أَو كِتَابه (وَمن رأى) شَيخا مَعْرُوفا وَقد جرى بَينهمَا كَلَام فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الْخَيْر وَالْبركَة لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: الْبركَة فِي الأكابر وَقيل: رُؤْيا الشَّيْخ الْمَعْرُوف إِذا خالط شَيْبه سَواد يكون أبلغ خُصُوصا إِذا كَانَ جسيما وَالشَّيْخ الْمَجْهُول هُوَ جد الانسان الَّذِي يجده فَكلما رأى فِيهِ من حشمة ووقار وَكَلَام يدل على خير وَيكون مُوَافقا لغَرَض الرَّائِي فَهُوَ أحسن وأخير وَجَمِيع مَا يجده يحصل وَيكون مُوَافقا للمقاصد جَمِيعًا وَإِن لم يبْق من سوَاده شَيْء فَهُوَ أَضْعَف وأهون (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: إِن رأى شَيخا أشرف فَهُوَ تمكنه من الْخَيْر وَقيل رُؤْيا الشَّيْخ تؤول على أَرْبَعَة أوجه: خير وبركة وَقَضَاء حَاجَة وَأمن (وَمن رأى) شَابًّا أَو كهلا حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ بِشَارَة وَحُصُول خير سَوَاء كَانَ مَعْرُوفا أَو مَجْهُولا وَقيل إِذا كَانَ الشَّاب مَجْهُولا وَهُوَ لَيْسَ بِحسن المنظر فَهُوَ عَدو واعذار (وَمن رأى) جمَاعَة مَشَايِخ أَو شباب فهم رَحْمَة خُصُوصا إِذا جرى مِنْهُم كَلَام الْبر (وَمن رأى) أَن أحدا مِنْهُم أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ أَجود خُصُوصا إِذا كَانَ صنف ذَلِك الشَّيْء محبوبا وَإِن رأى أَنه هُوَ العاطي فَإِنَّهُ جيد أَيْضا (وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وَهُوَ نَاقص فَإِنَّهُ كَانَ شَيخا فالنقص فِي جده وَإِن كَانَ شَابًّا فالنقص فِي عدوه. 4 - (فصل فِي رُؤْيا النِّسَاء) من رأى عجوزا فَهِيَ دنيا قد أَدْبَرت خُصُوصا إِذا كَانَ فِيهَا نقص فَهُوَ أشين وأقبح (وَمن رأى) أَنه يزاول عجوزا ويعطيها فَإِنَّهُ يكون طَالب الدُّنْيَا وبحثا عَلَيْهَا ويناله مِنْهَا بِقدر مؤاتاته والعجوز المجهولة أقوى من الْعَجُوز الْمَعْرُوفَة فَإِن كَانَت ذَات هَيْئَة حَسَنَة وشيمة طَاهِرَة على هَيْئَة أهل التقى كَانَت دنيا حَرَامًا أَو مَكْرُوها فِي الدّين فَإِن كَانَت شعثاء مقشعرة قبيحة المنظر سَيِّئَة فَلَا دين وَلَا ديانَة وَلَا زين (وَمن رأى) امْرَأَة حَسَنَة وَهُوَ يكلمها أَو يخالطها أَو يضاحكها أَو يلاعبها أَو دخلت عَلَيْهِ فِي بَيته فانها سنة مخصبة وَخير وسرور وَإِن كَانَ فَقِيرا يحصل لَهُ مَال ورزق وَإِن كَانَ مسجونا فرج الله عَنهُ (وَمن رأى) امْرَأَة تَأمر النَّاس وتنهاهم فِي الله فَهُوَ صَالح فِي الدّين خُصُوصا ان كَانَ الْأَمر للرائي (وَمن رأى) نسْوَة ذَات عدد نقلن إِلَى مَكَان فانهن عُمَّال يقدمُونَ على أهل ذَلِك الْبَلَد. (وَمن رأى) امْرَأَة تنازعه وَحصل مِنْهَا اشمئزاز ونفور بَالغ فانها زَوَال نعْمَة وَقيل ان كَانَت ذَات منصب فانها زَوَاله وتفرق أمره وَحكمه ثمَّ يعود كَمَا كَانَ وتنتظم أَحْوَاله وَقيل: من رأى امْرَأَة مَا رَآهَا قطّ وَهِي شعثاء لَا بُد يذهب مِنْهُ شَيْء فَإِن كَانَت حَسَنَة يجده بعد ذَلِك وَقيل: من رأى أَنه قبل امْرَأَة ذهب مِنْهُ شَيْء وَإِن وَطئهَا لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَن زَوجته مَعَ غَيره ذهب مَاله أَو جاهه وَلَا يكون حسنا فِي دينه وَقيل غنى وَدُنْيا وَاسِعَة (وَمن رأى) أَن زَوجته أَهْدَت إِلَيْهِ زوجا غَيرهَا أَو امْرَأَة فَهُوَ يفارقها أَو يخاصمها (وَمن رأى) أَن زَوجته تحمله فَإِنَّهُ حُصُول غنى وَخير يَأْتِيهِ وَقيل من رأى أَنه يحمل امْرَأَة حَسَنَة فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا فرج الله عَنهُ أَو مهموما فرج الله همه وغمه (وَمن رأى) امْرَأَة فاسقة أَو زَانِيَة فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَالدّين فَهُوَ خير وَزِيَادَة بركَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يكون قلَّة دين وارتكاب محارم وَحُصُول شرور وضرر (وَمن رأى) أَن زَوجته تَدْعُو رجلا فَإِن كَانَت حَامِلا تَأتي بِغُلَام وَإِن لم تكن حَامِلا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَخير (وَمن رأى) أَن امْرَأَة عقيمة حملت فَإِنَّهُ دَلِيل خير وَصَلَاح فِي الدُّنْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 645 وَالْآخِرَة (وَمن رأى) أَن زَوجته عَادَتْ عجوزا فَلَا خير فِيهِ وَإِن رأى أَن امْرَأَته زَادَت حسنا وجمالا فَهُوَ زِيَادَة فِي دينه ودنياه وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة. (وَمن رأى) أَن زَوجته صَارَت مرتكبة لأمر من الْفَوَاحِش أَو مَكْرُوه فانها تكون بضد ذَلِك (وَمن رأى) أَن زَوجته زاهدة عابدة فَإِنَّهُ خير وَلَا بَأْس بِهِ (وَمن رأى) أَن جمَاعَة من النسْوَة بمَكَان وَهن ينظرن إِلَيْهِ وَوَاحِدَة مِنْهُنَّ تَدعُوهُ إِلَيْهَا فَهُوَ بهتان عَلَيْهِ وَهُوَ مِنْهُ بَرِيء وَرُبمَا يحصل لَهُ غَرَضه فِيمَا بعد وَلَا يتَمَكَّن مِنْهُ عدوه (وَمن رأى) نسْوَة كَثِيرَة يختصمن فَإِنَّهُ حُدُوث أُمُور عَجِيبَة فِي الدُّنْيَا يحصل مِنْهَا لبَعض النَّاس تشويش وَإِن رآهن ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَقيل: رُؤْيا الْمَرْأَة من حَيْثُ الْجُمْلَة جيد خُصُوصا إِن كَانَت مقبلة عَلَيْهِ أَو بشوشة طَلْقَة الْوَجْه وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْمَرْأَة الجميلة مَال لَا بَقَاء لَهُ لِأَن الْجمال يتَغَيَّر وَإِن رأى كَأَن امْرَأَة شَابة أَقبلت عَلَيْهِ بوجهها أقبل أمره بعد الادبار وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة شَابة فَهِيَ عدوة لَهَا على أَيَّة حَالَة رأتها عَلَيْهَا ورؤيا الْمَرْأَة السمينة تؤول بخصب السّنة والمهزولة بجدوبتها وَلَا خير فِي رُؤْيا الْعَجُوز الا إِذا كَانَت متزينة مكشوفة. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الصّبيان والشبان) من رأى صَبيا حسنا بهي المنظر معتدل الْقد بشوشا مطاوعا فَإِنَّهُ حُصُول السرُور وبلوغ الْمَقَاصِد ونيل بِشَارَة بِمَا يسر الخاطر وَقَالَ آخَرُونَ: رُؤْيَاهُ تؤول بعدو وَإِن كَانَ قَبِيح المنظر فعدو لَا محَالة وَقيل غم وضيق صدر خُصُوصا ان كَانَ شعثا قَبِيح المنظر والملبس (وَمن رأى) صَبيا شَابًّا وَهُوَ مَعْرُوف وَرَأى فِيهِ مَا يسره فَهُوَ خير ونعمة وَإِن رأى فِيهِ مَا يشينه فضده وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَفِيهِ وَجْهَان: قيل عَدو أَو بِشَارَة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الشَّاب عَدو الرجل فَإِن كَانَ أَبيض فَهُوَ عَدو مَسْتُور وَإِن كَانَ أدهم فَهُوَ عَدو غَنِي وَإِن كَانَ أشقر فَهُوَ عَدو شيخ (وَمن رأى) أَنه يتبع شَابًّا فَإِنَّهُ يظفر بعدو (وَمن رأى) كَأَنَّهُ قد صَار شَابًّا فقد اخْتلف فِي تَأْوِيل رُؤْيَاهُ فَقيل إِنَّه يَتَجَدَّد لَهُ سروره وَقيل انه يظْهر فِي دينه اَوْ دُنْيَاهُ نقص عَظِيم وَقيل انه يَمُوت وَقيل يظْهر من بعض الأصدقاء عَدَاوَة على الْحِرْص والامل وَقد تقدم ذكر بعض شَيْء من ذَلِك وَمَا يُنَاسِبه فِي تَعْبِيره الْحِلْية والخلقة. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الصغار) من رأى أَنه قدم إِلَيْهِ صَغِير حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: ملك وَبشَارَة إِذا لم يحمل على الأذرع وَقيل: من رأى أَنه يحمل صَغِيرا فَهُوَ هم وحزن وَقيل: من رأى أَنه يحمل صَغِيرا فِي قماطه فَإِنَّهُ ينجو من هم وغم مَا لم يختبط الصَّغِير وَقيل: ان كَانَ خَائفًا يكون آمنا (وَمن رأى) أَنه مَحْمُول فِي قماط فيؤول على اربعة اوجه: ذهَاب مَال وسجن وَمرض وَذَهَاب عقل وَإِن رأى ذَلِك فَقير فَإِنَّهُ يعِيش إِلَى ارذل الْعُمر (وَمن رأى) صَغِيرا مَعْرُوفا يلهو فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رأى أَنه يتَعَلَّم مَا يحصل لَهُ نتيجة فضد ذَلِك (وَمن رأى) صَغِيرا من أَوْلَاد الأكابر وانه مسكه وَتوجه بِهِ إِلَى منزله فَإِنَّهُ حُصُول مَال ونعمة (وَمن رأى) أَن صَغِيرا ضَاعَ فَإِنَّهُ زَوَال هم وَقيل تكدر خاطر. 7 - (فصل فِي رُؤْيا صغَار الْبَنَات) من رأى صَغِيرَة حَسَنَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَقيل: من رأى أَنه يحمل صَغِيرَة فَهُوَ خير من يحمل صَغِيرا وَقيل: من رأى ذَلِك فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق وَإِن كَانَ مهموما فرج الله همه وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا أطلقهُ الله وَقيل: رُؤْيا الصَّغِيرَة مَا لم يكن فِيهَا مَا يُنكر فَهُوَ خير على كل حَال. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الطواشية) قَالَ ابْن سِيرِين: رُؤْيا الطواشية من أَي جنس كَانَ تدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح وَقيل ان الطواشية تعبر بِالْمَلَائِكَةِ أَو بالصلاح (وَمن رأى) أَن طواشيا أخبر بِأَمْر فَرُبمَا يكون ذَلِك الامر بِعَيْنِه من خير أَو شَرّ (وَمن رأى) طواشيا دخل عَلَيْهِ وَهُوَ فِي هَيْئَة حَسَنَة فيؤول على وَجْهَيْن: حُصُول رزق وَأمن وَإِن كَانَ فِي هَيْئَة قبيحة أَو بِيَدِهِ مَا يُنكر فَرُبمَا يكون دَعْوَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 646 إِلَى حَاكم وَإِن رَآهُ يَدعُوهُ إِلَى أَمر معِين فتأويله على معنى ذَلِك الْأَمر (وَمن رأى) إنْسَانا مَعْرُوفا صَار طواشياً فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: صَلَاح وَعبادَة وَعلم وَحِكْمَة وَإِن كَانَ فِي حَرْب فحصول مذلة وَغلب (وَمن رأى) أَنه صحب طواشيا فَإِنَّهُ يصحب أحدا من طلاب الْآخِرَة وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الطواشية تؤول على رُؤْيا انسان لَيْسَ لَهُ مَعْقُول. 9 - (فصل فِي رُؤْيا العبيد) كل من كَانَ فِي الرّقّ فَإِنَّهُ عبد سَوَاء كَانَ أَبيض أَو اسود (فَمن رأى) أَنه اعْتِقْ عَبده يدل على موت العَبْد أَو حُصُول خير للْمُعْتق (وَمن رأى) أَن عَبده بلغ فَإِنَّهُ يعْتق (وَمن رأى) أَن عَبده لطمه فَإِنَّهُ يعْتق أَيْضا (وَمن رأى) أَنه يكلم العبيد اَوْ يخالطهم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله (وَمن رأى) أَنه اشْترى غُلَاما أصَاب خيرا وَقيل هم وحزن وَالْبيع احسن من الشِّرَاء (وَمن رأى) أَنه صَار عبدا يُبَاع فَلَا خير فِيهِ وَقيل فقر ومذلة وَإِن كَانَ فِي محاكمة فَإِن عدوه يظفر عَلَيْهِ. 10 - (فصل فِي رُؤْيا الخدم وهم الْجوَار) فَمن رأى جمَاعَة من الْجوَار فَهُوَ خير ونعمة خُصُوصا إِن كَانَ هُوَ مالكهن وَإِن رآهن عرايا وفيهن مَا ينقصهن فَلَيْسَ بمحمود وَقيل رُؤْيا الْجَارِيَة الْحَسَنَة سنة مخصبة (وَمن رأى) أَنه اشْترى جَارِيَة بَيْضَاء فَإِن تِجَارَته تربح ويلقى خيرا (وَمن رأى) أَنه اشْترى جَارِيَة صفراء فَإِنَّهُ تتعذر عَلَيْهِ حَاجته وَقيل مرض (وَمن رأى) أَنه اشْترى جَارِيَة سَوْدَاء فَإِنَّهُ نجاة من هم وغم (وَمن رأى) أَنه يَبِيع جَارِيَة من أَي جنس كَانَ فَإِنَّهُ فقر وحاجة أَو بيع دَاره أَو آنِية من أواني الْبَيْت (وَمن رأى) أَن جَارِيَة صَبِيحَة الْوَجْه تَأتيه فَإِن يُصِيب خيرا وَإِن كَانَ لَهُ رزق عِنْد السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يَأْخُذهُ وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ بِخَير وَإِن كَانَت قبيحة المنظر أَتَاهُ مَا يكره (وَمن رأى) جَارِيَة تطرح نَفسهَا على النَّاس سِفَاحًا فانها تكون فتْنَة تموج فِي ذَلِك الْمَكَان واما الْعتْق وَالْبُلُوغ واللطمة فتأويلها فِي الْجوَار نَظِير مَا تقدم فِي العبيد وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْجَارِيَة المجهولة المتزينة الْمسلمَة تؤول بِسَمَاع خبر سَار وَالْجَارِيَة العبوسة خبر غير جيد والمهزولة اصابة هم وفقر والعريانة خسارة. 1 - (فصل فِي رُؤْيا الْخُنْثَى) من رأى خُنْثَى أَو أَنه صَار بِنَفسِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِخَمْسَة أوجه: عدم الْجِمَاع وَالْغسْل وَتَأْخِير مَنْزِلَته وَضعف قوته وحنو وشفقته (من رأى) خنوثة على الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يتَصَوَّر لَهُ وَيكون بِخِلَافِهِ وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب السَّابِع عشر) (فِي رُؤْيا الظلمَة والأعوان والمرجفين والجلادة والسجانة والضوية وَمَا يُنَاسب ذَلِك) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الظلمَة) من رأى ظَالِما مَعْرُوفا يفعل أمرا لَيْسَ بزين فَإِنَّهُ يدل على اضراره فِي ظلمه وَإِن فعل مَا يستحسنه النَّاس فَإِنَّهُ يرجع عَن ذَلِك وَقَالَ بَعضهم: يعبر بالضد (وَمن رأى) ظَالِما حسنت سيرته فَهُوَ عَزله عَمَّا هُوَ فِيهِ (وَإِن رأى) أَن ظلمه زَاد تعديه إِلَى أَن بلغ زِيَادَة الْمبلغ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أَمر وَيكون على شرف النوال (وَإِن رأى) أَنه ظَالِم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: ظلم النَّفس وظلم الْغَيْر وقصور الهمة عَن الْمصَالح (وَمن رأى) أَنه ظلم أحدا بِعَيْنِه فَإِنَّهُ حُصُول ظفر للمظلوم وَكَذَلِكَ إِذا رأى أحدا ظلمه لقَوْله تَعَالَى: {أذن للَّذين يُقَاتلُون بِأَنَّهُم ظلمُوا وَإِن الله على نَصرهم لقدير} (وَمن رأى) أَنه يسْأَل فِي ازالة ظلم يدل على أَنه مظلوم وَقيل: من رأى أَن الْملك ظلمه فَإِنَّهُ يحْتَاج اليه فِيمَا يَلِيق بِهِ (وَمن رأى) أَنه حصل مِنْهُم ظلم فِي حق أحد من الْأَعْيَان فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُم ضَرَر ومصيبة وَقَالَ جَابر المغربي: (وَمن رأى) أَنه ظلم أحدا مِمَّن هُوَ دونه فَإِنَّهُ يكون مَظْلُوما (وَإِن رأى) أَنه مظلوم من أحد مِنْهُم فضد ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 647 (وَمن رأى) أَنه ظلم من سَيّده فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة وَرُبمَا يعْتق وَإِن رأى أَنه هُوَ الظَّالِم فحصول هم وغم وندامة وَإِن كَانَ الْمَظْلُوم من رفقته فحصول مضرَّة من سَيّده ومشقة وَقَالَ بعض المعبرين: اني أكره فِي الْمَنَام رُؤْيا الظَّالِم الْمَشْهُور بالظلم والظلمة وَلَو تواطأ الْمَنَام على أَي وَجه كَانَ. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الأعوان) (وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وعرفه عَن أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ للْحَاكِم فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا دلّ على انْقِضَاء أَجله وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم فِي أَمر أَو نازعه فحصول حذر شَدِيد (وَمن رأى) أَنه أبذى بِلِسَانِهِ على أحد مِنْهُم بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يقهر فِي أمره (وَمن رأى) من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر وخديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ (وَمن رأى) أَنه صَار من الأعوان أَو أحدا من بَيته فحصول مَنْفَعَة (وَمن رأى) عوانيا مَشْهُورا بالأذى فعلى وَجْهَيْن: قيل حُصُول غَرَامَة أَو انتقام عَدو. 5 - (فصل فِي رُؤْيا البرددارية وَالرسل والنقباء) قيل: رُؤْيا البرددارية تؤول بِقَضَاء الْحَاجة وَعز وجاه وَقَالَ جَابر المغربي: (من رأى) أَنه برددارا عِنْد ملك عَادل فَإِنَّهُ حُصُول خير وَصَلَاح ويرزق رزقا حَلَالا وَإِن كَانَ الْملك بِخِلَاف ذَلِك فحصول مَال حرَام واشتغال بِالْفَسَادِ وَإِن رأى أَي حَاكم كَانَ فتعبير أفعالهم وأقوالهم كَمَا تقدم فِي الأعوان وَقيل رُؤْيا البرددار تدل على حل أُمُور معقدة وَأما رُؤْيا النَّقِيب فحصول عَطاء من أحد (وَمن رأى) رَسُولا جَاءَ من مَكَان على هَيْئَة حَسَنَة فَلَا بَأْس بِهِ وَأما بَقِيَّة المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الَّذين يأْتونَ بِأَمْر شنيع فيؤول ذَلِك على وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة وَخير أَو هم ومصيبة. 6 - (فصل فِي رُؤْيا السجانة والجلادة والضوية) أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق واما الجلادة فرؤياهم تدل على حُصُول المُرَاد سَرِيعا وَأما الضوية فتؤول على أَرْبَعَة أوجه: حكم وَحج وسفر وشروع فِي أَمر وَإِن رأى الضرابين بالأسواط الْفَاحِشَة كالمقارع وَنَحْوه يعده أحد بوعد ويكذب. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الخفراء وأرباب الْإِدْرَاك والحراس) إِن رأى خفيرا فَإِنَّهُ خفارة خُصُوصا ان طَاف عَلَيْهِ وَقل مُطَالبَة (وَمن رأى) صَاحب دَرك فنظيره دَرك وَقيل احتواء على أَمر مَفْهُوم وَإِن رأى حارسا فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ وَقيل رُؤْيا ذَلِك جَمِيعه إِذا كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر فَهُوَ جيد وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّامِن عشر) (فِي رُؤْيا السنين والأعياد وَالْأَشْهر والفصول وَالْأَيَّام وَالْجمع والساعات) 3 - (فصل فِي رُؤْيا السنين) (من رأى) رَأس السّنة وَرَأى فِي ذَلِك مَا يدل على الْخَيْر فَتكون تِلْكَ السّنة عَلَيْهِ مباركة وَإِن رأى ضد ذَلِك فضده (وَمن رأى) من يُخبرهُ عَن أَمر لمُدَّة من السنين فَإِن كَانَ مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة فَرُبمَا يكون الْأَمر بِعَيْنِه فِي الْمدَّة الْمَذْكُورَة وَرُبمَا تدل السّنة على الشَّهْر أَو على الْجُمُعَة أَو على الْيَوْم وَرجح بَعضهم ان السّنة تعبر بالشهود لما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 648 ورد فِي الحَدِيث الْمَشْهُور وَقيل بالمدة وَقَالَ بَعضهم: السّنة تؤول على خَمْسَة أوجه: بِالْمَرْأَةِ وبالسنة وبالبقرة وبالرهبانية وبالخصب والجدب. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الأعياد) إِن رأى عيد الْأُضْحِية فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته لرجل عَالم الْأَسْبَاب الْخَيْر وَحُصُول مَنْفَعَة دينية مِنْهُ وَقَالَ الْكرْمَانِي: (وَمن رأى) عيدا من الأعياد وَالنَّاس ظاهرون من الْمَدِينَة فتأويله على سِتَّة أوجه: عز وَفَرح وَشرف واطلاق من سجن وتوبة وثواب (وَمن رأى) عيدا وَلم يكن عيدا على الْحَقِيقَة فَإِن كَانَ من أهل الْعِزّ والشرف فنقص فِي منصبه وَإِن لم يكن ذَا عز فوقوف حَال فِي معيشته وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى عيد الْأَضْحَى فَإِن كَانَ فِي أَوَانه فَإِنَّهُ يصاحب من يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة وَقيل يبلغ مُرَاده بِمَشَقَّة وتعب وَأما رُؤْيا الْأُضْحِية فقد تقدّمت فِي بَابهَا (وَمن رأى) عيدا مِمَّا يَعْتَقِدهُ أهل الذِّمَّة فحصول خوف من أعدائه (وَمن رأى) عيد عَاشُورَاء فحصول زَاد. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَشْهر) من رأى شهر محرم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: وقار وَحج واظهار وسرور وَأما صفر فيؤول على وَجْهَيْن: غم وهم وَولَايَة وَأما ربيع الأول فعلى ثَلَاثَة أوجه: فَرح وسرور وَخير ونعمة وَظُهُور تهاني وَذُو صَدَقَة وَأما ربيع الاخر فَفِيهِ وَجْهَان: خُرُوج من ضيق إِلَى سَعَة وازدياد فِي الارزاق وَأما جُمَادَى الأولى فعلى ثَلَاثَة أوجه: برد وجمد وراحة من تَعب وتعطيل سفر وَأما شهر جُمَادَى الاخر فنظيره وَقيل حُصُول بركَة وتوبة وَأما رَجَب فعلى أَرْبَعَة أوجه: إخماد فتْنَة وَتَحْرِيم قوى وانصباب بركَة وَخير وَأما شهر شعْبَان فتشعب رَحْمَة وَأما شهر رَمَضَان فَفِيهِ سِتَّة أوجه: تَوْبَة الله تَعَالَى على عبَادَة وكف عَن الْمعاصِي وَحُصُول خير واحياء سنة وَكَثْرَة رزق وَأما شَوَّال فَفِيهِ وَجْهَان: شُرُوع فِي أَمر وافتتاح سفر وَقيل ارْتِكَاب أُمُور صعبة وَأما ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة فيؤولان على ثَلَاثَة أوجه: حج وسلوك أَمر وَحُصُول رزق وَمَنْفَعَة. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْفُصُول الْأَرْبَعَة) أما فصل الرّبيع فيؤول على سَبْعَة أوجه: استقامة فِي الْبدن وازدياد فِي الرزق وَطيب عَيْش وَحُصُول مُرَاد ونزهة خاطر وَصِحَّة مَنَام وتجديد سفر وَقيل: فصل الرّبيع يؤول بِالْملكِ والهواء الْغَيْر المعتدل يَعْنِي حارا وباردا فِي وَقت وَاحِد بِحَيْثُ يحصل من ذَلِك ضَرَر فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مضرَّة من الْملك لأهل ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ هَوَاهُ معتدلا والآفاق منورة فتعبيره بِخِلَافِهِ ورؤيا فصل الرّبيع فِي أَوَانه خير من غير أَوَانه وَأما فصل الصَّيف فَإِنَّهُ يدل على النِّعْمَة وَالْبركَة ورجاء الْمُؤْنَة واكتساب الارزاق وَإِن كَانَ من التُّجَّار فَإِنَّهُ يكثر السّفر وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيَاهُ تؤول بِالْملكِ فاذا كَانَ فِي اوانه والأفق منورا والأثمار مدركة فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والجاه وَحُصُول المُرَاد وَالْقُوَّة والاحسان من الْملك إِلَى الْعَامَّة (وَمن رأى) بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَأما فصل الخريف فيؤول على أَرْبَعَة أوجه: تغير احوال وَضعف وسقم وانتهاء أُمُور وَذَهَاب نزهة (قَالَ الْكرْمَانِي) : يُؤْخَذ من معنى تَعْبِير مَا تقدم فِي فصل الرّبيع وَأما فصل الشتَاء فحصول رَحْمَة وَقيل الشتَاء يؤول بِالْملكِ فَإِن كَانَ برده شَدِيد فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة من ذَلِك وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْجمع وَالْأَيَّام والساعات) أما الْجمع فانها تؤول بِالسِّنِينَ أَو الْأَشْهر كَمَا تقدم فِي معنى الحَدِيث وَقيل زَوْجَة حَسَنَة وَقيل اجْتِمَاع جمَاعَة على الْخَيْر وتقوى الله وَكَفَّارَة الذُّنُوب وَأما الْأَيَّام (قَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : أحسن مَا يرى فِي الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَكلما يرى الانسان الْيَوْم صافيا نيرا فَهُوَ حسن فِي حَقه وجيد حَسْبَمَا يكون ضوءه ونوره (وَمن رأى) يَوْم السبت وَظن أَنه الْجُمُعَة فَإِنَّهُ يشْتَغل وَهُوَ يعْتَقد أَنه خير والامر بِخِلَافِهِ وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649 يدل على محبته للْيَهُود (وَمن رأى) يَوْم الاحد واعتقد أَنه يَوْم الْجُمُعَة يكون مصاحبا لِلنَّصَارَى وَقيل رُؤْيا الْجُمُعَة على حَقِيقَتهَا خير ونعمة ورؤيا السبت توقف عَن أَمر ورؤيا الْأَحَد ابْتِدَاء أَمر ورؤيا الِاثْنَيْنِ سعي فِي أَمر وحصوله ورؤيا الثُّلَاثَاء رَاحَة من بعد تَعب ورؤيا الْأَرْبَعَاء ثبات اسْتِقْرَار وَقيل غيظ وَحصر ورؤيا يَوْم الْخَمِيس خير وبركة وَقيل رُؤْيا يَوْم الثُّلَاثَاء إِذا اعْتقد أَنه الْجُمُعَة يكون مصاحبا لأهل الْفساد وَإِن رأى يَوْم الْأَرْبَعَاء كَذَلِك يكون محبا لأهل الْبِدْعَة (وَمن رأى) يَوْمًا من الْأَيَّام وَمَا عرف مَا هُوَ فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يعد الايام فَإِنَّهُ يدل على محاسبة أحد وَقيل عد الايام يؤول على خَمْسَة أوجه: منصب وَأُجْرَة وحساب وَخير ونعمة وسفر وَقيل: من رأى يَوْمًا تغير وَهُوَ متعجب من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على تغير أَحْوَاله وَأما اللَّيْل وَالنَّهَار وَالْحر وَالْبرد فقد تقدم تَعْبِيره فِي فَصله فِي الْبَاب الثَّالِث. 8 - (فصل فِي رُؤْيا السَّاعَات) (وَمن رأى) الصُّبْح وَهُوَ مضيء ونير يحصل لأهل ذَلِك الْمَكَان أَمن وَخير وراحة وَإِن رأى بعد الصُّبْح أَو فِي وقته ظلمَة فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ جَابر المغربي) : كَذَلِك وَرُبمَا يكون زِيَادَة رزق إِذا كَانَ مضيئا (وَمن رأى) وَقت الصُّبْح محمرا فَإِنَّهُ حُصُول ضعف لأهل ذَلِك الْمَكَان وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا فلق الصُّبْح تؤول بِالدّينِ وَالْخَيْر وَالصَّلَاح وَالْقُوَّة (وَمن رأى) السَّاعَة الثَّانِيَة من النَّهَار فانها تؤول على وَجْهَيْن خير وبركة أَو تهاون فِي أَمر وَقَالَ بعض العبرين: رُؤْيا السَّاعَات تؤول بِالسِّنِينَ وَقيل بالشهر وَابْتِدَاء سَاعَات النَّهَار إِذا كَانَ فِي تساويه مَعَ اللَّيْل وَهُوَ اثْنَتَا عشرَة سَاعَة فَتكون السَّاعَة الاولى بمَكَان شهر الله الْمحرم وَالثَّانيَِة بمَكَان صفر وَالثَّالِثَة بمَكَان ربيع الاول وَالرَّابِعَة بمَكَان ربيع الثَّانِي وَالْخَامِسَة بمَكَان جُمَادَى الاولى وَالسَّادِسَة بمَكَان جُمَادَى الْآخِرَة وَالسَّابِعَة بمَكَان رَجَب وَالثَّامِنَة بمَكَان شعْبَان والتاسعة بمَكَان رَمَضَان والعاشرة بمَكَان شَوَّال والحادية عشرَة بمَكَان ذِي الْقعدَة وَالثَّانيَِة عشرَة بمَكَان ذِي الْحجَّة (وَمن رأى) أَنه مضى من هَذِه السَّاعَات شَيْء أول من أشهر السّنة وانتظاره مَا هُوَ طَالبه من خير وَشر وَإِذا رأى وقتا مَعْلُوما مثل الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء مَا لم يصدر فعل من الْأَفْعَال الْمُقدم ذكرهَا فتحسب على قدر ساعاتها وَيكون التَّأْوِيل على حكمهَا (وَمن رأى) سَاعَة من سَاعَات اللَّيْل فيؤول على وَجْهَيْن: وَجه ان حكمهَا يكون نصف شهر وَوجه لَا حكم لَهَا لقَوْله تَعَالَى: {فمحونا آيَة اللَّيْل} وَقَالَ بعض المعبرين: لَا تَعْبِير لساعات اللَّيْل الا كَمَا تقدم فِي الفهرست من اعْتِبَار الْوَقْت وَمَا مضى مِنْهُ واما تَحْرِير سَاعَته وَحكم تعبيرها فسقوط أصلا وَفِي ذَلِك مباحثة كَثِيرَة وَاخْتِلَاف بَين المعبرين وَقد تقدم تَعْبِير اللَّيْل وَالنَّهَار وَالْحر وَالْبرد فِي بَابه وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب التَّاسِع عشر) (فِي رُؤْيا شعر الانسان وأعضائه وَكَلَام الألسن واللحية وَمَا يُنَاسب ذَلِك) قَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام: وَإِن رأى شعره طَال طولا زَائِدا فَإِنَّهُ هم وغم وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك يكون زِينَة وَزِيَادَة بهاء وَقيل رُؤْيا الشّعْر لمن يكون متلبسا بزِي الْفُقَرَاء فَلَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَنه حلق رَأسه فِي أَيَّام الْحَج فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين وَكَفَّارَة للذنوب وَإِن كَانَ فِي الْأَشْهر الْحرم أَو فِي بَعْضهَا فَإِنَّهُ قَضَاء دين وَزَوَال هم وغم وَقيل: (إِن رأى) ذَلِك ذُو منصب فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على موت زَوجهَا أَو أحد محارمها وَإِن رَأَتْ أَن شعرهَا قطع أَو بعضه فَإِنَّهُ يدل على مخاصمة مَعَ زَوجهَا وَقيل حُصُول مُصِيبَة وَإِن رَأَتْ ان شعرهَا جَمِيعه صَار أَبيض فَإِنَّهُ يدل على ان زَوجهَا رجل فَاسق على غير الطَّرِيقَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الشّعْر يؤول على سِتَّة أوجه: للْملك بالعسكر وللمرأة بالعز والبهاء وللرعية بالهم وَالْغَم وللفقراء الْعباد بِزِيَادَة الْعِبَادَة وَقيل بِالْحَجِّ (وَمن رأى) أَن سباليه قد طالا فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: عز وَولد ورؤيا الحاجبين إِذا طالا مَال زِينَة وَقيل طول عمر (وَإِن كَانَ) شعر بدنه قد طَال فَإِن كَانَ ذَا وجاهة فَزِيَادَة فِي مَاله وأبهة فِي جاهه (وَإِن رأى) ذَلِك فَقير فعسر وضيق وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ان شعرهَا حلق أَو قلع دون أَصله فَإِنَّهُ دَلِيل على هتكها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 650 (وَمن رأى) أَن شعره قد شَاب فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي دينه وَقيل نقص فِي مَاله (وَمن رأى) أَن شعر رَأسه قد سقط من غير فعل فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم من جِهَة الْأَبَوَيْنِ (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : شعر الرَّأْس مَال وَطول عمر وحسنة وَعز وَشرف (وَمن رأى) شعر رَأسه طَويلا متفرفا يدل على تفرق مَال رئيسه (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : أكره بَيَاض الشّعْر فِي الْمَنَام للشاب فَإِنَّهُ فقر (وَمن رأى) أَنه طَال شعره فَإِنَّهُ فقر وَدين وَرُبمَا يحبس (وَمن رأى) أَن لَيْسَ بِرَأْسِهِ شعر وَهُوَ أصلع يدل على زِيَادَة الْعَيْش (وَمن رأى) أَن لَيْسَ لَهُ شيبا الْآن وَقد نبت لَهُ ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ابنتان أَو لأحد من أَقَاربه وَإِن رأى ذَلِك وَهُوَ بمَكَان مُرْتَفع فَرُبمَا يكون عزا ودولة (وَمن رأى) أَنه أجلح فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَقيل هم وغم وحقارة (وَمن رأى) أَنه كَانَ أجلح أَو أَقرع وَقد نبت الشّعْر بِرَأْسِهِ فَيدل على زِيَادَة أبهة وعظمة وَحُصُول خير. (وَمن رأى) أَنه ينتف من شعره الَّذِي لَيْسَ بِوَاجِب نتفه فَإِنَّهُ يدل على اتلاف مَال وَإِن فعل ذَلِك غَيره فَيكون الاتلاف بِسَبَب الْفَاعِل (وَمن رأى) أَنه يسرح شعره يمشط فَإِنَّهُ عز ودولة (وَمن رأى) أَنه نبت لَهُ شعر فِي مَوضِع لَا ينْبت فِيهِ الشّعْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول دين ثمَّ يقدر الله تَعَالَى بوفائه (وَمن رأى) أَنه حلق شعر إبطه أَو عانته فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَقيل حلق الْإِبِط حُصُول مُرَاد (وَمن رأى) أَنه ينتف إبطه كَانَ أَجود وَإِن رأى أَن شعر إبطه قد طَال فَإِنَّهُ مَكْرُوه فِي الدّين وَإِن رأى أَن شعر عانته قد طَال فَهُوَ سُلْطَان أعجمي يُصِيبهُ لَيْسَ مَعَه دين وَقيل: طوله دناءة الْفرج وَفَسَاد (وَمن رأى) أَنه ينتف عانته فَإِنَّهُ يغرم مَالا أَو يبذره فِي غير مَحَله. (وَإِن رأى) أَنه أَزَال شَيْئا من ذَلِك بالنورة فَإِن كَانَ غَنِيا ذهب مَاله وسلطانه وَقيل يذهب مَاله فِي ابتياع عقار وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَفرج الله عَنهُ وَإِن أَزَال الْبَعْض وَترك الْبَاقِي فيزول من نعْمَته شَيْء ويتأخر شَيْء وَقيل عزه يَزُول وتستمر نعْمَته وَقيل إِن رأى أَنه حلق عانته بِالْمُوسَى فَهُوَ مَحْمُود وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك أَصَابَت من زَوجهَا خيرا (وَمن رأى) أَن شعره تجعد فحصول خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ فِي الرّقّ فَلَا خير فِيهِ (وَإِن رأى) ذَلِك عَالم فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن شعره كَانَ مجعدا ثمَّ انصلح فَإِن كَانَ عبدا عتق وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود وَقيل طول شعر الْإِبِط إِذا تجَاوز حَده يؤول بالأولاد (وَمن رأى) أَنه ينتف من صَدره أَو من قَفاهُ شعرًا فَإِن كَانَ عِنْده أَمَانَة يُؤَدِّيهَا لصَاحِبهَا وَقيل شعر الْعَانَة حُصُول ضَرَر وأمان (وَإِن رَأَتْ) الْمَرْأَة ذَلِك فَهُوَ مَحْمُود وَقيل ان رَأَتْ الْمَرْأَة أَنه قطع فَهُوَ حُصُول هم وغم وضرر (قَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا حلق الرَّأْس تؤول على خَمْسَة أوجه: حج وسفر وَعز وجاه وَأمن لقَوْله تَعَالَى: {مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ لَا تخافون} أما إِذا كَانَ من أهل الدولة فَلَيْسَ بمحمود الا أَن يكون من عَادَته حلق الرَّأْس فِي الْجُمُعَة مرَارًا فَلَيْسَ هُوَ رديئا وَقيل طول الشّعْر إِذا تجَاوز حَده ضعف عَن الْقيام بأَهْله وَقيل شقاوة وَقيل كَثْرَة أَطْفَال وَخَوف وهموم وَقَالَ بعض المعبرين: إِن رأى أَنه حلق رَأسه مَا لم يكن فِي حَرْب فَإِنَّهُ يسْتَغْنى ويقوى بعياله وَهُوَ مَحْمُود وَلَا بَأْس بِهِ فَإِن كَانَ فِي حَرْب فَلَيْسَ بجيد وَقيل ان كَانَ فِي الْأَشْهر الْحرم يكون كَفَّارَة للذنوب وَقَضَاء للديون وَزَوَال لهمومه وغمومه وَقيل موت أحد الْوَالِدين أَو كِلَاهُمَا وَقَالَ بعض المعبرين: ان رَأَتْ امْرَأَة ذَلِك فانها تكون آمِنَة فِي نَفسهَا وَرُبمَا لَا تَلد أبدا. (وَإِن رأى) أَن شَاربه حلق أَو حف فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن كَانَ مديونا قضى الله دينه وَنقص الشَّارِب على كل الْوُجُوه مَحْمُود وزيادته مَكْرُوهَة فَأَما نَقصه فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: عبَادَة وَاتِّبَاع سنة وَخُرُوج من هم وضيق وَزوج أَو يسر وَأما طوله فيؤول على أَرْبَعَة أوجه: شرب مُسكر حرَام وَمنع زَكَاة وانكار وَدِيعَة وهم وغم (وَمن رأى) أَن أحدا يجذبه بشاربه فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ بعض المعبرين: الْكَلَام فِي الشَّارِب سَوَاء كَانَ فِي الذَّم أَو الشُّكْر إِنَّمَا هُوَ الَّذِي فَوق الشّفة لَا من جانبيه وَأما طوله من الْجَانِبَيْنِ فِي حق ذَوي المنصب من أهل الشَّوْكَة فوقار وهيبة وَأما فِي حق غَيرهم فَلَيْسَ بمحمود (وَإِن رأى) أَن شَاربه أَبيض فَإِنَّهُ يَنْوِي أمرا ثمَّ ينبو عَنهُ (وَإِن رأى) صَغِيرا نبت شَاربه يدل على نشوه وَكبره (وَإِن رأى) أَن امْرَأَة نبت لَهَا شَارِب فانها تَلد غُلَاما وَإِن لم تكن حَامِلا أَو كَانَت عقيمة فانها لَا تَلد (وَإِن رأى) ذَلِك من هُوَ فِي الرزق مَا لم يكن فِيهِ عيب فَهُوَ ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا اللِّحْيَة) من رأى لحيته طَالَتْ فَوق قدرهَا فَذَلِك هم وغم وَقيل دين ونادمة وخفة وَقلة عقل أَو عدم تَدْبِير وبلاهة (وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 رأى) أَنه يجدب لحيته إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ قرب أَجله ونفاد عمره وَقيل نَدم وَحُصُول مُصِيبَة (وَمن رأى) بعض لحيته قلعت وَصَارَ مَكَانهَا نَاقِصا أَو رأى أَنه صَار أجرودا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي حَقه من جَمِيع الْوُجُوه (وَمن رأى) أَنه نقص من لحيته وَرَأى مِنْهَا نقصا غير شين فَإِن ذَلِك دَلِيل على نُقْصَان همه وغمه وَقَضَاء دينه (وَمن رأى) أَن لحيته حلقت فَفِيهِ وَجْهَان وَقَالَ بَعضهم يدل على أَنه ان كَانَ مَرِيضا بَرِيء وَإِن كَانَ مديونا قضى دينه وَإِن كَانَ مهموما ذهب همه وغمه وَقَالَ آخَرُونَ: ان رُؤْيا ذَلِك مَكْرُوهَة جدا (وَمن رأى) أَن أحدا قبض على لحيته من غير ايلام فَإِنَّهُ يكون منقادا لَهُ فِي جَمِيع أُمُوره وَذَلِكَ هُوَ الْمُتَصَرف فِي جَمِيع تعلقاته وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَنه يقرمط لحيته باسنانه فَإِنَّهُ يدل على البلادة وخسافة الْعقل وَإِن أدخلها فَمه من غير قرمطة يدل على أَنه ولوع وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَا يذم وَلَا يحمد. (وَمن رأى) لحيته تناثرت من الضعْف فَإِنَّهُ يدل على مَوته فَجْأَة (وَمن رأى) أَنه مشط لحيته وطيبها فَإِنَّهُ يدل على احداث تفكره فِي مصْلحَته وتباشر أُمُوره وَإِن رأى الْغَيْر فعل ذَلِك بِهِ فنظيره وَإِن فعل هُوَ بِالْغَيْر فَيكون هُوَ الفاكر وَأما حلق اللِّحْيَة فِي أَيَّام الْحَج أَو فِي الاشهر الْحرم فتعبيره كتعبير حلق الرَّأْس كَمَا تقدم (وَمن رأى) أَن لحيته قد شابت من ثَلَاث شَعرَات إِلَى غالبها فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي ابهته وَحُرْمَة ووقار وَإِن رأى انها صَارَت بَيْضَاء جدا فَإِنَّهُ ضعف فِي الْقُوَّة وَقلة حزمة ونقصان فِي المَال (وَمن رأى) أَن امْرَأَة نبت لَهَا لحية فانها تؤول على سَبْعَة أوجه: إِن كَانَت حَامِلا اتت بِولد ذكر وَإِن لم تكن حَامِلا لم تَلد أبدا وَإِن كَانَ لَهَا ولد يسود قومه وَإِن كَانَت أرملة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَت متزوجة فَإِنَّهَا تصير أرملة وهم وغم وهتك وفضيحة وَقيل جذب اللِّحْيَة يدل على حُصُول مِيرَاث. (وَمن رأى) أَنَّهَا شابت فَإِنَّهُ يرى مَا يكره وَقيل يقهر من رئيسه (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الشيب للشباب تؤول بقدوم غَائِب (وَمن رأى) أَنه ينتف شَيْبه فَإِنَّهُ يُخَالف السّنة ويستخف بِأَهْل الْخَيْر وَقيل إِن الشيب طول عمره لقَوْله: {ثمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا} (وَمن رأى) لحيته بَيْضَاء وفيهَا بعض قَلِيل من السوَاد فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: إِن كَانَ لَهُ غَائِب فَهُوَ مولع وَرُبمَا يقدم عَلَيْهِ ويأتيه ولد ذكر أَو طول حَيَاته (وَمن رأى) أَن شعره صَار نباتا من النباتات فَإِنَّهُ تغير حَال وَقيل فقر وذلة وَأما الخضاب فِي اللِّحْيَة فَإِنَّهُ يدل على خَفَاء الاعمال والطاعات وَستر الْفقر عَن النَّاس وَرُبمَا دلّ على التصنع والرياء إِذا خضب بِخِلَاف الْمُسلمين (وَمن رأى) أَنه خضب وَلم يعلق الخضاب فَإِنَّهُ يغطى من حَاله مَا يشْتَهر للنَّاس فَإِن علق الخضاب ستر الله الْعَيْب عَنهُ (وَمن رأى) أَنه يختضب بطين وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا لَا يكون التخضيب بِهِ فَإِنَّهُ يغطى حَاله بمحال بِحَيْثُ لَا يختفي على النَّاس أَو يُصِيبهُ مَكْرُوه وجزع لقَوْل النَّاس فَلَا تختضب بِغَيْر حناء وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : خضاب اصابع الرجل بِالْحِنَّاءِ يؤول بِكَثْرَة التَّسْبِيح وللمرأة يؤول بِإِحْسَان زَوجهَا اليها وَإِن رَأَتْ كَأَنَّهَا خضبت أصابعها لَا يظْهر حبها وَإِن رأى الرجل أَنه مخضوب خضابا شيناً فَإِنَّهُ كَثْرَة فِي معاشه (وَمن رأى) أَنه يَدَيْهِ مخضوبة بِالْحِنَّاءِ فَإِنَّهُ يظْهر حذاقة فِي صناعته ويطلع على ملكه النَّاس وَلَا خير فِي نقش الْيَدَيْنِ وَلَا بَأْس بِهِ للْمَرْأَة وَقيل رُؤْيا الشّعْر إِذا كَانَ فِي الْجَسَد وَطَالَ طولا زَائِدا حَتَّى فتله يدل على حُصُول مَال وافر من كسب وَإِن رَآهُ ابيض فَإِن طَعَامه قد سوس وَإِن رَآهُ تناثر فَإِنَّهُ ذهَاب مَال وَإِن رأى أَنه دهن شَيْئا من شعره سَوَاء فِي اللِّحْيَة أَو فِي الْجَسَد أَو فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ زِينَة مَا لم يسل فَإِن سَالَ فَهُوَ هم وغم وَقيل من دهن شَيْء لَهُ رَائِحَة فَذَلِك ثَنَاء حسن وَقيل من رأى أَنه بل شعر رَأسه أَو لحيته بِمَاء وَهُوَ سايل مَا لم يكن فعل ذَلِك وَاجِبا فَإِنَّهُ يطلع على غَيره أَو غَيره يطلع عَلَيْهِ. (وَمن رأى) أَنه تمشط فَسقط مِنْهُ قمل أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ ينْفق مَالا من مِيرَاث (وَإِن رأى) أَنه حلق مَا تَحت اللِّحْيَة أَو حلق قَفاهُ فَإِنَّهُ قَضَاء دين وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه نبت على لِسَانه شعر فَإِنَّهُ حِكْمَة وَبَيَان وَشعر وفظنة إِلَى أَن يخرج عَن الْحَد فَيَعُود إِلَى الْهم والحزن وَقيل ان الشّعْر من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال وَقَالَ بعض المعبرين: شعر الجفن والاذن والانف جيد مَا لم يتَجَاوَز الْحَد وَقَالَ أَيْضا: إِذا أَزَال الانسان الشّعْر من مَكَان يَقْتَضِي الازالة فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن أزاله من مَكَان يكون حسنا فِيهِ فَلَيْسَ بمحمود. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَعْضَاء كلهَا) أما الرَّأْس والدماغ فَهُوَ رَئِيس الانسان وَفِيه وُجُوه كَثِيرَة سَيَأْتِي بَيَانهَا قَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام: رُؤْيا الرَّأْس تدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652 على كَبِير قوم (وَمن رأى) أَن بِيَدِهِ رَأْسا مَقْطُوعًا يدل على أَن كَبِيرا يَأْخُذ بِيَدِهِ وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) رَأْسا مَقْطُوعًا وَكَانَ ذَا منصب وشوكة فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى اعظم مِمَّا فِيهِ أَو زِيَادَة فِي أبهة وَحِكْمَة وَإِن كَانَ من غير ذَلِك فحصول مَال من غير جِهَة امْرَأَة أَو عز وجاه (وَمن رأى) أَن رَأسه بَان مِنْهُ من غير ضرب عنق وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يُفَارق رئيسه أَو أبوية أَو معلميه (وَمن رأى) أَن عُنُقه ضرب وابان رَأسه مِنْهُ ان كَانَ غَنِيا نقص مَاله وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ عبدا عتق وَإِن كَانَ مديونا قضى الله دينه وَإِن كَانَ مغموما أَو مكروبا فرج الله غمه وكربه وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله وَإِن كَانَ مَرِيضا ومرضه لَا يُوجد لَهُ طب يدل على مَوته (وَمن رأى) أَن عُنُقه ضرب فِي مَلأ عَظِيم وَفِي ذَلِك مَا يدل على الشَّرّ وَحصل بِالضَّرْبِ ايلام فَإِنَّهُ يدل على ارتكابه معاصي عَظِيمَة وَرُبمَا كَانَ تكفيرا أَو مجازاة وَقد يدل رَأس الانسان على رَأس مَاله وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ قطع رَأس الْإِنْسَان على جراحته فِي الحلاقة أَو مُفَارقَته قلنسوته أَو عمَامَته أَو هدم غرفته أَو حل سقف دَاره وَإِن كَانَ فِي الرّقّ بيع. (وَمن رأى) رَأسه بِيَدِهِ وَهُوَ ينظر إِلَيْهَا فَإِن ذَلِك تَدْبِير فِي رَأس مَاله ومعيشته (وَمن رأى) أَنه ذهب رَأسه فَإِنَّهُ يمرض وَرُبمَا ذهب مَاله وَقيل من رأى عُنُقه ضرب فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا عَظِيما وَإِن عرف الَّذِي ضربه نَالَ مِنْهُ خيرا وَيكون الْخَيْر على يَده (وَمن رأى) أَن رَأسه رد إِلَى جسده يؤول على ثَلَاثَة أوجه: عود مَال ضائع أَو عوده إِلَى رئيسه أَو يرْزق الشَّهَادَة (وَمن رأى) أَنه يكلم رَأْسا أصَاب خيرا كثيرا وَقَالَ بعض المعبرين: إِن أصَاب رَأْسا فَإِنَّهُ يُصِيب من عشرَة دَرَاهِم إِلَى عشْرين ألفا (وَمن رأى) أَنه يحلق رَأْسا وَهُوَ يجْرِي أَمَامه فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي كسب المَال فَإِن لحقه فَإِنَّهُ يحصل لَهُ (وَمن رأى) رُؤُوس النَّاس مَقْطُوعَة فِي بلد أَو محلّة أَو بَيت أَو على بَاب فَإِن رُؤَسَاء النَّاس يأْتونَ ذَلِك الْموضع ويجتمعون فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مِنْهُم أَو يَأْخُذ شَيْئا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَمَال وَخير (وَمن رأى) عظم الرَّأْس أَو قطعه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من عُظَمَاء النَّاس (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل رَأْسا نيئا فَفِيهِ وَجْهَان: قيل حُصُول مَال أَو عتب من رَئِيس وَإِن كَانَ رَأسه مَعْرُوفا فَرُبمَا أَنه يَأْكُل من رَأس مَال صَاحب الرَّأْس. (وَمن رأى) رَأسه كَبِيرا فَإِنَّهُ زِيَادَة مَال وَإِن كَانَ رَئِيسا أَو ذَا منصب فَزِيَادَة فِي الابهة وَإِن كَانَ من غير ذَلِك فَخير على كل حَال (وَمن رأى) أَن رَأسه صغر فبعكس الْقَضِيَّة (وَمن رأى) أَنه صَار لَهُ راس يؤول على خَمْسَة أوجه: طول فِي الْعُمر وَحِكْمَة فِي اشْتِغَال ونتاج فِي الْأُمُور ومشاركة رَئِيس مصاحبة الأكابر وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه رَأسه شج أَو جرح أَو كسر أول على ثَلَاثَة أوجه: ولَايَة وَغلب وحدوث فِي المَال وَقيل يعبر ذَلِك فِي حق رئيسه كَمَا تقدم وَمن رأى أَن رَأسه سمن أَو ضخم فَإِنَّهُ يوفق لِلْخَيْرَاتِ (وَمن رأى) أَن فِي يَده رَأْسا فَسقط مِنْهُ أول على ثَلَاثَة أوجه: حُصُول مَال ووسع ولَايَة وَأمر يُنكر أَو رُبمَا يتعجب مِنْهُ (وَمن رأى) أَن فِي يَده رَأْسا غير شين وَهُوَ يكلمهُ فَإِنَّهُ يدل على الْعدْل والانصاف وَقيل الْحِكْمَة والمعرفة وَإِن رأى الرَّأْس وَبِه بشاعة أَو كَلمه بِمَا لَا يُنَاسب فتعبيره بِخِلَافِهِ (وَمن رأى) أَن رَأسه مقسوم فِي يَده فَإِنَّهُ يدل على موت أَبَوَيْهِ وَإِن التقيا يدل على مرضهم ثمَّ يعافيان (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى أَن رَأسه صَار كرأس الْفِيل فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة كَبِيرَة فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَهُوَ جيد (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الابل يدل على ارتكابه مَا لَا يجوز لَهُ وَرُبمَا دلّ على المسكنة والبلاهة والانقياد إِلَى من هُوَ دونه (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْفِيل يحصل لَهُ مَال ونعمة من جِهَة السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه (وَإِن رأى أَن رَأسه كرأس الْبَغْل أَو الْحمار فَإِنَّهُ حُصُول بخت جيد وَقيل انه يسابق إِمَامه فِي الصَّلَاة لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الحَدِيث الْمَشْهُور (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْبَقر فَإِنَّهُ حُصُول مذلة (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْغنم فَإِنَّهُ يكون الْغَالِب عَلَيْهِ الْجَهْل (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْأسد فَإِنَّهُ يسود فِي حكمه ويقهر أعدائه وَرُبمَا يكون حُصُول انتصاف (وَإِن رأى) أَن رَأسه كرأس الْخِنْزِير فَرُبمَا يكون ميله إِلَى الْكَفَرَة أَو أهل الْمعاصِي أَو الرَّفْض وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى رَأسه كرأس بَهِيمَة مِمَّا يجوز أكلهَا فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجوز أكلهَا فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا كبر الرَّأْس شرف وصغره ضِدّه (وَمن رأى) أَن رَأسه كَبرت يدل على التَّزْوِيج ان كَانَ عزبا وعَلى الْغنى إِن كَانَ فَقِيرا وَإِن كَانَ غَنِيا فكثرة أَوْلَاد وعَلى الظفر ان كَانَ مُحَاربًا (وَمن رأى) أَن رَأسه منكوس فَهُوَ خسارة مَعَ ذلة. (وَمن رأى) أَن رَأسه صَار قزازا فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه وَإِن صَار ذَهَبا أَو فضَّة يحصل لَهُ مَال من الْعِيَال وَإِن صَار رصاصا أَو قزديرا يكون فِي أمره مخاطرة وهلاك وَإِن صَار حديدا أَو حجرا فَإِنَّهُ يخْدم الأسافل وَإِن صَار خشبا يدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 653 على قرب أَجله وَإِن صَار فخارا من طين فَإِنَّهُ يدع فعل شَيْء من أَنْوَاع التهديد (وَمن رأى) أَن بِرَأْسِهِ شعاعا من نَار فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: حَظّ ومنصب وظلم وقهر وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الرَّأْس إِذا صَار كنوع من الْمَعَادِن والنبات فَإِنَّهُ كَانَ نَوعه محبوبا فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود قَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن رَأسه صَار كرأس الطُّيُور فَإِنَّهُ يدل على سَفَره وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا رُؤُوس الْحَيَوَان من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال ورياسة فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه يكون كسب مَال من وَجه حل وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجوز أكله يكون من وَجه حرَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الرَّأْس تدل على اثْنَي عشر وَجها: رَئِيس وكبير جمَاعَة وَأب وَأم وَإِمَام وأمير وعالم وَمَال وَولد وَغُلَام وَجَارِيَة وَامْرَأَة (وَمن رأى) أَنه أَدخل رَأس فِي تنور فَإِنَّهُ يصحب من لَيْسَ يحصل بِهِ فَائِدَة وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه أدخلها فِيمَا لَا يحب مثله فِي الْيَقَظَة فتعبير ضِدّه وَأما الآذان قَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام وَابْن سِيرِين والكرماني فِي رُؤْيا الآذان امْرَأَة الرجل أَو ابْنَته أَو أُخْته أَو خَالَته من النِّسَاء فَمن رأى فِيهَا حَادِثا أَو زِيَادَة فَإِنَّهُ يؤول فِي الْمَذْكُورين وَقيل إِن رأى أَنه قطع أُذُنه فَإِنَّهُ موت احداهن أَو مفارقتها (وَمن رأى) أَنه دخل فِي أُذُنه مَا لَا يُحِبهُ فِي الْيَقَظَة أَو حصل مِنْهُ مَا يشوش فَإِنَّهُ يسمع مَا لَا يرضاه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (من رأى) أَن آذانه زدن عَن الْحَد فيؤول فِي النسْوَة وَنَحْوهَا كَمَا تقدم وَإِن رأى أَنه أَصمّ فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد فِي دينه رُبمَا يكون لَهُ ميل إِلَى الْكفْر لقَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا لَو كُنَّا نسْمع أَو نعقل مَا كُنَّا فِي أَصْحَاب السعير} وَمن رأى أَنه ينظف أُذُنَيْهِ من الْوَسخ فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ أَو يسمع خَبرا سارا بِحَيْثُ يحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مَا أخرجه من أُذُنه فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَته (وَمن رأى) أَن أحدا وضع أصبعيه فِي أُذُنَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على من يغتاب عائلته وَإِن رأى أحدا أخرس أُذُنه فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن بأذنيه قرطا وَهُوَ الْحلق فَإِن كَانَ نَوعه مَحْمُودًا فِي الْيَقَظَة فجيد فِي حَقه من ذكر أَو أُنْثَى وَإِذا كَانَ لَيْسَ بمحمود فضده (وَمن رأى) آذَانا كَثِيرَة جدا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يسمع الْكَلَام وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعقله لقَوْله تَعَالَى: {وَلَهُم آذان لَا يسمعُونَ بهَا} وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الآذان تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: امْرَأَة سَوَاء كَانَت زَوجته أَو قريبته وَصَاحب صَدُوق ورفيق مُوَافق وَغُلَام مقبل وَمَال نَافِع وهم وغم وَفَرح وسرور وتوبة وَرُجُوع وَأما العينان فيؤولان بِالدّينِ وَغَيره فَمن رأى أَنه أعمى أَو انفقأت عَيناهُ فقد صد عَن الاسلام بِمَعْصِيَة كَبِيرَة أَتَاهَا لقَوْله تَعَالَى: {رب لم حشرتني أعمى} الْآيَة وَقيل انه يُصِيب رزقا وَاسِعًا وسعادة الدُّنْيَا لما قَالَه النَّاس فِي الْمثل السائر: لما سعد فلَان عمي وَقيل إِنَّه يفقد أَوْلَاده لأَنهم قُرَّة الْأَعْين لقَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين يَقُولُونَ رَبنَا هَب لنا من أَزوَاجنَا} الاية وَقيل انه يعمى عَن حجَّته وَطلب حَاجته قيل يكون قَلِيل الْمعرفَة لَا يدْرك الْأُمُور وَلَا يعرف مِقْدَار النَّاس (وَمن رأى) أَن عَيْنَيْهِ ابيضتا فَإِنَّهُ يدل على طول حزنه لقَوْله تَعَالَى: {وابيضت عَيناهُ من الْحزن} . (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْعين دين الرجل وبصيرته الَّتِي يبصر بهَا الْهدى من الضلال (وَمن رأى) أَن عَيْنَيْهِ عينا غَرِيب مَجْهُول فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب بَصَره وَإِن رأى أَن عَيْنَيْهِ صارتا معدنا من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَقيل هم وحزن وَرُبمَا يحصل لَهُ مَعْدن ينْتَفع بِهِ (وَمن رأى) أَن عَيناهُ طمستا فَإِنَّهُ يرجع عَن دين الْإِسْلَام إِلَى غَيره لقَوْله تَعَالَى: {وَمن كَانَ فِي هَذِه أعمى} الْآيَة وَقيل يحفظ الْقُرْآن وينساه وَإِن رأى أَنه كَانَ أعمى ثمَّ أبْصر فَإِنَّهُ يَهْتَدِي إِلَى الْحق وَقَالَ بَعضهم: تؤول هَذِه على سَبْعَة أوجه: حُصُول دين وَمَال وَأَوْلَاد ولقط وبصيرة وارشاد وشفاء من سقم (وَقَالَ بعض المعبرين) : رُؤْيَة الْأَعْمَى تدل على الغربة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: الْغَرِيب كالأعمى وَلَو كَانَ بَصيرًا وَإِن رأى أَنه أعمى وَقصد من يداويه فَإِنَّهُ يدل على مرتكب مَا لَا يحل وقصده الاقلاع عَن ذَلِك فَإِن وجد من يداويه وداواه فحصول مُرَاده وَإِلَّا فيرجى لَهُ التَّوْبَة وَكَذَلِكَ تَعْبِير عَيْني الْمَرْأَة وَيُرَاد فِيهِ الزَّوْج وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى حَادِثا فِي عينه فيؤول على الْأَوْلَاد فالعين الْيُمْنَى ذكر واليسرى أُنْثَى وَإِن رأى أَنه يَقُود أعمى فَإِنَّهُ يرشد ضَالًّا إِلَى الْحق. (وَمن رأى) أَنه أَعور الْعين فقد ذهب نصف دينه وَأصَاب إِثْمًا عَظِيما وَقيل انه ينْتَظر مَنْفَعَة من أَخِيه ويرجى لَهُ نموها وَرُبمَا إِنَّه يتَخَلَّص من الاثم وَقيل ان كَانَ لَهُ أَخ أَو ولد يَمُوت وَرُبمَا يذهب نصف مَاله وَقيل يذهب نصف عمره فيصلح مَا بَقِي وَقد يكون من أهل الْجنَّة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: من عدم إِحْدَى كريمتيه كَانَ جَزَاؤُهُ الْجنَّة كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي الحَدِيث الصَّحِيح وَقَالَ بعض المعبرين: إِنِّي لأكْره ذَلِك فِي الْمَنَام لِأَن إِبْلِيس كَانَ أَعور وَكَذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 654 الدَّجَّال (وَمن رأى) أَنه أُصِيب فِي عَيْنَيْهِ وَهُوَ ذُو يسر وَصَلَاح وَلَيْسَ لَهُ ولد وَلَا أَخ فَإِنَّهُ يصاب فِي مَاله الْعين وَقيل يمرض (وَمن رأى) أَن بِعَيْنيهِ رمدا فَإِنَّهُ يحدث فِي دينه فَسَاد ويشرف على الْهَلَاك فَإِن نقص الرمد كَانَ النَّقْص فِي ذَلِك وَإِن زَاد فَكَذَلِك وَقَالَ بَعضهم: يطلع النَّاس عَلَيْهِ أَمر يُنكرُونَ عَلَيْهِ فِيهِ وَلَيْسَ يضرّهُ ذَلِك فِيمَا بَينه وَبَين الله (وَمن رأى) أَن رمده نقص من بَصَره ظَاهرا وَبَاطنا فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي دينه بِقدر مَا ظهر (وَمن رأى) أَنه يداوي عَيْنَيْهِ فيؤول على خَمْسَة أوجه: صَلَاح فِي دينه وَزِيَادَة فِي مَاله وقرة عين وقدوم أَخ من سَفَره وَوُجُود ولد. (وَمن رأى) أَنه يكتحل وَكَانَ ضَمِيره فِي الْكحل أَن يتزين بِهِ يَأْتِي أمرا يحصل مِنْهُ زِينَة وَصَلَاح بِقدر ذَلِك وَقيل ان كَانَ عزبا يتَزَوَّج أَو فَقِيرا اسْتَفَادَ مَالا حسنا وَقيل من رأى أَنه اكتحل بالاثمد فَإِنَّهُ يجمع بَين امْرَأتَيْنِ (وَمن رأى) أَنه اكتحل بِمَا لَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يطْلب حَرَامًا من فرج أَو دبر (وَمن رأى) أَنه يكحل الصّبيان بِغَيْر الاثمد فَإِنَّهُ يدل على محنة بهم فليتق الله تَعَالَى (وَإِن رأى) بَصَره دون مَا يظنّ النَّاس أَو يرى كلالا أَو ضعفا وَلَيْسَ تعلم النَّاس بذلك فَإِنَّهُ تكون سَرِيرَته دون وعلانيته (وَمن رأى) بِعَيْنيهِ بَيَاضًا فَإِنَّهُ حزن وهم وَإِن رأى أَن بِعَيْنيهِ بَيَاضًا ثمَّ انجلى عَنهُ فَإِنَّهُ يكْشف أمرا مغطى عَلَيْهِ وَقيل فَرح وسرور وَقَالَ بعض المعبرين: (من رأى) بِعَيْنيهِ بَيَاضًا ثمَّ انجلتا فَإِنَّهُ يجْتَمع بغائب قد طَالَتْ غيبته أَو بِمن يعز عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مهموما أذهب الله همه وغمه لقَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير أَلْقَاهُ على وَجهه} الْآيَة (وَمن رأى) فِي جسده عيُونا كَثِيرَة فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي الدّين وَرُبمَا دلّ ذَلِك على نبت دماميل وَفتحهَا (وَمن رأى) أَن عينه الْوَاحِدَة دخلت فِي الْأُخْرَى فَإِن كَانَ لَهُ ولدا وَابْنَة فليحتفظ أَن يُمكن الْوَلَد من أُخْته فيفتضها (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل من عين فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَاله (وَمن رأى) أَن بِيَدِهِ عينا أَو عيُونا سَوَاء كن أعين آدَمِيّ أَو غَيره فَإِنَّهُ مَال على كل حَال وَأما الْجَبْهَة فَهِيَ زين الانسان وَدينه فَمن رأى فِيهَا حسنا وجمالا أَو مَا يحصل لَهُ نتيجة فتأويله فِي ذَلِك وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا دلّت الْجَبْهَة على الصَّلَاة وَالسُّجُود (وَمن رأى) فِي جَبهته جِرَاحَة أَو قرحَة أَو مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ نقر فِي صلَاته أَو لم يتم سُجُوده ويقابل بِكَلَام سمج. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) الْجَبْهَة قدر وجاه لانها مَوضِع السُّجُود وَرُبمَا دلّت على الْوَلَد وَمن رأى فِي جَبهته أثر السُّجُود فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة فِي دينه وتقواه وانتشاره بَين النَّاس وَقيل: (من رأى) أَنه أُصِيب بجبهته فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من رجل شغل مَا يكره وَرُبمَا يكون نقص مَاله (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَإِن رأى أَن جَبهته عرضت فَإِنَّهُ يدل على اتساع الْمَعيشَة وَزِيَادَة الْقدر والجاه وَإِن رأى أَن لون جَبهته مَا يكره نبته فَإِنَّهُ يصير مديونا فَإِن تغير لَوْنهَا بعد النبت أوفى ذَلِك الدُّيُون (وَمن رأى) خطا على جَبينه فَإِن كَانَ ملونا يدل على حُصُول ولد يحصل بِهِ مَنْفَعَة (وَمن رأى) على جَبهته آيه رَحْمَة تدل على حُصُول الْخَيْر ويرزق الشَّهَادَة وَإِن كَانَت آيَة عَذَاب فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : فِي رُؤْيا الْجَبْهَة تؤول على سِتَّة أوجه: جاه وَقدر وَعز وعلو منزلَة ومعيشة ورياسة وجود واما الحاجبان فَهِيَ وقاية الدّين (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى فيهمَا جمالا وحسنا كَانَ جيدا فِي دينه وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه واما الانف فَقَالَ دانيال هُوَ جاه ومنزلة وَعمر فَمن رأى فِيهِ زِيَادَة أَو نقصا فعائد على ذَلِك. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه يخرج من انفه مخاط فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من جليل الْقدر (وَمن رأى) أَنه خرج من أَنفه ذُبَابَة أَو مَا يشابه ذَلِك دلّ على أَنه يُولد لَهُ مَوْلُود (وَمن رأى) أَنه دخل أَنفه شَيْء من ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن بِأَنْفِهِ خرقا وَبِه مَا يجذب إِلَى اسفل فَإِنَّهُ يدل على تواضعه أَو حُصُول مَنْفَعَة من امْرَأَة وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ ذَلِك بمحمود إِذا كَانَ فِي رُؤْيَاهُ مَا يدل على الشَّرّ (وَمن رأى) أَن بِأَنْفِهِ زكاما فَإِن أُمُوره تَنْعَقِد وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم من أَنفه فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة ودولة (وَمن رأى) أَن جلد أَنفه تمزق أَو ذهب فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يَقُول الْمعبر جَاءَ من أنفي دم فَإِن ذَلِك حُصُول مَال وَإِن قَالَ خرج يكون ذهَاب مَال وَقد تقدم فِي الفهرست ان الَّذِي يقْصد تعبيرا يُرَاعِي اللَّفْظ فِيمَا يَقْصِدهُ كَذَلِك الْمعبر (وَمن رأى) أَنفه قطع فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه ختان لَهُ ولولده وانحطاط منزلَة وَمَوْت عَاجل ونازلة يكون بهَا فضيحة وَمَوْت ولد أَو زَوْجَة وَإِن رأى أَن وسخ الانف زَاد فَهُوَ مَكْرُوه لَهُ وَإِن رأى أَنه نظفه فَهُوَ ضِدّه وَإِن رأى أَنفه كَبِير ثمَّ صَغِير وتكبب فَإِنَّهُ فقر وحقارة وَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فَإِنَّهَا تسْقط وَإِن رأى أَن أَنفه وَقع فِي الأَرْض فَرُبمَا يَأْتِي لَهُ ابْنة وتزول حرمته وَإِن رأى أَنه يغسل أَنفه دلّ على أَن فِي بَيته من يخدع امْرَأَته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 655 (وَمن رأى) أَنه خرج من أَنفه حَيَوَان أَو طير فَإِنَّهُ يدل على أَنه ان كَانَ لَهُ دَابَّة تَلد (وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث) : (وَمن رأى) أَن أَنفه كبر فَإِنَّهُ يدل على الْمنزلَة وَزِيَادَة الشّرف (وَمن رأى) أَنه شم رَائِحَة طيبَة فَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فانها تَأتي بِولد سَار وَرُبمَا يكون فرجا من هم وغم وَإِن كَانَت الرَّائِحَة كريهة فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ جَابر المغربي) : (وَمن رأى) أَنه لَيْسَ لَهُ أنف فَإِنَّهُ يدل على موت أَقَاربه وَقيل لَا رحم لَهُ (وَمن رأى) أَن لَهُ أنفين فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين أهل بَيته عَدَاوَة. (وَأما الْوَجْه) فَإِنَّهُ سرُور الْإِنْسَان وشرفه وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْوَجْه يؤول بزينة ومعيشة فَمن رأى فِي وَجهه عَيْبا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه زَاد زِيَادَة تشين (وَمن رأى) أَن لون وَجهه صَار أَحْمَر مشرقا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم وَقيل يلد ابْنه لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا بشر أحدهم بِالْأُنْثَى ظلّ وَجهه مسودا} الْآيَة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا الْجَبْهَة وَالْوَجْه جَمِيعًا تدل على ثَلَاثَة أوجه مَال وَعز وَامْرَأَة حَسَنَة وجاه وقاصد الْإِنْسَان والصدغان ابنتان شريفتان مباركتان فمهما رأى فِي ذَلِك فَهُوَ مَنْسُوب لَهما (وَقَالَ الْكرْمَانِي) أَيْضا وَوَافَقَهُ السالمي: (وَمن رأى) وَجهه مشرقا مبيضا حسنا فَإِن ذَلِك بِشَارَة بِحسن حَاله وَصَلَاح دينه لقَوْله تَعَالَى: {وُجُوه يَوْمئِذٍ مسفرة ضاحكة} وَقيل: من رأى وَجهه مسودا فَإِنَّهُ رأى مزاح كَذَّاب لقَوْله تَعَالَى: {وَيَوْم الْقِيَامَة ترى الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة} وَإِن رأى بِوَجْهِهِ أَو وَجه أحد غَيره عَيْبا فَإِنَّهُ نازلة تحيط بِهِ أَو هم أَو غم. (وَإِن رأى) أَن أحدا عبس فِي وَجهه فَإِنَّهُ يرى مَا يكره وَإِن رأى أَنه عبس فِي وَجه غَيره فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ مَكْرُوه (وَمن رأى) أَنه سخم وَجهه لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِن زَوجهَا يَمُوت وَأما الشفتان فانهما مساعدان للرائي فَإِن الشّفة السُّفْلى أَزِيد من الْعليا فِي جَمِيع الْمعَانِي وَقيل الشّفة قرَابَة فالعليا رجال والسفلى نسَاء وَقيل من رأى أَنه شفته الْعليا انقلعت أَو انْقَطَعت فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة أَو مَال وَإِن رأى ذَلِك فِي السُّفْلى دلّ على موت زَوجته وَرُبمَا دلّ على الطَّلَاق (وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى شَفَتَيْه وقعتا فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة من جِهَة الْأَب وَالأُم وَقَالَ بَعضهم: يدل على أَنه غمار (وَمن رأى) أَن فِي شَفَتَيْه مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة دلّ على الْهم وَالْغَم (وَمن رأى) شَفَتَيْه ملتصقتان وَلَا يقدر على فتحهما دلّ على تعقد الْأُمُور وصعوبتها خُصُوصا إِن أَرَادَ الْكَلَام وَلم يسْتَطع وَتَكون الْمُصِيبَة أعظم وَقيل رُؤْيا الشامة للْمَرْأَة عز وجاه وللرجل زِيَادَة مَال (وَمن رأى) أَنه بل شَفَتَيْه بريق فَمه فَهُوَ حُصُول خُصُومَة بَين أَهله فَإِن لم يكن لَهُ أهل فَلَيْسَ بمحمود فِي حَقه (وَمن رأى) أَن شَفَتَيْه أَو إِحْدَاهمَا صَارَت معدنا أَو غَيره فَلَا خير فِيهِ خُصُوصا ان تجمدا وَإِن رأى أَن حمرتهما زَادَت فنفاذ أَمر وَإِن رآهما اصفرتا فَرُبمَا بِضعْف وَإِن اسودتا يحص لله هم وغم فِيمَن يرتجي مِنْهُ فَرحا وَإِن رأى أَن لونهما غير ذَلِك من الألوان فَلَيْسَ بمحمود واما الدق على الشّفة فَلَيْسَ بمحمود. (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الشفتين تؤول بالأولاد فالعليا مِنْهُم ذكر والسفلى أُنْثَى فَمَا رئي فيهمَا من زين وشين فيؤول على ذَلِك اما الْفَم فَهُوَ مِفْتَاح أَمر الرجل وخاتمته ومجرى أرزاقه وَطيب معيشته وَمحل قوته فَمن رأى أَنه أَدخل فِي فَمه مَا يحصل لَهُ الدَّوَاء بِهِ فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَإِن كَانَ مَا يحصل بِهِ الْغَدَاء فَهُوَ صَلَاح فِي دُنْيَاهُ وَإِن كَانَ مَا يحصل بِهِ كَرَاهِيَة من غير نفع فَهُوَ حُصُول هم وغم وَإِن كَانَ حلوا طيب الطّعْم والرائحة فَيدل على معيشة حَسَنَة (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَي فَمه ربط وطبق فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: موت وَمرض شَدِيد وغلوبة وخرس وَصمت (وَمن رأى) أَن فَمه أَعْوَج لَا يَسْتَطِيع رده وَلَا إِدْخَاله فَلَيْسَ بمحمود وَلَا غير فِيهِ (وَمن رأى) أَن فَمه قد اتَّسع فَإِنَّهُ مَحْمُود جدا وَإِن رَآهُ ضَاقَ فضده (وَمن رأى) أَن رَائِحَة فَمه طيبَة فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ كَلَام حسن (وَمن رأى) ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَن لحم فَمه يَتَنَاثَر فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وخسارة وَإِن رأى أَنه خرج من فَمه شَيْء يكون نَوعه محبوبا فَإِنَّهُ كَلَام الْبر وَقيل ثَنَاء حسن وَإِن رأى أَنه خرج مِنْهُ مَا يكره نَوعه فِي الْيَقَظَة فتعبيره ضِدّه. (وَمن رأى) أَن فَمه ختم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لم يعرف الْفَاعِل يحل لَهُ فضيحة لقَوْله تَعَالَى: {الْيَوْم نختم على أَفْوَاههم} (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) رُؤْيا الْفَم تؤول على سَبْعَة أوجه: منزلَة ومأوى وخزانة علم وَفتح الْأُمُور وسوق وحاجب ووزير وبواب (وَمن رأى) أَن فِي فَمه لجاماً فَرُبمَا يعبر بِالصَّوْمِ لأهل التقى وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فزجر واما اللِّسَان فَإِنَّهُ ترجمان الْإِنْسَان فَمن رأى لِسَانه طَويلا عِنْد الْمُخَاصمَة فَإِنَّهُ ظافر وَقيل بَرِيء مِمَّا يَدعِي بِهِ عَلَيْهِ وَطول اللِّسَان للْحَاكِم جيد فِي غَايَة مَا يكون (وَمن رأى) أَن لِسَانه مربوط يدل على الْفقر وَالْمَرَض وَقيل الْغَلَبَة والمصيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 656 وَرُبمَا كَانَ ذَلِك مذموما من وُجُوه عديدة (وَمن رأى) أَن لَهُ لسانين فَإِنَّهُ يرقى علمين وَهُوَ مَحْمُود على كل حَال ورؤيا مَا فِي اللِّسَان لَيْسَ بمحمود وَرُبمَا يظْهر النَّاس على عيوبه (وَمن رأى) أَنه كَانَ بِلِسَانِهِ رتة ثمَّ تخلص فدليل على حسن حَاله (وَمن رأى) فِي لِسَانه مَا يُؤْذِيه أَو يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وفصاحة اللِّسَان وَحِكْمَة ومنطق وعذوبة الْكَلَام وَإِن رأى أَن لِسَانه طَال فَإِنَّهُ يكثر الْكَلَام وَرُبمَا يبسط على أحد مضرَّة (وَمن رأى) أَن لِسَانه قد أخرجه عَن فَمه وَجعله فِي يَده فَإِن ذَلِك دِيَة تصل إِلَيْهِ وَإِن رأى أَنه عض لِسَانه فَإِنَّهُ ندامة (وَمن رأى) انه ينظر إِلَى لِسَانه فَإِنَّهُ حَافظ من الزلل (وَإِن رأى) أَن لِسَانه أسود فَإِنَّهُ يكون شَاعِرًا وَإِن رأى أَنه أصفر فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض وَأما تغير لون اللِّسَان فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه أخرس أَو بِهِ ثقل فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه (وَمن رأى) أَن لِسَانه مَقْطُوع فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَرُبمَا يكون قَلِيل الْكَلَام مَا لم يكن فِي مخاصمة فَإِن كَانَ فِيهَا فَإِنَّهُ يكل عَن حجَّته وَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا يَمُوت وَإِن رأى ذَلِك ذُو شَوْكَة أَو صَاحب منصب فموت كَاتبه أَو ترجمانه وَقيل عَزله من سُلْطَانه وَقيل ذل وخضوع وَرُبمَا كَانَ اللِّسَان ذكر الْإِنْسَان وفخره وصدقا لقَوْله تَعَالَى: {وَاجعَل لي لِسَان صدق فِي الآخرين} وَأما الاسنان فِي التَّأْوِيل فهم أهل الْبَيْت والقرائب فاما الأعالي فرجال وَأما الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بَيته أَو من يُنَاسِبه وَقيل إِن الناب الْأَعْلَى الْأَيْمن صبي يقوم مقَام أَبِيه والأيسر دونه وَقيل الْأَيْمن عَم والأيسر خَال وَقيل عمر صَاحب الرُّؤْيَا وَأما الثنايا الْفَوْقِيَّة فاليمنى أَب واليسرى عَم وَقد يكون أخان أَو عمان يقوم مقامهما وَغَيرهمَا فِي النصح والشفقة والرباعيات السُّفْلى ابْن عَم أَو عمَّة أَو بَنَات اخوات وَقيل الضواحك الاخوان وبنوهم وَقيل الْخَال وَالْخَالَة وَبِالْجُمْلَةِ إِن رأى مَا يشين الْأَسْنَان فَإِن كَانُوا من الأعالي عبروا بِالرِّجَالِ وَإِن كَانُوا من الأسافل عبروا بِالنسَاء وَقَالَ بعض المعبرين: الثنايا السُّفْلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ بِجَانِب شَيْء من ذَاك نَظِيره فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مِمَّن نسب إِلَيْهِ من الْمَذْكُورين أَو مِمَّن يقوم مقَامه واستياك الْإِنْسَان دَلِيل على وُقُوع جِدَال بَين أهل بَيته. (وَمن رأى) أَن فِي أَسْنَانه فلجاً فَهُوَ عيب أهل بَيته يرجع إِلَيْهِ وَرُبمَا دلّ ذَلِك على زِيَادَة الْحسن لِأَنَّهُ مستحسن عِنْد النَّاس وَقيل فلج الْأَسْنَان ثَنَاء جميل على بَيته وكلال الْأَسْنَان كلال حَال وَضعف \ ونقاء الْأَسْنَان يدل على بذل مَال فِي نفي الهموم وَبَيَاض الْأَسْنَان وطولها وكمالها زِيَادَة قُوَّة وجاه وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ سنّ وَهُوَ يؤلمه كَانَ ضرا أَو بلَاء وَإِن رأى أَن أحدا يقْلع أَسْنَانه يدل على أَنه يقطع رَحمَه أَو ينْفق مَاله على كره مِنْهُ وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن رأى أَن سنه وَقع فِي الأَرْض فَتَلقاهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد فَإِن لم يتلقه دلّ على موت أحد من أَقَاربه (وَمن رأى) أَسْنَانه ممزوجة فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود جدا. (وَمن رأى) أَن أَسْنَانه أَو شَيْئا مِنْهَا قد زَاد فِي الطول فَهُوَ جيد ومحمود وَإِن نَقَصُوا أَو صغروا فضد ذَلِك قَالَ بعض المعبرين: صغر الْأَسْنَان يدل على الْحسن وكبرها يدل على الْبشَارَة وَقَالَ السالمي: إِن رأى أَن شَيْئا من أَسْنَانه سقط إِلَى حجره أَو صره فِي ثَوْبه أَو وَقعت فِي يَده فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: فاما وضع حَامِل أَو استفادة مَال (وَمن رأى) بِأَسْنَانِهِ عَيْبا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه هم وحزن وافلاس وَمَوْت وقرابة وَضعف همه (وَمن رأى) أَن جَمِيع أَسْنَانه سَقَطت وَذَهَبت فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: موت جَمِيع أَقَاربه وَطول عمره وَذَهَاب مَاله وعيشة رَدِيئَة وَرُبمَا يَمُوت وَإِن سَقَطت فِي حجره أَو يَده أَو فِيمَا يحصل بِهِ حفظ فتؤول على عشرَة أوجه: حُصُول مَال وَكَثْرَة نسل واجتماع اقاربه بمَكَان وَهدم بِئْر لَهُ ووفاء دُيُون وَذَهَاب مَال فِي مصلحَة ومضي ثَمَانِيَة وَعشْرين سنة من عمره وحياة مُدَّة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَغرم ثَلَاثِينَ درهما إِلَى ثَلَاثِينَ ألفا على حسب الْمَنَام واذهاب مَال فِي نَفَقَة ويستفيد غَيره (وَمن رأى) أَنه عدم أَسْنَانه ويتعذر عَلَيْهِ أكله فَإِنَّهُ فقر وحاجة (وَمن رأى) أَنه ينقي أَسْنَانه بخلال أَو نَحوه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود. (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه يؤلمه وعالجه فَفعله فَهُوَ حُصُول خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن أَسْنَانه قلعت ثمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَانهَا فَإِنَّهَا يحصل لَهُ تنافر من اقاربه ثمَّ يعودون لما كَانُوا عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَسْنَانه من مَعْدن أَو من نَبَات فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَإِن رأى أَن لَيْسَ بفمه اسنان ثمَّ نَبتَت جددا فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه تَغْيِير أُمُوره وحياة طَوِيلَة وتدبير فِي مصَالح نَفسه (وَقَالَ خَالِد الاصفهاني) : من رأى أَن لَيْسَ بفمه سوى سنّ فَإِنَّهُ يدل على حَيَاته سنة وَإِن رأى أَزِيد من ذَلِك دون الْعشْرَة فتعبيره كل وَاحِدَة مِنْهُم بِسنة (وَمن رأى) أَنه نبت لَهُ سنّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657 بمكانه لَا يَنْبَغِي نبته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر لَيْسَ بمحمود وَإِن رأى أَنه بلع أَسْنَانه أَو بعضه فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا يحل لَهُ المَال سَوَاء كَانَت لَهُ أَو لغيره وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الاسنان تؤول على سِتَّة أوجه: أهل الْبَيْت وَمَال وَمَنْفَعَة وغم ومفارقة ومضرة من الْأَقَارِب وَأما الصَّوْت وَالْكَلَام قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَن حلقه سد وَلَا يخرج مِنْهُ صَوت دلّت رُؤْيَاهُ على حرصه وتضييقه النَّفَقَة على بَيته حَتَّى يَمُوت وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم بالعربي فصيحاً فحصول عز وَشرف وَإِن تكلم بالعجمي فَإِنَّهُ يصحب أكَابِر وَيحصل مِنْهُم مَنْفَعَة وَإِن تكلم بالعبراني فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ مِيرَاث وَإِن تكلم بالهندي يدل على مصاحبة دنيء الأَصْل وَمن تكلم بالتركي يسمع مَا يضرّهُ وَمن تكلم بالرومي يكون حَرِيصًا على كسب المَال وَمن تكلم بالفرنجي يحصل لَهُ من شغله خير وَمَنْفَعَة وَمن تكلم بالأرمني يدل على مصاحبة دنيء الأَصْل وَمن تكلم بِجَمِيعِ الألسن يدل على أَنه يحصل لَهُ دنيا وَيكون عَزِيزًا عِنْد النَّاس. (قَالَ جَابر المغربي) : من تكلم بِكَلَام يسوغه الْعقل وَفِيه صَلَاح وَمَنْفَعَة فَهُوَ خير لَهُ وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) عضوا مِنْهُ يتَكَلَّم يدل على ان أحدا يشْهد عَلَيْهِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: الصَّوْت صيت الْإِنْسَان وَذكره بَين النَّاس فَإِن كَانَ قَوِيا حسنا فَهُوَ فَخر وصيت حسن وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَلَيْسَ الصَّوْت الغليظ بمحمود فِي حق الْمَرْأَة وَقيل: من رأى أَن صَوته ضَعِيف فَهُوَ حُصُول مذلة وَأما الْعُنُق والعانقان فموضع الْأَمَانَة إِلَّا أَن أَمَانَة العاتقين من أمانات النِّسَاء فَمن رأى الزِّيَادَة فيهمَا دون الْبدن فَهُوَ قُوَّة صَاحبهمَا على أَدَاء الْأَمَانَة وَالدّين (وَمن رأى) نقصا فيهمَا فتعبيره ضد ذَلِك (وَمن رأى) فِي عُنُقه جراحا أَو قَيْحا دلّ على أَنه خَان الله فِيمَا قَلّدهُ (وَمن رأى) طائرا على عُنُقه فَإِن كَانَ الطَّائِر حمودا فَهُوَ عمل حسن وَإِن كَانَ غير مَحْمُود فضده لقَوْله تَعَالَى: {وكل إِنْسَان ألزمناه طَائِره فِي عُنُقه} (وَمن رأى) فِي عُنُقه مُصحفا أَو حبلا أَو سلكا فَإِنَّهُ يدل على الْفضل وَالْقِيَام بالعهد وَالْحق وَالْعلم وَالْقُرْآن (وَمن رأى) أَنه ركب عنق رجل عَدو لَهُ دلّ على أَنه يركب أمرا معيبا وَإِن كَانَ المركوب وَحمله فَإِنَّهُ يحملهُ بمؤنته ويشغله فِي أمره وَإِن لم يكن بَينه وَبَين أحد عَدَاوَة فَرُبمَا يصاب شَيْء من مَاله أَو جاهه. (وَمن رأى) أَنه يحمل شَيْئا من الْأَشْيَاء على كتفه فَهِيَ دُيُون زيادتها ونقصها بِقدر ثقلهَا وخفتها (وَمن رأى) أَنه يحمل رجلا منافقا فَرُبمَا يحمل الْخشب وَإِن رأى أَنه يحمل الْخشب فَيحمل رجلا منافقا (وَمن رأى) أَن فِي عُنُقه حَيَّة مطوقة بِهِ فَإِنَّهُ يمْنَع الزَّكَاة لقَوْله تَعَالَى: {سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة} (وَمن رأى) أَن فِي عُنُقه مَا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أحدا صَكه فِي عُنُقه أَو هُوَ صك أحدا فَلَا خير فيهمَا (وَمن رأى) أَن عُنُقه طَال أَو غلظ فَهُوَ قُوَّة وقهر لعَدوه وَقيل كسب مَال وَعدل وَأَمَانَة وَحسن الْقَفَا يدل على الْقَرار وَقيل عنق الْإِنْسَان صديقه أَو شَرِيكه أَو أجيره فمهما رأى فِيهِ يعبر بهم وَقيل طول الْعُنُق يؤول على أَرْبَعَة أوجه: نتاج أمره وَعدل وَولَايَة وأذان وَأما المنكبان فيدلان على الْوَالِدين أَو الْأَخَوَيْنِ أَو الشَّرِيكَيْنِ وعَلى الرُّتْبَة وَالْجمال وعَلى الْوَصْف الْجَمِيل فَمن رأى أَنه حدث فيهمَا حَادث فتأويله فِيمَا يذكر من خير أَو شَرّ وَأما العضدان فهما أخان أَو ولدان قد أدْركَا فَمن رأى فيهمَا خيرا أَو شرا فتأويله فيهمَا وَقيل الْعَضُد قُوَّة الْإِنْسَان فَإِن رَآهُ كَمَا يخْتَار كَانَ زِيَادَة فِي قوته والا فضده لقَوْله تَعَالَى: {سنشد عضدك بأخيك} يَعْنِي نقويك بأخيك وَقيل الْعَضُد ولَايَة لِأَن الْعَادة جرت فِي مصلح الإفشاء ان يُقَال لِذَوي الولايات من جملَة ألقابه العضدي وَأما اليدان فتأويلهما على أوجه قيل ان الْيَد الْيُمْنَى سَبَب معاش الرجل وَمَاله وَكَسبه واخوانه وَأَخذه وعطائه وَالْيَد الْيُسْرَى عون الْإِنْسَان وَصديقه وَنَفَقَته يدخره لوقت الْحَاجة أَو شفيق من الأقرباء يساعد على الْأُمُور وَطول الْيَدَيْنِ زِيَادَة مقدرَة وَقيل أَيْضا مَا يَقْصِدهُ فِي نَفسه وقصرهما ضد ذَلِك وَقيل طول الْيَدَيْنِ للامام أَو من يقوم مقَامه طول حَيَاته وَزِيَادَة وَقُوَّة أعوان وَتصرف فِي المملكة واستدانة أَمْوَال وَبسط الحكم ونفاذ الْأَمر وللتاجر ربح وللسوقي حذق وَهُوَ مَحْمُود لجَمِيع الْخلق الا للحرامي فَإِنَّهُ مَذْمُوم وَالْقصر ضد ذَلِك. (وَمن رأى) أَن يَده قطعت وَبَانَتْ مِنْهُ مَاتَ أَخُوهُ أَو شَرِيكه أَو صديقه أَو كَاتبه أَو يَنْقَطِع مَا بَينهم من المواصلة والمؤلفة ويتغرب عَنهُ وَرُبمَا كَانَ قطع الْيَمين يَمِينا يحلفهُ يُرِيد قطع حق انسان وَرُبمَا كَانَ قطع عمل أَو غير معيشته أَو يكون قَاطعا الرَّحِم وَقيل إِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الصّلاح يكون قطعا عَن الْمَحَارِم أَو يصدر مِنْهُ أَيْمَان غير صَادِقَة وَقيل رُؤْيا قطع الْيَد تُهْمَة بِسَرِقَة أَو يكون سَارِقا لقَوْله تَعَالَى: {وَالسَّارِق والسارقة} الْآيَة (وَمن رأى) ان يَده مَقْطُوعَة وَهِي مَعَه فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَة مَا إِذا كَانَ سَقَطت وَرُبمَا يَسْتَفِيد أَخا أَو ولدا وَإِذا ذهبت عَنهُ فَهِيَ مُصِيبَة وَإِن كَانَ الرَّائِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 658 غَرِيبا أصَاب مَالا وَرجع إِلَى بَلَده (وَمن رأى) أَن يَده الْيُسْرَى قطعت وصل قرَابَته فِي أَهله وَيرى كل خير (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ أَو إِحْدَاهمَا كسرت فَإِنَّهُ يصاب ببلاء فِي نَفسه أَو ذهَاب مَاله أَو بِمَوْت من يعز عَلَيْهِ أَو يَنَالهُ مَكْرُوه من سُلْطَان (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ جمعا عِنْده فَإِنَّهُ يدل على أَعمال الْبر وكف الْمعاصِي (وَمن رأى) أَن يَده بَرِئت مِنْهُ فَإِنَّهُ فقر من مَال أَو علم أَو ولد أَو أَخ (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ الْوَاحِدَة أَشد بَيَاضًا من الْأُخْرَى فَإِنَّهُ ينجو من السوء ويظفر بِمن يخاصمه لقَوْله تَعَالَى: {أسلك يدك فِي جيبك تخرج بَيْضَاء من غير سوء} الْآيَة وَإِن رأى أَنه يعْمل بِشمَالِهِ كَمَا يعْمل بِيَمِينِهِ فَإِنَّهُ زِيَادَة مقدرَة على شَيْء لم يكن لَهُ (وَمن رأى) أَنه غسل يَدَيْهِ ونظفهما فَلَا بَأْس (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ تشققتا فَإِن كَانَ غَنِيا ذهب من مَاله بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَ فَقِيرا فعلى وَجْهَيْن: اسْتغْنَاء أَو ضعف. (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ على صَدره مبسوطتان فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من صَاحب لَهُ غم وهم وَإِن رأى أَنه قطعت يَده من غير ألم فَإِنَّهُ يؤول على أَن يهوى وَيتَعَلَّق قلبه بمحبة أحد لقَوْله تَعَالَى: {وقطعن أَيْدِيهنَّ} وَإِن رأى أَنه ألصق كفيه إِلَى بعضهما بَعْضًا دلّ على اجْتِمَاع أقربائه بِسَبَب نِكَاح وَإِن رأى أَن يَدَيْهِ ترتعدان يؤول على أَرْبَعَة أوجه: عدم سبّ وَضعف فِي الْقُوَّة وَمرض وَطول حَيَاة وَإِن رأى أَن يَدَيْهِ يبستا فَإِنَّهُ قَلِيل الْخَيْر وَقيل قطع الْيَدَيْنِ طول عمر (وَقَالَ) أَنه ادخل يَده تَحت ابطه وأخرجها وَلها نور فَإِنَّهُ ينَال علما إِن كَانَ من اهله والا كَانَ ربحا وَخيرا وَمَنْفَعَة وَإِن اخرجها وَبهَا نَار فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَغَلَبَة فِي الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ فَإِن اخرجها وَبهَا مَاء فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَزِيَادَة وَرُبمَا قدم عَلَيْهِ غَائِب وَإِن رأى أَنه أعْسر فَإِنَّهُ يعسر عَلَيْهِ امْرَهْ الَّذِي هُوَ طَالبه وَبسط الْيَدَيْنِ يدل على السخاء (وَمن رأى) أَنه يمشي على يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يعْتَمد على بعض اقربائه (وَمن رأى) أَن يَده كَلمته كلَاما حسنا فَإِن معيشته تحسن وَإِن كَلمته كلَاما سَيِّئًا فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَن يَده قطعت بِسَبَب جريمة فَإِنَّهُ يؤول على وَجهه اما مصاهرة امْرَأَة سوء أَو يكون لَيْسَ لَهُ أَمَانَة وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَنه أدَار يَده على عنق اُحْدُ من الصَّالِحين فَإِنَّهُ يدل على هِدَايَة من الله تَعَالَى وَرُبمَا كَانَت تَوْبَة (وَمن رأى) أَنه فعل ذَلِك مَعَ اهل بِدعَة فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه يغسل يَدَيْهِ بأشنان أَو صابون لَا يحصل لَهُ مَا امله (وَمن رأى) أَنه يمشي على يَدَيْهِ شَيْء أَو خرج مِنْهَا ذُو روح فَإِن كَانَ نَوعه لَيْسَ بمضر فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ مضرا فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه اخذ بيد اُحْدُ فَإِنَّهُ ينصره وَإِن كَانَ من أهل الْملك فَرُبمَا يسلم على يَدَيْهِ. (وَمن رأى) أَن أحدا أَخذ بِيَدِهِ فنظيره (وَمن رأى) أَنه نبت على يَده مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ مَعْدن أَو نَبَات فَلَيْسَ بمحمود وَالذَّهَب ذهَاب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْيَد تؤول على اثْنَي عشر وَجها أَخ وَأُخْت وَشريك وَولد ورفيق وَقُوَّة وغنى وَولَايَة وَمَال وَحجَّة ومصانعة وشغل وَأما الْكَفّ فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رَآهُ وَهُوَ حسن فَإِنَّهُ صَالح (وَمن رأى) بِيَدِهِ كفا فَإِنَّهُ كف عَن الْمعاصِي (وَمن رأى) أَنه يصفق على الْعَادة فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: قيل فَرح وسرور وَقيل لَا فَائِدَة فِيهِ وَقَالَ بَعضهم: وَإِن رأى أَنه يصفق بِالْعرضِ فَإِنَّهُ حُصُول مَا يكره وَقيل تصفيق ظَاهر الْكَفّ على بَاطِن الْأُخْرَى يدل على الْفرْقَة وَلَطم الكفوف تدل على حُصُول مُصِيبَة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْكَفّ تؤول على سِتَّة أوجه عَيْش وَمَال ورياسة وَولد وشجاعة وَبعد عَن حرَام وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَالْحسن والشين يؤول على مَا تقدم وَأما الْأَصَابِع فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَصَابِع الْيَد الْيَمين الْخمس تدل على الصَّلَوَات الْخمس: فالابهام صَلَاة الصُّبْح والسبابة صَلَاة الظّهْر وَالْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر والبنصر صَلَاة الْمغرب والخنصر صَلَاة الْعشَاء وَأما أَصَابِع الْيَد الْيُسْرَى فتؤول بأولاد أَخ وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يشبك أَصَابِعه فَإِن ذَلِك عسر وفقر (وَمن رأى) أَنه جمع اصابعه بمَكَان فَإِنَّهُ صَلَاح وَرُبمَا جمع صلَاته فِي قصر وَرُبمَا دلّ على جمعية أَوْلَاد أَخِيه. (وَقَالَ السالمي) : من رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُمْنَى زيتا أَو شَيْئا فتعبيره فِي الصَّلَاة الْخمس وَكَذَلِكَ ان رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُسْرَى فتأويله فِي أَوْلَاد الْأَخ (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه قطع ابهامه فَإِنَّهُ ذهَاب ابهته وَإِن قطعت سبابته فَيدل على قلَّة مواظبته على الصَّلَاة وَإِن قطع اصبعه الْوُسْطَى يدل على موت رَئِيس يتَعَلَّق بِهِ وَإِن قطع البنصر فَهُوَ إِتْلَاف مَال إِن قطع الْخِنْصر يدل على موت ولد الْوَلَد (وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث) : رُؤْيا اصابع الرجلَيْن تدل على الزِّينَة واستقامة الْأُمُور فَمن رأى فيهم مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك وَإِن رأى فِي أَصَابِعه اعوجاجا سَوَاء كَانُوا منسوبين ليديه أَو رجلَيْهِ فَهُوَ انعكاس وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَن أُصْبُعه نبت مَكَان آخر فَإِنَّهُ يُؤَخر الصَّلَاة إِلَى الصَّلَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659 الْأُخْرَى (وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن اصبعه معضوض أَو مهروس دلّت رُؤْيَاهُ على سوء بِهِ وَرُبمَا يؤدبه من فعل بِهِ ذَلِك ان عرفه والا فَهُوَ يرجع من نَفسه (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى أَنه يخرج من ابهامه اللَّبن وَمن سبابته الدَّم وَهُوَ يشرب مِنْهُمَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة واختها وَقَالَ الْأَصْفَهَانِي: ينْكح الْأُم وبنتها. (وَمن رأى) أَنه يفرقع اصابعه دلّ على وُقُوع كَلَام قَبِيح بَين قرَابَته وَقيل فرقعة الْأَصَابِع استهزاء وَرُبمَا يرتكب مَا لَا يَنْبَغِي وَإِن رأى الإِمَام أَو من يقوم مقَامه الزِّيَادَة فِي أَصَابِعه فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي طغيانه وجوره وَقلة انصافه وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الْأَصَابِع تؤول على سِتَّة أوجه: أَوْلَاد وَأَوْلَاد الْأَخ وخدام وَأَصْحَاب وَقُوَّة والصلوات الْخمس وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَصَابِع يَمِينه أطول من شِمَاله فَإِنَّهُ يبْذل الْمَعْرُوف ويصل الرَّحِم وَإِن رأى كَأَنَّهُ قصير الْأَصَابِع وعضديه أطول مِمَّا كَانَتَا فَإِنَّهُ سخي شُجَاع قوي قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَن أَصَابِع يَدَيْهِ قد شلت فَإِنَّهُ يُذنب ذَنبا عَظِيما وَقَالَ السالمي: من رأى أَن يَده الْيُمْنَى قد شلت فَإِنَّهُ يظلم ضَعِيفا وَيضْرب بَرِيئًا وَإِن كَانَت شِمَاله مَاتَ أَخُوهُ أَو أُخْته وَقَالَ بعض المعبرين: انقباض الْأَصَابِع تدل على ترك الْمَحَارِم وَأما أظفار الْإِنْسَان فَإِنَّهَا زينته وشجاعته وقوته وَزِيَادَة دينه ونقصانه فَمن رأى مِنْهَا مَا يشين أَو يزين فتأويله فِي ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَظْفَاره نَاقِصَة أَو مقلوعة أَو مَكْسُورَة فَإِنَّهُ ذهَاب مَاله وَضعف قدرته وَإِن رَآهَا مُتَسَاوِيَة نظيفة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدُّنْيَا وَالدّين وَإِن رَآهَا زَائِدَة وطالت طولا يخَاف عَلَيْهَا الْكسر فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَقيل هم وغم وَخَوف. (وَمن رأى) أَن ظفره عَاد مخلبا أَو برثنا فَإِنَّهُ يَعْلُو على أعدائه وأخصامه (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : طول الْأَظْفَار فَوق الْمِقْدَار يدل على افراط فِي الْمقدرَة وَفَسَاد فِي الدّين وهم وغم (وَمن رأى) أَنه لَا ظفر لَهُ فَإِنَّهُ يفلس ويقل سَببه وَقيل رُؤْيَة الْأَظْفَار إِذا كسرت تدل على الْمَوْت وَكَذَلِكَ إِذا رَآهَا صفرا أَو خضرًا أَو زرقا (وَمن رأى) أَنه يقلم أَظْفَاره التقليم الْمُعْتَاد فَإِنَّهُ زَوَال هم وغم وَإِن جَار عَلَيْهَا فِي التقليم غير الْعَادة فَإِنَّهُ ضعف وَقلة مقدرَة (وَمن رأى) أَنه نبت لَهُ ظفر زَائِد بمَكَان لَا يُنكره مِنْهُ فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن أنكرهُ فَلَيْسَ بمحمود وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيَة الظفر تؤول على أَرْبَعَة أوجه: ظفر على الْأَعْدَاء وزينة وبهاء وَمَال وَدخُول شَيْء فِي الْيَد (وَمن رأى) أَنه دخل ظفره شَوْكَة وَمَا يشبه ذَلِك مِمَّا يؤلمه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَرُبمَا دلّ على ضعف الْمقدرَة (وَمن رأى) أَنه يفرع بأظفاره على أَسْنَانه فَإِنَّهُ يرتكب أمرا مَكْرُوها. (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيَة الْأَظْفَار تؤول على سِتَّة أوجه قُوَّة وَمِقْدَار وشجاعة وَولد عَاقل وَمَنْفَعَة ومملوك وَأما الصَّدْر فيؤول على وُجُوه شَرِيعَة وَدين وَغير ذَلِك (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَن صَدره متسع فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة دينه وتقواه لقَوْله تَعَالَى: {أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ} (وَمن رأى) ضيقا أَو صغرا فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان دينه لقَوْله تَعَالَى: {يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} (وَمن رأى) أَن أحد عصر على صَدره فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي دينه (وَمن رأى) أَن صَدره حَار فَإِنَّهُ يرى من قومه مَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن بصدره مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رأى مَا يحمد فَإِنَّهُ مَحْمُود (وَقَالَ جَابر المغربي) : رُؤْيَة الصَّدْر تجمل وَعلم وَحِكْمَة وَقَالَ دانيال: ضيق الصَّدْر بخل وهم ووسعه ضِدّه وَإِن رأى أحد من أهل الْملَل صَدره اتَّسع فَإِنَّهُ يدْخل فِي دين الاسلام لقَوْله تَعَالَى: {فَمن يرد الله أَن يهديه} الْآيَة. (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : وَمن رأى فِي صَدره مَا يؤلمه فَإِنَّهُ ينْفق مَاله فِي إِسْرَاف (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن صَدره ضيق فَإِنَّهُ ضيق الْخلق لقَوْله تَعَالَى: {فَلَا يكن فِي صدرك حرج} وَرُبمَا كَانَ من قُوَّة الْمعاصِي لقَوْله تَعَالَى: {وَمن يرد أَن يضله يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} وَإِن رَآهُ متسعا فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ السالمي) : الصَّدْر يؤول بصندوق الرجل فمهما حدث فِيهِ كَانَ مَنْسُوبا لَهُ (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الصَّدْر تؤول على ثَمَانِيَة أوجه علم وَحِكْمَة وسخاوة وبخل وَكفر وإيمان وحياة وَمَوْت (وَمن رأى) أَنه نزع من صَدره مَا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ جيد صَالح وَرُبمَا دلّ على الصُّلْح مَعَ الْأَعْدَاء وَرُبمَا دلّ على الرّفْعَة وَحسن المآب لقَوْله تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين} وَأما الثديان فهما الْبَنَات فمهما حدث فيهمَا من زين أَو شين نسب اليهن فَمن رأى أَنه نبت لَهُ شَيْء مكانهما دلّ على زِيَادَة الْبَنَات ونقصهما ضِدّه (وَمن رأى) فِي ثديه لَبَنًا فَإِنَّهُ زِيَادَة دين (وَمن رأى) أَن فِي ثديه لَبَنًا فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَ متزوجا فحصول غنى وَإِن رأى ذَلِك شيخ كَبِير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 660 السن فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن رَأَتْهُ صَغِيرَة فَإِنَّهُ طول حَيَاة وَإِن كَانَت عجوزة دلّ على مَوتهَا وَإِن كَانَت عازبة أَو بكر فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَت طفلة جدا فَرُبمَا تَمُوت وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن حلمة ثديها مَقْطُوعَة لَا خير فِيهِ وَرُبمَا مَاتَت ابْنَتهَا وَقيل الثدي مَكَان المَال فَمَا رَآهُ يؤول فِي ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الثدي تؤول على سَبْعَة أوجه: خزانَة وَمَال وَابْنَة ومعيشة وحياة وَدين وشفقة. (وَقَالَ جَابر المغربي) : ثدي الرجل يعبر بِالْمَرْأَةِ وثدي الْمَرْأَة يعبر بِالْبَيْتِ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن لبن ثديها عَاد إِلَى جوفها فَإِنَّهُ هم وغم وَإِن رَأَتْ أَن ثديها أصيبا بالنَّار فَإِنَّهُ يحصل لابنها ضَرَر من الْملك وَإِن رَأَتْ أَن لَهَا ثديا كَثِيرَة فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه عائلة وَمَال وهم وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا معلقَة بثديها يدل على وِلَادَتهَا من الزِّنَى (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الثدي تؤول على خَمْسَة أوجه أَوْلَاد صغَار وَبَنَات وخدام وَأَصْحَاب وإخوة. (وَأما الْبَطن) ظَاهره وباطنه فَعِنْدَ المعبرين على وُجُوه مَال وَأَوْلَاد وقرابة ومعيشة (وَقَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام) : الْبَطن ظَاهره وباطنه مَال وَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا أَوْلَاد وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا قرَابَة فَمن رأى أَن بَطْنه كبر أَو حسن فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَا ذكر وَإِن رأى فِيهِ نقصا أَو شَيْئا فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَن بَطْنه شقّ ونظف وَغسل مَا بِهِ وَعَاد كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يدل على رضَا الله وتوفيقه وسلوكه الطَّرِيق الحميدة وَصَلَاح أُمُوره وأمنه من شَرّ الشَّيْطَان الرَّجِيم (وَمن رأى) أَنه خرج من بَطْنه ولدا وَابْنَة فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْهُ ذَلِك ويسود أهل بَيته وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا ورم الْبَطن مَال ومشقة وَحُصُول مُصِيبَة وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن بَطْنه نقب فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن من جِهَة عِيَاله (وَمن رأى) أَن فِي بَطْنه مَا يؤول فَإِنَّهُ يدل على أَن عِيَاله يسرقون وَإِن رأى أَن بَطْنه خَال وَمَا بِهِ نقص فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه الْعِبَادَة وَنقص المَال وَالصَّوْم وَقيل وجع الْبَطن يدل على محبَّة الأقرباء وَأهل الْبَيْت وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْبَطن تؤول على أَرْبَعَة أوجه علم وخزانة وعيش وَأَوْلَاد وَأما الكبد فَإِنَّهُ مَال وَولد وَعلم وَكَثْرَة سَعَة. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أكبادا فانهم عُلُوم وَرُبمَا كَانُوا أصحابا يقومُونَ مقَام الْأَوْلَاد وَإِن رأى أَن ذَلِك يخرج من بَيته طائرا فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ كَانَ عَالما ينسى علمه وَإِن كَانَ ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل وَإِن كَانَ لَهُ أَوْلَاد مَاتُوا وَرُبمَا يَأْخُذ الْملك مَاله وَإِن لم يكن لَهُ مَال فَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل من كبد أَي شَيْء كَانَ فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَإِن كَانَ مطبوخا فَإِنَّهُ حَلَال وَإِن كَانَ غير ذَلِك فمكروه (وَقَالَ السالمي) : من رأى أَنه يَأْكُل كبدا فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال وَلَده وَقيل: من رأى أكبده قطع فَإِن وَلَده يَمُوت لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام أَوْلَادنَا أكبادنا (قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى فِي ذَلِك مَا يزينه أَو يشينه فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى مَا ذكر وَرُبمَا دلّ خُرُوج الكبد من الْجوف على الظُّلم وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَأما الرئة فانها فَرح الْإِنْسَان وسروره فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يسر أَو يحزن فَإِنَّهُ يؤول بذلك. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه أعْطى رئة فَإِن كَانَ الْمُعْطِي مَعْرُوفا حصل مِنْهُ سرُور وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَلَا بُد من حُصُول مَسَرَّة مِمَّن لَيْسَ يعرفهُ (وَمن رأى) أَنه أعْطى رئة لأحد فَإِنَّهُ يحصل لذَلِك على يَدَيْهِ مَسَرَّة وَإِن لم يعرفهُ يكون بشوشا للنَّاس وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه تَأْكُل رئة فَإِن كَانَت مشوية وَهِي لحيوان يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ حُصُول مَال بمسرة وَإِن كَانَت لمن لَا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ مَال حرَام وَقيل الرئة رَأْي الانسان (وَمن رأى) أَن رئته مزقت فَإِنَّهُ قرب أَجله وَرُبمَا يَمُوت عَاجلا لِأَن الرئة مَحل الرّوح أما الطحال فَهُوَ مَال أَيْضا وَقيل دين وَرُبمَا كَانَ قوام الْبدن فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لذَلِك (وَمن رأى) أَنه صَار بِهِ طحال فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَال (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الطحالات من جَمِيع الْحَيَوَانَات مَال فَمَا كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه كَانَ حَلَالا وَمَا كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل لَحْمه كَانَ حَرَامًا وَأما الأمعاء فهم قوم الْإِنْسَان وَأَصْحَابه فمهما رأى من زين أَو شين كَانَ ذَلِك فَمن رأى أَنه يَأْكُل الأمعاء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من قومه وَرُبمَا دلّ على الْولَايَة وَإِن رأى أَنه يَأْكُل مصرانا فَإِنَّهُ مَال أَيْضا. (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَن أمعاءه خرجت من بَطْنه فَإِنَّهُ يَمُوت وَلَده وَقيل تَوْبَة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الأمعاء تؤول على سِتَّة أوجه: مَال حرَام وشفاعة وَكَلَام كره وَأَوْلَاد ومعيشة وشغل وَرُبمَا كَانَت رُجُوعا عَن مُصِيبَة وَأما الْمعدة فعمر ورزق ومعيشة فَإِن رأى ان معدته قَوِيَّة صَحِيحَة فَهُوَ جيد وَطول حَيَاة وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فضده (وَقَالَ جَابر المغربي) الْمعدة تؤول بالأولاد (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : الْمعدة تؤول على سِتَّة أوجه مثل الأمعاء وَأما السُّرَّة فَهِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661 عِنْد المعبرين مُعَاملَة الْإِنْسَان وسروره زَوجته فَمن رأى بهَا مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك (وَقَالَ أبي سعيد الْوَاعِظ) : بِمَا تكون السُّرَّة ولَايَة تدل على ان صَاحبهَا يسيء الْعشْرَة مَعَ زَوجته وَأما الاضلاع فنساء فَمَا رئي فِيمَا من زين أَو شين كَانَ مَنْسُوبا اليهن (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : الاضلاع أهل الْبَيْت من النسْوَة فَمن رأى فِيهَا زِيَادَة كَانَت زِيَادَة فِي أهل بَيته وَإِن رأى نُقْصَانا فضده وتقويم الاضلاع مَا لم يخرج عَن الْحَد جيد وانعواجها جدا مَذْمُوم وَأما الصلب والوتين قُوَّة الانسان وَرُبمَا كَانَ ولدا. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يخرج من صلبه شَيْء فَإِنَّهُ يرْزق ولدا لقَوْله تَعَالَى: {يخرج من بَين الصلب والترائب} وَقَالَ السالمي: الصلب صلابة الْإِنْسَان وقوته فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا وَأما الظّهْر فقوة الْإِنْسَان وظهره وجاهه وسيده وهلاكه وأخره وَفَقره وَكبر سنه ومصيبته وَركبهُ فَمن رأى أَنه حمل حملا ثقيلا على ظَهره فَإِنَّهُ ارْتِكَاب خَطَايَا وأوزار لقَوْله تَعَالَى: {وهم يحملون أوزارهم على ظُهُورهمْ} وَإِن رأى على ظَهره سلْعَة ناله دين وَحمل الْحَطب نميمة وسلسلة الظّهْر أَوْلَاد وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن على ظَهره مَيتا فَإِنَّهُ يؤول بعيال الْمَيِّت وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى ظهر عدوه فَإِنَّهُ يَأْمَن من غائلته وَأما ظهر الْعَجز فإدبار الدُّنْيَا عَنهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَنه مكتو على ظَهره فَإِنَّهُ دين وَصَلَاح (وَمن رأى) أَنه مُسْتَند بظهره على حَائِط فَإِنَّهُ يدل على ارتكانه لصَاحب شَوْكَة وَقيل وُقُوع سفر وَحُصُول مَال (وَمن رأى) أَن ظَهره انْكَسَرَ فَهُوَ موت رئيسه وَقَالَ بعض المعبرين: (وَمن رأى) أَنه حدث بظهره مَا يزينه فيؤول على الجاه وَالْقُوَّة وضده. (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الظّهْر تؤول عَليّ اثْنَي عشرَة وَجها قُوَّة وَأَصْحَاب وَملك وَحجَّة أَب وَأم وَولد واستمداد وجد وَأَخ وشقيق وَقَالَ بَعضهم: رُؤْيا ظهر الْكَافِر إِيمَان وَظهر الْمُؤمن تَوْبَة وَظهر السَّاحر سَلام وَظهر الْمُنَافِق إخلاص وَأما الْقلب فَهُوَ ذهن الْإِنْسَان وذكاؤه وفطنته وَدينه وَسيد الْإِنْسَان وَقيل ملك حَاكم على جمَاعَة فمهما رأى فِيهِ من زين أَو , شين فتأويله فِي ذَلِك وَقَالَ السالمي: إِذا رأى الْإِنْسَان قلبا فَهُوَ صَلَاح فِي دينه وَحسن مَنْطِقه (وَمن رأى) قلبه خطف وَذهب عَنهُ فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه: خوف شَدِيد وجنون وَفَسَاد دين وحدوث مُصِيبَة وَمن رأى قلبه أسود وَعَلِيهِ غشاوة وَنَحْوهَا فَهُوَ ضال عَن الْحق وَكثير الذُّنُوب مطبوع على قلبه أعمى عَن الْهدى وَأما مقْعد الْإِنْسَان وأليته فكسب وَمَال وشغل وَمَنْفَعَة ومعيشة فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يشين أَو يزين عبر بِهِ. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَإِن رأى فِي ذَلِك مَا يؤلمه يدل على مُصِيبَة وَإِن رأى أَنه يلحس ذَلِك لِسَانه دلّ على أَنه يمدح رجلا فَاسِقًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ واما الْفرج والدبر فَفِي ذَلِك وُجُوه كَثِيرَة عِنْد المعبرين فَمن رأى أَن لامْرَأَته فرجا وَاحِدًا فَإِنَّهُ يدل على حُدُوث شغلين لَهُ فينتج وَاحِد مِنْهُمَا وَالْآخر يتعطل وَإِن رأى أَن لَهُ فرجا فَإِنَّهُ يدل على المذلة وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ان لَهَا فرجين فَرُبمَا تُؤْتى فِي الْقبل وَإِن رَأَتْ أَنه ينزل من فرجهَا مَاء فَهُوَ حُصُول ولد وَإِن رَأَتْ ان فرجهَا صَار معدنا من حَدِيد أَو غَيره فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَن فرج زَوجته من خلفهَا أَو لَا فرج لَهَا فَإِنَّهُ يدل على تَعْطِيل أَمر عجز وذل وَقطع الْفرج لَيْسَ بمحمود وَقيل ظفر الْأَعْدَاء عَلَيْهِ وَإِن رَأَتْ أَنه يخرج من فرجهَا مَا يكره نَوعه فَهُوَ ولد لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَهُوَ ولد صَالح (وَمن رأى) أَنه ينظر إِلَى فرج امْرَأَة فَإِنَّهُ فرج من شدَّة وَيخرج من ضيق إِلَى سَعَة وَقيل: إِن رَأَتْ امْرَأَة أَنه يخرج مِنْهَا نَار فانها تَلد ولدا ملكا وَإِن رَأَتْ أَنه يخرج مِنْهَا سمسم فَإِنَّهُ يدل على ان زَوجهَا يكتم حبها وَإِن رَأَتْ أَنه خرج مِنْهَا خبز فَإِنَّهُ يدل على فقر وافلاس وحاجة وَمهما رَأَتْ فِي فرجهَا من شين أَو زين فَهُوَ عَائِد عَلَيْهَا وَإِن رأى أَنه يفوح من فرجه رَائِحَة عطرة فَإِنَّهُ طَاهِر من الرذائل والخبيثات (وَمن رأى) ضد ذَلِك فضده (وَمن رأى) على فرج امْرَأَة مَعْرُوفَة حَيَوَانا يلعق مِنْهُ أَو يمصه أَو يحوم حوله فَإِنَّهُ يدل على انها فاسقة لَا خير فِيهَا وَإِن كَانَت مَجْهُولَة فَلَيْسَ بمحمود للرائي وَقيل دنيا يحرم عَلَيْهَا من لَا عقل لَهُ. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : لَا بَأْس برؤيا الدبر فَمن رأى ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على ظفره بحاجته (وَقَالَ السالمي) : كيس ومخزن وَبَيت مَال وحانوت ومقعد وراحة ومقصد فَمن رأى فِيهِ مَا يزينه أَو يشينه فتعبيره فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يخرج من دبره مَا لَا يَنْبَغِي أَو يدْخل فِيهِ مثله لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يفوح مِنْهُ رَائِحَة عطرة فَإِنَّهُ ثَنَاء وَذكر جميل وَإِن رأى ضد ذَلِك فضده وَأما الذّكر فَهُوَ ولد وَذكر وَسُمْعَة قَالَ دانيال: من رأى أَن لَهُ ذكرين أَو مَا يزِيد عَن ذَلِك فَإِن ذَلِك زِيَادَة وَإِن رأى أَن ذكره قطع بيد أحد فضد ذَلِك وَإِن قطعه هُوَ فَإِنَّهُ لَا يُولد لَهُ ولد وَإِن رَآهُ ضعف وَقلت قوته فَلَيْسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 662 بمحمود وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَن ذكره كبر وضخم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي سُلْطَانه وَمَاله وَولده وأبهته خُصُوصا ان كَانَ وزيرا وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه قلع ذكره ثمَّ وَضعه مَكَانَهُ كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يَمُوت لَهُ ولد وَيَرْزقهُ الله غَيره يقوم مقَامه (وَمن رأى) شخصا يحلب ذكره أَو يمصه فَإِنَّهُ ينَال مِنْهُ مَنْفَعَة (وَقَالَ جَابر المغربي) : حَرَكَة الذّكر وانتصابه تدل على زِيَادَة المَال وَعظم الأبهة وَكَثْرَة الْأَوْلَاد (وَمن رأى) أَنه ورم فنظير ذَلِك مَا لم يكن بِهِ وَجه (وَمن رأى) أَن أحدا يضْرب ذكره فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ للضارب (وَمن رأى) أَن ذكره مربوطا لَهُ فَإِنَّهُ يكتم الشَّهَادَة (وَمن رأى) أَن ذكره صَار جمادا فَإِنَّهُ مَوته وَإِن صَار حَيَوَانا أَو نباتا فَإِن كَانَ من المحبوبات فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ من المكروهات فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه خرج من ذكره شَيْء من ذَلِك فَهُوَ ولد فَمَا كَانَ نَوعه محبوبا كَانَ الْوَلَد جيدا وَإِن كَانَ مَكْرُوها فضده. (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن ذكره قد انْقَطع فيؤول على أَرْبَعَة أوجه موت أَو قطع ذكره من بَين الْعَالم واسْمه أَو موت وَلَده أَو ذهَاب مَاله وَقيل يُسَافر سفرا بَعيدا (وَقَالَ السالمي) : يؤول على ثَلَاثَة أوجه انْقِطَاع نسل وربط وَإِن كَانَ لَهُ ولد مَرِيض بَرِيء (وَمن رأى) ذكره خرج من صلبه وَصَارَ فريدا فَإِن ذَلِك غُلَام يُولد لَهُ وَرُبمَا يَمُوت وَيَنْقَطِع ذكره من الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ (وَمن رأى) ذكره صغر أَو حصل بِهِ رخاوة أَو فَقده وَهُوَ يستر ذَلِك ويكتمه عَن النَّاس فَإِنَّهُ فقر وحاجة لَهُ وَإِن رأى أَن ذكره فِي جِرَاحَة فَإِنَّهُ كَلَام يُقَال فِيهِ ويقبح ذكره (وَمن رأى) أَنه ختن فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَكَذَلِكَ ان رأى لَهُ ختانين (وَمن رأى) أَن ذكره انْتَشَر وانتصب فَإِن الْحَاجة الَّتِي هُوَ طالبها تقضي لِأَن الذّكر لَا ينتشر إِلَّا عِنْد الْحَاجة (وَمن رأى) أَن ذكره شطر نِصْفَيْنِ وَصَارَ النّصْف الْوَاحِد قَائِما وَالْآخر رخوا فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه: تَعْطِيل فِي الْأُمُور وَإِن كَانَ لَهُ ولدان مَاتَ أَحدهمَا وَإِن كَانَ مُسَافِرًا قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا تَلد وَلدين وَيَمُوت أَحدهمَا. (وَمن رأى) أَن ذكره دخل فِي جَوْفه دلّ على أَنه يكتم الشَّهَادَة (وَمن رأى) أَن ذكره جمع حَتَّى صَار كالكبة فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه مَال وادخاره بِحَيْثُ لَا ينفع وَقصر أَوْلَاده وعجزهم عَن ادراك مَا بلغه من المناصب ومولود فِيهِ نقص وعاهة وَنقص عمره وتعسير أُمُوره وتكدر فِي جاهه وَإِن رأى أَن ذكره اسْتَحَالَ فَإِنَّهُ عجز بعد قُوَّة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيَاهُ الذّكر تؤول على سِتَّة أوجه أَوْلَاد وَمَال وجاه وَقُوَّة وَولَايَة وَعز ودولة وَأما الخصيتان فيؤولان بالبنات وبالمعيشة وبالصيانة وَبِالْعَكْسِ والوقاية فَمَا رئي من زين أَو شين كَانَ مَنْسُوبا لذَلِك (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الخصيتان هما ابنتان فتأويلهما بالصلاح وَالْفساد يرجع إِلَيْهِمَا وَقيل ان رآهما عظيمين يؤول على امْتِنَاعه من أشر أعدائه (وَقَالَ السالمي) : من رأى فِي خصيته خللا فَإِن أعداءه يظفرون بِهِ فَإِن رآهما فِي يَدي رجل ظفر بِهِ عدوه , وَإِن رأى كَأَنَّهُمَا بانتا مِنْهُ بِغَيْر ألم ووهبهما لأحد فَإِنَّهُ يُولد لغيره ولد فَإِن فِيهِ نسب إِلَيْهِ وانتزاعهما موت الْأَوْلَاد (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : رُؤْيا الخصيتين تؤول على ثَلَاثَة أوجه: سُكُون وَأَوْلَاد ومعيشة. (وَقَالَ جَابر المغربي) : قطع الخصيتين تؤول على خَمْسَة أوجه: قطع الْأَوْلَاد الْإِنَاث حَتَّى لَا يُولد إِلَّا لذكر وميراث من مَال ودية وظفر الاعداء بِهِ وَقلة الْحَرَكَة وَالْأَمَانَة وَقيل رُؤْيَتهمَا تدل على الاناث من الْقَرَابَة (وَمن رأى) أَنَّهَا قطعهَا وَكَانَ عِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَرُبمَا تكون مُفَارقَة زَوْجَيْنِ وَقَالَ بعض المعبرين يدلان على المَال فَإِن كَانَ مَظْلُوما فَإِنَّهُ أَخذ مِنْهُ أَلفَانِ أَو مِائَتَان أَو دِينَارَانِ على قدر حَاله فَإِن لم يكن فِي شَيْء من ذَلِك انْقَطع نَسْله ونفد رزقه وتعطلت معيشته وَنعمته وَقيل الْيُمْنَى ولد ذكر واليسرى أُنْثَى وَقَالَ بعض المعبرين: جَمِيع الخصى من النَّاس وَالْحَيَوَان مَال فَمن حصل لَهُ شَيْء من ذَلِك أَو ذهب مِنْهُ يؤول بِالْمَالِ وَقَالَ بَعضهم: الخصيتان يؤولان بالخدم (وَمن رأى) أَنه نبت شَيْء من ذَلِك فِي غير مَحَله وَذهب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من غير وَجهه ويصرفه فِي غير مَحَله وَأما الفخذان فقوة الْإِنْسَان ومكسبه ومعيشته وَقَومه وعشيرته فَمَا رُؤِيَ فِي ذَلِك مِمَّا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لذَلِك. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن فَخذه قطع فَإِنَّهُ يُفَارق أَهله وَيَمُوت غَرِيبا فاليمين يدل على قرَابَة الْأَب وَالشمَال يدل على قرَابَة الْأُم فَمن رأى أَن شَيْئا من لَحْمه مزق فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة لمن نسب إِلَيْهِ وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه ربط فَخذيهِ بِحَبل فَإِنَّهُ يكون مجتمعا بأقربائه لَا يفارقهم (وَمن رأى) أَن فَخذه تحول معدنا أَو نباتا فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر هُوَ طَالبه أَو حُدُوث مَا يكره قومه لَهُ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْفَخْذ تؤول على اربعة أوجه أهل بَيت واصحاب وحشم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 663 وَمَال وَأما الركبتان فهما لكل إِنْسَان معيشته ومطلبه فَمَا رئي فِي ذَلِك من شين أَو زين فيؤول على ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: الرّكْبَة قيام الْإِنْسَان بشغله فميزها على كثير من الْأَعْضَاء واستحسنها ونعوذ بِاللَّه من الْحَادِث فِيهَا وَأما نفس الرمانة وعينها فتؤول عَنهُ بَعضهم بِرَأْس المَال وَأما الساقان فهما مَال الانسان ومعيشته واعتماد سلوكه وسياقه فَمَا رئي فِي ذَلِك مِمَّا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لَهما. (وَقَالَ جَابر المغربي) : سَاق الرجل يؤول بِالْمَرْأَةِ وسَاق الْمَرْأَة يؤول بِالرجلِ فَمن رأى أَن سَاقه الْتفت بساق آخر فَهُوَ عَلامَة الْهَلَاك وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى سَاقه حسن فَإِنَّهُ يساق لأمر يكون فِيهِ سليما وَإِن رَآهُ قبيحا فَإِنَّهُ يساق إِلَى أَمر مَكْرُوه وَقَالَ بَعضهم: من رأى فِي سَاقيه تعطيلا أَو مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يعْذر فِي جَمِيع مَا هُوَ قَائِم بِهِ (وَمن رأى) أَن سَاقه خشب أَو مَعْدن فَإِنَّهُ يضعف عَن طلب رزقه والتماس معيشته وَإِن كَانَ لَهُ عبد أَو دَابَّة ذهبت عَنهُ أَو هَلَاكه واما الرّجلَانِ فهما الأبوان أَو جمله أَو مَا يقوم عَلَيْهِ الْإِنْسَان فِي مَكَانَهُ من الرزق أَو يحمل عَلَيْهِ من الدَّوَابّ ويحتوي عَلَيْهِ من ثروة أَو سفر فَمَا رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين كَانَ تَأْوِيله فيهمَا وَقَالَ دانيال: من رأى أَن رجله الْوَاحِدَة قطعت أَو كسرت فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب نصف مَاله أَو موت أحد أَبَوَيْهِ (وَمن رأى) ذَلِك الْحَادِث فِي رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على سَفَره أَو ذهَاب مَاله أَو مَوته وَمن رأى رجلَيْهِ حديدا أَو نُحَاسا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة عمره وَمَاله (وَمن رأى) أَن رجلَيْهِ شدا وربطا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مِمَّن فعل بِهِ ذَلِك خير وَمَنْفَعَة وَإِن رأى أَنه بفرد رجل وانه يسير عَلَيْهَا مجدا فَإِنَّهُ يعْتَمد على من لَا يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة ويكتفي بِغَيْرِهِ عَمَّا أمله مِنْهُ وَزِيَادَة (وَمن رأى) أَن رجله شدت إِلَى خشب فَهُوَ مَحْمُود (وَمن رأى) أَن رجله تحولت رجل شَيْء من الْحَيَوَان فَهُوَ دَلِيل الْقُوَّة قَالَ بعض المعبرين: يتَعَيَّن على من رأى أَن رجلَيْهِ كسرتا ان لَا يقرب ذَا سُلْطَان أبدا. (وَمن رأى) أَن رجله تتوثب فَإِنَّهُ يطْلب الزَّوْج (وَمن رأى) أَن برجليه مَا يؤلمه وَلَيْسَ يعلم مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله بِحَيْثُ لَا يشْعر بِسَبَبِهِ (وَمن رأى) أَن لَهُ ارجلا كَثِيرَة فَإِن كَانَ فِي قَصده السّفر فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَ فَقِيرا يَسْتَغْنِي وَإِن كَانَ ذَا حَاجَة قضيت وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي (وَقَالَ جَابر المغربي) : (وَمن رأى) أَن رجلَيْهِ صارتا كأرجل الطُّيُور فَهُوَ مَحْمُود وَإِن رأى أَن رجلَيْهِ منقشين لَا خير فِيهِ (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الرجلَيْن تؤول على سَبْعَة أوجه: عَيْش وَعمر وسعي وَمَال وَقُوَّة وسفر وَامْرَأَة وَأما القدمان فزينة مَال الرجل وأعمال بره وسره وأصابعهما جواريه وغلمانه فَمَا رأى فيهمَا من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك وَأما الْعِظَام فَمَال الرجل الَّذِي مِنْهُ معيشته وَالْعَبِيد وَالدَّوَاب فمهما رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين يؤول فيهم. (وَقَالَ ابْن سِيرِين: الْعظم) مَال ومعيشة فَمن أصَاب شَيْئا فَإِن كَانَ عَلَيْهِ مَا يستره فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي ذَلِك (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (وَمن رأى) أَنه شدّ عظما مكسورا فَإِنَّهُ حُصُول ابهة وَقُوَّة وسحق الْعظم فِيهِ خلاف مِنْهُم من قَالَ انه مَحْمُود وَمِنْهُم من قَالَ غير ذَلِك (وَقَالَ السالمي) : الْعِظَام تؤول على أَرْبَعَة أوجه دين وَمَال وعظمة وابهة وَقَالَ بَعضهم: جَمِيع الْعِظَام سَوَاء كَانَت لانسان أَو لدواب فَهِيَ مَال (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا جَمِيع الْعِظَام ان كَانَت لانسان ميت فَإِنَّهُ يدل على اتِّبَاع سنة أَو حُصُول مَال من جِهَة وَإِن كَانَ مَعْرُوفا يدل على اكْتِسَاب من مَاله وَإِن كَانَ مَجْهُولا فحصول مَال وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ الْعظم لحيوان فَإِن كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ حُصُول مَال حَلَال وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حُصُول مَال حرَام وَأما المخ قَالَ دانيال مخ الرَّأْس وَالْعِظَام مَال مخفي فَمَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى مَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حَلَال وَمَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى مَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حرَام وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) مخه ظهر فِي أَنفه على الأَرْض فَإِنَّهُ ذهَاب رَأس مَاله. (وَمن رأى) إِن رَائِحَة مخه كريهة لَا يُؤَدِّي الزَّكَاة وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه أكل من مخ إِنْسَان ميت فَإِنَّهُ يُؤْكَل من مَاله بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَ مَجْهُولا فحصول على مَنْفَعَة على كل حَال وَقَالَ بعض المعبرين: لَا بَأْس برؤيا المخ خُصُوصا ان أكل مِنْهُ (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : ورؤيا المخ تؤول على ثَلَاثَة أوجه: مَال مخفي وعقل رَاجِح وصبر مشكور وَأما العصب وَالْعُرُوق فَهُوَ مؤلف أمره وَسَائِل أهل بَيته وأنسابه وعصبته فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك فَمن رأى أَن عصبا من أعصابه أَو عرقا قطع أَو يبس فَهُوَ على وَجْهَيْن إِمَّا خلل فِيمَا ذكر أَو موت (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن أعصابه وعروقه زَادَت فَإِنَّهُ تكْثر عصبته وحشمه ونسله (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 664 العصب وَالْعُرُوق من سَائِر الْحَيَوَان جَمِيعه أَمر يحصل بِهِ مَنْفَعَة وَقيل قطع الْعُرُوق غَرَامَة وَأما الْجلد فَهُوَ زِينَة ورياسة وَستر وبركة ومعيشة وَمؤنَة وحياة وَكِسْوَة فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو مَا يشين فيؤول عَلَيْهِم وَقَالَ دانيال: من رأى لون جلده تغير بلون غَيره مِمَّا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ هم وغم (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى جلده ثخن فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه استهزاء بِالنَّاسِ وَعدم التفاته لَهُم وَزِيَادَة فِي المَال وَطول حَيَاة وجمال فِي الملبس (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : جَمِيع جُلُود الْحَيَوَان مَال فَمن رأى جلد الْبَعِير فَهُوَ مَال من جِهَة مِيرَاث وَمَا كَانَ من جلد مَا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل فَمَال حرَام (وَمن رأى) أَنه يسلخ جلدا فَإِنَّهُ يداوي الْأُمُور الْمُهْملَة المفروغ عَنْهَا وَيصير على النظام والسداد وَيكون مصلحا بَين النَّاس وَالله أعلم. (الْبَاب الْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا مَا يلْحق الْإِنْسَان من الْأَمْرَاض والقروح والنوابت والبرص والجرب وَجَمِيع الْآفَات) (قَالَ الْكرْمَانِي) : الضعْف وَالْمَرَض لَيْسَ بمحمود لِأَنَّهُ فَسَاد فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى: {لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ} الْآيَة وَرُبمَا كَانَ يكثر الأباطيل وَقيل: من رأى أَن مَرضه طَال فَإِنَّهُ يلقى الله على خير حَاله (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه مرض من غير ألم فَإِنَّهُ يرى قُرَّة عين وَلَا يَمُوت تِلْكَ السّنة وَقَالَ بعض المعبرين: الْمَرَض هم وغم وَرُبمَا أَنه يخَاف من أَشْيَاء يرجوها وَإِن رأى الْمَرِيض أَنه عَاد صَحِيحا وَهُوَ يكلم النَّاس أَو يكلمونه فَهُوَ برْء وَحُصُول شِفَاء وَإِن رأى ذَلِك وَأَنه لَا يتَكَلَّم مَعَ أحد وَهُوَ خَارج من منزله رُبمَا دلّ على مَوته (وَمن رأى) أَن ذَا سُلْطَان مَرِيض فَلَيْسَ بمحمود فِي حق الرَّائِي وَإِن كَانَ بَينه وَبَين أحد خصام فَإِنَّهُ مغلوب وَإِن رأى هَذِه الرُّؤْيَا من هُوَ فِي حَرْب أَصَابَهُ فِي أَعْضَائِهِ جِرَاحَة (وَقَالَ جَابر المغربي) من رأى أَنه ضَعِيف فَإِنَّهُ يفرط فِي أَدَاء الْفَرَائِض وَإِن رأى عَلَيْهِ حق لَا يقوم بِهِ وَقيل الضعْف ضعف الْقُدْرَة وَضعف الهمة وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود إِلَّا أَن يرى الْإِنْسَان أَن زَوجته ضَعِيفَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينهَا (وَمن رأى) أَنه هزل لَا خير فِيهِ وَلَا بَأْس للضعيف أَن يرى نَفسه سمينا (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من كَانَ مَرِيضا فَرَأى شَيْئا من الْبَهَائِم فَهُوَ جيد فِي حَقه وَلَا خير فِيمَن يرى أَنه نقص لَهُ شَيْء من الْمَرَض وَقَالَ أَيْضا: رُؤْيا الْمَرَض فرج من غم وظفر على الْأَعْدَاء وإصابة مَال وَإِذا رأى فِي الْمَنَام مَا يدل على الْخَيْر وَأَرَادَ بذلك أَن الْمَرِيض ينْتَظر الشِّفَاء والمظلوم ينْتَظر الظفر وَذكر قبل مَا بِهِ خصب سَائِر الورى إِلَى آخِره هَذَا إِذا كَانَ مَعَ فقر وانخضاع وَأما الْأَغْنِيَاء فَهُوَ فقر وحاجة وَلَيْسَ لَهُم ذَلِك بمحمود وَقَالَ بعض المعبرين: الورم حبس خُصُوصا ان كَانَ الضَّعِيف يشكو مِنْهُ فالمصيبة أعظم. (وَقَالَ دانيال) : مَتى رأى أَنه ضَعِيف بِرَأْسِهِ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يرتكب معاصي كَثِيرَة فليتب إِلَى الله وَيرجع وَيتَصَدَّق فَلَعَلَّهُ يغْفر لَهُ لقَوْله تَعَالَى: {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه} الْآيَة (وَمن رأى) أَن جَبينه يؤلمه فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي جاهه ومنزلته (وَمن رأى) أَن فِي عَيْنَيْهِ ضعفا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي رزقه وهم وغم وحزن وَقد تقدم بعض الْكَلَام فِي الْأَعْضَاء على مَا يتَعَلَّق بِالْعينِ وَأما إِذا رأى أحدا يداويه أَو يكحله فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح (وَمن رأى) أَن أُذُنه بهَا وجع فَإِنَّهُ يستمع مَا يكره من أعدائه (وَمن رأى) أَن أَنفه يؤلمه أَو بِهِ مَا لَيْسَ يحمد مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يصل إِلَى مضرَّة (وَمن رأى) أَن لِسَانه يؤلمه فَإِنَّهُ وبال فِي حَقه وَرُبمَا يكون كذبا (وَمن رأى) أَن فِي فَمه ضعفا وألما إِنَّه يُنكر على كَلَامه الَّذِي يتَكَلَّم بِهِ (وَمن رأى) أَن فِي فَمه ضعفا وَهُوَ يؤلمه فَإِنَّهُ هم وغم وحزن وَمن رأى أَن اسنانه بهَا وجع فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم من جِهَة أقربائه (وَمن رأى) أَن بِرَقَبَتِهِ وجعاً وَهُوَ يؤلمه فَإِنَّهُ يكون عِنْده أَمَانَة أهملها وَلم يوف بذلك (وَمن رأى) أَن قلبه ضَعِيف وَبِه ألم فَإِنَّهُ يَأْكُل الْحَرَام (وَمن رأى) أَن ظَهره بِهِ ضعف فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا ان كَانَ كَبِير سنّ يحصل لَهُ مَا يغمه وَرُبمَا دلّ على الذلة (وَمن رأى) أَن بجنبه وجعا فَإِنَّهُ يدل على تكدر الْقلب والخاطر من جِهَة قومه وضيق صَدره (وَمن رأى) أَن بكبده مَرضا وَهُوَ يؤلمه فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الشَّفَقَة على عِيَاله وَلَيْسَ عِنْده الْتِفَات اليهم (وَمن رأى) أَن بِيَدِهِ مَرضا فَإِنَّهُ يجفو أَخَاهُ أَو شَرِيكه أَو صديقه (وَمن رأى) أَن بأصابعه ضعفا وألما فَإِنَّهُ يكون مقصرا فِي صلَاته (وَمن رأى) أَن صَدره ضَعِيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 665 وَبِه ألم فَإِنَّهُ يكون مهملا فِي حق عِيَاله وَلَا يرضيهم فِي قوتهم (وَمن رأى) أَن أَبَوَيْهِ ضعفا وَقد هزلا أَو أَحدهمَا فَلَا خير فِيهِ وَقيل إدبار دنيا عَنهُ (وَمن رأى) كَأَنَّهُ يخْدم ضَعِيفا فَإِنَّهُ يكْسب الْأجر وَالثَّوَاب وَقيل يتَقرَّب إِلَى فَاسد الدّين بِمَا يحسن بِرَأْيهِ وَهُوَ فِي ذَلِك مَذْمُوم (وَمن رأى) أَن بصدره ألما من سعال وَخرج بِهِ بلغم فَإِنَّهُ يشكو حَاله لأحد بِسَبَب مَاله وَإِن شغل بسوقه فَإِن الشكوى تكون محالا وَإِن كَانَت السعلة رطبه فَإِنَّهُ يشكو من أهل بَيته وَإِن كَانَ بِدَم فَإِنَّهُ يشكو من أَوْلَاده وَإِن كَانَت صفراء فَإِنَّهُ قَلِيل الذُّرِّيَّة وخلقه ضيق وَإِن كَانَ السعال بِحَضْرَة ذَوي مناصب فَإِنَّهُ يكون مهموما بِسَبَب الدّين وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الضعْف من السعال تدل على الْمقدرَة والضعف (وَمن رأى) أَنه أَرَادَ السعال وَهُوَ ضَعِيف لم يخرج ذَلِك مِنْهُ فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا يكون قرب أَجله. (وَقَالَ جَابر المغربي) : وَمن رأى أَنه ضعف وَهُوَ شَاب وَأَرَادَ السعال فَظهر مِنْهُ بلغم فَإِنَّهُ خير وَفرج من هم وغم وَمن شَرق من سعاله فَإِنَّهُ يَمُوت وَلَا خير فِي الشرق (وَمن رأى) أَنه ضَعِيف بالسعال لَا يَتُوب بل يتزايد فِي الْفسق والعصيان (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْأَمْرَاض من الرُّطُوبَة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات والأمراض الحادة دَلِيل على هم من قبل الْملك وَأما الْأَمْرَاض من اليبوسة فانها تؤول باسراف المَال فِي غير مرضاة الله تَعَالَى وَأخذ دُيُون من النَّاس وَلم يعزم على قَضَائهَا (وَمن رأى) أَنه وَقع فِي مَكَان طاعون فَإِنَّهُ يحدث فِيهَا حَرْب (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : رُؤْيا الطَّاعُون تدل على الْبلَاء والفتنة والهم وَالْغَم (وَمن رأى) أَنه بِهِ عِلّة الطَّاعُون فَإِنَّهُ يكون وَاقعا فِي ذَلِك (وَقَالَ جَابر المغربي) الطَّاعُون يؤول بِالْخُصُومَةِ والغيظ وَالْخَوْف والرجفة وَقَالَ بعض المعبرين: أكره رُؤْيا الطَّاعُون وسماعه سَوَاء كَانَ فِي الْيَقَظَة أَو فِي الْمَنَام وَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ ذَلِك بمحمود وَاعْترض عَلَيْهِ بعض المعبرين وَقَالَ: من رأى أَنه حدث بِهِ الطَّاعُون فَإِنَّهُ يدل على مَوته شَهِيدا وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال (وَمن رأى) أَنه مَسْمُوم فَإِنَّهُ قد لج فِي أَمر قد جد فِيهِ وَرُبمَا يُصِيبهُ هم وغم وكرب فَإِن قَتله السم أصَاب بِسَبَب ذَلِك خيرا وَقَالَ بعض المعبرين: السم مَال حرَام فَمن أكل مِنْهُ أَو ملكه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر ذَلِك خُصُوصا ان رأى بجسمه ورما مِنْهُ وَقَالَ بَعضهم: من رأى أَنه يشرب السم فَإِنَّهُ يكون عِنْده حقد بِسَبَب شخص وَهُوَ يَكْتُمهُ (وَمن رأى) أَنه مَجْنُون فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام من رَبًّا لقَوْله تَعَالَى: {الَّذين يَأْكُلُون الرِّبَا لَا يقومُونَ} الْآيَة وَقيل: رُؤْيا الْجُنُون تدل على الْغنى لقَوْل بَعضهم: (جن بِهِ الدَّهْر فأورثه غنى ... يَا وَيْح من جن بِهِ الدَّهْر) وَمن رأى أَنه صرع من الْجُنُون وَغَابَ عَن صَوَابه لَا يعلم بِنَفسِهِ فَإِنَّهُ يكون مكروبا مسحورا أَو ينهب مَاله أَو يحصل لَهُ مُصِيبَة وَقيل كسْوَة من مِيرَاث وَرُبمَا كَانَ حُصُول سُلْطَان ان كَانَ من أَهله وجنون الصَّبِي مَال وغنى لِأَبِيهِ وجنون الْمَرْأَة خصب السّنة وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْمَجْنُون تؤول على خَمْسَة أوجه: ملك غشوم وحيوان عطوب وإنسان فَاسد فِي دينه وَرِجَال مَعْرُوفَة بِلَا أدب وعدو وخصوم فَمن رأى أَنه حدث من مَجْنُون مَا يكره مثله فِي الْيَقَظَة وَحصل بِهِ مضرَّة فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر من أحد الْخَمْسَة الْمَذْكُورين وَإِن لم يصل إِلَيْهِ بِسوء فَيدل على السَّلامَة والأمن وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى مَجْنُونا يسحبه وَهُوَ خَائِف مِنْهُ وَلم يحصل إِلَيْهِ مِنْهُ مضرَّة فَهُوَ عَدو يكون الرَّائِي فِي أَمَان مِنْهُ وَأما الْمَرْأَة الْمَجْنُونَة فتؤول بالدنيا فَمن رَآهَا مقبلة عَلَيْهِ فَإِنَّهَا سنة مخصبة وَقيل دنيا تصيبه وَإِن خَافَ مِنْهَا كَانَ مَا أَصَابَهُ من ذَلِك مَال وَهن فَإِن أَعطَتْهُ شَيْئا فَهُوَ خير لَهُ وَزِيَادَة إِن رَآهَا مُدبرَة وَهُوَ يتبعهَا وَلم يلْحقهَا فَإِنَّهُ رَاغِب فِي تَحْصِيل دنيا وَهُوَ محروم مِنْهَا فَإِن لحقها نَالَ مَا يؤلمه مِنْهَا فَإِن بطشت بِهِ فَفِيهِ خلاف مِنْهُم من قَالَ مَحْمُود وَقيل مَذْمُوم وَقَالَ بعض المعبرين: إِن رأى مَجْنُونَة تسحبه وَهُوَ يهرب مِنْهَا فَهُوَ زاهد فِي الدُّنْيَا وَهِي مقبلة عَلَيْهِ. (وَمن رأى) أَنه أَجْذم أَو أبرص فَإِنَّهُ ينَال مَالا ونعمة وكرامة لقَوْله تَعَالَى: {فَأَما الْإِنْسَان إِذا مَا ابتلاه ربه فَأكْرمه ونعمه} رُبمَا يكون البرص مَالا وَكِسْوَة والحذاء إِذا مَا سَالَ مِنْهُ دم وقيح فحصول مَال حرَام وَرُبمَا ينْسب لصَاحب الجذام أَمر قَبِيح وَهُوَ بَرِيء مِنْهُ وَرُبمَا ينزل بِهِ بلَاء فِي نَفسه أَو فِي مَاله أَو فِي عِيَاله وَقيل رُؤْيا الأجذم والأبرص مَعهَا مصاحبة من يكرههُ (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه مجذوم فَإِنَّهُ يحبط عمله بجراءته على الله تَعَالَى ويتهم بِأَمْر لَيْسَ فِيهِ وَقيل من رأى أَنه مجذوم حَال الصَّلَاة فَيدل على أَنه ينسى الْقُرْآن (وَمن رأى) فِي جِسْمه قوبا كثيرا أَو وَاحِد فَإِنَّهُ مَال يخْشَى صَاحبه من مُطَالبَته وَقيل القوبة فِي الْجِسْم كَلَام يطْمع فِيهِ يحصل بِهِ نقص وَرُبمَا يكون حُصُول أَمر يكرههُ وَأما الصِّحَّة من هَؤُلَاءِ فمحمودة وَإِن لم يكن فِيهِ حُصُول مَال (وَإِن رأى) أَن على بدنه شَيْئا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 من القروح والنوابت فَإِنَّهُ يُصِيب بِقَدرِهَا مَالا حَرَامًا إِلَّا أَن يكون فِي عُنُقه فَإِنَّهُ دُيُون وأمانات عَلَيْهِ وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى فِي جسده شَيْئا من ذَلِك نزل بِهِ وَقيل تصاب زَوجته فِي أقربائها قيل يضْرب بالسياط وَقيل إِنَّه يَأْكُل لحوله النَّاس بالغيبة والنميمة وَرُبمَا تخرج القروح على أوجه كَمَا يَرَاهَا. (وَمن رأى) أَنه مَحْمُوم فَإِنَّهُ حُصُول كرب (وَإِن رأى) أَنه بالباردة فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يكون فِيهِ مَغْلُوبًا وَلَيْسَ فِي الرؤيتين خيرا (وَمن رأى) أَنه بِهِ قولنجا فَهُوَ مقتر على عِيَاله فِي رزقه (وَمن رأى) أَن بِهِ وجعا فِي بَطْنه أَو ثقلا فَإِنَّهُ يدل على محبته لأقربائه (وَمن رأى) أَن بسرته ألما فَإِنَّهُ يدل على أَن يسيء الْمُعَامَلَة مَعَ زَوجته (وَمن رأى) أَن بِقَلْبِه ألماً دلّ على نفَاقه وشكه فِي الْحق لقَوْله تَعَالَى: {فِي قُلُوبهم مرض} وَأما الكرب فِي الْقلب فَيدل على التَّوْبَة (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن بِقَلْبِه ألما فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَال (وَمن رأى) أَن كبده عليل فيؤول بتأسفه على وَلَده (وَمن رأى) ضعفا فِي طحاله فَيدل على أَنه يفْسد مَالا وَأما ضعف الرئة فَيدل على قرب أَجله (وَمن رأى) ضعفا بظهره فَإِنَّهُ يؤول بكبر سنّ الانسان والانحناء افتقار (وَمن رأى) بفخذه ألما فَإِنَّهُ يؤول بالعشيرة (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى ضعفا فِي أحد أَعْضَائِهِ وَلم يصبر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسمع كلَاما قبيحا من قَرِيبه الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعُضْو (وَمن رأى) ضعفا فِي أحد أَعْضَائِهِ من خدش أَو جرح قَالَ الخادش: يحصل مِنْهُ مضرَّة (وَمن رأى) بجبهته ألما لَا يَسْتَطِيع النِّتَاج مِنْهُ فَإِنَّهُ يَمُوت عَاجلا وَأما ضعف السّمع فَإِنَّهُ ضعف فِي الْمقدرَة والمعيشة وَأما الْأَلَم فِي الثديين فَإِنَّهُ ضَرَر (وَمن رأى) أَنه مبتلي وبجسده مَا يَأْكُل مِنْهُ كالهوام وَغَيرهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا كثيرا وحشما وعيالا وَأما الجرب فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: وَكَلَام فَاحش يطبع فِيهِ وَحُصُول شَيْء يكرههُ وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى بجسده جربا فَإِنَّهُ حُصُول مَال بتعب وَنصب وعسر فَإِن حكه وَخرج مِنْهُ مَاء نَالَ مَالا بِغَيْر تَعب (وَمن رأى) على جسده جربا كثيرا وبريء فِي الْحَال يؤول على وَجْهَيْن ذهَاب مَال أَو خلاص من هم وغم فَإِن بَقِي أَثَره فِي جسده فَإِنَّهُ يجمع مَالا وَأما حِصَار الْبَوْل فَهُوَ مَا يكره الانسان وَقيل ضعف فِي الْقُوَّة (وَمن رأى) أحدا من أَرْبَاب العلاج وَهُوَ يداوي شَيْئا يؤلمه فَإِنَّهُ يدل على مصادقة من يحصل مِنْهُ مَنْفَعَة وَالله أعلم. (الْبَاب الْحَادِي وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الدَّم والقيح والصديد والسم والقيء والامتلاء وَنَحْوه وَمَا يخرج من السَّبِيلَيْنِ) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الدَّم) (وَمن رأى) أَنه يخرج مِنْهُ دم من غير جرح فَإِنَّهُ ان كَانَ ذَا منصب يقبل الرِّشْوَة ويتناولها وَإِن لم يكن فحصول ضَرَر وَإِن رأى الدَّم يخرج من جراحات فحصول هم وغم وخسارة وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يشرب دَمًا فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام أَو اهراق دم بِغَيْر حق وَمن رأى أَن بجسمه مَكَانا يخرج مِنْهُ دم أَو صديد فلطخ جسده أَو ثَوْبه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقَدرِهِ وَإِن لم يلطخ شَيْئا فَإِنَّهُ يخرج من اثم وَمن رأى أَنه يسيل من وَجهه دم أَو قيح ولطخ ثَوْبه وَجَسَده فنظيره الأول وَإِن لطخ غَيره مِمَّا يخرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يدْفع مَاله إِلَيْهِ ان كَانَ يعرفهُ وَإِن جَهله فخسارة (وَمن رأى) أَنه يخرج من جسده دم من طعنة بِرُمْح فَإِنَّهُ يَصح جِسْمه وَيكثر مَاله وَإِن كَانَ مُسَافِرًا دلّ على السَّلامَة ورجوعه (وَمن رأى) أَنه يخرج دم من عروقه فَإِنَّهُ يؤول بِنَقص فِي مَاله على قدر الدَّم وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتَفَادَ مَالا بِقَدرِهِ (وَمن رأى) دَمًا يخرج من قضيبه فَإِنَّهُ يدل على سقط زَوجته (وَمن رأى) دَمًا يخرج من دبره فَإِن أصَاب بدنه أَو ثِيَابه نَالَ مَالا حَرَامًا. (وَمن رأى) دَمًا يخرج من اسنانه يُصِيبهُ هم من قبل أَقَاربه وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى دَمًا مجموعا بمَكَان ثمَّ وَقع فِيهِ فَإِنَّهُ يتهم بِمَا يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ من قتل نفس بِغَيْر حق (وَمن رأى) بمَكَان نَهرا من دم أَو ميزابا سَائِلًا فَإِنَّهُ سفك دم وَقَالَ دانيال: وَإِن رأى أَنه خرج دم من أَنفه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال من وَجه حرَام وَإِن كَانَ الدَّم قَلِيلا وَلم يلوث ثَوْبه وَرَأى مَعَه ضعفا فَإِنَّهُ يدل على الْفقر وَنقص المَال وَإِن عَادَتْ قوته بعد الضعْف كَانَ مَالا حَرَامًا وَإِن لم ير عِنْد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 667 خُرُوجه ضعفا وَكَانَ الدَّم قَلِيلا جدا فَإِنَّهُ فرج من هم وغم لقَوْل بَعضهم: نقطة دم تفريج هم (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى دَمًا دَقِيقًا سَائِلًا فِي أَنفه دلّ على إِصَابَة مَال حرَام وَإِن كَانَ غليظا دلّ على سقط حَامِل وَقيل إِن الرعاف إِصَابَة (وَمن رأى) أَن كنز رعافه يقطر فِي الطَّرِيق فَإِنَّهُ يُؤَدِّي زَكَاة مَاله على الشَّرْع (وَمن رأى) أَن أَنفه رعف وَهُوَ يظنّ أَنه يَنْفَعهُ نَالَ من رئيسه مَالا وَخيرا أَو إِن كَانَ يظنّ أَنه يضرّهُ نَالَ من رئيسه مَالا يكون عَلَيْهِ وبال ويصيبه بعد ذَلِك مَا يكرههُ (وَمن رأى) أَنه يخرج من عَيْنَيْهِ دم فَإِنَّهُ حزن وفراق. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْقَيْح والصديد) (قَالَ جَابر المغربي) : من رأى بِهِ عِلّة من الْعِلَل مملؤة بِشَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ مَال وَمَنْفَعَة من وَجه حرَام فَمن رأى ان ذَلِك سَالَ مِنْهُ أَو خرج فَإِنَّهُ ذَهَابه عَنهُ وَقيل من رأى شَيْئا من ذَلِك انبط وَخرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ فرج من غم وهم وَرُبمَا نَالَ رَاحَة من تَعب وَشدَّة وَإِن رأى أَنه لحس شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا بكراهية وَقَالَ بعض المعبرين: وَيكون زَانيا (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الدَّم يؤول بِالذَّهَب والقيح يؤول بِالْفِضَّةِ وَرُبمَا كَانَ أمرا قبيحا يُنكره الخاطر (وَمن رأى) أَن قَيْحا يخرج من ذكره فَإِنَّهُ ينْكح لِأَن الْقَيْح يشبه المنى وَإِن خرج الْقَيْح من دبره لَا خير فِيهِ. 5 - (فصل فِي رُؤْيا السم) تقدم الْكَلَام فِي ذكر الْأَمْرَاض عَلَيْهِ لكَونه من جملَة الْعِلَل وَقَالَ بعض المعبرين: تَعْبِيره جملَة مَال حرَام وَحرب وَقتل النَّفر وشغل لَا فَائِدَة لَهُ فِي أَمر من أُمُور الْآخِرَة وَقَالَ آخَرُونَ: اسْتِعْمَال السم طول حَيَاة وَمَنْفَعَة دنيوية. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْقَيْء والامتلاء وَنَحْوه) (فَمن رأى) أَنه تقيأ وَكَانَ ذَلِك سهلا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على التَّوْبَة من الْمعْصِيَة وَالرُّجُوع إِلَى الله تَعَالَى أورد الْحق إِلَى أَهله وَإِن عسر عَلَيْهِ ذَلِك يكون عُقُوبَة والتسهيل خير يَنَالهُ وَإِن رأى ذَلِك الْمَرِيض فَهُوَ مَوته وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة حُبْلَى فَإِنَّهَا تسْقط وَإِن رأى أَنه أكل قيأه فَإِنَّهُ يرجع فِي هِبته كَالْكَلْبِ يرجع فِي قيئه وَقيل بخل وتقتير (وَمن رأى) أَنه يُرِيد الْقَيْء وَلَا يقدر على ذَلِك أرجاء لحلقه ثمَّ رَجَعَ فَإِنَّهُ يدل على صعوبة التَّوْبَة عَلَيْهِ وَإِن تَابَ رَجَعَ إِلَى الْمعْصِيَة وَإِن رأى أَنه تقيأ وَلم يخرج مِنْهُ شَيْء أَو خرج مَا يكرههُ فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض وَإِن خرج بلغم فَإِنَّهُ يعافى سَرِيعا وَإِن تقيأ دَمًا فَإِنَّهُ يدل على الْوَفَاء وَإِن كَانَ صفراء فَإِنَّهُ يُؤمن من الضعْف وَإِن كَانَ سَوْدَاء فَإِنَّهُ يخلص من الْهم (وَمن رأى) أَنه تقيأ جَمِيع مَا فِي بَطْنه يدل على هَلَاكه (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْقَيْء على سِتَّة أوجه: تَوْبَة وندامة ومضرة وخلاص من غم وَأَدَاء أَمَانَة وَحل أُمُور صعاب وَإِن رأى أَنه تقيأ وَهُوَ صَائِم ثمَّ انغمس فِيهِ فَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين يقدر على وفائه وَلَا يَقْضِيه فَهُوَ آثم على ذَلِك وَإِن رأى أَنه تقيأ عسلا فَهُوَ تَوْبَة وَإِن رأى أَنه يُصِيب تَفْسِيرا لِلْقُرْآنِ وَإِن تقيأ لَبَنًا ارْتَدَّ عَن الْإِسْلَام وَإِن رأى انه تقيأ طَعَاما غليظا يذهب مِنْهُ شَيْء (وَإِن رأى) أَنه تقيأ أَحْمَر فَإِنَّهُ يَتُوب عَن سوئه وَإِن كَانَ تَائِبًا عَنهُ فَإِنَّهُ يسْتَمر على التَّوْبَة وَمن رأى أَنه تقيأ كثيرا حسن اللَّوْن فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد حسن وَقيل غير ذَلِك. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الامتلاء) وَمن رأى أَن بِهِ امتلاء فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: السعَة وَتغَير الْبدن وَقيل رُؤْيَاهُ للتاجر تدل على صدقه فَإِن خرج مِنْهُ شَيْء بَين يَدي شَاب فَإِنَّهُ يفشي سره لعَدوه وَرُبمَا يحصل ثمَّ يذهب. 8 - (فصل فِي رُؤْيا مَا يخرج من الْإِنْسَان من الْبَوْل وَالْغَائِط وَالرِّيح) (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : إِن رأى أَنه بَال فِي مَكَان يَقْتَضِي أَنِّي كَون مَحَله فَإِنَّهُ فرج من هم وغم (الْكرْمَانِي) وَإِن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 668 أَنه بَال دَمًا فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد نَاقص (وَمن رأى) أَنه بَال على الْمُصحف فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد يكون حَافِظًا وطالب علم وَإِن رأى أَنه بَال الْبَعْض وَتَأَخر بَاقِيه فَإِنَّهُ اتلاف بعض مَاله بِيَدِهِ وتضييع الْبَاقِي بِمَشَقَّة (وَمن رأى) أَنه بَال وَالنَّاس يمسحون وُجُوههم من بَوْله فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد تتبرك بِهِ النَّاس من صَلَاحه (وَقَالَ جَابر المغربي) : (وَمن رأى) أَنه بَال فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يدّخر مَاله وَإِن رأى أَنه بَال على ثِيَابه فَإِنَّهُ ينْفق مَاله على عِيَاله لَكِن بخصومة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى أَنه يَبُول فِي مَوَاضِع مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة مَجْهُولَة (وَمن رأى) أَنه يَبُول بوعاء لَهُ فَإِنَّهُ ينْفق من كسب حَلَال (وَمن رأى) أَنه بَال فِي بِئْر فَإِنَّهُ ينْفق من كسب حَلَال وَإِن رأى أَنه بَال سلْعَة فَإِنَّهُ يخسر بِسَبَب تِلْكَ السّلْعَة (وَمن رأى) أَنه يَبُول وَآخر أَيْضا يَبُول فاختلط بولهما وَقع بَينهمَا مُوَاصلَة ومصاهرة (وَإِن رأى) كَأَنَّهُ حاقن فَإِنَّهُ يغْضب على امْرَأَته فَإِن غلب الْبَوْل عَلَيْهِ وَلم يجد موضعا فَإِنَّهُ يُرِيد دفن مَال وَلَا يجده. (وَمن رأى) أَن إنْسَانا بَال عَلَيْهِ فَإِنَّهُ ينْفق مَاله عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَن امْرَأَة تبول كثيرا فانها تشْتَهي الرِّجَال (وَمن رأى) أَنه يشرب بَوْل أحد مَعْرُوف فَإِنَّهُ يكثر محبته وَرُبمَا كَانَ ضِدّه ذَلِك (وَمن رأى) كَأَنَّهُ بَال أصفر يَأْتِيهِ ولد ضَعِيف. (وَقَالَ السالمي) : وَإِن رأى أَنه يَبُول فِي مَوضِع متخذ للأبوال وَكَانَ كثيرا فَإِنَّهُ إِن كَانَ مكروبا فرج الله عَنهُ وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ ذَا مَال أَو دين يقْضِي مَاله أَو دينه وَإِن بَال الْبَعْض وَترك الْبَاقِي انفرج عَنهُ كربه وَزَالَ بعض مَاله وَإِن رأى أَنه بَال فِي دَار قوم أَو محلّة أَو بَلْدَة أَو قَرْيَة فَإِنَّهُ يطْرَح هُنَاكَ نطفته بمصاهرة (وَمن رأى) أَنه بَال فِي مَسْجِد أَو على مِنْبَر فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد يكون إِمَامًا للنَّاس (وَمن رأى) أَنه يَبُول فِي قَارُورَة أَو طست فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْبَوْل تؤول على وُجُوه إِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ عبدا عتق وَإِن كَانَ أَسِيرًا فرج عَنهُ وَإِن كَانَ مُسَافِرًا عَاد إِلَى وَطنه وَإِن كَانَ عَالما أَو قَاضِيا فَلَيْسَ بمحمود وَإِن كَانَ تَاجِرًا دلّ على نُقْصَان مَا انجر فِيهِ. 9 - (فصل فِي رُؤْيا الْغَائِط) وَهِي تؤول على وُجُوه كَثِيرَة وللمعبرين فِيهَا اخْتِلَاف وَقد عددوها وكل مِنْهُم تكلم بِشَيْء وَنَذْكُر مَا قَالُوهُ فِي الأَصْل ثمَّ تفرع قَول كل مِنْهُم الْغَائِط مَال حرَام ورزق من ظلم وَفَرح وَقطع طَرِيق وفاحشة وَغَضب على امْرَأَته وخطيئة وَمرض ندامة وذلة وكشف أَمر مَسْتُور وخيانة وغرامة واتلاف وشقاء وتهمة ونتاج بُسْتَان وَصدقَة وهم وغم ومنقصة وَطَلَاق وَغير ذَلِك (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : وَمن رأى أَنه تغوط فَإِنَّهُ يخرج مِنْهُ مَال وَإِن كَانَ فِي كنيف وَمَا يُشبههُ مِمَّا يحْتَرز بِهِ فَإِنَّهُ نَفَقَة فِي مَنَافِعه وَإِن كَانَ فِي ميضأة خرج فِي جِنَايَة أَو غَرَامَة وَإِن كَانَ فِي ثوب أَو فِي آنِية خرج بِسَبَب امْرَأَة وَإِن كَانَ فِي طَرِيق خرج فِي التّلف والذهاب وَإِن خرج فِي وَاد أَو نهر فَيخرج على يَد سُلْطَان أَو حَاكم فتْنَة أَو غَارة وَإِن يغوط تَحْتَهُ وَلَا يشْعر بِهِ من حوله نقص مَاله وَلم يفْطن بِهِ شَرِيكه وَلَا أَهله (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : الْحَدث الجامد إِذا خرج من الْإِنْسَان يذهب من المَال بِقَدرِهِ وَإِن كَانَ سَائِلًا ذهبت عَلَيْهِ وَإِن كَانَ شبه الوحل وَبِه عذرة مقطعَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما وخوفا من ذِي سُلْطَان فَإِن كَانَ الْحَدث سخنا فَإِنَّهُ يمرض أَو يتهم بتهمة وَإِن رأى أَنه حِين أحدث رَآهُ النَّاس فَإِنَّهُ يفتضح فِي مغرم من قبل السُّلْطَان (وَمن رأى) أَنه جمع غائطا فَإِنَّهُ إِن كَانَ صَاحب بُسْتَان أَفَادَ ونتج بستانه وَإِن كَانَ لَهُ دور جمع مستغلاتها وَإِن كَانَ صَاحب سُلْطَان جمع مَالا من جباية أَو نَحْوهَا وَإِن كَانَ فَقِيرا جمع مَالا من صَدَقَة وَإِن رأى أَنه أحدث شَيْئا من الْحَيَوَان فَفِيهِ وَجْهَان: مُفَارقَة ومولود وَالتَّعْبِير فِي ذَلِك مَا كَانَ محبوبا أَو مَكْرُوها (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : وَمن رأى أَنه يجمع غائطا أَو ادخره أَو جِيءَ إِلَيْهِ أَو وَقع نظره عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رزق من ظلم (وَمن رأى) من عوام النَّاس لَا مقدرَة لَهُ على ظلم فَإِنَّهُ من مَال وَجه حرَام وَقد يكون فرجا من غم وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا غَنِيا يُؤَدِّي زَكَاة مَاله (وَإِن رأى) أَنه خرج مِنْهُ غَائِط فَهُوَ على وَجْهَيْن: خوف من سُلْطَان وغرامة وللمسافر قطع الطَّرِيق. (وَمن رأى) أَنه أحدث فِي مَكَان حَدثا فَإِنَّهُ ينْفق مَاله فِي شَهْوَته وَإِن كَانَ الْموضع مَجْهُولا أنْفق مَالا حَرَامًا بِطيبَة نَفسه من غير أجر وَلَا حمد وَإِن أحدث فِي ثِيَابه ارْتكب فَاحِشَة وَإِن أحدث فِي سراويله غضِبت عَلَيْهِ امْرَأَته وَقيل غضب على امْرَأَته وقهرها (وَمن رأى) أَنه أحدث فِي مَوضِع وَستر عَلَيْهِ بِالتُّرَابِ فَإِنَّهُ يدْفن مَالا (وَمن رأى) كَأَنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 669 أحدث على نَفسه وَقع فِي خَطِيئَة (وَمن رأى) كَأَنَّهُ أحدث على فرَاشه مرض مَرضا طَويلا وَرُبمَا فَارق امْرَأَته (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل غائطا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا يكره أَخذه فيغلب عَلَيْهِ الطمع مَعَ ندامة وَرُبمَا يتَكَلَّم بِكَلَام فَاحش ويندم عَلَيْهِ وكل شَيْء يخرج من بطُون النَّاس وَالدَّوَاب من الأرواث فَإِنَّهُ مَال فَأَما مَا كَانَ يُؤْكَل لَحْمه فروثه مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فرؤيته مَال حرَام (وَمن رأى) أَنه تغوط حَيَوَانا فَإِن كَانَ مِمَّا يستحسن فَإِنَّهُ يُولد لَهُ اولاد جِيَاد فَمَا كَانَ مؤنثا دلّ على الْبِنْت وَمَا كَانَ مذكرا دلّ على الْوَلَد (وَإِن رأى) أَنه جلس على الروث فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من قرَابَته وَرُبمَا كَانَ من جِهَة مِيرَاث. (وَقَالَ) دانيال عَلَيْهِ السَّلَام: رُؤْيا غَائِط الْإِنْسَان مَال حرَام وروث الْحَيَوَان على وَجْهَيْن: أما الْحَيَوَان الَّذِي يُؤْكَل لَحْمه فَمَال حَلَال من كسب أَو غنيمَة أَو اخراج جِزْيَة أَو أُجْرَة أَو صَدَقَة أَو مَا يجْرِي مجْراهَا أَو هبة وَأما الْحَيَوَان الَّذِي لَا يُؤْكَل لَحْمه سَوَاء كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَمَال حرَام من جِهَة مظْلمَة (قَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه تلوث بالغائط وَهُوَ فِي مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَإِن كَانَ بمَكَان يكره وَهُوَ أَسْفَل فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة من جِهَة الْوَالِي وَقَالَ بَعضهم: رُؤْيا الْغَائِط إِذا كَانَ على مَا يكره أَن يكون عَلَيْهِ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ هم وغم وَرُبمَا كَانَ أمرا يكره أَو مَا لَا يَنْبَغِي. 10 - (فصل فِي رُؤْيا الْحَدث) قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه أحدث ريحًا فَإِن كَانَ عَلَيْهِ عهد أَو نذر أَو يَمِين فَإِنَّهُ ينْكث ذَلِك (وَمن رأى) أَنه أحدث ريحًا فِي فرَاشه مَعَ زَوجته فَإِنَّهُ يخرج بَينه وَبَينهَا كَلَام فَإِن كَانَ لَهُ صَوت كَانَ أقوى (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه أحدث ريحًا فحصول هم وغم وَكَلَام فِيهِ ذلة وتسعير وَرُبمَا كَانَ ثَنَاء قبيحا وَإِن كَانَ بَين قوم فحصول خجل وفضيحة وَإِن رأى أَنه خرج مِنْهُ ريح بِصَوْت من غير عمد فرج عَنهُ وَربح وَإِن كَانَ عَن عمد وَله ريح دلّت الرُّؤْيَا على قَول قَبِيح (وَقَالَ) السالمي: من رأى أَنه أحدث ريحًا فَهُوَ فرج من هم (وَمن رأى) أَنه يشم رَائِحَة شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ ضِدّه وَقَالَ بعض المعبرين: أكره سَماع ذَلِك وريحه سَوَاء كَانَ فِي الْيَقَظَة أَو فِي الْمَنَام منى أَو من الْغَيْر وَقيل: رُؤْيا احداث الرّيح سَوَاء كَانَ لَهَا صَوت أَو ريح أَو لم يكن تؤول على أَرْبَعَة أوجه: فضيحة وَفَرح وراحة وَكَلَام سوء وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّانِي وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الفصد والحجامة والتشريط والكي وادهان الْبدن وَشرب الدَّوَاء والسفوف والاحتقان وَنَحْوه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الفصد) قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يفصد فَإِن كَانَ الفاصد شَيخا فَإِنَّهُ يسمع كلَاما من صديقه لَا يرضيه وَإِن كَانَ شَابًّا فَإِنَّهُ يسمع من عدوه مَا لَا يرضيه وَرُبمَا كَانَ غَرَامَة خُصُوصا إِن قَصده بالطول وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تصيبه نائبة من السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه وَيَأْخُذ مِنْهُ مَالا بِقدر الدَّم الْخَارِج فَإِن قَصده بِالْعرضِ فَإِنَّهُ غَرَامَة لَكِن بِإِرَادَة فَإِن قَصده عَالم وَخرج مِنْهُ دم فِي طست أَو طبق فَإِنَّهُ يمرض وَيذْهب مَاله على الْعِيَال والأطباء لِأَن الطَّبَق هُوَ الطَّبِيب (وَمن رأى) أَنه افتصد وَخرج مِنْهُ دم أسود وَحصل لَهُ فِي بدنه صِحَة فَإِنَّهُ يَصح دينه والفصد فِي الْيَمين زِيَادَة فِي المَال وَفِي الشمَال زِيَادَة الأصدقاء (وَمن رأى) أَنه يَنْوِي الفصد فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى فَإِن رأى كَأَنَّهُ افتصد وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى أَنه فصد وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ كَلَام حق يتيمه وَإِن طَال خُرُوج الدَّم حَتَّى تصفى فَإِنَّهُ يدل على انْقِضَاء أَجله (وَقَالَ السالمي) : من رأى أَنه هُوَ يفصد غَيره يؤول على أَرْبَعَة أوجه: إِمَّا يكون عوانيا وَيحل على يَدَيْهِ غَرَامَة أَن يكون ساعيا فِي مصلحَة أحد ونفعه أَو يكون مخادعا خُصُوصا ان ضرب وَلم يخرج الدَّم أَو يكون مُتَعَلقا بِأَمْر وقصده نتاجه (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الفصد تؤول على أَرْبَعَة أوجه: فتح وظفر وسفر وخصومة وَشركَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 670 وَإِن كَانَ الْمُفْسد مَسْتُورا فَهُوَ مَحْمُود فِي حَقه وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَهُوَ مَذْمُوم وَكره بعض المعبرين الفصد لما فِيهِ من الخراب عِنْد النشلة وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يفصد بمَكَان لَا يَقْتَضِي الفصد فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْحجامَة) وَهِي أَمَانَة وَشرط وعزل وَذَهَاب مَال فِي مَنْفَعَة وَنَجَاة من كرب وخلاص من سجن وَكتاب وظفر وَصِحَّة جسم وَطَلَاق امْرَأَة (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه احْتجم فَإِنَّهُ يُقَلّد أَمَانَة أَو يكْتب عَلَيْهِ كتاب أَو يشفى مِمَّا بِهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا بَرِيء لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: شِفَاء أمتِي ثَلَاث: آيَة من كتاب الله أَو لعقة عسل أَو كأس من حجام (وَمن رأى) أَنه احْتجم وتلطخ سرادقه بدمه فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن معن بن زَائِدَة لما أَنَاخَ بِبَاب بَيت رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ احْتجم وتلطخ سرادقه بدمه فَلَمَّا أصبح دخل عَلَيْهِ اسودان فقتلاه (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْحجامَة للوالي عزل وَرُبمَا كَانَت لجَمِيع النَّاس من وَال وَغَيره ذهَاب مرض وَرُبمَا كَانَت ذهَاب مَاله فِي مَنْفَعَة أَو نجاة من كرب (وَمن رأى) أَنه احْتجم وَكَانَ فِي حبس فَإِنَّهُ يُطلق لِأَن زيد بن الْمُهلب كَانَ فِي حبس الْحجَّاج فَرَأى ذَلِك فتخلص من الْحَبْس وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يحجم أَو يحتجم ولي ولَايَة أَو كتب عَلَيْهِ كتاب أَو قلد إِعَانَة أَو تزوج فَإِن كَانَ الحاجم شَيخا فَهُوَ جده وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ أقوى وَإِن كَانَ مختلطاً فَذَاك صديقه وَإِن كَانَ شَابًّا فَهُوَ عدوه وَإِن حجم هُوَ ملكا فَإِنَّهُ يظفر بِهِ وَإِن حجم شَيخا علا جده وَإِن حجم شَابًّا ظفر بعدوه. (وَمن رأى) أَنه احْتجم وَلم يخرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ قد دفن مَالا لَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ أَو دفع وَدِيعَة لمن لَا يردهَا إِلَيْهِ فَإِن خرج مِنْهُ دم صَحَّ فِي تِلْكَ السّنة وَإِن كسرت المحجمة فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته أَو يَمُوت فَإِن رأى كَأَنَّهُ خرج من امْرَأَته حجر عِنْد الْحجامَة فانها تَلد من غَيره فَلَا يقبل ذَلِك (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه يحجم وَلَيْسَ بحجام فَإِنَّهُ ان كَانَ ذَا أَقْلَام يحصل لَهُ منصب يتَصَرَّف بقلمه وَيحصل لَهُ خير كثير وَإِن لم يكن صَاحب قلم فَإِنَّهُ يصير مديونا وَيحصل لَهُ خُصُومَة وَيكْتب عَلَيْهِ وثائق (وَمن رأى) أَنه احْتجم فَإِنَّهُ ينجو من شَرّ أَو خوف يكون وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْحجام تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: أَدَاء أَمَانَة وَكتاب وشرور ولَايَة وشروط وصحبة كتبة وَسنة وعزل وَقَالَ أَيْضا: الْحجام رُبمَا يكون كَاتب خراج أَو محاسبا وَرُبمَا كَانَ الْحجام رجلا ينْحل على يَدَيْهِ أُمُور النَّاس وَرَأَيْت بعض المعبرين يحب رُؤْيا الْحجام لما ورد فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم: من شكر الْحجامَة 5 - (فصل فِي رُؤْيا التشريط) من رأى أَنه يشرط آذانه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: ضعف وَخُرُوج بعض مَال فِي مصلحَة وَفَرح (وَمن رأى) أَنه يشرط وَلم ينزل مِنْهُ دم فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يكرههُ وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الشراطة تدل على انه شَرط مَعَ أحد شرطا فَإِن سَالَ مِنْهُ دم وَفِي شَرطه وَإِن لم يسل لم يوف بِهِ وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الشراطة للصغار تَأْدِيب وللكبار اخراج مَال. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الكي) وَهُوَ إِصَابَة مَال مَعَ كَثْرَة انفاقه فِي غير طَاعَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى: {يَوْم يحمي عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم فتكوى بهَا} الْآيَة وَرُبمَا دلّ على بخل صَاحبهَا وَقيل الكي كَلَام موجع وَرُبمَا كَانَ لِذَوي المناصب ثباتاً فِي الْأُمُور وَرُبمَا دلّ الكي على التَّزْوِيج وَالسّفر وللنسوة على الْولادَة وَقَالَ (أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : روى أَبَا بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: يَا رَسُول الله رَأَيْت فِي صَدْرِي كيين قَالَ: تلِي أَمر النَّاس سنتَيْن (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَإِن رأى أَنه اكتوى فَخرج مِنْهُ دم أَو قيح فَإِنَّهُ يكون مُقيما بِخِدْمَة الْمُلُوك ثَابتا فِي أُمُوره وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك تكون مُدَّة إِقَامَته قَلِيلا (وَقَالَ دانيال) : إِن رأى أَنه يكوي أحدا أَو يكوى فَإِنَّهُ سَماع كَلَام لَا فَائِدَة فِيهِ وَرُبمَا يُؤثر فِي قلبه أَو يتهم بتهمة وَإِن كَانَ الكي بِسَبَب عِلّة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه ودنياه (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : إِن رأى أَنه يكوى بالنَّار فَإِنَّهُ يدل على منع الزَّكَاة وَرُبمَا يكون مَشْغُولًا عَن عَسْكَر الْملك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 671 7 - (فصل فِي رُؤْيا شرب الدَّوَاء) (وَمن رأى) أَنه يشرب الدَّوَاء بِسَبَب مرض بِهِ وَكَانَ مُوَافقا لَهُ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَإِن لم يكن مُوَافقا فَإِنَّهُ يَزُول عَنهُ صَلَاح دينه (وَمن رأى) أَنه يصنع الدَّوَاء للنَّاس فَإِنَّهُ يحسن بهم (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (وَمن رأى) أَنه شرب دَوَاء وَحصل بِهِ إسهال زَائِد يسْقط الْقُوَّة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة وَإِن كَانَ بِخِلَاف يكون خيرا وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَنه شرب دَوَاء وَزَالَ عَنهُ عقله فَإِنَّهُ يحصل لَهُ فرج من الْغم (قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : كل شراب أصفر اللَّوْن فَهُوَ دَلِيل على الْمَرَض وكل دَوَاء سهل المأكل وَالْمشْرَب فَهُوَ دَلِيل على شِفَاء الْمَرَض وَاجْتنَاب الصَّحِيح مَا يضرّهُ وَإِن كَانَ كريه الْمطعم لَا يكَاد يسيغه فَهُوَ دَلِيل على مرض يسير بعقبه برْء والأشربة الَّتِي يسهل شربهَا صَالِحَة للْفَقِير على مَا فِيهَا من سَبَب الْعَافِيَة وَغير صَالِحَة للغنى لِأَنَّهُ لَا يَتَنَاوَلهَا إِلَّا فِي وَقت الْحَاجة من مرض صَعب يضْطَر إِلَى شرابه وَأما السويق فَهُوَ حسن وَدَلِيل على سفر فِي طَاعَة الله. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الاحتقان) (وَمن رأى) أَنه يحتقن فَإِنَّهُ يحصل لَهُ حصر بَالغ ويحول من حَال إِلَى حَال بِحَيْثُ أَنه يكون فِي ذَلِك غَائِب الصَّوَاب وَرُبمَا دلّ على ضيق الْمَعيشَة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : من رأى أَنه احتقن وَحصل لَهُ من ذَلِك مَا يكدر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَقيل الحقنة من دَاء يجده يدل على رُجُوع صَاحبهَا فِي أَمر يرجع إِلَى الدّين وَإِذا كَانَت من غير دَاء فَإِنَّهُ يرجع فِي هِبته أَو وعده. 9 - (فصل فِي رُؤْيا أدوية تسْتَعْمل للأعضاء ومعالجات) أما معالجة الْعين فصلاح الدّين والاكتحال للتداوي تفقد أُمُور الدُّنْيَا وَأما السعوط فَيدل على شدَّة الْغَضَب وَأما التمريخ بالدهن من الطّيب فثناء حسن وبالدهن النتن فثناء قَبِيح وَقيل الدّهن فِي الأَصْل غم وَإِن رأى كَأَن قَارُورَة دهن وَهُوَ يَأْخُذ مِنْهَا ويدهن غَيره أَو يدهن بِهِ فَإِنَّهُ مداهن أَو حَالف بِالْكَذِبِ أَو نمام لقَوْله تَعَالَى: {ودوا لَو تدهن فيدهنون} وَقيل: من رأى أَن وَجهه مدهون فَإِنَّهُ رجل يَصُوم الدَّهْر كُله وَقَالَ بَعضهم: الدّهن يدل على الْمَكْر والمداهنة وَقيل من رأى كَأَنَّهُ دهن رَأسه حَتَّى جَاوز الْمِقْدَار وسال على الْوَجْه فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم وَإِن لم يُجَاوز الْمِقْدَار الْمَعْلُوم فَهُوَ زِينَة (وَإِن رأى) أحدا من أَرْبَاب العلاج وَكَانَ حسن المنظر فَإِنَّهُ مَحْمُود وَإِن كَانَ بضده فبضده وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّالِث وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا أَحْوَال تكون من الْإِنْسَان فِي يقظته مِمَّا يَأْتِي فِي جَمِيع الحركات الَّتِي يَفْعَلهَا ذَلِك مفصلا) أما الانقلاب فَمن رأى أَنه انْقَلب على رَأسه فَإِنَّهُ حُدُوث مُصِيبَة وَرُبمَا كَانَ انقلاب رئيسه عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه انْقَلب من جنب إِلَى جنب فَهُوَ تغير حَال وَمن رأى أَنه انْقَلب بظهره فَإِنَّهُ اجْتِنَاب مَعْصِيّة وَأما الْبكاء فَمن رأى أَنه يبكي بِغَيْر صُرَاخ فَإِنَّهُ فرج من هم وغم وَمن رأى أَنه يبكي بصراخ فَهُوَ حُصُول مُصِيبَة لأهل ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) أَنه تَدْمَع عَيناهُ بِغَيْر بكاء فَإِنَّهُ ظفر بمراده (وَمن رأى) أَنه يبكي وَلم يخرج من عينه دمع فَلَيْسَ بمحمود وَإِن جرى مَكَان الدمع دم فَإِنَّهُ يدل على النَّدَم على أَمر قد فَاتَ مِنْهُ وَيَتُوب (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْبكاء وقرة عين فَمن رأى أَنه يبكي على انسان يعرفهُ وَقد مَاتَ وَمَعَ الْبكاء نوح فَإِنَّهُ يَقع كَمَا يُرَاد فِي عقبه مُصِيبَة من موت أَو هم أَو تشنيع فَإِن رأى كَأَن النَّاس ينوحون على وَال قد مَاتَ وتمزق ثِيَابهمْ وينفضون التُّرَاب على رؤوسهم فَإِن ذَلِك الْوَالِي يجور فِي سُلْطَان وَإِن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وهم يَبْكُونَ خلف جنَازَته من غير نوح فانهم يرَوْنَ من ذَلِك الْوَالِي سُرُورًا (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 672 رأى كَأَنَّهُ يبكي فَإِنَّهُ بفرح فَرحا شَدِيدا وَإِن كَانَ الْبكاء بصراخ فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة تصيبه لقَوْله تَعَالَى: {وهم يصطرخون فِيهَا} الْآيَة (وَمن رأى) أَن عينه مَمْلُوءَة بالدمع وَلم يخرج فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال حَلَال وَأما الدمع مَعَ الْبَارِد فَفرج من غم والحار ضِدّه وَإِن جرى دمع عينه الْيُمْنَى فَدخل فِي الْيُسْرَى فَإِنَّهُ ينْكح ابْنَته أَو ابْنه ينْكح ابْنَته (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: من رأى أَنه يبكي ثمَّ يضْحك بعده دلّ على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى: {وَأَنه أضْحك وأبكى وَأَنه هُوَ أمات وَأَحْيَا} وَقَالَ بعض المعبرين: أحب الْبكاء فِي النّوم مَا لم يكن فِيهِ صُرَاخ وَقد جربت ذَلِك نيفا عَن ألف مرّة فَلم أر مِنْهُ إِلَّا خيرا وفرحا وسرورا وَأما الضحك فَإِنَّهُ هم وغم فَإِن كَانَ بقهقهة كَانَ أَزِيد لقَوْله تَعَالَى: {فليضحكوا قَلِيلا وليبكوا كثيرا} (وَقَالَ) الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يضْحك مُتَبَسِّمًا فَإِنَّهُ بِشَارَة حُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا من قَوْلهَا} (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : من رأى أَنه يضْحك مُتَبَسِّمًا فَإِنَّهُ بِشَارَة بِغُلَام لقَوْله تَعَالَى: {فَضَحكت فبشرناها بِإسْحَاق} وَأما الغمز فَمن رأى أَنه يغمز أَو أحدا يغمزه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: أَمر مخفي واستهزاء وَقَضَاء حَاجَة لقَوْل بَعضهم: (حواجبنا تقضي الْحَوَائِج بَيْننَا ... وَنحن سكُوت والهوى يتَكَلَّم) وَأما النّوم فَمن رأى أَنه نَائِم فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه وَرُبمَا كَانَ غافلا عَن مصَالح نَفسه لقَوْل الإِمَام عَليّ كرم الله وَجهه: النَّاس نيام فَإِذا مَاتُوا انتبهوا وَقد جَاءَ فِي الدُّعَاء: اللَّهُمَّ نبهنا من نومَة الغافلين (وَمن رأى) أَنه مستلق على قَفاهُ فَإِنَّهُ يُقَوي أمره وَتقبل دولته وَتصير الدُّنْيَا تَحت يَدَيْهِ لِأَن الأَرْض مُسْند قوي وَيكون نصب عَيْنَيْهِ (وَمن رأى) أَنه نَائِم مبطوح فَإِنَّهُ يذهب مَاله وتضعف قوته وَلَا يشْعر بمجرى الْأَحْوَال وَلَا يدْرِي كَيفَ تصرف الْأُمُور وَقَالَ بعض المعبرين: النّوم لصَاحب الْحَظ والسعادة محمودة لقَوْل بَعضهم: (وَإِذا السَّعَادَة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كُلهنَّ أَمَان) (وَمن رأى) أَنه يَغْشَاهُ النعاس فَإِنَّهُ أَمَان لقَوْله تَعَالَى: {إِذْ يغشيكم النعاس أَمَنَة مِنْهُ} (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : إِن رأى الضَّعِيف أَنه نَائِم فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن رأى ذَلِك من هُوَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ (قَالَ السالمي) : النّوم رَاحَة لقَوْله تَعَالَى: {وَجَعَلنَا نومكم سباتا} أَي رَاحَة وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا النّوم تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: أَمن وراحة وغفلة وَفَسَاد وَمَوْت وَذَهَاب مَال وَضعف قُوَّة وسناء وَأما الْيَقَظَة فَإِنَّهَا تؤول بالحركة وَالْجد والاقبال على الطَّاعَة (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ نَائِم واستيقظ فَإِنَّهُ يجد فِي أَمر كَانَ غافلا عَنهُ (وَإِن رأى) أَنه أيقظ نَائِما فَإِنَّهُ يرشد إِلَى طَرِيق الْحق لقَوْل بعض المعبرين: (يَا أَيهَا الراقد كم ذَا الرقاد ... قُم وانتبه من قبل يَوْم الْمعَاد) وَإِن رأى أَن أحدا أيقظه فنظير ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الْيَقَظَة تؤول على خَمْسَة أوجه: السداد فِي الأشغال وملازمة الْأُمُور الدِّينِيَّة والدنيوية وَالرُّجُوع عَن شَيْء يُنكره الشَّرْع وَكَثْرَة الْأَسْبَاب والمعايش وَالزِّيَادَة فِي الْعُمر. وَأما العطاس فَمن رأى أَنه يعطس فَإِنَّهُ استيقان مِمَّا يشك فِيهِ وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يعطس فَإِنَّهُ يدل على أَنه يحمد الله كثيرا وَيدل على رَحْمَة الله تَعَالَى لَهُ لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين عطس فَكَانَ أول كَلَامه: الْحَمد لله فَقَالَ الله لَهُ: يَرْحَمك رَبك يَا آدم وَرُبمَا دلّ العطس على الشِّفَاء وَطول الْعُمر وَأما المخاط فَيدل على أَنه يَأْتِيهِ ولد كثير الشّبَه بِهِ لِأَن الْهِرَّة ولدت من مخاطة الْأسد وَرُبمَا دلّ الامتخاط على وَفَاء الدّين أَو ينجو من هم (وَمن رأى) أَنه امتخط على الأَرْض ولدت لَهُ بنت (وَمن رأى) أَنه امتخط امْرَأَة فَإِنَّهَا تحبل مِنْهُ وَتسقط وَلَده وَإِن رأى امْرَأَته مخطت عَلَيْهِ فَإِنَّهَا تَلد مِنْهُ ولدا آخر وتفطمه (وَمن رأى) أَنه امتخط بمَكَان فَإِنَّهُ ينْكح من هُنَاكَ حَلَالا كَانَ أَو حَرَامًا (وَمن رأى) أَنه امتخط فِي فرش أحد فَإِنَّهُ يخونه فِي زَوجته وَكَذَلِكَ إِن فعل فِي منديل أَو يُشبههُ فيؤول فِي الْخَادِم (وَمن رأى) أَنه امتخط فمسحته زَوجته بِشَيْء مِنْهَا فَإِنَّهَا تخدعه وتتحيل عَلَيْهِ إِلَى أَن تحبل مِنْهُ وَإِن رأى غَيره يمسح مخاطه فَإِن أحدا يخدعه فِي زَوجته (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مخاطا فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا وَإِن رأى أَن بِأَنْفِهِ مخاطا دلّت رُؤْيَاهُ على أَن زَوجته حَامِل (وَمن رأى) أَنه امتخط فَخرج مِنْهُ مَا يكره نَوعه فَهُوَ ولد لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ من نوع مَحْبُوب فولد صَالح مُنَاسِب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 673 وَأما البصاق فَكَلَام سوء فَإِن رأى أَنه يبصق دلّ على أَنه يتَكَلَّم بِمَا لَا يجوز شرعا وَإِن رأى أَنه يبصق فِي مَسْجِد دلّ على أَنه يتَكَلَّم فِي مَعْرُوف بِالدّينِ وَالصَّلَاح وَحَيْثُ مَا رأى أَنه يبصق بمَكَان يؤول بِكَلَامِهِ فِي أهل ذَلِك الْمَكَان من خير أَو شَرّ وَمن رأى أَنه يبصق فِي حَائِط دلّ على أَنه يكنز مَا لَا يَبْتَغِي بِهِ مرضاة الله وَمن رأى أَنه يبصق على الأَرْض فَإِنَّهُ يدل على تَحْصِيل اقطاع وضياع وَمن رأى أَنه يبصق على شجر فَإِنَّهُ يدل على نقض عَهده وَرُبمَا يكون وَاقعا فِي الْكَذِب (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : البصاق الْحَار يدل على طول عمره وَأما الْبَارِد فضده والبصاق الْأسود غم والبصاق الْأَصْفَر مرض فِي الْبدن (وَمن رأى) أَن بصاقه جف من فَمه فَإِنَّهُ يدل على فقره وَهُوَ مثل شَائِع يَقُولُونَ فِي حق الْغَنِيّ بالع رِيقه وَهُوَ رطب وَفِي حق الْفَقِير رِيقه ناشف. وَأما الرِّيق فَيدل على عذوبة اللَّفْظ (فَمن رأى) أَن رِيقه كثير دلّ على أَنه عذب الْمنطق وَالنَّاس يحبونَ لَفظه (وَمن رأى) أَن رِيقه ناشف فضد ذَلِك وَمن رأى أَن رِيقه سَائل وَلم يصل إِلَى ثَوْبه فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينْتَفع بِعلم يتَكَلَّم بِهِ فِي النَّاس (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَن أحدا يبصق على وَجهه فَإِنَّهُ يطعن فِي اهل بَيته (وَمن رأى) أَن رِيقه عَاد دَمًا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَكَلَّم بِعلم بَاطِل وَقَالَ أَيْضا: من رأى أَنه يبصق مختلطاً بِدَم فَإِنَّهُ يدل على أكل الْحَرَام وَالْكذب وَنقض الْعَهْد وَأما الغرغرة فَإِنَّهَا تدل على الْمَوْت وَالْخَوْف وَمن رأى أَنه حلقه غرغر فيول بذلك وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّت الغرغرة على الْوضُوء وَالْغسْل وَأما الغطيط فَإِنَّهُ زِيَادَة غَفلَة وتهاون بالأمور بِحَيْثُ يكون ظَاهرا للنَّاس وأمنه وَأما للتثاؤب فَإِنَّهُ ارْتِكَاب أَمر مكره. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَمن رأى أَنه يتثاءب فَإِنَّهُ يهم بالشكاية وَلَا يفعل وَقَالَ بعض المعبرين: فَإِنَّهُ من رأى أَنه عِنْد التثاؤب يضع يَده على فِيهِ فَإِنَّهُ يكون مُجْتَهدا وقاصداً طَرِيق الْحق وَرُبمَا دلّت كَثْرَة التثاؤب على كَثْرَة النّوم والغفلة وَأما الفواق فَإِنَّهُ دَلِيل الْغَضَب وَكَلَام لَيْسَ هُوَ من شَأْن الْمُتَكَلّم (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يتفوق وَهُوَ مَرِيض دلّ على مَوته وَقَالَ بعض المعبرين: الفواق يدل على ارْتِكَاب أَمر فِيهِ بِدعَة وَصَاحبه قَصده الرُّجُوع عَن ذَلِك وَأما الصفير فَلَيْسَ بمحمود فَإِنَّهُ يدل على الْحَرَام وَقطع الطَّرِيق وللاغنياء على الْهم وَالْغَم وَرُبمَا كَانَ ارْتِكَاب مَا لَا يَنْبَغِي وَأما الْغناء فَإِن كَانَ بِصَوْت حسن فَيدل على تِجَارَة رابحة فَإِن لم يكن بِصَوْت حسن فتجارة خاسرة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْمُغنِي يؤول على ثَلَاثَة أوجه: عَالم وَحَكِيم أَو مُذَكّر والغناء فِي السُّوق للغني افتضاح وللفقير زَوَال عقل والغناء فِي الْحمام كَلَام مُبْهَم والغناء فِي الأَصْل يدل على ضجة ومنازعة وَمن رأى أَنه يُغني فِي مَوضِع يَقع هُنَاكَ كَلَام كذب أَو كيد يفرق بَين الأحباب لِأَن أول من غنى ابليس لَعنه الله. وَأما الشّعْر فَفِيهِ وُجُوه: فَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة وموعظة وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ صَالح وَحُصُول أجر وثواب وَقَالَ بعض المعبرين يدل على حِكْمَة لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: إِن من الشّعْر لحكمة وَإِن كَانَ لَيْسَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ هول بَاطِل وزور لقَوْله تَعَالَى: {وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون} . (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه ينشد شعرًا فَإِن كَانَ غزلا دلّ على النباح وَإِن كَانَ كَمَا تقدم فوعظ وموعظة وَإِن كَانَ هجوا فَإِنَّهُ كَلَام كذب ونفاق واكتساب مآثم وَأما طنين الْأذن فَإِنَّهُ كَلَام يَقع فِيهِ وَرُبمَا أَنه يسمع خيرا وَأما الاختلاجات فَإِنَّهَا تدل على الْحَرَكَة وَقَالَ بعض المعبرين: الاختلاجات فِيهَا مَا يكره وَمَا يحب فالمكروهة مِنْهَا مَا يكره مثلهَا فِي الْيَقَظَة والمحبوبة مَا كَانَت محبوبة وَرُبمَا كَانَ الاختلاج نهوض الْأَمر. وَأما اللَّطْم فحصول مُصِيبَة أَو أَمر مَكْرُوه أَو هم أَو غم أَو ندامة وَأما النِّيَاحَة فَإِنَّهَا أَمر مهول وَفعل مَا لَا يجوز وَرُبمَا كَانَت نازلة وَلَا خير فِيمَن رأى ذَلِك خُصُوصا ان كَانَ بالصراخ فَتكون الْمُصِيبَة أعظم وَأما الدغدغة فَمن رأى كَأَنَّهُ يدغدغ أحدا فَإِنَّهُ يحول بَينه وَبَين حرفته وَأما الْحزن فَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه حَزِين مغموم فَإِنَّهُ يدل على فَرح وسرور وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه حَزِين مغموم وغمه زَائِد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من خَزَائِن الْمُلُوك على مِقْدَار همه وحزنه (وَمن رأى) أَنه زَالَ غمه فتأويله بِخِلَاف ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه حَزِين مغموم فَإِنَّهُ يرْزق فَرحا شَدِيدا وسرورا بَالغا لقَوْله تَعَالَى: {فأثابكم غما بغم} الْآيَة خُصُوصا إِن كَانَ الرَّائِي من أهل الدّين وَالصَّلَاح فَيكون الْفَرح وَالسُّرُور أبلغ وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَلَا بُد لَهُ من سكرة يحصل بهَا غم وَأما الْفَرح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 674 فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود فَمن رأى أَنه فرحان مسرور فَإِنَّهُ حزن وغم وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فَرح من جِهَة أحد فَإِنَّهُ يحزن مِنْهُ وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْفَرح للحي حزن وللميت بِشَارَة وخاتمة خير وَدلَالَة على ان الْمَيِّت رَاض عَنهُ وَقَالَ بعض المعبرين: وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْفَرح وَالسُّرُور على حُصُول فضل من قبل الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل: {فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله} وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى أَنه فَرح بِغَيْر سَبَب فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى: {حَتَّى إِذا فرحوا بِمَا أُوتُوا} الْآيَة. وَأما الْغَضَب فَمن رأى أَنه اغتاظ على انسان فَإِن أمره يضطرب وَمَاله يذهب لقَوْله تَعَالَى: {ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم} الْآيَة وَإِن رأى أَنه غضب على انسان لأجل الدُّنْيَا فَإِنَّهُ متهاون بدين الله تَعَالَى وَإِن رأى أَنه غضب لأجل الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ولَايَة لقَوْله تَعَالَى: {وَلما سكت عَن مُوسَى الْغَضَب} وَأما المقارعة (فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى كَأَنَّهُ يقارع رجلا فَإِنَّهُ يظفر بِهِ ويغلبه فِي أَمر حق أَو وَقعت عَلَيْهِ نازلة وَحبس لقَوْله تَعَالَى: {فساهم فَكَانَ من المدحضين} وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا المقارعة بالأصابع تدل على طلب أَمر مغيب وَأما المصارعة فَإِن اخْتلفت الْأَجْنَاس فالصارع غَالب كالآدمي وَالْحَيَوَان أَو الْجِنّ وَمَا أشبه ذَلِك وَإِن كَانَت المصارعة بَين رجلَيْنِ فالصارع مغلوب وَأما الدفاع فَهُوَ نوع من الصراع فِي الْغَلَبَة لَكِن من رأى أَن بِيَدِهِ مَا يدْفع بِهِ من الْآلَة وبيد خَصمه مَا هُوَ أنقض فَهُوَ مَحْمُود وَأما التصفيق فيؤول على وَجْهَيْن: إِن صفق بالطول فَهُوَ فَرح وَإِن كَانَ بِالْعرضِ فَهُوَ مُصِيبَة وَقد تقدم الْكَلَام على نبذة مِنْهُ فِي فصل الْأَعْضَاء. وَأما المشابكة فالغالب والمغلوب نَظِير مَا تقدم وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يشابك فَإِنَّهُ يداخل انسانا فِي أَمر ضيق وَأما العض فَمن رأى أَنه عض انسانا من نوع الْمحبَّة فَإِنَّهُ يزِيد فِي محبته وَإِن كَانَ بِغَيْر محبَّة دلّ على بغضه لَهُ (وَمن رأى) أَن رجلا مَعْرُوفا عضه فَإِنَّهُ يدل على ألم مِنْهُ أَو من سميه (وَمن رأى) أَن رجلا مَجْهُولا عضه فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مضرَّة من عدوه (وَمن رأى) أَنه عض انسانا وَخرج مِنْهُ دم دلّ على أَنه يُحِبهُ بِسَبَب يحصل لَهُ مِنْهُ إِثْم (وَمن رأى) عض أَصَابِعه فَإِنَّهُ يدل على هم وغم فِي دينه وَأما المص فَهُوَ أَخذ مَال فَإِن كَانَ ثديا كَانَ من امْرَأَة وَإِن كَانَ فِي عُضْو من الْأَعْضَاء فَإِنَّهُ يؤول عَلَيْهِ كَمَا تقدم فِي فصل الْأَعْضَاء وَأما القرص فَيدل على الطمع فَإِن رَآهُ فِي لحم نَالَ من طمعه مَا أمل وَإِن كَانَ فِي مَكَان لَيْسَ فِيهِ لحم فضده وَقَالَ بعض المعبرين: القرص يدل على البغض وَقد يكون بِسَبَب الْمحبَّة وَأما الخذلان فَإِن رأى أَنه خذل بِسَبَب وَكَانَ مَحْمُودًا فيرجى لَهُ نيل الْمَقْصُود وَإِن كَانَ غَيره فتعبيره ضِدّه. وَأما الخدر فَمن رأى فِي أَعْضَائِهِ شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك الْعُضْو على مَا تقدم فِي فصل الْأَعْضَاء وَأما الفراسة فَإِنَّهَا محمودة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: اتَّقوا فراسة الْمُؤمن فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله تَعَالَى وَرُبمَا كَانَ تبصرا فِي أَمر خَفِي وَأما التمطي فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ على شَهْوَة النِّكَاح أَو الْمَرَض وللبنت على طلب الزواج وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: التمطي ملامة من كسل وَأما الْعرق فَإِنَّهُ دَلِيل على مضرَّة فِي الدُّنْيَا (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى أَنه يرفض عرقا فَإِنَّهُ تقضي حَاجته وَأما نَتن عرق الْإِبِط فَيدل على الزِّنَى للرعية وللوالي اسراف مَال على قبح ثَنَاء (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : وَمن رأى أَن عرقه سَالَ فَإِنَّهُ خسارة مَال بِقدر مَا سَالَ خُصُوصا ان نزل على الأَرْض (وَمن رأى) أَن عرقه بل ثِيَابه فَإِنَّهُ حر يدّخر لأجل عِيَاله مَالا بِقدر ذَلِك (وَمن رأى) أَن بِهِ عرقا أَبيض وَله رَائِحَة طيبَة فَإِنَّهُ مَال حَلَال وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه عرق يدل على قَضَاء حَاجته وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَقَالَ بَعضهم: الْعرق يدل على الْحَيَاة والتعب وَأما القشعريرة فَقَالَ بعض المعبرين: تدل على الْخَوْف من الله تَعَالَى ولين الْقلب لقَوْله تَعَالَى: {كتابا متشابها مثاني تقشعر مِنْهُ جُلُود الَّذين يَخْشونَ رَبهم ثمَّ تلين جُلُودهمْ وَقُلُوبهمْ إِلَى ذكر الله ذَلِك هدي الله} وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على مَا تكره رُؤْيَة مثله فِي الْيَقَظَة وَأما الزمهريرة فَلَا خير فِيهَا لِأَن أَصْلهَا من الزَّمْهَرِير وَرُبمَا كَانَت أمرا يكرههُ الْإِنْسَان. وَأما الارتعاش فَلَيْسَ بمحمود فَمن رأى أَن رَأسه ترتعش فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة من الْملك وَإِن ارتعشت رقبته فَإِنَّهُ يكون ضَعِيفا عَن حمل الْأَمَانَة وَإِن ارتعش كتفه لَا يكون لَهُ وقار وَلَا زِينَة (وَمن رأى) أَن يَده ارتعشت فضيق معيشته (وَمن رأى) أَن صَدره يرتعش فَإِنَّهُ يغتم من كَلَام يكرههُ (وَمن رأى) أَن جَوْفه يرتعش فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مشقة بِسَبَب عِيَاله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 675 (وَمن رأى) أَن ظَهره يرتعش فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة مِمَّن يرْعَى جاهه ويلجأ إِلَيْهِ وَإِن رأى أَن فَخذه يرتعش فَإِنَّهُ يحصل لَهُ التَّعَب من أَقَاربه (وَمن رأى) أَن رجله ترتعش فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر من جِهَة أقربائه (وَمن رأى) أَن جَمِيع ذَاته ترتعش فَإِنَّهُ يدل على تَعب بِسَبَب مَقْصُوده (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : ارتعاش الْأَعْضَاء تؤول على أَرْبَعَة أوجه: تَغْيِير وَضعف وَخَوف وغم ومضرة وَأما الْكَذِب فَإِنَّهُ يدل على الْفساد فِي الدّين والملامة فِي الدُّنْيَا (قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْكَذِب يدل على قلَّة الْعقل خُصُوصا إِذا رأى أَنه يكذب على الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل: {إِن الَّذين يفترون على الله الْكَذِب لَا يفلحون} وَأما الصدْق فَإِنَّهُ الْإِيمَان (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الصدْق الْإِيمَان فَمن رأى أَنه صدق فَإِنَّهُ يزْدَاد دينه وَإِن رأى ذَلِك كَافِر فَإِنَّهُ يسلم وَأما الرَّجِيم فَلَيْسَ بمحمود (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : وَمن رأى أَنه يرْجم أحدا فَإِنَّهُ يسبه وَقَالَ بَعضهم: الرَّجْم يؤول على وَجْهَيْن: تعد وَحُصُول مضرَّة وَكيد وضلالة وَإِن رجم بِسَبَب يَقْتَضِي ذَلِك فَتكون تَكْفِير الذُّنُوب أَو مجازاة بِفعل مَا يكره فعله وَأما الرض فَلَيْسَ بمحمود فِي جملَة الْإِنْسَان (وَمن رأى) أَن رَأسه رض فَإِنَّهُ يكون تَارِكًا لصَلَاة الْعَتَمَة لما رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرى بِهِ رأى رجلا يرض رَأسه على صَخْرَة فَقَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا تَارِك صَلَاة الْعَتَمَة. وَأما العثور فَمن رأى ابهام رجله عثرت فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ دين فَإِن خرج مِنْهُ نالته نائبة وَقيل انه يُصِيب مَالا حَرَامًا (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من كَانَ فِي خُصُومَة وَرَأى أَنه عثر فَإِنَّهُ لم يظفر بحاجته وَأما المضغ فَإِنَّهُ كَلَام فَمن رأى أَنه يمضغ علكا فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام مطول لَيْسَ فِيهِ نتيجة وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يمضغ شَيْئا فمرقه فَإِنَّهُ ان كَانَ ذَلِك الشَّيْء لَهُ يحصل مِنْهُ كَلَام يحصل بِهِ ضَرَر لنَفسِهِ وَإِن كَانَ الضَّرَر مِنْهُ لغيره (وَمن رأى) أَن شَيْئا من الْحَيَوَان مضغ من مَتَاعه فمزقه لَا خير فِيهِ وَأما التغمش فَإِنَّهُ أَمر تقشعر مِنْهُ الدَّوَابّ وَرُبمَا كَانَ استراقا أَو مشاكلة وَأما الغنج فَإِنَّهُ يدل على الْفَرح وَالسُّرُور للنسوة وَلَا خير فِيهِ للرِّجَال الا أَن يرى من محبَّة ذَلِك فَهُوَ جيد وَأما الرقص فَإِنَّهُ يدل على الْمُصِيبَة وَالْمَرَض والفضيحة وَقَالَ بعض المعبرين: وَرُبمَا يكون الرقص استهزاء بحاكم استجد بذلك الْمَكَان لما تقدم للشعراء فِي بعض كَلَامهم إِذا حكم القرد فارقص لَهُ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الرقص تؤول على ثَلَاثَة أوجه: غم ومصيبة وفضيحة. وَأما النط فَمن رأى أَنه ينط من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِن يُغير من حَال إِلَى حَال فيميز بَين المكانين فَمَا كَانَ مِنْهُمَا مناسبا فتأويله عَلَيْهِ وَإِن نط وَهُوَ وَاقِف مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يفعل أَمر فِيهِ منقصة والنط للصغار هُوَ شيطنة وَأما التمايل فَلَا خير فِيهِ قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: ان التمايل يدل على حُصُول مُصِيبَة أَو أَمر يكره وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا يكره التمايل على الْقِرَاءَة وَأما الرفس فَإِنَّهُ معرة وَحُصُول أَمر مَكْرُوه (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (وَمن رأى) أَن أحدا رفسه بِرجلِهِ فَإِن غَيره يفْتَقر ويتصلف عَلَيْهِ بغناه وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ الرفس على البغض وَأما المص فَإِذا كَانَ فِي شفة من يُحِبهُ الْإِنْسَان فَهُوَ جيد فِي النّوم واليقظة وَإِذا كَانَ فِي مَكَان لَا يَلِيق بِهِ فَلَيْسَ مشكورا وَرُبمَا كَانَ دَالا على طلب أَمر لَا يحصل وَأما مص الْقصب وَمَا يُؤْكَل فَإِنَّهُ فعل شَيْء يَسْتَحِيل بِسُرْعَة. وَأما التَّخْلِيل فَهُوَ ثَلَاثَة أَنْوَاع: تَخْلِيل اللِّحْيَة والأسنان والأصابع قَالَ (الْكرْمَانِي) : أما تَخْلِيل اللِّحْيَة فَإِنَّهُ يدل على الْبَهَاء وَالْقَبُول وَأما تَخْلِيل الْأَسْنَان بالخلال فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ للْفَاعِل وَالْمَفْعُول لِأَنَّهُ مشبه بالكنس وَتقدم الْكَلَام على الْأَسْنَان وَمَا تعبر بِهِ (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه يخلل أَسْنَانه وَيخرج مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يَأْخُذ من عِيَاله شَيْئا فَإِن أعْطى ذَلِك لأحد دلّ على إِعْطَاء ذَلِك الشَّيْء وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا يكون التَّخْلِيل دَالا على النَّظَافَة وازالة شَيْء مَكْرُوه وَأما تَخْلِيل الْأَصَابِع فيؤول بالنظافة وَاتِّبَاع الْأُمُور الحميدة وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا يكون مناكحة بَين الانسان أَو تَزْوِيج الْأَوْلَاد وَأما النداء فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه مِنْهَا خير وَشر (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : النداء وسماعه هم وغم فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي حصل فِيهِ النداء وَإِن سمع أحد نِدَاء مَجْهُولا فِي مَكَان مَجْهُول وَلم يجبهُ فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَإِن أَجَابَهُ دلّ على مَوْضِعه من سمع نِدَاء فِيهِ بكاء أَو مَا اشبه ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول فرج وسرور وَمن رأى أَنه يسمع نِدَاء فِيهِ ضحك وقهقهة فَإِنَّهُ بضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يسمع نِدَاء فِيهِ تشبك فَإِنَّهُ يسمع كلَاما يغمه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (من رأى) أَن مناديا يُنَادي فِي النَّاس عَاما بِأَمْر ظَاهر وَكَلَامه مُوَافق للحكمة وَيكون الْمُنَادِي شَيخا أَو من الْأَمْوَات أَو لَهُ اسْم يدل على الْخَيْر أَو سيمته من الصَّالِحين أَو يكون فِي مَسْجِد أَو فِي مَوضِع يزار وَنَحْوه فَإِنَّهُ يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 676 جَمِيع مَا قَالَه على الْحَقِيقَة وَإِن كَانَ الْمُنَادِي لَيْسَ فِيهِ شَيْء من هَذِه الْأَوْصَاف فَلَا يقبلهَا الرَّائِي وَقَالَ بَعضهم: من سمع نِدَاء وَعرف الْمُنَادِي وَكَانَ فِي الرُّؤْيَا مَا يدل على الْخَيْر وَعرف مَا قَالَه الْمُنَادِي من خير أَو شَرّ فَإِن كَانَ الْمُنَادِي مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة فَهُوَ كَمَا قَالَ وَإِن لم يكن مَقْبُولًا فِي الْيَقَظَة فَلَا تَعْبِير فِي قَوْله وَأما الْمُنَادِي الَّذِي يُنَادي على شَيْء يُبَاع فَإِنَّهُ يدل على الْكَذِب والشيطنة لقَوْل بعض الْمُتَقَدِّمين: مَا أَرَادَ أَن يعذب شَيْطَانا فليعذب دلالا وَمعنى الدَّلال الْمُنَادِي. وَأما الأنين فَلَا خير فِيهِ لما فِيهِ من الضعْف (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه يثن فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء حَاجَة وَحُصُول ظفر وَأما العناق فَفِيهِ وَجْهَان (وَمن رأى) أَنه يعانق أحدا وَجعل يَده محاطة بِهِ فَإِنَّهُ ظفر وَإِن احتاط المعانق بِهِ فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : المعانقة مُخَالطَة ومحبة وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَمن رأى أَنه عانق أحدا سَوَاء كَانَ حَيا أَو مَيتا فَإِنَّهُ يدل على طول حَيَاته وَقَالَ بعض المعبرين: وَرُبمَا دلّ العناق على الصُّلْح أَو قدوم غَائِب وَأما الْوَدَاع فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ يودع امْرَأَته فَإِنَّهُ يطلقهَا (وَمن رأى) أَنه يودع أحدا فَإِنَّهُ يُفَارِقهُ إِمَّا بِمَوْت أَو بحياة أَو بِفَاحِشَة وَرُبمَا كَانَ الْمَوْت للْمُودع (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَإِن رأى أَنه يودع قوما أَو يَدعُونَهُ للفراق فَإِنَّهُ يتَحَوَّل عَن حَالَته الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا ثمَّ لَا يعود لمثلهَا وَرُبمَا كَانَ لذَلِك فِي ارْتِفَاع عَنْهُم قَالَ السالمي: من رأى أَنه يودع أحدا فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ يؤول على خَمْسَة اوجه: مُرَاجعَة الْمُطلقَة وَمُصَالَحَة الشَّرِيك لأمر فِيهِ نتيجة وَربح المتجر واعادة الْولَايَة إِلَى صَاحبهَا وشفاء الْمَرِيض وَذَلِكَ أَنه من الْوَدَاع وَأنْشد بَعضهم شعرًا: (إِذا رَأَيْت الْوَدَاع فَاخْرُج ... وَلَا يهمنك البعاد) (وانتظر الْعود عَن قريب ... فَإِن قلب الْوَدَاع عَادوا) وَأما التواري فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ بنت لقَوْله تَعَالَى: {يتَوَارَى من الْقَوْم من سوء مَا بشر بِهِ} وَقيل من يفر من خوف أحد وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه توارى فِي بَيت فَإِنَّهُ فرار من أحد لقَوْله تَعَالَى: {ان بُيُوتنَا عَورَة وَمَا هِيَ بِعَوْرَة ان يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} واما الاستخفاء والظهور للنَّاس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه هارب وَلَا يدْرِي مِمَّن يهرب فَإِنَّهُ يرْزق تَوْبَة لقَوْله تَعَالَى: {فَفرُّوا إِلَى الله إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين} وَإِن عرف الْأَمر الَّذِي يهرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْمَن خوف لقَوْله تَعَالَى: {ففررت مِنْكُم لما خفتكم فوهب لي رَبِّي حكما} وكل مَا يهرب الْإِنْسَان مِنْهُ مِمَّا لَا يعاين طلبه فَهُوَ ظفر للمطلوب (وَمن رأى) أَنه يستخفي من النَّاس وَلَا يستخفي من الله فَإِنَّهُ يبارز الله بِالْمَعَاصِي لقَوْله تَعَالَى: {يستخفون من النَّاس وَلَا يستخفون من الله} وَقيل رُؤْيا لفرارهم وحزن (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه يهرب من أحد أَو من حَيَوَان معطب فَإِنَّهُ يدل على أَمَان من الْخَوْف وَحُصُول الظفر وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا يكون الْفِرَار امتناعا عَن أَمر لقَوْله تَعَالَى: {قَالَ رب إِنِّي دَعَوْت قومِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلم يزدهم إِلَّا فِرَارًا} وَأم الكنس فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله وَضعف الْمَعيشَة (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه كنس بَيته فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله والمكنسة تدل على الْخَادِم فَمَا كَانَ فِيهَا من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول بهَا وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه كنس مَكَانَهُ وَكَانَ عِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَإِن رأى أَنه كنس مَكَانا لأجل التَّعَبُّد فَإِنَّهُ صَالح وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى انه يكنس مَكَانا وَيجمع كناسته فَإِنَّهُ يؤول بالنظافة وَجمع المَال وَرُبمَا دلّت رُؤْيا كنس الْمَسْجِد على محبَّة الله لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا أحب الله عبدا جعله خَادِم مَسْجِد الحَدِيث وَأما الْعَبَث فَإِنَّهُ يدل على قلَّة الْعقل قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يعبث بِشَيْء من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يفعل أمرا يُنكر عَلَيْهِ فعله عِنْد أَرْبَاب الْعُقُول. وَأما الْخَوْف فَإِنَّهُ أَمَانَة لقَوْله تَعَالَى: {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} وَقَالَ ابْن سِيرِين: رُؤْيا الْخَوْف تدل على النُّصْرَة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام نصرت بِالرُّعْبِ: (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْخَوْف يدل على ارْتِكَاب إِثْم واكتساب مظالم لمن لَيْسَ عِنْده تقوى وَقَالَ بعض المعبرين: أحب رُؤْيَة الْخَوْف فِي الْمَنَام فَإِنِّي جربت مرَارًا عديدة فَلم أر عقباه إِلَّا الْخَيْر والأمن والسلامة وَالظفر وبلوغ الْمَقَاصِد والنصرة وَقَالَ أَيْضا وَقَالَ أَيْضا: الْخَوْف نجاة من الْقَوْم الظَّالِمين لقَوْله تَعَالَى: {فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب قَالَ رَبِّي نجني من الْقَوْم الظَّالِمين} وَاسْتدلَّ على السَّلامَة بِالْمثلِ السائر بَين النَّاس من خَافَ سلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 677 وَأما العجلة فَلَيْسَتْ بمحمودة فَإِنَّهَا من مفاسد الشَّيْطَان فَمن رأى أَنه مستعجل فَإِنَّهُ يتَوَقَّع زللا وَقَالَ بَعضهم: من رأى أَنه مستعجل فِي أَمر يتَعَلَّق بِالدّينِ فَهُوَ مَحْمُود وَإِن كَانَ دنيويا فضده إِلَّا أَن يكون بِسَبَب زواج (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : العجلة ندامة (وَقَالَ جَابر المغربي) : العجلة تؤول بالتأني وَأما التأني فتعبيره فِي جَمِيع الْأَحْوَال ضد العجلة مِمَّا تقدم ذكره وَأما الْهزْل والمزاح فَلَيْسَ بمحمود وَقَالَ بعض المعبرين: وَإِن رأى أَنه يمازح النَّاس استخفوا بِهِ وَإِن كَانَ مَحْمُولا على مزحه وَرُبمَا دلّ المزاح من الْملك لمن هُوَ دونه على التَّقْرِيب فَإِن الْمثل السائر بَين النَّاس: الْأَمِير مازح فلَانا فقربه وَفِي التواريخ مَا يدل على ذَلِك وَهُوَ ان ملكا كَانَ متغيرا على بعض جُلَسَائِهِ وَكَانَ من عاداته المزح مَعَه فَلَمَّا حضر ذَات يَوْم أَرَادَ الممازحة فَقَالَ لَهُ الْأَمِير: لَيْسَ هَذَا وقته. وَأما الْجُوع فَمن رأى أَنه جَائِع فَإِنَّهُ مذنب (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه جَائِع فَأكل فَإِن كَانَ الْأكل بِشَهْوَة وَهُوَ طيب فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَة مستمرة وَإِن لم يكن الْأكل طيبا فَإِنَّهُ يَتُوب وَلَا يسْتَمر قَالَ بعض المعبرين: الْجُوع يدل على الْحِرْص وَطول الأمل إِلَّا ان يكون فِي رَحْمَة الله تَعَالَى فَإِنَّهُ حُصُول تَوْبَة ومغفرة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْجُوع تؤول على أَرْبَعَة أوجه خير وحرص وذنب وطمع وَأما الشِّبَع فَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه شعْبَان فَإِن يَسْتَغْنِي عَن النَّاس وَلكنه يكون متهاونا فِي أَمر دينه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَمن رأى أَنه بَين الشِّبَع والجوع وَأمره معتدل فِي ذَلِك فَإِنَّهُ مَحْمُود (وَقَالَ السالمي) : من رأى أَنه شبعان أَو يرى فِيهِ امتلاء من الطَّعَام حَتَّى لم يبْق فِيهِ سَعَة فَإِن ذَلِك تَغْيِير أمره وَسُقُوط حَاله وَرُبمَا دلّ على انْقِضَاء أَجله إِلَّا ان يكون فِيهِ سَعَة فَيكون مرزوقا فِي دُنْيَاهُ على السعَة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الشِّبَع يدل على المعاش وعود المَال وَأما الْعَطش فَإِنَّهُ يدل على تَعب ومشقة وَفَسَاد فِي الدّين وَالدُّنْيَا (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَمن رأى أَنه عطشان فَإِنَّهُ يطْلب أمرا وَلَا يُدْرِكهُ بِحَيْثُ لَا يدْرك الْأَمر أصلا لقَوْله تَعَالَى: {يحسبه الظمآن مَاء} وَرُبمَا كَانَ مُحْتَاجا إِلَى النِّكَاح (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا الْعَطش تؤول على وُقُوع خلل فِي الدّين وَإِذا كَانَ عطشان وَأَرَادَ ان يشرب من نهر فَلم يشرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يخرج من حزن لقَوْله تَعَالَى: {وَمن لم يطعمهُ فَإِنَّهُ مني} وَأما الرّيّ فَإِنَّهُ خير ونعمة مَا لم يحصل مِنْهُ تفرقع لأحد الْأَعْضَاء (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه رَيَّان فَإِنَّهُ يدل على السعَة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى أَنه يشرب مَاء بَارِدًا إِصَابَة مَال حَلَال وَقَالَ دانيال: رُؤْيا الرّيّ أحسن من الْعَطش وَأما الشّرْب من جَمِيع أَنْوَاع المشارب مَعَ وضع كل نوع فِي إنائه وَالشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار فجميعه مفصل فِي بَابه وَأما السعَة فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه من أهل السعَة وَالْمَال وَالْقُدْرَة والامكان فَذَلِك تغير أمره وَسُقُوط حَاله وَمَوْت يعاجله أَو يكون ظَالِما فينتقم مِنْهُ قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْغنى هُوَ الْفقر وَمن رأى أَنه غَنِي فَإِنَّهُ يفْتَقر وَقَالَ بَعضهم: رُؤْيا الْغنى لأهل الدّين وَالصَّلَاح قناعة لقَوْل ابْن عبد الْعَزِيز الديريني: (وجدت القناعة أصل الْغنى ... فصرت بأهدابها ممتسك) (ولبست من حليها خلعة ... فَلَا هِيَ تبلى وَلَا تنتهك) وَأما الْفقر فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين وثبات فِي الْحَال وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه من أهل الْفقر وضيق الْمَعيشَة يزْدَاد فِي تقربه وَيحسن حَال بَيته من بعده (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى كَأَنَّهُ فَقير حَال نَالَ طَعَاما كثيرا لقَوْله تَعَالَى حِكَايَة عَن مُوسَى: {رب اني لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير} وَأما ضيق الْمَعيشَة فَإِنَّهُ يدل على الكفاف لما تقدم ان رُؤْيا نَفسه من أوساط النَّاس جَيِّدَة وَأما التلفيق فَهُوَ وضع كل شَيْء مَعَ مَا يُنَاسِبه فَمن رأى ذَلِك فَإِنَّهُ يكون مُدبر أُمُوره ويوقع مَا يُنَاسب بعضه بِبَعْض وَأما السفاهة فَلَا خير فِيهَا لِأَنَّهَا من الْأُمُور الشنيعة فَمن رأى أَنه يسفه على من لَا يُمكن فعل مثل ذَلِك بِهِ فَإِنَّهُ يكون ناكرا لإحسانه فَمن رأى أَن أحدا يسبه فَالْمَعْنى وَاحِد واما الِالْتِقَاط فَهُوَ حُصُول مَا لَيْسَ هُوَ فِي الأمل فَإِن كَانَ مِمَّن يحب نَوعه فضد ذَلِك وَأما الْعَدَاوَة فَإِنَّهَا تدل على الْمَوَدَّة قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (من رأى) أَن بَينه وَبَين أحد عَدَاوَة فَإِنَّهُ يكون بَينهمَا مَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى: {عَسى الله أَن يَجْعَل بَيْنكُم وَبَين الَّذين عاديتم مِنْهُم مَوَدَّة} وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن بَينه وَبَين أحد عَدَاوَة وَهُوَ يصبر لَهَا ويدافع بِالَّتِي هِيَ أحسن فَإِنَّهُ يدل على ان ذَلِك الرجل يصير صديقا ناصحا فِي الْمَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسن فَإِذا الَّذِي بَيْنك وَبَينه عَدَاوَة كَأَنَّهُ ولي حميم} وَأما الاحسان فَهُوَ مَحْمُود خُصُوصا ان كَانَ لِلْعَدو فَإِنَّهُ ظفر بِهِ لقَوْل بَعضهم: (وَإِذا الْمُسِيء جنى عَلَيْك جِنَايَة ... فاقتله بِالْمَعْرُوفِ لَا بالمنكر) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 678 وَقيل: رُؤْيا الاحسان تدل على علو الْمنزلَة وَالْقُوَّة فِي الدّين بِقدر مَا أحسن وخلاصه من عَذَاب الْآخِرَة وَقَالَ بَعضهم: من رأى أَنه يحس فَإِنَّهُ يدل على إخلاصه فِي التَّوْحِيد وَالْمَوْت على الاسلام ومجازاته من الله تَعَالَى بِالْجنَّةِ لقَوْله تَعَالَى: {هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان} وَأما التَّقْوَى فَإِنَّهَا السَّبَب الْأَقْوَى وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا أهل التَّقْوَى خير فَمن رأى أَنه سلك طَرِيق شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يسْلك الطَّرِيق الْمجِيد وَيكون الله تَعَالَى مَعَه فِي جَمِيع أَحْوَاله لقَوْله تَعَالَى: {إِن الله مَعَ الَّذين اتَّقوا وَالَّذين هم محسنون} وَأما الْمعْصِيَة فتعبيره ضد ذَلِك وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة من يرتكب شَيْئا من ذَلِك على خلل الْأُمُور وانعكاس الْأَحْوَال إِلَّا أَن يكون من أهل التَّقْوَى وتعبير رُؤْيَاهُ بالضد. وَأما السكينَة فَإِنَّهَا محمودة لِأَنَّهَا من الْكَوْن وَرُبمَا دلّت على السُّكْنَى وَعدم الْحَرَكَة فِيمَا لَا يحصل بِهِ نتيجة وَرُبمَا دلّت على الضِّدّ وَأما الجريان والعدو سَوَاء كَانَ رَاكِبًا أَو مَاشِيا فَإِنَّهُ يدل على الْحِرْص والطمع فَإِن رأى أَنه وقف من جريه أَو عدوه فَإِنَّهُ قنوع لَا يمِيل إِلَى الطمع (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يعدو أَو يجْرِي وَعرف الامر الَّذِي يَطْلُبهُ فَإِنَّهُ يُدْرِكهُ عَاجلا ويظفر بِهِ فَإِن كَانَ رَاكِبًا فَإِنَّهُ يدل على تَجْدِيد سفر وَقَالَ: ان نوى السّفر وَرَأى ذَلِك يتعوق عَنهُ وَأما الْمَشْي وسلوك الطَّرِيق فيؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يمشي أَو تمشي بِهِ دَابَّة رويدا رويدا فَإِنَّهُ عز وَشرف (وَمن رأى) أَنه يمشي فِي تُرَاب فَإِنَّهُ يحصل مَالا عَاجلا وَإِن مَشى فِي رمل فَإِنَّهُ فِي شغل شاغل وَإِن مَشى على شوك وآلمه فَإِنَّهُ يصاب فِي بعض أَهله (وَمن رأى) أَنه يمشي فِي طَرِيق قَاصِدا مُجْتَهدا فَإِنَّهُ على منهاج الْحق وَالدّين وَشَرَائِع الاسلام وَرُبمَا دلّ على صَلَاح نَفسه فِي دين أَو دنيا (وَمن رأى) أَنه ضل عَن الطَّرِيق أَو زاغ عَنْهَا فَإِنَّهُ يضل عَن الْحق ومنهاج الصَّوَاب فِي دينه أَو دُنْيَاهُ بِقدر مَا ضل عَن الطَّرِيق فَإِن أصَاب الطَّرِيق بعد مَا ضل أصَاب صَلَاح نَفسه وَإِن لم يصب الطَّرِيق تعسر ذَلِك عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه متحير فِي طَرِيقه فَإِنَّهُ متحير فِي طلبه وَصَلَاح نَفسه. (وَمن رأى) أَنه فِي طَرِيق مُخْتَلف لَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ على بِدعَة فِي دينه أَو على طلب عذر من أمره فَإِن انْفَتح لَهُ الطَّرِيق أصَاب رشدا ونال طلبه (وَمن رأى) أَنه سلك طَرِيقا مظلما فَإِنَّهُ ضَلَالَة فِي دينه (وَمن رأى) أَنه يخرج من ظلام إِلَى نور فَإِنَّهُ يخرج من الضَّلَالَة إِلَى الْهدى (وَمن رأى) أَنه يمشي فِي طَرِيق فَاعْترضَ لَهُ مَا يحول بَينه وَبَين الطَّرِيق من حَيَوَان أَو جماد أَو نَبَات فَإِنَّهُ قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطَّرِيق استقامة الدّين (وَمن رأى) أَنه يمشي فِي الطَّرِيق فَلَا يتعب فَإِنَّهُ يدل على خلاص حَقه فَإِن تَعب يكون خلاصه بصعوبة (وَمن رأى) أَن أحدا استبدله من الطَّرِيق الْمُسْتَقيم إِلَى غَيره فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ على أحد دين فَإِن الْمَدْيُون يحتال عَلَيْهِ ويسوفه فَإِن لم يكن لَهُ دين على أحد فَإِنَّهُ يغويه إِلَى الْمُصِيبَة وَالْخَطَأ (وَمن رأى) أَنه يمشي فِي طَرِيق مظلم وأشكل عَلَيْهِ الطَّرِيق وَهُوَ يعْتَقد أَنه على الاسْتقَامَة فَإِنَّهُ يُرْجَى لَهُ الْهِدَايَة (وَمن رأى) طَرِيقا متشعبا وَهُوَ لَا يدْرِي إِلَى أَيهَا يذهب فَإِنَّهُ يتحير فِي دينه ويصاحب من لَا دين لَهُ (وَمن رأى) أَنه سالك فِي طَرِيق ثمَّ مَال عَنهُ بِقصد فَإِنَّهُ يحتال على عدوه ويخدعه (وَمن رأى) أَنه كَانَ سالكا فِي طرق وَرَأى ذَا أبهة فَرجع بِسَبَبِهِ فَإِنَّهُ يرتكب مَا يحصل بِهِ نقص فِي دينه (وَمن رأى) أَنه سالك فِي طَرِيق وَرَأى امْرَأَة فَمَال عَن الطَّرِيق فَإِن الدُّنْيَا تكون خدعته (وَمن رأى) أَنه يمشي فِي طَرِيق مخفي بِالظَّنِّ فَإِنَّهُ يبتدع فِي دينه وَيكون مغرورا فِي شغله (وَمن رأى) أَنه أضلّ رجلا طَرِيقه فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد دينه لقَوْله تَعَالَى: {وَقد خَابَ من دساها} وَقَالَ بَعضهم: من رأى أَنه تاه عَن الطَّرِيق فَرُبمَا يتغرب وَإِن رأى أَن أحدا دله على الطَّرِيق فَإِنَّهُ يدله ويوضح لَهُ مَا أشكل عَلَيْهِ لقَوْل بعض الشُّعَرَاء: (إِن الْغَرِيب كَأَنَّهُ فِي ظلمَة ... إِن لم يقده قَائِد لم يهتد) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الطَّرِيق تؤول على خَمْسَة أوجه: دين وَمُرَاد وَفعل حسن وَخير وبركة وراحة وَأما السُّقُوط فَمن رأى أَن أحدا سقط عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يظفر بِهِ عدوه (وَمن رأى) أَنه سقط من مَكَان عَال مثل الْجَبَل أَو الْحَائِط وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على عدم إتْمَام الْمَقْصُود (وَمن رأى) أَنه سقط من ضَرْبَة فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وَإِن زل قدمه فَكَذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: (من رأى) أَنه خر على وَجهه فَإِنَّهُ ان لم ينْو بِهِ السُّجُود فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ فِي خضومة فَذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: (من رأى) أَنه خر على وَجهه فَإِنَّهُ ان لم ينْو بِهِ السُّجُود فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ فِي خُصُومَة أَو حَرْب أَو مُنَازعَة لم يظفر (وَمن رأى) أَنه سقط من سقف أَو حَائِط أَو شجر أَو نَحْو ذَلِك فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ لَا يتم لَهُ وَلَا يبلغ مِنْهُ مَا يُريدهُ بامتناع ذَلِك عَلَيْهِ وَلَا يتم لَهُ مَا يرجوه وَلَا يبلغ مِنْهُ مَا يُرِيد وَقد يدل السُّقُوط لمن عِنْده خلل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 679 فِي دينه على انهماكه فِي الْمعاصِي والفتن والأعمال المضلة (وَمن رأى) أَنه سقط فِي مَسْجِد أَو رَوْضَة وَمَا أشبه ذَلِك وَكَانَ بِسَبَب فعل خير أَو كَانَ قاصده فَإِنَّهُ دَال على ترك الذُّنُوب والمعاصي والاقلاع عَن الْبدع والأهواء. (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى أَنه سقط فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود وَأما الصعُود فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَى السَّمَاء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَابه وفصله وَكَذَلِكَ يَأْتِي كل شَيْء فِي بَابه وَأما تَعْبِير الصعُود جملَة مَا لم يكن مستويا فَهُوَ مَحْمُود وَأما الهبوط فَتقدم الْكَلَام أَيْضا فِيهِ إِذا كَانَ من السَّمَاء وَرُبمَا كَانَ نيل نعْمَة الدُّنْيَا مَعَ رياسة الدّين فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَبَط بعد أَن عرج إِلَيْهَا وَلم ينقص من شرفه بل زَاد شرفه وَإِذا رأى الهبوط من غير ذَلِك يَأْتِي مَا يدل على كل شَيْء فِي بَابه وفصله وَقَالَ بعض المعبرين: أكره الهبوط لما جربته مرَارًا فَلم أَجِدهُ مَحْمُودًا وَرُبمَا كَانَ ضعفا وهبوطا عَن الْقُوَّة وَأما الاتكاء فَإِنَّهُ يدل على التهاون بالأمور وَرُبمَا دلّ على الرياسة لِأَنَّهُ من شَأْنهمْ وَأما الزلق لَا خير فِيهِ سَوَاء وَقع أَو لم يَقع وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه زلق وَوَقع اصابته مُصِيبَة وَإِن لم يَقع أَصَابَهُ هم وغم. وَأما الْقيام فَهُوَ نهوض الْأَمر قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه قَامَ لأمر فِيهِ دلَالَة على الْخَيْر فَإِنَّهُ ينْهض لأمر يحصل مِنْهُ نتيجة (وَإِن رأى) ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَأما الْقعُود فَقَالَ بعض المعبرين: أحب الْقعُود على مَا كَانَ مرتفعا وَقد جربت ذَلِك مرَارًا (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : فِي الْمَعْنى: عجبت لمن يَعْلُو على الأَرْض انملة كَيفَ لَا يَعْلُو ذِرَاعا خُصُوصا ان كَانَ على مَا يحسن الْقعُود على مثله فِي الْيَقَظَة (وَمن رأى) أَنه قعد على الأَرْض فَإِنَّهُ ثبات فِي أمره وَأما الْهَدِيَّة (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يهدي هَدِيَّة لأحد وَكَانَ نوعها محبوبا فَهُوَ صَلَاح للْفَاعِل وَالْمَفْعُول وكل ينَال من صَاحبه مَا يُريدهُ وَإِن كَانَ نوع ذَلِك مَكْرُوها فَإِنَّهُ ينَال كل مِنْهُم من الآخر مَا يكرههُ وَقيل من رأى أَنه أهْدى إِلَيْهِ هَدِيَّة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة طيبَة (وَمن رأى) أَنه أهْدى إِلَيْهِ هَدِيَّة من شيخ أَو عَجُوز فَإِنَّهُ مَحْمُود وَإِن كَانَ من شَاب أَو شَابة فبخلافه وَقَالَ بَعضهم: (من رأى) أَنه أهْدى لأحد هَدِيَّة فَردهَا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول كَلَام بَينهمَا يكره مثله وَرُبمَا كَانَ يَرْجُو مِنْهُ شَيْئا وَأما الْهِبَة فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه وهب لأحد هبة فَإِنَّهُ يتفضل عَلَيْهِ إِلَّا هبة العَبْد فَإِنَّهُ يُرْسل إِلَيْهِ عدوا. وَأما اللجاجة فَإِنَّهَا غير محمودة وَقيل انها فرار فَمن رأى كَأَنَّهُ يلح فِي أَمر فَإِنَّهُ يفر من أَمر هُوَ فِيهِ كَائِنا مَا كَانَ من ولَايَة أَو رياسة أَو صناعَة أَو خُصُومَة والمصالحة فَإِنَّهَا محمودة قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يَدْعُو غَرِيمه إِلَى مصالحة من غير قَضَاء دين فَإِنَّهُ عَدو صَار إِلَى الْهدى وَمُصَالَحَة الْغَرِيم على شَرط المَال نيل خير لقَوْله تَعَالَى: {وَالصُّلْح خير} وَأما الاختبار فَإِنَّهُ أَمر يطْلب قاصده كشفه فَمن رأى أَنه يختبر أحدا فَإِنَّهُ يقْصد أَن يفهم مَا هُوَ عَلَيْهِ فتعبيره فِي ذَلِك مَا يظْهر مِنْهُ خيرا أَو شرا وَأما الاستشارة فَإِنَّهَا أَمَانَة قَالَ بعض المعبرين: (وَمن رأى) أَنه يستشير أحدا فَإِنَّهُ يأتمنه على أَمَانَة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: المستشار مؤتمن وَأما استراق السّمع فَلَيْسَ بمحمود وَقيل يرتكب مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ وَرُبمَا دلّ على حُصُول مَا يكره وَقَالَ بَعضهم: استراق السّمع يؤول على أَرْبَعَة أوجه: خِيَانَة وَخَوف ومعصية وَسَمَاع أَمر مَكْرُوه وَأما الِانْتِظَار قَالَ بعض المعبرين: انه هم وغم فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يحب مثله فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن رأى مَا يكرههُ فضد ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه ينْتَظر أمرا فَإِنَّهُ يكون طَوِيل الأمل وَأما الاشتياق فَإِنَّهُ يدل على الغربة وَرُبمَا دلّ على فِرَاق مَحْبُوب لقَوْل بَعضهم: (وَإِنِّي لمشتاق إِلَى وَجهك الَّذِي ... عَلَيْهِ بأنوار السَّعَادَة رونق) وَأما الْبُرْهَان فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة فَمن رأى أَنه أَتَى ببرهان على شَيْء فَإِنَّهُ فِي خُصُومَة مَعَ انسان وَتَكون الْحجَّة على خَصمه لقَوْله تَعَالَى: {قل هاتوا برهانكم ان كُنْتُم صَادِقين} وَأما التدلي فَإِنَّهُ يدل على الْوَرع فَمن رأى أَنه تدلي من مَكَان مُرْتَفع إِلَى سطح أَو أَرض سَوَاء كَانَ بِحَبل أَو غَيره فَإِنَّهُ يتورع فِي أَحْوَاله ويزهد عَن أَحْوَال الدُّنْيَا وَأما التَّعْزِيَة فَهِيَ أَمن فَمن رأى أَنه عزى أحدا مصابا فَلهُ مثل مَا لَهُ من الْأجر لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: من عزى مصابا فَلهُ مثل أجره وَأجر الله تَعَالَى يَقْتَضِي الْأَمْن وَمن رأى أحدا يعزيه فَإِنَّهُ ينَال بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى: {وَبشر الصابرين الَّذين إِذا أَصَابَتْهُم مُصِيبَة قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون} وَأما تَغْيِير الِاسْم فعلى وَجْهَيْن: فَإِن دعِي بِغَيْر اسْمه وَكَانَ الِاسْم دون اسْمه فَإِنَّهُ يظْهر بِهِ عيب فَاحش أَو مرض فادح وَإِن دعِي باسم أحسن من اسْمه سَوَاء كَانَ ظَاهرا أَو مشتقا من معنى حسن فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينَال عزا وشرفا ورفعة على حسب قافية الِاسْم وَقَالَ بعض المعبرين: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 680 إِن كَانَ الِاسْم مَنْسُوبا إِلَى الله تَعَالَى بالعبودية كَعبد الله وَمَا أشبهه فَإِنَّهُ من عناية الله وَنَصره وَإِن كَانَ على مُسَمّى تقدم كمحمد وَيُونُس وَمَا أشبه ذَلِك فيؤول على وَجهه فَإِن كَانَ من أهل الدّين وَالصَّلَاح فبشارة وَخير وَإِن كَانَ من أهل الْفساد وَالْمَعْصِيَة فَيدل على وَعِيد واستهزاء وَإِن نُودي بِبَعْض أَسمَاء الأسقاط من البدو والجهلة كجربوع وصميدة وفهيد وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على الْجَهْل وَكَثْرَة الْفساد وَإِن نُودي بِمَا يُسمى بِهِ الْيَهُود وَالنَّصَارَى كعربان وحنا وشميلة وَمَا أشبه ذَلِك فيخاف عَلَيْهِ من سوء الْحَيَاة وَالْمَمَات هَذَا إِذا كَانَ الْقَائِل مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة وَإِن كَانَ مِمَّن لَا يقبل قَوْله فَلَا يعْتَبر قَوْله وَأما تَزْكِيَة الْمَرْء نَفسه فَإِنَّهَا تدل على اكْتِسَاب ماثم وَهُوَ لَا يصدق لقَوْله تَعَالَى: {فَلَا تزكوا أَنفسكُم هُوَ أعلم بِمن اتَّقى} فَمن رأى كَأَن شَابًّا حسنا يُزَكِّيه فَإِنَّهَا مذمة عَدو وَإِن زَكَّاهُ شيخ فَإِنَّهُ يُصِيب ذكرا حسنا وَإِن كَانَ الشَّيْخ مَجْهُولا ينَال بِسَبَبِهِ رياسة وَأما تَزْكِيَة الكهل ففقر (وَمن رأى) أَنه يُزكي أحدا مَعْرُوفا فتعبيره الهيئتان كَمَا تقدم. وَأما الثبور فَلَا خير فِيهِ لِأَنَّهُ مَذْمُوم فِي الْقُرْآن لقَوْله عز وَجل إِخْبَارًا عَن الْكَافرين {لَا تدعوا الْيَوْم ثبوراً وَاحِدًا وَادعوا ثبوراً كثيرا} وَأما التهاون فَلَا خير فِيهِ فِي جَمِيع الْأَحْوَال لقَوْل الشَّاعِر: (وَمن تهاون فِي مصَالح نَفسه ... عتبتء عَلَيْهِ ثعالب وفهود) وَأما التهاون بالكفار فمحمود والتهاون بِالْمُؤمنِ مَذْمُوم فَمن رأى أَن أحدا تهاون بِهِ فَإِنَّهُ يظْهر عَلَيْهِ وَأما الثَّنَاء فعلى وَجْهَيْن: ان كَانَ من صديق فَهُوَ مَحْمُود وَرُبمَا يحصل من قبله خير وَإِن كَانَ من عَدو فَهُوَ استهزاء بِهِ وَرُبمَا تنْقَلب الْعَدَاوَة مَوَدَّة وَأما التَّنَاوُل فَإِن كَانَ من غَيره لَهُ وَكَانَ الْمَدْفُوع لَهُ حسنا فَهُوَ خير ونعمة وَإِن كَانَ مذموما تأباه النَّفس فضده وَإِن ناول هُوَ شَيْئا لغيره فنظير ذَلِك وَأما الحراسة فأمان وثناء حسن فَمن رأى أحدا يَحْرُسهُ فَإِنَّهُ يَأْمَن وَإِن حرس أحدا فَإِنَّهُ يرْزق الْجِهَاد وَقيل الحارس والمحروس يَكُونَا آمِنين من شَرّ الشَّيْطَان وكيده وَأما الْحلف إِذا كَانَ صَدُوقًا فِيهِ فَإِنَّهُ ظفر وَقَول حق وَرُبمَا كَانَ زِيَادَة فِي الْعِبَادَة والمحبة لله تَعَالَى وَإِن كَانَ كذوبا فَيدل على الخذلان والذلة وَقيل مَعْصِيّة وفقر لقَوْله تَعَالَى: {ويحلفون على الْكَذِب وهم يعلمُونَ أعد الله لَهُم عذَابا شَدِيدا} وَأما الشّغل فَإِنَّهُ يدل على النِّكَاح وَرُبمَا كَانَ تزوج بكر لقَوْله تَعَالَى: {إِن أَصْحَاب الْجنَّة الْيَوْم فِي شغل فاكهون} قيل افتضاض الابكار وَأما السُّؤَال فَإِنَّهُ يدل على التَّوَاضُع وَالِاجْتِهَاد فِي طلب الْعلم وَقَالَ آخَرُونَ: ان كَانَ الْأَمر من أُمُور الدّين فمحمود وَإِن كَانَ للدنيا فَلَيْسَ بمحمود وَأما الطّلب فَمن رأى أَنه يطْلب شَيْئا ويجد فِي طلبه فَإِنَّهُ ينَال مناه كَمَا قيل من حث فِي طلب شَيْء ناله أَو بعضه. وَأما الشَّفَاعَة فَهِيَ زِيَادَة الْمُرُوءَة فَمن رأى أَنه يشفع فِي انسان فَإِنَّهُ يدل على عز ومروءة وارتفاع مرتبته وَحُصُول أجر وثواب وَإِن أحدا يشفع فِيهِ فاما ان يكون مذنبا أَو مَظْلُوما وَأما الْعُلُوّ فيؤول على وَجْهَيْن: إِن كَانَ من أهل التَّقْوَى وَالْخَيْر فَإِنَّهُ جيد فِي حَقه وَإِن كَانَ من أهل الْفسق وَالْفساد فَإِنَّهُ ان علا وارتفع على أحد فَإِنَّهُ يدل على أَنه يَعْلُو فِي الدُّنْيَا ثمَّ يهان ويذل لقَوْله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن فِرْعَوْن: {إِن فِرْعَوْن علا فِي الأَرْض} وَإِن رأى مَعَ ذَلِك عظما فَصَارَت جثته أعظم من جثث النَّاس فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَأما الْعَفو فمحمود لِأَنَّهُ من أَعمال الْبر والفلاح فَمن رأى أَنه عَفا عَن مذنب ذَنبا يعْمل عملا يغْفر الله لَهُ لقَوْله تَعَالَى: {وليعفوا وليصفحوا أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم وَالله غَفُور رَحِيم} وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه عفى عَن مذنب فَأَجره على الله لقَوْله تَعَالَى: {فَمن عَفا وَأصْلح فَأَجره على الله} وَأما الْعَمَل النَّاقِص فَيدل على الاياس من الْوُجُود وَوُقُوع الحذر فِي الرُّؤْيَا وَأما العقد فَهُوَ على أَنْوَاع مُتعَدِّدَة فَمن رأى أَن عقدَة فِي قَمِيصه فَإِنَّهُ يدل على عقد التِّجَارَة والعقدة على الْحَبل صِحَة دين وعَلى المنديل اصابه خَادِم وعَلى السَّرَاوِيل تَزْوِيج امْرَأَة وعَلى الْخَيط ابرام أَمر هُوَ فِيهِ من ولَايَة أَو تِجَارَة أَو تَزْوِيج فَإِن رأى عقدَة على شَيْء من هَذِه الْأَشْيَاء من غير أَن يعْقد فَإِنَّهَا تدل على ضيق من قبل السُّلْطَان فَإِن رأى انها انْحَلَّت بِنَفسِهَا فَإِن الله يفرج عَنهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَقَالَ بَعضهم فِي ذَلِك شعرًا: (إِذا عقد الْقَضَاء عَلَيْك أمرا ... فَلَيْسَ يحله إِلَّا الْقَضَاء) وَقَالَ بَعضهم: أكره رُؤْيا العقد على شَيْء وَأحب حل الْعقْدَة فَإِن الْعقْدَة من الْهم وحلها من الْفرج لقَوْل بَعضهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 681 (ولعلها ولعلها ولعلها ... وَلَعَلَّ من عقد الْعُقُود يحلهَا) وَأما عقد الشَّيْء على مَا يخَاف ذَهَابه أَو سُقُوطه من أَي نوع كَانَ فِيهِ فَإِنَّهُ مَحْمُود وَكَذَلِكَ الِاعْتِقَاد لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اعقل وتوكل فَأَما الْعدَد فمختلف فِيهِ باخْتلَاف الْمَعْدُود فَإِن رأى أَنه يعد دَرَاهِم فِيهَا اسْم الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد علما فَإِن كَانَ فِيهَا صُورَة منقوشة فَإِنَّهَا يشْتَغل بِالْبَاطِلِ فِي الدُّنْيَا وَإِن رأى كَأَنَّهُ يعد لؤلؤا فَإِنَّهُ يَتْلُو الْقُرْآن وَإِن رأى أَنه يعد خرافا فَإِنَّهُ يشْتَغل فِي الخفاء وَإِن رأى أَنه يعد بقرًا عِجَافًا فَإِنَّهُ يمر عَلَيْهِ سنُون جدبة وَإِن كَانَت سمانا فَإِنَّهُ بضد ذَلِك وَإِن رأى أَنه يعد جمالا مَعَ جوالقها فَإِن كَانَ سُلْطَانا أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من أعدائه أَمْوَالًا قيمتهَا توَافق حمل الحمالات وَإِن كَانَ دهقانا مطر زرعه وَإِن كَانَ تَاجِرًا نَالَ ربحا كثيرا. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يعد عددا من الْأَعْدَاد فَإِن لكل عدد تَأْوِيلا فالواحد تَوْحِيد وإيمان بِاللَّه عز وَجل والاثنان أَبَوَانِ أَو شَاهدا عدل على تَصْدِيق الرُّؤْيَا وَالثَّلَاثَة وعد صَادِق لقَوْله تَعَالَى: {ثَلَاثَة أَيَّام ذَلِك وعد غير مَكْذُوب} وَالْأَرْبَعَة دُعَاء مستجاب وَمَال مَجْمُوع وَرُبمَا يكون تزويجا والخمسة دولة مقبلة وَرُبمَا يكون الْخمس صلوَات فَإِن نقص مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ نُقْصَان فِي الصَّلَاة وَقَالَ أَيْضا: عدد الْوَاحِد مبارك والاثنين خلاص من بلَاء وظفر على الْأَعْدَاء لقَوْله تَعَالَى: {ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار} وَالثَّلَاثَة لَيست بمحمودة وَالْأَرْبَعَة مباركة وَخير لقَوْله تَعَالَى: {مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم} ورؤيا الْخَمْسَة جَيِّدَة حميدة وَأما السِّتَّة فَهِيَ فعل شَيْء فِيهِ نتاج لقَوْله تَعَالَى: {خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام} وَرُبمَا كَانَ كلَاما حسنا يقيمه صَاحب الرُّؤْيَا أَو اتمام أَمر والفراغ من شَيْء وَأما السَّبْعَة فَلَيْسَتْ بمحمودة لقَوْله تَعَالَى: {لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب} وَقيل زين أَو حج وَرُبمَا دلّت على الْهم فِي تِلْكَ الْأَيَّام لحالها وَقَالَ بعض المعبرين: ان رأتها امْرَأَة وَهِي حُبْلَى فَإِنَّهَا تخلص لِأَن الْمُطلقَة إِذا ولدت أَقَامَت سَبْعَة ايام وَأما الثَّمَانِية فَلَيْسَتْ بمحمودة لقَوْله تَعَالَى: {سبع لَيَال وَثَمَانِية أَيَّام حسوما} قيل يتَقرَّب من سُلْطَان أَو رجل كَبِير وَقَالَ بعض المعبرين: إِن كَانَ الْعدَد على جمَاعَة مُعينَة وهم مِمَّن شكّ فيهم فانهم كَذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {سَبْعَة وثامنهم كلبهم} وَأما التِّسْعَة فَلَيْسَتْ بمحمودة لقَوْله تَعَالَى: {تِسْعَة رَهْط يفسدون فِي الأَرْض} وَقيل بَيَان وَحجَّة على الْأَعْدَاء لقَوْله تَعَالَى: {تسع آيَات بَيِّنَات} وَقَالَ بَعضهم: ان رأى ذَلِك من فِي دينه ضعف فَرُبمَا دلّ على أَن لَهُ ميلًا إِلَى الرافضة وَأما الْعشْرَة فَإِنَّهَا مباركة وَحُصُول مُرَاد ديني ودنيوي لقَوْله تَعَالَى: {ووأتممناها بِعشر} وَقَوله تَعَالَى: {تِلْكَ عشرَة كَامِلَة} وَقيل تَمام وَكَمَال فِي الْأُمُور وَأما الْحَادِي عشر فَهُوَ حُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا} وَقيل اخوان وَأما الثَّانِي عشر فَإِنَّهُ تَأْخِير فِي حُصُول الْمَقْصُود ثمَّ يحصل فِيمَا بعده لقَوْله تَعَالَى: {إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا} وَقيل سنة مخصبة وَأما الثَّالِث عشر فَلَيْسَ بمحمود لِأَنَّهُ أنحس أَيَّام الْأَشْهر وَعقد أَيَّام مشكلة وَأما الرَّابِع عشر فَإِنَّهُ مَحْمُود وَحُصُول مُرَاد وَقيل فرج بعد شدَّة وَأما الْخَامِس عشر فَإِنَّهُ عدم تَمام الْمَقْصُود وَقيل خُرُوج من شدَّة إِلَى قَضَاء وَحُصُول خصب وانتصاف وَأما السَّادِس عشر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاد بطول الْمدَّة وَقيل تَمام أَمر وَأما السَّابِع عشر فَإِنَّهُ يدل على رُجُوع مَا خرج مِنْهُ فِي فَسَاد وعاقبته محمودة وَقيل حج واتمامه وَأما الثَّمَانِية عشر فَلَيْسَتْ بمحمودة وَقيل اتِّصَال بالملوك والعظماء وَأما التَّاسِع عشر فخصومة مَعَ النَّاس لقَوْله تَعَالَى: {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} وَقيل أعوان سامعون مطيعون وَأما الْعشْرُونَ فَزِيَادَة قُوَّة وظفر على الْأَعْدَاء وَحُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ} وَأما الثَّلَاثُونَ فتدل على أَنه ان كَانَ لَهُ مَعَ أحد خُصُومَة ينْفَصل بِسُرْعَة ويظفر بعدوه لقَوْله تَعَالَى: {وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا} وَأما الْأَرْبَعُونَ فَإِنَّهُ تعسر أَمر وحيرة وتيه لقَوْله تَعَالَى: {مُحرمَة عَلَيْهِم أَرْبَعِينَ سنة} وَأما الْخَمْسُونَ فَلَيْسَ بمحمود وَقيل تَمام عمر صَاحب الرُّؤْيَا وَأما السِّتُّونَ فَلَيْسَ بمحمود فَإِنَّهُ لُزُوم كَفَّارَة لقَوْله تَعَالَى: {أَو إطْعَام سِتِّينَ مِسْكينا} وَقيل سفر لقَوْله تَعَالَى: {غدوها شهر ورواحها شهر} وَأما السبعون فحصول حَاجَة بِتَأْخِير وَحُصُول خوف من جِهَة السُّلْطَان وَإِن كَانَ الْعدَد شَيْئا مذروعا فَإِنَّهُ غير مَحْمُود لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ فِي سلسلة ذرعها سَبْعُونَ ذِرَاعا} وَقيل اسْتِغْفَار وتملق لمن لَا خير فِيهِ وَلَا يغْفر الله لَهُ لقَوْله تَعَالَى: {إِن تستغفر لَهُم سبعين مرّة فَلَنْ يغْفر الله لَهُم} وَأما الثَّمَانُونَ فتهمة بزنى وَيخَاف عَلَيْهِ من جلده لقَوْله تَعَالَى: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة} وَقيل اجْتِمَاع وبركة وَأما التِّسْعُونَ فتدل على أَن نسْوَة من الأكابر يخطبونه وَيحصل لَهُ مِنْهُنَّ مَنْفَعَة وَإِن كَانَ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 682 أهل الْولَايَة يحصل لَهُ ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {تسع وَتسْعُونَ نعجة} وَقيل ضيق وعسر وَأما الْمِائَة فظفر على الْأَعْدَاء وَحُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {مائَة يغلبوا مِائَتَيْنِ} وَيدل على الزِّنَى لقَوْله تَعَالَى: {فاجلدوا كل وَاحِدَة مِنْهُمَا مائَة جلدَة} {وَمن رأى} أَنه عقدت لَهُ مائَة من الْحُبُوب فَخير وبركة ومعيشة لقَوْله تَعَالَى: {فِي كل سنبلة مائَة حَبَّة} وَقيل يقدم على جمَاعَة وَأما المائتان فَإِنَّهُ عدم ظفر على الْعَدو لقَوْله تَعَالَى: {يغلبوا مِائَتَيْنِ} وَأما الثلاثمائة فحصول مَقْصُود فِي مُدَّة مديدة لقَوْله تَعَالَى: {وَلَبِثُوا فِي كهفهم ثَلَاث مائَة سِنِين} أما الأربعمائة فظفر على الْأَعْدَاء لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: خير السَّرَايَا أَرْبَعمِائَة وَخير الجيوش أَرْبَعَة آلَاف وَأما الْخَمْسمِائَةِ فتوقف الْأُمُور وَأما الستمائة ففرح وَحُصُول مُرَاده وَأما السبعمائة فصعوبة أُمُور وَلَكِن يحصل فِي آخر عمره خير وَأما الثَّمَانمِائَة فتدل على حُصُول ظفر وَقُوَّة وَأما التسْعمائَة فتدل على ظفر الْأَعْدَاء عَلَيْهِ وَأما الْألف فحصول قُوَّة وظفر وَنَصره لقَوْله تَعَالَى: {وَإِن يكن مِنْكُم ألف يغلبوا أَلفَيْنِ بِإِذن الله} أما الألفان فليسا بمحمودين وَأما الثَّلَاثَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على حُصُول ظفر وَقُوَّة لقَوْله تَعَالَى: {بِثَلَاثَة آلَاف من الْمَلَائِكَة منزلين} وَأما الْأَرْبَعَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على حُصُول نصْرَة وظفر وَأما الْخَمْسَة آلَاف فَإِنَّهَا بركَة وَفَرح لقَوْله تَعَالَى: {بِخَمْسَة آلَاف} وَأما السِّتَّة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على الظفر وَحُصُول المُرَاد وَأما السَّبْعَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على توَسط حَاله من جِهَة الْمَعيشَة وَقَالَ بَعضهم تعقد عَلَيْهِ أُمُوره وَأما الثَّمَانِية آلَاف فَإِنَّهَا تدل على انتظامه وَأما التِّسْعَة آلَاف فمحمودة وَأما الْعشْرَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على حُصُول الظفر والنصرة وَأما الْعشْرُونَ ألفا فَإِنَّهُ تغلب ويظفر على أعدائه وَأما الثَّلَاثُونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ظفر بعد مُدَّة طَوِيلَة وَأما الْأَرْبَعُونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على النُّصْرَة وَأما الْخَمْسمِائَةِ ألفا فَإِنَّهُ يدل على تَعب ومشقة وَتوقف وَعجز فِي التَّدْبِير لقَوْله تَعَالَى: {كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة} وَأما السِّتُّونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاد بعد تَعب وَأما الثَّمَانُونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على الظفر والنصرة وَأما التِّسْعُونَ ألفا فحصول الظفر لأعدائه وَأما الْمِائَة ألف وَأكْثر فحصول المآرب لقَوْله تَعَالَى: {وأرسلناه إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ} . (وَمن رأى) أَنه يعد عددا كثيرا بكفه فَإِنَّهُ ينْدَم على نَفَقَة ينفقها لقَوْله تَعَالَى: {فَأصْبح يقلب كفيه} قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يعد عدد أَو يعد لَهُ فَإِن كَانَ مِمَّن يَقْتَضِي منصب إِمَارَة فَإِنَّهَا تحصل لَهُ وَيكون أَمِيرا بِقدر عدده مثلا إِن عد عشر فَيُؤْمَر على عشرَة وَإِن عد أَرْبَعِينَ فَيكون أَمِيرا على أَرْبَعِينَ وَإِن عد مائَة يكون أَمِير مائَة فِي الْمَشْهُور وَإِن عد مِائَتَيْنِ أَو ألوفا فَرُبمَا دلّ على كَفَالَة أَو مُقَدّمَة على جيوش وَإِن عد قَلِيلا فَتكون الامارة مَا بَينهمَا وَأما ان كَانَ مِمَّن يَقْتَضِي مناصب دينية فَإِنَّهُ مَحْمُود لَهُ وثبات فِي حكمه لِأَن الْعدَد لأَصْحَاب ذَلِك لَا يكون إِلَّا لمستمر الْولَايَة وَإِن من أَصْحَاب المناصب الديوانية فَيدل على جمع المَال وَكَثْرَة الْحساب وَالْعدَد من حَيْثُ الْجُمْلَة بِجَمِيعِ النَّاس مَحْمُود إِلَّا لمن يكون عَلَيْهِ مُطَالبَة وَأما التمرجح فَمن رأى أَنه فِي مرجوحة فَإِنَّهُ يلْعَب بِدِينِهِ وَرُبمَا دلّت المرجوحة على الرجحان. وَأما اللوم فَمن رأى أَنه يلوم غَيره على أَمر فَإِنَّهُ يفعل مثل ذَلِك فَيسْتَحق اللوم لما قيل فِي الْمَعْنى: كم لائم قد لَام وَهُوَ ملام (وَمن رأى) أَنه يلوم نَفسه على أَمر قد فَاتَهُ فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر مشوش يلام عَلَيْهِ ثمَّ يذهبه الله عَنهُ وَيسر بِهِ لقَوْله تَعَالَى: {إِن النَّفس لأمارة بالسوء إِلَّا مَا رحم رَبِّي} وَأما العتاب فَيدل على الْمحبَّة لِأَنَّهُ لَا يعتب إِلَّا من يحب لقَوْل بَعضهم: (وَمَا عتبي إِلَّا على من أحبه ... وَلَيْسَ على من أحب عتاب) وَأما اجْتِمَاع الشمل فَهُوَ دَلِيل الزَّوَال لقَوْله تَعَالَى: {حَتَّى إِذا أخذت الأَرْض زخرفها وازينت} وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا اجْتِمَاع الشمل تدل على الْفَرح وَالسُّرُور لِأَنَّهَا دَعْوَة بَين النَّاس وَأما الرَّهْن فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: إِمَّا حَاجَة أَو طمع فَمن رأى أَن أحدا رهن عِنْده شَيْئا فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه رهن نَفسه فَإِنَّهُ يكْتَسب ذنوبا لقَوْله تَعَالَى: {كل نفس بِمَا كسبت رهينه} وَقيل لَا خير فِي الرَّهْن لما قَالَه بَعضهم: من أَرَادَ أَن يَعش نظيفا لَا يرْهن شَيْئا وَلَا يسلف وَأما البيع فَفِيهِ خلاف مِنْهُم من قَالَ: انه خير من الشِّرَاء وَقَالَ آخَرُونَ: الشِّرَاء أحسن وَقد تقدم البيع وَالشِّرَاء فِي بَاب الخدم وَالْعَبِيد وَأما الْإِجَارَة فالمستأجر فِي التَّأْوِيل مخادع لمن يسْتَأْجر مِنْهُ ويغره ويحثه على أَمر وَإِذا خدعه تَبرأ مِنْهُ وَتَركه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 683 وَأما الشّركَة فَإِنَّهَا تدل على الانصاف فَمن رأى أَنه شَارك أحدا فَإِنَّهُ يعامله وَقَالَ بعض المعبرين: أكره رُؤْيا الشّركَة لِأَن الْمثل الثائر بَين النَّاس الشّركَة أَرْبَعَة أحرف فَإِذا رفعت الْهَاء بقيت شرك وَإِذا رفعت الْكَاف بقيت شَرّ فَلَا خير فِيهَا من حَيْثُ الْجُمْلَة وَأما الخضاب بِالْحِنَّاءِ وَغَيرهَا فَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْحِنَّاء إِذا كَانَ فِي وعَاء فَهُوَ مَال وَبشَارَة (وَمن رأى) أَنه حنا يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يزين أهل بَيته واقربائه وَرُبمَا كَانَ فَسَادًا فِي الدّين وَقيل إِنَّه يُعْطي أمورا تتَعَلَّق بأَهْله وَإِن كَانَ لَيْسَ من شَأْنه شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول غم وهم ثمَّ يجد الْفرج قَرِيبا وَإِن كَانَت الْحِنَّاء فِي لحيته فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه اخفاء الْأَعْمَال والطاعات وَستر الْفقر عَن النَّاس وَكبر السن وَالْوَقار والخفارة وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِنَّهَا تكون حيلية مكارة وَقيل مصلحَة فِي أَمر زَوجهَا وَإِن كَانَ بِشَيْء غير الْحِنَّاء مِمَّا يكره فِي الشَّرِيعَة فَلَا خير فِيهِ إِلَّا للعرائس وَقيل ان ذَلِك أَيْضا لَيْسَ بمحمود لِأَنَّهُ نوع من الْفَرح (وَمن رأى) أَنه اختضب وَلم يعلق الخضاب فَإِنَّهُ يغطى من حَاله مَا يشْتَهر للنَّاس فَإِن علق الخضاب ستر الله عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه يختضب بطين أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يُغطي حَاله بمحال أَو يُصِيبهُ مَكْرُوه وَيخرج مِنْهُ وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يختضب بمَكَان لَا يَقْتَضِي خضابه فَهُوَ على وَجْهَيْن: إِمَّا زِينَة لمن ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعُضْو من النسْوَة وَإِن كَانَ من الرِّجَال فَأمر يكره إِلَّا أَن يكون لأجل ألم فَلَا بَأْس بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الرَّابِع وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الْقَتْل والصلب وَقطع الْأَعْضَاء والحروب وَالذّبْح والسلخ وَنَحْو ذَلِك) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْقَتْل) وَمن رأى أَنه قتل أحدا وَلم يقطع مِنْهُ عضوا فَإِنَّهُ يحصل مِنْهُ لذَلِك الْمَقْتُول خير وَمَنْفَعَة وَقيل ان الْقَاتِل يظلم الْمَقْتُول (وَمن رأى) أَنه قتل فَإِنَّهُ طول حَيَاة لَهُ (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه قَتله أحد فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن جمَاعَة قَتَلُوهُ ظلما فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه خير وَمَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {وَمن قتل مَظْلُوما فقد جعلنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا} (وَمن رأى) أَنه قتل أحدا بظُلْم فَإِنَّهُ يكون عَاصِيا وظالما لنَفسِهِ ويسلط عَلَيْهِ أحد الْبَريَّة لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله} (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه قتل وَلَده يرزقه الله رزقا حَلَالا لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق نَحن نرزقهم} وَقيل يظلم وَلَده لأجل المَال وَعَن الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَنه قتل أحدا وسال الدَّم من جسده يرْزق بِقدر الدَّم الَّذِي خرج مَالا وَإِن لم يسل مِنْهُ دم فبخلافه (وَمن رأى) ان جسده تلطخ بِدَم الْمَقْتُول فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال وَإِن رأى أَنه قتل أحدا وَخرج من جسده دم أَبيض فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب دينه وَقيل: إِن رأى أَنه قتل وَلم يدر من قَتله فَإِنَّهُ قَتِيل الشَّرِيعَة لقَوْله تَعَالَى: {قتل الْإِنْسَان مَا أكفره} فَإِن عرف الَّذِي قَتله فَإِنَّهُ يظفر بعدوه (وَمن رأى) أَنه قتل رجلا وأوداجه تسيل فالمقتول ينَال من الْقَاتِل مَا يكره من لِسَانه وَقيل يُصِيب خيرا مِنْهُ (وَمن رأى) أَنه قتل نفسا وَلم يدر مَا هُوَ وَلَا عاينها فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وينجو من الْهم لقَوْله تَعَالَى: {وَقتلت نفسا فنجيناك من الْغم} وَقيل: من رأى أَنه قتل نَفسه فَإِنَّهُ يرْزق تَوْبَة لقَوْله تَعَالَى: {فتوبوا إِلَى بارئكم فَاقْتُلُوا أَنفسكُم} . (وَمن رأى) أَنه قتل مَضْرُوب الْعُنُق فَإِنَّهُ ان كَانَ عبدا عتق لقَوْله تَعَالَى: {فك رَقَبَة} وَقيل فرج من هم وغم وَإِن كَانَ مديونا قضى الله دينه من حَيْثُ لَا يأمل وَرُبمَا أعْطى مَالا عَظِيما وَإِن عرف الَّذِي فعل بِهِ ذَلِك نَالَ مِنْهُ خيرا وَإِن كَانَ الْقَاتِل امْرَأَة أَو خَصيا أَو صَبيا لم يبلغ الْحلم أَو رجلا بِلَا لحية فَإِنَّهُ يدل على من يَأْخُذ روحه سَوَاء كَانَ يَمُوت أَو قتل أَو غَيره (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : ان رَأَتْ امْرَأَة انها قتلت زَوجهَا فَإِنَّهَا تحمله إِثْمًا وَهُوَ بَرِيء (وَمن رأى) أَنه قتل صَبيا وشواه فَإِنَّهُ يدل على أَنه يَدعُوهُ إِلَى أَمر مَحْظُور وَرُبمَا يطيعه فِيهِ (وَمن رأى) أَن صَبيا ذبح وشوى وَلم ينضج لَحْمه فَإِنَّهُ يظلم أَبَوَيْهِ (وَمن رأى) أَن جمَاعَة قتل بَعضهم بَعْضًا فَهُوَ اظهار بِدعَة بَينهم (وَمن رأى) أَن أحدا قتل انسانا وَوَضعه على عُنُقه فَإِنَّهُ يُطَالب بمغرم وَيحصل لَهُ من ذَلِك الضَّرَر على قدر ثقل الْمَحْمُول وَخِفته وَقيل رُؤْيا الْقَتْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 684 لمن يُرِيد الْحَج تدل على بُلُوغه ونيله وَإِن كَانَ الرَّائِي مَرِيضا فَإِنَّهُ يشفى وَقيل رُؤْيا الْقَتْل لمن لم يكن بِهِ بلَاء زَوَال نعْمَة (وَمن رأى) أَن ملكا قتل رَعيته بِضَرْب الْعُنُق فَإِنَّهُ يعْفُو عَنْهُم بِعِتْق رقابهم. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الصلب) فَأَما الصلب فَهُوَ شرف وَعز وَسُمْعَة لِأَن قَتَادَة رأى ذَلِك فِي مَنَامه فَحصل عِنْده رعب ثمَّ حصل لَهُ بعد ذَلِك عز وَشرف ثمَّ فِيمَا بعد قصت الرُّؤْيَا على ابْن سِيرِين وَلم يذكر لَهُ قَتَادَة فَقَالَ: هَذَا رجل لَهُ شرف وَسُمْعَة وَقيل إِن الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله حبس فَرَأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ مصلوب على قناة هُوَ والامام عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه فبلغت رُؤْيَاهُ بعض المعبرين فَقَالَ: إِن صَاحب هَذِه الرُّؤْيَا سينشر ذكره وَيرْفَع صيته فَبلغ أمره إِلَى مَا بلغ (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا الصلب فِي الْمَنَام على ثَلَاثَة أوجه: صلب مَعَ الْحَيَاة وصلب مَعَ الْمَوْت وصلب مَعَ الْقَتْل فَمن رأى أَنه صلب حَيا أصَاب رفْعَة وشرفا لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا بل رَفعه الله إِلَيْهِ} (وَمن رأى) أَنه صلب مَيتا أصَاب عزا فِي الدُّنْيَا من فَسَاد دين (وَمن رأى) أَنه صلب مقتولا يكذب فِي تِلْكَ الرّفْعَة (وَمن رأى) أَنه مصلوب وَلم يدر مَتى صلب فَإِنَّهُ يرجع إِلَيْهِ مَال قد ذهب عَنهُ وَقيل ان الصلب للأغنياء مَا لم يكن صَاحب منصب دَلِيل على الْفقر لِأَن المصلوب يصلب عُريَانا وللفقراء غنى وسعة (وَمن رأى) أَنه صلب وَكَانَ تَاجِرًا دلّ على نيل مُرَاده والصلب للْمُسَافِر مَحْمُود وَلَا خير فِي أكل لحم المصلوب. (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه صلب فَإِنَّهُ يرى من السُّلْطَان نعْمَة عَظِيمَة ورفعة وعلو شَأْن وَرُبمَا يكون فِي دينه خلل وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل لحم المصلوب فَإِنَّهُ يَأْكُل حَرَامًا وَرُبمَا يتَمَكَّن من ذِي سُلْطَان ويصيب مِنْهُ خيرا وَقَالَ بعض المعبرين: (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل لحم المصلوب فَإِنَّهُ يدل على غيبته وَقيل من رأى أَن الْملك أَمر بصلبه فَإِنَّهُ ينَال مِنْهُ جاها ورفعة وَلَكِن لَيْسَ بمحمود فِي دينه (وَمن رأى) أَن جمَاعَة صلبوه فَإِنَّهُ يسود عَلَيْهِم وَيحكم فيهم (وَمن رأى) أَن شَيخا صلبه وَالنَّاس ناظرون إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يسود على أهل ذَلِك الْمَكَان (وَمن رأى) أَنه صلب نَفسه فَإِنَّهُ يسود على أَقَاربه وَأهل بَيته هَذَا إِذا رَآهُمْ ناظرين إِلَيْهِ وَإِن رَآهُمْ مُدبرين عَنهُ فانهم لَا يطيعونه فِيمَا أَمرهم بِهِ (وَمن رأى) أَنه مصلوب وَانْقطع حبله فَإِنَّهُ تنزل مرتبته. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْحَرْب والقتال) وهما على ثَلَاثَة أَنْوَاع: أَحدهَا بَين الْمُلُوك وَثَانِيها بَين الْملك والرعية وَثَالِثهَا بَين الرّعية فَقَط فَمن رأى الْحَرْب بَين الْمُلُوك فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة أَو وباء (وَمن رأى) أَن الْحَرْب بَين الْملك ورعيته فَإِنَّهُ يدل على رخص الأسعار (وَمن رأى) أَن الْحَرْب بَين رَعيته فَقَط فَإِنَّهُ صَلَاح بَينهم وَقيل قدوم الْعَسْكَر على بَلْدَة يدل على الْغَيْث (وَمن رأى) أَن جُنُودا مُجْتَمعين فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك أهل الْبَاطِل ونصرة أهل الْحق لقَوْله تَعَالَى: {فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} وَقيل قلَّة الْجند لمن يكن مَعَهم دَلِيل على ظفره على أعدائه لقَوْله تَعَالَى: {كم من فِئَة قَليلَة} الْآيَة وَمن رأى أَنه فِي حَرْب وَقَامَ عَلَيْهِم عجاج فَلَا خير فِيهِ لقَوْله تَعَالَى: {ووجوه يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غبرة ترهقها قترة} {وَمن رأى} عسكرين اقتتلا فالغالب مِنْهُمَا مغلوب وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن عسكرين اختلطا فِي وقْعَة ليتقاتلا ثمَّ اصطلحا فَإِنَّهُ خير يعمهم لقَوْله تَعَالَى: {وَالصُّلْح خير} . 6 - (فصل فِي رُؤْيا التَّوَسُّط) فَمن رأى أَنه وسط أحدا أَو أحدا وَسطه فَهُوَ عِنْد المعبرين بِصفة الْقَتْل وَحكمه وَقَالَ بَعضهم: من رأى أَن أحدا موسطه فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: إِن كَانَ بَينه وَبَين أحد مُنَازعَة فَهُوَ قطعهَا وَإِن لَهُ عَدو بَاعَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وَإِن كَانَ ينْتَظر أمرا خيرا كَانَ أَو شرا فَإِنَّهُ يدل على إنجازه بِصفتِهِ وَإِن كَانَ الموسط رمى بالبحر وَسَار فِي الْمِيَاه فَإِنَّهُ يدل على حمل أَمر إِلَى ملك وَأَنه يفصل ذَلِك الْأَمر بِحَيْثُ يحصل للرائي نصْرَة وظفر وَخير خُصُوصا ان كَانَ بَينه وَبَين أحد خُصُومَة أَو عَدَاوَة وَإِن كَانَ الموسط علق أَو رمي على كرم أَو غَيره واشتهر بِهِ فَإِن ملك ذَلِك الْمَكَان يفعل أمرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 685 يشْتَهر عِنْد النَّاس فَإِن كَانَ الموسط مَذْمُوم السِّيرَة فَإِن النَّاس يشكرون الْملك على ذَلِك الْفِعْل وَإِن كَانَ حسن السِّيرَة فَإِن النَّاس يذمون الْملك على ذَلِك الْفِعْل قيل رُؤْيا الموسط إِذا علق شهرة لَهُ فَإِن كَانَ من أهل الْخَيْر فشهرة حَسَنَة وَإِن كَانَ من أهل الشَّرّ فضد ذَلِك. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الذّبْح) رأى أَنه يذبح رجلا فَإِنَّهُ يَظْلمه وَإِن كَانَ بَينهمَا قرَابَة وَقد رأى أَنه ذبحه وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهَا قطيعة بَينهمَا وَإِن خرج دم فَإِنَّهَا صلَة (وَمن رأى) أَن رجلا مذبوحا أَو قوما مذبوحين فَإِنَّهُم ذُو ضلال واصحاب أهواء وبدع (وَمن رأى) أَنه ذبح نَفسه فَإِن زَوجته مَعَه فِي الْحَرَام (وَمن رأى) أَنه ذبح أمه أَو أَبَاهُ أَو وَلَده فَإِن كَانَ يرى دَمًا فَإِنَّهُ يعق أحد وَالِديهِ أَو وَلَده يعقه وَإِن لم ينظر دَمًا فَإِنَّهَا صلَة وَرَحْمَة بَينهمَا (وَمن رأى) أَنه ذبح امْرَأَة فَإِنَّهُ يَطَؤُهَا وَإِن ذبح أُنْثَى من حَيَوَان فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة أَيْضا (وَمن رأى) أَنه ذبح حَيَوَانا ذكرا من قَفاهُ فَإِنَّهُ يطَأ ذكرا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن السُّلْطَان ذَبحهَا فَإِنَّهَا تنْكح رجلا (وَمن رأى) صَبيا ذبح وشوى فَإِنَّهُ يظلم وَيُقَال فِي حَقه الْقَبِيح بِقدر مَا بَاشرهُ مِنْهُ فَإِن لم يكن الصَّبِي من أهل الظُّلم فَإِنَّهُ ملام فِي حق أَهله. 8 - (فصل فِي رُؤْيا السلخ) من رأى أَنه يسلخ أحدا فَإِنَّهُ يُؤْخَذ مَاله وَقيل المسلوخ على وَجْهَيْن: أَخ مظلوم أَو محرم فَمن رأى أَن أحدا سلخ فَإِن مَاله يذهب وسلخ الْبَهَائِم حُصُول مَال. 9 - (فصل فِي رُؤْيا المسمرين) وَهُوَ من الصلب لَكِن يخْتَلف بَينهمَا بالتسمير وَهُوَ عِنْد بعض المعبرين مشكور مَا لم يحصل مِنْهُ ألم وَقَالَ بَعضهم مذمة. 10 - (فصل فِي رُؤْيا الْعَصْر بالكسارات) وَقَالَ بعض المعبرين: لَا خير فِي رُؤْيا ذَلِك جملَة كَافِيَة خُصُوصا من يكون عَلَيْهِ مُطَالبَة ملك وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ بِمَعْنى الظُّلم. 1 - (فصل فِي رُؤْيا أَنْوَاع الْعَذَاب) وفيهَا قَولَانِ عِنْد المعبرين: فَمنهمْ من يَقُول المغلوب فِيهَا من الْغَالِب وَمِنْهُم من يكره ذَلِك وَأما قطع الْأَعْضَاء فَإِن كل شَيْء من ذَلِك تقدم فِي فَصله (وَمن رأى) أَنه شرح لَحْمه من غير أَن تفرق أعضاؤه فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ كَلَام ويبلغ مِنْهُ بِقدر مَا يقطع من لَحْمه أَو يصاب بِنَقص أَمْوَاله (وَمن رأى) أَنه نشر بمنشار فَإِنَّهُ يرْزق ولدا أَو أَخا أَو أُخْتا (وَمن رأى) أَنه سلخ بِرِفْق فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا أَو يتَزَوَّج امْرَأَة وينال مِنْهَا خيرا وَإِن كَانَ فَاسِقًا دلّ على مَوته وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الْخَامِس وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الضَّرْب والتكتيف والرباط والغل والقيد والسجن والترسيم والتغريم) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الضَّرْب) وَهُوَ أَنْوَاع مفرقة فَمن رأى أَنه ضرب بالسياط غير ربط يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ سَوَاء خرج مِنْهُ دم أَو لم يخرج فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام سِيمَا ان كَانَ تلون جسده بِالدَّمِ فَإِن كَانَ للضرب أثر على جسده فَإِنَّهُ ينَال من كل أحد بِقدر ذَلِك مَنْفَعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 686 خُصُوصا إِن عرف ضاربه (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه ضرب شخص وَلم يدر من ضربه وَمَا سَبَب ضربه فَإِنَّهُ ينَال خيرا ومالا ويلبس الْجَدِيد فَإِن خَافَ من رجم الضَّرْب فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف (وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث) : من رأى أَنه ضربه ميت يحصل لَهُ نفع فِي السّفر أَو يعود إِلَى يَده مَا ضَاعَ مِنْهُ وَإِن ضرب هُوَ مَيتا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة دينه وَقَضَاء دينه (وَمن رأى) أَنه ضرب مَيتا وَالْمَيِّت رَاض بضربه دلّ على جودة حَال الْمَيِّت فِي الْآخِرَة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : اما الضَّرْب فَإِنَّهُ خير للمضروب على يَد الضَّارِب إِلَّا ان رَآهُ ضربه بالخشبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يعده خيرا فَلَا يَفِي بِهِ (وَمن رأى) أَن ملكا ضربه بِغَيْر الْخشب فَإِنَّهُ يكسوه وَإِن ضربه بالخشبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يعده خيرا فَلَا يَفِي بِهِ (وَمن رأى) أَن ملكا ضربه بِغَيْر الْخشب فَإِنَّهُ يكسوه وَإِن ضربه على ظَهره فَإِنَّهُ يقْضِي دينه وَإِن ضربه على عجيزته فَإِنَّهُ يُزَوجهُ وَإِن ضربه بالخشب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مِنْهُ مَا يكرههُ وَقيل ان الضَّرْب يدل على التَّغَيُّر وَرُبمَا دلّ على الْوَاعِظ (وَمن رأى) أَن رجلا يضْربهُ على هامته بالمقرعة والتوت فِي رَأسه وبقى أَثَرهَا فَإِنَّهُ يُرِيد ذهَاب رئيسه فَإِن وَقعت فِي جفن عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ يُرِيد هتك دينه وَإِن قلع اشفار جفْنه فَإِنَّهُ يَدعُوهُ إِلَى بِدعَة وَإِن ضرب جمجمته فَإِنَّهُ قد بلغ تَعْبِيره نهايته ونال الضَّارِب بغيته وَإِن ضربه على شحمة أُذُنه فَشَقهَا وَخرج مِنْهَا دم فَإِنَّهُ يفترع ابْنة الْمَضْرُوب وَقَالَ بعض المعبرين: ان الضَّرْب الدُّعَاء فَمن رأى أَنه يضْرب رجلا فَإِنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه ضربه وَهُوَ مكتوف كلم بِكَلَام قَبِيح ونادمه بالقبيح (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه ضرب بالسياط حَتَّى ظهر أَثَرهَا عَلَيْهِ وسال مِنْهُ دم فَإِن كَانَ مَحْبُوسًا أَو مكتوفا يضْربهُ انسان بِلِسَانِهِ وينال مِنْهُ مَا يكره ويؤجر على ذَلِك وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِن يُصِيب مَالا وَخيرا وَكِسْوَة يظْهر أثر ذَلِك عَلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه ضرب بِغَيْر سَوط وبقى اثر الضَّرْب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن لم يبْق اثره عَلَيْهِ كَانَ كلَاما وَإِن رأى أَنه مَضْرُوب وَلم يعاينه فَهُوَ خير مَا لم يكن مكتوفا أَو مقموعا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ تذْهب حيلته وبطشه وَلَا خير فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه ضرب على رَأس آخر بِشَيْء ملتو فَإِنَّهُ يضْربهُ بِأَمْر يضر بِهِ وَكَذَلِكَ مَا يقرع بِهِ الرَّأْس من سَوط أَو قضيب أَو شَيْء ملتو وَمَا أشبه ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّت رُؤْيا الضَّرْب إِذا فعله انسان بِيَدِهِ أَو بأَمْره على حكم وتصريف فِي الْأُمُور. 4 - (فصل فِي رُؤْيا التكتيف) من رأى يَدَيْهِ مكتوفة فَإِنَّهُ يدل على بخله وَقيل إِنَّه كَانَ صَالحا فَإِنَّهُ يكون مكتوفا عَن الْمعاصِي (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه مكتوف ومقموط فَذَلِك مَكْرُوه لَهُ وَقَالَ بعض المعبرين: لَا خير فِي رُؤْيا التكتيف لِأَن المكتف يكون قَلِيل الْمقدرَة (وَمن رأى) أَنه حل الكتاف فَإِنَّهُ مَحْمُود جيد. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الرابط) وَهُوَ على أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة فَمن رأى أَنه مربوط من يَده فَإِنَّهُ يدل على أَنه اكْتسب مآثم وَرُبمَا دلّ على الْغم والهم (وَمن رأى) أَنه مربوط من رجله فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي خير فَإِنَّهُ يسْتَمر فِيهِ وَإِن كَانَ فِي شَرّ فَإِنَّهُ يسْتَمر أَيْضا وَلَا خير فِيهِ للضعيف (وَمن رأى) أَن رجلَيْهِ مربوطتان بِبَعْض حَتَّى لَا يَسْتَطِيع الْقعُود فَهُوَ حُصُول مَا يكرههُ (وَمن رأى) أَنه ربط إنْسَانا أَو بَهِيمَة فَعِنْدَ ذَلِك الْبَعْض أَنَّهَا احتراس الْأُمُور وَعند آخَرين ربط الْبَهِيمَة مَحْمُود وربط الانسان لَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه ربط حَيَوَانا من الْحَيَوَانَات فَإِن كَانَ مِمَّن يَقْتَضِي ربطه فنظير الْبَهِيمَة وَإِلَّا فَهُوَ طلب مَا لَا يكون (وَمن رأى) أَنه ربط على شَجَرَة أَو خشب فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه ربط من أحد أَعْضَائِهِ على إِنْسَان آخر فَإِنَّهُ يقارنه فِي أَفعاله سَوَاء كَانَت حميدة أَو ذميمة وَأما ربط المراكب فَسَيَأْتِي فِي فَصله وَمَا يرْبط كل شَيْء فِي فَصله ومكانه. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الغل) وَهُوَ على أَنْوَاع قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أكره رُؤْيا الغل وَأحب رُؤْيا الْقَيْد من رأى أَنه مغلول فَإِنَّهُ إِمَّا كفر بِاللَّه أَو بنعمته لقَوْله تَعَالَى: {إِنَّا جعلنَا فِي أَعْنَاقهم أغلالا} وَرُبمَا كَانَ ذَلِك دَالا على سوء خاتمته (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : لَا خير فِي رُؤْيا الغل فَمن رأى أَنه أَخذ وغل فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة عَظِيمَة من حبس وَغَيره لقَوْله تَعَالَى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سلاسل وأغلالا} وَقيل: إِذا رأى الرجل فِي مَنَامه كَأَن فِي عُنُقه سلسلة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة سَيِّئَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 687 الْخلق وَإِن كَانَ الغل من فضَّة فَإِنَّهُ ينَال من قبل النسْوَة مشقة وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ضَرَر بِسَبَب مَال وَإِن كَانَ من نُحَاس فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر بِسَبَب الْعقار وَالْمَتَاع وَإِن كَانَ من قزدير يكون الضَّرَر من جِهَة المكسب والمعيشة وَإِن كَانَ الغل من خشب يكون أَهْون مِمَّا ذكر فِيمَا تقدم من الاغلال وَقيل من رأى ذَلِك فَإِنَّهُ يؤتمن على أَمَانَة وَلَا يقوم بهَا. (وَمن رأى) أَن يَده مغلولة إِلَى عُنُقه فَإِنَّهُ يدل على الْبُخْل لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تجْعَل يدك مغلولة إِلَى عُنُقك} (وَقَالَ بعض العبرين) : وَمن رأى أَن يَدَيْهِ مغلولتان فَرُبمَا يَقع فِي حق الله تَعَالَى لقَوْله: {وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم} (وَمن رأى) كَأَنَّهُ مغلول وَهُوَ يسحب فَإِنَّهُ يدل على النِّفَاق وَلقَوْله تَعَالَى: {إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ} . 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْقَيْد) يؤول على وُجُوه: (قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْقَيْد فِي التَّأْوِيل ثبات صَاحب الرُّؤْيَا على أَمر هُوَ فِيهِ من خير أَو شَرّ وَقيل ان كَانَ الْقَيْد متخذا من حَبل فَهُوَ ثبات على أَمر الدّين لقَوْله تَعَالَى: {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} وَإِن كَانَ متخذا من رصاص فَإِن ثباته يكون على أَمر غير قوي وَإِن كَانَ من صفر كَانَ ثباته على أَمر مَكْرُوه وَإِن كَانَ من فضَّة كَانَ ثباته على تَزْوِيج وَإِن من ذهب فَهُوَ انْتِظَار رُجُوع مَال ذَاهِب عَنهُ وَإِن كَانَ من خشب فَهُوَ ثبات فِي نفاق وبغض وَإِن كَانَ من حطب كَانَ ثباته على نميمة وَإِن كَانَ متخذا من خيط أَو خرقَة فَإِن ثباته فِي أَمر غير ثَابت وَلَا دَائِم وَقَالَ دانيال: إِذا رأى الْأَمِير فِي أحد رجلَيْهِ قيدا فَإِنَّهُ يدل على سَفَره من ملكه وَحُصُول التعويق فِي سَفَره وَإِن كَانَ الْقَيْد على رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة (وَمن رأى) برجليه أَرْبَعَة قيود فَإِنَّهُ يرْزق أَرْبَعَة أَوْلَاد (وَمن رأى) كَأَنَّهُ مقرون فِي قيد مَعَ رجل دلّت رُؤْيَته على اكتسابه مَعْصِيّة كَبِيرَة وَيخَاف عَلَيْهِ انتقام السُّلْطَان لقَوْله تَعَالَى: {وَترى الْمُجْرمين يَوْمئِذٍ مُقرنين فِي الأصفاد} وَقيل: من رأى أَن برجليه قيدا من مفرق فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من الأَرْض وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَالْمَرَض. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه مُقَيّد وَهُوَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح فَإِنَّهُ ثبات فِي دينه وَإِن كَانَ من سُلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يَدُوم فِي حكمه وولايته وَإِن كَانَ مَرِيضا أَو مَحْبُوسًا أَو مكروبا فَإِنَّهُ يطول مكثه وَإِن كَانَ مُسَافِرًا أَو يهم بِالسَّفرِ يُقيم عَن ذَلِك وَإِن كَانَ الْقَيْد من فضَّة فَإِنَّهُ يمْتَحن بِامْرَأَة وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يذهب لَهُ شَيْء وَإِن كَانَ من صفر أَو رصاص أَو مَا يشبه ذَلِك فَإِنَّهُ تَحْصِيل خير وَمَنْفَعَة أَزِيد مِمَّا كَانَ يَقْصِدهُ فِي سفر وَإِن كَانَ من حَدِيد كَانَت اقامته لعذر قَاطع وَقَالَ بعض المعبرين: جربت رُؤْيا الْقَيْد مرَارًا عديدة فَلم أر مِنْهُ إِلَّا خيرا وَكلما ثقل الْقَيْد كَانَ أعظم فِي الثَّبَات وأجود (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْقَيْد تؤول على أَرْبَعَة أوجه: كفر ونفاق وبخل واحتفاظ من الْمعْصِيَة وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى اعْتِبَار الرَّائِي. 8 - (فصل فِي رُؤْيا السجْن) وَهُوَ على أوجه مُتعَدِّدَة: من رأى أَنه دخل سجنا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يؤول بالقبر وَإِن كَانَ مَعْرُوفا فَإِنَّهُ غم ومضرة (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : رُؤْيا السجْن الْمَعْرُوف لمن يكون مَشْهُورا بِعَدَمِ الْفساد دين وجاه وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ مَشْهُورا بِالْفَسَادِ فغم ونقصان (وَمن رأى) أَنه فِي سجن سُلْطَان موثقًا فَإِنَّهُ يُصِيب أمرا يكرههُ وَهُوَ فِي غم يرتجي فرجا وَإِن كَانَ مُسَافِرًا فَهُوَ غفلته وَإِن كَانَ مَرِيضا فمرضه يطول وَإِن خرج مِنْهُ دم خرج من ذَلِك كُله وَقيل من رأى أَنه فِي سجن فَهِيَ الدعْوَة المستجابة (وَمن رأى) أَنه فِي سجن مَجْهُول مَوْضِعه وهيئته وَأَهله وَرَأى فِي ذَلِك بشاعة وَلم ير أَنه خرج مِنْهُ فَإِن ذَلِك قَبره (وَمن رأى) أَنه موثق فِي بَيت فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا (وَمن رأى) أَنه فِي سجن وَهُوَ فِي صفة بَيت وَلَا يعرفهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وينال مِنْهَا مَالا وَولدا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا فِي سجن فَإِنَّهَا تتَزَوَّج رجلا كَبِير الْقدر وَإِن كَانَت متزوجة فَإِنَّهَا حرَّة مصونة وَلَا بُد لَهَا من حُصُول الْخَيْر (وَمن رأى) أَنه متعوق فِي مَكَان لَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج مِنْهُ بِحَيْثُ يكون مشكورا فَإِنَّهُ سَعَة وَقَضَاء ونعمة وخصوصا ان كَانَ من طلبة الْعلم (وَمن رأى) أَنه خرج من الاعتقال فَإِنَّهُ يخرج مِمَّا هُوَ فِيهِ من أَمر يكره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 688 فِي الدّين وَالدُّنْيَا إِلَى الصّلاح وَالْخَيْر وَلَا خير فِي ذَلِك لِلْأُمَرَاءِ (وَمن رأى) أَنه يخرج من سجن مَجْهُول أَو من بَاب ضيق فَهُوَ مَحْمُود جدا فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَالْأَفْعَال (وَمن رأى) أَنه خرج من سجن وَأَرَادَ أَن يعود فِيهِ فَإِنَّهُ يكون قد نأى عَن أَمر مَكْرُوه وَإِن الشَّيْطَان قد سَوَّلَ لَهُ تحسينه فَإِن دخل فِيهِ عَاد لما كَانَ عَلَيْهِ من الْخَبَائِث (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْحَبْس إِذا كَانَ مَعْرُوفا فَهُوَ حُصُول مُرَاد وعاقبة محمودة لقَوْله تَعَالَى: {قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ} وَإِذا كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ قبر وهم وغم لقَوْل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: السجْن قبر الاحياء ومنزل الْبلوى وتجربة الأصدقاء وشماتة الْأَعْدَاء (وَمن رأى) أَنه هرب من السجْن فَهُوَ على وَجْهَيْن: اما خلاصه أَو مَوته لما رأى بَعضهم ذَلِك وَجَربه مرَارًا (وَمن رأى) أَنه دخل السجْن ثمَّ خرج عَاجلا فَإِنَّهُ ينَال مَا يتمناه بِتَمَامِهِ. 9 - (فصل فِي رُؤْيا الترسيم) وَمن رأى أَنه فِي الترسيم فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا خُصُوصا ان كَانَ فِي بَيته (وَمن رأى) أَنه فك من الترسيم فَهُوَ خير أَيْضا وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا يؤول الترسيم بالحفظة فَيحْتَاج الرَّائِي أَن يعبر بِحسن منظر من يرَاهُ مرسما عَلَيْهِ فَإِن كَانَ حسن المنظر فَيدل على مَنْطِقه وَفعله وَمن رَآهُ سيء المنظر فضده لقَوْله تَعَالَى: {وَإِن عَلَيْكُم لحافظين} وَالله أعلم. (الْبَاب السَّادِس وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الْأسر والشتم والمنازعة وَالْمُضَاربَة وَالْبَغي وَالظُّلم وَأكل لحم الْإِنْسَان) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأسر) وَمن رأى أَنه أَسِير فَلَا خير فِيهِ ويصيبه هم شَدِيد (وَمن رأى) أَنه ملك أَسِيرًا فَهُوَ مَحْمُود فِي رُؤْيا الْأُسَارَى حكم وعلو جاه (وَقَالَ) السالمي: من رأى أَنه أَسِير وَقد تخلص فَإِنَّهُ ينجو من الْهم وَالْغَم (وَمن رأى) أَنه كَانَ أَسِيرًا وَسلم فَهُوَ نَظِيره (وَمن رأى) كَأَنَّهُ أَسِير وَهُوَ يُؤمر بِخِلَاف دينه فَإِنَّهُ ان فعل لَا خير فِيهِ وَإِن لم يفعل فَهُوَ مَحْمُود (وَمن رأى) أَنه يحسن إِلَى أَسِير فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر وَيكون عِنْد الله مَقْبُولًا لقَوْله تَعَالَى: {مِسْكينا ويتيما وأسيرا} وَمن رأى أَن أَسِيرًا فك نَفسه فَإِنَّهُ يسْعَى فِي نجاح آخرته. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الشتم) قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه شتم انسانا بِمَا لَا يحل لَهُ فَإِن المشتوم يظفر بالشاتم وَإِن كَانَ الشتم صادرا مِنْهُ جَوَابا عَمَّا شَتمه خَصمه فَإِنَّهُ يجازيه بالسيء لقَوْله تَعَالَى: {وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا} وَمن رأى أَن ذَا سُلْطَان شَتمه فَإِنَّهُ حُصُول خير لَهُ وَرُبمَا خرجت الرُّؤْيَا على ذَلِك (وَمن رأى) أَنه شتم أحدا فَإِنَّهُ يستخف بِهِ (وَمن رأى) أَن أحدا من الصَّالِحين شَتمه لاجل أَمر مَكْرُوه فَإِنَّهُ يدل على أَنه منهمك على الْمعاصِي فليتب إِلَى الله فَإِن رأى أَنه هُوَ الشاتم فَإِنَّهُ مرتكب ضَلَالَة وَرُبمَا دلّ الشتم من الْكَبِير للصَّغِير على التوبيخ. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْمُنَازعَة) من رأى أَنه يتنازع مَعَ أحد فِي أَمر من أُمُور الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي طلب رزقه وَإِن كَانَ هُوَ المنتصف لَا يحصل لَهُ مَا قَصده من ذَلِك الْمطلب شَيْء وَإِن لم يكن فضد ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين ان كَانَ التَّنَازُع لأمر من أُمُور الْآخِرَة فَإِن المنتصف مِنْهَا ينتصف كَمَا رأى لِأَن النَّوْعَيْنِ مُخْتَلِفَانِ (وَمن رأى) أَنه يُنَازع أحدا فِي نصْرَة الله فَإِنَّهُ ينتصر لقَوْله تَعَالَى: {ولينصرن الله من ينصره} وَقيل من رأى أَنه نَازع انسانا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ تَعب شَدِيد فَلْيَكُن على أهبة لذَلِك (وَمن رأى) أَنه يُنَازع انسانا فِي أَمر أبهم عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُ يدل على أَنه محاكمة إِلَى الشَّرْع الشريف وَيعود أمره إِلَى الْكتاب وَالسّنة لقَوْله تَعَالَى: {فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول} وَقيل الْمُنَازعَة مَعَ النسْوَة وَالصبيان الصغار لَيست بمحمودة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 689 وَقيل: من رأى أَنه يُنَازع صَبيا وظفر بِهِ فَإِنَّهُ يكون كَذَلِك وَمن رأى أَنه يُنَازع أحدا من أهل الذِّمَّة فَفِيهِ اخْتِلَاف وَقيل: من رأى أَنه يُنَازع السُّلْطَان فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة شَدِيدَة وَرُبمَا يهْلك أَو يضْرب عُنُقه لقَوْل بعض الشُّعَرَاء من جملَة أَبْيَات: (وَمن نَازع السُّلْطَان فِي قصره ... يصبح بِرَفْع الرَّأْس عَن جثته) 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْمُضَاربَة) وَقد تقدم طرف من الْكَلَام عَلَيْهَا لما اقْتَضَاهُ الْحَال فِي ذَلِك فِي بَاب رُؤْيا أَحْوَال تكون فِي الْإِنْسَان فِي الْيَقَظَة (وَقَالَ) جَابر المغربي: الْمُضَاربَة نوع من الْقِتَال وَحكمهَا حكمه فِي الظفر وَالْغَلَبَة وَلم تزد على ذَلِك (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : الْمُضَاربَة لَهَا حكم بمفردها لكَونهَا قد تكون بِاللِّسَانِ أَو بِالْفِعْلِ أَو بكليهما والقتال لَا يكون إِلَّا وَقت حَرْب وَلَا يُمكن أَن يُطلق على الْمُضَاربَة بِاللِّسَانِ لفظ قتال فَمن رأى أَنه ضَارب انسانا وبغى عَلَيْهِ وقذفه فَإِن المبغى عَلَيْهِ يظفر بالباغي مَا لم يكن لبغيه أثر ظَاهر كَمَا تقدم (وَقَالَ) السالمي: وَمن رأى أَنه ضَارب أحدا أَو بدأه بالْقَوْل الْفَاحِش فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ فِي أَمر (وَمن رأى) أَن جمَاعَة يتضاربون سَوَاء كَانَ بالْقَوْل أَو بِالْفِعْلِ على أَمر دُنْيَوِيّ فانهم فِي خسران مُبين وَإِن كَانَ أخرويا فانهم يجتهدون فِي أَمر مَعْرُوف وَقيل فِي الْمَذْكُورين جَمِيعًا إِن الْغَالِب مغلوب والمغلوب غَالب إِلَّا أَن تكون طَائِفَة تضاربت لأمور الدُّنْيَا وَطَائِفَة لأمور الْآخِرَة فَإِنَّهُ يؤول كَمَا تقدم فِي الْمُنَازعَة. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْبَغي وَالظُّلم) وَقد تقدم الْكَلَام أَيْضا على نبذة مِنْهُ فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين لما اقضاه الْحَال فِي ذَلِك وَقَالَ المغربي من رأى أَنه بَاغ فَإِنَّهُ مشرف على الزَّوَال لِأَن الْبَغي لَهُ مصرع (وَمن رأى) أَن أحدا بغى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ ينصر لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله} وَالظُّلم أَيْضا تَعْبِيره كَذَلِك وَقَالَ خَالِد الاصفهاني: أولت بِتَوْفِيق الله رُؤْيا الظُّلم بِعَدَمِ الافلاح لقَوْله: لَا أَفْلح من ظلم وَرُبمَا دلّ الظُّلم على الخراب وَقد تقدم بَقِيَّة الْكَلَام على الظُّلم فِي الْبَاب السَّابِع عشر فِي فصل رُؤْيا الظُّلم. 8 - (فصل فِي رُؤْيا أكل لحم الْإِنْسَان) قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يَأْكُل لحم انسان وَكَانَ لما يَأْكُلهُ أثر ظَاهر فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال ذَلِك الْإِنْسَان ان عرفه وَإِن لم يعرفهُ فَهُوَ حُصُول مَال على كل حَال (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل لحم نَفسه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا كثيرا وسلطانا عَظِيما (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل لحم انسان بِشَهْوَة وَدَمه يسيل فَهُوَ حُصُول مَال غزير من غير سُؤال وَأما رُؤْيا أكل لحم أحد من الْمُعَذَّبين كالمصلوب والمشنوق والموسط وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول مَال من مَطْلُوب وَقيل إنصاف وانتقام (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل لحم عدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يَأْكُل لحم انسان مَيتا فَإِنَّهُ يغتابه لقَوْله تَعَالَى: {أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا} الْآيَة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب السَّابِع وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الْخطْبَة وَالتَّزْوِيج والعرس وَالطَّلَاق وَالْجِمَاع والقبلة وَالْمُلَامَسَة وَنَحْوه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا خطْبَة النِّسَاء) وَهِي على أوجه قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يخْطب امْرَأَة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي تَحْصِيل الدُّنْيَا ويناله مِنْهَا بِقدر مَا ناله من الْخطْبَة وَمن رأى أَنه يسر إِلَى امْرَأَة عازبة أمرا فَإِنَّهُ يدل على خطبَته ورغبته فِي زواجها لقَوْله تَعَالَى: {وَلَكِن لَا تواعدوهن سرا} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه يخْطب امْرَأَة متزوجة دلّ على أَنه يطْلب الدُّنْيَا وَلَا تحصل لَهُ (وَمن رأى) أَنه يخْطب امْرَأَة واجابته إِلَى قَصده وَكَانَت بديعة فِي الْحسن فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاده وَقَضَاء حَاجته وَرُبمَا دلّت الرُّؤْيَا على حُصُول فَرح وسرور وَبشَارَة (وَمن رأى) أَن امْرَأَة تخطبه وترغب فِيهِ فَإِن الدُّنْيَا مائلة إِلَيْهِ مقبلة عَلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 690 4 - (فصل فِي رُؤْيا التَّزْوِيج) وَهُوَ على أوجه: قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه تزوج بِامْرَأَة وَله زَوْجَة أَو مَا يَنُوب عَن ذَلِك أصَاب سُلْطَانا وَخيرا بِقدر جمال الْمَرْأَة إِذا عاينها أَو عرفهَا وَإِن لم يعرفهَا وَلم يعانيها وَلَا سميت لَهُ وَهِي مَجْهُولَة فَإِن ذَلِك يدل على مَوته أَو موت إِنْسَان على يَدَيْهِ وَكَذَلِكَ إِذا رأى عريسا وَلم ير زَوجته وَلَا يعرفهَا ويستدل على ذَلِك بِالْقُرْآنِ والشواهد (وَمن رأى) أَنه تزوج امْرَأَة شيخ أَو اخته فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا كثيرا وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة فِي رؤياها الزَّوْج من هَذَا النَّوْع (وَمن رأى) رجلا مَرِيضا تزوج وَلَيْسَ لَهُ امْرَأَة زواجه مَجْهُول دلّ على مَوته وَحسن حَاله فِيمَا يصير إِلَيْهِ (وَمن رأى) أَنه تزوج ذَات رحم فَإِنَّهُ يسود اهل بَيته (وَمن رأى) أَنه تزوج امْرَأَة ميتَة وَدخل بهَا فَإِنَّهُ يظفر بِأَمْر ميت بحياله وَإِن لم يكن دخل بهَا وَلَا غشيها يكون ظفره فِي الْأَمر غير ثَابت وَقيل من رأى أَنه تزوج امْرَأَة ميتَة من ذَات محرمه فَإِنَّهُ يصل رَحمهَا وَإِن كَانَت حَيَّة قطع رَحمهَا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة ان لَهَا زوجا وَقد تزوج بهَا وَهُوَ ميت وَدخل بهَا فَإِن ذَلِك نُقْصَان لَهَا فِي مَالهَا وتفرق امرها وَتغَير حَالهَا وَإِن كَانَ الْمَيِّت دخل بهَا فِي دَاره وَهِي مَجْهُولَة فَإِنَّهَا تَمُوت. (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الزواج تدل على ثروة وإصابة غنى لقَوْله تَعَالَى: {وَأنْكحُوا الْأَيَامَى مِنْكُم وَالصَّالِحِينَ من عبادكُمْ} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه تزوج امْرَأَة ثمَّ مَاتَت فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر لَا يحصل لَهُ مِنْهُ إِلَّا الْحزن وَإِن رأى ان الْمَرْأَة الَّتِي تزَوجهَا يَهُودِيَّة فَإِنَّهَا تَأتي حِرْفَة فِيهَا ارْتِكَاب فَاحِشَة وَإِن كَانَت نَصْرَانِيَّة فَإِنَّهَا حِرْفَة بَاطِلَة وَإِن كَانَت مَجُوسِيَّة فَهِيَ مشغلة تورث ترك الدّين (وَمن رأى) أَنه تزوج زَانِيَة دلّت رُؤْيَاهُ على حُصُول فعلهَا لقَوْله تَعَالَى: {والزانية لَا ينْكِحهَا إِلَّا زَان} وَإِن كَانَت الْمَرْأَة سليطة دلّت رُؤْيَاهُ على أَنه يقتل (وَمن رأى) أَنه تزوج بِامْرَأَة من رجل آخر وَذهب بهَا إِلَى ذَلِك الرجل فَإِنَّهُ يَزُول عزه ومعيشته (وَمن رأى) أَن امْرَأَة تزوجت بِزَوْج فَإِنَّهَا تؤول على ثَلَاثَة اوجه: ان كَانَت حُبْلَى ولدت ابْنة وانها تسْعَى فِي تَزْوِيجهَا أَو وُقُوع بَينهمَا وَبَين زَوجهَا (وَمن رأى) امْرَأَة فغشيها فَإِنَّهُ يدل على الشّرف وَحُصُول ملك مَا لم يملكهُ وَإِن رَأَتْ انها متوجهة إِلَى زوج وَهِي مزينة وَمَا وصلت إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على قرب أجلهَا وَإِن رأى انها وصلت إِلَى زَوجهَا وغشيها فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة وسرور لَهَا بِقدر زينتها ولباسها (وَمن رأى) أَنه تزوج بِشَيْء من الْحَيَوَان من أَي صنف كَانَ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَزَوَّج بِامْرَأَة تنْسب إِلَى ذَلِك الْحَيَوَان وَإِن رأى مَا تزَوجه من الْحَيَوَان مُوَافقَة فَإِنَّهُ يدل على ان الْمَرْأَة الَّتِي نسبت لذَلِك توافقه على مَا يَقْصِدهُ من مثل ذَلِك الْحَيَوَان فتعبير الْفِعْل ان كَانَ مشكورا فَهُوَ مَحْمُود وَإِلَّا فضده. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْعرس) وَهُوَ على اوجه: فَمن رأى عرسا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء من الملاهي وَهُوَ بِسُكُون ووقار فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْبركَة خُصُوصا ان كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر وَإِن رأى ضد ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود خُصُوصا وَإِن كَانَ فِيهِ رقص فَإِنَّهُ عصيبة والزغاريط مُصِيبَة والزغروطة الْوَاحِدَة هم قَلِيل (وَقَالَ أَبُو سعيد) : الْعرس لمن اتَّخذهُ مُصِيبَة وَلمن يَدعِي إِلَيْهِ سرُور وَفَرح إِذا لم ير طَعَاما (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه بلي أَمر عرس أَقَامَ فِي جنَازَته بعض أَهله (وَمن رأى) أَن الْعرس فِي دَار بهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَقَالَ بعض المعبرين: أكره رُؤْيا الْعرس فِي الْمَنَام خُصُوصا إِذا كَانَ فِيهَا شَيْء من انواع الملاهي وَجَمِيع الأفراح وَمَا يُنَاسب ذَلِك مصائب وأحزان. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الطَّلَاق) وَهُوَ على أوجه وللمعبرين فِي ذَلِك أَقْوَال: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه طلق امْرَأَته فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي لقَوْله تَعَالَى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يغن الله كلا من سعته} وَقيل ان صَاحب هَذِه الرُّؤْيَا يُفَارق رئيسه فَإِن النِّسَاء ذَوَات كيد كالملوك وَقيل ان كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل (وَمن رأى) أَنه طلق زَوجته باتا فَإِنَّهُ يتْرك شغله وَلَا يَنْوِي الرُّجُوع فِيهِ (وَمن رأى) أَنه طلق امْرَأَته ثمَّ غَار عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مراجعتها فَإِن الْغيرَة عِنْد المعبرين تؤول بالحرص (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه طلق امْرَأَته وَكَانَ لَيْسَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على شرفه وعزه وَإِن كَانَ لَهُ غَيرهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 691 من النسْوَة أَو الْجَوَارِي فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه طلق امْرَأَته وَلَيْسَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يُطلق امْرَأَته فَإِنَّهُ يؤول على سَبْعَة أوجه: غنى لما فِي الْآيَة ومفارقة شريك وعزل عَن منصب وتعطيل دولاب وَذَهَاب مَال وَحُصُول شَيْء يُريدهُ إِذا كَانَ يكره الْمَرْأَة ومخاصمة رجل وَقيل: من رأى أَنه يُطلقهُ زَوجته فَإِنَّهُ يُعَاتب صديقا عتابا شَدِيدا ويتهم بتهمة (وَمن رأى) أَنه طلق زَوجته طَلْقَة وَاحِدَة وَكَانَ مَرِيضا أَو زَوجته مَرِيضَة فَإِن احدهما يبرأ من مَرضه وَإِن كَانَ طَلَاق بِثَلَاث مَاتَ الْمَرِيض وَقيل من رأى أَنه طلق امْرَأَته وَكَانَ من طلاب الْآخِرَة انْقَطع عَن الدُّنْيَا واشتغل بِالآخِرَة. 7 - (فصل فِي رُؤْيا الْجِمَاع) وَهُوَ على وُجُوه: وَقَالَ دانيال: من رأى أَنه يُجَامع فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده خُصُوصا ان أنزل (وَمن رأى) أَنه جَامع رجلا فَإِن المعفول ينَال من الْفَاعِل خيرا (وَمن رأى) أَنه جَامع زَوجته على عَادَته فَإِنَّهُ يصلها بِالْبرِّ وَالْخَيْر وَإِن كَانَ جمَاعَة مَعهَا فِي الدّين فَإِنَّهُ يطْلب أمرا فِيهِ بِدعَة وَلَا يحصل لَهُ مطلبه نتيجة وَيكون غير محافظ على السّنة (وَمن رأى) أَنه يُجَامع أحدا من مَحَارمه فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْمحبَّة وَالشُّفْعَة لمن فعل بهَا وَرُبمَا تَنْقَطِع مودته عَنْهَا وَإِن كَانَت ميتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم وَقيل ان رُؤْيا ذَلِك خير للْفَاعِل وَالْمَفْعُول وَرُبمَا دلّ على الْحَج (وَمن رأى) أَنه يُجَامع زَوجته وَكَانَت ميتَة فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يُجَامع امْرَأَة ميتَة مَجْهُولَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْجِمَاع فِي الأَصْل يدل على نيل الْمَطْلُوب وإصابة البغية (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة أَو من يقوم مقَامه نكحه نَالَ مِنْهُ ولَايَة (وَمن رأى) أَنه نكح رجلا أصابح فَرح وَفرج من الْغم (وَمن رأى) أَنه ينْكح رجلا من غير مُنَازعَة فَإِنَّهُ يدل على ان يكون بَينهمَا مَوَدَّة فِي ذَلِك الْوَقْت وَرُبمَا نَالَ المنكوح من النِّكَاح خيرا إِن عرفه وَإِن لم يعرفهُ فَلَا بَأْس بِهِ (وَمن رأى) أَنه ينْكح شَابًّا مَجْهُولا فَإِنَّهُ نطق بعدله (وَمن رأى أَنه افتض بكرا فَإِنَّهُ يملك خمرية أَو ينْكح امْرَأَة حَسَنَة فِي تِلْكَ السّنة. (وَمن رأى أَن ينْكح) امْرَأَة رجل يعرفهُ فَإِن ذَلِك الرجل الَّذِي هُوَ زوج الْمَرْأَة ينَال غنى من جِهَة امْرَأَته وَقيل: من رأى أَن أحدا ينْكح امْرَأَته نَالَ الناكح ان كَانَ مَعْرُوفا من تِجَارَته نيلته وَمن رأى أَنه ينْكح شَيخا مَجْهُولا وَهُوَ يُوَافقهُ على مَا يَأْمُرهُ بِهِ فَهُوَ فِي غَايَة الْحسن وَمن رأى أَنه ينْكح مَيتا فَإِنَّهُ يصله بِالدُّعَاءِ وَمن رأى أَنه ينْكح أمه وَكَانَت ميتَة فَإِنَّهُ يدل على انْقِضَاء أَجله وَأول بَعضهم هَذِه الرُّؤْيَا إِذا كَانَ صَاحبهَا غَائِبا بالاجتماع على أمه إِن كَانَت مَوْجُودَة (وَمن رأى) أَنه ينْكح شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا إِلَى من يكفره وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان ينكحه فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مروءته فَوق الْقُدْرَة وَمن رأى أَنه ينْكح أحد أَبَوَيْهِ من غير إِنْزَال فَإِنَّهَا صلتهم وَإِن أنزل فَإِنَّهُ قطع لرحمه (وَمن رأى) أَنه ينْكح عَبده أَو أمته نَالَ فرجا وَزِيَادَة فِي ملكه (وَمن رأى) أَن عَبده ينكحه فَإِنَّهُ يستخف بِهِ وَكَذَلِكَ ان رأى أحدا من خدمه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يطَأ امْرَأَة أصَاب أهل بَيته خيرا وغنى (وَمن رأى) أَنه يطَأ امْرَأَته وَهِي حائضة فَإِنَّهَا تحرم عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى: {فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} (وَمن رأى) أَنه يطَأ امْرَأَة وَيرى فرجهَا وَكَانَت تذكر بِسوء أصَاب خيرا كثيرا وقضيت حَاجته وَإِن كَانَ مَشْهُورَة بالديانة كَانَ الْخَيْر أَشد وَالْمَرْأَة الزَّانِيَة ون ذَلِك والمجهولة أقوى من الْمَعْرُوفَة (ونم رأى) أَن قوما يَخْتَلِفُونَ إِلَى زَانِيَة فانهم يَجْتَمعُونَ على ظَالِم يصيبون من علمه خيرا وَقيل: من رأى أَنه ينْكح زَانِيَة فَإِنَّهُ ان كَانَ من طلاب الدُّنْيَا أصَاب مَالا حَرَامًا وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَالْخَيْر أصَاب علما وبركة وَالنِّكَاح دَال على بُلُوغ المُرَاد من دين أَو دنيا لِأَن النِّكَاح مُتْعَة وَلَذَّة (وَمن رأى) أَنه افتض جَارِيَة أصَاب سُلْطَانا وَخيرا (وَمن رأى) أَنه يطَأ جَارِيَة سَوْدَاء فَإِنَّهُ يُصِيب هما ويفرج عَنهُ سَرِيعا (وَقَالَ السالمي) : من رأى أَنه يُجَامع وَلَا يتَمَكَّن من الْإِنْزَال فَإِنَّهُ يدل على الْبَحْث عَن الْعُلُوم الصعبة وَالْحكمَة الْخفية وَنَحْو ذَلِك فَإِن كَانَ قضيبه مرتخيا لَا ينْتج مَا يَطْلُبهُ (وَمن رأى) أَنه يطَأ بِشَهْوَة وَقُوَّة فَإِنَّهُ يدل على نجاح مقْصده (وَمن رأى) أَنه يطَأ امْرَأَة نَصْرَانِيَّة فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان مَالا فِيهِ عهد وَقيل رُؤْيا النِّكَاح تدل على قُرَّة الْعين وَحُصُول السرُور وَرُبمَا دلّ وَطْء ذَات الْمَحَارِم على الْوَلَد الْحَرَام وَرُبمَا دلّ النِّكَاح لأمه على مَوته فِي الْبَلدة الَّتِي ولد فِيهَا وَلَو كَانَ غَائِبا عَنْهَا لما تقدم من الْآيَة قيل: لَا يرى ذَلِك إِلَّا قَاطع رحم أَو مقصر بحقوقهم وَرُبمَا يرجع بعد ذَلِك (وَمن رأى) أَن خَصمه نكحه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ (وَمن رأى) أَنه نكح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 692 طفْلا فَإِنَّهُ يرتكب مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ وَرُبمَا دلّ على النكد وَحُصُول مشقة (وَمن رأى) أَن رجلا مَعْرُوفا ينْكح فانهما يتشاركان ويجتمعان على أَمر مَكْرُوه. (وَمن رأى) أَنه ينْكح السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يذهب مَاله وَإِن فعل بِهِ ذَلِك أصَاب خيرا عَظِيما وَمن رأى أَنه ينْكح دبرا فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا على غير وَجه وَقيل إِن النِّكَاح فِي الدبر يدل على طلب أَمر عسير لِأَن الدبر لَا يتم فِيهِ نُطْفَة وَقيل: إِن نِكَاح الْبَهِيمَة المجهولة ظفر بالأعداء والمعروفة اصطناع مَعْرُوف مَعَ غير أَهله وَنِكَاح السَّبع ظفر بالأعداء وَتمكن من صَاحب السُّلْطَان وَإِن كَانَ السَّبع ينكحه فَلَا خير فِيهِ وَقيل: من رأى أَن شَيْئا من الْبَهَائِم ينكحه فَإِن كَانَ ذَا نَاب فَإِن يُصِيبهُ مَا يكرههُ من عدوه وَإِن لم يكن فَلَا بَأْس بِهِ (وَمن رأى) أَنه ينْكح شَيْئا من الجمادات وَكَانَ بِهِ مَكَان يَقْتَضِي النِّكَاح فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر غَرِيب فَإِن نزل نَالَ بغيته وَإِن لم ينزل فضده (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) من رأى أَنه جَامع وَوَجَب عَلَيْهِ الْغسْل فَإِن ذَلِك الْمَنَام يبطل بالانزال لِأَنَّهُ عَن فعل الشَّيْطَان (وَمن رأى) أَنه يُجَامع رجلا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يساعده على نيل مطالبه وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَإِنَّهُ ينَال ظفرا وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ الزِّنَى على الْخِيَانَة (وَمن رأى) أَنه جَامع زَوْجَة جَاره فَلَا خير فِيهِ لما ورد فِي الحَدِيث الشريف الْمَشْهُور. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الْقبْلَة) وَهِي على أوجه: فَمن رأى أَنه يقبل امْرَأَة مزينة أَو يضاجعها فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة قد مَاتَ زَوجهَا ويفيد مِنْهَا مَالا وَولدا وينال فِي تِلْكَ السّنة خير وَقيل اقبال على الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَنه يقبل رجلا أَو يضاجعه أَو يخالطه مُخَالطَة بِشَهْوَة فَإِن تَأْوِيله كتأويل النِّكَاح الا أَنه دونه فِي الْقُوَّة وَإِن لم تكن الْقبْلَة بِشَهْوَة فَإِن الْفَاعِل ينَال من الْمَفْعُول خيرا (وَمن رأى) أَنه يقبل مَيتا فَإِنَّهُ يجْرِي مجْرى النِّكَاح فِي التَّأْوِيل (وَمن رأى) أَنه قبل الأَرْض للْملك فَإِنَّهُ يطاع لَهُ ويسأله فِي أُمُوره وَرُبمَا دلّ على حصور خير (وَمن رأى) أَنه يقبل الأَرْض لمن لَا يَقْتَضِي لَهُ التَّقْبِيل فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أحدا قبل الأَرْض لشخص فَإِنَّهُ خير وعلو شَأْن للمقبل لَهُ (وَمن رأى) أَنه قبل يَد أحد فَإِنَّهُ يتواضع وَرُبمَا دلّ أَيْضا على الانعام وتقبيل الرّكْبَة دونه وتقبيل الرجل دون ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يقبل يَد محبوبه فَإِن ذَلِك خضوع وذلة لَهُ (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يقبل مَيتا بِشَهْوَة فَإِنَّهُ يصله بِالْخَيرِ وَإِن رأى ان الْمَيِّت يقبله يصل إِلَيْهِ من مَال ذَلِك الْمَيِّت أَو من عمله خير (وَمن رأى) أَنه قبل شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى محبَّة من لَا إنسانية فِيهِ (وَمن رأى) أَنه قبل شَيْئا من الجمادات فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى إِنْسَان يكون طبعه كطبع مَا قبله من ذَلِك الجماد وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا تَقْبِيل من يُحِبهُ الْإِنْسَان يؤول على أَرْبَعَة أوجه: سرُور ومودة وبلوغ أرب وظفر (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْقبْلَة تؤول على أَرْبَعَة أوجه: خير وَمَنْفَعَة وَقَضَاء حَاجَة وظفر وَخبر سَار. 9 - (فصل فِي رُؤْيا الْمُلَامسَة) (من رأى أَنه يلامس زَوجته ويلتذ بذلك فَإِنَّهُ يكون محبا لَهَا وَإِن لم يجد لذَلِك لَذَّة فضده (وَمن رأى) أَنه يلامس مَا لَا يحل لَهُ فَإِنَّهُ يرتكب أمرا مَكْرُوها وَقيل من رأى أَنه يلامس أحدا فَإِنَّهُ يختبره لِأَن الْمُلَامسَة أحد الْحَواس الْخمس وَقيل من رأى أَنه يلامس من يُحِبهُ فَهُوَ سرُور (وَمن رأى) أَنه لامس فأمني فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَرُبمَا كَانَ تسلي خاطر (وَمن رأى) أَنه لامس فَأنْزل وَوَجَب عَلَيْهِ الْغسْل بطلت رُؤْيَاهُ فَإِنَّهُ كَمَا تقدم من فعل الشَّيْطَان وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّامِن وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الْجَنَابَة وَالْحيض وَالْحمل والوضع وَالنّفاس والسقط وَالرّضَاع وَنَحْوه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْجَنَابَة) (من رأى) أَنه صَار جنبا من شَيْء حرَام فَإِنَّهُ يتحير فِي أُمُوره وَقيل يُسَافر وَلَا يحصل مُرَاده وَلَا ينَال مَقْصُوده فِي ذَلِك السّفر وَإِن رأى أَنه اغْتسل وَلبس قماشا فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من ذَلِك التحير ويصل إِلَى مَقْصُوده وَإِن لم يغْتَسل مكملا لم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 693 يحصل مُرَاده (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْمَذْي مَال مزِيد والودي مَال لَا بَقَاء لَهُ والمني بَاقٍ فَمن رأى أَنه وصل إِلَيْهِ شَيْء من ذَلِك أَو خرج مِنْهُ فيؤول على مَا ذَكرْنَاهُ (وَمن رأى) أَنه لطخ امْرَأَته بِشَيْء من ذَلِك أَعْطَاهَا حلَّة كسْوَة (وَمن رأى) أَنه أصَاب منيا حارا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال كنز والمنى الْأَصْفَر ولد كثير الْأَمْرَاض والأحمر ولد قصير الْعُمر وَأما الْأسود فولد يسود أهل بَيته وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الْجَنَابَة من سَائِر الْحَيَوَان مَال ونعمة (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : رُؤْيا المنى مَال ونعمة فَمن رأى منيا مملوءا فِي وعَاء فَإِنَّهُ حُصُول مَال يدّخر وَتحصل بِهِ مَنْفَعَة وَقيل المنى يعبر بِحُصُول المَال وذهابه فَإِن قَالَ الرَّائِي: رَأَيْت أَن المنى خرج مني فَهُوَ خُرُوج مَال وَإِن قَالَ: جَاءَنِي المنى فَهُوَ حُصُول مَال وَالْمعْنَى وَاحِد وَالْفرق فِي الْكَلَام (وَقَالَ) جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْجَنَابَة تؤول على ثَلَاثَة أوجه: ولد وَحُصُول مَال وَخُرُوجه وَقَالَ بعض المعبرين: الْجَنَابَة والمني بِمَعْنى وَاحِد والمذي غَيره وَتَعْبِيره بالفرح وَالسُّرُور. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْحيض) هُوَ على أوجه: فَمن رأى أَنه حاض دلّ على فَسَاد دينه وارتكاب محرم (وَمن رأى) أَن زَوجته حَاضَت فَإِن أُمُور الدُّنْيَا تتعوق عَلَيْهِ وَإِن كَانَت زَوجته صَالِحَة فَإِنَّهُ تحير فِي دينه وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا حَائِض فَإِنَّهُ يحصل لَهَا مَال بِقدر الْحيض (وَمن رأى) أَنه كَانَ حَائِضًا سَوَاء كَانَ رجلا أَو امْرَأَة واغتسل من الْحيض وَلبس ثَوْبه فَإِنَّهُ يدل على نجاح دينه ودنياه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يُجَامع امْرَأَة حَائِضًا ودفق منيها عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مَال (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة انها حَاضَت وَكَانَت عقيمة النَّسْل فَإِنَّهَا تَلد لقَوْله تَعَالَى: {فَضَحكت فبشرناها بِإسْحَاق} وَأَرَادَ بالضحك هَهُنَا الْحيض وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الْحيض تدل على الْكَذِب لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام الحَدِيث الَّذِي يدل على ذَلِك (وَقَالَ) السالمي: إِذا رَأَتْ عَجُوز انها حَائِض فَإِنَّهُ يدل على انْقِضَاء أجلهَا وَإِن رَأَتْ الطفلة انها حَاضَت فَإِنَّهَا تدل على ازالة بَكَارَتهَا وَقيل رُؤْيا الْحيض للعجوز وَالصَّغِيرَة يؤول بِالْمَوْتِ وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة الْحيض للصبية على الزواج. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الْحمل) وَهُوَ على أوجه: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْحمل للْمَرْأَة زِيَادَة مَال وللرجل حزن يقبل وَقيل: رُؤْيا الْحمل دَلِيل على النِّعْمَة وَمَال الدُّنْيَا بِقدر كبر جوفها سَوَاء كَانَ الرَّائِي رجلا أَو امْرَأَة وَإِن رأى الصَّبِي الَّذِي دون الْبلُوغ أَنه حَامِل يؤول بوالده وَإِن رَأَتْ الصبية ذَلِك يؤول على والدتها (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه صَار حَامِلا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله (وَمن رأى) أَن امْرَأَته حَامِل فَإِنَّهُ يَرْجُو شَيْئا من عرض الدُّنْيَا وَالْحمل صَالح للرِّجَال وَالنِّسَاء على كل حَال (وَمن رأى) أَن شَيْئا وَمن الْحَيَوَان حَامِل فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِن كَانَ نَوعه محبوبا. 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْوَضع) وَهُوَ على أوجه: قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه وضع جَارِيَة أصَاب خيرا كثيرا (وَمن رأى) أَنه وضع غُلَاما أصَاب هما شَدِيد ويناله كلَاما مَكْرُوه وَرُبمَا يَمُوت (وَمن رأى) أَن امْرَأَته أَو جَارِيَته وضعت غُلَاما فَإِنَّهَا تَلد جَارِيَة إِن كَانَت حَامِلا وَإِن لم تكن فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم ثمَّ يفرج الله عَنهُ وَإِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا مَا يدل على السِّرّ فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ الْمَوْت (وَمن رأى) أَن إِحْدَاهمَا ولدت غُلَاما فَإِنَّهُ يعبر بالضد وَقيل رُؤْيا الابْن يؤول بالبنت وَكَذَلِكَ الْبِنْت بالابن الا ان يكون طبع الرَّائِي إِذا رأى شَيْئا يظْهر على حَقِيقَته (وَمن رأى) أَنه ولد من فِيهِ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ انْقِضَاء أَجله وَرُبمَا كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا منحصرا من أحد فَتكلم مَعَه بِكَلَام حسن (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: ولادَة الرجل غُلَاما دُخُوله فِي أَمر ثقيل لَيْسَ من شَأْنه ثمَّ ينجو ويظفر بعدوه وَرُبمَا دلّت على نجاة من امْرَأَة دنيئة ورؤيا امْرَأَة السُّلْطَان انها ولدت من غير اصابة زَوجهَا كنزا (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : إِذا رَأَتْ امْرَأَة ملك أَنَّهَا ولدت ابْنا أصَاب زَوجهَا مَنْفَعَة وَإِن رَأَتْ انها ولدت بِنْتا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم وهم (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) من رَأَتْ انها ولدت ابْنا وَتكلم مَعهَا فِي الْحَال فَإِنَّهُ يدل على مَوتهَا وَإِن رَأَتْ انها ولدت بِنْتا وتكلمت مَعهَا فِي الْحَال فَإِن الله تَعَالَى يرزقها ولدا يسود قومه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 694 7 - (فصل فِي رُؤْيا النّفاس) قَالَ الْكرْمَانِي: النّفاس يدل على الْمَرَض وَضعف الْمقدرَة وَقَالَ آخَرُونَ: خلاص من غم وهم (وَمن رأى) أَنه يتحَرَّى مَا يلائم ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّى أَمر من الْأُمُور وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة انها نفست وَمَا خلصت فَلَا خير فِيهِ. وَأما الْعَجُوز وَالصَّغِيرَة فَحكمهَا كَحكم الْحيض. 8 - (فصل فِي رُؤْيا السقط) من رأى أَنه سقط فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا يُريدهُ من أَمر هُوَ قاصده وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة. 9 - (فصل فِي رُؤْيا الرَّضَاع وَهُوَ على أوجه) فَمن رأى أَنه يرضع فَإِنَّهُ ذل وحزن (وَمن رأى) أَن أحدا يرضع من يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يحبس وَقيل لَا خير فِيهِ لراضع وَلَا للمرضع (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : (وَمن رأى) أَنه يرضع ثدي امْرَأَة فَإِنَّهُ يمرض وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة كَانَت كَبِيرَة أَو صَغِيرَة فَإِن الدُّنْيَا تنقبض عَلَيْهَا وَإِن رَأَتْ انها ترْضع من ثديها لَبَنًا فَإِنَّهُ مِيرَاث من بَيتهَا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة انها ترْضع من ثدي رجل فَلَا خير فِيهِ وَأما رضعها من ثدي امْرَأَة أُخْرَى فَفِيهِ خلاف وَأما رضع الْقَضِيب فَهُوَ صَالح للرضع والمرضع وَحُصُول خير وَقَضَاء حَاجَة وَأما من جَمِيع الْأَعْضَاء إِن در فَهِيَ خير للراضع وَلَا خير فِيهِ للمراضع سَوَاء مَا ذكر وَأما الرضع من مثانيه فِيهِ خلاف (من رأى) أَنه يرضع من ثدي وَلم يدر فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يرضع من حَيَوَان فَهُوَ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الرَّضَاع حُصُول مَال فَإِن كَانَ من انسان أَو حَيَوَان لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حرَام وَإِن كَانَ من حَيَوَان يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال وَقيل الدّرّ من إِنْسَان شَفَقَة (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى أَنه يرضع مِمَّن لَهُ ثدي فَهُوَ غلب المَال من أخساء الْقَوْم فَإِن در نَالَ وَإِن لم يدر لم ينله شَيْء. (وَمن رأى) أَنه يرضع انسان أَو حَيَوَان من مَكَان لَا يَقْتَضِي الرضَاعَة فَهُوَ طلب أَمر عسير فَإِن نَالَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يبلغ مِقْدَار مَا يَقْصِدهُ لَكِن بالتعسير وَقيل: من رأى أَنه يرضع صَبيا أَو يرضع فَإِنَّهُ يحبس ويغلق عَلَيْهِ بَاب ويناله شدَّة وَقَالَ بعض المعبرين: وَمن رأى أَنه يرضع من ثدي أمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عز ومرتبة وَكَذَلِكَ ان رأى أَن امهِ ترْضِعه لقَوْله تَعَالَى: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى أَن أرضعيه} (وَمن رأى) أَن فِي يَده لَبَنًا فَإِنَّهُ مشرف على زِيَادَة دنيا وظفر بهَا (وَمن رأى) أَنه يطوف على النِّسَاء ويمص ثديهن فَلَا يجْرِي إِلَيْهِ اللَّبن فَإِنَّهُ رجل يحب اللواط ويعتاد الصّبيان وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن رجلا يرضع من لَبنهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَالهَا بِقدر مَا ارتضع وَهِي كارهة (وَمن رأى) أَنه ارتضع من ثدي سَوَاء كَانَ لآدَمِيّ أَو حَيَوَان فَإِن خرج لَهُ من ثدي شَيْء سَائل سَوَاء كَانَ نَوعه محبوبا أَو مَكْرُوها فَإِنَّهُ مَال وَإِن كَانَ جَامِدا فَلَيْسَ بمحمود وَقيل مَنْفَعَة مَا لم يكن فِيهِ صفة روح أَو تَحْرِيك وَإِن كَانَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على ولد وَإِن كَانَ نوع ذَلِك الشَّيْء محبوبا فَهُوَ ولد صَالح وَإِن كَانَ مَكْرُوها فضده وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب التَّاسِع وَالْعشْرُونَ) (فِي رُؤْيا الْمَوْت وَالْغسْل والحنوط والكفن والجنائز والقبور والدفن والنبش وَنَحْوه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْمَوْت) قَالَ دانيال: (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَالنَّاس يَبْكُونَ عَلَيْهِ يندبونه وغسلوه ولفوه فِي الْكَفَن وَحَمَلُوهُ على النعش ودفنوه فِي الْقَبْر فجملة ذَلِك يدل على فَسَاد دُنْيَاهُ وَإِن لم يدْفن فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح أُمُوره (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَوضع على النعش وحملوا جنَازَته وَالنَّاس يسعون ويمشون فِي جنَازَته فَإِنَّهُ يدل على شرفه وعلو شَأْنه وَلَكِن يكون فِي دينه وَفَسَاد لِأَن الْمَوْت هُوَ الِانْقِطَاع عَن الْخيرَات وَغَيرهَا وَيُمكن الصّلاح فِي دينه بعد ذَلِك خَاصَّة إِذا علم أَنه لم يدْفن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 695 فِي الْقَبْر (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وعاش بعد مَوته فَإِنَّهُ يُذنب وَيَتُوب وَقيل يطول عمره (وَمن رأى) أَنه قد قَالَ لَهُ قَائِل: إِنَّك لم تمت أبدا فَإِن يَمُوت شَهِيدا (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَعَلِيهِ هَيْئَة الْأَمْوَات وَلم يبك عَلَيْهِ أحد وَلم يغسل وَلم يُكفن خرب بعض بَيته (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَدفن وَلم يبك عَلَيْهِ وَلم يتبع جنَازَته أحد وَلم يغسل فَإِنَّهُ يدل على عدم عِمَارَته بعض مَا خرب من بَيته إِلَّا ان كَانَ أحد غَيره فَإِنَّهُ يُمكن أَن يعمره (وَمن رأى) أَنه ميت فِي الْمَقَابِر وَحسب أَنه قد مَاتَ من مُدَّة مديدة فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ويصحب الْجُهَّال وَأهل الْفسق وَالْفساد (وَقَالَ جَابر المغربي) : رُؤْيا موت الْفجار رَاحَة الْمُؤمن وَعَذَاب الْكَافِر وَإِذا لم يكن موت الْفجار فَإِنَّهُ فَسَاد لدين وَإِذا صَعب على الْمَيِّت نَزعه وَمَوته صَعب عِقَابه وعذابه (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَأَقْبل من يغسلهُ فَإِنَّهُ يَتُوب من الذُّنُوب. (وَمن رأى) أَن حَيا قد مَاتَ وَهُوَ مَوْضُوع على سَرِير أَو نعش أَو مَا شبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَّصل إِلَى خدمَة السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه وَيرى مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَنه ملك بَلَده قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على خراب ذَلِك الْبَلَد وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه فِي غَمَرَات الْمَوْت ونزعات السَّاق فَإِنَّهُ ظَالِم لنَفسِهِ لقَوْله تَعَالَى: {وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت} وَقيل إِن كَانَ عَلَيْهِ دين وفاه الله عَنهُ وَإِن أمل سفرا فَإِنَّهُ يُسَافر وَقيل يذهب مَاله أَو تنهدم دَاره ويتغير مَسْكَنه (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَرَأى الْمَوْت عيَانًا وَعَلِيهِ هَيْئَة الْأَمْوَات فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه ويرجى لَهُ الصّلاح مَا لم يدْفن فَإِن دفن لَقِي الله على غير تَوْبَة إِلَّا ان يرى أَنه عَاشَ وَخرج من الْقَبْر بعد ذَلِك فَإِنَّهُ يَتُوب وَيحسن حَاله لقَوْله تَعَالَى: {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه} (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَلم ير نَفسه كَهَيئَةِ الْأَمْوَات فَإِن دَاره تنهدم وَيخرج مِنْهَا (وَمن رأى) أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ثمَّ يرجع لقَوْله تَعَالَى: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين خَرجُوا من دِيَارهمْ وهم أُلُوف حذر الْمَوْت} (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَينفذ أمره وَيكون اتِّبَاعه فِي سُلْطَانه بِقدر من قد تبع جنَازَته وَلَكِن يفْسد دينه ويرجى لَهُ الصّلاح فِيمَا بعد مَا لم يدْفن (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَلم ير قبرا وَلَا كفنا وَلَا جَنَازَة وَلَا بكاء فَإِن ذَلِك رَاحَة لصَاحب الرُّؤْيَا من هم هُوَ فِيهِ (وَمن رأى) أَنه ملفوف كَمَا يلف الْمَيِّت فَهُوَ مَوته (وَمن رأى) أَن حَيا قد مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يرْتَد نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك قيل من رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِنَّهُ يحدث فِي الرَّائِي فَسَاد (وَمن رأى) أَنه ينْزع فَهُوَ على شرف الْعَزْل (وَمن رأى) أَن أحد أَبَوَيْهِ مَاتَ فَإِنَّهُ تذْهب دُنْيَاهُ وَيفْسد حَاله وَإِن كَانَ من طلاب الاخرة تعطل عَن عمله. (وَمن رأى) أَن أَخَاهُ مَاتَ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ مَوته أَو موت نواحيه , وَإِن لم يكن لَهُ أَخ وَرَأى ذَلِك فَهُوَ على وَجْهَيْن: إِمَّا أَن يَمُوت أَو يذهب مَاله وَقيل يصاب باحدى عَيْنَيْهِ أَو باحدى يَدَيْهِ (وَمن رأى) أَن زَوجته مَاتَت فَإِنَّهُ تكسد صناعته الَّتِي مِنْهَا سَببه وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْمَوْت ندامة من أَمر عَظِيم فَمن رأى أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُذنب ثمَّ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى: {رَبنَا أمتنَا اثْنَتَيْنِ وأحييتنا اثْنَتَيْنِ فاعترفنا بذنوبنا} وَقيل من رأى أَنه مَاتَ من غير مرض وَلَا هَيْئَة من يَمُوت فَإِن عمره يطول (وَمن رأى) أَن أحدا مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة يُخبرهُ بِأَنَّهُ لَا يَمُوت أبدا فَإِنَّهُ يقتل فِي سَبِيل الله وَيكون حَيا بعد ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَاسْتوْفى شُرُوط الْمَوْت فَسدتْ دُنْيَاهُ (وَمن رأى) أَن الإِمَام مَاتَ فَإِن ذَلِك الْبَلَد يؤول أمرهَا إِلَى الْفساد وَرُبمَا تخرب (وَمن رأى) أَن الْمَوْت نزل عَاما فِي مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يَقع هُنَاكَ حريق (وَمن رأى) أَن زَوجته قد مَاتَت فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي ويستفيد مَالا من حل (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يفْتَقر فقرا شَدِيدا (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَوضع على مَكَان مُرْتَفع أَو شَيْء مَبْسُوط فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وراحة وَرُبمَا نَالَ من أَهله خيرا (وَمن رأى) كَأَنَّهُ ميت وَحده بمَكَان مُنْقَطع فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ خَبره بِفساد دينه. (وَمن رأى) كَأَن ابْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يخلص من عدوه (وَمن رأى) أَن ابْنَته مَاتَت فَإِنَّهُ ييأس من فرج (وَمن رأى) أَنه مَاتَ فَجْأَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما وغما من حَيْثُ لَا يؤمل ذَلِك (وَمن رأى) أَن حاملة قد مَاتَت فَإِنَّهَا تَلد ولدا ذكرا وتسر بِهِ وَيحصل من قبله مَنْفَعَة وَرُبمَا دلّ الْمَوْت على الطَّلَاق (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَزَوجته فِي الْعدة فَإِنَّهُ يطلقهَا وَقيل: (من رأى) أَنه قد مَاتَ وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج (وَمن رأى) أَنه مَاتَ أَو شَرِيكه فَإِنَّهَا فرقة تقع بَينهمَا (وَمن رأى) أَن انسانا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَهُوَ ينوح عَلَيْهِ ويعلن فِي ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة لكليهما (وَمن رأى) أَن أحدا مَاتَ وَالنَّاس يذكرُونَهُ بِخَير فَإِنَّهُ يكون مَحْمُودًا فِي ولَايَته أَو فِيمَا يَفْعَله من الأشغال (وَمن رأى) أَنه مَاتَ عِنْد قوم فَإِنَّهُ يحْشر على فعلهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 696 فَلْينْظر فِي ذَلِك وَقيل انه يَمُوت على بِدعَة أَو يُسَافر سفرا لَا يرجع مِنْهُ وَقيل: من رأى أَنه حمل مَيتا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا (وَمن رأى) أَنه جر الْمَيِّت على الأَرْض فَإِنَّهُ يكْتَسب اثما (وَمن رأى) أَن مَيتا تعلق بفاسق فَإِنَّهُ يقتل حَيَوَانا مُؤْذِيًا (وَمن رأى) أَنه نقل مَيتا إِلَى الْمَقَابِر كَأَنَّهُ يعْمل بِالْحَقِّ. (وَمن رأى) أَنه نقل مَيتا إِلَى السُّوق نَالَ حَاجته ونفقت تِجَارَته (وَمن رأى) أَنه حمل مَيتا إِلَى الْمصلى فَإِنَّهُ يتسبب فِي خير لرجل فَاسد الدّين (وَمن رأى) كَأَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ مَوْضُوع على التُّرَاب وَمَا يشبه ذَلِك مِمَّا يكون فِي أصُول التَّعْبِير يعبر بِالْمَالِ فَإِنَّهُ حُصُول مَال على كل حَال (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : الْمَوْت فقر وعسر فَمن رأى أَنه مَاتَ وَهُوَ كظيم فَإِنَّهُ عسر فِي الدُّنْيَا وهلاك فِي الْآخِرَة وَإِن كَانَ مُسْتَبْشِرًا فَهُوَ حُصُول خير وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن عَالما قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على بطلَان الْعلم والشريعة بذلك الْمَكَان (وَمن رأى) أَن أحدا من أهل الْبدع والضلال قد مَاتَ فَإِنَّهُ يزْدَاد طغيانا وَلكنه يفْتَقر بِسَبَب ارتكابه (وَمن رأى) أَن خفيرا قد مَاتَ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: حُصُول خوف وَمَوْت حَاكم (وَمن رأى) أَن ذَا صَنْعَة قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على كساد صَنعته (وَمن رأى) أَن عَبده أَو أمته أَو خادمه قد مَاتَ فَإِنَّهُ نقص فِي أبهته مَا لم يكن عِنْده غَيره فَهُوَ توقف بعض الْأُمُور (وَمن رأى) أَن صديقه قد مَاتَ فيؤول على وَجْهَيْن اما ان الرَّائِي يَمُوت أَو يفقد صديقه (وَمن رأى) أَن شَيْئا من الْحَيَوَان قد مَاتَ وَهُوَ ملقى فَإِن كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء خُصُوصا إِذا كَانَ نَوعه مُؤْذِيًا يكون الظفر أبلغ وَرُبمَا دلّ على الْأَمْن والسلامة (وَمن رأى) أَن بَهِيمَة قد مَاتَت فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ عِنْده غَيرهَا يكون أخف قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن شَيخا مَجْهُولا قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على ان جده لَا ينْتج مِنْهُ شَيْء مِمَّا قَصده وجد فِيهِ. (وَمن رأى) أَن امْرَأَة مَجْهُولَة قد مَاتَت فَإِن دُنْيَاهُ تتعطل (وَمن رأى) أَن شَيْئا من الْحَيَوَان قد مَاتَ وَعرف صنفه فَإِنَّهُ يعبر بِمَا يُوَافق أصُول التَّعْبِير فِيهِ مِثَاله إِن كَانَ السَّبع والفيل فيؤولان بالسلطان وَقيل الْفِيل يؤول بِرَجُل ضخم والهرة والفأر باللص الحرامي وَيُقَاس على ذَلِك وَرُبمَا كَانَ الْإِنَاث من الْجَمِيع نسْوَة والذكور رجَالًا وَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى نظر وَتَأمل وَلَو أوضحنا معنى كل وَاحِد بمفرده لطال الشَّرْح (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : موت الْوَلَد أَمَان من عَدو وَحُصُول مِيرَاث وَمَوْت الْبِنْت رُجُوع عَن أَمر فِيهِ سرُور وَمَوْت الْوَالِد تحير بِسَبَب معيشة وَمَوْت الوالدة عدم وُصُول إِلَى مَقَاصِد وَحُصُول هم وحزن (وَمن رأى) أَن أحدا من أَقَاربه مَاتَ فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي مقدرته وَمَوْت الزَّوْجَة جيد وَمَوْت الْمَرْأَة الحبلى فِي غَايَة الْجَوْدَة وَالصَّلَاح لَهَا. 4 - (فصل فِي رُؤْيا الْغسْل) قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (من رأى) أَنه يغسل مَيتا فَإِنَّهُ يَتُوب على يَدَيْهِ رجل فَاسد الدّين وَمن رأى أَن مَيتا يغسل نَفسه فَإِنَّهُ دَلِيل على خُرُوج عقبه من الهموم وَزِيَادَة فِي مَا لَهُم والمغتسل فِي الأَصْل تَاجر نفاع ينجو بِسَبَبِهِ أَقوام من الهموم أَو رجل شرِيف يَتُوب على يَده أَقوام مفسدون وَمن رأى أَنه مغتسل فَإِنَّهُ يرْتَفع أمره وَيخرج من الهموم (وَمن رأى) مَيتا وَالنَّاس يطْلبُونَ لَهُ الْغسْل وَلَا يجدونه فَإِنَّهُ يدل على ان ذَلِك الْمَيِّت مرتكب معاصي وَالنَّاس يدلونه على الْخَيْر وَلَكِن لَا يؤثره عِنْده (وَمن رأى) مَيتا يغسل بِمَا لَا يحل بِهِ الْغسْل فَإِنَّهُ رجل فَاسد الدّين وَهُوَ يوعظ بِمَا لَيْسَ لَهُ معنى وَلَا فَائِدَة وَلَا يقبل عقله ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يغسل بِشَيْء من النَّجَاسَات فَإِنَّهُ فَاسد الدّين يزْدَاد على فَسَاد دينه طغيانا وضلالا وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الْغسْل بِالْمَاءِ الطَّاهِر للْمَيت يدل على أَن ذَلِك الْمَيِّت يفْتَقر وَلكنه يصلح دينه. 5 - (فصل فِي رُؤْيا الحنوط) قَالَ الْكرْمَانِي من رأى) أَنه يذر عَلَيْهِ حنوط فَإِن كَانَ مُفْسِدا فَإِنَّهُ يَتُوب وَيرجع إِلَى الله تَعَالَى وَإِن كَانَ صَالحا تنصلح أُمُور دُنْيَاهُ وَدينه ويفرج همه ويكشف غمه ويأمن الْخَوْف (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا الحنوط جَيِّدَة (وَمن رأى) أَنه اسْتَعَانَ بِرَجُل يَشْتَرِي لَهُ حنوطا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِهِ فِي محْضر بِكَلَام جيد فِي حَقه (وَمن رأى) أَنه تحَنط فَإِنَّهُ حُصُول تَوْبَة وَفرج من الْهم وَالْغَم وانتشار ثَنَاء حسن (وَمن رأى) أَن عِنْده حنوطا أَو جمعهَا فَإِنَّهُ عِنْده تقوى ونفع للْمُسلمين (وَمن رأى) أَن عِنْده حنوطا فَإِنَّهُ زِيَادَة خير وَإِن رأى أَنه فَوق ذَلِك على النَّاس فَإِن يَلِي أمرا يحصل للنَّاس مِنْهُ نتيجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 697 6 - (فصل فِي رُؤْيا الْكَفَن) من رأى أَنه يصطنع كفنا لأجل الْمَيِّت فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ بِمِقْدَار ذَلِك الْكَفَن فِي حق الْمَيِّت الْخَيْر وَالْأَجْر وَالثَّوَاب وَإِن كَانَ الْكَفَن لأجل حَيّ وَهُوَ مَعْرُوف يحصل للرائي من ذَلِك العناء والتعب وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ خير (وَمن رأى) أَنه نزع كفن رجل قد مَاتَ وَهُوَ مَعْرُوف فَإِن يتبع طَرِيقه (وَمن رأى) أَنه أَخذ كفن ميت فَهُوَ على وَجْهَيْن وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم غَرِيب دَقِيق وَرُبمَا حصل لَهُ مَال من وَجه حرَام وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يدل على قلَّة دينه وتشوشه على النَّاس وَأَن يكون غمازا فتانا (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : إِن رأى حَيا لبس كفنا فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى الزِّنَى وَإِن كَانَ لم يتم لبسه فَإِنَّهُ يَدعِي إِلَى الزِّنَى وَلَا يُجيب (وَمن رأى) كَأَنَّهُ ملفوف فِي الْكَفَن كَمَا يلف الْمَوْتَى مقمط مربوط من عِنْد رَأسه وَرجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على مَوته إِلَى ربطه كَهَيئَةِ الْمَوْتَى والا فَهُوَ دَلِيل على فَسَاد أَمر وَكلما كَانَ الْكَفَن أقل فَهُوَ أقرب إِلَى التَّوْبَة وَإِن زَاد فَهُوَ أبعد (وَمن رأى) أَنه يفصل الأكفان فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف (وَمن رأى) أَنه يطْلب كفنا وَلَا يجده فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن شخصا جَاءَ إِلَيْهِ بكفن فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة وَقَالَ بعض المعبرين: إِذا كفن الْمَيِّت وَكَانَ الْكَفَن وافرا فَهُوَ جيد وَإِن قصر فَرُبمَا يكون غير مَحْمُود (وَمن رأى) أَنه يَبْغِي أكفانا لأموات فإ هم يترحم عَلَيْهِم (وَمن رأى) أَنه جمع أكفانا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يجمع عُلُوم شَتَّى (وَمن رأى) أَنه يفرق الأكفان فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف. 7 - (فصل فِي رُؤْيا النعش والتابوت) وهما بِمَعْنى وَاحِد فَمن رأى أَنه حمل على نعش ارْتَفع أمره وَكثر مَاله لِأَن أصل اشتقاقه من الانتعاش ورؤياه جَيِّدَة من اسْمه (وَمن رأى) أَنه يصنع ذَلِك بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف كَذَلِك إِن أَمر بِفِعْلِهِ خُصُوصا ان كَانَ للسَّيِّد وَرُبمَا كَانَ حُصُول أجر وثواب (وَمن رأى) أَن نعشا كسر فَلَيْسَ بمحمود وَأما التابوت فَإِنَّهُ جيد قَالَ الْكرْمَانِي: (وَمن رأى) أَنه اشْترى تابوتا أَو وهب لَهُ أَو كَانَ بمنزله فَإِنَّهُ يرْزق ملكا وَحِكْمَة ووقارا وسكينة لقَوْله تَعَالَى: {إِن آيَة ملكه أَن يأتيكم التابوت فِيهِ سكينَة من ربكُم} وَقيل: إِن التابوت زَوْجَة الرجل وحانوته فهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا وَقيل رُؤْيا التابوت الْجَدِيد عز وجاه وَقدر. 8 - (فصل فِي رُؤْيا الْجَنَائِز) (وَمن رأى) أَن جمَاعَة ماشين فِي جَنَازَة فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْجِنَازَة يسود على تِلْكَ الْجَمَاعَة أَو على مقدارهم من النَّاس لكنه يقهرهم ويظلمهم (وَمن رأى) جَنَازَة طائرة وَالنَّاس مَعهَا فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت رجل جليل الْقدر من ذَلِك الْمَكَان فِي سَفَره وَإِن كَانَ مَعْرُوفا فَهُوَ بِعَيْنِه (وَمن رأى) جنَازَته تمشي على الأَرْض من غير حمل فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يفْسد دينه (وَمن رأى) أَن أحدا لَا يتبع جنَازَته فَهُوَ نُقْصَان فِي عزه وجاهه (وَمن رأى) أَنه سقط من جنَازَته فَإِنَّهُ يَقع من مرتبته وعزه وجاهه وَتبطل اشغاله (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْجِنَازَة تؤول بِالرجلِ الْمُنَافِق الَّذِي يهْلك على يَدَيْهِ الأرذلون (وَمن رأى) جَنَازَة لرجل مَعْرُوف وَهُوَ مَوْضُوع وَالنَّاس لَا يقربون إِلَيْهِ وَلَا يحملونه فَإِنَّهُ يسجن وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَلَيْسَ بمحمود فِي حق الرَّائِي (وَمن رأى) أَنه حَامِل جَنَازَة فَإِنَّهُ يتبع ذَا سُلْطَان وَينْتَفع مِنْهُ بِمَال وَينفذ أمره وتحتاج النَّاس إِلَيْهِ. (وَمن رأى) أَن النَّاس يزدحمون على جنَازَته وَهُوَ مَرْفُوع على أَيْديهم فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا عَظِيما ورفعة زَائِدَة (وَمن رأى) أَن النَّاس يَبْكُونَ خلف جَنَازَة حمدت عاقبته وَكَذَلِكَ إِن اثنوا عَلَيْهِ ودعوا لَهُ فَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَن جَنَازَة فِي سوق فَإِنَّهُ يدل على نفاق السّلع الَّتِي بذلك السُّوق (وَمن رأى) أَن جَنَازَة حملت على جنائز مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ حق يصل أربابه (وَمن رأى) أَن جَنَازَة تسير فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يدل على موت رجل كَبِير يشق على النَّاس مَوته وتعطل أُمُورهم بِسَبَبِهِ (وَمن رأى) أَن جَنَازَة تسير على الأَرْض وَهُوَ مَوْضُوع بهَا فَإِنَّهُ يركب فِي سفينة (وَمن رأى) أَن جَنَازَة كَبِيرَة مَوْضُوعَة فِي مَكَان فَإِن أهل ذَلِك الْمَكَان يرتكبون الْفَوَاحِش (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (من رأى) أَنه ولي أَمر جَنَازَة فَإِنَّهُ يَلِي الْقيام بغرس (وَمن رأى) أَنه يحمل جَنَازَة فَإِنَّهُ يشفع لرجل فَاسد الدّين (وَمن رأى) أَنه يحمل جَنَازَة فَإِنَّهُ يَلِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 698 ولَايَة وَقَالَ بعض المعبرين: يحْتَاج إِلَى اعْتِبَار من يسير فِي الْجِنَازَة فَإِن كَانُوا من خَواص النَّاس فَإِن الْولَايَة جليلة الْمِقْدَار وَإِن كَانُوا من الْعَوام فَهُوَ دون ذَلِك. 9 - (فصل فِي رُؤْيا الْقُبُور) قَالَ الْكرْمَانِي: (من رأى) أَنه احتفر لنَفسِهِ أَو لغيره قبرا أَو حُفْرَة فَإِنَّهُ يَبْنِي دَارا فِي ذَلِك الْبَلَد أَو يُقيم بهَا (وَمن رأى) أَنه يردم قبرا فَإِنَّهُ تطول حَيَاته وتدوم صِحَّته (وَمن رأى) أَنه دفن فِي قَبره من غير أَن يَمُوت فَإِن يسجن وَرُبمَا يُصِيبهُ ضيق فِي أمره (وَمن رأى) أَنه مدفون فِي قبر على هَيْئَة الْأَمْوَات من غير ردم فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة (وَمن رأى) أَنه يطوف بالقبور وينتقل مِنْهَا وَهِي مَفْتُوحَة فَإِنَّهُ يدْخل بيُوت أهل الْبدع أَو السجْن (وَمن رأى) أَنه ينبش قبر رجل عرف منزله واسْمه وكنيته فَإِنَّهُ سلك طَرِيقه خُصُوصا ان وصل إِلَيْهِ (وَمن رأى) أَن شخصا نزل قبرا ثمَّ طلع مِنْهُ وَأَرَادَ دفع الرَّائِي فِيهِ فَإِن شخصا مسجونا يتهمه بتهمة (وَمن رأى) أَنه ينبش قبرا فطلع مِنْهُ رجل حَيّ فَإِنَّهُ خير وسرور خُصُوصا ان كَانَ من أهل التَّقْوَى فَإِنَّهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَمن رأى) أَنه ينبش قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يجدد مَا درس من سنته الشَّرِيفَة وَيحصل للنَّاس على يَدَيْهِ خير وَإِن وصل إِلَى الْجنَّة الشَّرِيفَة فَلَيْسَ بمحمود وَإِن كسر شَيْئا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يرتكب بِدعَة وضلالة نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك. (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : (من رأى) أَن رجلا سلمه إِلَى حُفْرَة الْقَبْر فَإِنَّهُ يلقيه فِي هلكه (وَمن رأى) أَنه وضع فِي الْقَبْر فَإِنَّهُ ينَال دَارا ملكا (وَمن رأى) أَنه يُسَوِّي عَلَيْهِ التُّرَاب نَالَ مَالا (وَمن رأى) أَنه يحْفر تُرَابا على سطح فَإِنَّهُ يعِيش عمرا طَويلا والقبور الْكَثِيرَة فِي مَوضِع مَجْهُول تدل على رجال منافقين وَأما الْمَقَابِر الْمَعْرُوفَة فَإِنَّهَا تؤول بِأَمْر حق (وَمن رأى) أَن الْقُبُور مخضرة فَإِن أَهلهَا فِي رَحْمَة (وَمن رأى) أَنه اتعظ بِدُخُولِهِ إِلَى الْمَقَابِر فَإِنَّهُ ينصب فِي أمره وَإِن لم يتعظ فَإِنَّهُ فِي أَمر حق وَهُوَ غافل عَنهُ (وَمن رأى) أَن قبرا مَعْرُوفا تحول إِلَى دَاره فَإِنَّهُ يدل على مصاهرة أحد من عقبه (وَمن رأى) كَأَنَّهُ قَائِم على قبر رجل مُوسر فَإِنَّهُ قد يعْطى ذَنبا لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تقم على قَبره} (وَمن رأى) أَنه فِي مَقْبرَة وَيَطوف حول الْقُبُور وَيسلم عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يصير مُفلسًا يسْأَل النَّاس وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه فِي قَبره وعَلى قَبره شَيْء مَكْتُوب فَإِنَّهُ يخلد فِي السجْن للمثل السائر بَين النَّاس كتب على قَيده مخلد (وَمن رأى) أَنه فِي قبر فَإِنَّهُ فِي ضيق (قَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه وضع فِي قبر فَإِنَّهُ فِي ضيق (وَمن رأى) أَنه فِي قبر من غير ردم فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وينال فِي سَفَره خيرا أَو مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره ثمَّ إِذا شَاءَ أنشره} (وَمن رأى) أَنه قَائِم على قبر ينظر إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرفع عَن ذنُوبه (وَمن رأى) انه مَوْضُوع فِي قَبره ومنكر وَنَكِير يسالانه فَإِنَّهُ يدل على ان الْملك يُرْسل أعوان إِلَيْهِ فِي أَمر ومطالبة فَإِن رأى أَنه أجابهما بِجَوَاب صَوَاب فَإِنَّهُ يَأْمَن من جِهَته وَإِن غلط فِي الْجَواب فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه أخرج من قبر ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثَانِيًا فَإِنَّهُ يرى فَائِدَة من سُلْطَان وَخيرا ثمَّ يحبس بعد ذَلِك هَذَا إِذا نسب إِلَى: تِلْكَ بوظيفة وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَإِنَّهُ يُقَاس عَلَيْهِ بِقدر مقَامه وَأما حفار الْقُبُور فَإِنَّهُ رجل كَبِير الْقدر ذُو جلالة وَأما الْمَقَابِر فَإِنَّهَا محبَّة مَعَ الْجُهَّال أَو فَسَاد فِي دينه ومصيبة وهم وندامة من مصاحبة الْجُهَّال ثمَّ يرْزق تَوْبَة بعد ذَلِك (وَمن رأى) أَن الْمَقَابِر تمطر فَإِنَّهَا رَحْمَة من الله عَلَيْهِم. 10 - (فصل فِي رُؤْيا الدّفن) من رأى أَنه يدْفن حَيا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه (وَمن رأى) أَن جمَاعَة دفنُوا شخصا فانهم يتعصبون على هَلَاكه وَلَا خير فِي الدّفن جملَة كَافِيَة وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الدّفن تؤول على عشرَة أوجه: سجن وفقر وسفر وَبعد وتعطيل وَنِكَاح حرَام وَضعف ومقدرة وشماتة وضيق وَفَسَاد أُمُور (وَمن رأى) أَنه دفن عدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ (وَمن رأى) أَنه دفن شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِن كَانَ نَوعه مذموما فَإِنَّهُ يلقى رجلا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الصِّنْف وَإِن كَانَ محبوبا فَإِنَّهُ ندامة وَرُبمَا كَانَ ادخار شَيْء (وَمن رأى) أَنه يدْفن شَيْئا من الجمادات فَإِنَّهُ حَرِيص على الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَنه يدْفن نوعا لَا يقتضى الدّفن فَإِنَّهُ يضيع مَتَاعه فِيمَا لَا يحصل نتيجة وَرُبمَا دلّ على ايداع ذَلِك عِنْد أحد لِأَن الانسان أَصله من التُّرَاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 699 1 - (فصل فِي رُؤْيا النبش) (من رأى) أَنه ينبش قبرا فَإِنَّهُ نوع من الْحفر كَمَا تقدم وَلَكِنِّي آتِي فِي هَذَا بِشَيْء غير ذَلِك وَهُوَ أَن من رأى أَنه ينبش قبر أحد من الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي سلوك طَرِيقَته وَلَكِن لَيْسَ هُوَ بمقام الْحفر وَمن رأى أَنه نبش قبر أحد النَّاس سَوَاء كَانَ جيدا أَو نحسا فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي سلوك طَرِيقَته وَمَا كَانَ يسلكه (وَمن رأى) أَنه ينبش عَن جثته فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي طلب الدُّنْيَا فَإِن نَالَ شَيْئا ظفر بحاجته وَإِن لم ينل فضده (وَمن رأى) شَيْئا من الْحَيَوَان ينبش فِي بَيته فَإِنَّهُ عَدو فيحذره (وَمن رأى) شخصا ينبش فِي مَكَان لَا يَقْتَضِي النبش فَإِنَّهُ يطْلب أمرا عسيرا وَقيل رُؤْيا النبش حُصُول كَلَام خامد وَرُبمَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمر وَالله أعلم (الْبَاب الثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا الْأَمْوَات ومخاطبتهم وَالْكَلَام مَعَهم وَالْأَخْذ مِنْهُم والاعطاء لَهُم وَنَحْو ذَلِك) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَمْوَات) ) وَمن رأى أَن وَالِده قد عَاشَ وَهُوَ سلف الملبس طلق الْوَجْه فَإِنَّهُ حُصُول دولة واقبال وَعز ونيل وانتظام أشغال. وَمن رأى أَنه والدته قد عاشت فَإِنَّهُ حُصُول الْفرج بعد الشدَّة. وَمن رأى أَن امْرَأَته قد عاشت فَإِنَّهُ يفْتَقر. وَمن رأى أَن وَلَده قد عَاشَ فَإِنَّهُ يتَجَاوَز عَن عدوه. وَمن رأى أَن ابْنَته قد عاشت فَإِنَّهُ يحصل لَهُ السرُور بعد الثبور. وَإِن رَأَتْ امْرَأَة ان وَلَدهَا قد عَاشَ فَإِنَّهَا تَلد ابْنة. وَإِن رَأَتْ ان أُخْتهَا قد عاشت يُقَوي ضعفها. وَإِن رَأَتْ ان أخاها قد عَاشَ فَإِنَّهُ يقدم عَلَيْهَا غَائِب. وَمن رأى أَن شخصا غَرِيبا قد عَاشَ فَإِنَّهُ استقامة أَحْوَال ذَلِك الْمَيِّت. فَمن رأى أَنه أَحْيَا مَيتا فَإِنَّهُ يسلم على يَده كَافِر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن أَبَوَيْهِ قد عاشا أَو هما غير مستبشرين فَإِنَّهُ يقصر فِي مصلحَة نَفسه. وَمن رأى أَن أَخَاهُ قد عَاشَ فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الْقُوَّة. وَمن رأى أَن عَمه أَو خَاله قد عَاشَ فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الشَّأْن وعلو الْقدر. وَمن رأى أَن أحد أَصْحَابه قد عَاشَ فَإِنَّهُ يسمع خَبرا يسره. وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى مَيتا قد عَاشَ فَقَالَ لَهُ أَأَنْت ميت فَقَالَ لَا بل أَنا حَيّ فَإِنَّهُ يدل على حسن حَاله فِي الْآخِرَة. وَمن رأى أَن مَيتا دخل بَيته فَرحا فَإِنَّهُ يدل على الثَّوَاب وَالصَّدَََقَة واستجابة الدُّعَاء فِي حق الْمَيِّت من أَهله. وَمن رأى أَن مَيتا عَاشَ وَدخل عَلَيْهِ منزله وخاطبه فَإِنَّهُ يدل على السَّلامَة وَصِحَّة الْجِسْم والاقبال ونيل الآمال. وَمن رأى أَن مَيتا من أهل بَيته خاصمه فَإِنَّهُ صَاحبه يرجع عَن صحبته. وَمن رأى أَن مَيتا تغيظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه أوصى بِوَصِيَّة وَلم يعْمل بوصيته. وَمن رأى مَيتا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا فَإِنَّهُ يدل على وُصُول صَدَقَة إِلَيْهِ وَهِي مَقْبُولَة.) وَمن رأى مَيتا على هَيْئَة حَسَنَة وَهُوَ لابس ثيابًا حَسَنَة فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته وَمَوته على التَّوْحِيد. وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ مَسْجِد فَإِنَّهُ فِي أَمن من عَذَاب الله. وَمن رأى أَن مَيتا يضْحك ثمَّ يبكي فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ على غير مِلَّة الْإِسْلَام. وَمن رأى أَن مَيتا قد اسود وَجهه فَإِن يدل على أَنه مَاتَ كَافِرًا. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى مَيتا قَائِما فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ فِي حَال حَيَاته كثير الْعِبَادَة ويرجى لَهُ الْمَغْفِرَة وَرُبمَا كَانَ مقصرا فِي الطَّاعَة. وَمن رأى مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ يُصَلِّي بمَكَان كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى مَيتا قد عَاشَ فَإِنَّهُ صَلَاح أَمر الرَّائِي وَحُصُول سرُور من حَيْثُ لَا يحْتَسب. وَمن رأى أَن مَيتا أخبرهُ بِأَمْر فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ لِأَن الْمَيِّت فِي دَار الْحق وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا حَقًا لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَكْفِي أحدكُم أَن يوعظ فِي مَنَامه. وَمن رأى أَن مَيتا عَلَيْهِ تَاج أَو حلل أَو خَوَاتِم أَو مَا يزينه أَو رَآهُ قَاعِدا على سَرِير فَإِنَّهُ يدل على حسن منقلبه. وَمن رأى مَيتا لبس ثيابًا خضرًا فَإِن رُؤْيَاهُ تدل على أَن مَوته كَانَ على نوع من أَنْوَاع الشَّهَادَة. وَمن رأى أَن مَيتا طلق الْوَجْه وَلكنه لم يكلمهُ وَلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 700 يمسهُ دلّت رُؤْيَاهُ على رِضَاهُ عَنهُ لوصول بره إِلَيْهِ بعد مَوته. وَمن رأى أَن مَيتا ينازعه وَهُوَ معرض عَنهُ أَو يعظه بقول غليظ أَو يضْربهُ فَإِنَّهُ يدل على أَنه مرتكب مَعْصِيّة فليتب لله وَرُبمَا كَانَ نيل خير من سفر أَو قَضَاء دين أَو اعادة شَيْء خرج عَن الْيَد. وَمن رأى أَن مَيتا صَار غَنِيا فَإِنَّهُ صَلَاح لَهُ عِنْد الله تَعَالَى وَمن رأى أَن مَيتا صَار فَقِيرا فتعبيره ضد ذَلِك. وَمن رأى أَن الْمَيِّت عُرْيَان وعورته مكشوفة فَإِنَّهُ يدل على خُرُوجه من الدُّنْيَا عُريَانا من الْخيرَات وَإِن كَانَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح فَإِنَّهُ رَاحَة لَهُ. وَمن رأى أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى معروفين قَامُوا من موضعهم مسرورين فَإِنَّهُ يحيا لَهُ أَمر تتشعب) مِنْهُ أُمُور حميدة ويتجدد لَهُ اقبال ودولة وَإِن رَآهُمْ محزونين وثيابهم رثَّة فَإِن كَانَ لَهُم عقب فانهم يفتقرون ويرتكبون الْفَوَاحِش. وَمن رأى أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى لَيْسُوا بمعروفين قَائِمين على قَبره فَإِن أهل ذَلِك الْموضع ينالهم شدَّة وَيظْهر مِنْهُم مُنَافِقُونَ. وَمن رأى أحدا من أموات الْكفَّار وحالته حَسَنَة وهيئته جميلَة دلّت رُؤْيَاهُ على ارْتِفَاع أَمر عقبه وَلم يدل على حسن حَاله عِنْد الله تبَارك وَتَعَالَى وَرُبمَا يَمُوت على التَّوْحِيد وَلم يطلع على وَمن رأى مَيتا وَعَلِيهِ ثِيَاب وسخة أَو كَأَنَّهُ مَرِيض فَإِنَّهُ مسؤول عَن دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى خَاصَّة دون النَّاس. وَمن رأى مَيتا مَشْغُولًا شغلا حسنا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي حَقه فِي الْآخِرَة وَإِن كَانَ شغله مذموما فبضد ذَلِك. وَمن رأى أَن جده أَو جد جده أَو جدته أَو جدها قد عَاشَ فَإِن ذَلِك حَيَاة لَهُ واستقامة فِي جده فِي الْأُمُور واقبال الدَّهْر عَلَيْهِ ورؤيا حَيَاة الْأُم أقوى من حَيَاة الْأَب وَكِلَاهُمَا مَحْمُود. وَمن رأى أَن ابْنه قد عَاشَ ظهر لَهُ عَدو من حَيْثُ لَا يؤمله وَأما حَيَاة الْبِنْت فجيد إِلَى الْغَايَة. وَمن رأى أَن نسْوَة أَمْوَاتًا قد عشن وقدمهن عَلَيْهِ وَهن مزينات فَإِنَّهُ حُصُول دنيا وَخير وافر وَتصرف فِي أَمْوَال غزيرة ان كَانَ لاعقب لذَلِك وَإِلَّا خرجت الدُّنْيَا لاعقابهن. وَمن رأى أَمْوَاتًا عاشوا وهم لابسون ثيابًا بيضًا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَإِن كَانَت الثِّيَاب حمرا فَإِنَّهُ مشتغل بلهو الدُّنْيَا وَاللَّذَّات وَإِن كَانَت سُودًا فَفِي الْغنى والسؤدد وَإِن كَانَت خلقَة دنسة دلّت على أَن تِلْكَ الْمَوْتَى كَانُوا مرتكبين ذنوبا أَو هُوَ منهمك فِي ذَلِك. وَمن رأى أَن مَيتا يُصَلِّي فِي مَوضِع لم يصل فِيهِ قطّ وَكَانَ مقصرا فِي صلَاته فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد كَانَ أوقف فِي حَيَاته وَقفا وَتصدق بِصَدقَة أَو حصل مِنْهُ فعل خير فقد جوزى بذلك. وَمن رأى أَن مَيتا يُصَلِّي بالاحياء فانهم مقصرون فِيمَا فرض عَلَيْهِم من الطَّاعَة. وَمن رأى أَنه يتبع مَيتا ويقفو أَثَره فِي خُرُوجه ودخوله فَإِنَّهُ يَقْتَدِي فِي أَفعاله بِالْمَيتِ الَّذِي رَآهُ فَيعْتَبر مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَيِّت من صَلَاح أَو فَسَاد. وَمن رأى مَيتا يشكي من رَأسه فَهُوَ مسئول عَن تَقْصِيره فِي أُمُور والدته أَو رئيسه. وَإِن اشْتَكَى من عُنُقه فَهُوَ مسئول عَن تضيع مَاله أَو عَن صدَاق امْرَأَته.) وَإِن اشْتَكَى من يَده فَهُوَ مسئول عَن أَخِيه أَو شَرِيكه أَو عَن يَمِين حلف بهَا كَاذِبًا. وَإِن رأى أَنه يشكي من جنبه فَهُوَ مسئول عَن حق الْمَرْأَة. وَإِن رأى أَنه يشتكي من بَطْنه فَإِنَّهُ مسئول عَن حق الْوَلَد والأقرباء. وَإِن رأى أَنه يشتكي من رجله فَهُوَ مسئول عَن انفاقه مَاله فِي غير رضَا الله تَعَالَى. وَإِن رَآهُ يشتكي من فَخذه فَهُوَ مسئول عَن قطع رَحمَه وعترته. وَإِن اشْتَكَى من سَاقيه فَهُوَ مسئول عَن افناء حَيَاته فِي الْبَاطِل. وَمن رأى كَأَن مَيتا ناداه من حَيْثُ لَا يرَاهُ وَخرج مَعَه بِحَيْثُ لَا يقدر على الِامْتِنَاع مِنْهُ فَإِنَّهُ يَمُوت بِمثل مرض ذَلِك الْمَيِّت أَو مثل سَبَب مَوته. وَمن رأى أَنه دخل خلف ميت دَارا مَجْهُولَة ثمَّ لم يخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَمُوت. وَمن رأى أَنه رافق مَيتا إِلَى أَن أَتَى منزله فَدخل وَلم يدْخل مَعَه فَإِنَّهُ يضعف ويشرف على الْمَوْت ثمَّ ينجو مِنْهُ. وَمن رأى أَنه يُسَافر مَعَ ميت فَإِنَّهُ يلتبس عَلَيْهِ أمره. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى مَيتا عرفه فَإِنَّهُ سرُور وَأحسن مَا يرى الْإِنْسَان أَبَوَيْهِ أَو أجداده أَو أحدا من قرَابَته. وَمن رأى أَن أَبَاهُ جَاءَهُ على أَي وَجه كَانَ فَإِن لم يكن فِيهِ مَا يشين فَإِن كَانَ الرَّائِي مُحْتَاجا رزقه الله من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب قدم عَلَيْهِ وَإِن كَانَ بِهِ ألم أَفَاق مِنْهُ. وَمن رأى مَيتا عرفه فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ فَإِنَّهُ لم يمت تِلْكَ السّنة وَيدل على صَلَاحه وَصَلَاح حَال الْمَيِّت. وَمن رأى أَن ملكا أَو مُتَوَلِّيًا قد عَاشَ وَتَوَلَّى كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يدل على تَوْلِيَة أحد من عشيرته أَو سميه أَو نَظِيره وَرُبمَا حسنت سيرة الْمُتَوَلِي عَلَيْهِم. وَمن رأى أَن بعض الفراعنة صَار حَيا فِي بَلَده وَهُوَ واليها فَإِن الْجور يظْهر فِي تِلْكَ الْبَلدة أَو يفشو الْفسق فِيهَا وَإِن لم يتول فَإِن ذَلِك يدل على تغير حَال أَهلهَا وَتغَير سيرة متوليهم بِمن فِيهِ غلظة. وَمن رأى أَن الْمَيِّت يعزم عَلَيْهِ ليَأْتِي فَهُوَ جيد وَطول حَيَاة. وَمن رأى أَن مَيتا نَائِم فَإِنَّهُ فِي رَاحَة.) وَمن رأى مَيتا مَعْرُوفا قد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 701 مَاتَ ثَانِيَة وَكَانَ لمَوْته بكاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بعض أَهله فَيكون فيهم عرس وَإِلَّا مَاتَ من عقبه انسان. وَقَالَ بعض المعبرين الزواج يكون لأحد عقبه إِذا كَانَ الْبكاء بِغَيْر صُرَاخ وَإِن كَانَ بصراخ فموت أحد من عقبه وَإِن لم يكن لَهُ عقب فموت نَظِيره أَو سميه. وَمن رأى أَن مَيتا غرق فِي الْبَحْر أَو فِيمَا يَقْتَضِي الْغَرق من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ يغرق فِي النَّار لقَوْله تَعَالَى مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نَارا. وَمن رأى أَن الْمَوْتَى وَثبُوا من قُبُورهم وَرَجَعُوا إِلَى دُورهمْ فَإِنَّهُ يُطلق من فِي السجْن أَو يحيي الله النباتات بعد مَوتهَا فِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى مَيتا يَئِن وحاله على غير اسْتِوَاء فَإِنَّهُ يدل على سوء عمله ومجازاته على أَفعاله القبيحة. وَإِن كَانَ يَئِن من وجع رَأسه فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ متكبرا فِي الدُّنْيَا وَقد جوزى على ذَلِك وَرُبمَا كَانَت المجازاة من تَقْصِير فِي حق وَالِديهِ. وَإِن كَانَ يَئِن من وجع عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ ينظر إِلَى عِيَال الْخلق بالحرام فِي الدُّنْيَا وَفد جوزي على ذَلِك. وَإِن كَانَ أنينه من وجع لِسَانه فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ يغتاب الْخلق فِي الدُّنْيَا وَقد جوزي على ذَلِك. وَإِن كَانَ أنينه من وجع الْيَد فَإِنَّهُ يدل على خِيَانَة صدرت مِنْهُ فِي حق الاخوان وَالْأَصْحَاب والشركاء وَقد جوزي على ذَلِك. وَإِن كَانَ أنينه من وجع الْجنب فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ يتَعَدَّى على نِسَائِهِ فِي الدُّنْيَا وَقد جوزي على ذَلِك. وَإِن كَانَ أنينه من وجع الْبَطن فَإِنَّهُ يدل على أَنه يصل تَقْصِيره إِلَى عِيَاله وَأهل بَيته فِي الدُّنْيَا وَقد جوزي على ذَلِك. وَإِن كَانَ أنينه من وجع فرجه فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ فِي الدُّنْيَا زَانيا وَقد جوزي على ذَلِك. وَإِن كَانَ أنينه من وجع فَخذه فَإِنَّهُ يدل على أَنه كَانَ يصل بعداوته إِلَى من يتَعَلَّق بِهِ من الْأَهْل والأقارب فِي الدُّنْيَا فجوزي عَلَيْهَا.) وَإِن كَانَ أنينه من وجع سَاقيه أَو رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على مَا فعله فِي سفر أَو حَضَره من الْأَفْعَال وَمن رأى أَن مَيتا يخبر عَن شخص أَنه مَاتَ فَجْأَة أَو يَمُوت فَلَا خير فِيهِ لذَلِك الشَّخْص وَلَا للرائي وَرُبمَا مَاتَا فَجْأَة. وَمن رأى أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى بمَكَان يَأْكُلُون شَيْئا فَإِن ذَلِك الشَّيْء يكون غاليا. وَمن رأى أَن مَيتا سَكرَان فَلَا خير فِيهِ للرائي وَلَا للْمَيت لقَوْله تَعَالَى وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى الْآيَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل قَلِيلا من أكل الْمَيِّت فَإِنَّهُ يلقى كنزا تَحت الأَرْض. وَمن رأى أَنه قطع عنق ميت بِشَيْء من الْأَشْيَاء فَإِن كَانَ رجلا مصلحا فَالنَّاس يتوبون على يَده وَرُبمَا نَاظر أحدا فِي مسَائِله وقويت حجَّته عَلَيْهِ وأظفر بعدوه. وَإِن رأى ذَلِك ملك فَإِنَّهُ يعْتق جمَاعَة من أَقَاربه وَرُبمَا يفك أُسَارَى أَو مسجونين مِمَّا هم فِيهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى أحدا مَاتَ وَهُوَ على هَيْئَة الْأَمْوَات فَإِنَّهُ لَا يصل إِلَى مُرَاده الَّذِي أمله من أُمُور الدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه يدل بالموتى إِلَى الطّرق فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول علم وَحِكْمَة ويهتدي على يَدَيْهِ أَقوام ضالون وَقيل من رأى أَنه يحيي الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يدبع الْجُلُود. وَمن رأى أَنه معتنق لمَيت وهما على وسَادَة فَإِنَّهُ تطول حَيَاته. وَمن رأى أَن مَيتا جَالس مَكَانَهُ فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ يعْزل عَن ذَلِك وَرُبمَا يَمُوت. وَمن رأى أَن أحدا من الْأَمْوَات تزوج امْرَأَة فَهُوَ قريب من ذَلِك. وَمن رأى مَيتا حمل شَيْئا ثقيلا يَعْنِي بِحمْلِهِ فَإِنَّهُ يكْسب ذنوبا وأوزارا ثَقيلَة وَلَا خير فِيمَن يرى ان الْمَيِّت ركب فرسه أَو تقلد بِسَيْفِهِ أَو لبس ثِيَابه وَرُبمَا كَانَ ذَلِك جَمِيعه خسرانا أَو ضلالا أَو قهرا. وَمن رأى أَن مَيتا طَائِر فَإِنَّهُ نجاة لَهُ. وَمن رأى أَن مَيتا يجْرِي فَإِنَّهُ قد نجا من الهول وَرُبمَا كَانَ قَاصِدا الْأَمر وَلم يبلغهُ وَصَارَ فِي نَفسه شَيْء من ذَلِك. وَمن رأى مَيتا مُحصنا أَو مدرعا أَو مَعَه شَيْء من الْعدَد فَإِنَّهُ يدل على أَنه آمن من الْفَزع) الْأَكْبَر وَرُبمَا كَانَ نجاة. وَمن رأى أَن الْمَيِّت يُغني فَلَا خير فِيهِ. وَقيل إِذا رأى الْمَيِّت على هَيْئَة غير محمودة أَو فعل مَا لَا يجوز فعله فَإِنَّهُ لَيْسَ ببالغ فِي الْآخِرَة مَا أمله مِنْهَا فِي الدُّنْيَا. وَقيل من رأى أَن مَيتا لابس ثيابًا حَسَنَة فَهُوَ عَلامَة رضَا الله عَنهُ وَإِن رَآهُ بِخِلَاف ذَلِك فَلَا خير فِيهِ. وَلَا بَأْس بِلبْس الْحَرِير للموتى لِأَنَّهُ من أَمْتعَة الْآخِرَة وهم الْآن قد رحلوا من الدُّنْيَا. وَمن رأى أَن مَيتا قد حج فَإِنَّهُ خير وَصَلَاح وَحُصُول مُرَاد فِي الْآخِرَة وَمن رأى لمَيت شَيْئا لَا يُمكن وُقُوعه فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يتعجب مِنْهُ وَرُبمَا يحصل للرائي نتيجة. وَمن رأى أَن الْمَيِّت فِي حَالَة يَقْتَضِي أَن يكون مثلهَا فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على أحد من عقبه أَو سميه أَو نَظِيره وَقيل من رأى أَن مَيتا يصنع شَيْئا من الصَّنَائِع فَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَهُوَ جيد فِي حَقه وَإِن كَانَ نَوعه مَكْرُوها فَلَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَن الْمَيِّت يحصد فَإِنَّهُ فعل خير وسيلقى مَا فعله فِي الْآخِرَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 702 3 - (فصل فِي رُؤْيا مجامعة الْأَمْوَات) قَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا مجامعة الْأَمْوَات مَا لم ينزل الرَّائِي خير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مُرَاد فَإِن أنزل بطلت رُؤْيَاهُ وَكَانَ من فعل الشَّيْطَان. وَمن رأى أَنه جَامع امْرَأَة ميتَة مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وبلوغ مَا يؤمله من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَإِن كَانَ الْمَيِّت رجلا مَعْرُوفا فحصول الْخَيْر لذَلِك الرجل وَالصَّدَََقَة وَالْأَجْر والاحسان من الرَّائِي وَإِن كَانَ الْمَيِّت رجلا مَجْهُولا لم يعرفهُ فَإِنَّهُ ظفر ونصرة على الأعادي. وَمن رأى أَنه يُجَامع امْرَأَة ميتَة ذَات محرم فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم وَقيل حُصُول خير للرائي. وَمن رأى أَنه يُجَامع امْرَأَته المتوفية فَلَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه يُجَامع أقرباءه الْأَمْوَات فَإِنَّهُ حُصُول هم عَظِيم. وَمن رأى أَنه يُجَامع مَيتا جليل الْقدر وَهُوَ مَعْرُوف فَإِنَّهُ صُدُور فعل الْخَيْر من الرَّائِي فِي حق ذَلِك الْمَيِّت. وَمن رأى أَن مَيتا يجامعه فَإِنَّهُ يدل على وُصُول رزق من مَال الْمَيِّت للرائي. وَمن رأى أَنه يقبل مَيتا بِشَهْوَة فَإِنَّهُ يصدر من الرَّائِي فِي حق الْمَيِّت خير وَصدقَة وَدُعَاء. وَمن رأى أَن الْمَيِّت يُجَامع شَيْئا من أموات الْحَيَوَان فَهُوَ على وَجْهَيْن خير وَمَنْفَعَة أَو أَمر مَكْرُوه وَقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الْأَمْوَات فِي فصل الْجِمَاع لِئَلَّا يصير الْفَصْل خَالِيا من هَذَا الْمَعْنى. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الاعطاء للْمَيت وَالْأَخْذ مِنْهُ) قَالَ دانيال من رأى أَن مَيتا قد نَاوَلَهُ شَيْئا من المأكل وَالْمشْرَب وَلم يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ ينقص من مَاله بِقدر ذَلِك وَإِن أكله فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِن نَاوَلَهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ حُصُول خير ووصول أمل. وَمن رأى مَيتا نَاوَلَهُ شَيْئا من ملبوسه ولبسه فَإِنَّهُ حُصُول غم وَمرض شَدِيد وَإِن لم يلْبسهُ وَتَركه حَتَّى أَخذه الْمَيِّت ولبسه فَإِنَّهُ دَلِيل على رحلته من الدُّنْيَا عَاجلا. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن مَيتا نَاوَلَهُ ثَوْبَيْنِ مغسولين فَإِنَّهُ حُصُول غنى. وَمن رأى مَيتا قد نَاوَلَهُ ثوبا مخيطا لَيْسَ من ملبسه وتناوله ولبسه ثمَّ قلعه وناوله للْمَيت ثمَّ لبسه الْمَيِّت فَإِنَّهُ دَلِيل على موت أهل بَيته وَلَو لم يناول ذَلِك الثَّوْب للْمَيت لما حصل لَهُ ذَلِك النَّقْص بل كَانَ يزِيد مَاله. وَمن رأى أَنه ناول مَيتا ثَوْبه ثمَّ قَالَ خطه أَو اغسله بِحَيْثُ لم يخرج من يَده وَلم يدْخل فِي ملك الْمَيِّت فَإِنَّهُ حُصُول غم وَشدَّة وضيق صدر وَإِن تنَاوله الْمَيِّت ولبسه فَإِنَّهُ يَمُوت عَاجلا. وَمن رأى أَن مَيتا قد أَعَارَهُ ثَوْبه ثمَّ طلبه مِنْهُ فَإِنَّهُ دَلِيل على فقر ذَلِك الْمَيِّت للخير وَالْمَغْفِرَة. وَمن رأى مَيتا قد نَاوَلَهُ ثوبا عتيقا فَإِنَّهُ يدل على افتقار الرَّائِي وَإِن كَانَ الثَّوْب جَدِيدا فَإِنَّهُ يدل على غناهُ وعَلى قدره. وَمن رأى مَيتا قد نَاوَلَهُ شَيْئا من الْقُرْآن وَكتب الْفِقْه وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول وَمن رأى أَنه قد بَاعَ للْمَيت شَيْئا فَإِنَّهُ دَلِيل على غلاء ذَلِك الشَّيْء. وَمن رأى أَنه قد وهب للْمَيت شَيْئا ورده عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة وَنقص. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن الْمَيِّت أعطَاهُ شَيْئا من محبوبات الدُّنْيَا فَهُوَ خير يَنَالهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب. وَمن رأى أَن الْمَيِّت أعطَاهُ قَمِيصًا جَدِيدا أَو ثوبا نظيفاً فَإِنَّهُ ينَال معيشة مثل أَيَّام حَيَاته وَإِن أعطَاهُ طيلساناً فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وجاه. وَمن رأى أَن الْمَيِّت أعطَاهُ شَيْئا وَكَانَ ثوبا دنسا فَإِنَّهُ يرتكب الْفَوَاحِش. وَمن رأى أَن الْمَيِّت أعطَاهُ طَعَاما فَإِنَّهُ حُصُول رزق من حَيْثُ لَا يحْتَسب. وَمن رأى أَنه أعطَاهُ بطيخا أَصَابَهُ هم لم يتوقعه.) وَمن رأى أَنه أعطَاهُ عسلا فَإِنَّهُ مَال من جِهَة غنيمَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب. وَمن رأى أَن الْمَيِّت يُعلمهُ علما فَإِنَّهُ يُصِيب صلاحا فِي دينه بِقدر ذَلِك. وَمن رأى أَنه أعْطى الْمَيِّت قلنسوة فَإِنَّهُ نقص فِي مَاله أَو مرض يُصِيبهُ وَلَكِن يشفى. وَمن رأى أَنه نزع ثِيَابه وألبسها للْمَيت فَإِنَّهُ لَاحق بِهِ هَذَا ان علم أَنَّهَا خرجت من ملكه والا فَلَا يضرّهُ ذَلِك وكل شَيْء يرَاهُ الْحَيّ أَنه أعطَاهُ الْمَيِّت فَلَيْسَ بمحمود إِلَّا فِي مسئلتين. إِذا رأى أَنه أعْطى عَمه أَو عمته شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا ورؤيا الْعم والعمة على أَي وَجه كَانَ سَلامَة من غم. وَمن رأى أَن مَيتا اشْترى طَعَاما فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْوُجُود وَإِن بَاعه يكون كاسدا. وَمن رأى بضَاعَة من أَي شَيْء كَانَ وَبهَا شَيْء ميت سَوَاء كَانَ إنْسَانا أَو حَيَوَانا فَإِن تِلْكَ البضاعة تفْسد وَيذْهب أَصْلهَا. وَمن رأى أَن مَيتا أعطَاهُ شَيْئا مَجْهُولا وَلم يُحَقّق مَا هُوَ فَهُوَ مَنْفَعَة على كل حَال وَكَذَلِكَ ان أعْطى الْمَيِّت شَيْئا مَجْهُولا فَلَا يضرّهُ ذَلِك. وَمن رأى أَن مَيتا يُعْطي جمَاعَة مجهولين شَيْئا لَا يفهمهُ فَإِنَّهُ أَمر ينبهم عَلَيْهِ. وَقَالَ بعض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 703 المعبرين كَمَا قَالَ ابْن سِيرِين أحب الْأَخْذ من الْمَوْتَى وَلَا أعطيهم وَبِالْجُمْلَةِ كلما رأى الانسان ان مَيتا أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ خير مَا لم يكن ذَلِك الشَّيْء من جنس الْهَوَام اللوادغ وَأما الاعطاء من جَمِيع الْوُجُوه فَلَيْسَ بمحمود إِلَّا إِذا كَانَ يكرههُ وَهُوَ من جنس مَا تقدم فَهُوَ زَوَال هم وغم. 3 - (فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء تتَعَلَّق بالموتى) من رأى أَن مَيتا يرقص فَإِنَّهُ فرحان بِمَا هُوَ فِيهِ لِأَن الْمَوْت يضاد الْحَيَاة وأفعالها وَقَالَ آخَرُونَ جَمِيع مَا يَفْعَله الْمَيِّت من المكروهات كالملاهي وَغَيرهَا لَيْسَ بمحمود. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الأَصْل فِي رُؤْيا الْمَيِّت إِذا رؤى فِي الْمَنَام وَهُوَ يفعل شَيْئا حسنا فِيهِ صَلَاح فِي أَمر دينه ودنياه فَإِنَّهُ يحث الرَّائِي على فعل الْخَيْر. وَإِذا رؤى أَنه يعْمل عملا سَيِّئًا فَإِنَّهُ ينهاه عَن فعل السَّيِّئَات وَتركهَا. وَمن رأى أَنه يبْحَث عَن حَقِيقَة ميت فَإِنَّهُ يبْحَث عَن سيرته فِي حَال حَيَاته. وَمن رأى أَن الْمَيِّت فِي مَكَان مُبْهَم ثمَّ انْتَعش وَقَامَ قَائِما وَرجعت الرّوح فِيهِ فَإِن الرَّائِي ينَال عزا وَحِكْمَة ومالا حَلَالا. وَمن رأى أَنه يلقن الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يعظ وَيرجع أَقْوَامًا ضَالِّينَ عَن ضلالتهم. وَمن رأى أَن ملقنا أَو غَيره نزل إِلَى حُفْرَة ميت فَإِنَّهُ يزنى. وَمن رأى أَنه أَتَى حُفْرَة ميت فَوجدَ بهَا نَارا فَإِنَّهُ يدل على قبح عَم الرَّائِي وتحذيره وَرُبمَا كَانَ صَاحب الحفرة مرتكبا بِدعَة وضلالة وَكَذَلِكَ ان رأى فِيهَا شَيْئا من الْهَوَام. وَمن رأى أَنه يفرق عِظَام الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يبْذل مَاله فِي غير مصْلحَته وَإِن رأى أَنه يجمعها فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَن أحدا يعالج مَيتا فَإِنَّهُ يفتقده بِالصَّدَقَةِ. وَمن رأى أَنه قد خرج من ميت شَيْء من الْأَشْيَاء كالبول وَالْغَائِط والقيح وَالدَّم والبصاق والبلغم وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ على وَجْهَيْن قيل لَا تَأْوِيل لَهُ لكَونه لَا يُمكن صُدُور ذَلِك مِنْهُ وَقيل يؤول لكل شَيْء من ذَلِك من معنى مَا تقدم وَيَجِيء على عقبه وَرُبمَا كَانَ بِنَوْع غير ذَلِك مِمَّا يرَاهُ المعبرون بفراسة فِي الْمَعْنى وَقَالَ آخَرُونَ غير ذَلِك وَتقدم أَنه إِذا رأى فِي حق الْمَيِّت مَا لَا يُمكن وُقُوعه مِنْهُ يعبر بالنظير أَو السمى أَو العقيب وَنَحْو ذَلِك. وَمن رأى من الْأَمْوَات مَا يتعجب مِنْهُ فَإِنَّهُ حُصُول أَمر تتعجب النَّاس مِنْهُ. وَمن رأى أَنه سكن بمَكَان كَانَ فِيهِ ميت فَإِنَّهُ يبلغ مبلغه من أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا وَمن رأى أَن مَكَانا سقط فَوق من بِهِ فجَاء الرَّائِي وكشف ذَلِك فَوَجَدَهُمْ أَمْوَاتًا فَإِنَّهُ يؤول على وُقُوع موت بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.) (الْبَاب الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا المدن والأمصار) وهما بِمَعْنى وَاحِد وَلَكِن فيهمَا اخْتِلَاف عَن بعض الْعلمَاء وَأما فِي علم التَّعْبِير فَسَوَاء وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يدل على المصاحبة مَعَ التُّجَّار وَحُصُول الْخيرَات وَالْمَنَافِع مِنْهُم فِي الدّين وَالدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الطَّائِف فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة الْأَسْفَار. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الْبَصْرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعلم والتفقه فِي الدّين. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة وَاسِط فَإِنَّهُ يدل على الْوَقار والديانة وَالتَّقوى. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة الْكُوفَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنَافِع والمعيشة من الْأَهْل والأقارب. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة بَغْدَاد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنَافع من أَرْبَاب التِّجَارَة والأغنياء. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة حلوان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْفَوَائِد وَحسن الْمَعيشَة. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة اصفهان فَإِنَّهُ يدل على مصاحبة الأكابر. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة كرمان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نقص فِي مَاله بِسَبَب عِيَاله. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة دمشق فَإِنَّهُ يدل على سَعَة الأرزاق. وَمن راى أَنه فِي مَدِينَة الْموصل فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء الْحَوَائِج وَحُصُول الْمَقَاصِد. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة حلب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنَافِع من ملك أَو من رجل جليل الْقدر. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة انطاكية فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فَائِدَة وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة عكة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنَافِع من جِهَة السّفر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 704 وَمن رأى أَنه فِي الجزيرة فَإِنَّهُ يدل على التَّغَيُّر فِي أُمُور الدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة طرسوس فَإِنَّهُ يدل على ضعف الأشغال والخلل فِي الْمُهِمَّات. وَقَالَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر الأشموني أولت رُؤْيا المدن وأوضحت مَا استحضرته واعتمدت فِي ذَلِك على ابْن سِيرِين والكرماني وَغَيرهمَا وألحقتهما بِمَا أولته بِتَوْفِيق الله مِمَّا لم يأتيا بِذكرِهِ فرؤيا مَكَّة صَلَاح وَدين وتوبة وَأمن وَربح. ورؤية الْمَدِينَة الشَّرِيفَة حُصُول اجْتِمَاع بالأحباب وبلوغ أمل والتشفع بساكنها عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام يَوْم الْقِيَامَة.) ورؤيا الْقُدس تَطْهِير من ذنُوب وَحُصُول تَوْبَة وأمان وسلامة. ورؤيا مصر عز وَنصر وَأمن مَعَ حُصُول رزق. ورؤيا قوص ربح من متجر وَفَائِدَة من وُجُوه الْحل. ورؤيا أسيوط نتاج زرع وانفراد عَن الْأَعْدَاء. ورؤيا الفيوم نتاج فِي انشاء الْغِيطَان وخصب ورزق ورؤيا ربوة نتاج وَحُصُول رزق من جِهَات مُتعَدِّدَة. ورؤيا ثغر الاسكندرية حُصُول متجر وَفَائِدَة وبلوغ مَقَاصِد وتسهيل أُمُور. ورؤيا رشيد رشد وَصَلَاح حَال فتعبيرها مُشْتَقّ من اسْمهَا. ورؤيا فوة رَاحَة بدن وَصِحَّة جسم. ورؤيا دمياط جِهَاد واغنام أجر ومكسب. ورؤيا بلبيس حسن وَقيل غَيره. ورؤيا الْمحلة أَمن وَصِحَّة ورؤيا المنصورة نصر ونجاح. ورؤيا الصالحية صَلَاح فِي الْأُمُور. ورؤيا قطيا على وَجْهَيْن لأهل الْفَلاح تسهيل أَمر وَلأَهل الْفساد تعويق وعسر. ورؤيا غَزَّة خصب وراحة وَأمن ونعمة. ورؤيا الرملة فَائِدَة ومكسب. ورؤيا الكرك رفْعَة وتحصين من الْأَعْدَاء وَأمن. ورؤيا صفد على وَجْهَيْن لأهل الصّلاح صفاء لِأَنَّهَا فِي الأَصْل سميت صفت بِالْفَاءِ وَلأَهل الْفساد بالقيد والتصفيد لقَوْله تَعَالَى مُقرنين فِي الأصفاد. ورؤيا الشَّام خير وبركة وَطيب عَيْش وَرَحْمَة وَأمن ووقار وَفَائِدَة. ورؤيا الصَّلْت تسليط على الْأَعْدَاء. ورؤيا حسبان انعام من الْملك يَقْتَضِي الْحساب. ورؤيا عكا لَيْسَ بمحمود وَقلة فَائِدَة. ورؤيا بعلبك فِي غَايَة الْحسن وَالْجمال وَالْخصب وَالنعْمَة وَالْبركَة. ورؤيا حمص تنزه وَفرج من الغموم.) ورؤيا صيد تؤول من اسْمهَا. ورؤيا بيروت غزَاة ونعمة ومتجر. ورؤيا حماه انخماد الْأَمر وَالْخصب وَالْبركَة ومسرة الخاطر والسلامة. ورؤيا حلب حُصُول عز وجلب الارزاق وَالصِّحَّة وَالْكَسْب حَلَال والوجاهة وَالنعْمَة ونيل الْمَطْلُوب وَالسَّعْي فِي أُمُور المملكة. ورؤيا عنتاب حُصُول خير بسؤال الأكابر والترامي عَلَيْهِم. ورؤيا مَدِينَة قلعة الْمُسلمين خصب ونعمة ونجاح أَمر. ورؤيا البهنساء بهاء. ورؤيا ملطية قلَّة هم وغم وَرُبمَا كَانَت أمنا وسلامة أَو قلَّة معاش. ورؤيا كركر نَظِير ذَلِك أَو أَزِيد وَرُبمَا كَانَت نفَاقًا. ورؤيا درندة أَمن وَحُصُول مَطْلُوب يسر مَعَ حُصُول مشقة. ورؤيا بركي أَمن وَعز وللتجار قلَّة فَائِدَة. ورؤيا خرت برت لَيْسَ بمحمود لِأَنَّهَا أَطْرَاف الْبِلَاد وَبهَا أَطْرَاف النَّاس. ورؤيا قيسرية حُصُول رزق من قبل السُّلْطَان وَرُبمَا كَانَ تنافرا وتشاجرا. ورؤيا بلستين حُصُول فرج وَخُرُوج إِلَى الفلاة ونجاح أُمُور. ورؤيا طرسوس لَيْسَ بمحمود. ورؤيا سليس حسن مَعَ الرّعية. ورؤيا آمد طول أمد وَحسن عَاقِبَة. ورؤيا عمورية حب الْعِمَارَة وشروع فِي عمل. ورؤيا قسطنطينية ضعف دين وَحُصُول رزق حرَام. ورؤيا بروسا أَمن وسلامة وَعز ورؤيا أُمُور غَرِيبَة ومرتبة من سُلْطَان. ورؤيا سناب تعلق بِأُمُور صعبة ونيل مَطْلُوب مِنْهَا. ورؤيا قسطمون رَاحَة وَأمن وبلوغ مقصد. ورؤيا الرها علو قدر وتفرج هم وسياحة. ورؤيا الرحبة من الرحب والأمان.) ورؤيا جعبر ظفر وَأمن وعزلة عَن المناجيس. ورؤيا اخلاط تحير أُمُور وتخليط الْأَعْمَال وَرُبمَا كَانَ أمنا. ورؤيا أَرض الرّوم انقباض خاطر وَحُصُول غم وفكر. ورؤيا درنيد تعسير أُمُور وتفريق شغل وصعوبة حَال. ورؤيا تفليس نقص فِي الرزق والفوائد وَرُبمَا كَانَ إفلاسا لاشتقاق الِاسْم. ورؤيا النجه حُصُول نعم ورياسة وَزِيَادَة رزق. ورؤيا خوي خسارة وتعطيل وَفَسَاد أشغال. ورؤيا مراغة تسهيل أُمُور وراحة. ورؤيا توزير خلاص من مرض وصداع لِأَنَّهَا تذكر عِنْد غَالب النَّاس تبريز وَهُوَ مُشْتَقّ من الرّيّ. ورؤيا نقشوان انتظام أشغال واستقامة حَال. ورؤيا زنكان كَثْرَة فكر وهم ووسواس. ورؤيا قزوين مصاحبة أكَابِر ونيل مَطْلُوب وَرُبمَا كَانَ بهرجة. ورؤيا الرّيّ نعْمَة وغنى لاشتقاق الِاسْم. ورؤيا دهستان كَثْرَة أفكار وَتردد خاطر وَاخْتِلَاف آراء. ورؤيا آمل وفور سرُور وَكَثْرَة أفراح وبلوغ آمال. ورؤيا بُسْتَان فَرح وظفر بالأعداء وَعز. ورؤيا ساوة نقص فِي المَال وخسارة معيشة وَقلة نجاح. ورؤيا سَابُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 705 تَعْطِيل أشغال وَعدم وُصُول إِلَى مَطْلُوب. ورؤيا مرو لَيْسَ بمحمود. ورؤيا طوس حُصُول خير وَمَنْفَعَة. ورؤيا سرخس هم وغم وخسارة. ورؤيا نسا حُصُول مَنَافِع وفوائد من جِهَة نسوان. ورؤيا ياورة فَرح وانشراح ومشاهدة الْوُجُوه الصَّباح. ورؤيا بَلخ ظفر على الْأَعْدَاء واستماع الاخبار المسرة ورؤيا هراة نقص فِي الأشغال الْمُتَعَلّقَة) بالمتجر وتسهيل الْأَمر فِي غَيره. ورؤيا عزية حُصُول فَوَائِد من الأكابر وَتَحْصِيل علم. ورؤيا سعد صِحَة وسلامة وَأمن وراحة. ورؤيا حَاج حُصُول مَا يتَمَنَّى وبلوغ مَا يؤمله. ورؤيا فرغان قُوَّة ونصرة وظفر وسعة. ورؤيا حَاجا بُلُوغ أمل وشغل وَعمل. ورؤيا فاس اشْتِغَال بَال ووقوف حَال ونفاد مَال. ورؤيا طرارا امتحان بِصُحْبَة الْجَاهِلين الَّذين لَا يفهمون مَا يُقَال وَلَا يفهم قَوْلهم. ورؤيا بِلَاد ساغور خسارة وهم وحزن وندامة. ورؤيا ماردين خير ونعمة وبركة. ورؤيا حصن كيفا علو قدر وبلوغ أمل. قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا المدن جَمِيعًا على أَي وَجه كَانَ مَحْمُودًا. فَمن رأى أَنه فِي مَدِينَة مَجْهُولَة لم يعرفهَا فَإِن ذَلِك عَلامَة الصَّالِحين وَرُبمَا نَالَ مَا يسْأَله لقَوْله تَعَالَى اهبطوا مصرا فَإِن لكم مَا سَأَلْتُم يَعْنِي أَي مصر كَانَ وَرُبمَا كَانَت الْمَدِينَة المجهولة دَار الْآخِرَة فَإِن عرفت وَقد كَانَ دَخلهَا فِي الْيَقَظَة فَلَا بُد من إِعَادَته إِلَيْهَا وَرُبمَا كَانَ آمنا من خوف لقَوْله وَمن رأى أَنه يخرج من مَدِينَة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب. وَمن رأى أَنه ينْتَقل من مَدِينَة إِلَى قَرْيَة فَإِنَّهُ ينْتَقل من أَمن إِلَى خوف وَمن نعيم إِلَى شقاء. وَمن رأى أَنه يخرج من مَدِينَة فَإِنَّهُ يخَاف. وَمن رأى أَن مَدِينَة خربَتْ فَإِن ملكهَا يجور عَلَيْهَا. وَقَالَ بعض المعبرين أحب دخولي الْمَدَائِن وأكره الْخُرُوج مِنْهَا لِأَنِّي جربت ذَلِك مرَارًا. وَقيل من رأى أَنه دخل مَدِينَة وَلها سور فَهُوَ أَجود من الَّتِي بِغَيْر سور وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْمَدِينَة الَّتِي لَهَا سور على حَاكم مُتَمَكن يمْنَع الْعَدو من أرضه وَالَّتِي بِغَيْر سور بضد ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْقرى) قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي قَرْيَة فَإِن ذَلِك مَكْرُوه فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمة. وَمن رأى أَنه انْتقل من قَرْيَة إِلَى مَدِينَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين ونجاح فِي الْأُمُور وأمان من خوف وتجديد نعيم. وَمن رأى أَنه خرج من قَرْيَة فَإِنَّهُ جيد لقَوْله تَعَالَى رَبنَا أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا. وَمن رأى أَنه دخل قَرْيَة فَإِنَّهُ يصل غليه رزق وَإِن كَانَت قرى كَثِيرَة فَإِن الرزق أوسع. وَمن رأى قَرْيَة قد أخذت دوابها أَو قطعت أشجارها أَو رعى زَرعهَا فَإِن ذَلِك يدل على فقر أَهلهَا وتعطيل أُمُورهم ورؤى تحضير الْقرى خصب وبركة وَكَذَلِكَ سقيها وريها. وَمن رأى أَنه يشغل شَيْئا من الْقرى فَهُوَ حُصُول رزق وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يمسح الْقرى فَإِنَّهُ يُبَاشر أمرا وينتج لَهُ. وَمن رأى أَن قَرْيَة كَبرت عَن مقدارها فَذَلِك عَائِد على صَاحبهَا. وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا الْقرْيَة يعبر باشتقاق اسْمهَا ان كَانَ حسنا وَإِلَّا فَهُوَ كَمَا ذكر. 3 - (فصل فِي الْحُصُون والقلاع) وهما بِمَعْنى وَاحِد. فَمن رأى أَنه يعمر قَرْيَة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَأَيْضًا يدل على انحصار أعدائه فِي الْمضيق وَمن رأى أَنه يخرب قلعة فبخلاف ذَلِك. وَقَالَ الْكرْمَانِي عمَارَة القلاع بالحصن فِي الرُّؤْيَا من عمل أهل النَّار وَأما إِذا رأى أَنه يَبْنِي بِاللَّبنِ والطين فَإِنَّهُ من عمل أهل الْجنَّة. وَمن رأى أَنه مُقيم فِي القلعة مستحكم فِي اقامته فَإِنَّهُ يدل على ثبات دينه وَصَلَاح عقيدته وخلوص نِيَّته فِي الدّيانَة. وَمن رأى أَنه خرج مِنْهَا على أَي وَجه كَانَ وَلم يعد إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يخرج عَن دينه بِالْكُلِّيَّةِ وَرُبمَا دلّ على انتقام الْأَعْدَاء مِنْهُ. وَمن رأى أَنه مُعَلّق بظاهرها أَو بَاطِنهَا فَإِنَّهُ يكون صَاحب دين مجازي لَا حَقِيقِيّ. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه فِي قلعة وَعِنْده ذخيرة وافرة فَإِنَّهُ دَلِيل على صَلَاح دينه وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي حصن من الْحُصُون فَإِنَّهُ يرْزق نسكا فِي دينه وصلاحا فِي أمره بِقدر استمكانه من ذَلِك. وَمن رأى أَنه مُتَعَلق بالحصن من خَارجه أَو من دَاخله أَو بزاويته فَإِنَّهُ يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 706 فِي دينه ومعيشته بِقدر الاستمكان والاستطاعة من ذَلِك. وَمن رأى أَنه أحدث بحصن شَيْئا ينقصهُ فَإِنَّهُ نقص فِي دينه. وَمن رأى أَنه فِي حصن وَقد طلع عَلَيْهِ أعداؤه مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن من مُصِيبَة. وَمن رأى أَن بالحصن ثلمة وَهُوَ يسدها فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح دينه وسداد مَا فرط مِنْهُ وَمن رأى أَنه ينقب حصنا فَإِنَّهُ يَخُوض فِي عرض أنَاس ذَوي دين ووجاهة فليتق الله. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن نَفسه فِي قلعة وَهِي محسنة وجماعته عِنْده وزاده فَإِنَّهُ أَمَان من أعدائه وظفر بمطلوبه وَصَلَاح فِي دينه ونفاذ فِي أمره وعَلى كل حَال رُؤْيا الْإِنْسَان نَفسه فِي قلعة على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا هُوَ مَذْمُوم فِي علم التَّعْبِير. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحصن هُوَ الْإِسْلَام فَمن رأى أَنه بنى حصنا فَإِنَّهُ أحصن فرجه من) الْحَرَام وَنَفسه من الذل وَمَاله من الرِّيَاء. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأبراج) قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي برج لَا يَأْمَن مِمَّا يَطْلُبهُ وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ لقَوْله تَعَالَى أَيْنَمَا تَكُونُوا يدرككم الْمَوْت وَلَو كُنْتُم فِي بروج مشيدة. وَمن رأى أَنه على حَائِط برج فَإِنَّهُ ظفر وبلوغ مقصد. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يعمر برجا فَإِنَّهُ فعل مَحْمُود. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأسوار) وَهُوَ على أوجه سُلْطَان وَملك يقوم مقَامه وحاكم وَشَرَائِع الْإِسْلَام. وَإِن رأى أَنه انثلم مِنْهُ ثلمة فَإِنَّهُ يدل على موت الْوَالِي. وَمن رأى أَنه عمر سورا جَدِيدا فَإِنَّهُ يَتَجَدَّد فِي ذَلِك الْمَكَان سُلْطَان جَدِيد وَيُقِيم فِيهِ. وَمن رأى أَنه عمر بعض السُّور فَإِنَّهُ يدل على تجدّد وَال فِي ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ الْكرْمَانِي السُّور وَمَا هُوَ قريب إِلَى سور الْمَدِينَة من الْجَانِب الْأَيْمن يدل على السُّلْطَان وَمن الْجَانِب الْأَيْسَر يدل على الْوَالِي وَمَا هُوَ بعيد عَن سور الْمَدِينَة فتأويله الْأَمْن وَطيب الْعَيْش. وَمَا هُوَ خلف الْمَدِينَة فَإِنَّهُ امْرَأَة وكل شَيْء يتَعَلَّق بالسور من الْقَرِيب والبعيد والدون والجيد وَالزَّائِد والناقص فَإِن رُؤْيَاهُ من الْخَيْر وَالشَّر على هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين وَأما الشراريف والمساقط فَلَهُمَا تَعْبِير بمفردهما. فالشراريف رجال ذَلِك الْمَكَان. والمساقط نسْوَة فمهما حدث فِي ذَلِك الْمَكَان من زين أَو شين فيؤول فِي ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحصار والمحاصرة) من رأى أَنه دخل حصارا فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الأعادي. وَإِن رأى أَنه خرج من حِصَار فَإِن الأعادي تظفر بِهِ. وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَ فِي الْحصار ذخيرة زَائِدَة فَإِنَّهُ دَلِيل الْخَيْر وَالصَّلَاح فِي دينه وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فبضده. وَقيل من رأى أَنه يحاصر قوما وَرمى عَلَيْهِم بأنواع آلَات الْقِتَال فَإِنَّهُ يُنَازع مَعَ قوم ويرميهم بالْكلَام فَإِن أصَاب مَا رمى بِهِ شَيْئا أثر كَلَامه وَإِن لم يصب لم يُؤثر وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه يَرْمِي عَلَيْهِم من أَعلَى شَيْء مِمَّا ذكر. وَقيل من رأى أَنه فِي حِصَار فَإِنَّهُ انحصار. وَمن رأى أَنه خرج من الْحصار وَلم يجد من يشوش عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَحْمُود وَإِن وجد مَعَ ذَلِك فُرْجَة وراحة فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَنه افْتقر إِلَى شَيْء من الْآلَات وَلم يجدهَا فَإِنَّهُ نقص فِي قدرته وَإِن وجدهَا فَإِنَّهُ تَمام أمره سَوَاء كَانَ محاصرا أَو محاصرا. 3 - (فصل فِي رُؤْيا المنجنيق والمدفع والمكحلة وَنَحْوهَا مِمَّا يرْمى بِهِ فِي الْحصار والمحاصرة) من رأى منجنيقا يرْمى بِهِ على قلعة أَو مَدِينَة منسوبة إِلَى الْإِسْلَام فَإِن الرَّائِي يحصل مِنْهُ كَلَام يكون فِيهِ نقص للاسلام وَرُبمَا كَانَ فِيهِ ضَرَر لأهل ذَلِك الْمَكَان فليتق الله وَإِن كَانَ يَرْمِي بِهِ على مَدِينَة الْكفَّار أَو قلعتهم فَإِنَّهُ دَلِيل على أَن الرَّامِي قَائِما فِي دين الله مبغضا لما سواهُ. وَمن رأى أَن المنجنيق حصل بِهِ خلل فَإِنَّهُ غَلَبَة للرامي وظفر لأهل ذَلِك الْمَكَان وَأما حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يؤول بِالْكَلِمَةِ الْعُظْمَى. فَمن رأى أَنه أَصَابَهُ حجر من ذَلِك فَإِنَّهُ لَا خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 707 فِيهِ فَإِن أزعج فِيهِ شَيْئا أَو كَسره فَهُوَ حُصُول مضرَّة بَالِغَة نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك وَقيل حجر المنجنيق كلمة الْملك. وَقيل من رأى حِجَارَة المنجنيق تنزل على مَكَان فَإِن هدمت أَو خربَتْ كَانَ الضَّرَر بِقدر الْهدم والخراب وَإِلَّا فَيكون نَاقِصا من ذَلِك وَأما الضَّرَر فَهُوَ مَوْجُود. وَمن رأى أَنه يصنع منجنيقا فَإِنَّهُ يضمر مكرا ومكيدة. وَمن رأى أَنه يخرب منجنيقا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي بطلَان مَا يكون لَهُ وَلغيره أَو يخدع. وَمن رأى أَنه ينحت حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يحمل ملكا على أَمر حَتَّى يتَكَلَّم بِكَلِمَة يكون فِيهَا ضَرَر وأذى. وَمن رأى أَنه يكسر حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يكسر كَلَام الْملك وَقيل رُؤْيا المنجنيق تؤول بقدوم الْعَسْكَر فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فِيهِ. وَأما رُؤْيا المدفع فهم وخصم وغالب وحجره كلمة ذَلِك الْخصم وَقيل انه يعبر بِنَوْع من المنجنيق وَرُبمَا كَانَ المدفع أقوى من المنجنيق وَقيل المنجنيق هُوَ مَا يقوم مقَام الْملك والمدفع الْكَبِير الْجَدِيد هُوَ الْملك بِعَيْنِه فَيعْتَبر الْمعبر الْمعَانِي فِي ذَلِك ويؤول مَا ظهر لَهُ بِتَوْفِيق الله تَعَالَى. وَأما المكاحل فهم دون ذَلِك وتعبر بقريب من هَذَا الْمَعْنى على الْقدر والهيئة وَأما النفوط والأسهم الخطائي والطيارات وَنَحْو ذَلِك فَكَلَام محرق مُضر. فَمن رأى أَنه أصَاب أحدا بِشَيْء من ذَلِك يُصِيبهُ بِكَلَام يحرقه. وَمن رأى أَن شَيْئا من ذَلِك أصَاب مَكَانا وَلم يصبهُ فَلَيْسَ يُؤثر فِيهِ وَلَكِن يجْرِي بِسَبَبِهِ وكل مَا يَرْمِي بِهِ الْإِنْسَان من جَمِيع الْأَنْوَاع فَهُوَ كَلَام فَمَا كَانَ مِنْهُ صائبا كَانَ للْكَلَام تَأْثِير وَإِن آلمه كَانَ) أبلغ وَإِن لم يصب فَلَيْسَ لذَلِك الْكَلَام تَأْثِير وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا الأَرْض وَمَا يحدث فِيهَا وَمَا يبْدَأ مِنْهَا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأَرْض) قَالَ دانيال رؤياها تعبر بِامْرَأَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه فِي أَرض بادية متسعة وَلم تكن تِلْكَ الأَرْض بعيدَة فَإِنَّهُ يُسَافر عَاجلا. وَمن رأى أَنه يحْفر الأَرْض وَيَأْكُل ترابها فَإِنَّهُ يجد مَالا. وَمن رأى أَنه يحْفر الأَرْض كالجب أَو السرداب فَإِنَّهُ يقبض مَالا بالمكر وَالْحِيلَة. وَمن رأى أَنه قد ابتلعته الأَرْض فَإِنَّهُ يَقع فِي بلَاء وعناء وهم وغم ومصيبة أَو يتْلف مَاله من قبل امْرَأَة. وَمن رأى أَنه قد توجه من أَرض متسعة إِلَى أَرض ضيقَة قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَإِنَّهُ يتَوَجَّه من الْإِسْلَام إِلَى الْكفْر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن الأَرْض قد طويت تَحت قدمه فَإِنَّهُ دَلِيل على نِهَايَة عمره. وَمن رأى أَن الأَرْض ترتج فَإِنَّهُ حُصُول خوف. وَمن رأى أَنه ملك أَرضًا مَعْرُوفَة مد بَصَره فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة خطرها فِي النَّاس بِقدر سَعَة الأَرْض. وَمن رأى أَنه ملك أَرضًا مَجْهُولَة كَبِيرَة فَإِنَّهَا دنيا بِقدر سَعَة تِلْكَ الأَرْض وَرُبمَا كَانَت أَمَانًا لِأَن النَّاس خلقُوا مِنْهَا وَرُبمَا كَانَت زَوْجَة الْإِنْسَان لانها تحرث. وَمن رأى أَنه يجلس على الأَرْض فَإِنَّهُ يتَمَكَّن مِنْهَا ويعلو عَلَيْهَا لقَوْله تَعَالَى وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر. وَمن رأى أَنه يضْرب فِي الأَرْض بِشَيْء فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا يَبْتَغِي الرزق لقَوْله تَعَالَى وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله. وَمن رأى أَنه بَاعَ أَرضًا أَو أخرج إِلَى غَيرهَا فَإِنَّهُ إِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَإِن كَانَ مُوسِرًا افْتقر. وَمن رأى أَنه يَأْكُل من الأَرْض بقسمة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر مَا أكل من غير مشقة.) وَمن رأى أَن الأَرْض طويت سَرِيعا ثمَّ سير بهَا فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود فِي حَقه وَرُبمَا مَاتَ فَجْأَة. وَمن رأى انها طويت لَهُ وَصَارَت بَين يَدَيْهِ فَإِن حَيَاته تطول. وَمن رأى أَنه خرج من أَرض جدبة إِلَى أَرض مخضرة فَإِنَّهُ ينْتَقل من بِدعَة إِلَى سنة. وَمن رأى أَنه خرج من أَرض خضرَة إِلَى أَرض جدبة فضده. وَمن رأى أَنه خرج من أَرض إِلَى أَرض وهما سَوَاء فَإِنَّهُ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان مثله وَإِن كَانَت إِحْدَاهمَا متميزة عَن الْأُخْرَى فَيكون الْأَحْسَن مَا وصل إِلَيْهِ أَو تَركه. وَمن رأى أَنه خرج من أَرض أَو أمل الْخُرُوج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَبِيع دَابَّته أَو دَاره أَو يُطلق زَوجته أَو يُفَارق أمه. وَمن رأى أَنه يمشي من أَرض إِلَى أَرض متواليا فَإِنَّهُ يداوم سَفَره من أَرض إِلَى أَرض بِسَبَب امْرَأَة أَو جَارِيَة أَو غير ذَلِك. وَمن رأى أَنه يتمرغ على الأَرْض فَلَا خير فِيهِ وَقيل إِن تلوث مِنْهَا فحصول مَال. وَمن رأى أَن الأَرْض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 708 انشقت وَخرج مِنْهَا دَابَّة تكلم النَّاس فَإِنَّهُ يرى مِنْهَا عجبا يتعجب النَّاس مِنْهُ وَرُبمَا دلّت على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم وَرُبمَا كَانَ الرَّائِي عِنْده شكّ فِي الْبَعْث لتَمام الْآيَة أَن النَّاس كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يوقنون. وَمن رأى أَنه يحْفر أَرضًا فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو عِنْده مَرِيض دلّ على مَوته. وَمن رأى أَنه يحْفر مَكَانا فِي الأَرْض ليدْخل فِيهِ انسانا فَإِنَّهُ رجل ذُو مكر يقْصد اصطناع الْمَكْر ليرمي فِيهِ غَيره. وَمن رأى أَنه يحْفر قناة فَإِنَّهُ يسْلك أمرا بِسَبَب معيشة. وَمن رأى أَنه يحْفر فَإِنَّهُ يُطلق زَوجته. وَمن رأى أَنه على حُفْرَة وَلم ينزلها يكون بَينهمَا خُصُومَة ثمَّ يتصالحان. وَمن رأى أَنه خرج من حُفْرَة أَو نهر فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا تخلص. وَمن رأى أَنه فِي شَيْء من ذَلِك وَهُوَ يستغيث بِمن يرفعهُ مِنْهُ فَلم يجد فَإِن ذَلِك قَبره. وَمن رأى الأَرْض كَلمته بِكَلَام فهمه فَإِنَّهُ طول حَيَاة وَإِن لم يفهمهُ فضد ذَلِك. وَمن رأى أَنه يحْفر خليجا فَإِنَّهُ يصطنع مَعْرُوفا وَرُبمَا يشْتَغل بِأَمْر يتَعَلَّق بِمن هُوَ دون الْملك. وَمن رأى أَنه جسر جِسْرًا فَإِنَّهُ يكون مُتَمَكنًا فِي دينه.) وَمن رأى أَنه يخرب جِسْرًا فضد ذَلِك وَقيل رُؤْيا الجسر تؤول على أَرْبَعَة أوجه رجل كَبِير الْقدر وَمَنْفَعَة وَصَلَاح وَحفظ. وَمن رأى أَنه حوى أَرضًا بِمَاء فَإِنَّهُ يحتوي على شَيْء ويملكه وَإِن كَانَ أعزب يتَزَوَّج امْرَأَة. فَإِن رأى ان لَهُ أَرضًا وَقد قطعهَا بَحر فَإِن الْملك يفترع زَوجته. وَمن رأى أَن لَهُ أَرضًا متسعة وَبهَا حفر كَثِيرَة حَتَّى لَا يَسْتَطِيع السالك أَن يمر بهَا فَإِنَّهُ يؤول على امْرَأَة كَثِيرَة الْفساد وَالْمَكْر والخديعة وَبهَا عُيُوب كَثِيرَة فليحذر الرَّائِي مِنْهَا. وَمن رأى أَنه يصنع من الأَرْض لَبَنًا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر يحصل لَهُ مِنْهُ فَائِدَة من وَجه حل. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الصَّحرَاء) قَالَ ابْن سِيرِين الصَّحرَاء تدل على الأفراح ووفور السرُور واستقامة الْأَحْوَال من جِهَة السُّلْطَان على قدر سعتها ونزهتها وفضائها. وَمن رأى صحراء وَاسِعَة قد اخضرت فِي أوانها وَهُوَ يسْعَى ويتنزه فِيهَا فَإِنَّهُ يدل على التَّقَرُّب بالسلطان الْعَادِل ويرزق مِنْهُ خيرا. وَمن رأى صحراء ممتدة إِلَى غير النِّهَايَة فِي مد الْبَصَر وَيكون فِيهَا شوك وهوام ووحوش فَإِنَّهُ ان كَانَ مِمَّن يَلِيق للخدم الْوَظَائِف فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك ظَالِم غشوم سيرته ذميمة ويقتدي الْملك بأموره وَإِن كَانَ مِمَّن لَا يَلِيق بذلك وَهُوَ من الاطراف فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى امْرَأَة فَاحِشَة ذميمة. وَمن رأى أَنه فِي صحراء ممتدة وَقد نبت فِيهَا جملَة من الأزهار والرياحين والورد وَهُوَ بهَا فَإِنَّهُ يصاحب رجلا جليل الْقدر ويكتسب من علمه وعقله ومعرفته وَرُبمَا كَانَ تقربا إِلَى ملك عَادل وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة إِذا كَانَ لائقا لذَلِك. وَقيل رُؤْيا الصَّحرَاء سفر جَدِيد بغنيمة من وَجه حل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَرضًا أَو بادية أَو صحراء ممتدة وَاسِعَة لَا يرى لَهَا حد وَلم يكن رَآهَا قطّ وَلم يعرفهَا فَهُوَ على وَجْهَيْن انبساط الدُّنْيَا والمعاش أَو سفر فِيهِ خير وَمَنْفَعَة وَإِن رأى حُدُودهَا فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة فَيعْتَبر الرَّائِي ذَلِك وَإِن كَانَ رؤياها حَسَنَة تكون الْمَرْأَة جميلَة وَإِلَّا فضده. وَمن رأى أَن الأَرْض الَّتِي هُوَ بهَا انبسطت واتسعت دلّت رُؤْيَاهُ على عَيْش أَهلهَا وَطول أَعمار وَمن رأى صحراء وَبهَا اشجار فانهم أَقوام يقصدون الْملك.) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الطّرق) وَهُوَ على أوجه منهاج الْحق وطرق الرشاد وحاكم عَادل وَدَلِيل للخير وَأمر مَحْمُود وَقد تقدم الْكَلَام فِيمَا يرَاهُ الْإِنْسَان فِي ذَلِك جَمِيعه من أُمُور شَتَّى فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين فَإِنَّهَا مَحل ذكر ذَلِك لكَون الصَّادِر فِيهَا من فعل الْإِنْسَان فِي يقظته وَقد نبهت عَلَيْهَا وَذكرت الْمَعْنى لِئَلَّا تصير الأَرْض خَالِيَة من ذكر الطَّرِيق. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْخَسْف) قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن الأَرْض خسفت فَإِن ذَلِك بلَاء ينزل من سُلْطَان أَو قحط أَو جَراد أَو خوف شَدِيد أَو مُصِيبَة عَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْض. وَمن رأى أَن الأَرْض خسفت فَإِن كَانَ من أهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 709 الشَّرّ فعقوبة تنزل بِهِ أَو سفر بعيد يخَاف عَلَيْهِ ان لَا يرجع وَإِن كَانَ من أهل الْخَيْر فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى أَن أَرضًا خسفت وابتلعت الدَّوَابّ فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة تحصل فيهم. وَمن رأى أَن عمارات خسفت بهَا الأَرْض ثمَّ الْتفت حَتَّى لَا يكَاد يرى من ذَلِك شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فنَاء عَظِيم يذهب أكَابِر الْقَوْم حَتَّى لَا يبْقى لَهُم أثر وَكَذَلِكَ إِن خسفت بأشجار ونخيل وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا الدّور والغرف والبيوت والسقوف والجدران وَنَحْو ذَلِك) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الدّور) قَالَ دانيال من رأى أَنه دخل دَارا مَجْهُولَة وَلم يعرف سكانها وَرَأى فِيهَا أَمْوَاتًا فَإِن ذَلِك يدل على انها دَار الْآخِرَة والداخل الْمُقِيم فِيهَا يدل على قرب أَجله. وَمن رأى أَنه خرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا وَيُعَافى. وَمن رأى أَنه دخل دَارا مَعْرُوفَة يكون بناؤها بالطين وَاللَّبن فَإِن ذَلِك يدل على طلب الرزق الْحَلَال وَإِن كَانَ بناؤها من آجر وجص فَإِنَّهُ دَلِيل على طلب مَال حرَام وَمن رأى أَنه خرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْحَرَام. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه سقط من الدَّار سقفها أَو سطحها أَو من جدارها أَو احْتَرَقَ فَإِنَّهُ) وَمن رأى أَن أَرض الدَّار قد كَبرت واتسعت فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول نعْمَة وافرة وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فبضده. وَمن رأى أَنه يحول دَارا عتيقة فَإِنَّهُ تتسع عَلَيْهِ الأرزاق وتفتح لَهُ الْأَبْوَاب وَيحصل لَهُ وفور السرُور. وَمن رأى أَنه دخل دَارا جَدِيدَة فَإِن كَانَ غَنِيا يزْدَاد مَاله وَإِن كَانَ فَقير يسْتَغْنى. وَقَالَ الْكرْمَانِي وسط الدَّار دَلِيل على الْبِنْت وَالْأُخْت فَمَا رؤى من ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك وَصفَة الدَّار دَلِيل على الوالدة وَالْوَالِد. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه دخل دَارا وَهِي ملكه فَإِنَّهُ يرْزق بِنَسْل وَكلما كَانَت متسعة جَدِيدَة كَانَت زِيَادَة فِي الرزق وَالدّين وَقيل رُؤْيا الدَّار وَهِي حَسَنَة تدل على الصِّحَّة والسلامة وَطول عمر الْوَالِد والوالدة وَقيل تزوج بِامْرَأَة حَسَنَة مُوَافقَة وَأمن من الْفَزع والجزع وَرُبمَا كَانَ غنى وَحُصُول ولَايَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الدَّار تؤول على ثَمَانِيَة أوجه امْرَأَة وَزوج وغنى وَأمن وَطيب عَيْش وَمَال وَولَايَة وَعز وَحمل أَمَانَة. وَقَالَ أما رُؤْيا الدَّار الْمَعْرُوفَة الْبناء إِذا كَانَت مُتَّصِلَة بالدور فاصابة دنيا بِقدر حسنها فَإِن كَانَت من لبن وطين فَهِيَ حَلَال وَإِن كَانَت آجرا وجصا فَهِيَ حرَام وَرُبمَا أَنه يعْمل سوءا فليتق الله تَعَالَى وَإِن كَانَت الدَّار مجصصة وَبهَا مَرِيض دلّ على مَوته وَإِن كَانَت من لبن وطين أَصَابَهُ هم. وَأما رُؤْيا الدَّار المجهولة الْبناء والموضع وَالْأَصْل إِذا انْفَرَدت عَن الدّور فَهِيَ دَار الْآخِرَة فليعتبر الرَّائِي ذَلِك وليعتبر حَالَته أَو إِن دَخلهَا وَخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يشرف على الْمَوْت ثمَّ ينجو وَإِن لم يخرج مِنْهَا دلّ على الْمَوْت. وَمن رأى فِيهَا سَعَة وزينة يدل على حسن حَاله أَو يُفَارق الدُّنْيَا وسعة الدَّار الْمَعْرُوفَة صفاء الْعَيْش. وَمن رأى أَنه دخل دَارا جَدِيدَة فتأويلها كَمَا تقدم ان يكن يصلح لشَيْء من ذَلِك وَإِلَّا خرجت الرُّؤْيَا لصَاحِبهَا سَوَاء كَانَ مَالِكًا أَو سَاكِنا. وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى قصر أَو دخله فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة حَسَنَة وَكَذَلِكَ النّظر إِلَى الدّور.) وَمن رأى أَن فِي دَاخل الدَّار حَدثا أَو فِي الْأَبْوَاب فَإِنَّهُ حَادث شَيْء فِي النِّسَاء. وَمن رأى أَن دَاره لَا تشبه الدّور فَإِنَّهُ يملك مَالا وَيظْهر ذَلِك عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه يَبْنِي دَارا فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد دنيا تَحْصِيلهَا بِقدر فرَاغ الْبناء وَإِن كَانَ مَرِيضا فَرُبمَا دلّ وَمن رأى أَنه خَارج من دَار وَهُوَ صَامت لم يتَكَلَّم مَعَ أحد دلّ على مَوته وَقيل الدُّخُول فِي الدَّار أَمن على أَي وَجه كَانَ كَمَا تقدم للْمُتَقَدِّمين من الْكِتَابَة على الدّور قَالَ بعض الشُّعَرَاء: (هَذِه الدَّار أَضَاءَت بهجة ... وتجلت فَرحا للناظرينا) (كتب السعد على أَبْوَابهَا ... ادخلوها بِسَلام آمنينا) وَمن رأى أَن فِي دَاره عين مَاء تجرى أَبُو ميزانا غير مطر فَإِنَّهَا عُيُون باكية على موت أعزاء أَهلهَا والبلل فِي الدَّار هم وحزن وَكَذَلِكَ الْوَسخ والندوة. وَمن رأى أَن دَاره طَرِيق يسلكه النَّاس فحصول مُصِيبَة عَظِيمَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 710 الْوَاعِظ من رأى بِنَاء دَار جَدِيدَة دلّ على موت قريب من أقربائه. وَإِن رأى أَنه يُوسع دَارا أَصَابَهُ غم وَهدم دَار الإِمَام الْأَعْظَم حُصُول انثلام فِي ثغور الْمُسلمين وَهدم الدَّار على أَي وَجه كَانَ صَوت صائل. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الغرف) فَمن رأى أَنه فِي غرفَة أَو غرفات فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف ويحذر لقَوْله تَعَالَى وهم فِي الغرفات آمنون. وَمن رأى أَنه فِي غرفَة جَدِيدَة فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ تَاجِرًا فعاقبته حميدة وَقيل إِن كَانَ غَنِيا أصَاب مَالا. وَمن رأى أَنه فِي غرفَة قديمَة فَإِن كَانَ فَقِيرا أفلس وَزَاد فقره وَإِن كَانَ غَنِيا فَزِيَادَة غنى وسعادة وَإِن كَانَ دينا فَزِيَادَة صَلَاح فِي دينه وَقيل إِن الغرفة امْرَأَة. فَمن رأى أَنه يَبْنِي غرفَة فَإِنَّهُ يتهم بإمرأة وَإِن بنى غرفَة على أُخْرَى دلّ على زواجه بِامْرَأَة فَوق زَوجته وَرُبمَا دلّت الغرفة على علو منصب وَرفع دَرَجَة ووجاهة بَين النَّاس. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْبيُوت) الْبَيْت الْمُفْرد يدل على الْمَرْأَة. وَمن رأى بَيْتا على عود فَإِنَّهُ يدل على زواج امْرَأَة ذَات مُرُوءَة وعفاف وَحمل مؤنتها على رقبته وَرُبمَا حبلت مِنْهُ. وَمن رأى أَنه دخل بَيْتا جَدِيدا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَيحصل لَهُ مَال وغنى وَمن رأى أَنه دخل بَيْتا معمورا بالجص أَو مبيضا وَلم يعرف صَاحبه فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله. وَمن رأى أَنه هرب وَدخل بَيْتا وأغلق بَابه وَالْبَيْت مُتَّصِل ببيوت فَإِنَّهُ يدل على الْخَلَاص من وَمن رأى بَيته هدم فَإِنَّهُ يحرز مَاله هَذَا إِذا كَانَ عتيقا. وَمن رأى أَنه هدم بَيت غَيره فَإِنَّهُ حُصُول مَال من الْغَيْر. وَمن رأى أَنه سقط عَلَيْهِ بَيت أَو حَائِط فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وافر. وَإِن رأى أَنه فِي بَيت جَدِيد فَإِنَّهُ يدل على الِاسْتِغْنَاء وَإِن كَانَت من فضَّة فَإِنَّهُ يَتُوب من الذُّنُوب لقَوْله تَعَالَى لمن يكفر بالرحمن لبيوته سقفا من فضَّة وَإِن كَانَ غَنِيا يزْدَاد مَاله. وَمن رأى أَن بَيته قد اتَّسع عَمَّا كَانَ فَإِنَّهُ حُصُول نعم وَمَال وَزِيَادَة رزق. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ ضِدّه. وَمن رأى أَن بَيته مُنْفَرد وَلَيْسَ حوله بَيت فَإِنَّهُ غير مَحْمُود. وَمن رأى أَنه يرش بَيته فَإِنَّهُ يعْمل عملا يحصل لَهُ نكد بِسَبَبِهِ وَلَا خير فِي الرش إِذا كَانَ فِي) الْبيُوت. وَمن رأى أَنه فِي بَيت وَهُوَ يمْنَع من الْخُرُوج فَإِنَّهُ حُصُول خير وعاقبة محمودة. وَمن رأى أَنه يعذب فِي بَيت فَإِنَّهُ حُصُول فضل وَخير ونعمة. وَمن رأى أَنه فِي بَيت مَجْهُول لَا يعرفهُ وَسمع كلَاما يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة أَو لم يفهم من ذَلِك شَيْئا أَو اسْتدلَّ بِهِ على الشَّرّ فَإِنَّهُ مَوته وَذَلِكَ الْبَيْت قَبره وَقيل إِن الْبَيْت هُوَ الْمَرْأَة الَّتِي يأوي الرجل وَمن رأى أَنه علا فَوق بَيت مَجْهُول وَكَانَ مرتفعا جدا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة بكرا وَإِن كَانَ عتيقا فَهُوَ امْرَأَة ثيب. وَمن رأى أَنه حمل بَيْتا أَو قلعة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة لَهَا مُؤنَة شَدِيدَة. وَمن رأى بَيت مَاء فَإِنَّهُ يدل على اختلاء فِي حرَام وَأما فعل الْإِنْسَان فِيهِ فقد تقدم فِي فُصُول الْبَوْل وَالْغَائِط فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين وبيوت المطابيخ فتؤول بالسعي إِلَى اكْتِسَاب الْمَعيشَة وقوام الْأُمُور وَأما الكانون فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن رَئِيس الْبَيْت وَامْرَأَة جليلة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الكانون قوام للبيت وانتظام أَحْوَال جماعته فَمن رأى فِي ذَلِك زينا أَو شينا فيؤول عَلَيْهِم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكانون هُوَ الْمَرْأَة فَإِن كَانَ من جص فَمن أهل بَيت فيهم تكبر وَإِن كَانَ من الْخشب فامرأة من أهل بَيت فيهم نفاق وَإِن كَانَ من مَعْدن من الْمَعَادِن فالمرأة تنْسب إِلَى ذَلِك الْمَعْدن. وَمن رأى أَن كانونا هدم فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة صَاحب ذَلِك. وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّ خراب الكانون على سفر أَهله. وَأما التَّنور فَيدل على ظُهُور الْأُمُور وبناؤه نيل ولَايَة وَنَجَاة من عَدو لقَوْله تَعَالَى وفار التَّنور فَإِن رأى كَأَن فِي دَار السُّلْطَان تنورا وَفِيه رماد يدل على أَنه يتَزَوَّج امْرَأَة لَا خير فِيهَا. وَأما الْكِير والكبول فَقيل سُلْطَان إِلَّا إِذا كَانَ الْكِير من خشب فَهُوَ نُقْصَان جاه وَثُبُوت الْأَمَاكِن ثُبُوت الْأَمْوَال. وَأما الخزانة فتؤول بِجَامِع الْأَمْوَال وبالخازندار. وَأما الْخلْوَة فَهِيَ مَحل الرَّاحَة وَقيل سَرِيَّة. وَأما الْبيُوت المنسوبة لِلْأُمَرَاءِ كالطشتخانات والفرشخانات وَمَا اشبه ذَلِك فَإِن كل بَيت مِنْهَا) يؤول على أربابه من الخدم فَمَا رؤى من ذَلِك جَمِيعه من زين أَو شين يعبر على مَا يَقْتَضِيهِ التَّعْبِير فيهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 711 3 - (فصل فِي رُؤْيا السقوف) من رأى أَن سقف دَاره متهدم وَوَقع أصل فَإِنَّهُ موت صَاحبهَا السَّاكِن فِيهَا أَو مَالِكهَا. وَمن رأى أَن سقف بَيته يقطر مَاء فَإِنَّهُ بكاء على ميت أَو مَرِيض. وَمن رأى أَن تُرَاب سقفه ذهب فَإِنَّهُ يفْتَقر فِي مَاله وينكشف من نعْمَته. وَمن رأى أَن شَيْئا من النَّبَات نبت بسقفه فانهم رجال يحتالون عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن جمَاعَة فَوق سقفه فَهُوَ كَذَلِك وتشقق السّقف حُصُول أَمر مَكْرُوه وإصابته بِحجر أَو سهم أَو نَحْو ذَلِك كَلَام مُؤثر بِقدر مَا أثرت الضَّرْبَة وَحسن السّقف وتزخرفه عز وجاه لصَاحبه وَسُقُوط السّقف حُصُول مُصِيبَة عَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم الْآيَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السّقف إِذا كَانَ من خشب دلّ على رجل رفيع فَإِن رأى كَأَنَّهُ دخل سقفا فاستترت عَنهُ السَّمَاء فِيهِ دخل عَلَيْهِ اللُّصُوص وسرقوا مَتَاعه وانكسار الْجذع من السّقف يدل على موت رجل مُنَافِق. 3 - (فصل فِي رُؤْيا السطوح) فالسطح الْمَجْهُول امْرَأَة وَالْمَعْرُوف شرف وَعز وعلو قدر وجاه. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه صعد السَّطْح الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ دلّ على الشّرف وَحُصُول مرتبَة وَشرف فِي ذَلِك الشّرف. وَأما النَّبَات على سطح فَلَيْسَ بمحمود وَكَذَلِكَ إِذا رأى جمَاعَة فَوْقه وَأما جَرَيَان المَاء فَوق السَّطْح فحصول هم وغم مَا لم يكن مَطَرا. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحِيطَان والجدران) أما الأساس فَهُوَ التَّقْوَى فَكلما كَانَ وثيقا كَانَت التَّقْوَى أوثق. وَقَالَ ابْن سِيرِين الْحَائِط تؤول بِحَال الرجل فِي الدُّنْيَا. فَمن رأى أَنه فقد حَائِطا وهم مستحكم قوى فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح حَاله فِي الدُّنْيَا بِمِقْدَار سمك الْحَائِط. وَمن رأى أَنه يخرب حَائِطا وَكَانَ عتيقا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَاء أَو الْعلم وَإِن كَانَ جَدِيدا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غم ومصيبة بِقدر مَا أخربه من الْحَائِط وَإِن كَانَ الْحَائِط رَقِيقا ضَعِيفا فَإِنَّهُ يدل على ضعف حَاله فِي الدُّنْيَا وادبار أمره. وَمن رأى أَنه قَائِم على الْحَائِط فَإِنَّهُ لَا يَسْتَقِيم أمره. وَمن رأى أَنه مُعَلّق بِالْحَائِطِ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال حَاله وعيشه. وَمن رأى أَنه رفع حَائِطا فَإِن كَانَ ذَا وجاهة فَإِنَّهُ يرقى إنْسَانا إِلَى منصب وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَإِنَّهُ يساعده بِاللَّفْظِ. وَمن رأى أَنه هدم حَائِطا فَإِنَّهُ يسْقط انسانا عَن معيشته أَو يهلكه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أَقَامَ حَائِطا أَو بنى حَائِطا خرابا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح أُمُور رجل قد فَسدتْ. وَمن رأى أَن حَائِط مَدِينَة أَو جَامع سقط فَإِنَّهُ حُدُوث مُصِيبَة لمتولى ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْحَائِط تدل على رجل كَبِير مِقْدَاره فِي النَّاس بِقدر علوه. وَمن رأى أَنه يخرب حَائِطا عتيقا فَإِنَّهُ صَلَاح حَاله وَإِن كَانَ جَدِيدا فبضده. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى أَنه يَبْنِي حَائِطا فَإِن كَانَ من لبن وطين فَإِنَّهُ يدل على صَحَّ دينه) وأمانته. وَمن رأى أَنه يَبْنِي حَائِطا من جص فَإِنَّهُ يدل على تغير نِيَّته وَفَسَاد دينه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 712 وَأما السرب فَإِنَّهُ مكر وَدخُول الْإِنْسَان يه رُجُوع مَكْرُوه إِلَيْهِ. وَإِن رأى فِيهِ مَاء طَاهِرا فَهُوَ معيشة من مَكْرُوه وَإِن كَانَ بِهِ دنس أَو بِهِ نَجَاسَة فَإِنَّهُ مكر يمكره وَيحصل بِهِ هم وحزن وَأما الأخبية فَهِيَ امْرَأَة تكْتم السِّرّ. فَمن رأى أَن فِيهَا شَيْئا من الْأَشْيَاء كَانَ بَاطِنهَا نَظِير مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء وَإِن رَآهَا خَالِيَة فَإِن تِلْكَ الْمَرْأَة تكون غير مُوَافقَة لما يُريدهُ مِنْهَا وَالله تَعَالَى أعلم. (فِي رُؤْيا الْهدم وَالْكَسْر والخراب والعمارة والحفر والردم وَنَحْوه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْهدم) من رأى أَنه يهدم مئذنة فَلَيْسَ بمحمود مَا لم يكن فِي المئذنة ميل أَو سُقُوط. وَمن رأى أَنه يهدم الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يبتدع فِي الْإِسْلَام بِدعَة. وَمن رأى أَنه يهدم جَامعا أَو مَسْجِدا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي الْإِسْلَام بِالْفَسَادِ وَظُهُور المحن. وَمن رأى أَنه يهدم قصرا فَإِنَّهُ يتسبب إِلَى الْملك بالأذية وَرُبمَا يحصل لَهُ الضَّرَر. وَمن رأى أَنه يهدم كَنِيسَة أَو ديرا أَو صومعة أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يكون شَدِيدا على الْكفَّار وَيحصل لَهُم مِنْهُ ضَرَر وَرُبمَا كَانَ قَائِما فِي دين الْإِسْلَام. وَمن رأى أَنه يهدم دَارا أَو بَيْتا أَو حانوتا عتيقا أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ ينَال خيرا كثيرا. وَمن رأى أَنه يهدم شَيْئا من ذَلِك وَهُوَ جَدِيد فَإِنَّهُ يُصِيب هما وحزنا. وَمن رأى أَن دَاره انْهَدَمت أَو بَعْضهَا فَإِنَّهُ يَمُوت انسان بهَا أَو يُصِيب صَاحبهَا مُصِيبَة كَبِيرَة أَو حَادث شنيع ورؤيا هدم الْحُصُون والأبراج نقص فِي الدّين وخلل فِي الْمَعيشَة وَهدم القناطر ارْتِكَاب أَمر شنيع يحصل مِنْهُ الضَّرَر لجَماعَة متكبرين وَرُبمَا كَانَ فَسَادًا فِي الدّين وَقيل خراب الْبَيْت والحانوت وَمَا أشبه ذَلِك نُقْصَان مَال وضلال فِي مهمات الدُّنْيَا. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْمَكَان الخراب من حَيْثُ الْجُمْلَة مَا لم يكن للانسان فِيهِ اخْتِيَار تدل على حُصُول مَال وَفَائِدَة ورؤيا الأسراب والقنوات فَإِنَّهُ تعسير رزق وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ يصل بِهِ جَرَيَان أَو ادخار أَو مَانع.) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 713 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْكسر) وَهُوَ على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه قد انْكَسَرَ لَهُ شَيْء من الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة وخسارة بِمِقْدَار مَا يعز عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَو قِيمَته وَإِن كَانَ هُوَ الْفَاعِل لغيره فالمضرة تحصل مِنْهُ وَالتَّعْبِير كَمَا تقدم. وَمن رأى أَنه قد كسر عضوا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يؤول على من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعُضْو وَقد بَينا كل عُضْو وَمَا ينْسب إِلَيْهِ فِي فصل الْأَعْضَاء فِي الْبَاب التَّاسِع عشر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه كسر شَيْئا من أَنْوَاع الملاهي فَإِنَّهُ إصْلَاح حَال والتجنب عَن الْمعاصِي والندامة من الْأَفْعَال الذميمة وكل شَيْء كَانَ صَالحا للدّين وَالدُّنْيَا فَكَسرهُ مَذْمُوم وكل شَيْء كَانَ بِخِلَافِهِ فَكَسرهُ مَحْمُود وَقيل كسر مَا يقوم بِهِ أبهة الْمُلُوك من الملاهي لَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَنه كسر فرعا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يُؤْذِي ولد ملك سَوَاء كَانَ بالْقَوْل أَو بِالْفِعْلِ وَقيل كسر فرع الشَّجَرَة موت ولد الْملك أَو أحد أقربائه الْأَعْيَان بِحَيْثُ يكون مِقْدَار ذَلِك على مِقْدَار الْفَرْع. وَمن رأى أَنه يكسر حجرا فَإِنَّهُ يصدع قلب رجل مُنَافِق قاسي الْقلب لقَوْله تَعَالَى فَهِيَ كالحجارة أَو أَشد قسوة. وَمن رأى أَنه يكسر سَيْفا فَإِنَّهُ يَعْلُو على انسان. وَمن رأى أَنه يكسر خشبا فَإِنَّهُ يَعْلُو على أَقوام منافقين وَقيل كسر الْخَشَبَة نصر وظفر. وَمن رأى أَنه يكسر حطباً فَإِنَّهُ يَعْلُو على أَقوام يَتَكَلَّمُونَ بالتميمة وَيكسر كَلَامهم. وَمن رأى أَنه يكسر عظما لأحد مَعْرُوف فَإِنَّهُ نصْرَة فِي مَاله وَإِن كسر عظما مَجْهُولا فَإِنَّهُ ينْصَرف فِي مَاله. وَمن رأى أَنه يكسر حديدا فَإِنَّهُ قُوَّة بَالِغَة وَحُصُول أبهة. وَمن رأى أَنه يكسر صاريا فَإِنَّهُ تعطل أُمُور تَاجر صَاحب بضائع وَقيل غير ذَلِك مِمَّا يَأْتِي فِي فَصله وَمحله عِنْد ذكر المراكب وآلاتها فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ. وَمن رأى أَنه كسر شَيْئا من الْمَعَادِن فَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يحب فحصول هم وَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يذم فَلَا بَأْس بِهِ وَقيل كسر الذَّهَب زَوَال هم وَكسر الْجَوْهَر فَسَاد فِي العقيدة. وَمن رأى أَنه كسر ماعونا أَو مَتَاعا فَإِنَّهُ مَنْسُوب إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك مِمَّا سَيَأْتِي ذكره فِي) فُصُول الْأَمْتِعَة والمواعين. وَمن رأى أَنه كسر جامة أَو قمرية فَإِنَّهُ يُؤْذِي امْرَأَة وَأما كسر التخوت والأسرة فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة فِي حق أَرْبَابهَا. وَأما كسر الْأَسْنَان فيؤول على كل مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك السن كَمَا تقدم فِي فصل الْأَعْضَاء. وَأما كسر السرج فنقصان فِي الأبهة وَقيل يؤول ذَلِك فِي الْمَرْأَة. وَكسر قُرُون الدَّوَابّ يؤول كل صنف بِمَا ينْسب إِلَيْهِ. وَكسر الرمْح والقوس على ثَلَاثَة أوجه يعبر بِالْوَلَدِ وَالْقُوَّة والمقدرة. وَقبل رُؤْيا كسر آلَات الحروب لَيْسَ بمحمود. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الخراب) من رأى مَكَانا مَعْرُوفا صَار خرابا وَهُوَ لَا يجد بِهِ أحدا فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم. وَمن رأى مَكَانا مَعْرُوفا صَار خرابا وَأَهله لَا يَجدونَ مَكَانا يسكنون فِيهِ فَإِن ملكهم يجور عَلَيْهِم حَتَّى لَا يَجدونَ لَهُم مِنْهُ مخلصا. وَمن رأى أَن جَامعا خرب حَتَّى لَا يبْقى من رسمه شَيْء فَإِنَّهُ يَزُول ملك ذَلِك الْمَكَان أَو قاضيه بِحَيْثُ ان الَّذِي يَأْتِي بعده لَا يفعل شَيْئا مِمَّا كَانَ يَفْعَله من تقدمه جملَة كَافِيَة. وَمن رأى سوقا قد خرب وَلم يبْق فِيهِ متعيشون فَإِنَّهُ كساد أَهله وتشتت أُمُورهم وَرُبمَا دلّ على نازلة عَظِيمَة بهم. وَمن رأى أَن دَاره خراب أصلا فَإِنَّهُ خراب جِسْمه إِمَّا لكبر أَو لعاهات تعتريه. وَمن رأى أَن حَماما قد خرب ودرس فَإِنَّهُ موت امْرَأَة تنْسب لذَلِك وَرُبمَا كَانَت زَوجته أَو أعظم أقربائه. وَمن رأى أَن دَار الْملك خراب دائر فَإِن الْملك يجور فِي حكمه حَتَّى لَا يَسْتَطِيع أحد يتَقرَّب إِلَيْهِ من ظلمه وَقد قيل فِي ذَلِك بَيت الظَّالِم خراب وَلَو بعد حِين. وَمن رأى أَن مركبا خرب فَإِنَّهُ موت جَارِيَة وخراب الْكَنَائِس ضعف فِي الْكفْر وَقُوَّة فِي الْإِسْلَام وخراب الأَرْض ضعف فِي النسْوَة وَقلة أمانتهن وَرُبمَا دلّ على الْهم وَالْغَم والتعطيل عَن السّفر وَقَالَ بَعضهم أحب الْعِمَارَة فِي الْيَقَظَة والمنام وأكره الخراب الدائر. وَهِي على أوجه من رأى أَنه يعمر شَيْئا فِي أحد الْمَسَاجِد الثَّلَاث فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا عِنْد الله) مَقْبُولًا وَيدل على علو الْقدر وَحُصُول الجاه والتمكن فِي أُمُور الدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه يعمر عمَارَة لله مثل مَسْجِد أَو مَنَارَة أَو خانقاه أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل على صَلَاح دينه وثواب آخرته. وَقيل من رأى شَيْئا من ذَلِك معمورا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الْإِسْلَام واستحكام فِي الدّين وَرُبمَا كَانَ صلاحا فِي حق ملك ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعِمَارَة على أَرْبَعَة أوجه صَلَاح أشغال تتَعَلَّق بالدنيا وَخير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مُرَاد وسعة فِي الِاكْتِسَاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 714 وَمن رأى أَنه يعمر مركبا فَإِنَّهُ يبْتَاع جَارِيَة ويربيها. وَمن رأى أَنه يعمر مَا لَا يَنْبَغِي عِمَارَته فَإِنَّهُ يُكَلف نَفسه مَا لَا طَاقَة لَهُ بِهِ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يعمر عمَارَة وَثِيقَة فَإِن كَانَ من طلاب الْآخِرَة فانه يعْمل عملا صَالحا لقَوْله تَعَالَى أَفَمَن أسس بُنْيَانه على تقوى من الله ورضوان الْآيَة وَإِن كَانَ من طلاب الدُّنْيَا فَإِن دُنْيَاهُ تصلح ويدوم حَاله فِيهَا. وَمن رأى أَنه عمر دَارا أَو عمَارَة من أَي شَيْء كَانَ يُرِيد سكناهُ فِيهَا فَإِنَّهُ يجْتَمع بِامْرَأَة سَوَاء وَمن رأى أَن أَبَاهُ عمر عمَارَة وَرفع سمكها فَإِنَّهُ يتم لَهُ جَمِيع مَا كَانَ أَبوهُ عَلَيْهِ إِن كَانَ قد مَاتَ وَإِن كَانَ حَيا فَهُوَ غير رَاجع إِلَيْهِ كَمَا تقدم. وَمن رأى أَن الفعلة يعْملُونَ فِي دَاره أَو فِي مَكَان هُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ يُخَاصم قرَابَته أَو يهجر صديقه أَو مَا أشبه ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحفر والردم) فَمن رأى أَنه يحْفر حُفْرَة ليلقى بهَا أحدا أَو بِئْرا فَإِنَّهُ يمكر مكرا ثمَّ يَنْقَلِب عَلَيْهِ لما هُوَ سَائِر بَين النَّاس من القَوْل من حفر لِأَخِيهِ الْمُؤمن بِئْرا رَمَاه الله فِيهَا. وَمن رأى أَنه حفر قناة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي سَبَب رزق وَأما حفر الترع فَإِنَّهُ تسبب للْملك فِي معيشة. وَأما حفر الْجب والبئر إِذا لم يرد إِدْخَال أحد فيهمَا فَإِنَّهُ تزوج امْرَأَة. وَمن رأى أَن بحرا يحْفر وَالنَّاس يقصدون بذلك سريان المَاء من الْبَحْر الْقَدِيم إِلَيْهِ فانهم يَجْتَمعُونَ على عزل الْملك وتولية غَيره. وَمن رأى أَنه يحْفر سردابا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر امْرَأَة ويمكر بهَا. وَمن رأى أَنه يحْفر فِي حجر فَإِنَّهُ يعالج أمرا يرومه من قاسى الْقلب وَيكون مبلغه فِي ذَلِك بِقدر الْحفر. وَمن رأى أَنه يحْفر فِي جبل فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر من ملك وَيكون مبلغه فِي ذَلِك بِقدر الْحفر. وَمن رأى أَنه يحْفر فِي خشب فَإِنَّهُ يحاول أمرا مَعَ رجل مُنَافِق وَيكون مبلغه من ذَلِك بِقدر تمكنه من الْحفر. وَمن رأى أَنه يحْفر فِي تبن فَإِنَّهُ يُبَاشر أمرا يحصل مِنْهُ مَال. وَمن رأى أَنه يحْفر فِي شَيْء من الْحُبُوب فَإِنَّهُ يكْتَسب مِمَّا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك النَّوْع. وَمن رأى أَنه يحْفر فِي شَيْء من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يتَمَكَّن مِمَّا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْمَعْدن فِي التَّأْوِيل وَقد تقدم ذكر حفر الأَرْض بأنواع شَتَّى فِي الْبَاب الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ. فَمن رأى أَنه يحْفر فِي أَرض فَلْينْظر فِي ذَلِك الْبَاب فيجد مَا رَآهُ لأننا نَحن ذكرنَا الأَرْض وَمَا يتَعَلَّق بهَا وَأما الرَّدْم فَإِنَّهُ على أوجه وَقد تقدم ذكر ردم الْقُبُور والحفر فِي فصوله وأبوابه وَأما ردم مَا ذكر هَهُنَا من الْأَنْوَاع المتفرقة فَإِنَّهُ رُجُوع عَن أَمر وَقيل الْحفر سفر والردم اقامة وَلَا خير فِيمَن يرى الرَّدْم إِذا كَانَ ضَعِيفا أَو عِنْده مَرِيض. وَمن رأى أَنه ردم ترعة وساواها بجسر فَإِنَّهُ يحْتَفظ على رزقه وقوته ويصرفه بِمِقْدَار. وَمن رأى أَنه يردم سوقا فَإِنَّهُ جور وظلم إِن كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فحصول مُصِيبَة وَقيل فضيحة.) وَمن رأى أَنه يردم دَارا فَإِنَّهُ يُطلق زَوجته. وَمن رأى أَنه يردم سردابا فَلَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه يردم طَرِيقا إِلَى ان صَار لَا يعرف فَإِنَّهُ يرتكب ضَلَالَة وَيحصل لَهُ مآثم كَثِيرَة وَرُبمَا فَسدتْ أَقْوَال قوم بِسَبَبِهِ. وَمن رأى أَنه يردم بِئْرا فَإِنَّهُ يتسبب فِي خراب سجن واطلاق من بِهِ وقفله فرقة امْرَأَة. وَمن رأى أَنه يردم شَيْئا لَا يعرفهُ فَإِنَّهُ يبعد عَن أَمر يَقْصِدهُ. وَمن رأى أَنه ردم على قوم فَإِنَّهُ يصيبهم بِأَمْر يحصل لَهُم مِنْهُ مهلكة. وَمن رأى أَنه ردم بَيت خلاء فَإِنَّهُ يتعطل فِي أَمر وَرُبمَا يُدَارِي أراذل النَّاس الَّذين يهيجون النَّاس بألسنتهم الْفَاحِشَة للمثل السائر بَين النَّاس فتحت عَلَيْك طَهَارَة فتسدها. وَمن رأى أَنه يردم فسقية فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا الْأَبْوَاب والمفاتيح والغلق والقفل وَنَحْوه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَبْوَاب وَفتحهَا وغلقها) قَالَ دانيال الْبَاب يؤول بِامْرَأَة فَمن رأى أَن أبوابا فتحت مَجْهُولَة كَانَت أَو مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير ونعمة وَإِن كَانَت على طرف الطَّرِيق فَإِن ذَلِك يحصل بِسُرْعَة. وَمن رأى أَن أَبْوَاب الدَّار فتحت قدامه فَإِنَّهُ حُصُول مَال من جِهَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 715 جليل الْقدر ويدخر ذَلِك لأجل عِيَاله. وَمن رأى أَن بَاب دَاره غلق أَو خرب أَو حرق فَإِنَّهُ دَلِيل على مُصِيبَة ومشقة عَظِيمَة وَدخُول أَقوام إِلَى منزله بِسَبَب مُصِيبَة. وَمن رأى أَنه حرك حَلقَة الْبَاب أَو دفقها فاجيب فَإِن الله يستجيب دعاءه ويجد مَا يَطْلُبهُ وينفتح لَهُ الْبَاب عِنْد دقة فَإِن الله تَعَالَى أجَاب دَعوته بنصر وظفر على الْأَعْدَاء. وَقَالَ الْكرْمَانِي أَبْوَاب الدَّار جَمِيعهَا فِي التَّعْبِير بِمَعْنى وَاحِد لَكِن بَاب الْمدْخل أَزِيد من ذَلِك فِي مَعْنَاهُ. وَمن رأى أَنه صنع بَابا جَدِيدا أَو قفله فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة ويتزوجها وخلع الْبَاب طَلَاق الْمَرْأَة وَقلع الْبَاب أصر مَوتهَا. وَمن رأى بَابا وَلَيْسَ مَعَه مَا يغلق بِهِ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة ثَيِّبًا.) وَقَالَ جَابر المغربي من رأى شَيْئا من أَصْنَاف الوحوش يتسارعون إِلَى بَابه ويصرخون بِهِ فَإِن الشَّبَاب يقصدون عِيَاله. وَمن رأى بِبَاب دَاره حلقتين أَو مسطبتين فَإِنَّهُ يدل على أَن أهل بَيته يحبونَ غَيره فليحذر من ذَلِك. وَمن رأى أَن بَاب السَّمَاء قد فتح فَإِنَّهُ يدل على افْتِتَاح أَبْوَاب الْخيرَات والأرزاق على أهل ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْبَاب على ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا صَاحب الدَّار وَالثَّانِي الْمَرْأَة وَالثَّالِث الْخَادِم وَأما بَاب الْمَدِينَة فَإِنَّهُ يؤول بالحاجب وبواب الْملك. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ من رأى كَأَن أبوابا فتحت إِلَى دَاره حَتَّى جَاوَزت الْحَد دلّت رُؤْيَاهُ على خراب الدَّار وتعطيلها وَإِن تجَاوز الْحَد دلّت على سَعَة الرزق وإيضاح أبوابه عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه قطع حَلقَة بَابه فَإِنَّهُ يدْخل فِي بِدعَة. وَمن رأى كَأَنَّهُ يُرِيد إغلاق بَابه فَلَا ينغلق فَإِنَّهُ يمْنَع عَن أَمر يعجز عَنهُ. وَقيل من رأى أَن أَبْوَاب دَاره فتحت من مَوَاضِع كَثِيرَة فَإِنَّهَا أَبْوَاب دُنْيَاهُ تفتح لَهُ وَتقبل عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن بَاب دَاره عَظِيم قوي فَإِنَّهُ حسن حَاله وَإِلَّا رَجَعَ التَّأْوِيل لمَالِكهَا وَذهب بِهِ إِلَى حَيْثُ لم يدر فَهِيَ حُصُول مُصِيبَة فِي كَبِير الْبَيْت. وَمن رأى أَن بَاب دَاره ملقى فَإِنَّهُ ان كَانَ عِنْده ضَعِيف يبرأ سَرِيعا وَيُعَافى وَرُبمَا كَانَ بِشَارَة وَصِحَّة وَخيرا وسلامة. وَمن رأى أَن بَاب دَاره إِلَى خَارج الدَّار فَلَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَن بَاب دَاره سد فَإِنَّهُ مُصِيبَة عَظِيمَة نازلة بِأَهْل الدَّار. وَمن رأى أَنه يُرِيد أَن يغلق بَابا وَلَا يَسْتَطِيع فَإِن ذَلِك أَمر يعسر عَلَيْهِ من قبل امْرَأَة. وَمن رأى أَن فِي وسط بَابه بَابا صَغِيرا فَإِنَّهُ يكون للدَّار مدْخل بمفرده إِلَى النِّسَاء. وَمن رأى أَنه دخل على قوم من بَاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وينتصر على أعدائه وَتبطل حجَّة خصمائه لقَوْله تَعَالَى ادخُلُوا عَلَيْهِم الْبَاب فَإِذا دخلتموه فَإِنَّكُم غالبون. وَمن رأى أَنه خرج من بَاب وَلم ينْو الْعود فَإِنَّهُ يخرج من أَمر. وَمن رأى أَنه خرج من بَاب ضيق إِلَى سَعَة أَو من أَمر هائل فَإِنَّهُ صَلَاح وَخير وَفرج من هم.) وَمن رأى أَنه يطْلب بَابا وَلَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يطْلب أمرا ويتحير فِيهِ وَلَا يبلغ مِنْهُ أربا. وَمن رأى ان أُسْكُفَّة الْبَاب نزعت فَإِن صَاحب الدَّار يُطلق امْرَأَته. وَمن رأى أَنه يفتح بَابا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِرَجُل على طلب حَاجته ويظفر بهَا لقَوْله تَعَالَى إِن تستفتحوا فقد جَاءَكُم الْفَتْح. وَمن رأى أَنه يُرِيد فتح بَاب وَقد عسر عَلَيْهِ وَهُوَ يحاوله وَلم يقدر على ذَلِك فَإِنَّهُ عسر أَمر وَلَا ينَال مِمَّا يَطْلُبهُ شَيْئا. وَمن رأى أَنه أغلق بَابا جَدِيدا ودربسه فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة وينكحها. وَمن رأى أَنه فتح بَابا مغلقا من مُدَّة فَإِنَّهُ يفرج همه وغمه وَيحصل لَهُ خير من مَكَان لَا يؤمله وَقيل يُفَارق زَوجته ويتزوج غَيرهَا. وغلق الْبَاب مُفَارقَة امْرَأَة. وَمن رأى أَنه سمر بَابه فَإِنَّهُ يزْدَاد محبَّة فِي امْرَأَة مَا لم يمْنَع الدُّخُول. وَمن رأى أَنه بَاعَ بَابه فَإِنَّهُ يَبِيع خادمه. وَأما بَاب الْجَامِع فيؤول بِامْرَأَة القَاضِي. وَبَاب الْحمام يؤول بِامْرَأَة ماشطة. وَبَاب الخان يؤول بِامْرَأَة غير حَصِينَة. وَبَاب القلعة يؤول بِرَبّ وَظِيفَة تقضي أُمُور النَّاس على يَدَيْهِ وَرُبمَا كَانَ دينا. وَبَاب البيمارستان يؤول بِزَوْجَة الْحَكِيم. وَمن رأى أَنه جَاءَ إِلَى بَاب وَلم يدْخل وَدخل من غَيره فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِن كَانَ من أهل الصّلاح وسعى فِي أَمر دُنْيَوِيّ من ملك من الْمُلُوك فَإِنَّهُ لَا يسْأَل أَرْبَاب وظائفه فِي ذَلِك بل يَطْلُبهُ مِنْهُ ويعسر ذَلِك عَلَيْهِ وَرُبمَا ناله وَلم يثبت عَلَيْهِ وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا وَقيل ارْتِكَاب مَعْصِيّة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا المفاتيح والأقفال) وَهِي تؤول على أوجه فالمفتاح إِنْسَان على يَدَيْهِ أُمُور النَّاس. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على علو مَنْزِلَته وَعظم شرفه لقَوْله تَعَالَى لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض. وَقَالَ الْكرْمَانِي كل مَا يفتح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 716 بالمفتاح خير والغلق ضِدّه وَقَالَ بَعضهم الغلق يدل على التَّزْوِيج. فَمن رأى أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح الْجنَّة فَإِنَّهُ يكون على دين ملكه وَتَكون عواقب أُمُوره محمودة وَقيل إِن الْمِفْتَاح هُوَ طلب حَاجَة من الله عز وَجل وَدُعَاء واستغفار. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى بِيَدِهِ مفتاحا يدل على الْوضُوء بِمَاء طَاهِر لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه سقط مِفْتَاح من يَده فَإِنَّهُ يتهاون فِي الصَّلَاة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْمِفْتَاح تدل على فتح الْأُمُور الصعاب وَفرج من الْغم وشفاء من الْمَرَض وَحُصُول مُرَاده وَقُوَّة فِي الدّين وَقَضَاء حَاجَة وَإجَابَة دُعَاء وَعلم وَمَعْرِفَة. وَقَالَ مُحَمَّد بن شامويه من رأى أَنه أصَاب مفتاحا أَو مَفَاتِيح فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وسلطانا وَخيرا عَظِيما بِقدر الْمِفْتَاح. وَمن رأى أَنه فتح شَيْئا بمفتاح وتيسر ذَلِك لَهُ فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِأحد فِي حَاجَة. وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنه ألْقى إِلَيْهَا مِفْتَاح فَإِن انسانا ينْكِحهَا. وَمن رأى أَنه أعْطى مفتاحا أَو مَفَاتِيح وَاسْتولى على مَا يتَضَمَّن غلقها فَإِنَّهُ يتَوَلَّى أمرا يحكم فِيهِ على أَشْرَاف النَّاس ويدخر خَزَائِن الْملك ان كَانَ مِمَّن يصلح لذَلِك والا فَهُوَ خير على كل حَال ورؤيا كسر الْمِفْتَاح أَو شَيْء من أَسْنَانه لَا خير فِيهَا. وَمن رأى أَن مفتاحه قد ضَاعَ أَو سرق فَإِنَّهُ تَعْطِيل الْأُمُور وَقيل رُؤْيا ادخال الْمِفْتَاح فِي السكرجة نِكَاح فَإِن كَانَت جَدِيدَة فبكر وَإِن كَانَت عتيقة فثيب. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الْمِفْتَاح الْمُتَّخذ من حَدِيد رجل ذُو بَأْس وَالْفَتْح مَحْمُود وظفر وَنصر لقَوْله تَعَالَى نصر من الله وَفتح قريب. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا لقَوْله تَعَالَى وَآتَيْنَاهُ من الْكُنُوز مَا إِن مفاتحه لتنوء بالعصبة وَرُبمَا دلّ قصد الْفَتْح بالمفتاح على طلب حَاجَة بِالدُّعَاءِ لِأَن الواحدي قَالَه فِي تَفْسِير الْقُرْآن فِي معنى قَوْله تَعَالَى إِن تستفتحوا فقد جَاءَكُم الْفَتْح وَأما القفل فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول) مُرَاد الدّين وَالدُّنْيَا وَصَلَاح أَحْوَاله. فَمن رأى القفل انْفَتح سَرِيعا فَإِنَّهُ تيَسّر عَلَيْهِ الْأُمُور عَاجلا ويرزق الْحَج. وَمن رأى أَنه لَا يقدر على فتح القفل فَإِنَّهُ تعسير وغلق أُمُوره. وَقَالَ جع رُؤْيا القفل تؤول على سِتَّة أوجه حُصُول أَمر وَقُوَّة وَحجَّة وَمَنْفَعَة وَامْرَأَة واعتماد على رجل مصلح وَرُبمَا دلّ رُؤْيا عمل القفل على الدّلَالَة وَقيل صَلَاح وحرس وَأما مَا يوضع بِهِ القفل والمفاتيح فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة. وَمن رأى أَنه أَدخل فِيهِ شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَرُبمَا دلّ على الْحِفْظ. وَمن رأى أَنه قفل قفلا على بَاب فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على زَوجته. وَمن رأى أَنه قفل قفلا على صندوق أَو علبة أَو مَا أشبه ذَلِك من الْأَوَانِي فَهُوَ نَظِيره. وَمن رأى قفلا ثقيلا وضع فِي رقبته فَلَا خير فِيهِ وَوَضعه فِي الرجل مَعْنَاهُ كمعنى الْقَيْد كَمَا تقدم. وَمن رأى قفلا من مَعْدن من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ امْرَأَة تنْسب لذَلِك النَّوْع كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي بَيَان الْأُصُول وَأما القفل الْخشب فَلَا خير فِيهِ وَقيل القفل إِذا كَانَ بيد أحد من أهل النِّفَاق فَهُوَ زِيَادَة طغيان وَإِذا كَانَ بيد أحد من أهل الْبُخْل فَهُوَ زِيَادَة بخل وخساسة وَإِذا كَانَ بيد أحد من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ خير وبركة. وَمن رأى أقفالا مَوْضُوعَة على الحوانيت فَإِنَّهُ كساد لأَهْلهَا وَتَقْيِيد أُمُورهم. وَمن رأى أَنه كسر قفلا فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن ان كَانَ مِمَّا يكره فِي التَّعْبِير فعله فَلَيْسَ بمحمود وَإِن كَانَ مِمَّا يشْكر فَهُوَ مَحْمُود وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا الحمامات والفنادق والأسواق والحوانيت والطواحين والأفران) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الحمامات) وَهِي على أوجه قيل عمَارَة الْحمام غير محمودة وخرابها ضد ذَلِك. وَمن رأى حَماما دلّ على الْهم وَالْغَم وَالْغسْل فِيهِ فَرح وسرور فَإِن كَانَ المَاء معتدلا فَهُوَ جيد وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ينور بنورة فِي الْحمام وتنظف وَغسل جسده فَإِن كَانَ خَائفًا أَو) مغموما أَو ضَعِيفا أَو مديونا فَإِنَّهُ فرج من جَمِيع مَا ذكر وَإِن كَانَ ذَا مَال فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي مَاله وَإِن لم يغسل النورة عَن جسده لَا يتم أمره. وَمن رأى أَنه شرب مَاء حارا فِي الْحمام فَإِنَّهُ يضعف بالحمى أَو بعلة البرسام. وَمن رأى أَن فِي حارته حَماما فَإِنَّهُ يظْهر هُنَاكَ امْرَأَة فَاحِشَة. وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 717 جع رُؤْيا الْحمام على سِتَّة أوجه امْرَأَة وغم وَدين وتعطيل وتصديق وقرض وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْحمام على الْمَرْأَة الْقيمَة أَو كَبِير الدَّار. وَمن رأى أَنه صَار حَماما فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة حسناء وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا صَارَت حمامية فَإِنَّهَا تسْعَى فِي صَلَاح أمورها ومنافعها. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَبْنِي حَماما فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة. وَمن رأى أَنه دخل الْحمام فَإِنَّهُ يُصِيب هما وغما وغيظا بِقدر حره وعاقبته إِلَى خير مَا لم يغْتَسل بِمَاء سخن فَإِنَّهُ يكثر همه وحزنه وَرُبمَا يكون من قبل النِّسَاء وَإِن كَانَ المَاء بَارِدًا دلّ على نجاته من كل سوء وَرُبمَا دلّ دُخُول الْحمام على دُخُول سجن أَو شَرّ أَو مرض وعَلى قدر حره يكون ذَلِك. وَمن رأى أَنه ينْتَقل فِي الْحمام من مَكَان إِلَى مَكَان آخر فَإِنَّهُ ينْتَقل من حَال إِلَى حَال وَقيل التجرد فِي الْحمام هم من قبل النسْوَة. وَمن رأى أَنه فِي الْحمام بثيابه فَإِنَّهُ حُصُول هم من قبل أمه أَو أُخْته أَو أحد مَحَارمه. وَمن رأى أَنه دخل على نسْوَة فِي حمام فَإِنَّهُ يرتكب حَرَامًا. وَمن رأى أَنه أَتَى حَماما وَلم يدْخلهُ فَإِنَّهُ يلاقي رجلا وَيَقَع بَينهمَا شَرّ. وَمن رأى أَنه فِي حمام وسرق لَهُ شَيْء فَإِنَّهُ يُخَاصم رجلا عِنْد السُّلْطَان. وَمن رأى أَنه دخل حَماما فَوَجَدَهُ حارا لَا يَسْتَطِيع الاقامة بِهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وغم شَدِيد بِقدر حره. وَمن رأى أَنه دخل حَماما فَوَجَدَهُ بَارِدًا يحصل من الاقامة فِيهِ ضَرَر لَا خير فِيهِ. وَمن رأى حَماما نظيفا وَبِه مَاء حَار رطب وبارد معتدل وَبِه خدمَة فَلَا بَأْس بِهِ هَذَا إِذا كَانَ نوى الطَّهَارَة مَا لم ير مَا يكره فِي علم التَّعْبِير. وَمن رأى أَنه دخل حَماما فَوجدَ فِيهِ قذرا أَو مَا يكره وجود مثله فِي الْحمام فَإِنَّهُ مُبَالغَة فِي) الْهم. وَمن رأى عورات النِّسَاء مكشوفات فِي حمام فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن قلَّة دين وارتكاب محرم. وَمن رأى أَنه اغْتسل بِهِ عبرت رُؤْيَاهُ على الْخَيْر. وخلاوي الْحمام بَنَات امْرَأَة. وَأما الأحواض ومجاري الْمِيَاه والقصع والطاسات فهن نسَاء ينتسبن إِلَى الْحمام من الْآلَات المؤنثة. وَمن رأى أَنه دخل حَماما فَوجدَ فِيهِ مَا لَا يُمكن دُخُوله وَلَا يحل بِهِ فَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ مَكْرُوها فَلَا خير فِيهِ وَقيل فتح الجامة أَو الطَّاقَة أَو الْأَبْوَاب من الْحمام نقص من الْهم وَالْغَم وَأما المستوقد فَلَا يحمد فِي الرُّؤْيَا بِمَا يعبر بالوالي الظَّالِم الَّذِي يَأْكُل أَمْوَال النَّاس ظلما. وَمن رأى أَنه يسكن قرب مستوقد فَإِنَّهُ يأوي إِلَى أَقوام مفسدين ويقرهم على فسادهم. وَمن رأى أَنه أَخذ من ناره شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا من أَي وَجه كَانَ وَإِن ألْقى فِيهِ شَيْئا فَإِن الْوَالِي يغرمه شَيْئا. وَمن رأى أَن فِي المستوقد خللاً فَإِنَّهُ فَسَاد فِي حق الْوَالِي ومضرة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الفنادق والخانات) وهم عِنْد التُّجَّار والمسافرين بِمَعْنى وَاحِد لِأَن التُّجَّار ينزلون بالفنادق ويدخرون بهَا بضائعهم فَمن رأى فندقا مَجْهُولا فَإِن كَانَ مَرِيضا يخَاف عَلَيْهِ من الْمَوْت وَإِن كَانَ على سفر فَإِنَّهُ يُسَافر وَرُبمَا ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان. وَمن رأى أَنه خرج من فندق وَركب دَابَّته عِنْد خُرُوجه فَإِن كَانَ مُسَافِرًا فَإِنَّهُ يقطع سفرا وَإِن كَانَ مَرِيضا فَلَيْسَ بمحمود فِي حَقه. وَقيل رُؤْيا الخان يؤول على سِتَّة أوجه امْرَأَة فَاحِشَة وحرز وسلامة وَدخُول فِي أَمر لَيْسَ بمحمود وراحة من تَعب وَنقص من الجاه وَعز وَقيل رُؤْيا الخان تؤول بالمسافرين فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين يعبر بهم وَرُبمَا كَانَ الخان رجلا جمريا والفندق رجلا أدبيا. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَسْوَاق) وَهِي على أوجه حج وَجِهَاد وَفَائِدَة وذلة ومحاربة وفتنة وامتحان ومعيشة وَأمر وعطلة. وَمن رأى أَنه فِي سوق من الْأَسْوَاق يتجر فِيهِ فَإِنَّهُ يُجَاهد فِي سَبِيل الله تَعَالَى أَو يعْمل عملا صَالحا يؤجره الله تَعَالَى ويجزل ثَوَابه وينجيه من عَذَابه لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم. وَمن رأى أَنه فِي سوق وَقد فَاتَتْهُ فِيهِ صفقته فَإِنَّهُ يفوتهُ الْحَج وَمَا أمله من أَعمال الْبر. وَمن رأى السُّوق خَالِيا أَو مقفولا وَأَهله يَغْشَاهُم النَّاس فضد ذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 718 وَمن رأى نسْوَة كَثِيرَة فِي سوق فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة مفاسد ذَلِك السُّوق وَقيل كَثْرَة بيع وَشِرَاء واقبال دنيا على أَهله وَرُبمَا أَتَاهُ عَامل يَشْتَرِي مِنْهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وسوق الْخَيل دَلِيل على مَحل الْعِزّ. وسوق القماش دَلِيل على مَحل الستْرَة والبهاء. وسوق الْجمال دَلِيل على مَحل أَقوام أعاجم. وسوق الْحمير دَلِيل على مشي الْحَال. وسوق الْبَقر إِن كَانَ مَا يُبَاع فِيهِ سمينا دَلِيل على سِنِين مخصبة وَإِن كَانُوا عِجَافًا أَو هزالًا فعلى سِنِين مُجْدِبَة وَرُبمَا دلّ سوق الْبَقر على اجْتِمَاع الفلكية وتقويم السنين. وسوق الْغنم دَلِيل على مَحل أَقوام كبار وَنسَاء من أكَابِر الْقَوْم.) وسوق الْخشب دَلِيل على مَحل يجْتَمع فِيهِ أَقوام فَاسِقُونَ. وسوق الرَّقِيق على أوجه خير وهم وحزن وتجارة رابحة وَتعذر حَاجَة وَنَجَاة من غم وهم وفقر وحاجة وَحُصُول رزق من سُلْطَان وَقيل البيع خير من الشِّرَاء فِي الرَّقِيق خَاصَّة. وسوق الدَّجَاج مَحْمُود وسوق الصاغة مَحل اجْتِمَاع أهل الْبدع ودخوله حُصُول إِثْم. وسوق الملاهي لَا خير فِيهِ. وسوق المَال من حَيْثُ الْجُمْلَة مَحْمُود لِأَنَّهُ مَحل مَا يُوجد بِهِ إِقَامَة النُّفُوس وَلَا يحمد للملوك دُخُول الْأَسْوَاق وَقيل لَا بَأْس بِهِ. ورؤيا سوق الطُّيُور مَحل الخدم وَقيل مَحل الْكَلَام. وسوق الْفرش يؤول بدار الْملك لِأَنَّهَا مَحل المناصب والفراش يؤول بالمنصب أَو الْمَرْأَة لكل أحد على مَا يَلِيق بِهِ. وَقَالَ مُحَمَّد بن شامويه رُؤْيا السُّوق من حَيْثُ الْجُمْلَة وَلَو بيع فِيهِ مهما كَانَ ان كَانَ عَامِرًا وَأَهله جالسون فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ غير عَامر وَلَيْسَ بِهِ أحد فبضده. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا السُّوق يؤول بالدنيا فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين يؤول بدنياه. وَقيل من رأى أَنه أَتَى بِشَيْء من الْأَشْيَاء إِلَى سوق من الْأَسْوَاق وَأَرَادَ بَيْعه فَلم يبع فَإِنَّهُ حُصُول مذلة وَقيل خير إِذا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة. وَمن رأى أَن سوقا فِيهِ صنف من الْأَصْنَاف بِكَثْرَة فَإِنَّهُ يدل على كساد ذَلِك الصِّنْف. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الحوانيت) فَمن رأى أَنه جلس فِي حَانُوت لغيره بِغَيْر رِضَاهُ فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى محرم بِسَبَب نسَاء الْخَلَائق. وَقَالَ جع رُؤْيا الْحَانُوت تؤول على سِتَّة أوجه امْرَأَة وعيش طيب وَعز وجاه وَأُمُور محمودة وارتفاع وظفر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه جلس فِي حَانُوت فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد خيرا. وَمن رأى أَن حانوته تعدى عَلَيْهِ أَو حدث فِيهِ حَادث شين فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة أَو تعذر أَمر وكساد معيشة. وَمن رأى أَنه جلس فِي حَانُوت وَكَانَ أَهلا للولاية فَإِنَّهُ يتَوَلَّى منصبا وَكلما ارْتَفع الْحَانُوت كَانَ مَحْمُودًا وَأما الْحَانُوت الَّذِي وضع فِيهِ آلَة الْأَمْوَات فَإِنَّهُ مَحل يكْتَسب مِنْهُ الرّفْعَة وَأما حَانُوت السِّقَايَة فَهُوَ مَحل يحصل مِنْهُ الْخَيْر والرزق للخاص وَالْعَام. وَمن رأى أَن حانوته خرب أَو نهب فَإِنَّهُ حُصُول أَمر مَكْرُوه فِيمَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك وَيحصل بِهِ غَايَة الخسارة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الطواحين) قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ أما الطاحون الدائر على المَاء فَيدل على رجل حسن السياسة سديد الرَّأْي تحتوي يَده على أَمْوَال كَثِيرَة ودورانها يدل على سفر وعَلى اجْتِمَاع رزق وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على الْحَرْب وانكسار الرَّحَى اخْتلف فِي تَأْوِيله فَمنهمْ من قَالَ يدل على موت صَاحبهَا. وَمن رأى أَنه ذهب بحنطة إِلَى الطاحونة وطحنها فَإِنَّهُ نفع من صَاحب الطاحونة وَرُبمَا ينْتَفع صَاحب الطاحونة مِنْهُ أَيْضا. وَمن رأى خللا فِي الطاحونة أَو رأى أَن أحدا سرق الْحجر فحصول خلل لصَاحِبهَا وَقيل مرض. وَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا الطاحونة تدل على خُصُومَة وقتال وَأما إِذا كَانَت الطاحونة ملكه فَهُوَ أقل فتْنَة. وَمن رأى حجرا دَائِرَة بِغَيْر قَمح فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَإِن كَانَ فِيهِ قَمح يَدُور عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على مشي حَاله فِي سَببه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى حجر طاحون من حَدِيد أَو نُحَاس فَإِنَّهُ يدل على خُصُومَة شَدِيدَة وَإِن) كَانَت من قزاز تكون خُصُومَة بِسَبَب النِّسَاء. وَمن رأى أَنه يُدِير طاحونا بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يدل على شريك شُجَاع وَلَا يكون الشَّرِيك على سداد فِي أَحْوَاله. وَقَالَ جع رُؤْيا الطاحونة تؤول على خَمْسَة أوجه سُلْطَان وَرَئِيس كَبِير وَقُوَّة وشجاعة وَرَأس نوبَة ورؤيا مَوضِع الطاحون تدل على رَئِيس كَبِير. وَقَالَ خَالِد الاصفهاني من رأى طاحونة دَائِرَة سَوَاء على المَاء أَو بدواب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 719 فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير ومعيشة وَرُبمَا كَانَت الرَّحَى حَربًا لقَوْل الْعَرَب دَار الْحَرْب دور الرَّحَى وَإِن لم تدر فَهِيَ امْرَأَة يُصِيبهَا. وَمن رأى أَنه يطحن بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا كثيرا وَينْفق من عمل يَده وَرُبمَا دلّ ذَلِك على الزواج أَو التَّسَرِّي. وَمن رأى أَن رحى انتزعت مِنْهُ غصبا أَو كسرت فلقا فَإِنَّهُ مَوته وَإِن كَانَت ملكا لغيره فيؤول بِهِ. وَمن رأى أَنه نصب رحى ليطحن فِيهَا للنَّاس فَإِن كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ يجلس للحكومة للرعية وَإِن كَانَ من آحَاد النَّاس فَإِنَّهُ يتسبب فِي شَيْء يحصل مِنْهُ رزقه. وَمن رأى أَن رحى تنقش فَإِنَّهُ قوام معيشته وبلوغ مقاصده وظفر بِأُمُور. وَمن رأى أَنه يصلب رحى فَإِنَّهُ يتَوَصَّل إِلَى شَيْء يحصل بِهِ نتاج وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يطحن برحى لَا قطب لَهَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة لَا عصمَة لَهُ عَلَيْهَا. وَمن رأى أَنه أَخذ قطب رحى فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى أَنه دخل بَيت طاحون فَإِنَّهُ يدْخل مَكَانا يحصل مِنْهُ الرزق. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأفران) وَهِي على أوجه سَواد من نسْوَة الْعَالم وهم وحزن وانسان ظَالِم يقْضِي على يَدَيْهِ أشغال النَّاس. فَمن رأى أَنه يخبز شَيْئا فَإِنَّهُ مَحْمُود وَرُبمَا دلّ على انْتِهَاء أَمر أَو حُصُول رزق. وَمن رأى أَنه يحمي فرناً فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى حَاكم. وَمن رأى فرنا بَارِدًا فَهِيَ امْرَأَة من نسَاء الْعَوام ونتيجة قدره وَرُبمَا دلّ الفرن على الْأَمْن. وَقَالَ الْكرْمَانِي خبز الشَّيْء فِي الفرن إِذا خبز فَهُوَ على كل حَال مَحْمُود. وَمن رأى أَنه يُرِيد خبز شَيْء وَلَا يخبز فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَالله أعلم. (الْبَاب السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا الْجبَال والصخور والتلال وَالْقَوَاعِد والعواميد والسلالم) قَالَ دانيال من رأى أَنه فَوق جبل ويظن ان ذَلِك الْجَبَل ملكه فَإِنَّهُ يلتجيء إِلَى رجل جليل وَمن رأى أَنه صعد جبلا وَصَارَ فَوْقه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من ملك ذِي مهابة وَتحصل لَهُ منزلَة عالية. وَمن رأى أَن جبلا اقتلع من مَكَان أَو تَفَرَّقت أجزاؤه فَإِنَّهُ زَوَال ملك عَظِيم وتفرق جماعته وَإِن كَانَ هُوَ المتسبب فِي ذَلِك فَإِنَّهُ يكون على يَدَيْهِ أَو بواسطته. وَمن رأى أَنه اتخذ مقَاما فِي جبل فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى ملك بأنواع الخدم ويتمكن مِنْهُ. وَمن رأى أَنه نزل من أَعلَى جبل فَإِنَّهُ ينزل عَن مَنْزِلَته وَيكون نُقْصَانا فِي حَقه وَقيل النُّزُول من أَعلَى الْجبَال وَغَيرهَا رُجُوع من أَمر أَو خلاف مَا أمله. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه صعد جبلا أَو مَا يشابهه أَو مَكَانا مرتفعا من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَقَضَاء حَاجَة وعلو منزلَة وظفر بِمَا يحاول وَالنُّزُول عَن شَيْء من ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه خر من جبل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول منقصة فِي الدّين وَالدُّنْيَا والفضيحة عِنْد النَّاس. وَمن رأى أَن جبلا اهتز وتشقق فَإِنَّهُ حُصُول ضعف لملك ذَلِك الْمَكَان فَإِن رَآهُ سكن وَعَاد صَحِيحا فَهُوَ شِفَاء وَقُوَّة لذَلِك الْملك بعد ضعف. وَمن رأى أَن جبلا قد اخضر وَحسن فَإِنَّهُ يؤول بالابهة لملك ذَلِك الْمَكَان وَزِيَادَة حشمه) وَمن رأى أَن بجبل شَيْئا من أَنْوَاع الوحوش وَذَوي المخالب والأنياب فَإِنَّهُ يؤول بحاكم فَاسد الدّين. وَمن رأى أَن جبلا صَار تُرَابا خَالِصا فَإِنَّهُ يدل على ملك خسيس لَا فَائِدَة فِيهِ. وَمن رأى أَن جبلا ممتلئا بالشوك فَإِنَّهُ ملك يُؤْذِي النَّاس بالْقَوْل وَالْفِعْل وَلَا يحصل من قربه للنَّاس إِلَّا الْمضرَّة. وَمن رأى أَنه صعد إِلَى جبل قَاف فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله. وَمن رأى أَنه صعد إِلَى جبل طور سيناء فَإِنَّهُ يتناظر مَعَ إِنْسَان فِي أَمر صَوَاب وَيحصل لَهُ بِوَاسِطَة ذَلِك خير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه صعد جبل الجودى فَإِنَّهُ اسْتِوَاء فِي أُمُوره أَو سَلامَة وَعز لقَوْله تَعَالَى واستوت على الجودى. وَمن رأى أَنه بجبل عَرَفَات فَإِنَّهُ يدل على حُصُول تَوْبَة وَخير. وَمن رأى أَنه صعد جبل لبنان فَإِنَّهُ يصاحب الْعلمَاء. وَمن رأى أَنه فِي جبل مظلم فَإِنَّهُ هَلَاك ومصيبة وَرُبمَا كَانَ ملكا ظلوما فَاسد الدّين قَبِيح المنظر. وَمن رأى أَنه فِي جبل وَقد صَار فِيهِ نتيجة حَسَنَة المنظر فَإِن ملك ذَلِك الْمَكَان يجود لرعيته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 720 وَيحصل للرائي من جِهَته مَال ونعمة. وَمن رأى أَنه صعد جبلا وَرَأى فِيهِ ثقبا فَدخل فِيهِ فَإِنَّهُ يطلع على سر الْملك وأموره المغطية فَإِن خرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من ذَلِك صلَة وَعَطَاء. وَمن رأى جبلا من بعد فَإِنَّهُ يفتكر فِي أَمر من الْأُمُور. وَمن رأى أَنه سالك فِي جبل على شَيْء صفة السّلم المعمر فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَإِن كَانَ منقورا فَفِيهِ خلاف. وَقَالَ جع رُؤْيا الْجَبَل تؤول بِالْملكِ وَالظفر والرياسة وَبَقَاء الرَّاحَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ملك جبلا فَإِنَّهُ يملك رجلا ضخم الشَّأْن منيعا قاسي الْقلب. وَمن رأى أَنه يحوم حوله فَإِنَّهُ يعْتَمد على رجل كَبِير ينَال على يَده شرفا ومنزلة. وَمن رأى أَنه اسْتندَ إِلَى جبل فَإِنَّهُ يلتجيء إِلَى ملك عَظِيم على قدر الْجَبَل.) وَمن رأى أَنه على جبل قد استكمن من مَوْضِعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما من قبل ذَلِك الرجل فَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ مَاله وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَصلح حَاله وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن. وَمن رأى أَنه يفر من سفينة إِلَى جبل فَإِنَّهُ يعطب لقصة نوح عَلَيْهِ السَّلَام مَعَ وَلَده أَو من رأى وَمن رأى أَنه يَرْمِي نَفسه من جبل من غير حُصُول ضَرَر فَإِنَّهُ ينفذ كتبه وَكَلَامه فِي سُلْطَانه يُصِيبهُ. وَمن رأى أَنه خرج من جبل ثمَّ اسْتَوَى قَائِما مَعَ تَأْثِير فَإِن الْأَمر الَّذِي يحاوله لَا يتم لَهُ. وَمن رأى أَنه فِي جبل وَمَعَهُ شَيْء من آلَات السِّلَاح أَو مرافق سُلْطَان فَإِنَّهُ ينَال خيرا ورفعة. وَمن رأى أَنه يُرِيد صعُود جبل فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِرَجُل قاسي الْقلب بعيد الهمة أَو يُرِيد أمرا فَإِن الْجَبَل حِينَئِذٍ هَهُنَا غَايَة فِي نَفسه يبلغهَا وبقدر صُعُوده فِي الْجَبَل وعَلى قدر سهولته أَو صعوبته عَلَيْهِ فِي الطُّلُوع يكون ذَلِك. وَمن رأى أَنه يصعد الْجَبَل مستويا لَا يعرج فِي صُعُوده فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا عَاجلا. وَمن رأى أَنه صعد على غير هَيْئَة مرضية إِلَى أَن بلغ إِلَى سنه واستوى عَلَيْهِ فقد اسْتَوَى عمره وَبلغ النِّهَايَة من سنه وَقيل السُّقُوط من الْجَبَل سُقُوط نجم وَتَمام أجل. وَمن رأى الْجَبَل وَلم يصعد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم أَو يأمل مَا لَا يتم لَهُ لقَوْله تَعَالَى سآوي إِلَى جبل يعصمني من المَاء. وَمن رأى الْجَبَل سقط من مَكَان بعيد فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم شَدِيد. وَمن رأى أَن الْجَبَل احْتَرَقَ فَإِنَّهُ موت ملك تِلْكَ الأَرْض. وَمن رأى أَنه فِي كَهْف جبل أَو قصد دُخُوله فَإِن ذَلِك ملْجأ ومأوى لقَوْله تَعَالَى فأووا إِلَى الْكَهْف ينشر لكم ربكُم من رَحمته ويهيئ لكم من أَمركُم مرفقا. وَمن رأى أَن الْجبَال تسير فَإِنَّهُ يدل على حروب تتحرك فِيهَا الْمُلُوك بَعْضهَا إِلَى بعض واضطراب بَين النَّاس وحادث يحدث فِي الْعَالم لِأَن ذَلِك من عَلَامَات الْقِيَامَة. وَمن رأى أَن جبلا عَاد زبدا فَإِنَّهُ ملك لَا يتم أمره وَهُوَ أَمر بَاطِل لَا حَقِيقَة لِأَن الزّبد بَاطِل. 3 - (فصل فِي رُؤْيا المغارات) قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه دخل مغارة فَإِنَّهُ يرحل عَن الدُّنْيَا هَذَا إِذا رأى أَنَّهَا مظْلمَة وَأقَام فَإِن خرج مِنْهَا يدْخل فِي أَمر مهمول ثمَّ ينجو مِنْهُ. وَقَالَ جَابر المغربي دُخُول المغارة يؤول بِدُخُول السجْن وَرُبمَا دلّ الدُّخُول فِي أَمر صَعب. وَمن رأى أَنه دخل مغارة وَهِي مظْلمَة عويصة فَإِنَّهُ مَوته لَا محَالة. وَمن رأى أَنه دخل فِي شَيْء من ذَلِك ثمَّ خرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا ثمَّ يعافى. وَمن رأى أَنه أودع شَيْئا فِي مغارة فَإِن الْملك يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَقيل غير ذَلِك لِأَنَّهَا مَحل الخبيئة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأودية) فَمن رأى أَنه دخل وَاديا كثير الْحَطب فَإِنَّهُ يصحب ملكا صَاحب دنيا أَو جليل الْقدر وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه تاه بواد بِحَيْثُ لم يظْهر مِنْهُ أثر فَإِنَّهُ يدل على مَوته. وَقَالَ دانيال الْوَادي الْكَبِير يؤول بوزير الْملك. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْوَادي يؤول بِالْحَجِّ لقَوْله تَعَالَى يَأْتِين من كل فج عميق. وَقَالَ جع رُؤْيا الْوَادي تؤول على سَبْعَة أوجه حج وَملك وحشمة وَمَال ونعمة وتجارة ورياسة وظفر وَعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 721 3 - (فصل فِي رُؤْيا التلول) وَهِي على أوجه. فَمن رأى تَلا فِي مَكَان مصطحب فَإِنَّهُ يصاحب إنْسَانا ذَا مهابة وَيحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة وَإِن صعده فَهُوَ أَجود خُصُوصا إِن جلس عَلَيْهِ فَإِن تحقق أَن ذَلِك التل ملكه فَإِنَّهُ حُصُول مَال وافر وَرُبمَا كَانَ من قبل كَبِير يَأْخُذهُ مِنْهُ بالقهر. وَقَالَ جع رُؤْيا التل تؤول على أَرْبَعَة أوجه علو وَمَال وَقُوَّة وخيانة. وَقيل من رأى أَنه على تل وَلَا يَسْتَطِيع النُّزُول من عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَوته وَقيل صعُود التل زواج بِامْرَأَة شريفة الْقدر أَو حُصُول أمل وَهُوَ على كل حَال مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة. وَمن رأى أَنه صعد وَهُوَ رَاكب إِلَى تل ووقف رَاكِبًا فَوْقه فَإِن كَانَ أَهلا للسلطنة نالها وَإِن كَانَ سُلْطَانا فَإِنَّهُ يمشي على عدوه ويظفر بِهِ وَهُوَ لجَمِيع النَّاس مَحْمُود. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْمَزَابِل) وَهِي الدُّنْيَا لِأَن بعض النَّاس سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كَيْفيَّة الدُّنْيَا فَأَشَارَ إِلَى مزبلة. وَقَالَ بعض المعبرين جَمِيع مَا يصرف فِي هَذِه الدُّنْيَا من المآكل الْحَسَنَة والملابس الْحَسَنَة والأمتعة وَالدَّوَاب مآل جَمِيع ذَلِك عِنْد التّلف المزبلة وَبِهَذَا الْمُقْتَضى تكون الدُّنْيَا مَجْمُوعَة فِيهَا. فَمن رأى مزبلة فَهُوَ حُصُول تمكن من الدُّنْيَا خُصُوصا ان جلس فَوْقهَا أَو رأى بهَا مَا يستوثق بِهِ وَرُبمَا دلّت على هم لِأَن الدُّنْيَا من عَادَتهَا الْهم لَا يَنْقَطِع مِنْهَا. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الصخور وَالْحِجَارَة والحصى) قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الصخور وَالْحِجَارَة تؤول على وَجْهَيْن مَال وَرجل كَبِير. فَمن رأى أَنه ملك شَيْئا من ذَلِك فَإِن كَانَ نَاعِمًا فَهُوَ حُصُول مَال وَإِن كَانَ صلبا فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من رجل مقَامه قدر ذَلِك. وَمن رأى أَنه رفع حجرا أَبيض فَإِنَّهُ يصحب انسانا جيد الطَّبْع ويصيب مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه رفع حجرا أصفر أَو حِجَارَة فَإِنَّهُ يصحب انسانا خبيثا ذاهل الخاطر وَأما الْحجر الْأَحْمَر فَإِنَّهُ رجل قَلِيل الدّين. وَأما الْحجر الأبلق فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل مُنَافِق وَرُبمَا ينَال من يحتوي عَلَيْهِ مَالا من رجل مُنَافِق على أَي وَجه كَانَ. وَمن رأى أَنه يجمع حِجَارَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من سفر. إِن كَانَت الْحِجَارَة من الفلاة فَإِنَّهُ يحصل ذَلِك المَال بالمكر وَالْحِيلَة. وَمن رأى أَنه ألْقى حجرا كَانَ بِيَدِهِ إِلَى حجر فَإِنَّهُ يُعْطي مَالا لرجل بِكَرَاهَة. وَمن رأى أَنه جمع صغَار الْحِجَارَة أَو مكسورها الدقيقة فَإِنَّهُ يجمع مَالا ويستولي عَلَيْهِ. وَمن رأى انسانا يرْجم آخر بِحجر فَإِنَّهُ يتهمه بزنا أَو بتهمة عَظِيمَة وَرُبمَا دلّ على كَلَام رَدِيء يَقع مِنْهُ فِي حَقه وَيكون تَأْثِيره على قدر الاصابة والتأثير. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي الصخور رجال قاسو الْقُلُوب لقَوْله تَعَالَى ثمَّ قست قُلُوبكُمْ وَلَكنهُمْ ذُو وَمن رأى أَنه علا صَخْرَة ليقلعها فَإِنَّهُ يحاول أمرا صعبا وَيكون مبلغه مِنْهُ بِقدر ذَلِك. وَمن رأى أَن صخورا عَظِيمَة سَقَطت فَإِن النَّاس يتوقعون حَربًا وَلَا يَقع وَرُبمَا وَقع فِيهِ حر أَو برد وَيحصل لأَهله مغرم أَو غَارة. وَمن رأى أَنه ينْقض فِي صَخْرَة فَإِنَّهُ يفتش عَن أَمر وينال مِنْهُ بِقدر مَا نقض فِي الصَّخْرَة. وَمن رأى أَنه يركب حجرا فَإِن كَانَ أعزب فَإِنَّهُ يتَزَوَّج والا فَهُوَ اشْتِغَال فِي أَمر من الْأُمُور. وَمن رأى أَنه ضرب صَخْرَة بعصا فانفلقت فَخرج مِنْهَا مَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ غنى وَرُبمَا كَانَ أمرا وَولَايَة ونفاذ حكم لقَوْله تَعَالَى فَقُلْنَا اضْرِب بعصاك الْحجر فانفجرت مِنْهُ اثْنَتَا عشرَة عينا الْآيَة وَرُبمَا كَانَ حُصُول رزق هَين. وَمن رأى أَنه علق فِي عُنُقه حجرا فَإِنَّهُ حُصُول شَرّ ومغرم.) وَمن رأى أَنه اسْتندَ إِلَى رجل مِقْدَاره ذَلِك وَأما حجر الزِّنَاد فَإِنَّهُ ملك سريع نَافِذ الْأَمر. وَمن رأى أَنه يمر على صَخْرَة ويكرر ذَلِك فَإِنَّهُ يلح فِي أَمر من رجل كَبِير ويؤثر ذَلِك وَيحصل مَقْصُوده لقَوْل بَعضهم: (أما ترى المَاء بتكراره ... فِي الصَّخْرَة الصماء قد أثرا) وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الصَّخْرَة سرُور وَفَرح وسعة عَيْش. وَأما الصوان فَإِنَّهُ فِي علم التَّعْبِير كالحجارة وَلَكِن أَشد وَأقوى وَقيل الْحَصَى يؤول بِالْمَالِ وَالْعلم. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْحَصَى صغَار النَّاس أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 722 علماؤهم وَقيل الْحَصَى تَعْبِيره بِالْحِسَابِ. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي من رأى أَن طائرا نزل من السَّمَاء فالتقط حصاه وصرها فِي ثَوْبه أَو ابتلعها فَإِنَّهُ يُحْصى علما وَرُبمَا كَانَت حُصُول فَائِدَة. وَمن رأى أَنه رمى بحصاة فِي بَحر ذهب مَاله فِيهِ. وَمن رأى أَنه رمى حَصَاة فِي بِئْر فَإِنَّهُ يصرف مَالا فِي زواج أَو شِرَاء خَادِم. وَمن رأى أَنه يَرْمِي حَصَاة على شَيْء فَإِن كَانَ لذَلِك تَأْوِيل فَإِنَّهُ يَشْتَرِي مَا يؤول عَلَيْهِ ذَلِك وَإِن لم يكن لَهُ تَأْوِيل فَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه. وَمن رأى أَنه يَرْمِي انسانا بحصاة فَإِنَّهُ يرميه بالْكلَام وَيكون مبلغه بِقدر الاصابة. وَمن رأى أَنه وَقع فِي أُذُنه حَصَاة فَإِنَّهُ يسمع كلَاما يُؤْذِيه وَيحصل لَهُ مضرَّة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْقَوَاعِد والعواميد) وللمعبرين فِي ذَلِك بحث. قَالَ ابْن سِيرِين العمود يؤول بِالرجلِ الْمُسْتَقيم الصَّادِق القَوْل وَرُبمَا كَانَ كلَاما قَوِيا فَمن رأى أَنه وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى بِيَدِهِ عمودا من حَدِيد فَإِنَّهُ يدل على قوته. وَمن رأى أَن أحدا أَخذه بِيَدِهِ عمودا فَإِنَّهُ يدل على ضعف قوته. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق العمود يؤول على ثَلَاثَة أوجه رجل صَادِق وَكَلَام فَخر وعلو مرتبَة. وَمن رأى أَن عمودا مَال عَن مَكَانَهُ فَإِن كَانَ واليا فَإِن عَامله قد خرج عَن طَاعَته وَخَالفهُ وَإِن كَانَ عَاملا فَإِن سُلْطَانه يمِيل عَلَيْهِ وَإِن كَانَ عبدا بَاعه سَيّده. وَأما العمود الْخشب فَصَاحب دولة وإقبال يدل على أَنه انسان يثبت بِهِ دولة الرَّائِي. فَمن رأى شَيْئا وَهُوَ على هَيْئَة حَسَنَة فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة وجاه وعلو قدر مِمَّن ينتسب إِلَيْهِ ذَلِك. وَمن رأى حَادِثا فِي ذَلِك فَإِنَّهُ زَوَال من نسب إِلَيْهِ. وَقَالَ الْكرْمَانِي العمود يدل على الِاسْم. وَقَالَ جَابر المغربي يدل على صَاحب الْبَيْت إِذا كَانَ من خشب فَإِن كَانَ من حَدِيد أَو فِيهِ قُوَّة فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة صَاحب الْبَيْت واقباله. وَمن رأى أَن بِجنب العمود عمودا آخر فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي أهل الْبَيْت وَأما الْقَاعِدَة فَهِيَ على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه اسْتندَ لقاعدة عَمُود أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ فَإِنَّهُ يسْتَند إِلَى عَجُوز وَمن رأى أَن قَاعِدَة كسرت أَو ذهب بهَا فَإِنَّهُ زَوَال قَاعِدَة الْبَيْت. وَمن رأى أَنه بَاعَ قَاعِدَة عَمُود فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته. 3 - (فصل فِي رُؤْيا السلالم والصعود والهبوط) من رأى أَنه صعد سلما من طين فَإِنَّهُ يصل إِلَى خير وَصَلَاح ورزق حَلَال. وَمن رأى أَنه صعد سلما من آجر وجص فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد دينه وَإِن كَانَ السّلم من حجر فَإِنَّهُ يدل على قساوة الْقلب وَإِن كَانَ من خشب فَإِنَّهُ يدل على ضعف الدّين. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه صعد سلما طَويلا فَإِن كَانَ أَهلا للرياسة فَإِنَّهُ ينَال منزلَة عالية وَإِن لم يكن فَهُوَ حُصُول خير من ذِي سُلْطَان. وَمن رأى أَنه نزل عَن شَيْء من ذَلِك فتعبيره ضد مَا ذكر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يصعد سلما ثمَّ ينزل ثمَّ يصعد ويكرر ذَلِك فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أُمُور النَّاس بِخَير وَيحصل لَهُ نتيجة. قَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السّلم لأهل الصّلاح ظفر على الْأَعْدَاء وَلأَهل الْفساد قلَّة دين وارتكاب معاصي. وَمن رأى أَنه صعد درجا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَعزا وَقُوَّة وَحسن دين وَإِن كَانَ مَرِيضا وَبلغ آخر الدرج فَإِنَّهُ انْقِضَاء عمره. وَمن رأى أَنه صعد درجا كَثِيرَة لَا يُحْصى عَددهَا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة ويتقدم على رجال ان كَانَ أَهلا لذَلِك وينال من ذَلِك عز ورفعة وتمكنا وَإِن لم كن أَهلا لذَلِك فَهُوَ حسن دينه واسلامه لقَوْله تَعَالَى سنستدرجهم من حَيْثُ لَا يعلمُونَ وَرُبمَا دلّ على الارتحال من منزل إِلَى منزل. وَمن رأى أَنه نزل عَن سلم أَو درج من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ ان كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ ينزل عَن مَنْزِلَته وَإِن كَانَ لَهُ فرس نزل عَنْهَا وَمَشى رَاجِلا وَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة مَرِيضَة هَلَكت. وَقيل من رأى أَنه صعد سلما أصَاب خيرا ورفعة من حَيْثُ الْجُمْلَة وَمن حَيْثُ لَا يؤمل ذَلِك. وَمن رأى أَنه صعد سلما قَدِيما أصَاب خيرا من تِجَارَة وَإِن خَاصم أحدا فَإِنَّهُ فلاح وظفر بخصمه. وَمن رأى أَنه سقط من سلم حَدِيد أصَاب فَتْرَة فِي دينه وَيرجع عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه نزل من سلم قديم دَرَجَة دَرَجَة كسدت تِجَارَته. وَمن رأى أَنه على سلم خشب فانكسر بِهِ أَفْلح خَصمه عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه نصب سلما وَنزل مِنْهُ إِلَى مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يسلم من الْخَوْف والغدر.) وَقَالَ بعض المعبرين الصعُود للْجَمِيع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 723 مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة والهبوط ضِدّه إِلَّا أَن يكون نصب سلما لمصْلحَة فَإِنَّهُ سَلامَة وَرُبمَا دلّ وجود السّلم على بُلُوغ المُرَاد وَعَدَمه عِنْد الضَّرُورَة إِلَيْهِ ضِدّه لقَوْله تَعَالَى أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ الْآيَة. وَمن رأى أَنه يصعد سلما دَرَجَة دَرَجَة فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى الرياسة بالتدريج وَرُبمَا دلّ على تَوْلِيَة الخطابة لمن يكون أَهلهَا وَالله أعلم. (الْبَاب الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا البحور والأنهار والسواقي والآبار والعيون والسيول والبرك والفساقي والشاذروان والمياه) 3 - (فصل فِي رُؤْيا البحور) وَهِي على أوجه للمعبرين فِي ذَلِك مبَاحث وأصول وتفريع. قَالَ دانيال رُؤْيا البحور مُطلقًا تؤول بالخليفة أَو السُّلْطَان أَو عَالم فَاضل يُسْتَفَاد من علمه. فَمن رأى بحرا رائقا هادئا فَإِنَّهُ ملك عَادل دين وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه شرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِمَّا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْبَحْر خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه نزل بحرا وغاص فِيهِ إِلَى ان وصل إِلَى قاعه وتلوث من طينه فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من سُلْطَان هم وغم. وَمن رأى أَنه نزل بحرا وَهُوَ يعوم فَإِنَّهُ يحبس. وَمن رأى أَنه يعوم فِي بَحر وَلَا يجد لَهُ مخلصا وَلَا يرى برا فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة عَن ملك عَظِيم حَتَّى لَا يُمكن خلاصه مِنْهَا. وَمن رأى أَنه غرق فِي الْبَحْر ثمَّ نجا مِنْهُ فَإِنَّهُ يغرق فِي أُمُور الدُّنْيَا ومحنها ثمَّ يتَخَلَّص من ذَلِك. وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى بَحر من بعيد وَلم يقرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤمل أملا وَلَا يصل إِلَيْهِ. وَمن رأى أَنه سَار على وَجه الْبَحْر وَلم تبتل قدماه فَإِنَّهُ ينجو من نَار الْجَحِيم وَيكون فِي الدُّنْيَا مصلحا. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يشرب من الْبَحْر وَهُوَ بَارِد فَإِنَّهُ يحصل بَينه وَبَين أحد خُصُومَة وَإِن كَانَ عَالما فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من الْعلم مَا هُوَ غَرَضه وَإِن كَانَ من اخصاء الْملك فَإِنَّهُ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي أُمُوره.) وَمن رأى أَنه يشرب من الْبَحْر مَاء حارا فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وهم وغم لقَوْله تَعَالَى وَسقوا مَاء حميما وَإِن كَانَ كريه الطّعْم والرائحة فَهُوَ حُصُول غَلَبَة من خَصمه وَرُبمَا كَانَ نكد عَيْش من وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن الْبَحْر يبس فَإِنَّهُ نقص فِي عَسْكَر الْملك وَرُبمَا كَانَ هلاكهم. وَمن رأى أَنه شرب بحرا جملَة حَتَّى لم ير أَنه تَأَخّر مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يملك ملكا أَو علما ويظفر بِهِ ان كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فَهُوَ حُصُول ظفر. وَمن رأى أَن شَيْئا من حَيَوَان الْبَحْر كَلمه فَإِنَّهُ يُبِيح بسر الْملك. وَمن رأى أَن مَاء الْبَحْر هاج وتلاطمت أمواجه واسودت بِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ دَلِيل على الْفساد والعصيان وَكَثْرَة الاثم والذنُوب لقَوْله تَعَالَى يَغْشَاهُ موج من فَوْقه موج من فَوْقه سَحَاب. وَمن رأى أَنه أخرج من الْبَحْر مَا يُؤْكَل فَإِنَّهُ حُصُول رزق من وَجه حل. وَمن رأى أَنه شرب من الْبَحْر مَاء صَالحا فَإِنَّهُ يكْتَسب مَالا من وَجه حرَام والعذب مَال حَلَال. وَمن رأى أَنه أخرج شَيْئا من الْبَحْر سَوَاء كَانَ من أَنْوَاع الْمَعَادِن أَو الْجَوَاهِر أَو غَيره مِمَّا لم يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَهُوَ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَأما مَا يُنكر مثله فَهُوَ ظفر وَإِن كَانَ أهل الْعلم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي علمه. وَمن رأى أَنه أخرج شَيْئا مُؤْذِيًا فَإِنَّهُ يملك عَدو الْملك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْبَحْر تؤول على سِتَّة ملك وَرَئِيس وعالم وَعلم وَمَال وشغل كَبِير. (سخي العطايا والمواهب كَفه ... يزِيد على الْبَحْر الْمُحِيط إِذا عطا) وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ يبس الْبَحْر العذب موت الْخَلِيفَة وَالْبَحْر العالي هم وفتنة وطغيان لقَوْله تَعَالَى إِنَّا لما طَغى المَاء الْآيَة. وَالْغَرق يدل على ارْتِكَاب مَعْصِيّة كَبِيرَة واظهار بِدعَة وَالْمَوْت فِي الْغَرق يدل على الْمَوْت على غير الْإِسْلَام وَرُبمَا يدل على غرق الْإِنْسَان فِي الْبَحْر على هلكة من جِهَة السُّلْطَان. وَمن رأى كَأَنَّهُ غرق وَجعل يغوص مرّة ويطفو أُخْرَى ويحرك يَدَيْهِ فَإِنَّهُ ينَال منزلَة ودولة. وَمن رأى أَنه نزل الْبَحْر ثمَّ خرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يرجع فِي أَمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 724 الدُّنْيَا إِلَى الدّين وَالصَّلَاح وَرُبمَا كَانَ الْغَرق سفرا فِي سَلامَة. وَقيل من رأى أَنه وَاقِف على سطح بَحر فَإِنَّهُ يُصِيب شَيْئا من السُّلْطَان لم يرجه.) وَمن رأى أَن الْبَحْر ارْتَفع من الأَرْض فَهُوَ سُلْطَان غشوم ظَالِم. وَمن رأى أَن الْبَحْر نقص وَصَارَ خليجا فَإِن الشَّيْطَان يضعف وَيذْهب عَن تِلْكَ الْبِلَاد ويصيب النَّاس خيرا. وَمن رأى أَنه دخل بحرا فَإِنَّهُ قَابل على أَمر السُّلْطَان وَإِن كَانَ مَرِيضا اشْتَدَّ مَرضه. وَمن رأى أَنه خرج من الْبَحْر فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان خيرا وَيذْهب عَنهُ الْهم وَالْغَم. وَمن رأى أَنه يسبح فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ مرض أَو هم من قبل السُّلْطَان فَإِن خرج مِنْهُ شفَاه الله تَعَالَى وَفرج همه. وَمن رأى أَنه قطع بحرا إِلَى الْجَانِب الآخر يَقع فِي هم وَخَوف وَيسلم مِنْهُ وَقيل انه نجاة. وَمن رأى أَنه يجوز بحرا فَإِنَّهُ يُسَافر وَيذْهب همه ويلقي خيرا. وَمن رأى أَن بحرا طاميا حَال بَينه وَبَين الطَّرِيق فَإِن كَانَ مُسَافِرًا فَإِنَّهُ يقطع الطَّرِيق وَرُبمَا كَانَ عاقة من قبل السُّلْطَان أَو كربَة. وَمن رأى أَن الْبَحْر غمره فَإِنَّهُ يُصِيب هما غَالِبا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مَاؤُهُ عكرا وَفِيه وَحل. وَمن رأى أَنه سبح فِي بَحر فَإِنَّهُ يعالج أمرا هُوَ فِيهِ وَيكون مَحْبُوسًا فِي ذَلِك الْأَمر وَيطول عَلَيْهِ بِقدر مَا يعالج فِي السباحة. وَمن رأى أَنه غاص فِي الْبَحْر وَغَابَ وَرَأى مَعَ ذَلِك شدَّة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ الْمَوْت من أَيدي النَّاس أَو يَمُوت شَهِيدا لِأَن الغريق شَهِيد وَرُبمَا كَانَ مَوته فَجْأَة وَعَلِيهِ خَطَايَا لقَوْله تَعَالَى مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نَارا. وَمن رأى أَنه غرق فِي بَحر فَهُوَ يغرق فِي هم الدُّنْيَا لقَوْل بعض الْعَرَب فلَان غرق فِي النَّعيم. وَمن رأى أَنه يغوص فِي بَحر لاطلاع شَيْء مِنْهُ فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر وَيكون مبلغه من ذَلِك بِقدر مَا وَمن رأى أَنه يَأْخُذ مَاء من الْبَحْر نَالَ من السُّلْطَان مَالا أَو جمع علما على قدر اصابته من المَاء. وَمن رأى أَنه أَخذ المَاء من الْبَحْر فَمنع فتعبيره ضِدّه. وَقيل رُؤْيا دجلة تؤول بالخليفة. ورؤيا سيحون تؤول بِملك الْهِنْد. ورؤيا جيحون تؤول بِملك خُرَاسَان.) والفرات تؤول بِملك الرّوم. والنيل تؤول بِملك مصر. وَقيل رُؤْيا الْبَحْر الْمُحِيط ملك كَافِر غَالب أَو من يُنَاسِبه فِي القَوْل وَالْعَمَل إِذا كَانَ من الْمُلُوك الْمُسلمين الضخام. وَمن رأى أَنه عَالم فِي الْبَحْر المالح فَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ الشّرْب مِنْهُ وَاخْتلف فِي مَائه فَمنهمْ من قَالَ. من رأى أَنه أَخذ شَيْئا فَهُوَ حُصُول مَال حرَام وَمِنْهُم من قَالَ حُصُول هم وغم ومصيبة. وَمن رأى أَن بحرا يجْرِي من الْأَنْوَاع السائلة فَإِنَّهُ تغير ملك ذَلِك الْمَكَان وَقيل ان كَانَ نَوعه مِمَّا وَمن رأى أَن بحرا سائرا قد وقف فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَحْوَال الْملك. وَمن رأى أَن بحرا طلع بمَكَان لم يعْهَد فِيهِ فَإِن الْملك يجتاز بِهِ أَو جنده وَأما الْبَحْر إِذا كَانَ من دم فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة يحصل فِيهَا سفك الدِّمَاء. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَنْهَار) وَهِي على أوجه. فَمن رأى نَهرا صافيا عذبا فَإِنَّهُ حسن معيشة وصفاء وَقت خُصُوصا ان شرب مِنْهُ وَقيل رُؤْيا النَّهر تؤول بوكيل الْملك وَإِن رَآهُ فِي مَكَان مَعْرُوف يَقْتَضِي أَن فِيهِ عَاملا فَهُوَ إِيَّاه. وَمن رأى أَنه على شَيْء مُرْتَفع وَالنّهر يجْرِي من تَحْتَهُ فَإِنَّهُ حُصُول خير ونعمة ورفعة وَرُبمَا كَانَ من أهل الحنة لقَوْله تَعَالَى يجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار لَهُم فهيا مَا يشاءون. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى نَهرا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي عقله ومعيشته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه سبح فِي نهر أَو غرف فِيهِ فتأويله كتأويل الْبَحْر لَكِن يكون مَكَان الْملك من هُوَ دونه. وَقيل من رأى فِي النَّهر مَا يحب مثله فَهُوَ جيد فِي حق الْعَامِل أَو ملك دون السُّلْطَان. وَمن رأى نَهرا من شَيْء سَائل فَإِنَّهُ رزق وَخير ونعمة لقَوْله تَعَالَى فِيهَا أَنهَار من مَاء غير آسن وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين. 3 - (فصل فِي رُؤْيا السواقي) وَهِي على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى ساقية ضَعِيفَة يَدُور بهَا المَاء الْيَسِير فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة للبشر إِذا كَانَت عَامَّة أَو لمن ملك تِلْكَ الساقية خَاصَّة. وَمن رأى أَن ساقية خرجت من خلال الدّور والبيوت فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة إِذا كَانَ مَاؤُهَا عذبا وَإِن كَانَ مالحا فَهُوَ مضرَّة أَو سوء ينشر وَيُقَال إِن الساقية امْرَأَة فَمَا رؤى فِيهَا من زين أَو شين فَهُوَ فِي الْمَرْأَة. وَمن رأى أَنه قطع ساقية جَارِيَة فَهِيَ مقاطعة بَينه وَبَين امْرَأَة تكون ذَات محرم. وَمن رأى أَنه خلف سافية فَإِنَّهُ يَمُوت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 725 ويخلف امْرَأَته بعده. وَمن رأى أَنه يَسْتَقِي من ساقية فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا بِقدر مَا استقى. وَمن رأى أَن ساقية تجْرِي ببستانه فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَ متزوجا تحمل امْرَأَته مِنْهُ. وَمن رأى أَنه يشرب مَاء عذبا من ساقية فَإِنَّهُ يُصِيب لذاذة عَيْش وَإِن كَانَ مرا فَهُوَ مرض. وَمن رأى أَن ساقية قد حبس مَاؤُهَا إِلَى أَن دفق فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد. وَمن رأى أَنه يجْرِي من ساقية نوع سَائل فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَلَذَّة وتعسر قريب مِمَّا يدل عَلَيْهِ فِي فصل الْأَنْهَار الْمَزِيد فِيهِ نوع يكره طعمه أَو مثله. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْآبَار) وَهِي فِي الأَصْل تؤول بِالْمَرْأَةِ وماؤها مَال الْمَرْأَة ودلوها يؤول بِالرجلِ. فَمن رأى أَنه شرب من بِئْر والبئر من طوب فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من زَوجته مَال وَتَكون امْرَأَة قريبَة لذِي جاه. وَمن رأى أَن مَاء بِئْر قد غاص فَإِنَّهُ صَلَاح زَوجته واتلاف مَاله. وَمن رأى أَنه قد أدلى دلوه ثمَّ جذبه فَتخلف الدَّلْو فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد نَاقص وَرُبمَا كَانَ سقطا. وَمن رأى أَنه يسْقِي شَيْئا من النَّبَات بِمَاء بِئْر فَإِنَّهُ يحصل مَالا ويتزوج بِهِ أَو يتسرى فَإِن نبت بِهِ شَيْء أَو أثمر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْبِئْر للرجل امْرَأَة مستبشرة وللمرأة رجل حسن الْخلق وَرُبمَا دلّ رُؤْيا مَاء الْبِئْر على المَال. وَمن رأى أَنه وَقع فِي قصر بِئْر فَإِنَّهُ يَمُوت. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يشرب مَاء بِئْر فَإِنَّهُ يمرض. وَمن رأى أَنه نزل بِئْرا فَإِنَّهُ يسجن أَو يقتل وَإِن كَانَ فِي سفينة عطبت وَإِن كَانَ مُسَافِرًا فِي الْبر قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق. وَمن رأى أَنه طلع من بِئْر فَإِنَّهُ يفرج الله عَنهُ ويخلص من سجنه ويشفى باذن الله تَعَالَى. وَمن رأى أَنه وَقع فِي بِئْر وَلم يجد من يرفعهُ فَذَلِك قَبره. وَمن رأى أَنه يَسْتَقِي من بِئْر فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا مَكْرُوها وَإِن فرغ ذَلِك المَاء فِي غير إِنَاء فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ ويذهبه. وَمن رأى أَنه يُدْلِي دلوا فِي بِئْر يَسْتَقِي مِنْهُ مَاء فَإِن كَانَ عِنْده حَامِل أَتَت بِغُلَام لقَوْله تَعَالَى وأسروه بضَاعَة وَإِن كَانَ عِنْده عليل أَفَاق وَإِن كَانَ مسجونا نجا وَخرج وَإِلَّا يُوصل إِلَى السُّلْطَان فِي حَاجَة وَرُبمَا كَانَ الْبِئْر امْرَأَة تشْتَهي وَرُبمَا كن الْبِئْر مَوته. وَمن رأى بِئْرا وَبِه مَاء كدر فَإِنَّهُ نكد وضيق معيشة. وَمن رأى أَنه يملك بِئْرا أَو احتوى عَلَيْهَا أَو تصرف فِيهَا فَإِنَّهُ يفعل كَذَلِك بِامْرَأَة. وَمن رأى أَنه ينظر فِي بِئْر فَإِنَّهُ متفكر فِي أَمر امْرَأَة وَيرى خيرا.) وَمن رأى أَنه وقف على بِئْر وَبِيَدِهِ دلو يُرِيد أَن يُدْلِي بِهِ فَإِن ذَلِك سفر وَرُبمَا نَالَ مَالا وَخيرا. وَمن رأى أَن بِئْرا طوى وَكَانَ عِنْده امْرَأَة مَرِيضَة أَو على النّفاس فَإِنَّهَا تَبرأ من سقمها وتخلص من نفَاسهَا وَأما الْجب فَهُوَ نوع مِنْهُ وَلَكِن بَينهمَا فرق لكَون الْبِئْر يطلع مِنْهَا المَاء والجب يوضع فِيهِ المَاء وَلَكِن فِي حكم التَّعْبِير وَاحِد وَكَذَلِكَ الصهريج. وَقيل من رأى أَنه فِي جب فَإِنَّهُ يقتل أَو يمكر بِهِ لقَوْله تَعَالَى قَالَ قَائِل مِنْهُم لَا تقتلُوا يُوسُف وألقوه فِي غيابات الْجب. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْعُيُون) فَمن رأى عينا صَافِيَة عذبة رائقة تجْرِي تؤول بِرَجُل جليل الْقدر كريم جواد وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن عينا طفحت إِلَى مَكَان وَلم يكن لَهَا عَادَة بذلك فَإِنَّهُ يؤول بمصيبة لأهل ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَن عينا جَارِيَة بمَكَان وَلها عَادَة بذلك وَقد زَادَت عَن الْحَد فَإِنَّهُ يؤول بِخَير لأهل ذَلِك الْمَكَان وَحُصُول نعْمَة لَهُم وَإِن نقصت عَمَّا هِيَ مُعْتَادَة إِلَيْهِ فَإِنَّهُ ضد ذَلِك. وَمن رأى عينا بمَكَان قد يَبِسَتْ فَإِنَّهُ زَوَال كَبِير ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى عينا وَهِي صَافِيَة وَاسْتحْسن منظرها فَإِنَّهَا تؤول يعِيش هنىء وَعمر طَوِيل. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعين تؤول على خَمْسَة أوجه علو وَقدر ومصيبة وغم وَمرض وَعمر طَوِيل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى عينا تَفَجَّرَتْ من بَيته فَإِنَّهُ يُصِيبهُ حزن من قبل النِّسَاء وَلَكِن عاقبته إِلَى خير. وَمن رأى عينا تَفَجَّرَتْ من حَائِط كَانَ الْهم من قبل الرِّجَال الْأَقَارِب والأصدقاء. وَمن رأى عينا انفرجت وَخرج مِنْهَا المَاء حَتَّى مَلأ الدَّار فَإِنَّهُ يخرج من الهموم كلهَا وَرُبمَا كَانَ لأهل الْفساد حزنا بِسَبَب صِحَة جسم هَذَا إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 726 لم تكن جَارِيَة فَإِن كَانَت جَارِيَة فَهُوَ خير وبركة لقَوْله تَعَالَى فِيهَا عين جَارِيَة. وَقيل من رأى عين مَاء انفجرت فَإِنَّهُ ينَال أمرا. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يشرب من مَاء عين جَارِيَة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم.) وَمن رأى أَنه دفق عَلَيْهِ مَاء عين فَإِن كَانَ مهموما فرج الله همه أَو خَائفًا أَمنه الله أَو مَرِيضا شفى أَو عَلَيْهِ دين قضى أَو كَانَ مذنبا غفر الله ذنُوبه. وَمن رأى عينا صَافِيَة فَهِيَ حَيَاة طيبَة فَإِن جرت فِي خلال الْبيُوت فَهِيَ حَيَاة للعامة وَإِن جرت فِي الْأَمَاكِن المرتفعة فَهِيَ حَيَاة للخواص وَإِن جرت فِي الْبَادِيَة فَهِيَ حَيَاة للْعَرَب. وَمن رأى عينا انفجرت من حَيْثُ يُمكن انفجار الْعُيُون فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن وبكاء شَدِيد وَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض فَهُوَ مَوته وسيلان الْعُيُون فِي الْأَمَاكِن الَّتِي يُنكر سيلها فِيهِ تؤول بسيل الدُّمُوع والبكاء. وَمن رأى عينا صَافِيَة تجْرِي إِلَى دَاره وَمِنْهَا قدر مَعْلُوم فَذَلِك رزق وَخير يساق إِلَيْهِ. وَمن رأى أَن عينا جَارِيَة سدت أَو تعطلت فَإِنَّهُ تَعْطِيل معيشته ووقوف حَاله. وَمن رأى عينا صَافِيَة تجْرِي فِي شَيْء سَائل فتعبيره كتعبير مَا تقدم فِي فصل الْأَنْهَار. 3 - (فصل فِي رُؤْيا السُّيُول) وَمن رأى السَّيْل يغرق الأَرْض فَإِنَّهُ بلَاء يغشى النَّاس أَو عَدو يسير إِلَيْهِم أَو وباء يَقع فيهم الا أَن يكون مَاء نزل من السَّمَاء فَإِنَّهُ خير وغياث. وَمن رأى أَن السَّيْل يدْخل أَرضًا فَإِن الْعَدو هم لتِلْك الأَرْض بِالضَّرَرِ وكل مَاء غَالب لَا خير فِيهِ وكل مَاء ينقص فَلَا تحذر عائلته خُصُوصا إِن كَانَ كدرا. وَمن رأى أَن السَّيْل ذهب بِهِ ثمَّ نجا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ أَمر شَدِيد من سُلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه. وَمن رأى أَنه يعالج سيلا فَإِنَّهُ يعالج عدوا والظافر فِي الْيَقَظَة لِأَنَّهُمَا نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ. وَمن رأى أَن سيلا قد حَال بَينه وَبَين مقْصده فَإِنَّهُ عكس وهم وَعدم حُصُول مَطْلُوب. وَمن رأى أَنه يخرج من سيل فَإِنَّهُ يخرج من هم وَقيل السَّيْل عَدو أَو ملك جَائِر. وَمن رأى أَنه هرب من السَّيْل فَإِنَّهُ نجاة من عَدو وَلَكِن بخوف. وَقَالَ الْكرْمَانِي السَّيْل فِي الْمَكَان الْبَارِد مضرَّة وَفِي الْمَكَان الْحَار مَنْفَعَة وسرور. وَمن رأى أَن سيلا قَوِيا دخل مَكَانا فأخربه فَإِنَّهُ يؤول على هَلَاك أهل ذَلِك الْمَكَان لقَوْله تَعَالَى ففتحنا أَبْوَاب السَّمَاء بِمَاء منهمر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن السُّيُول والمياه طفحت إِلَى أَن غطت الْعَالم فَإِنَّهُ حُصُول عُقُوبَة لأهل ذَلِك الْمَكَان لقَوْله تَعَالَى فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم الطوفان وَرُبمَا دلّ السَّيْل إِذا خرب الْأَمَاكِن على) ظلم الْملك وجوره. وَمن رأى سيلا يجْرِي فِي مَكَان يَقْتَضِي جَرَيَان المَاء فِيهَا وَلَكِن لَيست عَادَته ذَلِك فَإِنَّهُ هم وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السَّيْل تؤول على أَرْبَعَة أوجه عَدو كَبِير أَو ملك ظَالِم أَو عَسْكَر غَالب أَو فتْنَة شَدِيدَة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا البرك) وَهِي تؤول بالنسوة. فَمن رأى بركَة مَمْلُوءَة مَاء فَهِيَ امْرَأَة حَسَنَة كَامِلَة الْعقل والحشمة فَإِن ملكهَا أَو احتوى عَلَيْهَا أَو شرب مِنْهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة تنْسب لذَلِك والسبح فِي البرك لَيْسَ بمحمود وَقَالَ آخَرُونَ غير ذَلِك. وَمن رأى أَنه غطس فِي قاع بركَة فَإِنَّهُ ينهمك على امْرَأَة وَيكون غاطسا فِي أمورها مَا لم يحصل مِنْهَا ضَرَر وَرُبمَا دلّ الْغَرق فِي الْبركَة على الْهم وَالْغَم. وَمن رأى بركَة يَبِسَتْ فَإِنَّهُ يؤول بعكس مَا مدحت بِهِ. وَمن رأى بركَة درجا فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن اما تَأَخّر من عمره عدد الدرج أَو حُصُول أَوْلَاد بعددهم وَرُبمَا كَانُوا قرَابَته. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْفُسَّاق) وَفرق بَين الْفُسَّاق وَالْبركَة فَأَما الْبركَة فَهِيَ المتسعة جدا الَّتِي تكون بالفلاة وَأما إِذا كَانَت فِي الْبيُوت المسقوفة فتسمى بحرة وَرُبمَا تسمى بركَة وَأما الفسقية فَهِيَ الَّتِي تكون بِالْبُيُوتِ والحمامات وَمَا أشبه ذَلِك. فَمن رأى فسقية فِي بَيته فَهِيَ زِيَادَة معيشة وَحُصُول رَاحَة وسعة وَرُبمَا دلّت الفسقية على الْمَرْأَة وَحكمهَا فِي التَّعْبِير كَحكم الْبركَة وَلَكِن التعطيل فِي طرف الفسقية ويناسبها تَعْطِيل فِي الْمَعيشَة والراحة وَرُبمَا دلّت الفسقية على السّريَّة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الشاذروانات) قَالَ ابْن سِيرِين الشاذروانات تؤول بِالدّينِ فَمن رأى شاذروانا حسنا وَلَكِن لَا يعلم لمن هُوَ فَإِنَّهُ يدل على علو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 727 قدره وَحسن عيشه وَطول عمره وَزِيَادَة رزقه فَإِن تحقق أَنه ملكه أَو لَهُ فحصول ذَلِك زِيَادَة وبشرى بِحُصُول الْأجر. وَمن رأى أَنه بشاذروان جَالس وَأَصْحَابه حلوه فَإِنَّهُ ينَال سُرُورًا وفرحا وَرِزْقًا وَاسِعًا وَحُصُول مرام وَقيل رُؤْيا الشاذروان إِذا لم يكن لَهُ وَتحقّق أَنه لغيره فَإِنَّهُ يتَغَيَّر عَلَيْهِ أَحْوَال الدُّنْيَا وَرُبمَا مَاتَ فِي غربَة. وَمن رأى شاذروانا صَغِيرا جدا فَإِنَّهُ قلَّة معيشة وَرُبمَا كَانَ قصر عمر خُصُوصا ان كَانَ معطلا فَإِن كبر وَكَثُرت مياهه فضد ذَلِك. وَمن رأى أَنه يحول شاذروانا فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من حَال إِلَى حَال وَرُبمَا كَانَ الْمُتَأَخر من عمره أقل من الَّذِي مضى خُصُوصا ان حمله. وَمن رأى أَن فِي شاذروان صُورَة منقوشة وكلمته فَإِن أحد يمدحه بمدح من نوع الِاسْتِهْزَاء. وَمن رأى أَنه بَاعَ شاذروانا أَو يوهبه لأحد فَإِنَّهُ دَلِيل الْخطر فليحترز. وَقَالَ دانيال من رأى شاذروانا يدل على حسن الْمَعيشَة وَطول الْعُمر وَكلما ان كَبِيرا كَانَ خيرا وأجود. وَمن رأى أَنه حمل شاذروانا على عُنُقه فَإِنَّهُ يؤول بِحمْل أمانات النَّاس. وَمن رأى أَنه يفتش شاذروانا لغيره فَإِنَّهُ يؤول بفراغ عمره. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى شاذروانا عتيقا أَو مشققا فَإِنَّهُ دَلِيل على ضيق عيشه وَجَوَاز) عمره بالغصص. وَمن رأى شاذروانا صَار أَخْضَر فَهُوَ خير ونعمة. وَإِن صَار أَحْمَر فَهُوَ شغل الدُّنْيَا. وَإِن صَار أصفر فَهُوَ مرض. وَإِن صَار أَبيض فَهُوَ نعْمَة وَكسب حَلَال. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى شاذروانا مَجْهُولا فِي مَكَان مَجْهُول فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب مَا جمعه الرَّائِي. وَمن رأى فِي دَار شاذورانا فَإِن صَاحب الدَّار يرى خيرا وَمَنْفَعَة. وَمن رأى شاذروانا فِي حَائِط فقلعه ومسكه بِيَدِهِ وَتكلم من أحد فَإِنَّهُ يدل على ان ذَلِك وقاية لَهُ خُصُوصا ان كَانَ الْمُخَاطب مَيتا فَهُوَ طول حَيَاة للرائي. وَمن رأى أَن شاذروانا مفروش وَهُوَ جَالس فَإِنَّهُ يدل على سفر وَحُصُول نعْمَة من ذَلِك السّفر. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الشاذروان على تَمَامه تؤول على أَرْبَعَة أوجه كسب حَلَال وَطول عمر وَمَال وَمَنْفَعَة ومعيشة وَإِن رَآهُ على غير التَّمام فَلَيْسَ بمحمود. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْمِيَاه) وَهِي تؤول على أوجه حَيَاة ورزق ومعيشة وراحة وطهور وَمَنْفَعَة ونعمة وصفاء وَمَوْت وهلاك وهم وغم وحزن وَولد وَعدل وفتنة وغنيمة وَمَال مَجْمُوع وَرخّص فِي الأسعار. قَالَ ابْن سِيرِين المَاء حَيَاة لقَوْله تَعَالَى وَجَعَلنَا من المَاء كل شَيْء حَيّ فَمن شرب من مَاء مُطلق فَإِنَّهُ حَيَاة طيبَة ورؤياه خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ كدرا فضد ذَلِك. وَقَالَ الْكرْمَانِي المَاء الْحَار ضعف وحزن. وَمن رأى أَنه أَخذ مَاء بِثَوْبِهِ فَإِنَّهُ نقص فِي مَاله ودنياه. وَمن رأى أَنه أَخذ مَاء فِي اناء جَدِيد زجاج فشربه فَإِن امْرَأَته تحمل وَإِن كسر مَاتَت الْأُم وَسلم الْوَلَد وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فضد ذَلِك. وَمن رأى أَنه أعْطى أحدا مَاء بِغَيْر ثمن فَإِنَّهُ يفعل الْمَعْرُوف وَرُبمَا تسبب لمَكَان فِي عمَارَة. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ قدحا يشرب مِنْهُ مَاء من أَي مَكَان كَانَت جَارِيَة فِيهِ الْمِيَاه أَو راكدة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ بلَاء ومحنة. وَقَالَ جَابر المغربي زِيَادَة الْمِيَاه فِي أَوْقَاتهَا بِكُل أَرض جَيِّدَة ونقصانها سَلامَة للعامة لقَوْله تَعَالَى وَقيل يَا أَرض ابلعي ماءك. وَمن رأى مَاء يصب بمَكَان فَإِنَّهُ يؤول على خصب تِلْكَ الأَرْض فِي تِلْكَ السّنة لقَوْله تَعَالَى إِنَّا صببنا المَاء صبا. وَمن رأى أَن فِي دَاره مَاء على أَي وَجه كَانَ وَهُوَ صَاف فَإِنَّهُ حَيَاة طيبَة وَربح ومعيشة وَإِن وَمن رأى أَنه فِي مَاء وَهُوَ قوي الْبدن فَإِنَّهُ يؤول على اشْتِغَاله بِأَمْر صَعب من جِهَة ملك وَيكون قَوْله مَقْبُولًا خُصُوصا ان كَانَ مَنْسُوبا لذَلِك الْأَمر. وَمن رأى أَنه دخل مَاء وَهُوَ بثيابه وَلم تبتل أَو كَانَ مَسْتُورا فَإِنَّهُ يؤول بِقُوَّة الدّين وَصِحَّة الْيَقِين والتوكل على الله فِي جَمِيع الْأُمُور وَتَكون أُمُوره مُسْتَقِيمَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. وَمن رأى أَنه حول المَاء إِلَى مَكَانَهُ أَو بستانه فَإِنَّهُ يدل على نِكَاح امْرَأَة أَو تسر بسرية. وَمن رأى أحدا دفق عَلَيْهِ المَاء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ المَاء كدرا أَو مَكْرُوها فِي الطّعْم والرائحة فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْمِيَاه يؤول على خَمْسَة أوجه يَقِين صَادِق وَقُوَّة وَأمر صَعب ومنادمة) الأكابر وَعمل من وَجه ذِي سُلْطَان. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه أعْطى مَاء فِي قدح يرْزق ولدا. وَإِن رأى أَنه يشرب من قدح مَاء صافيا نَالَ خيرا من أَهله وَولده والقدح الزّجاج رجل وَإِن كَانَ من مَعْدن أَو جَوْهَر فَهُوَ امْرَأَة. وَمن رأى أَنه شرب مَاء من قدح وَلم يَسعهُ فَإِن رُؤْيَاهُ تدل على نشوز امْرَأَته. وَمن رأى أَنه شرب مَاء أَكثر مِمَّا يشربه فِي الْيَقَظَة فَإِن عمره يطول وَإِن شرب المَاء صافيا فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 728 وَقَالَ ابْن سِيرِين ان رَأَتْ امْرَأَة انها تَسْقِي المَاء فَإِنَّهَا تمشي بَين النَّاس بِالْكَذِبِ. وَأما المَاء الراكد فِي التَّأْوِيل فاضعف من الْجَارِي وَقيل حبس لمن رأى أَنه وَقع فِيهِ. وَالْمَاء المالح غم وهم وَالْمَاء الكدر سوء معيشة. وَمن رأى فِي دَاره مَاء أسود فَإِنَّهُ يؤول بخراب الدَّار وشربه يدل على الْعَمى وَالْمَاء المنتن مَال حرَام. وَالْمَاء الْأَصْفَر مرض شَدِيد يحْتَاج إِلَى معالجة كَبِيرَة وَرُبمَا أدّى إِلَى الْهَلَاك. وَمن رأى أَن المَاء غَار فَإِن كَانَ ملكا فَإِنَّهُ يعْزل ورؤياه لغير الْمُلُوك ذلة وَعدم اعانة لقَوْله تَعَالَى قل أَرَأَيْتُم إِن أصبح ماؤكم غورا فَمن يأتيكم بِمَاء معِين. وَأما المَاء الْحَار الشَّديد فغم من جِهَة سُلْطَان جَائِر فَمن رأى أَنه اسْتَعْملهُ بِاللَّيْلِ أَصَابَهُ فزع من الْجِنّ وَإِن كَانَ كدرا فَهُوَ دهش وَقيل الْمِيَاه الكدرة من حَيْثُ الْجُمْلَة سُلْطَان جَائِر وكل مَا تجْرِي عَلَيْهِ الْمِيَاه ينْسب إِلَى الشدَّة. وَمن رأى أَنه نظر فِي مَاء صَاف فَرَأى وَجهه فِيهِ حسنا فَإِنَّهُ يحسن إِلَى أهل بَيته وصب المَاء انفاق مَال وجريانه من تَحت القناطر خير لرجل يتَوَصَّل بِهِ النَّاس إِلَى مقاصدهم. وَمن رأى أَنه أَخذ مَاء من قنطرة فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مَالا من مثل ذَلِك الرجل. وَمن رأى أَنه أحرز مَاء بمالا يُمكن الْحِرْز فِيهِ فَإِنَّهُ يعْتَمد على من لَا يَنْفَعهُ وَأما المَاء إِذا كَانَ فِي شَيْء من الْأَوَانِي فيؤول بِكُل وَاحِد على قدر مَا يَأْتِي فِي فَصله فِي الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين. وَمن رأى مَاء محرزا فِي شَيْء من الْأَشْيَاء فَهُوَ دَلِيل عمره فَمَا شربه مِنْهُ وَكَانَ قدر مَا مضى من عمره وَإِن تَأَخّر مِنْهُ شَيْء تؤول على قدره وَإِن شرب الْجَمِيع دلّ على فرَاغ أَجله وَأما جَمِيع الْمِيَاه الَّتِي تستخرج بالعلاج من أَي شَيْء كَانَ فَهُوَ رزق وَمَنْفَعَة.) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحِيَاض) أما حَوْض الْكَوْثَر فقد تقدم فِي فَصله فِي الْبَاب الرَّابِع وَأما بَقِيَّة الْحِيَاض من حَيْثُ الْجُمْلَة فيؤول على أَرْبَعَة أوجه رجال نافعون للنَّاس وأناس أَغْنِيَاء وَمَال مَجْمُوع وأناس ينْتَفع النَّاس من عَمَلهم. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه تسبب فِي إنْشَاء حَوْض سَبِيل فَإِنَّهُ يفعل الْخيرَات. وَمن رأى أَنه ينقصهُ فَإِنَّهُ يؤول بضده. وَمن رأى أَنه بيض حوضا وأتقنه فَإِنَّهُ يسْعَى فِي فعل الْخَيْر ويشكر عَلَيْهِ. وَمن رأى شَيْئا فِي الْحِيَاض من زين أَو شين فتعبيره على مَا تقدم مِمَّن نسب إِلَيْهِ. وَمن رأى أَن حوضا اتَّسع فَهُوَ زِيَادَة فِي علم عَالم ان كَانَ الْحَوْض مَجْهُولا وَإِن كَانَ لأحد مَعْرُوف فيعبر فِي التَّأْوِيل على هَيئته وَقد تقدم ذكر نبذة من ذَلِك على معنى التَّنْبِيه فِي فصل رُؤْيا الْحَوْض الْكَبِير. 3 - (فصل فِي رُؤْيا القنوات) وَمن رأى أَنه يصنع قناة فَإِنَّهُ يحتال بحيلة ومكر على أقربائه إِذا كَانَت الْقَنَاة مَعْرُوفَة وَإِن كَانَت مَجْهُولَة تكون الْحِيلَة على الْأَجَانِب وَرُبمَا كَانَت خِيَانَة إِذا قصد إِجْرَاء المَاء فِيهَا من مَاء غَيره هَذَا إِذا لم يجر فِيهَا مَاء وَأَن جرى يؤول بِالنِّكَاحِ. وَمن رأى أَنه يسْقِي بستانه بِمَاء قناة فَإِنَّهُ يصرف مَا حصله على امْرَأَة أَو سَرِيَّة وَرُبمَا جَامع أحد اقربائه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى قناة دَار أَو بُسْتَان جَارِيَة فَإِن كَانَ مهموما فرج الله عَنهُ. وَمن رأى قناة سدت فَإِنَّهُ يفْسد حَاله أَو يحمل مِنْهُ خَادِم فيتهم بذلك. وَمن رأى قناة مَجْهُولَة يجْرِي فِيهَا مَاء ينْفَصل من الْمِيَاه المستعملة فَهُوَ غم وهم. وَمن رأى أَنه سقط فِيهَا أَو تلطخ بنجاستها أَتَى حَرَامًا واتهم بِسَبَب خَادِم أَو امْرَأَة. وَمن رأى أَنه اصْطنع قناة أَو بالوعة لأجل مصارف الْمِيَاه المستعملة فَإِنَّهُ حُصُول فرج وَإِن (الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ) (فِي رُؤْيا السفن) وَهِي تتنوع على أَنْوَاع مُتعَدِّدَة يَأْتِي بَيَانهَا مفصلة ورؤيا القوارب وَجَمِيع آلَات المراكب 3 - (فصل فِي رُؤْيا المراكب) ) قَالَ دانيال رُؤْيا المراكب هم وغم وسجن وشغل فِيهِ ربح وملامة خُصُوصا لمن يكون فِي مركب وَلم يخرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 729 مِنْهَا. وَمن رأى أَنه خرج من مركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فرج. وَمن رأى أَنه هلك فِي مركب فَإِنَّهُ يهْلك فِي أَيدي النَّاس. وَمن رأى أَن مركبه وقف فِي أَرض يابسة فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع بلَاء ومحنة. وَمن رأى أَن مركبه غرق فَإِنَّهُ يغرق فِي كسب الدُّنْيَا. وَمن رأى أَن مركبه غرق ثمَّ خرج على المَاء بعض مَتَاعه وَإِن غرق جَمِيع مَتَاعه فَإِنَّهُ يدل على اتلاف مَاله. وَمن رأى أَن مركبه كسر فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة عَظِيمَة من أَبِيه. وَمن رأى أَنه جلس فِي مركب وَكَانَ الْمركب فِي مَوضِع عَال والمركب يسر على الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عزة وَحُرْمَة بِسَبَب الْملك والأكابر. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن مركبه يسير مُسْتَقْبلا للبحر فَإِنَّهُ يؤول على السّفر لقَوْله تَعَالَى وَله الْجوَار الْمُنْشَآت فِي الْبَحْر كالأعلام. وَمن رأى أَن مركبه وقف على جنب الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على إِقَامَته عَن سفر. وَمن رأى أَن مركبه يسير وَهُوَ يتبعهُ وَلَا يصل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول على صعوبة أُمُوره وَلَكِن يَجِيء لَهُ بُلُوغ الْمَقْصد. وَمن رأى أَنه يمشي على جنب الْمركب فَإِنَّهُ يُسَافر وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى لتجري الْفلك فِيهِ الْآيَة. وَمن رأى أَن الْمركب تسري فَإِنَّهُ يؤول بِأَن عُمَّال ذَلِك الْملك يتوجهون فِي الْمُهِمَّات إِلَى الأقطار. وَمن رأى أَنه جلس فِي مركب والمركب تسير على الْبَحْر وَهُوَ يخَاف مِنْهُ يدل على التَّقَرُّب إِلَى الْملك بِقدر الْمركب وَإِن رأى ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه فِي مركب مكمل وَهُوَ لابس زينته فَإِنَّهُ يدل على تقرب إِلَى حَرِيم الْملك. وَإِن رأى أَنَّهَا تخرقت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لملك من جِهَة حريمه. وَمن رأى أَنه سَائِر فِي مركب من حَدِيد فَإِنَّهُ يلقى قُوَّة من ملك وَإِن كَانَت من مَعْدن من الْمَعَادِن فتأويله كَذَلِك وَإِن لم تسر فتعبيره بضده.) وَمن رأى أَنه يَسُوق مركبا فَإِنَّهُ يدل على السّفر ومصاحبته لجَاهِل. وَمن رأى أَن مركبه تسير فِي اليبوسة فَإِنَّهُ يدل على السّفر بِغَيْر فَائِدَة وتطمع النَّاس فِيهِ. وَمن رأى أَن مركبه كسر فِي الْبر فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة من جِهَة جليل الْقدر. وَمن رأى أَن أَلْوَاح مركب ذهبت بهَا الرّيح فَإِن الْملك يَأْخُذ مِنْهُ مَالا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا المراكب تؤول على ثَمَانِيَة أوجه ولد وَأب وَامْرَأَة وركوب وَفَرح وَأمن وعيش وغنى وَإِن خرج من الْمركب بسلامة فيؤول لَهُ بِمَا ذكر وَإِن عطب فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه صَار مراكبيا وَهُوَ يدولب الْمركب فَإِنَّهُ دَلِيل على ان يكون مصلحا بَين النَّاس وَيكون مَقْبُول القَوْل وَإِن لم يدولب الْمركب كَمَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يكون خطرا فِي أمره وَقيل من رأى أَنه فِي سفينة فَإِنَّهُ فيهم أَو خُصُومَة أَو حبس أَو أَمر يحول بَينه وَبَين النهوض أَو تكون السَّفِينَة نجاة مِمَّا يخَاف ويحذر وَإِن كَانَ عزبا تزوج. وَمن رأى أَنه ينشىء سفينة أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ يتَزَوَّج أَو يتسرى لقَوْله تَعَالَى وَله الْجوَار الْآيَة. وَمن رأى أَنه كَانَ فِي سفينة فَخرج مِنْهَا إِلَى الْبر فَإِنَّهُ ينجو من الكرب وَالْحَبْس والمصائب والاسقام لقَوْله تَعَالَى فأنجيناه وَأَصْحَاب السَّفِينَة. وَمن رأى أَن السَّفِينَة تسْتَقْبل المَاء اسْتِقْبَالًا صعبا فَإِن الْهم الَّذِي فِيهِ صَعب الْخُرُوج عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن السَّفِينَة سهلة الْمسير فَإِن همه يضعف وَإِن كَانَ مسجونا صَعب خُرُوجه أَو مَرِيضا طَال مَرضه أَو مُسَافِرًا تعذر سَفَره. وَمن رأى أَن السَّفِينَة قَائِمَة بِهِ فِي المَاء الراكد كَانَ هما شَدِيدا وَأبْعد للنجاة. وَمن رأى أَنه فِي سفينة فِي بَحر أَو بر وَهُوَ على هَيْئَة مرضية فَإِنَّهُ يداخل الْملك أَو من يقوم مقَامه أَو تكون حَالَته كحالة السَّفِينَة فِي الْخطر وتعبها. وَمن رأى أَنه يصعد إِلَى سفينة من وسط الْبَحْر بَعْدَمَا أَيقَن بِالْهَلَاكِ فَإِن كَانَ مذنبا تَابَ من ذَنبه وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق وَإِن كَانَ طَالب علم أدْركهُ وَإِن كَانَ مهموما زَالَ همه وَإِن كَانَ عزبا تزوج أَو تسرى. وَمن رأى أَنه فِي سفينة وغرقت وَسلم هُوَ فَإِنَّهُ يغرق فِي أُمُور الدُّنْيَا وَتَكون عاقبته إِلَى خير. وَمن رأى أَنه حِين غرقت السَّفِينَة ذهب مَتَاعه فَإِنَّهُ نقص فِي مَاله ويعوض مِنْهُ لِأَن السَّفِينَة على) كل حَال نجاة وَمن رأى أَن السَّفِينَة انْكَسَرت بِهِ ثمَّ تَفَرَّقت ألواحها فَإِن ذَلِك مُصِيبَة وَرُبمَا وَمن رأى أَنه فِي سفينة وَقد خرقت فَإِنَّهُ يربح فِي سَفَره. وَمن رأى أَن لَهُ سفينتين فَرَأى أَحدهمَا قد خرقت فَإِن الَّتِي انخرقت هِيَ الَّتِي يُرْجَى نجاتها لقَوْله تَعَالَى أخرقتها لتغرق أَهلهَا وَرُبمَا دلّ العطب على السَّلامَة إِن كَانَت رُؤْيَاهُ صَادِقَة لتجارتها. وَمن رأى أَنه عدم فِي سفينة فَإِنَّهُ يكون نجاة من شَرّ مَا يحاذر وَرُبمَا أَنه يَمُوت على يَد امْرَأَة سَفِيهَة منافقة لِأَن السَّفِينَة من خشب. وَمن رأى أَنه فِي سفينة فِي مَاء مطر أَو بركَة فَإِنَّهُ تتقاطر عَلَيْهِ الدُّنْيَا ويزداد فِي دينه خيرا كثيرا وَلَا يزَال مأجورا فِي نَفسه وَمَاله. وَمن رأى أَنه فِي سفينة منحدرة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم على قدر انحدارها فَإِن بلغ حد المَاء المالح فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 730 مَوته وَإِن كَانَ غَنِيا فذهاب مَاله وَهَذِه الرُّؤْيَا من حَيْثُ الْجُمْلَة لَيست بمحمودة. وَمن رأى أَنه فِي سفينة تجْرِي بِهِ فِي الْبر فَإِنَّهُ نفاق فِي الْعَمَل أَو نِكَاح حرَام أَو سفر يحدث أَو مرض وَرُبمَا كَانَ حجا. وَمن رأى سفينة تجْرِي فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يَمُوت لَا محَالة. وَقيل رُؤْيا السَّفِينَة امْرَأَة قهرمانة. ورؤيا الْمركب الْمَعْرُوفَة عِنْد أَرْبَابهَا رجل كَبِير وَقسم المعبرون السفن على أَقسَام. فَأَما سفينة الْبَحْر المالح فَإِنَّهَا ان كَانَت للْمُسلمين فَهُوَ خير وَإِن كَانَت للْكفَّار فَهِيَ غنيمَة وَفَائِدَة تسمى عِنْد أَرْبَاب المراكب قرقورة وَأما الْغُرَاب فيؤول بقطاع الطَّرِيق وبالغزاة وَرُبمَا كَانَ حَربًا وفتنة. وَأما البرصاني فيؤول بِتِجَارَة المغاربة وَهُوَ مَنْفَعَة. وَأما الثلبى فيؤول بِتِجَارَة قليلي المكسب. وَأما الذهبية فتؤول بالسلطان. وَأما الحراقة فتؤول بالامراء. وَأما القرادة فتؤول بالوالي.) وَأما الدرمونة فَهِيَ على وَجْهَيْن تؤول بالوزير لِأَنَّهَا من تعلقات الدولة وَرُبمَا تعبر بِالْملكِ لِأَنَّهَا مَخْصُوصَة بِهِ. وَقيل رُؤْيا الْمركب الْمُعَلقَة تدل على رجال ذَوي مناصب. والمراكب بِغَيْر قلوع نسْوَة. والمراكب المنسية زواج. والمراكب الْمَكْسُورَة هم. والمراكب الغارقة نجاة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ركُوب السَّفِينَة نيل ولَايَة وَإِن صغرت السَّفِينَة دلّت على صغر الْولَايَة وَإِن كَبرت لَيْسَ بِأَهْل لذَلِك فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر دنيء فِيهِ مخاطرة. وَمن رأى أَنه ركب سفينة وَكَانَ فِي أَمر هائل فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْفرج أَو يتَمَسَّك بِرَجُل ذِي خطر. وَمن رأى كَأَنَّهُ خرج من السَّفِينَة إِلَى الْبر ارْتكب مَعْصِيّة لقَوْله تَعَالَى فَلَمَّا نجاهم إِلَى الْبر إِذا هم يشركُونَ. وَمن رأى كَأَن السَّفِينَة كسرت وَتَفَرَّقَتْ ألواحها وَتعلق بلوح مِنْهَا فَإِنَّهُ يشرف على هلكة ثمَّ ينجو وَإِن كَانَ تَاجِرًا خسر فِي تِجَارَته ثمَّ ينَال ربحا. وَمن رأى كَأَن السَّفِينَة غرقت وَتَفَرَّقَتْ ألواحها أُصِيبَت فِي وَالِده أَو من يقوم مقَامه أَو فِي الأقرباء والسفينة الْقَائِمَة الَّتِي لَا تجْرِي تدل على الْحَبْس لِأَنَّهُ لما قَامَت السَّفِينَة بِيُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حبس فِي الْحُوت وَأما بَقِيَّة الأبحر فَكل وَاحِدَة تعبر فِي أَهلهَا ومكانها نَظِير مَا تقدم. وَإِن رأى أَنه أصلح شَيْئا فِي سفينة فَإِنَّهُ يفْسد فِيهَا شَيْئا. وَمن رأى أَنه يفْسد فِيهَا شَيْئا فتعبيره ضِدّه لِأَن أهل معاش الْبَحْر يسمون صَلَاحهَا فَسَادًا وفسادها صلاحا. وَمن رأى أَنه فِي سفينة بمفرده فَإِنَّهُ يتَزَوَّج. وَمن رأى أَن سفينة موسوقة فَإِنَّهُ حُصُول خير على كل حَال. وَمن رأى أَنه يجذب سفينة من الْبر إِلَى الْبَحْر ينتسب فِي سره للْملك ويتقرب عِنْده. وَمن رأى ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه أطلع سفينة إِلَى مَكَان مُرْتَفع لم يُمكن طُلُوع السَّفِينَة فِي مثله فَهُوَ على وَجْهَيْن تسبب) لأحد فِي مَصَالِحه وعلو مَنْزِلَته وشهرته بَين النَّاس وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لَيْسَ بمحمود. وَقيل رُؤْيا المعدية الَّتِي تعدى فِي الْبَحْر بِالنَّاسِ وَالدَّوَاب على أَرْبَعَة أوجه سَلامَة وَأمر حظر وَامْرَأَة وتابوت. 3 - (فصل فِي رُؤْيا آلَات المراكب والقوارب) أما الْقلع فَحسن لقَوْل النَّاس ثناؤنا على فلَان كالقلع فِي الْبَحْر وَهُوَ على أوجه. قَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي من رأى قلوعا منشورة فِي الْبَحْر فَهُوَ ثَنَاء حسن. وَإِذا رأى أَنه أقلع فِي مركب فَإِنَّهُ يقْلع عَن الذُّنُوب. وَرُبمَا دلّ رُؤْيا الْقلع على شَيْء قَصده سَوَاء كَانَ إنْسَانا أَو حَيَوَانا أَو جمادا أَو نباتا فليعتبر الرَّائِي ذَلِك وَيفهم مَا قَصده فِي يقظته. وَأما حبال الْقلع فهم أَسبَاب وَسَيَأْتِي بَيَان ذكر الحبال فِي فَصله. وَأما المقاديف فتدل على رجال معاونين نفاعين. وَأما المرساة فتؤول بالاقامة عَن السّفر وبالزوجة الْمُدبرَة وبالقوة وبالسكينة. وَأما الدفة فتسمى بأسام مُخْتَلفَة فتدل على من هُوَ قَائِم بِأُمُور الْإِنْسَان ومدبرها وَرُبمَا كَانَت قيمَة الْبَيْت وَلَا خير فِي حُدُوث نازلة بهَا. وَأما الصاري فَإِنَّهُ يؤول بكبير الْقَوْم الَّذِي جَمِيع الْأَحْوَال مُتَعَلقَة بِهِ. فَمن رأى فِيهَا حَادِثا كَانَ عَائِدًا على ذَلِك وَكلما كَانَ قَوِيا ثَابتا فَهُوَ مَحْمُود. وَأما الْقرْيَة الَّتِي يوضع بهَا الْقلع فَإِنَّهَا تؤول بمعاون فِي الْأُمُور مناع للضَّرَر ومتسبب لصلاح النَّاس وَلَا خير فِي حُدُوث مَا يَضرهَا. وَأما الدَّلْو فَإِنَّهُ يؤول بِمن هُوَ سَاتِر لأموره فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك وَرُبمَا كَانَ دَالا على الْوِقَايَة وَفعل الخيريات وَكَذَا الْإِحْسَان. وَأما بَقِيَّة آلَات المراكب وَهِي عديدة فتؤول على ثَلَاثَة أوجه أعوان النَّاس ومسالك وَمَنْفَعَة خير. وَقيل فِي اللبان أَنه دَال على الطّرق وَصَاحب مَنْهَج وَتمسك وعصمة ومداراة وعيون ومعاونة وَرُبمَا كَانَت دَاره ودربه خُصُوصا ان كَانَ لَهَا حَدِيد وَأما القوارب فَهُوَ دون المراكب فِي الْخطر والافعال.) وَرُبمَا دلّت رُؤْيا القارب على الْهم وَالْغَم وَالْخُرُوج مِنْهُ خير وَفرج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 731 وَمن رأى بداره قاربا فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا دلّ على تكدير عَيْش. وَأما العشارى فَهُوَ فِي الْمَعْنى نَظِيره وَلَكِن فِي الْمقَام أجل لِأَنَّهُ ذُو مقاديف عديدة وَرُبمَا دلّ على ترجمان الْملك. وَمن رأى أَنه يركب مركبا فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا. وَمن رأى أَنه يقتلع شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يحصل مَالا وَقيل رُؤْيا جَمِيع المراكب والقوارب سجن خُصُوصا إِن دخل فِيهَا وَلَا سِيمَا إِن غلقت عَلَيْهِ نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك. وَمن رأى أَنه يصنع فِي شَيْء من ذَلِك مَا لَا يُمكن صناعَة مثله فِي الْيَقَظَة فَإِن ذَلِك لَيْسَ بمحمود. وَأما تَابُوت الْمركب فَإِنَّهُ يؤول بتاج الرجل وبهائه فمهما رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول على صَاحب الْمركب. وَأما الإسقالة فَهِيَ إِنْسَان تَجْتَمِع أشغال النَّاس عِنْده وَرُبمَا دلّت على اتِّصَال إِلَى أُمُور بِوَاسِطَة رجل مُنَافِق وَالله أعلم. (الْبَاب الْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا الْبَسَاتِين وَالْأَشْجَار والرياض وَالثِّمَار والرياحين وَنَحْوهَا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْبَسَاتِين) قَالَ دانيال الْبُسْتَان امْرَأَة فَمن رأى أَنه يسْقِي بستانه فَإِنَّهُ يؤول بالمجامعة. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن ببستانه شَيْئا من المشمومات فَإِنَّهُ يؤول بِولد صَالح. وَمن رأى أَن ببستانه شَجَرَة الخوخ فَإِنَّهُ يؤول بِولد نَافِع يتَعَلَّم الْعلم وَالْأَدب. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن لَهُ بستانا وَبِه أَشجَار مثمرة وَأكل مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَزَوَّج وَمن رأى أَنه دخل بستانا فِي أَيَّام الخريف فتساقط عَلَيْهِ من ورق الْأَشْجَار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم ونكد عَيْش. وَمن رأى أَنه فِي بُسْتَان وَبِه قصر وأشجار خضرَة ومياه وَامْرَأَة حسناء فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يَمُوت) شَهِيدا. وَمن رأى أَنه ببستان لَهُ أَشجَار فتساقط عَلَيْهِ من ثَمَرهَا فَإِنَّهُ يدل على مخاصمة شرِيف والنصرة عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه فِي بُسْتَان وَهُوَ على مَكَان مُرْتَفع مُضْطَجع فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة نَسْله. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْبُسْتَان يؤول بِرَجُل كَبِير ذِي مَال وجمال. وَمن رأى بستانا فِي أَيَّام الصَّيف مخضرا وَبِه ثمار فجَاء عَلَيْهِ سيل فاقتلعه فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك ملك أَو عزل عَامل ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَنه دخل فِي بُسْتَان وَرَأى فِيهِ أسدا فَإِنَّهُ يدل على ظفر حَاكم ذَلِك الْمَكَان على أعدائه. وَمن رأى بستانا أطلق بِهِ نَار يدل على موت الْفجأَة لحَاكم ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَن فِيهِ ذئابا وصيادا فَإِنَّهُ يؤول بظُلْم ذَلِك الْحَاكِم. وَمن رأى فِيهِ أبقارا وحمرا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة حشم وخدم وَمَال ونعمة. وَمن رأى أَن فِيهِ خيولا فَإِنَّهُ يدل على قوم عِظَام. وَمن رأى أَن بعض أَشجَار الْبُسْتَان طارت فَإِنَّهُ يدل على أَن عَسْكَر الْملك لَيْسَ لبَعْضهِم عهد. وَمن رأى أَنه دخل بستانا فَجمع من فواكهه وثماره وَتوجه بهَا لمنزله فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة من قبل الْملك. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْبُسْتَان فِي الأَصْل شغل الانسان وَعَمله على قدر همته. وَمن رأى أَن بستانا قد أَزْهَر وَحسن فَإِنَّهُ يؤول بِحسن شغله وَعَمله. وَمن رأى أَن بستانا قَلِيل الثَّمر وَلَيْسَ بِهِ خضرَة فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى بستانا بمَكَان لم يكن فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بِملك جَدِيد يَأْتِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى بستانا فِي أَيَّام الرّبيع فَإِنَّهُ يؤول بجور الْملك فِي رَعيته. وَمن رأى أَنه غرس بستانا وَنبت فَإِنَّهُ يؤول بزواج امْرَأَة وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْبُسْتَان تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة وَولد وعيش وَمَال ورفعة وسرور وسرية ورؤيا الْبُسْتَان امْرَأَة قيمَة وَرُبمَا تؤول رُؤْيا الْبُسْتَان على ثَلَاثَة أوجه قيمَة الْبَيْت وَولد وَصَاحب شغل.) وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْبَسَاتِين والحدائق مِمَّا يدل على الاسْتِغْفَار لقَوْله تَعَالَى فَقلت اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا يُرْسل عَلَيْكُم مدرارا الْآيَة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا ذَلِك على الْبشَارَة. وَمن رأى أَن أحدا مِنْهُم يسْقِي بستانه فَرُبمَا تنظر امْرَأَته إِلَى غَيره. وَمن رأى حَيَّة فِي بُسْتَان فَإِنَّهُ يدل على حماة أرضه وشجره. وَقيل من رأى أَنه دخل بستانا فَوَجَدَهُ كَامِلا من جَمِيع الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ حُصُول رزق وَخير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِن جنى مِنْهُ شَيْئا لقَوْله تَعَالَى حدائق ذَات بهجة مَا كَانَ لكم الْآيَة. وَمن رأى بستانا حسنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 732 فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَة حسناء وَامْرَأَة تَدعُوهُ إِلَى نَفسهَا وَهُوَ يمْتَنع فَإِنَّهُ يرْزق الشَّهَادَة وَيدخل الْجنَّة. وَقيل من رأى بستانا حسنا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَة غنية. وَمن رأى بستانا يسقى بساقية وَلم يُثمر فِيهِ شَيْء فَإِنَّهُ يدل على ان امْرَأَته لَيست راضية بِوَطْئِهِ. وَمن رأى أَن بستانا يسقى من غير ساقية فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَته فِي دبرهَا والبستان يؤول بدار السُّلْطَان أَو الْحَاكِم فَمن دخل بستانا فَإِنَّهُ يدْخل دَار أَحدهمَا. (فصل فِي رُؤْيا الرياض) وَمن رأى أَنه يدْخل رَوْضَة فَإِنَّهُ يدْخل فِي قلبه الاسلام ويتنزه وينال من الْبر وَالدّين بِقدر نزهته فِي تِلْكَ الرَّوْضَة وَرُبمَا تؤول بالمصحف أَو كتب الْعلم. فَمن رأى أَنه ينظر فِي رَوْضَة فَإِنَّهُ ينظر فِي الْمُصحف أَو كتب علم. وَمن رأى أَنه خرج من رَوْضَة إِلَى سبخَة أَو نَحْوهَا فَإِنَّهُ يخرج من الْهدى إِلَى الضَّلَالَة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل كل شَيْئا من الرياض فَإِنَّهُ ينَال علما وصلاحا فِي الدّين. وَقيل من رأى رَوْضَة وَلم يعرف نباتها فَإِنَّهَا تؤول بالاسلام وَالدّين. وَمن رأى أَنه فِي رَوْضَة وَقد تحقق انها ملكه على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وصفاء اعْتِقَاده على قدرهَا. وَمن رأى أَنه دخل رَوْضَة وَهِي ملك لغيره ثمَّ أَرَادَ بِدُخُولِهِ التَّنَزُّه فَإِنَّهُ يدل على مُجَالَسَته الصَّالِحين وَحجَّة مَعَهم وَأما حرقها أَو قلعهَا أَو يبسها فتأويله كَمَا تقدم فِي ذكر الْبَسَاتِين وَكَذَلِكَ إِذا رأى فِيهَا من الوحوش أَو هوَام الأَرْض وَأما الرَّوْضَة الَّتِي بحرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم فقد تقدم تعبيرها فِي الْبَاب الْعَاشِر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَشْجَار) قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْكَرم تؤول بِالْمَرْأَةِ وَثَمَرهَا مَالهَا وغلظها سعتها وانتشارها سَعَة رزقها وسقيها اتيانها وغرسها نيل شرف. وَمن رأى أَنه أَخذ من مَاء قضبان الْكَرم فَإِنَّهُ ينَال من امْرَأَة مَالا سَرِيعا. وَمن رأى فِي فصل الشتَاء كرما حَامِلا فَإِنَّهُ يعبر بِامْرَأَة قد ذهب مَالهَا وَهُوَ يظنّ أَنَّهَا غنية. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْأَشْجَار فِي التَّأْوِيل جَار على قدر جوهرها ونفعها وَأَغْصَانهَا أَو ولد صَاحبهَا وأقربائه وإخواته وورقها دَرَاهِمه فَإِنَّهَا من الْوَرق. وَمن رأى أَنه يَشْتَرِي كرما أَو يملكهُ فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى أَنه يغْرس كرما فَإِنَّهُ يُصِيب رفْعَة وسرورا. وَمن رأى أَنه تَحت دالية جَالس فَإِنَّهُ طول حَيَاته وَصِحَّة دينه. وَمن رأى أَنه فِي ادبار كرم فَإِنَّهُ عسر وكساد وإدبار. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه فِي كرم وَنَفسه مائلة إِلَى محبته فَإِنَّهُ يدل على أَنه يحب الْكَرم والسخاء كَمَا قَالَه بَعضهم. وَأما النّخل فَإِنَّهُم أنَاس كرام إِذا كَانَت الكروم فِي مَوضِع مَعْرُوف وَإِن كَانَت فِي مَوضِع مَجْهُول فَهُوَ ضِدّه. وَمن رأى أَنه صعد نَخْلَة فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من رجل شرِيف الْقدر وَإِن سقط فَإِنَّهُ لَا يتم مَا أمله. وَأما الخوص والجريد والليف فَهِيَ أَمْوَال حَلَال. وَقيل رُؤْيا النّخل فِي الدَّار يدل على مصاهرته لرجل أصيل وَإِن يبس فَإِنَّهُمَا يفترقان. وَإِن رأى النّخل يبس ثمَّ اخضر فَإِنَّهُ يدل على مرض أحد من أهل بَيته ثمَّ يعافى عَاجلا وَإِن قطع النّخل فَإِنَّهُ يمرض أحد من أهل بَيته. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النّخل يدل على رجل شرِيف أَو ولد بار صَاحب دين وَأَصله يدل على الْعشْرَة وكثرته تدل على اظهار الْمُحْسِنِينَ وسعته تدل على زِيَادَة الْعِيَال وقطعه يدل على موت رجل شرِيف شفيق. وَإِن رأى كَأَن لَهُ نخلا كثيرا فِي مَوضِع النّخل فَإِنَّهُ يَلِي أُمُور رجال على عدد تِلْكَ النّخل إِن كَانَ) أَهلا للولاية وَإِلَّا أصَاب تِجَارَة رابحة أَو صَنْعَة فاخرة. وَأما شَجَرَة الْجَوْز فَقَالَ الْكرْمَانِي إِنَّهَا تؤول بِرَجُل أعجمي شحيح نكد عسر. والطلوع على شَجَرَة الْجَوْز تدل على أَنه يصاحب رجلا أعجميا. وَقلع شَجَرَة الْجَوْز قتل رجل أعجمي. وشجرة التِّين رجل غَنِي كَبِير نَافِع يلجأ إِلَيْهِ أعداؤه لِأَن شَجَرَة التِّين مأوى الْحَيَّات وَرُبمَا دلّ على الْحزن وَأما شَجَرَة الزَّيْتُون فَهُوَ مبارك وَرُبمَا دلّ على الْعلم وَالْبركَة وَرُبمَا نفع الْأَقَارِب وَرُبمَا كَانَ شجر الزَّيْتُون توفر نعْمَة لمن عِنْده صَلَاح لقَوْله تَعَالَى وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا. وَأما التَّمَسُّك بورق الزَّيْتُون أَو عروقه فتمسك بالعروة الوثقى. وَأما شَجَرَة التفاح فتدل على رجل مُؤمن قريب إِلَى النَّاس وغرسها يدل على تربية يَتِيم ينشأ فِيهِ الْخَيْر وَرُبمَا دلّت على رجل حسن المنظر خَفِيف الرّوح يحصل للنَّاس بِصُحْبَتِهِ مَنْفَعَة وَأما شَجَرَة التفاح فتدل على هم الْإِنْسَان الَّذِي يهمه. وَمن رأى أَنه ملك شَجَرَة تفاح فَإِنَّهُ ينَال مَا قد هم بِهِ وَرُبمَا دلّت رُؤْيا شَجَرَة التفاح على قُوَّة الهمة. وَأما شَجَرَة الكمثرى فَرجل أعجمي يُدَارِي أَهله ليستخرج مِنْهُم مَالا وَرُبمَا كَانَ رجلا غَنِيا نَفَّاعًا. وَأما شَجَرَة الْعنَّاب فتدل على نيل ولَايَة ونفاذ أَمر لقَوْله تَعَالَى الَّذِي جعل لكم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 733 من الشّجر الْأَخْضَر نَارا الْآيَة. وَقَالَ بعض المصنفين لكتب التَّفْسِير هَهُنَا شَجَرَة الْعنَّاب وَالرُّمَّان ولَايَة ونفاذ أَمر وَرُبمَا تؤول بِرَجُل شرِيف نفاع. وَأما شَجَرَة الاترج فَرجل صَاحب ثَنَاء حسن يجْتَمع عَلَيْهِ الْجِيَاد والمناحيس وَرُبمَا دلّ على رجل أُمُوره مستورة وَرُبمَا كَانَ رجلا كَرِيمًا مصلحا وَأنْشد بعض الشُّعَرَاء يصف قوما: (كَأَنَّهُمْ شجر الأترج طَابَ معانيا ... وريحا فطاب الْعود وَالْوَرق) وَأما شجر النارنج فقد كرهه أَكْثَرهم لاشتقاق اسْمه وَرُبمَا دلّت على رجل ثقيل رَكِيك الطباع كثير الأسقام وَرُبمَا يكون صلابة فِي شَيْء هُوَ قاصده. وَأما شَجَرَة الخوخ فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل مستتر لَيْسَ يخلط فِي كَلَامه عليل الْبدن وَرُبمَا دلّت على) رجل يصل إِلَى علو بِسُرْعَة ثمَّ يَزُول عِنْد ذَلِك كَأَنَّهُ لم يكن فِيهِ. وَأما شَجَرَة المشمس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل فَاسد الدّين كثير الدَّنَانِير وَرُبمَا دلّت على رجل قَلِيل الْمَنْفَعَة كثير الأسقام متغير اللَّوْن. وَأما شجر السفرجل فيؤول بِرَجُل تَاجر سفار يدْخل الْأَمْوَال صَاحب مكنة رزين الدِّمَاغ رؤوف الْقلب وَرُبمَا كَانَ رجلا جليل الْقدر لطيف الْكَلَام بِحَيْثُ يحصل للنَّاس من كَلَامه عذوبة لين الطباع وَرُبمَا كَانَ رجلا يَبِيع الرَّقِيق. وَأما شَجَرَة النبق فتدل على رجل عراقي غير نَاقص وَهُوَ ذُو دين وَمَنْفَعَة. وَمن رأى فِي مكن شَجَرَة نبق مُفْردَة وَلَا يعلم صَاحبهَا فَإِنَّهَا تدل على الْبَقَاء فِيمَا هُوَ فِيهِ وَأما شَجَرَة الْعِنَب فَإِنَّهُ رجل أعجمي لَهُ مَنْفَعَة لَا يطلع عَلَيْهَا إِلَّا من لَهُ حَاجَة بهَا وَرُبمَا كَانَ سهلا فِي الْأُمُور مطاوعا رَقِيق الْحَاشِيَة. وَأما شَجَرَة الموز فَهُوَ رجل أعجمي صَاحب تقوى وكرامة يحصل مِنْهُ مَنْفَعَة وَله كسب وصنعة يحصل مِنْهَا نتيجة للخاص وَالْعَام وَرُبمَا كَانَ رجلا لَهُ صفتان كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تَنْفَع لعدة أَشْيَاء وَاسْتدلَّ بذلك على ورقه لكَونه يكون أَخْضَر أَو يَابسا وكل مِنْهُم يدْخل فِي أُمُور شَتَّى. وَمن رأى أَن شَجَرَة مُفْردَة تنْبت فِي بَيته وَعَلَيْهَا عرجون وَلَكِن أَخْضَر فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد لقَوْله تَعَالَى وطلح منضود وَهُوَ شَجَرَة الموز. وَأما شجر الموز فَهُوَ رجل بخيل وَرُبمَا كَانَ رجلا غَرِيبا. وَأما الْمركب مِنْهُ الْعظم فَهُوَ إِنْسَان تَارَة يحصل مِنْهُ للنَّاس كَلَام مر وَتارَة كَلَام حُلْو وَهُوَ لَا يسْتَمر على حَالَة وَاحِدَة. وَأما شَجَرَة البندق فَإِنَّهَا تدل على رجل غَرِيب صلب كثير اللَّهْو والطرب مقامر قَلِيل الْخَيْر وَرُبمَا كَانَ رجلا مُوسِرًا بغيضا لأجل مَالِيَّته لكَونه لَا يُعْطي. وَأما شجر الفستق فَإِنَّهُ يدل على رجل حسن المنظر رَقِيق الْحَاشِيَة ظريف كريم جواد يحب المعاشرة والمخالطة وَيَأْتِي مِنْهُ لأَصْحَابه خير وَرُبمَا دلّ على رجل غَنِي قوي وَلَكِن عِنْده شح وَأما الْجَوْز الْهِنْدِيّ وَهُوَ النارجيل فَهُوَ رجل منجم سحار كَذَّاب لَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه يغْرس شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يمْتَحن بالمنجمين وَيقوم بمؤنتهم ويصدقهم فِي قَوْلهم. وَأما شَجَرَة البلوط فَإِنَّهُ رجل مُوسر جَامع المَال صَعب عِنْده حقارة لَا يَأْتِي إِلَّا بالخداع.) وَأما شَجَرَة الْقسْط فَهُوَ من نَوعه وَلَكِن عِنْده سهولة وَهُوَ فِي النَّفْع أقرب مِنْهُ وَرُبمَا دلّ على رجل من سكان أهل الجزائر وَاخْتلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ يعبر بالكافر وَمِنْهُم من قَالَ يعبر بِالْمُسلمِ. وَأما شَجَرَة الرُّمَّان فَهُوَ رجل عَاقل نفاع يحصل مِنْهُ مَنَافِع كَثِيرَة على أَنْوَاع مُتعَدِّدَة وَهُوَ صَاحب دين يمنعهُ من الْمعاصِي والكبائر. وَأما شَجَرَة الْخلاف فَرجل مُخَالف لمن وَالَاهُ مخالط لمن عَادَاهُ يُحِبهُ أقرباؤه وَإِذا اسْتعْمل فِي أَمر لَا يكون لَهُ ثِيَاب. وَأما شَجَرَة الْورْد فَهِيَ رجل ذُو شرف أَو وَزِير أَو امْرَأَة ولود وقطعها حُصُول هم وغم. وَأما شَجَرَة الياسمين فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة غنية حسودة نكدة. فَإِن كَانَت الشَّجَرَة بَيْضَاء فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة جميلَة. وَإِن كَانَت صفراء فضد ذَلِك. وَأما شَجَرَة الطرفاء فَرجل مراء يضر بالأغنياء وينفع الْفُقَرَاء وَرُبمَا دلّ على أحد من أهل الصَّعِيد أَو الْعرَاق وَرُبمَا كَانَت انسانا عَارِيا من الْفَوَائِد لَا ينْتَفع بِهِ وَلَا يُسْتَفَاد مِنْهُ إِلَّا نوع وَاحِد. وَأما شَجَرَة الصنوبر فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل رفيع بعيد الصَّوْت إِلَّا أَنه مقل يسيء الْخلق مَعَ أَهله ويأوي إِلَيْهِ اللُّصُوص والظلمة كَمَا يأوي إِلَى شَجَرَة الصنوبر البوم والغراب والحدأة. وَأما شَجَرَة السرو فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل شرِيف النِّسْبَة قَلِيل المَال مُسْتَقِيم فِي الْأُمُور كريم وَمِنْه يُقَال الْكَرِيم السرى وَأنْشد فِي الْمَعْنى شعر: (إِن السرى هُوَ السرى بِنَفسِهِ ... وَابْن السرى إِذا سرى أسرى بهَا) وَأما شَجَرَة الدلب فتؤول بِرَجُل ضخم كثير الْأَوْلَاد سيء الْخلق لَا مَنْفَعَة فِيهِ وَرُبمَا دلّت على رجل يسْتَعْمل فِي الْأَشْيَاء السافلة. وَأما شَجَرَة الآبنوس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل صلب مُوسر هندي. وَأما شَجَرَة الساج فَملك أَو عَالم شَاعِر وَرُبمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 734 دلّت على كسر الْعدْل وَكَانَ على بَاب أبي شرْوَان شَجَرَة الساج فنقش عَلَيْهَا لَا أَفْلح من ظلم وَأما شَجَرَة الساج فِي دَاره فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال.) وَأما شَجَرَة السيسبان فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل أعجمي صَاحب طباع رَدِيئَة لَيْسَ يحصل مِنْهُ نتيجة إِلَّا لمن يحصل مِنْهُ ضَرَر. وَأما شَجَرَة الاجاص فَإِنَّهَا إِذا كَانَت ثَمَرَتهَا بَيْضَاء أَو صفراء فَإِنَّهَا تؤول بِكَثْرَة الْأَمْرَاض وَرُبمَا كَانَ رجلا عليلا وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فتؤول بالحكم الحاذق. وَكَذَلِكَ شجر البرقوق والسويداء والقراصية. وَأما شَجَرَة الْقطن الَّتِي لَا تقلع ويجنى قطنها فِي كل سنة فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل نفاع حَكِيم حَلِيم لين الْجَانِب وَأما الَّتِي تقطع فدون ذَلِك. وَأما شَجَرَة الصفصاف فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل مكتف بِرَأْيهِ لَا يسمع لأحد مِنْهُ بِشَيْء وَرُبمَا كَانَت انسانا ذَا حُرْمَة وجاه. وَأما شَجَرَة البقس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل شَدِيد ذِي قُوَّة وَمَنْفَعَة يسْتَعْمل فِي الْأُمُور الضرورية وَيحصل اسْتِعْمَاله فِي ذَلِك نتيجة وَلَكِن كثير الْأُمُور قَلِيل الاقامة سريع العطب. وَأما شَجَرَة الشوك الْعَالِيَة فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل مُضر صَاحب حيل وتخاطيف لِأَن بدرب الْحجاز يُوجد من ذَلِك كثير وَيحصل مِنْهُ الضَّرَر لمن يغْفل عَنهُ وَمَا حسب لَهُ حسابا. وَأما شَجَرَة الحنظل فَإِنَّهَا تكون فِي بعض الأقاليم كَثِيرَة حَتَّى يستظل بهَا وَهِي تؤول بِرَجُل مُنَافِق وَأما شَجَرَة الْعنَّاب فيؤول بِرَجُل كَبِير ذِي شَرّ ومضرة. وَأما شَجَرَة الْعود فتؤول بِرَجُل حسن صَاحب كَلَام جيد لطيف ذِي غنى مَحْمُود عِنْد النَّاس. وَأما شَجَرَة الْكَتَّان وَهُوَ كثير ينْبت بِأَرْض الْعرَاق فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل جليل الْقدر كريم النَّفس وَرُبمَا دلّ على المَال وَالْولد. وَأما شَجَرَة الليمون فتؤول بِرَجُل ثقيل الطَّبْع سيء الْخلق بِلَا حلاوة ونفعه قَلِيل وَرُبمَا كَانَ كثير الْأَمْرَاض. وَأما شجر الآس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَنِي فَاضل يحصل مِنْهُ للنَّاس نتيجة وعهد. وَأما غابة الْقصب فَهِيَ تؤول بانسان ذِي حشمة وَجَمَاعَة سيء الْخلق لَكِن كَلَامه مُسْتَقِيم يحصل مِنْهُ مداخلة فِي أُمُور كَثِيرَة. وَأما شَجَرَة الصندل فَهِيَ تؤول بِرَجُل ذِي حشمة ووقار لَهُ أَلْفَاظ رائقة يثني النَّاس عَلَيْهِ ثَنَاء جميلا ممدوحا بالأفعال الْحَسَنَة.) وَأما شجر العشار فيؤول بِرَجُل لَيْسَ بحليم قَلِيل الدّين لَيْسَ لَهُ شَفَقَة على خلق الله كَلَامه خَال من الْمَعْنى. وَأما القرنفل فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل حَلِيم جواد ذِي حُرْمَة ووقار يحصل بِكَلَامِهِ فَائِدَة لِأَن النَّاس يثنون وَأما شَجَرَة الْمقل فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل خسيس من أهل الْبَادِيَة إِذا رَآهُ الْإِنْسَان اعْتقد أَنه فِيهِ نتيجة وَالْأَمر بِخِلَاف ذَلِك. وَأما الخرنوب فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل عسر كَسبه قَلِيل بتعب ومشقة وَرُبمَا دلّ نبتها فِي مَكَان على خرابه. وَأما شجر الْجَوْز فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ذِي بهاء صَاحب طلعة جميلَة مُسْتَقِيم فِي كَلَامه وَلَكِن قَلِيل الْعلم والمكسب. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى شَجرا كثيرا عَلَيْهَا حمل وافر فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَكَذَلِكَ ان الْتقط شَيْئا من وَرقهَا وَرُبمَا كَانَ الْبَعْض مَالا حَرَامًا من رجل مكار. وَمن رأى أَنه يلتقط مِنْهَا شَيْئا وَهُوَ جَالس فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِغَيْر تَعب وَرِزْقًا بِلَا كدر. وَمن رأى أَنه يلتقط شَيْئا من أُصُولهَا مُدَّة من حِين وَقع فَإِنَّهُ يُخَاصم خصما ويظفر بِهِ. وَمن رأى أَنه على شَجَرَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِرَجُل ضخم أَو ينجو مِمَّا يخَاف وَإِن كَانَ عزبا ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى أَنه هَبَط من شَجَرَة أَو سقط مِنْهَا لم يتم لَهُ مَا بَينه وَبَين مَا يتَعَلَّق بِهِ من الْأُمُور. وَمن رأى أَنه سقط من شَجَرَة فَحصل لَهُ عطب أَو مَاتَ فَإِنَّهُ يهْلك على يَد رجل ضخم أَو سُلْطَان جَائِر فَإِن انْكَسَرت بِهِ هلك ذَلِك الضخم أَيْضا أَو وَاحِد من أَعْيَان جمَاعَة إِذا كَانَ الْكسر فِي فرع وَرُبمَا دلّ على ولد الرجل الضخم. وَمن رأى أَنه ملك عددا من الشّجر فَإِنَّهُ يَلِي على جمَاعَة فِي حَال رياسته أَو حكومته أَو أَمَانَته. وَمن رأى شَجرا مَجْهُولا عَارِيا من الْوَرق فَإِنَّهُ هموم وأحزان تصيبه. وَمن رأى شَجرا يَابسا لَا مَاء فِيهِ فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا دلّت الرُّؤْيَا على أَقوام أخساء. وَمن رأى شَجَرَة مُفْردَة فِي دَاره ومحلته قد يبس بَعْضهَا فَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض مَاتَ أَو لَهُ غَائِب خَافَ الهلكة.) وَمن رأى فِي دَاره شَجَرَة نَبتَت مخضرة وَكلما هزها الرّيح طَالَتْ فَإِنَّهُ يسمو ذكره وَيرْفَع قدره. وَمن رأى أَن لَهُ شَجَرَة مثمرة وَلَيْسَ لَهَا ورق يكون سيء الْخلق وَإِن كَانَ لَهَا ورق وَلَيْسَ لَهَا ثَمَر فَإِنَّهُ حسن الْخلق وَلَكِن نَاقص الدّين وَإِن كَانَ دينا يكون قَلِيل الْوَرع. وَمن رأى أَنه قلع شَجَرَة أَو قطعهَا أَو يَبِسَتْ فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا وَيَمُوت وَيَنْقَطِع ذكره وَرُبمَا مَاتَ أحد من أَهله وَإِن كَانَت الشَّجَرَة لغيره فَإِنَّهُ يسْقط رجلا عَن معيشة أَو يعقله أَو مَا أشبه ذَلِك وَقيل رُؤْيا قطع الشّجر المثمر يكون بَينه وَبَين رجل كريم أَو امْرَأَة كَرِيمَة مقاطعة. وَمن رأى شَجرا نابتا فِي مَوضِع محَال لَا يَقْتَضِي فِيهِ نبت شجر فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب قد دخل ذَلِك الْمَكَان لمصاهرة أَو شركَة أَو نَحْو ذَلِك. وَمن رأى أَن فِي دَاره دَاخِلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 735 أَو بظاهرها شَجرا نابتا متنوعا وَرَأى مَعَ ذَلِك شَيْئا من الرياحين فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة فِي ذَلِك الْمَكَان يجْتَمع النِّسَاء فِيهَا للبكاء والحزن. وَمن رأى أَنه غرس شَجَرَة فَإِنَّهُ يُصِيب شرفا أَو يصاحب رجلا شريفا بِقدر جَوْهَر الشَّجَرَة. وَمن رأى أَنه غرس شَجَرَة وَلم تنْبت فَإِنَّهُ يصاحب هما وحزنا بِقدر جرمها. وَقيل الشَّجَرَة تَارَة تكبر وَتارَة تصغر فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل يُعَامل صَاحب الرُّؤْيَا تَارَة يَسْتَقِيم مَعَه ويبسط نَفسه مَعَه وَتارَة يغْضب عَلَيْهِ ويشاححه فِي الْأُمُور. وَأما الْغُصْن فَقَالَ ابْن سِيرِين الْغُصْن يدل على الاخوان وَالْأَوْلَاد والأقارب. وَمن رأى أَن أَغْصَان الشّجر تشعبت وَكَثُرت فَإِنَّهُ دَلِيل على كَثْرَة أَقَاربه وَأهل بَيته وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه قطع غصنا من شَجَرَة غَيره فَإِنَّهُ يؤول على ابعاده أحدا من أهل بَيته. وَمن رأى غصنا من شَجَرَة يابسة فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك أحد من اقاربه وَإِن كَانَ غصنا من شَجَرَة غَيره فَإِنَّهُ يؤول على صَاحبه من خير أَو شَرّ. وَمن رأى أَنه أكل من ذَلِك الجريد شَيْئا فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال وَلَده بِقدر مَا أكل من الجريد. قَالَ دانيال كل شجر يكون عِنْد النَّاس عَزِيزًا فَإِنَّهُ يدل على رجل شرِيف جليل الْقدر وكل شجر يكون عِنْد النَّاس حَقِيرًا فَإِنَّهُ يدل على رجل حقير وكل شَجَرَة يكوم عَلَيْهِ تمر فَإِنَّهُ يؤول على رجل غَنِي وكل شجر لَيْسَ عَلَيْهِ ثَمَر فَإِنَّهُ يؤول على رجل فَقير وكل شجر يكون فِي ديار الْعَرَب فَإِنَّهُ يؤول على رجال من الْعَرَب وكل شجر يكون فِي ديار الْعَجم فَإِنَّهُ يؤول على رجال) من الْعَجم وكل شجر لَا يكون مَعْرُوفا وَهُوَ فِي مَسْجِد أَو صَلَاة فَإِنَّهُ يدل على الدّين وكل شجر يكون مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يؤول على النَّاس بِقدر الشّجر الَّذِي رَآهُ. وَمن رأى شَجرا فِي بُسْتَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال فصاحبه بِقدر ذَلِك الشّجر. وَمن رأى أَنه قلع شَجرا من أَصله فَإِنَّهُ يدل على إِزَالَة رجال من جاههم ونعمتهم. وَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا جذع النّخل تدل على أَشْرَاف قوم وكبارهم فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فيؤول بهم وَقيل رُؤْيا الْأَشْجَار تؤول النسْوَة. وَمن رأى شَجرا رطبا بِغَيْر سَاق فَإِنَّهُ يؤول بأراذل الْقَوْم. وَمن رأى شَجرا ذَا شوك وَهُوَ نابت بمَكَان لَا يَقْتَضِي نبته فيؤول بِقوم سيء خلقهمْ يَجْتَمعُونَ بمَكَان لَا يَقْتَضِي اجْتِمَاعهم فِيهِ وَقيل رُؤْيا عروق الشّجر وأصوله تؤول بديانة صَاحب الشَّجَرَة وَإِن جهل ذَلِك عبرت الرُّؤْيَا لَهُ وَإِن رأى ذَلِك قَوِيا نابتا يؤول باعطاء الزَّكَاة بِتَمَامِهَا وكمالها وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقيل رُؤْيا قشر الشّجر يؤول بِالصَّوْمِ وَالْفُرُوع تؤول بالأولاد والأقرباء وورقها يؤول بالطباع وَثَمَرهَا يؤول بِالدّينِ. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الشّجر الَّذِي يكون طعم ثمره طيبا ورائحته طيبَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين من حَيْثُ الْجُمْلَة وضد ذَلِك يعبر بِخِلَافِهِ. وَمن رأى شَجَرَة وَعرف صَاحبهَا ثمَّ رَآهَا نقلت من مَكَان إِلَى غَيره فَإِنَّهُ يؤول بتغريب ذَلِك الرجل وَإِن لم يعرف صَاحبهَا عبرت لَهُ. وَمن رأى أَنه غرس شَجَرَة فِي دَاره وَنبت عَلَيْهَا ثَمَر فَإِنَّهُ يؤول بمصاهرة إِنْسَان يكون طبعه وخاصيته كثمر ذَلِك الشّجر فِي الطّعْم والرائحة. وَمن رأى أَنه صعد شَجَرَة محكمَة عالية وَهُوَ يجد نَفسه مُتَمَكنًا عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يؤول بعلو الشَّأْن وَحُصُول المُرَاد. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث رُؤْيا جَمِيع الْوَرق من تَحت الشّجر على أَي وَجه كَانَ حُصُول مُرَاد وَمَال وَجمع ثمره أَيْضا حُصُول أَوْلَاد. وَمن رأى أَنه يملك أشجارا كَثِيرَة وَهِي حاملة من جَمِيع الثِّمَار فَإِنَّهُ يؤول بِالْحَيَاةِ الطّيبَة وعلو الْمنزلَة وَزِيَادَة الْعُمر وَالظفر بالأعداء.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْأَشْجَار تؤول على عشرَة أوجه ملك وَامْرَأَة وتاجر ومبارزة وعالم وَمُؤمن وَكَافِر وَأَعْوَان وخصومة ونفاق وَقيل شجر الْكَرم يؤول على خَمْسَة أوجه مَنْفَعَة وخسران وَرجل مكار وحيلة وخصومة وَمَال بِشُبْهَة. وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّت الشَّجَرَة الباسقة المزهرة الْحَسَنَة على الْكَلِمَة الطّيبَة والشجرة الَّتِي بضد ذَلِك على الْكَلِمَة الخبيثة لقَوْله تَعَالَى ضرب الله مثلا كلمة طيبَة الْآيَة وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة الْآيَة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الثِّمَار) وَهِي على أوجه وللمعبرين فِيهَا اخْتِلَاف وَسَنذكر مِنْهَا كل صنف على حِدته ثمَّ نأتي بِجَمِيعِ ذَلِك فِي آخر الْفَصْل. أما الرطب فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ملك رطبا فَإِنَّهُ يملك رزقا ونعمة بتعب ومشقة وَرُبمَا كَانَ مَنْفَعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 736 وسرورا يحصل لَهُ من قبل الأكابر وَإِن أكله فَإِنَّهُ يدل على حلاوة الْإِيمَان وانتظام وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الرطب ولَايَة بَلْدَة عامرة وَمن رأى أَنه يَأْكُل رطبا فِي غير وقته فَإِنَّهُ شِفَاء لقَوْله تَعَالَى وهزي إِلَيْك بجذع النَّخْلَة الْآيَة فأكلته بِغَيْر وقته فشفيت بِإِذن الله. وَقيل رُؤْيا أكل الرطب قُرَّة عين لقَوْله تَعَالَى وهزي إِلَيْك إِلَى قَوْله وقري عينا. وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّت رُؤْيا الرطب على طيب الدّين لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَأَيْت اللَّيْلَة كَأَنِّي فِي دَار عقبَة بن نَافِع وَقد أَتَانَا برطب من طَابَ فأولت الرّفْعَة لنا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِن ديننَا قد طَابَ وَأما البلح فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البلح مَال حَلَال غير بَاقٍ وَقيل من رأى أَنه قطع بلحا من نَخْلَة فَإِنَّهُ يرْزق ولدا فَإِن أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يرْزق مِيرَاثا من ولد. وَمن رأى بلحا صَار رطبا فَإِنَّهُ حُصُول سرُور وَمَنْفَعَة من جِهَته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل بلحا أَو بسرا فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ رزق وَربح لم يكن أمله أَو أيس مِنْهُ وَأما الطّلع فَإِنَّهُ مَال مبارك نَام وَالنَّخْل باسقات لَهَا طلع نضيد رزقا للعباد. وَمن رأى أَن الطّلع ظهر وَأكله أكل مَاله. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب طلعا كثيرا وَلَا يَأْكُل مِنْهُ شَيْئا فَإِن الْملك يغْضب عَلَيْهِ ثمَّ يرضى عَنهُ.) وَأما التَّمْر فرزق حسن وَعلم وَرُبمَا كَانَ مِيرَاثا وَقيل من رأى أَنه أصَاب تَمرا وَأكله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَاضرا من رجل كَبِير. وَمن رأى أَنه يَأْكُل التَّمْر مَعَ النَّوَى فَإِنَّهُ يخلط حَلَالا مَعَ حرَام وَكَذَلِكَ بَقِيَّة نَوعه وكل ثَمَرَة لَهَا عجم وَرَأى أَنه يَأْكُل التَّمْر وعجمها فتعبيره نَظِير ذَلِك. وَمن رأى أَنه أصَاب تَمْرَة وَاحِدَة فَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة حَامِل فَإِنَّهَا تَأتي بِولد ذكر. وَمن رأى أَنه يَأْكُل تَمرا لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مثله من طعم وصفاء اللَّوْن فَإِنَّهُ مفكر فِيمَا أَمر الله تَعَالَى بِهِ وَنهى عَنهُ فِي الْقُرْآن. وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من تمر الْعرَاق الَّذِي يعرف بالقصب فَإِنَّهُ رزق بِكَثْرَة لَكِن بتعب وَهُوَ مَحْمُود جدا. وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من تمر الْحجاز فَإِنَّهُ رزق أحسن من التَّمْر الْمُطلق وَرُبمَا دلّ على الْحَج وَهُوَ مَحْمُود جدا على كل حَال. وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من نوى التَّمْر فَإِنَّهُ يَنْوِي سفرا وَقيل رُؤْيا نوى التَّمْر تؤول بِمَا نوى فَإِن حصل مِنْهَا شَيْئا كَانَ مَا نَوَاه يُرْجَى وَإِن لم يحتو عَلَيْهِ فَهُوَ دَلِيل السّفر. وَأما الْعِنَب فَقَالَ دانيال من رأى أَنه يَأْكُل عنبا أسود فِي أَوَانه فَإِنَّهُ هم وغم وَفِي غير أَوَانه سقم وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل عنبا اسود فَإِنَّهُ يَأْكُل بِعَدَد كل حَبَّة عَصا إِذا كَانَ فِي غير أَوَانه. وَمن رأى أَنه أكل عنباً أَبيض فِي أَوَانه فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة وَخير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مَا أمله وَإِن كَانَ فِي غير أَوَانه وَرَأى مَعَ ذَلِك مَا هُوَ مَحْمُود فَإِنَّهُ خير وَمَال حَلَال وَالْعِنَب الْأَحْمَر تَعْبِيره نَظِير ذَلِك. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعِنَب الْأسود فِي وقته جيد وَرُبمَا دلّ على هم يسير وَفِي غير وقته سقم وحزن وَخَوف وَالْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته مَحْمُود وَفِي غير وقته غم. وَقَالَ ابْن سِيرِين الْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته يؤول بالأمطار والندى وَأكله فِي وقته دَلِيل على مَال حَلَال. وَأكل الْعِنَب الطَّائِفِي دَلِيل على حُصُول المَال بالمشقة. وَأكل الْعِنَب الْأَحْمَر فِي وقته مَنْفَعَة قَليلَة. وَقيل الْعِنَب فِي الْجُمْلَة مُطلقًا إِذا كَانَ جلده قَوِيا فَهُوَ حُصُول مَال بتعب ومشقة.) وَإِذا كَانَ رَقِيقا وماؤه صافيا فَإِنَّهُ يدل على مَال حَلَال وكل عِنَب يكون مَاؤُهُ متغيرا فَإِنَّهُ يدل على مَال حرَام وكل عِنَب يكون مَاؤُهُ أَحْمَر فَهُوَ عز وجاه وكل عِنَب يكون أحلى وأصفى فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَنْفَعَة وَمَال وَعز. وَمن رأى أَنه يعصر عنبا بمعصار من طين وَلبن فَإِنَّهُ يخْدم ملكا عادلا دينا. وَمن رأى أَنه يعصر عنبا بماعون أَو آنِية فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى امْرَأَة تكون بِقدر ذَلِك المعصور فِيهِ. وَمن رأى أَنه يعصر عنبا ويضعه فِي دن أَو زير أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ تَحْصِيل مَال كثير من جِهَة ملك. وَمن رأى أَنه يعصر عنبا فِي معصرة وَهُوَ وَأَهله يباشرون ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من ملك حَتَّى يعم عِيَاله وَالنَّاس يحسدونه وَإِن لم يكن الرَّائِي أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ تحصل لَهُ مَنْفَعَة من رجل جليل الْقدر. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعِنَب الْأسود والأبيض فِي وقته وَفِي غير وقته يؤول على أَرْبَعَة أوجه أَوْلَاد وَعلم وفرائض وَمَال وعصيره أَيْضا على ثَلَاثَة أوجه مَال فِيهِ خير وبركة وسعة وخلاص من قحط وبلاء لقَوْله تَعَالَى فِيهِ يغاث النَّاس وَفِيه يعصرون. وَقيل رُؤْيا الْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته نضارة الدُّنْيَا وحسنها وَفِي غير وقته مَال يَنَالهُ (فصل فِي الْعِنَب الْكثير) إِذا كَانَ أَبيض فغيث بِالنَّهَارِ، وَإِذا كَانَ أسود فغيث بِاللَّيْلِ، وَإِذا كَانَ مختلطاً دلّ على كَثْرَة الأمطار لَيْلًا وَنَهَارًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 737 وَمن رأى حصرماً وَأَرَادَ قطفه فَإِنَّهُ يستعجل بِطَلَب الرزق وَلَا يحصل لَهُ لما قَالَه العارفون: من طلب شَيْئا بِغَيْر أَوَانه عُوقِبَ بحرمانه وَرُبمَا دلّ على الحصرم على الْمَرَض والهم وَقيل الحصرم وَمن رأى عجم الْعِنَب فَإِنَّهُ يؤول بِمَال مَكْرُوه فليعتبر الرَّائِي فِي ذَلِك بِمَا يرَاهُ وَمَا يقصه من رُؤْيَاهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْعِنَب الْأَبْيَض رزق وَاسع مدخور لمن أكله إِذا رَآهُ فِي حِينه وَإِذا رَآهُ فِي غير حِينه يعجل إِلَيْهِ خبر قبل الْوَقْت الَّذِي يؤمله وَقيل إِصَابَة مَال حرَام وَالْعِنَب الْأسود رزق لَائِق لمن أكله. وَمن رأى عنبا أسود مدلى من كرومه فِي غير وقته يؤول بالبرد الشَّديد وَالْخَوْف وَرُبمَا كَانَ مَالا يَنَالهُ الرَّائِي. وَمن رأى أَنه يلتقط حبات الْعِنَب الْأسود على بَاب الْملك يخَاف عَلَيْهِ الضَّرْب بالسياط وَقيل) ان الْعِنَب الْأسود لَا يكره فِي الْمَنَام كَمَا لَا يكره الْأَبْيَض وَذَلِكَ لِأَن الله تَعَالَى سَمَّاهُ رزقا فِي قصَّة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام لقَوْله تَعَالَى كلما دخل عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب وجد عِنْدهَا رزقا قَالَ يَا مَرْيَم الْآيَة فَهُوَ فِي وقته مَحْمُود وَقيل ان الْعِنَب الْأسود يدل على الْمَنْفَعَة الْخفية. وَمن رأى أَنه الْتقط عنقودا الْعِنَب نَالَ مَالا مجموعا من امْرَأَة والتقاط الْعِنَب مِيرَاث مَال من امْرَأَته وَأما العنقود الْوَاحِد ألف دِرْهَم. وَمن رأى أَنه يعصر عنبا أَو تَمرا رزق رزقا لقَوْله تَعَالَى وَمن ثَمَرَات النخيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ وَمن رأى أَنه اشْترى عنبا أَو عصيرا فَإِنَّهُ ينَال خيرا حسنا وَالزَّبِيب على أَي لون كَانَ خيرا وَمَنْفَعَة لمن أكله وَرُبمَا كَانَ الْعِنَب الحامض مَالا حَرَامًا أَو مَرضا. وَأما التِّين فَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا التِّين تؤول على أوجه ان كَانَ أصفر فَهُوَ مرض وَالْأسود هم وندامة والأخضر دين فِي عُنُقه وَرُبمَا كَانَ للرائي إِذا كَانَ فِي وقته لَيْسَ بمضر إِذا كَانَ حلوا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يَأْكُل التِّين مُطلقًا فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة النَّسْل وَرُبمَا كَانَ التِّين رزقا وَأكل الْقَلِيل مِنْهُ رزق بِلَا غش وَأكْثر المعبرين أَجمعُوا على ان التِّين مَحْمُود لِأَن الله تَعَالَى عظمه حَيْثُ أقسم بِهِ قَالَ عز وَجل والتين وَالزَّيْتُون وَكَرِهَهُ بعض المعبرين وَذكر أَنه يدل على الْهم والحزن لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة آدم وحواء عَلَيْهِمَا السَّلَام وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة هِيَ شَجَرَة التِّين على قَول بعض الْمُفَسّرين وَقيل كل تينة يَأْخُذهَا صَاحب الرُّؤْيَا ويأكلها تدل على ألف دِرْهَم من مَال إِلَى عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقيل اثْنَيْنِ يدل على مَال غير منقوش وَذَلِكَ غير الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير. وَمن رأى أَنه أكل التِّين يدل على الندامة وَرُبمَا كَانَ يَمِينا يحلفها الرَّائِي واثنين يدل على الْيَابِس الْمُسَمّى قطينا مَال حَلَال ينْتَفع بِهِ وأبيضه أجمل وَأحسن. وَقَالَ آخَرُونَ غير ذَلِك. وَأما الزَّيْتُون فيؤول على أوجه جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ لَهُ رَأَيْت كأنني ضَعِيف وَرَأَيْت اللَّيْلَة قَائِلا يَقُول كل من لَا وَلَا فَقَالَ لَهُ كل زيتونا وَرُبمَا كَانَ ذَلِك على شَجَره أَو ورقه وَأخذ ذَلِك من قَوْله تَعَالَى لَا شرقية وَلَا غربية وَأما الزيتونة الصَّفْرَاء فهم وحزن والخضراء مَال وضياع والسوداء لَيْسَ بمحمودة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل زيتونا فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ لأهل الصّلاح وبالهم لأهل الْفساد وَإِذا كَانَ مكسورا أَو مكلسا فَإِن فِيهِ خلافًا فَمنهمْ من قَالَ انه جيد لما فِيهِ من الزَّيْت وَمِنْهُم من قَالَ لَيْسَ بجيد لما) فِيهِ من الْفَسْخ والتكليس وَرُبمَا كَانَ الزَّيْتُون يَمِينا يحلفها الْآكِل لما ورد فِي ذَلِك كَمَا تقدم فِي التِّين وَقيل رُؤْيَاهُ إِذا كَانَ مجموعا مدخرا يدل على الْعِبَادَة لِأَنَّهُ يكون بالمعابد. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل زيتونا مملحا بالخبز فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة قَليلَة وَأما التفاح فَهُوَ على أوجه. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى تفاحا أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على ولد وَإِن كَانَ أَحْمَر فمنفعة من جِهَة الْملك وَإِن كَانَ أَبيض فمنفعة من جِهَة تِجَارَة وَإِن كَانَ أصفر أَو حامضا فسقم وَضعف قُوَّة. وَمن رأى أَنه قسم تفاحة نِصْفَيْنِ فَإِنَّهُ يدل على فرقة شَرِيكَيْنِ. وَمن رأى أَنه قطف تفاحة حَمْرَاء من شَجَرَة وأكلها فَإِنَّهُ يرْزق بِنْتا. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعْطى لَهُ تفاح حامض فَإِنَّهُ يدل على عداوته وَإِن كَانَ حلوا يدل وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا التفاح خير من غَائِب أَو حَاضر ان كَانَ حلوا فَيدل على طيب وَإِن كَانَ حامضا فضده. وَقَالَ دانيال رُؤْيا التفاح تدل على همة الرَّائِي فِي شغله وصناعته فَإِن كَانَ الرَّائِي ملكا فَحكمه يدل على مَمْلَكَته وَإِن كَانَ تَاجِرًا دلّ على تِجَارَته وَإِن كَانَ فلاحا دلّ على زراعته وَإِن كَانَ بزارا فَيدل على نفاق سلْعَته وعَلى هَذَا الْقيَاس جَمِيع الصَّنَائِع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 738 وَمن رأى أَنه كَانَ لَهُ تفاح وَأكل مِنْهُ فَيدل على همته فِي الأشغال بِقدر مَا أكل وَيدل أَيْضا على حُصُول مُرَاده وَقيل التفاح يؤول على ثَمَانِيَة أوجه ولد وَمَنْفَعَة وسقم وَجَارِيَة وَمَال وحكومة وهمة الرَّائِي وَخبر غَائِب وحاضر وَقيل من رأى أَنه ملك تفاحا أَو احتوى عَلَيْهِ أَو أكل مِنْهُ وَكَانَ يهم بِأَمْر فَإِنَّهُ ينَال من ذَلِك بِقدر اصابته. وَمن رأى أَنه أصَاب تفاحة وَاحِدَة من أَي لون كَانَ فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد يُشبههُ وَرُبمَا كَانَت اصابة التفاح اصابة مَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ عدد التفاح يؤول بِعَدَد السنين لمن أَرَادَ الْولَايَة لِأَن هِشَام بن عبد الْملك رأى قبل أَن يسْتَخْلف كَأَنَّهُ أصَاب تسع عشرَة تفاحة وَنصف تفاحة فَقص رُؤْيَاهُ فعبرت بنيل الْولَايَة تسع عشرَة سنة وَنصفا فَكَانَ الْأَمر كَمَا عبر وَرُبمَا تؤول رُؤْيا التفاح بنيل مَا أمله الْإِنْسَان من زراعة أَو تِجَارَة وَقيل ان التفاح الحلو مَال حَلَال والحامض مَال حرَام والمعدود دَرَاهِم مَعْدُودَة وَاخْتلف فِي ذَلِك فَمنهمْ من قَالَ التفاحة تعبر بالدرهم أَو بِعشْرَة دَرَاهِم أَو بِمِائَة إِلَى ألف) وَمِنْهُم من قَالَ إِذا ادخر كَانَ مَالا يؤول إِلَى التّلف وَإِذا أكل كَانَ مَالا يؤول إِلَى الْمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يقطف تفاحا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من رجل شرِيف مَعَ ثَنَاء حسن. وَمن رأى أَنه يقطف تفاحا من غير شَجَرَة فَإِنَّهُ يعْهَد مَعَ أحد عهدا لَيْسَ يُوفي بِهِ الْمَعْهُود. وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ تفاحا فَإِنَّهُ يؤول بارسال قَاصد إِلَيْهِ فِيهِ بِعَيْنِه وَأما الكمثرى فَهِيَ على أوجه. فَمن رأى أَنه يَأْكُل كمثرى فِي وَقتهَا ولونها أَخْضَر أَو أَحْمَر وطعمها حُلْو فَإِنَّهُ مَال حَلَال وَإِن كَانَ أصفر فسقم وَمرض وَإِن كَانَ حامضا أَو طعمه كريها فَحزن وغم. وَمن رأى أَنه يَأْكُلهُ ويعسر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على أكل شَيْء من الشُّبْهَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الكمثرى تؤول على خَمْسَة أوجه مَال حَلَال وغنى وَامْرَأَة وَحُصُول مُرَاد وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل كمثرة عسليا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من تَاجر وَرُبمَا تؤول الكمثرى فِي الصَّيف بِالْمَالِ من أَي نوع كَانَ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكمثرى مَال على كل حَال لِأَن اسْم نصفه ثَمَر وَرُبمَا كَانَ رُؤْيا الكمثرى للْمَرْأَة حملا بِولد خُصُوصا ان ملكته وَأما الْعنَّاب فَهُوَ على أوجه. فَمن رأى أَنه يَأْكُل عنابا فَإِنَّهُ اصابة مَال ونعمة بِقدر مَا أكل مِنْهُ ورؤياه تدل على مَال مَحْمُود. وَمن رأى أَنه أعْطى أحدا عنابا فَإِنَّهُ يدل على ايصال ذَلِك الرجل خيرا وَمَنْفَعَة بِقدر مَا أعطَاهُ. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يقتطف عنابا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول النِّعْمَة بتعب بِقدر مَا اقتطف. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْعنَّاب يدل على نيل الْولَايَة وَالصِّحَّة وَالْمَنْفَعَة وَأما الاجاص فَإِنَّهُ فِي وقته سَوَاء كَانَ أَحْمَر أَو أسود وَكَانَ حلوا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال والأصفر مِنْهُ مرض وحزن وخصومة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يَأْكُل اجاصا فَإِن كَانَ ضَعِيفا فَهُوَ شِفَاء لَهُ وَإِن لم يكن فَهُوَ ابقاء الصِّحَّة وَأما الاترنج فَهُوَ على أوجه. قَالَ دانيال أما الاترنج فَلَا تضر صفرته لِأَن رَائِحَته وطعمه طيب ورؤيته نزهة وَهُوَ من ثمار) الْجنَّة ورؤياه على كل حَال مَحْمُود. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أترنجة أَو أَكثر من ذَلِك إِلَى ثَلَاثَة فَيدل على الْأَوْلَاد وَإِن كَانَ أَكثر من ذَلِك فنعمة وَمَال حَلَال وأخضره أحسن من أصفره. وَقَالَ الْكرْمَانِي الأترنج رجل غَنِي صَاحب جمال وأفعال مرضية قريب من النَّاس وَالنَّاس يثنون عَلَيْهِ. وَمن رأى شَيْئا من ذَلِك بجانبه فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ذَا جمال. وَمن رأى أَنه أكل الأترنج فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال وَلَده أَو مَال غَيره. وَمن رأى أَنه لف الأترنج بِخرقَة وخبأه فَإِنَّهُ يدل على موت وَلَده. وَمن رأى أَنه اشْترى اترنجا فَأدْخلهُ فِي كمه فَإِنَّهُ يرْزق ولدا من جَارِيَة وَإِن كَانَ كريه الرَّائِحَة فَيدل على ولد سيء الْخلق وَإِن وَقع الاترنج من كمه فَإِنَّهُ يسْقط لَهُ ولد وَقيل الاترنج امْرَأَة جميلَة أَو جَارِيَة ذَات دين وَرُبمَا يؤول الاترنج بِالدّينِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يكسر الاترنجة فَإِنَّهُ يثني عَلَيْهِ ثَنَاء حسن لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: مثل الْمُؤمن الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مثل الاترنجة رِيحهَا طيب وطعمها طيب وَقيل يدل على النِّفَاق لمن لَيْسَ لَهُ دين وَلَا تقوى لِأَن ظَاهرهَا خلاف بَاطِنهَا وَأنْشد فِي هَذَا الْمَعْنى: (أهْدى لَهُ اخوانه أترنجة ... فَبكى واشفق من عنَاق آخر) أما النارنج فتأويله كتأويل الاترنج وَرُبمَا كَانَ سقما أَو مَالا لحموضته وَقد كرهه بَعضهم لما فِيهِ من ذكر النَّار وانشدوا فِي الْمَعْنى: (إِن فاتنا الْورْد زَمَانا فقد ... عوضنا الْبُسْتَان نارنجا) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 739 وَقيل ان النارنج والاترنج والكباد جَمِيعًا محمودة وَالْأكل مِنْهَا إِذا كَانَ حلوا يدل على مَال مَجْمُوع وَإِذا كَانَت حامضة فَهِيَ على وَجْهَيْن مرض أَو حزن من جِهَة ولد وَرُبمَا كَانَ الْأَخْضَر مِنْهَا يدل على خصب السّنة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا النارنج تؤول على أَرْبَعَة أوجه صديق وَولد ومنازعة وَمَنْفَعَة من رجل غَرِيب وَرُبمَا دلّ الرَّمْي بالاترنجة على الْمُصَاهَرَة. وَأما الخوخ فَقَالَ ابْن سِيرِين الخوخ إِذا كَانَ أصفر وَكَانَ فِي غير أَوَانه فَإِنَّهُ مرض وسقم وَإِن كَانَ فِي وقته يكون ايسر.) وَمن رأى أَنه يَأْكُل خوخا أَخْضَر أَو أَبيض فِي أَوَانه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير بِقدر مَا أكل. وَمن رأى أَنه يقتطف خوخا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من تَاجر. وَقَالَ الْكرْمَانِي الخوخ إِذا كَانَ حلوا فِي أَوَانه تِجَارَة أَو مَال أَو مَنْفَعَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الخوخ يؤول على أَرْبَعَة أوجه جَارِيَة وَغُلَام وَمَال وَمَنْفَعَة من جِهَة رجل غَرِيب وَمن رأى أَنه كسر خوخا وَأكله وَكَانَ مرا فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم وَإِذا كَانَ حلوا فحصول مَنْفَعَة من رجل دنيء بِقدر مَا أكل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه اقتطف خوخا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من رجل ممراض والخوخ الحامض والحلو نيل مَطْلُوب وَهُوَ وَالدَّار فِي معنى وَاحِد. وَأما المشمش فَمن رأى أَنه اصاب مِنْهُ شَيْئا أَو أكله فِي وقته وَكَانَ حلوا فَإِنَّهُ يُصِيب بِعَدَد كل وَاحِدَة دِينَارا وَإِن كَانَ حامضا فَحزن وخصومة وَرُبمَا يؤول بالجارية أَو بِمَال ذِي مَنْفَعَة وَإِن كَانَ فِي غير أَوَانه فسقم وَمرض وعجمة وَإِن كَانَ حلوا أَصَابَهُ مَال من دنيء الأَصْل وَإِن كَانَ مرا فَحزن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه أكل مشمشا أَخْضَر فَإِنَّهُ يؤول بِالصَّدَقَةِ وَإِن كَانَ مَرِيضا يبرأ. وَمن رأى أَنه يَأْكُل مشمشا أصفر فَإِنَّهُ يؤول بِأَن صَاحب الرُّؤْيَا ينْفق مَالا فِي مرض. وَمن رأى أَنه يَأْكُل مشمشا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يصاحب رجلا فَاسد الدّين كثير الدَّنَانِير يَأْكُل من مَاله. وَمن رأى أَن ملكا يلتقط مشمشا من شجر التفاح فَإِنَّهُ يجمع من رَعيته مَالا غير مَحْمُود. وَأما السفرجل فتأويله على وُجُوه سفر بعيد بتعب وحزن وَرُبمَا دلّ على شرف وَخير وَمَنْفَعَة وثناء حسن وَقيل ولد وَرُبمَا كَانَ مَرضا وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على السّفر لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بسفرجل وَكَانَ فِي الْجنَّة فَحصل مَا حصل وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على شرف وَخير لِأَنَّهُ إِذا جلب من أرضه إِلَى غَيرهَا يكون عَزِيز الْوُجُود إِلَّا عِنْد الْأَشْرَاف والأكابر وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على الْوَلَد لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين هَبَط إِلَى الأَرْض أكل من ذَلِك السفرجل فَحصل مِنْهُ المنى وَكَانَ سَبَب التناسل والتوالد وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على السقم فَإِن لَونه أصفر. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا السفرجل تؤول بِالْمرضِ خُصُوصا إِن كَانَ فِي غير أَوَانه فَكلما كَانَ لَونه) أصفر فمرضه أصعب وَإِن كَانَ أَخْضَر يكون مَرضه أسهل. وَمن رأى أَنه اتحف بسفرجل فَإِن كَانَ مَرِيضا يَمُوت وَإِن كَانَ معافى لَا بُد لَهُ من السّفر وَيكون جَلِيلًا فِي سَفَره لاشتقاق الِاسْم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى السفرجل فِي وقته ولونه أصفر فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا السفرجل تدل على قبض الخاطر لما فِيهِ من الْقَبْض وَرُبمَا تطير بِشَيْء لما أنْشدهُ فِي الْمَعْنى: (أهْدى إِلَيْهِ سفرجلا فتطيرا ... مِنْهُ فظل نَهَاره متفكرا) وَقيل رُؤْيا السفرجل فِي الْجُمْلَة على أَي وَجه كَانَ محمودة لِأَن تَفْسِير اسْمه بِالْفَارِسِيَّةِ بر وَمَعْنَاهُ مَحْمُود ورؤيا السفرجل للتاجر ربح وللوالي زِيَادَة ولَايَته وَأما الْغيرَة فَإِن أكلهَا يدل على اصابة مَال وَمَنْفَعَة من قبل الْأَعَاجِم وَأما النبق فَهُوَ على أَي وَجه كَانَ مَال حَاضر وَلَيْسَ لَهُ شَيْء من الثِّمَار يعد لَهُ خُصُوصا إِذا كَانَ زكيا طيب الطّعْم. وَقَالَ سعيد الْوَاعِظ النبق رزق من قبل الْعرَاق وَهُوَ مَال غير نَاقص ورطبه أقوى من يابسه وَلَيْسَ يضر صفرَة لَونه لشرف شَجَره. وَمن رأى أَنه اتخذ نبقا حسن دينه وَقَوي أمره وَأما النبقة الْوَاحِدَة فتدل على الْبَقَاء مُدَّة طَوِيلَة لاشتقاق الِاسْم. وَأما اللوز فَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا اللوز مَال ونعمة وَإِذا كَانَ فِي قشره فَمَال بِمَشَقَّة وَإِذا كَانَ قلبا فحصول مَال بسهولة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن لَهُ لوزا كثيرا فِي قشره فَإِنَّهُ يدل على خُصُومَة مَعَ أحد. وَقَالَ ابْن سِيرِين اللوز يدل على النِّعْمَة والرزق وخصومة ومشقة وَرُبمَا كَانَ يدل على الْعلم إِذا كَانَ قلبا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا اللوز تدل على وَجْهَيْن مَال مخبأ وشفاء وراحة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا اللوز تدل على مَال من قبل غَرِيب فالحلو مِنْهُ حَلَال والمر مِنْهُ حرَام وَرُبمَا كَانَ مرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 740 وَمن رأى أَنه ينثر عَلَيْهِ قشر اللوز فَإِنَّهُ ينَال كسْوَة. وَأما البندق فَقَالَ ابْن سِيرِين قلب البندق مَال وَمَنْفَعَة.) وَمن رأى أَن لَهُ بندقا فِي حمل فَإِنَّهُ يؤول بالحكومة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى قلب بندق معفنا أَو مرا فَإِنَّهُ يدل على سَماع شتم من رجل بخيل. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل قلب البندق وَهُوَ حُلْو طيب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حَلَال بِقدر مَا أكل فَإِن كَانَ مرا فَإِنَّهُ مَال حرَام. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يَأْكُل بندقا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من رجل مُوسر وَأما الفستق فَقَالَ ابْن سِيرِين قلب الفستق يدل على المَال وَالنعْمَة. وَمن رأى أَنه أَخذ قلب الفستق أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَأَكله فَإِنَّهُ يدل على حُصُول النِّعْمَة وَالْمَال بِقدر مَا أكل. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه وجد فستقا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة من رجل بخيل وَإِن كَانَ مرا أَو زنخا يحصل لَهُ جفَاء من رجل بخيل. وَقَالَ جَار المغربي من رأى أَن أحدا أعْطى لَهُ فستقا وَأكله فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال بِقدر مَا أكل فَإِن كَانَ مرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من ذَلِك الرجل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الفستق مَال هنىء وَكَسبه تَحْصِيل مَال وَهُوَ مَحْمُود من حَيْثُ الْجُمْلَة وَأما الْجَوْز فَمَال لَا يحصل إِلَّا بالتعب وقلب الْجَوْز مَال يحصل بالسهولة. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ جوزا وَهُوَ يخشخش بِهِ فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة وَإِن كَانَ قلب الْجَوْز معفنا فَمَال حرَام. وَمن رأى أَن لَهُ جوزا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه الْتقط جوزا من بُسْتَان فَإِنَّهُ ينَال مَالا من جِهَة امْرَأَة وقشر الْجَوْز مُخْتَلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ لَيْسَ بمحمود وَمِنْهُم من قَالَ غير ذَلِك وَرُبمَا كَانَ اعْتِبَار رجل بخيل وَأما الْجَوْز الْهِنْدِيّ وَهُوَ النارجيل فقد اخْتلفُوا فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ مَال من جِهَة منجم وَرُبمَا كن الرَّائِي مُتبعا لمنجم فِي كَلَامه وَإِن أكله فَإِنَّهُ يصدق كَلَام منجم. وَرُبمَا دلّ رُؤْيا الْجَوْز الْهِنْدِيّ على رجل مجسم أَو جَارِيَة هندية. وَأما جوز الطّيب فَمن رأى أَنه أكل جوز الطّيب فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَتَحْصِيل علم الشَّرْع وَإِن لم يَأْكُل مِنْهُ وَلم يُعْط لأحد مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ لَا ينْتَفع من علمه هُوَ وَلَا غَيره. وَأما الليمون فَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى الليمون سَوَاء كَانَ فِي وقته أَو فِي غير وقته فَإِنَّهُ يدل على) الْمَرَض لصفرة لَونه وَإِن كَانَ أَخْضَر يدل على الْحزن وَإِن لم يَأْكُل مِنْهُ يكون أسهل مِمَّا ذكر. وَأما الرُّمَّان فَهُوَ على أوجه قَالَ دانيال الرُّمَّان فِي الأَصْل مَال وَلَكِن على قدر همة الرَّائِي خُصُوصا إِذا كَانَ فِي وقته فَإِن كَانَ فِي غير وقته فَغير مَحْمُود. وَقَالَ ابْن سِيرِين الرُّمَّان الحلو يؤول بِامْرَأَة ذَات مَال وَرُبمَا كَانَت الرمانة الحلوة ألف دِرْهَم والحامضة حزنا. وَقَالَ جَابر المغربي الرُّمَّان الحلو إِذا أكله انسان فِي وقته حُصُول ألف دِينَار وَأَقل مَا يكون خمسين دِينَارا. وَإِن رأى أَنه أكل رمانا فِي أَيَّام الشتَاء أَو قلع شَيْئا مِنْهُ وَأكله فَإِنَّهُ يؤول بِالضَّرْبِ وَبِالْجُمْلَةِ الرُّمَّان الحامض سَوَاء كَانَ فِي وقته أَو فِي غير وقته فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود. وَأما اللفاف فَإِن الْأَمر فِيهِ متوسط وَعدد الرُّمَّان إِذا التقطه لَيْسَ بمحمود سَوَاء كَانَ فِي وقته أَو فِي غير وقته. وَمن رأى أَنه أكل رمانا حلوا بقشرة أَو بِمَاء فِيهِ ينْتَفع من مَاله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الرُّمَّان يؤول على ثَلَاثَة أوجه مَال مَجْمُوع وَامْرَأَة صَالِحَة ومدينة معمورة. وَقيل إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الرمانة الْوَاحِدَة للْملك تؤول بِمَدِينَة وَاحِدَة وللرئيس بقرية وَاحِدَة وللتاجر بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وللسوقي ألف دِرْهَم وللفقراء من دِرْهَم إِلَى عشرَة وَأما الرمانة فكورة عامرة أَو عقد على امْرَأَة لمن ملكهَا وَرُبمَا كَانَت ملا مجموعا وَولدا يُصِيبهُ أَو خيرا من قبل ولد أَو امْرَأَة. وَمن رأى أَنه فك رمانة أَو أكل مِنْهَا فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَإِن كَانَ يخْدم ملكا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ بِمَال وَإِن كن من أهل النميمة ضربه وَنكل بِهِ. وَقيل من رأى أَنه فتح رمانة فَإِنَّهُ يدْخل بَلَدا لم يكن دخله قطّ فَيعْتَبر الرَّائِي إِن كَانَت حامضة فَيحصل من دُخُوله ذَلِك الْبَلَد نكد وحزن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الرمانة تدل على الزِّينَة للْمَرْأَة وللرجل على الْوَلَد وَلمن يَقْتَضِي منصبا على الْولَايَة وللمتولي على نُفُوذ الْأَمر وللتاجر على مَال مَجْمُوع وللدهقان على قَرْيَة نافعة. وَقيل من رأى أَنه أصَاب رمانة فَإِن كَانَ حبها أَحْمَر وَهِي مستوية حلوة فألف دِينَار حَلَال وَإِن كَانَت حامضة يكون المَال حَرَامًا وَإِن كَانَ حبها حلواً أَبيض أصَاب ألف دِرْهَم وَقيل من أكل) الرُّمَّان الحلو أصَاب مَالا وَهُوَ صَحِيح الْجِسْم وَإِن كَانَ حامضا أصَاب مَالا وَهُوَ مَرِيض. وَمن رأى أَنه بَاعَ رمانا فَإِنَّهُ رجل يخْتَار الدُّنْيَا على الْآخِرَة وعصر مَاء الرُّمَّان وشربه وَنَفَقَة الرجل على أَهله وَنَفسه وَأهل بَيته وَحب الرُّمَّان الَّذِي يطْبخ رزق على كل حَال وَأما القسطل فَإِنَّهُ يحصل من رجل بخيل وَرُبمَا كَانَ لمن أكله حُصُول مَال بتعب ومشقة. وَقيل رُؤْيا القسطل تؤول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 741 على وَجْهَيْن مَال من بِلَاد الفرنج أَو بِلَاد الرّوم. وَأما البلوط فَإِنَّهُ أَمر يكره فَمن رأى أَنه يَأْكُل بلوطا فَإِنَّهُ يصاب بِأَمْر مَكْرُوه وَرُبمَا دلّت رُؤْيا أكل البلوط على الْحزن والوقوع فِي بلية. وَأما الصنوبر فَإِنَّهُ مَال على كل حَال يحصل من قبل كريم جواد لمن أكله أَو جمعه. وَأما الْمقل فَإِنَّهُ مَال بخس لَا ينْتَفع صَاحبه بِهِ وَإِنَّمَا هُوَ تشبه. وَأما الموز فيؤول للغني بِالْمَالِ وللصالح بِالدّينِ. وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل موزا فِي وقته فَإِنَّهُ يُزَوّج بِامْرَأَة حَسَنَة غَرِيبَة وَيحصل لَهُ مِنْهَا خير وَمَنْفَعَة وَأما الخرنوب فَإِنَّهُ مَال بِمَشَقَّة وَمن رأى أَنه يقتطف خرنوبا فَإِنَّهُ يحصل مَالا من كَسبه. وَمن رأى أَنه يَأْكُل خرنوبا وَهُوَ مَرِيض فَلَا خير فِيهِ لِأَنَّهُ خراب جِسْمه وَطول مَرضه وَرُبمَا يخَاف عَلَيْهِ الْمَوْت. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل خرنوبا مَعَ شَيْء آخر فَلَا بَأْس بِهِ وكل ثَمَرَة صفراء فَهِيَ مَرِيض إِلَّا الموز والاترنج وكل ثَمَرَة خضراء أَو حَمْرَاء أَو سَوْدَاء أَو بَيْضَاء فَهِيَ رزق وَأما التوت الْأَبْيَض فَمن أكله فِي وقته فَهُوَ مَال من كَسبه وَفِي غير وقته هَذَا إِذا كَانَ مائلا إِلَى الصُّفْرَة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا التوت أَو أكله إِذا كَانَ حلوا سَوَاء كَانَ فِي وقته أَو فِي غير وقته على حُصُول رزق وَإِذا كَانَ حامضا فَهُوَ حزن. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل توتا أَبيض حلوا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من رجل جواد خير وَمَنْفَعَة وَأما التوت الْأسود فَهُوَ غم خُصُوصا لمن أكله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق التوت الْأسود مَال وَمَنْفَعَة من كَسبه ومنازعة بَينه وَبَين زَوجته وَقيل رُؤْيا التوتة الْوَاحِدَة فرَاغ من أَمر يكون فِيهِ الرَّائِي سَوَاء كَانَ خيرا أَو شرا لما هُوَ سَائِر بَين النَّاس أَرْبَاب الحكايات فِي بعض أَقْوَالهم توتة توتة فرغت الحدوتة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل صمغا من صمغ الشّجر فَإِنَّهُ يَأْكُل فضل مَال رجل على قدر الصمغ فِي) الِاجْتِمَاع. وَقَالَ دانيال كل فَاكِهَة ترى فِي وَقتهَا ويؤكل مِنْهَا فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول مَال وَمَنْفَعَة إِلَّا مَا يرى مِمَّا يُوَافق مزاجه. وَمن رأى فَاكِهَة فِي غير أوانها أَو أكل مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله وَإِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَا مَا يحمد لَا يضرّهُ ذَلِك. وَمن رأى ثمارا رطبَة فَإِنَّهَا تؤول بِالدّينِ وَزِيَادَة المَال وَقيل رُؤْيا الثِّمَار الصغار تؤول بالأسقام إِلَّا السفرجل والنبق والاترنج والبسر والموز والنارنج الحلو وَالثِّمَار الحامضة أَو مَا لم ينْتَه أَو يكون طعمه كريها فيؤول على وَجْهَيْن مَال حرَام وسقم وَمرض وَرُبمَا كَانَ غما وخصومة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل ثمار الصَّيف والشتاء فَإِنَّهُ يدل على السقم. وَمن رأى أَنه يَبِيع الثِّمَار الحلوة فَإِنَّهُ يدل على خير وَمَنْفَعَة وَحب أَوْلَاده واقاربه ويشتغل بِخِدْمَة الأكابر وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الرياحين وأنواعها مِمَّا يشم والأزهار) وَأما الريحان الْأَخْضَر وَيعرف بالاترنجي إِذا كَانَ لَونه وريحه طيبا فَإِنَّهُ يدل على الْوَلَد وقلعه من الأَرْض بكاء وحزن. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الريحان تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة وَجَارِيَة وصديق وَولد وَكَلَام حسن ومجلس علم وصنعة حَسَنَة. وَمن رأى فِي بستانه أَو فِي دَاره ريحانا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة مِمَّا ذكر. وَإِن رأى فِي ذَلِك مَا يزينه أَو يشينه فَهُوَ عَائِد على مَا ذكر. وَمن رأى ريحانا فِي وقته فَإِنَّهُ يدل على مصاحبة رجل أصيل جوهري صَاحب كَلَام حسن. وَمن رأى أَنه يقْلع ريحانا فَإِنَّهُ يفْتَرق من رجل أصيل. وَأما الريحان الحمامي فَقَالَ ابْن سِيرِين من رَآهُ رطبا ولونه حسنا وريحه طيبا فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والشرف وَإِن رَآهُ ذابلا فَإِنَّهُ يدل على السقم. وَقَالَ الْكرْمَانِي الريحان الحمامي يدل على الْوَلَد وقلعه يدل على الْبكاء والحزن. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الريحان الحمامي تؤول على سِتَّة أوجه عز وَشرف وَولد وصديق وَكَلَام حسن ومجلس علم وَمَعْرِفَة وَذكر جميل وَقيل رُؤْيا الرياحين وَنَحْوهَا فِي مَوضِع نباتها دون) أَن تكون مقلوعة تؤول بِالْوَلَدِ لقَوْل بعض الْعَرَب: ولدك ريحانك وَإِن رَآهَا مقلوعة قد وضعت فِي دَاره أَو أَمَامه فَإِنَّهُ هم وحزن وبكاء وَرُبمَا كَانَت الريحانة امْرَأَة فَمن ملكهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة وَلَكِن تقع الْفرْقَة بَينهمَا عَاجلا وَقَالَ بعض المعبرين الدَّلِيل على ان الريحانة امْرَأَة مَا نقل فِي الْأَخْبَار: (إِن النِّسَاء شياطين خُلِقْنَ لنا ... نَعُوذ بِاللَّه من كيد الشَّيَاطِين) فأجبنه: (إِن النِّسَاء رياحين خُلِقْنَ لكم ... وكلكم يَشْتَهِي الرياحين) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 742 وَمن رأى أَنه مقلوع فَإِنَّهُ يدل على الْحزن كَمَا إِذا رَأَتْ امْرَأَة انها قطعت سوسنة وناولتها زَوجهَا فَإِنَّهُ يطلقهَا. وَمن رأى أَنه أعْطى سوسنا لأحد من أَقَاربه فَإِنَّهُ يدل على بعده. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعْطى باقة سوسن فَإِنَّهُ حُصُول مُفَارقَة وَكَلَام خشن. وَقَالَ جَابر المغربي عرق السوسن يدل على جَارِيَة سَيِّئَة الْخلق قبيحة المنظر. وَمن رأى السوسن فِي غير وقته فَإِنَّهُ غير مَحْمُود وَقيل من رأى سوسنة أَو أعطيها فَإِنَّهُ يُصِيب سوسة. وَمن رأى السوسن والرياحين والحبوب مقطعَة حول سَرِيره أَو يرى لَهُ فانهم الباكون حول نعشه ان كَانَ مَرِيضا وَإِن لم يكن مَرِيضا فهم وحزن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السوسن يدل على وَجْهَيْن لأهل الصّلاح ثَنَاء حسن وَلأَهل الْفساد سوء حملا على ظَاهر اسْمه لِأَن شطره الأول سوء وأنشدوا فِي الْمَعْنى: (سوسنة أعطيتهَا إِلَيّ وَمَا ... كنت باعطائي لَهَا محسنه) (أَولهَا سوء وناهيك مَا ... يبْقى من الِاسْم فسوء سنه) وَأما النيلوفر فَمن رَآهُ نابتا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من امْرَأَة أَو جَارِيَة أَو يحصل لَهُ ولد وَقَالَ الْكرْمَانِي إِذا رَأَتْ امْرَأَة انها قطفت نيلوفراً وأعطت زَوجهَا فَإِنَّهُ يطلقهَا. وَمن رأى أَنه أعْطى نيلوفرا لأحد أرقائه فَإِنَّهُ يدل على عتقه. وعرق النيلوفر يدل على جَارِيَة سَيِّئَة الْخلق. وَأما النمام فسرور من جِهَة امْرَأَة أَو ولد أَو ولَايَة أَو تِجَارَة.) وَقَالَ بعض المعبرين من رأى بيد اُحْدُ نماما أَو أكل مِنْهُ فَرُبمَا يؤول عَلَيْهِ من اشتقاق الِاسْم. وَأما البنفسج فَمن رَآهُ نابتا فِي وقته فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من قبل امْرَأَة أَو جَارِيَة أَو يرْزق ولدا. وَمن رَآهُ مقطوفا فَإِنَّهُ يدل على الْحزن. وَقَالَ الْكرْمَانِي إِذا رَأَتْ امْرَأَة انها قطفت بنفسجا من عرقه وأعطته لزَوجهَا فَإِنَّهُ يدل على طَلَاقه اياها. وَمن رأى بنفسجا وَأَعْطَاهُ لغلامه فَإِنَّهُ يدل على إباقه. وَمن رأى أَنه أعْطى لَهُ باقة بنفسج فَإِنَّهُ يدل على الْفرْقَة. وَقَالَ جَابر المغربي عرق البنفسج يدل على جَارِيَة سَيِّئَة الْخلق. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البنفسج جَارِيَة والتقاطه تقبيلها وَأما الآس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل حر طَوِيل الْعُمر ذِي طبع لطيف وجمال وَكَمَال وعقل من أهل بَيت شرِيف وَهُوَ يصلح للصداقة واما امْرَأَة وَمن رأى أَنه يملك آسا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ صداقة بِمثل هَذَا الرجل الَّذِي ذكرت أَوْصَافه وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير. وَمن رأى أَنه كسر قَضِيبًا من آس فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الْفرْقَة من رجل بصفاته. وَقَالَ جَابر المغربي الآس فِي التَّأْوِيل مَال ونعمة كَثِيرَة خُصُوصا إِذا كَانَ طَويلا اخضر وَإِذا رَآهُ اصفر مذبولا فَإِنَّهُ يدل على السقم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الآس ولد صَالح ذُو خلق حسن ومعيشة طيبَة وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا أَعْطَتْ لزَوجهَا باقة آس فَإِنَّهُ يدل على ثبات نِكَاح بَينهمَا. وَمن رأى أَنه أعْطى باقة آس لصديق فَإِنَّهُ يدل على ثبات الصداقة بَينهمَا لِأَن الآس أَخْضَر فِي كل حِين. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الآس رجل واف بالعهود أَو امْرَأَة وَهُوَ للْمَرْأَة زوج وعَلى ذِي ولَايَة بَاقِيَة وسرور بَاقٍ وَرُبمَا دلّ الآس على النَّاس وَأما الاقحوان والتقاطه من نَحْو جبل فاصابة جَارِيَة حسناء من ملك ضخم وَقيل ان الاقحوان ظِهَار الرجل من قبل امْرَأَته. وَأما الْورْد فَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا الْورْد على نَوْعَيْنِ نوع على شَجَره وَنَوع مقطوف اما إِذا كَانَ على شَجَره فَإِنَّهُ يدل على الْوَلَد وَإِذا كَانَ مقطوفا دلّ على الْحزن والبكاء. وَمن رأى وردا أَحْمَر على شَجَرَة فِي وقته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْوَلَد وَأما الْورْد فِي غير فَصله) فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة من قبل وَلَده. وَمن رأى أَنه قطف وردا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والبكاء. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْورْد الْأَحْمَر على الشَّجَرَة يدل على الرياسة وَالسُّرُور ونفاذ الْأَمر والورد الْأَصْفَر على الشَّجَرَة يدل على امْرَأَة تاجرة قاضية لحوائج النَّاس والورد الْأَبْيَض على الشَّجَرَة يدل على الدولة والعز والجاه. وَمن رأى فِي دَاره وردا على شَجَرَة فِي فَصله فَإِنَّهُ يدل على زواجه بِنْتا. وَمن رأى وردا على شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على السرُور من جِهَة وَلَده. وَمن رأى وردا أَحْمَر على شَجَرَة فِي دَاره فَإِنَّهُ يدل على السرُور من جِهَة أَقَاربه وَأهل بَيته. وَقَالَ جَابر المغربي يؤول على رجل دنيء الهمة نَاقص الْعَهْد لَا وَفَاء لَهُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الْورْد يدل على وُرُود كتاب من غَائِب لَهُ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْورْد يؤول على سِتَّة أوجه ولد جميل وصديق وَرجل دنيء الهمة لَا وَفَاء لَهُ وَجَارِيَة وَغُلَام حسن وللمرأة زوج حسن وَكتاب غَائِب. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الْورْد مَال وَشرف وَقيل امْرَأَة تُفَارِقهُ أَو ولد يَمُوت أَو كبار تتْلف أَو فَرح يَزُول وَلذَلِك قيل كونُوا كالآس وَلَا تَكُونُوا كالورد فَإِن الآس لَا يتَغَيَّر بِتَغَيُّر الاحوال والورد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 743 يتَغَيَّر سَرِيعا. وَمن رأى فِي رَأسه وردا أَو ريحانا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَلَكِن تقع الْفرْقَة بَينهم سَرِيعا. فَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة فَهُوَ زوج لَهَا بِهَذِهِ الصِّفَات. وقطف الْورْد سرُور. والتقاط الْورْد الْأَبْيَض من بستانه دَلِيل تَقْبِيل امْرَأَة عفيفة. فَإِن كَانَ الْورْد أَحْمَر فَإِن امْرَأَته تحب اللَّهْو والطرب. وَإِن كَانَ أصفر فَإِن امْرَأَته مُسْتَقِيمَة. والتقاط زر الْورْد دَلِيل على اسقاط ولد وَأما النسرين فَمن رَآهُ على شَجَرَة فِي وقته فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَقيل حُصُول ولد وَإِذا رَآهُ مقطوفا فَإِنَّهُ هم وحزن. وَمن رأى أَنه أعْطى باقة نسرين فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع كَلَام بَينهمَا. وَمن رأى نسرينا بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يؤول على انْتِقَال طِفْله من الدُّنْيَا وَإِن لم يكن لَهُ طِفْل فَإِنَّهُ يدل على) فرقة امْرَأَته وَصديقه. وَأما الياسمين فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ حكى أَن رجلا أَتَى الْحسن الْبَصْرِيّ فَقَالَ رَأَيْت كَأَن الْمَلَائِكَة نزلت من السَّمَاء تلْتَقط الياسمين من الْبَصْرَة فَاسْتَرْجع الْحسن وَقَالَ ذهب عُلَمَاء الْبَصْرَة وَقد اخْتلف فِيهِ إِذا رَآهُ الْإِنْسَان فِي الْمَنَام فَمنهمْ من قَالَ يدل على السرُور والفرح وَمِنْهُم من قَالَ انه يدل على الْحزن وَالْغَم لِأَن أول اسْمه ياس. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى ياسمينا على شَجَرَة فِي وقته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد وَإِن رَآهُ مقطوفا من شَجَره فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم. وَمن رأى أَنه أعْطى باقة ياسمين فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع كَلَام بَينهمَا. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث وَلَا بَأْس برؤيا الياسمين مَا لم تكن الصُّفْرَة عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا الرياحين والمشمومات جملَة إِذا كَانَت مقتطفة فَيحْتَاج إِلَى اعْتِبَارهَا إِذا كَانَت قَليلَة فَإِنَّهُ سريع وَإِن كَانَت تمكث فَهُوَ هم بطيء وَأما المنثور فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه أما رُؤْيا الْأَصْفَر مِنْهُ فَيدل على تغير اللَّوْن وَأما الْأَحْمَر والأصفر فَلَا بَأْس برؤيتهما وَأما البان فَإِنَّهُ يدل على الثَّنَاء الْحسن. وَقَالَ بعض المعبرين من كَانَ مضمرا شَيْئا فِي نَفسه وَعِنْده تردد فِي تَحْقِيقه وَرَأى رُؤْيا فَرُبمَا يؤول بِبَيَان ذَلِك الضَّمِير وَقَالَ بَعضهم يدل على الرَّائِي لاشتقاق الِاسْم. وَمن رأى أزهار الْأَشْجَار فِي وَقتهَا فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَقَضَاء حَاجَة. وَمن رأى شَيْئا مِنْهَا مقطوفا فَهُوَ دون ذَلِك وأبيضها خير من أحمرها وأحمرها خير من اصفرها. وَقَالَ ابْن سِيرِين الجلنار يؤول بعرس أَو جَارِيَة حسناء وزهر الاجاص والمشمش والكمثرى والسفرجل يؤول بِكَلَام لطيف يسمعهُ الرَّائِي وَيكون ذَلِك بِقدر علو الشَّجَرَة وقصرها وَحسن الزهرة ولونها. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل زهرا من شجر فِي وقته وأوانه فَإِنَّهُ يؤول بِكَلَام حسن مِمَّن نسب إِلَيْهِ ذَلِك الشّجر فِي الْأُصُول كَمَا تقدم فِي فصل الاشجار وَرُبمَا كَانَ حُصُول مَنْفَعَة مِمَّن نسب إِلَيْهِ ذَلِك. وَمن رأى أَنه شم شَيْئا من تِلْكَ الأزهار فَإِنَّهُ يؤول بالمدح لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ مِمَّن نسب إِلَيْهِ ذَلِك) الشّجر وَقيل رُؤْيا الأزهار الَّتِي تنْبت فِي الأَرْض فَهِيَ عديدة وتؤول على أوجه وللمعبرين فِي ذَلِك أَقْوَال ومباحث مِنْهُم من قَالَ رُؤْيا الأزهار جملَة تدل على نزهة الخاطر وَبسط الأمل وَمِنْهُم من قَالَ ذَلِك إِذا كَانَ فِي أَوَانه وَمِنْهُم من قَالَ لم تذم رُؤْيا ذَلِك وَمِنْهُم من فصل مَا استحضره. فَمن رأى صَغِيرا أصفر فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ خُصُوصا لمن جمعه وَأما الصَّغِير الْأَبْيَض فَإِنَّهُ يؤول بِالدَّرَاهِمِ وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الصَّغِير على الْعِشْق أَو رُؤْيا عاشق لما قَالَ بعض الشُّعَرَاء ثَلَاث أَبْيَات فِي الْمَعْنى من جملَة أَبْيَات كَثِيرَة: (قد حلت الأَرْض بأزهارها ... تتيه فِي زاه من الملبس) (كَأَنَّمَا شحرورها رَاهِب ... يَتْلُو من الانجيل فِي الْبُرْنُس) (كَأَنَّمَا صغيرها عاشق ... وَهُوَ بأثواب الضنى قد كسى) وَأما شقائق النُّعْمَان وَهِي الحنون فَإِنَّهَا تؤول على ثَلَاثَة أوجه من رأى أَنه قطف حنونة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يكون حنونا. وَمن رأى أَن شقائق مَقْطُوعَة قدامه على الأَرْض فَإِنَّهَا تؤول بالشقائق وَالْمَشَقَّة وَرُبمَا دلّ ذَلِك على النِّعْمَة لما فِي آخر اسْمه من النُّعْمَان وَقيل من رَآهُ فِي وقته على سَاقه فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَرُبمَا كَانَ حُصُول ولد وَمن رَآهُ مقطوفا فَإِنَّهُ يدل على هم وغم وَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة وقطفت مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يؤول بِطَلَاق زَوجهَا لَهَا. وَمن رأى أَنه قطف شَيْئا من ذَلِك وَأَعْطَاهُ لمن هُوَ فِي رقّه فَإِنَّهُ يؤول بإباقه. وَمن رأى أَنه تنَاول من أحد باقة فَإِنَّهُ يحصل لصَاحب الأَرْض ضَرَر بِقدر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 744 مَا قطفه فَأَما زهر العنبر فَإِنَّهُ يؤول بالسرور وَمن رَآهُ فِي وقته فَإِنَّهُ يدل على الأكابر وَرُبمَا يؤول بِامْرَأَة غنية جميلَة وَمن رَآهُ فِي مَكَان وَهُوَ يشمه فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من الأكابر ثَنَاء حسن وَرُبمَا يكون مصاحبة من نسب إِلَيْهِ ذَلِك من النسْوَة. وَمن رأى أَنه قلع ذَلِك من الأَرْض فَإِنَّهُ يُفَارق مَا نسب إِلَيْهِ مِمَّا ذكر. وَأما اللبسين فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة خادمة دنيئة الأَصْل والهمة. وَأما اللبلابة فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول كَلَام يكرههُ الرَّائِي. وَمن رأى أَنه يجني عصفورا فَإِنَّهُ يجني رزقا من وَجه حل وَرُبمَا دلّت رُؤْيا العصفور إِذا كَانَ أصفر على تَغْيِيره المجاري وَلَا بَأْس بِهِ إِذا كَانَ أَحْمَر.) وَمن رأى شَيْئا من الزهور لَا يعرف اسْمه وَلَا يعرف مَا هُوَ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا رُؤْيَة أنَاس مُخْتَلفَة الملبوس لَا يعرفهُمْ وَإِمَّا وشي منسوج يكون فِيهِ ألوان مُتعَدِّدَة وَقيل رُؤْيا الأزهار الزكية الرَّائِحَة من حَيْثُ الْجُمْلَة سَوَاء كَانَت صفراء أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْحسن خُصُوصا لمن شمه وَإِذا كَانَت لَيْسَ لَهَا رَائِحَة رُبمَا يكون هما أَو أمرا لَا يَدُوم لصَاحب الرُّؤْيَا وَرُبمَا دَامَ قَلِيلا وَقيل رُؤْيا الزهرة الْوَاحِدَة إِذا كَانَت حَسَنَة وَهِي مُفْردَة تؤول بدنياه فمهما رأى فِيهَا من حَادث فَهُوَ يؤوب بحياته لقَوْله تَعَالَى زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا. وَأما زهر اللِّسَان فَإِنَّهُ مُخْتَلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ إِنَّه مَال وَمِنْهُم من قَالَ مَال رجل شرِيف لَا يَدُوم وَمِنْهُم من قَالَ انه همة رَدِيئَة. وَأما زهر الخشخاش فَهُوَ مَال هنيء وَرُبمَا نَالَ الرَّائِي هناء ومسرة. وَأما زهر الحرمل فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْحسن خُصُوصا لمن أكله. وَأما الجواشير فَإِنَّهُ مَال من غير وَجه قَلِيل الاقامة وَرُبمَا كَانَ ثَنَاء حسنا. وَأما زهر مَا ينْبت فِي الأَرْض بِغَيْر سَاق مثل الْفَرْع والبطيخ وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بِعَدَمِ ثُبُوت الرَّائِي فِيمَا هُوَ فِيهِ من خير أَو شَرّ. وَأما النرجس قَالَ دانيال النرجس رجل ظريف وَصَاحب جمال وَكَمَال. قَالَ ابْن سِيرِين النرجس امْرَأَة جميلَة ذَات كَلَام عذب. قَالَ جَابر المغربي النرجس ولد لطيف ذُو جمال. وَمن رأى أَنه أعْطى نرجسا لأحد أقربائه فَإِنَّهُ يدل على بَقَائِهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق النرجس صديق. وَمن رأى أَنه يشم نرجسا فَإِنَّهُ يكون منشرا باحسان وَخير وَإِن رأى نرجسا كثيرا فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة عِيَاله. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ جَاءَت يَوْمًا امْرَأَة إِلَى الأهواني الْمعبر فَقَالَت لَهُ: رَأَيْت كَأَن زَوجي ناولني نرجسا وناول ضرتي آسا فَقَالَ يطلقك ويتمسك بضرتك أما سَمِعت قَول الشَّاعِر: (لَيْسَ للنرجس عهد ... إِنَّمَا الْعَهْد للآس) فَعَن قَلِيل خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها فوصل ذَلِك إِلَى المتَوَكل فَأمر لَهُ بصلَة وَأحسن إِلَيْهِ لما اسْتحْسنَ ذَلِك مِنْهُ وَقيل إِن الصُّفْرَة فِي النرجس تدل على دَنَانِير وَالْبَيَاض يدل على دَرَاهِم) ينالها الرَّائِي وَأنْشد فِي ذَلِك شعرًا: (لما أطلنا عَنهُ تغميضنا ... أهْدى لنا النرجس تعريضا) (فدلنا ذَاك على أَنه ... اقْتضى الصفر والبيضا) وَقيل من رأى نرجسا فِي طبق فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة حسناء أَو جَارِيَة يملكهَا وللمرأة زوج لَا يَدُوم لَهَا وَإِن كَانَت ذَات زوج مَاتَ عَنْهَا أَو طَلقهَا وَقيل رُؤْيا النرجس من حَيْثُ الْجُمْلَة على أَي وَجه كَانَ سُرُورًا. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن نرجسا نابتا وَهُوَ متعجب من حسن خلقته وتعظيم باريه فَإِنَّهُ يؤول بالمغفرة لما ورد عَن الثِّقَات. أَن بَعضهم رأى أَبَا نواس بعد مَوته فِي الْمَنَام وَهُوَ يظنّ بِهِ سوءا فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ (تفكر فِي نَبَات الأَرْض وَانْظُر ... إِلَى آثَار مَا صنع المليك) (عيُونا من لجين ناظرات ... بأحداق هِيَ الذَّهَب السبيك) (على قصب الزبرجد شاهدات ... بِأَن الله لَيْسَ لَهُ شريك) (الْبَاب الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا الخضروات والنباتات والبقول وَهِي على أوجه وللمعبرين فِيهَا اخْتِلَاف) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الخضروات والنباتات والبقول) أما الاسفاناخ فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ للْمَرِيض على الشِّفَاء وَأما الباذنجان فَإِنَّهُ غم وحزن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 745 وتفكر. وَقيل من رأى أَنه أصَاب باذنجان أَبيض فَإِنَّهُ يُصِيب ثَنَاء حسنا وَإِن كَانَ أسود فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الباذنجان من حَيْثُ الْجُمْلَة على المزاج. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الباذنجان فِي غير وقته يدل على إِصَابَة رزق بتعب. وَقَالَ بَعضهم رُبمَا دلّت رُؤْيا أكل الباذنجان على حُصُول مَا نَوَاه من خير أَو شَرّ لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: الباذنجان لما أكل لَهُ وَأما الطرخون فَإِنَّهُ يؤول بِسوء الطباع وَرُبمَا دلّت على رجل رَدِيء الأَصْل وَالْعَمَل. فَمن رأى أَن عِنْده شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بمصاحبة رجل متصف بِهَذِهِ الصّفة وَإِن أكل مِنْهُ) حصل لَهُ من ذَلِك مضرَّة وَأما السلق فَإِنَّهُ غم من جِهَة امْرَأَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُبمَا دلّ رُؤْيا السلق على حُصُول مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ أَيْضا. وَأما اللفت قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيَاهُ تؤول بالغم والحزن وَأكله أبلغ. وَمن رأى أَن لَهُ لفتا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة بِقدر مَا أكل. وَقَالَ جَابر الغربي لَا بَأْس بِأَكْل اللفت إِذا كَانَ مطبوخا. وَمن رأى أَنه أبعد شَيْئا من ذَلِك على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ خلاص من غم وهم. وَأما الكسفرة الخضراء فَإِنَّهَا تؤول بالغم والحزن وَبَيْعهَا وهبتها خلاص من ذَلِك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكسفرة رجل نَافِع فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَأما يابسها فَيَأْتِي فِي بَاب الأبازير. وَقَالَ بَعضهم رُبمَا دلّت رُؤْيا أكل الكسفرة على بعد الذِّهْن لما هُوَ سَائِر بَين النَّاس كَأَنَّك كسفرة تبعد الذِّهْن. وَأما القنبيط وَهُوَ عِنْد بعض النَّاس يعرف بالكرنب فَإِنَّهُ فِي وقته يدل على الْمَنْفَعَة من جِهَة النِّسَاء ومطبوخه خير من نيئه وَأكله فِي غير وقته يدل على الْحزن. وَرُبمَا دلّت رُؤْيا أكل الكرنب على الكرب. وَمن رأى أَنه يَأْكُل قنيطا ببيض فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينْكح نسْوَة وَرُبمَا يَأْكُل أموالهن. وَأما الجزر فَإِنَّهُ غم وهم خُصُوصا إِذا كَانَ مرا ورؤيته مطبوخا أَو الْأكل مِنْهُ لَيْسَ فِيهِ مضرَّة وَرُبمَا كَانَ مَنْفَعَة قَليلَة يتعب وَقيل رُؤْيا الْأكل مِنْهُ يدل على الضعْف. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الجزر يدل على الْحزن لآكله وَأما الربياس فَإِنَّهُ غم وهم. وَقَالَ جَابر المغربي ان كَانَ طعمه حلوا فَإِنَّهُ مَنْفَعَة من قبل أَقَاربه وأصدقائه وَإِذا كَانَ حامضا فَإِنَّهُ ندامة على فعله وَأما القلقاس فَإِنَّهُ رزق بِمَشَقَّة وتعب وَرُبمَا يدل على تغير المزاج وخشونة الطباع وَأما الكمأة فَإِنَّهَا تدل على رجل دنيء تحبه الْأَشْرَاف أَو على أَمر لَا خير فِيهِ وَإِذا رَآهَا كَبِيرَة دلّت على رزق من قبل النِّسَاء. وَمن رأى أَنه يَأْكُل الكمأة فَإِنَّهُ يكْسب مَالا من حل. وَأما السومر فَمن رَآهُ وَأكله فِي وقته أَو غير وقته فَإِنَّهُ هم وحزن وَأكله مضرَّة وخسارة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا أكله على الشِّفَاء للْمَرِيض.) وَأما النعناع فَإِنَّهُ هم وغم وتفكر وَإِن كَانَ نابتا فِي أَرض غَيره فَإِنَّهُ يؤول على صَاحبه. وَأما الكراث فمختلف فِيهِ قيل مَال حرَام شنيع وثناء قَبِيح ومطل للْفُقَرَاء حُقُوقهم وَأكله مطبوخا تدل على التَّوْبَة. وَأما الثوم فَإِنَّهُ يؤول بالذم الْقَبِيح وَقيل انه مَال حرَام وَأكله مطبوخا يدل على التَّوْبَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الثوم يؤول بالغيبة وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا صَالحا فيعبر بِالْخَيرِ. وَقَالَ جَابر المغربي الثوم يدل على الْحزن وَالْغَم والبكاء وَإِن رأى أَنه أكله فَيكون مضرته أخف. وَأما البصل فَقَالَ الْكرْمَانِي يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام وَكَلَام قَبِيح وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا صَالحا فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالدّين وَإِن كَانَ غير صَالح فَيدل على جمع مَال حرَام. وَمن رأى أَنه يَأْكُل مِنْهُ مطبوخا فَإِن عَاقِبَة أمره تؤول إِلَى التَّوْبَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا أكل البصل تؤول على ثَلَاثَة أوجه مَال حرَام وغيبة وندامة وَقيل رُؤْيا البصل تؤول بشحيح قَبِيح فِي كَلَامه قَلِيل الدّين. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البصل مُخْتَلف فِيهِ فَيدل على أَشْيَاء تخفى وَرُبمَا كَانَ أمرا مَكْرُوها لقَوْله تَعَالَى أتستبدلون الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي هُوَ خير وَرُبمَا كَانَ مَالا وتقشير البصل يدل على وَقيل رُؤْيا قشر البصل والثوم تدل على طلب مَال بتملق وَإِن رأى مَعَ ذَلِك مَا يشْكر فَهُوَ حُصُول مَا قَصده بتعب وعناء وَإِن رأى مَا يذم فَلَا خير فِيهِ. وَأما بصل العنصل فَإِنَّهُ يدل على رجل بدوي يثني عَلَيْهِ بقبيح فَمن رَآهُ بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يلْتَمس شَيْئا يورثه ثَنَاء قبيحا. وَأما اللوبيا فَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يَأْكُل اللوبيا فِي وَقتهَا أَو فِي غير وَقتهَا مطبوخة أَو غير مطبوخة فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود وأخضرها ويابسها بِمَعْنى وَاحِد. وَأما الكعوب فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم لمن أكله فِي وقته ورؤياه أخف من أكله وَإِذا كَانَ فِي غير وقته فَهُوَ أَشد وأبلغ. وَأما الهليون فَهُوَ على وَجْهَيْن إِذا كَانَ مطبوخا فيؤول برزق حَلَال وَإِذا كَانَ غير مطبوخ فَلَا خير فِيهِ. وَقَالَ السالمي من رأى شَيْئا من الخضروات جملَة وَاحِدَة فِي مَكَان مزروع بِهِ وَهُوَ لَا يعرف) أسماءها فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح الْعَامَّة وَقيل رُؤْيا ذَلِك تدل على أَنه كل مَا كَانَ مِنْهَا طعمه حلوا فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَمَا كَانَ مرا فَإِنَّهُ يدل على الشَّرّ والمضرة وَبيع ذَلِك مَحْمُود. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَبِيع شَيْئا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 746 ذَلِك يدل على الْحزن بِمِقْدَار مَا بَاعه من ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا النباتات) وَهِي على أَقسَام عديدة فَأَما مَا كَانَ من الْأَشْجَار والرياحين وَنَحْوه فَتقدم فِي فصوله فِي الْبَاب الموفى أَرْبَعِينَ وَأما مَا هُوَ من نوع القرع والبطيخ وأمثال ذَلِك فَيَأْتِي فِي بَابه وَأما بَقِيَّة النباتات فِيمَا يسْتَعْمل أَو يسْتَحق فَكل مِنْهَا يَأْتِي فِي مَحَله وفصوله وأبوابه وَأما مَا لَيْسَ يدْخل فِي ذَلِك وَهُوَ على حِدته فَذَكرنَا مَا استحضرناه فِي هَذَا الْفَصْل وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَان وَأما الباقلا فَإِنَّهُ خُصُومَة وَرُبمَا كَانَ هما وحزنا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رطبها هم ويابسها مَال مَعَ سرُور وَقيل يؤول بالقلة لاشتقاق اسْمهَا وَرُبمَا كَانَت تدل على أَمر حسن. وَأما اللبسان وَهُوَ الْخَرْدَل فَإِنَّهُ يؤول بمصيبة وهم وغم وَأكله يؤول بِنُقْصَان المَال وَالْمَرَض وَالْخُصُومَة وَالْمَعْصِيَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْخَرْدَل مُخْتَلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ ان أكله يدل على اصابة مَال شرِيف فِي مشقة وَمِنْهُم من قَالَ ان آكله يسْقِي شَيْئا مرا. وَأما الخشاش فَهُوَ مَال هنيء وَحُصُول مَنْفَعَة. وَأما الشيح فَإِنَّهُ هم وغم وَأكله يدل على نُقْصَان المَال والعيال. وَأما نبت الزَّعْفَرَان فَإِنَّهُ يؤول بِخَير وَمَنْفَعَة وثناء جميل وَأما مسحوقه فَإِنَّهُ يَأْتِي فِي بَاب العطريات. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعْطى شَيْئا من نبت الزَّعْفَرَان أَو اشْتَرَاهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة غنية. وَمن رأى أَن ذَلِك فِي احمال أَو مَا يحْتَرز فِيهِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي نعْمَة وَحُصُول خير جزيل. وَأما نَبَات الْحِنَّاء فَإِن الْمَعْنى فِي ذَلِك عَائِد إِلَى الْوَرق لَا على القضبان فَهُوَ مَال وَمَنْفَعَة وقضبانه تقدم تَعْبِيره فِي رُؤْيا الْأَشْجَار والخضاب مِنْهَا تقدم فِي فَصله أَيْضا فِي الْبَاب التَّاسِع عشر. وَأما السعتر فَإِنَّهُ يؤول بالغم والحزن وَأكله خُصُومَة وَقيل مضرَّة ونقصان مَال وَلَا خير فِي رُؤْيَاهُ الا إِذا كَانَ مَنْسُوبا لابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام.) وَأما السعد فَإِنَّهُ على أوجه فَمن رأى أَن لَهُ سَعْدا على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ ينشر اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان بِالْخَيرِ. وَمن رأى أَنه يَأْكُلهُ فَلَيْسَ بمحمود. وَأما لِسَان الثور فَمن رأى أَنه يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يدل على الْغم والحزن وَإِن لم يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ أخف هما. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يدل على الْغم والحزن وَإِن رَآهُ وَلم يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يتنافس وَأما نَبَات الأشواك فَلَيْسَ بمحمود من حَيْثُ الْجُمْلَة وَرُبمَا كَانَ رُؤْيَاهُ هما وحزنا. وَمن رأى أَن يرْعَى الشوك للجمال فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ هم من بعض جماله وَأما الزَّرْع فَهُوَ على أوجه وَفِيه أَقْوَال. فَمن رأى زرعا نابتا من حَيْثُ الْجُمْلَة وَهُوَ مَعْرُوف ومكانه مَعْرُوف وَكَانَ فِي وقته فَإِنَّهُ يؤول على الْأَوْلَاد فِي الزين والشين. وَمن رأى زرعا فِي مَوضِع مَجْهُول وَقد ظهر سنبله وَتغَير لَونه وَهُوَ فِي غير وقته فَإِنَّهُ يدل على جمَاعَة يتعاونون عَلَيْهِ فِي خُصُومَة. وَمن رأى أَنه يحصد الزَّرْع فَإِنَّهُ يؤول على هَلَاك جمَاعَة فِي فتْنَة. وَمن رأى أَنه يزرع زرعا ويحصده وَنَقله إِلَى البيدر فَإِنَّهُ يحصل مَا أمله ويجد ثَوَاب مَا عمل من خير. وَمن رأى أَنه يمشي فِي زرع محصود فَإِنَّهُ يصحب جمَاعَة من الْمُجَاهدين إِلَى الْغَزْو. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يحصد زرعا فَإِنَّهُ يدل على الْحَرْب وَالْخُصُومَة. وَمن رأى أَنه يحصد شَعِيرًا فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وخصب السّنة خُصُوصا إِذا كَانَ فِي وقته. وَمن رأى حَادِثا حدث فِي الزَّرْع مثل الْحَرِيق وَغَيره فَإِنَّهُ يدل على حُصُول قحط فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ الزَّرْع لَهُ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مضرَّة من ملك. وَمن رأى أَنه يسقى زرعه فَإِنَّهُ يفعل شَيْئا يحصل بِهِ النَّفْع فِي الدّين وَالدُّنْيَا. وَمن رأى أَن فِي وسط الزَّرْع نَهرا فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود. وَمن رأى سنبل الزَّرْع ممدودا فِي الأَرْض وعَلى الدَّوَابّ فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة لصَاحب الزَّرْع بِقدر ذَلِك وَإِن لم يعرف صَاحب الزَّرْع فَتكون الْمضرَّة عَائِدَة عَلَيْهِ.) وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الزَّرْع تؤول بِالنسَاء لقَوْله تَعَالَى نِسَاؤُكُمْ حرث لكم الْآيَة. وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه يحرث فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَقيل رُؤْيا الزَّرْع الْأَخْضَر فِي وقته تؤول بالرزق وَالنعْمَة فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ فِي ملكه كَانَت النِّعْمَة لَهُ. وَمن رأى أَن لَهُ زرعا وَقد اسْتَوَى فِي وقته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده وبلوغ مقْصده وَإِن كَانَ فِي غير وقته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمُخَالفَة بَينهم أَو مُصِيبَة عَظِيمَة وَرُبمَا دلّ للرائي على موت الْفجأَة أَو لمن يعرف الزَّرْع بِهِ أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 747 كَانَ الرَّائِي من أَهله وَمن رأى أَن لَهُ زرعا أَخْضَر وَقد يبس فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة. وَمن رأى أَن فِي ذَلِك مَاء يسقى بِهِ شَجَره أَو شَجرا أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على تقربه إِلَى ملك ذَلِك الْمَكَان وتصرفه فِي أُمُور مَمْلَكَته ان كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن لم يكن أَهلا فَهُوَ حُصُول نعْمَة على كل حَال. وَمن رأى أَنه يحصد زرعا فِي غير وقته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول وباء أَو مرض عَظِيم لأهل ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه يحصد الزَّرْع فِي وقته فَإِنَّهُ يدل على الِامْتِثَال لأوامر الله وَيحصل لَهُ التَّوْفِيق من الله تَعَالَى بايتاء الزَّكَاة. وَمن رأى أَنه يحصد نباتا من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِن كَانَ مَقْبُولًا عِنْد النَّاس فعاقبته خير وَإِن كَانَ غير مَقْبُول فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه يبذر الزَّرْع فَإِنَّهُ يؤول بالشرف هَذَا إِذا علق فَإِن لم يعلق أَصَابَهُ هم بِقدر ذَلِك الْبذر وزراعة الْحِنْطَة عمل فِي مرضاة الله تَعَالَى وَالسَّعْي فِي الزَّرْع من حَيْثُ الْجُمْلَة يدل على الْجِهَاد. فَمن رأى أَنه زرع حِنْطَة فَإِن كَانَ جيدا فتدل رُؤْيَاهُ على ان ظَاهره خير من بَاطِنه. وَمن رأى أَنه يزرع شَعِيرًا فتعبيره ضِدّه. وَأما السنبلة الخضراء فخصب السّنة واليابسة النابتة على سَاقهَا جدوبة السّنة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام سبع سنبلات خضر وَأخر يابسات. وَزرع السُّلْطَان الشَّيْء بِيَدِهِ يدل على غلائه والسنابل الْمَجْمُوعَة فِي يَده أَو فِي بِئْر أَو وعَاء) اصابة مَال من مكسب غَيره أَو علم يتعلمه والتقاط سنابل الزَّرْع إِذا كَانَ مبذورا لغيره أَصَابَهُ مَال مفرق من أَصْحَابه. وَمن رأى كَأَن الزَّرْع يحصد فِي غير وقته وَكَانَت السنابل صفراء فَإِنَّهُ يدل على موت الشُّيُوخ. وَإِن كَانَت خضراء فَيدل على موت الشَّبَاب أَو قَتلهمْ. وَالْحِنْطَة فِي سنبلها إِذا رؤيت فِي الْفراش تدل على حَبل الْمَرْأَة. وَأما زرع الدخن فيؤول برزق من قبل الْيمن. وَأما زراعة الارز فَهُوَ اجْتِهَاد فِي مَال ومنصب. وَأما زراعة الْحُبُوب فتؤول برزق وبركة واجتهاد فِي معيشة حَسَنَة وأولوه بِخِلَاف ذَلِك وَيحْتَاج فِيهَا إِلَى اعْتِبَار الرَّائِي وَمَا هُوَ عَلَيْهِ وَقيل مدرس جَمِيع الزِّرَاعَة وتبنه مَال حَلَال. وَمن رأى خضرَة كَثِيرَة على وَجه الأَرْض مِمَّا لَا يعرف جوهرها فَإِنَّهُ يؤول بِالدّينِ والبقاء وَرُبمَا يؤول رُؤْيا الزَّرْع أَو العشب على الرِّجَال إِذا كَانَ قَائِما على سَاقه. وَمن رأى أَنه فِي مَكَان بِهِ زرع أَو شَيْء من النَّبَات أَو أكل مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ خير ونعمة فَإِن انْتقل من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يُسَافر فِي طلب الرزق. وَقيل من رأى أَرضًا مخضرة حرثت أَو يَبِسَتْ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الزَّرْع على أَعمال النَّاس فَإِن كَانَت مخضرة فَإِنَّهَا أَعمال صَالِحَة وَإِن كَانَ غير ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن لَهُ زرعا مَعْرُوفا فِي وقته فَإِنَّهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أما الدُّنْيَا فَهُوَ مَال حَلَال مَجْمُوع من كسب وَأما الْآخِرَة فَهُوَ عمل يشيع اسْمه عِنْد النَّاس بالصلاح. وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الزَّرْع إِذا كَانَ فِي غير مَكَان يَقْتَضِي الزَّرْع على طلب أَمر مُخَالف لَيْسَ هُوَ مشكورا. وَأما زرع الابازيز فَإِنَّهُ يؤول باصطناع الْمَعْرُوف وَالِاجْتِهَاد فِيمَا يحصل بِهِ النَّفْع للنَّاس وَرُبمَا دلّت رُؤْيا ذَلِك على تشويش الخاطر وَقيل إِذا كَانَت الزِّرَاعَة طيبَة المأكل بِغَيْر طبخ فَإِنَّهُ جيد وَإِذا كَانَت بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقيل من رأى أَنه زرع شَيْئا لَا ينْبت فَإِنَّهُ على ثَلَاثَة أوجه لواط وَقيل أَمر عَار أَو اجْتِهَاد فِيمَا لَيْسَ يحصل بِهِ نتيجة. وَأما زرع القرط وَهُوَ البرسيم فَإِنَّهُ فعل أَمر يَنْمُو وَيحصل بِهِ فَائِدَة ونتيجة.) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْبُقُول) وَهِي عديدة وَلها تَعْبِير عِنْد الْمَشَايِخ على أَقْوَال عديدة. قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْبُقُول مِمَّا يُؤْكَل مطبوخا أَو نيئا فَلَا بَأْس بِهِ وَأما مَا لَا يطْبخ وَلَا يُؤْكَل نيئا فَهُوَ خُصُومَة وَإِذا كَانَت الْبُقُول فِي طبق أَو مَا أشبه ذَلِك فَهُوَ يؤول على أهل الدَّار وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي زنبيل أَو مَا يُشبههُ. وَمن رأى أَنه يجمع الْبُقُول من المبقلة فَهُوَ على وَجْهَيْن هم وغم ونيل حَاجَة وكل بقل يكون كريه الرَّائِحَة يؤول بِرَجُل شحيح يكون كثير الْكَلَام قَبِيح اللَّفْظ وَقيل رُؤْيا البقل المزروع أخف من رُؤْيا المقلوع والمبقلة فِي التَّأْوِيل رجل ذُو أحزان وَمن رأى أَنه جمع من مبقلة باقة بقل فَإِنَّهُ حُصُول خُصُومَة من أقرباء زَوْجَة والباقة الْوَاحِدَة من المبقلة تدبر وتحذر من الشرور. وَأما الفجل فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود ويؤول أكله بالثناء الْقَبِيح وَرُبمَا كَانَ انسانا فَاحش القَوْل وَالْأسود مِنْهُ أبلغ. وَأما الرشاد فَإِنَّهُ يؤول بِالرشد وَإِن كَانَ مَذْهَب من قَالَ كل شَيْء لَا يكون طعمه طيبا فَلَيْسَ بمحمود خُصُوصا إِذا أحرق فِي الْفَم وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على غير ذَلِك مِمَّا تقدم فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 748 فصل النَّبَات إِذا عد مِنْهُ وَأما الماش فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مطبوخا دلّ على خير قَلِيل وَإِذا كَانَ نيئا فَإِنَّهُ حزن وَإِذا رَآهُ كثيرا وَلم يَأْكُل مِنْهُ فَلَا بَأْس بِهِ. (الْبَاب الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا أَنْوَاع الْحُبُوب والتبن والدقيق وَمَا يعْمل مِنْهُ) 3 - (فصل فِي رُؤْيا أَنْوَاع الْحُبُوب) أما الْأرز فيؤول بِالْمَالِ فَمن رأى أَنه يَأْكُل أرزا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال بتعب وتعسير وَجمعه أَو خزنه أبلغ لكَونه أَكثر ومطبوخه أقل وَإِذا أضيف إِلَيْهِ لبن فَلَيْسَ بمحمود. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْأرز مَال مَجْمُوع فِيهِ نصب ومشقة وَقيل طبخ الْأرز مَال يَنْمُو وَيكثر. وَمن رأى أَنه يقشر الْأرز فَإِنَّهُ يجْتَهد فِي اتقاء مَال من الشُّبُهَات وَأما الشّعير فَإِنَّهُ مَال وَرُبمَا كَانَ دَرَاهِم لبياضه. فَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا. وَمن رأى أَنه أكل شَعِيرًا يَابسا أَو رطبا أَو مقليا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَهُوَ صَالح على كل حَال.) وَمن رأى أَنه أهْدى إِلَيْهِ شَعِيرًا فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَصِحَّة جسم ويصيب خيرا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الشّعير مَال فِي صِحَة الْبدن أَو ولد قصير الْعُمر فمهما رأى فِي ذَلِك يعبر فِيمَا ذكر على قدر مَا يَقْضِيه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الشّعير مَال كثير يحصل بالرفق وَبيع الشّعير يؤول على أَن الرَّائِي يخْتَار الدُّنْيَا على الْآخِرَة وَأما الْقَمْح فَإِنَّهُ مَال وَرُبمَا كَانَ ذَهَبا. فَمن رأى أَنه أصَاب قمحا فَإِنَّهُ يُصِيب ذَهَبا. وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا فَإِنَّهُ فَاضل ناسك. وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا يَابسا أَو مطبوخا فَلَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَن فَمه أَو بَطْنه أَو جلده ملآن قمحا يَابسا فَإِن عمره قد نفذ فليتق الله. وَمن رأى أَنه ادخر قمحا ثمَّ أَصَابَهُ مَا أفْسدهُ فَإِنَّهُ يحصل مَالا ثمَّ لَا يجد مِنْهُ مَنْفَعَة. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث رائي أكل الْقَمْح الرطب يرْزق تَوْفِيقًا للطاعات والأشغال الحميدة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا يَابسا أَو محمصا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ على أَي وَجه كَانَ. وَمن رأى أَنه بَاعَ قمحا بِثمن قَلِيل فَهُوَ جيد فِي حَقه وَإِن بَاعه غاليا فَإِنَّهُ نقص فِي دينه. وَمن رأى أَنه يفرق قمحا سَوَاء كَانَ بِثمن أَو هبة وَلم يَأْخُذ لَهُ عوضا فَإِنَّهُ صَالح إِلَى الْعَامَّة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا أكل الْقَمْح على ثَلَاثَة أوجه للمتولي عزل وَلغيره مضرَّة وغربة. وَأما الذّرة فتؤول برزق من قبل الْيمن وَرُبمَا كَانَت رجلا من ذَلِك الْمَكَان وَالْبيع مِنْهَا لَيْسَ بمحمود. وَأما الدخن فَمَال يحصل بتعب ومشقة وَالْبيع فِيهَا نَظِير الذّرة وَأكله مَذْمُوم. وَقَالَ الْكرْمَانِي الدخن مَال قَلِيل سَوَاء كَانَ كثيرا أَو قَلِيلا مجموعا أَو غير مَجْمُوع مطبوخا أَو غير مطبوخ وَأما الحمص فَإِنَّهُ غم وهم وتشويش سَوَاء كَانَ رطبا أَو يَابسا مطبوخا أَو غير مطبوخ وَإِذا كَانَ مَعَ شَيْء غَيره فَهُوَ أخف. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الحمص الْحَار تدل على الْقبْلَة فِيمَا لَا يَنْبَغِي. وَحكي فِي الْمَعْنى أَن رجلا جَاءَ إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ لَهُ: رَأَيْت كأنني أكلت حمصا حارا فَقَالَ لَهُ قبلت زَوجتك فِي رَمَضَان وَأَنت صَائِم قَالَ نعم. وَأما العدس فَهُوَ جيد لِأَن ابْن سِيرِين أحبه لِأَنَّهُ سماط خَلِيل الرَّحْمَن عَلَيْهِ السَّلَام.) وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا أكل العدس لَيست بمحمودة لِأَن قوم مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام لما حصل لَهُم الْملَل من أكل الْمَنّ والسلوى سَأَلُوا الله فِي انبات العدس فعاتبهم الله على ذَلِك. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا أكل العدس حُصُول مَال من جِهَة النسْوَة خُصُوصا ان كَانَ غير مطبوخ وَإِذا كَانَ غير مطبوخ وَأكل مِنْهُ فَهُوَ غم وَأما ادخاره فَلَيْسَ بمحمود على أَي وَجه كَانَ. وَأما القرطم فَهُوَ مَال حَلَال من جِهَة أَقوام أَشْرَاف وَأكله فِيهِ خلاف فَمنهمْ من شكره وَمِنْهُم من ذمه وَرُبمَا كَانَ دَرَاهِم لبياضه وَلَا بَأْس بجمعه. وَأما السمسم فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ المتزايد فَمن رأى أَنه أَخذ من أحد سمسما فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَنْفَعَة بِقدر ذَلِك. وَقَالَ الْكرْمَانِي السمسم مَال تَاجر وَإِن كَانَ عتيقا أَو متغير الطّعْم واللون فَإِنَّهُ مَال حرَام وَرُبمَا كَانَ هما وغما. وَأما حب الفول فَلَيْسَ بمحمود وَرُبمَا كَانَ هما وغما خُصُوصا لمن أكله. وَأما الْخَرْدَل فَهُوَ هم وغم وَأكله نقص فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 749 المَال وَرُبمَا كَانَ خُصُومَة أَو مُصِيبَة أَو مضرَّة على كل حَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْخَرْدَل وَجمعه وادخاره اصابة مَال بِمَشَقَّة وَإِذا أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يسمع مَا لَا يرضيه. وَأما الْحبَّة السَّوْدَاء فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم وأكلها يؤول بِبَعْض المَال وإعطاؤها لأحد يدل على خُصُومَة مَعَه وَقيل رُؤْيا الْحُبُوب سَوَاء كَانَت مطبوخة أَو غير مطبوخة هم وغم وتبذيرها على الأَرْض كسادها وحفظها وادخارها من حَيْثُ الْجُمْلَة يدل على غلو ثمنهَا. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن فِي شَيْء من الْحُبُوب سوسا أَو نَارا أَو مَا يشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بِزِيَادَة السّعر. وَمن رأى شَيْئا من الْحُبُوب فِي يَد أحد وَكَانَ ذَلِك مَيتا فَأعْطَاهُ حبا فَإِنَّهُ يؤول بالرخص. وَقيل رُؤْيا الْخَرْدَل والحبة السَّوْدَاء أَو مَا أشبه ذَلِك من الْحُبُوب النافعة للأدوية فَإِنَّهُ خير وَلَا بَأْس بِهِ وَرُبمَا كَانَ للْمَرِيض صِحَة وعافية. وَإِذا رأى أحد حبوبا مخلوطا بَعْضهَا مَعَ بعض فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يخلط فِي الْكَلَام بِحَيْثُ أَن سامعه لَا يفرق بَين مَا يَقُول وَقد كره بَعضهم رُؤْيا ذَلِك لما فِيهِ من الصعوبة عِنْد إِفْرَاده من بعضه.) وَقيل رُؤْيا الْحُبُوب المخلوطة إِذا طبخت فَإِنَّهَا لَا بَأْس بهَا لما فِي حبوب عَاشُورَاء من الْخَيْر وَالْبركَة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الدَّقِيق على مَا يَأْتِي تَفْصِيله) قَالَ دانيال الدَّقِيق يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال بِغَيْر مشقة ودقيق الشّعير استقامة فِي الدّين ودقيق الدخن مَال بِمَشَقَّة وَهُوَ قَلِيل من أخساء النَّاس. وَمن رأى أَنه يَبِيع الدَّقِيق فَإِنَّهُ يدل على بيع دينه بدنياه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ إِن دَقِيق الْحِنْطَة مَال شرِيف فِي التِّجَارَة وَيحصل مِنْهُ ربح كثير عَاجل وَأما دَقِيق الْأرز فَهُوَ مَال من جِهَة تعسير وَأما مَا يعْمل مِنْهُ فجملة مستكثرة. وَأما الْعَجِين إِذا كَانَ من دَقِيق الشّعير فَهُوَ صَلَاح وسداد فِي دين العاجن وَإِذا كَانَ من دَقِيق الْحِنْطَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من تِجَارَة وَيكون لَهُ نفع كثير هَذَا إِذا تخمر. وَأما إِذا لم يتخمر وَكَانَ فطيرا فَلَيْسَ بمحمود وَإِذا حمض فقد فسد فِي الخسران وَرُبمَا دلّ العجن على السّفر إِلَى الْأَقَارِب. وَقيل رُؤْيا الْعَجِين سَوَاء كَانَ فِي وعَاء أَو غَيره فَإِنَّهُ يؤول بضمير الْإِنْسَان وعَلى مَا أضمره من نيل مَقْصُوده فَإِن كَانَ فطيرا بطؤ عَلَيْهِ الْأَمر وَإِن كَانَ خميرا قرب لَهُ وَإِن خبز حصل مَقْصُوده. وَأما الْخبز فَمن رأى أَنه وجد رغيفا أَو رغيفين أَو نصف رغيف فَإِنَّهُ يدل على زَوَال الْغم. وَمن رأى أَنه وجد نصف رغيف فِي مَكَان مَجْهُول وَأَرَادَ أَن يَأْكُلهُ وَمَا قدر فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله. وَمن رأى أَنه وجد نصف رغيف فِي مَكَان فَإِنَّهُ يؤول على أَنه مضى نصف عمره خُصُوصا ان كَانَ بِيَدِهِ. وَمن رأى أَن لَهُ خبْزًا كثيرا وَلم يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يصل إِلَى أقربائه مضرَّة من قبله وَإِن أكل مِنْهُ فَهُوَ وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبْزًا حارا جدا فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا أكل الْخبز السخن يدل عَيْش طيب. وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبْزًا نقبا فَإِنَّهُ يؤول بِعدْل الْملك وانصافه للرعية. وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبْزًا خشكارا فَإِنَّهُ ضيق فِي الْعَيْش وَصَلَاح فِي الدّين. وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبز الدخن فَإِنَّهُ يؤول بنظير الخشكار.) وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبْزًا من شعير فَإِنَّهُ زهد وقناعة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبز الْأرز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مشقة وَتوقف أُمُور. وَمن رأى أَنه يَأْكُل خبز العدس أَو الفول فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والفقر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل خبْزًا رَقِيقا فَإِنَّهُ يؤول بسعة الْعَيْش وَرُبمَا دلّ على قصر الْعُمر. وَمن رأى أَنه علق رغيفا بجبهته فَإِنَّهُ يحْتَاج ويفتقر. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث يؤول الْخبز على مَرَاتِب الْإِنْسَان فرؤيا الرَّغِيف للْملك تؤول بِمَدِينَة وللرئيس بِولَايَة وللتاجر والغنى بِأَلف دِرْهَم وللعوام بِمِائَة دِرْهَم ولدون ذَلِك دِرْهَم وَاحِد إِلَى عشرَة والرغيف الْمَغْشُوش لَيْسَ بمحمود والأرغفة الْكَثِيرَة مَال كثير واخوان وَأَصْحَاب وَعمر وَقَالَ دانيال لَيْسَ فِي المآكل أَكثر من رُؤْيا الرَّغِيف إِذا كَانَ نظيفا لينًا لِأَنَّهُ مَال حَلَال ونعمة كَثِيرَة بِغَيْر مشقة لِأَنَّهُ فرغ من التَّعَب وَمَا يحصل مِنْهُ التَّكَلُّف وَصَارَ الْآن حَاصِلا هَنِيئًا مفروغا مِنْهُ. وَمن رأى أَنه وهب شَيْئا من ذَلِك لَاحَدَّ فَإِنَّهُ يدل على رخص فِي ذَلِك الْمَكَان فِي تِلْكَ السّنة وَغَيره يدل على طلب معيشة. وَمن رأى أَنه يسْعَى فِي طلب خبز فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَحُصُول المَال خُصُوصا ان وجد. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يَأْكُل خبْزًا رقاقا فَإِنَّهُ يدل على سَعَة رزقه. وَمن رأى أَنه يَأْكُل الْخبز بِلَا أَدَم فَإِنَّهُ يمرض وَحده وَيَمُوت كَذَلِك. وَمن رأى أَنه يَأْكُل الجردق فَإِنَّهُ يكون وسطا فِي معيشته وَقيل أَن رقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 750 الْخبز قصر الْعُمر وَرُبمَا كَانَ الرقَاق من الْخبز ربحا قَلِيلا. وَحكي أَن رجلا جَاءَ إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَن فِي يديي رقاقتين آكل من هَذِه وَمن هَذِه فَقَالَ أَنْت رجل تجمع بَين الْأُخْتَيْنِ والقرص ربح قَلِيل والرغيف ربح كثير. وَأما الكعك فَمَال قَلِيل وَرُبمَا كَانَ خيرا ونعمة وَإِذا لم يكن يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدّخر مَاله. وَأما الأطرية فَإِنَّهَا مَال يجمع بِمَشَقَّة لكنه قَلِيل ونفعه كَذَلِك. وَأما البقسماط فَإِنَّهُ يؤول برزق مدخر وَرُبمَا دلّ على السّفر لمن قَصده وَكلما كَانَ يَابسا فَهُوَ وَأما القرص فَإِن كَانَ بدهن فَهُوَ أبلغ فِي النِّعْمَة وناعمه أحسن من يابسه وَكَثْرَة الْحَوَائِج فِيهِ أَجود من حَيْثُ الْجُمْلَة والقرص الْوَاحِد ولد عِنْد الْبَعْض وتفرقه رزق على جمَاعَة وَقيل رُؤْيا مَا) يعْمل من الدَّقِيق جملَة سَوَاء كَانَ لَبَنًا أَو يَابسا فَإِنَّهُ خير ونعمة وَمَنْفَعَة وَمَال وبركة لِأَنَّهُ عَمُود الدّين وحياة الْأَنْفس وَبِه يُقَوي الْإِنْسَان على طلب معيشته وَطَاعَة الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ على الْعلم وَالْإِسْلَام وَرُبمَا كَانَ مَالا يقوم لَهُ حَيَاة الْإِنْسَان وَهُوَ مَحْمُود على أَي وَجه كَانَ خُصُوصا لمن أكله. وَأما النخالة فَإِنَّهَا تؤول بالاحتياج والقحط والقلة وضيق الْمَعيشَة خُصُوصا لمن كَانَت مَعَه وَأكل مِنْهَا وَكره بَعضهم رؤيتها من حَيْثُ الْجُمْلَة على أَي وَجه كَانَ. وَأما التِّبْن فَإِنَّهُ مَال جزيل وَخير ونعمة وبركة ونيل مطلب وَولَايَة وظفر وَإِذا كَانَ فِي أَيَّام البذار كَانَ أبلغ وتبن الْقَمْح أبلغ. وَمن رأى أَنه دخل متبنا وَعلم أَنه ملكه فيؤول بالغنى وَحُصُول مُرَاد الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. وَمن رأى أَنه وَقع فِي متبنه نَار فَإِن الْملك يَأْخُذ جَمِيع مَاله. وَمن رأى أَنه يَأْكُل تبنا يحصل لَهُ مَال بِجَهْل لكَونه مشبها بالبهائم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا التِّبْن تؤول بِمَال كثير وَقد حُكيَ ان الْمَنْصُور رَحمَه الله رأى بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهُ رَاكب على حمَار وَتَحْته حمل تبن وَهُوَ من فَوق الْحمل وَقد عبر على الجسر بعد مَا ضرب الْحمار ضربا شَدِيدا حَتَّى عبر فَقص رُؤْيَاهُ على المعبرين فَقَالُوا سَيَأْتِي لَك الْأَمر وَتجمع أَمْوَال الدُّنْيَا والقصة طَوِيلَة وَكَانَ الْأَمر كَمَا عبر. وَقَالَ بعض المعبرين أحب رُؤْيا التِّبْن لِأَنِّي مَا رَأَيْته إِلَّا وَقد حصل لي مَال على أَي وَجه كَانَ وشونة التِّبْن تؤول بخزانة المَال. وَمن رأى أَنه يعلف بَهِيمَة بتبن فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح أُمُوره وَمَا يحصل لَهُ بِهِ النَّفْع بِصَرْف مَال خُصُوصا ان انْتفع بِتِلْكَ الْبَهِيمَة. وَمن رأى أَنه يبذر التِّبْن فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَهُ فَإِنَّهُ يصرف مَاله بِغَيْر اسْتِحْقَاق. وَقيل رُؤْيا جَمِيع الاتبان من حَيْثُ الْجُمْلَة سَوَاء كَانَ تبن قَمح أَو شعير أَو غَيره من الْحُبُوب فَإِنَّهُ مَال على كل حَال خُصُوصا لمن ملكه أَو ادخره أَو رَآهُ فِي دَاره أَو على بَابه أَو بمحلته وَقد أجمع المعبرون على ان رُؤْيا التِّبْن محمودة جدا وَأما الْفَوْر وَهُوَ دَقِيق التِّين فَإِنَّهُ مَال أَيْضا. وَقيل من رأى شَيْئا من الْحَيَوَان يَأْكُل من تبنه فَإِن من نسب إِلَيْهِ ذَلِك الْحَيَوَان يَأْكُل من مَاله وَيحْتَاج الْمعبر أَن يعبر الْأكل ان كَانَ لمَنْفَعَة فَلَا بَأْس بِهِ وَيكون صرف المَال فِي مُسْتَحقّه وَإِن كَانَ) لغير مَنْفَعَة فَهُوَ نقص المَال بِقدر مَا أكل مِنْهُ. وَمن رأى تبنا على وَجه مَاء فتعبير ذَلِك المَاء ان كَانَ بحرا بِالْملكِ أَو نَهرا فَهُوَ رُؤْيَاهُ كَمَا تقدم أَو غَيره مِمَّا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الثَّامِن وَالثَّلَاثِينَ فَيكون تَأْوِيل ذَلِك أَن من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك المَاء الَّذِي على وَجه التِّبْن فَهُوَ غشاش ظَاهره يُخَالف بَاطِنه لما هُوَ جَار بَين النَّاس: كَأَنَّك مَاء تَحت تبن وَرُبمَا كَانَ من جمعه من وَجه المَاء يحصل لَهُ مَال ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك وَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ بمحمود وكراهية للرائي أبدا. (الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا المشارب وَالْخُمُور والأنبذة وأنواعها) 3 - (فصل فِي رُؤْيا المشارب) من رأى أَنه يشرب مشروبا من اناء أَو غَيره وَكَانَ رطبا رائقا فَإِنَّهُ طول حَيَاة ومعيشة وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ سخنا فَهُوَ مرض وسقم وَإِن كَانَ كدرا فَهُوَ هم وغم وَالْكَلَام على المَاء تقدم فِي فَصله فِي بَاب الأبحر. وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير مِمَّن نسب إِلَيْهِ ذَلِك فِي أصل التَّعْبِير. وَمن رأى أَنه يشرب شَيْئا أَصله للدواء فَإِنَّهُ دَوَاء وَإِن كَانَ أَصله للضَّرَر فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا كَانَ حُصُول مَال بِحُصُول مضرَّة وَشرب مَاء الْبِطِّيخ يؤول على وَجْهَيْن للضعيف شِفَاء وَلغيره مُخْتَلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ انه مرض وَمِنْهُم من قَالَ مَال وَمَنْفَعَة وَأما شرب الْأَدْوِيَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 751 المسهلة فتقدمت فِي فصلها فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْعِشْرين وَأما شرب اللَّبن فَإِنَّهُ يَأْتِي فِي بَابه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يشرب شرابًا حلوا ورائحته طيبَة مثل شراب التفاح والاترنج وَالرُّمَّان وَمَا أشبه فَإِنَّهُ يدل على سِتَّة أوجه صفاء فِي الدّين وَمَنْفَعَة وَعلم ومفيد وَعمر طَوِيل وعيش وَذكر الله تَعَالَى. وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا حامضا مثل شراب الريباس وشراب الليمون والنارنج وَمَا أشبه مِمَّا يكون معتدل الرَّائِحَة فَإِنَّهُ يدل على الْغم والحزن والمضرة. وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا مرا كريه الرَّائِحَة مثل شراب الافسنتين والزوفة وشراب الآس وَمَا أشبه فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَصَلَاح فِي الدّين وَالدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا معتدل الطّعْم طيب الرَّائِحَة مثل شراب الْعود والبنفسج وشراب) الْورْد وَمَا أشبه فَإِنَّهُ يدل على ذكر جميل وتحسين وثناء بِقدر مَا شرب مِنْهَا. وَقَالَ جَابر المغربي كل شراب يشرب للدواء فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَصَلَاح الدُّنْيَا وكل شراب حامض متغير الطّعْم فَإِنَّهُ يدل على الْغم والحزن. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ كل شراب أصفر اللَّوْن فَهُوَ دَلِيل الْمَرَض وكل مَا يشرب بسهولة فَهُوَ دَلِيل شِفَاء الْمَرَض وَاجْتنَاب الصَّحِيح مَا يضر وَإِن كَانَ كريه الطّعْم حَتَّى لَا يكَاد يسيغه فَهُوَ على مرض يسير يعقبه برْء وَقيل شراب السويق حسن دين وَدَلِيل سفر فِي طَاعَة الله لقَوْله تَعَالَى وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى. وَقيل من رأى أَنه يشرب شرابًا فَفَزعَ مِنْهُ فَالْأَمْر الَّذِي هُوَ فِيهِ قد بلغ آخِره وَقيل قد نفد عمره فَإِن بقى الْبَعْض فقد بقى لَهُ بَقِيَّة. وَمن رأى أَنه شرب شرابًا مختلطاً بِشَيْء يكرههُ فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ بِشَيْء يحب فَلَا بَأْس. وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا مرا من كأس فَإِنَّهُ كأس الْمنية وفراغ الْحَيَاة خُصُوصا للْمَرِيض. قَالَ ابْن سِيرِين شراب الفقاع مَنْفَعَة من قبل خادمه. وَمن رأى أَنه يشرب الفقاع فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة من الْخَادِم بِقدر مَا شرب. وَمن رأى أَنه أعْطى الفقاع لأحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة. وَمن رأى أَن كوز الفقاع وَقع من يَده فبدد مَا فِيهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة. قَالَ الْكرْمَانِي شراب الفقاع يدل على الْقبْلَة. قَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه شرب فقاعا مُطلقًا وَلم يعرف مَا طعمه فَإِنَّهُ يدل على خدمَة الأسافل وَإِن كَانَ الفقاع حلوا وطعمه طيبا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة من الأسافل وَإِن كَانَ حامضا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مضرَّة من الأسافل. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق شرب الفقاع يؤول على أَرْبَعَة أوجه مَنْفَعَة وخدمة وقبلة وخدمة الأسافل وَزَوَال الْغم والهم. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي رُؤْيا شرب مَا يصنع من الزَّبِيب كالاقسما والفقاع مَال حَلَال إِذا كَانَ حلوا وَإِن كَانَ حامضا فَمَال حرَام وَشرب السوبية حُصُول مَا فِيهِ شُبْهَة إِذا كَانَت حلوة والحامضة مِنْهَا مَال حرَام. وَقَالَ بعض المعبرين شرب مَا يعْمل من السكر وَالْعَسَل وَالزَّبِيب وَغَيره إِذا كَانَ حلوا فَهُوَ رزق) حَلَال وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ حامضا فَهُوَ رزق حرَام وَإِذا كَانَ مرا جدا فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام عِنْد الْبَعْض. وَقيل من رأى أَنه شرب مَاء الْعِنَب وطعمه طيب غير متغير فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْبركَة كَمَا قَالَ الله تَعَالَى يغاث فِيهِ النَّاس وَفِيه يعصرون. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْخُمُور) من رأى أَنه شرب خمرًا وَلَيْسَ من ينازعه فِيهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقدر مَا شرب مِنْهَا وَقيل إِثْمًا كَبِيرا لقَوْله تَعَالَى يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير الْآيَة. وَمن رأى أَنه يشرب خمرًا فَسَكِرَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا ويصيب من ذَلِك المَال سلطنة بِقدر السكر وَإِن سكر من غير خمر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وَخَوف شَدِيد لقَوْله تَعَالَى: وَترى النَّاس سكارى الْآيَة وَرُبمَا دلّ السكر على الْمَوْت خُصُوصا للْمَرِيض لقَوْله تَعَالَى وَجَاءَت سكرة الْمَوْت. الْآيَة. وَمن رأى أَنه يشرب الْخمر مَعَ قوم يعاطيهم الكأس فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الْعَدَاوَة بَينهم والمنازعة لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا يُرِيد الشَّيْطَان أَن يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء وَرُبمَا يرتكب مَعَهم مَعْصِيّة وَرُبمَا يصاب فِي مَاله. وَمن رأى أَنه يتنازع مَعَ أحد على شرب الْخمر فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ لَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه يعصر خمرًا فَإِنَّهُ يخْدم السُّلْطَان وَيجْرِي على يَده أُمُور عِظَام وَرُبمَا دلّت رُؤْيا عصر الْخمر فِي الدَّار على موت بعض أَهله. وَمن رأى نَهرا من خمرة فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن ان دخله أَصَابَهُ فتْنَة ومضرة وَإِن لم يدْخلهُ فيؤول بتغيير رئيسه عَلَيْهِ. وَمن رأى خمرًا سَائِلًا وَهُوَ يسبح فِيهِ أَو يَخُوض فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول فتْنَة عَظِيمَة وَبيع الْخمر بيع شَيْء يحرم وَرُبمَا دلّت على الرِّبَا وَعدم الْمَنْفَعَة ورؤيا شرب الْخمر للمتولي عزل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 752 وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْخمر تؤول على ثَلَاثَة أوجه حرَام وَتزَوج خُفْيَة ونعمة الدُّنْيَا ورؤيا عصره تدل على التَّقْرِيب إِلَى الرؤساء وَحُصُول الْمَنْفَعَة مِنْهُم وبائع الْخمر يدل على أَنه صَاحب فتْنَة وخصومة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْخمر فِي الأَصْل مَال حرَام بِلَا مشقة وَقيل هُوَ مَال سَوَاء كَانَ حَلَالا أَو) حَرَامًا. وَمن رأى أَنه يشرب خمرًا ممزوجة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ ينَال مَالا بعضه حَلَال وَبَعضه حرَام وَرُبمَا يُصِيب مَالا فِي شركَة وَرُبمَا يَأْخُذ من امْرَأَة مَالا وَيَقَع فِيهِ فتْنَة وَالسكر من الْخمر غنى دَائِم يخالطه بطر وَقيل هُوَ سُلْطَان يَنَالهُ صَاحب الرُّؤْيَا وَقيل هُوَ دَلِيل أَمن الْخَائِف فَإِن السَّكْرَان لَا يفزع من شَيْء ورؤيا الْخمر فِي الخابية إِصَابَة كنز وَأما الْحَشِيش والأفيون فَهُوَ نوع مِمَّا يخَامر بَين الْمَرْء وعقله فلأجل ذَلِك أضفناه مَعَ الْخمر. فَمن رأى شَيْئا من ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَنه يَبِيع حشيشا أَو يسحقه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه جُنُون وارتكاب أَمر مهول وَضعف فِي الْعَزْم والأفيون هم وغم وَأكله يؤول بالاصرار على الْمعْصِيَة وَرُبمَا دلّ الْحَشِيش والأفيون على مَال حرَام لَا أصل لَهُ وَلَا بَقَاء. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأنبذة) وَهِي عديدة مِمَّا تستخرج من أَنْوَاعهَا جملَة فالمسكر مِنْهَا مَال حرَام دون الْخمر وَمَا لَا يسكر مِنْهَا فَهُوَ مَال حَلَال فِيهِ تَعب ومشقة. وَمن رأى أَنه يصطنع نبيذا وَقد صَار خمرًا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي تَحْصِيل مَال من وَجه حل فَلم يَتَيَسَّر لَهُ إِلَّا من وَجه حرَام. وَمن رأى أَن لَهُ قناة من نَبِيذ غير مُسكر مُسْتَمر الجريان فَإِنَّهُ رزق لَا يَنْقَطِع مُدَّة حَيَاته وَإِن رأى فِي ذَلِك تعطيلا فَلَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه يرش النَّبِيذ فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يبذر مَاله فِي غير اسْتِحْقَاق. وَمن رأى أَنه يبْتَاع النَّبِيذ الْمُتَغَيّر طعمه ورائحته فَلَا خير فِيهِ. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْخلّ) من رأى أَنه يَأْكُل الْخلّ فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الَّذِي يكون فِيهِ خير وبركة وَأكله أَيْضا خير لقَوْله عَلَيْهِ وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل الْخلّ بالخبز فَإِنَّهُ يدل على طول عمره وتقويته. وَقَالَ جَابر المغربي الْخلّ مَال وَمَنْفَعَة أما أكله فغم وتشويش وَبيعه يدل على طلب الْخُصُومَة وَرُبمَا دلّ بيع الْخلّ على الْحزن. وَمن رأى أَنه يَأْكُل الْخلّ بالعسل فَإِنَّهُ يؤول بتخليطه الْهم والفرح وَجَمِيع مَا يعْمل مِمَّا يُضَاف إِلَيْهِ الْخلّ من الحموضة مَا لم يكن فِيهَا حلاوة فَإِنَّهُ يؤول بالهم والحزن وَأما إِذا كَانَت المخللات مُضَافا إِلَيْهَا شَيْء من الْحَلَاوَة فَلَا بَأْس بِهِ وَهُوَ مَحْمُود وَالله أعلم. (الْبَاب الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا السكر وقصبه وَمَا يعْمل مِنْهَا وَعسل النَّحْل وَنَحْوه وَمَا يعْمل مِنْهُ) 3 - (فصل فِي رُؤْيا السكر) قَالَ ابْن سِيرِين الْقطعَة من السكر كَلَام لطيف أَو قبْلَة. وَمن رأى سكرا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على المَال وَالنعْمَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى سكرا كثيرا فتعبيره مَحْمُود وَبيع السكر خير. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق السكر يؤول على خَمْسَة أوجه كَلَام لطيف وقبلة وَمَنْفَعَة وَمَال وَأَوْلَاد بِقدر مَا رَآهُ من السكر. وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل سكرا فَإِنَّهُ عز ونعمة لِأَنَّهُ من مأكل أهل النِّعْمَة وَالسكر حسن على كل حَال سَوَاء كَانَ رَآهُ أَو أكله والنبات أبلغ وَفِيه زِيَادَة لاشتقاق اسْمه ورؤياه للْوَلَد نشؤه وللمحاكم ثباته وَهُوَ جيد جدا وَقيل رُؤْيا السكر تَحْصِيل ذهب والأبيض تَحْصِيل الدَّرَاهِم وَالسكر الدون دون ذَلِك وَكلما كَانَ مكررا كَانَ أبلغ فِي الْجَوْدَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 753 3 - (فصل فِي رُؤْيا قصب السكر وَمَا يعْمل مِنْهُ) وَجُمْلَة مَا يعْمل مِنْهُ السكر النَّبَات وَالسكر المكرر وَالسكر الدون وَتقدم تَعْبِير ذَلِك. وَأما الْخلّ فَهُوَ رزق حَلَال ولطالب الْأُمُور حُصُول الْمَقْصُود وَحل العقد لاشتقاق اسْمه خُصُوصا لمن اسْتَعْملهُ أَو جمعه. وَأما الْقطر وَهُوَ الْمُسْتَخْرج من الْقصب بعد مَا ذكر فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة ورزق بسهولة ونمو لما فِيهِ من الْقطر وَأما القطارة فَإِنَّهَا دون ذَلِك وَهِي من نَوعه ورؤيتها من حَيْثُ الْجُمْلَة محمودة خُصُوصا إِن أكلهَا وَرُبمَا كَانَ مَالا وسعة وَأما الْمُرْسل وَهُوَ دونهَا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال من جِهَة وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يمص قصبا فَإِنَّهُ يصير إِلَى أَمر يكثر كَلَامه فِيهِ وَلَكِن يَسْتَحِيل مِنْهُ. 3 - (فصل فِي رُؤْيا عسل النَّحْل) هُوَ نعْمَة وغنيمة والشهد بَالغ فِي حُصُول المُرَاد. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ بلغنَا أَن رجلا أَتَى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَام ظلة تنظف السّمن وَالْعَسَل وَالنَّاس يلعقونها فمستكثر مِنْهَا ومستقل. فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: دَعْنِي يَا رَسُول أعبرها. فَقَالَ: أَنْت من ذَلِك. فَقَالَ ابو بكر: إِنَّمَا هُوَ الْقُرْآن وتلاوته حلاوته وَالنَّاس يأخذونه فمستكثر ومستقل. وروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي فِي قبَّة حَدِيد وَإِذا عسل من السَّمَاء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أَكثر من ذَلِك وَمِنْهُم من يحسو. فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ دَعْنِي أعبرها يَا رَسُول الله فَقَالَ: أَنْت من ذَلِك. فَقَالَ: أما قبَّة الْحَدِيد فالإسلام وَأما الْعَسَل الَّذِي ينزل من السَّمَاء فالقرآن وَأما الَّذِي يلعق مِنْهُ اللعقة واللعتين فَالَّذِي يتَعَلَّم السُّورَة والسورتين وَأما الَّذِي يحسونه فَالَّذِينَ يجمعونه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صدقت يَا أَبَا بكر. وروى أَن عبد الله قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَن إصبعي هَذِه تقطر سمنا وَهَذِه تقطر عسلا وإنني ألعقهما فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تقْرَأ الْكِتَابَيْنِ. وَالْعَسَل لأهل الدّين حلاوة وتلاوة الْقُرْآن وأعمال الْبر وَلأَهل الدُّنْيَا إِصَابَة غنيمَة من غير تَعب وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْعَسَل يدل على الْقُرْآن لِأَن الله تَعَالَى وصف كليهمَا بالشفاء فَقَالَ فِي النَّحْل يخرج من بطونها شراب مُخْتَلف ألوانه فِيهِ شِفَاء للنَّاس وَقَالَ فِي الْقُرْآن يَا أَيهَا النَّاس قد جاءتكم موعظة من) ربكُم وشفاء لما فِي الصُّدُور الْآيَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين الشهد رزق كثير يَنَالهُ صَاحبه من جِهَة حَلَال من غير تَعب لِأَن النَّار لم تمسه وَالْعَسَل رزق قَلِيل من جِهَة مَكْرُوه لمس النَّار اياه وَإِن رأى عسلا نزل من السَّمَاء عَاما دلّت رُؤْيَاهُ على صَلَاح الدّين وَعُمُوم الْبركَة. فَمن رأى كَأَن بِيَدِهِ شَهدا مَوْضُوعا دلّت رُؤْيَاهُ على أَن عِنْده علما شريفا. وَإِن رأى كَأَنَّهُ يطعمهُ النَّاس فَإِنَّهُ يقْرَأ الْقُرْآن بَين النَّاس بنغمة طيبَة. وَقيل من رأى أَنه أكل الشهد وَالْعَسَل فقد كرهه بعض المعبرين حَتَّى يؤولونه بِنِكَاح الْأُم. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أكل عسلا أَو جمعه أَو يُؤْتى بِهِ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وغنيمة وفرحا وَإِن كَانَ عبدا عتق وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَرُبمَا دلّ الْعَسَل على كَلَام الْبر وَطلب الْقُرْآن وَالْعلم وَمن رأى أَنه يلعق عسلا من صَحْفَة فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَأما الْحَلْوَاء فَإِنَّهَا تؤول بِخَير وَمَنْفَعَة وحلو السكر أبلغ من حُلْو الْعَسَل. فَمن رأى أَنه يَأْكُل حلواء سكر فَإِنَّهُ عز ورفعة لِأَنَّهُ مَأْكُول أهل الرّفْعَة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل حلواء من عسل فَإِنَّهُ دون ذَلِك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْحَلْوَاء مَال كثير وَدين خَالص ولقمة مِنْهَا تدل على الْقبْلَة من ابْنه وَصديقه أَو صَاحبه واللقمة من اللوزينج كَلَام لطيف وَأحسن الحلو مَا يكون لَونه أَبيض وَقيل رُؤْيا الْحَلْوَاء الْيَابِسَة من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال قد حازه من تصرف الْملك لغيره وَإِذا كَانَت صفراء يكون فِيهَا بعض غم وَأما الخبيص وَمَا أشبهه فَإِنَّهُ رزق حَلَال وَرُبمَا كَانَ تَقْبِيل امْرَأَة واليابس مِنْهُ مَال فِيهِ مشقة وَالرّطب مِنْهُ مُخْتَلف فِيهِ وَقد كرهه الْبَعْض لما فِيهِ من الصُّفْرَة وَقيل انه يدل على الْمَرَض وَقيل هُوَ مَال كثير وَدين خَالص واللقمة مِنْهُ قبْلَة من ولد أَو حبيب وَقيل الخبيصة كَلَام لطيف حسن فِي أَمر المعاش وَكَذَلِكَ الفالوذج وَالْكثير مِنْهُ يدل على رزق كثير فِي قُوَّة وسلطنة مَا لم تمسها النَّار فَإِن مس النَّار إِيَّاهَا يدل على تَحْرِيم أَو كَلَام أَو سلطنة أما مَا يوضع فِيهِ الْحَلْوَاء فَيدل على جَوَاز حسان مليحات وَقيل إِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 754 جَمِيع مَا يعْمل من الْحَلْوَاء على أَي وَجه كَانَ من أَي صنف كَانَ سَوَاء كَانَ من سكر أَو عسل أَو دبس أَو رب خرنوب فَإِنَّهَا محمودة ورزق وَخير وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل دبسا أَبيض نظيفا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ولد نجيب وَأما رب الخرنوب فَإِنَّهُ مَال وَخير وَلَكِن دونه وَرُبمَا كَانَ فِيهِ بركَة لما هُوَ مَنْسُوب إِلَى جبال الْخَلِيل عَلَيْهِ) السَّلَام. وَقَالَ إِن شخصا رأى أَن مَعَه حمل جمل حلواء سمسمية من رب الخرنوب وَهُوَ مُتَوَجّه بهَا نَحْو الْحِجَارَة فَبَاعَهَا وَاشْترى تَمرا فتبدد مِنْهُ فَكَانَ عَن قريب قد حج وصحبته نوع من المتجر فَبَاعَهُ بِمَكَّة وَعَاد بِثمنِهِ مبلغا وأشير عَلَيْهِ بابتياعه متجرا ليحصل فِيهِ ربح فراود نَفسه مرَارًا فَأَبت فَعَاد بالمبلغ فانتقب سفل الهودج وتبدد المَال وَكَانَ سَبَب امْتِنَاعه لما أَرَادَهُ الله من إِظْهَار رُؤْيَاهُ. وَمن رأى الْمَنّ والترنجبين وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا هُوَ حُلْو من غير حمل فَإِنَّهُ مَال حَلَال من غير منَّة لقَوْله تَعَالَى وأنزلنا عَلَيْهِم الْمَنّ والسلوى. 3 - (فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء مستظرفة تعبر بمفردها) فِي رُؤْيا القطائف. فَمن رأى أَنه أعْطى شَيْئا مِنْهَا مُضَافا لَهَا سكر ولوز فَإِنَّهُ كَلَام حسن خُصُوصا ان أكل مِنْهُ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا أكل القطائف تؤول على أَرْبَعَة أوجه كَلَام حسن لطيف وَمَال حَلَال ونعمة وَمَنْفَعَة بِلَا تَعب والكنافة من نَوعه وتعبيرها مَعْنَاهُ وَمَا لم يكن فِيهَا سكر فَهُوَ دونه وَقيل رُؤْيا المعاجن المستعملة سَوَاء كَانَت بسكر أَو عسل أَو غَيرهَا فلهَا حكم على مَا يَأْتِي مفصلا. وَمن رأى أَنه يصنع معجونا لأجل مَرضه فَإِنَّهُ يعْمل عملا يحصل فِيهِ الْكسْب والمعيشة فَإِن أعْطى ذَلِك شَيْئا للنَّاس فَإِنَّهُ يحصل لَهُم مَنْفَعَة هَذَا إِذا نفعهم. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا المعجون مَا لم يكن فِيهِ غَضَاضَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَإِن كَانَ فِي ذَلِك نفع للرأس وَالْعين فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَنْفَعَة الأكابر وَإِن كَانَ مَنْفَعَة للصدر أَو الْقلب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من جليل قدر وَإِن كَانَ مَنْفَعَة ذَلِك عَائِدًا إِلَى الظّهْر فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة من جِهَة الْآبَاء أَو من يقوم مقامهم وَإِن كَانَ مَنْفَعَة للبطن أَو الْجنب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من الْأُمَّهَات وَالْأَوْلَاد وَإِن كَانَت مَنْفَعَة للفخذ والورك فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من أَقَاربه وَإِن كَانَت مَنْفَعَة للساق أَو الرجل فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من السّفر وَإِن كَانَت مَنْفَعَة لجَمِيع الْبدن فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من جَمِيع أهل بَيته وَإِن رأى الكلاج فَإِنَّهُ رزق من قبل الْأَعَاجِم وَخير وَمَنْفَعَة يحصل مِنْهَا نتاج. وَأما الخشتانك الْمَعْمُول وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ مَال يملكهُ من جِهَة الأكابر خُصُوصا لمن أكله وكثرته) وَأما البسيس سَوَاء كَانَ بسكر أَو عسل أَو غَيره فَإِنَّهُ رزق بسهولة. (الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا التيجان وَمَا يوضع على الرَّأْس مفصلا وَالثيَاب والملبوس وَنَحْوه) أما التَّاج فَهُوَ للملوك زِيَادَة ملك ومملكة وَلمن دونهم عز وجاه وللمرأة زوج. وَقَالَ جَابر المغربي إِذا رأى الْفَقِير أَن على رَأسه تاجا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة حسناء جميلَة ذَات مَال وَيحصل لَهُ من قبلهَا نفع. وَمن رأى أَن تاجه وَقع من رَأسه أَو انتزع فَإِنَّهُ يُطلق زَوجته وَكسر التَّاج موت الْمَرْأَة أَو أحد من بَيته. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رَأَتْ على رَأسهَا تاجا ان لم يكن لَهَا زوج فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهَا تسود على نسْوَة كَثِيرَة وَإِن رَأَتْ ان ذَلِك التَّاج أَخذ من رَأسهَا فَإِن زَوجهَا يتَزَوَّج عَلَيْهَا وَإِن سقط التَّاج من رَأسهَا فَإِن زَوجهَا يطلقهَا. وَمن رأى أَنه وضع تاجا على رَأس ملك فَإِنَّهُ يصل لَهُ مِنْهُ خير وَشرف. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ التَّاج هَيْبَة وسلطان وَهُوَ للرجل امْرَأَة وللمرأة زوج وَإِن كَانَ من ذهب غير مرصع الْجَوْهَر فَإِنَّهُ يدل على أَن زَوجهَا يكون شَيخا وَيَمُوت سَرِيعا وترثه حَالا وللرجل على موت امْرَأَته سَرِيعا ويرثها وَرُبمَا كَانَ طغيانا وغيا. وَحكى ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن على رَأْسِي تاجا من ذهب فَقَالَ ان أَبَاك فِي الغربة وَقد ذهب بَصَره فورد عَلَيْهِ كتاب بِمثل ذَلِك فَقيل من أَيْن استخرجت تَعْبِير ذَلِك فَقَالَ ان التَّاج على رَأس الرجل رئيسه الَّذِي هُوَ من قومه وَكَونه من ذهب يدل على ذهَاب شَيْء يعز عَلَيْهِ وأعز شَيْء عَلَيْهِ بَصَره والاكليل نَظِيره فِي التَّعْبِير فَإِن رأى كَأَنَّهُ وضع الاكليل على رَأسه وسلب عَنهُ فَإِنَّهُ يذهب مَاله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 755 وَأما الكلفتة فَهِيَ للْملك زِيَادَة ابهة وثبات فِي مَمْلَكَته وَلمن هُوَ دونه ولَايَة وَلمن هُوَ دونه مِمَّن يَلِيق بِهِ لبسهَا خدمَة وَرُبمَا كَانَ تَوْلِيَة وَظِيفَة وَلمن لَيْسَ من عَادَة لبسهَا ان كَانَ من الأتراك فَهُوَ عز وَإِن كَانَ من غَيرهم سَوَاء كَانَ متعمما أَو عاميا فَلَيْسَ فِيهِ مضرَّة وَرُبمَا كَانَ لمن بِهَذِهِ الصّفة امْرَأَة تركية وَأما الكلفتة خَاصَّة بِغَيْر شاش فَهِيَ على وَجْهَيْن مِنْهُم من قَالَ لَيْسَ فِيهِ مضرَّة وَمِنْهُم من) كره ذَلِك لكَونهَا لم تلبس بمفردها. وَأما الْعِمَامَة فَإِنَّهَا تدل على الدّين وَإِن كَانَت بَيْضَاء أَو خضراء خُصُوصا ان كَانَت قطنا أَو كتانا وَإِذا كَانَت من خَز فَإِنَّهَا تدل على فَسَاد دينه ودنياه وَقيل الْعِمَامَة إِذا كَانَت من خَز فَإِنَّهَا تدل على أَحْوَال الرَّائِي فِي الدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه ضم عِمَامَة إِلَى عمَامَته فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة شرفه ومنزلته وَقُوَّة حَاله. وَمن رأى من عمَامَته طرازاً فَإِنَّهَا تدل على شهرته بَين النَّاس بِقدر طرازها. وَمن رأى طراز عمَامَته مقلوبا فَإِنَّهُ غير مَحْمُود. وَمن رأى عمَامَته خضراء مَعَ سَائِر ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على انْتِقَاله من الدُّنْيَا بِالشَّهَادَةِ. وَقَالَ جَابر المغربي الْعِمَامَة عز وجاه وَمن رأى أَن عمَامَته قد كَبرت أَو صَارَت خضراء فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة قدره وَعز وَولَايَة وَإِن رأى أَن عمَامَته قد صغرت أَو صَارَت وسخة فبخلافه وَإِن رأى أَن عمَامَته حَمْرَاء فَإِنَّهَا تدل على جوره لأحد وَإِن رَآهَا صفراء فَإِنَّهَا تدل على الْمضرَّة والخسارة إِلَّا إِذا كَانَ خَطِيبًا أَو قَاضِيا أَو أحدا مِمَّن يلفها فِي الْيَقَظَة. وَمن رأى أَن عمَامَته من صوف فَإِنَّهُ يدل على انصافه وحرمته بَين النَّاس. وَمن رأى أَنه يلف على رَأسه عِمَامَة طَوِيلَة فَإِنَّهَا تدل على سفر وَإِن رأى أَنه مَا لفها بِتَمَامِهَا فَإِنَّهَا تدل على رُجُوعه من سَفَره من غير بُلُوغ إِلَى مقْصده. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعِمَامَة تؤول على سَبْعَة أوجه دين ورياسة وَعز وَولَايَة ومرتبة وَقُوَّة وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعِمَامَة على الرَّأْس ولَايَة لمن كَانَ لائقا لذَلِك بِقدر مَا اعتم وَإِن كَانَت الْعِمَامَة من حَرِير كَانَ مَا أصَاب من تِلْكَ الْولَايَة من المَال حَرَامًا وَإِن كَانَت من قطن أَو كتَّان أَو صوف كَانَ مَا أصَاب فِيهَا من المَال حَلَالا وَإِن لم يكن من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ يكون مشرعا أَو إِمَامًا أَو يخْدم السُّلْطَان أَو يُصِيب جاها وشرفا وَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَ عِنْده حَامِل أَتَت بِغُلَام يسود قومه. وَمن رأى أَنه يلوي الْعِمَامَة على رَأسه فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا يكون لَهُ فِيهِ بهاء وَإِن لم يكن هُوَ من أهل السّفر وَلَا عزم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يمشي فِي أَمر عني بِهِ ذَهَابًا ورجوعا. وَمن رأى أَن عمَامَته اتَّصَلت بِالْأُخْرَى فَإِن كَانَ ملكا فَهِيَ زِيَادَة فِي ملكة وَتعْتَبر مَا زَاد من الْعِمَامَة إِن كَانَ بِقَدرِهَا مرّة فَتكون الزِّيَادَة على ذَلِك الْقدر وَتعْتَبر مَا هُوَ أَكثر من ذَلِك أَو دونه) وَإِن كَانَ حَاكما فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي حكمه وَإِن كَانَ من ذَوي المناصب أصَاب بَسطه فِي شغله. وَمن رأى على رَأسه عِمَامَة وَلَيْسَت تِلْكَ الْعِمَامَة مِمَّن يلبسهَا مثله كَمَا إِذا كَانَ فَقِيها وَرَأى على رَأسه عِمَامَة تركي أَو تركيا فَرَأى على رَأسه عِمَامَة فَقِيه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود لكليهما. وَمن رأى أَن على رَأسه عِمَامَة وضيعة فَإِنَّهَا من عمائم الْمَوْتَى وَإِذا رأى الرئيس ان على رَأسه عِمَامَة منسوبة لعوام النَّاس وَأَرَاذِلهمْ فَإِنَّهُ يؤول بالوضاعة وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَإِن رأى الْعَاميّ ان على رَأسه عِمَامَة من عمائم أهل الْفضل فَهِيَ محمودة فِي حَقه وَزِيَادَة فِي شغله وابهة فِي علمه. وَمن رأى على رَأسه عِمَامَة وَهِي معتمة فَإِنَّهُ يحجّ أَو يتغرب وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ لِأَن الْعِمَامَة المعتمة من هَيْئَة الْمَوْتَى. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ العمائم تيجان الْعَرَب ولبسها يدل على الرياسة وَقد روى ان أَبَا مُسلم رأى فِي مَنَامه كَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عممه بعمامة حَمْرَاء وكورها على رَأسه اثْنَتَيْنِ وَعشْرين كورة فَذكر رُؤْيَاهُ لأحد من المعبرين فَقَالَ يَلِي الْأَمر اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فَكَانَ ذَلِك. وَمن رأى أَنه يلوي الْعِمَامَة على رَأسه لَيْلًا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا فِي ذكر وبهاء والعمامة إِذا كَانَت من حَرِير فَلَيْسَتْ محمودة وَرُبمَا كَانَت مَالا من وَجه حرَام وَإِذا كَانَت من الْقطن كَانَ المَال حَلَالا من وَجه طيب وَإِذا كَانَت من صوف أَبيض دلّ على الصّلاح والديانة والخز يدل على الْغنى. وَقيل من رأى أَنه يلبس عِمَامَة مَجْهُولَة لَا يعرف لَوْنهَا وَلَا هيأتها فَهِيَ على أوجه إِمَّا أَن تكون من عمائم الْمَوْتَى فليستعد لذَلِك أَو تكون امْرَأَة ينبهم عَلَيْهِ أمرهَا وَلَا يعرف مَا هِيَ عَلَيْهِ وَمَا ترتكبه من الْأُمُور وَهُوَ متحير فِي ذَلِك وَقيل نزع الْعِمَامَة إِذا صَارَت الرَّأْس مكشوفة يؤول على عشرَة أوجه طَلَاق وعزل ثمَّ ضعف حَال واقتلاع الْملك وَنقص فِي الأبهة ومغرم ومفارقة رَئِيس وتبديل أَمر هُوَ فِيهِ وَقطع طَرِيق عَلَيْهِ وَمَوْت امْرَأَته وَإِذا وضع عِمَامَة أُخْرَى عوضا عَن المنزوعة فَهُوَ تَبْدِيل ولَايَة أُخْرَى وَمَا ذكر لكل إِنْسَان مَا يُنَاسِبه وعودها على الرَّأْس عوض مَا حصل من ذَلِك مِمَّا ذكر على مَا كَانَ وَأما القلنسوة فعز وجاه وكل قلنسوة فِي الْعِزّ والجاه بِقدر قيمتهَا والقلنسوة الَّتِي بتركين إِن كَانَ فِي خدمَة ملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 756 فتؤول لَهُ بِالْعَمَلِ.) وَمن رأى على رَأسه قلنسوة الْمُلُوك فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من الْمُلُوك رَحْمَة وجاه وَمن رأى على مقدم رَأسه قلنسوة الْغُزَاة فَإِنَّهُ يدل على ظفر بخصمه. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى على مُؤخر رَأسه قلنسوة من ملبوس التركمان فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة بِمَشَقَّة وقلنسوة الْمقل تؤول بِكَثْرَة الدُّنْيَا وَضعف الدّين. وَمن رأى على رَأسه قلنسوة محتشمة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة من النسوان وقلنسوة البلقاء وَنَحْوهَا تؤول بِالسَّفرِ. وَمن رأى على رَأسه قلنسوة من ديباج ملون أَو غير ملون فَإِنَّهُ يدل على عزل الدُّنْيَا وَفَسَاد الدّين وقلنسوة الْبرد والكرباس تدل على خيرات الدُّنْيَا وَالدّين والقلنسوة الَّتِي تكون تَحت وَمن رأى على رَأسه قلنسوة من حَرِير أسود كَمَا هُوَ عَادَة الْأَعَاجِم فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَمن رأى على رَأسه قلنسوة من ذهب فَإِنَّهُ يدا على حُصُول مَنْفَعَة من اناس متكبرين ضعيفي الدّين وَإِن كَانَ من فضَّة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من علمه وَإِن كَانَت من حَدِيد فَإِنَّهُ عز وجاه وَقُوَّة من ملك. وَمن رأى على رَأسه مَا يستره مكللا بالدر فَإِنَّهُ يدل على عزه عِنْد النَّاس وصحبته بأناس بينين وَإِذا كَانَ من خشب فَإِنَّهُ يرى نَفسه عَزِيزًا بِكَلَام كذب ومحال. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضع على رَأسه مَا يلْبسهُ فِي الشتَاء وَكَانَ صيفا يؤول بِعَدَمِ حُصُول مُرَاده وَإِن رأى بضده فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده. وَمن رأى قلنسوته وَقعت من رَأسه أَو رَمَاهَا أحد من رَأسه فَإِنَّهُ يعْزل عَن عمله وَرُبمَا يدل على هَلَاك رئيسه أَو حُصُول غم. وَمن رأى قلنسوة من سمور أَو سنجاب فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد دينه أما إِذا كَانَ ملكا فَهُوَ مَحْمُود لَهُ. وَمن رأى قلنسوة مقطعَة عتيقة فَإِنَّهُ يدل على الْحزن. وَمن رأى على رَأسه قلنسوة وَمَا كَانَ يلبس مثلهَا فِي الْيَقَظَة ان كَانَت بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على صَلَاح دينه وَإِن كَانَت خضراء فَإِنَّهَا تدل على صَلَاح الطَّاعَة والعبادات والخيرات وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهَا تدل على النُّقْصَان فِي الدّين وَالْعِبَادَة وَإِن كَانَت صفراء فَإِنَّهَا تدل على السقم وَالْمَشَقَّة وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهَا مَكْرُوهَة إِلَّا إِذا كَانَ لَهُ عَادَة بلبسها.) وَمن رأى أَن النَّار وَقعت فِي قلنسوته فَإِنَّهَا تدل على مغادرة الْملك والرئيس إِيَّاه ووقوعه فِي المحنة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق القلنسوة على سِتَّة أوجه ولَايَة ورياسة وَشرف وَعز وَمِقْدَار ومنزلة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ القلنسوة تؤول على ثَلَاثَة أوجه سفر بعيد أَو تزوج امْرَأَة أَو تسر بِجَارِيَة ووضعها على الرَّأْس نيل رياسه وَخير وَمَنْفَعَة من رئيسه أَو قُوَّة لرئيسه وَإِذا كَانَ محترقة أَو دنسة تؤول على رئيسه بالحزن وَرُبمَا تكون فِي حق من رَآهَا ارْتِكَاب ذنُوب. وَمن رأى شَابًّا مَجْهُولا نزع قلنسوة من على رَأسه فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت رئيسه والقلنسوة الْبَيْضَاء النقية من أَي شَيْء كَانَت صَلَاح فِي الدّين وَالدُّنْيَا والسوداء سودد والخضراء زِيَادَة تقوى وَصَلَاح فِي الْأُمُور وَلبس القلنسوة مقلوبا يدل على تَغْيِير رئيسه عَلَيْهِ بِسَبَب أَمر دُنْيَوِيّ. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي مُوَافقَة للكرماني القلنسوة مَوضِع الرَّأْس وَالرَّأْس رَئِيس الْإِنْسَان. فَمن رأى أَن على رَأسه قلنسوة مِمَّا يلْبسهُ مثلهَا فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يكون حَاله عِنْد رئيسه بِقدر وَمن رأى أَنه حدث فِي قلنسوته حَادث من حرق أَو نزع أَو سُقُوط أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول ذَلِك فِي حَاله مَعَ رئيسه. وَمن رأى أَن السُّلْطَان أَخذ قلنسوته فَإِذا كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل والا أَخذ مَاله. وَمن رأى أَن على رَأسه قلنسوة وَهُوَ يتباهى بهَا فَإِنَّهُ يؤول بجاهه على قدر التباهي. وَقيل من رأى أَن على رَأسه قلنسوة حَسَنَة فَلَا بُد أَن يَلِي وَظِيفَة إِذا كَانَ أَهلا لذَلِك. وَقيل من رأى أَن على رَأسه قلنسوة فَإِن كَانَت خضراء فَإِنَّهُ متعهد لِلْقُرْآنِ وَإِن كَانَت بَيْضَاء فَإِنَّهُ يُصِيب دنيا وصلاحا وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهُ يرجع إِلَيْهِ مَا كَانَ عدم لَهُ من مَال وَإِن كَانَت موشاة فَإِنَّهُ يخْطب إمرأة من قوم وَلَا يُجِيبُوهُ وَإِن كَانَت مصبوغة ملونا فَإِنَّهُ ضعف فِي التِّجَارَة وَرُبمَا دلّت على الْهم بِسَبَب طلب رزق وَالْمرَاد من القلنسوة القبعة. وَأما الطيلسان فَإِنَّهُ يدل على الْقدر والجاه والشرف بمقداره. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن طيلسانه احْتَرَقَ أَو تقطع أَو ضَاعَ مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب وَلَده أَو من يعز عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن طيلسانه تقطع أَو ضَاعَ مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يدل على النَّقْص فِي حرمته وَمَاله. وَمن رأى أَن أحدا من خُدَّامه سلب طيلسانه وقطعه فَإِنَّهُ يدل على الْمُصِيبَة بِسَبَب رجل عَزِيز عَلَيْهِ.) وَقَالَ دانيال الطيلسان أَمَانَة وديانة وَقُوَّة دين وكل نقص يرى فِي الطيلسانه فَإِنَّهُ يؤول بقلة الْأَمَانَة والخلل فِي الدّين. وَمن رأى أَن طيلسانه احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مُصِيبَة بِسَبَب أصدقائه. وَمن رأى أَن طيلسانه سرق فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غم شَدِيد ويفتقر وَيحْتَاج إِلَى النَّاس. وَقَالَ جَابر المغربي الطيلسان ولد ان كَانَ جَدِيدا أَبيض وَإِن كَانَ أَخْضَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 757 فَإِنَّهُ يدل على عَالم دين وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على محب للطرب وَالْعشرَة وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يدل على ولد ممراض وَإِن كَانَ أسود والرائي عَالم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ولد يكون قَاضِيا أَو خَطِيبًا. وَقَالَ جَابر المغربي الطيلسان يؤول على عشرَة أوجه عز وجاه وَولَايَة وَولد ودولة وَشرف وَمَال وَدين وَعلم وشجاعة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطيلسان يدل على الْولَايَة لمن يكون أَهلا لَهَا والا يسود أهل بَيته وَرُبمَا كَانَ الطيلسان قَضَاء دين أَو سفر فِي خير وَلَا خير فِي تمزقه وتخرقه وانتزاع الطيلسان يدل على ذهَاب جاه وَقيل من رأى الطيلسان يدل على مُرُوءَة الْإِنْسَان بِقدر بهائه. وَمن رأى أَن طيلسانه نزع فَإِنَّهُ يقهر. وَمن رأى أَنه لبس طيلسانا وَلم يكن أَهلا فَإِنَّهُ يُصِيب اسْما صَالحا فِي النَّاس ويجتمع أمره وشمله وينال خيرا وَأما الْعِصَابَة فَإِنَّهَا زِينَة الْمَرْأَة وبهاؤها وَلَا خير فِيهَا إِذا نزعت من رَأسهَا وَرُبمَا دلّت الْعِصَابَة على الْعصبَة للْمَرْأَة على الزَّوْج. وَمن رأى أَنه جِيءَ لَهُ بعصابة أَو عصائب فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا يتَزَوَّج أَو يتسرى بعدة من السراري أَو أَن يحصل لَهُ عصبَة من رئيسه وَإِذا لبسهَا الرجل فَلَيْسَ بمحمود لكَونه يصير مشيها بالنسوة وَأما الْخمار فَهُوَ للنسوة زوج وللرجال نسْوَة. وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة حَادِثا فِي مقنعها من انتزاع أَو حرق أَو مَا شبه ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على موت زَوجهَا أَو طَلَاقه إِيَّاهَا. وَإِن رَأَتْ ان بعض مقنعتها احترقت فَإِن ذَلِك يدل على حُصُول مضرَّة لزَوجهَا من ملك. وَإِن رَأَتْ ان مقنعتها سرقت فَإِنَّهُ يدل على مجامعة زَوجهَا بِامْرَأَة حَلَالا كَانَت أَو حَرَامًا. وَقَالَ الْكرْمَانِي مقنعة الْمَرْأَة زَوجهَا وَمَا ترى الْمَرْأَة فِيهَا من شين أَو زين أَو لون فَإِنَّهَا تدل على زَوجهَا وَإِن لم يكن لَهَا زوج فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل يَتَزَوَّجهَا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المقنعة تؤول على أَرْبَعَة أوجه للرجل امْرَأَة وللمرأة زوج وَجَارِيَة وخادم) وَمَنْفَعَة من جِهَة النسْوَة وَقيل خمار الْمَرْأَة قيمها الَّذِي يَسْتُرهَا فمهما رَأَتْ فِيهِ من زين أَو شين فَهُوَ يؤول فِيهِ وَإِذا رَأَتْ انها وضعت خمارها على رَأسهَا فِي محفل من النَّاس ابْتليت بِأَمْر يحصل مِنْهُ فضيحة وَإِذا رَأَتْ انها سعت بِلَا خمار فَإِنَّهُ يدل على قتل زَوجهَا أَو من يعز عَلَيْهَا وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ خمار الْمَرْأَة زَوجهَا وسعته سَعَة مَال زَوجهَا وَإِذا رَأَتْ امْرَأَة كَأَنَّهَا وضعت خمارها عَن رَأسهَا بَين النَّاس ذهب حياؤها والآفة فِي الْخمار مُصِيبَة الْمَرْأَة فِي زَوجهَا إِن كَانَت ذَات زوج. وَإِن رَأَتْ ان خمارها أسود بَالِيًا دلّت رؤياها على سفاهة زَوجهَا وَفَقره والخمار المطير دَلِيل على مكر أَعدَاء الْمَرْأَة بهَا وَأما الازار فامرأة حرَّة. قَالَ الْكرْمَانِي إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة انها فِي الْأَسْوَاق والشوارع وَهِي بِغَيْر ازار فَهُوَ موت زَوجهَا وَإِن سرق وَكَانَ السَّارِق يتسب فِي التَّأْوِيل إِلَى رجل فَإِنَّهُ انسان يصل زَوجهَا وَإِن كَانَ ينْسب إِلَى امْرَأَة فَإِن زَوجهَا يُصِيب من امْرَأَة حَلَالا وَقيل إِذا افتقدت الْمَرْأَة مَا تضعه على رَأسهَا من ازار أَو خمارا أَو مقنعة أَو مَا أشبه ذَلِك وَلم تَجدهُ وَهِي مكشوفة الرَّأْس وَالشعر كَانَ ذَلِك شهرة سَيِّئَة أَو طَلَاقا من زَوجهَا أَو حُدُوث مُصِيبَة لَهُ أَو حُصُول مَكْرُوه لَهَا أَو حُصُول مُصِيبَة تدخل عَلَيْهَا من جِهَة اختها أَو أمهَا أَو عَمها وَنَحْو ذَلِك وَإِن لم يكن لَهَا زوج فَيكون مَا يؤول على الزَّوْج عَائِدًا عَلَيْهَا وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة انها تلبس عِمَامَة رجل فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِذا رَأَتْ انها تخمرت أَو تقنعت بِشَيْء غير الْمُعْتَاد فَإِنَّهَا تبدل زَوجهَا بِغَيْرِهِ وَقيل رُؤْيا مَا يلبس النسوان على رؤوسهن إِذا لبس الرجل شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ ينفضح بِسَبَب امْرَأَة بَين النَّاس. وَأما الملحفة فامرأة الرجل فَمن رأى ملحفة وَاسِعَة كَامِلَة فَهِيَ امْرَأَة مُوَافقَة جَيِّدَة وضد ذَلِك تَعْبِيره ضِدّه. وَمن رأى أَن ملحفة انتزعت مِنْهُ فَإِن كَانَت لَهُ زَوْجَة فَهِيَ خَارِجَة عَنهُ بِمَوْت أَو طَلَاق وَإِن لم يكن لَهُ زَوْجَة فَإِنَّهُ نقص فِي حَقه وَرُبمَا كَانَ افتضاحا لِأَن الملحفة مَحل الستْرَة وَقيل نزع الملحفة أَو ذهابها يدل على أَنه كَانَ فِي الْبَيْت مَرِيض فَهُوَ مَوته وَقيل الملحفة للْمَرْأَة زوج وَللزَّوْج امْرَأَة وَقدر وجاه فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين يعبر بذلك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الملحفة امْرَأَة حسنا وَإِذا كَانَت حَمْرَاء فقتال بِسَبَب امْرَأَة وَأما الرِّدَاء الْجَدِيد الصفيق فجاه الرجل وعزه وَدينه وأمانته وَالرَّقِيق مِنْهُ رقة فِي الدّين وَقيل الرِّدَاء امْرَأَة) دنيئة وَقيل هُوَ أَمر رفيع الذّكر قَلِيل النَّفْع ورؤيا الْمَرْأَة الرِّدَاء فِي منامها يدل على أَن زَوجهَا يحسن معاشرتها. وَسُئِلَ ابْن سِيرِين عَن رجل رأى فِي مَنَامه كَأَن عَلَيْهِ رِدَاء جَدِيدا قد تحرقت حَوَاشِيه من برد يمَان فَقَالَ هَذِه رُؤْيا رجل قد تعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 758 شَيْئا من الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه. وَأما الممطرة فَمن رأى أَن عَلَيْهِ ممطرة وَهُوَ فِي خدمَة الْمُلُوك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يفوح اسْمه بَين النَّاس بالثناء وَالذكر الْجَمِيل وَإِن لم يكن فِي خدمَة الْمُلُوك فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ أُمُور الدُّنْيَا وَإِن كَانَت وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الممطرة قُوَّة ووقاية من الْبلَاء وثناء حسن ولبسها وَحدهَا من غير أَن يكون مَعهَا شَيْء آخر من الثِّيَاب دَلِيل الْفقر والتجمل مَعَ ذَلِك الْبَأْس واظهار الْغنى. وَأما الْقَمِيص فَقَالَ دانيال الْقَمِيص الْأَبْيَض يدل على الدّين وَقيل يدل على الْمَرْأَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين قَمِيص الرجل حَاله الَّذِي يستره ومكسبه وعيشه. وَمن رأى قَمِيصه جَدِيدا رفيعا وَاسِعًا فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح حَاله وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على فَسَاده. وَمن رأى طرفا من قَمِيصه قد احْتَرَقَ وتمزق فَإِنَّهُ يكون فِي أُمُوره وسطا بَين الْخَيْر وَالشَّر. وَمن رأى قَمِيصه متمزقاً أَو وسخاً أَو عتيقاً فَإِنَّهُ يدل على الْفقر وَالْغَم وَالْمَشَقَّة وَرُبمَا يدل على هَلَاك صَاحبه وَرُبمَا دلّ على فَسَاد خلقه فِي الدُّنْيَا بِحَيْثُ لَا يكون لَهُ مَال وَلَا كسب وَلَا معيشة. وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ قَمِيصه وَقد لبسه فَإِنَّهُ يدل على زَوَال ملكه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه لبس قَمِيصًا أَبيض وَتَحْته قَمِيص عَتيق وسخ فَإِنَّهُ يكون ظَاهره يُخَالف بَاطِنه. وَمن رأى أَنه لبس قَمِيصه مقلوبا فَإِنَّهُ يدل على نفَاقه وَمن رأى عَلَيْهِ قَمِيصًا ممزقا فَإِنَّهُ يدل وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قَمِيصًا طَويلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر بِمدَّة مديدة وَإِن كَانَ قَصِيرا فبخلافه. وَمن رأى أَنه لبس قَمِيصًا بِغَيْر زيق وبغيركم فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله وَإِن كَانَ زيقه من خلف فَإِنَّهُ يتهم بِكَلَام كذب لقَوْله تَعَالَى وان كَانَ قَمِيصه قد من دبر فَكَذبت. وَمن رأى أَنه أعْطى قَمِيصًا لأحد وَقد مسح بِهِ وجهة فَإِنَّهُ يدل على زَوَال همه وَيحصل لَهُ) بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى اذْهَبُوا بقميصي هَذَا فألقوه على وَجه أبي الْآيَة. وَمن رأى بِيَدِهِ قَمِيصًا مُلَطَّخًا بِالدَّمِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم لقَوْله تَعَالَى وَجَاءُوا على قَمِيصه بِدَم كذب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْقَمِيص إِذا كَانَ جَدِيدا وَاسِعًا فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه رُؤْيا أنَاس دينين وَستر وعيش طيب ورياسة وَحُصُول مُرَاد وَفَرح وَبشَارَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْقَمِيص للرجل امْرَأَة وللمرأة رجل لقَوْله تَعَالَى هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ وتخرق القميس وتدنسه فقر وهم وخرق جيب الْقَمِيص دَلِيل الْفقر وَإِن رأى كَأَن لَهُ قمصا كَثِيرَة دلّت رُؤْيَاهُ على حَسَنَات كَثِيرَة ينَال بهَا فِي الْآخِرَة أجرا عَظِيما وَقيل الْقَمِيص يؤول بمكسب الْإِنْسَان ومعيشته وَدينه وَامْرَأَته وشأنه. فَمن رأى أَنه لبس قَمِيصًا جَدِيدا صَحِيحا وَاسِعًا فَإِن ذَلِك يؤول بِالْخَيرِ وَحُصُول الْمَقْصُود وَالْغَرَض فِيمَا ذكر وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا كَانَ الْقَمِيص الْخرق الدنس تفرق شَمل صَاحبه وتكاثر همومه ومفارقة امْرَأَته. وَمن رأى أَنه يلبس قَمِيصًا غاليا أَو قَلِيل الْوُجُود فَإِنَّهُ نسك فِي الدّين وَصَلَاح خُصُوصا ان كَانَ الْقَمِيص عدنيا. وَمن رأى أَنه يلبس قَمِيصًا من أقمصه الصَّالِحين فَإِن عرف صَاحبه كَانَ مُتبعا ومتلبسا بطريقته وَإِن لم يعرف لَهُ صاحبا معينا فَإِنَّهُ طلب زهد وَعبادَة. وَمن رأى أَنه يلبس قَمِيصًا جَدِيدا وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى أَنه وهب لَهُ قَمِيص فَإِنَّهُ بِشَارَة بِخَير. وَمن رأى أَن لَهُ قَمِيصًا وَلَا يعرف هَيئته فَإِنَّهُ متزوج بِامْرَأَة لَا يعرف حَقِيقَة أمرهَا وَأما إِذا كَانَ فِي قَمِيصه خرق ثمَّ عَاد صَحِيحا فَإِنَّهُ يجمع شَمله وينصلح حَاله. وَمن رأى أَن لَهُ قَمِيصًا وَقد صَار بَالِيًا فَإِنَّهُ زَوَال أمره وَفَسَاد دينه وَقرب أَجله وَرُبمَا كَانَ نزع الْقَمِيص من حَيْثُ الْجُمْلَة إِذا لم يعاوده يدل على قرب الْأَجَل. وَقَالَ أَبُو المعالم مُحَمَّد بن طَلْحَة الْقرشِي النصيبي رَأَيْت مَنْقُولًا عَن أبي اسحق الْكرْمَانِي أَنه رأى يُوسُف الصّديق عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام فَأعْطَاهُ قَمِيصه فلبسه وَجلسَ بِهِ فتعلم مَا فتح الله بِهِ عَلَيْهِ من تَعْبِير الرُّؤْيَا وَقَالَ لَو قُمْت بِهِ وسرت أَو قَالَ مشيت لدرت مَا بَين الْخَافِقين.) وَأما اللبَاس وَهُوَ السَّرَاوِيل فمعناها وَاحِد فِي التَّعْبِير إِمَّا امْرَأَة أَو جَارِيَة فَمن رأى أَنه أصَاب سَرَاوِيل فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يُصِيب جَارِيَة أَو امْرَأَة وانتزاع ذَلِك مِنْهُ فرقة مِنْهَا إِمَّا بِالْمَوْتِ أَو بِالْحَيَاةِ وَإِن لم يكن لَهُ جَارِيَة وَلَا امْرَأَة فَهُوَ عَائِد عَلَيْهِ فِي ذهَاب شَيْء لَهُ. وَمن رأى أَن سراويله خرق أَو خطف فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله وانقضاء عمره. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السَّرَاوِيل امْرَأَة دنيئة أَو جَارِيَة أَعْجَمِيَّة فَمن رأى أَنه لَقِي سَرَاوِيل لَيْسَ لَهَا صَاحب فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة لَيْسَ لَهَا ولي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 759 والجديد مِنْهُ يدل على الْبكر ونزعه مَعْصِيّة ارتكبها وَخُرُوجه من أهل الصّلاح وَالدّين إِلَى الْفساد ولبسه إِذا آل إِلَى شَيْء من ذَلِك يدل على الصّلاح ونزعه لأجل فعل حَلَال لَيْسَ فِيهِ مضرَّة. وَمن رأى أَنه لَيْسَ لَهُ من الثِّيَاب سوى سَرَاوِيل خَاصَّة فَإِنَّهُ يدل على الْفقر ولبسه مقلوبا ارْتِكَاب فَاحِشَة من أَهله وبوله فِيهِ دَلِيل على حمل امْرَأَته وتغوطه فِيهِ دَلِيل على غَضَبه على امْرَأَته. وَإِن رأى أَن سراويله انحل من غير لمس فَإِنَّهُ يؤول بِظُهُور امْرَأَة أَو جَارِيَة للرِّجَال وَتركهَا الاختفاء والاستتار عَنْهُم وَرُبمَا دلّت رُؤْيا السَّرَاوِيل ان كَانَ مُعَلّقا على سفر إِلَى قوم أعاجم لِأَنَّهُ من لباسهم وَلبس الْمَرْأَة سَرَاوِيل الرجل يؤول بالزواج إِذا كَانَت عازبة وَرُبمَا يكون غير إِذا كَانَ لَهَا زوج. وَأما القباء فَقَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَ القباء من الثِّيَاب الْمُعْتَاد لبسهَا فَإِنَّهُ يؤول بِقُوَّة وسفر وَإِذا كَانَ أَبيض وَاسِعًا فَإِنَّهُ يدل على الْفرج من الْغم وَإِذا كَانَ من قَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شرف من جليل الْقدر وَلكنه مَكْرُوه فِي الدّين ورؤياه للرِّجَال لَيست بمحمودة لكَونه مَكْرُوها فِي الشَّرِيعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي لبس ذَلِك للمتوجه فِي الحروب يدل على الظفر وَإِن لم يكن لذَلِك فَهُوَ غير وَإِن كَانَ لَونه أَخْضَر أَو أَبيض فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الدّين وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يؤول بالضعف والسقم وَإِن كَانَ أَزْرَق فَإِنَّهُ يدل على الْمُصِيبَة وَإِن كَانَ اسود فَإِنَّهُ يدل على الْحزن وَالْغَم وَإِن كَانَ ملونا فَإِنَّهُ يدل على انتظام أُمُوره وَإِن كَانَ عتيقا ممزقا فَإِنَّهُ يدل على الْحزن ونقصان المَال. وَمن رأى أَنه نزع قباءه أَو نَزعه أحد مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بفرقة زَوجته إِمَّا بِطَلَاق أَو موت. قَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه لبس قبَاء عتابيا جَدِيدا فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَهُوَ إقبال دولة وَعز) وجاه وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ حزن وغم وملامة. وَأما الْجُبَّة فَإِنَّهَا تؤول إمرأة فَإِن كَانَت جَدِيدَة نظيفه بَيْضَاء وَاسِعَة فَإِنَّهَا تدل على إمرأة مُوَافقَة لَهُ وَحسن سيرتها. قَالَ جَعْفَر الصَّادِق لبس الْجُبَّة فِي الشتَاء أحسن وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا لبست جُبَّة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج إِذا كَانَت عازبة وَإِلَّا يكون قُوَّة وفرحا وَمَنْفَعَة وللرجل إمرأة وَإِذا كَانَت سَوْدَاء أَو زرقاء فَإِنَّهُ يؤول بتنكر الْمَرْأَة وَعدم وافقتها لزَوجهَا. وَأما الدراعة إِذا كَانَت جَدِيدَة كَبِيرَة وَاسِعَة سَوَاء كَانَت خضراء أَو بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على الْقُوَّة والجاه والشرف على مِقْدَار قيمَة الدراعة والخلاص من الْغم وانتظام أُمُوره وَإِن كَانَت وسخة ضيقَة فتأويلها بِخِلَافِهِ وَإِن رأى أَنه انتزعت الدراعة مِنْهُ فَإِنَّهَا تدل على فرقة امْرَأَته. وَأما الفرجية فَقَالَ ابْن سِيرِين الفرجية إِذا كَانَت جَدِيدَة نظيفة وَاسِعَة فَإِنَّهَا تدل على الرَّاحَة والفرج وَحُصُول المُرَاد وَإِذا كَانَت عتيقة ضيقَة وسخة فبخلافه. قَالَ الْكرْمَانِي الفرجية إِذا كَانَت من ديباج ولابسها ان كَانَ أَهلا لَهَا فمحمود وَإِن لم يكن أَهلا لَهَا فَلَيْسَ بمحمود والديباج الساذج خير من ملونه والفرجية الْعَتَّابِيَّةِ وَالْبرد تدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة والفرجية إِن كَانَت من صوف أَو قطن فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة الدّين وَصَلَاح الْأَمر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه لبس فرجية النسوان فَإِنَّهَا تدل على الخفارة والاستحياء من النَّاس والملامة. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الفرجية إِذا كَانَت بَيْضَاء جَدِيدَة فَإِنَّهَا تدل على دين خَالص واعتقاد صَادِق وَإِذا كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهَا تدل على اللَّهْو والطرب وَالْعشرَة وَإِذا كَانَت صفراء فَإِنَّهَا تدل على الْمَرَض وَإِذا كَانَت سَوْدَاء ان كَانَ من أهل الْعلم فمحمود والا فَغير مَحْمُود وَإِن كَانَت زرقاء فَإِنَّهَا تدل على الْمُصِيبَة والحزن. وَأما اللباجة وَهُوَ مَا يلبس مقمطا فَإِنَّهُ ثبات فِي الدّين ونباهة فِي الْأُمُور خُصُوصا إِذا كَانَت خضراء وَإِذا كَانَ فِيهَا شَيْء من أَنْوَاع الْفراء فَإِنَّهُ يلتجيء إِلَى رجل جليل الْقدر قَلِيل الدّيانَة قَالَ وَإِن كَانَت من صوف أَو قطن تؤول على أَرْبَعَة أوجه زِيَاد فِي الدّين وَأَدَاء أَمَانَة وَصَلَاح أَمر الدّين وَالدُّنْيَا وَخير وَمَنْفَعَة. وَأما الكنبك إِذا كَانَ أَبيض نظيفا فَإِنَّهُ مَال حَلَال وَإِن كَانَ اسود فَغير مَحْمُود. وَمن رأى أَنه خرقه فَإِنَّهُ يدل على اتلاف مَاله بِالْفَسَادِ.) وَأما المنديل إِذا كَانَ من قطن أَو كتَّان فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من رجل زكي وَإِذا كَانَ من ابريسم أَو قَز فحصول مَنْفَعَة من رجل غير مصلح. وَمن رأى أَن منديله ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على خسارة شَيْء يسير من مَاله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المنديل يؤول على ثَلَاثَة أوجه مَنْفَعَة وَجَارِيَة وَبنت وعطية قَليلَة. وَأما الفوطة فَقَالَ ابْن سِيرِين تؤول بالفرج واليسر وَإِذا كَانَت من قطن وتغطى بهَا فَإِنَّهَا تدل على الرَّاحَة فِي الدّين وَالدُّنْيَا خُصُوصا إِذا كَانَت جَدِيدَة وَاسِعَة وَإِذا كَانَت بِخِلَاف ذَلِك فتعبيرها ضِدّه. قَالَ الْكرْمَانِي الفوطه لِبَاس الصلحاء من رأى أَنه لبسهَا وتستر بهَا فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة السّتْر وَالصَّلَاح والخيرات وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا مُفْسِدا يدل على تَوْبَته وَصَلَاح عاقبته. وَقَالَ جَابر المغربي الْملك إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 760 رأى أَنه تغطى بفوطة فَإِنَّهُ يدل على عدل وانصافه وَإِن رأى القَاضِي أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهُ يدل على سداده فِي الحكم وَإِذا رأى الْمُشرك أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهُ يؤول لَهُ بالاسلام وَإِذا رأى الْفَاسِق أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهَا دَلِيل التَّوْبَة لَهُ وَإِذا رأى السَّارِق أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهَا تدل على التَّوْبَة من ذَلِك. وَأما الشملة فَقَالَ ابْن سِيرِين هِيَ خَادِم وكل زِيَادَة ونقصان يرى فِيهَا عَائِد على الْخَادِم ولونها يؤول بالخادم ينْسب إِلَى ذَلِك اللَّوْن فَإِن صَارَت فوطة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح خادمه وَإِن كَانَت من قَز فَإِنَّهُ يدل على انها تكون مُنكرَة لَيْسَ لَهَا وَفَاء وتأكل الْحَرَام وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهُ يدل على عدم وفائها وقساوة قَلبهَا. وَمن رأى أَنَّهَا احترقت فَإِنَّهَا تؤول بِهَلَاك خادمه وَإِن احْتَرَقَ بَعْضهَا فَإِنَّهُ يدل على مرض وَأما القرطق وَهُوَ المقصع من الثِّيَاب فَإِنَّهُ يدل على الْقُوَّة وتهيؤ السّفر وَإِذا كَانَ من إبرسيم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ شرف وجاه وَقدر من ملك وَلَكِن يكون ضَعِيفا. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ القرطق فرج وَقيل ولد قَالَ بعض المعبرين إِذا كَانَ تَفْصِيله على هَذِه الْهَيْئَة وَأما إِذا كَانَ ثيابًا طَوِيلَة فرآها قصرت يَأْتِي تَعْبِيره فِي مَحَله. وَأما الشلوار فَقَالَ ابْن سِيرِين انه يؤول بِجَارِيَة أَعْجَمِيَّة أَو امْرَأَة دنيئة. وَمن رأى أَنه اشْتَرَاهُ ولبسه فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة أَعْجَمِيَّة وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة انها اشترته فَإِنَّهُ يدل على زواجها.) وَمن رأى أَنه يلبس شلوارا ضيقا أَو لبس مَا يُشبههُ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان ستره. وَمن رأى أَن بشلواره نوعا من الْهَوَام مثل الْحَيَّة وَالْعَقْرَب وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول على فَسَاد زَوجته مَعَ أعدائه. وَقَالَ الْكرْمَانِي الشلوار خَادِم. وَمن رأى أَن أحدا وهب لَهُ شلوارا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة خَادِم. وَمن رأى أَن شلواره سرق فَإِنَّهُ يدل على حزنه بِسَبَب خَادِم. وَمن رأى أَنه وجد شلوارا جَدِيدا فَإِنَّهُ يدل على خَادِم جَدِيد وَإِن كَانَ أسود وسخا أَو كَانَ مُلَطَّخًا بالنفط أَو القطران بِحَيْثُ يكون لَهُ رَائِحَة كريهة فَإِنَّهُ يدل على عُقُوبَة من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل سرابيلهم من قطران وتغشى وُجُوههم النَّار وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مذلة وَإِن كَانَ أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على ملامة النَّاس اياه فِي شغل وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يدل على السقم وَإِذا رَأَتْ إِنَّهَا لبست شَيْئا من هَذِه الألوان فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة لَهَا إِلَّا إِذا كَانَ أصفر أَو أَزْرَق أَو أسود فَإِنَّهُ غير مَحْمُود. قَالَ جَابر المغربي أحسن الألوان الشلوار للنِّسَاء الْأَبْيَض والأخضر. وَإِن رأى أَنه بَاعَ شلواره وَأخذ ثمنه فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة. وَمن رأى أَن شلواره احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك جَارِيَته أَو خادمه. وَمن رأى أَن شلواره قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على إباق جَارِيَته أَو خادمه. وَمن رأى أَنه لبس شلوار النسْوَة فَإِنَّهُ يدل على المذلة والحقارة. قَالَ جَعْفَر الصَّادِق الشلوار يؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة وَجَارِيَة وخادم الْبَيْت وَأما التكة فَإِنَّهَا تؤول بِعَوْرَة الرجل. وَمن رأى أَن تكته جَدِيدَة محكمَة فَإِنَّهَا تؤول بِشدَّة قضيبة وَإِن كَانَت عتيقة رخوة فتعبيره ضِدّه. وَقيل من رأى كَأَن سراويله تكتين فَإِن امْرَأَته تحبل وتلد لَهُ اثْنَتَيْنِ ان كَانَت حُبْلَى. وَمن رأى كَأَنَّهُ وضع تكته تَحت رَأسه فَإِنَّهُ لَا يقبل وَلَدهَا. وَمن رأى كَأَن تكته انْقَطَعت فَإِنَّهُ يسيء معاشرة امْرَأَته. وَمن رأى كَأَن تكته من دم فَإِنَّهُ يقتل رجلا بِسَبَب امْرَأَة فيعينه على قتل امْرَأَته.) وَمن رأى كَأَن تكته من حَيَّة دلّت رُؤْيَاهُ على ان صهره عدوه. وَقَالَ الْكرْمَانِي أما التكة فِي السَّرَاوِيل فَهِيَ حب الرجل امْرَأَته فَإِن رَآهَا حَسَنَة كَانَت محبَّة مُؤَكدَة. وَمن رأى فِيهَا نقصا أَو وَهنا أَو بليت فَإِنَّهَا تؤول بِعَدَمِ الْمحبَّة لَهَا وَأما المئزر فَإِنَّهُ على ضَرْبَيْنِ مئزر الصلحاء ومئزر الْحمام فَأَما مئزر الصلحاء فَإِنَّهُ يؤول بِالدّينِ وَالصَّلَاح وَحُصُول مَال من وَجه حل وَلَا خير فِي ضيَاعه والحادث فِيهِ ومئزر الْحمام يؤول بِقَضَاء الدّين وَرُبمَا كَانَ أَصَابَهُ هم. وَمن رأى أَن مِئْزَره خطف مِنْهُ فيؤول بِمَوْتِهِ وَأما المنشفة فَإِنَّهَا خَادِم الرجل فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فَهُوَ فِيهَا. وَقَالَ جَابر المغربي المنشفة تؤول بخادم النسْوَة والتنشف بهَا لَيْسَ بمحمود وَرُبمَا دلّت المنشفة على مَنْفَعَة أَو معاونة من امْرَأَة فِيمَا يرومه وَأما الكمر فيؤول على مَنْفَعَة من قبل جليل فَمن رأى أَنه شدّ وَسطه بِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِالْقُوَّةِ وسداد الْأُمُور وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لَهُ قُوَّة من جِهَة الْأَوْلَاد والأقارب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الكمر يؤول على سَبْعَة أوجه مَنْفَعَة من قبل الْأَب أَو من قبل الْأَخ وَولد وَعز وجاه وَعمر طَوِيل وانصاف وديانة وَأما اللفافة فَإِنَّهَا تؤول بالوقاية. وَقيل من رأى أَنه لف على رجله لفائف فَإِنَّهُ يُسَافر. وَمن رأى أَنه لف ذَلِك وَهُوَ يقْصد السّفر فَإِنَّهُ يرحل عَن الدُّنْيَا إِذا كَانَت اللفافة على السَّاق وَأَصله. وَمن رأى لفائف مَوْضُوعَة فَإِنَّهَا تؤول بِمَال خُصُوصا ان ادخرها وَأما الكساء فَإِنَّهُ يؤول برئيس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 761 يكون محسنا فِي حق الرَّائِي وَرُبمَا كَانَ زاهدا مصلحا. قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا ذَلِك للنِّسَاء خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِذا كَانَت مخطوبة وَيحْتَاج الْمعبر لفهم لَونه ويعبره كَمَا ذكر فِي الْأُصُول عَن الألوان. وَمن رأى أَنه بَاعَ كسَاء فِي الشتَاء أَو نزع مِنْهُ غصبا فَإِن ذَلِك يدل على فقره وَحَاجته للنَّاس. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الكساء رَئِيس الرجل وَرُبمَا كَانَ حرفته الَّتِي يعملها ويأمن بهَا من الْفقر وَالْمسح فِيهِ خطأ فِي الْمَعيشَة وَذَهَاب الجاه والتوسع بِهِ فِي الْحر هم وضرر وَفِي الشتَاء صَالح) والمطرف مِنْهُ إِذا كَانَ مَنْقُوشًا دلّ على امْرَأَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق يؤول بالجارية أَو الْغُلَام فمهما رأى ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا وَأما الطرح من الثِّيَاب فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يلبس شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يؤول بِخَير وَمَنْفَعَة إِذا كَانَت من قطن وَهِي نظيفة وَاسِعَة وَإِذا كَانَت بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَإِذا كَانَت من حَرِير وَشَيْء فَلَا بَأْس بهَا وبائعها فَإِنَّهُ يخْتَار دُنْيَاهُ على آخرته. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا البرود سَوَاء كَانَت مفصلة أَو غير مفصلة فَإِنَّهَا تدل على الْخَيْر وَقد روى ان أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ قَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت البارحة كَأَن على بردى حبرَة قَالَ: هما ولدان تحبر بهما. والحبرة تدل على الحبور وَالسُّرُور وَالْبرد جَار مجْرى الوشي فِي التَّعْبِير إِلَّا أَن الوشي فِي الدُّنْيَا خير مِنْهُ فِي الدّين وَهُوَ فِي التَّأْوِيل أقوى من الصُّوف. وَمن رأى أَنه لبس بردا مختلطاً بحرير أَو بِقطن فَإِنَّهُ دون ذَلِك وَإِن كَانَ حَرِيرًا فَإِنَّهُ مَال حرَام وَأما الزِّينَة بالثياب فِي الْأَسْوَاق فَإِنَّهَا محمودة وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي أَوْقَات السرُور والبشائر وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت فِي الدّور مَا لم يكن مَعهَا نوع من الملاهي. وَمن رأى جملَة الثِّيَاب من الملبوس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. وَمن رأى أَنه يلبس ثِيَاب الصَّيف فِي الشتَاء فَزِيَادَة خير وَمَنْفَعَة بِقدر قيمَة مَا لبس. وَمن رأى أَنه يلبس ثِيَاب النسْوَة فَإِنَّهُ زِيَادَة مَال مَعَ هم وَخَوف وَلَكِن تحمد عاقبته وينجو وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تلبس من ثِيَاب الرِّجَال فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه لبس ثيابًا أَحْقَر من ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد أُمُوره وَإِن كَانَت أَجود من ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على نظام أُمُوره. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ ثِيَاب الأكابر فَإِنَّهُ يدل على علو الشَّأْن ومبلغه مبلغ من تنْسب إِلَيْهِ تِلْكَ الثِّيَاب إِن كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَن لَهُ ثيابًا من ثِيَاب أهل الْفساد فَإِنَّهُ يكون كثير الذُّنُوب وَكثير الْخَطَايَا. وَمن رأى أَنه يلبس الْمُلُوك فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه التَّقْرِيب مِنْهُم وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة وانتظام أُمُوره وَحُصُول حُرْمَة وَعزة. وَمن رأى أَنه لبس من ثِيَاب الْعلمَاء وَكَانَ أَهلا للصلاح فَإِنَّهُ حُصُول علم وخيرى الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.) وَمن رأى أَنه يلبس من ثِيَاب الصُّوف فَإِنَّهُ يؤول بالحرص على المَال. وَمن رأى أَنه يلبس ثيابًا الذميين أَو الْحَرْبِيين أَو نَحْو ذَلِك أَو الرفضة فَإِنَّهُ يكون مائلا إِلَى مَا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الثِّيَاب مُطلقًا تؤول على تِسْعَة أوجه ديانَة وغنى وجاه وَمَنْفَعَة وعيش وَعمل صَالح وَعدل وانصاف هَذَا إِذا لم يكن فِيهِ مَا يُنكره على التَّعْبِير وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا لبست مَا ذكر من الثِّيَاب المحمودة فتأويله صَلَاح أمرهَا مَعَ زَوجهَا واستقامة أحوالها. وَقَالَ دانيال رُؤْيا ثِيَاب الرجل إِذا لبست تؤول بِالْكَسْبِ وَإِذا رؤيت الثِّيَاب السود فللملك خير وللرعية غم. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يلبس ثيابًا سُودًا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ عَم وغم وأحزان إِلَّا إِذا كَانَ مِمَّن يلبسهَا فِي الْيَقَظَة وَيعرف بهَا فَإِن السوَاد سؤدد وَعز وسلطان. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الثِّيَاب السود لمن اعْتَادَ لبسهَا اصابة مَكْرُوه وَقيل هِيَ للْمَرِيض دَلِيل على الْمَوْت لِأَن أهل المصائب يلبسُونَ الثِّيَاب السود وَالثيَاب الصفر سقم وَمرض الا فِي ديباج أَو خَز أَو حَرِير وَهَذِه الْأَشْيَاء صَالِحَة للنِّسَاء وللرجال فَسَاد دين. وَقَالَ الْكرْمَانِي إِذا رأى الْمَرِيض أَنه يغسل ثوبا أصفر حَتَّى زَالَت صفرته وَظهر بياضه فالثوب يؤول بجسم وصفرته تؤول بسقمه وذهابها بذهابه عَنهُ. وَمن رأى أَنه نزع مِنْهُ ثوب أصفر فَإِنَّهُ خَارج عَن سقمه وَلَا يضر بِهِ حدث مَا يكره فِي الثَّوْب الْأَصْفَر من تمزيق أَو نَحوه بِخِلَاف جَمِيع الملبوس فِي اللَّوْن وَأما الثِّيَاب الْخضر ففرح وسرور وتوفيق وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الثِّيَاب الْخضر للحي قُوَّة دين وَزِيَادَة عبَادَة وللميت حسن حَال عِنْد الله وَهِي ثِيَاب أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى وَيلبسُونَ ثيابًا خضرًا من سندس واستبرق وَيدل لبس الخضرة للحي على اصابة مِيرَاث وللميت على أَنه خرج من الدُّنْيَا شَهِيدا. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يلبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يؤول بالعز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 762 والشرف وَأما الثِّيَاب الْبيض فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول المُرَاد خُصُوصا ان كَانَت نقية. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الثِّيَاب الْبيض صَالِحَة لبسهَا دينا وَدُنْيا لمن تعود لبسهَا فِي الْيَقَظَة وَأما أَصْحَاب الْحَرْف والصنائع فَيدل لبسهَا لَهُم على العطلة إِذْ هم لَا يلبسُونَ الثِّيَاب الْبيض عِنْد اشتغالهم بِالْعَمَلِ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يلبس ثيابًا بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَحسن حَاله) وَذَهَاب همومه لقَوْله تَعَالَى وثيابك فطهر وَأما الثِّيَاب الزرق فَإِنَّهَا تدل على حزن من جِهَة السُّلْطَان. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يلبس ثيابًا زرقا فَإِنَّهُ دينه غير حسن وَأما الثِّيَاب الْحمر فَإِنَّهَا مَكْرُوهَة للرِّجَال إِلَّا الملحفة والازار والفراش فَإِن الْحمرَة من هَذِه الْأَشْيَاء تدل على سرُور وَهِي صَالِحَة للنِّسَاء فِي دنياهن وَقيل ان لبس الْحمرَة يدل على قتال شَدِيد ومنازعة شَدِيدَة وَقيل الْحمرَة فَرح مَعَ بغي فِي الدُّنْيَا بِدَلِيل قصَّة قَارون وَقيل إِنَّهَا تدل على كَثْرَة المَال مَعَ منع حُقُوق الله تَعَالَى فِيهِ وَلبس الْملك الْحمرَة دَلِيل على اشْتِغَاله باللهو واللعب وَقيل إِنَّه يدل فِي الْمَرِيض على الْمَوْت. وَمن رأى أَنه لبسه فِي عيد أَو جُمُعَة لم يضرّهُ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يلبس ثيابًا حمرا فَإِنَّهُ يلقى قتالا ومنازعة وَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَرُبمَا كَانَ فَرحا لقَوْله تَعَالَى فَخرج على قومه فِي زينته وَكَانَ لابسا ثيابًا حمرا وَقيل رُؤْيا الْحمرَة سَوَاء كَانَت فِي الثِّيَاب أَو غَيرهَا فَإِنَّهَا تدل على الصّلاح وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْحمرَة فِي الثَّوْب على السرُور. وَمن رأى ثِيَابه احترقت فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة ملك بِقدر مَا احْتَرَقَ من ذَلِك وَمن رأى أَن ثِيَابه ممزقه فَإِنَّهُ يؤول بكشف السِّرّ. وَمن رأى أَنه يلبس ثيابًا من صوف أَو وبر أَو شعر أَو نَحْو ذَلِك فمجموع ذَلِك مَال وَإِذا كَانَ من حَرِير أَو نَحوه فَمَال حرَام وَالثَّوْب المرقع دَلِيل الْفسق وَأما الثِّيَاب الوسخة فَإِنَّهَا تؤول بالغم والحزن وَأما الثِّيَاب من الكاغد فَإِنَّهَا تؤول بالشناعة وَلَا خير فِي ذَلِك وَأما الثِّيَاب من الْجلد فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة على قدر مَا ينْسب لَهُ ذَلِك الْجلد وَالثَّوْب الَّذِي لَا خياطَة فِيهِ من حَيْثُ الْجُمْلَة من جَمِيع الْأَصْنَاف يدل على تَمام شغل بِالدّينِ وَرُبمَا كَانَ آخر عمره هَذَا على وَجه وَالثيَاب من الْخَزّ تؤول بالعز والجاه. وَمن رأى أَنه يلبس ثوبا معرجا فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا. وَقَالَ جَابر المغربي للمعبرين التَّعَلُّق بالأمور الدُّنْيَوِيَّة فالبياض فِي الثِّيَاب إِذا كَانَت جددا نظيفة مِمَّا تعلق بِالدّينِ وَالدُّنْيَا وَإِذا كَانَت وسخة عتيقة ضيقَة فضد ذَلِك وَرُبمَا دلّ الْوَسخ فِي الثَّوْب على الضعْف فِي الدّين وَقيل إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا تلبس ثوبا أصفر فَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يضعف وَإِن) لم يكن لَهَا فَتزَوج بِزَوْج. وَمن رأى أَنه يفتح ثوبا مطويا فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَمن رأى أَنه يطوي ثوبا مَفْتُوحًا فَإِنَّهُ يدل على مَجِيء غَائِب من سَفَره. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي أحسن الثِّيَاب مَا كَانَ من قطن إِذا لم يكن فِيهَا شَيْء من القز وَالْحَرِير لِأَنَّهُ يكون خَالِصا فَهُوَ جيد للدّين وَالدُّنْيَا وَالثيَاب الْعَتَّابِيَّةِ إِذا كَانَت من قطن أَو حَرِير فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ الْحَرَام وَفَسَاد الدّين والهم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الثَّوْب الْجَدِيد الْأَبْيَض للرجل امْرَأَة وللمرأة زوج وَملك ونعمة وَمَنْفَعَة فَمن رأى أَنه خلع ثَوْبه عَنهُ ان كَانَ فِي خدمَة ملك فَإِنَّهُ يبعد من خدمته وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يُطلق وَمن رأى أَنه قصّ ثِيَابه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير. وَمن رأى أَن السَّارِق سلخ ثَوْبه فَإِنَّهُ يؤول بِوُقُوع فَسَاد بَين نسْوَة. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الثَّوْب ذُو الْوَجْهَيْنِ أَو ذُو اللونين يدل على مداراة وَولَايَة لأَصْحَاب الدّين وَالدُّنْيَا وَالثيَاب الجديدة صَالِحَة للغني وَالْفَقِير وتدل على الثروة وَالسُّرُور. وَمن رأى أَنه لابس ثيابًا جددا فتمزقت لَا يقدر على اصلاح مثلهَا فَإِنَّهُ يسحر وَإِن قدر على ذَلِك فَإِنَّهُ يرْزق ولدا والمرتفعة الْقيمَة للعبيد مرض وللأحرار زِيَادَة نعْمَة وَالثيَاب الرقيقة تجدّد الدّين فَإِن لبسهَا فَوق ثِيَابه دلّت على مُوَافقَة سره عَلَانِيَته وَرُبمَا كَانَت النِّيَّة خيرا من الظَّاهِر وَرُبمَا نَالَ مَالا مدخورا والديباج وَالْحَرِير لَا يصلح لبسهما للفقهاء فانهما يؤولان بطلبهم الدُّنْيَا ودعوتهم النَّاس إِلَى الْبِدْعَة وَرُبمَا كَانَت صَالِحَة لغير الْفُقَهَاء فانهم يؤولون بأعمال تستوجب الْجنَّة ويصيب مَعَ ذَلِك رياسة وتدل أَيْضا على التَّزْوِيج بإمرأة شريفة أَو التَّسَرِّي بِجَارِيَة حسناء فَيحْتَاج الْمعبر فِي تَعْبِير ذَلِك جَمِيعه من حَال الرَّائِي. وَالثيَاب الوشي تدل على أوجه. وَقَالَ الْكرْمَانِي تؤول للصلحاء بِالدّينِ وَلأَهل الْفساد بالسياط ولغيرهم بِطُلُوع جدري فِي الْجِسْم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ تؤول بنيل الْولَايَة لمن كَانَ من أَهلهَا خُصُوصا من أهل الْحَرْث وَالزَّرْع وعَلى خصب السّنة لمن يكون من أَهلهَا وَهِي للْمَرْأَة زِيَادَة سرُور وَمن أعْطى وشيا نَالَ مَالا من جِهَة الْعَجم وَأهل الذِّمَّة وَالْميسر وَرُبمَا تؤول بالسياط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 763 وَأما الثِّيَاب الممشطة فَإِنَّهَا جاه وَرفع صيت وَلَا بَأْس بهَا للرِّجَال وَهِي جَيِّدَة للنسوة وَجَمعهَا من) غير لبس مَال وَأما الثِّيَاب الملحمة فمختلف فِيهَا فَمنهمْ من جعل تَأْوِيلهَا الْمَرْأَة وَمِنْهُم من جعله المَال وَمِنْهُم من جعله الْمَرَض وَمِنْهُم من جعل الملحم ملحمة يَعْنِي الْقِتَال. وَأما الثِّيَاب الْخَزّ فَإِنَّهَا تؤول بِالْحَجِّ وَاخْتلفُوا فِي الْأَصْفَر مِنْهَا فَمنهمْ من كرهه وَمِنْهُم من قَالَ ان الْخَزّ الْأَصْفَر لَا يكره وَلَا يحمد والأحمر مِنْهُ تجدّد دنيا وَأما الثِّيَاب الْكَتَّان فمعيشة شريفة وَمَال حَلَال من وَجه تحمد عقباه وَلَيْسَ أحد ذمّ ذَلِك من المعبرين سَوَاء كَانَت على الرِّجَال أَو النِّسَاء مَا لم يخالطه شَيْء من النَّوْع الْمَكْرُوه. وَأما الْحبرَة فَإِنَّهَا تؤول بالحبور وَلَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْخَيْر خُصُوصا للنسوة وَقيل رُؤْيا الثِّيَاب الْخلقَة غم. فَإِن رأى أَن لَهُ ثَوْبَيْنِ خلقين متقطعين لبس أَحدهمَا فَوق الآخر دلّ على مَوته وتمزق الثِّيَاب عرضا يؤول باصابة هموم وتمزقها طولا يؤول بالفرج وَذَلِكَ بِمَثَابَة القباء والدواجي وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة ثِيَابهَا خلقَة قَصِيرَة افْتَقَرت وهتك سترهَا وَأكل الثَّوْب الْجَدِيد أكل المَال الْحَلَال وَأكل الثَّوْب وَقَالَ السالمي من رأى أَن ثِيَابه ابتلت عَلَيْهِ وَهُوَ لَابسهَا فَإِن كَانَ على سفر فَهُوَ لَا يُسَافر وَإِن كَانَ نوى أمرا لَا يتم لَهُ. وَمن رأى أَنه يَبِيع ثِيَابه فَهُوَ صَلَاح لَهُ وَلَا خير فِيمَن يَشْتَرِيهَا وَإِن رَآهَا أَنه يَدْفَعهَا عَن نَفسه فَهُوَ زَوَال فقره. وَمن رأى أَنه لبس ثيابًا جددا بعد ان اغْتسل فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال الْهم وَالْغَم وَيسلم من أَمر مَكْرُوه. وَمن رأى أَنه يلبس ثوبا محرما عَلَيْهِ أَو مِمَّا ينْسب للنِّسَاء فَإِنَّهُ ينْكح حَرَامًا وَأما الثِّيَاب المطرزة فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم وَرُبمَا كَانَت شهرة يشْتَهر بهَا الرَّائِي وَرُبمَا كَانَت سياطا يضْرب بهَا خَمْسَة إِذا كَانَ من أهل الْفساد. وَمن رأى أَنه يلبس ثِيَاب النِّسَاء فَإِن كَانَ عِنْده حَامِل فَإِنَّهَا تَأتي بأنثى وَإِن لم يكن عِنْده حَامِل فَإِنَّهُ يُصِيب ضَرَر أَو خوفًا فِي نَفسه ومالا بِقدر شناعتها وَرُبمَا كَانَ اصابة زمانة وَأما الرِّدَاء الَّذِي يوضع على الْكَتف فَإِنَّهُ يؤول بدين الْإِنْسَان الَّذِي يرتدي بِهِ فِي عُنُقه والعنق مَوضِع الْأَمَانَة. فَمن رأى أَن عَلَيْهِ رِدَاء حسنا فَهُوَ صَلَاح دينه وَحسن إيمَانه وَإِذا رأى الرِّدَاء الَّذِي يَضَعهُ على كتفه حسنا فَإِنَّهُ زِيَادَة دين وَصِحَّة دين وَلَا خير فِي رَقِيقه.) وَأما غسل الثِّيَاب فَهُوَ على أوجه فَمن رأى أَنه غسل ثِيَابه من وسخ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاحه وخلاصه من الْغم والحزن ويطيب عيشه ويوفي دينه هَذَا إِذا لبسهَا وَأما إِذا لم يلبسهَا فَإِنَّهُ دون ذَلِك. وَقَالَ الْكرْمَانِي غسل الثِّيَاب النظاف إِذا ظهر مِنْهَا وسخ فَإِنَّهُ فَسَاد فِي الدّين وارتكاب معاص. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ غسل الثِّيَاب من الْوَسخ تَوْبَة وغسلها من المنى تَوْبَة من الزِّنَا وغسلها من الدَّم تَوْبَة من الْقَتْل وغسلها من الْعذرَة تَوْبَة من كسب حرَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق غسل الثِّيَاب بِالْمَاءِ الْبَارِد تؤول على أَرْبَعَة أوجه تَوْبَة وعافية وخلاص من عسير وَأمن من خوف وغسلها بِالْمَاءِ الْحَار حزن وغم وسقم. وَقيل من رأى أَنه يغسل ثيابًا نظافا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي تقواه وورعه وَقيل ان ذَلِك اسراف لكَونهَا لَا تسْتَحقّ الْغسْل وَقَالَ آخَرُونَ لَيْسَ فِي ذَلِك ضَرَر وَلَا نفع وَلَا يحمد وَلَا يذم. 3 - (فصل فِي رُؤْيا أَصْنَاف الْفراء) أما السمور فَإِنَّهُ مَال ورزق من جِهَة الأكابر لِأَنَّهُ من ملبوسهم وَأما هُوَ فِي الْحَيَوَان فَيَأْتِي فِي فَصله وَأما الوشق فَإِنَّهُ مَال من جِهَة رجل ظَالِم غاشم وَرُبمَا كَانَ يكره لبياضه وضخامته. وَأما الكباشية فَهُوَ نَظِيره الا أَنه من إمرأة غير غنية وَرُبمَا كَانَ من جِهَة حل. وَأما فرو الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يؤول بتزويج إمرأة فاسقة خداعة إِذا لبسه وَإِذا لم يلْبسهُ فَهُوَ مَال من قبل إمرأة تنْسب لذَلِك. وَأما فرو الفنك فَإِنَّهُ حُصُول مَال من جِهَة امْرَأَة محتشمة وَإِن كَانَ عزبا وَرَأى أَنه لبس ذَلِك فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِمِثْلِهَا. وَأما فرو الحوصل فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال من جِهَة أَقوام أصيلين وَرُبمَا كَانُوا نسْوَة وَلَا بَأْس برؤيا ذَلِك فِي الصَّيف والشتاء لكَونه يحصل من حواصل الطُّيُور المائية وَلَا خير فِي رُؤْيا فرو القطاط وَنَحْوهَا من الْحَيَوَان خَارِجا عَمَّا ذَكرْنَاهُ. وَمن رأى أَن فروته احترقت أَو تمزقت فَإِنَّهُ يؤول بهم وغم ونقصان مَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الفرو ظُهُور قُوَّة وفرو السبَاع والسمور والثعالب لَيْسَ بمحمود لكَونهَا منسوبة إِلَى الظلمَة وَرُبمَا دلّت على السؤدد وعَلى كل حَال هِيَ مَال سَوَاء حمدت أَو لم تحمد وَلبس الفرو مقلوبا اظهار مَال مَشْهُور.) وَقيل من رأى أَنه يلبس الفرو مُطلقًا فِي أَيَّام الشتَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 764 فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة وَفِي أَيَّام الصَّيف نَظِيره وَلَكِن غم وتعب. وَمن رأى أَنه نزع فَرْوَة فِي أَيَّام الشتَاء فَلَا خير فِيهِ ونزعها فِي أَيَّام الصَّيف عِنْد غالبهم لَيْسَ فِيهِ مضرَّة للرائي. 3 - (فصل فِي رُؤْيا التجرد وكشف الْعَوْرَة) فَمن رأى أَنه عُرْيَان وَهُوَ يستحي من النَّاس وَيطْلب مِنْهُم مَا يتغطى بِهِ فَإِنَّهُ يفتضح مِنْهُم وينشر سره وَإِن لم يستح مِنْهُم وَلم يطْلب مِنْهُم مَا يتغطى بِهِ فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج. وَمن رأى أَنه عُرْيَان وعورته مستورة وَهُوَ فِي نَفسه غير مُفسد فَإِنَّهُ يؤول بِالْعَفو وَالْمَغْفِرَة وَالظفر وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَغير مَحْمُود. وَقَالَ جَابر المغربي العرى محنة وافتضاح خُصُوصا إِذا كَانَت جَمِيع عَوْرَته مكشوفة وللنساء أبلغ من ذَلِك وَلَكِن إِذا عرف الرَّائِي بالصلاح فَلَا يخَاف عَلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك وَرُبمَا يكون مغْفرَة لَهُ وَقيل رُؤْيا العرى فِي المحفل افتضاح. وَقيل من رأى أَنه نزع ثِيَابه فعرى بدنه فَإِنَّهُ يظْهر لَهُ عَدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظْهر الْمَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى يَا بني آدم لَا يفتننكم الْآيَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه عُرْيَان فقد تجرد لأمر قد أمعن فِيهِ فَإِن كَانَ ذَلِك الْأَمر يدل على الدّين فَإِنَّهُ يبلغ فِي الْخَيْر وَالْعِبَادَة مبلغا حسنا وَإِن كَانَ ذَلِك الْأَمر يدل على دنيا وَطلب الْمعْصِيَة فَإِنَّهُ يبلغ من ذَلِك بِقدر همته لَهُ وعقباه مذمة. وَمن رأى أَنه عُرْيَان فِي سوق أَو وسط مَلأ من النَّاس وَرَأى عَوْرَته بارزة ظَاهِرَة بِعَيْنِه وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ يستحي من النَّاس فَإِنَّهُ يظْهر فِيهِ عيب كَانَ يستره عَنْهُم وَلَا يُرِيد كشفه وَرُبمَا دلّ على انتهاك ستره وَإِن رأى أَنه تجرد فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يتجرد من ذنُوبه وَرُبمَا دلّ التجرد فِي الْمَسْجِد على إِظْهَار مَا عِنْده من دين كالأذان وَالصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والامامة وَمَا يشبه ذَلِك. وَمن رأى أَنه عُرْيَان وَله بعض مَا يستره بَين النَّاس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل كَانَ غَنِيا وَقد ذهب مَاله وَبَقِي مَا يستره فليحافظ عَلَيْهِ ويسلك طَرِيق التَّقْوَى. وَمن رأى أَن عُرْيَان وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا أحد ينظر عَوْرَته وَهُوَ لَا يظنّ بِنَفسِهِ فِي كشف الْعَوْرَة فَإِنَّهُ ان كَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ مهموما ذهب همه وَإِن كَانَ مديونا قضي دينه وَإِن) كَانَ غَنِيا ذهب مَاله أَو بِيعَتْ دَاره أَو يُفَارق زَوجته وَرُبمَا دلّ على التَّوْبَة وَرُبمَا يتعرى من الدُّنْيَا ويتغطى بِالآخِرَة وَرُبمَا يصاب فِي مَاله وَيُقَال عَنهُ مَا يكره وتجرد الرجل الصَّالح خير وَمَنْفَعَة وَخُرُوج هم وللعاصي هم وغم وهتك ستره وافتضاحه. وَمن رأى أَنه يجْرِي وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يتهم بتهمة يكون فِيهَا بَرِيئًا لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا وَمن رأى أَنه عُرْيَان وَكَانَ ملكا أَو صَاحب وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل عَن ذَلِك خُصُوصا إِذا سلبت مِنْهُ غَضبا وَإِن رأى مَا يسره مَعَ ذَلِك العرى فَإِنَّهُ أخف من الْعَزْل وَرُبمَا كَانَ نقصا فِي أبهته. وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا عُرْيَانَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ لَهَا وَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يطلقهَا. وَإِن رَأَتْ ذَلِك فِي السُّوق أَو وسط مَلأ من النَّاس وَرَأَتْ مَعَ ذَلِك كشف الرَّأْس فَإِنَّهُ يؤول لَهَا بمصيبة عَظِيمَة إِمَّا فِي زَوجهَا أَو من يعز عَلَيْهَا أَو فِي نَفسهَا وتشتهر فِي مَالهَا وَيذْهب الْحيَاء عَنْهَا وَلَا خير فِي رُؤْيَة ذَلِك للنسوة جملَة كَافَّة سَوَاء كَانَت صبية أَو عجوزا. 3 - (فصل فِي رُؤْيا مَا يلبس فِي الأرجل من أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة.) أما الْخُف فَقَالَ دانيال رُؤْيا الْخُف فِي أَيَّام الشتَاء خير وبركة وَفِي الصَّيف غم وحزن وللمعبرين فِي تَأْوِيل الْخُف خلاف. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن فِي رجلَيْهِ خفا وَهُوَ لابس سِلَاحا فَإِن عدوه يتنكر مِنْهُ وَإِن لم يكن مَعَه سلَاح فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غم وحزن خُصُوصا ان كَانَ الْخُف ضيقا وَإِن كَانَ الْخُف من أَدَم فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة وَيحصل لَهَا مِنْهُ بِقدر مَا يرَاهُ من حسن ذَلِك الْخُف. وَمن رأى أَنه يلبس خفا مقلوبا فَإِنَّهُ يدل على زَوَال الْهم والحزن. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يلبس خفا وَكَانَ مِمَّن يلبس ذَلِك فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ هم وَخَوف يُصِيبهُ أَو كيد أَو سجن أَو موت لعامين وَقيل ذَلِك لمن لَيْسَ لَهُ عَادَة بلبسه وَأما الْمُعْتَاد لذَلِك فَإِنَّهُ نجاة من خوف لَهُ وَأمن لقَوْله تَعَالَى وآمنهم من خوف فاستدلوا بذلك من الْفظ لَا من سَبَب نزُول الْآيَة وَرُبمَا كَانَ وقاية من المكاره وَرُبمَا كَانَ سفرا فِي الْبَحْر. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ خُفَّيْنِ متخرقين قد ظَهرت مِنْهُمَا رِجْلَاهُ فَإِنَّهُ يُصِيب فرجا ومالا وغبطة. وَمن رأى أَن أحد خفيه انتزع أَو تخرق أَو غلب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب نصف مَاله وَإِن ذهبت خفاه مَعًا ذهب مَاله كُله. وَقيل من رأى أَنه يلبس خُفَّيْنِ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأتَيْنِ.) وَمن رأى أَنه ابْتَاعَ خفافا كَثِيرَة من جلد الْغم أَو وهبت لَهُ اَوْ حازها على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 765 يدل على حُصُول مَال ونعمة بِمِقْدَار ذَلِك وَلبس الْخُف الساذج إِذا كَانَ جَدِيدا حسنا فَإِنَّهُ يؤول بتزويج بكر. وَمن رأى أَن خفيه تمزقا حَتَّى لم يبْق مِمَّا يلْبسهُ تَحت قدمه شَيْء فَإِنَّهُ يدل على موت زَوجته وَقَالَ آخَرُونَ لَا يضر ذَلِك لما يحصل للأرجل من الْفرج. وَمن رأى أَنه قلع خفه على الْعَادة فَإِنَّهُ يؤول بالسرور وَحُصُول المُرَاد وَإِن كَانَ فِي سجن فَإِنَّهُ يخرج مِنْهُ وخرق الْخُف موت امْرَأَة وَقيل ذهَاب الأخفاف إِذا لم تُوجد فَإِنَّهَا تؤول بالخلاص من الْهم والضيق. وَمن رأى أَنه يدْخل قالبا فِي خف فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن أخفافه وَقعت فِي بِئْر أَو نَحوه فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته وَإِن بَاعَ خفه لغريب أَجْنَبِي فَإِنَّهُ يدل على مَوته زَوجته وَإِن سرق خف زَوجهَا فَإِنَّهُ يدل على وُقُوعه فِي الْبلَاء. وَمن رأى أَن السبَاع والذئاب وَثَبت على خفه ومزقته فَإِنَّهُ يدل على أَن الشبَّان يقصدون امْرَأَته. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْخُف إِذْ كَانَ لينًا وَالرجل تكون فِيهِ مستريحة تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة وَجَارِيَة وخادم وَقُوَّة وعيش وظفر وَمَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ أما لبس الْخُفَّيْنِ فَهُوَ سفر فِي متجر وضيقهما يدل على ضيق وَدين وإحكامهما وضيقهما يدل على بعد الْفرج فَأَما مَا دلّ على الْهم فَمَا كَانَ أحكم فَهُوَ أبعد عَن الْفرج وَلَكِن يرتجى قربه لِأَن الْأَمر إِذا ضَاقَ كَانَ عقباه الْفرج والجديد من الأخفاف وقاية فِي المَال وَإِذا كَانَ لبس الْخُف كَمَال الملبوس لِذَوي المناصب فَإِنَّهُ تَمام فِي الجاه وسعة فِي الْعَيْش. وَمن رأى أَنه لبس خفا منعلا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم من قبل امْرَأَته وَرُبمَا كَانَ خُصُومَة بَينهمَا. وَمن رأى أَن فِي أَسْفَل خفيه رقْعَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَمَعَهَا ابْنة. وَمن رأى أَنه يلبس خفا أَحْمَر فَإِن كَانَ نوى السّفر فَيتَعَيَّن عَلَيْهِ التَّأْخِير مُدَّة يسيرَة لِأَن ذَلِك لَيْسَ بمحمود للْمُسَافِر. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي من رأى أَنه يدْخل قالبا فِي خف فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَإِن عرف لون الْخُف) فتعبير الْمَرْأَة بلونها وَمن رأى أَن خفيه سرقا أَصَابَهُ هم لِأَنَّهُمَا من الزِّينَة والوقاية. وَمن رأى أَنه أصَاب خفا وَلم يلْبسهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من أعجمي والحكماء والصير مَا من هَذَا الْمَعْنى غير أَنَّهَا محمودة لأهل الْأَسْفَار وسكان الْبَادِيَة لَا الْحَضَر واللفافة تقدم تعبيرها. وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا الْخُف الْأَبْيَض أنسب من الْأَصْفَر. وَأما النِّعَال فَهِيَ عديدة وتعبيرها على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي أما النَّعْل الَّتِي هِيَ للسَّفر فلبسها سفر وَالَّتِي للحضر امْرَأَة. وَمن رأى أَنه لبس خُفَّيْنِ محدوتين فَمشى بهما فِي طَرِيق قَاصِدا فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن انْقَطع شَيْء مِنْهُمَا أَو ضعف فَإِنَّهُ يُقيم فِي سَفَره بِطيب نفس مِنْهُ. وَمن رأى أَنه لبس نَعْلَيْنِ وَلَيْسَ يمشي بهما فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة أَو جَارِيَة وَإِن كَانَ النَّعْلَانِ جديدين وَمن رأى أَنه أعْطى نعلا فأحرزها فِي ثوب أَو وعَاء فَإِنَّهُ يحرز امْرَأَة أَو جَارِيَة وَإِن كَانَت مقطعَة فَإِنَّهَا ثيب. وَمن رأى أَنه يمشي فِي نعل فَاخْتلعت احداهما عَن رجله وَمَشى بنعل وَاحِد فَإِن ذَلِك فِرَاق أَخ أَو أُخْت أَو شريك على ظهر بسفر أَو يَمُوت أَو يُطلق زَوجته أَو يَبِيع خادمه أَو يَمُوت أحدهم وَرُبمَا دلّ على قرب أَجله بعد انْقِضَاء عَام وَاحِد. وَمن رأى أَنه ضَاعَ أَو وَقع فِي بِئْر أَو غلب عَلَيْهِ فَإِن امْرَأَة من أَهله يَقع بَينه وَبَينهَا هجران ثمَّ يعودان إِلَى حَالهمَا الأول. وَمن رأى أَن نَعله سرق أَو لبسه غَيره فَإِنَّهُ يؤول بِأَن أحدا يغتال امْرَأَته. وَمن رأى أَن أحدا سل نَعله ثمَّ فَقده ووجده بعده وشق ذَلِك عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يلْتَمس مَالا بِمَشَقَّة ثمَّ يَنَالهُ. وَمن رأى أَن نَعله انتزع مِنْهُ انتزاعا أَو احْتَرَقَ أَو انْقَطع فَإِنَّهُ يُقيم عَن سَفَره على كره وَالْمرَاد بالنعلين مَا يلبس فِي الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم وَنَحْو ذَلِك وَقيل الزرموزة السَّوْدَاء تؤول بِامْرَأَة محتشمة من الْأَغْنِيَاء. وَمن رأى زرموزة بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على امْرَأَة جميلَة والحمراء امْرَأَة معاشرة والخضراء امْرَأَة ستيرة وَأما المنقوشة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة فِيهَا من أَنْوَاع مَا ذكر وَقيل إِذا كَانَت الزرموزة من جلد الْبَقر فَإِنَّهَا امْرَأَة أَعْجَمِيَّة وَإِن كَانَت من جلد الْغنم أَو الْمعز فَإِنَّهَا امْرَأَة عَرَبِيَّة خُصُوصا ان كَانَ) نعلها من جلد الْجمال. وَمن رأى أَن زرموزته وَقعت فِي مَكَان لَا يَسْتَطِيع الْوُصُول إِلَيْهَا وَهُوَ يمشي حافيا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْغم والهم وَقلة الْحُرْمَة وَرُبمَا دلّت على موت امْرَأَته وَإِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَة مَا يدل على الْخَيْر فَلَا يضرّهُ الحفاء. وَمن رأى أَنه وَهبهَا لأحد فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويتزوجها غَيره وَرُبمَا يهب خادمه لأحد. وَمن رأى أَن أحدا جذب زرموزته من يَده حَتَّى تقطعت وَحصل لَهُ مِنْهَا مضرَّة فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت امْرَأَته. وَمن رأى أَنه لبس فردة مِنْهَا وَهُوَ يمشي بهَا فَإِنَّهُ يدل على عدم تَمام سَفَره وَقيل رُؤْيَة الزرزة العتيقة خير من جدَّتهَا. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه لبس نَعْلَيْنِ فَإِنَّهُ يُسَافر فِي الْبر. وَمن رأى أَنه يمشي بهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 766 فِي مَجْلِسه فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة والنعل الْمشعر غير المحذو امْرَأَة تنْسب لذَلِك النَّوْع والنعل الْمَقْطُوع الْعقب امْرَأَة عقيم وَقيل يتَزَوَّج امْرَأَة بِغَيْر عقد صَحِيح وَرُبمَا كَانَت بِغَيْر وَمن رأى أَن نَعله مطبقه فَانْفَرد الطَّبَق وَلم يسْقط فَإِن امْرَأَته تَلد بِنْتا وَإِن تعلق الطَّبَق بالطبق فَإِن حَيَاة الْبِنْت تطول مَعَ أمهَا وَإِن سَقَطت فَإِنَّهَا تَمُوت. وَمن رأى أَنه رقع نَعله فَإِنَّهُ يظنّ بامرأته خللا وَيحسن عشرتها وَإِن رقعها غَيره دلّ على أَنه يفْسد امْرَأَته. وَمن رأى أَنه دفع نَعله للحذاء ليصلحها فَإِنَّهُ يعين امْرَأَته على ارْتِكَاب الْمعاصِي والنعل من الْفضة يؤول بِامْرَأَة جَدِيدَة حَسَنَة وَمن الرصاص امْرَأَة ضَعِيفَة وَمن النَّار إمرأة سليطة وَمن جلد الْخَيل إمرأة من الْعَرَب وَمن جلد السَّبع إمرأة من السلاطين الظلمَة وَقيل خلع النَّعْل أَمن ونيل ولَايَة لقَوْله تَعَالَى اخلع نعليك وَقيل الْمَشْي فِي النَّعْل الْمشعر سفر فِي طَاعَة الله تَعَالَى. وَمن رأى شَيْئا مَكْتُوبًا على نعل فَإِنَّهُ يدل على أَن امْرَأَته تخلط فِي أمورها. وَمن رأى أَن لَهُ نعلا مضفورا من قطن فَإِنَّهُ يؤول بإمرأة قارئة دينة مَشْهُورَة بِالْخَيرِ. وَقيل إِن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين: فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أَمْشِي بنعلين فَانْقَطع شسع أَحدهمَا فتركتها ومضيت على حالتي فَقَالَ أَلَك أَخ غَائِب قَالَ نعم قَالَ أخرجتما إِلَى أَرض فتركته هُنَاكَ وَرجعت قَالَ نعم فَاسْتَرْجع ابْن سِيرِين وَقَالَ مَا أرى أَخَاك الا وَقد فَارق الدُّنْيَا فورد نعيه عَن قريب.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق مَا لبس فِي الرجل من زرموزة أَو سباط أَو زيون أَو حدوة أَو تاسومة أَو وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يمشي فِي نعل أصفر فَإِنَّهُ يؤول بِالْبركَةِ وَالسُّرُور لما ورد فِي الحَدِيث وَهُوَ صَحِيح: من انتعل فِي نعل أصفر لم يزل فِي بركَة وسرور. وَله دَلِيل أَيْضا قَوْله تَعَالَى صفراء فَاقِع لَوْنهَا تسر الناظرين. وَأما القبقاب وَهُوَ القفو فَفِيهِ أوجه فَمن رأى أَنه يلبس قبقابا جَدِيدا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي غُلَاما. وَمن رأى أَنه نزع قبقابه فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين من يستخدمه شَرّ وهجران. وَمن رأى أَن قباقابه احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت غُلَامه أَو بِمَوْت من يستخدمه. وَمن رأى أَن حَادِثا حدث فِي قبقابه فَإِنَّهُ يؤول فِيمَا ذكر. وَمن رأى أَنه يمشي فِي قبقاب جَدِيد وَهُوَ مُتَمَكن فِيهِ فَإِن أُمُوره تستقيم مَعَ خدمه. وَمن رأى أَنه نزع قبقابه وَلم ير فِيهِ تَأْثِيرا أَو رأى أَنه يفعل شَيْئا حسنا حَال نَزعه فَلَا يضرّهُ ذَلِك. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا القبقاب تؤول بِامْرَأَة منافقة فَإِن رأى قبقابا فَإِنَّهُ يؤول فِيمَا ذكر فَإِن لبسه ملك امْرَأَة مثل ذَلِك فَإِن لم يلْبسهُ فَلَا يضرّهُ ذَلِك وَأما التواسيم وَهِي لبس أهل الْحجاز وتفترق أَنْوَاعهَا مِنْهَا مَا هُوَ بِشِرَاك وَمِنْهَا مَا هُوَ بِلَا وَجه فَمن رأى أَن شِرَاك تاسومته انْقَطع فَإِنَّهُ يتعوق عَن سفر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن فِي رجله تاسومة سَوْدَاء فَإِنَّهُ يُسَافر فِي صَلَاح دينه وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَيكون سَفَره بِسَبَب الْفَرح وَالْعشرَة وَإِن كَانَت صفراء فَيحصل فِي سَفَره مشقة وَمرض وَإِن كَانَت خضراء فسفره يكون لمصْلحَة الْآخِرَة وَإِن كَانَت ملونة فَيدل على النِّعْمَة وَالْمَال فِي سَفَره. وَمن رأى أَنه تعوق عَن السّفر لعدم التاسومة فَإِنَّهُ يرْزق جَارِيَة. وَقَالَ جَابر المغربي التاسومة تؤول بِالْمَرْأَةِ فَمَا رُؤِيَ فِيهَا من زين أَو شين يؤول فِيهَا. وَمن رأى أَنه وضع تاسومته على مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ يدل على مجامعته امْرَأَته. وَمن رأى أَن أحدا أَخذ تاسومته وخبأها فِي مَوضِع فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد مَعَ امْرَأَته وَحكمهَا فِي الحرق وَالْقطع كَمَا تقدم فِي النِّعَال. وَأما الهوازن فَمن رَآهَا مَوْضُوعَة قدامه فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَإِن لبسهَا يؤول بِالسَّفرِ.) وَمن رأى أَنه لف هوَازن على رجلَيْهِ وعزم على السّفر وَهُوَ فِي جده من غير رَفِيق وَلَا زَاد فَإِنَّهُ يدل على انْقِضَاء أَجله وَالله أعلم. (الْبَاب السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا السرادقات والستور والإرشادات وَنَحْوهَا) أما السرادقات فَهِيَ على أوجه عديدة. فَمن رأى أَن سرادقا مَضْرُوبا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَان. وَإِن رأى ذَلِك سُلْطَان فَإِنَّهُ صَلَاح لَهُ ي ملكه. وَمن رأى أَن سرادقه طوى فَإِن سُلْطَانه ينفذ عَنهُ أَو عمره ينفذ. وَمن رأى أَن سرادقه نشر ليضْرب لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول سُلْطَان فِيهِ تَأَخّر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَعْظ السرادق فِي التَّأْوِيل سُلْطَان فَإِذا رأى الرجل كَأَن سرادقا ضرب فَوْقه فَإِنَّهُ يظفر بخصم ذِي سُلْطَان. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق السرادق يؤول على خَمْسَة أوجه سلطنة ورياسة وَولَايَة ووزارة ورئاسة جَيش. وَمن رأى أَن سرادق الْملك وَقع فَإِنَّهُ زَوَال ملكه واحتراقه يدل على مَوته وَأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 767 حمله فِي الْهَوَاء فَهُوَ عز ونعمة لملك غَيره فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ. وَمن رأى أَن ملكا أخرج من سرادقه غصبا فَإِنَّهُ يدل على زَوَال ملكه ومملكته. وَأما الْخَيْمَة فَمن رأى أَنه ينصب خيمة أَو تنصب لَهُ وَقعد فِيهَا فَإِن كَانَ من ذَوي الشَّوْكَة فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة ومالا وَإِن كَانَ تَاجِرًا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من سَفَره مَال وجاه وَإِن كَانَ من غير مَا ذكر فَإِنَّهُ يؤول بالحزن وَالْغَم وَإِن كَانَت عنيفة مقطعَة فحصول مضرَّة وخسران وَإِن عرف مَالِكهَا فَإِنَّهُ يؤول لَهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْخَيْمَة للسُّلْطَان زِيَادَة ولَايَة وللتاجر سفر وَرُبمَا دلّت على اصابة جَارِيَة حسناء عذراء لقَوْله تَعَالَى حور مقصرات فِي الْخيام. وَمن رأى خيمة فِيهَا نَار وَهِي محتاطة بهَا وَلم يُصِيبهَا مِنْهَا سوء فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل مذنب يَتُوب عَن ذَنبه وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَقيل رُؤْيا الْفسْطَاط تدل على زِيَارَة قُبُور الشُّهَدَاء وَالدُّعَاء لَهُم وَرُبمَا خرج من الدُّنْيَا شَهِيدا وَرُبمَا رزق زِيَارَة الْبَيْت الْمُقَدّس. وَمن رأى فسطاطا مَضْرُوبا فِي مفازة من الأَرْض أَو فِي بَقِيع أَو فِي رَوْضَة فَإِنَّهُ يؤول بِقَبْر شَهِيد) يظْهر هُنَاكَ. وَأما الصيوان فَإِنَّهُ ملك دون سُلْطَان. وَقَالَ جَابر المغربي إِذا كَانَ الصيوان من قطن أَو صوف أَو كَانَ لَونه أَبيض أَو أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على خدمَة ملك صَالح وَمن رأى ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَأما الستور فَإِنَّهَا تؤول بِملك مَشْهُور عالي الهمة صَالح فِي الدّين ينفذ السُّلْطَان وَجَمِيع العساكر مَا أَمر بِهِ وَيكون من هَذَا النَّوْع فِي حق الْأُمَرَاء والنواب فَمن رأى أَنه ضرب لَهُ ستر فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وَعزا وَإِن كَانَ من الْأُمَرَاء نَالَ مرتبَة عالية لِأَن الستور لَا تضرب إِلَّا للسلاطين والنواب والأمراء المقدمين على الألوف خَاصَّة وَأما دون ذَلِك فَلَا يضْرب لَهُم ستر وَقيل رُؤْيا السّتْر فِي القفر تؤول بِالسَّفرِ للرائي إِذا لم يعرف صَاحبه فَإِن كَانَ عرفه كَانَ عَائِدًا عَلَيْهِ وَأما الاشارات وَهِي الَّتِي تعلق بهَا الْقَنَادِيل لتعرف وطاق كل اضربها على عدد الْقَنَادِيل فَإِنَّهَا تؤول بالعز والجاه وعلو الْمرتبَة. فَمن رأى أَن لَهُ اشارة تضيء فَإِنَّهُ جيد إِلَى الْغَايَة وَلَا خير فِي طفئها. وَمن رأى أَن شارة أحد مَعْرُوف حدث فِيهَا حَادث فَإِنَّهُ يؤول فِي عزه. وَمن رأى أَن لَهُ اشارة مَعْرُوفَة وَقد زَادَت فَإِنَّهُ خير ونعمة ونقصها مَذْمُوم وَكَذَلِكَ النَّقْص فِي حبالها وآلاتها وتعلقاتها. وَمن رأى شارة مَضْرُوبَة فِي مَكَان وَهِي منسوبة لَهُ فَإِن كَانَ أَهلا للولاية فَإِنَّهُ يتَوَلَّى ذَلِك فَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ شهرة حَسَنَة. وَأما سلائب الْخَادِم فَإِنَّهَا تؤول بالخدام والنسوة والنوافع. فَمن رأى أَنه حدث فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَهُوَ يؤول فِيهِنَّ. وَمن رأى أَنه حمل شَيْئا من هَذَا النَّوْع على جمال فَإِنَّهُ يَنْوِي السّفر وَالله أعلم. (فِي رُؤْيا التخوت والاسرة والمنابر والكراسي والدكك والشباري وَنَحْوهَا) أما التخت فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه قَاعد على تخت وعَلى التخت شَيْء مَبْسُوط فَإِنَّهُ يدل على السّفر. وَمن رأى أَنه نَائِم على تخت وَتَحْته شَيْء مَبْسُوط وفوقه فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والجاه على قدر قيمَة ذَلِك التخت وَحسنه وعظمه بقهر الاعداء وَرُبمَا يغْفل عَن طَاعَة الله تَعَالَى وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يصلب خُصُوصا إِذا رأى نَفسه نَائِما على التخت. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه جلس على تخت الملكة فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَلَا بُد لَهُ من الْملك وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ حُصُول مُصِيبَة وشهرة رَدِيئَة. وَمن رأى تختا مَنْقُوشًا فَإِنَّهُ يؤول بِمنْصب يَنَالهُ يكون فِيهِ ذَا استقامة وَأُمُور النَّاس رَاجِعَة إِلَيْهِ هَذَا ان جلس فَوْقه وَإِلَّا لم يضرّهُ ذَلِك. وَمن رأى تختا من صندل وَهُوَ يعرف صَاحبه فَإِنَّهُ يؤول بِمنْصب يحصل لَهُ فِيهِ ثَنَاء حسن فَإِن لم يعرف صَاحبه كَانَ التَّعْبِير عَائِدًا عَلَيْهِ خُصُوصا ان جلس فَوْقه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا التخت تؤول على تِسْعَة أوجه عز وَشرف وسفر ومرتبة وعلو وَولَايَة وَقدر وجاه وَأما السرير فَهُوَ على نَوْعَيْنِ سَرِير للصَّغِير الْمُرْضع وسرير لجُلُوس الأكابر. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى سريرا صَغِيرا فَإِن كَانَ لَهُ زَوْجَة فَإِنَّهَا تحمل وَإِن كَانَت حَامِلا أَتَت بِذكر لكَونه مذكرا. وَمن رأى أَنه فِي سَرِير صَغِير وَهُوَ يهز فِيهِ فَإِنَّهُ يصبو ويرتكب مَا يرتكبه الصغار. وَمن رأى أَنه يهز سريرا فَإِنَّهُ يجْتَهد فِي صَلَاح أَوْلَاده. قَالَ السالمي رُؤْيا الأسرة مُطلقًا تؤول بالسرور من اشتقاق الِاسْم فَمن رأى سريرا مَجْهُولا وَعَلِيهِ فرَاش فَهُوَ خير فَإِن جلس عَلَيْهِ وَكَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 768 لائقا بِالْملكِ ناله وَإِلَّا مَجْلِسا رفيعا وَإِن كَانَ عازبا تزوج وَإِن كَانَ متزوجا فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا أَتَت بِغُلَام. وَمن رأى أَنه جلس على سَرِير لَيْسَ عَلَيْهِ فرَاش فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يكون مَعهَا فِي سرُور وَرُبمَا يَقع بَينهمَا تخلية. وَمن رأى أَن سَرِيره انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يذهب عزه وسلطانه وَإِلَّا فَارق زَوجته بِمَوْت أَو حَيَاة.) وَمن رأى أَن سَرِيره ينصب وَكَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يدل على افاقته وَإِن رَأَتْ امْرَأَة لَا زوج لَهَا ان سريرا حمل إِلَى بَيتهَا فَإِنَّهَا تتَزَوَّج. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه قَاعد على سَرِير فَإِن السرير يجْرِي مجْرى الْفراش وَنِكَاح الْمَرْأَة وَشِرَاء الْأمة وَقيل ان الْقعُود على السرير رياسة على قوم منافقين وَأما الكراسي فتؤول على أوجه وللمعبرين فِي ذَلِك اخْتِلَاف اما كرْسِي الْعَرْش فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْبَاب الأول بِالْعلمِ. وَكَذَلِكَ نبذة من الْكَلَام على الْكُرْسِيّ الَّذِي يصنعه النجار والآن نذْكر هُنَا نبذة مِنْهُ لِئَلَّا يكون خَالِيا عَن الْمَعْنى فَمنهمْ من قَالَ إِنَّه يؤول بِالْعلمِ وَمِنْهُم من قَالَ يؤول بِرَجُل زاهد تَقِيّ إِذا كَانَ حسن المنظر مَنْسُوبا إِلَى الْجَوَامِع والمدارس وَإِذا كَانَ مَنْسُوبا للْملك فَإِنَّهُ يؤول بِملك عَادل ورؤيته من صندل أقوى وأبلغ والكرسي الَّذِي لَا ينْسب لاباب الصَّنَائِع فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين كَانَ تَأْوِيله فِيهَا. وَمن رأى أَنه ابْتَاعَ كرسيا فَإِنَّهُ يبْتَاع جَارِيَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه جلس على كرْسِي فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ ان كَانَ ضَاعَ لَهُ شَيْء فَإِنَّهُ يجده لقَوْله تَعَالَى وألقينا على كرسيه جسدا ثمَّ أناب. وَأما المنابر فَإِنَّهَا تؤول بالسلطان وَالْملك وَالْوَصِيّ والامام والعالم فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فيهم والصعود عَلَيْهَا لمن يَلِيق بِالْولَايَةِ فَإِنَّهُ ينالها وَلمن لَا يَلِيق بهَا لَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَنه يتَكَلَّم على مِنْبَر بِمَا لَا يَلِيق فَإِنَّهُ يشْتَهر بمصيبة ومعصية وَإِن تكلم بِمَا يَلِيق فَإِنَّهُ خير وبركة وَبَقِيَّة الْكَلَام تقدم فِي تَعْبِيره فِي الْبَاب التَّاسِع. وَأما السدة وَهِي الَّتِي تُوضَع بالجوامع والمدارس للمؤذنين فَإِنَّهَا تؤول بالخادم فمهما رُؤِيَ فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يعبر عَلَيْهَا وأرجلها تؤول بأفعاله فَيعْتَبر ذَلِك من قُوَّة وَضعف. وَأما الدكك الَّتِي تُوضَع بأماكن الرؤساء برسم الْجُلُوس عَلَيْهَا وَوضع الشَّيْء أَيْضا فَإِنَّهَا تؤول بالنسوة وَإِذا كَانَت مفروشة فَهِيَ أَجود وَقيل رُؤْيا الصعُود على التخوت والأسرة والمنابر والكراسي والسدد والدكك وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ علو قدر ورفعة وَحُصُول نعْمَة وَخير وَمَنْفَعَة وَالنُّزُول علن شَيْء من ذَلِك فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَرُبمَا كَانَ لِذَوي المناصب عزلا وَلمن يؤمل أملا عدم إِصَابَة وكل صعُود فَإِنَّهُ يجد وكل هبوط أَو نزُول فَلَيْسَ بمحمود.) وَمن رأى أَنه يصنع شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ ينْسب فِي التَّقْرِيب إِلَى مَا ينْسب لَهُ ذَلِك النَّوْع فليعبر بتعبيره والحرق وَالْكَسْر فِي ذَلِك جَمِيعه لَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَنه ألصق شَيْئا مِنْهَا إِلَى بَعْضهَا فَإِنَّهُ يؤول بِجمع ذَلِك بمَكَان وَاحِد فليعتبر حَاله فِي الرُّؤْيَا. وَمن رأى أَن لَهُ شَيْئا من هَذِه الْأَنْوَاع فَهُوَ مَحْمُود على أَي وَجه كَانَ. وَمن رأى أَن دككه مَوْضُوعَة وَعَلَيْهَا دكك أُخْرَى وَهُوَ جَالس فَوْقهَا فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا أَن يتَزَوَّج امْرَأتَيْنِ أَو يتَوَلَّى وظيفتين ان كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فَهُوَ عز ورفعة بَالِغَة وَلمن لَا يسْتَحق ذَلِك لَيْسَ هُوَ جيدا فِي حَقه. أما دكك المغتسل فَإِنَّهَا تؤول برفعة يحصل فِيهَا فَسَاد الدّين وَرُبمَا دلّت على امْرَأَة منقبة نافعة وَرُبمَا كَانَت قَليلَة الْحيَاء عاهرة وَرُبمَا كَانَ ارْتِكَاب أَمر مَكْرُوه وَأما التابوت والنعش فهما بِمَعْنى وَاحِد وَقد تقدم الْكَلَام فِي تعبيرهما فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْعِشْرين لِأَنَّهُ يُنَاسِبه. (الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا الْبسط والفرش والوسائد والستور والأمتعة وَنَحْو ذَلِك وَهِي جملَة عديدة على أَنْوَاع شَتَّى) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْبسط) من رأى أَنه بسط لَهُ بِسَاط جَدِيد وَاسع فَإِنَّهُ ينَال فِي دُنْيَاهُ عمرا طَويلا وسعة فِي الرزق لقَوْله تَعَالَى الله يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر وَإِن كَانَ ثخينا فِي مَكَان مَجْهُول أَو عِنْد قوم مجهولين فَإِنَّهُ يتغرب من بَلَده وَقَومه وينال فِي الغربة عزا وجاها. وَمن رأى أَنه يحمل على عَاتِقه بساطا مطويا يُرِيد موضعا مَجْهُولا أَو قوما مجهولين فَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 769 دُنْيَاهُ قد طويت عَنهُ وَصَارَت تبعاته فِي عُنُقه أَو يكون مقلا فِي دُنْيَاهُ ضيقا فِي معيشته. وَمن رأى أَنه جلس على بِسَاط فَإِنَّهُ ينَال عزا ورفعة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْبسَاط دنيا تناله وسعة فِي الرزق وَصِفَاته طول الْعُمر وصغره قلَّة المكسب وطيه على النِّعْمَة. وَمن رأى كَأَنَّهُ على بِسَاط فَإِن كَانَ فِي حَرْب نَالَ السَّلامَة وَإِن لم يكن فِي حَرْب اشْترى قَرْيَة وَبسط الْبسَاط بَين قوم معروفين أَو فِي مَوضِع مَعْرُوف يدل على اشْتِرَاك النِّعْمَة بَين أهل ذَلِك) الْموضع. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْبسَاط إِذا كَانَ كَبِيرا جَدِيدا فَإِنَّهُ يؤول على ثَمَانِيَة أوجه عز وجاه وَشرف ومرتبة ونعمة وَمَال وَعمر طَوِيل وثناء بِقدر عظمه. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه بسط بساطا جَدِيدا وَاسِعًا وَيعلم أَنه ملكه فَإِنَّهُ يدل على طول الْعُمر بِنِعْمَة وَحُصُول الرزق بهناءة. وَمن رأى أَنه جلس على بِسَاط كَبِير فِي بَيته أَو رفقائه أَو مَعَ أَصْحَابه فَإِنَّهُ خير ونعمة ويقتبس فِي التَّعْبِير كَمَا تقدم. وَمن رأى بساطا فِي بَيت أَجْنَبِي وَهُوَ لَا يعرف الْبسَاط وَلَا الْمَكَان فَإِنَّهُ يدل على تَغْيِير حَاله فَإِن رَآهُ طوى أَو أحرق فَإِنَّهُ يؤول على مَوته فِي الغربة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن بساطه صَغِير فَإِنَّهُ يدل على قصر عمره. وَمن رأى أَن بساطه صَغِير وَلكنه وَاسع فَإِنَّهُ يدل على قصر عمره وسعة رزقه. وَمن رأى أَن بساطه صَغِير وعتيق فَإِنَّهُ يدل على قلَّة عمره ورزقه وَسُوء معيشته وَرُبمَا كَانَ سالكا غير الطَّرِيق الحميدة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه طوى بساطه وَحمله على كتفه فَإِنَّهُ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان. وَمن رأى أَنه طوى بساطه وَقعد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على أَنه بقى من عمره شَيْء قَلِيل وَلكنه قَلِيل الرزق. وَمن رأى أَنه بسط بساطا مطويا فَإِنَّهُ يفتح عَلَيْهِ أَبْوَاب الرزق. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الْبسَاط الْمَبْسُوط يؤول ببهاء الأشغال وَكلما كَانَ أكبر كَانَ أَجود وطيه يدل على الْفقر. وَمن رأى أَنه جَالس على بِسَاط صَغِير وَتَحْته بِسَاط كَبِير وَاسع فَإِن التَّأْوِيل يدل على الْكَبِير لَا على الصَّغِير بل الصَّغِير زِيَادَة خير. وَمن رأى أَنه طوى بساطا كَانَ مَبْسُوطا وَحمله إِلَى أَن وَضعه بزاوية الْبَيْت فَإِنَّهُ يؤول باقباله ودولته. وَمن رأى أَنه يحمل بساطا على ظَهره فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة الآثام والأوزار وَإِن حمله على كتفه دلّت رُؤْيَاهُ على حمل الْأَمَانَات خُصُوصا ان كَانَ على رقبته.) وَمن رأى أَنه طوى بساطا أَو أعطَاهُ لآخر فَإِنَّهُ يدل على انْقِضَاء أَجله. قَالَ دانيال من رأى بساطا صَغِيرا صفيقا فَإِنَّهُ يدل على قلَّة رزقه وَطول عمره. وَمن رأى أَن لَهُ بساطا مخرقا عتيقا فَإِنَّهُ يدل على قلَّة صفاء عيشه ورؤيا الْبسَاط الْأَخْضَر النَّظِيف يدل على سَعَة الرزق. وَمن رأى بساطا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال مَا فِي يَده. وَمن رأى أَنه يلف بساطا إِلَى آخِره فَإِنَّهُ يؤول بآخر عمره فليتق الله وليتب والنقش فِي الْبسَاط زِيَادَة فِيمَا ذكر وَالْحسن فِيهَا أبلغ والزلية حكمهَا حكم الْبسَاط فِي التَّعْبِير وَلكنهَا عِنْد الْبَعْض دون ذَلِك بِشَيْء يسير. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْفرش) قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه على فرَاش مَجْهُول فِي مَوضِع مَجْهُول فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة تلِيق بِهِ أَو يملك أَرضًا على قدر حسن ذَلِك الْفراش. وَمن رأى فراشا مَبْسُوطا على تخت مَحْمُول وَهُوَ قَاعد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والمنزلة وقهر الْأَعْدَاء. وَقَالَ جَابر المغربي الْفراش فِي التَّأْوِيل ولَايَة واستراحة لقَوْله تَعَالَى متكئين على فرش بطائنها من استبرق. وَمن رأى أَنه رمى فرَاشه خَارج دَاره أَو بَابه ثمَّ أَعَادَهُ فَإِنَّهُ يدل على طَلَاق رَجْعِيّ. وَمن رأى أَنه فرش جملَة فرش على بَعْضهَا فَإِنَّهُ يؤول بتزوج نسْوَة أَو نسر بِقدر عدَّة تِلْكَ الْفراش. وَمن رأى أَن فرَاشه مَأْكُول من الفار فَإِنَّهُ يؤول بِفساد زَوجته مَعَ أحد ينْسب فِي التَّأْوِيل لذَلِك الفار وَيكون رَاضِيا بذلك الْفساد. وَمن رأى أَن فرَاشه مُعَلّق فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يدل على وَفَاة زَوجته وَإِن وَقع على الأَرْض فَإِنَّهُ يمرض ويشفى. وَمن رأى أَن فرَاشه مفروش بمَكَان عَال فَإِنَّهُ يدل على ارْتِفَاع شَأْنه واقباله ودولته. وَقَالَ دانيال رُؤْيا الْفرش الْعَتِيق إِذا صَار جَدِيدا فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح خلق زَوجته من الشين إِلَى الْحسن وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.) وَمن رأى كَأَن فرَاشه أَخْضَر فَعَاد أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على ميل زَوجته من الصّلاح إِلَى الْفساد وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده. وَمن رأى كَانَ أَحْمَر ثمَّ صَار أَبيض أَو أصفر فَإِن امْرَأَته تتوب من تِلْكَ الذُّنُوب وتمرض حَتَّى تشرف على الْمَوْت والفراش الْجَدِيد الْحسن يؤول بِالْمَرْأَةِ الجديدة الْحَسَنَة أَو السّريَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 770 وَقَالَ السالمي رُؤْيا الْفراش تؤول بالنسوة والسراري فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَإِنَّهُ يؤول فِيهِنَّ. وَمن رأى أَنه يتْرك فرَاشه وَيَأْخُذ فراشا آخر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة أُخْرَى. وَمن رأى أَن فرَاشه تحول من مَوْضِعه فَإِن امْرَأَته تتحول من حَال إِلَى حَال غَيره وَيكون بَين الْحَالين قدر مَا فصل بَين الْمَوْضِعَيْنِ وَمن رأى أَنه يحول فرَاشه من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بنسوة ويتركهن. وَمن رأى أَنه طوى فرَاشه وَوَضعه نَاحيَة أُخْرَى فَإِنَّهُ يدل على سَفَره أَو غياب زَوجته عَنهُ أَو يتجنبها وَإِن كَانَ فِي رُؤْيَاهُ مَا يدل على الْمَكْرُوه فَإِنَّهُ موت أَحدهمَا أَو طَلَاق يَقع بَينهمَا. وَمن رأى أَن فرَاشه يحشى وَكَانَت امْرَأَته حَامِلا أَو مَرِيضَة فَإِن ذَلِك يدل على صَلَاحهَا وافاقتها. وَمن رأى أَنه جَالس على فرَاش مَعْرُوف أَو مَجْهُول والفراش على سَرِير من أَلْوَاح مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا يَعْلُو فِيهِ على الرِّجَال ويقهرهم خُصُوصا ان تمكن من الْجُلُوس عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه نَائِم على فرَاش يكون غافلا عَن دينه وَلكنه صَاحب دنيا وَرُبمَا كَانَ آمنا من خوف. وَمن رأى أَن على فرَاشه نوعا من الْحَيَوَان فليحرص على زَوجته وَقيل رُؤْيا الْفراش فِي الْمَكَان الْمَجْهُول تدل على شِرَاء أَرض أَو زراعة فِي أَرض وَرُبمَا كَانَ مِيرَاثا وَالنَّوْم على الْفراش من حَيْثُ الْجُمْلَة رَاحَة من تَعب وعسر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ أما الْفراش فامرأة حرَّة أَو أمة وَرُبمَا كَانَ الْفراش أَرضًا إِذا كَانَ مَجْهُولا. وَمن رأى فرَاشه على بَاب الْملك فَإِنَّهُ يتَوَلَّى ولَايَة. وَمن رأى أَنه على فرَاشه وَلَا يَأْخُذهُ نوم فَإِنَّهُ يُرِيد أَن يُبَاشر امْرَأَة وَلَا ينَال ذَلِك وَجدّة الْفرش تدل على طراوة زَوْجَة وَإِن كَانَ من قطن أَو صوف أَو شعر فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة غنية وَإِن كَانَ أَبيض فَيدل على امْرَأَة ذَات دين وَإِذا كَانَ مصقولا فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة تعْمل عملا يُرْضِي الله) تَعَالَى وَإِن كَانَ أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على اجتهادها فِي الْعِبَادَة والفراش الْجَدِيد امْرَأَة موسرة حسنا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْفراش تؤول على أَرْبَعَة أوجه امْرَأَة وَجَارِيَة وَولَايَة ومعيشة فِي الْيُسْر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الوسائد) أما الوسائد فَإِنَّهَا تؤول بالخدم فَمَا رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فَهُوَ فِيهَا. وَمن رأى أَنه جلس على وسَادَة فَإِنَّهُ يبْتَاع جَارِيَة أَو توهب لَهُ. وَمن رأى أَنه يحمل وسَادَة فَإِنَّهُ يغيب ذكره. وَمن رأى أَنه يحشو وسَادَة فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة أَو جَارِيَة وَمن رأى أَنه جمع وسائد كَثِيرَة فَإِنَّهُ يجمع النسْوَة والسراري والخدم. وَمن رأى أَنه وضع وسائد على فرَاشه فَإِنَّهُ زِيَادَة خدم لقَوْله تَعَالَى ونمارق مصفوفة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن أحدا دخل بَيته وسرق وسادته فَإِنَّهُ يدل على ان أحدا يَدُور خلف امْرَأَته يخادعها أَو خلف جَارِيَته وَرُبمَا يَمُوت أحد فِي ذَلِك الْبَيْت من الخدم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الوسادة المرفقية تؤول بالخدم وسرقتها موت مَا نسبت لَهُ وَرُبمَا كَانَت تؤول بالأولاد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الوسادة تؤول على خَمْسَة أوجه خَادِم وَجَارِيَة ورياسة وَدين صَاف وتقوى وَالْمرَاد بالوسادة المخدة وَأما المدورة وَهِي المتكأ فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَرْأَةِ أَيْضا والاتكاء عَلَيْهَا اعْتِمَاد على امْرَأَته وَرُبمَا كَانَت المدورة عَالما يعْتَمد عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه يجلس على مُدَوَّرَة فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة لِأَنَّهَا من أَمْتعَة الْمُلُوك وَلَا يجلس عَلَيْهَا إِلَّا هم وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَيدل على الزواج وَأما الستور فَإِنَّهَا تؤول على أَرْبَعَة أوجه قسوة وَخَوف وهم وسترة وَغير ذَلِك. فَمن رأى سترا مَنْصُوبًا فِي غير مَوْضِعه فَهُوَ هم وحزن وَخَوف وَإِن كَانَ الْموضع مستشنعا فَإِنَّهُ أقوى وَأَشد فِي ذَلِك وَالْعَاقبَة إِلَى خير وسلامة وَمَا عظم مِنْهَا فَهُوَ أقوى وَأَشد وَمَا رق فَهُوَ أَهْون. وَمن رأى أَن سترا قلع أَو ذهب بِهِ فَإِنَّهُ يذهب عَن صَاحبه الْخَوْف والهم والحزن وَإِن لم يعرف صَاحب ذَلِك كَانَ الْأَمر رَاجعا إِلَيْهِ وَقيل السّتْر لأهل الصّلاح ستْرَة وَلمن يقاربهم فِي الْعَمَل) زَوْجَة تستره عَن الْمعاصِي. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الستارة الجديدة للملوك فَرح وسرور وللرعية حزن وغم والعتيقة بِخِلَاف ذَلِك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السّتْر يدل على هم من قبل النِّسَاء وَإِذا رَآهُ على بَاب الْحَانُوت فَإِنَّهُ هم من قبل المعاش وَإِذا كَانَ على بَاب الْمَسْجِد فَإِنَّهُ هم من قبل الدّين وَإِذا كَانَ على بَاب دَار فَإِنَّهُ هم من قبل الدُّنْيَا والستر الْخلق هم سريع الزَّوَال والجديد هم طَوِيل والممزق طولا فرج عَاجل وعرضا تمزق عرض صَاحبه. وَمن رأى أَن كَلْبا مزق سترا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين على الْهم بِسَيْفِهِ والستر الْأسود هم من قبل الْملك والأبيض والأخضر مَحْمُود الْعَاقِبَة هَذَا كُله إِذا كَانَ السّتْر مَجْهُولا أَو فِي مَوضِع مَجْهُول وَإِذا كَانَ مَعْرُوفا فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن مِنْهُم من قَالَ هُوَ بِعَيْنِه فِي التَّأْوِيل وَمِنْهُم من قَالَ لَا تَأْوِيل لَهُ وَرُبمَا كَانَ السّتْر للخائف أمنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 771 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْأَمْتِعَة وَنَحْوهَا الْمُنَاسبَة لِمَعْنى السجادة) فَمن رأى أَنه جَالس على سجادته فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يدل على سَفَره إِلَى الْحجاز الشريف لقَوْله تَعَالَى وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى خُصُوصا إِذا رأى نَفسه معتكفا فِي الْمَسْجِد. وَقَالَ جَابر المغربي السجادة إِذْ كَانَت من صوف أَو قطن فَإِنَّهَا تدل على حرصه ورغبته فِي وَقَالَ جَابر المغربي السجادة إِذْ كَانَت من صوف أَو قطن فَإِنَّهَا تدل على حرصه ورغبته فِي الْعِبَادَة وَمن رأى أَن سجادته ضَاعَت فَهُوَ بِخِلَاف ذَلِك وَإِذا كَانَت من حَرِير فَإِن عِبَادَته تكون رِيَاء وَيكون فِي طَرِيق الدّين ضَعِيفا وَأما اللحاف فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ وشراؤه يؤول بشرَاء جَارِيَة. وَمن رأى أَن لِحَافه سرق أَو حرق فَإِنَّهُ يؤول بِالْخُصُومَةِ مَعَ زَوجته أَو طَلاقهَا أَو فرقتها على أَي وَجه كَانَ. وَمن رأى أَن لِحَافه مقطع أَو وسخ فَإِنَّهُ يدل على ان زَوجته سليطة وَلَيْسَت هِيَ مُوَافقَة لَهُ وَلَيْسَ لَهَا وَفَاء وَلَا محبَّة مَعَه. وَمن رأى أَن لِحَافه أسود فَإِنَّهُ يدل على ان زَوجته تكون عَالِمَة زاهدة وَإِن لم تكن أَهلا لذَلِك فَإِنَّهَا تكون مهمومة.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا اللحاف إِذا كَانَ جَدِيدا نظيفا تؤول على ثَلَاثَة أوجه زَوْجَة عَالِمَة وَجَارِيَة بكر وَعز وجاه بِقدر قيمَة اللحاف والملحفة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ امْرَأَة حسناء والحمراء مِنْهَا تدل على الْخُصُومَة بِسَبَب النسْوَة وَالْحسن مِنْهَا جيد والقبيح لَيْسَ بجيد. وَأما البشخانة والسحابة فانهما نسْوَة فَمَا رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين يؤول فِيهِنَّ. وَمن رأى بشخانة جَدِيدَة فَهِيَ امْرَأَة بكر يَتَزَوَّجهَا وَإِن كَانَت عتيقة فَهِيَ امْرَأَة ثيب وَقيل رُؤْيا البشخانة تؤول على عشرَة أوجه امْرَأَة ورياسة وَفَرح وحياة وقدوم سفر وولادة حَامِل وَحج وزواج وعلو منزلَة وَقدر وجاه وَأما المقعد فَإِنَّهُ يؤول بالعز والجاه. فَمن رأى أَنه جلس على مَقْعَده فَإِنَّهُ ينَال سرُور وَإِن كَانَ من أهل المناصب نَالَ منصبا عَالِيا ورؤيا المقعد المطوى مَال وَكره بَعضهم رُؤْيَاهُ إِذا كَانَ مطويا. وَأما الْحَصِير فَمن رأى أَنه جلس على حَصِير فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا يتحسر عَلَيْهِ ويتندم. وَمن رأى أَنه يلتف فِي حَصِير فَإِنَّهُ ينْحَصر فِي نَفسه وَقيل من رأى أَنه جَالس على حَصِير وَكَانَ من أهل الْفساد وَلم ير على الْحَصِير شَيْئا غَيره فَإِنَّهُ يسجن لقَوْله تَعَالَى وَجَعَلنَا جَهَنَّم للْكَافِرِينَ حَصِيرا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْحَصِير تؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة وَمَنْفَعَة على قدر قيمَة الْحَصِير وَطلب أَمر يحصل مِنْهُ ملامة وندامة وَالله أعلم. (الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ) (فِي رُؤْيا الْجَوَاهِر والفصوص وأصناف ذَلِك) أما الْجَوْهَر فَإِنَّهُ يؤول بالنسوة الْأَغْنِيَاء ذَوَات الْجمال وكثرته مَال بِغَيْر قِيَاس. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا بيع الْجَوَاهِر تدل على الِاشْتِغَال بِأُمُور النسْوَة وَرُبمَا دلّت هَذِه الرُّؤْيَا للنسوة على الْولَايَة للرقيق وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَن الْبَعْض مثقوب والبعث غير مثقوب فَإِنَّهُ يؤول بالبكر وَالثَّيِّب. وَقَالَ جَابر المغربي الْجَوْهَر الْأَبْيَض ولد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْجَوْهَر تؤول على ثَمَانِيَة أوجه مَال مدخور وَعلم مَشْهُور وَولد مَعْرُوف وَشَيْء ثمين وَامْرَأَة جميلَة ستيرة وَكَلَام مُفِيد وَخير وبركة وَفعل حسن إِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الصّلاح وَإِذا كَانَ من أهل الْفساد فَهُوَ لَهُ ندامة. وَمن رأى أَنه بخس جوهره فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَأما الْعِلَل فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة جليلة الْقدر أَو جَارِيَة جميلَة عَاقِلَة وَإِذا كَانَت امْرَأَة أَو جَارِيَة وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن أحدا مَعْرُوفا أعطَاهُ لعلا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة جميلَة حَسَنَة بِقدر ذَلِك فِي الْحسن من أقَارِب ذَلِك الرجل أَو قبيلته وَإِن كَانَ غير مَعْرُوف فَإِن الْمَرْأَة تكون مَجْهُولَة وَإِذا رأى أَن امْرَأَة أَعطَتْهُ ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول باقبال الدُّنْيَا عَلَيْهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللعل يؤول على أَرْبَعَة اوجه امْرَأَة أَو جَارِيَة وَبنت ونعمة وَمَال وَقد أَرَادَ باللعل البلخش لِأَنَّهُ لفظ أعجمي وَنقل على مَا عبر عَلَيْهِ وَأما الْيَاقُوت فَإِنَّهُ يؤول بِمَعْنى البلخش وَهَهُنَا زِيَادَة عَن ذَلِك لِأَن الْيَاقُوت على قسمَيْنِ قسم أَحْمَر وَقسم أَخْضَر والأخضر فِيهِ اخْتِلَاف للونه. وَمن رأى أَن أحدا سرق ياقوتا وَأَعْطَاهُ لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة أَو جَارِيَة حرَام ورؤيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 772 الْيَاقُوت الْكَبِير مَال وَلكنه بكراهية وَرُبمَا كَانَ مَكْرُوها. وَمن رأى أَنه أصَاب ياقوتة فَإِنَّهُ يظفر بحاجته. وَقَالَ جَابر المغربي الْيَاقُوت الَّذِي بِغَيْر عيب فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال وبالعيب يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْيَاقُوت تؤول على خَمْسَة أوجه مَال واجتهاد وَعلم وَولد وَكَثْرَة قوم) جِيَاد. وَمن رأى أَنه يجمع ياقوتا مبخوشا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج نسْوَة ثيبات. وَأما الفيروزج فَإِنَّهُ يؤول بالظفر وَالْقُوَّة وَقَضَاء الْحَاجة وَإِذا كثر فَإِنَّهُ علو شَأْن وَحُصُول مَال وَرُبمَا دلّ على الْولَايَة لمن يكون أَهلا لَهَا وَهُوَ مَحْمُود على كل حَال وَأما الزمرد فَإِنَّهُ يؤول بالأولاد والاخوان وَالْمَال الْحَلَال. وَقَالَ الْكرْمَانِي الزمرد يؤول بِالدّينِ وَالْمذهب الْحسن. وَقَالَ جَابر المغربي الزمرد جَارِيَة وَرُبمَا كَانَ كلَاما حسنا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الزمرد يؤول بِالرجلِ الشجاع الْمُهَذّب وبالصديق الصَّادِق. وَأما الزبرجد فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالسُّرُور وَالْكثير مِنْهُ مَنْفَعَة وَمَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الزبرجد يدل على الرجل الثَّابِت الْقوي العالي الهمة الحسيب أَو مَال حَلَال طيب. وَأما البلور فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة دنيئة الأَصْل فَمن رأى أَن لَهُ بلورا وَقد ضَاعَت فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته أَو يغيب عَنْهَا وَبيعه يؤول بِالْحِنْطَةِ لمثل ذَلِك الْمَرْأَة والمثقوب مِنْهُ ثيب وَكَذَلِكَ كل مَا يرَاهُ من آنِية من هَذَا الصِّنْف فَهُوَ من الْمَعْنى وَالتَّعْبِير فِيهِ سَوَاء وَأما العقيق فَإِنَّهُ يؤول بالصلحاء وَرُبمَا كَانَ جوهريا. فَمن رأى أَنه أعْطى عقيقة فَإِنَّهُ يصحب مثل ذَلِك الرجل وضياعه ضِدّه. وَمن رأى أَن لَهُ عقيقا كثيرا فَإِنَّهُ مَال ونعمة بِقدر ذَلِك العقيق. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى آنِية من عقيق يشرب مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد شرِيف خَلِيل الْقدر كثير المَال وَالنعْمَة وَرُبمَا دلّ العقيق إِذا لبس على الصّلاح وَطلب التَّقْوَى وَالدّين وسلوك الطَّرِيق الحميدة المرضية. وَأما الْجزع الْيَمَانِيّ فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة من قبل نسَاء الأرقاء. وَقَالَ جَابر المغربي إِذا كَانَ لون الْجزع صافيا أَبيض فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة جميلَة أصيلة ذَات أَمَانَة. وَأما اللُّؤْلُؤ فَإِنَّهُ على أوجه. قَالَ دانيال اللُّؤْلُؤ ولد غُلَام أَو جَارِيَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين اللُّؤْلُؤ جَارِيَة جميلَة أَو امْرَأَة حسناء فَمن رأى أَن لَهُ لؤلؤا كثيرا فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة المَال وَالنعْمَة وَقيل رُؤْيا اللُّؤْلُؤ المتفرق يؤول بِالْقُرْآنِ وَإِذا كَانَ منظوما فَإِنَّهُ يؤول بِالْعلمِ وَالْحكمَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل اللُّؤْلُؤ فَإِنَّهُ يُعْطي كَلَام التَّوْحِيد وَالْحكمَة أَو ينسى الْقُرْآن.) وَمن رأى أَنه يَرْمِي اللُّؤْلُؤ فِي النَّار فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يعلم أحد الْعلم وَالْحكمَة وَلَيْسَ أَهلا لذَلِك. وَمن رأى أَنه وجد لؤلؤة فَإِنَّهُ يرْزق ولدا حسنا لقَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون. وَمن رأى لؤلؤا كَبِيرا فَإِنَّهُ حُصُول مَال كثير وَبيعه يؤول بِحُصُول الْعلم وَإِن لم يكن من أَهله يؤول بِحُصُول الْخَيْر. وَمن رأى أَنه رمى لؤلؤة تَحت رجله فَإِنَّهُ يدل على تَزْوِيجه ابْنَته إِلَى غير جنسه فَإِن انْكَسَرت وَمن رأى أَنه أصَاب لؤلؤة سَوَاء كَانَت من قَصَبَة أَو غَيرهَا فَيعْتَبر ذَلِك إِن كَانَت مبخوشة فَإِنَّهَا تؤول بالبنت وَإِن كَانَت غير مبخوشة تؤول بالابن. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب لؤلؤا منظوما فَإِنَّهُ يؤول بِقِرَاءَة الْقُرْآن أَو يُعلمهُ وَكَذَلِكَ الْعلم. وَإِن رأى أَنه أصَاب لؤلؤا منثورا فَإِنَّهُ يُصِيب أَوْلَادًا أَو غلمانا لقَوْله تَعَالَى يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون. وَإِن كَانَ اللُّؤْلُؤ مكنونا فَإِنَّهُ يؤول بِالنسَاء أَو جوَار ذَوَات حسن وجمال لقَوْله تَعَالَى وحور عين كأمثال اللُّؤْلُؤ الْمكنون. وَإِن كَانَ اللُّؤْلُؤ كَبِيرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رزق لقَوْله تَعَالَى يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان ورؤيا اللُّؤْلُؤ إِذا كَانَ أحمالا محزومة فَإِنَّهُ يؤول بالحزن. وَمن رأى أَنه يبتلع لؤلؤا فَإِنَّهُ حِكْمَة وَعلم يحفظه. وَمن رأى أَن اللُّؤْلُؤ يخرج من فِيهِ فَإِنَّهُ كَلَام الْبر والتقي. وَأما من رأى لؤلؤا منثورا على مزبلة أَو فِي مَكَان لَا يَقْتَضِي ذَلِك فَإِنَّهُ يستهزئ بِالْعلمِ. وَمن رأى أَنه أصَاب لؤلؤا فأوقده نَارا مَكَان الْحَطب فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يحمل إنْسَانا على أَمر ويحثه عَلَيْهِ من كَلَام الْبر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ فِي رُؤْيا اللُّؤْلُؤ حكى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم رجلَيْنِ يدخلَانِ فِي فمهما اللُّؤْلُؤ فَيخرج أَحدهمَا أَصْغَر مِمَّا يدْخلهُ وَيخرج الآخر أكبر مِمَّا يدْخلهُ فَقَالَ أما من رَأَيْته يخرج صَغِيرا فانك رَأَيْتهَا لي فَانِي أحدث بِمَا سَمِعت وَأما عَن رَأَيْته يخرج كَبِيرا فرأيته لِرجلَيْنِ كَذَّابين يحدثان بِأَكْثَرَ مِمَّا سمعا واللؤلؤ المنظوم فِي التَّأْوِيل يدل على الْقُرْآن وَالْعلم فَمن رأى كَأَنَّهُ يثقب اللُّؤْلُؤ فَإِنَّهُ يؤزق علما كثيرا فيفشية للنَّاس وادخال اللُّؤْلُؤ فِي الْفَم يدل على حسن الدّين.) وَمن رأى كَأَنَّهُ يَرْمِي لؤلؤا فِي نهر أَو بِئْر فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 773 يصطنع الْمَعْرُوف إِلَى النَّاس. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا اللُّؤْلُؤ تؤول على ثَمَانِيَة أوجه علم وَقُرْآن وَحِكْمَة وحذاقة وَمَال حَلَال وَامْرَأَة جميلَة وَولد نجيب وصديق وَأما المرجان فامرأة وَولد. وَقَالَ الْكرْمَانِي المرجان ولد كلما كَانَ أَحْمَر وأنظف وأصفى يكون وَلَده أحسن وَإِذا كَانَ يحمل فَإِنَّهُ مَال كثير ونعمة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المرجان يدل على شَيْئَيْنِ أَحدهمَا مَال كثير لقَوْله تَعَالَى يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان وَالثَّانِي على جَارِيَة ذَات جمال وَأما الفصوص فَإِنَّهَا تؤول على أوجه أما الَّتِي تُوضَع بالخواتم فَإِنَّهَا شرف وَمَال ونعمة. وَقَالَ جَابر المغربي الفص للملوك ولَايَة وللنسوة زوج وَإِذا كَانَ مَوْضُوعا بالأساور والخلاخيل فيؤول بالأخوة والأقارب فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فتأويله يعود إِلَى هَؤُلَاءِ وَإِذا كَانَ الفص من ذهب أَو فضَّة أَو غَيرهمَا من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يَأْتِي تَعْبِيره فِي مَحَله كل صنف مَعَ صنف. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الفص تؤول على ثَمَانِيَة أوجه ولد وَمَال وَولَايَة وعيش وخادم وَشرف وزينة وسر الْعَمَل وَأما اليشم فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة دنيئة الأَصْل وَإِذا كَانَ كثيرا مِنْهَا فَإِنَّهُ مَالهَا. وَأما الصدف قَالَ الْكرْمَانِي الصدف يؤول بخادم النسْوَة فَمن رأى أَن لَهُ صدفاً أَو أعطَاهُ أحد لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بالخادم وَمن رأى أَن ذَلِك الصدف انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يَمُوت ذَلِك الْخَادِم. وَمن رأى أَن ذَلِك الصدف ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول على إباق ذَلِك الْخَادِم. وَقَالَ جَابر المغربي الصدف يؤول بِعَجُوزٍ تخْدم النسْوَة وَقيل يدل على الْجَارِيَة. وَأما الخرز فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه وجد خرزا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ونعمة بِقِيمَة ذَلِك الخرز أَو يحصل لَهُ رزق من السّفر. وَمن رأى شَيْئا مخروزا من أَنْوَاع الْجَوَاهِر فَإِنَّهُ يؤول بِالنِّسْبَةِ لذَلِك الْجَوْهَر من مَعْنَاهُ. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه وجد خرزا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خَادِم لَهُ وَإِن كَانَ أَبيض فَإِنَّهُ يكون صَالحا تقياً وَإِن كَانَ أَخْضَر يكون خادمه دينا وَإِن كَانَ أسود يكون خادمه غير متدين وقاسي الْقلب وسيء الْخلق وَقيل رُؤْيا الخرز إِذا كَانَ ملونا وَهُوَ منثور يدل على اشْتِغَال الخاطر وَإِذا كَانَ منظوما يؤول على وَجْهَيْن حزن لأهل الْفساد وَمَال لأهل الصّلاح. وَمن رأى أَنه يبخش الخرز فَإِنَّهُ ينْكح الْبكر.) وَمن رأى أَنه يبلع الخرز فَإِنَّهُ يؤول بالحكمة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الخرز يؤول على تِسْعَة أوجه امْرَأَة وخادم وَجَارِيَة وَمَال وأدب وحذاقة وَولد وَغُلَام أَو شِرَائِهِ وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان فِي الخرز يؤول على هَذِه التِّسْعَة. وَأما خرزة الْحَيَّة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة أَو جَارِيَة أَصْلهَا من أَقوام مؤذنين أشرة الطَّبْع. وَأما الكهرباء فَإِنَّهُ يؤول بِالْمرضِ وَإِذا كثر يؤول بِالْمَنْفَعَةِ الَّتِي تحصل بالمشقة والتعب وَقيل رُؤْيا الكهرباء إِذا كَانَت كَبِيرَة تدل على الْمَرَض الطَّوِيل. وَأما المغناطيس فَإِنَّهُ يؤول بالدنيء الأَصْل وَلَكِن فِيهِ مَنْفَعَة باطنية وكثرته مَال دون. وَأما الماس فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة مضرَّة مؤذية لَا يحصل مِنْهَا غير البهرجة. (الْبَاب الموفى خَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا أَصْنَاف الذَّهَب وَالْفِضَّة وَمَا يعْمل مِنْهَا وأصناف الْحلِيّ على مَا يَأْتِي مفصلا) وَهُوَ أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة كل شَيْء مِنْهُ لَهُ تَعْبِير على حِدة. فَمن رأى أَنه أصَاب ذَهَبا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم أَو أَمر يكرههُ أَو يذهب مِنْهُ مَال على قدر مَا رأى أَو يغْضب عَلَيْهِ الْملك وَإِن كَانَ صَاحب وَظِيفَة عزل وَالْقدر الْمَعْرُوف من قطع الذَّهَب خير من الْمَجْهُول وَأَشد الْهم فِي الذَّهَب رُؤْيا التبر والمسبوك دونه والمعمول دون ذَلِك والمصاغ دونه وأخفهما فِي الْهم الدَّنَانِير وَالذَّهَب المنقوش إِذا كَانَ مخرقا فَهُوَ نَظِير الدَّنَانِير وَقيل رُؤْيا الذَّهَب من حَيْثُ الْجُمْلَة على أَي وَجه كَانَ لَيست بمحمودة. وَمن رأى أَنه أصَاب ذَهَبا مَعْمُولا شبه آنِية أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وَيمْكث والمصاغ خير من غَيره. وَمن رأى أَنه أصَاب صحيفَة من ذهب أَو سبائك فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم غَالب ورؤيا الذَّهَب غَرَامَة وحزن للرِّجَال وللنساء محمودة إِذا كَانَ يلبس. وَمن رأى أَن يَأْكُل شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ يدّخر مَالا لِعِيَالِهِ. وَمن رأى أَن ذَهَبا مخزوناً أَو محزوماً فِي العدال أَو مَا أشبه ذَلِك وَلم يعاين لَونه فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي الأكياس فَلَا بَأْس بتعبير ذَلِك لمن رَآهُ إِذا كَانَ من أهل الصّلاح. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الذَّهَب لَا يحمد فِي التَّعْبِير لمعنيين أَحدهمَا ان لَفظه مَبْنِيّ على الذّهاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 774 وَمن رأى أَنه أصَاب سبيكة من ذهب ذهب مَاله أَو غضب عَلَيْهِ الْملك وَرُبمَا أَصَابَهُ حزن) من غَرَامَة أَو مرض أَو غَيرهمَا. وَمن رأى كَأَنَّهُ يذيب الذَّهَب فَإِنَّهُ يُخَاصم فِي أَمر مَكْرُوه وَقد طَالَتْ عَلَيْهِ أَلْسِنَة النَّاس. وَأما الدَّنَانِير فَقَالَ دانيال من رأى أَن بِيَدِهِ دَنَانِير عَددهَا أَكثر من أَرْبَعَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ كَرَاهِيَة من أَمر أَو يسمع كلَاما ويصعب عَلَيْهِ بِقدر كَثْرَة الدَّنَانِير وَإِذا كَانَ عدد الدَّنَانِير مَعْرُوفا يكون همه قَلِيلا. وَقَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَ عدد الدَّنَانِير خَمْسَة فَإِنَّهُ يدل على فعل شَيْء يكون مَقْبُولًا وَإِذا كَانَ مَعَه دِينَار وَاحِد بحث لَا يكون كَبِيرا وَلَا صَغِيرا فَإِنَّهُ يؤول بدار صَغِيرَة حَسَنَة وَإِذا كَانَ مَعَه مائَة دِينَار أَو ألف دِينَار فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول علم الاختبار لَكِن ان كَانَ الْعدَد زوجا لَا فَردا. وَمن رأى أَنه أعْطى دِينَارا لأحد أَو ضَاعَ مِنْهُ دِينَار فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب علم مِنْهُ بِقدر ذَلِك الدِّينَار بِحَيْثُ لَا يكون أَكثر وَلَا أقل مِنْهُ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه وجد دِينَارا فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة بِسَبَب الْوَلَد وَإِذا كَانَت الدَّنَانِير كَثِيرَة فَإِنَّهَا تنَال بالتعب وَالْمَشَقَّة وَأما الدَّنَانِير فأمانات تُؤَدّى لقَوْله تَعَالَى من إِن تأمنه بقنطار يؤده إِلَيْك. وَمن رأى فِي كَفه خَمْسَة دَنَانِير فَإِنَّهُ يدل على اقامة خمس صلوَات وَإِن ضَاعَت من كَفه فتأويله بِخِلَافِهِ وَإِن ضَاعَ اثْنَان مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على اضاعة وَقْتَيْنِ وَيُقَاس على ذَلِك وَمن وجد دَنَانِير كَثِيرَة ووضعها فِي مَوضِع مُحكم فَإِنَّهُ يدل على حفظ أَمَانَة الْمُسلمين. وَمن رأى أَنه يضْرب الدَّنَانِير فَإِنَّهُ يسْلك فِي الْفَرَائِض على أوضاعها وَيكون مُؤديا حق النَّاس أياهم. وَمن رأى كَأَنَّهُ يقسم الدَّنَانِير بَين النَّاس فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه وجد دِينَارا فَإِنَّهُ يكْتب عَلَيْهِ شَهَادَة لأجل أَمَانَة أدّيت لَهُ وَرُبمَا كثير من النَّاس يرى أَنه أصَاب دِينَارا فَيُصِيبهُ فِي الْيَقَظَة كَمَا رأى. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث رُؤْيا الدِّينَار السَّالِم من الْغِشّ تدل على الدّين وَالطَّرِيق الْمُسْتَقيم خُصُوصا إِذا لم يكن عَلَيْهِ صُورَة مثل المثاقيل والناصرية والأشرفية وَالدَّنَانِير المصورة تدل على قلَّة الدّين وَطَرِيق غير مُسْتَقِيم. وَمن رأى أَن لَهُ دِينَارا على أحد وَجهه اسْم الله وعَلى الْآخِرَة صُورَة ان كَانَ مُسلما يرْتَد عَن) دينه وَإِن كَانَ كَافِرًا يسلم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا كَانَ عدد الدَّنَانِير خَمْسَة تدل على خمس صلوَات. وَمن رأى أَنه أعْطى الدَّنَانِير لأحد أَو ضَاعَت مِنْهُ أَو بَاعهَا أَو سرقت مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال همه وغمه. وَمن رأى أَنه أَخذ من الدَّنَانِير إِلَى الْأَرْبَع فِي الْعدَد أَو أَعْطَيْت لَهُ أَو اشْترى ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على الجاه والعز وعلو الْقدر من قبل النسْوَة وَرُبمَا وجد بِمِقْدَار ذَلِك فِي يقظته. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الدِّينَار امْرَأَة وَولد وَجَارِيَة وَكَثْرَة الدَّنَانِير زِيَادَة مَال يحصل بعناء وخصومة. وَقيل من رأى رجلا أعطَاهُ دَنَانِير فَإِنَّهُ رجل مظلوم وَإِن دَفعهَا هُوَ إِلَى أحد فَهُوَ ظَالِم وَإِن أَخذهَا رجل وَهِي مَقْطُوعَة فَهِيَ خُصُومَة ومنازعة شَدِيدَة تكون بَينه وَبَين رجل. وَمن رأى أَنه أصَاب دَنَانِير فِي تُرَاب فَأَخذهَا فِي يَده فذابت فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول هم من قبل الوالدة ثمَّ يَزُول وَقيل رُؤْيا الدِّينَار الْوَاحِد تدل على رجل صَالح لقَوْل الْعَرَب: لفُلَان ولد كَأَنَّهُ دِينَار وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤتمن على مَال ويخون فِيهِ لقَوْله تَعَالَى وَمِنْهُم من إِن تأمنه بِدِينَار لَا يؤده إِلَيْك إِلَّا مَا دمت عَلَيْهِ قَائِما وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة الدِّينَار إِذا كَانَ مَنْقُوشًا على حُصُول مَا يكرههُ من أَهله أَو مِمَّن يهمه أمره. وَمن رأى أَن مَيتا أعطَاهُ دَنَانِير فقد سلم من الظُّلم وَإِن أَرَادَ أَن يُعْطِيهِ وَلم يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَمن رأى أَن مَيتا وعده بِدَنَانِير فَإِنَّهُ يُرِيد الظُّلم. وَمن رأى أَنه أصَاب دَنَانِير وَهِي مقصوصة أَو نَاقِصَة فِي الْوَزْن وَالْقدر فهم يسير. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن بِيَدِهِ دَنَانِير فقلبها ونقدها فَوَجَدَهَا من غير مَعْدن الذَّهَب واستحال لَوْنهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول هم يحصل بِسَبَب تخيل ثمَّ لَا يُوجد لذَلِك التخيل حَقِيقَة وَيكون أمره فِيهِ إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْمَعْدن فِي تَعْبِير علم الْأُصُول. وَمن رأى أَنه سبك الدَّنَانِير فَإِنَّهُ يؤول ان كَانَ مهموما زَاد همه وَرُبمَا قصر فِي صَلَاحه وَجَمعهَا إِذا كَانَت من وَاحِد إِلَى خَمْسَة. وَقَالَ السالمي رُؤْيا الدَّنَانِير إِذا علقت على رُؤْس النسْوَة فَإِنَّهَا تؤول بالزينة لَهُنَّ والخرق فِي الدِّينَار تمزيق بعض الْهم وَرُبمَا يؤول بِغَيْر ذَلِك.) وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ تَضْييع الدِّينَار يدل على تَضْييع الصَّلَوَات لما روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم أَنِّي أصبت أَرْبَعَة وَعشْرين دِينَارا مَعْدُودَة فضيعتها فَلم أصب مِنْهَا غير أَرْبَعَة فَقَالَ: أَنْت رجل تضيع الْجَمَاعَات وَتصلي وَحدك وَالدَّنَانِير الْكَبِيرَة أمانات وشهادات وعلوم وَولَايَة. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي الدَّنَانِير أخف هما من المصوغ خُصُوصا ان كَانَ عَلَيْهَا اسْم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 775 الله قَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الدَّنَانِير تؤول على وَجْهَيْن إِذا كَانَت فَردا سَوَاء كَانَت كَثِيرَة أَو قَليلَة مِمَّا لَا نِهَايَة لَهُ إِلَى خَمْسَة فَلَيْسَتْ بمحمودة وَإِذا كَانَت زوجا فتؤول بدين خَالص وَعلم نَافِع. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْفضة) وَهِي على وُجُوه. فَمن رأى أَنه أصَاب فضَّة سَوَاء كَانَت أقراصا أَو سبائك فَإِنَّهُ يؤول بالفرح وَالسُّرُور وَرُبمَا دلّت على حُصُولهَا فِي الْيَقَظَة وَتَكون هما وحزنا فَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى معرفَة سِيمَا الرَّائِي. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْفضة الصَّحِيحَة تدل على الْخَبَر الصَّحِيح والمكسورة مِنْهَا خبر كَاذِب وخصومة وَمن رَآهَا فِي شَيْء من الأوعية فَإِنَّهَا تدل على وَدِيعَة تودع عِنْده. وَمن رأى أَنه وجد قِطْعَة فضَّة مذابة عَن مَعْدِنهَا أَو أَعْطَاهَا إِيَّاه أحد فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَزَوَّج امْرَأَة من تِلْكَ الديار والمعدن. وَمن رأى أَنه يدْخل فِي مَعْدن الْفضة فَإِنَّهُ يدل على ان امْرَأَته تَمْكُر بِهِ مكرا. وَمن رأى أَنه وجد فضَّة كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول كنز بِمِقْدَار تِلْكَ الْفضة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اخْتلف المعبرون فِي تَأْوِيل الْفضة فَمنهمْ من كرهها أصلا لما فِيهَا من التَّنْبِيه على الانفضاض وَهُوَ التَّفَرُّق وَمِنْهُم من قَالَ انها تدل على مَال مَحْمُود والتقرب مِنْهَا يدل على جَارِيَة حَسَنَة واستخراج النقرة من مَعْدِنهَا يدل على مكر امْرَأَة يَقع بهَا فِي ألسن النَّاس. وَمن رأى أَنه وهب لَهُ لبنة من فضَّة أصَاب سُلْطَانا. وَأما الدَّرَاهِم فَإِنَّهَا تؤول على وُجُوه بِحَسب اخْتِلَاف الطباع لِأَن كثيرا من النَّاس إِذا رَأَوْا الدَّرَاهِم فِي الْمَنَام يحصل لَهُ فِي الْيَقَظَة بِمِقْدَار مَا رأى. وَمِنْهُم من قَالَ إِذا رأى دَرَاهِم فَإِنَّهُ يسمع كلَاما حسنا أَو توحيدا لله تَعَالَى خُصُوصا إِذا كَانَت الدَّرَاهِم بَيْضَاء جَدِيدَة وَإِذا كَانَت سَوْدَاء وَعَلَيْهَا الصُّور فَإِنَّهَا تدل على الْحَرْب وَالْخُصُومَة) وَالدَّرَاهِم الصِّحَاح تدل على الْخَبَر الصَّحِيح والمكسور مِنْهَا يدل على الْكَذِب. وَمن رأى أَنه أعْطى لَهُ دَرَاهِم فِي كيس أَو جراب أَو فِي صرة فَإِنَّهُ يتَكَلَّم مَعَه كلَاما مخفي ويحفظ سره وَأما الدَّرَاهِم الصَّغِيرَة فتدل على الطِّفْل الصَّغِير وَإِن رأى أَنه ضَاعَ مِنْهُ ذَلِك الدِّرْهَم الصَّغِير فَإِنَّهُ يحصل لَهُ حزن ومشقة بِسَبَب ذَلِك الطِّفْل وَإِن وجده بَعْدَمَا ضَاعَ فيزول عَنهُ ذَلِك الْحزن وَإِن لم يجده فَإِنَّهُ يرتحل الطِّفْل من الدُّنْيَا وَالدَّرَاهِم المغشوشة تدل على القيل والقال. وَمن رأى الدَّرَاهِم فِي كفة الْمِيزَان فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور الأعادي بِقدر تِلْكَ الدَّرَاهِم. وَقَالَ الْكرْمَانِي الدَّرَاهِم إِذا كَانَت فِي الْبَلَد فَإِنَّهَا تدل على كَلَام حسن وَالدَّرَاهِم الْمَكْسُورَة كَلَام متفرق وَالدَّرَاهِم الْكَبِيرَة مَال كَثِيرَة. وَمن رأى أَنه يقسم بَين عِيَاله دَرَاهِم صحاحا فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع حُكُومَة بَينهم وَإِن كَانَت مَكْسُورَة تدل على وُقُوع كَلَام غير نَافِذ بَينهم. وَمن رأى فِي دَاره دَرَاهِم بِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ بِقدر مَال. وَمن رأى أَنه جمع دَرَاهِم كَثِيرَة فَإِنَّهَا تدل على منع النَّاس عَن حُقُوقهم لقَوْله تَعَالَى جمع مَالا وعدده الْآيَة. وَمن رأى درهما أَبيض فِي كَفه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد. وَمن رأى أَنه وجد صرة من الدَّرَاهِم فَإِنَّهُ يحصل مَالا حَلَالا ونعمة كَبِيرَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى درهما أَبيض فَإِنَّهُ يؤول بالدرهم الْأسود. وَمن رأى درهما أسود فَإِنَّهُ يجد درهما أَبيض وَمن النَّاس من يجد مثل مَا رأى. وَمن رأى أَن لَهُ دَرَاهِم مَرْدُودَة كَثِيرَة ان كَانَ تَاجِرًا فَإِنَّهُ يفلس وَإِن كَانَ فلاحا فَإِنَّهُ ينْتج لَهُ فَائِدَة وَإِن كَانَ ملكا فَإِنَّهُ يعْزل عَن ملكه وَيَقَع فِي الْخُصُومَات ويفتقر لِأَن تِلْكَ الدَّرَاهِم تسمى فُلُوسًا واشتقاق الْفلس من الإفلاس. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الدِّرْهَم الْجيد صفاء فِي الدّين ومعاملة صَحِيحَة جَيِّدَة وَالدِّرْهَم الرَّدِيء تَأْوِيله بِخِلَافِهِ وَالدَّرَاهِم الْمَكْسُورَة تؤول على ثَلَاثَة أوجه خُصُومَة وَقَضَاء وَولد سيء الْخلق والنقرة مَال وَالدَّرَاهِم فِي التَّأْوِيل أحسن من الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم الْكَثِيرَة إِذا كَانَت مشدودة فِي الصرة فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول كَلَام فليعبرها الرَّائِي.) وَمن رأى أَن الْملك أعطَاهُ دَرَاهِم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْغم خُصُوصا إِذا لم تكن الدَّرَاهِم صحاحاً جيادا. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه أصَاب نقرة فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو جَارِيَة. وَمن رأى أَنه دخل غارا وَأصَاب نقرة فَإِن امْرَأَته أَو غَيرهَا من النسْوَة تَمْكُر بِهِ. وَمن رأى أَن لَهُ دَرَاهِم مَجْهُولَة فِي شَيْء من الأوعية فَإِنَّهُ يستكتم سرا أَو يستودع مَالا أَو مَتَاعا فليتق الله فِي أَدَائِهِ. وَمن رأى أَنه دَفعه إِلَى غَيره فَإِنَّهُ يستودعه سرا أَو مَالا. وَمن رأى أَنه وجد دَرَاهِم فَإِن كَانَت جددا بيضًا وَعَلَيْهَا سكَّة ملك عَادل فِي ذَلِك الزَّمَان فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول دَرَاهِم على قدر مَا رأى. وَقيل من رأى أَنه أعْطى دَرَاهِم جيادا طرية فَإِنَّهُ يبكي عَلَيْهِ وَإِن دفع هُوَ دَرَاهِم إِلَى أحد وَمن رأى أَنه ضَاعَ لَهُ دِرْهَم أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 776 سرق مِنْهُ فَإِنَّهُ سيبكي وَلَده أَو يُصِيب مَا يكرههُ لَهُ. وَمن رأى أَن مَعَه درهما وَقد نزع مِنْهُ أَو ذهب عَنهُ ذَهَابًا لَا رُجُوع فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا موت وَلَده أَو حُصُول مضرَّة يشرف مِنْهَا على الْمَوْت. وَمن رأى أَنه يقسم مَاله فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك مَا يسْتَدلّ بِهِ على الْخَيْر فَإِنَّهُ يُزَوّج وَلَده أَو فِي أَهله فَيقسم فيهم مَاله فِي بر وَصَلَاح وَإِن دلّ على غير ذَلِك فَإِنَّهُ يتفرق أمره وحاله بِمَوْت أَو حَيَاة. وَمن رأى أَن كيس مَاله قد انفتق من أَسْفَله وَذهب مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول للرائي بالوفاة لِأَن الْكيس جِسْمه وَالْمَال زَوجته. وَمن رأى أَن فِي كيس مَاله أرضة فَإِنَّهُ يدل على مَوته لِأَنَّهَا دلّت على موت سُلَيْمَان. وَمن رأى أَنه من أهل السعَة وَله دَرَاهِم كَثِيرَة وَهُوَ واثق بهَا فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه تغير أمره وَسُقُوط حَاله وَمَوْت يعاجله أَو يكون ظَالِما فينتقم مِنْهُ. وَمن رأى أَنه مُحْتَاج إِلَى دَرَاهِم وَهُوَ يطْلبهَا وَلَا يجدهَا أَو وجد الْيَسِير مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على إصْلَاح دينه وثبات حَاله فِي الْخَيْر لِأَن أهل الْخَيْر غالبهم يكون ضيقا فِي الْمَعيشَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه ضرب درهما فَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَإِنَّهَا تَلد غُلَاما وَإِن كَانَ بَينه وَبَين أحد خُصُومَة فَإِنَّهُ يسمع مِنْهُ كلمة ترضيه وَإِن كَانَ مُفلسًا فَإِنَّهُ يُصِيب مَا وَمن رأى على عضده درهما مشدودا فَإِنَّهُ يؤول على اكتسابه بحرفة.) وَمن رأى أَن لَهُ على إِنْسَان دَرَاهِم جيادا صحاحا فَإِن عَلَيْهِ شَهَادَة بِحَق وَإِن طَالبه بهَا فَإِنَّهَا مُطَالبَته إِيَّاهَا مِنْهُ وَإِن ردهَا عَلَيْهِ صحاحا جيادا فَهُوَ إِقَامَة شَهَادَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الدَّرَاهِم الصِّحَاح تؤول على أحد عشر وَجها كَلَام صَحِيح وَقَضَاء حَاجَة وَولَايَة وَمَال مَجْمُوع وصديق وَولد ورفيق ورزق وَاسع وَأمن وَشِرَاء جَارِيَة وحصولها حَقِيقَة فِي الْيَقَظَة خُصُوصا إِذا كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا مَسْتُور الْحَال وَإِذا كَانَ غير مَسْتُور الْحَال فَإِنَّهُ يدل على الضَّرْب وَالْحَبْس وَالْغَم والحزن. أما الدَّرَاهِم الْمَكْسُورَة فتؤول على ثَلَاثَة أوجه كَلَام صَحِيح وخصومة وغم وحزن وَقيد وَحبس وَالدَّرَاهِم الرَّديئَة مثل مَا ذكر للفلوس وتعبيرها يَأْتِي فِي فَصله. 3 - (فصل فِيمَا يعْمل مِنْهُمَا) من رأى أَنه أصَاب ذَهَبا مَعْمُولا شبه آنِية أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم يمْكث. وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من الْأَوَانِي محزوما فِي أحمال فَلَا بَأْس بِهِ لكَونه لم يعاين لون الذَّهَب. وَمن رأى أَنه شرب من ذهب أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة قَليلَة الدّين وَلَا بَأْس بآنيه الْفضة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْأَوَانِي من الْفضة وَالذَّهَب تؤول بالنسوة وَالْفِضَّة مِنْهَا جَيِّدَة وَالذَّهَب مِنْهَا ضد ذَلِك. والملاحة سَوَاء كَانَت من ذهب أَو فضَّة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة مليحة وَرُبمَا كَانَت الْفضة أميز. وَأما الْحلِيّ فَإِنَّهُ على أَنْوَاع وَسَيَأْتِي تَعْبِير كل شَيْء على حِدة. فَأَما الأساور فَإِنَّهَا تؤول للنسوة بالزواج وللرجال بالحزن. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن ملكا أعطَاهُ سوارا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ولد وَإِمَّا يرْزق لِأَخِيهِ. وَمن رأى أَن فِي يَده سِوَارَيْنِ من ذهب فَإِنَّهُ يُصِيب ضيقا فِيمَا فِي يَده ومكروها فِيمَا يملكهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن فِي يَده سوارا من ذهب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مِيرَاث وَرُبمَا كَانَ لأهل الصّلاح زِيَادَة فِي طَاعَته وخيراته لقَوْله تَعَالَى يحلونَ فِيهَا من أساور من ذهب. وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا السوارين الذَّهَب إِذا وضعا فِي الْيَدَيْنِ وكبرا عَلَيْهِ فانهما يؤولان بِحُصُول هم وَقيل بأناس كَذَّابين لما ورد فِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: بَينا أَنا نَائِم إِذْ أتيت بخزائن الأَرْض فَوضع فِي يَدي سواران من ذهب فَكَبرَا عَليّ وَأَهَمَّانِي فَأوحى إِلَيّ أَن انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتهمَا فطَارَا فأولهما الْكَذَّابين اللَّذين أَنا بَينهمَا صَاحب صنعاء) وَصَاحب الْيَمَامَة. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي من رأى أَن عَلَيْهِ سِوَارَيْنِ من فضَّة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ ضيق فِيمَا فِي يَده ومكروه يتحسر مِنْهُ وَلكنه أخف من الذَّهَب والملوى أَشد من الْمَبْسُوط والمجوف خير من الصَّامِت. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا السوار من الْفضة تدل على حُصُول خَادِم أَو ولد. وَمن رأى أَن ملكا فِي يَدَيْهِ سوارا فَإِنَّهُ يؤول بِظُهُور أَمر قَبِيح على يَدَيْهِ فِي ذكر جميل وَإِن كَانَت الأساور من مَعْدن من الْمَعَادِن أَو شَيْء من النباتات فَإِنَّهُ يؤول لكل مِنْهَا على مَا يظْهر فِي أصُول التَّعْبِير لذَلِك الْمَعْدن وَقيل رُؤْيا السوار من حَيْثُ الْجُمْلَة من أَي مَعْدن كَانَ تؤول للنسوة بِالرِّجَالِ المنسوبة فِي الْخَاصَّة إِلَى ذَلِك الْمَعْدن وللرجال بنسوة كَذَلِك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السوار تؤول على خَمْسَة أوجه رياسة وَحِكْمَة ومكر وغم وَولد أَو أَخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 777 وَأما الدملج فَقَالَ الْكرْمَانِي إِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ حُصُول غم وهم وكراهية وَإِن كَانَ من فضَّة يكون أخف وَإِن كَانَ من فضَّة فِي عضده فَإِنَّهُ يدل على تَزْوِيج ابْنَته أَو ابْنة أَخِيه وَإِن رأى لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وزينة وَإِن كَانَ من مَعْدن من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يؤول على قدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْمَعْدن. وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الدملج قُوَّة على يَد أَخ لِأَن الْعَضُد أَخ وَكَذَلِكَ الساعد وللمرأة زوج فَيعْتَبر من معدنه ولونه يؤول بِمَعْنى ذَلِك. وَأما الطوق فَإِنَّهُ حُصُول ولَايَة وَإِذا كَانَ مرصعا فَهُوَ أبلغ فِي الْولَايَة وَيكون فِي الْعُلُوّ بِقدر قيمَة الطوق وَيكون مَشْهُورا بالأمانة والانصاف فِي تِلْكَ الْولَايَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى فِي عُنُقه طوقا فَإِنَّهُ يدل على ادعائه أَنه من قَبيلَة فلانية أَو من قوم فلانيين وَيكون كذابا فِي دَعْوَاهُ. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى فِي عُنُقه طوقا بعضه من ذهب فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَإِن كَانَ كُله من ذهب فَإِنَّهُ يدل على نيل المُرَاد. وَمن رأى أَن فِي عُنُقه طوقا من ذهب فَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بارتكابه الْمعاصِي وامعانه فِي ذَلِك.) وَقيل من رأى أَن فِي عُنُقه طوقا من أَي مَعْدن كَانَ فَإِنَّهُ يؤول بإمعانه فِي الْفساد وتضييعه أُمُوره وخيانته فِي أَمَانَته فليتق الله وَيصْلح مَا بَينه وَبَين الله ويكف أَذَاهُ عَن النَّاس. وَأما القلادة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى أَن فِي عُنُقه قلادة فَإِنَّهُ يتَوَلَّى ولَايَة أَو يتقلد أَمَانَة على قدر القلادة فِي حسنها وطولها وَإِذا كَانَت مرصعة بأنواع الْجَوَاهِر تكون الْولَايَة أعظم. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قلادة ثَقيلَة وَهُوَ يضعف عَن حملهَا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة ويضعف عَن الْعَمَل وَالْقِيَام فِيهَا. وَقيل رُؤْيا القلادة من حَيْثُ الْجُمْلَة تَقْلِيد أَمر أَو أَمَانَة وتؤول رُؤْيَة قلادة الْمَرْأَة على زَوجهَا فمهما رَأَتْ فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِيهِ والقلادة الْفضة مِنْهُم من قَالَ انها دون ذَلِك لِأَنَّهَا من التَّقْلِيد وَهُوَ دون الذَّهَب فِي الثّمن وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّهَا أحسن لما تقدم من تفضيلها على الذَّهَب وَقيل رُؤْيا القلادة الْفضة تؤول بِجَارِيَة حسناء وَإِذا كَانَت من نوع من أَنْوَاع الْمَعَادِن فَإِنَّهَا تؤول بِالْخُصُومَةِ وَإِذا كَانَت من الْجَوْهَر أَو الْحِجَارَة المثمنة فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول علم كَلَام الله تَعَالَى وَكلما كَانَت جَيِّدَة كَانَ الْعلم أبلغ وَأحسن. وَقَالَ جَابر المغربي القلادة تدل على قدر الرجل وَقِيمَته وولايته وجاهه فَكلما كَانَت طَوِيلَة كَانَت أَجود وَالْقصر فِيهَا بضد ذَلِك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا كَانَت القلادة بَعْضهَا من ذهب فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَإِذا كَانَت جمعهَا من ذهب فَإِنَّهُ يدل على الْولَايَة. وَأما المخنقة فللرجال خناق وللنسوة زِينَة وَولد وَرُبمَا دلّت لأهل الْفساد على أَمر مَكْرُوه لاشتقاق الِاسْم. وَأما الْعُقُود إِذا كَانَت من الذَّهَب وَهِي مكللة أَو من ذهب وَهِي مُحرمَة محشوة فَإِنَّهَا تؤول بِعَهْد أَو أَمَانَة أَو مِيثَاق أَو وَصِيَّة فمهما رأى فِي ذَلِك من حسن وجمال فَهُوَ وَفَاء بالعهد وَإِذا رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَاسْتدلَّ بقوله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين أمنُوا أَوْفوا بِالْعُقُودِ. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ عقودا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يضعف عَمَّا ذَكرْنَاهُ هَذَا إِذا رأى بحملها ثقلا وَالْعقد يؤول للْمَرْأَة بالزواج. وَأما القرط وَهُوَ الْحلق الَّذِي يوضع بالآذان فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى فِي أُذُنه قرطا فَإِنَّهُ يَشْتَهِي سَماع الْغناء فَإِن رأى فِي ذَلِك شَيْئا من الْجَوَاهِر أَو نوعها وَفِي كل وَاحِد مِنْهُمَا لؤلؤة أَو) أَكثر من ذَلِك فَإِنَّهُ يجمع الْقُرْآن أَو علم الْبر وَمن رأى فِي أحد قرطيه لؤلؤة دون الْأُخْرَى فَإِنَّهُ يحفظ نصف الْقُرْآن أَو يفعل شَيْئا من الْبر لَا يكون كَامِلا وَقيل من رأى فِي أُذُنَيْهِ حلقا فَإِنَّهُ يكون عِنْد النَّاس ذَا زِينَة وجمال. وَمن رأى فِي حلق اذنيه درا ثمينا فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن وَالْعلم وَإِذا كَانَ اللُّؤْلُؤ صغَارًا فَإِنَّهُ ينسى الْعلم وَمن رأى فِي أذن امْرَأَته حلقتين من ذهب أَو فضَّة أَو الْوَاحِدَة من ذهب وَالْأُخْرَى من فضَّة فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ القرط وَالسيف فِي التَّأْوِيل سَوَاء للرجل وَالْمَرْأَة. والقرط من ذهب يدل على رجل مغن. وَحكى ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَن فِي إِحْدَى أُذُنِي قرطا فَقَالَ كَيفَ غناؤك قَالَ حسن الصَّوْت فَقَالَ هُوَ ذَلِك فَإِن رأى القرط من فضَّة فَإِنَّهُ يحفظ الْقُرْآن كُله وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا أَمينا فَإِنَّهُ يملك وصائف لقَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون وَإِن كَانَ مَعَ القرط سيف فَإِنَّهُ يرْزق بِنْتا وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا امْرَأَة حُبْلَى رزقت ابْنا. وَمن رأى فِي مَنَامه امْرَأَة أذنها قرط وَسيف فَإِن لَهُ تِجَارَة فِي بَلْدَة عامرة كَثِيرَة الْجَوَارِي والاماء فَإِن الْمَرْأَة فِي التَّأْوِيل تِجَارَة وَكَذَلِكَ الْجَارِيَة. وروى أَن رجلا قَالَ لبَعض المعبرين رَأَيْت فِي أذن امْرَأَتي حَلقَة نصفهَا ذهب وَنِصْفهَا فضَّة فَقَالَ لَعَلَّك طَلقتهَا طَلْقَتَيْنِ وَبقيت على وَاحِدَة فَقَالَ نعم هُوَ كَذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 778 وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق القرط يؤول على أَرْبَعَة أوجه زِيَادَة زِينَة وجمال وَتعلم علم وَقُرْآن وَشرف وجاه وحزن وغم بِسَبَب الطَّلَاق إِن كَانَ لَهُ امْرَأَة وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فَيدل على الْحزن. وَأما الْخَاتم فَقَالَ دانيال من عرف الْخَاتم وصائغه ونقشه فَإِنَّهُ يؤول بصائغه فمهما رأى من خير أَو شَرّ كَانَ عَائِدًا عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه أعْطى خَاتمًا وَقيل اختم بِهِ إِن كَانَ لائقا للْملك يكون ملكا وَإِن كَانَ غَنِيا يحصل لَهُ زِيَادَة فِي المَال وَإِن كَانَ فِي الْغَزْو فَإِنَّهُ ينتصر ويظفر وَإِن كَانَ زاهدا ازْدَادَ فِي زهده وَيُقَاس عَلَيْهِ بَاقِي الصَّنَائِع. وَمن رأى أَن ملكا أعْطى لَهُ خَاتمًا فَإِنَّهُ يحصل من ملكه شَيْء أَو لأقاربه. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن خَاتمه قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مشقة وعناء فِي الْأُمُور وَمن رأى) أَن فص خَاتمه قد ضَاعَ فَيحصل لَهُ خلل فِي بعض الْأُمُور. وَمن رأى أَن خَاتمه قد انْكَسَرَ وَضاع وَبَقِي فصه فَإِنَّهُ يدل على زَوَال جاهه وشرفه وَلَكِن صلابته وهيئته تكون على حَالهَا. وَمن رأى أَن فص خَاتمه قد انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يدل على خلاف ذَلِك. وَمن رأى أَنه قد وهب خَاتمه لأحد فَإِنَّهُ يهب من مَاله وَملكه بعض الشَّيْء. وَمن رأى أَنه قد بَاعَ خَاتمه وَأخذ ثمنه فَإِنَّهُ يدل على أَنه يَبِيع بعض مَاله ويخزنه وَإِن رأى الْملك ان خَاتمه قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال ملكه. وَمن رأى أَنه لم يُعجبهُ صياغة خَاتمه فَإِنَّهُ يذهب بعض مَاله ويغضب عَلَيْهِ الْملك. وَمن رأى أَن خَاتمه من ذهب فَإِن جَمِيع مَا يملكهُ يكون مَكْرُوها وحراما وَإِن كَانَ من فضَّة يكون جَمِيع مَا يملكهُ حَلَالا طيبا وَإِن كَانَ من حَدِيد فَإِن مَا يملكهُ يكون حَقِيرًا ذليلا وَإِن كَانَ وَقَالَ جَابر المغربي من رأى فِي اصبعه خَاتمًا من حَدِيد فَإِنَّهُ يدل على الْقُوَّة والغنى وَإِن كَانَ من نُحَاس أصفر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من شخص دنيء الأَصْل. وَمن رأى أَنه وضع خَاتمه أَمَانَة عِنْد أحد أَو وهبه لَهُ ثمَّ رد إِلَيْهِ خَاتمه فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة وَلَا يُجَاب فِي ذَلِك وَمن رأى أَنه كسر خَاتمه نِصْفَيْنِ فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الْفرْقَة بَينه وَبَين عِيَاله. وَمن رأى أَنه وجد خَاتمًا بفصين مُوَافقا أَحدهمَا للْآخر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شرف ونفاذ أَمر وَحُصُول مَال ونعمة وَإِن لم يَكُونَا موافقين فَإِنَّهُ يدل على اللواطة وَالزِّنَا وَإِن رأى أَن أَحدهمَا وَقع وَبَقِي الآخر فَإِنَّهُ يَتُوب من أَحدهمَا. وَمن رأى أَنه قد ختم مَكْتُوبًا بِخَاتمِهِ فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ اخبار خُفْيَة وَإِن كَانَ الْمَكْتُوب منشورا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ خبر شَائِع. وَقَالَ السالمي من رأى أَن فِي اصبعه خَاتمه وَلَيْسَ مِمَّا يلْبسهُ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَقُوَّة أَو يتَزَوَّج امْرَأَة ويصيب ولدا مُبَارَكًا. وَمن رأى أَنه لَهُ خَاتمًا وتختم بِهِ وَرَأى لَهُ ابهة فَإِنَّهُ يملك شَيْئا لم يملكهُ قطّ. وَقيل من رأى أَنه تختم بِخَاتم فضَّة فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد بار. وَمن رأى أَن فص خَاتمه أَحْمَر فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد فَاسد وَإِن كَانَ أسود فولده يثبت على الذلة وَمن رأى أَنه أصَاب خَاتمًا وَهُوَ فِي مَسْجِد أَو فِي صَلَاة أَو فِي سَبِيل الله فَإِنَّهُ يملك امْرَأَة يحرز بهَا) دينه وَإِن كَانَ ملكا أَو ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ يُصِيب رفْعَة وَقُوَّة ويلقى مَعَ ذَلِك حَربًا وَإِن كَانَ تَاجِرًا أصَاب ربحا فِي تِجَارَته ونال خيرا. وَقيل من رأى أَنه أعْطى خَاتمًا من ذهب على هَيْئَة الْخَوَاتِم من غير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان أصَاب مَكْرُوها فِي الدّين وَإِن كَانَ عَلَيْهِ نقش يحمد كَانَت عقباه إِلَى خير وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه أعْطى خَاتمًا على غير هَيْئَة الْخَوَاتِم وَكَانَ من ذهب وَلَيْسَ عَلَيْهِ نقش وَلَا عرف صياغته فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَة الذَّهَب فيؤول على وَجْهَيْن إِذا لم يعرف نقشه وصياغته إِمَّا ذهَاب شَيْء يملكهُ أَو غضب من أميره عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه يلبس خَاتمًا من مَعْدن فَإِنَّهُ بِنسَب إِلَيْهِ فِي الْقُوَّة والضعف ويعبر ذَلِك بِحَسب الرَّائِي. وَمن رأى أَنه يلبس خَاتمًا أَو يدخره وفصه ياقوت فَإِنَّهُ يؤول ان كَانَ عِنْده حَامِل تَلد بِنْتا وَتَمُوت سَرِيعا وَإِن لم يكن عِنْده حَامِل فَإِنَّهُ يدل على حملهَا وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يلتقط بِنْتا مرمية وَرُبمَا دلّ على وجدان شَيْء. وَمن رأى أَنه بعض خَاتمه إِلَى قوم فَردُّوهُ فَإِنَّهُ يخْطب قوما ويردونه فَإِن أَخَذُوهُ فانهم يقبلونه. وَمن رأى أَن خَاتمه انتزع مِنْهُ غَضبا فَإِنَّهُ يذهب عَنهُ سُلْطَانه أَو مَا ينْسب الْخَاتم إِلَيْهِ. وَمن رأى أَن خَاتمه قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يدْخل عَلَيْهِ فِي سُلْطَانه أَو معيشته مَا يكره أَو يعسر عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه يطْلب خَاتمه وَهُوَ فِي يَده فَإِنَّهُ يحصل لَهُ أَمر حَتَّى يتَيَقَّن ذهَاب مَا يملك وَلَا يذهب لَهُ شَيْء وَيكون أمره إِلَى خير وسلامة. وَمن رأى أَنه يلبس خَاتمًا مبروما أَو ملتويا فَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يؤول على أَنه أبرم أمرا أَو حصل لَهُ مِنْهُ مَا يكرههُ وَإِن كَانَ من فضَّة فضده. وَمن رأى أَن خَاتمه انْكَسَرَ أَو سقط وَذهب عَنهُ فَإِن ذَلِك يؤول على خَمْسَة أوجه ذهَاب مَاله ومفارقة امْرَأَته وَقرب أَجله وَمَوْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 779 وَلَده وَذَهَاب جاهه وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك فَهُوَ نَظِيره وَلَكِن يزْدَاد فِي ذَلِك للْمَرْأَة موت أقرب النَّاس إِلَيْهَا. وَمن رأى أَن فص خَاتمه سقط فَإِنَّهُ يذهب وَجه سُلْطَانه وجاهه. وَمن رأى أَن فِي اصبعه خَاتمًا وَله فص وَقد انقلع أَو انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته.) وَمن رأى أَن حَلقَة خَاتمه انْكَسَرت أَو سَقَطت عَنهُ وَبَقِي الفص فَإِنَّهُ يذهب سُلْطَانه وَيبقى ذكره وَمَاله وهيئته. وَمن رأى أَنه وهب لَهُ خَاتم هبة لَا رُجُوع لَهَا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَال فَإِن عرف الْوَاهِب كَانَ ذَلِك المَال مِنْهُ وَإِن لم يعرف فَهُوَ من رجل مَجْهُول وَبِالْجُمْلَةِ إِذا تحقق أَن لَا رُجُوع عَلَيْهِ مِنْهُ فَإِن مَاله يَدُوم لَهُ مُدَّة حَيَاته. وَمن رأى أَنه وهب خَاتمه لأحد هبة لَا رُجُوع فِيهَا فَإِنَّهُ يخرج من بعض مَا يملك بِطيبَة نَفسه فَإِن نوى الرُّجُوع عَاد إِلَيْهِ ذَلِك. وَمن رأى أَنه بَاعَ خَاتمه فَإِنَّهُ يُؤثر شَيْئا على مَا يملك ويناله. وَمن رأى أَن لخاتمه فصين فص من ظَاهر الْيَد وفص من بَاطِنهَا وكلالهما فِي صياغتهما ونقشهما متشابهان فَإِن ذَلِك سُلْطَان ظَاهر وباطن وَإِن خَالف أحد الفصين الآخر فِي صياغته فَإِنَّهُ يؤول لصَاحبه أَو لابسه على وَجْهَيْن يَأْتِي النِّسَاء وَالرِّجَال أَو يَأْتِي امْرَأَة من الْجِهَتَيْنِ فَإِن انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يقْلع عَن ذَلِك. وَمن رأى أَنه ختم لأحد على طين فَإِن المطبوع لَهُ ينَال عزا وشرفا. وَمن رأى أَن ملكا طبع لَهُ طبعا بِخَاتمِهِ فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها والا نَالَ مِنْهُ عزا وشرفا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْخَاتم ملك لمن كَانَ من أَهله والفص هَيْبَة لِأَن ملك سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ فِي خَاتمه وَلما ذهب مِنْهُ زَالَ ملكه وَلما عَاد إِلَيْهِ عَاد ملكه والقصة فِي ذَلِك مَشْهُورَة. وَحكى ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَن خَاتمِي انْكَسَرَ قَالَ ان صدقت رُؤْيَاك طلقت امْرَأَتك فَلبث ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى طَلقهَا. وَمن رأى أَنه يخْتم بِخَاتم الْخَلِيفَة وَكَانَ هاشميا أَو عَرَبيا أصَاب ولَايَة جليلة وَإِن كَانَ من الموَالِي فَإِنَّهُ يَمُوت أَبوهُ ويخلفه وَإِن لم يكن لَهُ أَب فَإِنَّهُ يَنْقَلِب أمره إِلَى خلاف مَا يتمناه وَإِن كَانَ خارجيا أصَاب ولَايَة بَاطِلَة لَا تدوم لَهُ. وَمن رأى أَنه لبس خَاتمًا وَكَانَ فصه من أَصله فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد أَو شِرَاء جَارِيَة أَو دَابَّة أَو دَار وتحول فص الْخَاتم من مَوْضِعه يؤول للملوك بالاشراف على الْعَزْل ولغيرهم بِتَغَيُّر الْأَحْوَال. وَمن رأى أَن خَاتمه بفصين فَإِن كَانَ ملكا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي ملكه وَإِن كَانَ تَاجِرًا فَهُوَ ربح لَهُ من وَجه البيع وَالشِّرَاء وَإِن كَانَ عَالما فَإِنَّهُ يدل على مداراته لأهل الدُّنْيَا وَالدّين.) وَمن رأى أَنه اسْتعَار خَاتمًا فَإِنَّهُ يملك شَيْئا لَا بَقَاء لَهُ وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه ملك خَاتمًا وَلَا نقش فِيهِ. وَمن رأى أَن الْخَاتم فصه من فضَّة فَإِنَّهُ يدل على الْفَرح لصَاحبه وَلَكِن بِقُوَّة وَقيل رُؤْيا الْخَاتم إِذا كَانَ فضَّة يدل على الْفَرح والراحة والخاتم الذَّهَب فِي أصْبع الرجل بِدعَة فِي دينه وخيانة فِي مُعَامَلَته وَقيل رُؤْيا فص الْخَاتم ولَايَة وللنساء زوج مُوَافق. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْخَاتم تؤول على ثَمَانِيَة أوجه ولد وَمَال وَولَايَة وعيش وخادم وعلو مرتبَة وزينة وَرَأس الْعَمَل. وَأما المنطقة فَإِنَّهَا تؤول على وُجُوه فَمن رأى أَن عَلَيْهِ منْطقَة غير محلاة فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا أَو خَادِمًا أَو عَمَّا أَو رجلا كَبِيرا يستظهر بِهِ من النَّاس وَإِن كَانَت محلاة فَإِنَّهُ يُصِيب مَا لَا يستظهر بِهِ من النَّاس أَو أَوْلَادًا يسودون أهل بَيته. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ منطقتين أَو أَكثر فَهُوَ أَجود وأوثق. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ مناطق كَثِيرَة بِهِ حَتَّى يعجز عَن حملهَا فَإِنَّهُ يطول عمره حَتَّى يبلغ أرذل الْعُمر. وَمن رأى أَنه أعْطى لَهُ منْطقَة فَإِنَّهُ يدل على ثَلَاثَة أوجه إِصَابَة مَال وَحُصُول ولدا وَعمر طَوِيل. وَمن رأى أَنه يحاول لبس منْطقَة فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا فِي سُلْطَان وينال عزا وجاها. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المنطقة تؤول بأب أَو عَم أَو ولد أَو رجل من الرؤساء أَو من يَسْتَعِين بِهِ الرجل فِي أُمُوره. فَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ منْطقَة وَشد بهَا وَسطه فَإِنَّهَا تؤول على أَنه مضى من عمره النّصْف وَإِن كَانَت المنطقة محلاة بِالذَّهَب المنقوش فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْجِمَاع وَقيل المنطقة الذَّهَب تؤول وَمن رأى منْطقَة وَأَخذهَا بِيَمِينِهِ فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن أَخذهَا بيسارة فَهِيَ ولَايَة وَإِذا كَانَت مرصعة فَهِيَ أبلغ وأجود. وَقَالَ بعض المعبرين أَرَادَ بالمنطقة الحياصة وَهِي تشد بأوساط الخاصيكة وَغَيرهم مِمَّن ينْسب للْملك وَذَلِكَ مَفْهُوم. وَأما الخلخال فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن عَلَيْهِ خلخالا من ذهب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ شدَّة وَخَوف أَو حبس أَو قيد أَو مَا أشبه ذَلِك.) وَمن رأى أَن عَلَيْهِ خلخالا من فضَّة فَإِنَّهُ جدد لَهُ اخوان ويتخذهم وَيرى مَا يكرههُ أَو يضْرب سياطا وَإِن كَانَ الخلخال ملونا فَهُوَ أَشد وَأقوى وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ان فِي رِجْلَيْهَا خلخالا من أَي مَعْدن كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 780 فمهما رَأَتْ فِي ذَلِك من زين أَو شين فَهُوَ يؤول فِي زَوجهَا وَإِن لم يكن لَهَا زوج فَهُوَ زِينَة لَهَا فِي النَّاس على قدر جمال الخلخال وهيئته. وَمن رأى أَنه يلبس شَيْئا من الْحلِيّ أَو حمله فَإِن كَانَ من فضَّة منقوشة فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة والساذج دون ذَلِك والمطلية لَا بَأْس بهَا وَإِن كَانَت مخرقة كَانَت أَجود وَرُبمَا كَانَ الْحلِيّ من الذَّهَب المنقوش المخرق أفضل من غَيره وَجَمِيع الْحلِيّ للنسوة عيشة حَسَنَة ووفاء الزَّوْج لَهَا وَقيل رُؤْيا الْحلِيّ للرِّجَال تؤول بِحُصُول معاش وَكسب. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى شَيْئا مَعْمُولا من فضَّة أَو ذهب فَإِن عرف نَوعه كَانَ تَأْوِيله فِيمَا يكون ذَلِك النَّوْع فِي أصل التَّعْبِير وَإِن لم يعرف نَوعه فالذهب هم وَالْفِضَّة خير. (الْبَاب الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا أَنْوَاع الأسلحة والدروع واللبوس وَمَا يُنَاسب ذَلِك على مَا يَأْتِي تَعْبِير كل شَيْء على حِدة) أما السَّيْف فَقَالَ دانيال السَّيْف فِي غلافه مَا لم يكن لَهُ قَبْضَة وَلَا سفط فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ وَإِن كَانَ مسلولا فَإِنَّهُ يؤول بنفاذ الْأَمر. وَمن رأى أَنه سحب سَيْفه من غلافه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد خُصُوصا إِن كَانَ سحبه بِيَدِهِ الْيُمْنَى. وَمن رأى أَن سَيْفه كسر فِي غلافه فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت وَلَده فِي بطن أمه وَهِي تسلم. وَمن رأى أَنه يرشق سَيْفه وَكسر فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت أَبِيه أَو عَمه أَو من يقوم مقامهما وَمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا أَيْضا ورؤيا كسر نبذة السَّيْف يؤول بِمَوْت الْأُم أَو الْخَالَة فَمَا رؤى فِي نبذات السَّيْف من زين أَو شين فَهُوَ يؤول فيهمَا. وَمن رأى أَنه سحب سَيْفه على رَأسه وَلم يقْصد بِهِ أحدا فَإِنَّهُ يؤول بعلو الْمنزلَة حَتَّى يظْهر اسْمه فِي الْآفَاق وَإِن أَرَادَ بِهِ ضرب أحد فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ أضمر سوءا لأحد ثمَّ نأى عَن ذَلِك وَصَرفه عَمَّا أضمره لَهُ. وَمن رأى أَنه ضرب أحدا بِسيف وَترك السَّيْف مَعَ ضريبته فَإِنَّهُ يؤول بِأَن الضَّارِب يحصل مِنْهُ) مَنَافِع للنسوة. وَمن رأى أَنه ضرب أحدا بِسيف وَلم يقطع وَلَا أثر فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول كَلَام مِنْهُ لأحد وَلَا يُؤثر فِيهِ. وَمن رأى أَنه ضرب أحدا بِسيف فهدل مِنْهُ عضوا فَإِنَّهُ يدل على صُدُور أَمر يحصل بِهِ فرقة من نسل ذَلِك الْمَضْرُوب مِنْهُ. وَمن رأى أَنه تقلد بِسيف فَإِنَّهُ يؤول بأركان أحد الْمُلُوك وتوليته أمرا لأمانته. وَمن رأى أَن حمائل سَيْفه قد طَالَتْ حَتَّى سحب على الأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بِمَالِه من تِلْكَ الْولَايَة ويكرهه مِنْهَا وَإِن قصرت الحمائل فَإِنَّهُ لَا يثبت فِيهَا وَقطع الحمائل يدل على الْعَزْل وَمن رأى أَنه ضرب إنْسَانا بِغَيْر خُصُومَة فَإِنَّهُ يشهر اسْمه. وَمن رأى أَن فِي سَيْفه عَيْبا أَو ثلمة أَو صدأ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نقص لصَاحبه وَعدم نَفاذ وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أَرَادَ أَن يسحب سَيْفه فانكسر غلافه فَإِنَّهُ يؤول بِأَن كَانَ لَهُ امْرَأَة حُبْلَى تَلد وَتَمُوت وَيسلم الْوَلَد وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ نقص فِي جاهه وحرمته وَإِن كَانَ ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل عَنهُ. وَمن رأى أَنه أعْطى سيوفا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ غنى. وَمن رأى أَنه يسحب سَيْفه من غلافه وَخرج كَمَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد بار. وَمن رأى أَن سَيْفه انْكَسَرَ غلافه وَهُوَ معافى فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت وَالِده أَو والدته. وَمن رأى أَنه ضرب أحدا بِسيف فَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ظلم للمضروب مِنْهُ بِغَيْر ذَنْب وَإِن تلوثت ثِيَاب الضَّارِب من دم الْمَضْرُوب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال حرَام وَرُبمَا كَانَ تُهْمَة للمضروب بِمَال حرَام وَهُوَ مِنْهَا بَرِيء. وَمن رأى أَن أحدا أَخذ سَيْفه من يَده فَإِنَّهُ يؤول بِأخذ مَاله من المنصب. وَمن رأى أَنه شدّ سَيْفه فِي وَسطه محكما فَإِنَّهُ يؤول بطول الْعُمر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن لَهُ سَيْفا من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من الأكابر. وَمن رأى أَن لَهُ سَيْفا من حَدِيد فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة أمره. وَمن رأى أَن لَهُ سَيْفا من حَدِيد أَو نُحَاس مفرغ فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَن لَهُ سَيْفا من قلعى أَو رصاص فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من امْرَأَة جليلة الْقدر) وَإِن كَانَ من أَنْوَاع الْجَوَاهِر مرصعا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير وبركة من قبل الْعلمَاء وَإِن كَانَ ذَا منصب فَإِنَّهُ يزْدَاد أبهة ببركة الْعلم. وَمن رأى أَن لَهُ سَيْفا من خشب فَإِنَّهُ يدل على ضعف أُمُوره. وَمن رأى أَن لَهُ سَيْفا من فخار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من نسْوَة الْمُلُوك. وَمن رأى حد سَيْفه كسر فَإِنَّهُ يدل على موت أَبِيه أَو أمه. وَمن رأى أَن عقب سَيْفه كسر فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت أحد من أهل بَيته. وَمن رأى أَن سَيْفه مشدود فِي وَسطه فَإِنَّهُ يخْدم لأحد. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 781 رأى أَن لَهُ سيفين وَهُوَ متقلد بهما يَمِينا ويسارا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة فِي عملين أَو وظيفتين إِن كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن لم يكن فَهُوَ ولدان. وَمن رأى لسيفه حَدَّيْنِ فَإِنَّهُ يؤول بنفاذ الْأَمر. وَمن رأى أَن ملكا شدّ سَيْفا على وَسطه فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول قُوَّة ونفاذ أَمر من الْمُلُوك وَإِن أعْطى لَهُ سَيْفا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول قُوَّة ونفاذ أَمر من الْمُلُوك وَمن رأى أَن ملكا شدّ سَيْفا على وَسطه فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول قُوَّة ونصرة وَرُبمَا يرْزق ولدا وَمن رأى أَن سَيْفه يلمع فَإِنَّهُ وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ قبيعة السَّيْف تؤول بِالْوَلَدِ. وَحكى أَن هشاما قَالَ لِابْنِ سِيرِين: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن بيَدي سَيْفا مسلولا وَأَن أَمْشِي وَقد وضعت طرفه فِي الأَرْض كَمَا يضع الرجل الْعَصَا فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَل لَك امْرَأَة حُبْلَى قَالَ نعم قَالَ تَلد غُلَاما إِن شَاءَ الله فَكَانَ كَمَا عبر. وَمن رأى أَنه أعْطى زَوجته سَيْفا فِي غلافه فَإِنَّهُ يَأْتِي لَهُ ابْنة وَمن رأى أَنَّهَا أَعطَتْهُ كَذَلِك فتعبيره نَظِيره ورؤيا السَّيْف الْخشب تدل على ولد مُنَافِق عَاق وَإِن كَانَ من رصاص كَانَ مخنثا وَإِن كَانَ من صفر يرْزق الْغنى وَإِن كَانَ من حَدِيد كَانَ شجاعا. وَمن رأى أَنه سل سَيْفه من غلافه فلمع فِي يَده فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام حق يكون فِيهِ حلاوة لسامعه وَإِن كَانَ السَّيْف صدئا فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى كَأَن بِيَدِهِ سَيْفا ثقيلا لَا يَسْتَطِيع حمله فَهُوَ كَلَام لَا طَاقَة لَهُ بِهِ وَإِن كَانَ فِيهِ ثلمة فَهُوَ عجز لما يَقْصِدهُ من الْكَلَام بِمَا يُرِيد. وَقد حكى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت رجلا قَائِما فِي وسط مَسْجِد متجردا وَبِيَدِهِ) سيف مسلول فَضرب بِهِ صَخْرَة ففلقها فَقَالَ ابْن سِيرِين يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا الرجل الَّذِي رَأَيْته الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ الرجل هُوَ وَالله هُوَ. قَالَ ابْن سِيرِين قد ظَنَنْت أَنه الَّذِي تجرد فِي الدّين فَإِن الْمَسْجِد يدل على الدّين وَإِن السَّيْف يدل على اللِّسَان وَإِن الصَّخْرَة تدل على قلب الْمُنَافِق وفلقه ذَلِك كَلَامه الْمُسْتَقيم الَّذِي يحصل بِهِ تَأْثِير فِي قُلُوب الْمُنَافِقين. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ سَيْفا مسلولا وَكَانَ فِي خُصُومَة فَهُوَ صَاحب الْحق والظافر بِهِ وَإِن كَانَ السَّيْف مَوْضُوعا فَأَخذه فَإِنَّهُ يطْلب حَقًا فيجده وَقيل إِن السَّيْف يدل على غضب صَاحب الرُّؤْيَا وَشدَّة أمره. وَقيل من رأى سَيْفا أَو سيوفا مسلولة وَالرِّيح تهب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الطَّاعُون فِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَنه يلْعَب بِالسَّيْفِ فَإِنَّهُ يؤول بالفصاحة والسياسة. وَمن رأى أَنه يضْرب بِالسَّيْفِ يَمِينا وَشمَالًا فيؤثر ضربه على شَيْء من الْمَخْلُوقَات سَوَاء كَانَ حَيَوَانا أَو جمادا أَو نباتا أَو سَائِلًا فَإِنَّهُ يبسط لِسَانه بالْكلَام الَّذِي لَا يجوز وَأولُوا السَّيْف بِاللِّسَانِ لقَوْله تَعَالَى سلقوكم بألسنة حداد. فَإِذا كَانَ بِهَذَا الْمُقْتَضى يدل على أَنه إِذا رأى أحدا ضربه بِسيف فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يُؤْذِيه بالْكلَام وَيكون مبلغ ذَلِك بِقدر مَا قطع وَقيل من رأى أَنه مقلد أَرْبَعَة سيوف فَإِنَّهُ يتَزَوَّج أَربع نسْوَة. وَمن رأى أَنه مقلد بسيوف لَا يعرف عَددهَا فَإِنَّهَا مَكْرُوهَة لَهُ. وَقَالَ السالمي من رأى أَن بِيَدِهِ سَيْفا مسلولا قد شهره لَا يَنْوِي أَن يُقَاتل بِهِ فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا أَو وَمن رأى أَنه ضرب بِهِ إنْسَانا فَإِنَّهُ يبسط عَلَيْهِ لِسَانه على قدر الضَّرْب وَإِن رأى أَنه لَا يخرج مِنْهُ دم فَإِن كَلَامه لَهُ فِي حق وَصَلَاح وَأمر يحصل لَهُ فِيهِ نتيجة وَإِن خرج مِنْهُ دم وَلم يلطخ بِهِ الضَّارِب والمضروب فَإِنَّهُ كَلَام لَا يحصل بِهِ نتيجة غير الأذية وغرامة المَال وَرُبمَا نَالَ الضَّارِب من الْمَضْرُوب مَالا حَرَامًا لَا بَقَاء لَهُ. وَمن رأى أَنه ضرب إنْسَانا فَقطع عُنُقه فَإِنَّهُ يُوفي دين الْمَضْرُوب وَرُبمَا يحسن إِلَيْهِ وَمن رأى أَن أحدا يضْربهُ بِسيف فَيقطع أعضاءه فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن إِن فرق الْأَعْضَاء سَافر سفرا بَعيدا وَتَفَرَّقَتْ أَوْلَاده أَو نَسْله فِي الْبلدَانِ وَإِن لم يفرق شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُسَافر قَرِيبا وَيرجع بِخَير. وَمن رأى أَن رجلا طعنه بِالسَّيْفِ من غير مُنَازعَة فَإِن المطعون والطاعن شريكان فِي مصاهرة بَين قوم أَو مَا أشبه ذَلِك.) وَمن رأى أَنه أعْطى سَيْفا مُبْهما فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد يشك فِيهِ وَمن رأى أَنه يسحب سَيْفه من غلافه فيتعوق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقْصد الْكَلَام مَعَ أحد فَلَا يَسْتَطِيع. وَمن رأى أَن سَيْفه إنكسر أَو سقط من يَده أَو انتزع مِنْهُ أَو قهر عَلَيْهِ أَو رمي بِهِ أَو رَهنه أَو سرق مِنْهُ أَو أَعَارَهُ أَو بَاعه فَإِنَّهُ يؤول على عشرَة أوجه عزل وَمَوْت أَقَاربه وَغَلَبَة وغرامة وَحُصُول مُصِيبَة ونقصان جاه وَمَوْت ولد وَطَلَاق امْرَأَة وَمَوْت خَادِم وَضعف مقدرَة. وَمن رأى أَن بوسطه سَيْفا مشدودا وَهُوَ مقلد بِهِ وَهُوَ مقلص عَنهُ فَإِنَّهُ يؤول بِأَن المنصب الَّذِي هُوَ فِيهِ دونه وَأَنه يرْتَفع عَنهُ ذَلِك المنصب لغيره. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السَّيْف تؤول على سِتَّة أوجه ولد وَولَايَة وَحجَّة وَمَنْفَعَة وَمَال وظفر على الْأَعْدَاء وَرُبمَا دلّ السَّيْف على رجل ذِي قُوَّة فصيح القَوْل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 782 وَأما الْقوس فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه فَمن رأى أَنه يجذب قوسا بِغَيْر نشاب فَإِنَّهُ يؤول على السّفر وَيحصل لَهُ فَائِدَة وَيعود بِخَير. وَمن رأى أَن وتر قوسه إنقطع فَإِنَّهُ يدل على غير تَمام السّفر وَرُبمَا كَانَ من ذَلِك السّفر خسران. وَمن رأى أَن رجلا أعْطى لَهُ قوسا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد أَو أَخ. وَمن رأى أَن شخصا أعْطى لَهُ قوسا بغلافه فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَمن رأى أَن قوسه كسر فَإِنَّهُ يدل على زَوَال عزه وشرفه وَرُبمَا كَانَ خسارة وَمن رأى أَن وتر قوسه انْقَطع بِغَيْر سَبَب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة من قبل أقربائه. وَمن رأى أَنه رمى النشاب بقوسه فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مطالعة من الأكابر. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه رمى بفردة نشاب مُسْتَقِيمَة الرَّمْي فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام حق وَإِن وَمن رأى أَنه يصنع لَهُ قوسا جَدِيدا فَإِنَّهُ يؤول بتزوج امْرَأَة وَحُصُول مَنْفَعَة مِنْهَا وَإِن كَانَ ذَا شرف فَإِنَّهُ يؤول على زِيَادَة مَنْزِلَته. وَمن رأى أَن لَهُ قوسا وَلم يقدر أَن يَرْمِي بِهِ من شدته فَإِنَّهُ لَا يحصل من ملك أَو امْرَأَة يطْلبهَا فَائِدَة وَلَا مَنْفَعَة وَمن رأى أَنه يَبِيع قوسا فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان شرفه. وَمن رأى الْقوس يؤول بطول الْعَمَل. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْقوس الْجَدِيد هُوَ امْرَأَة يطْلبهَا وَمن رأى أَنه جر قوسا فَإِنَّهُ يؤول على امراة) تدوم مَعَه وَمن رأى أَن وتر قوسه انْقَطع فَإِن الْمَرْأَة لَا تدوم مَعَه وتفارقه سَرِيعا. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ قوسا شَدِيدا فَإِذا جَرّه لَان لَهُ فَإِنَّهُ يدل على خطْبَة امْرَأَة ويسهل أمرهَا وَإِن سَافر يكون سَفَره مُبَارَكًا وَيحصل لَهُ من سَفَره المُرَاد وَيعود سَرِيعا بِالْخَيرِ والسلامة. وَمن رأى أَن قوسه أَلين صَار قَوِيا فتأويله بِخِلَاف ذَلِك. وَمن رأى أَنه بَاعَ قوسه وَأخذ ثمنه إِمَّا دَرَاهِم وَإِمَّا دَنَانِير فَإِنَّهُ يخْتَار دُنْيَاهُ على آخرته لأجل امْرَأَته وَإِن أَخذ غير الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير بِثمن الْقوس فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده وَقَضَاء حَاجته. وَمن رأى أَنه أعْطى لَهُ قَوس بِوتْر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج سَرِيعا ويظفر على عدوه. وَمن رأى أَن لَهُ قوسا حسنا نظيفا فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى الله تَعَالَى بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة لقَوْله تَعَالَى فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْقوس امْرَأَة سريعة الْولادَة وللمتزوج ولد وَمن رأى كَأَنَّهُ أعْطى امْرَأَته قوسا رزق بِنْتا وَإِن رأى كَأَن امْرَأَته أَعطَتْهُ قوسا رزق إبنا والقوس فِي الغلاف صبي فِي بطن أمه وَمد الْقوس من غير سهم دَلِيل سفر. وَمن رأى كَأَنَّهُ مد قوسا عَرَبيا فَإِنَّهُ يُسَافر إِلَى رجل شرِيف سفرا فِي عز وَإِن كَانَ الْقوس فارسيا فَإِنَّهُ يُسَافر إِلَى قوم عجم وإنقطاع الْوتر دَلِيل على الْقعُود من السّفر وَيدل على طَلَاق الْمَرْأَة أَيْضا وانكسار الْقوس دَلِيل على موت الْمَرْأَة وَالْولد وَالشَّرِيك أَو بعض الأقرباء وَرُبمَا دلّ الْقوس على الْولَايَة وانكساره يدل على الْعَزْل وصعوبة الْقوس دَلِيل على كَثْرَة التَّعَب للْمُسَافِر وللتاجر على الخسران وَفِي الْوَلَد على العقوق وَفِي الْمَرْأَة على النُّشُوز وسهولته على الضِّدّ مِنْهُ وَإِن رمى بِهِ سَهْما فَأصَاب الْغَرَض نَالَ مُرَاده وَرُبمَا تدل رُؤْيا الْقوس على الْقرب من بعض الْأَشْرَاف لما ذكر فِي قَوْله تَعَالَى فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى. وَقيل من رأى أَنه أعْطى قوسا لَيْسَ مَعَه سلَاح وَلَا هُوَ موتر فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا أَو أَخا فَإِن كَانَ الْقوس موترا فَإِنَّهُ يتخوف عدوه من بعيد ويرهبه. وَمن رأى أَنه نزع وتره عَن قوسه فَإِنَّهُ يُقيم عَن سفر وَكَذَلِكَ. إِذا رأى أَن قوسه كَانَ موترا وَانْقطع وَلَكِن فِي هَذَا زِيَادَة إِنَّه لَا يصل إِلَى مَا أمل. وَمن رأى أَن وتر قوسه قطع من جذبه على حِين غَفلَة فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة فِيمَن يعز عَلَيْهِ.) وَمن رأى أَنه ينحت قوسا فَإِنَّهُ يحدث زوجا غير الَّذِي مَعَه أَو يُصِيب غُلَاما وَإِن كَانَ صَاحب سُلْطَان فَإِنَّهُ يزْدَاد فِي أمره وَإِن كَانَ الْقوس فارسيا كَانَ السُّلْطَان أعجميا. وَمن رأى أَن قوسه أتسع عَلَيْهِ ان يُوتر أَو استرخى فِي يَده فَإِنَّهُ ينَال مَا يطْلب من ملك أَو امْرَأَة أَو ولد وَرُبمَا يعسر عَلَيْهِ أَمر ويلتوي. وَمن رأى أَن قوسه بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن قوسه انحنى من غير نزع وَلَا رمي فَإِنَّهُ يؤول بطول عمره إِلَى أَن ينحني ظَهره وَيصير هرما وَرُبمَا يصاب بمصيبة يبلغ مِنْهَا كل مبلغ. وَمن رأى أَنه بَاعَ قوسه فَإِنَّهُ مُؤثر مَا هُوَ فِيهِ من دين أَو دنيا على غَيره. وَمن رأى أَن قوسه انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مُصِيبَة فِيمَا يملك فَإِن أصلح كَسره وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول بذهاب شَيْء ثمَّ يعود لَهُ وَإِن حصل فِيهِ بعض خلل فالبعض يذهب وَالْبَعْض يجده. وَمن رأى أَنه يَرْمِي بقوسه سَهْما فَإِنَّهُ إِن كَانَ صَاحب منصب ينفذ كتبه وَكَلَامه بِقدر مَا بلغ مِنْهُ. وَمن رأى أَنه مد قوسه إِلَى أَن يُجَاوز الْحَد فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن ارْتِكَاب أَمر إِلَى ان يتَجَاوَز الْحَد وَقُوَّة وظفر. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْقوس تؤول على سَبْعَة أوجه سفر وَولد وَأَخ وَامْرَأَة وأوصاف حَسَنَة وَقُوَّة وَرِجَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 783 صعاب بِقدر شدَّة الْقوس. وَأما قَوس البندق فَإِنَّهُ يؤول بِكَلَام قَبِيح وغم وحزن وإيذاء النَّاس لِأَن قَوس البندق فِي طَرِيق الدّين غير مَحْمُود. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ قَوس البندق وَلَكِن مَا يَرْمِي بِهِ البندق فَإِن حزنه يكون أقل. وَقَالَ الْكرْمَانِي وَمن رأى أَن بِيَدِهِ قَوس بندق وَهُوَ يَرْمِي بِهِ فَإِنَّهُ يقذف من يرميه لِأَن أصل ذَلِك مَكْرُوه فِي الدّين. وَأما السهْم وَالرَّمْي بِهِ فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ دانيال السهْم يؤول بِكَلَام مُسْتَقِيم يصل إِلَى أحد وَرُبمَا كَانَ غيبَة وَقيل من رأى أَن أحدا يرميه بِسَهْم فَإِن الرَّامِي يُرْسل إِلَيْهِ رَسُولا بِكَلَام خُصُوصا إِذا رَمَاه بالغرض وَإِن رَمَاه بِغَيْر الْغَرَض فَإِنَّهُ يُرْسل إِلَيْهِ كتابا بِقدر مشير السهْم.) وَمن رأى أَنه يَرْمِي بِسَهْم فَسَار معوجاً فَإِنَّهُ يدل على رَسُول خائن. وَمن رأى أَنه رمى الصَّيْد بِالسَّهْمِ فَإِنَّهُ يسب رجلا أَو جَارِيَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين الرَّمْي يؤول بالرسول فَإِن رَمَاه مصيبا فَإِن رَسُوله يذهب إِلَى مَا يُرْسل فِيهِ وَيَقْضِي الْحَوَائِج وَإِن رَمَاه مخطئا غير مُصِيب فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه رمى سَهْما وَرَاح سَهْمه إِلَى غير النِّهَايَة فَإِنَّهُ يدل على إنتشار اسْمه وَصيته إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ وَيكون مَشْهُورا فِي كل الْأُمُور. وَمن رأى أَن سَهْمه وَقع فِي وسط مَدِينَة أَو قَرْيَة أَو جمَاعَة فَإِنَّهُ يدل على نَفاذ أمره فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي وَقع فِيهِ وَإِن وَقع فِي وسط حمير أَو شَيْء من الْبَهَائِم فَإِنَّهُ يدل على نَفاذ أمره فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي وَقع فِيهِ فِي أَقوام جهال. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه رمى سَهْما وَأصَاب عَلامَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاده وَقيل من رأى أَنه رمى سَهْما فَسَار معوجا فَإِنَّهُ يؤول بإرسال قَاصد إِلَى مَكَان فَيحصل مِنْهُ خِيَانَة والأسهم الْكَثِيرَة تؤول بِالْمَالِ الْكثير. وَمن رأى أَنه وضع أسهما فِي تركاشه أَو رَآهُ مملوءا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال يدخره فِي مَكَانَهُ وَرُبمَا كَانَ حُصُول خير مِنْهُ لِعِيَالِهِ ووعد جميل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السهْم يؤول بالفارس وإصابة الْغَرَض فِي رميه دَلِيل قَضَاء الْحَاجة وَإِن لم يصب فضد ذَلِك وَإِذا كَانَ السهْم بِغَيْر قَوس فَإِنَّهُ يؤول برَسُول غير ذِي حزم وَإِذا كَانَ بِلَا نصل طلب رَسُولا إِلَى امْرَأَة وَإِذا كَانَ نصله من ذهب فَهِيَ رِسَالَة فِي مَكْرُوه. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن نصال سَهْمه من ذهب فَإِنَّهُ يؤول الْكِرَام لما قَالَه بعض الشُّعَرَاء: (صيغت نصال سهامه من عسجد ... كَيْلا يعوقه الْقِتَال عَن الندى) وَقيل من رأى أَن نصل سهامه من رصاص فَإِنَّهُ يُرْسل رَسُولا فِي أَمر ويضعف حَاله فِيهِ وَإِن كَانَ من صفر كَانَت الرسَالَة لأجل الْحَال وَإِذا كَانَ من قزاز كَانَت الرسَالَة لأجل مَال وَإِذا كَانَت من فضَّة فَهُوَ رِسَالَة فِي حُصُول مَال وَإِذا كَانَ من حَدِيد فَهُوَ رِسَالَة فِي قُوَّة بمسرة وَأما السهْم الْقوي السَّرِيع فكتاب نَافِذ فِيهِ كَلَام بَالغ وانكساره عجز. وَقيل من رأى أَن بِيَدِهِ سَهْما أصَاب عزا ورفعة وَقيل إِن السهْم رجل رباه رجل آخر أَجْنَبِي والسهم للْمَرْأَة زَوجهَا فمهما رَأَتْ فِيهِ من زين أَو شين يؤول فِيهِ.) وَمن رأى أَنه يَرْمِي سَهْما عرضا فَإِنَّهُ يُرْسل قَاصِدا فِي خُفْيَة بمكر ورميه مقلوبا قُوَّة وَرُبمَا كَانَ إرْسَاله قَاصِدا جاسوسا. وَمن رأى أَن سَهْمه بِغَيْر ريش فَهُوَ رَسُول مختبر وَرُبمَا كَانَ كلَاما نَاقِصا وَأما الرَّامِي فِي سَبِيل وَمن رأى أَنه يَرْمِي على أحد وَهُوَ يَرْمِي عَلَيْهِ فالغالب مغلوب. وَأما التركاش والجعبة فهما اللَّذَان يوضع فيهمَا النشاب وَبَينهمَا فرق فِي الْهَيْئَة وَلَكِن فِي علم التَّعْبِير حكمهمَا وَاحِد. وَقَالَ ابْن سِيرِين الجعبة تؤول بالعز والجاه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الجعبة تدل على ولَايَة بَلْدَة لأَهْلهَا دون مَا لم يكن أَهلا لذَلِك. وَأما الرمْح فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. فَمن رأى أَن بِيَدِهِ رمحا مَعَ سلَاح غَيره فَإِنَّهُ يدل على علو الْمرتبَة وَحُصُول المُرَاد وَإِن لم يكن مَعَ الرمْح فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد مقبل أَو أَخ. وَمن رأى أَن رمحه قد إنكسر فَإِنَّهُ يؤول بِقرب أجل وَلَده أَو أَخِيه. وَمن رأى نصف رمح فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب يحصل مِنْهُ شغل فِيهِ فَائِدَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الرمْح بيد الرَّاكِب عز وسلطان. وَحكى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن بيَدي رمحا وَأَنا ماش بَين يَدي الْأَمِير فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك لتشهدن بَين يَدي الْأَمِير بِشَهَادَة حق. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ رمحا فانكسر فَإِنَّهُ وَهن فِي سُلْطَانه وَقيل رُؤْيا الرمْح تؤول على أَرْبَعَة أوجه شَهَادَة حق وَمَوْت أَب وَحُصُول ولد وسفر. وَقيل من رأى أَن رمحه إنكسر ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 784 أصلحه فَإِن وَلَده يشرف على الْمَوْت ثمَّ يعافى وَرُبمَا ضعف أُمُور الرَّائِي ثمَّ تعود إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن لَهُ رمحا بسنين فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَيكون قيمًا على قوم وإنكسار الرمْح موت الْوَلَد إِذا لم يكن إِصْلَاحه بلزاق أَو تشعيب وأعوجاج الرمْح يؤول بمشي على الطَّرِيق الْغَيْر الْمُسْتَقيم وَكسر الرمْح لصَاحب المنصب عزل وضياع السن تعكيس فِي الْأُمُور. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه طعن بِرُمْح فَإِن الطاعن يضر المطعون ويبلغ بالنكاية فِيهِ بِقدر الطعنة. وَمن رأى أَنه سَالَ مِنْهُ دم من طعنة رمح فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ كَلَام من أحد يضرّهُ وَلَكِن يُؤجر عَلَيْهِ) وَرُبمَا يرى مَا يُنكره أَو يتَكَلَّم أحد فِي جَانِبه بِمَا لَا يَلِيق بخاطره. وَقيل من رأى أَنه طعن بِرُمْح فَسَالَ مِنْهُ دم أَو غَيره فَإِنَّهُ يؤول بِصِحَّة الْجِسْم وَكَثْرَة المَال وَإِن كَانَ غَائِبا رَجَعَ إِلَى أَهله مَسْرُورا هَذَا إِذا لم ير للطعنة ألما وَلَا سَالَ الدَّم على الأَرْض. وَمن رأى أَن أحدا مَعْرُوفا يطعنه بِرُمْح إِلَى أَن أثخنه جراحه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا فَإِن قطع الرمْح لَحْمًا أَو عضوا أَو عصبا وَصَارَ بيد الْفَاعِل فَإِنَّهُ يُصِيب من الْمَفْعُول خيرا. وَمن رأى أَنه طعن إنْسَانا بِرُمْح وَلم يكن لَهَا ارش فَإِنَّهُ يغرم قصاصه. وَمن رأى أَنه يطعن امْرَأَة برمحه فَإِنَّهُ يَخْلُو مَعهَا فِي الْفساد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الرمْح تدل على تِسْعَة أوجه قُوَّة وظفر وسفر وَولَايَة وَامْرَأَة وَولد وَأمن وَعدم الْمقدرَة ورياسة على قدر ارتفاعه. وَأما الحربة فَهِيَ دون الرمْح فَمن رأى أَن بِيَدِهِ حَرْبَة لَا غَيرهَا من السِّلَاح فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فيرزق خيرا كثيرا وَإِن رأى مَعَ الحربة سِلَاحا غَيرهَا فَإِنَّهُ يدل على الرّفْعَة وعلو الْقدر. وَمن رأى أَن ملكا نَاوَلَهُ حَرْبَة فَإِنَّهُ يرى مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَن حربته قد انْكَسَرت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الضَّرَر لَهُ من الأعادي. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ تَأْوِيل الحربة والمزراق شَيْء وَاحِد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الحربة على سِتَّة أوجه حجَّة وَولَايَة وَطول عمر وظفر ورياسة وَمَنْفَعَة. وَأما الترس فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه فَمن رأى أَن بِيَدِهِ ترسا مَعَ سلَاح دونه فَإِنَّهُ يدل على من يَحْرُسهُ وَيكون ملْجأ لَهُ من الْآفَات وَمن رأى أَن مَعَه ترسا لَا غَيره من السِّلَاح فَإِنَّهُ يدل على رجل مُعْتَبر يحرس أصدقاءه وأخوانه من أُمُور مَكْرُوهَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَتَّقِي بترس فَإِنَّهُ جنَّة مِمَّا يخَاف ويحذر وَمن رأى أَن عِنْده ترسا لَيْسَ مَعَه غَيره وَهُوَ يسْتَند عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسْتَند إِلَى صديق واق. وَقَالَ الْكرْمَانِي الدرفة تؤول بِامْرَأَة وَرُبمَا كَانَت وقاية والدرقة هِيَ أَصْغَر من الترس. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الترس يؤول بِالرجلِ إِذا كَانَ أَبيض فَيكون ورعا وَإِذا كَانَ أَخْضَر يكون ذَا لَهو وَإِن كَانَ أَحْمَر فذو سودد وَإِن كَانَ أسود فذو تخاليط وَإِن كَانَ أبلق فمكار حِيَال ذُو) خدعة وبدعة وَإِن كَانَ من حَدِيد فذو بَأْس شَدِيد وَقيل إِن الترس يدل على الرجل الذاب عَن أَبِيه وَرُبمَا دلّ على كَثْرَة الْحلف. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه تترس بترس وَكَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يحلف بَاطِلا ويتخذ ذَلِك الْيَمين جنَّة لَهُ أَي ترسا لقَوْله تَعَالَى اتَّخذُوا أَيْمَانهم جنَّة الْآيَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الترس تؤول على سِتَّة أوجه أَخ وَصَاحب وَقُوَّة وَولد وَأمن وملجأ. وَأما الدبوس فيؤول على أوجه فَمن رأى أَن بِيَدِهِ دبوسا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد وَإِن رأى مِنْهُ سِلَاحا آخر فَإِنَّهُ يرْزق من ملك مَنْفَعَة وَخيرا كثيرا ورتبة ويظفر على الأعادي. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه رمى أحدا بدبوس فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ كَلَام رَدِيء فِي حق الشَّخْص. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الدبوس أَخ مُوَافق أَو خَادِم شفوق. وَأما الطبر فَإِنَّهُ عز ونصرة وظفر وَولَايَة لمن كَانَ أَهلا لَهَا وَحُصُول مرتبَة لِأَنَّهُ من سلَاح الْمُلُوك وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ إِذا رأى أَن بِيَدِهِ طبرا فَإِنَّهُ يَأْمَن الْعَزْل وَلغيره ربح وَقيل الطبر يؤول بكورة عامرة خصبة. وَأما الخنجر فَإِنَّهُ خُصُومَة وعداوة وَقَالَ جَابر الغربي من رأى خنجراً بِلَا سلَاح فَإِنَّهُ حُصُول قُوَّة من أحد الْأَعْيَان وَإِن كَانَ مَعَ الخنجر سلَاح آخر فَإِنَّهُ يظفر على الْعَدو. وَأما السكين فَإِنَّهَا تؤول بِالْوَلَدِ وغلافها يؤول بِالْمَرْأَةِ وَمن رأى أَن بِيَدِهِ سكينا وَهِي ملكه وَلم يكن مَعَه سلَاح غَيرهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالْوَلَدِ وَإِن كَانَ مَعَه سلَاح آخر فَإِنَّهُ يدل على الشّرف وَالْقُوَّة والمنزلة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السكين حجَّة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وآتت كل وَاحِدَة منهمن سكينا. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ سكينا يستعملها فَإِنَّهُ فرَاغ أَمر هُوَ فِيهِ وَقيل يدل على ولد ذكي يتَعَلَّم الصَّنَائِع سَرِيعا وَيعْمل مَعَه. وَمن رأى أَنه يجذب السكين من غلافها فتلد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 785 امْرَأَته غُلَاما. وَمن رأى أَنه ذبح بسكين فَإِنَّهُ يُوجد لَهُ نَظِير مَا ذبحه من طير أَو حَيَوَان. وَمن رأى أَنه يشْرَح يَده بسكين فَإِنَّهُ يرى شَيْئا يتعجب مِنْهُ.) وَمن رأى أَنه يدْخل سكينا فِي قرابها فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة السكين تؤول على ثَمَانِيَة أوجه حجَّة وَولد وظفر والتجاء وَأَخ وَقُوَّة وغنى ووجدان وَولَايَة والموسى كالسكين. وَأما الْعَصَا فَقَالَ ابْن سِيرِين رجل شرِيف جليل الْقدر بِقدر الْعَصَا وجوهرها وقوتها. وَمن رأى أَنه أتكأ على الْعَصَا فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ بمعاونة رجل شرِيف. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن الْعَصَا طَالَتْ بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يصل إِلَى مُرَاده وَإِن قصرت فبضده. وَمن رأى أَن الْعَصَا بِيَدِهِ صَارَت حَيَّة فَإِن الرجل الشريف الَّذِي كَانَ صديقه يصير عدوا لَهُ. وَمن رأى أَنه أبدل عَصَاهُ بغَيْرهَا فَإِنَّهُ يدل على مَوته. وَمن رأى أَن عَصَاهُ تَكَلَّمت مَعَه فَإِنَّهُ يرْزق نعْمَة وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه ضرب أحدا بعصاه فَإِنَّهُ يبسط عَلَيْهِ لِسَانه لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للفضل بن عَبَّاس: لَا ترفع عصاك على أهلك. يَعْنِي لسَانك. وَمن رأى أَنه ضرب حجرا بعصاه فانفجر مِنْهُ المَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ غَنِيا وَمن رأى أَنه اعْتمد على عَصَاهُ فَإِنَّهُ يعْتَمد على رجل جليل الْقدر وَرُبمَا كَانَت ولَايَة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هِيَ عصاي أتوكأ عَلَيْهَا الْآيَة. وَأما الْعَصَا الملقاة فتؤول بِرَجُل خَبِيث ذِي نفاق لِأَن أَصْلهَا من الْخشب وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْعَصَا رجل منيع حسيب فِيهِ نفاق. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ عَصا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِرَجُل تكون هَذِه صفته ويظفر بعدوه كَمَا ظفر مُوسَى بفرعون. وَمن رأى الْعَصَا مجوفة وَهُوَ متكيء عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يذهب مَاله ويخفي ذَلِك عَن النَّاس. وَمن رأى كَأَنَّهَا انْكَسَرت فَإِن كَانَ تَاجِرًا خسر وَإِن كَانَ واليا ذل. وَمن رأى كَأَنَّهُ تحول عَصا مَاتَ سَرِيعا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة الْعَصَا تؤول على ثَلَاثَة أوجه رجل جليل الْقدر وَملك وَقُوَّة. وَأما الصولجان فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى بِيَدِهِ صولجانا يضْرب بِهِ الكرة فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ ويستقيم أمره وَيكون متهاونا فِي أَمر الدّين. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعْطى الصولجان للْملك ظفر وللعامة خُصُومَة وَكَلَام قَبِيح.) وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الصولجان رجل أَعْوَج وَقيل رجل مُنَافِق معوج واللعب بِهِ صفته. وَقيل من رأى بِيَدِهِ صولجانا يضْرب بِهِ فَإِنَّهُ ينَال مَا يطْلب بِغَيْر أستقامة مِنْهُ ويصيب من ذَلِك بِقدر استمكانه مِمَّا يضْرب. وَأما العكاز فتعبيره كتعبير الْعَصَا وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا يؤول العكاز بِثَلَاثَة أوجه لمن يتعكز عَلَيْهِ كبر سنّ لما قَالَ بعض الْفُضَلَاء: (اعْلَم هداك الله أَبَا حَارِثَة ... إِن الْعَصَا للشَّيْخ رجل ثَالِثَة) وَأَرَادَ بهَا العكاز وَصَلَاح لِأَن العكاز من شيم أَهله ووهن فِي الْبدن لِأَن الْإِنْسَان إِذا ضعف يتعكز. وَأما الدروع فَإِنَّهُ يؤول بالأمن والتحصن من الْأَعْدَاء وَرُبمَا كَانَ حصنا لدينِهِ وَقُوَّة ومالاً وعيشا وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الدرْع حصن الرجل ولبسه سُلْطَان عَظِيم وللعامة نعْمَة ووقاية من الْبلَاء والمكايد قَالَ تَعَالَى وسرابيل تقيكم بأسكم الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى وعلمناه صَنْعَة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم وصنع الدرْع بُنيان مَكَان حُصَيْن. وَأما لبس الدرْع فيؤول بِأَخ ظهير أَو ابْن شَقِيق وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه لبس درعا فَإِنَّهُ يَأْمَن من جَمِيع المكاره. وَأما الخوذة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين الخوذة تدل على شَيْء يحفظ بِهِ الْإِنْسَان وَقَالَ الْكرْمَانِي تؤول بِالْوَلَدِ لِأَنَّهَا كالتاج. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الخوذة إِذا كَانَت مُرْتَفعَة الْقيمَة دلّت على الغنية الجميلة وَإِذا لم تكن ذَات قيمَة غَالِيَة دلّت على امْرَأَة قبيحة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الخوذة تؤول على سَبْعَة أوجه قُوَّة وَمَال وَشرف وَولد وَبَقَاء وَحسن حَال وَشَيْء يحفظ بِهِ نَفسه بالمكر. وَأما الزنود فقد اخْتلف فِيهَا فَمنهمْ من قَالَ هِيَ قُوَّة صَاحب الرُّؤْيَا بمعاونة بعض أقربائه إِيَّاه وَمِنْهُم من قَالَ يصحب رجلَيْنِ قويين عظيمين من أقربائه أَو غَيرهم وَرُبمَا دلّت الزنود على الْإِخْوَة أَو الْأَصْحَاب المساعدين. وَأما الساقان فَإِنَّهُمَا يؤولان على وَجْهَيْن لمن رأى أَنه لبسهما إِمَّا قُوَّة على يَد الْأَوْلَاد وَحُصُول سفر وَرُبمَا كَانَتَا قُوَّة فِي معيشته.) وَأما الجوشن فَإِنَّهُ يؤول على أوجه علو قدر لِأَنَّهُ من ملابس الْمُلُوك فِي الحروب فَمن رأى أَنه يلبس جوشنا فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والأمن والالتجاء بِمِقْدَار صقله وصفائه وَمَال وعيش وَزِيَادَة فِي الدّين. وَقَالَ أَبُو سعيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 786 الْوَاعِظ الجوشن أحصن من الدرْع. وَأما المغفر فَإِنَّهُ يؤول لمن لبسه بالأمن من ذهَاب المَال ونيل عز وَشرف وَكَذَلِكَ الصبية. وَأما لبس الْفرس فَإِنَّهَا تؤول بِالْقُوَّةِ فِي الْعِزّ خُصُوصا إِن ألبسهُ لفرسه. وَأما السِّلَاح جملَة فقد أجمع المعبرون أَنه قُوَّة وَشرف ودولة وَولَايَة وحصن ورياسة بِقدر قيمَة ذَلِك السِّلَاح. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه تسلح بِجَمِيعِ السِّلَاح وَكَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن وَإِن كَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى أَهله سالما. وَمن رأى أَنه فِي وسط قوم عَلَيْهِم سلَاح وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا يُؤْذِي فيهم فَلَا يصلونَ إِلَيْهِ بمكروه وَإِن آذوه فتعبيره ضِدّه. وَأما الْعلم فَهُوَ على نَوْعَيْنِ نوع للملوك وَيُسمى صنجقا وشفقة وَنَوع للْفُقَرَاء وَهُوَ مَمْنُوع وَفِي الْجُمْلَة يؤول بِرَجُل عَالم أَو زاهد أَو إِمَام أَو شُجَاع أَو غَنِي أَو سخي أَو جواد يَقْتَدِي النَّاس بِهِ. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ علما فَإِنَّهُ يصحب أحدا بِهَذِهِ الصّفة وَيحصل لَهُ من خير. وَمن رأى أَن الْعلم سقط من يَده فتأويله بِخِلَاف. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعلم يدل على السّفر والعز والجاه. وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ علما يجْتَمع عَلَيْهِ الْعَسْكَر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الجاه والشرف خُصُوصا إِذا كَانَ الْعلم أَبيض أَو أَخْضَر وَإِن سقط من يَده فَإِنَّهُ يَزُول عَن جاهه وشرفه وَالْعلم الْأَصْفَر يدل على السقم وَالْعلم الْأسود مَحْمُود للقضاة والخطباء ولأحد من أقَارِب الْخَلِيفَة ولغيرهم مَكْرُوه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيَة الْعلم تؤول على أوجه للْمَرْأَة زوج لما حُكيَ أَن امْرَأَة رَأَتْ كَأَنَّهَا دفنت ثَلَاثَة أَعْلَام فقصت رؤياها على ابْن سِيرِين فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك تزوجك ثَلَاثَة أَشْرَاف يقتلُون عَنْك وَكَانَ كَذَلِك. والأعلام الْحمر تدل على الْحَرْب والصفر تدل على وَقع الْبلَاء فِي المعسكر وَالْخضر تدل على سفر فِي خير وَالْبيض تدل على مطر والسود تدل على الْقَحْط وَقيل رُؤْيَة الْعلم تدل على) اهتدائه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة الْعلم تؤول على أَرْبَعَة أوجه شرف وسفر وَعز وجاه وَحسن حَال. (الْبَاب الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيَة الفولاذ وَالْحَدِيد والرصاص والنحاس وَنَحْو ذَلِك وَمَا يعْمل مِنْهَا) أما الفولاذ فَإِنَّهُ يسْتَخْرج من خَالص الْحَدِيد وَقد تقدم مَا يعْمل مِنْهُ من الأسلحة وتعبيرها وَأما هُوَ فِي نَفسه فتعبيره نَظِير مَا يَأْتِي من ذكر الْحَدِيد وَلكنه أقوى والمعبرون عبروا الْحَدِيد وَلم يذكرَا الفولاذ لِأَنَّهُ مستخرج مِنْهُ وَالْحَدِيد شَامِل لذَلِك وَغَيره ونذكره وَمَا يعْمل مِنْهُ. وَسُئِلَ ابْن سِيرِين عَن رُؤْيا الْحَدِيد فَقَالَ وَأما الْحَدِيد فمعموله خَادِم وَغير معموله مَتَاع الدُّنْيَا بِقدر ذَلِك وَطول الْعُمر وَمن رأى أَنه يحْفر حديدا أَو يَسْتَخْرِجهُ من الْحجر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مشقة لقَوْله تَعَالَى قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا الْآيَة. وَمن رأى أَنه يذيب الْحَدِيد فَإِنَّهُ يغتاب النَّاس وَيتَكَلَّم بِكَلَام قَبِيح. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب حديدا مجموعا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من مَتَاع الدُّنْيَا وَقُوَّة على مَا يُرِيد لقَوْله تَعَالَى وأنزلنا الْحَدِيد فِيهِ بَأْس شَدِيد. وَمن رأى أَن الْحَدِيد لَان لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب ملكا وَرِزْقًا وَاسِعًا لقَوْله تَعَالَى وألنا لَهُ الْحَدِيد أَن أعمل سابغات الْآيَة. وَمن رأى أَنه يشبك حديدا فَإِنَّهُ يعْمل عملا يذكر بِهِ لقَوْله تَعَالَى حَتَّى اذا جعله نَارا الْآيَة وَقيل رُؤْيَة سبك الْحَدِيد تؤول بِوُقُوعِهِ فِي أَلْسِنَة النَّاس ويغتابونه بِسَبَب مَنْفَعَة تحصل لَهُ. وَأما الرصاص فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. من رأى أَنه أصَاب رصاصا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا. وَمن رأى أَنه يذيب الرصاص فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر يحصل مِنْهُ مكسب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الرصاص يؤول على ثَلَاثَة أوجه مَنْفَعَة وخادم ومتاع الْبَيْت وتذويب الرصاص اشْتِغَال النَّاس بِهِ. وَأما النّحاس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أصَاب نُحَاسا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَرِزْقًا وسبك النّحاس اصطناع مَعْرُوف لما فعله الاسكندر من سبك النّحاس على سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج.) وَمن رأى أَنه أصَاب نُحَاسا غير مَعْمُول فَإِنَّهُ دُخان وهول وَإِن كَانَ مَعْمُولا فَهُوَ من الخدم والنحاس جنس من الْيَهُود والدق على النّحاس شهرة اخبار وَقيل المفرغ جنس من النَّصَارَى. وَمن رأى أَن لَهُ مفرغا مِنْهُ يدل على حُصُول المَال ومتاع الدُّنْيَا. والقصدير مَال وَحُصُول مُرَاد واستعماله حُصُول فرج وَهُوَ فِي التَّعْبِير أَجود من الرصاص وَأما مَا يعْمل مِنْهُ فأنواع مُتَفَرِّقَة على مَا يَأْتِي ذكرهَا مفصلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 787 وَأما الْمرْآة فعلى أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين الْمرْآة تدل على الجاه وَالْولَايَة بِقدر عظمها وصفائها. وَمن رأى أَنه أَعْطَاهَا لأحد فَإِنَّهُ يدل على ايداع مَاله. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ينظر فِي الْمرْآة وَهِي من حَدِيد ان كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَإِنَّهَا تَأتي بِابْن يشبه أَبَاهُ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تنظر فِي الْمرْآة وَهِي حَامِل فَإِنَّهَا تَلد بِنْتا تشبهها وَإِن لم تكن حَامِلا وَهِي عقيم فَإِن زَوجهَا يخاصمها ويضربها وَإِن رأى صبي إِنَّه ينظر فِي الْمرْآة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ أُخْت وَأَن رأى ملك أَنه ينظر فِي الْمرْآة أَو عَالم فَإِنَّهُ يدل على عَزله. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الصُّورَة الْحَسَنَة فِي الْمرْآة بِشَارَة وَفَرح وَالصُّورَة الْغَيْر حَسَنَة غم وهم وحزن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْمرْآة مُخْتَلف فِيهَا فَمنهمْ من قَالَ هِيَ مُرُوءَة الرجل ومرتبته على قدر كبر الْمرْآة وجلائها. وَمن رأى وَجهه فِيهَا فَإِنَّهَا تحسن مروءته وَإِن رأى لحيته فِيهَا سَوْدَاء مَعَ وَجه حسن وَهُوَ على هَذِه الصُّورَة فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يتكرم على النَّاس وَيحسن فيهم جاهه فِي أَمر الدُّنْيَا وَإِن رَآهَا بَيْضَاء فَإِنَّهُ يفْتَقر وَيكثر جاهه وَيُقَوِّي دينه. فَإِن رأى فِي وَجهه شعرًا أَبيض وَهُوَ ينتفه ذهب جاهه وَدينه وَمِنْهُم من قَالَ الْمرْآة امْرَأَة وانكسارها مَوتهَا وَأَن رأى فِي الْمرْآة فرج امْرَأَة أَتَاهُ الْفرج وَإِن رأى كَأَنَّهُ يجلو مرْآة فَإِنَّهُ فِي أَمر يطْلب الْفرج مِنْهُ وَإِن لم يقدر ان يجلوها لِكَثْرَة صدئها فَإِنَّهُ لَا يجد الْفرج. وَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي الْمرْآة فَإِن لم يكن متأهلا تزوج وَإِن كَانَت لَهُ امْرَأَة غَائِبَة قدمت عَلَيْهِ. وَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي الْمرْآة من وَرَائِهَا فَإِن امْرَأَته ترتكب فَاحِشَة أَو يعْزل إِن كَانَ ذَا منصب وَقَالَ السّلمِيّ من رأى أَنه أصَاب مرْآة لم ينظر فِيهَا وَجهه فَإِنَّهُ ينَال مَا يكرههُ فِي جاهه وَإِن رَآهُ فِيهَا لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ صَاحب منصب فَإِنَّهُ يرى آخر مَكَانَهُ.) وَقيل من رأى أَنه ينظر فِي مرْآة من حَدِيد أَو صفر أَو مَا أشبه ذَلِك وَكَانَ متزوجا فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد غُلَام وَإِن لم ينْتَظر ولدا فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته ويخلفه غَيره وَإِن كَانَ عزبا اَوْ بعد عَهده عَن النِّكَاح فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة ويلقى وَجهه مَعَ وَجههَا. وَقيل من رأى أَنه ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يذهب همه وَرُبمَا يكون أمرا التوى عَنهُ وخفي عَلَيْهِ وَلَا يدْرِي مَا الْوَجْه فِيهِ. وَقيل من رأى بِيَدِهِ مرْآة صَافِيَة فَإِنَّهُ يظفر بحاجته ويصفو وقته وَإِذا رأى الصَّبِي الْمُرَاهق أَنه ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يبلغ وَإِن كَانَت أمه حُبْلَى فَإِنَّهَا تَأتي لَهُ بِأَخ يُشبههُ. وَمن رأى أَنه ينظر فِي مرْآة هندية فَإِنَّهُ يَمُوت لَهُ ولد ذكر وَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَالَّذِي فِي بَطنهَا هُوَ الْمَيِّت وَإِن لم تكن حَامِلا وَله أَوْلَاد فأصغرهم يَمُوت. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْمرْآة تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة وَولد وجاه ونفاذ حكم وصديق وَشريك وَأمر ظَاهر. وَمن رأى أحدا مَجْهُولا نَاوَلَهُ مرْآة فَنظر فِيهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول فرج من جِهَة قدوم غَائِب. وَمن رأى أَنه يزرع شَيْئا من المطوى فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رزق حَلَال بِمِقْدَار ذَلِك وَإِن قَاس بِذِرَاع يَده فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال فِيهِ شُبْهَة. وَأما الاصطرلاب فَإِنَّهُ يؤول بأصحاب الْمُلُوك أَو رجل جليل الْقدر وَرُبمَا دلّ على رجل لم يكن ثَابتا فِي أُمُوره وَرُبمَا كَانَ الاصطرلاب تَحْرِير أَمر يَقْصِدهُ النَّاس وانكساره لَيْسَ بمحمود. وَأما الْمِنْشَار فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْمِنْشَار رجل يَأْخُذ وَيُعْطِي ويسامح. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه قطع قِطْعَة من شجر بمنشار فَإِنَّهُ يؤول بمفارقته لرجل تنْسب تِلْكَ الشَّجَرَة لَهُ ويؤذيه وَمن رأى أَنه ينشر أحدا من أقربائه بمنشار فَإِنَّهُ يؤزق نَظِيره من الْقَرَابَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن بِيَدِهِ منشارا أَو أعْطى لَهُ فَإِنَّهُ حُصُول ولد هَذَا إِذا كَانَ لَهُ أَوْلَاد وَإِن لم يكن فيؤول بِحُصُول دَوَاب من جنس مَاله وَإِن لم يكن لَهُ دَوَاب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول نَظِير مَا يملك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْمِنْشَار ولد أَو أُخْت أَو أَخ أَو شريك وَمن رأى أَنه يقطع شَيْئا بمنشار فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وَقطع الْخشب ظفر بالأعداء.) وَأما الْمِيزَان فَإِنَّهُ يؤول بِالْقَاضِي فَمن رأى ميزانا جَدِيدا مُقَومًا فَإِنَّهُ يدل على أَن يكون فِي ذَلِك الْمَكَان قَاض أَو فَقِيه متدينان وكفة الْمِيزَان هِيَ سمع القَاضِي وَالدَّرَاهِم الَّتِي بكفة الْمِيزَان خُصُومَة عِنْد القَاضِي وصنج الْمِيزَان هِيَ عدل القَاضِي بَين الْخَصْمَيْنِ. وَمن رأى الْمِيزَان فِي حَال استقامتها أَنَّهَا تميل إِلَى أحد جانبيها فَإِنَّهُ يدل على انصاف القَاضِي وعدله. وَمن رأى أَن الْمِيزَان لَيست بمقومة فَإِنَّهُ يدل على عدم انصاف قَاضِي ذَلِك الْمَكَان وَقلة عدله وخيانته فِي حكومته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى عَمُود الْمِيزَان قد انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يدل على موت قَاضِي ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْمِيزَان على سِتَّة أوجه قَاض وعالم وفقيه ومهندس وَحكم قيم وَحكم معوج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 788 وَأما القبان فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل سافك الدَّم وكفة القبان هُوَ اسْتِمَاع خبر الْعدْل وَالظُّلم وَكَثْرَة الزَّبَانِيَة فِي حَالَة المحاكمة. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا القبان تدل على وَكيل القَاضِي وَمن رأى أَن مَعَه قبانا فَإِنَّهُ يدل على أَن مصاحبته مَعَ وَكيل القَاضِي لأجل الْإِعَانَة فِي المحاكمة عِنْد القَاضِي. وَمن رأى أَنه يقبن فِي القبان شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَن وَكيل القَاضِي يُعينهُ فِي قَضيته. وَمن رأى أَن قبانه قد انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ وَكيل القَاضِي وَترك مصاحبته وصداقته. وَأما السندان فَإِنَّهُ يؤول بِالْقُوَّةِ وَرُبمَا كَانَ مَالا على قدر ثقله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق السندان يؤول على خَمْسَة أوجه رجل جليل الْقدر وَمَنْفَعَة وَقُوَّة وَولَايَة واقبال فِي الأشغال. وَأما المطرقة فَإِنَّهَا تؤول بِإِنْسَان جليل قوي فَمن رأى أَنه ضرب أحدا بِمِطْرَقَةٍ فَإِنَّهُ يقهر إنْسَانا بعناية رجل جليل الْقدر ويطيعه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالمطرقة على السندان وَلم يكن حدادا فَإِنَّهُ يدل على نقل حَدِيث بَين رجلَيْنِ جليلي الْقدر ويغتاب بعضهما عِنْد بعض وَيَرْمِي الْفِتَن ويلقي بَينهمَا الْعَدَاوَة. وَأما المقراض وَهُوَ المقص فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أعْطى مقصا أَو أَصَابَهُ أَو ملكه) أَو اشْتَرَاهُ فَإِن كَانَ لَهُ ولد يَأْتِيهِ آخر وَإِن كَانَ لَهُ ابْنة تَأتيه أُخْرَى وَكَذَلِكَ الْأَخ وَالْأُخْت والقرابة وَإِن كَانَ لَهُ دَابَّة أصَاب مثلهَا وَهَكَذَا فِي كل شَيْء. وَمن رأى أَنه يقص شَيْئا بمقص فَإِنَّهُ يظفر بحاجته. وَمن رأى أَنه يجز صُوفًا أَو شعرًا أَو وَبرا فَإِنَّهُ يجمع مَالا بِشعرِهِ أَو بِكَلَامِهِ أَو بتنجيمه أَو وَمن رأى أَنه يقص شعر رَأسه بالمقص أَو ظفره أَو ملبوسه فَإِنَّهُ دَلِيل الْخَيْر. وَمن رأى أَنه قبض بِيَدِهِ مقصا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد أَو اشْترى مقصا فَإِن كَانَ لَهُ ولد يرْزق أَيْضا ولدا مثله وَإِن كَانَ لَهُ ابْنة فيرزق ابْنة مثلهَا وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة وَلَا ولد فيرزقه الله تَعَالَى أَخا آخر. وَمن رأى أَن المقص صَار فلقَتَيْنِ فَحكمه كَذَلِك. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعطَاهُ أحد مقصا فَإِن كَانَ لَهُ فرس يزْدَاد فرسا آخر وَإِن كَانَ لَهُ دَار يحصل لَهُ دَار أُخْرَى وكل شَيْء لَهُ يرْزق مثله. وَمن رأى أَنه انْكَسَرَ مقصه أَو رأى مقصا مكسورا فَإِن تَأْوِيله بِخِلَاف مَا ذكر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المقراض يؤول بِرَجُل قسام وَرُبمَا كَانَ مصلحا بَين النَّاس وَقيل من رأى أَن بِيَدِهِ مقراضا وَهُوَ لَا يقص بِهِ فَإِنَّهُ يقف فِي خُصُومَة إِلَى قَاض. وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّ المقص على إِنْسَان يفرق الشمل وَيَمْشي بِانْقِطَاع الألفة لما ضرب بِهِ الْمثل بَين المقص والابرة قَالَ المقص بِلِسَان الْحَال للابرة: لِأَن شَيْء قيمتي كَثِيرَة فِي الثّمن وَأَنا مَوْضُوع وَأَنت قيمتك قَليلَة وَأَنت مَرْفُوعَة فَوق الرَّأْس فَقَالَت بِلِسَان حَالهَا لَهُ: أَنْت تمشي بالانفصال وَأَنا أَمْشِي بالاتصال. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المقص يؤول على ثَلَاثَة أوجه رجل قسام وَرجل صَاحب أصل ظَاهر ذِي مَنْفَعَة وصديق مُوَافق. وَأما المنجل فَإِنَّهُ آلَة يحصل مِنْهَا مَال ورزق حسن. فَمن رأى منجلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول آلَة يرى مِنْهَا رزقا وافرا والمنجل يؤول بانسان متعوج فِي أُمُوره. وَقَالَ بعض المعبرين يُقَوي ذَلِك الْمثل السائر بَين النَّاس: إِن تقومت كنت سكينا وَإِن تعوجت كنت منجلا.) وَأما الثقالة فَمن رأى أَنه وجد ثقالة فَإِن كَانَت لَهُ امْرَأَة وَهِي حُبْلَى ولدت بِنْتا وَإِن رَأَتْ أمهَا لَهَا ذَلِك فَإِنَّهَا تَلد بِنْتا. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه وجد ثقالة أَو أعطيها فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يَقع فِي يَده خَادِم وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن ثقالة وَقعت من مغزلها فتزول محبتها عَن قلب زَوجهَا أَو تَمُوت بنتهَا أَو تبطل جَمِيع أشغالها. وَأما المسلة فَإِنَّهَا رجل مصلح الأشغال مؤلف بَين النَّاس. وَأما الابرة فَإِنَّهَا تدل على طلب صَلَاح أشغال الرَّائِي فَمن رأى بِيَدِهِ إبرة ويخيط بهَا فَإِنَّهُ يدل وَمن رأى إبرته انْكَسَرت أَو اعوجت فَإِنَّهُ يدل على تعكيس الْأَحْوَال وتفرقة الأشغال. وَمن رأى أَنه أكل إبرة فَإِنَّهُ يدل على حسن عواقب أُمُوره وَحُصُول الْفَوَائِد والمرادات. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قد أعطَاهُ أحد إبرة فَإِنَّهُ يدل على الِاجْتِهَاد فِي صَلَاح أُمُوره من ذَلِك الشَّخْص. وَمن رأى أَنه مَعَه إبرا كَثِيرَة أَو اشْتَرَاهَا فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح فِي الأشغال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الابرة رجل قوي تقع بِسَبَبِهِ الألفة وَإِن كَانَ فِيهَا خيط دلّت على انْتِفَاع بالألفة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل ابرة يُفْضِي بسره إِلَى من يصونه. وَحكي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أَعْطَيْت خمس ابر لَيْسَ فِيهَا خرق وابرة فِيهَا خرق فَعبر رُؤْيَاهُ بعض أَصْحَاب ابْن سِيرِين فَقَالَ الإبر الْخمس الَّتِي لَا خرق فِيهَا خَمْسَة أَوْلَاد والابرة الَّتِي فِيهَا الْخرق ولد غير تَمام فولد لَهُ أَوْلَاد بِحَسب تَعْبِيره. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب إبرة فَإِن الإبرة لصَاحِبهَا سَبَب وَصَلَاح أَمر وَجمع شَمل فَإِن كَانَ فِيهَا خيط أَو كَانَ يخيط بهَا يلتئم شَأْنه ويستجمع من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 789 أمره مَا كَانَ مُتَفَرقًا. وَمن رأى أَن ابرته الَّتِي يخيط بهَا انْكَسَرت وانخرمت أَو انتزعت مِنْهُ فَإِنَّهُ يتفرق شَأْنه وَيفْسد وَمن رأى أَنَّهَا ضَاعَت مِنْهُ أَو سرقت فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا هُوَ فِيهِ أَعنِي مَا فِي نِيَّته من الْأُمُور ويتفرق شَأْنه والابرة تدل على الْمَرْأَة لادخال الْخَيط فِيهَا. وَأما الْبرد فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن بِيَدِهِ مبردا فَإِنَّهُ يدل على تسهيله الْأُمُور المشكلة وَمن رأى أَنه يبرد بِهِ حديدا صافيا بِمَشَقَّة فَإِنَّهُ يدل على تعسير الْأُمُور) والخسارة والمبرد الغليظ هُوَ كَلَام خَفِي والمبرد الدَّقِيق هُوَ كَلَام لطيف. وَمن رأى أَن مبرده انْكَسَرَ أَو ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على تعسير أشغاله وتعكيس اصلاحه. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يبرد حديدا أَو نُحَاسا من آلَة بَيته ويشتغل بِهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر مِنْهُ لخدامه وتقسيم أَحْوَال خدم ذَلِك الْبَيْت بِسَبَبِهِ. وَأما الجرس فَإِنَّهُ يدل على الصياح وَالْخُصُومَة وَرُبمَا كَانَ شهرة أُمُور وَقيل رجل مؤذ من قبل السُّلْطَان. وَأما الْكلاب فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل سيئ الفعال معذب للنَّاس وَرُبمَا كَانَ قَاطع طَرِيق أَو معاونا وَمن رأى أَنه كلب شَيْئا بكلاب وجذبه فَإِنَّهُ يجد من يعاونه. وَأما الكلبتان فَإِنَّهَا تؤول بخادم جرئ غَنِي قوي يسْتَخْرج من الْمُلُوك والأكابر مَالا بقوته ويفرقه على النَّاس وَمن رأى بِيَدِهِ كلبتين قد ضَاعَت مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على الخسارة. وَمن رأى أَنه يسْتَخْرج بالكلبتين شَيْئا من النَّار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من ملك بِقدر مَا استخرجه من النَّار وَيكون مقربا عِنْد الْمُلُوك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكلبتان من أعوان السُّلْطَان. وَأما الساطور فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل شُجَاع يفرق بَين الْأُمُور الصعاب وَيَقْضِي الْحَوَائِج وَهُوَ فِي الْيَد قُوَّة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الساطور رجل قَاطع للخصومة. وَأما القتارة فَإِنَّهَا تؤول بِصَاحِب عَذَاب وَتَعْلِيق الشَّيْء عَلَيْهَا بُلُوغ حَاجَة. وَأما الْقدوم فَإِنَّهُ يؤول بالخادم إِن لم يُؤمر بِأَمْر لَا يَفْعَله وَإِذا أَمر بِأَمْر يحصل مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يُسَوِّي خشبا معوجا بالقدوم فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتوسط لأحد بِالْخَيرِ ويجنبه طَرِيق الشَّرّ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْقدوم رجل يجذب النَّاس إِلَى نَفسه وَقيل امْرَأَة طَوِيلَة اللِّسَان سليطة منافرة. وَأما المسمار فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قيل من رأى أَنه أصَاب مسمارا فَإِنَّهُ يُصِيب أَخا. وَمن رأى أَنه يدق مسمارا فِي حَائِط فَإِنَّهُ يدل على مسك أَخِيه فِي محلّة أَو بَيت دق المسمار فِي حَائِطه لِأَن الْحَائِط فِي التَّأْوِيل رجل وَإِن دقه فِي الأَرْض فَإِن أَخَاهُ يتَّصل بِامْرَأَة لِأَن الأَرْض فِي) التَّأْوِيل امْرَأَة. وَمن رأى أَنه يدق فِي ظَهره مسمارا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا يكون جليل الْقدر ويشتهر اسْمه فِي الْآفَاق. وَقَالَ الْكرْمَانِي المسمار فِي كل شَيْء يدل على الثَّبَات فِي شرف الدّين وَالدُّنْيَا. وَمن رأى بِيَدِهِ مسمارا حديدا أَو نُحَاسا أَو ذَهَبا أَو فضَّة أَو شبهها مفرغا أَو عظما أَو خشبا ويدقه فِي مَكَان فَإِنَّهُ يدل على وَجْهَيْن يتَزَوَّج امْرَأَة أَو يتَّخذ صديقا. وَمن رأى أَن المسمار قد اسْتَقر واستحكم مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المُرَاد ونيل الآمال. وَمن رأى ضرب المسمار فِي خشب أَو عَمُود فَإِنَّهُ يدل على طلب صداقة من شخص مُنَافِق كَذَّاب أشر. وَمن رأى أَنه ضرب المسمار فِي أَي شَجَرَة من الْأَشْجَار وَاسْتقر مَكَانَهُ فيؤول على جَوْهَرَة تِلْكَ الشَّجَرَة بالصداقة وَالنِّكَاح وَالعطَاء والمواصلة. وَقَالَ جَابر المغربي ان كَانَ المسمار من نُحَاس مفرغ فَإِنَّهُ يدل على عكس الْأُمُور فِي الأشغال وَإِن كَانَ من حَدِيد أَو عظم فَإِنَّهُ يدل على الْقُوَّة وَحسن الْأَحْوَال. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مسمارا من حَدِيد وضربه فِي مَكَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد يَلِيق للملكة أَو يكون ملكا وَإِن لم يكن لَهُ أهل فيرزقه الله علما وَحِكْمَة وَإِن لم يكن من أهل الْعلم فَإِنَّهُ يحب الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وأرباب الدّين ويميل إِلَيْهِم كل الْميل. وَمن رأى أَنه ضرب فِي الأَرْض مسمارا من ذهب أَو فضَّة فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وَيصير ذَا مَال بِكَسْبِهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المسمار يؤول بالأمير أَو بالخليفة ومسمار القبان يؤول بِولَايَة القَاضِي. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المسمار يؤول على أَرْبَعَة أوجه أَخ وَولد وصديق وزواج. وَأما المقلمة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَرْأَةِ فَتعْتَبر فِي حسنها. وَأما الفأس فَإِنَّهُ يؤول بالخادم الدون وَرُبمَا كَانَ مذكرا. وَأما المجرفة فَإِنَّهَا تؤول بالجارية الَّتِي تقوم فِي الْبَيْت باصلاحه. وَأما الْفُلُوس فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين الْفُلُوس تدل على الْخُصُومَات وَالضَّرْب وَكَثْرَة القيل والقال. وَمن رأى أَنه أعْطى فُلُوسًا أَو وجدناها فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ أحد وإيقاع الْفِتْنَة بَينهم.) وَمن رأى أَن مَعَه فُلُوسًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على انحصار فِي الْهم وَالْغَم وانقباض خاطره. وَمن رأى أَنه يَأْخُذ الْفُلُوس من بَيته ويرميها إِلَى خَارج بَيته أَو أَخذ أحد مِنْهُ فُلُوسًا فَإِنَّهُ يدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 790 وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْفُلُوس تدل على الافلاس والفقر والحقارة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْفُلُوس إِذا كَانَت فِي وعَاء على حُصُول المَال. وَأما الركاب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه إِذا كَانَ مُنْفَصِلا عَن السرج يؤول بِالْوَلَدِ وَإِذا كَانَ مُتَّصِلا بالسرج فَإِنَّهُ ولد مُعْتَمد فِي جَمِيع الأشغال وَأمين لَا يخون أَمَانَته وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن ركابه منقوش فَيكون وَلَده متكبرا معجبا بِنَفسِهِ وَإِن كَانَ مطليا فَيكون وَلَده مغترا بِمَال الدُّنْيَا وَإِن كَانَ من شبة أَو نُحَاس فَيكون وَلَده قصير الهمة قَلِيل الْفَهم وَإِن كَانَ من حَدِيد يكون وَلَده قَوِيا شَدِيد الْبَأْس. وَأما نعل الْفرس فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ على أَي وَجه كَانَ وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن البيطار ينعله مثل ذَوَات الْأَرْبَع فَإِنَّهُ يُعَاقب لأجل مَاله. وَمن رأى أَنه ينعل دوابه فَإِنَّهُ يُسَافر ويهتم فِي أشغاله. وَأما السلَاسِل فَإِنَّهَا تؤول بالأعوان وسلاسل القبان تؤول بأعوان القَاضِي وجملتها فِي أوعية تؤول بِالْمَالِ وَأما الزنجير والقيد قد تقدم ذكر تعبيرهما فِي فصولهما فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْعِشْرين وَأما مَا يعْمل مِمَّا ذكر من الْمَعَادِن مثل الْأَوَانِي والمواعين وَمَا أشبه ذَلِك فَيَأْتِي تعبيرها فِي فصولها فِي الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين وَأما غير ذَلِك مِمَّا يعْمل من كل صنف مِنْهَا هُوَ مُوَافق جنسيته فقد أَتَيْنَا (الْبَاب الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا النَّار والشرر والحطب والفحم والرماد وَنَحْوهَا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا النَّار والشرر) قَالَ دانيال من رأى نَارا بِلَا دُخان فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى الْمُلُوك والسلاطين وتنحل أشغاله المنعقدة وتتيسر أُمُوره الصعاب. وَمن رأى أَن أحدا أَلْقَاهُ فِي النَّار وَلم يحرقه فَإِنَّهُ يؤول على جور السُّلْطَان عَلَيْهِ ثمَّ بعد ذَلِك يرضى عَنهُ سَرِيعا ويحظى بِبِشَارَة لقَوْله عز وَجل قُلْنَا يَا نَار كوني بردا وَسلَامًا وَإِن أحرقته النَّار فَإِنَّهُ يُسَافر بكره أَو يحصل لَهُ ضَرَر أَو مرض أَو يَقع فِي محنة أَو عناء ومصيبة وبلاء وَإِن) قوى لَهب النَّار الَّذِي أحرق فِيهَا وَخرج مِنْهَا صَوت عَظِيم فَإِن المحنة وَالْبَلَاء والمصائب الَّتِي اتَّصَلت إِلَيْهِ تكون بِسَبَب السُّلْطَان وَإِن كَانَت النَّار بِدُخَان فتحصيل مَال من الْأَيْتَام حَرَامًا وَإِن رمت النَّار شررا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خُصُومَة وقتال بِسَبَب أَخذه مَال الْأَيْتَام. وَمن رأى من تِلْكَ النَّار حرارة وحمي فَإِنَّهُ يستغاث بِهِ من مَكَان بعيد أَو يحم. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَرْمِي على النَّاس نَارا فَإِنَّهُ يدل على إِلْقَاء الْعَدَاوَة بَين الْخلق وَإِن رأى تَاجر أَن النَّار قد التهبت فِي دكانه وقماشه ومتاعه فَإِنَّهُ يدل على بَيْعه الَّذِي يُسَاوِي درهما بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَلم يشفق على مَخْلُوق. وَمن رأى أَن النَّار قد التهبت فِي بَيته فَإِنَّهُ يدل على المصادرة من الْمُلُوك والجبابرة وَمن رأى أَن النَّار قد أحرقت ملبوسه فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الْفِتْنَة وَالْخِصَام مَعَ أَقَاربه أَو يغتم من أجل فقد مَال. وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَت النَّار لَيْسَ لَهَا لَهب وَلَا ارْتِفَاع شعلة فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة وَإِن كَانَ لَهَا ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على صعوبة الْأَمْرَاض. وَمن رأى نَارا قد خرجت من تَحت الأَرْض وَارْتَفَعت نَحْو السَّمَاء فَإِنَّهُ يدل على محاربة أهل ذَلِك الْمَكَان مَعَ الْبَارِي عز اسْمه وَالْعِيَاذ بِاللَّه من ذَلِك الزُّور وَقَول الْكَذِب والعصيان. وَمن رأى أَن النَّار قد انْتَقَلت من مَكَان إِلَى آخر وَلم يحصل ضَرَر فَإِنَّهُ يدل على مَنْفَعَة لَهُ وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَن النَّار تقع من السَّمَاء أَو من الْهوى كالمطر فَإِنَّهُ دَلِيل على الْبلَاء والفتنة وَسَفك الدَّم من جِهَة الْمُلُوك والسلاطين والقاء الْعَدَاوَة بَينهم وَقتل كثير من النَّاس فِي وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النَّار فِي التَّأْوِيل نَوْعَانِ نَار ضارة ونار نافعة فَالنَّار الضارة كَمَا حُكيَ عَن ابْن سِيرِين أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَن أصل خَفِي احْتَرَقَ بالنَّار وَأصَاب الآخر من النَّار سفع فَقَالَ لَهُ لَك بِأَرْض فَارس مَاشِيَة قد أغير عَلَيْهَا فَذهب نصفهَا وَأُصِيب من النّصْف الآخر شَيْء يسير فَكَانَ كَذَلِك وَأما الْمظْلمَة المحرقة فتدل على الْحزن وَالْمَرَض والوباء خُصُوصا إِذا كَانَت ذَات لَهب وتدل أَيْضا على الْخَوْف فَمن رأى أَن النَّار وَقعت فِي الدّور حَتَّى خربَتْ كلهَا فَإِنَّهُ يَقع هُنَاكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 791 قتال وَتذهب أَمْوَالهم وَالنَّار فِي الصَّحرَاء حروب وَصَوت النَّار صخب وصراخ. وَمن رأى كَأَنَّهُ أَخذ جَمْرَة من سُلْطَان فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَرَامًا من قبل السُّلْطَان.) وَمن رأى كَأَن بَطْنه انْشَقَّ وَرَأى فِيهِ نَارا فَإِنَّهُ يَأْكُل مَال الْأَيْتَام ظلما وَالنَّار النافعة هِيَ المضيئة وتأويلها للخائف أَمن وحظ جيد من السُّلْطَان وضوؤها يدل على الشعث وَإِيقَاد النَّار على بَاب السُّلْطَان ينْتَفع بِهِ النَّاس. وَمن رأى أَنه قَاعد مَعَ قوم حول النَّار يَأْمَن ضررها فَإِنَّهُ ينَال نعْمَة وبركة لقَوْله تَعَالَى أَن بورك من فِي النَّار وَمن حولهَا. وَمن رأى كَأَن النَّار اشتعلت بداره وَلَا دُخان لَهَا فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن رأى نَارا مضيئة فِي لَيْلَة مظْلمَة فَإِنَّهُ يُصِيب قُوَّة وسروراً وشرفا لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة مُوسَى إِنِّي آنست نَارا فنال قُوَّة وجاها ونبوة وَأما النَّار المضيئة الَّتِي لَا دُخان فِيهَا فَهِيَ للوالي ولَايَة وللتاجر ربح وللعزب امْرَأَة وَشرب النَّار كَلَام قَبِيح من سُلْطَان. وَمن رأى أَن نَارا أَصَابَته فَإِنَّهُ يدل على إِنْسَان قد وعده بِشَيْء وَهُوَ يَفِي بِمَا وعده لقَوْله تَعَالَى النَّار وعدها الله الَّذين كفرُوا الْآيَة وَمن رأى كَأَن دخانا أظلهُ فَإِنَّهُ يُصِيب حمى لقَوْله تَعَالَى وظل من يحموم. وَمن رأى كَأَنَّهُ قدح نَارا ليصطلى بهَا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بسُلْطَان قاسي الْقلب فِي شدَّة فقر وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا قدحت نَارا فانقدحت نَار مضيئة فَإِنَّهَا تَلد غُلَاما واجتماع المقداحة والزناد يدل على ولَايَة وانتظامها لِأَن الْحجر قساوة وَالْحَدِيد بَطش وبأس شَدِيد وانقداح النَّار من بَين حجرين قتال رجلَيْنِ فاسقين وإطفاؤها تسكين فتْنَة. وَأما إطفاء النَّار المضيئة فِي بلد فَهُوَ موت رئيسها وَفِي دَار موت قيمتهَا وَقد اخْتلف فِي الرماد على ثَلَاثَة أوجه فَمنهمْ من قَالَ إِنَّه لَا ينْتَفع بِهِ وَمِنْهُم من قَالَ هُوَ كَلَام بَاطِل وَمِنْهُم من قَالَ أَنه مَال حرَام وَمِنْهُم من قَالَ يسْعَى فِي أَمر السُّلْطَان وَلَا يحصل مِنْهُ إِلَّا التَّعَب لقَوْله تَعَالَى كرماد اشتدت بِهِ الرّيح فِي يَوْم عاصف وَقيل رُؤْيا النَّار المشتعلة حُصُول مَكْرُوه مِمَّن يركن إِلَيْهِ. وَمن رأى نَارا يَأْكُل بَعْضهَا بَعْضًا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مُصِيبَة منكبة لملك ظَالِم فِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى نَارا صعدت من الأَرْض إِلَى السَّمَاء فَإِنَّهُ يؤول بِأَن أهل ذَلِك الْمَكَان عصوا الله وَرَسُوله. وَمن رأى نَارا أنزلت من السَّمَاء على مَكَان وَلم تحرقه فَإِنَّهُ حُصُول ضعف ووخم لأهل ذَلِك الْمَكَان.) وَمن رأى نَارا وَقعت فِي سلْعَة فَإِنَّهَا تنْفق ويصيب صَاحبهَا خيرا. وَمن رأى نَارا وَقعت فِي بُنيان أَو خشب فَإِنَّهُ مُصِيبَة تنزل بِأَهْل ذَلِك الْموضع. وَمن رأى أَن فِي بَيته لَهب نَار فَإِنَّهُ إِن كَانَ بَينه وَبَين أحد شَرّ ومنازعة فَإِنَّهُم يصطلحون وَيحصل لَهُم نعْمَة ويصيرون إخْوَانًا لقَوْله تَعَالَى إِذْ كُنْتُم أَعدَاء فألف بَين قُلُوبكُمْ فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا. وَمن رأى أَنه أوقد من النَّار ضوءا ليستأنس بِهِ فَإِنَّهُ حُصُول علم ينظر فِيهِ ويتفكر ويؤنسه ذَلِك وَإِن لم يُوقد فَإِنَّهُ لَا ينْتَفع بذلك الْعلم. وَمن رأى نَارا أحرقت عضوا مِنْهُ أَو ثوبا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ ضَرَر بِقدر حرقه أَو مُصِيبَة فِيمَن يعز عَلَيْهِ. وَمن رأى نَارا عَظِيمَة لَا تشبه هَذِه النَّار قد أودع وَألقى فِيهَا فَإِنَّهُ نجاة مِمَّن يخَاف ويحذر. وَمن رأى أَنه يطفيء نَارا وَقد أوقدها لمصْلحَة وَمَنْفَعَة فَإِن ذَلِك فقره وَقد يحصل لَهُ فِي الدُّنْيَا ذكر. وَمن رأى أَنه يطوقها فَوق سَرِيره أَو تَحْتَهُ وَكَانَ مَرِيضا أَو مكروبا فَهُوَ دَلِيل على فاقته وَذَهَاب كربه. وَمن رأى نَارا توقد تَحت قدر وَهِي تغلي وَلم يعلم مَا فِيهَا ثمَّ انطفأت النَّار وَبَردت الْقدر فَإِن كَانَ مَرِيضا عوفي. وَمن رأى شررا يَتَنَاثَر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ وَيسمع مَكْرُوها وَكَثْرَة الشرر مُصِيبَة. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ شعلة من نَار فَإِنَّهُ يُصِيبهُ سَعَة من سُلْطَان وَإِن كَانَ لَهَا دُخان كَانَ فِي سُلْطَانه ذَلِك حدث أَو هول. وَمن رأى شررا وَقع فِي قوم فَإِنَّهُ تقع فيهم الْعَدَاوَة والشحناء. وَمن رأى الشرر يَأْكُل مَا جَاءَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَلَام وَشر ومنازعة أَو حَرْب بَين قوم وضرر لَهُم ورؤيا الدُّخان هول عَظِيم وقتال شَدِيد وَحرب وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الدُّخان لَهب فَإِنَّهُ قتل ذريع يُصِيب النَّاس وَإِن كَانَ دون لَهب فَجمع بِلَا حَرْب وفتنة بِلَا قتل. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا النَّار تؤول على سِتَّة وَعشْرين وَجها فتن واشتغال وَفَسَاد وتشعب وخصومة وَكَلَام قَبِيح وَمنع الْمَقْصُود وَغَضب السُّلْطَان وعقوبة ونفاذ وَعدم تَدْبِير وَعلم وَحِكْمَة) وَطَرِيق الْهدى ومصيبة وفزع وحرقة وسلطان وطاعون وبرسام ونفاطات ونصيحة وَأمن وَمَال حرَام ورزق وَمَنْفَعَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 792 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحَطب والفحم والرماد) أما الْحَطب الرطب واليابس مِنْهُ حَرْب وخصومة ونميمة وبائعه وحامله يؤولان بالنمامين. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يجمع الْحَطب من الصَّحرَاء وَمن النَّابِغَة وينقله على ظَهره فَإِنَّهُ يؤول بِالْفِعْلِ الْقَبِيح والحسد والغيبة والنميمة وَلَكِن يُعَاقب سَرِيعا لقَوْله تَعَالَى حمالَة الْحَطب. وَمن رأى أَنه وضع عود حطب أَو ثَلَاثَة ليوقد فِيهَا النَّار فَإِنَّهُ يظْهر كلَاما حسنا يزِيد على مر السَّاعَات. وَأما الفحم فَمَال حرَام فَمن رأى أَنه وضع الفحم على النَّار وأوقده فَإِنَّهُ يدل على الْمُعَامَلَة للْملك وَحُصُول مَال وَشرف مِنْهُ. وَقَالَ الْكرْمَانِي الفحم مَال ونعمة من قبل السُّلْطَان. وَمن رأى أَن أعضاءه أَو ملبوسه أسود مِنْهُ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من ملك حزن ومشقة وَقيل إِن الفحم من الشّجر يدل على رجل خطير إِن كَانَ مِمَّا ينْتَفع بِهِ وَإِذا كَانَ مِمَّا لَا ينْتَفع بِهِ فَهُوَ كالرماد. وَأما الرماد فَمَال بَاطِل من قبل السُّلْطَان وَلَا بَقَاء لَهُ وَقيل علم لَا نفع فِيهِ وَقيل من رأى أَنه أصَاب رَمَادا أَو حمله أَو جمعه فَإِنَّهُ يحمل بَاطِلا من الْكَلَام وَالْعلم وَلَا ينْتَفع بِهِ لقَوْله تَعَالَى مثل الَّذين كفرُوا برَبهمْ أَعْمَالهم كرماد الْآيَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الرماد يؤول على تِسْعَة أوجه عمل غير مَقْبُول وَمَال حرَام وَكَلَام بَاطِل وخصومة وَفسق ومكر وحسرة وندامة وَفعل لَا خير فِيهِ وَأما الكانون فقد تقدم تَعْبِيره فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ فِي ذكر العمارات وَأما نَار جَهَنَّم فقد تقدم ذكرهَا أَيْضا فِي أحد فُصُول الْبَاب الرَّابِع. 3 - (فصل فِي رُؤْيا المصابيح والسرج والشمع والقناديل والفوانيس والمشاعل) أما الْمِصْبَاح فَإِن كَانَ موقودا فَإِنَّهُ يؤول بالتوفيق وَالْعِبَادَة والعز والدولة خُصُوصا إِذا كَانَ الْمِصْبَاح من زجاج والمصباح الَّذِي لَيْسَ بموقد فتأويله بِخِلَافِهِ وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمن رأى أَنه يشعل قنديل الْجَامِع فَإِنَّهُ يَأْتِي بِولد صَالح عَابِد والقناديل الْكَثِيرَة تؤول بِالدّينِ والتقى وانطفاؤها ضد ذَلِك. وَمن رأى أَن فِي دَاره قِنْدِيلًا فانطفأ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن فرَاغ عمره أَو موت وَلَده وَرُبمَا كَانَ لصَاحب الْمنزل عزلا. وَأما السراج فَقَالَ الْكرْمَانِي هُوَ خَادِم الْبَيْت وَقيل قيمَة الْبَيْت. وَقَالَ جَابر المغربي من أوقد السراج من المقدحة إِن كَانَ مزوجا يحصل لَهُ ولد وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج أَو يَشْتَرِي جَارِيَة وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فِي سفر فَإِنِّي يَأْتِي بالسلامة. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى سِرَاجًا منيرا كثيرا فَإِنَّهُ يؤول بِالْملكِ الْعَادِل وَالْقَاضِي الْمنصف أَو عَالم زاهد وَيكون لأهل ذَلِك الْمَكَان عرس وضيافة ونشاط كَبِير. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى بِيَدِهِ سِرَاجًا منيرا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَيحل لَهُ عز ودولة وَإِن كَانَ الرَّائِي فَاسِقًا فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله وَيَتُوب من ذنُوبه وَإِن كَانَ مُشْركًا يرْزق الْهِدَايَة وَإِن كَانَ مُسلما يرْزق توفيق الطَّاعَة لقَوْله تَعَالَى وسراجا منيرا الْآيَة. وَمن رأى أَن السراج الَّذِي بِيَدِهِ انطفأ فَإِنَّهُ يدل على وَفَاة وَلَده وَنقص عزه ودولته وَعدم توفيق الطَّاعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السراج زِيَادَة نور الْقلب وَقُوَّة فِي الدّين ونيل المُرَاد وَمن رأى أَنه أوقد سِرَاجًا منيرا فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد علما. وَمن رأى كَأَنَّهُ يطفيء سِرَاجًا بنفخه فَإِنَّهُ يُرِيد أَن يبطل أَمر رجل بِحَق وَلَا يُبطلهُ لقَوْله تَعَالَى يُرِيدُونَ ليطفئوا نور الله بأفواههم وَالله متم نوره. وَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي بِالنَّهَارِ فِي سراج فَإِنَّهُ يكون شَدِيد الدّين مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة لقَوْله تَعَالَى وَيجْعَل لكم نورا تمشون بِهِ. وَمن رأى أَنه يمشي بِاللَّيْلِ فِي سراج فَإِنَّهُ يجْتَهد.) وَمن رأى كَأَن سِرَاجًا فِي دَاره دَخلهَا سُلْطَان أَو عَالم أَو رزق ابْنا مُبَارَكًا فَإِن كَانَ لَهُ سراج ضوؤه كضوء الشَّمْس فَإِنَّهُ يحفظ الْقُرْآن ويفسره. وَقَالَ السالمي من رأى أَن سراج بَيته مضيء قوي صَالح فَإِنَّهُ يؤول بصلاح قيم الْبَيْت وَإِن رَآهُ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن سراجه طفيء وَذهب نوره فَإِنَّهُ يؤول بِسوء حَال قيم الْبَيْت وَفَقره وتغيير أُمُوره أَو قطع ذكره من مَكَان هُوَ فِيهِ وَرُبمَا دلّ على مَوته أَو موت وَلَده إِذا كَانَ فِي رُؤْيَاهُ مَا يدل على ذَلِك. وَمن رأى بِيَدِهِ سِرَاجًا يخَاف عَلَيْهِ طفء نوره فَإِنَّهُ يؤول بخوفه على أحد من الْمَوْت فَإِن انطفأ مَاتَ ذَلِك بِعَيْنِه وَإِن لم ينطفيء يكون سالما مُدَّة. وَمن رأى أَنه يصلح سِرَاجًا فَإِنَّهُ يؤول بِبِشَارَة سَلامَة الْمَرِيض. وَمن رأى سِرَاجًا صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء ثمَّ لم يعد فَإِنَّهُ يؤول بصعود روحه إِلَيْهَا وفراغ أَجله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السراج تؤول على أَرْبَعَة عشر وَجها ملك وقاض وَولد وعرس وَولَايَة أَمر جليل وَشرف وَدَار وسرور وَعلم وغنى وعيش طيب وَجَارِيَة وَمَنْفَعَة ورؤية كَمَا رأى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 793 وَأما المسرجة والمنارة فَيَأْتِي ذكر تعبيرهما فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين. وَأما الفتيلة فَقَالَ الْكرْمَانِي الفتيلة الموقودة تؤول بالقهرمان الَّذِي يَأْمر وَيُنْهِي ويحتاط النَّاس حوله ويخدمونه ويصل خَبره إِلَى النَّاس وَإِذا كَانَت غير موقودة فتأويلها بضده. وَمن رأى أَن الفتيلة اشتعلت بِتَمَامِهَا فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك قهرمان ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَنه أوقد فتائل كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحصل مِنْهُ النَّفْع. وَأما الشمع فَقَالَ ابْن سِيرِين الشمع عز ودولة. وَمن رأى فِي بَيته موقودة فَإِنَّهَا تؤول بِزِيَادَة الْعِزّ وَالنعْمَة والدولة. وَمن رأى فِي بَيته شمعة موقودة وَالْبَيْت منور بنورها فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نعْمَة كَبِيرَة فِي تِلْكَ وَمن رأى أَنه أَخذ شمعة موقودة من يَد أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعِزّ وَالْقُوَّة من ذَلِك الرجل. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى بِيَدِهِ شمعة موقودة فانطفأت فَإِنَّهَا تدل على موت امْرَأَته وَإِن لم تكن لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على تَغْيِير أَحْوَاله. وَمن رأى أَنه كَانَ بِيَدِهِ شمعة موقودة فأطفأها أحد فَإِنَّهُ يدل على أحد يحْسد لما هُوَ فِيهِ من) النِّعْمَة. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ شمعة موقودة وَنقص ضوؤها فَإِنَّهُ يدل على نقص نعْمَته ودولته. وَمن رأى بِيَدِهِ شمعة غير موقودة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شَيْء قَلِيل مِمَّا ذكر. وَقَالَ دانيال من رأى بِيَدِهِ أَو ببيته شمعة موقودة إِن كَانَ لَهُ امْرَأَة تَلد غُلَاما وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج أَو يَشْتَرِي جَارِيَة وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فِي السّفر فَإِنَّهُ يَأْتِي بالسلامة. وَمن رأى فِي مدينته شموعا كَثِيرَة موقودة فَإِنَّهُ يدل على عدل ملك تِلْكَ الْمَدِينَة وقضاته وأئمته وعَلى كَثْرَة الاعراس والأفراح. وَمن رأى شموعا كَثِيرَة موقودة فِي مَسْجِد أَو مدرسة فَإِنَّهُ يدل على اشْتِغَال أهل ذَلِك الْمَكَان بالعلوم والطاعات والعبادات وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الشمعة ولد سخي وجيه. وَأما الشمع فَمَال حَلَال يصل إِلَى صَاحبه بعد تَعب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الشمعة تؤول على أَرْبَعَة عشر وَجها ملك وقاض وَولد وعرس ونفاذ أَمر ورياسة وَدَار وَفَرح وَعلم وغنى وعيش هنيء وَجَارِيَة وَامْرَأَة وكما رَآهُ الرَّائِي. وَأما الفانوس فَإِنَّهُ يؤول بِمن يَلِيق بِهِ المنصب بحصوله وللعوام بِالْوَلَدِ وَرُبمَا دلّ على الْعِزّ والجاه وطفؤه عزل الْحَاكِم عَن منصبه إِن عرف صَاحبه وَإِلَّا فَلَا خير فِيهِ وَكَثْرَة الفوانيس زِيَادَة فِي الْحُرْمَة والابهة وَرُبمَا دلّ على زِيَادَة الدّين لضوئه. وَأما المشعل فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى مشعلا يضيء فِي بَريَّة وَالنَّاس يتبعُون ضوءه فَإِنَّهُ إِنْسَان يحصل بِهِ نتيجة وَرُبمَا يؤول من معنى الضَّوْء ورؤياه للْحَاكِم محمودة وطفؤه نَظِير مَا تقدم فِي الفانوس. (الْبَاب الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا الوثب وَالسّفر والانتقال والطيران والاستقرار وَنَحْو ذَلِك) أما الوثب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه وثب من مَوضِع إِلَى مَوضِع فَإِنَّهُ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان أَو يتَحَوَّل من حَال إِلَى حَال فليعتبر مَا بَين المكانين اللَّذين وثب من وَاحِد إِلَى وَمن رأى أَنه وثب بَعيدا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا طَويلا. وَمن رأى أَنه يتَصَرَّف فِي وثبه كَيفَ يَشَاء أَو يبلغ بوثبه حَيْثُ يُرِيد فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه) سفر بفائدة ونصرة وَحُصُول مُرَاد فِيمَا يرومه. وَمن رأى أَن وثبته قصرت عَمَّا أَرَادَ وَلم يبلغ مِنْهَا غَايَة مَا فِي نَفسه فتعبيره ضد ذَلِك وَلَكِن التَّحَوُّل لَا بُد مِنْهُ. وَمن رأى أَنه أعْتَمد فِي وثبته على عَصا أَو غَيرهَا فَإِن الْعَصَا رجل منيع فيعتمد فِي تحويله على من يكون بِهَذِهِ الصّفة وَكَذَلِكَ تَعْبِير مَا أعْتَمد عَلَيْهِ من الْأَشْيَاء فَيكون من معنى ذَلِك ويؤول على مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك فِي أصُول التَّعْبِير. وَمن رأى أَن لَهُ مُعْتَمدًا فانسب الْمُعْتَمد عَلَيْهِ إِلَى جوهره فِي التَّأْوِيل. وَمن رأى أَنه وثب نَهرا أَو بِئْرا أَو حفيرة أَو جرفا أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من حَالَة مَكْرُوهَة إِلَى حَالَة جَيِّدَة وينجو من أَمر مَكْرُوه وَيسلم عَاجلا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه وثب على رجل فَإِنَّهُ يغلبه ويقهره فَإِن الْوُثُوب على الْقُوَّة قُوَّة. وَمن رأى أَنه وثب وَغَابَ فِي وثبته حَتَّى لم ير فَإِنَّهُ يَمُوت. وَأما السّفر والانتقال فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يُسَافر وَيعلم أَن الْمقَام الَّذِي يتَوَجَّه إِلَيْهِ أحسن من هَذَا الْمقَام الَّذِي هُوَ بِهِ ويرحل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على تَحْسِين حَاله ونيل آماله وَإِن علم إِن الْمقَام الَّذِي هُوَ فِيهِ أحسن من هَذَا الْمقَام الَّذِي صمم عزمه إِلَيْهِ فتعبيره ضِدّه وَإِن يعلم أَيهمَا أحسن وَلَا يعلم بِأَيِّهِمَا يُقيم فِي سَفَره فَإِنَّهُ يدل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 794 تشتته وَبعده عَن وَطنه وأقربائه أَو ينْتَقل من دَار إِلَى دَار وَإِمَّا أَن يودع أحدا أَو أحد يودعه تغير أَحْوَال دهره ثمَّ بعد ذَلِك يَسْتَقِيم حَاله. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يُسَافر رَاكِبًا ومؤوناته وأسبابه كَامِلَة فَإِنَّهُ يدل على انتظام أَحْوَاله ونيل آماله وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السّفر فِي التَّأْوِيل يدل على ثَلَاثَة أَشْيَاء أنتقال من مَكَان إِلَى مَكَان وَمن حَال إِلَى حَال وَمن رأى أَنه يُسَافر وَهُوَ مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت. وَمن رأى أَنه أَخذ زَاد السّفر فَإِنَّهُ قد قدم خيرا لقَوْله تَعَالَى وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى وَأحسن السّفر مَا كَانَ إِلَى جِهَة الْقبْلَة. وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا السّفر لأهل الصّلاح تؤول بِالْغَنِيمَةِ لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سافروا تغنموا وبالعز وتفريج الهموم لقَوْل الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ لبَعض أَصْحَابه الصلحاء) شعرًا: (أما ترى المَاء فِي الخليج زلالا ... فَإِذا طَال مكثه يتدنس) وَلأَهل الْفساد بِحُصُول الْعَذَاب لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب. وَأما الطيران والاستقرار فَإِنَّهُمَا يؤولان على أوجه قَالَ دانيال من رأى أَنه يطير كالطير من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يدل على السّفر وعلو قدره بِمِقْدَار علوه من الأَرْض فِي الطيران. وَمن رأى أَنه طَار إِلَى السَّمَاء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مضرَّة عَاجلا وَإِن لم ينزل من طيرانه فَإِنَّهُ يدل على ارتحاله من الدُّنْيَا. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يطير بِغَيْر ريش فَإِنَّهُ يتَغَيَّر من حَال إِلَى حَال. وَمن رأى أَنه يطير من سطح إِلَى سطح آخر فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويتزوج بغَيْرهَا أَو يَشْتَرِي جَارِيَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه طَار إِلَى عنان السَّمَاء فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَمن رأى أَنه طَار من دراه إِلَى دَار مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله فليتب إِلَى الله. وَمن رأى أَن لَهُ أَجْنِحَة لَا تشبه أَجْنِحَة الطُّيُور فَإِنَّهُ يحصل لَهُ أَمر عَظِيم بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ النَّاس. وَمن رأى أَنه يطير إِلَى السَّمَاء ثمَّ ينزل إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يمرض بِحَيْثُ يشرف على الْمَوْت وَيُعَافى باذن الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ حُكيَ ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أطير فِي السَّمَاء وَالْأَرْض فَقَالَ لَهُ أَنْت رجل تكْثر المنى. وَمن رأى كَأَنَّهُ طَار فَوق جبل فَإِنَّهُ يُصِيب ولَايَة يجْتَمع لَهُ فِيهَا الْملك وَإِن سقط على شَيْء نَالَ ذَلِك الشَّيْء وَإِن لم يصلح للولاية دلّت رُؤْيَاهُ على أَنه يمرض ويشرف فِي مَرضه على الْمَوْت أَو يَقع مِنْهُ خطأ فِي دينه والطيران يدل على سفر إِذا كَانَ بجناح وَإِن لم يكن بجناح فَإِنَّهُ إنتقال من حَال إِلَى حَال وَإِن بلغ فِي طيرانه مَا قصد نَالَ فِي سَفَره خيرا وَمن رأى أَنه طَار من أَرض إِلَى أَرض نَالَ قُوَّة وشرفا كَمَا قيل: ( ... ... ... ... ... ... ... ... . . ... وَإِذا نأى بك منزل فتحول) وَمن رأى أَنه طَار من سفل إِلَى علو بِغَيْر جنَاح نَالَ أمْنِيته وارتفع بِقدر مَا علا وَمن رأى كَأَنَّهُ طَار كَمَا تطير الْحَمَامَة نَالَ عزا.) وَمن رأى كَأَنَّهُ طَار حَتَّى توارى فِي جو السَّمَاء فَإِنَّهُ يَمُوت. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يطير من مَكَان إِلَى مَكَان وَكَانَ طيرانه عرضا فَإِنَّهُ يتَوَجَّه إِلَى مَوضِع لم يعهده أَو يُسَافر سفرا وينال فِيهِ رفْعَة على قدر مَا استعلى من الأَرْض أما الطيران فيؤول بالتمني هَذَا إِذا رُؤِيَ كثيرا وَأما الطيران لأهل الصّلاح فيؤول بِطَلَب الْعلم وَيكون مبلغه فِيهِ بِقدر استعلائه وَلأَهل الْفساد بِطَلَب الفسوق وَالشَّر ولغيرهم بِطَلَب أَمر قد جد فِيهِ وَأما الطيران فيؤول بخفة الْعقل والطيش فِي حَال الْغَضَب أَو يكون فَرحا مَسْرُورا لقَوْل النَّاس طَار فلَان من الْفَرح. وَمن رأى أَنه طَار مصعدا مستويا فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر لَهُ بِقدر صُعُوده واستعلائه وَإِن أستقر من ذَلِك الطيران خلص من ضَرَر وَمن رأى أَنه يطير وَهُوَ وَاقِف مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَأحسن الطيران مَا كَانَ نَحْو الْقبْلَة. وَمن رأى أَنه طَار ثمَّ اسْتَقر بمَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يؤول بِقطع السّفر إِذا كَانَ فِيهِ وَإِن لم يكن فِيهِ فَلَا بُد لَهُ من السّفر ووصوله إِلَى مَكَان يُريدهُ سالما. وَمن رأى أَنه طَار وَهُوَ رَاكب فَإِن كَانَ صَاحب منصب فَهُوَ مُفَارقَة ذَلِك المنصب وَإِن لم يكن فَهُوَ مُفَارقَة عز هُوَ فِيهِ وَإِن طَار المركوب مَعَه فِي سفر فَإِنَّهُ منصب وَإِن اسْتَقر هُوَ مَا يركبه على الأَرْض فَهُوَ حُصُول عز. (الْبَاب الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا الفراعنة وَأهل الْأَدْيَان الْبَاطِلَة وقطاع الطَّرِيق وَأهل الجرائم وَنَحْو ذَلِك) أما الفراعنة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أحدا من الفراعنة الْمُتَقَدِّمين أَو ملكا جائرا دخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 795 مَدِينَة أَو أَرضًا وَأقَام بهَا فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور سيرة الفراعنة فِي ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن فرعونا أعطَاهُ شَيْئا أَو أَمر لَهُ بخلعه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام من ملك ظَالِم بِقدر مَا رأى. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى بعض الفراعنة والأكاسرة والجبابرة حَيا أَو مَيتا فِي أَرض أَو بَلْدَة فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه ظُهُور سنته هُنَاكَ وجور حاكمها إِلَى أَن يصير فِي الْأَفْعَال مضار بِهِ وعزله وتولية غَيره مِمَّن يكون فعله كَذَلِك وَحُصُول مُصِيبَة عَامَّة لأهل ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أحدا من الفراعنة صَار مُسلما أَو عادلا فتعبيره بِخِلَاف مَا تقدم.) 3 - (فصل فِي رُؤْيا أهل الْأَدْيَان الْبَاطِلَة) أما الْكفَّار وَالْمُشْرِكُونَ فَإِنَّهُم يؤولون على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى الْكفَّار دخلُوا عَلَيْهِ فِي منزله وقصدوا محاربته فَإِنَّهُم يؤولون بأعداء ضامرين لَهُ سوءا أَو يكون مبلغهم مِنْهُ بِقدر ركضهم فِي منزله. وَمن رأى أحدا من الْكفَّار أسره فَإِنَّهُ يُصِيب هما شَدِيدا. وَمن رأى أَنه كَافِر ثمَّ دخل فِي الْإِسْلَام فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن اعترافه بِالنعْمَةِ بعد كفرانها أَو قرب أَجله وَيصير إِلَى الْحق وَقيل من رأى أَنه صَار كَافِرًا فَإِنَّهُ يدل على ميله إِلَى الْكفْر. وَقيل من رأى أَن مُشْركًا صَار مُسلما وَتكلم فِي بَاب الْمَوْت فَإِنَّهُ يدل على مَوته فِي دين الْإِسْلَام وَإِن كَانَ كَلَامه مُخَالفا للدّين وَطَرِيق الشَّرْع فانه لَا يسلم وَإِن أسلم فانه لَا يكون ثَابتا فِي الْإِسْلَام. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن مُشْركًا دخل الْجنَّة أَو صلى نَحْو الْقبْلَة أَو شكر الله تَعَالَى أَو دخل فِي حصن أَو صَار قلبه وَاسِعًا فَإِنَّهُ يدل على اسلامه لقَوْله تَعَالَى فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى مُشْركًا وَكَانَ الرَّائِي مَسْتُور الْحَال فَإِنَّهُ يدل على طلب الْعلم وَالظفر على أعدائه وَإِن لم يكن مَسْتُور الْحَال فَإِنَّهُ يصاحب أَرْبَاب الْمذَاهب الْفَاسِدَة. وَأما النَّصَارَى فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَار نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يدل على كَونه فِي الضَّلَالَة وَطَرِيق الْبِدْعَة وَعدم اعْتِقَاده فِي دين الْإِسْلَام. وَمن رأى نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يظفر على خَصمه إِن كَانَ لَهُ مَعَ أحد خُصُومَة لِأَن النَّصْرَانِي مُشْتَقّ من النُّصْرَة. وَمن رأى نَصْرَانِيّا صَار مُسلما فَإِنَّهُ يسلم سَرِيعا أَو يَمُوت عَاجلا. وَمن رأى أَن قِيَامه وقعوده مَعَ النَّصَارَى فَإِنَّهُ يكون محبا لَهُم ويميل إِلَيْهِم كل الْميل وَقيل من رأى نَصْرَانِيّا وَكَانَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ ينتصر. وَمن رأى أَن نَصْرَانِيّا قد تغير عَن مِلَّته إِلَى مِلَّة أُخْرَى فَإِنَّهُ يؤول بِعَدَمِ سلوكه فِي طَرِيق مِلَّته كَمَا يَنْبَغِي. وَمن رأى أَن نَصْرَانِيّا فعل شَيْئا لَا يجوز فِي مِلَّة الْإِسْلَام مثل صُعُوده مَنَارَة أَو منبرا أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه حُصُول مُصِيبَة لَهُ وتولية من لَيْسَ لَهُ دين فِي هَذَا الْمَكَان حَاكما) وَظُهُور بِدعَة هُنَاكَ واستحقار أَهله بدين الْإِسْلَام. وَمن رأى نَصْرَانِيّا دخل الْحرم فَإِنَّهُ يسلم ويأمن مِمَّا يخَاف ويحذر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى كَأَنَّهُ صَار نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يَرث خَاله أَو خَالَته إِن كَانَ من أهل الصّلاح وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بِكُفْرِهِ بنعم الله تَعَالَى وَرُبمَا يصفه بِمَا هُوَ عَنهُ متنزه متقدس. وَقيل من رأى أَنه صَار نَصْرَانِيّا وقدامه مَا يُؤْكَل وَلم يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على أَنه مرتكب فواحش غير رَاض بقسمة الله لَهُ. وَأما الفرنج فانهم يؤولون بالفرج والنصرة أَيْضا لمن رَآهُمْ وَمن رأى أَنه صَار افرنجيا فَإِنَّهُ وَأما الأرمن فتعبيرهم فِي جَمِيع أَحْوَالهم كَمَا تقدم فِي النَّصَارَى وَلَكِن فيهم زِيَادَة لمن رأى أَنه صَار أرمنيا بِسوء الْخلق. وَأما الرهبان فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه صَار رَاهِبًا فَإِنَّهُ مُبْتَدع مفرط فِي بدعته لقَوْله تَعَالَى ورهبانية ابتدعوها مَا كتبناها عَلَيْهِم الْآيَة وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على ارْتِكَاب مَا لَا يجوز لَهُ واستمراره عَلَيْهِ. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه صَار رَاهِبًا وَكَانَ من الثِّقَات فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْخُشُوع وَالْخَوْف من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل واضمم إِلَيْك جناحك من الرهب وَهُوَ الْخَوْف. وَقَالَ بعض الصَّالِحين الراهب من رهب الله اي خافه وَقيل رُؤْيا الراهب تؤول بِرَجُل مكار خداع مُبْتَدع. وَأما الْيَهُود فَمن رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يرتكب طَرِيق الْبِدْعَة ويتعصب للْيَهُود وَيُقَوِّي كَلَامهم وَيصدق أَقْوَالهم وَيكون على الضَّلَالَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يتْرك الْفَرَائِض فيعاقب عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا قبل الْمَوْت. وَمن رأى كَأَنَّهُ يُقَال لَهُ يَا يَهُودِيّ وَعَلِيهِ ثِيَاب بيض وَهُوَ كَارِه لتِلْك التَّسْمِيَة فَإِنَّهُ فِي ضيق ينْتَظر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 796 وَمن رأى الْيَهُود فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رَحْمَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى إِنَّا هدنا إِلَيْك قَالَ عَذَابي أُصِيب بِهِ من أَشَاء الْآيَة. وَمن رأى جمَاعَة من الْيَهُود فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله لِأَن معنى يهود يَتُوب.) وَمن رأى يهودا أَو وَاحِدًا فَإِنَّهُ يؤول بِالْهدى لاشتقاق الِاسْم وَقيل من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يَرث عَمه أَو عمته. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْيَهُود اظهار أَمر مُشكل وتيسر حجَّة وَقُوَّة يَد فِي السّنة والشريعة لِأَن اسْم الْيَهُود مُشْتَقّ من الْهدى. وَأما الْمَجُوس فَمن رأى مجوسيا فَإِنَّهُ يؤول بتفقد الْأُمُور وتشديدها لِأَن الْمَجُوس يشدون الْأُمُور ويعقدونها وَقد تقدم تَعْبِير ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا قطاع الطَّرِيق وَأهل الجرائم) أما قَاطع الطَّرِيق فَإِنَّهُ رجل شرير مخاصم مَعَ النَّاس فَمن رأى أَن قَاطع الطَّرِيق أَخذ مَاله وَنهب مَتَاعه فَإِنَّهُ يواصل رجلا يُعينهُ ويكرهه وَيحصل لَهُ مِنْهُ فَوَائِد جمة بِقدر مَا أَخذ مِنْهُ. وَمن رأى أَن قطاع الطَّرِيق اجْتَمعُوا وَلَكِن مَا اسْتَطَاعُوا أَنهم يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن قَاطع الطَّرِيق قد سرق مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَن قَاطع الطَّرِيق يكذب عَلَيْهِ فِي قَوْله وَيُخَالِفهُ. وَمن رأى أَن قَاطعا قد أَخذ مَتَاعه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لَهُ اَوْ لبَعض أحزابه. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قطع الطَّرِيق وَأخذ مَتَاعه أحد فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْمَتَاع ينكد عَيْش قَاطع الطَّرِيق ويخاصمه ويعارضه فِي أَمر يحصل لَهُ مِنْهُ الضَّرَر. وَمن رأى أَن أَخذ مَتَاعا أَو رأى أَنه قطع الطَّرِيق فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا وَيُعَافى. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى جمَاعَة ظَهَرُوا عَلَيْهِ وهم باغون فَإِنَّهُ ينصر على أعدائه لقَوْله تَعَالَى ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله. وَمن رأى أَنه صَار قَاطع بَاغِيا فَإِنَّهُ يؤول بظفر الْعَدو عَلَيْهِ وَحُصُول مُصِيبَة لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم. وَقيل من رأى لصا دخل منزله وَأصَاب من مَاله أَو من مَتَاعه فَذهب فَإِنَّهُ يَمُوت إِنْسَان هُنَاكَ. وَمن رأى لصا دخل وَلم يحمل شَيْئا فَإِنَّهُ يمرض فِيهِ إِنْسَان ويشرف على الْمَوْت ثمَّ يبرأ. وَمن رأى لصوصا قطعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيق وذهبوا لَهُ بِمَال أَو مَتَاع كثيرا أَو قَلِيل فَإِنَّهُ يصاب فِي انسان يعز عَلَيْهِ بِقدر مَا ذهب بِهِ اللُّصُوص وَإِن لم يذهب لَهُ شَيْء وظفر هُوَ باللصوص فَإِنَّهُ يؤول بِضعْف انسان عِنْده ثمَّ ينجو وَإِن لم يظفر بهم فاشراف ذَلِك الضَّيْف على الْمَوْت. وَأما أهل الجرائم فَإِنَّهَا تؤول على أوجه إِمَّا فعل كل شَيْء على حِدته فَتقدم ذكر تَعْبِير كل) شَيْء فِيمَا يُنَاسب فَصله وبابه فِي معَان شَتَّى. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أحدا من أهل الجرائم فِي أَمر مهمول فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا كَانَ كَمَا رأى إِذا كَانَ المجرم مَعْرُوفا. وَمن رأى أَنه أجرم جريمة عَظِيمَة فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه ارْتِكَاب أَمر محرم وَحُصُول أَمر يخفى مِنْهُ ومبارزة وَعدم سلوكه الطَّرِيق الْمُسْتَقيم. وَقَالَ بعض المعبرين أكره رُؤْيا الجريمة فِي الْيَقَظَة والمنام اللَّهُمَّ اعصمنا من ذَلِك بلطفك وكرمك. (الْبَاب السَّادِس وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا الطبل وَالزمر وأنواع الملاهي وَنَحْو ذَلِك وَهِي أَنْوَاع شَتَّى) أما الطبل فَإِنَّهُ كَلَام بَاطِل وَخبر مَكْرُوه وَقَول زور وشغل ظَاهر جلي. وَقَالَ الْكرْمَانِي ضرب الطبل خلف وعد وشغل بَاطِل والرقص على دق الطبل حُصُول مُصِيبَة عَظِيمَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطبل مَحْمُود فِي حق الْمُلُوك لِأَنَّهُ من كَمَال أبهتهم خُصُوصا إِن كَانَ مَعَ زمر أَو مَا أشبه ذَلِك والطبل فِي نَفسه رُبمَا يؤول بِرَجُل بطال. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الطبل كَلَام مُخْتَلف لَا خير فِيهِ وَأما النقارة فَإِنَّهَا محمودة للملوك أَيْضا لِأَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا سَار فِي الْغُزَاة يَأْمر بدقها فتدق. وأختلف المعبرون فِيهَا فَمنهمْ من شكرها فِي حق الْمُلُوك وَغَيرهم لما تقدم من الدَّلِيل وَمِنْهُم من كرهها لكَونهَا من أَنْوَاع الملاهي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 797 وَأما الطنبك فَإِنَّهُ مَحْمُود لِأَنَّهُ من آلَات الْحجاز وأبهته وَمن شيم مُلُوك الشرق وَرُبمَا دلّ على رجل حارس لِأَن القلاع تحرس بِهِ. وَأما الزمر فَأَنَّهُ من نوع الطبل وَتَعْبِيره كتعبيره وَلَكِن فِيهِ زِيَادَة وَهُوَ سَماع صَوت حسن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الزمر يؤول على أوجه فَمن رأى زمرا فِي مَكَان فِيهِ مَرِيض فَإِنَّهُ يؤول بالنياح عَلَيْهِ وَمن رأى ملكا أعطَاهُ مِزْمَارًا فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وسرورا وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ ينالها. وَمن رأى إِنَّه يزمر وَيَضَع أَصَابِعه على ثقب الزمار فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن ومعانيه وسحن قِرَاءَته.) وَمن رأى مَرِيضا يزمر فَإِنَّهُ يؤول بِقرب أَجله. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالبوق فَإِنَّهُ قَول كذب يصدر مِنْهُ وَيحلف عَلَيْهِ ليصدقوه وعاقبة الْأَمر يظْهر صدقه من كذبه وَرُبمَا دلّ النفخ بالبوق على أَرْبَعَة أوجه غزَاة لِأَنَّهُ من شيمها وَقد ذكر فِي كتب الْفِقْه إِذا كَانَ النفير عَاما فَهُوَ سفر للحجاز أَو للحرب لِأَنَّهُ يرحل بِهِ الرَّاكِب والعسكر واظهار أَمر مَكْتُوم وشهرة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا البوق تؤول على أَرْبَعَة أوجه لمن نفخ فِيهِ خير مَكْرُوه وَقَول زور واظهار سر مخفي ومصيبة. وَأما الصنج فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين الضَّرْب بالصنج خبر مَكْرُوه وَكَلَام بَاطِل وَكذب قَول وَمن رأى أَنه يضْرب بالصنج فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ قَول الْكَذِب وَفعل الْمحَال. وَمن رأى أَنه يضْرب عِنْده بالصنج فَإِنَّهُ يدل على رضَا فعل الْمحَال وَقَول الْكَذِب. وَمن رأى أَنه كَانَ مَعَ الصنج شَيْء من الملاهي فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم والمصائب الْعِظَام لأهل ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى كَأَنَّهُ كسر صنجا أَو رَمَاه من يَده فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْكَذِب وَقَول الزُّور. وَقَالَ الْكرْمَانِي ضرب الصنج يؤول على مَتَاع الدُّنْيَا وَالضَّرْب بِهِ هُوَ امتحان للدنيا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَعْظ الصنج يؤول بالفخر وضربه يؤول بِحُصُول الدُّنْيَا وَهُوَ فِي نَفسه مَا لم يدق وَقَالَ بعض المعبرين لَا بَأْس برؤيا الضَّرْب بالصنج لكَونه يدق على بَاب حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَلِكَ فِي الْأَمَاكِن الحصينة اتبَاعا لهَذِهِ السّنة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الصنج يؤول على اربعة أوجه خبر مَكْرُوه وَكَلَام بَاطِل ومتاع الدُّنْيَا وهم وغم لأجل جمع المَال. وَأما الشبابة فانها للملوك الأكابر محمودة إِذا شَبَّبَ بهَا قدامه لِأَن سُلْطَان مصر من شَأْنه ذَلِك وَكَذَلِكَ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية وَيظْهر من ذَلِك فِي المواكب أبهة عَظِيمَة وَأما لغير الْمُلُوك فَلَيْسَتْ بمحمودة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يشبب بالشبابة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول أَمر مَكْرُوه وَصَوت الشبابة يؤول بِخَبَر موت أحد وَنَفس الشبابة تؤول بِامْرَأَة إِنْسَان حصل لَهُ مُصِيبَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق تشبيب الشبابة وَصَوت الشبابة واستماعها يؤول على ثَلَاثَة أوجه مُصِيبَة) وغم وخصومة. وَأما الدُّف فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالدف كَمَا يَنْبَغِي ضربه عِنْد أربابه بشيار وطرب فَإِنَّهُ يؤول بتزويج امْرَأَة بِوَاسِطَة إِنْسَان مُعْتَبر وَتَكون الْمَرْأَة مشتهرة بِالِاسْمِ الْجيد وفعلها بِخِلَاف ذَلِك. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يضْرب بالدف فَإِنَّهُ شهرة فَيعْتَبر فعله فِي الْخَيْر وَالشَّر ويعبر لَهُ بالشهرة على قدر فعله. وَمن رأى جَارِيَة تضرب بالدف فَإِنَّهُ خير منتشر يصل إِلَى ذَلِك الْمَكَان فليعتبر الْمعبر مَا رأى مَعَ ذَلِك. وَمن رأى امْرَأَة تضرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِسنة مَشْهُورَة فِي السنين. وَمن رأى شَابًّا يضْرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِخَبَر من عَدو. وَمن رأى شَيخا يضْرب بالدف فَإِنَّهُ يؤول بالشهرة وَالصَّلَاح. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اسْتِمَاع صَوت الدُّف هُوَ نشاط وَفَرح إِذا سَمعه من امْرَأَة أَو جَارِيَة وَإِن سَمعه من شيخ فَإِنَّهُ يدل على حسن البخت واليمن والدولة وَإِن سَمعه من شَاب فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور الْعَدو. وَأما المزهر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه للْفُقَرَاء بالصلاح وللملوك بسلوك آدَاب الطَّرِيقَة الحميدة لِأَنَّهُ من شيم أهل الصّلاح ولغيرهم بِالْخَيرِ وَأنكر ذَلِك جمَاعَة. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى نسْوَة بِأَيْدِيهِم مزاهر فَإِنَّهُ يؤول بالبشارة والسلامة لما ورد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أقبل على بعض أَقوام أَرض الْحجاز الشريف بعد نصْرَة وسلامة ظهر لَهُ (أقبل الْبَدْر علينا ... من ثنيات الْوَدَاع) وَجب الشُّكْر علينا مَا دَعَا لله دَاع وَأما الجنك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَول زور وباطل وَعز وجاه وعلو وَلَهو وطرب وَجَارِيَة حسناء فَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ جنكا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول عز وجاه ومرتبة وَإِن لم يكن أَهله فَإِنَّهُ فرج بعد شدَّة وَقيل ضرب الجنك هُوَ كَثْرَة الْغم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 798 والهم. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالجنك فَإِنَّهُ يؤول باتصال مَعَ امْرَأَة جميلَة جليلة الْقدر وَحُصُول الْعِزّ والجاه لَهُ مِنْهَا بِالْمَالِ الْحسن وَحسن الْكَلَام وسياقة القَوْل والسمع وَيكون الِاتِّصَال) بَينهمَا بِنِكَاح شَرْعِي. وَأما الْعود فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ضرب الْعود كَلَام وَلَكِن لَيْسَ على حَقِيقَته وَكَذَلِكَ استماعه لِأَن صَوته كَالْكَلَامِ وَلَيْسَ هُوَ بِكَلَام وَضرب الْعود فِي الْمنزل يؤول بِحُصُول مُصِيبَة وَأما ضرب الْعود فَإِنَّهُ يؤول بالرياسة لضاربه وَرُبمَا كَانَ غما. وَمن رأى أَنه يضْرب عودا أَو مَا أشبه ذَلِك من الْآلَات وَانْقطع وتره فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال همه وغمه. وَأما الطنبور فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم خُصُوصا إِذا ضرب فِي بَيته وَرُبمَا كَانَ حُصُول مُصِيبَة وكسره ضد ذَلِك وَضرب الطنبور للْمَرِيض مَوته وَسَمَاع صَوته سَماع كَلَام بَاطِل ومحال وَأما وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن أحدا يطنبر لَهُ وَهُوَ يسمع لَهُ فيؤول بِأَن أحدا يكلمهُ كلَاما بَاطِلا وَهُوَ يصغي لَهُ وَإِن طرب كَانَ كَلَام ذَلِك الْبَاطِل عِنْده جَائِزا للمثل السائر بَين النَّاس فِيمَن يُقَال لَهُ بَاطِل ويتبعه: طنبر لَهُ فرقص. وَأما الربَاب فَإِنَّهُ يؤول باللهو والاشتغال بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَلَا نتيجة وَإِن رَآهُ مَرِيض فَإِنَّهُ يشْتَد مَرضه وَرُبمَا يَمُوت وَقيل رُؤْيا الربَاب عِنْد أهل الصّلاح رُبمَا تؤول بِالْحَجِّ لِأَنَّهُ من آلاته وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِي أَرض الْحجاز. وَأما الجفانة فَأَنَّهَا تؤول بالعز وعلو الْقدر وَالنعْمَة والهم وَالْغَم والمصيبة وَالْكَلَام الْبَاطِل والأشياء الْمُخَالفَة وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ جفانة فَأَنَّهُ يرى عزا ورفعة وَإِن لم يكن فَهُوَ زَوَال همه وغمه وَإِن كَانَ عَالما فَإِنَّهُ يُفِيد النَّاس من علمه. وَأما الرقص فقد تقدم فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين. وَأما الشّعْر وإنشاده. فَإِن من يرى أَنه ينشد شعرًا فَإِن كَانَ فِيهِ خنى فَلَا خير فِيهِ وَلَيْسَ برؤيا وَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة فَهُوَ صَالح لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن من الشّعْر لحكمة. وَقَالَ ابْن سِيرِين الشّعْر لَا يحمد لكَونه بَاطِلا وَالشعر فِي مدح الرَّسُول وَمَا أشبه ذَلِك من الْكَلَام وَالْحكمَة فَإِنَّهُ مَحْمُود. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْغَزل يدل على النوح وَقد تقدم الْكَلَام على ذَلِك فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين أَيْضا وَقد ذكرنَا هُنَا نبذة مِنْهُ لِئَلَّا يَخْلُو من الْمَعْنى لكَون ذَلِك نوعا من الملاهي. وَأما الْغناء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا فِي الْبَاب الْمَذْكُور وَلَكِن نذْكر مِنْهُ نبذة هُنَا. فَمن رأى أَنه يُغني فَإِنَّهُ دَلِيل على مَوته وَقيل إِنَّه كَلَام بَاطِل وهم وغم وفضيحة.) وَأما الشطرنج فَإِنَّهُ من أباطيل الدُّنْيَا وغرورها. وَمن رأى أَنه غلب قرينه بِهِ فَإِنَّهُ يظفر بِالْبَاطِلِ الَّذِي يزاوله ويطلبه. وَمن رأى أَنه غلب قرينه وَكَانَ بَينه وَبَينه خُصُومَة فَإِنَّهُ يرى ظفرا فِي أمره وَالْغَالِب غَالب والمغلوب مغلوب وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْغَالِب على ظفره بِأَمْر بَاطِل لَا أصل لَهُ. وَقَالَ ابْن سِيرِين الشطرنج بهتان وَكَلَام بَاطِل. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن قدامه شطرنجا مصفوفا فَإِنَّهُ يؤول بالعز. وَمن رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يتخاصم مَعَ أحد وَقيل يدل على أَمر لَا خير فِيهِ وَلَا مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولَايَة للاعبين. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج وَلم يعرف لعبه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه نِسْيَان للصَّلَاة وإسراف مَال فِي أَمر لَا يَلِيق وتنافر الخواطر مِنْهُ لِأَن هَذِه الثَّلَاثَة تمنع لعبه فِي الشَّرِيعَة. وَأما الْفَرد فَإِنَّهُ يؤول بالأشياء الْبَاطِلَة الْمضرَّة الْمغرَة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللّعب بالنرد خوض فِي الْمعاصِي وخسارة فِي التِّجَارَة وقتال فِي جول وَحكمه فِي لعبه كَحكم الشطرنج. وَأما الْقمَار فَإِن الْغَالِب والمغلوب فِيهِ كالشطرنج. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْقمَار مُنَازعَة وخصومة وتعب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْقمَار تؤول على أَرْبَعَة أوجه لمن لعب بِهِ اشْتِغَال بِالْبَاطِلِ ومعصية وملامة النَّاس وَحرب وخصومة وجراحة بسكين. وَقَالَ بعض المعبرين من رَآهُ تجنب لعبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه مقبل على الصّلاح وَالْخَيْر لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر الْآيَة. وَمن رأى أَنه يلْعَب بِهِ وَكَانَ قصد فعل شَيْء من سفر أَو غَيره ويظن فِيهِ مَنْفَعَة حَسَنَة فليتجنبه لقَوْله تَعَالَى يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس وإثمهما أكبر من نفعهما وَأَرَادَ بالميسر الْقمَار. وَأما الكعب ولعه فَإِنَّهُ يؤول على أوجه عَدو حقير وَحرب وخصومة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللّعب بالكعب وَمَا هُوَ مَكْرُوه جملَة فَإِنَّهُ مكر ومنازعة لقَوْله تَعَالَى أَو أَمن أهل الْقرى أَن يَأْتِيهم) بأسنا ضحى وهم يَلْعَبُونَ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللّعب بالكعب يؤول على خَمْسَة أوجه مقامرة وَامْرَأَة وَولد وَجَارِيَة بكر وَمَال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 799 (الْبَاب السَّابِع وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا الْكتب وَالْكِتَابَة والأوراق والدوي وَمَا يُنَاسب ذَلِك) أما أَنْوَاع الْكتب فَهِيَ مُتَفَرِّقَة فالكتب الْمنزلَة تقدم تعبيرها فِي مَحَله وَكَذَلِكَ المجلدات وَأما مَا نذكرهُ هُنَا فَهِيَ الْكتب الدروج خَاصَّة وَهِي على أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة أَيْضا يَأْتِي ذكر كل شَيْء مِنْهَا على حِدة. وَأما العهود والتقاليد فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى عهدا أَو تقليدا وَكَانَ من أهل الْملك ناله أَو كَانَ يَلِيق بِمنْصب ناله وَإِن كَانَ فِي منصب فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِن كَانَ من أهل الثِّقَة فَهِيَ زِيَادَة ورفعة لَهُ وَإِن كَانَ من أهل الفسوق فيؤول بعزله. وَأما المناشير فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى عَالما أَو زاهداً أعطَاهُ منشوراً فِيهِ كَلَام لمصَالح الدّين وَنَجَاة الْآخِرَة فَإِنَّهُ يدل على سَعَادَة الدّين وَالدُّنْيَا وَإِن رأى بِخِلَافِهِ أَو كَانَ المنشور أسود فَإِنَّهُ غير مَحْمُود. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن ملكا أعطَاهُ منشورا إِلَى مَدِينَة أَو ولَايَة معمورة وَأَهْلهَا من الصّلاح وفيهَا من أَنْوَاع النِّعْمَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف والمنزلة الْعَظِيمَة وَإِن كَانَ المنشور إِلَى مَدِينَة أَو قَرْيَة غير معمورة فتأويله بضده. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى كَأَنَّهُ أَخذ منشورا من الإِمَام وَكَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن أهلالها فَإِنَّهُ يدل على خدمَة الْمُلُوك. وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا المنشور وَأَخذه بِيَدِهِ خير من رُؤْيا المسطور وَأَخذه لقَوْله تَعَالَى يلقاه منشورا وَهُوَ بِشَارَة بالتيسير فِي الْحساب وَالْمَغْفِرَة وَلكَون المنشور لَا يكْتب إِلَّا بِخَير فَقَط. وَأما المراسيم فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن مَعَه مرسوما فَإِنَّهُ يدل على الْولَايَة وَقُوَّة بِمِقْدَار صِحَة المرسوم وقوته. وَمن رأى أَن مرسومه قد ضَاعَ فتأويله بِخِلَافِهِ.) وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن لَهُ مرسوما وَأَعْطَاهُ أحدا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْحجَّة وَالْحكمَة وَمن رأى أَن أحدا مزق مرسومه أَو سَرقه فَإِنَّهُ يدل على أَن خَصمه يبطل حجَّته. وَمن رأى ملكا أعطَاهُ مرسوما فَإِنَّهُ يدل على أَنه يحصل لَهُ مِنْهُ ولَايَة. وَمن رأى أَن قَاضِيا أعطَاهُ مرسوما فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعلم وَالْحكمَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا المراسيم تؤول على سِتَّة أوجه ولَايَة وَحجَّة وَقُوَّة وَمَنْفَعَة وَحِكْمَة ورياسة على النَّاس. وَأما الْكتب والمكاتبات فَهِيَ بِمَعْنى وَاحِد فِي علم التَّعْبِير سَوَاء كَانَت مراسيم أَو كتبا أَو مطالعات أَو مَا أشبه ذَلِك وَيذكر تَعْبِير كل مِنْهُمَا على حِدة وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه كتب كتابا وكمله فَإِنَّهُ يكمل أمره وتتم حَاجته وَإِن لم يكمله وَتعذر عَلَيْهِ ذَلِك فَإِنَّهُ يتَعَذَّر عَلَيْهِ أمهر. وَمن رأى أَنه أعْطى كتابا فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَقُوَّة على جَمِيع مَا يطْلب لقَوْله تَعَالَى يَا يحيى خُذ الْكتاب بِقُوَّة وَقد يكون الْكتاب خيرا فَإِن كَانَ مطويا فَإِنَّهُ خبر مَسْتُور وَإِن كَانَ منشورا فَهُوَ خبر مَشْهُور وَإِن كَانَ مَخْتُومًا فَهُوَ تَحْقِيق ذَلِك الْخَبَر. وَمن رأى أَنه أعْطى كتابا بِتَمْلِيك شَيْء فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال. وَمن رأى أَن السُّلْطَان أعطَاهُ كتابا أَو أرْسلهُ فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن كَانَ أَهلا للمشورة فَهُوَ مُشَاورَة مَعَه وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ خير على كل حَال وَمن رأى كتابا أَو أرْسلهُ فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن كَانَ أَهلا للمشورة فَهُوَ مُشَاورَة مَعَه وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ خير على حَال وَمن رأى كتابا فِيهِ تَعْظِيم فِي حَقه فَهُوَ أبلغ فِي النِّعْمَة. وَمن رأى غَائِبا أرسل لَهُ كتابا فإمَّا يَأْتِيهِ مِنْهُ خبر أَو هُوَ يقدم عَلَيْهِ بِنَفسِهِ والطبع على الْكتب والصكوك تَحْقِيق مَا ينْسب إِلَيْهِ التَّأْوِيل. وَمن رأى أَنه يقسم كتبا على النَّاس فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة. وَمن رأى كتابا أَبيض لَا كِتَابَة فِيهِ قد ورد من غَائِب فَلَيْسَ بمحمود وَقيل رُؤْيا الْكتاب الْأَبْيَض من غير كِتَابَة فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن طلب حَاجَة أَو عدم قَضَائهَا. وَمن رأى أَنه ورد إِلَيْهِ كتاب ميت فَإِنَّهُ وُرُود خبر يسر يظْهر لذَلِك الْمَيِّت. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى بِيَدِهِ الْيُمْنَى كتابا فَإِنَّهُ يدل على خصب السّنة. وَمن رأى أَنه أنفذ كتابا مَخْتُومًا إِلَى إِنْسَان فَرده إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على انهزام جَيش وَجهه وَإِن كَانَ) صَاحب هَذِه الرُّؤْيَا تَاجِرًا خسر فِي تِجَارَته. وَمن رأى كتابا بِشمَالِهِ فَإِنَّهُ يؤول بالندامة على فعل وَمن رأى أَن الْكتاب بالشمال فَإِنَّهُ يدل على ولد من زنا أَو على ثروة. وَمن رأى أَن الْكتاب مختوم فَإِنَّهُ يدل على قبُول الْحق لقبُول بلقيس كتاب سُلَيْمَان لما كَانَ وَقيل من رأى مطالعة مختومة أَو لَهَا عنوان فَإِنَّهُ خبر خير فِيهِ مَسَرَّة وَإِن لم تكن مختومة بل هِيَ ملفوفة فَإِنَّهُ يدل على الْحزن. وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 800 رأى أَن نشرها فَإِنَّهُ يدل على زَوَال الْهم وَالْغَم. وَمن رأى مطالعة وَردت لَهُ مختومة بعنوان وَلم يفتحها فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شغل ظَاهر جيد وباطنه بِخِلَافِهِ. وَمن رأى أَنه وجد مطالعة مَكْتُوبَة كَبِيرَة بعنوان ثمَّ فتح خَتمهَا وَقرأَهَا فَإِنَّهُ يدل على ارْتِفَاع أمره وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة نالها وَإِن لم يكن من أَهلهَا فَإِنَّهُ يزْدَاد فِي عزه وجاهه وَإِذا لم يكن كتابا وَلَا قَارِئًا وَلَكِن قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يدل على ازدياد الْعِزّ والدولة وَرُبمَا دلّ على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى اقْرَأ كتابك كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حسيبا. قَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى شَيْئا من هَذِه الْمَذْكُورَات وَبهَا كِتَابَة حَسَنَة أَو مَا يدل على الْخَيْر والبشرى فَإِنَّهُ يؤول ببلوغ الْمَقَاصِد ونيل الآمال وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَأما الاوراق فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْوَرق لأهل الصّلاح تؤول بِالْعلمِ والمعرفة وَلأَهل الْفساد بضده. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن أحدا أعطَاهُ قرطاسا فَإِنَّهُ تقضي لَهُ حَاجَة ترفع إِلَيْهِ. وَقيل من رأى أَنه أعْطى ورقة بَيْضَاء فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَال وَرُبمَا دلّت على عدم قَضَاء الْحَاجة لِأَن الْحَاجة إِذا قضيت تكْتب فِي الأوراق. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه أعْطى ورقة مَكْتُوبَة فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه خير وبلوغ مَقْصُود وتيقظ. وَقَالَ خَالِد الاصبهاني الْوَرق يعبر بالورق لاشتقاق اسْمه وَقَالَ بعض المعبرين مَا يُؤَكد ذَلِك من اشتقاق الِاسْم وَهُوَ قَوْله تَعَالَى فَابْعَثُوا أحدكُم بورقكم هَذِه إِلَى الْمَدِينَة وَأما مَا يشْهد فِيهِ كالحجج والمحاضرات والاجارات والسجلات والقسائم وَمَا أشبه ذَلِك.) فَقَالَ السالمي من رأى أَنه كتب لَهُ شَيْء من ذَلِك فَهُوَ أحسن مِمَّا كتب عَلَيْهِ وَقيل رُؤْيا الْوَثِيقَة تؤول على ثَلَاثَة أوجه لمن كتب لَهُ ثِقَة بِاللَّه ووثوق بأَمْره واعتماد باحد. وَأما الْكِتَابَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يكْتب خطا وَهُوَ أُمِّي فَإِنَّهُ يدل على تَحْصِيل الرزق من النَّاس بالحيلة وَالْمَكْر وَإِن كَانَ كَاتبا أَو عَالما وَرَأى نَفسه أَنه يكْتب فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَحُصُول الرزق الْكثير وَإِن كَانَ ذَا عمل ومنصب فَإِنَّهُ يَنْعَزِل عَن منصبه. وَمن رأى أَنه يكْتب خلاف الشَّرْع فَإِنَّهُ غير مَحْمُود. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه يكْتب بلون من الألوان فتعبيره كل لون عَائِد إِلَى أَصله وَمن رأى أَنه يكْتب بمداد أَخْضَر إِن كَانَ مصلحا فَإِنَّهُ يدل على ازدياد دينه ودنياه وَإِن كَانَ مُفْسِدا فَإِنَّهُ يَمُوت. وَمن رأى أَن مداده من دم وَهُوَ يكْتب بِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِكِتَابَة حجَّة لمَال الرِّبَا. وَأما الْكِتَابَة فتؤول بمشي الْحَال وَقَضَاء الْحَاجة وَمن رأى أَنه يكْتب وَلَا يظْهر أثر كِتَابَته فَإِن كَانَ صَاحب وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل خُصُوصا إِذا كَانَت للكتابة عَلامَة. وَقيل من رأى أَنه يجود فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي صَلَاح نَفسه دنيا ودينا لِأَن الْكِتَابَة جَامِعَة لَهما. وَمن رأى أحدا كتب لَهُ كتابا على ورقة مَا فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد خير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يكْتب للنَّاس على أوراقهم فَإِنَّهُ يتَوَلَّى منصبا جَلِيلًا. وَمن رأى ملكا كتب لَهُ خطا فأحرزه حِين أَخذه مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه حُصُول ولَايَة ووصول رزق وَقَضَاء حَاجَة وَعز ورفعة وبلوغ مَقَاصِد كَمَا قَالَ بعض المعبرين فِي إيضاحه شعرًا: (حُصُول ولَايَة وَحُصُول رزق ... قَضَاء حوائج وبلوغ قصد) وَقيل من رأى أَنه يكْتب على صك فَإِنَّهُ يقتحم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْكِتَابَة فِي القرطاس تدل على أنكار الْحق لقَوْله تَعَالَى وَلَو نزلنَا عَلَيْك كتابا فِي قرطاس فلمسوه بِأَيْدِيهِم وَأما الْقَلَم فقد تقدم تَعْبِيره فِي أحد فُصُول الْبَاب الأول بعد ذكر تَعْبِير قلم الْقُدْرَة وَأما الدواة فَإِنَّهَا تؤول على وُجُوه. وَمن رأى أَن لَهُ دَوَاة أَعْطَاهَا أحد لَهُ فَإِنَّهُ يُخَاصم مَعَ أقربائه. وَمن رأى أَنه يكْتب من دَوَاة فَإِنَّهُ يوقى من مَكْرُوه.) وَمن رأى أَن دواته انْكَسَرت أَو ضَاعَت مِنْهُ أَو سَرَقهَا أحد فَإِنَّهُ يدل على تَزْوِيجه بِامْرَأَة ثيب باكراه. وَمن رأى أَنه يَجْعَل المداد فِي الدواة بالقلم فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْأَوْلَاد من الزِّنَا وَإِن كَانَت الدواة من الذَّهَب وَهِي مخرقة فَإِنَّهُ يدل على تفكره وَإِن كَانَت من فضَّة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج من امْرَأَة أَو يَشْتَرِي جَارِيَة وَإِن كَانَت من صفر فَإِنَّهُ يدل على الْمَنْفَعَة وَإِن كَانَت من حَدِيد فَإِنَّهَا تدل على قوته فِي الْأُمُور وَإِن كَانَت من نُحَاس فَإِنَّهَا تدل على حُصُول خير قَلِيل وَإِن كَانَت من خشب فَإِنَّهَا تدل على الْخُصُومَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب دَوَاة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج من ذِي قرَابَة لَهُ وَقيل رُؤْيا الْمشق من الدواة يؤول بِالنِّكَاحِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه أصَاب دَوَاة فَإِنَّهُ يُصِيب من الْكِتَابَة رياسة جَامِعَة يفوق وَمن رأى أَنه اسْتَفَادَ دَوَاة وَكَانَ صَاحب حِرْفَة فيؤول لَهُ بالاستقامة وَحُصُول الْخَيْر من حرفته. وَمن رأى أَنه اشْترى دَوَاة فَإِنَّهُ يَشْتَرِي خَادِمًا يُنَاسِبهَا. وَمن رأى أَنه وجد دَوَاة ملقاة وَكَانَ مَعَ ذَلِك مَا يدل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 801 الْخَيْر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة ذَات خير وَإِن لم يكن فِي رُؤَسَاء يسْتَدلّ على الْخَيْر فَإِنَّهُ يؤول بمخاصمة مَعَ قرَابَة لَهُ. والتلطخ من الدواة يؤول على أَرْبَعَة أوجه خير وَخبر وَمَنْفَعَة وجبر والتنقيش مَا لم يتلطخ بِهِ الثَّوْب فَإِنَّهُ عز وَشرف وَإِن تلطخ وَكَانَ نقشه مُفَسرًا فَإِنَّهُ يؤول بالبرص. وَمن رأى أَن أحدا نقشه من دَوَاة فَإِنَّهُ يرميه بِعَيْب ويبغى عَلَيْهِ وينقلب الْأَمر على الْبَاغِي والمداد فِي نَفسه فِي التَّأْوِيل سودد. وَأما المداد فَهُوَ طلب الْمَعيشَة وَحُصُول المُرَاد وَمن رأى أَن المداد أصَاب ثَوْبه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمضرَّة لَهُ وَأما إِذا كَانَ كَاتبا فَلَا يضرّهُ وَقيل رُؤْيا المحبرة إِن كَانَت مَمْلُوءَة مدادا فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة عَالِمَة نفاعة وَإِن رأى أَنه كتب عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من مثل تِلْكَ الْمَرْأَة. وَأما الليقة فَإِنَّهَا تؤول بالفرح والشرف وَهِي على كل حَال محمودة. (فِي رُؤْيا الْخَيل وَالْإِبِل وَالْبَقر وَالْبِغَال وَالْحمير والجاموس والمعز وَنَحْوهَا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْخَيل) قَالَ دانيال الْخَيل الْعَرَبيَّة تؤول بالعز والشرف والدولة. وَمن رأى نقصا فِي شَيْء من آلَات مركوبه فَهُوَ نقص من شرفه بِقدر ذَلِك. وَمن رأى ذَنْب فرسه قد طَال وَكثر شعره فَإِنَّهُ يؤول بِزِيَادَة الحشم والخدم بِمِقْدَار ذَلِك. وَمن رأى أَن ذَنْب فرسه قطع فتعبيره بِخِلَاف ذَلِك وَالنَّقْص فِيهَا من ذَلِك الْمَعْنى. وَمن رأى أَن فِي أَعْضَاء فرسه نقصا فَإِنَّهُ بِقدر ذَلِك من عزه وشرفه. وَمن رأى أَنه يضارب مَعَ فرسه وَالْفرس غَالب عَلَيْهِ وَهُوَ مُطَاوع لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِوُقُوعِهِ فِي إِثْم ومعصية. وَمن رأى أَنه ركب فرسا عَارِيا على سطح أَو حَائِط فَالَّذِي ذكرنَا فِي الذَّنب يكون هُنَا أصعب وَأكْثر. وَمن رأى أَنه ركب على فرس وَهُوَ يطير فِي الْهَوَاء أَو للْفرس أَجْنِحَة وَهُوَ طَائِر فَإِنَّهُ يدل على وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه رَاكب على فرس ذَلُول وَعَلِيهِ سَرْجه ولجامه وَهُوَ يسير عَلَيْهِ رويدا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وشرفا بِقدر تمكنه من ذَلِك الْفرس وَبعده بِهِ. وَمن رأى أَنه يركب فرسا وَفِيه نُقْصَان أَو فِي آلَته ثمَّ أتم ذَلِك النُّقْصَان فَإِن حَاله يَنْتَظِم. وَمن رأى أَن لَهُ فرسا مربوطا فَإِنَّهُ يلقى بعض عز وَشرف وَمن رأى أَن لَهُ خيلا مربوطة فَإِنَّهُ يقهر عَدو الله وعدوه لقَوْله تَعَالَى وَمن رِبَاط الْخَيل ترهبون بِهِ عَدو الله وَعَدُوكُمْ. وَمن رأى أَنه يعرض فرسا أَو خيلا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يشْتَغل عَن صلَاته بِطَلَب الدُّنْيَا وترجى لَهُ التَّوْبَة وَالرُّجُوع لقَوْله تَعَالَى إِذْ عرض عَلَيْهِ بالعشى الصافنات الْجِيَاد فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْت حب الْخَيْر عَن ذكر رَبِّي الْآيَة. وَمن رأى فرسا ينازعه أَو يجمح بِهِ ثمَّ كبا فَإِنَّهُ يرتكب مَعْصِيّة عَظِيمَة بِقدر قُوَّة الْفرس وصعوبته وَيَقَع فِي ورطة عَظِيمَة. وَمن رأى أَنه ركب فرسا عُريَانا فَسقط من فَوْقه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه تلاشى حَاله وعزله عَن منصبه وَتَحْرِيم امْرَأَته وَتَكون بِلَا عصمَة تَحْتَهُ.) وَمن رأى أَنه يركب مهْرا بِلَا لجام وَلَا سرج فَإِنَّهُ ينْكح غُلَاما وَإِلَّا رَكبه هم وغم. وَمن رأى أَن الْفرس يجْرِي بِهِ فَإِن ذَلِك شرف لَهُ وَعز. وَمن رأى أَنه على صومعة أَو مَكَان لَا يَلِيق صعُود الْفرس عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا مَكْرُوها أَو محالا فِي الدّين أَو يركب مَعْصِيّة كَبِيرَة بِقدر شناعة الْموضع. وَمن رأى أَنه سقط عَن فرس أَو نزل عَنهُ أَو صرع من فَوْقه فَإِنَّهُ يؤول بانحطاط مَنْزِلَته أَو عَزله عَن سُلْطَانه وَرُبمَا دلّ على موت زَوجته وَإِن كَانَ صرعه فِي سوق أَو بَين ملاء من النَّاس فَإِنَّهُ يشْتَهر فِي سُقُوط حَاله وجاهه وَرُبمَا كَانَ نُزُوله إِذا أضمر الْعود انفاق مَاله حَتَّى يصير إِلَى آخِره وَقيل لَا يتم الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه خُصُوصا إِن لم ينْو الْعود. وَمن رأى أَنه نزل عَن فرسه وَركب فرسا غَيره فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من حَال إِلَى حَال آخر. وَمن رأى أَنه ركب فرسا وَبِيَدِهِ شَيْء من السِّلَاح وَهُوَ يحمل على النَّاس فَهُوَ رجل يسْأَل النَّاس ويلح عَلَيْهِم فِي الْعَطِيَّة. وَمن رأى أَن فرسه سرق أَو مَاتَ أَو ذهب بِهِ حَيْثُ لَا يعلم فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت مَرِيض عِنْده. وَمن رأى فرسا أَعور أَو ضَعِيف النّظر فَإِنَّهُ يؤول بتعكيس أُمُوره وكساد معيشته. وَمن رأى أَنه على فرس ميت فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن ويخلص مِنْهُ. وَمن رأى أَن فرسا يكلمهُ فَإِنَّهُ يتعجب من أمره. وَمن رأى أَنه أشترى فرسا أَو نقد فِيهِ وَهُوَ يقلب الدَّرَاهِم فِي يَده فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 802 يُصِيبهُ خير من كَلَام وَمن رأى أَنه بَاعَ فرسه فَإِنَّهُ يؤول بِخُرُوجِهِ من عمله أَو مَا هُوَ فِيهِ بِاخْتِيَارِهِ. وَمن رأى أَنه ذبح فرسه وَلَيْسَ يُرِيد أَن يَأْكُل لَحْمًا مِنْهَا فَإِنَّهُ يفْسد عَلَيْهِ سُلْطَانه ومعيشته وَإِن نوى الْأكل مِنْهُ أَو أكل فَإِنَّهُ يؤول باصابة اسْم صَالح وَذكر جميل وَرُبمَا كَانَ حُصُول مَال. وَمن رأى فرسا مَجْهُولا يدْخل دَارا أَو أَرضًا لَا يعرف صَاحبهَا وَلَا يعرفهُ صَاحبهَا فَإِنَّهُ يؤول بقدوم رجل شرِيف وَإِن عرف الْمَكَان كَانَ قدوم ذَلِك الرجل إِلَيْهِ. وَمن رأى فرسه خرج إِلَى مَوضِع فيعبر بِخِلَافِهِ. وَمن رأى أَن فُرْسَانًا يتراكضون فِي مَكَان فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول سيل أَو مطر. وَقيل من رأى خيولا مسرجة ملجمة بجملة القماش وَالْعدة فَإِنَّهَا تؤول باجتماع نسْوَة مَا لم يكن عَلَيْهَا ركاب وَقد يكون اجْتِمَاع تِلْكَ النسْوَة فِي فَرح أَو عرس.) وَمن رأى أَنه ملك عددا من الْخَيل أَو رَآهُ عِنْده فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة يسود فِيهَا وَرُبمَا كَانَ رياسة لمن لم يكن أَهلا للولاية. وَمن رأى أَنه رَدِيف رجل مَعْرُوف على فرس فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بذلك الرجل على مَا يَطْلُبهُ أَو يتَوَصَّل بِهِ وَقيل من رأى أَنه رَدِيف رجل فَإِنَّهُ يؤول بِأَن يكون لذَلِك الرجل تبعا أَو شَرِيكا أَو خلفا من بعد وَإِن كَانَ الرجل مَجْهُولا فَإِنَّهُ عَدو. وَمن رأى خيلا وطِئت ومشت عَلَيْهِ فَإِن كَانَ ذَا منصب يعْزل عَنهُ وَإِن لم يكن ناله ذلة ومكروه. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه ركب على فرس مشاء فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَزَوَّج بِامْرَأَة ذَات حسن وجمال وغنى وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ يواصل امْرَأَة شبهها ويستفيد مِنْهَا وَإِن رأى أَن أحدا ركب خَلفه على فرس فَإِنَّهُ تدل على أَنه يطْلب همه وشغله. وَمن رأى أَن فرسا يكلمهُ فَإِنَّهُ يدل على الثَّبَات فِيمَا هُوَ فِيهِ من خير وَإِن كَانَ عَاملا فَهُوَ أَجود فِي حَقه. وَمن رأى أَن فرسه مَقْطُوعَة فَإِنَّهُ يدل على انْقِطَاع خير الأكابر عَنهُ. وَمن رأى أَنه اشْترى فرسا بِلَا ذَنْب وَركب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على زواجه بِامْرَأَة دنيئة الأَصْل. وَمن رأى أَنه ركب على فرس وَهُوَ صاعد بِهِ فِي الْهَوَاء وَلم ينزل فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه على يَد السُّلْطَان وَإِن نزل بِلَا فرس فَإِنَّهُ يدل على شدَّة مَرضه وخلاصه بعد ذَلِك ويفترق عَن عِيَاله وأشغاله. وَمن رأى فرسا رفسه أَو عضه فَإِنَّهُ يدل على احتياح عِيَاله فِي شغل. وَمن رأى فرسه سرق فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك عِيَاله. وَمن رأى أَنه اشْترى فرسا فَإِنَّهُ يدل على طلب امْرَأَة فَإِن ملك الْفرس ملك امْرَأَة. وَمن رأى أَنه بَاعَ فرسه فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان عزه وجاهه وتفرقه عَن عِيَاله. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْفرس تدل على هوى نفس الرَّائِي وَإِن كَانَ الْفرس حرونا شموصا قوي الرَّأْس فَإِنَّهُ يؤول على ان نَفسه كَذَلِك وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن فرسه عَرَبِيّ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِن كَانَ من أهل الصّلاح بمخالفته نَفسه وَإِن كَانَ من أهل الْفساد بمطاوعته لَهَا وَقيل رُؤْيا الْخَيل تؤول بِالْخَيرِ وَالْبركَة المتطاولة لقَوْله عَلَيْهِ) الصَّلَاة وَالسَّلَام: الْخَيْر وَالْبركَة مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه ركب فرسا وقوائمه من حَدِيد فليتوقع الْمَوْت. وَحكى ان عَليّ بن عِيسَى الْوَزير رأى فِي مَنَامه قبل ان يَلِي الوزارة كَأَنَّهُ رَاكب فرسا بملبوس حسن وَفِي ظلّ من الشَّمْس أَيَّام الشتَاء وَقد تناثرت أَسْنَانه فانتبه مَرْعُوبًا فَقص رُؤْيَاهُ على المعبرين فَقيل لَهُ أما ركوبك الْفرس فعز ودولة وسلطان وَولَايَة وَأما الثِّيَاب الْحَسَنَة فدين حسن وثناء جميل ومرتبة وَأما ظلّ الشَّمْس فَإِنَّهُ يؤول بالتقريب للْملك والعيش فِي ظله وَالْولَايَة إِمَّا وزارة أَو حجابة أَو منادمة وعيش وَأما انتثار الْأَسْنَان فَإِنَّهُ يؤول بطول الْعُمر. وَمن رأى أَنه رَاكب فرسا وَهُوَ يرْكض إِلَى أَن عرق وسال مِنْهُ الْعرق فَإِنَّهُ يؤول بارتكاب نَفسه وَمن رأى فرسا من بعيد فَإِنَّهُ يؤول بتيسير مُؤخر. وَمن رأى أَنه يَقُود فرسا فَإِنَّهُ يطْلب خدمَة رجل شرِيف وَيكون قربه مِنْهُ بِقدر تمكنه من الْقود. وَمن رأى أَنه يركب فرسا لَهُ جَنَاحَانِ فَإِنَّهُ ينَال ملكا عَظِيما إِن كَانَ من أَهله وَإِلَّا فَهُوَ حُصُول مُرَاد وسيادة. وَمن رأى أَنه يركب فرسا ثمَّ نزل عَنهُ فَإِنَّهُ ينْدَم على أَمر وَقيل رُؤْيا الْفرس الجموح تؤول بِرَجُل مَجْنُون والحرون تؤول على ثَلَاثَة أوجه تعسير فِي الْأُمُور وَمُخَالفَة لأَصْحَابه وَامْرَأَة متعبة غير مُوَافقَة مُضر مُخَالفَة فِي الْأُمُور الْحَسَنَة وَقيل ركُوب الْفرس يؤول بِحُصُول مَال وَالنُّزُول عَنهُ ضد ذَلِك. وَمن رأى فرسه ولدت فَإِنَّهُ عزه يزْدَاد ومعيشته تكتسب وَرُبمَا كَانَ حُصُول ولد من امْرَأَة وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج ويصيب صَنْعَة أَو دَارا أَو مَا أشبه ذَلِك. وَأما البرذون فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البرذون يؤول بجد الْإِنْسَان. فَمن رأى أَن برذونه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 803 يتمرغ فِي التُّرَاب فَإِنَّهُ يؤول بالعلو ونمو المَال وَقيل البرذون يؤول بِالْمَرْأَةِ. فَمن رأى برذونا فَإِنَّهُ ينَال من امْرَأَة مَالا عَظِيما. وَمن رأى أَنه ينْكح برذونا فَإِنَّهُ يصنع مَعَ امْرَأَته مَعْرُوفا. وَمن رأى أَن برذونه يعضه فَإِن امْرَأَته تخونه. وَمن رأى أَن برذونه قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يؤول بفجور امْرَأَته عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن برذونه قد مَاتَ فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت امْرَأَته.) وَمن رأى أَن برذونه سرق فَإِنَّهُ يُطلق زَوجته. وَمن رأى أَن كَلْبا وثب على برذونه فَإِن عدوا مجوسيا يتبع امْرَأَته. وَمن رأى أَن برذونه هزل فَإِنَّهُ يؤول بفقر امْرَأَته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يركب برذونا ذلولا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَمَنْفَعَة عَظِيمَة وسعادة. وَمن رأى أَنه نزل عَن برذونه وَحدث فِيهِ حَادث فَإِنَّهُ يؤول كتأويل الْفرس وَكَذَلِكَ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان إِلَّا ان البرذون يؤول بالأعجمي وَقد يدل البرذون على العَبْد وَالْخَادِم. وَمن رأى أَنه يركب برذونا وَكَانَ من عَادَته ركُوب الْخَيل الْعَرَبيَّة فَإِن مَنْزِلَته تتضع. وَأما ألوان الْخَيل فَإِنَّهَا جميلَة ويعبر كل لون على حِدة سَوَاء كَانَ فرسا عَرَبيا أَو برذونا أَو حجرَة أَو غير ذَلِك كل مَا أطلق عَلَيْهِ لفظ فرس وَقسم أهل الْخِبْرَة سهم الْخُيُول على أَقسَام فَحل وحجرة ورمكة وحصان وبرذون وَهُوَ الأكديش وَسَهْم عَرَبِيّ وتترى وَمهر ومهرة وأرثم وَغير ذَلِك من الْمعَانِي وَمن المعبرين من عبر بِالْجَمِيعِ فِي كل شَيْء بِمَعْنى وَاحِد لكَون اطلاق اسْم الْفرس عَلَيْهِ اما الابلق قَالَ الْكرْمَانِي يؤول بالشهرة فَمن رأى أَنه يركب فرسا أبلق فَإِنَّهُ يؤول بشهرته بَين النَّاس فليعتمد مَا رَآهُ من خير وَشر ويقيس للشهرة على ذَلِك. وَمن رأى فرسا أبلق وَلكنه أغر محجل وَهُوَ يقْصد الرّكُوب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل كَبِير يركب أمره سُلْطَانه فَإِن رَكبه كَانَ هَذَا أخف. وَمن رأى أَن لَهُ فرسا أبلق وَهُوَ يصبغه حَتَّى يصير لَونه وَاحِدًا فَإِنَّهُ مَحْمُود. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْفرس الأبلق وركوبه دون الْفرس غير الأبلق لكَونه دونه فِي الثّمن عِنْد النَّاس وَكَذَلِكَ الْجمال والهيئة. وَقيل من رأى أَنه رَاكب على فرس أبلق فَإِنَّهُ يدل على الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ بِكُل شغل يشْتَغل بِهِ. وَأما الْأسود فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وَعز وجاه مَعَ الاهمال فِي اشْتِغَاله. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ركُوب الْفرس الادهم يؤول بِالسَّفرِ والسودد وإصابة الْعِزّ فِي ذَلِك السّفر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه رَاكب على فرس أدهم فَإِنَّهُ فرج من هم ويصيب فَرحا من السُّلْطَان مَقْرُونا بالعز والسعادة. وَأما الْأَحْمَر فَإِنَّهُ قُوَّة وَفَرح وجاه من سُلْطَان وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْأَحْمَر يؤول بالعز وَزِيَادَة النِّعْمَة خُصُوصا إِذا كَانَ محرقا.) وَقَالَ الْكرْمَانِي ركُوب الْفرس الْأَحْمَر الْأَصَم يؤول بِزِيَادَة الْقُوَّة وَإِن كَانَت حجرَة فتؤول بِامْرَأَة ذَات غنى وَلَهو وطرب. وَأما الْأَشْقَر فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح الدّين والعز من السلاطين وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا ركُوب الْفرس الْأَشْقَر يؤول بِبَعْض هم فِي عزه وشرفه وَرُبمَا كَانَ عزا مكدراً. وَأما الْأَصْفَر فَإِنَّهُ يعرض لَهُ قَلِيل من الْأَمْرَاض وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا ركُوب الْفرس الْأَصْفَر إِذا كَانَ حجرَة تؤول باجتماعه بِامْرَأَة ذَات أحزان وأوجاع. وَأما الْأَشْهب فَهُوَ عز رائد وَخير ورفعة وَإِن كَانَت حجرَة كَانَت امْرَأَة جميلَة بهية المنظر وشكر فِي التَّعْبِير الْخُيُول الْخضر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الابل) قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه رَاكب على جمل وَهُوَ سائق مسرع فَإِنَّهُ يدل على سَفَره. وَمن رأى أَنه على جمل وَهُوَ يَدُور فَإِنَّهُ يدل على التفكر والهم وَالْغَم. وَمن رأى أَنه نزل عَن جمل فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض وَحُصُول الشِّفَاء بعد ذَلِك. وَمن رأى أَنه قَاعد على جمل وَقد ضل عَن الطَّرِيق وَهُوَ يَسُوق الْجمل وَلم يعلم الطَّرِيق فَإِنَّهُ يدل وَمن رأى أَنه وجد نَاقَة فَإِنَّهُ يدل على التَّزَوُّج وَإِن كَانَت النَّاقة مَعهَا فصيل فَيكون لتِلْك الْمَرْأَة ولد. وَمن رأى جملا يساق خَلفه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْهم وَالْغَم فَإِن ولي وَجهه مِنْهُ وَمَا أطاعه فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم. وَقَالَ دانيال الْجمل الهائج رجل جليل الْقدر. وَمن رأى أَنه يرْعَى إبِلا كَثِيرَة وَهِي ملكه فَإِنَّهُ حُصُول ولَايَة ونفاذ أَمر وَقيل ان النَّاقة جَارِيَة وَإِن كَانَ لَهَا فصيل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد لامْرَأَته وازدياد مَاله وَحُصُول مُرَاده. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى ذوداً من إبل كَثِيرَة فِي أَرض أَو فِي قَرْيَة فَإِنَّهُ يدل على جمع الأعادي أَو سيل يجْرِي أَو مرض وَإِن كَانَت الْجمال محملة من بر أَو شعير فَإِنَّهُ حُصُول خير من ذَلِك السَّيْل وَزِيَادَة فِي الرزق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 804 وَمن رأى أَنه ركب عَليّ ابْن مَخَاض فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم. وَمن رأى أَنه نزل عَنهُ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال همه وغمه.) وَمن رأى أَنه خرج من جَسَد الْجمل دم فَسَالَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول السَّعَادَة وَالنعْمَة. وَمن رأى أَنه يَقُود جمالا فَإِنَّهُ يدل على خُصُومَة مَعَ شخص بِأُمُور. وَمن رأى أَنه وجد جملين فَإِنَّهُ يدل على مَنْفَعَة من شخص مُعْتَبر وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا راكبة على جمل وَهِي تسير حَيْثُ شَاءَت فانها تتَزَوَّج وَيكون زَوجهَا مُطيعًا لَهَا. وَمن رأى أَن جمله أكل جملا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ونعمة من سُلْطَان ورؤيا جلد الْجمل فَائِدَة وَقيل مَال من مِيرَاث. وَمن رأى أَن جملا تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة يتعجب النَّاس مِنْهُ. وَقَالَ السالمي وَمن رأى أَنه يركب بَعِيرًا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي من رأى أَنه يركب جملا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا أعجميا وَإِن كَانَ مَرِيضا فَرُبمَا يَمُوت. وَمن رأى أَن الْجمل تحول عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب حزنا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة جملا فَإِنَّهُ يؤول لَهَا بِالزَّوْجِ وَإِن كَانَت متزوجة فَهُوَ صَالح فِي حَقّهَا وَإِن كَانَ زَوجهَا مُسَافر اقدم عَلَيْهَا. وَمن رأى أَنه أعَار جملا فَإِنَّهُ يُصِيب مَرضا شَدِيدا ثمَّ يبرأ مِنْهُ. وَمن رأى أَنه يُقَاتل جملا فَإِنَّهُ يُنَازع عدوا بِقدر مقدرَة الْجمل وَرُبمَا يَمُوت بعض أَقَاربه. وَمن رأى أَنه يقهر جملا فَإِنَّهُ يقهر عدوه. وَمن رأى فِي دَاره جملا فَإِن كَانَ مَرِيضا بَرِيء من مَرضه وَإِن كَانَ لَهُ خُصُومَة أقلع عَنْهَا وَإِلَّا وَمن رأى جملا منحورا فِي دَاره فَإِنَّهُ يَمُوت كَبِير الدَّار وَكَذَلِكَ ان رَآهُ مَيتا. وَمن رأى على بَاب دَاره جملا من مَوضِع ضيق وَلم يَسعهُ ذَلِك الْموضع فَإِنَّهُ يدل على بِدعَة لقَوْله تَعَالَى وَلَا يدْخلُونَ الْجنَّة حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط. وَمن رأى نَاقَة دخلت مَكَانا فَإِنَّهُ يؤول بالفتنة لقَوْله تَعَالَى إِنَّا مرسلو النَّاقة فتْنَة لَهُم. وَمن رأى أَن نَاقَته يدر لَبنهَا فَإِنَّهَا سنة مخصبة. وَمن رأى أَنه عقر نَاقَته فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْبلَاء لقَوْله تَعَالَى فَعَقَرُوهَا. وَقيل من رأى أَنه أصَاب نَاقَة أَو ركبهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة نجبة وحلبها يؤول باصابة المَال من جِهَة النسْوَة. وَمن رأى أَن نَاقَته خرجت عَن ملكه فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته.) وَمن رأى أَن نَاقَته شَردت فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين امْرَأَته خُصُومَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي تَفْرِقَة لحم النَّاقة يؤول بتفرقة مَال امْرَأَة. وَمن رأى أَنه يحلبها فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من سُلْطَان وَإِن كَانَ عسلا فَهُوَ على وَجْهَيْن حُصُول مَال حَلَال واصابة عقدَة من معيشة. وَمن رأى نوقا وإبلا كَثِيرَة دخلت إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يدْخل ذَلِك الْمَكَان عَدو خُصُوصا ان كَانَت عُرْيَانَة وَإِن كَانَ عَلَيْهَا احمال مِمَّا يسْتَحبّ نَوعه فِي التَّأْوِيل فَإِن عَاقِبَة ذَلِك الْعَدو إِلَى خير وَإِن كَانَت الْأَحْمَال مِمَّا يكره نوعها فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا دلّت هَذِه الرُّؤْيَا على حُصُول سيل بذلك الْمَكَان أَو أمراض. وَمن رأى أَنَّهَا وطئته فَإِنَّهُ يُصِيبهُ شدَّة وَخَوف وذلة وَإِن كَانَ صَاحب منزلَة عزل عَن مَنْزِلَته وجلودها سَوَاء كَانَت مدبوغة أَو فطيرة مَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا البختي تدل على رجل أعجمي والجمل الْعَرَبِيّ يؤول بِالرجلِ الْعَرَبِيّ وَإِن كَانَ سليما دلّ على عَدو غَنِي وَقيل هُوَ دَلِيل الْمَطَر وَكَذَلِكَ القطار من الابل تدل على الْمَطَر وَكَذَلِكَ سَماع وُقُوع حوافر الدَّوَابّ من غير أَن يعاينها. وَمن رأى كَأَنَّهُ رَاكب جملا عَرَبيا رزقه الله تَعَالَى بِالْحَجِّ ان شَاءَ الله. وَمن رأى أَنه نزل عَنهُ فِي الطَّرِيق ناله مرض أَو تعذر عَلَيْهِ سَفَره. وَمن رأى أَنه ركب على رَاحِلَة شهباء فَإِنَّهُ يُسَافر ويصيب خيرا وَإِن كَانَت عُرْيَانَة فَهُوَ ظفر الْأَعْدَاء بِهِ. وَمن رأى أَنه سقط من ظهر بعير أَصَابَهُ خطر. وَمن رأى أَنه رعى إبِلا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة على الْعَرَب. وَمن رأى أَنه رَاكب نَاقَة مقلوبا فَإِنَّهُ يرتكب من امْرَأَته فَاحِشَة والناقة الملهوبة سفر يخْشَى فِيهِ قطع الطَّرِيق. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْبَقر) من رأى أَنه رَاكب على ثَوْر وَهُوَ ملكه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عمل من قبل السُّلْطَان وَحُصُول نعْمَة بِسَبَبِهِ خُصُوصا إِذا كَانَ أسود وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض. وَمن رأى ثوراً نطحه بقرنه وَأخرجه من منزله فَإِنَّهُ يدل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 805 عَزله من عمله وَحُصُول الْمضرَّة بِقدر الْأَلَم الَّذِي حصل لَهُ من نطح الثور وَإِن لم يُخرجهُ من منزله فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة لمتعلقاته وَهُوَ يكون بِحَالهِ لَا يَنْعَزِل. وَمن رأى زِيَادَة فِي عُضْو من أَعْضَاء الثور فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر ورؤيا لحم الثور مَال الْعَالم وَجلده ولحمه مَال أَتْبَاعه. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن ثورا عَاملا قد ذبح وَقسم لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على قتل الْعَامِل وَقِسْمَة مَاله وَإِن لم يكن الثور عَاملا فَإِنَّهُ يدل على قتل رجل شرِيف فِي ذَلِك الْمَكَان وَقِسْمَة مَاله. وَمن رأى أَنه ذبح ثورا غير عَامل فَإِنَّهُ يدل على موت رجل محتشم فِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى بقرًا كثيرا ذُكُورا وإناثا مُخْتَلفَة الألوان تمشي وتخوض فِي ذَلِك الْمَكَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَرَض فِي تِلْكَ السّنة فِي ذَلِك الْمَكَان خُصُوصا إِن كَانَت عِجَافًا وَإِن كَانَت سَمِينَة فَإِنَّهَا تدل على الرُّخص وخصب السّنة. وَمن رأى أَنه يحرث أَرضًا ببقرة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول النِّعْمَة الْكَثِيرَة. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه يُخَاصم مَعَ ثَوْر فَإِنَّهُ يدل على خصومته مَعَ رجل جليل الْقدر وَأي مِنْهُمَا غلب كَانَ أحسن. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى بقرة وَهِي ملكه وَكَانَت سَمِينَة فَإِنَّهَا تدل على النِّعْمَة الْكَثِيرَة فِي تِلْكَ السّنة وَإِن كَانَت مَجْهُولَة فَإِنَّهَا تدل على حُصُول النِّعْمَة لأهل ذَلِك الْمَكَان فِي تِلْكَ السّنة وَإِن كَانَت مَهْزُولَة فتأويله بضده وَلحم الْبَقر مَال فِي تِلْكَ السّنة وجلدها يدل على الذَّخِيرَة فِي ذَلِك المَال. وَمن رأى أَن يحلبها وَيشْرب من لَبنهَا فَإِن كَانَ عبدا يعْتق ويتزوج ببنت مَوْلَاهُ وَإِن كَانَ فَقِيرا فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وَإِن كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يزْدَاد غنى وَإِن كَانَ حَقِيرًا يصير عَزِيزًا وَيكون لأهل ذَلِك الْمَكَان مثل مَا ذكر للرائي وَإِن كَانَ لَهَا عجل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول النِّعْمَة لَهُ وَلأَهل ذَلِك الْمَكَان) وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَشْتَرِي لحم بقرة سَمِينَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج فِي تِلْكَ السّنة بِامْرَأَة غنية. وَمن رأى أَنه يحلب بقرة وَلَا يشرب من لَبنهَا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يجمع مَالا كثيرا وَلم يخرج مِنْهُ شَيْئا. وَمن رأى أَن الْبَقَرَة تَكَلَّمت مَعَه فَإِنَّهُ يدل على اتساع الْمَعيشَة عَلَيْهِ بِحَيْثُ يتعجب النَّاس مِنْهُ. وَمن رأى أَن الْبَقَرَة أَقبلت عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على إِن السّنة مباركة عَلَيْهِ. وَمن رأى بقرة أَدْبَرت عَنهُ فَإِنَّهُ يدل على السّنة الْغَيْر المحمودة. وَمن رأى أَنه وَقع على ظهر بقرة فَإِنَّهُ يدل على تغير السّنة عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه يتخاصم مَعَ بقرة فَإِنَّهُ يدل على مخاصمته بِامْرَأَة سليطة طَوِيلَة اللِّسَان. وَمن رأى أَن بقرة عضته أَو رفسته فَإِنَّهُ يدل على خِيَانَة عِيَاله مَعَه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْبَقر السمان لمن ملكهَا أحب إِلَيّ من عجافها لِأَن السمان سنُون خصبة والعجاف سنُون جدبة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام إِنِّي أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وَقيل ان الْبَقَرَة رفْعَة وَمَال من وَجه حل والسمينة من الْبَقر امْرَأَة موسرة والعجاف امْرَأَة معسرة والخضراء امْرَأَة ذَات ورع والحلوبة ذَات خير وَمَنْفَعَة وَذَات الْقُرُون امْرَأَة نَاشِزَة فَمن رأى كَأَنَّهُ أَرَادَ حلبها فمنعته بقرنها فَإِنَّهَا تنشز عَلَيْهِ. وَمن رأى عبدا يحلب بقرة مَوْلَاهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة سيدة وَمن رأى ثورا يخرج من حجرَة ثمَّ يُرِيد أَن يعود فِيهَا فَلم يقدر فَإِنَّهُ يؤول بِكَلِمَة تخرج من فَم الْإِنْسَان فيقصد ردهَا فَلم يسْتَطع. وَقَالَ ابْن سِيرِين الثيران تؤول بالعجم وَمَا زَاد على أَربع عشرَة بقرة فيؤول بِالْحَرْبِ وَمَا كَانَ دون ذَلِك إِلَى وَاحِدَة فيؤول بِالْخُصُومَةِ. وَمن رأى ثورا تحول ذئبا فَإِنَّهُ يدل على عَامل عَادل يصير ظَالِما وَقيل الثور يؤول على خَمْسَة أوجه ملك وَرَئِيس وقيم الْبَيْت وَولَايَة وسفر. وَقيل من رأى ثورا أَبيض نَالَ خيرا وَإِن نطحه بقرنه دلّ على غضب الله تَعَالَى وَقيل نطح الثور يؤول بأولاد صالحين وَمن رأى ثورا جَاءَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا. وَقَالَ السالمي أوجه مَا يرى فِي الْبَقر والثيران السود وَمن رأى ثورا دخل منزله واستوثق مِنْهُ فَإِنَّهُ يحوز مَالا من ملك أَو من يقوم مقَامه. وَمن رأى أَنه أصَاب ثورا حمل عَلَيْهِ فَأدْخلهُ منزله فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا ويحصن بَيته وَيذْهب همه) وغمه. وَمن رأى أَنه ذبح ثورا وَقسم لَحْمه فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت عَامل فَاسق وَإِن كَانَ عجلا فَإِنَّهُ يؤول فِي شَاب. وَمن رأى أَنه ذبح شَيْئا من الْبَقر أَو الثيران فِي غير مذبح فَإِنَّهُ يعتدي على رجل ويظلمه فِي نَفسه وَمَاله. وَمن رأى كثيرا من الثيران وَالْبَقر مَجْهُولَة لَا أَرْبَاب لَهَا أَقبلت أَو أَدْبَرت أَو دخلت موضعا أَو خرجت مِنْهُ فَإِن كَانَت ألوانها صفراً أَو حمراً لَا اخْتِلَاف فِيهَا فَإِن ذَلِك أمراض تقع بذلك الْموضع وَإِن كَانَت ألوانها مُخْتَلفَة فَهِيَ السنون على مَا ذكرت. وَمن رأى بقرة سَمِينَة فَإِنَّهَا سنة مخصبة خُصُوصا إِذا كَانَت حَامِلا فَهِيَ أبلغ وَإِن ولدت كَانَ أَكثر زِيَادَة فِي الخصب. وَقيل من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 806 رأى أَنه يمسك بقرة برسنها أَو ملكهَا من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة ذَات خلق وَدين. وَمن رأى أَنه رَاكب بقرة فَإِن امْرَأَته تَمُوت ويرثها بسهولة ورفق بِحَيْثُ يحصل لَهُ الْمَنْفَعَة وَرُبمَا يدل على التَّسَرِّي وَقيل غنى بِقدر سمنها. وَمن رأى أَنه أهْدى بقرة إِلَى ملك فَإِنَّهُ يسْعَى بِقوم إِلَى سُلْطَانه فَإِن قبلت الْهَدِيَّة كَانَ سَعْيه مَقْبُولًا وَإِن لم تقبل فبخلاف ذَلِك. وَمن رأى أَنه يُؤْتى إِلَيْهِ بلحوم الْبَقر أَو شحومها أَو أَلْبَانهَا فَإِنَّهُ يُصِيب زِيَادَة فِي سُلْطَانه وفترة فِي وَمن رأى أَنه أصَاب عجلا لم يبلغ أَو وهب لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا يكثر بِهِ خَيره. وَمن رأى أَنه حمل عجلا أَو عجلة أَو دخل وَاحِد مِنْهُمَا منزله فَإِنَّهُ يُصِيب هما غَالِبا. وَمن رأى أَنه أَتَى إِلَيْهِ بِلَحْم عجل أَو عجلة فَإِنَّهُ إِصَابَة مَال مِمَّن لم يبلغ وَالْأكل مِنْهُ أبلغ. وَمن رأى أَنه أصَاب خصي الْبَقر أَو جلده فَإِنَّهُ إِصَابَة مَال من رجل شرِيف. وَمن رأى أَنه أَخذ مِنْهُ شَيْء من ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَأما الجاموس فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ملك عددا من الجاموس فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة على قوم ضخام إِن كَانَ أَهلا لذَلِك. وَقيل من رأى جاموسا فَإِن كَانَ ينْتَظر غَائِبا فَإِنَّهُ يقدم عَلَيْهِ لِأَن أول اسْمه جا وَقيل رُؤْيا) الجاموس وَتَعْبِيره جملَة وتفصيلا كتعبير الْبَقر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا البغال) قَالَ جَابر المغربي الْبَغْل يؤول بِالرجلِ وبالسفر وَمن رأى أَنه رَاكب على بغل فَإِنَّهُ يدل على طول عمره وَحُصُول المرادات. وَمن رأى بغلا يسحبه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَن بغله ينوح فَإِنَّهُ يدل على ازدياد مَاله وبلوغ قَصده من جِهَة امْرَأَة. وَمن رأى أَنه قتل بغلاً فَإِنَّهُ يجد مَالا. وَمن رأى أَن بغله قل مَاتَ أَو ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على مُفَارقَة رجل جليل الْقدر وَلُحُوم البغال وجلودها مَال ونعمة وَأَلْبَانهَا فزع. وَقيل من رأى أَنه يركب بغلا مُبْهما فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وَرُبمَا كَانَ حُصُول طول حَيَاة. وَمن رأى أَنه يركب بغلاً غربياً لَا يعرف لَهُ زِيّ وَلَا لون وَلَا هُوَ ذَلُول فَإِنَّهُ يركب أَمر رجل صَعب خَبِيث الْحسب والطبيعة. وَمن رأى أَنه يركب بغلاً وَعَلِيهِ رجل وَهُوَ يسير بِهِ رويدا فَإِنَّهُ لَا بَأْس بِهِ. وَمن رأى الْبَغْل يسْرع بِهِ السّير حَتَّى يغرق فَإِنَّهُ سفر عَاجل. وَمن رأى أَنه نزل عَن بغله أَو صرع عَنهُ أَو وَطئه أَو رأى فِيهِ مَا يحب أَو يكره أَو حدث فِيهِ حَادث فَإِن تَأْوِيل ذَلِك سَوَاء كَانَ ذكرا أَو أُنْثَى كتأويل الْفرس. وَمن رأى بغلته تنْتج فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي مَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ركُوب الْبَغْل على هَيْئَة جميلَة طول عمر وَرُبمَا كَانَ خُصُومَة مَعَ إِنْسَان قَالَ جَابر المغربي البغلة تؤول بِامْرَأَة من نسل الموَالِي وبالجارية. وَمن رأى أَنه قد مَاتَت لَهُ بغلة أَو ضَاعَت فَإِنَّهُ يُفَارق زَوجته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه رَاكب بغلة وَكَانَ مَعَه مَا يدل على السّفر فَهُوَ سفر لصَاحِبهَا وَرُبمَا كَانَ طول حَيَاة لَهُ معيشة وَكسب لِأَن الْبَغْل من دون الْبَهَائِم يعِيش طَويلا وَكثير من النَّاس يتسبب عَلَيْهِ للمكسب. وَمن رأى أَنه على بغل لَهُ سرج ولجام أَو إكاف ومقود أَو رَحل أَو مَا أشبه ذَلِك من مراكب) النِّسَاء وَهُوَ راكبها أَو مَالِكهَا أَو اهديت إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة عاقرا وَقيل رُؤْيا ألوان البغال تجْرِي مجْرى ألوان الْخَيل. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا البغال تؤول على سَبْعَة أوجه سفر وَامْرَأَة عقيم وَطول عمر وبلوغ وجمال ظفر وَعلم وَرجل أَحمَق وَرُبمَا دلّت رُؤْيا من يركب الْبَغْل أَو البغلة إِذا كَانَ فَقِيها على تَوْلِيَة الْقَضَاء لِأَنَّهُ من شيمهم. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحمير) وَهِي تؤول على أوجه. وَمن رأى حمارا وَهُوَ ملكه فَإِن الله تَعَالَى يفتح لَهُ أَبْوَاب الْخيرَات وَيدل على خلاصه من الْهم وَالْغَم. وَمن رأى حميرا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على ازدياد مَاله وَنعمته وأجود الْحمير فِي الرُّؤْيَا حمَار مُطِيع لصَاحبه كثيرا ورؤيا لحم الْحمار نعْمَة وافرة من تِجَارَة وَمَال. وَمن رأى أَنه قتل حِمَاره وَأكل من لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على خزن مَاله وضيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 807 معيشته وَقيل أَنه يدل على أكل مَال حرَام. وَمن رأى أَنه ركب حمارا وَمَات تَحْتَهُ وَسقط عَنهُ فَإِنَّهُ يدل على مَوته سَرِيعا وَمن رأى أَن حِمَاره قد مَاتَ وَلم يكن رَاكِبًا عَلَيْهِ وَقت مَوته فَإِنَّهُ يدل على ضيق معيشته وتعكيس أَحْوَاله. وَمن رأى أَنه سقط عَن حِمَاره فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة وَنقص ناموس من أحد الْأَعْيَان. وَمن رأى أَنه نزل عَن حِمَاره لأجل فعل مُهِمّ ثمَّ رَكبه فَإِنَّهُ يدل على تعسير مهماته وأشغاله وَبعد قَضَائهَا. وَمن رأى أَنه أَخذ حِمَاره مَعَ حمَار آخر فَإِنَّهُ يدل على تغير أَحْوَاله. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه اشْترى حمارا وَلم يُعْط ثمنه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير بِسَبَب كَلَام يتَكَلَّم بِهِ مَعَ شخص جليل الْقدر. وَمن رأى أَن حِمَاره أَعور أَو ضَعِيف النّظر فَإِنَّهُ يدل على ضعف أُمُوره فِي الاشغال وَطلب الْمَعيشَة. وَمن رأى أَن حِمَاره قد عمي فَإِنَّهُ يدل على عدم مَاله. وَمن رأى أَن ذَنْب حِمَاره قد طَال وَكثر شعره فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة أَتْبَاعه.) وَمن رأى أَن حِمَاره قد مَاتَ وَركب على حمَار آخر أَو بَاعه وَاشْترى حمارا آخر فَإِنَّهُ يدل على تغير معيشته من حَال إِلَى حَال. وَمن رأى أَن حِمَاره قد صَار بغلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وَمَنْفَعَة من جِهَة السّفر وَإِن صَار فرسا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة ورزق ومعيشة من قبل السُّلْطَان بالظلم والعدوان وَإِن رَآهُ صَار نعجة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ونعمة من وَجه حَلَال وَإِن رَآهُ صَار طيرا فَإِنَّهُ يدل على مَال ومعيشة من وَجه يدل فِي التَّأْوِيل على ذَلِك الطير وَإِن رَآهُ صَار سنورا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ومعيشة من وَجه السّرقَة وَإِن صَار صيدا فَإِن كَسبه يكون حَرَامًا. وَمن رأى أَن حِمَاره قد سرق فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد امْرَأَته وطلاقها مِنْهُ. وَمن رأى حِمَاره قَوِيا فِي الْحمل فَإِنَّهُ يدل على كسب المَال بالتيسير وتيسر الْأَفْعَال. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فبضده. وَمن رأى أَنه حمل على حِمَاره حملا ثقيلا وَركب فَوْقه فَإِنَّهُ يدل على ازدياد المَال وغنى بِلَا نِهَايَة وَلَا حصر. وَمن رأى أَن الْحمار رَفعه على ظَهره وقى بِهِ صاعدا أَو عدى بِهِ نَهرا فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة الِاحْتِمَال وعلو رُتْبَة واقبال وَقيل لم يكن فِي رُؤْيا الْحمار أخس من صَوته وَأنكر لقَوْله تَعَالَى إِن أنكر الْأَصْوَات لصوت الْحمير. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه رَاكب حمارا وَهُوَ ينهق فَإِنَّهُ يدل على سوء خلق عِيَاله وشناعتهم. وَمن رأى حمارا وَقع من علو فَإِنَّهُ يدل على موت ذَلِك الرَّائِي. وَمن رأى حمارا وَلَا يعلم لمن هُوَ فَإِنَّهُ يدل على عدم علمه بِمَالِه. وَمن رأى أَنه قايض حِمَاره بفرس أَو ببغل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وَفَائِدَة من سُلْطَان. وَمن رأى أَنه قايض حِمَاره بوحش من الْوَحْش فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير من ملك ظَالِم. وَمن رأى أَنه قايض حِمَاره بِغنم فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نعْمَة وغنيمة. وَمن رأى أَنه قايض حِمَاره بطير فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة على مِقْدَار قدر ذَلِك الطير. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحمار همة الانسان وجده كَيْفَمَا رَآهُ سمينا أَو مهزولا فسمنه وَحسنه) غنى ووسع وهزاله فقر وضيق. وَمن رأى حمارا صَار سبعا كَانَ السُّلْطَان الَّذِي مِنْهُ معاشه أَكثر شرفا وتمييزا وَالْحمار الْمصْرِيّ وَكيل صَالح وَقيل من رأى أَنه صارع الْحمار أصَاب بعض أقربائه. وَمن رأى كَأَنَّهُ حمل حمارا قواه الله على حمله. وَقيل من رأى أَنه رَاكب حمارا مطواعا بوقره أَو بِغَيْرِهِ وَأدْخلهُ منزله أَو ربطه فَإِن الله تَعَالَى يَسُوق إِلَيْهِ خيرا وتستقيم سعادته وتنمو وَسَمَاع صَوته شرور وغم. وَمن رأى أَن لَهُ حمارا أَو حميرا موقرة فَإِنَّهُ يكثر خَيره وسعادته. وَأما الاتان فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ركب اتانا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وبركة. وَمن رأى أَن اتانه حملت فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رَجَاء يؤمله. وَمن رأى أَن أتانه عاجزة عَن حملهَا فِي صعُود عقبَة أَو جَوَاز مَخَاض أَو غير ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بِضعْف مقدرته فِيمَا يَطْلُبهُ من دُنْيَاهُ. وَمن رأى أَنه حمل أتانه على ظَهره حَتَّى بلغ بهَا حَيْثُ أَرَادَ فَإِن ذَلِك قُوَّة حَده ومؤاتاة طلبه فِي معيشته. وَمن رأى أَنه ضرب أتانه حَتَّى وصل إِلَى حَيْثُ أحب فَإِنَّهُ يصل إِلَى مَا يَطْلُبهُ بِدُعَاء واستفادة وَإِن ضربه مجاوز الْقدر فَإِنَّهُ نُقْصَان مِمَّا هُوَ فِيهِ. وَمن رأى أَن أتانه مَاتَت وَكَانَ لَهُ رَفِيق فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْتِهِ. وَمن رأى أَن لَهُ اتانا قد تلفت أَو بَاعهَا أَو نزل عَنْهَا أَو هزلت أَو ضعفت فَإِن ذَلِك كُله يدل على الخسارة والفقر وَقيل الأتان خَادِم وَامْرَأَة دنيئة. وَمن رأى أَن اتانه عشراء فَإِنَّهُ يؤول فِيمَا ذكر. وَمن رأى أَنه أَتَى بِلَبن اتان فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مرض وَإِن شرب مِنْهُ كَانَ أبلغ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من ركب اتانا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَإِن كَانَ لَهُ جحش وبغل فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا من زنا وَقيل من رأى حمارته عشراء فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المُرَاد وَزِيَادَة الْخَيْر ووفور السرو. وَأما ألوان الْحمير فَهِيَ على أوجه السود سودد ومرتبة وسرور وَقُوَّة وَالْبيض عز وجاه واقبال ومرتبة ونعمة وسرور وافراح وَالْخضر ورع لأحد يحصله والحمر رَاحَة وعيش ونزهة والصغر تؤول بِمَرَض وَدين وألم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 808 وشين.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْحمير تؤول على عشرَة أوجه: بخت ودولة ونفاذ أَمر ورياسة وَمَال وَامْرَأَة وَجَارِيَة وَفَرح وَعز واقبال مرتبَة. وَهِي تؤول على أوجه. أما الكباش فَقَالَ الْكرْمَانِي الْكَبْش رجل ضخم منيع وعزيز فَمن رأى أَنه أصَاب كَبْشًا أَو أعْطِيه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من رجل ضخم. وَمن رأى أَنه ركب كَبْشًا وَتصرف كَيفَ شَاءَ والكبش طائع لَهُ فَإِنَّهُ يقهر رجلا ضخما وَيحكم فِيهِ بأَمْره وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه يحمل كَبْشًا على ظَهره فَإِنَّهُ يحمل مُؤنَة رجل كَبِير. وَمن رأى أَن الْكَبْش رَكبه فَإِنَّهُ يغلبه مَا نسب إِلَيْهِ. وَمن رأى أَنه كسر قَرْني كَبْش وَأَحَدهمَا فَإِنَّهُ ينكي رجلا كَبِيرا وَيذْهب قوته ومنفعته. وَمن رأى أَنه زَاد فِي قرنيه فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي حسن حَال الرجل وَالْمَرْأَة. وَمن رأى أَنه يُقَاتل كَبْشًا فَإِنَّهُ يُنَازع رجلا ضخما منيعا وَالْغَالِب غَالب. وَمن رأى أَن كبشين يتصارعان فالمصروع مِنْهُمَا صارع لِأَنَّهُمَا فِي بعضهما نوع وَاحِد وَأما إِذا أول على غَيرهمَا وَلم يعرفهما فَإِنَّهُ يؤول برجلَيْن ضخمين كَمَا تقدم. وَمن رأى كَبْشًا قد مَاتَ فَإِنَّهُ موت رجل ضخم عَرَبِيّ وَمن رأى كَبْشًا ذبح وَقسم لَحْمه فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت رجل كَبِير وَيقسم مَاله. وَمن رأى أَنه ذبح كَبْشًا للْأَكْل فَإِنَّهُ يؤول على أوجه للْعَبد بِالْعِتْقِ وللأسير بالنجاة وللخائف بالأمن وللمديون بِقَضَاء الدّين وللمريض بالشفاء. وَمن رأى أَنه ذبح كَبْشًا نكاية لَا للْأَكْل أَو قَتله فَإِنَّهُ يظفر بعدوه ويبلغ النكاية فِيهِ. وَمن رأى أَنه ذبح كَبْشًا وَفرق بَين جلده ولحمه فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَال عدوه فَإِن أكل من لَحْمه فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال غَيره. وَمن رأى فِي بَيته كَبْشًا مسلوخا فَإِنَّهُ يَمُوت بعض أَهله وقرابته وَيحْتَاج الْمعبر إِلَى تَأْوِيل مَا يفصل من أَعْضَاء الْكَبْش ويؤول ذَلِك بأقرباء الرَّائِي كَمَا تقدم بَيَان ذَلِك فِي الْأَعْضَاء. وَمن رأى أَنه أَتَى بِلَحْم كَبْش فَهُوَ مَال من رجل ضخم وَأكله أبلغ. وَمن رأى أَنه يشوي كَبْشًا فَإِنَّهُ يمرض أَو يُصِيبهُ من السُّلْطَان عَذَاب ومحن.) وَمن رأى أَنه أصَاب كَبْشًا فَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة نالها. وَمن رأى أَنه أعْطى كَبْشًا صَحِيحا فَإِنَّهُ يتَوَلَّى فِي سنَنه فَإِن كَانَ فِيهِ نقص فَهُوَ من السّنة. وَمن رأى أَنه اعطى كباشا كَثِيرَة فَهِيَ ولَايَة بعددها كل كَبْش بِسنة. وَقيل من رأى أَنه اهدى إِلَيْهِ كباش دون الْعشْرَة أَو رَآهَا فِي دَاره فَإِنَّهُ إِن كَانَ وَصِيّا على يَتِيم أَو غَيره فَإِنَّهُ يتَصَرَّف فِي ذَلِك وَإِن كَانَ عِنْده امْرَأَة فَلَيْسَ يُقيم على قِيَامه بهَا. وَقيل من رأى أَنه أَتَى إِلَيْهِ كباش وَهُوَ متزوج فَإِنَّهُ يُقيم مَعَ الْمَرْأَة بِعَدَد الكباش كل كَبْش بِسنة والكباش الْكَثِيرَة الَّتِي لَا تَنْحَصِر فِيهَا فَإِنَّهَا تؤول على وَجْهَيْن لمَالِكهَا إِمَّا بتقليد ولَايَة عَظِيمَة أَو اقامة فِي سُلْطَانه مُدَّة طَوِيلَة. وَمن رأى أَنه أَتَى برؤوس كباش فَإِنَّهُ يُؤْتى برؤوس اعدائه ويظفر بهم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه ابْتَاعَ كَبْشًا فَإِنَّهُ رجل شرِيف يحْتَاج إِلَيْهِ وقرنه مَنْفَعَة واليته ولَايَة. وَقيل من رأى كَبْشًا يَقْهَرهُ فَإِن كَانَ فِي خدمَة ملك فَإِنَّهُ لَا ينفذ كَلَامه عِنْده وَلَا يؤمله وَإِن لم يكن فيؤول بتمكن رجل ضخم مِنْهُ ويقهره. وَأما النعاج فَإِنَّهَا تؤول على أوجه: قَالَ جَابر المغربي رُؤْيا النعجة تؤول بِامْرَأَة جليلة الْقدر لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام إِن هَذَا اخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة ولي نعجة وَاحِدَة الْآيَة. وَمن رأى أَنه يذبح نعجة وَأكل مِنْهُمَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مُرَاده. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه ذبح نعجة فَإِنَّهُ يكذب على امْرَأَة بِبُهْتَان وَقيل رُؤْيا النعجة تؤول بِالْمَرْأَةِ الْعَرَبيَّة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه ملك نعجة نَالَ مَالا وخصبا فِي سُكُون ومواثقة النعجة ووطؤها وربطها وَحملهَا أصابة مَال وولادتها نيل الْمَقْصُود ودخولها الدَّار خصب السّنة على قدر سمنها. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يذبح نعجة من قفاها فَإِنَّهُ يَأْتِي زَوجته من دبرهَا فليتق الله تَعَالَى. وَمن رأى نعجة خرجت من منزلهَا أَو ضَاعَت أَو سرقت أَو مَاتَ فَإِنَّهُ يؤول على امْرَأَته نَحْو مَا رأى. وَمن رأى أَنه أصَاب من النعجة شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَته.) وَمن رأى أَنه ركب مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب خير أَو خصبا. وَأما الخراف فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة والخب وَرُبمَا دلّ الخروف على الْوَلَد وَقيل إقبال شَيْء يرجوه الرَّائِي وَحُصُول مُرَاد. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْغنم جملَة خير وغنيمة وَمَال ومسرة ومعيشة. وَمن رأى أَنه يرْعَى الْغنم فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة إِن كَانَ من أَهلهَا وَإِلَّا يكون حَاكما على قوم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْغنم الْبيض تؤول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 809 بأناس أعاجم. وَمن رأى أَنه يَسُوق قطيعا من غنم فَهُوَ دوَام سرُور. وَمن رأى أَنه مر بأغنام فَإِنَّهُ يؤول بمروره على قوام ذَوي حلم وغنى. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْمعز) وَهِي على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي الْمعز على انواع تَيْس ومعزى وجدي وسخل أما التيس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل كَبِير ذِي تَدْبِير فِي أشغال الدُّنْيَا. وَمن رأى أَنه ملك تَيْسًا أَو أَصَابَهُ أَو ملكه أَو رَكبه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رفْعَة ومنزلة عِنْد رجل كَبِير جليل الْقدر. وَمن رأى أَنه قتل تَيْسًا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يؤول بالظفر بِرَجُل ضخم وتأويله فِي بَقِيَّة مَا يرَاهُ الْإِنْسَان كتأويله الْكَبْش وَقيل رُؤْيا التيس تؤول بِرَجُل دنيء الأَصْل على الْمنزلَة. وَأما المعزى قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب معزى أَو ملكهَا فَإِنَّهَا تجْرِي مجْرى النعاج لِأَنَّهَا دون ذَلِك والنعجة تؤول بالعجمية والمعزى تؤول بِالْعَرَبِيَّةِ وَهِي فِي المَال دونهَا أَيْضا. وَأما الجدي قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب جديا فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا. وَمن رأى أَنه ذبح جديا لغير الْأكل فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت الْوَلَد. وَمن رأى أَنه ذبح جديا لأكله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من جِهَة ولد وَرُبمَا كَانَ قَلِيلا. وَمن رأى أَنه أَتَى بِلَحْم جدي أصَاب مَالا. وَقد ورد عَن الإِمَام عَليّ كرم الله وَجه أَنه قَالَ من رأى أَنه أمسك بأذن جدي وجذبه إِلَى دَاره ثمَّ ذبحه وَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال فقره عَنهُ أَرْبَعِينَ سنة وَقيل يؤول بِمِقْدَار الْعَسْكَر وَإِن كَانَ من الْعَوام فَإِنَّهُ يصاحب نَظِير ذَلِك.) وَأما السخلة فتؤول بِالْوَلَدِ وتأويلها كتأويل الجدي وَلَكِن الجدي ينْسب إِلَى الذُّكُور والسخلة إِلَى الأناث. وَمن رأى أَنه يرْعَى سخالا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وغم وَقيل رُؤْيا الْمعز جملَة سَوَاء كَانَت تيوسا أَو معزى وجديا أَو سلخة أَقوام أَشْرَاف وَالله سُبْحَانَ وَتَعَالَى أعلم. (الْبَاب التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ) (فِي رُؤْيا أَصْنَاف الوحوش وفروعها) أما الْأسد فَإِنَّهُ يدل على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا الْأسد تؤول بعدو قوي شَدِيد الْبَأْس وَمن رأى أَنه يحارب الْأسد فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ عَدو سلط عَلَيْهِ وَالْغَالِب غَالب لِأَنَّهُمَا نَوْعَانِ. وَمن رأى أَنه قَابل أسداً وَلَكِن مَا وصل إِلَيْهِ وَلم يصبهُ فَإِنَّهُ يدل على الْفَزع من السُّلْطَان وَعدم الْمضرَّة مِنْهُ إِلَيْهِ. وَمن رأى أَنه هرب من الْأسد لم يَقْصِدهُ فَإِنَّهُ يدل على النجَاة لَهُ من الْخَوْف وظفره على من يعاديه. وَمن رأى أَنه أَتَى إِلَيْهِ بِلَحْم أَسد فَإِنَّهُ يؤول بِمَال من ملك وَإِن أكل مِنْهُ كَانَ أبلغ وَأقوى ظفرا وَكَذَلِكَ لبنه. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْأسد تؤول بالسلطان فَمن رأى أَنه اصاب رَأس أَسد فَإِنَّهُ حُصُول ولَايَة ورتبة علية وَمَال ونعمة خُصُوصا لمن أكل مِنْهُ. وَقيل من رأى أَنه وجد شَيْئا من أَعْضَاء الاسد أَو اعطاه أحد ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من عَدو بِمِقْدَار ذَلِك. وَمن رأى أَنه وطيء أَسد فَإِنَّهُ يدل على خلاصه من محن كَثِيرَة وعلو قدر وَقَضَاء حَاجته وظفره على الاعداء. وَمن رأى أَنه حمل اسداً فَإِنَّهُ يدل على مصالحة عدوه أَو تقربه إِلَى السُّلْطَان. وَمن رأى أَن أسداً يطوء فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان عزته وحرمته وَحُصُول مضرَّة مِنْهُ. وَمن رأى أسدا جَاءَ من وَرَاء ظَهره ثمَّ ظهر أَمَام وَجهه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة وزجر من السُّلْطَان بعد طلبه إِيَّاه.) وَمن رأى أَنه وجد رَأس أَسد يتسلطن إِن كَانَ لائقا لذَلِك. وَمن رأى أَن سُلْطَانا نَاوَلَهُ رَأس أَسد فَإِنَّهُ يدل على تَفْوِيض السلطنة إِلَيْهِ إِن كَانَ لائقا لذَلِك أَو يوليه. وَمن رأى أَنه ركب على ظهر الْأسد وَهُوَ مُطِيع لَهُ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُصِيب سُلْطَانا بِحَيْثُ يُعْطِيهِ سلوك ذَلِك الْمَكَان ويمتثلون أمره وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ يكون مُدبر مَمْلَكَته. وَمن رأى أَن الْأسد الَّذِي كَانَ رَاكِبًا عَلَيْهِ لم يكن مُطيعًا لَهُ فَإِن حصل لَهُ ذَلِك لم تطلعه الْمُلُوك والأكابر. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْأسود تؤول بالسلطان واللبوة بِالْمَرْأَةِ فَمن رأى أَنه يحلب الْأسد فَإِن كَانَ فِي خدمَة السُّلْطَان فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 810 يُبَاشر امواله وَإِن كَانَ تَاجِرًا يزْدَاد مَاله وَإِن كَانَ عاميا يزْدَاد مكسبه وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تربي ولد أَسد فَإِنَّهَا تكون داية أَو دادة لولد السُّلْطَان وَإِن كَانَ ذَلِك رجلا فَإِنَّهُ يكون دلالا أَو كَفِيلا لَهُ. وَمن رأى أَن الْأسد عضه أَو أَخذ بمخالبه من جسده بِحَيْثُ جرحه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْمضرَّة وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَن الْأسد قد حضنه فَإِنَّهُ يؤول بتقربه إِلَى السُّلْطَان. وَمن رأى أَنه يقبل الْأسد وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ بِنَظَر الشَّفَقَة أَو الرأفة فَإِنَّهُ يدل على التَّوَصُّل إِلَى السُّلْطَان وَحُصُول الْمَنْفَعَة لَهُ وَإِن كَانَ فِي خدمَة السُّلْطَان فيعلو قدره. وَمن رأى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه يَأْكُل الْأسد فَإِنَّهُ يدل على تقربه إِلَى السُّلْطَان والاعتماد بِهِ. وَمن رأى أَن الْأسد يلحسه ويداريه فَإِنَّهُ يدل على تدبره مُبَاشَرَته وتقربه إِلَى السُّلْطَان وَيكون مسموع القَوْل عِنْده وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة وَزِيَادَة نعْمَة وَجلد الْأسد وشعره وعظمه ولحمه يؤول بِالْمَالِ إِمَّا من جِهَة السُّلْطَان أَو من جِهَة الْعَدو. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه ركب أسدا يصرفهُ حَيْثُ يَشَاء فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن أصابة عز عَظِيم وقهر عَدو ضخم. وَمن رأى أَنه هرب من أَسد فَإِنَّهُ ينجو مِمَّا يخَاف ويحذر ويظفر بحاجته. وَمن رأى أَنه يتخوف من أَسد وَلم يعاينه فَإِنَّهُ أَمن لَهُ من عدوه. وَمن رأى أَنه عاين الْأسد أَو رَآهُ من بعد فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَوْعِظَةِ وَرُبمَا كَانَ قرب أجل.) وَمن رأى أسدا دلالا فِي بَيته فَإِنَّهُ يُصِيب عزا وَخيرا وَطول حَيَاة وَإِن كَانَ فِيهِ مَرِيض دلّ على وَمن رأى أَنه أصَاب من جلد الْأسد أَو عظمه أَو لَحْمه أَو عصبه أَو مخه أَو شعره شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أسدا هائجا يقطع الطَّرِيق على النَّاس فَإِنَّهُ يؤول بظُلْم الرّعية. وَمن رأى أسدا يَطْلُبهُ وَهُوَ هارب فَإِنَّهُ حُصُول خوف من السُّلْطَان فَإِن لم يلْحقهُ فَإِنَّهُ ينجو وَإِن لحقه وأمسكه فبضد ذَلِك وَرُبمَا دلّ على الْمَرِيض. وَمن رأى أَنه ركب أسدا وَهُوَ يخافه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ بلَاء. وَمن رأى أسدا فهرب مِنْهُ وَلم يره الْأسد وَلَا شعر بِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْعلم وَالْحكمَة وَمن رأى الْأسد دخل مَدِينَة فَإِنَّهُ يؤول بِتَغَيُّر ملكهَا إِن كَانَ ظَالِما وَإِن كَانَ عادلا فتؤول بصداقته إِلَى ملك نَظِيره. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْأسد تؤول على ثَلَاثَة أوجه سُلْطَان وَرجل شَدِيد وعدو قوي. وَأما الْفِيل فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه رَاكب فيلا لَيْلًا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَإِن رَكبه نَهَارا فبضد ذَلِك أَو يَبِيع جَارِيَته. وَمن رأى أَنه حمل فيلا فَإِنَّهُ يؤول بالعز. وَمن رأى أَنه قتل فيلا فَإِنَّهُ يؤول بقتل ملك على يَدَيْهِ أَو بواسطته أَو فتح حِصَار. وَمن رأى أَنه رَاكب على فيل برأسين فَإِنَّهُ يدل على بعده من خدمَة سُلْطَان ذَلِك الْمَكَان إِلَى خدمَة سُلْطَان آخر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه رَاكب على فيل ببلس وَهُوَ مُطِيع لَهُ فَإِنَّهُ يدل على مُتَابَعَته ملكا أعجميا أَو يقهر ملكا أعجميا ورؤيا جلد الْفِيل ولحمه وعظمه وشعره تؤول بِحُصُول مَال وَمَنْفَعَة ونعمة من سُلْطَان. وَمن رأى أَنه رَاكب فيلا فِي الْحَرْب فَإِنَّهُ يدل على قهر عَدو ضخم وَقيل يقهر الْعَدو وَهَذَا القَوْل دَلِيل على قصَّة أَصْحَاب الْفِيل. وَمن رأى أَنه وَقع عَن ظهر الْفِيل فَإِنَّهُ يَقع فِي بلَاء وعناء. وَمن رأى أَن الْفِيل وَقع فِي الْحَرْب ثمَّ مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك سُلْطَان ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه رَاكب على فيل عُرْيَان لأجل التفرج فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة أَعْجَمِيَّة) بِمهْر وَتَكون قادرة عَلَيْهِ. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فَيكون ذَلِك قَادِرًا عَلَيْهَا. وَمن رأى فيلا ببلس قد توجه من بلد إِلَى بلد فَإِنَّهُ يدل على انْتِقَال وتبديل مملكة سُلْطَان ذَلِك الْمَكَان إِلَى سُلْطَان آخر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْفِيل رجل مَلْعُون لِأَنَّهُ من الممسوخات. وَمن رأى أَنه راكل فيلا فَإِنَّهُ منحرف عَن الْحق لِأَنَّهُ لَيْسَ من مراكب الْمُسلمين وَقيل أَنه شهرة سَيِّئَة لِأَن رَاكِبه يرى حَقِيرًا. وَقيل من رأى أَنه رَاكب فيلا فَإِنَّهُ يرتكب مَعْصِيّة عَظِيمَة حَتَّى أَنه لَا يقدر على الْخَلَاص مِنْهَا لكَون رَاكب الْفِيل لَا يتَمَكَّن من النُّزُول عَنهُ إِلَّا يجْهد عَظِيم بِأَسْبَاب توصله إِلَى ذَلِك وَإِن لم يجد الْأَسْبَاب فَلَا يَسْتَطِيع النُّزُول عَنهُ وَقيل رُؤْيا الْفِيل تؤول بالهم وَالْغَم لِأَنَّهُ لَا يحل وَلَا يُؤْكَل لَحْمه وَقيل رُؤْيا الْفِيل المركوب إِذا كَانَ على ظَهره برق وطبل وَجِيء بِهِ إِلَى الرَّائِي من غير مخالطته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 811 وَلَا التَّقَرُّب إِلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول عز. وَقيل إِن إِبْرَاهِيم الساماني كَانَ قد رأى فِي مَنَامه أَيَّام محاربة عَمْرو بن اللَّيْث كَأَن لَهُ فيلا أَعور فَقيل لَهُ انك تغلب لقَوْله تَعَالَى ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيل وقتال الفيلين دَلِيل على قتال ملكَيْنِ ضخمين أعجمين. وَمن رأى أَنه رَاكب على فيل وَكَانَ من أهل الصّلاح مَحْمُود الْعَاقِبَة حسن السِّيرَة نَالَ ربحا كثيرا لضخامة الْفِيل وَقلة أَذَى الرَّائِي للنَّاس. وَقيل وَمن رأى فيلا أقبل إِلَى مَكَان هُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ يتَحَوَّل مِنْهُ. وَمن رأى أَن الْفِيل كَلمه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا مصاحبة لرجل أعجمي أَو يرى أمرا يتعب مِنْهُ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْفِيل تؤول على سَبْعَة أوجه ملك أعجمي وَرجل لوطي ومكار وَرجل ذُو قُوَّة وهيئة وَرجل حسود وشارب الدَّم وَحرب وخصومة. وَأما النمر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى نمرا فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل قوي. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه رَاكب نمرا فَإِنَّهُ يؤول على أوجه بعلو الْمنزلَة وَالْقدر والجاه ويقهر عدوه ورؤيا لبنه تؤول بالخوف من الْأَعْدَاء وَآخر الْأَمر إِلَى سَلامَة ولحمه يؤول بِالْمَالِ وَقيل) بشهرة لَهُ فِي الْحَرْب وَجلده وشعره وعظمه يؤول بِمَال الْعَدو. وَمن رأى أَنه قتل نمرا فَإِنَّهُ ينجو من أُمُوره وَقيل أَنه عَدو لَيْسَ فِي الْأَعْدَاء أَشد مِنْهُ وتأويله فِي جَمِيع مَا يرَاهُ الْإِنْسَان كالأسد وَلَكِن أَشد فِي الْعَدَاوَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النمر عَدو ظَاهر وسلطان ظَالِم. وَمن رأى أَنه ركب نمرا نَالَ سُلْطَانا عَظِيما إِن كَانَ من أَهله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا النمر تؤول على ثَلَاثَة أوجه عَدو قوي وَحُصُول مَال من عَدو وَخَوف عَظِيم من ملك. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قتل فهدا أَو أكل من لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على قهر الْعَدو وَأخذ مَال الْعَدو بِمِقْدَار ذَلِك اللَّحْم وَقيل هُوَ رد الْوَجْه والبعد عَن الْأَقَارِب وَلَا خير فِيهِ وَجلده وشعره وعظمه حُصُول مَال لعدو بِمِقْدَار ذَلِك. وَمن رأى أَنه ركب فهدا فَإِنَّهُ يدل على قهر عدوه والتسلط عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه حمل الفهد على ظَهره أَو على رقبته فَإِنَّهُ يدل على تذلله لِلْعَدو وَيكون تَحت يَده وَتَحْت منته. وَمن رأى أَن الفهد قد حمله وحضنه ولحسه بِلِسَانِهِ أَو الرَّائِي حضنه وَقَبله فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عَدَاوَة من الْعَدو والمداراة بَينهمَا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ بالفهد رجل مذبذب لَا يظْهر الْعَدَاوَة وَلَا الصداقة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى أَنه يَأْكُل مَعَ الفهد طَعَاما فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْأَمْن والسلامة من جِهَة الْعَدو وَمَنْفَعَة. وَمن رأى فهدا عضه أَو جرحه بمخلابه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة وعداوة من الْعَدو بِمِقْدَار تِلْكَ الْجراحَة. وَمن رأى أَن فِي مَكَانَهُ أَو دَاره فهوداً كَثِيرَة وتصيح فِي ذَلِك الْمَكَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة وَأما الضبع فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه رَاكب على ضيع فَإِنَّهُ يدل على زواجه بِامْرَأَة نحسة نَجِسَة. وَمن رأى أَنه ضرب ضبعة بِعُود نشاب فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع كَلَام بَينه وَبَين أقَارِب امْرَأَته وَإِن طَعنهَا بِرُمْح فَإِنَّهُ يُجَامع امْرَأَة قبيحة المنظر وَإِن كَانَ ضبعاً فَإِنَّهُ يُصَادف صهراً كريه المنظر وَإِن) ضربه بِسيف فَإِنَّهُ يطول لِسَانه على امْرَأَته بِكَلَام رَدِيء وسفه. وَمن رأى أَنه يضْرب ضبعة أَو يرميها بِحجر فَإِنَّهُ يشْتم امْرَأَة تكون على تِلْكَ الصّفة أَو يتهم مَعهَا بِالزِّنَا. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم ضبعه فَإِنَّهُ يدل على إِصَابَة سحر عَلَيْهِ من امْرَأَة قبيحة الفعال وَهُوَ غافل عَن ذَلِك وعاقبة أمره من ذَلِك الْخَلَاص وَإِن شرب من حليبها فَهُوَ غدر وعداوة وحيلة من تِلْكَ الْمَرْأَة. وَمن رأى أَنه أَخذ من شعرهَا أَو من عظمها شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة من تِلْكَ الْمَرْأَة على قدر ذَلِك الْمَأْخُوذ وَإِن كَانَ الضبع ذكرا فَإِنَّهُ يدل على عَدو مَلْعُون مُنَافِق ذِي فعل قَبِيح. وَمن رأى أَن الضبع يكلمهُ فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة طَوِيلَة اللِّسَان تتسلط عَلَيْهِ وَلم يكن لَهُ عِنْدهَا وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ بالضبع عَدو ظَالِم ذُو كيد وتدبير. وَمن رأى أَنه ركب ضبعاً نَالَ سُلْطَانا. وَمن رأى أَنه أكل من لَحْمه فَإِنَّهُ فقر وسحر لَا يشْعر وحيلة. وَقيل الضبع الذّكر رجل مخذول مغلوب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الضبع تؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة سَيِّئَة وسحر وحيلة. وَأما الذِّئْب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى ذئباً فَإِنَّهُ يؤول بِملك جَائِر كَذَّاب خائن وَلحم الذِّئْب مَال حرَام وَأكله أبلغ وحليبه فزع وجزع. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه قتل ذئباً فَإِنَّهُ يدل على ارتداد وَجهه عَن الْإِسْلَام فَلَا خير فِيهِ وَقيل إِنَّه هَلَاك عَدو وقهره. وَمن رأى رَأس ذِئْب فَإِنَّهُ يدل على الْولَايَة وعلو الْقدر بمقداره. وَمن رأى أَنه وجد جلده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 812 أَو عظمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال بِقدر ذَلِك. وَإِن رأى أَنه قد عضه ذِئْب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ضَرَر من قبل السُّلْطَان وَمن رأى أَن ذئباً نَام مَعَه فِي فرَاشه فَإِنَّهُ يدل على اتِّصَال ملك مَعَ عِيَاله بِالْفَسَادِ وَالذِّئْب الْأُنْثَى هِيَ امْرَأَة ضَعِيفَة ذليلة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى ذئباً فَإِنَّهُ يرى عدوا ظَالِما وَقيل لصا يدْخل دَاره وَرُبمَا) دلّت رُؤْيا الذِّئْب على كَلَام حسن من رَئِيس وإصابة خير ورياسة خُصُوصا إِن صَاده. وَمن رأى ذئبا تحول ثوراً فَإِنَّهُ لص يَتُوب وَقيل رُؤْيا الذِّئْب تدل على مكر لقصة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل الذِّئْب لص ضَعِيف أَو رجل كذوب مُخَالف. وَقَالَ بعض المعبرين: وَمن رأى ذئباً يكشر فِي وَجهه فَإِنَّهُ يؤول بصديق مداهن ذِي وَجْهَيْن لقَوْل بعض الشُّعَرَاء: (واحذره يَوْمًا أَن ترَاهُ باسماً ... فالذئب يُبْدِي نابه ويعطب) وَأما الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقيل إِنَّه رجل مَكَان غدار ذُو حيل أَو جَارِيَة كذابة من أَقَاربه. وَمن رأى أَنه يحارب ثعلباً فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ أَهله وأقاربه. وَمن رأى أَنه يفتش على ثَعْلَب فَإِنَّهُ يدل على فزع من جن. وَمن رأى أَنه يلْعَب مَعَ الثَّعْلَب وَأَرَادَ إِمْسَاكه فَإِنَّهُ يدل على محبَّة امْرَأَة لَهُ وَضعف محبته لَهَا. وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى ثعلبا يتملق لَهُ فَإِنَّهُ يدل على فعل مكر وحيلة من شخص غَرِيب. وَمن رأى أَنه يسرح ثعلباً فَإِنَّهُ يدل على تحيله بشخص وَلَا يقدر عَلَيْهِ وَلَا يظفر بِهِ. وَمن رأى أَنه يشرب حليبه فَإِنَّهُ يدل على صِحَّته من مَرضه إِذا كَانَ مَرِيضا وَإِن كَانَ مغموماً أَصَابَهُ فَرح وَإِن كَانَ فِي حبس أطلق وَقيل إِنَّه حُصُول مرض أَو فزع عَظِيم. وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الثَّعْلَب امْرَأَة كذابة غدارة وَمن رأى ثعلباً فِي دَاره فَإِنَّهُ يدل على تزَوجه بِامْرَأَة تحبه. وَمن رأى أَن ثعلباً هرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على أَدَاء دينه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الثَّعْلَب عَدو كَذَّاب فَمن رأى ثعلباً الْتَقم امْرَأَته فَإِن امْرَأَته قد زنت. وَمن رأى أَنه يعالج ثعلباً فَإِنَّهُ يُخَاصم أحدا. وَقيل من رأى أَنه يلْتَمس ثعلباً فَإِنَّهُ يُصِيبهُ وجع من ريَاح. وَمن رأى أَن الثَّعْلَب يلتمسه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ فزع من الْجِنّ. وَقيل من رأى أَنه اتخذ لنَفسِهِ ثعلباً فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة تقر عينه بهَا. وَمن رأى ثعلباً يهرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بمراوغة غَرِيم لَهُ. وَأما بقر الْوَحْش فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى بقر وَحش أَو أعطَاهُ أحد بقر وَحش فَإِنَّهُ يدل) على إِصَابَة مَال وغنيمة ولحمه وَجلده وَرَأسه أَيْضا وَكَذَلِكَ تؤول الْأُنْثَى بِالْمَرْأَةِ وَوَلدهَا بِالْوَلَدِ وَقيل رَأسه دولة وَقُوَّة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ والكرماني من رأى أَنه أصَاب بقرة وحشية وَأكل من لَحمهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَة حسناء. وَمن رأى أَنه رمى بقرة لغير الصَّيْد فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة وَإِن رَمَاهَا للصَّيْد أصَاب مَالا وغنيمة. وَمن رأى أَنه يَرْمِي بقرة وَحش وَلم يصبهَا فَمَا يرجوه لَا يتم لَهُ. وَأما الدب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قيل عَدو مُنَافِق أَحمَق بِلَا رَأْي فَمن رأى أَنه ركب على دب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من سُلْطَان ولحمه وَجلده مَال عَدو وحليبه فزع ورعب. وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الدب شُؤْم ويؤول بِرَجُل دنيء الأَصْل بِلَا دولة ذِي جُنُون وصرع وأنثاه كَذَلِك. وَمن رأى أَنه ركب دباً أَو قَتله فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وَقيل الدب يؤول بِإِنْسَان مُخَالف فِي سَائِر الْأُمُور وتأويله كتأويل بعض الوحوش. وَأما الْخِنْزِير فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب خنزيراً فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من رجل دنيء شَدِيد الشَّوْكَة. وَمن رأى أَنه ركب خِنْزِير فَإِنَّهُ يظفر بعدوه. وَمن رأى أَنه يُقَاتل خنزيراً فَإِنَّهُ يُنَازع رجلا دنيئاً لَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه قهر خنزيراً فَإِنَّهُ يبلغ أمله من عدوه وَلحم الْخِنْزِير مَال حرَام وَأكله ارْتِكَاب مَعْصِيّة. وَمن رأى أَنه أصَاب خنازير كَثِيرَة أَو أحرزها فِي مَوضِع فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقدر الْخَنَازِير وعدتها. وَمن رأى أَنه أصَاب من أَوْلَاد الْخَنَازِير فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هموم وأحزان. وَمن رأى أَنه أصَاب خنزيراً أبلق فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان لَا دين لَهُ ذِي وَجْهَيْن عَدو. وَمن رأى أَنه طرد الْخَنَازِير من دَار ترك عمل السُّلْطَان. وَمن رأى خنازير صغَارًا دخلت دَاره غَشيته خدمَة السُّلْطَان فليحذر. وَمن رأى أَنه يرْعَى الْخَنَازِير فَإِنَّهُ يتَوَلَّى على أنَاس سفل دنيء الأَصْل.) وَمن رأى أَنه أصَاب من شعر الْخِنْزِير أَو عظمه أَو جلده فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا لَا خير فِيهِ وَلَا يَدُوم لَهُ وَيكون مذموما عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْخِنْزِير عَدو. وَحكي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَن فِي فِرَاشِي خنزيراً فَقَالَ تطَأ امْرَأَة يَهُودِيَّة. وَحكي أَن كسْرَى أنوشروان رأى كَأَنَّهُ يشرب الْخمر فِي جَام ذهب وَمَعَهُ خِنْزِير يشرب فِي جَام فضَّة فَقص رُؤْيَاهُ على بعض المعبرين فَقَالَ احتجز نِسَاءَك عَن الخصيان والأغلمة واجمعهن وأدخلني عَلَيْهِنَّ فَفعل ذَلِك ودعا بِهِ فَدخل وَمَعَهُ عود وَقَالَ لكسرى عر كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ ومرها فلترقص فَفعل ذَلِك فوصلت نوبَة الرقص إِلَى وَاحِدَة فَقَامَتْ بعض حظاياه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 813 فَقَالَت إِنَّهَا جَارِيَة حيية فَلَا تأمرها بالرقص فَقَالَ لَا بُد أَن تفعل مثل مَا فعلت صواحباتها فَلَمَّا عريت وجدت رجلا فَقَالَ أَيهَا الْملك هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَاك وَأما شربك الْخمر فتمتعك بهَا وَالْخِنْزِير هُوَ هَذَا الرجل ورؤيا الْخِنْزِير الوحشي رجل ذُو قُوَّة وغنى دون همة بِلَا خير وَمَنْفَعَة ورؤيا الْخِنْزِير الْإِنْسِي رجل وَاسع الْقلب قَبِيح الفعال بِلَا دين وَلَا ديانَة. وَمن رأى فِي مَكَان خنازير وَهُوَ يحرسهم وَلم يُمكنهُم السراح كَيْلا تتشتت فَإِنَّهُ يدل على جمع مَال حرَام وافر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يخالط خنزيراً فَإِنَّهُ يدل على حسن دينه ودنياه وفرجة هم وغم وعسر ومنقصة وحليبه مُصِيبَة وغم وضيق صدر بِمِقْدَار ذَلِك. وَمن رأى أَنه يحول الْخَنَازِير من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يدل على استقامة حَال دُنْيَاهُ خلاف دينه. وَمن رأى أَنه يَدُور بَين الْخَنَازِير فَإِنَّهُ يدل على الانشراح بِسَبَب مَال يصل إِلَيْهِ من ظَالِم. وَمن رأى أَنه رَاكب على خِنْزِير فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء وعلو مرتبته فِي الدُّنْيَا. وَمن رأى خنزيراً دخل مُقَابلا لَهُ وَخرج من وَرَاء ظَهره فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده من رجل دنيء الأَصْل. وَمن رأى أَنه وجد جلد خِنْزِير فَإِنَّهُ يدل على إِصَابَة مَال حرَام. وَمن رأى أَنه وجد شعر الْخِنْزِير وَجلده وعظمه فَإِنَّهُ يدل على إِصَابَة مَال من وَجه يحصل مِنْهُ تعسير وَيكون المَال فِي نَفسه غير جيد ينفلت من يَده. وَأما الْكَلْب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رَآهُ فَإِنَّهُ عَدو بِلَا همة وَلَكِن لَهُ شَفَقَة فِي عدوانه وَالْأُنْثَى) امْرَأَة بِلَا رَأْي وَالْكَلب الْأسود عَدو من الْعَرَب وَالْكَلب الْأَبْيَض عَدو من الْعَجم. وَمن رأى كَلْبا نبح عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على اسْتِمَاع كَلَام دون من عَدو دنيء الأَصْل بِلَا همة بِحَيْثُ يحصل لَهُ من ذَلِك كَرَاهِيَة. وَمن رأى أَن كَلْبا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ألم وملامة وضيق صدر ومشقة من عدوه. وَمن رأى قماشه تلوث من لعاب فَمه فَإِنَّهُ يدل على كَلَام سَمعه من الْأَعْدَاء فيؤذيه ويؤلمه. وَمن رأى أَن قماشه قد شقَّه كلب فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان وَلحم الْكَلْب يؤول بِمَال الْعَدو خُصُوصا إِن أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يظفر بعدوه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يحِيل كَلْبا على كلب فَإِنَّهُ يحِيل عدوا مِنْهُ لدفع عَدو آخر وَيحصل وَمن رأى أَنه أطْعم الْكَلْب خبْزًا فَإِنَّهُ يدل على اتساع رزقه. وَمن رأى كَلْبا نَائِما وَوضع تَحت رَأسه وسَادَة فيعتمد على عَدو بِلَا همة ومضرة فِي الأشغال وحليب الْكَلْب فزع وجزع وخصومة مَعَ عَدو. وَمن رأى أَن الْكَلْب يهرب مِنْهُ فَإِن عدوه يهرب ويحذره كل الحذر. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث كلب الصَّيْد إِذا رُؤِيَ أَنه يصطاد بِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَنْفَعَة من عَالم يَدعِي بالعداوة وَلحم كلب الصَّيْد يؤول بِالْمِيرَاثِ. وَمن رأى أَنه أبعد كلب صيد فَإِنَّهُ يبعد عدوا يحصل مِنْهُ فَائِدَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْكَلْب يؤول على وَجْهَيْن عبد يملكهُ وعدو ينصر عَلَيْهِ وَالْكَلب المضر فَهُوَ رجل مُضر لصَاحب الرُّؤْيَا وَالْكَلب الَّذِي يتَّخذ للعب والهراش فَإِنَّهُ يدل على لَذَّة وسرور وَقيل أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رأى فِي مَنَامه فِي طَرِيق مَكَّة وَالْمَدينَة حرسها الله أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دنا من مَكَّة فِي أَصْحَابه فَخرجت عَلَيْهِم كلبة تهر فَلَمَّا دنوا مِنْهَا اسْتَقَلت على ظهرهَا فَإِذا هِيَ تشخب لَبَنًا فَقص رُؤْيَاهُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ذهب كلبهم وَأَقْبل دِرْهَم. وَقيل من رأى أَنه اشْترى كَلْبا أَو وهب لَهُ فَإِن بعض أَهله يُخَالِفهُ إِلَى بعض نَفَقَة ثمَّ يردهَا عَلَيْهِ. وَمن رأى أَن كَلْبا يزق عصفوراً وَنَحْوه فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل فَاسق بِأحد من أَوْلَاده أَو من صغَار خدمه. وَمن رأى أَن كَلْبا ينبح على أحد فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل يتَكَلَّم لغيره بِسوء وَلَكِن لم تبْق مصاحبة) ذَلِك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْكَلْب تؤول على أَرْبَعَة أوجه عَدو دنيء وَملك طماع أَو خَادِم رَدِيء الْفِعْل وَرجل غماز وجاهل. وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا نبح الْكَلْب الْأسود يؤول بالحمى لِأَنِّي جربت ذَلِك مرَارًا. وَأما القرد فَإِنَّهُ يؤول على أوجه عَدو مَلْعُون غدار مكار زَان لوطي. وَمن رأى أَنه ركب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقهر عدوه. وَمن رأى أَنه تقَاتل مَعَه وغلبه فَإِنَّهُ يمرض ثمَّ يشفى وَإِن غلب القرد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يشفى من مَرضه أَو يظْهر عيب فِي أَعْضَائِهِ لَا يَزُول أبدا وَلحم القرد سقم ومحنة. وَمن رأى أَن قرداً ركب على فرسه فَإِنَّهُ يؤول على فَسَاد يَهُودِيّ بامرأته. وَقَالَ دانيال: القرد الذّكر رجل مُفسد غدار سحار والقرد الْأُنْثَى امْرَأَة مفْسدَة سحارة. وَمن رأى أَن قرداً أعطَاهُ شَيْئا وَأكله فَإِنَّهُ يدّخر مَاله لأهل بَيته. وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِنْسَان يكفر بِنِعْمَة الله عَلَيْهِ ولحمه هم وَأكله مرض. وَمن رأى أَنه وهب لَهُ قرد فَإِنَّهُ يؤول بالخيانة فليتق الله. وَمن رأى أَن على كتفه قرداً فَإِنَّهُ يسْتَخْرج من بَيته سَرقَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 814 وَأما ابْن آوى فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يُخَاصم ابْن آوى فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الْخُصُومَة بَينه وَبَين أَقَاربه. وَمن رأى أَنه يطْلب ابْن آوى متحيراً وَلم يقدر أَن يمسِكهُ وَلم يظْهر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مرض فِي أَعْضَائِهِ من الرّيح. وَمن رأى أَن ابْن آوى يتلمس بِهِ فَإِنَّهُ يدل على الْخَوْف والفزع من الْآدَمِيّ والجني. وَمن رأى أَن ابْن آوى يلْعَب مَعَه فَإِنَّهُ يدل على ان امْرَأَة تعشقه. وَمن رأى أَن ابْن آوى نفر مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بغرامة بِسَبَب ضَمَان. وَقَالَ الْكرْمَانِي ابْن آوى عَدو أَو عَالم من أَقَاربه. وَمن رأى أَنه وجد ابْن آوى أَو أمْسكهُ أَو أعطَاهُ لَهُ فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الصُّحْبَة من عَدو عَاقل من أَقَاربه. وَمن رأى أَن ابْن آوى هرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على فرار مديونه.) وَمن رأى أسداً أكل ابْن آوى إِن كَانَ مَرِيضا عوفي وَإِن كَانَ مغموماً فرج عَنهُ وَإِن كَانَ مديونا وَفِي دينه. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال من عَدو بِقدر مَا أكل وَجلده وشعره وعظمه يدل على المَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ابْن آوى رجل يمْنَع الْحُقُوق عَن أَرْبَابهَا وَهُوَ من الممسوخ أَيْضا وَقيل هُوَ رجل ظَالِم سَفِيه قَلِيل الرَّحْمَة فَمن رأى أَنه دخل دَاره فَإِنَّهُ مَكَانَهُ. وَمن رأى كَأَنَّهُ يحضنه فَإِنَّهُ يظفر بعدوه. وَإِنَّمَا النمس فَإِنَّهُ رجل متملق مؤذ حرامي. وَأما الهر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه غم وخصومة وحزن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الهر مُخْتَلف فِي تَأْوِيله فَمنهمْ من قَالَ إِنَّه خَادِم حارس وَمِنْهُم من قَالَ هُوَ لص من أهل الْبَيْت وَمِنْهُم من قَالَ الْأُنْثَى من الهر امْرَأَة خداعة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه قتل هرة فَإِنَّهُ يظفر باللص ولحمه يؤول على وَجْهَيْن مَال لص وَمَال من سَرقَة اللص. وَمن رأى أَنه نَازع هراً حَتَّى خدشه أَو تنَاوله فَإِنَّهُ يؤول بِإِصَابَة مرض طَوِيل ثمَّ يبرأ مِنْهُ أَو وَمن رأى أَنه خدش هراً ثمَّ استفاق وَصَارَ صَحِيحا فَإِن اللص يُقَوي. وَأما الغزال فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أمسك غزالا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول جَارِيَة حسناء. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم الغزال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة جميلَة. وَمن رأى أَنه سلخ جلد الغزال فَإِنَّهُ يَزْنِي بِامْرَأَة غربية. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم الغزال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة جميلَة. وَمن رأى أَنه قتل الغزال فَإِنَّهُ يغتم من قبل امْرَأَة. وَمن رأى أَنه أمسك سخل غزال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد جميل من جَارِيَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الغزال جَارِيَة حسناء عَرَبِيَّة فَمن رأى كَأَنَّهُ اصطاد غزالاً يمكر بِجَارِيَتِهِ أَو يخدع امْرَأَة ويتزوجها. وَإِن رأى أَنه رمى الغزال بِحجر دلّت رُؤْيَته على طَلَاق امْرَأَته أَو وَطْء جَارِيَة.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الغزال يؤول على أَرْبَعَة أوجه امْرَأَة وَجَارِيَة وَولد وَمَنْفَعَة من النِّسَاء. وَأما المها فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ تؤول بِإِدْخَال الْمضرَّة ولحمها مَال كثير. وَأما الأرنب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قيل امْرَأَة سَيِّئَة وصغار الأرنب هم وغم وتعب وحزن. وَمن رأى أَن أرنبه مَاتَ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مُصِيبَة بِسَبَب الْعِيَال. وَمن رأى أَن أرنبا تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يؤول بالموافقة بِامْرَأَة حَتَّى يتعجب النَّاس مِنْهُ. وَمن رأى أَنه قبل رَقَبَة الأرنب فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الأرنب امْرَأَة وَأَخذهَا تزَوجهَا وَمن رأى كَأَنَّهُ ذَبحهَا فَإِنَّهَا زَوْجَة غير بَاقِيَة وَقيل الأرنب يدل على رجل جَبَّار. وَقَالَ السالمي لَا خير فِي رُؤْيا الأرنب. وَأما السمور فَإِنَّهُ على أوجه: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ هُوَ رجل ظَالِم لص كَافِر لَا ينْتَفع بِهِ أحدا إِلَّا بعد مَوته. وَقَالَ الْكرْمَانِي السمور رجل غَرِيب غَنِي لَا يخْتَلط بِالنَّاسِ وَجلده وشعره مَال وَكَذَلِكَ لَحْمه. وَأما السنجاب فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب لَا يخالط النَّاس قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه خنق السنجاب وَخرج الدَّم من رقبته فَإِنَّهُ يطَأ جَارِيَة غربية. وَأما الفنك فَإِنَّهُ يؤول كالسنجاب وَجلده وشعره وعظمه مَال ونعمة ولحمه مَال رجل غَرِيب. وَمن رأى أَنه ملك فنكاً وَهُوَ مطيعه فَإِنَّهُ يصحب رجلا غَنِيا وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه تخاصم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على خصومته بِرَجُل غَرِيب غَنِي وَالظفر للْغَالِب مِنْهُمَا. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه قتل فنكاً وسلخ جلده وَرمى لَحْمه على الأَرْض فَإِنَّهُ يدل على اتلاف مَال رجل غَرِيب. وَمن رأى أَنه خنق فنكاً وسال الدَّم من رقبته فَإِنَّهُ يواقع جَارِيَة بكرا. وَمن رأى أَنه اجْتمع عَلَيْهِ فنك كَثِيرَة وَمَا حصل لَهُ مِنْهَا مضرَّة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يكون بَين الْغُرَمَاء وَيحصل لَهُ مِنْهُم خير وَمَنْفَعَة وَإِن حصل لَهُ مِنْهَا مضرَّة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمضرَّة وَالشَّر من الْغُرَمَاء. وَأما الْحمار الوحشي فَإِنَّهُ يؤول على أوجه إقباله غنيمَة وإدباره ضِدّه. وَمن رأى أَنه ركب حمَار وَحش فَإِنَّهُ يركب الْمعاصِي الصعاب وَيُخَالف طَرِيق الْإِسْلَام بِسَبَب) حقارة الدّين هَذَا إِذا كَانَ حمَار الْوَحْش مُطيعًا لَهُ أما إِذا لم يكن مُطيعًا لَهُ فَإِنَّهُ يدل على الْغم وصعوبة الْأُمُور. وَمن رأى أَن حماري الْوَحْش يتقاتلان فَإِنَّهُ يدل على خُصُومَة رجلَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 815 فاسقين بِسَبَبِهِ. وَمن رأى أَنه أَتَى حمَار وَحش إِلَى بَيته فَإِنَّهُ يدل على أَن رجلا فَاسِقًا يَأْتِي إِلَى بَيته. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا حمَار الْوَحْش تدل على رجل جَاهِل أَحمَق وَأكل لَحْمه يدل على مَال كثير. وَمن رأى أَنه كَانَ رَاكِبًا على حمَار وَحش أعمى فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال كثير جدا. وَمن رأى أَنه وجد رَأس حمَار وَحش فَإِنَّهُ يجد ألف دِرْهَم بيضًا أَو يحصل لَهُ صُحْبَة بِرَجُل شرِيف وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة وعظمه وَجلده ولحمه وشعره مَال وغنيمة ولبنه يؤول بِالْعبَادَة الْكَثِيرَة ومحافظة طَرِيق الدّين. وَمن رأى أَن حمَار الْوَحْش نفر مِنْهُ فَإِنَّهُ يقْصد الْمُفَارقَة من فرقة الْإِسْلَام ويسلك طَرِيق الْفساد. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ حمَار الْوَحْش مُخْتَلف فِي التَّأْوِيل فَمنهمْ من قَالَ إِن رُؤْيَاهُ تدل على عَدَاوَة بَين صَاحب الرُّؤْيَا وَبَين رجل مَجْهُول خامل فِي الأَصْل وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه يدل على المَال. وَمن رأى حمَار وَحش من بعيد فَإِنَّهُ يصل إِلَى مَال ذَاهِب وَقيل رُؤْيا ركُوب حمَار الْوَحْش رُجُوع عَن الْحق إِلَى الْبَاطِل. وَمن رأى لَحْمًا أَو لَبَنًا من حمَار وَحش فَأَكله فَإِنَّهُ يُصِيب عبدا من رجل شرِيف. وَأما الذَّنب من الْحَيَوَان إِذا كَانَ لفرس أَو حمَار وَمَا أشبه ذَلِك فَمَال ونعمة خُصُوصا إِن ثَبت بِهِ وراحة فِي عمره لكنه يكون ضَعِيفا فِي الدّين وَرُبمَا يتبعهُ جمَاعَة من النَّاس وَإِذا كَانَ الذَّنب مَنْسُوبا إِلَى الذِّئْب أَو الْكَلْب أَو نَحوه وَرَآهُ كَذَلِك فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام ويلومه النَّاس. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى فِي يَده ذَنْب بقر أَو حمَار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ونعمة بِقدر ذَلِك وَأما ذَنْب حَيَوَان لَا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ذَنْب الْحَيَوَان يؤول على أَرْبَعَة أوجه تبع وَأَصْحَاب وَمَال وراحة وعيشة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا جملَة الْحَيَوَان الوحشي أَو بعضه على مَا يَأْتِي مفصلا مِمَّا ذكر اسْمه وَمِمَّا لم يذكر) قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يركب وحشاً وَهُوَ مُطَاوع لَهُ يتَصَرَّف فِيهِ حَيْثُ يَشَاء فَإِن كَانَ الْوَحْش ذلولا فَإِنَّهُ يقارف مَعْصِيّة وَإِن كَانَ غير ذَلُول فبضد ذَلِك. وَمن رأى أَنه يركب وحشاً وَهُوَ يجمح بِهِ فَإِنَّهُ يُصِيب شدَّة وخوفا من قبل رَأْيه وهواه. وَمن رأى أَنه دخل منزله وَحش أَو رَآهُ دون أَن يصطاده فَإِنَّهُ يعاشر رجلا مُخَالف الشَّرِيعَة وَإِن كَانَ من صيد فَإِنَّهُ يؤول بغنيمة وَخير خُصُوصا ان كَانَ مُرْسلا إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يكون بِغَيْر مشقة. وَمن رأى أَنه يذبح وحشا إِن كَانَ مؤنثا يفتض امْرَأَة وَإِن كَانَ مذكرا يفتض شَابًّا. وَمن رأى أَنه ملك من الوحوش شَيْئا فَإِنَّهُ يملك رجَالًا لَا خير فيهم فِي الدّين ويسلك أُمُورهم. وَمن رأى أَن الوحوش تطؤه فَإِنَّهُ يُصِيب ذلة وإهانة وَجَمِيع جلد الْوَحْش وشعره ونابه وعظمه وقرنه ومخلبه وَمَا أشبه ذَلِك فأموال فَأَما مَا كَانَ مِنْهَا مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال وَمَا كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حرَام. وَمن رأى أَنه يصطاد شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ مَال وغنيمة لِأَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أحله لَهُ. وَمن رأى أَن الصَّيْد فَاتَهُ فَإِنَّهُ يطْلب غنيمَة وتفوته. وَمن رأى شَيْئا من الْحَيَوَان الوحشي قد اصطيد وَهُوَ مكبل فَهُوَ مؤول فِيمَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْحَيَوَان. وَمن رأى أَنه اصطاد حَيَوَانا وحشياً وَهُوَ مُطَاوع لَهُ فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته لرجل من أهل الْبَادِيَة وَيكون مقَامه بِمِقْدَار قيمَة ذَلِك الْحَيَوَان. وَمن رأى أَنه يتخدم إِلَى حَيَوَان وَحشِي فَإِنَّهُ يخْدم أُنَاسًا جاهلين. وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان الوحشي كَلمه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْعِزّ والرتبة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْحَيَوَان الوحشي إِذا استأنس دلّ على خير ونفع وَالْحَيَوَان الْإِنْسِي إِذا استوحش دلّ على شَرّ والوحوش الْكَثِيرَة تؤول بأصحاب الْقرى والرساتيق. (الْبَاب الموفي للستين) (فِي رُؤْيا الطُّيُور من الْجَوَارِح وَغَيرهَا) 3 - (فصل فِي رُؤْيا الطُّيُور الْجَوَارِح) وَهِي أَصْنَاف عديدة.) أما الْعقَاب فَإِنَّهُ سُلْطَان قوي مهاب صَاحب حَرْب وبأس شَدِيد فَمن رأى أَنه ملك عقَابا وَكَانَ مُطيعًا لَهُ فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من سُلْطَان. وَمن رأى أَن عقَابا حمله وطار بِهِ عرضا فَإِنَّهُ يُصِيب شرفا وسلطانا أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 816 يُسَافر سفرا بَعيدا. وَمن رأى أَنه يصطاد عقَابا فَإِن ذَلِك يؤول باحتوائه على ملك وتصرفه فِيهِ. وَمن رأى أَن عقَابا ضربه بمخلبه فَإِنَّهُ ينَال مَكْرُوها فِي سُلْطَانه. وَمن رأى أَنه يُقَاتل عقَابا فَإِنَّهُ يُنَازع سُلْطَانا فَلَا يَأْمَن العطب. وَمن رأى أَن عقَابا انقض عَلَيْهِ من السَّمَاء فَإِنَّهُ يَمُوت سَرِيعا. وَأما الصَّقْر فَإِنَّهُ مُخْتَلف فِيهِ مِنْهُم من قَالَ إِنَّه سُلْطَان الطُّيُور وَمِنْهُم من قَالَ الْعقَاب سُلْطَان الطُّيُور وتأويله فِي علم التَّعْبِير كتأويل الْعقَاب لِكَوْنِهِمَا منسوبين إِلَى سلطنة الطُّيُور. وَأما النسْر فَإِنَّهُ سيد الطُّيُور وأقواها وأرفعها فِي الطيران وأمدها بصرا وأطولها عمرا. وَمن رأى أَنه أمسك نسرا أَو أعْطى لَهُ فتأويله كتأويل الْعقَاب وَعند الْبَعْض أَنه أجل الطُّيُور وَالْعِقَاب دونه وأفراخ النسْر تؤول بأولاد نجباء ولحمه وعظمه وريشه يدل على الشّرف والرتبة وَحُصُول المَال من قبل الْمُلُوك الأكابر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى نسرا حمله وطار بِهِ إِلَى قرب السَّمَاء فَإِنَّهُ يؤول بسفر طَوِيل وَيحصل لَهُ من ذَلِك السّفر نعْمَة وَشرف ورتبة وَمَال جزيل وَيفْسد دينه وَإِن سقط فَهُوَ يسْقط عَن مرتبته وَإِن لم يعد فَإِنَّهُ يَمُوت فِي سَفَره وَإِن عَاد من السَّمَاء إِلَى الأَرْض كَمَا صعد فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول شرف من سُلْطَان فِي سَفَره وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك ناله الشّرف من أَقَاربه والنسور إِذا كَانَت بِلَا مخاليب فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَلَائِكَةِ لِأَن حَملَة الْعَرْش على صُورَة النسْر. وَمن رأى كَأَن النسْر يصطاد فَوق رَأسه فَإِنَّهُ يدل على تِجَارَة الرَّائِي. وَمن رأى فرخ نسران وَكَانَ لَهُ امْرَأَة تَلد ابْنا وَإِن لم تكن لَهُ امْرَأَة يتَزَوَّج ببكر. وَمن رأى أَن نسرا قَامَ على رَأسه فَإِنَّهُ يصلب. وَقَالَ دانيال النسْر يدل على الْملك. وَمن رأى إِن نسراً نزل بمحلة فَإِنَّهُ يدل على ملك تِلْكَ الْمحلة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا النسْر تؤول لكل اُحْدُ بالمخاصمة وخدشه طول مرض وَرُبمَا وكل عَلَيْهِ ظلمَة لِأَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وكل النسْر بالطيور.) وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّت رُؤْيا النسْر على إِنْسَان قديم الْخِبْرَة بالأمور الْخفية لما ورد فِي قصَّة سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق النسْر يؤول على ثَمَانِيَة أوجه شرف ونفاذ أَمر ورياسة وثناء وَذكر حسن ومرتبة وَأمر وَنهي. وَأما الْبَازِي فَإِنَّهُ يؤول على أوجه من رأى أَنه أمسك بازيا أَبيض وَهُوَ مُطِيع لَهُ فَإِنَّهُ يدل على علو الْقدر والمنزلة والجاه. وَمن رأى بازيا على يَده فَإِنَّهُ يُصِيب عزا من ملك. وَمن رأى بازيا طَار من يَده وبقى ريشه بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال شرفه وَبَقَاء قَلِيل من مَاله بِيَدِهِ. وَمن رأى بازيا وَقع من يَده فَمَاتَ فَإِنَّهُ يدل على سُقُوطه من مَنْزِلَته وذل وفقر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن أحدا أعطَاهُ بازيا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد جميل. وَمن رأى أَن بازيا قعد على سطحه فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته لملك جَدِيد وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة مِنْهُ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن بازيا اخْتَبَأَ فِي ذيلها فَإِنَّهَا تَلد ولدا ذكرا وَإِن كَانَ بِرجلِهِ جلجل فَإِنَّهُ يؤول ببنت. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى كَأَنَّهُ اشْترى بازيا ليصطاد بِهِ فَإِنَّهُ يتَوَلَّى عملا ويقرر بِهِ أَرْبَاب وظائف ليجمعوا لَهُ المَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْبَازِي مُخْتَلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ أَنه ملك وذبحه مَوته ولحمه يؤول بِالْمَالِ من قبل الْملك خُصُوصا لمن أكله وَمِنْهُم من قَالَ إِن الْبَازِي ابْن كَبِير يرزقه وَمِنْهُم من قَالَ إِن الْبَازِي بنت وَمِنْهُم من قَالَ إِن الْبَازِي لص يقطع الطَّرِيق جهارا. وَمن رأى بازيا فِي دَاره فَإِنَّهُ يظفر بلص وَمِنْهُم من قَالَ إِن الْبَازِي جليل فِي النَّاس. وَمن رأى على يَده بازيا مُطَاعًا وَكَانَ من أَبنَاء الْمُلُوك ناله سُلْطَان فِي علم وَإِن كَانَ الرَّائِي سوقياً نَالَ شرفا وذكرا ومحمدة بَين النَّاس. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْبَازِي إِذا كَانَ مُطيعًا يؤول على خَمْسَة أوجه حُصُول مُرَاد وَفَرح وَبشَارَة ونفاذ أَمر وَحُصُول مَال بِقدر قيمَة الْبَازِي من ألف إِلَى عشرَة آلَاف خُصُوصا إِذا كَانَ مُطيعًا أَبيض وَإِن لم يكن مُطيعًا فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه ملك ظَالِم وحاكم جَائِر لَا ديانَة لَهُ وَولد) عَاق لوَالِديهِ وقاطع طَرِيق. وَأما الشاهين فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه أمسك الشاهين أَو أعطَاهُ لَهُ أحد وَهُوَ غير مُطِيع لَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد وَإِن كَانَ مُطيعًا لَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول وَقَالَ الْكرْمَانِي الشاهين رجل كثير الْفَهم والحيل وَمن رأى أَنه أمسك شاهينا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته لرجل عَالم وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الشاهين سُلْطَان ظلوم لَا وَفَاء لَهُ وَهُوَ دون الْبَازِي فِي الْمنزلَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الشاهين يؤول على خَمْسَة أوجه قدر ومنزلة ونفاذ أَمر وَمَال ونعمة وَولد. وَأما الكوهية فَفِيهَا اخْتِلَاف فَمنهمْ من قَالَ إِنَّهَا مُقَدّمَة على الشاهين وَلكنهَا فِي التَّعْبِير كتعبيره وَمِنْهُم من سَاقهَا مساقة سَوَاء وَأما الصيفية فَهِيَ دون الكوهية فِي التَّعْبِير وَمِنْهُم من نسبهما للنسوة لكَون اسمهما مؤنثا وعرفهما بِالشَّرِّ والنحوسة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 817 وَأما الصَّقْر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب صقرا صيادا مطاوعا لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب ولَايَة يكون فِيهَا ظلوما وَيفْسد دينه وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا يُصِيب ولدا وَلَا يبلغ مبلغ الرِّجَال والصقر ملك وَإِذا كَانَ وحشيا فَإِنَّهُ يدل على ولد حرون. وَمن رأى أَنه أمسك صقرا واصطاد بِهِ فَإِنَّهُ يدل على ظلم الْملك لَهُ. وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ صقرا مَنْسُوبا للْملك وَهُوَ يصطاد بِهِ فَإِنَّهُ يتَّصل بِخِدْمَة ملك وَيحصل لَهُ عز ومرتبة وَيجوز على غَيره. وَمن رأى أَن صقرا يصطاد فأمسكه فَإِنَّهُ يتسلط على رجل من الأكابر ويظفر بِهِ. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمه فَإِذا كبر وَلَده يحصل لَهُ مِنْهُ ألم ومشقة والصقر رجل شرِيف ذُو هَيْبَة وسياسة وَقُوَّة والصقر رجل سَارِق يرتكب الْأَفْعَال القبيحة فِي اللَّيْل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الصَّقْر يؤول على وَجْهَيْن ملك جَائِر وَرجل رفيع. وَمن رأى أَن الصَّقْر اتعبه فَإِنَّهُ يدل على غضب رجل شُجَاع عَلَيْهِ. وَأما الصفاوة فَإِنَّهَا تؤول من مَعْنَاهُ وَلكنهَا عِنْد الْبَعْض تؤول بِامْرَأَة مُدبرَة سَيِّئَة ذَات أَفعَال قبيحة خُصُوصا إِن كَانَت بَريَّة. وَأما الجمز فَإِنَّهُ يؤول بِملك قوي ضخم ذِي هَيْبَة وجور. وَمن رأى أَنه طَار من يَده وَبَقِي خيطه أَو ريشه أَو شَيْء من آلَته فِي يَده فَإِنَّهُ يؤول على) غضب ملك عَلَيْهِ واستلاب نعْمَته وإبعاده ويتأخر فِي يَده شَيْء قَلِيل من مَاله. وَمن رأى جمزا يصطاد لَهُ صيدا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مرتبَة حَتَّى تصير أَعمال الْملك وخزائنه فِي يَده. وَمن رأى جمزا حط على رَأسه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد وبفرح من جِهَته وَقيل يؤول بعالم لَا دين لَهُ وَهُوَ صَاحب حِيلَة. وَمن رأى أَن لَهُ جمزا فَإِنَّهُ يؤول بطول الْعُمر وَبَقِيَّة الطُّيُور الَّتِي يصطاد بهَا من أَي نوع كَانَ تؤول وَأما البوم فَإِنَّهُ رجل سَارِق حسود خصوم ولحمه مَال من مثل ذَلِك الرجل خُصُوصا لمن أكله وفرخه يؤول بِحُصُول ولد من نَوعه والخدم مثله. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البوم رجل جَبَّار ذُو هَيْبَة وشوكة لَا جند لَهُ. وَأما القبيسة وتعرف بِأم قويق فَإِنَّهَا تؤول بِحَبْس من لَا دين لَهُ آكل الْحَرَام صَاحب خصومات صَوتهَا نياحة وفرخها ولد شُؤْم غير خلف. وَأما الحداة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَقَالَ الْكرْمَانِي الحدأة تؤول بِملك خامل الذّكر مقذر متواضع لَيْسَ لَهُ همة. وَمن رأى أَنه ملك حدأة وَهِي تُطِيعهُ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا ورفعة ومالا خُصُوصا إِن كَانَت لَهُ. وَمن رأى أَنه أصَاب حدأة وَهِي تضم أَجْنِحَتهَا أَو لَا تَسْتَطِيع الطيران فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد يكون ذَا ذكر. وَمن رأى أَن الحدأة ذهبت مِنْهُ بعد مَا ملكهَا فَإِنَّهُ يدل على ذَهَابه وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الحدأة إِذا طارت من الْيَد على موت ولد فِي الْبَطن. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الحدأة تؤول على أَرْبَعَة أوجه ملك متواضع وَشرف وَولد وَمَال ونعمة. وَأما العقعق قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب عقعقا فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا فَاسِقًا مخربا لِأَن العقعق وَمن رأى أَنه عُرْيَان وَحط عَلَيْهِ عقعق فَإِنَّهُ يُصِيبهُ برص وَلَا خير فِي رُؤْيا العقعق جملَة كَافِيَة. وَأما الْغُرَاب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه رجل فَاسق نَاقض الْعَهْد. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه اصطاد غرابا بطعم مدوخ فَإِنَّهُ يُصِيب غنيمَة بَاطِلَة بالمكر وَالْكذب. وَمن رأى أَن غرابا على غُصْن شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على تغربه أَو فرقته من أَصْحَابه.) وَمن رأى غرابا فِي وَقت السحر ينعق على شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على الْمُصِيبَة وَزَوَال النِّعْمَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن غرابا يتَكَلَّم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير من رجل غَرِيب أَو يسمع خَبرا طيبا. وَمن رأى أَنه سمع نعيق غراب مرّة فَإِنَّهُ مَحْمُود وَمن رأى أَنه سَمعه مرَّتَيْنِ فبضده وَإِن سَمعه ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يدل على خبر طيب وَإِن سَمعه أَربع مَرَّات فَإِنَّهُ يدل على الْحزن وَالْغَم وَإِن سَمعه أَكثر من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر. وَمن رأى أَنه يصطاد بغراب فَإِنَّهُ يفعل شَيْئا يحصل مِنْهُ غنيمَة وَهُوَ بَاطِل. وَمن رأى غرابا أبقع فَإِنَّهُ يرى أمرا يتعجب مِنْهُ وَلَا خير فِيهِ. وَمن رأى أَنه وهب لَهُ غراب أبقع فَرُبمَا يُصِيب قُرَّة عين. وَمن رأى أَن غرابا مَاتَ أَو يبْحَث بَين يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول بالندم أَو يظْهر لَهُ أَمر قد الْتبس عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى فَبعث الله غرابا يبْحَث فِي الأَرْض. وَمن رأى غرابا فَوق زَوجته أَو صعد بهَا فَوق سَرِيره فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل فَاسق يخالط زَوجته. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْغُرَاب الأبقع من الممسوخات وَرُبمَا كَانَ مَالا حَرَامًا وَرُبمَا كَانَ رجلا متجبراً فَاسِقًا لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ فَاسِقًا ورؤيا الْغُرَاب فِي مَوضِع غير مَحْمُود. وَمن رأى غرابا فِي دَاره دلّت رُؤْيَاهُ على هجوم شخص من السُّلْطَان بدراه وخيانة رجل إِيَّاه فِي امْرَأَته وَكَلَام الْغُرَاب غم شَدِيد يعقبه فَرح وَقيل كَلَامه ولد خَبِيث ولحمه إِصَابَة مَال من جِهَة اللُّصُوص وَقيل رُؤْيا خدش الْغُرَاب بمخلبه تدل على أَن الْبرد يضرّهُ. وَمن رأى غرابا على بَاب ملك فَإِنَّهُ يجني جِنَايَة ينْدَم عَلَيْهَا لقصة قابيل مَعَ هابيل عَلَيْهِ السَّلَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 818 وَأما الزاغ فَإِنَّهُ يؤول بنظير الْغُرَاب وَلكنه يُقَال أَنه جَارِيَة هندية. وَمن رأى زاغا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على الْعَسْكَر. وَمن رأى أَنه سلخ جلد زاغ فَإِنَّهُ يَزْنِي بِامْرَأَة غَرِيبَة. وَمن رأى أَنه قتل زاغا فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة لأهل بَيته وَمن رأى زاغا يتَكَلَّم مَعَه فَإِنَّهُ يكون وَمن رأى أَنه وجد زاغا وخباه فَإِنَّهُ يدل على ارْتِكَاب هوى النَّفس. وَأما الرخمة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمرضِ خُصُوصا إِن عالجها فَإِنَّهُ يكون أَشد.) وَأما الرخمة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَرْأَةِ البلهاء القليلة الْفَائِدَة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الطُّيُور وَغَيرهَا الْخَارِجَة عَن الْجَوَارِح) أما الكركي فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب مِسْكين. فَمن رأى أَن مَعَه شَيْئا من ريشه أَو لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شَيْء من رجل غَرِيب فَقير وَقيل يحصل لَهُ ثَوَاب وَأجر بِسَبَب رجل غَرِيب فَقير. وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لَحْمه فَإِنَّهُ يَأْكُل شَيْئا من رجل غَرِيب فَقير. وَمن رأى أَنه رَاكب على كركي فَإِنَّهُ يدل على فقره ووقوعه فِي الغربة. وَمن رأى أَن لَهُ فرخ كركي فَإِنَّهُ يدل على فقر وَلَده. وَمن رأى أَن لَهُ عش الكركي فَإِنَّهُ يدل على فقر امْرَأَته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعْطى كركيا فَإِنَّهُ يعود مِسْكينا بِخَير. وَمن رأى أَنه يُرَاعِي الكركي فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة على قوم مَسَاكِين. وَقَالَ الشَّيْخ أوحد الدّين الدمياطي الكركي يؤول للملوك بِأَلف دِينَار وللرؤساء بِمِائَة دِينَار ولدون ذَلِك بِأَلف دِرْهَم ولدونهم بِمِائَة دِرْهَم. وَأما التم وَيعرف بالسوع فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ضخم الذَّات رَقِيق الْقلب قَابل الشَّرّ والأذى وَرُبمَا يؤول بملوك الشرق. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه اصطاد تما ملكه أَو جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا ونعمة. وَقَالَ بعض المعبرين التم يؤول على ثَلَاثَة أوجه تَمام الْأُمُور لاشتقاق الِاسْم وَخير من مَكَان لَا يرجوه لِأَن التم غَرِيب بِهَذِهِ الْبِلَاد لَا يُوجد مِنْهُ شَيْء وَطلب أَمر يسوغه الْعقل لاشتقاق اسْمه أَيْضا. وَأما المرزم فَإِنَّهُ يؤول بانسان ذِي حشمة ووقار قَلِيل الْكَلَام يرْمى عِنْد النَّاس بِعَيْب لاعوجاج منقاره. وَأما البيطر وَهُوَ اللقلق فَإِنَّهُ رجل حسيب نسيب زاهد غير مؤذ متفكر فِي عواقب الْأُمُور. وَمن رأى أَنه صَاد لقلقا أَو أعْطى لَهُ فَإِنَّهُ يصاحب رجلا متصفا بِهَذِهِ الصِّفَات الْمَذْكُورَة. وَمن رأى أَنه قتل لقلقا فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك عَدو عَظِيم على يَده. وَمن رأى أَن لقلقا تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل يتعجب النَّاس مِنْهُ وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة) وَمن رأى أَن لقلقا تعدى على سطحه فَإِنَّهُ يدل على ضيافته لرجل جليل الْقدر. وَمن رأى أَن لقلقا طَار من يَده فَإِنَّهُ يُفَارق رجلا فلاحا ويندم على ذَلِك ولحمه يؤول بِمَال فلاح خُصُوصا لمن أكل مِنْهُ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللقلق يؤول على أَرْبَعَة اوجه رجل فلاح وَملك ضَعِيف وحارس غَرِيب وفقير. وَقَالَ بعض المعبرين اللقلق يعرف عِنْد أَرْبَاب الطُّيُور بالبلارجة. وَمن رأى بلارجة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة لِأَن أَرْبَاب الطُّيُور يَتَكَلَّمُونَ فِي ألفاظهم ويسمون الْمَرْأَة بلارجة. وَأما الأنسية فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة حَسَنَة بَيِّنَة مَجْمُوعَة الخاطر لَيْسَ لَهَا أَذَى ورؤيتها محمودة لكَون الْأنس فِي لفظ اسْمهَا. وَأما الإوز الخبي فَإِنَّهُ يؤول بِالْخصْبِ وَالنعْمَة وَالْكثير مِنْهُ مَال جزيل وَرُبمَا تؤول الاوزة الخبية بِالْمَرْأَةِ الضخمة الجليلة وَأما الاوز الْقلع فَهُوَ قريب لهَذَا الْمَعْنى وَيُقَال أَنَّهَا امْرَأَة عراقية. وَأما البلشون فَإِنَّهُ يؤول بِالْخصْبِ لكَونه من طيور المَاء وَهُوَ قَلِيل الْأَذَى وَقيل رُؤْيا البلاشين مَا لم تعد الثَّلَاثَة بلاشين وَإِذا كَانَت كَثِيرَة فَلَا بَأْس بهَا. وَأما الْحُبَارَى فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل أكول مُوسر سخي نفاق وَرُبمَا تؤول الْحُبَارَى بِالْمَرْأَةِ اللحامة وَرُبمَا تؤول بِالْمَرْأَةِ وَرُبمَا كَانَت خيرا ونعمة. وَأما البجع فمختلف فِيهِ مِنْهُم من قَالَ انه يؤول بِالْقَاضِي لما هُوَ جَار بَين أهل الْمشرق يسمونه قَاضِيا وَمِنْهُم من قَالَ أَنه يؤول بِالْمَرْأَةِ القليلة اللباقة الأكالة وَرِيش ذَلِك مَال لِأَنَّهُ يصنع مِنْهُ الفرو. وَأما النورس فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان ذِي شَرّ ومخاصمة عياط بطاط. وَأما البط فَمَال ونعمة فَمن رأى بطاً كثيرا فِي بَيته أَو محلته يَصِيح فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والمصيبة. وَمن رأى أَن بطا تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يُسَافر بِسَبَب امْرَأَة غنية وَيحصل لَهُ فِي سَفَره شرف وَحُرْمَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي البط رجل من أهل بَيت شرِيف غَنِي صَاحب حشم كثير وَقيل رُؤْيا البط الْكثير خصب ونعمة والقليل مِنْهَا عائلة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق البط الْأَبْيَض مَال أَو امْرَأَة غنية والاسود جَارِيَة.) وَمن رأى أَنه ذبح بطا أَو أكل لَحْمه فَإِنَّهُ يَرث من امْرَأَته مَالا كثيرا أَو يخزنه. وَأما الحريرة فَإِنَّهَا تؤول بِجَارِيَة سَوْدَاء فَمن رأى أَنه ذبح حريرة فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَكَثْرَتهَا حشم وخدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 819 وَأما الغطاس فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة دينة ولحمه مَالهَا. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الغطاس تؤول بالهم وَالْغَم. وَأما الكيروان فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان عياط مستشل وصوته تَنْبِيه على أَمر ولحمه مَال من الْيَد. وَأما القطا فَمن رأى أَنه أمسك قطا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر مَعَ رجل أبله وَرُبمَا دلّ على الْمَرَض إِذا كَانَت الرُّؤْيَا نَهَارا. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا القطا تؤول بِأَمْر صَعب لَا يحصل مِنْهُ مَنْفَعَة وطيرانها أَو مَوتهَا خلاص من هم ولحمها حُصُول مَال بِمَشَقَّة. وَأما النعامة فَهِيَ على أوجه فالذكر مِنْهَا رجل وَالْأُنْثَى امْرَأَة من أهل الْبر. وَمن رأى أَنه ركب نعَامَة وأرتفعت بِهِ نَحْو السَّمَاء وَعَاد إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يُسَافر مَعَ أَقوام أَعْرَاب وَيعود سالما غانما فَإِن لم يعد فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب نعَامَة أَو ملكهَا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو جَارِيَة بدوية. وَمن رأى أَنه يركب نعَامَة فَإِنَّهُ يرتكب حَرَامًا وَقيل من رأى أَنه يركب نعَامَة فَإِنَّهُ يركب الْبَرِيد. وَمن رأى أَنه يحمل نعَامَة فَإِنَّهُ يَأْتِي حظية. وَحكى أَن امْرَأَة رَأَتْ أَن زَوجهَا جَاءَ من سفر وَمَعَهُ نعَامَة فقصت رؤياها على الشَّيْخ يُوسُف الكربوني فَقَالَ يَأْتِيك زَوجك وَمَعَهُ نعْمَة وَكَانَ كَذَلِك ثمَّ سَافر ثَانِيًا فرأت أَيْضا أَنه جَاءَ وَمَعَهُ نعامتان فقصت تِلْكَ الرُّؤْيَا على الشَّيْخ فَقَالَ لَهَا يَأْتِي زَوجك بِخَير وَمَعَهُ نعمتان وَكَانَ عَن قريب وَقد أَتَى كَمَا عبر لَهَا ثمَّ سَافر ثَالِثا فرأت امْرَأَته أَيْضا أَنه قدم من سَفَره وَمَعَهُ ثَلَاث نعامات فاستبشرت لذَلِك وَجَاءَت إِلَى الشَّيْخ ظانة مِنْهُ كَمَا تقدم فَعبر لَهَا رؤياها بِخِلَاف مَا تقدم وَقَالَ لَهَا زَوجك قد مَاتَ وَأخذ من لَفظهَا نعامات نعيه وَمَوته وَقد تقدم تَعْبِير ذَلِك من بعض الْمَشَايِخ الْمُتَقَدِّمين. وَأما العنقاء فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين العنقاء الذّكر رجل جليل الْقدر عَاقل) سلسل الطَّبْع وَالْأُنْثَى امْرَأَة جميلَة عَاقِلَة جليلة لَطِيفَة أصيلة. وَمن رأى أَن العنقاء قد حَملته وصعدت بِهِ إِلَى السَّمَاء فَإِنَّهُ يلتجيء بِرَجُل جليل الْقدر فِي سَفَره. وَمن رأى ان العنقاء تَتَكَلَّم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول وزارة لَهُ عِنْد السُّلْطَان. وَمن رأى أَنه يتخاصم مَعَ العنقاء فَإِنَّهُ يدل على مخاصمة وجدال مَعَ رجل جليل الْقدر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه قتل عنقاء أُنْثَى فَإِنَّهُ يدل على زواجه ببنت بكر. وَمن رأى أَنه امسك فرخ العنقاء فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد أبله. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا العنقاء تؤول بالسلطان. وَمن رأى أَن العنقاء نزلت بمحلة فَإِنَّهُ يدل على نزُول السُّلْطَان بذلك الْمَكَان. وَمن رأى أَن اهل ذَلِك الْمَكَان قتلوا العنقاء فَإِنَّهُ يدل على عزل سُلْطَان ذَلِك الْمَكَان أَو هَلَاكه. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَن العنقاء حضنته فَإِنَّهُ يدل على أَن ينصره ملك وَرجل جليل الْقدر ويعينه. وَمن رأى أَن لَهُ عشا كعش العنقاء يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من امْرَأَة ملك. وَمن رأى أَنه أَخذ فرخ عنقاء أَو أعْطى لَهُ فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ابْن ملك وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير ولحمه وريشه وعظمه مَال ونعمة من ملك أَو رجل جليل الْقدر. وَأما الحجلة فتؤول على أوجه وَقَالَ الْكرْمَانِي الحجلة امْرَأَة جميلَة أَو جَارِيَة حسناء فَمن رأى أَنه أمسك حجلة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج. وَمن رأى أَنه اشْترى حجلة فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة وتلد بِنْتا ولحمه لِبَاس جَدِيد. وَمن رأى أَنه قطع حجلة فَإِنَّهُ ينْكح جَارِيَة بكرا والقبج وَهُوَ ذكرهَا ولد جميل وَالْأُنْثَى امْرَأَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من اصطاد قبجا يَسْتَفِيد مَالا كثيرا من أَصْحَاب السُّلْطَان وَقيل إِن وَمن رأى ذكر الحجل يُصِيب قُرَّة عين. وَمن رأى أَنه يرْزق حجلة أَو غَيرهَا من نَوعه فَإِنَّهُ يتَعَلَّم قِرَاءَة الْقُرْآن. وَأما الْحَمَامَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي الْحَمَامَة تؤول بِالْمَرْأَةِ أَو الْجَارِيَة. وَمن رأى أَنه وهبت لَهُ حمامة فَإِنَّهُ يُفِيد فَائِدَة من بلد بعيدَة وَيرى قُرَّة عين وَخيرا. وَمن رأى أَنه يرى حمامة ببندق فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة.) وَمن رأى أَنه أصَاب من لَحمهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وفراخ الْحمام نسْوَة أبكار وَرُبمَا يكون الفرخ ولدا. من رأى أَن حمامة جَاءَت لَهُ متعمدة يَأْتِيهِ خبر خير من مَكَان وَأحسن مَا يرى فِي الْحمام الْبَيْضَاء. وَمن رأى حمامة سَوْدَاء جَاءَت إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يَجِيء غَائِب. وَمن رأى أَنه اصطاد حمامة فَإِنَّهُ يُصِيب من امْرَأَة حَرَامًا هَذَا إِذا كَانَت الْحَمَامَة أَهْلِيَّة وَإِن كَانَت بَريَّة فَلَا بَأْس بهَا. وَمن رأى حمامة حطت على كتفه أَو فَوق رَأسه أَو فِي عُنُقه فَإِنَّهُ يؤول بِعَمَلِهِ فَيعْتَبر لَوْنهَا إِن كَانَت سَوْدَاء قبيحة المنظر أَو مَا أشبه ذَلِك كَانَ عمله سوءا وَإِن كَانَت حَسَنَة المنظر بَيْضَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 820 وَمن رأى أَنه ملك حَماما كثيرا فَإِنَّهُ يؤول برياسة على قوم يطيرونه وَقيل رُؤْيا الْحمام تؤول بِالدَّرَاهِمِ. وَقيل من رأى أَنه أمسك حمامة فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ابْنه وَقيل رُؤْيا أفراخ الْحمام تؤول على وَجْهَيْن إِصَابَة مَال من نسْوَة لمن يَلِيق بِهِ وغم وهم من قبلهن. وَقيل رُؤْيا طيران الْحمام من الْبَيْت تؤول بِطَلَاق الْمَرْأَة. وَمن رأى أَن حمامة حطت على دَاره فتؤول بقدوم غَائِب. وَمن رأى حَماما كثيرا يتَرَدَّد إِلَى بَيته فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْأَوْلَاد والأقارب. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يتحيل فِي صيد الْحمام الأهلي فَإِنَّهُ يؤول بتحيله على نسْوَة. وَمن رأى أَنه يلْعَب بالحمام فَإِنَّهُ يؤول باشتغاله بِالْبَاطِلِ وَأحسن لون الْحمام الْأَخْضَر. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يلْعَب بالحمام وَكَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ لوطي لِأَن ذَلِك كَانَ من شَعَائِر قوم لوط والآن كثير من يغوي ذَلِك الْفَنّ بلعب الْحمام فليتق الله تَعَالَى وَقيل رُؤْيا كل حمامة تؤول بِمِائَة دِرْهَم وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه نثر حبا ليصطاد الْحمام فَإِنَّهُ رجل يَدْعُو النَّاس إِلَى الْفساد. وَمن رأى أَنه قصّ جنَاح الْحَمَامَة فَإِنَّهُ يؤول بِمَنْع امْرَأَته من خُرُوجهَا من الدَّار ولحمها يؤول بِمَال وَأما الفاختة فَقَالَ ابْن سِيرِين الفاختة امْرَأَة نَاقِصَة الدّين سَيِّئَة الْخلق تُدَارِي مَعَ النَّاس. وَمن رأى أَنه امسك فَاخِتَة أَو أَعْطَاهَا لَهُ أحد فَإِنَّهُ يؤول على تزَوجه بِامْرَأَة صفتهَا مَا ذكر.) وَمن رأى أَنه أمسك فرخ فَاخِتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد ولحمه دَلِيل على حُصُول المَال من جِهَة النسْوَة بِقدر مَا رأى ويحزنه. وَقَالَ الْكرْمَانِي الفاختة ولد كذوب فَمن رأى أَنه أعْطى لَهُ فَاخِتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد كَذَّاب سيء الفعال. وَمن رأى أَن فَاخِتَة صاحت على سطحه إِن كَانَ مرّة فَإِنَّهُ يدل على الْخَبَر عَن غَائِب وَإِن كَانَ مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ غير مَحْمُود وَإِن كَانَ ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ يدل على خبر حسن. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن فَاخِتَة تَكَلَّمت مَعَه فَإِنَّهُ يدل على إِن أحدا يعده بِشَيْء ويخلفه. وَمن رأى أَن فَاخِتَة وزاغا دخلا فِي بَيته فَإِنَّهُ يدل على أَن يسرق من بَيته مَتَاعه وَقيل رجل صَاحب نعْمَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الفاختة تؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة وَولد وخادم. وَأما الدراج فَذكره رجل غدار وأنثاه امْرَأَة غدارة وَقيل الدراج مَال حرَام يحصل بالحيلة. وَقَالَ الْكرْمَانِي لحم الدراج مَال امْرَأَة غنية وَمن رأى أَن لَهُ دَرَّاجًا فِي بَيته وَمَات فَإِنَّهُ يدل على وَمن رأى دَرَّاجًا طَار فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته. وَقَالَ جَابر المغربي الدراج امْرَأَة صَالِحَة ذَات مَال وجمال فَمن رأى دَرَّاجًا نَائِما بجنبه فَإِن أحدا يخدع عِيَاله. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الدراج امْرَأَة فارسية وَقيل مَمْلُوكَة. وَقَالَ السالمي الدراج رجل غادر وَامْرَأَة خَائِنَة لَا خير فِيهَا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الدراج يؤول على أَرْبَعَة أوجه امْرَأَة وَمَال حرَام ومعيشة وَحُصُول مُرَاد. وَأما الطاوس قَالَ ابْن سِيرِين الذّكر مِنْهُ ملك أعجمي فَمن رأى أَن لَهُ طاوسا ذكرا فَإِنَّهُ يدل على مَنْزِلَته عِنْد ملك أعجمي وَالْأُنْثَى مِنْهُ امْرَأَة أَعْجَمِيَّة صَاحِبَة مَال وحشم وخدم يتَزَوَّج بهَا وَيحصل لَهُ مِنْهَا أَوْلَاد. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى طاوسا وحمامة متقاربين فَإِنَّهُ يدل على أَنه يجمع بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء بِالْفَسَادِ. وَقَالَ دانيال الطاوس الْأُنْثَى امْرَأَة مفْسدَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم طَاوس أُنْثَى فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة مفْسدَة بِقدر مَا أكل من لَحمهَا.) وَمن رأى أَن طاوسا تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة عَظِيمَة حَتَّى يتعجب مِنْهُ النَّاس. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى طاوسا أُنْثَى طارت من بَيته فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته أَو تَمُوت وَمن رأى أَنه ذبح طاوسا فَإِنَّهُ ينْكح جَارِيَة بكرا أَو يظفر على عدوه. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث فرخ الطاوس ولد وعشه بنت وَمن رأى أَن طاوسا ذكرا طَار من يَده فَإِنَّهُ يُفَارق خدمَة ملك وَقيل الطاوس إِنْسَان ذُو حشم وخدم. وَأما البلبل فَإِنَّهُ يؤول بِولد فصيح الْكَلَام حسن الصَّوْت مليح الْمقَال وَمن رأى بلابل كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غلْمَان لَهُ صغَار وكبار ولحمه مِيرَاث. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البلبل يؤول بِرَجُل غَنِي أَو امْرَأَة غنية أَو ولد يقْرَأ الْقُرْآن. وَأما الزرزور فَقَالَ الْكرْمَانِي الزرزور يؤول بِرَجُل ذِي أسفار وجولان فَمن رأى أَنه أصَاب زرزورا فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا كَذَلِك. وَمن رأى شَيْئا من ريشه أَو لَحْمه فَهُوَ مَا ينْسب لمثل ذَلِك وَقيل رُؤْيا الزرازير الْكَثِيرَة جمَاعَة لَيْسَ لَهُم دين وَلَا عهد. وَقَالَ جَابر المغربي الزرزور يؤول بالكافر الْكذَّاب. وَأما السماني فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قيل مَال ونعمة من بعد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق السماني تؤول على أَرْبَعَة أوجه ولد غُلَام أَو خَادِم ورزق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 821 حَلَال وَمَنْفَعَة وَأما السلوى فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رزق من الله تَعَالَى لَيْسَ لأحد فِيهِ مِنْهُ من المخلوقين لقَوْله تَعَالَى وأنزلنا عَلَيْك الْمَنّ والسلوى. وَأما اليمام فَإِنَّهُ يؤول كتأويل الْحمام وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة. وَأما الهدهد فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قيل رجل ذكي عَالم بأشغال النَّاس الْخفية وَلَكِن ثَنَاؤُهُ سيء لِأَن الهدهد رَائِحَته كريهة. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الهدهد تؤول بِصَاحِب أَو رَسُول. وَمن رأى أَن الهدهد قد نَاقض مَعَه فَإِنَّهُ يدل على خير. وَمن رأى أَنه قتل هدهدا فَإِنَّهُ يقهر أهل الْعلم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الهدهد يؤول بِرَجُل بَصِير فِي علمه يتَكَلَّم فِي دينه. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه أصَاب هدهدا وَرَآهُ وَاقِفًا بَين يَدَيْهِ فَإِن ذَلِك خبر صَحِيح يرد عَلَيْهِ) من بِلَاد بعيدَة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وجئتك من سبإ بنبإ يَقِين وَقيل من أصَاب هدهدا أَو ملكه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من سُلْطَان أَو من كَاتب نبيل أَو ذِي بصر ناقد بالأمور وَلَكِن نَاقص الدّين. وَمن رأى أَنه ذبح هدهدا أَو قهره فَإِنَّهُ يظفر بِرَجُل كَذَلِك. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الهدهد يؤول على أَرْبَعَة أوجه خبر ببنيان وعلو قدر وظفر وَفهم. وَأما الهزار فَإِنَّهُ ولد حسن الصَّوْت ضَعِيف الْحَال ذُو علم وأدب ووقار مَحْبُوب الْقلب. وَمن رأى أَنه أمسك هزارا فِي بُسْتَان فَإِنَّهُ يدل على المواصلة بأناس أخيار. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الهزار يؤول على خَمْسَة أوجه امْرَأَة حسناء طيبَة الصَّوْت أَو جَارِيَة مطربة أَو ولد قاريء ظريف لطيف الطَّبْع أَو كَلَام حسن أَو عَالم مُتَكَلم. وَأما الشحرور فَإِنَّهُ يؤول بِالرَّاهِبِ العابد التَّالِي للانجيل لقَوْل بعض الشُّعَرَاء فِي الْمَعْنى: (كَأَنَّمَا شحرورها رَاهِب ... يَتْلُو من الْإِنْجِيل فِي برنس) وَأما الدرة فَإِنَّهَا تؤول بِولد غُلَام نفاع فَمن رأى درة طارت من يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على سفر غُلَام لَهُ أَو سفر خادمه. وَمن رأى أَن لَهُ درة تَكَلَّمت مَعَه فَإِنَّهُ يدل على فعل حسن يصدر مِنْهُ فيتعجب النَّاس مِنْهُ. وَقَالَ جَابر المغربي الدرة الْأُنْثَى تؤول بالبكر وَالذكر بِالرجلِ المتدين أَو خَادِم ذِي بهجة ووقار. وَمن رأى أَنه نَالَ درة أُنْثَى فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بكرا. وَمن رأى درة خرجت من فِيهِ أَو من دبره فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد وَيتَكَلَّم فِيهِ بِكَلَام رَدِيء وَقيل الدرة تؤول على أَرْبَعَة أوجه رجل عَابِد مُجْتَهد وصادق القَوْل وسالك طَرِيق الْخَيْر وفصيح وَأما الديك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى ديكا ملكه فَإِنَّهُ يقهر رجلا أعجميا. وَمن رأى أَنه قتل ديكا فَإِنَّهُ ظفر وَصَوت الديك حُصُول طَرِيق الْخيرَات. وَقَالَ الْكرْمَانِي الديك يؤول بالغلام أَو ولد وَمن رأى ديكا حمل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم من بعض النَّاس وَخصي الديك غُلَام صَغِير. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن بِيَدِهِ ديكا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد أَو يصحب مُؤذنًا لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: الديك صديقي وَهُوَ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاة. وَقَالَ السالمي الديك يؤول بالملوك وَقيل الديك الْأَبْيَض عبد صَالح أَمِين.) فَمن رأى أَنه يُقَاتل ديكا وَأصَاب مَكْرُوها فَإِنَّهُ يُصِيب مَا يكره من رجل سيء. وَمن رأى أَنه ذبح ديكا فَإِن كَانَ لَهُ أحد فِي الرّقّ فَإِنَّهُ يَمُوت وَرُبمَا يضعف. وَمن رأى أَنه أمسك ديكا واحتوى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحوي على علو الهمة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الديك يؤول بِرَجُل شُجَاع. وَأما الدَّجَاجَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الدَّجَاجَة تؤول بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاء. وَقَالَ ابْن سِيرِين انها تدل على جَارِيَة وخادم بِبَيْت وافراخها تدل على الْأَوْلَاد من الْجَوَارِي والخدم. وَمن رأى أَنه ذبح دجَاجَة فَإِنَّهُ يؤول بتزوج جَارِيَة بكر. وَمن رأى أَنه ذبح فرخ دجَاجَة فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة فِي أَوْلَاد جَارِيَته أَو غُلَامه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى دجاجا كثيرا أحرزها بمَكَان فَإِنَّهُ خير ونعمة وَمَكَان احرازها يؤول بِالْبَيْتِ. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الدَّجَاج يؤول بِامْرَأَة جميلَة فقيرة الْحَال والسود أصلح من البلق. وَمن رأى أَن دجَاجَة دخلت بَيته ثمَّ باضت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة جميلَة. وَمن رأى أَنه مسك دجَاجَة وَلها فراريج كالديوك فَإِنَّهُ حُصُول ولد. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث رُؤْيا فراريج الدَّجَاج تؤول بالهم وَالْغَم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الدَّجَاج تؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة جميلَة وَجَارِيَة وخادم الْبَيْت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 822 3 - (فصل فِي رُؤْيا العصافير وَنَحْوهَا) وَهِي جملَة وتعبيرها على أوجه. أما القنبر فَإِنَّهَا تؤول بِولد قاريء. وَقَالَ الْكرْمَانِي القنبر يؤول بِرَجُل غَرِيب حُلْو اللِّسَان قَلِيل الشَّرّ لكنه ذُو عفة وإصابته إِصَابَة خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي السنونو يؤول بِرَجُل غَنِي قَلِيل الْعقل وَالْأُنْثَى مِنْهُ امْرَأَة غنية. وَمن رأى أَن فِي يَده سنونو وَمَات فَإِنَّهُ يدل على موت صَاحبه وهم وغم لأَجله. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه أمسك سنونو فَإِنَّهُ يدل على الْأَمْن والفرج. وَأما العصفور فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ضخم عَظِيم الْقدر. فَمن رأى أَنه أصَاب عصفورا دوريا فَإِنَّهُ يستمكن من ذَلِك الرجل. وَمن رأى أَنه أصَاب عصفورة أَو ملكهَا فَإِنَّهُ كتأويل ذَلِك لَكِن من النسْوَة. وَمن رأى أَنه أصَاب فرخ عُصْفُور فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد. وَمن رأى أَن فِي يَده عصفوراً قد طَار وَلم يعد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ موت وَلَده. وَمن رأى أَنه يخيط عُيُون العصافير فَإِنَّهُ يخدع الصّبيان ويمكر بهم. وَمن رأى أَنه يعبث بالعصافير أَو بفراخها فَإِنَّهُ يعبث بالصبيان وَقد تكون العصافير مَالا. وَمن رأى أَنه أصَاب عصافير كَثِيرَة فَإِنَّهُ يَلِي على جمَاعَة وَرُبمَا كَانَ رياسة. وَمن رأى عصفورا دخل فِي حلقه فَإِن كَانَ لَهُ طِفْل فَإِنَّهُ يسْقط فِي بِئْر. وَأما طير المَاء وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بالصغار الحسان. (فصل فِي رُؤْيا الطُّيُور جملَة) وَقد تكلم المعبرون عَلَيْهَا وأتى كل وَاحِد بِمَا علمه الله فَتذكر تَعْبِير كل وَاحِد على حِدته ليفهم من ذَلِك الْمَقْصُود. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب شَيْئا من الطير المائي سَوَاء عرفه أَو لم يعرفهُ فَإِنَّهُ حُصُول خير ورياسة وَإِدْرَاك مَا يُرِيد بِقدر ذَلِك الطير فِي عظمه وريشه مَا لم يفزع لذَلِك. وَقيل من رأى طيرا حط عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاد وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ ابْن سِيرِين كلما رأى الْإِنْسَان طيرا كَبِيرا فَإِنَّهُ يؤول بعلو همته. وَمن رأى طيورا تصيح فِي مَكَان يؤول بالهم والمصيبة لأهل ذَلِك الْمَكَان.) وَقيل من رأى أَنه يتَكَلَّم مَعَ طير فَإِنَّهُ حُصُول عز ورفعة وَمَوْت الطير فِي الْيَد من غير سَبَب حُصُول هم وغم. وَمن رأى أَنه يحمل طيرا على ظَهره فَإِنَّهُ حُصُول هم وفزع لمن كَانَ الطير مَنْسُوبا لَهُ. وَمن رأى طيرا قعد فَوق رَأسه فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة وَفَائِدَة. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث إِن كَانَت الطُّيُور مُخْتَلفَة فِي بلد أَو فِي قَرْيَة فَإِنَّهُ يدل على وُصُول عَسْكَر غَرِيب فِي الْمَكَان. وَمن رأى طير قلع عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد دينه من شخص وَقيل طير المَاء أحسن رُؤْيا من بَقِيَّة الطُّيُور ولحومها وريشها وعظامها مَال ورفعة لِأَن معيشتها من الْبر وَالْبَحْر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطُّيُور الْمَعْرُوفَة تؤول بالأولاد والمجهولة تؤول بالبشارة وَإِذا كَانَت الطُّيُور مجتمعة على رَأسه فَإِنَّهُ يؤول بالرياسة الْعَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَالطير محشورة كل لَهُ أواب. وَالْملك إِذا رأى طيورا فِي قفص تصيح فَإِنَّهُ يتَعَيَّن عَلَيْهِ افتقاد من فِي السجْن فَإِنَّهُم كَذَلِك. وَأما المنقار فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ وَالْقُوَّة فَمن رأى أَنه أصَاب منقارا فَإِنَّهُ ينَال مَالا مِمَّن أعطَاهُ ذَلِك المنقار. وَأما إِذا رأى الْإِنْسَان أَن لَهُ منقارا فَإِنَّهُ تقدم تَعْبِيره فِي الْبَاب الثَّالِث عشر فِي تَعْبِير الْخلقَة. وَأما ريشها من أَي صنف كَانَ فَهِيَ مَال ونعمة وَخير وَمَنْفَعَة وَإِذا رأى الْإِنْسَان أَن لَهُ ريشا كالطيور فَإِنَّهُ تقدم تَعْبِيره فِي الْمَنَام الْمَذْكُور أَيْضا. وَأما الصَّيْد من حَيْثُ الْجُمْلَة فَهُوَ حُصُول مَال وغنيمة من وَجه حل وَمن رأى ان مَا قصد صَيْده مُطِيع لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة والرياسة وبلوغ الْمَقْصُود. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا دلّت رُؤْيا من أَرَادَ الصَّيْد وَرَآهُ مُوَافقا إِذا كَانَ من وَمن رأى أَنه يصطاد فَإِنَّهُ يؤول ببدعة فِي الدّين وتصديقه قَول الْبَاطِل والزور. وَمن رأى أَن دَمًا خرج من عُضْو صيد بِلَا جِرَاحَة فَإِنَّهُ يؤول على ضعف الدّين وَقلة الرَّأْي وَالتَّدْبِير. وَأما الرخ فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ والرفعة وعلو الْمرتبَة والشأن والسعادة والعز والجاه ونفاذ الْأَمر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْجَرَاد والفراش والخفاش وَنَحْوه) أما الْجَرَاد فَإِنَّهُ يؤول بالعسكر إِذا كَانَ طائرا والمطبوخ مِنْهُ يؤول بالدرهم وَالدِّينَار وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَإِنَّهُ يؤول بِملك مَجْهُول. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْجَرَاد جند الله تَعَالَى فَمن رأى أَنه يَأْكُل جَرَادًا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة ونعمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 823 من عَسْكَر وَقيل من رجل اعرابي. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يجمع جَرَادًا كَثِيرَة فِي جرة فَإِنَّهُ يدل على مَال يخرج مِنْهُ لأجل تزوج امْرَأَة. وَمن رأى جَراد أَو هُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من الْجند وَقيل الْجَرَاد يؤول على خَمْسَة أوجه غوغاء ورفعة ومطر وَكَثْرَة كَلَام وبلاء. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْجَرَاد نوع من عَذَاب الله تَعَالَى فَمن رَآهُ فِي مَوضِع مجتمعا يدل على نزُول ظلمَة هُنَاكَ وَأَخذه وَأكله رزق واجتماعه فِي وعَاء يؤول بِالدَّرَاهِمِ أَو الدَّنَانِير. وَقيل من رأى جَرَادًا فِي مَكَان وَلم يضرّهُ فَإِنَّهُ فرج وسرور لقصة أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام. وَمن رأى جَراد فَإِنَّهُ يؤول بالجبارة. وَأما الْفراش فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ضَعِيف جاله يلقى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أمسك فراشة فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة بكرا ويصيب مِنْهَا ولدا فَإِن مَاتَت فِي يَده فَإِنَّهُ يدل على موت وَلَده وَقيل الْفراش يؤول بِإِنْسَان يهْلك نَفسه وَلَا يضر غَيره. وَأما الخفاش وَهُوَ الوطواط فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان عَابِد مُجْتَهد ضال محروم فَمن رأى أَنه أصَاب خفاشا فَإِنَّهُ يداخل إنْسَانا كَذَلِك ويؤلفه. وَأما الْبيض فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي يؤول بالنسوة لقَوْله تَعَالَى كأنهن بيض مَكْنُون وَكَثْرَة الْبيض تؤول بِالدَّرَاهِمِ هَذَا إِن جَاوز أَربع بيضات. وَقَالَ دانيال من رأى دجَاجَة باضت عِنْده فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد من جَارِيَة أَو امْرَأَة دنيئة. وَمن رأى بيضًا مَجْهُولا لَا يعلم لأي طير هُوَ فَإِنَّهُ يؤول بتزوجه بِامْرَأَة ذَات جمال على قدر حسن تِلْكَ الْبَيْضَة. وَمن رأى بيضًا برشتا وَقصد أكله فَإِنَّهُ يؤول بِطَلَب امْرَأَة وَيطول أمدها مَعَه وَالْبيض النيء مَال حرَام لمن أكله وغم وعناء وَأكل الْبيض بالقشور يؤول بِأَكْل مَال حرَام للْغَيْر.) وَمن رأنه أصَاب بيضًا فَأكل قشورة وَترك مَا بوسطه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن أكل أَمْوَال الْمَوْتَى أَو أَخذ أكفانهم وَقيل رُؤْيا جَمِيع الْبيض تؤول بِطَلَب عدَّة من النِّسَاء وَيكون حَرِيصًا على الْمَرْأَة. وَمن رأى أَنه قَاعد على بيض كالطير فَإِنَّهُ يدل على ان قِيَامه وقعود مَعَ النِّسَاء. وَمن رأى أَنه خرج من الْبيض فرخ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فَائِدَة من أَوْلَاد تِلْكَ النسْوَة. وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا جَاءَت ببيضة مَوضِع الْوَلَد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد لَهَا كَافِر لقَوْله تَعَالَى وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ. وَمن رأى أَنه وضع بَيْضَة تَحت طير وَالطير أخرج من تِلْكَ الْبَيْضَة فرخا فَإِنَّهُ يدل على إحْيَاء اشغال لَهُ ميتَة وَقيل يرْزق ولدا مُؤمنا. وَمن رأى أَن الْبَيْضَة إنكسرت فَإِنَّهُ يَأْخُذ بكاره بنت. وَمن رأى أَنَّهَا سلمت بِخِلَاف ذَلِك فبضده. وَمن رأى أَن مَعَه بيضًا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال كثير من الْفساد وبيض البط والاوز يؤول بِالْوَلَدِ الذّكر الحقير وبيض العصافير يؤول بِالْخَيرِ والافراح. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْبيض يؤول على تِسْعَة أوجه ولد وَأهل بَيت وَمَال وَعز ورتبة وَطلب حَاجَة وَحُصُول رهن وَحُصُول مُرَاد وَجَارِيَة. (الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا الْحَيَوَان المائي وأصنافه) أما التمساح فَإِنَّهُ عَدو لَا يَأْمَن الصّديق مِنْهُ فَمن رأى أَنه أصَاب تمساحا فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا كَذَلِك وَقيل التمساح سُلْطَان جَائِر غشوم. وَمن رأى أَن التمساح جَرّه إِلَى المَاء فَإِن السُّلْطَان يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَهُوَ كارهه فَإِن أدخلهُ المَاء وَمَات فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بهلاكه. وَمن رأى أَنه جر التمساح إِلَى الْبر فَإِنَّهُ يظفر بعدوه. وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من عظمه أَو لَحْمه أَو جلده فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من عدوه بِقدر ذَلِك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ التمساط شرطي لِأَنَّهُ شَرّ مَا فِي الْبَحْر لَا يأمنه صديق وَلَا عَدو وَهُوَ لص خائن أَو تَاجر متحيل. وَأما الدرفيل فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ضخم لَا يثبت على حَالَة وَاحِدَة ولحمه وعظمه وَجلده مَال.) وَقيل من رأى درفيلا وَكَانَ قَصده مُعَاملَة أحد ومصاهرته أَو مَا أشبه ذَلِك وَكَانَ بِهَذِهِ الصّفة فليحذر. وَأما بقر الْبَحْر فَإِنَّهُ فِي التَّأْوِيل قريب مِنْهُ وَلَكِن الأختلاف بَينهمَا أَنه يثبت بِخِلَاف الدرفيل. وَأما فرس الْبَحْر فَإِنَّهُ يؤول بِمَنْفَعَة لمن أحرزه وَقيل يؤول بِإِنْسَان على قدره فِي الْخطر. واما السرطان فَقَالَ الْكرْمَانِي يؤول بِإِنْسَان عَظِيم النّسَب بعيد الهمة عسر الْأَخْلَاق وَقيل السرطان يؤول بِرَجُل سيء الْخلق دنيء الهمة حقود وَقيل صديق أَعْوَج غير مُوَافق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 824 وَأما العلق فعدو طماع فَمن رأى العلق دخل فِي حلقه فَإِنَّهُ عَدو يكون من بَيته وَيجْلس مَعَه. وَقَالَ الْكرْمَانِي العلق عِيَال تَأْكُل من مَال غَيره لَا من مَاله. وَمن رأى علقاً كثيرا اجْتمعت عَلَيْهِ وتمص دَمه فَإِنَّهُ يؤول بِنُقْصَان مَاله. وَقيل من رأى علقا متشبكا فِيهِ وقلعة فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من هم وغم وَقَالَ بعض المعبرين إِذا رَأَتْ امْرَأَة علقَة التصقت بهَا فَرُبمَا أَنَّهَا تحمل لقَوْله تَعَالَى خلق الْإِنْسَان من علق. وَأما الضفدع فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان عَابِد مُجْتَهد وَالْجَمَاعَة مِنْهَا من جند الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه أصَاب ضفدعا فَإِنَّهُ يصحب رجلا خيرا فَاضلا. وَمن رأى ضفادع كَثِيرَة جدا نزلت بِأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بنزول عَذَاب الله فِي ذَلِك الْمَكَان وَقيل رُؤْيا الضفادع إِذا كَانَت كَثِيرَة لَا تصيح فَإِنَّهَا تؤول بإجتماع أَقوام على فَسَاد وَإِن صاحت وَسمع أصواتها فَإِنَّهُ بلَاء. وَمن رأى أَنه أخرج ضفدعا من المَاء وألقاه إِلَى الْبر فَإِنَّهُ يؤول بتسلطه على إِنْسَان عَابِد وَمنعه من معيشته ومضرته اياه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ لحم الضفدع مَنْفَعَة من الاصحاب وَكَلَامه مَعَه اصابة خير ونيل من ملك. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى ضفدعا لَا ينْطق فَرُبمَا يؤول بِإِنْسَان لَهُ كَلَام عِنْد صَاحب الرُّؤْيَا لَا يَسْتَطِيع أَن ينْطق بِهِ إِلَيْهِ فليعتبر حَاله فِي ذَلِك وَاسْتدلَّ بقول بعض العارفين شعرًا: (قَالَت الضفدع قولا ... فهمته الْحُكَمَاء) (فِي فمي مَاء فَهَل ... ينْطق من فِي فِيهِ مَاء) وَأما السلحفاة فَقَالَ الْكرْمَانِي إِنَّهَا تؤول بِرَجُل زاهد عَابِد بالعلوم الْقَدِيمَة.) وَمن رأى أَنه أصَاب سلحفاة فَإِنَّهُ يظفر بِإِنْسَان كَذَلِك. وَمن رأى سلحفاة فِي مَكَان أَو طَرِيق أَو مزبلة فَإِن هُنَاكَ عَالما يُؤَدِّي إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السلحفاة تؤول بِالْقَاضِي وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة تتعطر وَتعرض نَفسهَا على الرِّجَال وَقيل رُؤْيا لحم السلحفاة تؤول بِالْعلمِ خُصُوصا لمن أكله وَقيل رُؤْيا دَوَاب الْبَحْر جملَة تؤول بِرِجَال على قدر خطرها ومنازلها وعداوتها للْإنْسَان وشوكتها فليعتبر الْمعبر ذَلِك. 3 - (فصل فِي رُؤْيا السّمك) وَهُوَ على أوجه كِبَارهَا غنيمَة وصغارها هموم فَإِن اجْتمعت كِبَارهَا وصغارها فَهِيَ أَمْوَال. وَمن رأى أَنه اصطاد سمكًا طريا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من وَجه حل. وَقيل من رأى أَنه أصَاب حوتا فَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب قُرَّة عين وَيسمع كلَاما يُعجبهُ. وَمن رأى أَنه أصَاب سمكًا مِمَّا يكره أكله عِنْد النَّاس ليَبِيعهُ فَإِنَّهُ يُصِيب خُصُومَة مَعَ أصهاره وَقيل رُؤْيا السَّمَكَة الطرية تؤول بِالْمَرْأَةِ. وَمن رأى أَنه يشوي حوتا فَإِنَّهُ ينْفق فِي صَنِيع ختان أَو نِفَاس. وَمن رأى أَنه أصَاب سَمَكَة مُنْتِنَة فَأكل مِنْهَا وَترك طيبا من الْمَأْكُول فَإِنَّهُ يَأْتِي حَرَامًا ويدع الْحَلَال. وَمن رأى سَمَكَة قدامه وَهُوَ يَأْكُل مِنْهَا فشاركه أحد فليحترز من زَوجته. وَمن رأى حوتا فِي حَوْض أَو بركَة وَهُوَ يتقلب فِيهِ ويتظفلط فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان سيء الْمُعَامَلَة لَا وَمن رأى حوتا فاتحا فَمه فَإِنَّهُ يؤول بالسجن. وَمن رأى حوتين فِي قلَّة أَو وعَاء فَإِنَّهُ يؤول برجلَيْن مشتركين فِي أَمر فليعتبر الرَّائِي صَاحب ذَلِك الْوِعَاء. وَمن رأى أَنه أصَاب فِي بطن سَمَكَة لؤلؤة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد من امْرَأَة لَهُ. وَمن رأى أَنه شقّ جَوف سَمَكَة فَظهر مِنْهَا خَاتم فَإِنَّهُ يؤول بالعز والدولة. وَمن رأى سَمَكَة خرجت مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ بنت وَقيل إِذا خرجت من إحليله كَانَت ابْنة وَإِذا خرجت من فَمه كَانَت كلَاما محالا وَإِن خرجت من دبره لَا خير فِيهِ. وَقَالَ دانيال رُؤْيا السّمك فِي الْأَمَاكِن الحارة بلَاء ومشقة وَفِي الْأَمَاكِن الْبَارِدَة تَأْوِيله بضده. وَمن رأى أَن فِي بطن سَمَكَة سَمَكَة أُخْرَى فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة فَإِن وجد فِي جوفها سمكتين فَإِنَّهُ) يتَزَوَّج بامرأتين ودهن السّمك المملح المشوي يؤول بِالسَّفرِ فِي طلب الْعلم أَو صُحْبَة الأكابر خُصُوصا لمن أكله وَإِن لم يكن المملح مشويا فَإِنَّهُ يدل على عدم صَلَاح الرَّائِي وعقوبة تتنزل عَلَيْهِ وَقيل أكل السّمك غير مَحْمُود لِأَن عظمه أَكثر من لَحْمه. وَمن رأى أَنه اصطاد سَمَكَة عَظِيمَة لَا يرى أكبر مِنْهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة غنية من أهل بَيت وَقيل رُؤْيا السَّمَكَة الطرية المشوية تدل على إِظْهَار برهَان لقصة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام لقَوْله تَعَالَى رَبنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 825 وَقيل إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَن سَمَكَة تخرج من فرجهَا فَإِنَّهَا تؤول بالبنت. وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا خرجت من فمها فَإِنَّهَا هم وغم وحزن لَهَا. وَمن رأى أَنه اصطاد سمكًا من الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نعْمَة بِقدر ذَلِك. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه يَبِيع السّمك فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة لَهُ وَلأَهل بَيته. وَمن رأى أَن سمكًا يخرج من بِئْر قناة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من عَامَّة النَّاس بالمكر وَالْحِيلَة. وَمن رأى أَن سمك الْبَحْر تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على افشاء سر الْملك. وَأما المرماهيج فَإِنَّهُ يدل على شغله بِأَمْر مُنكر فَاحش. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السّمك تؤول على سِتَّة أوجه وَزِير وعسكر وَبنت بكر وغنيمة وغم وَجَارِيَة هندية. (الْبَاب الثَّانِي وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا أَصْنَاف الحشرات وتفريعها) أما الْحَيَّة فتؤول بعدو ماكر. وَمن رأى أَنه قتل حَيَّة فَإِنَّهُ يظفر بعدوه ولحمها وعظمها وجلدها ودمها مَال الْعَدو. وَمن رأى أَنه قتل حَيَّة ورفعها بِيَدِهِ أَو قسمهَا ورفعها فَإِنَّهُ يؤول بالظفر على الْأَعْدَاء وَأخذ مَالهم. وَمن رأى أَن حَيَّة كَلمته بِكَلَام حسن فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير وَمَنْفَعَة وَرُبمَا يؤول بِحُصُول أَمر مِنْهُ فَرح وسرور وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَلَكِن آخر الْأَمر إِلَى سَلامَة. وَمن رأى أَن حَيَّة أَطَاعَته وَهُوَ يتَصَرَّف فِيهَا حَيْثُ يَشَاء فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول عز وجاه ونعمة. وَمن رأى حَيَّة مَعْدن فَهُوَ خير وَإِذا كَانَت من ذهب أَو فضَّة كَانَ أبلغ.) وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى حَيَّة بَيْضَاء فَرَفعهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مرتبَة وَإِن كَانَت الْحَيَّة سَوْدَاء وحولها حيات صغَار فَإِنَّهُ يؤول بِزِيَادَة الحشم والسودد وَإِن كَانَت خضراء فَإِنَّهَا تؤول بعدوين فليحترز مِنْهُمَا وَإِن كَانَت صفراء فَإِنَّهَا تؤول بعدو فِيهِ سقم وَضعف وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهَا تؤول بعدو ذِي عشيرة. وَمن رأى حَيَّة ملساء وَلها أَجْنِحَة وَهُوَ يتَصَرَّف فِيهَا على حسب أختياره فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول كنز من مَال الْمُلُوك وَقيل الْحَيَّة الَّتِي بِهَذِهِ الصّفة تؤول ببخت الرَّائِي. وَمن رأى حَيَّة وَلها أرجل فَإِنَّهَا تؤول بِقُوَّة الْعَدو. وَمن رأى حيات كَثِيرَة مجتمعة حوله فَإِنَّهَا تؤول بِأَن أقوامه يكونُونَ لَهُ أَعدَاء وَلَكِن لَا يؤذونه مَا لم يلدغه شَيْء مِنْهَا. وَمن رأى حَيَّة لَهَا أَنْيَاب وقرون فَإِنَّهَا تؤول بعدو ضخم حقود مؤذ مبالغ فِي الشَّرّ فليحذره. وَمن رأى أَنه أَخَاف حَيَّة فَإِنَّهُ يَأْمَن من أعدائه وَالْأَحْسَن فِي ذَلِك والأقوى مَا لم يعاين. وَقيل من رأى حَيَّة وَلم يخف مِنْهَا وَلكنه هرب فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه خرج من أَنفه أَو من ثدييه أَو من إحليله حَيَّة فَإِنَّهَا تؤول بِأَن وَلَده يكون عدوا لَهُ. وَمن رأى حَيَّة خرجت من أُذُنه أَو من سرته أَو من دبره فَإِنَّهَا تؤول بعداوة عِيَاله لَهُ. وَمن رأى حَيَّة خرجت من فَمه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول أَثم من كَلَام يتَكَلَّم بِهِ وَحُصُول مضرَّة. وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي من رأى حَيَّة خرجت من كمه فَإِنَّهَا تؤول بعداوة وَلَده لَهُ. وَمن رأى أَنه قتل حَيَّة على مخدته أَو فرَاشه فَإِنَّهَا تؤول بِمَوْت امْرَأَته. وَمن رأى حَيَّة خرجت من طوقه أَو من دبره وَدخلت الأَرْض فَإِنَّهَا تؤول بِانْقِضَاء اجله وبيض الْحَيَّة يؤول بعدو ضَعِيف. وَقَالَ السالمي الْحَيَّة عَدو مكاتم فِي عداوته وحية الْبرد شَرّ وسوادها أَشد. وَمن رأى أَن حَيَّة لدغته فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَكْرُوه من عدوه. وَمن رأى حَيَّة ميتَة فَإِن الله يَكْفِيهِ أَمر عده ويريه مِنْهُ مَا يُحِبهُ وَإِن رَآهَا ميتَة مقطعَة فَهِيَ أبلغ. وَمن رأى أَنه قطع نصف حَيَّة أَو بَعْضهَا فَإِنَّهُ ينتصف من عدوه.) وَمن رأى أَنه يملك حَيَّة وَلَيْسَ يخَاف مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال وسعة بعلو وَإِن كَانَت بَيْضَاء صَغِيرَة فَإِنَّهَا تؤول بجده فِي شغله وَقيل الْحَيَّة الصَّغِيرَة من أَي لون كَانَ تؤول على وَجْهَيْن عَدو ضَعِيف أَو عَدو من أَهله. وَمن رأى أَن بَين يَدَيْهِ حَيَّة تسْعَى فَقبض عَلَيْهَا بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف لقَوْله تَعَالَى خُذْهَا وَلَا تخف سنعيدها سيرتها الأولى. وَمن رأى أَنه أصَاب حَيَّة مَاشِيَة لَا سلَاح لَهَا تؤذي بِهِ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا. وَمن رأى حَيَّة كَبِيرَة فَإِنَّهَا تؤول بِكَثْرَة الْعَدَاوَة. وَمن رأى حَيَّة دخلت فِي فَمه ينَال علما عَظِيما. وَمن رأى ثعبانا وَملكه فَإِنَّهُ يملك منصبا. وَمن رأى أَن الثعبان قد الْتَقم ذكره فَإِنَّهُ يؤول بزنا امْرَأَته. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الأفاعي تؤول بِحُصُول مَال لِكَثْرَة سمها أَو امْرَأَة موسرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 826 والتنين يؤول بِرَجُل عَظِيم الْخطر والثعبان زِيَادَة فِي الْقُوَّة. وَمن رأى حَيَّة تعلو فِي الْهَوَاء إِلَى مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ ينَال سُرُورًا. وَمن رأى حَيَّة هَبَطت إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت رَئِيس ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَن على رَأسه حَيَّة فَإِنَّهُ يكون صَاحب شَأْن عِنْد الْمُلُوك. وَمن رأى وعَاء مملوءاً بحيات فَإِنَّهُ يؤول بعداوة للْمُسلمين. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْحَيَّة تؤول على عشرَة أوجه عَدَاوَة مخيفة وعيش وسلامة وسلطنة وإمارة ودولة وَامْرَأَة وَولد وَمَوْت وسيل. وَأما الْعَقْرَب فَإِنَّهَا تؤول على أوجه عَدو ضَعِيف بِلَا دين مُضر بِلِسَانِهِ لداغ كثير الْمِنَّة لَا يفرق بَين الْعَدو وَالصديق. وَمن رأى فِي يَده عقربا وَهِي تلسع النَّاس فَإِنَّهُ رجل يستغيب الْخلق وَيَقُول فِيهَا بِمَا لَا يَلِيق. وَمن رأى أَنه أكل لحم الْعَقْرَب مشويا فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال عدوه وَإِن كَانَ غير مطبوخ فَإِنَّهُ يستغيب الأعادي. وَمن رأى أَن العقارب تخرج من فَمه أَو تدخل فِي قماشه فَإِنَّهُ يدل على عَدو فِي بَيته وَهُوَ يقوم وَمن رأى أَن فِي لِبَاسه عقربا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد من عدوه فِي دينه.) وَمن رأى أَن فِي قَمِيصه عقربا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد مَعَ عِيَاله من عَدو أَو مَعَ جَارِيَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي لسع الْعَقْرَب يؤول بِأَن عدوه يغتابه وَيحصل مِنْهُ مَكْرُوه. وَمن رأى أَنه قتل عقربا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه. وَمن رأى عقربا تضرب بزبانها من غير لسلع فَإِنَّهُ يؤول بِأَن لَهُ سَببا مَعَ امْرَأَة أَو صبي ومداخلة فليتق الله. وَمن رأى شبه عقرب وَلَيْسَ بعقرب فَإِنَّهُ يظنّ فِي أحد عَدَاوَة وَلَيْسَ هُوَ بعدو. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه أَخذ عقربا وطرحها على امْرَأَة فَإِنَّهُ يرتكب مِنْهَا فَاحِشَة. وَأما أم الْأَرْبَعَة وَالْأَرْبَعِينَ فَهِيَ فِي التَّعْبِير قريبَة من الْعَقْرَب وَالِاخْتِلَاف فِيهَا انها امْرَأَة مؤذية. وَأما الوزغة فَإِنَّهَا تؤول بعدو ضَعِيف بَاعَ نمام يفْسد بَين النَّاس فَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يُصِيب إنْسَانا كَذَلِك وَلَا خير فِي رُؤْيا الوزغة جملَة كَافِيَة وَلَا فِيمَا تَفْعَلهُ وَلَا فِيمَا يفعل بهَا من أَي نوع كَانَ. وَأما العظاية والورل والسام والحردون فَإِنَّهَا فِي التَّعْبِير بِمَنْزِلَة الوزغة. وَأما الجعفل فَإِنَّهُ رجل حقود بغيض صَاحب سفر وَرُبمَا كَانَ عدوا صَاحب مَال حرَام. وَأما الخنفساء فَقَالَ الْكرْمَانِي الخنفساء تؤول بِامْرَأَة لجوجة لَا خير فِيهَا فَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة كَذَلِك. وَمن رأى خنفساء مَاشِيَة فَإِنَّهَا تؤول بعدو ضَعِيف لَا يطلع من يَده شَيْء. وَأما العنكبوت فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ضَعِيف ضال عَاص مجرم كياد فَمن رأى أَنه قتل عنكبوتا فَإِنَّهُ يؤول بِإِخْرَاج إِنْسَان بِهَذِهِ الصّفة من بَيته. وَقَالَ الْكرْمَانِي العنكبوت يؤول بِرَجُل حائك وَمن رأى أَنه أمسك عنكبوتا فَإِنَّهُ يصاحب إنْسَانا ضَعِيفا. وَمن رأى أَن العنكبوت هرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يبعد عَن شخص عَابِد ضَعِيف. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ العنكبوت يؤول بِامْرَأَة نَاشِزَة تهجر فرَاش زَوجهَا. وَأما الفارة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة ظَاهرهَا وباطنها قَبِيح وَإِن كَانَ لَوْنهَا غير لون الفيران فَلَيْسَ يؤول بِامْرَأَة وَمن رأى أَنه اصطاد فَأْرَة بمصيدة فَإِنَّهُ يدل على تزَوجه بِامْرَأَة بالمكر وَالْحِيلَة. وَمن رأى أَن بَيته قد امْتَلَأَ من الفيران فَإِنَّهُ يؤول بِجمع جمَاعَة فِي بَيته على عدد الفيران إِذا كَانَت) بلون وَاحِد فليعتبر الرَّائِي مَا كَانَت تَفْعَلهُ من خير أَو شَرّ وَإِن كَانَت مُخْتَلفَة ألوانها وَهِي فِي مَكَان وَاحِد جَدِيد فَإِنَّهُ يؤول بطول الْعُمر وَإِن كَانَت بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى فَأْرَة خرجت من أَنفه أَو من إحليله أَو من دبره فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة فاسقة وَقيل يخرج من عِيَاله امْرَأَة فَاحِشَة. وَمن رأى أَن فاره خرجت من حلقه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد غير خلف. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن فِي بَيته فيراناً بَريَّة وَقد خرجت فِي ذَلِك الْمَكَان فَإِنَّهُ يدل على دُخُول لصوص فِي ذَلِك الْمَكَان وجلدها فِيهِ خسارة. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الْفَأْرَة المقطوعة الذَّنب هِيَ امْرَأَة دنيئة الأَصْل. وَمن رأى بِيَدِهِ فَأْرَة وَقد مَاتَت فِي يَده فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لَهُ. وَمن رأى أَنه داس فَأْرَة فَقَتلهَا فَإِنَّهُ يدل على افتراقه من امْرَأَة فَاحِشَة. وَمن رأى أَنه رجم فَأْرَة فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة بِالْفَسَادِ وَإِن رَمَاهَا بِسَهْم فَإِنَّهُ يراسلها. وَمن رأى فِي فرَاشه فَأْرَة فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة مفْسدَة وَلحم الفأر مَال امْرَأَة مفْسدَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْفَأْرَة جَارِيَة فاسقة كذابة والفأر لص نفاد والفأر الْكَبِير كَثْرَة المَال. وَمن رأى فيرانا كَثِيرَة بيضًا وسودا فَإِنَّهُ يؤول بطول الْعُمر لِأَن الفأر الْأَبْيَض يؤول بِاللَّيْلِ وَقيل الفيران تؤول بالعيال. فَمن رأى الفيران تخرج من دَاره فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة. وَحكي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كأنني وطِئت فَأْرَة فَخرج من أستها تَمْرَة فَقَالَ أَلَك امْرَأَة حَامِل قَالَ نعم قَالَ أَنَّهَا غير صَالِحَة وَلكنهَا تَلد لَك ولد ذكرا صَالحا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 827 وَأما الدُّود فَإِنَّهُ يؤول على أوجه مَال وَمَنْفَعَة وعيال ومكروه وَمن رأى دودا على ثِيَابه فَإِنَّهُ يؤول بِمَال وَمن رأى دودا يَتَنَاثَر من جسده فَإِنَّهُ يؤول بِإِصَابَة حشم وعيال. وَمن رأى دودا بمَكَان وَهُوَ كَبِير جدا فَرُبمَا يَلِي ولَايَة. وَمن رأى أَن الدُّود يَأْكُل من لَحْمه فَإِن عِيَاله وحشمة يَأْكُلُون من مَاله. وَمن رأى دودا أَخْضَر فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة صَالِحَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ دود الْبَطن يؤول بالعيال الشفوقين وَقيل رُؤْيا الدُّود إِذا إجتمعت فِي الْفَوَائِد تؤول بِزِيَادَة الْعِيَال أَو الخدم بِحَيْثُ يكون رَئِيسا.) وَمن رأى فِي بَيته لَحْمًا وَإِن الدُّود وَقع فِيهِ وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بِأَن عِيَاله يَأْكُلُون من مَال غَيره. وَأما النَّمْل فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قيل كَثْرَة النَّمْل تؤول بِكَثْرَة النَّاس فَمن رأى أَن بداره نملا كثيرا فَإِنَّهُ يكثر عِيَاله. وَمن رأى نملا فِي شَيْء من الْمَأْكُول فَإِنَّهُ يؤول بغلاء ذَلِك الشَّيْء أَو نفَاقه. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا النَّمْل الْكثير يؤول بِالْمَالِ وَالنعْمَة. وَمن رأى نملا ينْقل شَيْئا من بَيته فَلَا خير فِيهِ وَإِن نقل إِلَى بَيته فبخلافه. وَمن رأى أَن النَّمْل يخرج من فَمه أَو من أَنفه فَإِنَّهُ يؤول بهلاكه وَقيل رُؤْيا النَّمْل تؤول باللصوص. فَمن رأى نملا دخل بَيته فليحترز مِنْهُم. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا النَّمْل الْكثير يؤول بالعدو الضَّعِيف ورؤيا النَّمْل الْكثير فِي بَيته من غير صُدُور مَا يُؤْذِي يؤول بالنسل وَخُرُوجه من الْبَيْت يؤول بقلة النَّسْل. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث النَّمْل الصغار الْحمر تؤول بأناس ضعفاء والنمل الْكِبَار السود تؤول بِالْقَرَابَةِ وَأهل الْبَيْت. وَمن رأى نملا خرج من بَيته وَهُوَ يطير فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يؤول بسفر عِيَاله وَرُبمَا تكون صحبتهم وعددهم سَلامَة فِي السّفر وعودهم غافلين. قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النَّمْل الْكثير يؤول بجند السُّلْطَان. وَمن رأى نملا بمَكَان لَيْسَ مُعْتَاد بِكَثْرَة النَّمْل لَيْسَ هُوَ بمحمود فِي حق أهل ذَلِك الْمَكَان. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا النَّمْل تؤول على أَرْبَعَة أوجه أهل الْبَيْت والأقارب والفرقة وَالْمَال. وَمن رأى نملة وَفِي فمها شَيْء من الْقُوت وَهُوَ يتعجب فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ طَالب رزق مُجْتَهد فليقنع (اقنع بِمَا يبْقى بِلَا بلغَة ... فالرب لَا يغْفل عَن نملة) (إِن أقبل الدَّهْر فَقُمْ قَائِما ... وَإِن تولى مُدبرا نم لَهُ) وَأما السوس إِذا كَانَ فِي الْمَتَاع أَو الطَّعَام أَو غَيره فَإِنَّهُ يؤول بالأسقام والهم وَالْغَم ورؤياه فِي الْجُمْلَة لَيست بمحمودة. وَأما الأرضة فَإِنَّهَا تؤول بِالنَّقْصِ فِي جَمِيع الْأَشْيَاء فَمن رأى أَن أرضة تَأْكُل فِي كتبه أَو ورقه فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ إِذا أكلت طَعَاما أَو غَيره وَقيل إِن الْهَوَام جملَة تعبر على قدر جوهرها) وقوتها وسلاحها ومضرتها فليعتبر الرَّائِي مَا يرَاهُ ولينظر فِي مَعْنَاهُ وَهِي جملَة وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال. (الْبَاب الثَّالِث وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا الذُّبَاب وأصنافه) قَالَ الْكرْمَانِي الذُّبَاب يؤول بِالنَّاسِ الضُّعَفَاء. فَمن رأى أَنه يزاول شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يزاول انسانا ضَعِيفا. وَمن رأى ذُبَابَة دخلت حلقه أَو جَوْفه فَإِنَّهُ يداخل إنْسَانا ضَعِيفا ويصيب مِنْهُ خيرا قَلِيلا. وَمن رأى أَن ذُبَابَة دخلت فِي أَنفه أَو فِي عينه أَو فِي فَمه فَإِنَّهُ يدل على إِحْسَان من شخص دنيء الهمة. وَمن رأى أَن ذُبَابَة دخلت فِي أُذُنه فَإِنَّهُ حُصُول كَلَام من شخص دنيء وإستماع قَول يؤلمه مِنْهُ وَقيل رُؤْيا الذُّبَاب تؤول بِرَجُل حسود قَلِيل الرَّأْي وَالتَّدْبِير. فَمن رأى أَن الذُّبَاب تعض جِسْمه فَإِنَّهُ يدل على حسد من جمَاعَة سفلَة يحسدون أهل بَيته وأقاربه. وَمن رأى أَنه يَأْكُل ذبابا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال عَدو بِكَرَاهَة وحزن. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن ذبابا وَقع على شَيْء من مَاله يخَاف عَلَيْهِ من اللُّصُوص. وَمن رأى كَأَن ذبابا دخل فِي أُذُنه فَإِنَّهُ يُصِيب دولة ونعمة وَقيل الذُّبَاب نيل رَاحَة وَصِحَّة جسم. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يغمس ذبابا فِي طَعَام فَإِنَّهُ يتبع السّنة أَو يكون عِنْده حِكْمَة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا وَقع الذُّبَاب فِي إِنَاء أحدكُم فليغمسه كُله فَإِن فِي أحد جناحيه دَاء وَفِي الآخر دَوَاء. وَمن رأى أَن ذبابا وَقع فِي طَعَامه فَرفع يَده وَلم يَأْكُل يؤول بِأَنَّهُ يتكره من أحد بِسَبَب من يُحِبهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 828 (إِذا وَقع الذُّبَاب على طَعَام ... رفعت يَدي وَنَفْسِي تشتهيه) (وتجتنب الْأسود وُرُود مَاء ... إِذا كَانَ الْكلاب ولغن فِيهِ) وَأما البعوض وَهُوَ الناموس فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان دنيء ضَعِيف حقير بخيل مؤذ وَمن رأى بعوضا دخل بَيته فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم.) وَمن رأى فِي أَنفه بعوضة وَلم تخرج فَإِنَّهُ يدل على بلَاء ومحنة عَظِيمَة وَشدَّة يَقع فِيهَا. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى بعوضة وَهُوَ متفكر فِي خلقهَا وصنع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالتَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَة لقَوْل الزَّمَخْشَرِيّ شعرًا: (يَا من يرى مد البعوض جناحها ... فِي ظلمَة اللَّيْل البهيم الأليل) (وَيرى عروق نياطها فِي نحرها ... والمخ فِي تِلْكَ الْعِظَام النَّحْل) (أَغفر لعبد تَابَ عَن فرطاته ... مَا كَانَ مِنْهُ فِي الزَّمَان الأول) وَأما البرغش فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان مؤذ مختف مُضر لَيْسَ لَهُ شغل إِلَّا التسلط والأذى وَقَتله ظفر. وَأما النَّحْل فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان بشاش الْوَجْه ذِي كسب ومعيشة وَقيل النَّحْل وَجمعه يؤول بِالْكَسْبِ وَكَثْرَة الْبركَة وَقيل هُوَ إِنْسَان نفاع. فَمن رأى أَنه أصَاب كثيرا من النَّحْل أَو أَخذهَا فَإِنَّهُ يُصِيب غَنَائِم وَقد يكون النَّحْل رجَالًا من وَمن رأى ان النَّحْل لدغته فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال حَلَال بتعب. وَمن رأى أَنه أكل نحلاً فَإِنَّهُ يحزن مَاله لأجل عِيَاله. وَمن رأى أَنه يقتل نحلا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خسارة بِقدر مَا قتل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه استخرج شَيْئا من بيُوت النَّحْل فَإِنَّهُ يؤول بظلمه لرعيته هَذَا إِذا لم يؤذه واجتماعها عَلَيْهِ مَعَ لسعها يؤول بِأَن أهل بلدته يتعاونون عَلَيْهِ ويصيبه مِنْهُم أَذَى فَإِن قَتلهَا فَإِنَّهُ يؤول بِنَفْي أهل بلدته. وَأما الزنبور فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ذِي همة وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن زنبورا عضه فَإِنَّهُ يدل على غم وهم يصل إِلَيْهِ من امْرَأَة سليطة. وَمن رأى زنانير كَثِيرَة فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يدل على وُصُول عَسْكَر لذَلِك الْمَكَان وَقيل الزنبور إِنْسَان صَاحب شَوْكَة وصوته مواعيد من رجل طعان لَا يتَخَلَّص مِنْهُ الْإِنْسَان إِلَّا بِرَجُل فَاسق يُعينهُ عَلَيْهِ. وَقيل من رأى أَنه نش شَيْئا من الْمَذْكُور سَوَاء كَانَ بمذبة أَو بغَيْرهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولَايَة لمن كَانَ أَهلهَا وَإِن لم يكن فَهُوَ خير على كل حَال. وَمن رأى أَنه يقتل شَيْئا من ذَلِك بمذبة فَإِنَّهُ يؤول بظلمه فِي حكمه. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن أحدا يذب بمذبة عَن غَيره الذُّبَاب فَإِنَّهُ يذب عَنهُ الْكَذِب لما) رُوِيَ أَن رجلا من الْمُتَّقِينَ الصَّالِحين رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَرَأى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ قَائِما على رَأسه يذب عَنهُ الذُّبَاب بمذبة فَأَوَّلْته الْعلمَاء بِأَنَّهُ ذب عَنهُ الْكَذِب فِي نقل الحَدِيث وَالله أعلم. (الْبَاب الرَّابِع وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا الْقمل والبراغيث والبق وَنَحْوهَا) وَهِي عديدة وكل نوع مِنْهَا لَهُ تَعْبِير على حِدة وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ جملَة أَيْضا. وَأما الْقمل فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ والحشم أَو الْعِيَال فَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من ذَلِك فتعبيره فِيمَا ذكره. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى قملا دب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رجل يعول أُنَاسًا يَأْكُلُون من قوته. وَمن رأى قملا خرج مِنْهُ ودب فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْمَاشِيَة ويعظم كَسبه. وَمن رأى قملا يخرج من لَحْمه فَإِن عِيَاله يَأْكُلُون مَاله. وَمن رأى قملا كثيرا وَهُوَ يفليه فَلَيْسَ بمحمود. وَمن رأى أَنه قتل قملة فَإِنَّهُ يُؤْذِي خادمه وَقيل من رأى قملة أَو قملتين وهما يتناكحان فَإِنَّهُ يؤول بِالْخُصُومَةِ لما جرب ذَلِك. وَأما البراغيث فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا البراغيث أَعدَاء ضعفاء. وَمن رأى براغيث كَثِيرَة قد إجتمعت عَلَيْهِ وتقرص جسده فَإِنَّهُ يدل على وُقُوعه فِي أَلْسِنَة الْعَامَّة بِحَيْثُ يحصل لَهُ بذلك مضرَّة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البرغوث رجل دنيء مهين طعان فَمن رأى برغوثا قرصه حَاز مَالا لِأَن البراغيث تشرب دم الْإِنْسَان وَالدَّم يؤول بِالْمَالِ. وَأما الْقمل فَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ مِنْهُم من قَالَ إِن تَأْوِيله كتأويل الْقمل وَمِنْهُم من قَالَ هُوَ الْقمل. وَأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 829 الطبوع فَإِنَّهُ يؤول بالعيال فَمن رأى طبوعا على حَيَوَان لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة ذنُوبه وَرُبمَا يحصل لأحد فَائِدَة من حَيَوَان. وَمن رأى أَنه يقتل شَيْئا من الطبوع فَإِنَّهُ يؤول بِنُقْصَان مَاله وحشمه. وَمن رأى أَنه يَرْمِي شَيْئا مِنْهَا بِالْحَيَاةِ فَإِنَّهُ يبعد عِيَاله عَنهُ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الطبوع تؤول على خَمْسَة أوجه عِيَال وَمَال ونعمة وحشم وخدم.) وَأما البق فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان ضَعِيف مؤذ كريه الرَّائِحَة فَمن رأى أَنه يزاول بقة فَإِنَّهُ يزاول إنْسَانا وَمن رأى بقة دخلت فِي فَمه أَو فِي أُذُنه فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا. وَمن رأى أَنه يقهر بقة وَلها رَائِحَة فَإِنَّهُ يظفر بعدو ضَعِيف ويشيع خَبره بِمَا يكرههُ. وَمن رأى بقا كثيرا يسير عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه أَعدَاء متسلطون أَو حُصُول أهبة أَو قلق من أَمر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى بقة قرصته فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا. وَأما القراد فَإِنَّهُ يؤول بعدو مسلط خائن طماع فَمن رأى أَنه يدافع قرادا فَإِنَّهُ يدْفع من يقْصد أكل مَاله. وَمن رأى أَنه قتل قرادا فَإِنَّهُ يظفر بِإِنْسَان كَذَلِك وَقيل القرادة إِنْسَان يمْلَأ جَوْفه حَرَامًا لِأَن القراد لَيْسَ لَهُ أكل إِلَّا الدَّم. وَأما الدَّم فَإِنَّهُ عَدو معطب مختف لَا يشْعر الْإِنْسَان بِهِ وَقت ألمه فَمن رأى شَيْئا من ذَلِك فليحترز مِمَّن نسب إِلَيْهِ وَقَتله ظفر وَأكله أكل مَال الْعَدو وَرُبمَا كره أكله بعض المعبرين وَالله أعلم. (الْبَاب الْخَامِس وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا التُّرَاب والطين والوحل والرمل وَالْغُبَار وَنَحْوه) أما التُّرَاب فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ سَوَاء كَانَ كثيرا أَو قَلِيلا فَمن رأى فِي بَيته تُرَابا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال بِلَا تَعب وَقيل رُؤْيا التُّرَاب الْأَصْفَر يؤول بِالذَّهَب والأبيض بِالْفِضَّةِ وَالْأسود بالفلوس. وَقيل من رأى أَنه ينفض التُّرَاب عَنهُ فَإِنَّهُ يصرف مَاله. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ تُرَابا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المَال وَأكله أبلغ وادخاره أبلغ. وَمن رأى أَن عِنْده تُرَابا فِي شَيْء فتفقده فَوَجَدَهُ نَاقِصا فَإِن أهل بَيته يخونونه. وَمن رأى أَنه ادخر تُرَابا فِي وعَاء فَإِنَّهُ يؤول بإدخاره مَالا لأجل عِيَاله. وَمن رأى أَنه يقْصد عجن التُّرَاب فَإِنَّهُ يؤول فِي معنى الطين. وَمن رأى تُرَابا قد سفاه الرّيح من مَكَان فَإِنَّهُ يؤول بجور الْملك على صَاحب ذَلِك الْمَكَان وَأخذ مَاله. وَمن رأى أَنه يَأْكُل تُرَابا من تربة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا التُّرَاب تؤول على خَمْسَة أوجه مَال وَمَنْفَعَة وشغل الدُّنْيَا وَفَائِدَة من قبل النسوان. وَأما الطين فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يَأْكُل طينا مطبوخا فَإِنَّهُ يدل على غيبته النَّاس. وَمن رأى أَنه يليس بَيته بالطين فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول هم لَهُ. وَقَالَ جَابر المغربي الطين الْأَبْيَض والأخضر يؤولان بِالْمَالِ الْحَلَال والأصفر بالألم والأحمر باللهو والطرب وَالْأسود بالغم والحزن وَأكله غيبَة ونميمة. وَمن رأى أَنه يمشي فِي طين أَو مَاء كدر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم. وَقَالَ الْكرْمَانِي الطين يؤول بالخوف لمن نزله. وَمن رأى أَنه يمشي فِي طين فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو مهموما طَال همه أَو مَرضه. وَمن رأى أَنه يعجن طينا أَو يعْمل مِنْهُ طوبا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا كَانَ هما وخصومة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطين للْبِنَاء أساس للتقوى وَرُبمَا يؤول بِالدّينِ وَرُبمَا يكون كنزا. وَمن رأى أَنه يطين قبر أحد فَإِن كَانَ مَيتا فَإِنَّهُ يدل على زيارته وَإِن كَانَ حَيا لَا خير فِيهِ لَهُ. وَمن رأى أَن مَعَه طينا يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَقيل رُؤْيا الطين تؤول بِالْمرضِ. وَقيل من رأى أَنه يصنع طيناً لَبَنًا فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْقَرَابَة. وَمن رأى طيناً كثيرا فوحل فِيهِ وَلم يجد لَهُ مخرجا أَو خلاصا فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْتِهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الطين فِي الْبَلَد الْبَارِد أصعب من رُؤْيَاهُ فِي الْبَلَد الْحَار. وَأما الوحل فَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه فِي مَاء مطر أَو ساقية فَإِنَّهُ هم وغم وَرُبمَا كَانَ الوحل ذنوبا يُصِيبهَا. وَمن رأى أَنه توحل فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم من قبل السُّلْطَان وَرُبمَا دلّت الموحلة على التفكر فِي أُمُور الدُّنْيَا. وَأما الرمل فَإِنَّهُ يدل على المَال وَالْخَيْر. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الرمل الْكثير مَال عَظِيم لَا قِيَاس لَهُ فَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 830 رأى أَنه جَالس على رمل كَمَا ذكر فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من مَال غزير. وَمن رأى أَنه وضع رملا فِي وعَاء يدّخر مَالا لِعِيَالِهِ. وَمن رأى الرمل يسحب كالنهر فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال مُسْتَمر الادرار وَقيل الرمل الْأَحْمَر يؤول بِالذَّهَب والأبيض بِالْفِضَّةِ وَالْأسود بالفلوس.) وَقيل من رأى أَنه يمشي فِي الرمل فَإِنَّهُ يؤول بالقيود والأمور الصعاب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الرمل يؤول على أَرْبَعَة اوجه اشْتِغَال فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا خُصُوصا إِذا كَانَ الرمل كثيرا وَمَال وَمَنْفَعَة ورفعة بالتعب وَالْمَشَقَّة. وَأما الْغُبَار فَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى غباراً قَامَ وَنزل فِي مَكَان يتَعَلَّق بِهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال وَالنعْمَة بِقدر ذَلِك. وَمن رأى غبارا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض مثل الضباب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر مهول حَتَّى يكون أهل ذَلِك الْمَكَان محيرين فِي خلاصهم. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى غبارا قد غبر وَنزل على وَجهه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مشقة وعقوبة شَدِيدَة لقَوْله تَعَالَى ووجوه يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غبرة الْآيَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ينفض يَده من الْغُبَار فَإِنَّهُ يفْتَقر وَرُبمَا ينَال تَوْبَة وَقَالَ الْغُبَار إِذا ركب شَيْئا فَهُوَ حُصُول مَال. وَمن رأى غبارا مَحْمُولا مَعَ ريح حَتَّى صَار لَا ينظر الدُّنْيَا فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم وَالله أعلم. (الْبَاب السَّادِس وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا الْكحل وَالْملح والطفل والكبريت والقير وَنَحْوهَا) أما الْكحل فَإِنَّهُ مَال وَإِذا كَانَ مَقْصُودا بِهِ نور الْبَصَر فَإِنَّهُ يدل على طلب صَلَاح الدّين وَإِذا كَانَ لأجل الزِّينَة فَإِنَّهُ يؤول بصلاح ظَاهره وَفَسَاد بَاطِنه. وَقَالَ الْكرْمَانِي الاكتحال يدل على الْغدر والجاه للرِّجَال وَالنِّسَاء وَقيل الاكتحال يدل على وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث بَائِع الْكحل رجل مصلح لدينِهِ دين الْحق لِأَن الْعين تؤول بِالدّينِ والكحل بصلاح ضيائه. وَمن رأى أَنه يغمر مرودا فِي إثمد فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. قَالَ السالمي من رأى أَنه أَتَى بكحل فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه بصلاح الْعين وَحسن الدّين وَحُصُول المَال وَزِيَادَة الْجمال. وَأما الْملح فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه اشْترى ملحا أَو وهب لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِالدَّرَاهِمِ وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى لما جَاءَ فِيهِ إِنَّه شِفَاء من اثْنَيْنِ وَسبعين دَاء وَقيل) رُؤْيا الْملح تؤول على خَمْسَة أوجه إِعْرَاب وَحسن واستقامة وَأمر جلي وَصِحَّة الْجَار. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْملح الْأَبْيَض على خَمْسَة أوجه دَرَاهِم وحياء وَفعل خير وَمَال كثير وخادم حسن وَالْملح المر يؤول على خَمْسَة أوجه دَرَاهِم مَرْدُودَة وَكَلَام سيء وحزن وغم وَعدم حَرَكَة. وَأما الطِّفْل فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب طفْلا مجموعا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر ذَلِك. وَمن رأى أَن يَأْكُل طفْلا فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا حَرَامًا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تَأْكُل طفْلا فَإِنَّهُ يدل على حملهَا لِأَن الْحَوَامِل من شأنهن أَن يشتهين الطِّفْل ويأكلنه. وَمن رأى انه يبل طفْلا ليغتسل بِهِ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن قَضَاء دين واسراف من مَال بِقدر مَا أنحل من الطِّفْل وَرُبمَا كَانَ فِيهِ نتيجة. وَأما الكبريت الْأَبْيَض فَإِنَّهُ يؤول بالغم والأصفر يؤول بِالسقمِ وَالْمَشَقَّة من نَتن رَائِحَته وَكَرَاهَة طعمه فَهُوَ غير مَحْمُود والكبريت يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام. وَأما القير فَإِنَّهُ خير ورزق فَإِن تلطخ بِثَوْبِهِ نَالَ بِقَدرِهِ خيرا وَمَنْفَعَة ولأقاربه وَمن رأى قيرا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْكُل شَيْئا حَرَامًا وَيحصل لَهُ غم. وَأما القطران فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام فَمن رأى أَنه غرق فِي القطران فَإِنَّهُ يدل على الرِّبَا وَيكون جَمِيع مَاله حَرَامًا وَقيل وُقُوع فِي بلَاء بِسَبَب مَال حرَام. وَأما الزفت فَإِنَّهُ يؤول بالغم والحزن من سَبَب الْعِيَال والأقارب وَأكله أبلغ. وَأما الزئبق فَقيل من رأى أَنه دخل فِي مَكَان الزئبق وَأخرج مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يؤول بِأَن امْرَأَته تَمْكُر مَعَه وَأكله يؤول بالغم والهم وَالضَّرَر والخسارة وَبيعه يؤول بالأمن من مكر الْمَرْأَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه غرق فِي زئبق فَإِنَّهُ يؤول بنسوة يسجنه وَيصير فِي أسرهن بمكرهن وحيلتهن. وَمن رأى أَن لَهُ زئبقا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من النسْوَة بالمكر وَالْحِيلَة. وَأما الشب فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال وَالْخَيْر وَالنعْمَة وَرُبمَا يكون من اشتقاق اسْمه. وَأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 831 الصابون فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ واستعماله فِي شَيْء يدل على التَّفَاوُت فِي الدّين وَالْأكل مِنْهُ يؤول على وَجْهَيْن حُصُول مَال بِمَشَقَّة وهم وغم. وَأما النفط فَإِنَّهُ مَال بِمَشَقَّة وَرُبمَا كَانَ هما وغما لِأَنَّهُ صَعب المأكل عسر.) وَأما البارود فَإِنَّهُ مَال يصرف فِي التّلف كَثِيره وقليله ومطبوخه أحسن من نيئه. وَمن رأى أَنه يجمع بارودا فَإِنَّهُ يجمع مَالا وإيقاده اتلاف مَال فِي طَرِيق السُّلْطَان وَأما مَا يعْمل مِنْهُ من جَمِيع الْأَنْوَاع مِمَّا يُطلق فِي الْحَرْب وَغَيره فَإِنَّهُ كَلَام يبلغ مبلغ حرقه أَو تلفه فَإِن لم يؤذ فَلَيْسَ للْكَلَام تَأْثِير وَلَا فَائِدَة. وَأما الزّجاج فَقَالَ دانيال يؤول بِالْمَرْأَةِ. وَقَالَ ابْن سِيرِين الزّجاج الْأَبْيَض إِذا كَانَ مصنوعاً فَإِنَّهُ يؤول بِالدّينِ وَالدُّنْيَا خُصُوصا إِن كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ اسْمه وَإِن كَانَ ملكا فَإِنَّهُ يؤول بِقرب أَجله. وَمن رأى أَن فِي يَده زجاجا فَوَقع وتكسر فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته فَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة تَمُوت امْرَأَة من أَقَاربه. وَأما الطباشير فَإِنَّهُ يدل على الْحزن وَالْغَم وَأكله يدل على الْمضرَّة من ملك. وَمن رأى أَن لَهُ زرنيخا بالأحمال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال كثير ويحرزه لمرضه. وَأما التوتيا فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ وَبَقِيَّة تعبيرها كتعبير الْكحل. وَأما الزاج فَإِنَّهُ حزن وهم وَمرض ومصيبة وخصومة خُصُوصا إِذا كَانَ أسود. وَأما الْمغرَة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ فَمن رأى أَنه يذيب مغرة فَإِنَّهُ يصرف مَالا فِي حُصُول مَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه يخلط مغرة على جبس ليليبس بِهِ فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي صَلَاح الدّين وَيصرف عَلَيْهِ مَالا. وَمن رأى أَنه مغر حَائِطا أَو جذبه على شَيْء ليعلمه فَإِنَّهُ يدل على طلبه الاسْتقَامَة وَترك الانحراف وَقيل من رأى أَن لَهُ مغرة أَو أَعْطَاهَا لَهُ أحد فَإِنَّهَا تدل على الْفَرح وَاللَّهْو والطرب. وَمن رأى أَنه يأكلها فَإِنَّهُ يدل على تكَلمه خلف النَّاس بالقبيح. وَمن رأى أَنه دهن بَيته بالمغرة فَإِنَّهُ يدل على اللَّهْو والفرح فِي ذَلِك الْبَيْت. وَمن رأى أَنه دهن جِسْمه بالمغرة فَإِنَّهُ يدل على الْمَلَامَة والفضيحة. وَأما الطلق فَإِنَّهُ يؤول بِمَشَقَّة قَليلَة فِي الْأُمُور لكَون جَوْهَرَة من الْحجر فَمن رأى أَنه جمع طلقا كثيرا من مَوضِع فَإِنَّهُ يجمع مَالا بالمشقة وَالْحِيلَة بِمِقْدَار ذَلِك. وَمن رأى أَنه جمعه من الْبَادِيَة فَإِنَّهُ يجمع المَال بالمكر وَالْحِيلَة فِي السّفر وَإِن جمعه من الْجَبَل فَإِنَّهُ يجمع مَالا من رجل جليل الْقدر. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى طلقا محلولا يطلى بِهِ جِسْمه وَيدخل فِي النَّار بِحَيْثُ لم يحصل ألم وَلَا) مشقة فَإِنَّهُ يدْفع الْملك عَن نَفسه بالمكر وَالْحِيلَة وَقيل يدْفع الْمَرَض عَن نَفسه بالأدوية. وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل الطلق فَإِنَّهُ يحزن مَالا جمعه بالعناء. وَمن رأى أَنه قد ضَاعَ مِنْهُ طلقه فَإِنَّهُ يدل على تلف مَاله. (الْبَاب السَّابِع وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا العطريات والبهار وأقسامه وَهِي أَصْنَاف عديدة يَأْتِي ذكر كل وَاحِد مِنْهَا وَتَعْبِيره على حِدة) 3 - (فصل فِي رُؤْيا مَا يتطيب بِهِ) وَهِي جملَة عديدة. أما الْمسك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ دانيال من رأى أَن مَعَه مسكا فَإِنَّهُ يكون أدوبا شجاعا وَيحصل الْعلم وَيكون صَاحب ثَنَاء حسن فَإِن وجد مَعَ رَائِحَة الْمسك كافورا فَإِنَّهُ يكون خلي الْبَاطِن مُسْتَقِيم الْحَال مَعَ الله تَعَالَى. وَمن رأى أَنه يظْهر مِنْهُ رَائِحَة مسك وَهُوَ يسحق فَإِنَّهُ يفعل خيرا مَعَ أحد لَا يعْتَرف بِهِ. وَمن رأى نافجة وَقد فتحهَا وَأخرج مِنْهَا الْمسك فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة غنية. وَمن رأى مسكه منتنا كريه الرَّائِحَة فتأويله بِخِلَاف مَا تقدم. وَمن رأى أَنه أكل الْمسك فَإِنَّهُ يخزن مَاله لِعِيَالِهِ وَقيل يَأْكُل مَالا حَرَامًا. وَمن رأى أَن لَهُ مسكا بِالْحملِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال وَالْعلم وَالْأَدب وَالثنَاء وَالْحسن بِقدر مَا رأى. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْمسك سودد وسرور وسحقه ثَنَاء حسن مَعَ بهاء وشجاعة. وَأما الغالية فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين تدل على الثَّنَاء وانتشار الذّكر بِالْخَيرِ والشجاعة وَيحصل لَهُ الثَّنَاء الْحسن. وَقَالَ الْكرْمَانِي الغالية تؤول بعلامة الْحَج وَقيل إِنَّهَا تدل على حُصُول مَال من رجل جليل الْقدر بِقدر مَا رأى. وَمن رأى أَنه وجد غَالِيَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شرف من امْرَأَة جليلة الْقدر أَو من رجل تَاجر بِقدر مَا رَآهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 832 وَمن رأى أَن أحدا مسح على جفن عينه غَالِيَة فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء الْحق بَدَلا مِنْهُ وَيَدْعُو) النَّاس لَهُ. وَمن رأى أَن الغالية لَيْسَ بهَا رَائِحَة فَإِنَّهُ يدل على تهمته بِالْكَذِبِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الغالية تدل على الْحَج وَقيل إِنَّهَا مَال وَرُبمَا دلّت على السودد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الغالية تؤول على خَمْسَة أوجه الْأَدَب والرياسة وَالثنَاء الْحسن والتحسين وَالْحج وَالْمَال وَالْمَنْفَعَة. وَأما العنبر فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَنْفَعَةِ فَمن رأى أَنه وجد عنبرا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة بِقدر مَا رأى من اقوام رَعيته. وَمن رأى أَنه وجد عنبرا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْولَايَة وَالْمرَاد بِقدر همته. وَمن رأى أَنه أعْطى العنبر لأحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة مِنْهُ لذَلِك الرجل. وَمن رأى أَن عنبره ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله بِقدر ذَلِك. وَمن رأى أَنه يمسح العنبر على عَارض فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر لأحد وَلَكِن لَا يعرفهُ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق العنبر يؤول على أَرْبَعَة أوجه مَنْفَعَة وَولَايَة وَحُصُول المُرَاد وثناء حسن. وَأما البخور فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ من رجل جليل الْقدر وبالعيش الطّيب وَالذكر الْحسن والسيرة الْحَسَنَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ التبخر حسن الْمَعيشَة. وَأما مَاء الْورْد فَإِنَّهُ يؤول بِالصِّحَّةِ وَالثنَاء الْحسن فَمن رأى أَنه رش مَاء الْورْد على أحد وَمَا كَانَ لَهُ رَائِحَة فَإِنَّهُ يدّخر مَاله أَو لأحد لَا يعْتَرف بِهِ وَلَا يشكره مِنْهُ. وَمن رأى أَنه يشرب مَاء ورد فَإِنَّهُ يدل على الْغم والتفكر وَلَكِن أهل بَيته وأقاربه يثنون عَلَيْهِ ويمدحونه. وَمن رأى أَن لَهُ مَاء ورد كثيرا يُعْطي لكل أحد مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على انتشار اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان بِالْخَيرِ والاحسان ويمدحه كل النَّاس وَإِن كَانَ عَالما فَإِن النَّاس يَنْتَفِعُونَ بدعائه. وَأما الْعود فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل حسن الْوَجْه لطيف الْكَلَام لين الطَّبْع وَمن رأى أَنه يتبخر بِالْعودِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الثَّنَاء وَالْخَيْر من النَّاس إِلَيْهِ. وَمن رأى أَنه يبخر تَحت أحد عودا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير مِنْهُ لَهُ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن لَهُ عودا خاما أَو اعطاه لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على الصِّلَة من ملك وَكلما) كَانَت رَائِحَته أذكى كَانَ الْعَطاء أَكثر. وَمن رأى أَنه يَأْكُل عودا يحصل لَهُ مَال فيدخره لِعِيَالِهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعود تؤول على سِتَّة أوجه رجل حسن الْوَجْه لطيف الْكَلَام وَملك متدين عَادل وثناء وتحسين وَمَنْفَعَة وَمَال. وَأما الصندل فَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن لَهُ صندلا أَو أعطَاهُ أحد إِيَّاه فَإِنَّهُ يدل على مدح النَّاس وثنائهم عَلَيْهِ ومحبتهم إِيَّاه. وَمن رأى أَنه أعْطى رجلا صندلا فَإِنَّهُ يحب ذَلِك الرجل ويمدحه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن لَهُ صندلا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يحصل لَهُ صلَة وَعَطَاء من رجل جليل الْقدر وَكلما كَانَت رَائِحَته أدنى كَانَ الْعَطاء أَكثر. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الصندل تؤول على سِتَّة أوجه ثَنَاء وتحسين وَخير وَمَنْفَعَة وجاه وَحُرْمَة والصندل الْأَبْيَض أحسن فِي التَّأْوِيل من الْأَحْمَر. وَأما الطّيب فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْجَمِيل وَقيل هُوَ للْمَرِيض دَلِيل الْمَوْت والحنوط وَرُبمَا دلّ الطّيب للمتشاحنين على الصُّلْح. وَأما المحلب فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْحسن وَهُوَ على كل حَال مَحْمُود لمن ملكه أَو شمه وَأكل مِنْهُ. وَأما الميعة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ ورائحتها بالثناء الطّيب وَهِي محمودة. وَأما اللاذن فَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن لَهُ لاذنا أَو اشْتَرَاهُ من أحد أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِن اسْمه ينتشر بِالْخَيرِ فِي تِلْكَ الديار خُصُوصا إِذا كَانَت رَائِحَته ذكية. وَمن رأى أَن لاذنه ضَاعَ فتأويله بضده. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لاذنا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأَمْر لَا يحصل لَهُ فَائِدَة مِنْهُ. وَأما الْقسْط فَمن رأى أَنه يبخر تَحْتَهُ قسطا فَإِنَّهُ يدل على مدحه وثنائه من أهل ذَلِك الْمَكَان وينتشر اسْمه بِالْخَيرِ وَإِن كَانَت رَائِحَته كريهة فتأويله بِخِلَافِهِ. وَمن رأى أَنه يَأْكُل قسطا فَإِنَّهُ يدل على الْحزن وَالْغَم إِن كَانَ مرا وَإِن كَانَ حلوا فَإِنَّهُ يدل على الْمَنْفَعَة. وَأما الكافور فَإِنَّهُ يدل على الثَّنَاء الْحسن والنزهة والفرح والصدق على طَرِيق الْحق. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الكافور تؤول على سَبْعَة أوجه رجل عَالم وَذهب وصديق وَجَارِيَة) جميلَة وَمَال كثير وتحسين وزينة النَّفس. وَأما الند فَإِنَّهُ يؤول بِالْبَقَاءِ وَالْخَيْر وَالثنَاء الْحسن وَقيل فِي جملَة الروائح الطّيبَة. من رأى أَي نوع كَانَ مفرا أَو مختلطاً فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْحسن وَالْفِعْل الْجَمِيل وَالْخَيْر وَالنعْمَة والنقاء وَالْبركَة والأشغال المحمودة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء مُتَفَرِّقَة من أَصْنَاف العطريات مِمَّا يصْبغ بِهِ) أما الزَّعْفَرَان فيؤول بِالْمَالِ وَالثنَاء الْحسن فَمن رأى أَن لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 833 زعفرانا فَإِنَّهُ تمدحه النَّاس بِقَدرِهِ خُصُوصا إِذا كَانَ غير مدقوق. وَمن رأى أَنه يطْبخ طَعَاما بالزعفران فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض. وَمن رأى أَن الزَّعْفَرَان ملطخ بِثَوْبِهِ أَو بجسده وَبَقِي أَثَره فَإِنَّهُ يدل على الْقسم وَقيل إِن كَانَ أحد أعطَاهُ زعفرانا غير مدقوق أَو اشْتَرَاهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة غنية. وَمن رأى أَن لَهُ زعفرانا غير مدقوق بالاحمال فَإِنَّهُ يدل على المَال وَالنعْمَة الْكَثِيرَة وَقيل من رأى أَنه يسحق زعفرانا فِي مهراس فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه مخلق بزعفران فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه بِشَارَة وسلامة وسرور لِأَنَّهُ مجرب فِي مثل هَذِه الْأُمُور. وَأما الْحمرَة فَإِنَّهَا للنسوة محمودة سَوَاء كَانَت فِي الثَّوْب أَو الْبدن وللرجال مَكْرُوهَة من حَيْثُ الْجُمْلَة وَرُبمَا تؤول للرِّجَال إِذا لطخت بالثياب بالفتنة إِلَّا أَن يرى نَفسه فِي جَامع أَو نَحوه فَإِنَّهُ يكون أخف من ذَلِك. وَأما الاسفيداج فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَرُبمَا كَانَ قيل وَقَالَ وَرُبمَا يؤول بِلبْس النسْوَة لِأَنَّهُ من مصالحهن. وَأما اللازورد فَقَالَ ابْن سِيرِين أَنه يؤول بالغم والحزن وَأكله يدل على الْمَرَض وَظُهُور آفَة فِي أَعْضَائِهِ. وَمن رأى أَنه يدهن ثَوْبه أَو بَيته أَو مَتَاعه بلازورد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا دهان اللازورد لأهل الصّلاح بِعَدَمِ التشويش. وَأما اللك فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَنْفَعَةِ من الدون.) وَمن رأى أَنه ألْقى مِنْهُ شَيْئا فِي النَّار فَإِنَّهُ يؤول بانتشار ذكره بالثناء الْجَمِيل بذلك الْمَكَان. وَمن رأى أَنه أصَاب مِنْهُ شَيْئا أَو أكله فَإِنَّهُ يُصِيب هما وغما. وَمن رأى أَنه يثبت نِصَابا بلك فَإِنَّهُ يصلح بَين اثْنَيْنِ. وَأما العصفر فالأصفر مِنْهُ يؤول بِالْمرضِ والأحمر مِنْهُ يؤول بالفتنة وَكَذَلِكَ فِي صبغه وَرُبمَا دلّ على اللَّهْو. وَأما النّيل فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَأكله يدل على السقم وَحُصُول آفَة لَهُ. وَأما الزنجفر فَإِنَّهُ يؤول بالغم والهم. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يَأْكُل زنجفرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الضعْف والسقم والهلاك. وَمن رأى أَنه بَاعَ زنجفرا أَو أعطَاهُ لأحد أَو ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على خلاصه من الْغم. وَمن رأى أَنه يكْتب قُرْآنًا وتوحيدا بالزنجفر فَإِنَّهُ مَحْمُود وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فتأويله بضده. وَأما الزنجار فَإِنَّهُ يؤول بالغم والهم وَأكله يدل على الْهَلَاك. وَأما السيلقون فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه ينقش بِهِ شَيْئا. 3 - (فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء مَخْصُوصَة من الْعطر يَأْتِي تَعْبِير كل مِنْهُمَا على حِدة) . أما السكنجبين فَإِن كَانَ حلوا طيبا فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال وَإِن كَانَ حامضا فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ أَيْضا لَكِن يحصل بالتعب وَالْمَشَقَّة. وَأما السقومونيا فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم والمضرة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل مِنْهَا يكون أبلغ وَهِي أَيْضا نقص فِي المَال والاسهال مِنْهَا مُضر وَرُبمَا يؤول بِتَلف جَمِيع المَال. وَأما السفوف فَلَا خير فِيهِ وَلَا فِي رُؤْيَاهُ. وَمن رأى أَن مَعَه سفوفا من أَي نوع كَانَ وَهُوَ يسف مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم. وَأما الترنجبين فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ مَا لم يسهل وَإِن أسهل فَإِنَّهُ يؤول بِتَلف المَال. وَأما الكثيراء فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول مَال من جِهَة بخيل دون وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّت الكثيراء على كَثْرَة الشَّيْء لاشتقاق اسْمهَا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الكثيراء تؤول بِالْمَالِ الْقَلِيل الْيَسِير.) وَأما خِيَار الشنبر فَمن رأى أَنه اسْتعْمل مِنْهُ شَيْئا لأجل الشِّفَاء وَحصل لَهُ فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَأما المحمودة فَإِنَّهَا تؤول بالخسران إِذا سهلت وَإِذا لم تسهل فَلَيْسَتْ بمضرة وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا المحمودة مَا لم تسهل فَهِيَ محمودة لاشتقاق اسْمهَا. وَأما الراوند فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَإِن رأى أَنه اسْتعْمل راوندا وَصَحَّ عَلَيْهِ ونفعه فَإِنَّهُ يؤول بِالصِّحَّةِ وَالْمَنْفَعَة. وَأما الترياق فَمن رأى أَنه اسْتَعْملهُ لأجل الدَّوَاء بِهِ فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَصِحَّة خُصُوصا إِن وَافقه. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَأما الأهليج فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم فَإِن كَانَ اسود فَإِنَّهُ يؤول بالمصيبة وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يؤول بِالسقمِ وَالْمَرَض. (فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء منسوبة إِلَى الْعطر) يَأْتِي تَعْبِير كل شَيْء مِنْهَا على حِدة. أما العلك فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يمضغ علكا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 834 فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال فِيهِ قيل وَقَالَ. وَمن رأى علكا بلعه بِلَا مضغ فَإِنَّهُ يدل على أكل مَال بِسُرْعَة وَلم يكن لأحد مُنَازعَة مَعَه. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه وضع علكا على مَكَان فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله بِقدر ذَلِك. وَأما الأشراس فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم والافتكار وَأكله مضرَّة ونقصان فِي الرزق وَمن رأى أَنه يشرس فِي شَيْء فَإِنَّهُ يدل على نظام حَاله المتفرق وصلاحه. وَأما الغراء فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة كُله مضرَّة بِسَبَب الْعِيَال. وَأما الصَّبْر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا الصَّبْر تؤول بِرَجُل عَالم علمه بِكَلَام محَال وخرافات وغرضه من ذَلِك الْعلم جمع المَال والاغترار بالدنيا لِأَن علمه لَيْسَ بمفيد لَهُ وَلَا لغيره. فَمن رأى أَنه يَأْكُل صبرا فَإِنَّهُ يدل على قبُول علم عَالم متصف بِهَذِهِ الصّفة وَإِن لم يَأْكُلهُ فبضده. وَقَالَ جَابر المغربي أكل الصَّبْر يؤول بالهم وَالْغَم بِمِقْدَار أكله. وَأما الصمغ فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين الصمغ من أَي شجر كَانَ يؤول بفضلة من مَال) وَمن رأى أَن مَعَه صمغا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فَضله من مَال أحد يخزنه. وَمن رأى أَنه أعْطى صمغا لأحد فَإِنَّهُ يدل على اعطائه من مَاله لأحد. وَقَالَ جَابر المغربي الصمغ يؤول بِمَنْفَعَة قَليلَة تصل إِلَيْهِ من رجل مَنْسُوب إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَة بِحَيْثُ إِذا رأى مَعَه صمغ اللوز وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من رجل بخيل. وَمن رأى أَن مَعَه صمغ الشمع فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من شخص مَرِيض بِقدر ذَلِك. وَمن رأى أَن مَعَه صمغا عَرَبيا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من شخص رَدِيء الفعال بِقدر ذَلِك لِأَن الصمغ الْعَرَبِيّ من شَجَرَة أم غيلَان. وَأما السعد فَإِنَّهُ يؤول بالسعادة لاشتقاق اسْمه وَهُوَ مَحْمُود لمن ملكه لَا لمن أكله. وَأما المصطي فَإِنَّهُ يؤول على أوجه من رأى أَنه يَأْكُل مصطكي فَإِنَّهُ يؤول بِأَكْل دَوَاء لأجل دَاء فِي جسده. وَمن رأى أَنه يمضغه فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة والمنازعة والقيل والقال مَعَ الْغَيْر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يمضغ مصطكي فَإِنَّهُ يدل على شكاية بِقدر مضغه. وَمن رأى أَن مَعَه مصطكي كثيرا وَلم يَأْكُل مِنْهُ وَلم يمضغ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من الْغَيْر وَمن رأى أَنه يبخر بالمصطكي فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من قبل السُّلْطَان. وَأما الكندر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يَأْكُل كندرا فَإِنَّهُ يَأْكُل دَوَاء لأجل جسده. وَمن رأى أَنه يمضغ كندرا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ أَمر يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة والقيل والقال بِقدر مضغه. وَقَالَ جَابر المغربي الكندر يؤول بالهم وَالْغَم. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يمضغ كندرا فَإِنَّهُ يدل على الْكَلَام الْهزْل بِلَا فَائِدَة. وَأما المأميران فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا المأميران تدل على الْمَرَض وَأكله أصعب. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يداوي عَيْنَيْهِ بمأميران فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أجر بِسَبَب سلوكه فِي طَرِيق الدّين وَحُصُول ثَوَاب عَظِيم. وَأما الماميثا فَإِنَّهُ يؤول أكلهَا بِالْمرضِ والألم. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه وضع الماميثا على ورم جسده فَإِنَّهُ يدل على نقص وخسارة فِي) مَاله. قَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَاهُ تؤول على أَرْبَعَة أوجه تَعب وغم وَمرض شَدِيد وعقوبة. وَأما المازريون فرؤياه فِي أَوَانه وَفِي غير أَوَانه تدل على الْهم وَالْغَم والافتكار وَأكله نُقْصَان فِي مَال وَأما المرقشيتا قَالَ ابْن سِيرِين رؤياها تؤول بالأمراض وأكلها بالبلاء الشَّديد وَرُبمَا يهْلك فِي تِلْكَ البلايا. وَأما الموميا فرؤياها هم وغم وأكلها كَذَلِك للعيال. وَأما البروج فَإِنَّهُ يؤول بِالْخدمَةِ لأحد دنيء يحصل مِنْهُ مضرَّة مِمَّن أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ نقص مَال من يَتَّصِف لذَلِك أَو حزن وَمن حَيْثُ الْجُمْلَة رُؤْيَاهُ مضرَّة وتعب وصداع. وَأما الطباشير فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَأكله حُصُول مضرَّة من قبل السُّلْطَان. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْعطر جملَة) قَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا الْعطر إِذا فاحت رَائِحَته من الْعَالم فَإِنَّهُ يؤول بِزِيَادَة الْعلم وَالْكَسْب مِنْهُ وَإِن كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يزْدَاد غنى واستفاد النَّاس مِنْهُ. وَمن رأى أَن مَعَه عطرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة بِقدر ذَلِك. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه تعطر فَإِنَّهُ يدل على حسن الثَّنَاء لَهُ من النَّاس. وَمن رأى أَنه يَبِيع النَّاس شَيْئا مغشوشا فَإِنَّهُ يدل على حسن مواعدة لَهُم ثمَّ يؤول إِلَى الْخلاف. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه صَادِق معطرا أَو صَاحبه بِحَيْثُ يتجالسان فِي مَكَان وَاحِد فَإِنَّهُ يدل على حسن مدح النَّاس لَهُ واشتهاره بَينهم بِالْمَعْرُوفِ وَحسن الثَّنَاء وَقيل رُؤْيا الْمَرْأَة المعطرة تؤول على خَمْسَة أوجه اقبال الدُّنْيَا أَو امْرَأَة ذَات ثَنَاء جميل وَخير ونعمة وسرور والعطر جملَة من أَي نوع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 835 كَانَ فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ لمن جمعه أَو رَآهُ أَو ادخره. وَمن رأى عطرا كَثِيرَة عِنْد امْرَأَة فَإِنَّهُ يؤول بانها دينة وَيكون إِصَابَته من ذَلِك إِصَابَته من دينهَا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعطر تؤول على تِسْعَة أوجه ثَنَاء حسن وَكَلَام صدق وَعلم نَافِع وطبع لطيف ومجلس علم وَرجل كريم وَقَول رجل ذِي حشمة ووقار وَدين قيم وَخبر سَار. 3 - (فصل فِي رُؤْيا البهار) وَهُوَ عدَّة أَصْنَاف يَأْتِي تَعْبِير كل وَاحِد على حِدة. أما الدَّار الصيني فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَأكله أصعب. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يسْتَعْمل الدارصيني لأجل دفع مضرَّة فَإِن نَفعه كَانَ خيرا لَهُ وَإِن لم يَنْفَعهُ فبضده. وَأما الفلفل فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ فَمن رأى فلفلا كثيرا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا ومالا وَمن رأى أَنه يَأْكُل ففلا فَهُوَ صَالح وَمن رأى أَنه يسحق فلفلا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَأما السنبل فَإِذا كَانَ طريا فَإِنَّهُ يؤول بِالنعْمَةِ وَالْمَال الْحَلَال والمدح وَالثنَاء الْحسن. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل سنبلا طريا فَإِنَّهُ يدل على أكل مَال حَلَال وَرُبمَا دلّ على حُصُول ولد ينتشر اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة. وَأما القرنفل فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْحسن فَمن رأى أَن مَعَه قرنفلا كثيرا وَهُوَ يُعْطي النَّاس مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حسن الثَّنَاء من أهل ذَلِك الْمَكَان ويشتهر اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَنه لم يُعْط شَيْئا من ذَلِك القرنفل فَإِنَّهُ يدل بِخِلَافِهِ. وَمن رأى أَنه يَأْكُل قرنفلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة لَهُ. وَأما الْجَوْز الْهِنْدِيّ فَإِنَّهُ يؤول بِكَلَام المنجمين واقسامه وَأكله بِصدق أَقْوَال المنجمين وَقيل رُؤْيا الْجَوْز الْهِنْدِيّ تؤول بِرَجُل فظ غليظ الْقلب أَو جَارِيَة هندية. وَأما جوز الطّيب فَإِنَّهُ يؤول بِطيب الْكَلَام فَمن رأى أَنه يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَمَعْرِفَة عُلُوم الشَّرْع. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. فَقَالَ ابْن سِيرِين لَا خير فِي رُؤْيَاهُ وَأكله مضرَّة وكثرته هم وغم وَقيل رُؤْيا البهار جملَة تؤول على خَمْسَة أوجه مَال وغم وتجارة تَزُول وَامْرَأَة تفارق ومكسب. (فِي رُؤْيا أَصْنَاف الأبازير وأقسامها) قَالَ الْكرْمَانِي الأبازير تؤول على أوجه مَال ونسوة وهم وَأَوْلَاد. وَمن رأى أَنه أصَاب بزرا من أَي نوع كَانَ فَإِنَّهُ يؤول بِهَذِهِ الْمَذْكُورَات على حسب الْهَيْئَة وَالْمقَام. وَقيل من رأى أَنه يسحق أبزارا وَنَحْوهَا فِي مهراس فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأبزار كل نوع على حِدة) أما الكمون فَإِنَّهُ صَالح وَرُبمَا كَانَ أكله لمن لَيْسَ بِهِ ألم هم. وَأما الكراويا فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ وَإِذا أكلت فَهِيَ على وَجْهَيْن إِن أكلهَا لأجل الدَّاء فَلَا بَأْس وَإِن لم يكن فَهُوَ هم وخصومة وسحقها نِكَاح خُصُوصا إِذا كَانَ فِي مهراس. وَأما الأنيسون فَهُوَ على وَجْهَيْن مَنْفَعَة وهم وَأكله أبلغ ويابسه أنسب من رطبه. وَأما بزر الْخَرْدَل فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَنقص مَال وَمرض وخصومة ومصيبة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ بزر الْخَرْدَل مَال من مشقة وَإِن كَانَ مرا فَإِنَّهُ يكون رَدِيء الهمة فِيهِ. وَأما بزر الحرمل فَهُوَ مَال يصلح بِهِ أَمر فَاسد وَقد اخْتلف فِيهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ بمحمود. وَأما بزر القرطم فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن حُصُول دَرَاهِم أَو هم وغم. وَأما بزر الخشخاش فَهُوَ مَال هنيء من غير تَعب وَلَا مشقة. وَأما بزر الْكَتَّان فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ وَقد اخْتلف فِيهِ هَل المَال حَلَال أَو حرَام وَرُبمَا كَانَ هما وغما. وَأما السمسم فَإِنَّهُ يؤول على أوجه رُؤْيَاهُ بازياد المَال فَمن رأى أَنه أعْطى أحد سمسما فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وَمَنْفَعَة بِقدر ذَلِك. قَالَ الْكرْمَانِي السمسم مَال تَاجر. وَقَالَ جَابر المغربي ان كَانَ عتيقا فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال وَقيل بالهم وَالْغَم. وَأما بزر الْقطن فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الَّذِي يحصل بِمَشَقَّة وَرُبمَا دلّت كثرته على تشويش الخاطر. وَأما بزر الْبِطِّيخ الْأَخْضَر فَإِنَّهُ يؤول بِولد ثقيل وَإِذا كَانَ أبلق فَهُوَ أحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 836 وَإِذا كَانَ أصفر فَهُوَ سقم وَإِذا كَانَ أسود فَهُوَ أخف. وَأما بزر الْبِطِّيخ الْأَصْفَر فَإِنَّهُ قريب من الْمَعْنى وَرُبمَا كَانَ مَالا وَرُبمَا يؤول بالابنة.) وَأما بزر القرع والقثاء وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ مَال ينْتَفع بِهِ. وَأما بزر الفجل وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول برزق حَلَال. وَأما بزر البانة فَإِنَّهُ يؤول بِطيب الْعَيْش. وَأما بزر الكراث والبصل فَإِنَّهُ يؤول بِمَال حرَام. وَأما بزر الكسفرة فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ المصلح. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ كل مَا كَانَ بزر شَيْء من المأكولات من أَي نوع سَوَاء كَانَ من الْفَوَاكِه أَو غَيرهَا مِمَّا هُوَ حُلْو فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِذا كَانَ مِمَّا هُوَ مر فَهُوَ دَاء وَرُبمَا كَانَ مَرضا وَإِذا كَانَ مِمَّا هُوَ حامض فَهُوَ مرض وسقم وَإِذا كَانَ مِمَّا هُوَ مالح أَو لَا طعم لَهُ فَهُوَ كَذَلِك وَإِذا كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل وَلَكِن ينْتَفع بِهِ فِي الزَّرْع فَهُوَ مَال ونعمة وَإِذا كَانَ مِمَّا يُؤْكَل وَينْتَفع بِهِ فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وبركة وَربح وتجارة وَقيل رُؤْيا الابازير تؤول بالتعب وَالْمَشَقَّة لِأَنَّهَا لَا تحصل إِلَّا بذلك وَكَذَلِكَ فِي زَرعهَا واستخراج مَا يسْتَخْرج مِنْهَا. وَأما أبزر الرياحين وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم خُصُوصا لمن أكل مِنْهَا. (الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتُّونَ) (فِي رُؤْيا الْبِطِّيخ والقرع وَالْخيَار والقثاء وَنَحْوهَا) أما الْبِطِّيخ الْأَصْفَر فَإِنَّهُ يؤول بِالْمرضِ والسقم خُصُوصا لمن أكله قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْبِطِّيخ وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْبِطِّيخ الْأَصْفَر يؤول بِرَجُل كثير الأحزان فَمن رأى أَنه أصَاب بطيخا أصفر وَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يَقع فِي هم لَا يجد الْخَلَاص مِنْهُ. وَأما الْبِطِّيخ الْأَخْضَر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فالحلو مِنْهُ مَنْفَعَة. وَمن رأى بطيخا أَخْضَر فِي أَوَانه يَأْكُل مِنْهُ خير من الْبِطِّيخ الْأَصْفَر وَالصغَار مِنْهُ أَجود من الْكِبَار وَلَيْسَ فِيهِ مضرَّة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى بطيخا أَخْضَر حلوا فِي أَوَانه وَيَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال غم بِمِقْدَار ذَلِك وبمقدار مَا بَقِي مِنْهُ حُصُول هم وغم. وَمن رأى أَن عِنْده بطيخا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على وُقُوعه فِي العناء وَالْبَلَاء بِحَيْثُ لَا يرى لَهُ علاج. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى بطيخا فِي أَوَانه فَإِنَّهُ يدل على امْرَأَة ذَات مَنْفَعَة وعيش. وَقَالَ أَبُو عيد الْوَاعِظ الْبِطِّيخ الَّذِي لم ينضج يدل على صِحَة الْجِسْم.) وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يَأْكُل بطيخا فَإِنَّهُ يخرج من الْغم وَإِن كَانَ فِي الْحَبْس فَإِنَّهُ يُطلق لقَوْله تَعَالَى فَابْعَثُوا أحدكُم بورقكم هَذِه إِلَى الْمَدِينَة فَلْينْظر أَيهَا أزكى طَعَاما فليأتكم برزق مِنْهُ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ هُوَ الْبِطِّيخ من أَي نوع كَانَ سَوَاء كَانَ أَخْضَر أَو أصفر وَقيل الْبِطِّيخ الْأَخْضَر يؤول بِرَجُل ثقيل الرّوح بَارِد الهمة لَيْسَ لَهُ بهاء فِي أعين النَّاس. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْبِطِّيخ مُطلقًا يؤول على خَمْسَة أوجه مرض وَامْرَأَة وَغُلَام وَمَنْفَعَة وعيش خُصُوصا إِن كَانَ حلوا. وَأما القرع فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا القرع يؤول بالرفعة خُصُوصا إِن رَآهُ على شَجَرَة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا القرع على مصاهرته مَعَ إِنْسَان وَقيل من رأى أَن فِي بَيته قرعا فِي أَوَانه يدل على النِّعْمَة وازدياد المَال وَإِن كَانَ مَرِيضا عوفي وَإِن كَانَ عبدا أعتق وَإِن كَانَ كَافِرًا أسلم وَإِن كَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ بالسلامة وَإِن كَانَ فَاسِقًا تَابَ الله عَلَيْهِ وتقضي حَاجته. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا القرع تؤول بِرَجُل عَالم ذِي خلق وطبع لطيف. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا القرع إِذا جمع يؤول بِجمع أَشْيَاء مُتَفَرِّقَة وَإِذا أكل يؤول بِعلم بِقدر مَا أكل مِنْهُ وَالْأَحْسَن الْأكل مِنْهُ إِذا كَانَ مطبوخا وَرُبمَا كره المعبرون أكله نيئا وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يؤول بالقرع. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يَبِيع القرع فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بِسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما ورد فِي الحَدِيث الصَّحِيح أَنه كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يحب الدُّبَّاء وَهُوَ القرع ويتتبعه من الْقَصعَة. وَأما الْخِيَار فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى خيارا أَخْضَر طريا فِي أَوَانه فَإِنَّهُ يدل على اسْتِمَاع كَلَام حسن أَو ميل امْرَأَته إِلَيْهِ أَو رغبتها فِيهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْخِيَار محمودة على أَي وَجه كَانَ. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْخِيَار تؤول بِالْخَيرِ والخبرة وَالْمَنْفَعَة لاشتقاق الِاسْم. وَأما القثاء فَهِيَ فِي التَّعْبِير كَحكم الْخِيَار وَرُبمَا كَانَت تؤول بِالْخَيرِ أَكثر من ذَلِك إِذا كَانَت رخصَة. وَأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 837 الفقوس فَإِنَّهُ مَكْرُوه عِنْد الْبَعْض وَقيل فِيهِ من رأى أَنه أصَاب فقوسا وَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يتهم بِسَرِقَة وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا وَهُوَ لَا يعرف إِن كَانَ هُوَ فقوسا أم قثاء فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن هم وحزن وَربح وَخير.) وَمن رأى شَيْئا من هَذِه الْأَنْوَاع مثل العجور وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا لم يستو فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ من أَي نوع كَانَ وَالله أعلم. (الْبَاب الموفي سبعين) (فِي رُؤْيا الصُّوف والوبر وَالشعر والريش وَمَا يعْمل مِنْهَا) وَهِي أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة وَأَشْيَاء مُتعَدِّدَة يَأْتِي تَعْبِير كل وَاحِد مِنْهَا على حِدته. هُوَ يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال الَّذِي لَا شُبْهَة فِيهِ لِأَنَّهُ من مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى وَمن أصوافها الْآيَة وَالصُّوف المجزوز هُوَ الْأَفْضَل. وَمن رأى أَنه يحرق صُوفًا فَإِنَّهُ يخزن مَاله للْفَسَاد. وَمن رأى صُوفًا مَعْمُولا شَيْئا من الْأَمْتِعَة فَإِنَّهُ يؤول بالنسوة الصَّالِحَات. وَمن رأى صُوفًا مبعثرا فضمه فَإِنَّهُ يؤول بوفور مَال من قبل النسْوَة. وَمن رأى أَنه يحشو صُوفًا فِي مَتَاعه فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى صُوفًا مبعثرا فضمه فَإِنَّهُ يؤول بِالِاجْتِهَادِ فِي جمع مَال مفرق ميئوس مِنْهُ. وَأما مَا يُقَام من الصُّوف برسم الملبوس فقد تقدم تَعْبِيره فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ من ذكر الملبوس وَكَذَلِكَ ألوانه. وَأما مَا يسْتَعْمل كالحبال وَمَا أشبه ذَلِك فَيَأْتِي تعبيرها فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين مَعَ ذكر الفتل وَالْحَبل. وَأما مَا يعْمل مِنْهُ الْبسط وَمَا أشبههَا فقد تقدم تَعْبِيره أَيْضا فِي مَحَله الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْوَبر) وَقَالَ الْكرْمَانِي الْوَبر من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال حَلَال وَرُبمَا كَانَ من قبل أعاجم. وَأما مَا يعْمل مِنْهُ فَإِن كَانَ مِمَّا يلبس وَهُوَ من نوع الثِّيَاب فليطلب فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ أَيْضا. وَإِذا كَانَ مِمَّا يبسط فليطلب فِي مَحَله فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ وَإِذا كَانَ مِمَّا يفتل أَو مَا اشبه ذَلِك فَحكمه كَحكم الصُّوف يَأْتِي تَعْبِيره فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين. وَأما الْأَمْتِعَة مِنْهُ وحشوها فَإِنَّهُ كَحكم الصُّوف لَا فرق بَينهمَا. وَمن رأى وَبرا كثيرا فَإِنَّهُ مَال جزيل سَوَاء ادخره أَو رَآهُ رُؤْيَة خَاصَّة. وَأما الشّعْر فَقَالَ دانيال شعر الدَّوَابّ يؤول بِيَسِير المَال فَمن رأى أَنه ملك شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ يملك مَالا يَسِيرا. وَقَالَ الْكرْمَانِي شعر الْمعز هُوَ أحسن الشّعْر وَقَالَ شعر مَا يُؤْكَل لَحْمه مَال حَلَال وطويله غزارة المَال وقصيره قلته وَشعر مَا لَا يُؤْكَل لَحْمه مَال حرَام وطويله وقصيره كَذَلِك. وَأما مَا يعْمل من الشّعْر مِمَّا يُنَاسب مَا تقدم ذكره فِي الصُّوف فيطلب فِي الْبَاب الْمَذْكُور وَكَذَلِكَ مَا يلبس مِنْهُ فيطلب فِي الْبَاب الْمُتَقَدّم كَمَا قُلْنَاهُ فِي الصُّوف. وَأما مَا يفتل فَيَأْتِي تَعْبِيره أَيْضا فِي مَحَله وَنَذْكُر بعض مَا يعْمل مِنْهُ هُنَا لكَونه مُنْفَردا عَن وَأما البلاس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي البلاس يؤول بشخص مصلح مُخْتَار فِي جَمِيع أَحْوَاله صَاحب أَمَانَة وصيانة وَقيل هُوَ مَال حَلَال خُصُوصا إِن كَانَ طَويلا وكثرته أحسن وأزيد. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى بلاسا فَإِنَّهُ يدل على الْمَرْأَة الْمصلحَة الغنية وللمرأة الزَّوْج المصلح الْغَنِيّ. وَمن رأى أَنه اشْترى بلاسا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة مصلحَة نافعة وَيحصل لَهُ مِنْهَا خير وَمَنْفَعَة. وَأما المخلاة فَإِنَّهَا خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِذا كَانَت جَدِيدَة وَأما تَعْبِير شعر الْإِنْسَان وَجُمْلَته فقد تقدم بمناسبته فِي الْبَاب التَّاسِع عشر. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الريش) هُوَ يؤول على أوجه خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الريش رياسة على قدر غزارته. وَمن رأى أَنه يحشو ريشا فِي مَتَاع فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة فليعتبر مَا حشاه ليؤول وَقيل رُؤْيا الريش جملَة تؤول بِالْمَالِ بِحُصُول مشقة وتعب وَقيل ريش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 838 مَا يُؤْكَل لَحْمه مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل مَال حرَام وَأما مَا يُقَام مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول كل نوع فِي مَحَله وبابه كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي الصُّوف وَغَيره فَمن رأى (الْبَاب الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا الْحَرِير والقطن والكتان وَمَا يعْمل مِنْهَا) وَهِي أَنْوَاع مُتعَدِّدَة وكل مِنْهَا لَهُ تَعْبِير على حِدته. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْحَرِير) هُوَ يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب حَرِيرًا فَإِن كَانَ أَبيض فَهُوَ أَجود من الملون والملون أَجود من غَيره وَقيل رُؤْيا الْحَرِير خير وَصَلَاح فِي الدَّاريْنِ وزينة خُصُوصا للنسوة. وَمن رأى حَرِيرًا وَكَانَ من ذَوي المناصب فَإِنَّهُ رفْعَة وَيحصل لَهُ مَنْفَعَة فِي الدُّنْيَا لكَونه مُتَمَكنًا مِنْهَا وَأما إِذا كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يؤول بِحسن الْآخِرَة وَقيل رُؤْيا الْحَرِير الْأَبْيَض مَنْفَعَة وَعَطَاء وَإِن كَانَ مصبوغا فَهُوَ أَجود وَإِن كَانَ أَخْضَر فَهُوَ جيد حسن وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ غير مَحْمُود وَلكنه للنِّسَاء مَحْمُود وَإِن كَانَ أسود فَهُوَ هم وغم وَإِن كَانَ أصفر فَهُوَ سقم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْخَزّ يدل على الْحَج وَاخْتلفُوا فِي الْأَصْفَر مِنْهُ فَمنهمْ من كرهه وَمِنْهُم من قَالَ أَنه لَا يكره وَلَا يحمد والأحمر مِنْهُ يدل على التجرد فِي إمعان أَمر. وَأما مَا يعْمل مِنْهُ من الثِّيَاب فقد تقدم فِي بَابه أَيْضا فِي ذكر الملبوس فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ. وَأما مَا يفتل وينسج مِنْهُ فَيَأْتِي ذكره فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين. وَأما رُؤْيا التطريز بِهِ فَهُوَ غير مَحْمُود وَرُبمَا يكون هما وغما للرِّجَال وَالنِّسَاء. وَأما الشرابة الْحَرِير فَإِنَّهَا تؤول على خَمْسَة أوجه عز وَولد وَمُرَاد وسفر وللمرأة زوج وللرجل امْرَأَة. وَمن رأى شرابة معلقَة سَوَاء كَانَت عَلَيْهِ أَو على شَيْء فَهُوَ خير على كل حَال لَيْسَ فِيهِ) مضرَّة. وَأما البند الْحَرِير فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وللمنفعة فَمن رأى بندا مِمَّا هُوَ مَنْسُوب إِلَى الْمُلُوك والأمراء فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن فَإِنَّهَا شهرة لَهُ. وَمن رأى أَنه يحمل بندا فَإِنَّهُ عز وَرَفعه وَأحسن مَا يرى فِي البنود السلطاني وَلَا تضر صفرته وَكَذَلِكَ الخليفي وَقيل رُؤْيا البند تؤول بِالْمَرْأَةِ فَيعْتَبر اللَّوْن فِي ذَلِك فَإِن كَانَ أَبيض أَو أَخْضَر فالمرأة صَالِحَة وَإِن كَانَ أَحْمَر أَو أَزْرَق فالمرأة سوء وَإِن كَانَ أسود فالمرأة مشئومة وَإِن كَانَ ملونا فالمرأة فاسقة. وَأما مَا يعْمل من الْحَرِير كالأعلام والشطف والصناجق وآلات الْحَرْب فقد تقدم تَعْبِيره فِي الْبَاب 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْقطن) هُوَ يؤول على تِسْعَة أوجه قيل ستر وَمَنْفَعَة وَمَال وَكِسْوَة ووقار وهيبة وَدين وَخير وَأمر مَحْمُود. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يجمع الْقطن فَإِنَّهُ يحصل مَالا حَلَالا وَإِن ادخره فِي مَتَاع فَإِنَّهُ يدّخر لِعِيَالِهِ. وَمن رأى أَنه يحشو قطنا فِي وسَادَة أَو مَا اشبه ذَلِك فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَمن رأى أَنه يندف الْقطن فَإِنَّهُ يُخَاصم إنْسَانا وَيتَكَلَّم بِمَا لَا يَلِيق بِهِ وَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على رجل ذِي مَنْفَعَة وَكسب من فعل. وَأما مَا يعْمل مِنْهُ من الثِّيَاب فقد تقدم تَعْبِيره كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ مفصلا. وَأما الأكفان فقد ذكرت أَيْضا فِي ذكر الْأَمْوَات وَأما الفتل والنسيج فيأتيان فِي مَحلهمَا فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الْكَتَّان) هُوَ يؤول بِالْمَالِ الْحَلَال بِمِقْدَار مَا رَآهُ وَهُوَ فِي علم التَّعْبِير أدنى من الْقطن والكتان الْأَبْيَض النقي الْبيَاض أحسن من الْأَصْفَر والطويل أحسن من الْقصير. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه ملك كتانا فَإِن معيشته تحسن وَرُبمَا كَانَ الْكَتَّان شغلا عَالِيا ومنفوضه أحسن من قشه. وَأما مَا يعْمل مِنْهُ من الثِّيَاب فقد تقدم تَعْبِيره أَيْضا فِي مَحَله فِي بَاب الملبوس وَالثيَاب وَأما مَا يسْتَعْمل مِنْهُ من الْأَمْتِعَة فقد تقدم تَعْبِيره فِي مَحَله فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 839 وَأما الْغَزل والفتل والنسج فَيَأْتِي تعبيرها فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْكَتَّان تدل على وَجْهَيْن مَال حَلَال وَمَنْفَعَة. (الْبَاب الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا المواعين والأواني وَنَحْوهَا) وَهِي جملَة أَنْوَاع نذْكر مِنْهَا كل نوع وَمَا يخْتَص بِهِ وَتَعْبِيره على حِدة. أما المنخل فَمن رأى أَنه ينخل فَإِنَّهُ يؤول بِاجْتِهَادِهِ فِي أَمر وَيكون تَحْصِيله فِيهِ بِقدر مَا نخل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المنخل يؤول بِرَجُل تجْرِي على يَده الْأَمْوَال الشَّرِيفَة لِأَن الدَّقِيق شرِيف. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المنخل يؤول على أَرْبَعَة أوجه رجل مصلح وَامْرَأَة فضولية وخادم رَدِيء وَمَنْفَعَة قَليلَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الغربال يؤول بناقد الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير والمميز بَين الْكَلَام. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يغربل فَهُوَ على وَجْهَيْن مَا أَن يكنس أَو ينْقد دَرَاهِم وَنَفس الغربال يؤول بِالْمَرْأَةِ وَالْخَادِم وَقيل الغربلة محمودة لِأَنَّهُ أَمر مَحْمُود. وَقَالَ ابْن سِيرِين الغربال خَادِم مُمَيّز ظريف فَمن رأى أَن لَهُ غربالا أَو أعطَاهُ إِيَّاه أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خَادِم بِالصّفةِ الْمَذْكُورَة. وَمن رأى أَن غرباله قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك خادمه أَو إباقه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يغربل شَيْئا للنَّاس من الْحُبُوب فَإِنَّهُ يدل على أَنه يفعل شَيْئا يكون مَنْفَعَة للنَّاس ومضرة لَهُ. وَمن رأى أَنه يغربل لنَفسِهِ لَا لغيره فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول مَنْفَعَة لَهُ.) وَقَالَ جَابر المغربي الغربال يؤول على أَرْبَعَة أوجه خَادِم عبد وصديق شفوق وتلميذ وَرجل ذكي. وَأما العلب فَإِنَّهَا تؤول بالنسوة كَمَا أَن الصحاف تؤول بذلك وَمَا كَانَ مَنْسُوبا للعطر فَهُوَ سَاحر للنسوة وَمَا كَانَ مَنْسُوبا للحلوى فَإِنَّهُ نسْوَة حسان. وَأما الإبريق فَإِنَّهُ يؤول بالخادم وَكلما كَانَ صَبَّابًا كَانَ أخدم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الإبريق يؤول على أحد عشر وَجها امْرَأَة وخادم وَجَارِيَة وقوام الدّين وَصَلَاح الْجَسَد وَعمر طَوِيل وَمَال ونعمة وَخير وبركة وميراث من جِهَة النِّسَاء. وَأما الدست فَإِنَّهُ يؤول بِقِيمَة الْبَيْت الَّتِي تكون صَالِحَة ستيرة. وَقَالَ الْكرْمَانِي إِذا رأى فِي الدست شَيْئا من الْحَلْوَى أَو الطَّعَام اللَّطِيف فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من قيمَة الْبَيْت وَإِذا كَانَ بِخِلَافِهِ فتأويله بضده. وَأما الْقدر فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى فِي دَاره قدورا وَالنَّاس عَلَيْهَا متلاقون فَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض فَهُوَ مَوته. وَمن رأى مَرِيضا يَأْكُل من قدر فَإِنَّهُ قرب أَجله وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة الْقدر على كَبِير الْبَيْت. وَمن رأى أَنه حول قدرا فَرُبمَا يتَحَوَّل ذَلِك الْكَبِير. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى قدرا يطْبخ فِيهَا إِن كَانَ فِيهَا لحم أَو طَعَام فَإِنَّهُ يُحَرك رجلا فِي طلب مَنْفَعَة وَإِن لم يطْبخ فَإِن الْمَنْفَعَة تكون حَرَامًا وَإِن لم يكن فِي الْقدر لحم فَإِنَّهُ يُكَلف رجلا فَقِيرا مَا لَا يُطيق وَقدر الفخار رجل يظْهر نعْمَته للنَّاس عُمُوما ولجيرانه خُصُوصا وَقيل الْقدر الجديدة امْرَأَة وَقيل قيم الْبَيْت. وَمن رأى أَنه وضع الْقدر على النَّار ليطبخ شَيْئا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من ملك مَال وَمَنْفَعَة بِقدر عظم الْقدر وصغرها وَقيل الْقدر قيم الْبَيْت أَو قِيمَته فَكل مَا رأى فِيهَا من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول عَلَيْهِمَا. وَمن رأى فِي قدر لَحْمًا أَو طَعَاما فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رزق مَجْمُوع بِغَيْر تَعب وانكسار الْقدر يدل على هَلَاك الْقيم أَو الْقيمَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْقدر تؤول على خَمْسَة أوجه امْرَأَة وقيم الْبَيْت وَرَئِيس الْمَدِينَة وخادم وتوكل على الْحَوَائِج.) وَأما الباطنية فَإِنَّهَا تؤول بِجَارِيَة سَمِينَة يعاشر مَعهَا وَيحصل لَهُ مِنْهَا مَا يتَمَنَّى. وَأما الْمكيل فَإِنَّهُ يدل على نظام الْأُمُور والانصاف والصدق مَعَ النَّاس خُصُوصا إِذا كَانَ الْكَيْل مُسْتَقِيمًا. وَمن رأى أَن الْمكيل انْكَسَرَ أَو احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك مَاله. وَمن رأى أَنه يَكِيل بالمكيل شَيْئا إِن كَانَ من أهل الْعلم فَإِنَّهُ يصير قَاضِيا وَإِن لم يكن من أهل الْعلم فَإِنَّهُ يذهب إِلَى القَاضِي بِسَبَب حُكُومَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَكِيل بالمكيال فَإِنَّهُ يَسْتَقِيم فِي الْأُمُور حَاله. وَأما المقلاة فَإِنَّهَا تؤول بخادم الْبَيْت الَّذِي يقْصد خزن مَا فِي يَد سَيّده لأجل عِيَاله. وَمن رأى أَنه يَأْكُل فِيهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير من الْخَادِم وَإِن كَانَ مَا أكل فِيهَا شَيْئا حامضا فَإِنَّهُ هم وغم. وَأما الطشت فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطشت جَارِيَة أَو خَادِم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 840 وَمن رأى كَأَنَّهُ يسْتَعْمل طشتا من نُحَاس فَإِنَّهُ يبْتَاع جَارِيَة تركية لِأَن النّحاس يحصل من التّرْك وَإِن كَانَ الطشت من فضَّة فَإِن الْجَارِيَة الَّتِي يبتاعها رُومِية وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة جميلَة تَأمر بِمَا لَا يَسْتَطِيع وتكلفه بِمَا لَا يُطيق وَإِن كَانَ من زجاج فجارية سفيلة وَإِن كَانَ من بلور فحرة يتَزَوَّج بهَا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الطشت يؤول بِامْرَأَة أَو جَارِيَة نافعة. وَأما التبغار فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة تَأْخُذ بخواطر أَهلهَا وتفرح قُلُوبهم وَتَكون آمره لأَهْلهَا بالصلاح وَطَرِيق الْخَيْر وتمنعهم من الشَّرّ وَالْفساد وتأمرهم بِالتَّوْبَةِ. وَأما الْقدح فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ فَمن رأى أَنه أعْطى قدحا وَبِه مَاء يشرب وَشرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة أَو يَشْتَرِي جَارِيَة وَيحصل لَهُ مِنْهَا ولد صَالح يستريح بِهِ وَإِن كَانَ فِيهِ نَبِيذ وَشرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد مُفسد سيء الفعال لَا يستريح مِنْهُ. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن لَهُ قدحا وَقد تكسر وتبدل مَا فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت زَوجته وسلامة وَمن رأى قدحا فَارغًا فَإِنَّهُ يؤول بِعَدَمِ الْأَوْلَاد. وَمن رأى قدحا فرغ مَا بِهِ سَوَاء شربه أَو كَبه فَإِنَّهُ يؤول بِقرب أَجله وَإِن كَانَ فِيهِ مَا يكره طعمه فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَوْتِ.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْقدح يؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة وَجَارِيَة وخادم ميسر لحوائج الْبَيْت وَأما الحقة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة وَجَارِيَة. وَأما الخابية فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة تكون فَائِدَة الْبَيْت من قبلهَا وَقَالَ الْكرْمَانِي إِنَّهَا تؤول على وَجْهَيْن إِذا كَانَت فِي الْبر فَهِيَ كنز وَإِذا كَانَت فِي الدَّار فَهِيَ امْرَأَة غنية. وَمن رأى خابية فِي دَاره وَالنَّاس يَنْتَفِعُونَ بِمَا فِيهَا فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول مَال يحزن فِي طَرِيق الْخَيْر. وَأما البرنية فَإِنَّهَا تؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة وخادمة صَادِقَة وَرَسُول ثِقَة. وَأما العكة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه إِذا كَانَت للعسل فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل عَالم ينْتَفع النَّاس بِعِلْمِهِ وَإِذا كَانَت للبن فَإِنَّهُ رجل يجْرِي على يَده مَال حَلَال بالانفاق فِي الْخيرَات كالرباط والمساجد والقناطر وَغَيرهَا. وَمن رأى أَن لَهُ عكة فَإِنَّهُ يصاحب رجلا بِهَذِهِ الصّفة وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ العكة تؤول بِرَجُل دنيء واصابة العكة من الْعَسَل اصابة غنيمَة من رجل دنيء وَكَذَلِكَ عكة السّمن وعكة النفط استفاده مَال حرَام من رجل كَافِر شرير والنفخ فِيهَا يدل على الابْن لقَوْله تَعَالَى فنفخنا فِيهِ من رُوحنَا وَكَذَلِكَ النفخ فِي الجراب. وَأما المغزل فَإِنَّهُ يدل على الْبِنْت وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا أخذت بِيَدِهَا مغزلا إِن كَانَت حُبْلَى فَإِنَّهَا تَلد بِنْتا أَو أمهَا تَلد بِنْتا والا امْرَأَة من أقاربها إِن كَانَت حَامِلا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن بِيَدِهَا مغزلا بِهِ ثقالتان فَإِنَّهَا تتَزَوَّج هِيَ وَأُخْتهَا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنه انْكَسَرَ فَإِن بنتهَا تَمُوت أَو أُخْتهَا تَمُوت. وَقَالَ الْكرْمَانِي المغزول رجل يُسَافر وَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة تتَزَوَّج بِرَجُل مُسَافر وَإِن رَأَتْ امْرَأَة إِن ثقاله مغزلها وَقعت فَإِن محبتها تَنْقَطِع من زَوجهَا أَو تَمُوت بنتهَا. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يغزل بِهِ فَإِنَّهُ يدل على الْغم وللمرأة فَرح وسرور. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا المغزل تؤول على ثَلَاثَة أوجه رجل مُسَافر أَو امْرَأَة أَو خَادِم وَأما الدولاب فَإِنَّهُ يؤول بمعيشة الْإِنْسَان وَكَسبه فَمن رأى أَن دولابه دائر فمحمود. وَأما الدَّلْو فَقَالَ الْكرْمَانِي الدَّلْو رجل يسْتَخْرج الْأَمْوَال بِغَيْر معرفَة. وَمن رأى دلوا مملوءا وَهُوَ يَسْتَقِي مِنْهُ يحصل لَهُ مَال بالتعب وَالْمَشَقَّة بِقدر مَا فِي الدَّلْو. وَمن رأى الدَّلْو فَارغًا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير قَلِيل. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا كَانَ الدَّلْو جَدِيدا نظيفا فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته بِرَجُل يَأْخُذ الْأَمْوَال) وَأما الزنبيل فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ وَقَالَ الْكرْمَانِي الزنبيل خَادِم وَقيل مَال ونعمة وَعمر طَوِيل وَخير وبركة وقوام دين وميراث من قبل النِّسَاء وَقيل الزنبيل يدل على العَبْد. وَأما الجرة فَإِنَّهَا تدل على الجير الْمُنَافِق يضيع على يَده أَمْوَال النَّاس وَقَالَ الْكرْمَانِي الجرة جَارِيَة أَو خَادِم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الجرة تؤول على تِسْعَة أوجه أجِير مُنَافِق وَامْرَأَة وَجَارِيَة وقوام دين وَصَلَاح الْبدن وَعمر طَوِيل وَمَال ونعمة وميراث من قبل النِّسَاء. وَأما المكحلة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة تذكر الله تَعَالَى دَائِما وَتَدْعُو النَّاس إِلَى الصّلاح وَالْخَيْر وَتَكون دينة ذَات أَمَانَة. وَأما السطل فَإِنَّهُ يؤول بخادم الْبَيْت وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه اشْترى سطلا جَدِيدا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة سَمِينَة جميلَة. وَمن رأى أَن سطله قد انتقب فَإِنَّهُ يدل على عيب ونقصان فِي جسم تِلْكَ الْجَارِيَة. وَأما السكرجة فَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق السكرجة تؤول على عشرَة أوجه امْرَأَة وخادم وَجَارِيَة وقوام الدّين وَصَلَاح الْجَسَد وَطول عمر وَمَال ونعمة وَكَلَام طيب لطيف وميراث من قبل النِّسَاء. وَأما الملزمة فَهِيَ على أَنْوَاع مِنْهَا مَا يعصر بِهِ وَمِنْهَا مَا يكبس بِهِ وَهِي فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 841 علم التَّعْبِير نوع وَاحِد أما مَا يعصر بِهِ فَلَيْسَ بمحمود فَمن رأى أَنه يعصر فِي الملازم فَإِنَّهُ يؤول بالمذلة والاهانة وَأما مَا هِيَ مخصومة بالكبس فَلَا بَأْس بهَا وَرُبمَا تؤول بِامْرَأَة شريرة. وَأما الصندوق فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي الصندوق يؤول بِالْمَرْأَةِ وَقيل الصندوق عز وجاه. وَمن رأى أَنه أَخذ صندوقا جَدِيدا كَبِيرا أَو اشْتَرَاهُ أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والجاه بِقدر ذَلِك أَو يتَزَوَّج بِامْرَأَة. وَمن رأى أَن صندوقه قد انْكَسَرَ أَو ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان عزه وجاهه وَمرض قلبه أَو تَمُوت امْرَأَته. وَقَالَ جَابر المغربي الصندوق الْجَدِيد الْكَبِير النَّظِيف يدل على امْرَأَة جميلَة صَالِحَة سخية وَإِن كَانَ عتيقا صَغِيرا فتأويله بِخِلَافِهِ. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الصندوق يؤول على أَرْبَعَة أوجه عز وجاه ومرتبة وَامْرَأَة.) وَأما الصيني فَقَالَ الْكرْمَانِي الصيني خادمة وَإِذا كَانَ شفافا نظيفا فَإِن تِلْكَ الخادمة تكون جميلَة وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ ابْن سِيرِين الصيني جَارِيَة تسلم حوائج الْبَيْت بِيَدِهَا. وَمن رأى بِيَدِهِ صينياً أَو اشْتَرَاهُ أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول امْرَأَة خادمة أَو جَارِيَة. وَمن رأى أَنه فَقده فَإِنَّهُ يؤول بإباق ذَاك وكسره يؤول بِمَا كَانَ الْمَوْت عَائِدًا على نَفسه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الصيني تؤول على أَرْبَعَة أوجه امْرَأَة وخادمة وَجَارِيَة وَمَنْفَعَة من قبل النسْوَة. وَأما الطاسة فتأويلها كتأويل الْمشْربَة وَلَكِن يُقَال ان الطاسة سَبَب المعاش. وَأما الْخَتْم من أَي نوع كَانَ لأي صنف كَانَ فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ والرفعة خُصُوصا لمن ختم لَهُ. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن ملكا أعطَاهُ ختما ليختم بِهِ فَإِنَّهُ أبلغ فِي الرّفْعَة والجاه. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن ملكا أعطَاهُ ختما ليختم بِهِ فَإِن كَانَ لائقا للمنصب يَنَالهُ وَيحصل لَهُ من الْملك تمكن وَإِن لم يكن لائقا فَإِنَّهُ مَنْفَعَة على كل حَال. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْخَتْم يؤول على خَمْسَة أوجه رفْعَة وجاه وادخار شَيْء وَجمع مَال ونعمة. وَأما الطَّبَق فَإِنَّهُ يؤول بخادم يقوم بمصالح الدَّار وَقت الْفَرح وَالسُّرُور فَمن رأى طبقًا فَإِنَّهُ يسر خُصُوصا إِن كَانَ فِيهِ شَيْء. وَقَالَ الْكرْمَانِي الطَّبَق يؤول بالجارية فمهما رأى من زين أَو شين فَهُوَ عَائِد فِيهَا. وَقَالَ جَابر الصَّادِق الطَّبَق يؤول على أَرْبَعَة أوجه خَادِم الْمجْلس وَالْجَارِيَة وَفَائِدَة من قبل النِّسَاء وهدية بِمِقْدَار قِيمَته. وَأما المجمرة فَإِنَّهَا تؤول بالغلام وَالْخَادِم الَّذين يحصل مِنْهُمَا الشَّفَقَة على صَاحبهَا وَالنَّاس يثنون عَلَيْهِمَا فمهما رَآهُ فِيهِ من زين أَو شين كَانَ عَائِدًا عَلَيْهِمَا وَإِن كَانَت من مَعْدن فينسبان لذَلِك الْمَعْدن الْخَاص بِهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المجمرة تؤول بأديب يحصل مِنْهُ لصَاحِبهَا ثَنَاء حسن. وَأما الغلاف فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين يؤول بِالْمَرْأَةِ وَقيل الغلاف للعازب زواج وللمتزوج مَنْفَعَة.) وَأما المقلاع فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين المقلاع يؤول بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِ فَمن رأى أحد يرْمى عَلَيْهِ بمقلاع فَإِنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أُصِيب من المقلاع فَإِنَّهُ يصاب بدعوة وَآفَة. وَقَالَ جَابر المغربي المقلاع يؤول بالغم والحزن وَالْكَلَام الخشن لمن يَرْمِي خُصُوصا لمن يرْمى بِهِ عَلَيْهِ. وَأما القالب فَإِنَّهُ يؤول بالخادم ورؤيا القوالب الْكَثِيرَة تدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة من جِهَة الْخَادِم وَأما الْقرْبَة فَإِنَّهَا تؤول بِعَجُوزٍ تسلم إِلَيْهِ الْأَمْوَال وَمن رأى فِيهَا مَا يحمد مثل المَاء والحلاب وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهَا جَيِّدَة تفرق بَين الْحَلَال وَالْحرَام وَإِن كَانَ فِيهَا مَا يكره كَالْخمرِ وَمَا أشبهه فَإِنَّهَا بضده. وَأما الصفن فَإِنَّهُ يؤول بِالسَّفرِ فَإِن كَانَ جَدِيدا وَفِيه مَاء صَاف فَإِنَّهُ يحصل لَهُ فِي ذَلِك السّفر خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَأما الكراز فَإِنَّهُ يؤول بخادم السّفر فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين يعبر فِيهِ وفراغ المَاء مِنْهُ انْقِضَاء الْأَجَل. وَأما الْكوز فَإِن كَانَ من مَعْدن فَإِنَّهُ يؤول بخادم وَإِن كَانَ من طين فَإِنَّهُ يؤول بالجارية بِمِقْدَار مَا رَآهُ وَقَالَ جَابر المغربي الْكوز يؤول بِالْمَالِ وَالنعْمَة وَإِن كَانَ الْكوز من خشب فَإِنَّهُ يدل على جمعه المَال بالحيلة وَلَا يكون لَهُ بَقَاء. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى بِيَدِهِ كوز وَبِه ميزاب مِنْهُ فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة فِي دبرهَا. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْكوز يؤول على أحد عشر وَجها امْرَأَة وخادم وَجَارِيَة وقوام دين وَصَلَاح جسده وَعمر طَوِيل وَمَال ونعمة وَخير وبركة وميراث من جِهَة النِّسَاء إِن شرب مِنْهُ مَا بِهِ. وَأما القفص فَلَا خير فِي رُؤْيَاهُ لِأَنَّهُ يؤول بالضيق والسجن والهم وَالْغَم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ القفص الْكَبِير الَّذِي يحبس فِيهِ الدَّجَاج يدل على دَار فَمن رأى كَأَنَّهُ ابْتَاعَ قفصا على هَذِه الصّفة حصر فِيهِ دجَاجَة فَإِنَّهُ يبْتَاع دَارا وينقل امْرَأَته إِلَيْهَا. وَمن رأى أَنه وضع القفص على رَأسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 842 وَطَاف بِهِ السُّوق فَإِنَّهُ يَبِيع دَاره وَيشْهد الشُّهُود. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق القفص يؤول على ثَلَاثَة أوجه حبس ومضيق وَدَار النّحاس وَإِذا كَانَ فِي القفص طير فَإِنَّهُ يدل على سوء حَال من يدل عَلَيْهِ ذَلِك الطير.) وَأما الْقنْدِيل فَإِنَّهُ يؤول بِالْعبَادَة وَالطَّاعَة إِذا كَانَ موقودا وَبَقِيَّة الْكَلَام تقدم عِنْد ذكر النَّار. وَأما مَنَارَة السراج فَإِنَّهَا خَادِم فمهما رأى فِيهَا من زين أَو شين يؤول فِيهِ والسراج خَادِم أَيْضا وَقد تقدم الْكَلَام فِي نوره مَعَ ذكر الْقنْدِيل فِي الْبَاب الْمَذْكُور. وَأما القنينة فَإِنَّهَا تؤول بالخادم الَّذِي مِفْتَاح الْبَيْت فِي يَده مفوضا إِلَيْهِ. وَمن رأى أَن فِي القنينة ماءاً أَو حلابا يشرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على المَال من ذَلِك الْخَادِم وَأما الْقَصعَة إِذا كَانَت فارغة فَلَيْسَتْ بمحمودة وَرُبمَا دلّت على التعطيل وَإِذا كَانَ فِيهَا مَا يُؤْكَل وَيسْتَعْمل مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بِالسَّفرِ وَحُصُول الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة. وَأما المغرفة فَإِنَّهَا تؤول بالخادم الْمُتَصَرف فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين يؤول فِيهِ. وَأما مغرفة النَّار فتؤول بِمن هُوَ قَائِم فِي خدمَة السُّلْطَان وَيَقْضِي أشغال النَّاس. وَأما الصحن فَإِنَّهُ يؤول بالجارية الَّتِي يرى الْإِنْسَان مِنْهَا مَا يُحِبهُ. وَأما الهاون وَيَده فيؤلان بالشريكين اللَّذين لَا يَنْفَكّ بعضهما من بعض وَإِذا كَانَا مَعًا يدلان على فائدتهما لصاحبهما. وَمن رأى وَاحِدًا مِنْهُمَا فَإِنَّهُ يدل على عدم فَائِدَة. وَمن رأى أَن مَعَه هاونا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَفَائِدَة من شَرِيكَيْنِ بِمِقْدَار عظم الهاون وصغره. وَمن رأى أَنه يدق فِي الهارون شَيْئا إِن كَانَ ذَلِك من المأكولات فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة بالمشقة بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَ من الْأَدْوِيَة فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِن كَانَ من الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان المَال وَإِن كَانَ من الْأَدْوِيَة القابضة فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة المَال وَإِن كَانَ من أدوية الْعين فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الدّين. وَأما الجرن والمهراس فَإِنَّهُمَا يؤولان بالنسوة فَمن رأى أَنه يدق شَيْئا من ذِي الْحَرَارَة فيهمَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَكَثْرَتهَا لَيست بمذمومة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المهراس يؤول بِرَجُل يعْمل ويتحمل الْمَشَقَّة فِي إصْلَاح أُمُور يعجز غَيره عَن إصلاحها. وَأما المصقلة فَإِنَّهَا تؤول على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة والأبيض مِنْهَا أصلح وَقيل المصقلة تؤول بالخادم أَو الْجَارِيَة والصقل بهَا يؤول بنتاج أَمر وَإِظْهَار أبهة وَكَذَلِكَ الكورة من هَذَا الْمَعْنى.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا المصقلة تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة وخادم وَجَارِيَة وَمَال وأدب وَولد وَشِرَاء غُلَام وكل زين أَو شين يرى فِيهَا فَإِنَّهُ يؤول بِهَذِهِ الْمَذْكُورَات. وَأما الْمشْط فَإِنَّهُ يؤول بِالرِّجَالِ الْمُنَافِقين مَعَ الْأَصْحَاب ظَاهرا خالين من الْحبّ وَالنّسب فِي دينهم نفاق. وَأما الْمشْط الْحَدِيد فَإِنَّهُ يؤول بِرِجَال نافعين وَقيل الْمشْط يؤول على عشرَة أوجه خُصُوصا لمن تمشط خير وَمَنْفَعَة وَفَرح وَقَضَاء دين وَحُصُول مَقْصُود وموافقة وبهاء وَسنة وَذكر وسعادة. وَأما السِّوَاك فَإِنَّهُ يؤول بِالْأَجْرِ وَالْمَنْفَعَة فَمن رأى أَنه يستاك فَإِنَّهُ يحسن لمن نسب إِلَيْهِ ذَلِك وَقيل يحسن لأهل بَيته وأقاربه. وَأما السبحة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالدّين وَالصَّلَاح خُصُوصا لمن ملكهَا أَو سبح بهَا. وَأما الْكيس فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ وَغَيرهَا وَقيل من رأى شَيْئا فِي الْكيس من الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير أَو مَا أشبههَا فَإِنَّهُ يدل على النِّعْمَة وَالْخَيْر بِقدر مَا رأى والكيس الفارغ ضِدّه وَرُبمَا دلّ الْكيس الفارغ على قرب أَجله لِأَن الْكيس فِي التَّأْوِيل جَسَد الرجل. وَحكى أَن رجلا أَتَى أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ رَأَيْت كَأَنِّي فتحت كيسا فَمَا وجدت فِيهِ شَيْئا فَقَالَ لَهُ الْكيس جَسَد الْإِنْسَان وَالدَّرَاهِم كَلَامه وَذكره فَحَيْثُ مَا وجدت فِي الْكيس شَيْئا فَإِنَّهُ يؤول على قطع حَدِيثك من الدُّنْيَا فَلَمَّا رَجَعَ الرجل مُتَوَجها إِلَى بَيته رفسه فرس فَقتل وَكَذَلِكَ إِذا رأى كيسه منكوسا مقلوبا بِحَيْثُ خرج كل شَيْء فِيهِ لم يبْق فِيهِ شَيْء. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى كيسه مَقْطُوعًا فَإِنَّهُ يدل على افشاء سره. وَمن رأى أَنه خيط قطع كبسه فَإِنَّهُ يدل على كتم سره وَإِن وضع على كيسه ختما فَهُوَ حفظ لسره. وَمن رأى أَنه ختم كيسه وَهُوَ فارغ فَإِنَّهُ يؤول على كتم كذب كَلَامه. وَمن رأى أَن كيسه ضَاعَ فَإِن كَانَ فِيهِ دَرَاهِم فَإِنَّهُ يدل على نصيحته لغيره وتضيع كَلَام وَإِن لم يكن فِيهِ دَرَاهِم فَإِنَّهُ يدل على كذبه. وَمن رأى أَنه أعْطى كيسه لامْرَأَته أَو لجاريته فَإِنَّهُ يدل على تعلق قلبه واشتغاله بِغَيْرِهِ. وَمن رأى خياطته مَقْلُوبَة فَإِنَّهُ يدل على تعلق قلب عِيَاله بِالْغَيْر.) وَمن رأى أَن فِي كيسه دَرَاهِم مبهرجة فَإِنَّهُ يدل على اشْتِغَال قلبه بخصومات ملونة. وَمن رأى أَنَّهَا تبددت من كيسه فَإِنَّهُ يَنْقَطِع عَن الْخُصُومَات وَقيل من رأى فِي كيسه دَرَاهِم مبهرجة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 843 كَثِيرَة فَإِن كَانَ تَاجِرًا يدل على إفلاسه وَإِن كَانَ غير تَاجر فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ ملكا فَإِنَّهُ يعْزل. وَقَالَ السالمي من رأى كيسا فِيهِ شَيْء فَإِنَّهُ يؤول بخيره وشره فليعتبر مَا كَانَ فِيهِ. وَمن رأى كيسه قد فتق وَذهب مَا فِيهِ فَإِن الْكيس يؤول بالجسد وَالْمَال يؤول بِالزَّوْجِ. وَمن رأى فِي كيسه دودة فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا أحد يخونه أَو قرب أَجله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْكيس الفارغ تؤول على أَرْبَعَة أوجه حسد وسر مَكْتُوم وفقر ومذلة. وَأما الْخُرُوج فَإِنَّهُ يؤول بالفرج من الهموم والغموم خُصُوصا لمن ملكه. وَأما الغرارة فَإِنَّهَا تؤول بقلب الرجل الْعَالم الْعَارِف وَقيل أَنه الْقلب فَقَط مِمَّا أدخر فِيهِ من الْخَيْر وَالشَّر وَدَلِيل ذَلِك أَن عليا كرم الله وَجهه قَالَ إِن الْقُلُوب أوعية فَخَيرهَا أوعاها. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الغرارة الْكَبِيرَة الجديدة تدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَالصَّغِيرَة الضعيفة على الْخَيْر الْقَلِيل والعتيقة والمقطعة تدل على الْمضرَّة والهم وَالْغَم وَقيل الْعدْل مُشْتَقّ من الْعدْل وَالْعَدَالَة وَهُوَ مَحْمُود على كل حَال. وَأما الخوان وَهُوَ السماط فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى خوانًا ممدودا وَعَلِيهِ مَا يُؤْكَل فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة والعز والدولة. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الخوان الْمَمْدُود بالأطعمة يؤول بِالرجلِ الشريف وَكَثْرَة الْخَيْر وَقيل يؤول بالأصدقاء الْكَثِيرَة وَقيل أَنه دين ورفعة إِذا لم يُؤْكَل مِنْهُ الطَّعَام على الخوان وَهُوَ دَلِيل على طول الْعُمر. وَمن رأى أَن على خوان ألوانا من الْأَطْعِمَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رزق وَنصب لَهُ ولعياله وَقيل رُؤْيا الخوان عز وَفرج وانتظام شغل. وَأما السفرة فتؤول بالمحاربة وبالسفر وَأما الْأكل على السفرة والخوان فَيَأْتِي تَعْبِيره فِي الْبَاب الَّذِي يَلِي هَذَا الْبَاب. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا جملَة الأوعية والمواعين وَمَا يُنَاسب ذَلِك من الْأَمْتِعَة فَإِنَّهَا خير وَمَنْفَعَة) ومملوؤه خير من فارغه وجديدة خير من عتيقه وَقيل إِن ذَلِك جَمِيعه يؤول بالنسوة وَالْخَادِم والجواري فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فَهُوَ يؤول فِيهِنَّ وَالله أعلم بِالصَّوَابِ. (الْبَاب الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ) (ومدها على الأسمطة والموائد وَنَحْوهَا) أما المأمونية فَإِنَّهَا تؤول بالرزق الْحَلَال وَالْخَيْر وَالْمَنْفَعَة لِأَنَّهَا من مآكل الْمُلُوك. وَأما الشواء فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشواء من اللَّحْم الغنمي يدل على أكل مَال بتعب وَمن اللَّحْم البقري يدل على الْأَمْن فِي تِلْكَ السّنة وَلحم الخروف والسخل يدل على حُصُول قَلِيل من المَال والود. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم شواء الطير فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال بمكر وحيلة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل شواء لحم الْفروج فَإِنَّهُ يدل على حُصُول قَلِيل من المَال بمكر وحيلة من جِهَة النِّسَاء. وَأما الكوارع فَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا كوارع الْغنم خير وَمَنْفَعَة والكوارع سَعَة فِي الرزق. وَقَالَ جَابر المغربي هُوَ مَال الْأَيْتَام. وَأما التتماج فَمن رأى أَنه يَأْكُل تتماجا بِلَحْم غنم أَو بِلَحْم خروف وَلبن حُلْو فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة من قبل الاجناد وَإِن كَانَ بِلَحْم بقر أَو بِلَحْم أرنب وقروت حامض فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة يسيرَة من أَقوام أسافل أدان وَقيل غم. وَقَالَ بعض المعبرين سَمِعت من الشَّيْخ مُحَمَّد القروني أحد مَشَايِخ التَّعْبِير أَن بعض الْمُلُوك رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ أكل تتماجا فَقَصَّهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ تصدق بِشَيْء يدْفع عَنْك الشَّرّ فَبعد ذَلِك سَأَلَهُ بعض أخصائه فِي خلْوَة فَعرفهُ أَنه سيمسك ويموج أهل بَيته لِأَن لَفْظَة تت بالتركي أَي أمسك هُوَ فعل أَمر وماج ظَاهر. وَأما الثَّرِيد فَإِنَّهُ يؤول برزق حسن لما ورد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يحب الثَّرِيد وَيَقُول: فضل عَائِشَة على سَائِر الْأمة كفضل ثريد اللَّحْم على الطَّعَام. وَأما حرقة الْأَصْبَغ فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق حرقة الْأَصْبَغ تؤول على خَمْسَة أوجه مرض وغم وخصومة ولجاج وَمُخَالفَة مَعَ أَهله وَعِيَاله.) وَأما المعلاق فيؤول بِمَال رجل كَبِير معذب قَبِيح الفعال وأماما يعْمل من الْبيض من المآكل فَإِنَّهَا تؤول على أَرْبَعَة أوجه خير وَمَنْفَعَة وزواج وَتغَير مزاج وَقيل مَا يُؤْكَل من الْبيض الْمَعْمُول إِذا كَانَ بحلو فَهُوَ مَحْمُود وَإِذا كَانَ بحامض فَهُوَ مَذْمُوم وَمِنْهُم من كره أكله لصفرته. وَأما الزبرباج فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة خُصُوصا إِذا كَانَ بِاللَّحْمِ السمين. وَأما الكباج إِذا كَانَ بِلَحْم الْغنم وَالْعَسَل النَّحْل فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والجاه والعيش الهنيء وَإِذا كَانَ بِلَحْم الْبَقر فَإِنَّهُ يدل على طول الْحَيَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 844 ونظام الأشغال وَحُصُول مَال وَإِن كَانَ بِغَيْر لحم فَهُوَ مَحْمُود أَيْضا. وَأما السمكا فَإِنَّهُ حُصُول مَال ورزق حَلَال. وَأما السماقية فَإِنَّهَا تؤول بالغم والمصيبة وَرُبمَا كَانَت ضعفا. وَأما الكروش المطبوخة فَمن رأى كرشا أَي كرش كَانَ فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة وَالْمَال خُصُوصا إِذا كَانَت من الْحَيَوَان الَّذِي يُؤْكَل لَحْمه. وَأما السختورة فَقَالَ ابْن سِيرِين السختورة تؤول بِحُصُول المَال بِقدر كبرها وَكلما كَانَ طعمها طيبا كَانَت أبلغ. وَأما الشوربا فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَت بِلَحْم غنم لطيف وحوائج نظيفة وطعمها طيب فَإِنَّهَا تدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَت بِخِلَاف ذَلِك فتعبيرها ضِدّه. وَقَالَ جَابر المغربي إِذا كَانَت بِلَحْم لطيف وحوائج نظيفة فَإِنَّهَا تدل على هناء الْعَيْش وَحُصُول فَائِدَة ونعمة وراحة وَإِن كَانَ بِلَحْم غليظ كليف فَإِنَّهَا تؤول بضد ذَلِك. وَأما العصيدة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَخَيرهَا مَا لَا يكون فِيهَا زعفران وَهِي تؤول بِالْمَالِ وَالنعْمَة وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه وضع فِي فَمه لقْمَة من العصيدة فَإِنَّهُ يدل على اسْتِمَاع كَلَام لطيف مِمَّن يُحِبهُ. وَمن رأى أَنه يَأْكُل عصيدة كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال بتعب وعناء وخصومة بِقدر ذَلِك. وَمن رأى أَنه أَخذ لقْمَة من العصيدة فَإِنَّهُ يدل على اسْتِمَاع أَخْبَار سارة لذَلِك الشَّخْص وَحُصُول رزق لَهُ ويتعب من الْغَيْر. وَأما القديد فَإِنَّهُ يدل على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين القديد يؤول بِالْمَالِ والنميمة.) وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل القديد من لحم الْغنم فَإِنَّهُ يدل على غيبَة رجل مصلح. وَمن رأى أَنه يَأْكُل القديد من لحم الْفرس فَإِنَّهُ يدل على غيبَة مَا يتَعَلَّق بِهِ وَكَذَلِكَ كل قديد ينْسب إِلَى حيوانه فَإِنَّهُ يؤول بغيبة من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْحَيَوَان فِي أصل علم التَّعْبِير. وَقَالَ الْكرْمَانِي أَجود القديد مَا كَانَ سمينا قَلِيل الْملح وَفِي الْحَقِيقَة كره المعبرون أكل القديد لِأَنَّهُ يؤول بالغيبة وَقيل قديد اللَّحْم وقديد السّمك وقديد اللَّبن يؤول على سِتَّة أوجه هم وغم وَضعف وسقم وغيبة ونميمة. وَأما التقلية فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَمَا كَانَ مطبوخا كَانَ أفضل مِمَّا هُوَ مقلو وَكلما كَانَت التقالي كَثِيرَة الابزار طيبَة الطّعْم كَانَت أحسن من غَيرهَا من نَوعه وَإِذا كَانَت من لحم الطُّيُور تؤول بِحُصُول مَنْفَعَة من قبل النِّسَاء بالمكر وَالْحِيلَة وَإِذا كَانَت تقلية سمك تؤول بِالسَّفرِ فِي صُحْبَة جليل الْقدر. وَأما الكشك فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم. وَأما الزلابية فرؤيتها تؤول بِالِاجْتِهَادِ إِلَى غَايَة مَا يكون فِي الطّلب وَحُصُول مَال وافر ووفور وسرور وعيش وطرب. وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَ بزعفران فَإِنَّهَا تؤول بالأمراض. وَأما شريحات اللَّحْم فَهِيَ فِي التَّأْوِيل كالتقلية كَمَا تقدم والمطبوخ أَجود مِنْهُ. وَأما اليخني قَالَ دانيال كل مَا كَانَ مطبوخا من اللَّحْم فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مَال سهل وكل مَا لم يخالطه شَيْء فَهُوَ أَجود وَأكل اللَّحْم المشوي حُصُول مَال بتعب ومشقة. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا مشويا فَإِنَّهُ يدل على مَال ونعمة تحصل. فإمَّا المزورة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين المزورة إِذا كَانَت طيبَة حلوة تؤول بِحُصُول الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَالسُّرُور وَالْمَال وَإِذا كَانَت بِلَا طعم فتعبر بضده وَقيل رُؤْيا المزورة تؤول على ثَلَاثَة أوجه للضعيف بالعافية وللمتعافي بالضعف وَالْحمية. وَأما المطجن فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة إِذا لم يتَغَيَّر طعمه وَإِن تغير فبضده. وَأما طبيخ الحمص فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَإِذا كَانَ بِغَيْر سلق فَهُوَ أبلغ وَإِن كَانَ بحامض فَهُوَ مرض. وَأما طبيخ الفول فَهُوَ من هَذَا الْمَعْنى وَلَا يحمد أكلهما سَوَاء كَانَا مطبوخين أَو بِغَيْر طبخ مبتلين أَو) بِغَيْر بل. وَأما الهريسة فَهِيَ على أوجه فَمن رأى أَنَّهَا طبخت من لطيف لحم غنم فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِلَحْم غليظ فتعبيرها بضده وَقيل هِيَ حُصُول ولد. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى أَنه يَأْكُل هريسة بِلَحْم غنم فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة وَقَضَاء الْحَوَائِج. وَأما اللوبيا سَوَاء كَانَت فِي أوانها أَو غير أوانها مطبوخة أَو غير مطبوخة فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم. وَأما النشا فَإِنَّهُ يؤول على أوجه أما هُوَ فِي نَفسه فَمَال حَلَال وَأكله نيئا هم وغم ومطبوخه سَوَاء كَانَ بالحلوى أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ رزق وَمَنْفَعَة. وَأما الْمَطْبُوخ من رأى نوع كَانَ فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يطْبخ شَيْئا لمريض يُوَافقهُ فَهُوَ صِحَة وَمَنْفَعَة لَهُ وَإِن لم يكن فتعبيره بضده. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه يطْبخ مَا يساق فِي أَنْوَاع الْخَيْر فَهُوَ مَحْمُود. وَمن رأى بِخِلَاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 845 ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى طبيخه مطبوخا من غير اصطناع فَإِنَّهُ يؤول بالراحة وَحسن الْمَعيشَة للمثل السائر بَين النَّاس لمن يكون فِي رَاحَة: طبيخه مطبوخ وماؤه فِي الْكوز. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كل طبيخ دسم ويؤكل بالسهولة فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وكل طبيخ يكون بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَأما اللُّقْمَة من سَائِر المأكولات فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن أحدا وضع فِي فَمه لقْمَة لَطِيفَة من طَعَام طيب حُلْو فَإِنَّهُ يسمع كلَاما يسره أَو يقبله أحد من أَقَاربه وَإِن كَانَت اللُّقْمَة من طَعَام غليظ فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَ الَّذِي أعطَاهُ اللُّقْمَة رجل مصلح فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حَلَال وَإِن كَانَ مُفسد فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه وضع فِي فَمه لقْمَة حارة فَإِنَّهُ يدل على وُقُوعه فِي بلَاء من كَلَام أحد. وَمن رأى أَنه ينَال لقْمَة فَأدْخلهَا فَمه فتوقفت فِي حلقه فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وهم وغم وتعطيل فِي) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللُّقْمَة تؤول على خَمْسَة أوجه قبْلَة وَكَلَام حسن وَمَال وَمَنْفَعَة وَمِقْدَار ذَلِك. وَأما مَا يعْمل من الْحُبُوب كالعجين وَالْخبْز وَمَا أشبه ذَلِك من أَنْوَاع شَتَّى فَتقدم تعبيرها فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْأَرْبَعِينَ لمناسبتها لَهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللَّحْم مَعَ المرق مفروغ وَطَعَام الكوامخ كلهَا هموم وأحزان وأكلها أبلغ. وَمن رأى أَنه ابتلع طَعَاما بغاية الْحَرَارَة دلّت رُؤْيَاهُ على نكد معيشته وَأكل مَا كَانَ لذيذا هُوَ أطيب عَيْش والشعرة فِي الْأكل هم وحزن وعسر. وَأما الطَّعَام المنتن فَمن رأى أَنه يَأْكُل طَعَاما منتنا وَيدْفَع بَين يَدَيْهِ طيبا فَإِنَّهُ يَأْتِي حَرَامًا وَيتْرك من النِّسَاء حَلَالا وَرُبمَا كَانَ ثَنَاء قبيحا. وَمن رأى أَنه يلحس أَصَابِعه فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا قَلِيلا. وَمن رأى أَنه يشرب الطَّعَام كَالْمَاءِ فَإِنَّهُ تتوسع عَلَيْهِ معيشته. وَمن رأى أَن فِي فَمه طَعَاما كثيرا وَفِيه سَعَة لاضافته غَيره فَإِن أمره يتشوش عَلَيْهِ وتدل رُؤْيَاهُ على أَنه ذهب من عمره بِقدر ذَلِك الطَّعَام وَبَقِي قدر مَا فِي فَمه سَعَة فَإِن عالج ذَلِك حَتَّى خلص مِنْهُ فَإِنَّهُ يسلم. وَمن رأى أَنه يَأْكُل مَا هُوَ مَكْرُوه فِي علم التَّعْبِير ويحمد الله عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يخلص من الْهم وَأكل المخ من أَي نوع كَانَ يدل على حُصُول مَال مدخر. وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَيْئا فِيهِ بَيَاض من المطبوخات وَغَيرهَا فَإِنَّهُ بهاء وسرور. وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَيْئا مُخْتَصًّا لَا يعرف نَوعه فهم وغم خُصُوصا إِذا كَانَ قَلِيل الدسم. وَمن رأى أَنه يَأْكُل كشكا فَإِنَّهُ حُصُول مَال قَلِيل بتعب ومشقة وَإِذا كَانَ حامضا جدا فَإِنَّهُ يؤول بِالْمرضِ. وَمن رأى أَنه يَأْكُل طَعَاما لَا دسم فِيهِ وَهُوَ يتكره مِنْهُ فَإِنَّهُ قَلِيل الْمَعيشَة وَهُوَ يتَمَنَّى الْمَوْت. وَأما الذَّوْق فَمن رأى أَنه ذاق شَيْئا استلذ بِهِ واستطابه فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وغنيمة لقَوْله تَعَالَى وَإِذا أذقنا الْإِنْسَان منا رَحْمَة فَرح بهَا. وَمن رأى أَنه ذاق شَيْئا فكره طعمه حَتَّى كَاد يغيب عَن الصَّوَاب فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَوْتِ لقَوْله تَعَالَى فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف الْآيَة.) وَمن رأى كَأَنَّهُ ذاق شَيْئا فَوجدَ طعمه مرا فَإِنَّهُ يطْلب شَيْئا يُصِيبهُ مِنْهُ أَذَى. وَمن رأى أَنه ذاق شَيْئا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر مَا دخله قطّ.: من رأى أَنه يَأْكُل فِي صَحْفَة واستوعب مَا فِيهَا أَو فرغ مَا يَأْكُلهُ من طَعَام فَإِنَّهُ يؤول بنفاذ وَمن رأى أَنه يَأْكُل طَعَاما سَوَاء كَانَ من صَحْفَة أَو غَيرهَا وَتَأَخر مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ قدر مَا تَأَخّر من عمره فليعتبر ذَلِك الطَّعَام وَيُقَاس على ذَلِك. وَمن رأى أَنه يلعق وعَاء أَصَابِعه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا فرَاغ أَجله أَو فرَاغ رزقه من ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَن فَمه ملآن فَإِنَّهُ يؤول بِتَغَيُّر أُمُوره وسقوطه عَن حَاله. وَمن رأى أَن فِي فَمه مَا يُؤْكَل وَهُوَ يجد سَعَة لغيره فَأَنَّهُ يؤول بطول الْعُمر وَكَثْرَة الرزق. وَمن رأى أَنه يمضغ أكلا فَإِنَّهُ يكثر الْكَلَام وَرُبمَا كَانَ بِسَبَب شكاية. 3 - (فصل فِي رُؤْيا مَا يمد على الأسمطة والموائد) وَهِي على أوجه فَمن رأى أَن طَعَاما كثيرا مد على سماطه وَهُوَ جَالس فِي صَدره فَإِنَّهُ يؤول على أحد عشر وَجها عز وَشرف وَولَايَة وَفَرح وختان ووليمة وَبشَارَة وعرس ودولة وَخير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى مآكل مُخْتَلفَة الألوان على سماط وَالنَّاس لَا يَجْلِسُونَ عَلَيْهِ فَلَيْسَ بمحمود. وَمن رأى سماطا وَهُوَ قَائِم بِهِ فَلَا بَأْس بِهِ. وَمن رأى أَنه مد لَهُ أكل على سماط وحاشيته تَأْكُل عَلَيْهِ فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن أَهلا فَلَيْسَ بنائل وَقيل من رأى أَنه جَالس على سماط مَنْسُوب لَهُ فَهُوَ مهتم بتعظيم غَيره. وَمن رأى أَنه جَالس على سماط ليَأْكُل مِنْهُ وَهُوَ بِغَيْر مرتبته فَلَيْسَ مَحْمُودًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 846 وَأما الْمَائِدَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل على مائدة فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَرِزْقًا لقَوْله تَعَالَى اللَّهُمَّ رَبنَا أنزل علينا مائدة من السَّمَاء تكون لنا عيداً الْآيَة وَرُبمَا كَانَت الْمَائِدَة ميدانا للحرب واللقاء والمؤاكلة عَلَيْهَا مطاعنة بِالْأَيْدِي كل يحْتَمل لنَفسِهِ وَيعْمل فِي حَيَاة روحه. وَمن رأى أَنه يَأْكُل على مائدة وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَإِن لم يَأْكُل عَلَيْهَا تكون الْبِنْت بكرا. وَمن رأى أَنه يَأْكُل على مائدة مَقْلُوبَة فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا.) وَمن رأى أَنه يُبدل طَعَاما من بَين يَدَيْهِ بِشَيْء من نَبَات الأَرْض فَإِنَّهُ يفْتَقر وينتقل إِلَى الذل والمسكنة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رأى بعض الصلحاء إِن هاتفا يَتْلُو رَبنَا أنزل علينا مائدة الْآيَة فَقص رُؤْيَاهُ على بعض مَشَايِخ التَّعْبِير فَقَالَ أَنَّك رجل فَقير وَتَدْعُو الله بالفرج واليسر فيستجيب لَك وَكَانَ كَمَا قَالَ وَقد اخْتلف فِي الْمَائِدَة فَمنهمْ من قَالَ أَنَّهَا تؤول بِرَجُل شرِيف سخي وَالْقعُود عَلَيْهَا وَمن رأى أَنه على مائدة وَعَلَيْهَا أَقوام مجتمعون فَإِنَّهُ يواخي قوما على سرُور وَيَقَع بَينهم وَبَينه مُنَازعَة فِي أَمر معيشة لَهُ وَقيل الْمَائِدَة تؤول بِالدّينِ. وَرُوِيَ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَأَيْت البارحة مرجا أَخْضَر فِيهِ مائدة مَوْضُوعَة ومنبر مَوْضُوع لَهُ سبع دَرَجَات ورأيتك ارتقيت الدرجَة السَّابِعَة وتنادي عَلَيْهَا وَتَدْعُو النَّاس إِلَى الْمَائِدَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: أما الْمَائِدَة فالإسلام وَإِمَّا المرج الْأَخْضَر فَهُوَ الْجنَّة وَإِمَّا ارتقاء الْمِنْبَر إليآخره الزَّمَان وَأما النداء فَإنَّا أَدْعُو النَّاس إِلَى الْإِسْلَام وَالْجنَّة وَقيل الْمَائِدَة تؤول بِالْمَرْأَةِ. وَقد رُوِيَ أَن رجلا رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل على مائدة فَكلما مد يَده إِلَيْهَا خرجت يَد كلب أشقر من تَحت الْمَائِدَة فَأكل مَعَه فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فَإِن غُلَاما لَك يشاركك فِي أهلك فتفحص عَن الْأَمر فَوَجَدَهُ كَمَا ذكر. وَأما الْأكل على الْمَائِدَة. فيؤول بطول الْحَيَاة وَرفع الْمَائِدَة يدل على انْقِضَاء الْأَجَل. (الْبَاب الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا اللَّحْم والشحم والأدهان والالبان والاجبان وَنَحْوهَا) وَهُوَ يؤول على أوجه عديدة وللمعبرين فِي تَعْبِيره كَلَام كثير واختلافات قَالَ دانيال رُؤْيا اللحوم إِذا كَانَت مطبوخة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة بسهولة ومشويه بتعب ومشقة والنيء ألم وَمرض وتعب وَبيعه وشراؤه هم وغم ومصيبة وَأكل الْإِنْسَان لحم نَفسه يدل على الْغَيْبَة والنميمة فِي حق أَهله وأقاربه وَرُبمَا يصدر مِنْهُ أَمر ينْدَم عَلَيْهِ وَلحم الْآدَمِيّ يؤول بالغيبة خُصُوصا لمن أكله وَلحم المصلوب يؤول بِمَال حرَام من شخص عالي الهمة جليل الْقدر وَلحم الْغنم مَا لم يقطع إِذا دخل منزلا يؤول بِمَوْت أحد من ذَلِك الْمنزل يكون من الْأَعْيَان والمقطع دونه وَتقدم أَن القصاب يؤول بِملك الْمَوْت وَأخذ اللَّحْم مِنْهُ يؤول بِالْمَوْتِ.) وَقَالَ الْكرْمَانِي اللَّحْم الْمَطْبُوخ رزق ونعمة والمشوي رزق أَيْضا بخوف لقَوْله تَعَالَى فأوجس مِنْهُم خيفة وَكَانَ ذَلِك حِين رأى الشواء. وَمن رأى أَن بِيَدِهِ لَحْمًا سَوَاء كَانَ فِي سفود أَو غَيره وَهُوَ يشوي فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام وَرُبمَا كَانَ هما وحزنا وَلحم الْكَبْش إِذا شوي يؤول بِالْمرضِ وَلحم النعجة مرض الزَّوْجَة أَو الوالدة أَو من يقوم مقَامهَا وَلحم الخروف أَو الجدي إِذا شوي يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا ضعف الْأَوْلَاد أَو ضعف العبيد. وَمن رأى أَنه ابْتَاعَ لَحْمًا من قصاب وَلم يَأْتِ بِهِ إِلَى منزله فَإِنَّهُ يمرض ويشفى. وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا منتنا فَإِنَّهُ يرتكب حَرَامًا. وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم الْكَبْش فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال من جليل الْقدر وَلحم الْمعز يؤول بِالْمرضِ الْيَسِير ويشفى بعده. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللحوم تؤول بالاوجاع والاسقام والمجهولة مِنْهَا مُصِيبَة والطري موت وَرُبمَا كَانَ غيبَة إِذا رأى مَا يدل على خلاف الْمَوْت والمملح رزق بعد مُصِيبَة وَاللَّحم المهزول خسران والقديد مَال يخزن وتعسير من اغتياب. وَمن رأى أَن فِي بَيته لحم ضَأْن لَا يعلم كَيفَ أَدخل إِلَيْهِ يؤول باتصاله بِمن يعرفهُ أَو يَسْتَفِيد إخْوَانًا يسر بهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 847 هَذَا إِذا كَانَ سمينا وَإِن كَانَ مهزولا تكون الإخوان فُقَرَاء. وَمن رأى فِي بَيته مسلوخة وَهِي سَمِينَة فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا فِي لحم الضَّأْن إِذا كَانَ مشويا يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِذا كَانَ ناضجا يكون وَلَده أدوبا وَإِذا كَانَ نيئا فبضده وشواء السُّوق بِشَارَة. وَلحم الثعبان يؤول بِمَال الْعَدو وَالْأكل مِنْهُ قهره. وَلحم الْفرس بِمَال من الاكابر والعز والرفعة خُصُوصا لمن أكله. وَلحم الْبَغْل يؤول بِالْمرضِ والسقم لمن أكله وَلحم الْبَقر يؤول بِالصِّحَّةِ وخضب السّنة. وَلحم الْجمل يؤول بِمَال الْعَدو. وَلحم الفصيل يؤول بِمَال الْيَتِيم والسقم والشفاء بعده وَرُبمَا يكون مَنْفَعَة من ملك. وَلحم النعام يؤول بِمَال أهل الْبَادِيَة. وَلحم الغزال يؤول بِمَال امْرَأَة جميلَة. وَلحم السنونو الخطاف يدل على مَال رجل قد فَارقه.) وَلحم البط يدل على المَال وَالنعْمَة. وَلحم البلبل يؤول بِمَال غُلَام. وَلحم النمر يؤول بِحُصُول الشّرف والتعب. وَلحم الْفِيل مَال كثير من ملك عَظِيم جليل. وَلحم السماني وَنَحْوه يؤول بِمَال رجل غدار. وَلحم القبيسة يؤول بِمَال مَسْرُوق أَو حرَام أَو رَبًّا. 3 - ( فصل ) أما كل نوع مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه فقد تقدم كل مِنْهَا فِي بَابه وتأويله وَإِنَّمَا أذكر هَذِه الْأَنْوَاع لأجل الِاخْتِلَاف فِيهَا ومناسبتها وَأما مَا ذكره المعبرون مِمَّا يُغني من تَفْصِيل كل حَيَوَان وجنسه وَقيل إِن جَمِيع لُحُوم الْحَيَوَان من سِبَاع الوحوش وكواسر الطُّيُور الْجَوَارِح فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ الْحَرَام من قبل الْمُلُوك. وَأما لحم سَائِر الطُّيُور فَمَا كَانَ مِنْهُ مذكرا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال الرِّجَال وَمَا كَانَ مؤنثا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال النِّسَاء وَمَا كَانَ يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَمَال حرَام وَكَذَلِكَ جَمِيع الْحَيَوَان. وَلحم الْحَيَوَان المائي تَأْوِيله يفهم من بَابه. وَأما لحم الْهَوَام فَإِنَّهُ يؤول بِمَال الْأَعْدَاء وَكَذَلِكَ بعض الحشرات وَلحم كل نوع لم يتَّفق عَلَيْهِ فَهُوَ مَذْكُور على مَا قَالَه كل أحد فِي بَابه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا اللَّحْم تؤول على خَمْسَة أوجه مَال وميراث وغنى وحزن ومصيبة. 3 - (فصل فِي رُؤْيا الشحوم) هِيَ تؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة وَالْخصب وتسهيل الْأُمُور الصعاب وشحم الْحَيَوَان الَّذِي لَا يُؤْكَل لَحْمه يدل على مَال حرَام. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشحوم تؤول بِزِيَادَة الرزق خُصُوصا لمن أكلهَا وأفضلها شَحم الْغنم وَقيل رُؤْيا شحوم الكواسر سَوَاء كَانَت عَن وَحش أَو طير تؤول بِمَال العدا والملوك وشحم الحشرات 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأدهان) وَهِي تؤول على أوجه. قَالَ دانيال الأدهان تؤول بِالْمَالِ وَالنعْمَة وَرُبمَا تؤول بِالْمِيرَاثِ والادهان السمينة كدهن البلسان ودهن الزنبق وَمَا أشبهمها تؤول بِالْعلمِ وَالْحكمَة وَقيل دهن البلسان يؤول بِالْمَنْفَعَةِ من الأكابر ودهن الياسمين حُصُول مَنْفَعَة من الهنود ودهن البنفسج يؤول بِمَنْفَعَة من الفلاحين ودهن النيلوفر ودهن السوسن يؤولان بِالْمَنْفَعَةِ من الأكابر ودهن الزنبق يؤول بِالْمَنْفَعَةِ من الْعَرَب ودهن الافسنتين والقطط وَمَا أشبهمها يؤولان بِالْمَنْفَعَةِ من الاروام. وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى جسده ملوثا بالدهن فَإِنَّهُ يؤول بِالْمرضِ. وَمن رأى أَنه دهن رَأسه بِلَا اسراف فَإِنَّهُ يدل على زِينَة. وَقَالَ جَابر المغربي أكل الادهان والتدهن بهَا جُمْلَتهَا زِينَة إِلَّا التدهن بالاسراف فَإِنَّهُ يؤول بالغم. وَمن رأى أَنه يدهن شَاربه وصدره فَإِنَّهُ يؤول بِالْيَمِينِ الكاذبة. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الأدهان كلهَا حزن إِلَّا دهن الزَّيْت إِذا رأى أَنه يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ والتدهن يؤول بالحزن ودهن الزّبد يؤول بِالْمَالِ الْمَجْمُوع النافع وَالْغنيمَة وَكَذَلِكَ دهن السّمن إِلَّا أَن السّمن أقوى إِلَّا إِذا مسته النَّار وَرُبمَا دلّ الزّبد على ولد ودهن الشيرج خير وَمَنْفَعَة ودهن اللوز مَال من جِهَة رجل عسر وَقيل شِفَاء وراحة وَقيل فِي جَمِيع الأدهان المستخرجة من الْحُبُوب والقلوب والنباتات تؤول بِالْمَالِ الْمَنْسُوب إِلَى مَا نسب إِلَيْهِ ذَلِك وَتقدم ذكره فِي بَابه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الدّهن الطّيب الرَّائِحَة يؤول على سِتَّة أوجه امْرَأَة جميلَة وَجَارِيَة حسناء وثناء حسن وَمَنْفَعَة وَكَلَام طيب وطبع لطيف والدهن المنتن من أَي نوع كَانَ يؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة فَاحِشَة وَرجل فَاسق وَكَلَام قَبِيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 848 3 - (فصل فِي رُؤْيا الألبان) وَهِي تؤول على أوجه عديدة. قَالَ دانيال اللَّبن كلما كَانَ حلوا طريا كَانَ أَجود لِأَنَّهُ إِذا كَانَ طريا حلوا يدل على زِيَادَة المَال وَالدّين وَإِن كَانَ حامضا يدل على نُقْصَان المَال وَالدّين بِقدر مَا أكل مِنْهُ. وَمن رأى أَن اللَّبن صَار جبنا طريا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال الْحَلَال وسعة الرزق وكب الْمَرْأَة اللَّبن على الْإِنْسَان يؤول بالسجن. وَمن رأى أَنه يحلب حليبا من حَيَوَان وَيخرج من مَكَان الْحَلب دم فَإِنَّهُ يؤول بمخالفته للْملك وَإِن وَمن رأى لَبَنًا يَنْبع من الأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بالجور لأهل ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَنه يشرب اللَّبن من ثديه فَإِنَّهُ يخون فِي كَسبه ومعيشته. وَمن رأى أَن امْرَأَة خرج حليب من ثديها وَجرى فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَزِيَادَة النِّعْمَة. وَمن رأى أَنه يشرب لبن الْفرس إِن كَانَ معهودا بشربه فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وتقربه بِهِ إِلَى الْمُلُوك وَإِن لم يكن معهودا فيصل إِلَيْهِ مَكْرُوه. وَلبن الْبَغْل يدل على صعوبة الأشغال وَالْخَوْف. وَلبن النَّاقة يدل على حُصُول المَال وَالنعْمَة من ملك أَو من رجل جليل الْقدر بِقدر مَا شرب مِنْهُ. وَلبن الغزال يدل على سَعَة الرزق. وَلبن الْمعز يدل على حُصُول مَال من زَوجته. وَلبن النمر يدل على الظفر بالعدو وَرُبمَا يظْهر لَهُ عَدو. وَلبن الْفِيل يدل على مَال حرَام من رجل كَبِير. وَلبن الجاموس يدل على سَعَة الرزق وَالْمَال. وَلبن الْحمار يدل على الْمَرَض وَحُصُول الشِّفَاء عقبه. وَلبن الأرنب يدل على حُصُول خير قَلِيل من امراة دنيئة. وَلبن الْخِنْزِير يدل على بلهه وَقلة عقله وَرُبمَا دلّ على أكل مَال حرَام وَرُبمَا دلّ على حُصُول الْغم والمصيبة. وَلبن الثَّعْلَب يدل على الْمَكْر وَالْحِيلَة وَالدّين وَرُبمَا دلّ على مرض يسير وَقيل إِن كَانَ مَرِيضا) يشفى. وَلبن الْمَرْأَة يدل على حُصُول الْمضرَّة لَهُ وَلمن ترْضِعه وَقيل الارضاع للنسوة خير وللرجال شَرّ. وَلبن الْكَلْب يدل على حُصُول الْخَوْف وهول عَظِيم وَرُبمَا دلّ على الْمَرَض. وَلبن الْأسد يدل على حُصُول المَال الشريف من ملك ويقهر عدوه وينال مَقْصُوده وَلبن ابْن آوى يدل على الْخُصُومَة مَعَ الْأَقَارِب. وَلبن الْبَقر يدل على حُصُول الْخَيْر والرفعة فِي تِلْكَ السّنة فِي الدّين وَالدُّنْيَا. وَلبن الْبَقر الوحشي يدل على السقم وَيُعَافى سَرِيعا. وَلبن الْهِرَّة يدل على الْخُصُومَة وَالْحَرب وَرُبمَا دلّ على الضعْف والسقم. وَلبن الذِّئْب يدل على الْخَوْف والفزع الشَّديد أَو يفوت مِنْهُ أَمر مُهِمّ. وَلبن الضبع يدل على خِيَانَة عِيَاله مَعَه. وَلبن الطُّيُور يدل على حُصُول المُرَاد بِتَمَامِهِ. وَلبن الفهد يدل على حُصُول مَال حرَام من عدوه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحَلب فِي الأَصْل يؤول بالمكر إِلَّا حلب النَّاقة فَإِنَّهُ يؤول بالعمالة فِي أَرض الْعَرَب فَإِن خرج دم عوض الحليب جَار فِي تِلْكَ الْولَايَة وَمن لم يكن لائقا لذَلِك فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة صَالِحَة. وَمن رأى أَنه يرضع حليبا من أَي نوع كَانَ إِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يحبس كَمَا تقدم وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: إِمَّا أَن تكون امْرَأَة عِنْده حَرَامًا وَهُوَ لَا يشْعر بهَا أَو جَارِيَة. وَمن رأى لَبَنًا رائبا فَإِنَّهُ ينَال مَالا بِسَفَرِهِ. والمخيض يؤول على وَجْهَيْن رزق بعد هم ووجع أَو مَال حرَام وَرُبمَا كَانَ الرَّائِي يطْلب الْمَعْرُوف مِمَّن لَا خير فِيهِ. وَقَالَ السالمي اللَّبن الحامض يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام والتعب وَالْمَشَقَّة والهم وَالْغَم. وَمن رأى أَنه يشرب اللَّبن المشوب ويدع الْخَالِص فَإِنَّهُ يرضى بالعيش الدون وَيَأْكُل الْحَرَام وَرُبمَا كَانَ صَاحب بِدعَة فليتق الله تَعَالَى. وَمن رأى أَنه يسقى أَوْلَاد السَّبع لَبَنًا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من ملك.) وَقَالَ جَابر المغربي لَا خير فِي حلب مَا لَا يُؤْكَل لَحْمه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا لبن الْإِنْسَان تدل على ثَلَاثَة أوجه رزق حَلَال وَمَال الْأَوْلَاد وغم وحزن من جِهَة الْعَيْش. وَأما القنبريس فَإِنَّهُ يؤول بالغم والحزن وَكلما كَانَ القنبريس عِنْده أَو أعطَاهُ لَهُ أحد وَهُوَ لم يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ مَحْمُود جدا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي أكله خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي أكله يدل على كَلَام خشن بِحَيْثُ يتألم مِنْهُ قُلُوب النَّاس. وَأما الايران فَمن رأى أَنه يَشْتَرِي ايرانا فَإِنَّهُ يؤول على الْحزن وَالْغَم وشربه بِغَيْر طَعَام يدل على السقم وَأكله مَعَ الْخبز يدل على الْغم والحزن وَرُبمَا دلّ على مَال حرَام لِأَن زبده أخرج مِنْهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 849 3 - (فصل فِي رُؤْيا الأجبان) وَهِي على أوجه تؤول بِالْمَالِ والرزق بِقدر مَا رأى وطريها أحسن. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْجُبْن الْيَابِس مَال قَلِيل فِي سفر والطري مِنْهُ مَال كثير فِي الْحَضَر. وَمن رأى أَنه يَأْكُل الْجُبْن مَعَ الْخبز فَإِنَّهُ يحصل لَهُ قَلِيل مَال بالمشقة فِي السّفر وَرُبمَا دلّ على عِلّة تلْحقهُ ثمَّ يبرأ مِنْهَا سَرِيعا وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل جبنا طريا فَإِنَّهُ يُصِيب ربح تِجَارَة وَرُبمَا كَانَ الرِّبْح من شَيْء استوجبه قبل ذَلِك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْجُبْن مَال مَعَ رَاحَة وعافية وطريه مَال حَاضر لصَاحب الرُّؤْيَا وخصب عَام على النَّاس والجبنة الواحة بدرة مَال. وَمن رأى أَنه يَأْكُل جبنا وَمَعَهُ جوز وخبز أَصَابَته عِلّة. وَأما الأقظ فَإِنَّهُ يؤول بِمَال عَزِيز لذيذ. وَأما القرالنسة فَهِيَ محمودة وَقيل الْمُصَلِّي يؤول بالهم لحموضته وَقيل هُوَ مَال نَام زَائِد يَنُوب الْقَلِيل مِنْهُ مناب الْكثير وَيحصل بعد كد وتعب. (الْبَاب الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا الْغَزل والفتل والنسج والشقة) أما الْغَزل يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يغزل صُوفًا أَو وَبرا أَو شعرًا مِمَّا يغزل الرِّجَال مثله فَإِنَّهُ يُسَافر ويصيب خيرا. وَمن رأى أَنه يغزل كتانا أَو قطنا أَو نَحْوهمَا مِمَّا يغزل النِّسَاء مثله فَإِنَّهُ يُصِيب ذلا وَهَوَانًا وَيعْمل) عملا حَلَالا وَهُوَ غير رَاض بِهِ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تغزل وتسرع فِي الْغَزل فَإِن كَانَ لَهَا غَائِب يقدم عَاجلا وَإِن كَانَت على سفر فَإِنَّهَا تُسَافِر ويسافر أحد من تعلقاتها أَو يَسْتَفِيد أمرا على يَديهَا. وَمن رأى أَنه ينْقض غزلا فَإِنَّهُ ينْقض الْإِيمَان والعهود لقَوْله تَعَالَى وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غزلها من بعد قُوَّة أنكاثا الْآيَة وَرُبمَا يؤول ذَلِك للْمَرْأَة على ولادَة جَارِيَة أَو اصابة أَخْبَار. وَمن رأى أَنه يغزل فَانْقَطع مَا يغزله فَإِن كَانَ لَهُ غَائِب أَقَامَ عَن سَفَره وَإِن نوى السّفر فَإِنَّهُ لَا يُسَافر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يغزل الصُّوف فَإِن مَاله يهْلك. وَمن رأى أَنه يغزل الشّعْر فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا لَا يحمد لَهُ. وَأما الْغَزل فَإِنَّهُ يؤول بالغم وَرُبمَا يكون مَالا وَإِمَّا المغزل فقد تقدم تَعْبِيره فِي الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين فِي مَحَله. وَأما الفتل فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه سفر وإبرام وَشركَة وَنِكَاح وشغل. وَأما النسج فَإِنَّهُ يؤول بِالسَّفرِ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه غزل ونسج وَفرغ من النسج فَإِنَّهُ يَمُوت. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه نسج ثوبا ثمَّ قطعه وَهُوَ نَاقص عَن حَده فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ ينصرم. وَقَالَ السالمي النسج يؤول بالهم وشغل السِّرّ والبال فَإِن تمّ النسج خلص من ذَلِك كُله وَإِن لم يتمه فبضده وَقيل تَمام النسج فرَاغ الْعَمَل. وَمن رأى جمَاعَة ينسجون فِي دَاره فَإِنَّهُ يُخَاصم جمَاعَة وَرُبمَا يكونُونَ من أَقَاربه. وَأما الشقة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَمن رأى أَنه يطوي شقة أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا لقَوْله تَعَالَى وَلَكِن بَعدت عَلَيْهِم الشقة. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشقة الخضراء تؤول بسفر فِي خير والشقة الصَّفْرَاء تؤول بسفر مَعَ حُصُول سقم والشقة الْبَيْضَاء تؤول بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح والشقة الزَّرْقَاء والسوداء سفر غير مَحْمُود. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن أحدا أعطَاهُ شقة منسوجة فَإِنَّهُ يؤول بنسج الْمَوَدَّة بَينهمَا لقَوْل بعض العارفين: انسج الشقة.) (الْبَاب السَّادِس وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا الْخشب والقصب وأنواع الحبال) أما الْخشب فَتقدم بعض الْكَلَام عَلَيْهِ بمعان شَتَّى فِي أَبْوَاب مُتَفَرِّقَة لمناسبتها وَأَنه يؤول بالمنافقين لقَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة الْآيَة. قَالَ دانيال من رأى خَشَبَة مقومة فِي مَكَان لَا يُنكر فَلَا بَأْس بهَا وَإِذا كَانَت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 850 بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا تؤول الْخَشَبَة على وَجْهَيْن لأهل الصّلاح بِرُؤْيَة من هُوَ فَاسد الدّين وَلأَهل الْفساد بالنفاق فِي الدّين. وَمن رأى أَنه يقطع خَشَبَة بِأَيّ شَيْء كَانَ فَإِنَّهُ يظفر بِرَجُل مُنَافِق أَو بعدوه وَرَأى بعض المعبرين كَأَنَّهُ أَرَادَ الظُّهُور من بَاب فَوجدَ فِيهِ خَشَبَة مصلبة تَمنعهُ من ذَلِك فاستدعى بمنشار وقطعها إِلَى أَن سَقَطت إِلَى الأَرْض فَكَانَ بَينه وَبَين رجل جليل عَدَاوَة فظفر بِهِ وَقطع دابره. وَأما القرمة فَإِنَّهَا تؤول بِأَقْوَام منافقين فاسدين مفسدين فِي الْعُمر لَيْسَ لَهُم مأوى إِلَّا جَهَنَّم لقَوْل النَّاس لمن كَانَ مسنا وَهُوَ قَبِيح الفعال: يَا قرمة جَهَنَّم. وَأما الألواح فَإِنَّهَا تؤول بالنسوة. وَأما الدرباس والمتراس فَإِنَّهُمَا يؤولان بالخدام الْمُنَافِقين الَّذين يحصل الِاعْتِمَاد عَلَيْهِم وَأما يعْمل من الأخشاب من أَي نوع كَانَ فَتقدم ذكره فِي مناسبته. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يحمل خَشَبَة فَإِنَّهُ يتَكَلَّف بمؤونة رجل مُنَافِق وَإِن ركب عَلَيْهَا وَأما الْقصب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَن مَعَه قصبا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شَيْء بتعب قَلِيل. وَأما المقصبة فَإِنَّهَا تؤول على أنَاس ضخامتهم على قدر ضخامتها وَأما قصب السكر فَإِنَّهُ تقدم فِي فَصله وَمحله فِي الْبَاب الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى فِي يَده قَصَبَة وَهُوَ متكيء عَلَيْهَا فَإِنَّهُ قد بَقِي من عمره قَلِيل وَيكون مَوته فِي فقر وَالْأَصْل فِيهِ إِن كَانَ مجوف لَا بَقَاء لَهُ وَقيل أَنه يدل على النميمة وَقيل مَا عمل من الْقصب من آلَات فَإِنَّهَا تؤول بالخدم. وَأما البواريء وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. وَمن رأى أَن لَهُ بارة من قصب فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول مَنْفَعَة بِامْرَأَة.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق البارية تؤول على ثَلَاثَة أوجه مَنْفَعَة قَليلَة وَطلب امْرَأَة واشتغال فِي رياسة بَيته. وَأما السلَاسِل وَمَا يسْتَعْمل من الْقصب وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهَا تؤول بالخدم فليعتبر ذَلِك الشَّيْء. وَمن رأى سلا مَعْمُولا من قصب وَبِه شَيْء فَيعْتَبر ذَلِك الشَّيْء إِن كَانَ مِمَّا يحب نَوعه فَذَلِك الْخَادِم يكون صَالحا يَقْصِدهُ وَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يكره فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه ادخر شَيْئا من هَذِه الْأَنْوَاع جَمِيعهَا أَو ملكهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِك انكار وَلَا كره لما فِيهِ من الْمَنَافِع. وَأما القنب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَمن رأى أَنه مُمْسك حبلا من قنب فَإِنَّهُ يؤول بطول حَيَاته وَيكون محكما فِي الدّين. وَمن رأى أَن عَلَيْهِ شَيْئا من قنب فَإِنَّهُ يكون سالكاً طَرِيق الشَّرِيعَة. وَقَالَ جَابر المغربي القنب يؤول بِالْكَسْبِ الْحَلَال. (الْبَاب السَّابِع وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا أَرْبَاب الصَّنَائِع مفصلا) السكرى يؤول بِرَجُل لطيف الْكَلَام وَبيعه مَحْمُود. والعطار يؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه صَار عطارا فَإِنَّهُ يعْمل عمل يحمده النَّاس. وَمن رأى عطارا يَبِيع بضَاعَة فِيهَا غش فَإِنَّهُ يعد النَّاس ويخلفهم. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه صَاحب عطارا بِحَيْثُ يجالسه فِي دكانه فَإِنَّهُ يشْتَهر بَين الْحداد من رأى أَنه صَار حدادا فَإِنَّهُ ينْتَفع النَّاس مِنْهُ فِي أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا ويشتهر اسْمه بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح. الْحلْوانِي يؤول بِإِنْسَان حسن الْكَلَام للنَّاس يحصل من كَلَامه فَائِدَة وَشِرَاء الْحَلْوَاء استفادة مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحلْوانِي رجل بار لطيف إِذا لم يَأْخُذ عَلَيْهَا ثمنا فَإِن أَخذ عَلَيْهَا ثمنا فَإِنَّهُ مراء. والتاجر يؤول بِرَجُل عَظِيم صَاحب خطر للنَّاس وَرُبمَا يكون التَّاجِر صَاحب هموم وبدع لِأَنَّهُ يَبِيع النَّاس مَتَاعه بِالذَّهَب.) وَمن رأى تَاجِرًا وَهُوَ يقايض صنفا بصنف غَيره فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة وَقَالَهُ بعض المعبرين وَرُبمَا يدل التَّاجِر وَبيعه على حُصُول شَيْء حَلَال لقَوْله تَعَالَى وَأحل الله البيع وَحرم الرِّبَا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ التَّاجِر يؤول بِرَجُل صَاحب منصب فَإِن كَانَ عَلَيْهِ زِيّ التُّجَّار وَرَأى بِيَدِهِ مِمَّا يُنَاسب ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول رياسة وَخير وَمَنْفَعَة وَرُبمَا يَأْمَن الْفقر. وَمن رأى أَنه يَبِيع النَّاس مِمَّا هُوَ كسْوَة فَإِنَّهُ يرشدهم إِلَى الصَّوَاب مَا لم يَأْخُذ الثّمن فَإِن أَخذ دَرَاهِم فَهُوَ أنسب من الدَّنَانِير وَالدَّنَانِير تقدم أَنَّهَا غم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا التُّجَّار أَو من يكون تَاجِرًا تؤول بِحُصُول زِينَة الدُّنْيَا. والحائك يؤول بِرَجُل ساع ومسافر يسيح فِي الْعَالم وَمن رأى حائكا ينسج نسجا فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ الْغَيْر. والحلاج يؤول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 851 بِرَجُل شَدِيد قوي تسهل أُمُور النَّاس على يَدَيْهِ وقوسه يدل على النِّفَاق وقوس الْمَرْأَة يدل على الشجَاعَة. والحمال يؤول بِرَجُل ذِي جاه وخطر وَمن رأى أَن حمله خَفِيف وَهُوَ ملكه فَإِنَّهُ يدل على مِقْدَار ثقله من الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَحُصُول الرَّاحَة فَإِن كَانَ ثقيلا فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة الْمعاصِي لقَوْله تَعَالَى ليحملوا أوزارهم كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة. وَمن رأى أَنه يحمل للْغَيْر بالكراء فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْغم والهم وَإِن لم يكن بالكراء فَإِنَّهُ يدل على إحسانه للْغَيْر. والطبيب يؤول بِرَجُل عَالم مصلح وَمن رأى أَنه يتَعَلَّم الطِّبّ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَعَلَّم الْقُرْآن من الْمُصحف. وَمن رأى أَن طَبِيبا يعالج مَرِيضا وَأَصْلحهُ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يرشد أحدا من الضَّلَالَة إِلَى الْهدى. والجاني يؤول بالهم وَالْغَم. والبقال قَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْبَقَّال تؤول على سِتَّة أوجه الْجهد فِي الْكسْب وأشغال الدُّنْيَا وَمَنْفَعَة وَخير وغم وهم. والقزاز يؤول بِرَجُل كثير السّفر على طول فتله وقصرها وَرُبمَا يؤول برياضة النَّفْسِيّ وتسهيل الأشغال.) والدباغ يؤول بِرَجُل يقْضِي أشغال النَّاس بالصلاح. وَقَالَ الْكرْمَانِي الدّباغ يؤول بِرَجُل ولي يقسم الْمِيرَاث لِأَن الْجلد هُوَ الْمِيرَاث. وَالْكَاتِب يؤول بِرَجُل ذِي مكر وحيلة وَقَالَ دانيال من رأى أَنه صَار كَاتبا للعامة وَلم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يؤول على أَخذ أَمْوَال النَّاس بالمكر وَالْحِيلَة. وَمن رأى أَنه صَار كَاتبا للْملك فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْمَنَافِع من الْغَيْر. والنجار يؤول بِرَجُل أديب يُؤَدب النَّاس وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا النجار تؤول بمؤدب مصلح ذِي تَدْبِير فِي أشغال النَّاس فِي أُمُور الدّين ومزيل النِّفَاق وَالْفساد عَن أديانهم. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا النجار تؤول بمعلم الصّبيان. والدلال يؤول بِرَجُل مصلح وَمن رأى أَنه صَار دلالا فَإِنَّهُ يدل على الاصلاح وَالْهِدَايَة وَالْعَمَل الصَّالح وَالثنَاء الْحسن فِي الْخلق. والخياط يؤول بِرَجُل يمشي بَين النَّاس فِي صَلَاح وَمن رأى كَأَنَّهُ يخيط لنَفسِهِ فَإِنَّهُ يسْعَى لنَفسِهِ فِي صَلَاح الدّين. وَمن رأى كَأَنَّهُ يخيط وَلَا يحسن الْخياطَة فَإِنَّهُ يُرِيد أَن يجمع مفرقا وَلَا يجْتَمع. وَمن رأى أَنه يخيط ثوب امْرَأَته أَصَابَته محنة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْخياط رجل تلتئم على يَدَيْهِ أُمُور مُتَفَرِّقَة. والرفاء يؤول بِالْخُصُومَةِ أَو التُّهْمَة وَمن رأى أَنه يرفو شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة والتهمة وَالْغَم والملامة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه رفا ثوب أمه أَو أَبِيه بعد أَن ظَهرت عورتهما فَإِنَّهُ ينسبهما إِلَى فَاحِشَة ثمَّ يعْتَذر إِلَيْهِمَا بِالْكَذِبِ وَإِن رفا ثوب نَفسه يُخَاصم بعض أَقَاربه ويصاحب من لَا خير فِيهِ. والسقاء يؤول بالديانة فَمن رأى أَن يسقى مَاء وَكَانَ قد حفظه لأَجله فَإِنَّهُ يدل على جمع مَال لنَفسِهِ ورزقه وَمَاله يؤول على مِقْدَار صفاء المَاء ولطافته وكثرته وقلته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه صَار سقاء ويسقى النَّاس بِلَا طمع وَلَا رَغْبَة فَإِنَّهُ يدل على رغبته فِي سلوك طَرِيق الدّين. وَمن رأى أَنه مر بِالْمَاءِ إِلَى بَيت الْغَيْر فَإِنَّهُ يدل على جمع المَال لأجل الْغَيْر وَلم يحصل لَهُ من ذَلِك) مَنْفَعَة وَلَا خير إِلَّا مَا أكل وَيكون مَاله فِي قسْمَة الْغَيْر وَقيل السقاء الَّذِي يسْأَل النَّاس فِيمَا يستقى بِهِ فَإِنَّهُ رجل ذُو بر ونقي. والراعي يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين راعي الْغنم يؤول بِحُصُول المَال والرزق الْحَلَال. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الرُّعَاة تؤول بِالْولَايَةِ وَإِذا رأى الْأَعرَابِي أَنه يرْعَى غنما فَإِنَّهُ يقْرَأ الْقُرْآن وَلَا يُحسنهُ وَقيل الرَّاعِي يؤول على وَجْهَيْن محافظ على الْأُمُور النافعة أَو وَال على كور. وَمن رأى أَنه يرْعَى الْغنم وخطف ذِئْب مِنْهَا غنما وَنَفر الْبَاقِي فَإِنَّهُ يدل على خراب ذَلِك الْمَكَان بِسَبَب ملك جَائِر وتعب أَحْوَال الرّعية. وَقَالَ دانيال من رأى أَنه يرْعَى غنما فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينَال خيرا بعددها. وَمن رأى أَنه يرْعَى الْخَيل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة ومرتبة وَعز. وَمن رأى أَنه يرْعَى الْحمير فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والاقبال. وَمن رأى أَنه يرْعَى الْبَقر فَإِنَّهُ يدل على خصب السّنة ووفور الْخيرَات. والقصاب يؤول بِملك الْمَوْت. والسلاخ رجل ظَالِم كالشرطي أَو التَّاجِر الَّذِي يذهب حُقُوق النَّاس وَيمْنَع أَمْوَالهم. والطباخ يؤول بِرَجُل حَرِيص قَالَ ابْن سِيرِين وَمن رأى أَنه يطْبخ شَيْئا طيب الرَّائِحَة والطعم نظيفا لطيفا فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَحُصُول النِّعْمَة بِقدر ذَلِك. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على التجبر وَفعل الْخَيْر. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الطباخ تؤول بِكَلَام مَعَ من يطْلب رزقا وسببا بِسَبَب الطَّعَام. وَقَالَ جَابر المغربي الطباخ رجل مخاصم مجادل ذُو قَالَ وَقيل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطباخ رجل يسحب النَّاس على وُجُوههم. وَقَالَ الْأَوَائِل إِن رُؤْيا الطباخ فِي الْمنزل تدل على سرُور وتزويج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 852 للأغنياء والفقراء إِلَّا فِي الْمَرِيض فَإِنَّهَا تدل على شدَّة التهاب مَرضه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الطباخ كَلَام بِلَا أصل وَلَا فَائِدَة. والشرابي يؤول بِرَجُل نفاع. والصقال يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين يؤول بِالْملكِ وَرُبمَا يكون وزيرا. وَمن رأى أَنه يصقل شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعِزّ والجاه أَو ولَايَة ان كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن لم) يكن فَإِنَّهُ يخْدم ملكا أَو وزيرا أَو تنتظم أَحْوَاله. وَقَالَ الْكرْمَانِي الصقل يؤول على وَجْهَيْن إِذا كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يؤول للرائي بِدُخُولِهِ فِي أَمر يتَعَلَّق بِالْملكِ يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة وَأَن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بِالْكَذِبِ والملق والبهتان. وصانع دَار الضَّرْب يؤول على أوجه والضراب رجل مُتَكَلم مفتخر بِكَلَامِهِ. فَمن رأى أَنه يضْرب الدَّرَاهِم فَإِنَّهُ يَتَّصِف بِتِلْكَ الصّفة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يضْرب دَرَاهِم غير مغشوشة فَإِنَّهُ يحسن كَلَامه وَإِن لم يكن حسنا. وَمن رأى أَنه يضْرب دَرَاهِم مغشوشة فَإِنَّهُ يدل على الْكَلَام الدون. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ضراب الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير صَاحب نميمة وغيبة ينْقل الْكَلَام وَقيل إِن الضراب رجل بار لطيف الْكَلَام إِذا لم يَأْخُذ عَلَيْهِ أُجْرَة فَإِن أَخذ عَلَيْهِ أُجْرَة فَهُوَ مراء وَقيل إِن الضراب رجل مفتعل الْكَلَام الْحسن لِأَن الدَّرَاهِم كَلَام وضربها وضع الْكَلَام. وَمن رأى كَأَنَّهُ يضْرب الدَّرَاهِم بِبَاب الامام وَكَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن رأى كَأَنَّهُ يضْرب الدَّنَانِير فَإِنَّهُ يحافظ على الصَّلَوَات وَيُؤَدِّي الامانات. والمكاس رجل لم يخف من ربه وَلم يشفق على خلق الله تَعَالَى. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يَأْخُذ المكس فَإِنَّهُ يصل إِلَى النَّاس من الْمضرَّة. والعصار رجل مَنْسُوب إِلَى الثَّنَاء الْحسن قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يعصر شَيْئا من الادهان فَإِنَّهُ يشْتَغل بشغل مُهِمّ يحصل لَهُ بذلك من الْخلق الذّكر الْجَمِيل ويشتهر اسْمه بِالْخَيرِ والاحسان. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ عصار الدّهن إِن كَانَ سمسما فَإِنَّهُ رجل ذُو رياسة وَمَال وَإِن كَانَ من جوز فَإِنَّهُ يجمع مَالا بتعب ومشقة. والغلام يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه صَار غُلَاما فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة وَيحصل من ذَلِك الضَّرَر. وَمن رأى أَنه استخدم غُلَاما فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِأحد بِهَذِهِ الصّفة على مقاصده. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْغُلَام يؤول بالبشارة لقَوْله تَعَالَى يَا بشرى هَذَا غُلَام. والغواص يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه غاص فِي بَحر واستخرج مِنْهُ درا فَإِنَّهُ يدل) على حُصُول الْعلم والمعرفة وَمَال من قبل السُّلْطَان بِمِقْدَار ذَلِك. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه غاص فِي بَحر وَلم يسْتَخْرج مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على اشْتِغَاله بتَعَلُّم الْقُرْآن وَالْعلم وَلكنه لَا يتَعَلَّم أَو يشْتَغل بِخِدْمَة ملك وَلَا يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة. وَمن رأى أَنه استخرج من الْبَحْر درة ثمينة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مرامه وَقَضَاء حَوَائِجه وَيقرب عِنْد ملك بِمِقْدَار قيمَة تِلْكَ الدرة وَيحصل لَهُ مَال من قبل السُّلْطَان. وَقَالَ ابْن سِيرِين الْفراش يؤول بالخطابة فَمن رأى أَنه صَار فراشا فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة لرجل. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْفراش نخاس وَهُوَ دلال الرَّقِيق وَقيل هُوَ الَّذِي يَلِي أَمْوَال النَّاس. والعالاني يؤول كتأويل الْفراش والقصار. وَمن رأى أَنه قصر وَلم يبيض قصره فَإِن تَوْبَته لم تكن خَالِصَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْقصار رجل يجْرِي على يَدَيْهِ فعل الْخيرَات وتكفير الذُّنُوب ويشتهر بِالْمَعْرُوفِ. والكحال رجل يُؤثر خير دينه على دُنْيَاهُ مَا لم يَأْخُذ ثمنا فِيمَا يَبِيعهُ فَإِن أَخذ الثّمن فَإِنَّهُ مُفسد دينه ودنياه والكحال يؤول بِرَجُل صَالح. فَمن رأى أَنه يكحل النَّاس وينتفعون بكحله فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى الصّلاح وَطَرِيق الرشاد وَإِن لم ينتفعوا بِهِ فتأويله بضده. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكحال دَاع إِلَى الْخيرَات. وَقَالَ الْكرْمَانِي الكحال يؤول بِرَجُل جَامع بَين الْأَحِبَّة يحصل للنَّاس بِهِ رَاحَة. وَالْفَقِير السائر يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يسْأَل النَّاس الحافا فَإِنَّهُ يدل على ازدياد الْخَيْر خَاصَّة من أَبْوَاب من يعطونه شَيْئا فَإِن لم يعطوه شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على تعسير أُمُوره وخسارته. والفلاح يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَار فلاحا وَهُوَ يزرع فَإِنَّهُ يسْعَى فِي الْفَلاح وَطلب وَقيل الْفَلاح يؤول بدين وَصَلَاح وَطلب كسب معيشة من وَجه حل. وَمن رأى أَنه يحرث ويبذر فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن فعل الْخيرَات أَو مرض. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْحَرْث وَالزَّرْع إِذا تمت كل شُرُوطهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول النِّعْمَة والعز واقبال الدولة. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره بضده. وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يحرث فَإِنَّهُ ينْكح لقَوْله تَعَالَى نِسَاؤُكُمْ حرث لكم الْآيَة.) وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْفَلاح يؤول على سَبْعَة أوجه طلب رزق حَلَال وَخير وَمَنْفَعَة وَمرض وَعز وجاه وَكسب معيشة حَلَال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 853 والمشرف وَهُوَ الَّذِي يكون مباشرا على مَا هُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بالغم والهم. والمشعبذ يؤول بِالْبَاطِلِ وَالْمَكْر والافتعال وارتكاب الافعال الَّتِي لَا تحمد. والمنادي يؤول على وَجْهَيْن إِذا نَادَى بِمَا يُنَاسب الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ أَمر مَحْمُود وَإِذا كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. والمعلم يؤول بكبير قوم جهال فَمن رأى أَنه يعلم أحدا علما فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شرف وعلو الرُّتْبَة عِنْد النَّاس. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يعلم أحدا علما فَإِن كَانَ لائقا للْملك يصل إِلَيْهِ وَإِن لم يكن كَذَلِك فَيحصل لَهُ منزلَة علية. والمعبر كَالْقَاضِي أَو المقريء أَو الْوَاعِظ. والنباش يؤول على وَجْهَيْن إِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يحصل لَهُ علم وَحِكْمَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النباش رجل يجمع بَين النَّاس على الْفساد. والناسج يؤول على وَجْهَيْن إِن كَانَ من أَهله فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَإِن لم يكن فَهُوَ تَحْصِيل شَيْء. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه ينسج يلون من الألوان فتعبيره عَائِد على ذَلِك اللَّوْن كَمَا تقدم فِي رُؤْيا الالوان فِي أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة. والنحاس يؤول بِصَاحِب كَلَام واشاعات. والصيرفي يؤول بِرَجُل حَلِيم عَالم عَارِف ذِي اختبار وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه صَار صيرفيا فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يكون من أهل الْعلم ويحتار الْقُرْآن وَإِن كَانَ من أهل الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يختارها على الْآخِرَة. والدهان يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يدهن حَائِطا أَو سقفا أَو شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يكون مغرورا بهَا ويكتسب بالحيلة وَيكون فَاسِدا فِي دينه ويشغل النَّاس بِالْبَاطِلِ وَيتْرك الدّين وَالْهدى خُصُوصا إِن كَانَ تماثيل لقَوْله تَعَالَى مَا هَذِه التماثيل الَّتِي أَنْتُم لَهَا عاكفون.) وَقيل الدهان يؤول بِرَجُل يزين لمن خالطه أَو عَامله. وَالْوَكِيل يؤول بِالْخَيرِ والاقبال فَمن رأى أَنه وَكيل ملك وَهُوَ قَائِم فِي أشغاله بِالْعَدْلِ والانصاف فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر والاقبال وَكَذَلِكَ إِذا رَآهُ وَكيل القَاضِي فَإِن لم يكن فِي وكَالَة القَاضِي منصفا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ. والاسكاف يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي الاسكاف يؤول بِرَجُل قسام وسمسار بَين الْخلق. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الاسكاف رجل قسام الْمَوَارِيث. والقواس يؤول بِصَاحِب حُرْمَة ومقدرة وَرُبمَا يكون نَافِعًا للنَّاس. وَقَالَ الْكرْمَانِي صَنْعَة الأقواس تؤول بِفعل صادر من السُّلْطَان. والنشاب يؤول بالرسول وَرُبمَا كَانَ مُرْسلا لرَسُول. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه صنع نشابا وأكمله فَإِنَّهُ يتَحَمَّل رِسَالَة بَين الأكابر. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النشابي يؤول بِملك قوي يغري العساكر. صانع السِّلَاح يؤول بِرَجُل ينفع النَّاس وَيحصل بِهِ خير وَعدل. والحداد يؤول بِرَجُل صَاحب قيل وَقَالَ إِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ حُصُول خير. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحداد ملك مهاب بِقدر قوته وحذاقته فِي عمله تدل على انقياد سَائِر الْمُلُوك. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْحداد يؤول بجليس السوء. والوزان يؤول بِالْقَاضِي فَمن رأى أَنه يزن شَيْئا فنقص فَإِن قضى ذَلِك الْمَكَان يمِيل فِي أَحْكَامه وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فبضده. والطبال رجل كَذَّاب صَاحب أَقْوَال ضخمة شَدِيدَة. والزمار يؤول على وَجْهَيْن مِنْهُم من قَالَ أَنه نَظِيره وَمِنْهُم من قَالَ صَاحب أنغام. والشاعر يؤول بِرَجُل لَا يُوَافق قَوْله فعله فليحذر المعامل من مثله. والمطرب يؤول بِرَجُل مرتكب الْحَرَام. وَالْمُغني يؤول بالحكيم الْعَالم. والمكاري يؤول بِرَجُل صَاحب رَأْي وتدبير وَولَايَة ومصلح الاشغال والمعيشة وَرُبمَا كَانَ معلما.) والصياد يؤول بِرَجُل يحتال فِي رزقه بالمكر والخديعة وَرُبمَا يكون كَسبه من النسْوَة لتغلبه عَلَيْهِنَّ وصياد الكواسر من الوحوش والطيور يؤول بِملك ظَالِم يقهر الظلمَة والأكابر وصياد السّمك يؤول بِطَلَب معيشة من جِهَة النسْوَة لتمكنه من السّمك. ونساج الْحَرِير من أَي نوع كَانَ يؤول على وَجْهَيْن تَاجر مُسَافر أَو ذِي صَلَاح فِي الدُّنْيَا وَفَسَاد دينه. وَالْقطَّان يؤول بِرَجُل مخاصم وَكلما كَانَ قوسه قَوِيا كَانَ أبلغ فِي الْخُصُومَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْقطَّان صَاحب مَال وتعب. وصانع الْمكيل يؤول بِرَجُل منصف عَادل. والكيال يؤول بِرَجُل وَال عَادل إِذا لم يطفف. والتربي يؤول بِرَجُل مصلح قسام الْمِيرَاث نفاع. والامشاطي يؤول بِرَجُل مسهل الْأُمُور ومفرج الهموم وَهُوَ مصلح نَافِع صَاحب خير وَدين. والنخاخ مُطلقًا يؤول بِرَجُل مخاصم صَاحب شعث. وصانع البواري يؤول بِرَجُل سفلي يَبْتَلِي بِامْرَأَة حسيبة وَيحصل لَهُ الملالة والملامة. والحمامي يؤول بِرَجُل ذِي هم من قبل النِّسَاء وكساده أصلح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 854 والحطاب يؤول بِرَجُل ذِي نميمة وشعث لَيْسَ فِي رُؤْيَته خير. والحجام يؤول بِرَجُل كَاتب خراج أَو حِسَاب أَو صَاحب كسب وشروط. جماع اللَّبن يؤول بِرَجُل جماع المَال نفاع. والخياط يؤول بِرَجُل موثر دينه على دُنْيَاهُ مَا لم يَأْخُذ دَرَاهِم ودنانير. والخراز يؤول بِرَجُل نَافِذ الْكَلَام شَدِيد القَوْل كثير الْجمال. وَالْبناء يؤول بِرَجُل ذِي خطر ومقدرة وأياد كَثِيرَة مَا لم يَأْخُذ أُجْرَة. والبواب يؤول بِرَجُل ذِي سُلْطَان عَظِيم يحصل للنَّاس الانتظام على يَدَيْهِ. والبقال يؤول بِرَجُل لَا خير فِيهِ لِأَنَّهُ صَاحب هموم وأحزان. والخلقي لَا بَأْس فِيهِ وَلَا خير فِيمَن يَشْتَرِي الخلفان مِنْهُ وَبَيْعهَا مَحْمُود. والفاكهاني يؤول بِرَجُل يُؤثر دينه على دُنْيَاهُ كثير التَّعَب فِي رزقه. والريحاني يؤول بِرَجُل صابر على المصائب.) وَقَالَ الْكرْمَانِي الريحاني يؤول على وَجْهَيْن ان كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يكون قاريء الْقُرْآن يبكي النَّاس من صَوته وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ صَاحب هموم وأحزان. والطيوري يؤول بِرَجُل صَاحب رَقِيق إِذا كَانَ يَبِيع الدَّجَاج. والجوهري يؤول بِرَجُل ذِي دين وَعلم ونسك وَعبادَة. والكحال يؤول بِرَجُل سيء القَوْل للنَّاس. والسمسار يؤول بِرَجُل يَدْعُو إِلَى السخاء وَيَأْمُر النَّاس بِهِ. وَالْحمار يؤول بِرَجُل صَاحب مَال حرَام وَكسب فَاسد. والسائس رجل يجمع بَين النَّاس على فَسَاد. والطحان يؤول بِرَجُل يتعب فِي رزقه وَيحصل بِهِ نتيجة للنَّاس. والسروجي يؤول بِرَجُل كذوب مُفسد للنِّسَاء لَا خير فِيهِ والسروجي يؤول بِرَجُل صَاحب نسَاء وإصلاحه فِيهَا إِصْلَاحه لَهُنَّ. والصباغ يؤول بِرَجُل صَاحب بهتان. والاقباعي يؤول بِرَجُل رَئِيس. والطرزي يؤول بِرَجُل عَالم. والفاخوري يؤول بِرَجُل ملك جَائِر يفقر رَعيته. والفحام كَذَلِك لِأَن الْأَشْجَار رجال وَالنَّار سُلْطَان. والقدوري يؤول بِرَجُل طَوِيل الْعُمر لقَوْله تَعَالَى وقدور راسيات الْآيَة. والحجار يؤول بِرَجُل يَخُوض فِي أُمُور صعبة ويسرع فِي أُمُور رجال كبار وَإِن فصل بِالْعرضِ فَإِنَّهُ يلقِي الْعَدَاوَة وَيتم بَينهم ويطعن فِي أَحَادِيثهم. وضارب اللَّبن يؤول بِجمع المَال وَمن رأى أَنه ضرب اللَّبن وجففه وَجمعه فَإِنَّهُ يجمع مَالا. والجصاص يؤول بِرَجُل مُنَافِق مُسْرِف على النِّفَاق. والمفسر يؤول بِرَجُل مصلح حصل للنَّاس مِنْهُ مَنْفَعَة ونتيجة. والمقلش يؤول بِرَجُل مُفلس فَمن رأى مقلشا وَهُنَاكَ دَلِيل على الْخَيْر وَالرِّبْح فَإِنَّهُ يروج قَلِيلا وَإِن لم يكن دَلِيل ربح فَإِنَّهُ يفلس. وَأما أَرْبَاب الصَّنَائِع الْمُتَعَلّقَة بِخِدْمَة الْمُلُوك وَهِي أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة فقد تقدم تعبيرها فِي محلهَا فِي الْبَاب) الْخَامِس عشر. وَقيل من رأى أَنه ترك صَنْعَة وَتعلم صَنْعَة غَيرهَا فَإِن كَانَت أحسن مِنْهَا أَو مثلهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة فِي كَسبه وَإِن كَانَت بِخِلَافِهِ فبضده وَالله أعلم. (الْبَاب الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا أَشْيَاء مُفْرَدَات يَأْتِي تَعْبِير كل وَاحِد مِنْهَا على حِدته) أما القنطرة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يجوز على القنطرة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عز وجاه ورفعة وَمَال ووصول مَقْصُوده من قبل السُّلْطَان وَقيل من رأى أَنه جَازَ على قنطرة فَإِنَّهُ يخلص مِمَّا يكره للمثل السائر بَين النَّاس: فلَان جَازَ القنطرة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق القنطرة تؤول على أَرْبَعَة أوجه شجاعة وسلطنة وَخير وَمُرَاد. والانبوبة تؤول بالجارية. وَقَالَ ابْن سِيرِين تؤول بِالْمَرْأَةِ. وَحكي عَن أبي خلدَة أَنه قَالَ حضرت عِنْد مُحَمَّد بن سِيرِين وَإِذا بِرَجُل أقبل فَقَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت أَنِّي أشْرب من أنبوبة وَهِي برأسين أشْرب من الْوَاحِدَة مَاء حلوا وَمن الْأُخْرَى مرا مالحا فَقَالَ لَهُ ابْن سِيرِين لَك امْرَأَة وَلها أُخْت فَأَنت تستعملها فتب وارجع إِلَى الله عز وَجل. والقبة وَالطير يؤولان على أوجه فَمن رأى أَنه حمل على رَأسه ذَلِك وَكَانَ أَهلا للمملكة فَإِنَّهُ ينالها وَإِلَّا فَهُوَ عز ورفعة. والحساب يؤول على أوجه نفس رُؤْيَته يؤول بِالْمَالِ وَمن رأى أَنه يُحَاسب فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بمحنة. والصليب يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أعْطى صليبا أَو أشتراه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خلل فِي دينه وميله إِلَى الْكفْر. والزنار يؤول على وَجْهَيْن من رأى أَنه شده على وَسطه ان كَانَ مَسْتُورا فَإِنَّهُ يؤول بِحسن الدّيانَة والصيانة أَو مضى نصف عمره. وَقَالَهُ جَابر المغربي من رأى إِن بِيَدِهِ زنارا فَإِنَّهُ يدل على ضعف دينه وَإِن رَآهُ فِي وَسطه يمِيل إِلَى الْكفْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 855 والقش يؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة وَحُصُول المُرَاد من أَي نوع كَانَ. والبيدر يؤول بِجمع المَال بتعب ويخزنه مَعَ امْرَأَته وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أشترى بيدرا أَو) أعْطى لَهُ فَإِنَّهُ يدل على طلب امْرَأَة متصفة بِتِلْكَ الصّفة الْمَذْكُورَة وَالْبيع وَالشِّرَاء يؤولان على أوجه مِنْهُم من كرههما وَمِنْهُم من قَالَ البيع خير من الشِّرَاء وَمِنْهُم من قَالَ بيع مَا كَانَ نَوعه مَكْرُوها فَهُوَ مَحْمُود خِلَافه ضِدّه. وَجلد الدَّوَابّ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة على قدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْجلد من الْحَيَوَان والجلود تؤول على أوجه. قَالَ دانيال جلد الْآدَمِيّ يؤول بالزينة والرياسة. وَقَالَ ابْن سِيرِين الْجلد ستر وبركة. وَمن رأى جلده أسود أَو أَزْرَق فَإِنَّهُ يدل على الْغم والهم. وَقَالَ الْكرْمَانِي جلد جَمِيع الْحَيَوَانَات هُوَ مَال وَمَنْفَعَة وَفَائِدَة. والبكرة تؤول بخادم الخازندار فَمَا رُؤِيَ فِي ذَلِك من زين أَو شين يؤول فِيهَا. والظل يؤول بِالْهبةِ وَالْوَقار والرفعة وظل الْجَبَل يؤول بالرفعة والجاه من قبل السُّلْطَان وَكَذَلِكَ ظلّ الْقُصُور وظل الْجِدَار فَإِنَّهُ رفْعَة من جليل الْقدر. وظل الشَّجَرَة رَاحَة وسهولة من قبل رجل ذِي التجاء. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي مَوضِع خراب قَاعد فِي ظلّ فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى ألم ترى إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل الْآيَة. وظل الصيوان يؤول لمن جلس فِيهِ بِحُصُول مَنْفَعَة من ملك. وبحار الرَّأْس يؤول بالهم وَالْغَم وَالْخُصُومَة وَالصَّيْد يؤول على أوجه أما صيد مَا يحل من جَمِيع الْحَيَوَان مُطلقًا سَوَاء كَانَ بريا أَو بحريا فَإِنَّهُ مَال حَلَال وغنيمة وَمَا لَا يحل مَال حرَام وَبَقِيَّة الْكَلَام فِي الصَّيْد والصياد والأنواع الَّتِي تصاد تقدم تَعْبِير كل شَيْء على حِدته فِي مَحَله وفصله. والشبكة تؤول على أوجه مكيدة وَحُصُول أَمر مِنْهُ مكسب حَلَال وعزل ومكر وخديعة وَقبض على لصوص. والصحبة تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَاحب أحدا من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ جَابر المغربي مصاحبة الْمُلُوك تؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة وَحُصُول الْفَوَائِد مِنْهُم. وَمن رأى أَنه صَاحب مُشْركًا فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله متابا.) وَمن رأى أَنه صَاحب عجوزا فَإِنَّهُ يدل على مَرضه وميله إِلَى الدُّنْيَا. وَالْكَسْر يؤول على وَجْهَيْن قَالَ ابْن سِيرِين وَمن رأى شَيْئا كسر من أَي نوع كَانَ يعرفهُ دلّ على حُصُول خسارة وَإِن لم يعرفهُ فتأويله عَائِد إِلَيْهِ. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا كسر مَا هُوَ مَكْرُوه أَو مَا هُوَ من آلَات الملاهي فَهُوَ مَحْمُود. والعاج يؤول على أوجه مَال من قبل السُّلْطَان فَمن رأى أَن مَعَه عاجاً فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من قبل السُّلْطَان بِمِقْدَار ذَلِك. وَمن رأى أَن مَعَه صندوقا من عاج فَإِنَّهُ يدل على طلب امْرَأَة من أَقَاربه أَو مِمَّن يتَقرَّب إِلَى السُّلْطَان. وَمن رأى أَن لَهُ دَوَاة من عاج أَو أعطَاهُ إِيَّاهَا أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول جَارِيَة من سُلْطَان وَكلما كَانَ العاج أَبيض كَانَ مَاله أَزِيد وَأكْثر. وَالْعَارِية تؤول على وَجْهَيْن فَإِذا أعَار الْإِنْسَان شَيْئا لمن يُحِبهُ فَإِنَّهُ يدل على ثُبُوت محبته وَإِن والعاشق يؤول بِرَجُل حَرِيص على الْخَيْر وَالصَّلَاح إِذا كَانَ من أَهله وَإِن لم يكن من أَهله فبالشر وَالْفساد. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى عَاشِقًا وصل من معشوقه إِلَى مَقْصُوده فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه عاشق صُورَة حَسَنَة وَنِيَّته حميدة فَهُوَ مَحْمُود وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه عشق وصبر على ذَلِك خوفًا من الله تَعَالَى أَو قدر عَلَيْهِ وعف عَنهُ يَمُوت شَهِيدا لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: من مَاتَ عَاشِقًا مَاتَ شَهِيدا. والعرق يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أصَاب عرقا من غَيره فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا. وَمن رأى أَنه خرج مِنْهُ عرق فَإِنَّهُ يؤول على الخسارة وَقيل رُؤْيا عرق مَا يُؤْكَل مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل مَال حرَام. وَمن رأى حَيَوَانا عرق فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن تَعب ومشقة وَمَال وَمَنْفَعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعرق الطّيب الرَّائِحَة لَا بَأْس بِهِ والكريه الرَّائِحَة ضِدّه. وَمن رأى أَن ضَعِيفا عرق فَإِنَّهُ ينَال الشفا وَرُبمَا يَمُوت وَبَقِيَّة الْكَلَام فِي الْعرق تقدم فِي مناسبته) والعزل يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه عزل وَكَانَ صَاحب منصب فَإِنَّهُ يدل على الثَّبَات لَهُ وَقيل من رأى شَيخا عزل فَهُوَ مَحْمُود وَإِن كَانَ شَابًّا فبضده والعزل لمن يَلِيق بِالْولَايَةِ يدل على نيلها. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه عزل وَكَانَ ملكا فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن فَسَاد فِي دينه ونقصان فِي مَنْزِلَته. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه عزل عَن منصبه فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَهُوَ سالك فِي منصبه الطَّرِيق الحميد فَلَيْسَ بمحمود وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 856 ضِدّه. والعسس يؤول على أوجه من رأى أَنه يعس مَعَ شرطي فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَن عسسا أمْسكهُ وَحصل مِنْهُ مشقة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من قبل الْمُلُوك. وَالْعقل يؤول على أوجه فَمن رأى إِن عقله مُصَور وَهُوَ يحدث وَيَقُول أَنا عقلك وَيعلم أَنه عقله فَإِن كَانَ الرَّائِي من أولى النَّهْي فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته ولد الْملك وَيحصل مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى الْعقل بِهَذِهِ الْهَيْئَة فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والشرف والمرتبة والجاه. وَقَالَ دانيال رُؤْيا الْعقل تؤول بالدولة والنصرة. وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْعقل وَالروح تؤول بِالْأَبِ وَالأُم سَوَاء كَانَا حاضرين أَو غائبين فَمن رأى شَيْئا مِنْهُمَا فَإِنَّهُ يرى أحد أَبَوَيْهِ. وَحكي أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت اللَّيْلَة روحي وعقلي مُجْتَمعين على صُورَة آدميين فجَاء إِلَيّ وشربا معي الْخمر كَمَا كُنَّا نَفْعل فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: الْعقل يؤول بقسمة الدُّنْيَا وَالروح تؤول بقسمة الْآخِرَة. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعقل وَالروح يؤولان على سِتَّة أوجه بخت ودولة وَأب وَأم وَمَال وَشرف. والعلامة تؤول بِحُصُول الْولَايَة وَظُهُور الأشغال الصعاب وقهر الأعادي إِذا كَانَت الْعَلامَة جَيِّدَة وَإِذا لم تكن فبخلافه. وَقَالَ جَابر المغربي الجيدة تتَعَلَّق بالديانة وتدل على الاقبال والسعادة الأخروية وَبَقِيَّة الْكَلَام تقدم فِيمَا يُنَاسِبه فِي الْبَاب السَّابِع وَالْخمسين.) والهودج يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه فِي هودج فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة. وَمن رأى أَنه نزل من الهودج فبخلافه. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قعد فِي هودج بِوَاسِطَة بعض الأكابر فَإِنَّهُ يدل على الِاتِّصَال بِرَجُل وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى على بَابه هودجا أَو فِي دَاره وَكَانَ عِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَكَذَلِكَ المحار. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الهودج يؤول بِامْرَأَة وَكَذَلِكَ رُؤْيا المحارة من هَذَا النَّوْع. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الهودج تؤول على سَبْعَة أوجه علو قدر وَعز ومرتبة ورياسة ورفعة وَولَايَة واتصال بالأكابر. والغارة تؤول بالهم وَالْغَم. قَالَ ابْن سِيرِين وَمن رأى أَن مَاله نهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم بِقدر تِلْكَ الْغَارة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن عَسْكَر الْإِسْلَام قد نهب دَار الْكَفَرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لأهل دَار الْكفْر. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْغَارة تؤول على سَبْعَة أوجه خُصُومَة وجدال وَنقص وخسارة وهم وغم وَرخّص السّعر إِذا كَانَت غنيمَة. وَالْغَائِب يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى غَائِبا قدم عَلَيْهِ من السّفر فَإِنَّهُ يدل على وُصُول خبر سَار من ذَلِك الْغَائِب وَرُبمَا يدل على وُصُول الْغَائِب سَرِيعا. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن غَائِبا أقبل من السّفر فَإِنَّهُ يدل على تيسير أُمُوره وأشغاله. وَمن رأى غَائِبا مَسْرُورا منشرح الصَّدْر قد أقبل بِمَال ونعمة فَإِنَّهُ يدل على الْفتُوح وَحُصُول الْخيرَات. وَمن رأى غَائِبا عبوسا ومفلسا قد أقبل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْهم وَالْغَم. وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَن غائبه أقبل من السّفر فَإِنَّهُ يدل على قدومه إِلَيْهِ سَرِيعا وَمن رأى غَائِبا أقبل عُريَانا مَاشِيا فَإِنَّهُ يدل على قطعه من الطَّرِيق وَيَأْتِي وَهُوَ مُفلس. وَالْغنيمَة تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَت من مَال الْكفَّار فتؤول بِحُصُول الْخَيْر وَإِن كَانَت من مَال أهل الْإِسْلَام فبضده.) وَمن رأى عَسْكَر الْإِسْلَام أَتَى بغنيمة كَثِيرَة من دَار الْكفْر فَإِنَّهُ يدل على الرُّخص ووفور الْخيرَات بدار الْإِسْلَام. وَمن رأى أَن الْكفَّار غزوا دَار الْإِسْلَام فتعبيره ضِدّه. والتفاؤل على وَجْهَيْن قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه تفاءل وَكَانَ فاله جيدا فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الفال يؤول على ثَلَاثَة أوجه حُصُول ظفر والوصول إِلَى المرام وَقَضَاء وَالدّين يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن عَلَيْهِ دينا ووفاه فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَإِن كَانَ قد وعد يُوفى وعده وَإِن فَاتَت صلَاته فَإِنَّهُ يَقْضِيهَا. والفرج يؤول على أوجه من رأى أَن لَهُ فرجا كفرج النِّسَاء فَإِنَّهُ يدل على المذلة والتحير للرائي. وَمن رأى أَن أحدا يجامعه فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء حَوَائِجه مِنْهُ والتحكم فِي الْأُمُور يؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن أحدا يتحكم فِي أَمر يُريدهُ فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِذا كَانَ بِخِلَافِهِ لَا يضرّهُ. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِكَسْر الْخبز فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يغر إخوانه. وَمن رأى أَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 857 أحدا يَأْمُرهُ باحضار أكل فَإِنَّهُ يؤول بَحثه على الِاجْتِهَاد فِيمَا هُوَ بصدده. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِبيع الْقَمْح فَإِنَّهُ يؤول بَحثه على الِاجْتِهَاد فِي تَحْصِيل رزق حَلَال. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بشد وَسطه فَإِنَّهُ يحثه على قِيَامه فِي أشغاله بِمَا يحصل لَهُ بِهِ الْفَائِدَة. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بالتوقف فَإِنَّهُ يؤول بالظفر على أعدائه. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِأَن يصطلي بالنَّار فَإِنَّهُ يؤول بَحثه على حفظه مَاله. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ باطفاء السراج فَإِنَّهُ يحثه على خزن مَاله. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِأَن يزرع بزرا فَإِنَّهُ يدل على حثه على إصْلَاح معيشته من النَّار. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بالاغتسال فَإِنَّهُ يؤول بِالتَّوْبَةِ. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِمَا ذكر مفصلا فَهُوَ كأمره لَهُ والمعنيان فِي ذَلِك سَوَاء. وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْأَوَامِر من الشَّاب لَا يَنْبَغِي الِالْتِفَات إِلَيْهَا وَلَا الِاعْتِمَاد عَلَيْهَا وَالْأَمر من الشَّيْخ غير مَحْمُود وَتعْتَبر من ذَلِك وَقيل من رأى أَنه يَأْمر وَينْهى فَإِن كَانَ مُوَافق الشَّرِيعَة فَهُوَ) مَحْمُود وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فَهُوَ بضده. وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِمَا هُوَ صَلَاح لَهُ فَهُوَ خير وبركة. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. والنمو يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين النمو فِي الشَّيْء إِذا كَانَ فِيهِ مصلحَة فَإِنَّهُ يدل على الصّلاح وَحُصُول الْخَيْر وَإِن لم يكن فِيهِ مصلحَة فتعبيره ضِدّه. وَقَالَ الْكرْمَانِي النمو فِي الْجَسَد إِذا لم يكن ضَرَرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال وَالنعْمَة لصَاحبه. والقبة من أَي نوع كَانَ تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة ومرتبة وَشرف وَخير ونعمة وَعز وجاه. وَالْقِسْمَة تؤول على أوجه وَمن رأى أَنه يقسم شَيْئا بَين جمَاعَة بِالْحَقِّ فَإِنَّهُ يدل على مُرَاعَاة الانصاف وتجنبه عَن الْميل وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه. وَمن رأى أَنه يقسم مَالا لأجل فَسَاد فَإِنَّهُ يؤول بِالْفَسَادِ. وَمن رأى أَنه يقسم مَالا للأجانب الغرباء فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد حَاله وتضييع أشغاله. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يقسم شَيْئا بِلَا رضَا صَاحبه فَإِن تَأْوِيله عَن الْخَيْر وَالشَّر يؤول إِلَيْهِ والعض على الشَّيْء فِيهِ وَجْهَان إِذا كَانَ على نَحْو حَبل مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نتيجة فَلَيْسَ بمحمود وَإِذا كَانَ مِمَّا يحصل نتيجة فَلَا بَأْس بِهِ. والعض على أوجه فَمن رأى أَنه عض أحدا بمحبة ومودة فَإِنَّهُ يدل على ازدياد محبته فِي قلبه وَإِن عضه بِالْغَضَبِ والحقد فَإِنَّهُ يدل على خطر يَنَالهُ فِي مهماته وأشغاله بِسَبَب عضه. وَمن رأى أَن رجلا مَعْرُوفا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من عَدو وخسارة وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة. وَمن رأى أَن فرسا عضه فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان فِي شرفه. وَمن رأى أَن جملا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من رجل جليل الْقدر. وَمن رأى أَن حمارا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خلل فِي عزه. وَمن رأى أَن بغلا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مشقة فِي سَفَره. وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان عضه سَوَاء كَانَ بحريا أَو بريا أَو طيرا فَلَيْسَ بمحمود. والضياع يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على خمول ذكره فِي ذَلِك الْمَكَان لِأَن الضائع لَا يعرفهُ أحد.) وَمن رأى أَن عِيَاله قد ضَاعُوا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول غم وهم بِسَبَب الضائع. وَمن رأى أَن شَيْئا ضَاعَ مِنْهُ إِن كَانَ ذَلِك الشَّيْء مَحْمُودًا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة بِمِقْدَار قيمَة ذَلِك الشَّيْء وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. والعجلة تؤول على أوجه وَمن رأى أَنه ركب عجلة وَهِي تسير بِهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف والرفعة. وَمن رأى أَن لَهُ عجلة وَهُوَ لم يقْعد عَلَيْهَا فَإِن الْمَرَض والتعب يكون أسهل وأخف. وَمن رأى أَن ملكا أعْطى لَهُ عجلة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا بِقدر كبرها. وَمن رأى أَنه يتبع عجلة فَإِنَّهُ يتبع صَاحب سُلْطَان. وَمن رأى أَنه على عجلة عَلَيْهَا أثقال وَهِي لَا تسير بِهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن. واهتزاز الْأَشْيَاء يؤول على أوجه وَمن رأى أَن السَّمَاء تهتز فَإِنَّهُ يدل على الْفساد وَالظُّلم والفتنة فِي ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَن الشَّمْس أَو الْقَمَر تهتز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول آفَة ومشقة لملك ذَلِك الْمَكَان. وَمن رأى أَن الأَرْض تهتز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الآفة لأهل ذَلِك الْمَكَان بِقدر اهتزاز الأَرْض. وَمن رأى أَن الْجَبَل يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْبلَاء وَالْمَشَقَّة لملك ذَلِك الْمَكَان بِقدر اهتزاز الْجَبَل. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن الْعَرْش يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد عُلَمَاء ذَلِك الْمَكَان وَقلة أمانتهم. وَمن رأى أَن اللَّوْح أَو الْقَلَم يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الْكتاب وَأهل الْقَلَم. وَمن رأى أَن السَّمَوَات السَّبع تهتز فَإِنَّهُ يدل على نزُول عَذَاب وَغَضب من الله تَعَالَى على أهل ذَلِك الْمَكَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 858 بِسَبَب معصيتهم. وَمن رأى أَن الشَّمْس وَالْقَمَر وَجَمِيع الْكَوَاكِب تهتز فَإِنَّهُ يدل على خُصُومَة مُلُوك ذَلِك الْمَكَان ومحاربتهم ومقاتلتهم وَسَفك الدِّمَاء الْكَثِيرَة. وَمن رأى أَن قصر الْملك أَو دَاره يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع أهل ذَلِك الْمَكَان فِي المحنة. وَمن رأى مَسْجِد الْجَامِع يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الْعلمَاء ومعصيتهم. وَمن رأى بَيته يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الآفة والمحنة لأَهله.) وَمن رأى أَن جسده يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْفساد فِي دينه وَفِي الْجُمْلَة إِذا رأى شَيْئا من والمرهم يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يلطخ مرهما على عُضْو مَرِيض أَو يضع المرهم على جرحه فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح وَالصِّحَّة وَأكل المرهم يدل على أكل المَال الْحَرَام أَو الْحزن والمضرة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن المرهم يزِيد فِي جسده فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة النِّعْمَة وَالْمَال. وَمن رأى أَن المرهم يَأْكُل لَحْمه من جسده فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان المَال وَالنعْمَة. وَالسكر من أَي نوع كَانَ يؤول على أوجه فَمن رأى سَكرَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام وَيكون مقصرا فِي صلواته. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه سَكرَان بِغَيْر سكر فَإِنَّهُ يدل على الْخَوْف والفزع الشَّديد ونقصان المَال وَأما كل نوع مِمَّا يسكر بِهِ إِذا اسْتَعْملهُ الْإِنْسَان فقد تقدم تَعْبِيره مَعَ نَوعه. الْمشرق يؤول بِملك من تِلْكَ الْجِهَات فَمن رأى صَوبه مَا يزين أَو يشين فَهُوَ يؤول فِي ذَلِك. وَمن رأى أَنه بالمشرق وَهُوَ نير وَالْمَكَان مَحْمُود فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه. الْمغرب يعبر بضد مَا عبر فِي الْمشرق. والكنز يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه وجد كنزا فَإِنَّهُ يمرض أَو يكوى أَو يحصل فِي قلبه مَا يؤلمه مثل الكي. وَمن رأى أَنه وجد كنزا فِي مَكَان خراب فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه بِمَرَض أَو يطول مَرضه وَإِن كَانَ وجده بمَكَان معمور فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشِّفَاء. الْقصر يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه دخل قصرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول النِّعْمَة وَالْمَال خُصُوصا إِذا كَانَ الْقصر مَبْنِيا من لبن وطوب وَأَن كَانَ من جص وَحجر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال وَالْفساد فِي الدّين وَحُصُول الْغم من جِهَة الْملك. وَمن رأى أَن قصره اشتعل بالنَّار فَإِن الْملك يَأْخُذ مَاله. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْقصر يؤول على عشرَة أوجه نعْمَة وَمَال وَولَايَة ومرتبة ورياسة وَشرف وسلطنة وَحُصُول مُرَاد وَفَرح وسرور بِقدر علوه وَحسنه. المعصرة تؤول على أوجه وَمن رأى معصرة يعصر بهَا مَا يكون نَوعه مَحْمُودًا فِي علم التَّعْبِير فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك فَإِن كَانَت المعصرة من خشب يكون الْملك ظَالِما وَإِن كَانَت من لبن يكون عادلا) وَإِن كَانَت من جص فَإِنَّهُ يكون مهابا فَإِن لم يعصر فِيهَا شَيْئا لم ينل من الْملك مَنْفَعَة. الخركاة تؤول بِامْرَأَة فَمن رأى أَنه قَاعد فِي خركاة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَيحصل لَهُ خير من مَتَاع الدُّنْيَا خُصُوصا إِذا كَانَت ملكه أَو يعرف مَالِكهَا وَإِن لم يعرف صَاحبهَا والخركاة إِن كَانَت خضراء أَو بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على الْخَيْر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى خركاة مَجْهُولَة لَوْنهَا أَخْضَر وَهُوَ قَاعد فِيهَا فَإِنَّهُ يدل على مَوته شَهِيدا وَإِن كَانَت مَعْرُوفَة أَو كَانَت ملكه فَإِنَّهُ يدل على ديانته وتقواه وَإِن كَانَت بَيْضَاء فَإِنَّهُ يدل على المَال وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهُ يشْتَغل باللهو وشهوة الدُّنْيَا وَإِن كَانَت زرقاء فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والمصيبة وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة القليلة خُصُوصا إِذا كَانَت ملكه وَإِن لم تكن ملكه فتأويلها رَاجع إِلَى صَاحبهَا من الْخَيْر وَالشَّر. والناقوس يؤول بِرَجُل مُنَافِق كَذَّاب لَا يكون فِيهِ خير قطّ. وَمن رأى أَنه يضْرب ناقوسا فَإِنَّهُ يصاحب رجلا منافقا كذابا وَإِن رأى أَنه يضْرب الناقوس فِي الْمَسْجِد فَإِنَّهُ يدل على محبته الْكفَّار وميله إِلَى مَذْهَبهم. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الناقوس يؤول على ثَلَاثَة أوجه كَلَام كذب ونفاق ومحبة الْكفْر. والجديد والعتيق فِي جَمِيع الْأَشْيَاء يؤولان على وَجْهَيْن كل مَا كَانَ نَوعه جَدِيدا وَهُوَ مَحْمُود فَإِذا عتق صَار بضده وكل مَا كَانَ عتيقا وَهُوَ مَحْمُود فَإِن رَآهُ جَدِيدا يكون بضده. وَفعل الْخَيْر من كل شَيْء يؤول بالعز وَالْقُوَّة والدولة والسعادة فِي الدّين وَالدُّنْيَا بِقدر مَا فعل من الْخَيْر وَيكون نجاة من عَذَاب الْآخِرَة. والهباء يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين الهباء يؤول بِالْبَاطِلِ من الْكَلَام وَالْفِعْل الَّذِي لَا يكون فِيهِ وَقَالَ جَابر المغربي من رأى هباء فِي الْهَوَاء إِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة والفتنة وَسَفك الدَّم فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ أصفر يدل على الْمَرَض وَإِن كَانَ أسود يدل على الْحزن والمصيبة وَإِن كَانَ أَبيض يكون مَا ذكر أقل وأسهل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 859 وَالْمطلب يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه حفر مَكَانا فَوجدَ فِيهِ مطلباً من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْولَايَة بمقداره وَإِن كَانَ مصلحا يرزقه الله تَعَالَى الْعلم وَالْحكمَة وَإِن كَانَ صَاحب حِرْفَة فَإِنَّهُ يجمع المَال من كَسبه. وَإِن وجد مطلباً من فضَّة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج من الأكابر امْرَأَة ذَات جمال وَمَال وَحسن وَنسب وَرُبمَا) تَلد ولدا مُبَارَكًا. وَإِن كَانَ مطلباً من نُحَاس أصفر فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الصُّحْبَة بَينه وَبَين رجل كَبِير سيء الْفِعْل وَإِن كَانَ الْمطلب من حَدِيد فَإِنَّهُ يصاحب رجلا كَبِيرا ذَا قُوَّة وَكَلَام نَافِذ وَيحصل لَهُ مَال وَمَنْفَعَة كَثِيرَة. وَإِن كَانَ مطلباً من زبرجد فَإِنَّهُ يكون صَاحب دولة أَو يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل الْملك. وَإِن كَانَ مطلباً من فيروزج فَإِنَّهُ يدل على الظفر والدولة وَحُصُول المُرَاد وقهر الْأَعْدَاء. وَإِن كَانَ مطلباً من عقيق فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من ملك أَو رجل كَبِير وَإِن كَانَ مطلباً وَإِن كَانَ مطلباً من لَعَلَّ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الجاه والشرف والمنزلة وَيحصل لَهُ من ملك مَال ونعمة. وَإِن كَانَ مطلباً من زمرد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الظفر وَحُصُول المُرَاد. وَإِن كَانَ مطلباً من زئبق فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال ونعمة من رجل حسن الْمُعَامَلَة. وَإِن كَانَ مطلباً من نوشادر أَو بورق فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والخسارة. وَإِن كَانَ مطلباً من نفط فَإِنَّهُ يفتضح بَين النَّاس وَيحصل لَهُ من النَّاس ملامة. وَإِن كَانَ مطلباً من ملح فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من رجل جليل الْقدر. وَإِن كَانَ مطلباً من كحل أَو زاج أَو شَيْء يكون لَونه أسمر فَإِنَّهُ يدل على الْغم والمضرة وَإِن كَانَ الزاج أَبيض فَإِنَّهُ يدل على الْمَنْفَعَة. وَإِن كَانَ مطلباً من مغناطيس فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته بِرَجُل قوي طماع. والمبارزة تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَار مبارزا وَكَانَ ملكا فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة فِي ملكه وثباته وَإِن كَانَ الرَّائِي عَالما فَإِنَّهُ ينْفَرد بالمعرفة وَإِن كَانَ تَاجِرًا يحصل لَهُ من تِجَارَته مَال كثير وَإِن كَانَ فَقِيرا فَإِنَّهُ يَتَّسِع عَلَيْهِ الرزق. والعش من رأى شَيْء كَانَ لأي صنف كَانَ من الطُّيُور فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى طيرا عمر عشا فِي دَاره أَو منزله فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير بِمِقْدَار قيمَة ذَلِك الطير. وَمن رأى أَنه خرب عش طير أَو رَمَاه فَإِنَّهُ يعْمل أمرا مَكْرُوها. وَمن رأى أَن عش طير كَأَنَّهُ قد وَقع ثمَّ أَخذه وَوَضعه مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يعْمل شَيْئا يحصل مِنْهُ أجر) وثواب. وَمن رأى أَنه قعد فِي عش طير كَبِير فَإِنَّهُ يستظل بِرَجُل جليل الْقدر وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة. والسرج يؤول على أوجه إِذا كَانَ على ظهر الْفرس فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فَإِنَّهُ عَائِد على صَاحبه. وَمن رأى أَنه اشْترى سرجا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يخْطب امْرَأَة ذَات مَال كثير وَيحصل لَهُ مِنْهَا مَال من جِهَة الْمِيرَاث. وَمن رأى أَن سَرْجه انْكَسَرَ فَإِنَّهُ امْرَأَته تَمُوت. وَمن رأى أَن سَرْجه قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويفارقها. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى سَرْجه مكللا بالجواهر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال بِسَبَب الْمَرْأَة وَإِن كَانَ السرج مزينا بِالذَّهَب أَو الْفضة فَإِن امْرَأَته تكون معجبة متكبرة ضَعِيفَة فِي طَرِيق الدّين وَإِن كَانَ السرج خَالِيا عَن الزِّينَة فَإِن امْرَأَته تكون صَالِحَة ذَات ديانَة وَأَمَانَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السرج يدل على امْرَأَة عفيفة حَسَنَة غنية وَقيل ركُوب السرج إِصَابَة مَال وَقيل إِصَابَة ولَايَة وَقيل هُوَ استفادة دَابَّة وَمن رأى أَنه ركب سرجا نصر فِي كل أُمُوره. واللجام يؤول على أوجه فَمن رأى أَن لجام فرسه انْقَطع أَو ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان شرفه وجاهه. وَمن رأى على رَأسه لجاما كالخيول فَإِنَّهُ يدل على التَّوْبَة وَالصَّوْم وتجنبه عَن الْكَلَام الْبَاطِل كَمَا قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ كرم الله وَجهه من كَانَ خَائفًا فلجامه فِي فَمه. وَقَالَ جَابر المغربي اللجام على رَأس الْمُلُوك مَحْمُود لِأَنَّهُ يكون مُطيعًا لمَوْلَاهُ وَقيل رُؤْيا اللجام تؤول بالأدب لمن يكون فِي فَمه وَمن أصلحه فَإِنَّهُ يُؤَدب غَيره. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللجام يؤول على سِتَّة أوجه شرف وجاه وَصَوْم وسكوت وأدب ووقار فِي الْأُمُور. وَضرب الكرة يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يضْرب الكرة وَكَانَ ملكا فَإِنَّهُ يظفر بأعدائه وَإِن كَانَ عاميا فَإِنَّهُ يُخَاصم مَعَ أحد وَالْغَالِب يظفر وَرُبمَا يناظر غَيره وَيسمع كلَاما فَاحِشا. وَقَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد الفرعوني الكرة تؤول بالكورة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت شخصا أَعْطَانِي كرتين) فتوليت نِيَابَة كورتين وَهِي الكرك والشوبك. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكرة إِذا كَانَت من أَدِيم تؤول بِرَجُل رَئِيس أَو عَالم وَقيل اللّعب الكرة مخاصمة لِأَن من لعب بهَا كلما أَخذهَا ضرب بهَا الأَرْض. والصولجان قد تقدم تَعْبِيره لمناسبة ذكره فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْخمسين. والبرذعة تؤول على أوجه مِنْهُم من قَالَ امْرَأَة وَمِنْهُم من قَالَ غير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 860 ذَلِك. وَمن رأى أَنه ركب على برذعة فَإِنَّهُ يَتُوب من ذنُوبه بعد طول تنعمه فِيهَا. وَمن رأى على ظَهره برذعة فَإِنَّهُ يُطِيع امْرَأَته. وَمن رأى أَنه ابْتَاعَ برذعة فَإِنَّهُ يبْتَاع جَارِيَة. والقتب خَادِم حمول نفاع فمهما رأى فِيهِ من زين وشين يؤول فِي ذَلِك الْخَادِم. والحقب يؤول بِالسنةِ فَمن رأى حقبا جَدِيدا وثيقا فَإِنَّهُ يؤول بِسنة مباركة خصبة. وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَكَثْرَة الأحقاب محمودة. وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا يؤول الحقب لمن ناله أَن يعمر ثَمَانِينَ سنة لقَوْل بعض الْمُفَسّرين فِي قَوْله تَعَالَى لابثين فِيهَا أحقابا الحقب ثَمَانُون سنة وَقيل سَبْعُونَ سنة. والحزام يؤول بالخادم ونفاذ الْأَمر. والركاب يؤول بالخادم وَرُبمَا كَانَ عزا لما تقدم أَنه من رأى نقصا فِي آلَات سَرْجه فَإِنَّهُ نقص فِي عزه. والمهماز نَظِير ذَلِك فِي التَّأْوِيل وَرُبمَا كَانَ أَشد مِنْهُ. والبروج الاثنا عشر تَعْبِير كواكبها تقدم فِي الْبَاب الثَّالِث والآن نذْكر نفس البروج. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى برج الْحمل فَإِنَّهُ تقضي حَاجته من رجل محتشم. وَمن رأى برج الثور فَإِنَّهُ يَقع لَهُ شغل بِرَجُل جَاهِل فتقضي حَاجته بعد بطء. وَمن رأى برج الجوزاء فَإِن لَهُ صَحبه بِرَجُل عَالم عَارِف فصيح كَاتب وتقضي حَاجته. وَمن رأى برج الْأسد فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بِملك أَو رجل جليل الْقدر وتقضي حَاجته ويعلو قدره. وَمن رأى برج السنبلة فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بِرَجُل فلاح أَو رجل بِلَا وَفَاء وَلَا يحصل لَهُ مَقْصُوده. وَمن رأى برج الْمِيزَان فَإِنَّهُ يصطحب بعالم أَو قضا وتقضي حَاجته. وَمن رأى برج الْعَقْرَب فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بعدو أَو مَعَ امْرَأَة سَيِّئَة الفعال وَلَا تقضي حَاجته ويغتم.) وَمن رأى برج الْقوس فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بِرَجُل كَبِير غاز وتقضي حَاجته. وَمن رأى برج الجدي فَإِنَّهُ ينَال الْعِزّ والدولة وتقضي حَاجته وَيُحِبهُ النَّاس. وَمن رأى برج الدَّلْو فَإِنَّهُ يَقع لَهُ صُحْبَة بِرَجُل متوسط الْحَال لَا غَنِي وَلَا فَقير وتقضي حَاجته وَيُحِبهُ النَّاس. وَمن رأى برج الْحُوت فَإِنَّهُ يدل على صحبته بِرَجُل سديد الرَّأْي مُشفق قَلِيل الْكَلَام وتقضي حَاجته. وَأما الاستقصات وَهِي الدَّوَائِر الْأَرْبَع التُّرَاب وَالْمَاء والهواء وَالنَّار فَمن رأى النَّوْع الأول وَهُوَ التُّرَاب فَإِنَّهُ يؤول بِأَن السَّوْدَاء غالبة عَلَيْهِ فليدبر نَفسه ذَلِك. وَمن رأى النَّوْع الثَّانِي وَهُوَ المَاء فَإِنَّهُ يؤول بِأَن البلغم غَالب عَلَيْهِ. وَمن رأى النَّوْع الثَّالِث وَهُوَ الْهَوَاء فَإِنَّهُ يؤول بِأَن الدَّم غَالب عَلَيْهِ. وَمن رأى النَّوْع الرَّابِع وَهُوَ النَّار فَإِنَّهُ يؤول بِأَن الصَّفْرَاء غالبة عَلَيْهِ وَقيل إِذا رأى الْإِنْسَان فِي غَالب مَنَامه ألوان السوَاد من جَمِيع الْأَشْيَاء فَإِن السوَاد تكون غالبة عَلَيْهِ وَإِذا رأى ألوان الْبيَاض فَإِن البلغم يكون غَالِبا عَلَيْهِ وَإِذا رأى ألوان الْأَحْمَر فَإِن الدَّم يكون غَالِبا عَلَيْهِ وَإِذا رأى ألوان الْأَصْفَر فَإِن الصَّفْرَاء تكون غالبة عَلَيْهِ وَالله أعلم. (الْبَاب التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ) (فِي رُؤْيا ابليس وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ والكهنة والسحرة) أما إِبْلِيس اللعين. فَقَالَ دانيال رُؤْيا ابليس تؤول بِرَجُل عَدو لَيْسَ لَهُ دين كَذَّاب ضال بِلَا حَيَاء عجول فِي الشرآيس من الْخيرَات وَيعلم النَّاس كل الشَّرّ وَهُوَ الْفساد والقبح ذُو حراءة. وَمن رأى إِبْلِيس ينصحه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة فِي مَاله وَجَسَده. وَمن رأى إِبْلِيس أمسك يَده وَقَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بذنب عَظِيم ثمَّ ينجو بعد ذَلِك بنصيحة أحد. وَقَالَ الْكرْمَانِي من أطَاع إِبْلِيس بهواه فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بِالنَّفسِ. وَمن رأى إِبْلِيس أعطَاهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام فَإِن كَانَ ذَلِك الشَّيْء دونا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الدّين. وَمن رأى أَنه أَرَادَ أَن يضْرب إِبْلِيس بِالسَّيْفِ ليهلكه ثمَّ هرب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عدل وَولَايَة) وإنصاف. وَمن رأى أَنه قَتله فَإِنَّهُ يقهر نَفسه ويسلك طَرِيق الصّلاح. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن إِبْلِيس مَسّه وَهُوَ مشتغل بِذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يؤول بِأَن لَهُ أَعدَاء كَثِيرَة يُرِيدُونَ هَلَاكه فَلَا ينالون مِنْهُ مرَادا لقَوْله تَعَالَى إِن الَّذين اتَّقوا إِذا مسهم طائف من وَمن رأى أَنه يعادي إِبْلِيس أَو يحاربه فَإِنَّهُ يدل على صِحَة دينه. وَمن رأى أَن إِبْلِيس خَوفه فَإِنَّهُ يدل على إخلاصه فِي دينه. وَمن رأى أَن إِبْلِيس فَرح مسرور فَإِنَّهُ يشْتَغل بالشهوات. وَمن رأى أَن إِبْلِيس نزع لِبَاسه فَإِنَّهُ يعْزل عَن منصبه. وَمن رأى أَن إِبْلِيس يتخبطه فَإِنَّهُ يَأْكُل الرِّبَا. وَمن رأى أَن إِبْلِيس يغمزه فَإِنَّهُ يدل على أَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 861 رجلا يقذف امْرَأَته ويغويها. وَمن رأى أَن إِبْلِيس يعذبه بِنَوْع من الْأَنْوَاع فَإِنَّهُ فرج من همه بعد حُصُول شدَّة لقَوْله تَعَالَى أَنِّي مسني الشَّيْطَان بِنصب وَعَذَاب وَقيل إِن إِبْلِيس يؤول بالسلطان الجائر. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن إِبْلِيس ابتلعه أَو دخل فِي فَمه فَإِن كَانَ مُسَافِرًا فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ يغرق وَإِن كَانَ نَاوِيا ذَلِك فَالْوَاجِب إِقَامَته عَنهُ مُدَّة. وَأما الشَّيَاطِين فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشَّيَاطِين تؤول برؤيا عَدو أَو جاسوس لاستراقه السّمع. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى كَأَنَّهُ قتل الشَّيْطَان نَالَ نصْرَة وصيتا حسنا. وَمن رأى أَنه شَيْطَان فَإِنَّهُ يكون قد ارْتكب إِثْمًا أَو أفتري كذبا. وَمن رأى أَنه يُنَاجِي شَيْطَانا فَإِنَّهُ يشاور أعداءه ويظاهرهم فِي قهر أهل الصّلاح فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِك لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا النَّجْوَى من الشَّيْطَان ليحزن الَّذين آمنُوا وَلَيْسَ بضارهم شَيْئا إِلَّا بِإِذن الله. وَمن رأى أَنه ملك الشَّيَاطِين وانقادوا لَهُ فَإِنَّهُ ينَال رياسة وهيبة. وَالْجِنّ تؤول بعدو كَبِير مكار ضار. وَمن رأى أَن الْجِنّ توسوس فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على اجْتِهَاده بِعبَادة الله تَعَالَى واشتغاله بالطاعات ليظفر على عدوه لقَوْله تَعَالَى من شَرّ الوسواس الخناس الْآيَة.) وَمن رأى أَن جنيا خطف ثَوْبه فَإِن كَانَ عَاملا يعْزل وَإِن كَانَ فلاحا يُصِيبهُ أَذَى لقَوْله تَعَالَى ينْزع عَنْهُمَا لباسهما الْآيَة. وَقَالَ جَابر المغربي من رأى خَلفه جنيا فَإِنَّهُ يدل على ظفر الأعادي بِهِ. وَمن رأى أَنه قَادر على الْجِنّ مسلط عَلَيْهِم وهم مطيعون لَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف ومرتبة السلطنة. وَمن رأى أَنه قيد جنيا فَإِنَّهُ يظفر على الْعَدو. وَمن رأى أَنه صَار أَسِيرًا فِي أَيدي الْجِنّ فَإِنَّهُ يدل على فضائحه. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْجِنّ تؤول على ثَلَاثَة أوجه خسران وهوان وَخَوف شَدِيد. وَمن رأى أَنه يعلم الْجِنّ الْقُرْآن فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الرياسة. وَمن رأى جنيا دخل دَاره فَإِن اللُّصُوص يدْخلُونَهَا وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْجِنّ على رُؤْيا أنَاس أَصْحَاب احتيال فِي أُمُور الدُّنْيَا وغرورها. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْجِنّ تؤول على ثَمَانِيَة أوجه رُؤْيَة الْأَعْدَاء وَفَسَاد الدّين وشهوات وَهوى نفس واشتغال وإهمال الْعِبَادَة وَالطَّاعَة وَبعد عَن أهل الدّين وَالصَّلَاح ويميل إِلَى أكل الْحَرَام. وَالْجُنُون تقدم تَعْبِيره فِي مَحَله فِي فَصله فِي الْبَاب الْعشْرين. والكهنة تؤول على أوجه فَمن رأى كَاهِنًا وَهُوَ المنجم فيؤول بِرَجُل قريب من الْمُلُوك. وَمن رأى أَنه صَار منجما فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك بِالْكَذِبِ والزور والبهتان وَقيل رُؤْيا المنجم تؤول بِرَجُل كَذَّاب لَا يشْكر نعم الله عَلَيْهِ. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام الكهنة والخطاطين وَنَحْوهم أَو يكلمهم بِكَلَام يُنَاسب ذَلِك فَإِن تَأْوِيله أباطيل وغرور وتصديق ذَلِك فِي الْمَنَام واليقظة جهل. والسحرة تؤول بالْكلَام الْبَاطِل وَالْكذب والفتنة وَفعل قَبِيح وشغل ذميم بِلَا أصل وَلَا فرع وَهُوَ عَدو ظَالِم غدار ضال مكار. وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه مسحور أَو يسحر فَإِن السحر يؤول بالفتنة والكيد فَإِن كَانَ السَّاحر جنيا فَهُوَ أقوى وأبلغ. وَمن رأى أَنه يسحر وَلَا يُحَقّق سحره فَإِنَّهُ يقْصد أَن يكيد أحدا فَلَا يقدر عَلَيْهِ. وَمن رأى أَنه سحر أحدا وَأفَاد مَعَه السحر فبخلافه.) وَمن رأى سحرة مُجْتَمعين فِي مَكَان قَاصِدين فعل أَمر فَإِنَّهُم أَعدَاء فليحذرهم. وَمن رأى ساحرا فعل شَيْئا يشْكر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يرتكب فَسَادًا ويذم على فعله وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده وَقيل من رأى أَن سحر أحدا لمحبة فَإِنَّهُ يحتوي على عقله وَيكون تمكنه من ذَلِك بِقدر احتوائه عَلَيْهِ وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده. وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه صَار ساحرا فَإِنَّهُ لَا يفلح أبدا لقَوْله تَعَالَى وَلَا يفلح السَّاحر حَيْثُ أَتَى وَالله أعلم. (الْبَاب الثَّمَانُونَ) (فِي رُؤْيا نَوَادِر يَسْتَعِين بهَا الْإِنْسَان على التَّعْبِير) نادرة روى إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من رَآنِي فقد رَآنِي حَقًا أَخْبرنِي من هُوَ مَقْبُول الرِّوَايَة إِن حَاكما رأى النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالصَّلَاة فِي الْمَنَام وَهُوَ عُرْيَان قَالَ فغطيته بسجادة كَانَت لي فَلَمَّا أَصبَحت أتيت مُسْتَبْشِرًا إِلَى بعض المعبرين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 862 فقصصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ أَنْت تحكم بِغَيْر الْحق لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حق ورؤيته حق وتغطيتك إِيَّاه تَغْطِيَة الْحق قَالَ فَسمع بِهَذِهِ الرُّؤْيَا وتعبيرها قَاضِي الْقُضَاة بِتِلْكَ الْمَدِينَة فَعَزله عَن الحكم. نادرة روى عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة فَرَأَيْت رجلا آدم كأحسن مَا أَنْت رَاء من الرِّجَال لَهُ لمة كأحسن مَا أَنْت رَاء من اللمم قد رجلهَا تقطر مَاء مُتكئا على رجلَيْنِ أَو على عواتق رجلَيْنِ يطوف بِالْبَيْتِ فَسَأَلت من هَذَا فَقيل الْمَسِيح بن مَرْيَم إِذا أَنا بِرَجُل جعد قطط أَعور الْعين الْيُمْنَى كَأَنَّهُ عنبة طافية فَسَأَلت من هَذَا فَقيل الْمَسِيح الدَّجَّال. نادرة قَالَ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدْخل على أم حرَام وَكَانَت تَحت عبَادَة بن الصَّامِت فَدخل عَلَيْهَا يَوْمًا فأطعمته وَجعلت تفلي رَأسه فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك قَالَت: فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله قَالَ: نَاس من أمتِي عرضوا على غزَاة فِي سَبِيل الله يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكا على الأسرة. أَو قَالَ مثل الْمُلُوك على الأسرة قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَدَعَا لَهَا ثمَّ وضع رَأسه فَنَامَ ثمَّ اسيقظ وَهُوَ يضْحك فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله فَقَالَ كَمَا قَالَ فِي الأولى قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم قَالَ أَنْت من الْأَوَّلين فركبت الْبَحْر فِي) زمن مُعَاوِيَة فصرعت عَن دابتها حِين خرجت عَن الْبَحْر فَهَلَكت رَضِي الله عَنْهَا. نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: بَيْنَمَا أَنا نَائِم أتيت بقدح لبن فَشَرِبت مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأرى الرّيّ يجْرِي من أظافري ثمَّ أَعْطَيْت فَضله عمر. قَالَ فَمَا أولتها يَا رَسُول الله قَالَ: الْعلم. نادرة قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّاس يعرضون عَليّ وَعَلَيْهِم قمص مِنْهَا مَا يبلغ الثدي وَمِنْهَا مَا يبلغ دون ذَلِك وَعرض على عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ قَمِيص يجره. قَالُوا فَمَا أولته قَالَ: الدّين. نادرة قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أريتك قبل أَن أتزوجك مرَّتَيْنِ رَأَيْت الْملك يحملك فِي سَرقَة من حَرِير فَقلت لَهُ اكشف فكشف فَإِذا هِيَ أَنْت فَقلت إِن يَك هَذَا من عِنْد الله يمضه ثمَّ رَأَيْته يحملك فِي سَرقَة من حَرِير فَقلت اكشف فكشف فَإِذا هِيَ أَنْت فَقلت إِن يَك هَذَا من عِنْد الله يمضه. وَفِي مَعْنَاهُ قَالَ بَعضهم فِي مدحها رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا من جملَة أَبْيَات: نادرة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَينا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي فِي الْجنَّة فَإِذا امْرَأَة تتوضأ إِلَى جَانب قصر فَقلت لمن هَذَا الْقصر قَالُوا لعمر فَذكرت غيرته فوليت مُدبرا فَبكى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ثمَّ قَالَ أعليك أغار يَا رَسُول الله. نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كنت غُلَاما شَابًّا عزبا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكنت أَبيت فِي الْمَسْجِد وَكَانَ من رأى مناماً قصه على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت اللَّهُمَّ إِن كَانَ لي عنْدك خير فأرني مناما يعبره لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنمت فَرَأَيْت ملكَيْنِ أتياني فَانْطَلقَا بِي فلقيهما ملك آخر فَقَالَ لي لن تراع إِنَّك رجل صَالح فَانْطَلقَا بِي إِلَى النَّار فَإِذا هِيَ مطوية كطي الْبِئْر وَإِذا فِيهَا نَاس قد عرفت بَعضهم فأخذا بِي ذَات الْيَمين فَلَمَّا أَصبَحت ذكرت ذَلِك لحفصة فقصتها على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن عبد الله رجل صَالح لَو كَانَ يكثر الصَّلَاة من اللَّيْل. فَكَانَ عبد الله رَضِي الله عَنهُ بعد ذَلِك يكثر الصَّلَاة من اللَّيْل. نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَدِينَة مناما وَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة سَوْدَاء ثائرة الرَّأْس خرجت من الْمَدِينَة حَتَّى نزلت بمهيعة فَأَوَّلتهَا أَن وباء الْمَدِينَة) نقل إِلَى مهيعة وَهِي الْجحْفَة. نادرة أَخْبرنِي رجل من الثِّقَات قَالَ دخلت بَيت الْمُقَدّس فِي بعض السنين وَكَانَ لَهُ طاعون عَظِيم فأجتمعت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 863 على الشَّيْخ أبي بكر الْحلَبِي القاطن بالطيلونية الْمَعْرُوفَة بِالْقربِ من بَاب حطة وَكنت قَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث قَدِيما فَقَرَأت مَعَه ورده من الْقُرْآن بعد صَلَاة الظّهْر على عَادَته فَلَمَّا فرغ دَعَا بِهَذِهِ الْكَلِمَات ثَلَاث مَرَّات وَمَعَهُ جمَاعَة من تلامذته فَسَأَلته عَنْهَا فَقَالَ مأثورة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَمر بعض الْجَمَاعَة أَن يكتبوها لي فكتبوها وصححوها عَلَيْهِ وَهِي هَذِه اللَّهُمَّ سكن هَيْبَة عَظِيمَة قهرمان الجبروت باللطيفة النَّازِلَة الْوَارِدَة من فيضان الملكوت حَتَّى نتشبث بأذيال لطفك وكرمك ونعتصم بك من إِنْزَال قهرك يَا ذَا الْقُوَّة الْكَامِلَة وَالْقُدْرَة الشاملة يَا الله يَا ألله يَا ألله الله أكبر الله أكبر الله أكبر عز جَارك وَجل ثناؤك وَلَا إِلَه غَيْرك اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الطعْن والطاعون والفجأة وَسُوء المنقلب فِي النَّفس والأهل وَالْمَال وَالْولد الله أكبر الله أكبر الله أكبر عدد ذنوبنا حَتَّى تغْفر اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد صَاحب الْحَوْض والكوثر الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللَّهُمَّ كَمَا شفعت فِينَا نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأمهلنا وأعمرنا وَأَعْمر بِنَا مَنَازلنَا وَلَا تُهْلِكنَا بذنوبنا وسيئاتنا وارحمنا بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم ثمَّ سَأَلته عَن طَرِيق سَنَده إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَخْبرنِي بعض الْمَشَايِخ عَن رجل من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح كَانَ فِي بَلْدَة وَكَانَ يرى كل حِين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَنزل فِي تِلْكَ الْبَلَد طاعون كثير حَتَّى مَاتَ أَكثر أَهلهَا فأجتمع إِلَيْهِ بعض أَخْبَارهَا وسألوه أَنه إِذا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَادَته فِي الْمَنَام يسْأَله الشَّفَاعَة فيهم فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاملاه من فِيهِ هَذَا الدُّعَاء وَأمره أَن يَدْعُو بِهِ ويعلمه النَّاس ليدعو بِهِ فِي رفع الطَّاعُون قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف أَن أنساه أَو أختل فِي شَيْء مِنْهُ قَالَ فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا كَانَ مَعَه وَقَالَ: اكتبه لَهُ فِي كَفه. فَاسْتَيْقَظت فَوَجَدته فِي كفي مَكْتُوبًا على صيغته كَمَا أملانيه قَالَ مُؤَلفه فَسَأَلت من أَخْبرنِي بِهَذَا هَل أذن لَك الشَّيْخ أَبُو بكر أَن تروي عَنهُ هَذَا بِهَذَا السَّنَد قَالَ نعم. نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الْعَلَاء الشَّاعِر رَأَيْت فِي الْمَنَام بعد موت الصاحب أبي الْقَاسِم بن عباد قَائِلا يَقُول لم لَا ترثي الصاحب مَعَ فضلك وشعرك فَقلت ألجمتني كَثْرَة محاسنه فَلم أدر بِمَ أبدأ) مِنْهَا وَخفت أَن أقصر وَقد ظن بِي الِاسْتِيفَاء لَهَا فَقَالَ أجز مَا أقوله قلت قل فَأَنْشد. ثوى الْجُود وَالْكَافِي مَعًا فِي حفيرة فأجبته: ليأنس كل مِنْهُمَا بأَخيه هما ضجعا حيين ثمَّ تعانقا فأجبته: ضجيعين فِي اللَّحْد بِبَاب كريه فَقَالَ: إِذا ارتحل الثاوون عَن مستقرهم فأجبته: أَقَامَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فِيهِ نادرة كَانَ بَعضهم شِيعِيًّا فَلَمَّا قرب أَجله أوصى ليدفن عِنْد رجْلي مُوسَى بن جَعْفَر الرِّضَا وَأوصى أَن يكْتب على قَبره وكلبهم باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد فَرَآهُ بعض أَصْحَابه فِي الْمَنَام فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأَنْشد شعرًا: (أفسد سوء مذهبي ... فِي الشيع حسن مذهبي) (لم يوص مولَايَ على ... سوئي لأَصْحَاب النَّبِي) نادرة روى أَن رجلا كَانَ يَدْعُو لرابعة العدوية رَضِي الله عَنْهَا فرآها فِي الْمَنَام تَقول لَهُ هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور. نادرة قَالَ الشَّيْخ نصر الله مشارة الصِّنَاعَة وَكَانَ من ثِقَات أهل السّنة رَأَيْت فِي الْمَنَام عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تفتحون مَكَّة فتقولون من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثمَّ يتم على ولدك الْحُسَيْن يَوْم الطف ماتم فَقَالَ لي أما سَمِعت أَبْيَات ابْن الصيفي فِي هَذَا فَقلت لَا فَقَالَ لتسمعها مِنْهُ فَاسْتَيْقَظت فبادرت إِلَى دَار ابْن الصيفي فَخرج إِلَيّ فَذكرت لَهُ الرُّؤْيَا فشهق وأجهش بالبكاء وَحلف بِاللَّه إِن كَانَت خرجت من فمي أَو خطي لأحد وَإِن كَانَت نظمت إِلَّا فِي لَيْلَتي هَذِه ثمَّ أَنْشدني: (ملكنا فَكَانَ الْعَفو منا سجية ... فَلَمَّا ملكتم سَالَ بِالدَّمِ أبطح) ) (وحللتم قتل الْأُسَارَى وطالما ... غدونا على الأسرى فنعفو ونصفح) (وحسبكم هَذَا التَّفَاوُت بَيْننَا ... وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضح) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 864 نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم المغربي رَأَيْت فِي الْمَنَام عبد الرَّحِيم ابْن نباتة الْخَطِيب فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ دفع لي ورقة فِيهَا سطران بالأحمر وهما شعر: (قد كَانَ أَمن لَك من قبل إِذا ... وَالْيَوْم أدخلتك فِي أماني) (والصفح لَا يحسن عَن محسن ... وَإِنَّمَا يحسن عَن جاني) نادرة روى أَن رجلا حج وفاتته زِيَارَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَضَاقَ صَدره لذَلِك فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِذا فاتتك الزِّيَارَة فزر قبر عبد الله بن أَحْمد طَبَاطَبَا. وَكَانَ صَاحب الرُّؤْيَا من أهل مصر رَحمَه الله. وروى عَنهُ أَيْضا أَعنِي ابْن طَبَاطَبَا أَن رجلا زار قَبره وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ قبل مَوته فَأَنْشد عِنْد قَبره: (وخلفت الهموم على أنَاس ... وَكَانُوا بعيشك فِي كفاف) فَرَآهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ قد سَمِعت مَا قلت وحيل بيني وَبَين الْجَواب والمكافأة وَلَكِن سر إِلَى مَسْجِدي وصل رَكْعَتَيْنِ وادع يستجب لَك. نادرة قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ رَأَيْت فِي الْمَنَام بشرا الحافي كَأَنَّهُ خَارج من مَسْجِد الرصافة وَفِي كمه شَيْء يَتَحَرَّك فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وأكرمني فَقلت فَمَا هَذَا الَّذِي فِي كمك قَالَ قدم علينا البارحة روح أَحْمد بن حَنْبَل فنثر عَلَيْهَا الدّرّ والياقوت فَهَذَا الَّذِي مِمَّا التقطت قلت فَمَا فعل بِيَحْيَى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل قَالَ تركتهما وَقد زارا رب الْعَالمين وَوضعت لَهما الموائد قلت فَلم لَا تَأْكُل مَعَهُمَا قَالَ قد عرف هوان الطَّعَام عَليّ فأباحني النّظر إِلَى وَجهه. نادرة روى أَن أم جرير بن الخطفي رَأَتْ فِي الْمَنَام وَهِي حَامِل بجرير كَأَنَّهَا ولدت حبلا من شعر أسود فَلَمَّا سقط مِنْهَا جعل يَقع فِي عنق رجل فيخنقه ثمَّ يَقع فِي عنق آخر فيخنقه حَتَّى خنق رجَالًا كَثِيرَة فانتبهت مرعوبة فقصت الرُّؤْيَا على بعض المعبرين فَقَالَ تلدين غُلَاما شَاعِرًا ذَا شَرّ وَشدَّة وشكيمة وبلاء على النَّاس فَلَمَّا وَضعته سمته جرير باسم الْحَبل الَّذِي رَأَتْهُ قد خرج مِنْهَا والجرير فِي اللُّغَة هُوَ الْحَبل. نادرة قَالَ عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ كنت شرطيا عِنْد هرون الرشيد فَأَتَانِي رَسُوله لَيْلًا فِي) وَقت لم يأتني فِيهِ قطّ فانتزعني من فِرَاشِي وَمَنَعَنِي من تغير ثِيَابِي فراعني ذَلِك فَلَمَّا صرت إِلَى الدَّار أذن لي فِي الدُّخُول فَدخلت فَوَجَدته قَاعِدا فلي فرَاشه فَسلمت عَلَيْهِ سَاعَة فطار عَقْلِي وتضاعف الْجزع عَليّ ثمَّ قَالَ يَا عبد الله أَتَدْرِي لم طلبتك فِي هَذَا الْوَقْت قلت لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ رَأَيْت قَالَ رَأَيْت السَّاعَة فِي مَنَامِي كَأَن عبدا حَبَشِيًّا قد أَتَانِي وَمَعَهُ حَرْبَة فَقَالَ إِن خليت عَن مُوسَى بن جَعْفَر السَّاعَة وَإِلَّا نحرتك بِهَذِهِ الحربة فَاذْهَبْ فَخَل عَنهُ فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أطلق مُوسَى بن جَعْفَر وعاودته ثَلَاث مَرَّات حَتَّى قَالَ امْضِ السَّاعَة حَتَّى تطلقه وأعطه ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَقل لَهُ إِن أَحْبَبْت الْمقَام قبلنَا وَلَك عندنَا مَا تحب وَإِن أَحْبَبْت السّير إِلَى الْمَدِينَة فالاذن فِي ذَلِك لَك قَالَ مَالك فَجئْت إِلَى الْحَبْس وأخرجته وأعطيته مَا أَمر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقلت لَهُ قد رَأَيْت فِي أَمرك عجبا قَالَ فَإِنِّي أخْبرك إِنِّي كنت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا مُوسَى حبست مَظْلُوما فَقل هَذِه الْكَلِمَات فَإنَّك لَا تبيت هَذِه اللَّيْلَة فِي الْحَبْس فَقلت بِأبي وَأمي مَا أَقُول فَقَالَ قل يَا سامع كل صَوت وَيَا سَابق الْفَوْت وَيَا كاسي الْعِظَام لَحْمًا ومنشزها بعد الْمَوْت أَسأَلك بأسمائك الْحسنى وبأسمك الْأَعْظَم الْأَكْبَر المخزون الْمكنون الَّذِي لم يطلع عَلَيْهِ أحد من المخلوقين يَا حَلِيمًا ذَا اناة ارْحَمْ من لَا يقوى على اناة يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يحصي عددا فرج عني فَكَانَ كَمَا رَأَيْت. نادرة روى أَن المستنجد رأى فِي مَنَامه فِي حَيَاة وَالِده المقتفي كَأَن ملكا نزل من السَّمَاء فَكتب فِي كَفه أَربع خا آتٍ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أحضر معبرا فَقص عَلَيْهِ مَا رأى فَقَالَ تلِي الْخلَافَة فِي سنّ خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة مضى مِنْهَا خَمْسَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام. نادرة روى إِن ثَلَاثَة نفر خَرجُوا إِلَى السّفر فَنَامَ أحدهم فَرَأى شَيْئا خرج من أَنفه مثل الْمِصْبَاح فَدخل غارا فَرَأى بِهِ مَا رأى ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ يمسح وَجهه فَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا فدخلوه فوجدوا بَقِيَّة كنز كَانَ فِيهِ فَأَخَذُوهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 865 نادرة روى أَن رجلا اشْترى أَرضًا فَرَأى ابْن أَخِيه يمشي فِيهَا ويطأ على رُؤُوس الْحَيَّات فَأتى معبرا وقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك لَا تغرس فِي تِلْكَ الأَرْض شَيْئا إِلَّا يصير حَيا. نادرة روى أَن رجلا نَام وَكَانَ بجانبه رَفِيق مستيقظ فَأتى بِلَبن فِي اناء فَوَضعه وحز رَأس بطيخ وَوضع السكين على إِنَاء اللَّبن منتظرا استيقاظ رَفِيقه فَرَأى شَيْئا خرج من أنف رَفِيقه كالذبابة وَلم يتَحَقَّق مَا هِيَ فَمشى على تِلْكَ السكين ثمَّ عَاد إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ وَقَالَ رَأَيْت عجبا كأنني) على جسر مَضْرُوب من حَدِيد فِي وسط بَحر من لبن فتعجب رَفِيقه وعرفه عَمَّا رَآهُ خرج من نَفسه وَعَاد إِلَيْهِ. نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت فِي أذن امْرَأَتي حَلقَة نصفهَا ذهب وَنِصْفهَا فضَّة فَقَالَ لَعَلَّك طَلقتهَا طَلْقَتَيْنِ وَبقيت على وَاحِدَة فَقَالَ نعم هِيَ كَذَلِك. نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كأنني على حمَار وَلَا يزَال يلقيني فِي مَاء وطين ثمَّ رَأَيْت جَارِيَة اسْمهَا عقبَة فأردقتها خَلْفي فَقَالَ تعقب ذُرِّيَّة. نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ إِنَّنِي أَشك فِي امْرَأَتي بِسَبَب رجلَيْنِ وَقد رَأَيْت اللَّيْلَة كلبين يقتتلان على فرجهَا ثمَّ عضاها فجرحاها فَنظر ابْن سِيرِين إِلَى وَجهه فَرَآهُ مَرْعُوبًا متغيرا فَقَالَ أجز على تَعْبِير رُؤْيَاك وَلَا ترعك فَإِن امْرَأَتك لم يجد مَا تنتف بِهِ فاستعملت مقرضا فجرحها وأثره الْآن عَلَيْهَا فَتوجه الرجل مسرعا ولمسها فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ فَسَأَلَ مِنْهَا عَن ذَلِك فَأَخْبَرته بِالْأَمر على صفته. نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى معبر فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت أَنِّي قد بِعْت برا بشعير فَقَالَ إِنَّك استبدلت الْقُرْآن بالشعر. نادرة قَالَ الشَّيْخ يُوسُف الكربوني رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ بثغر الاسكندرية نَائِب وَله خَمْسَة أَوْلَاد يمتحون وَهُوَ ممتحن بهم حَتَّى لَا يعدل عِنْده شَيْء فِي الدُّنْيَا حبهم فَنَامَ لَيْلَة فَرَأى كَأَن أَصَابِعه الْخمس قطعت فَحصل عِنْده وَجل عَظِيم فَاسْتَيْقَظَ مَرْعُوبًا وَخَافَ على أَوْلَاده قَالَ الشَّيْخ فَأرْسل خَلْفي وقص رُؤْيَاهُ عَليّ فَعلمت مَا فِي نَفسه وَقلت لَهُ لَيْسَ الْأَمر كَمَا تَخَيَّلت وَإِنَّمَا أحتاج مِنْك على هَذِه الرُّؤْيَا جَائِزَة فَقَالَ نعم فَقلت لَهُ الْأَصَابِع الْخَمْسَة هِيَ الصَّلَوَات الْخمس فَإنَّك لست بمواظب عَلَيْهَا فَقَالَ صدقت فَقلت اسْتغْفر الله وَتب إِلَيْهِ ولازم صلواتك. نادرة روى أَن ملكا من الْمُلُوك كَانَ لَهُ أَوْلَاد وَكَانَ لَهُم فَقِيه من أهل الْخَيْر يعلمهُمْ الْقُرْآن ويؤدبهم فَمَاتَ فَخرج أَوْلَاده يَوْمًا إِلَى التربة بِسَبَب الزِّيَارَة فجسلوا عِنْد قَبره فتحدثوا بِشَيْء من أُمُور الدُّنْيَا واجتاز بهم بَائِع تين فاشتروا مِنْهُ وأكلوا وَجعلُوا يرْمونَ قشور التِّين عِنْد الْقَبْر ثمَّ رجعُوا إِلَى منزلهم فَرَأى والدهم تِلْكَ اللَّيْلَة فِي الْمَنَام الْفَقِيه فَقَالَ لَهُ قل لأولادك يقطعوا زيارتي فَإِنَّهُم آذوني بقشر التِّين وتحدثوا عِنْد قَبْرِي بِكَلَام يشبه الْكفْر فَلَمَّا أصبح سَأَلَ أَوْلَاده هَل زرتم الْفَقِيه وأكلتم عِنْده تين ورميتم القشور عِنْد قَبره وتحدثتم بشي من الدُّنْيَا قَالُوا نعم مَا كَانَ مَعنا أحد فَمن) أخْبرك بِهَذَا فَقَالَ الشَّيْخ وقص عَلَيْهِم الرُّؤْيَا فتباكوا جَمِيعًا وَقَالُوا سُبْحَانَ الله مَا زَالَ يؤدبنا ويعلمنا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. نادرة روى أَن سُفْيَان الثَّوْريّ رَضِي الله عَنهُ رئى فِي الْمَنَام وَهُوَ يطير من شَجَرَة إِلَى شَجَرَة فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَأَنْشد: (نظرت إِلَى رَبِّي عيَانًا فَقَالَ لي ... هَنِيئًا رضائي عَنْك يَا ابْن سعيد) (لقد كنت قواما إِذا اللَّيْل قد سجا ... بعبرة مشتاق وقلب عميد) (فدونك فاختر أَي قصر تريده ... وزرني فوصلي مِنْك عير بعيد) نادرة روى أَن امْرَأَة بِمَكَّة قَرَأت الْقُرْآن ثمَّ نَامَتْ فرأت كَأَن وصائف بأيديهن وعليهن معصفرات فَقَالَت سُبْحَانَ الله لم هَؤُلَاءِ حول الْكَعْبَة فَقيل لَهَا أما علمت أَن اللَّيْلَة عرس عبد الْعَزِيز أبي دَاوُد فَاسْتَيْقَظت فَسمِعت غاغة فَإِذا بِعَبْد الْعَزِيز قد مَاتَ. نادرة روى أَنه كَانَ بِمَدِينَة ملك يُسمى يُوسُف وَكَانَ فِي لحيته ثَلَاث شَعرَات بيض وَكَانَ لَهُ نَائِب يُسمى يُوسُف أَيْضا بِجِهَة من الْجِهَات فَأخْبر أَن النَّائِب قد شَاب فِي لحيته ثَلَاث شَعرَات بيض كالملك فَنَامَ الْملك تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأى النَّائِب الْمَذْكُور قد حضر وَجلسَ بمرتبة الْملك وَالْملك وَاقِف بَين يَدَيْهِ فانتبه مَرْعُوبًا وَلم يُقَصَّص رُؤْيَاهُ على أحد واستدعى بالنائب الْمَذْكُور ليأمر بقتْله فَلَمَّا تمثل بَين يَدَيْهِ وَأَرَادَ ان يَأْمر الجلاد بقتْله استدعى بجليس لَهُ ذوق وَمَعْرِفَة وَيَدعِي علم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 866 التَّعْبِير فَعرفهُ عَمَّا رَآهُ وَعَما قَصده فِي النَّائِب الْمَذْكُور فِي تِلْكَ السَّاعَة فَقَالَ لَهُ حفظ مَوْلَانَا الْملك من الاسواء وحاشاه من قتل نفس من غير جريمة وتعبير مَا رَآهُ الْملك قد ظهر على صيغته قَالَ كَيفَ ذَلِك فَقَالَ أما رَآهُ الْملك من جُلُوس النَّائِب الْمَذْكُور على مرتبته الشَّرِيفَة فَهُوَ جُلُوس الْملك بِعَيْنِه لِأَنَّهُ سميه ومشابهه فِي المشيب وَأما وقُوف الْملك بَين يَدَيْهِ فَهُوَ وقُوف النَّائِب فِي هَذِه الْحَالة الَّتِي هُوَ بهَا وَقد خرجت الرُّؤْيَا. نادرة روى أَن أَبَا الْأَبْيَض كَانَ رجلا فَاضلا فَنَامَ فَرَأى كَأَنَّهُ أَتَى إِلَيْهِ بِتَمْر وزبيب فَأكل مِنْهُ ثمَّ دخل الْجنَّة فجَاء إِلَى الْعَبَّاس بن الْوَلِيد فَقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ أما التَّمْر وَالزَّبِيب فَهُوَ حَاضر عندنَا وَقد جِئْت قبل الْأكل فتأكلهما جَمِيعًا وَأما الْجنَّة فَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يعجل لَك بهَا واستدعى بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب فأكلهما جَمِيعًا وَقَالَ هَذِه بِشَارَة بتحقيق أَنَّك من أهل الْجنَّة فَخرج من عِنْده فَحمل عَلَيْهِ كَافِر فَقتله وَرُبمَا قتل فِي غَزْوَة فَكَانَ كَمَا رأى.) نادرة ولي عمر قَاضِيا فِي الشَّام فسافر يَوْمًا عَن مَكَّة فَرَأى كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر يتقاتلان وَالْكَوَاكِب بَعْضهَا مَعَ الشَّمْس وَبَعضهَا مَعَ الْقَمَر وَأَنه صَار كوكبا فَعَاد ليقص رُؤْيَاهُ على الإِمَام عمر رَضِي الله عَنهُ فَلَمَّا أقبل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ لم عدت من طريقك قَالَ رَأَيْت رُؤْيا عدت لأقصها على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الامام عمر رَضِي الله عَنهُ لما رَأَتْ أَنَّك كنت كوكبا فَرَأَيْت نَفسك مَعَ الشَّمْس أَو مَعَ الْقَمَر قَالَ مَعَ الْقَمَر قَالَ فَانْطَلق وَلَا تعْمل لي عملا أبدا فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ الامام عمر لاصحابه وَإِن صدقت رُؤْيَاهُ يكون خَارِجا مَعَ من لَيْسَ ظفر علينا فَلَمَّا كَانَت وقْعَة صفّين قتل الرجل مَعَ أهل الشَّام. نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة ضيقَة قَالَ تراود جَارِيَة عَن نَفسهَا. نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة لَهَا رأسان رَأس مالح وَرَأس حُلْو قَالَ لَك امْرَأَة وَلها أُخْت وَأَنت تراود أُخْتهَا عَن نَفسهَا فَاتق الله تَعَالَى قَالَ صدقت وأشهدك على أَنِّي تبت إِلَى الله تَعَالَى. نادرة روى أَن ملكا كَانَ عِنْده شخص صوفي بمدرسة وَكَانَ يقربهُ وَهُوَ عِنْده بمرتبته وَله فِيهِ اعْتِقَاد صَالح فَرَأى فِي بعض اللَّيَالِي أَنه بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي ينْسب ذَلِك الصُّوفِي إِلَيْهَا وَقد وجد عقربا فلسعته فَمَاتَ من لسعتها فَقص رُؤْيَاهُ على معبر حاذق فَقَالَ لَهُ إِن صدقت رُؤْيَاك يظْهر لَك من تِلْكَ الْمدرسَة من يحصل لَك مِنْهُ ألم بَالغ فتفكر فِي نَفسه عَن الصُّوفِي الْمَذْكُور قَالَ لَهُ هَذَا من أهل الْخَيْر مَا يصدر مِنْهُ مَا يُؤْذِي وَأما الْغَيْر فتحترس مِنْهُ فَكَانَ عَن قريب قد حصل للْملك أَمر مهمول ادّعى عَلَيْهِ بالْكفْر وَحضر من عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ من يتَوَلَّى ذَلِك على وَجه الشَّرْع فاستدعى بذلك الْملك إِلَى تِلْكَ الْمدرسَة فَكَانَ أول من وضع خطه بذلك الصُّوفِي الْمَذْكُور فَكَانَ نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أمص ثَمَرَة وأعطيها لجاري فَقَالَ تشاركينه فِي مَعْرُوف يسير فغسلت ثَوْبه أَو ثوبا وَهُوَ يساعدها. نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت رَأَيْت فِي حُجْرَتي لؤلؤتين إِحْدَاهمَا أعظم من الْأُخْرَى فسألتني أُخْتِي أعطاء إِحْدَى اللُّؤْلُؤَتَيْن فأعطيتها الصُّغْرَى قَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فَإنَّك تعلمت سورتين إِحْدَاهمَا أطول من الْأُخْرَى وَعلمت أختك القصيرة قَالَت صدقت. نادرة روى ان ملكا رأى جمَاعَة دخلُوا عَلَيْهِ وَمَعَهُمْ مَا يهوله وَأَرَادُوا الْقَبْض عَلَيْهِ فاستفاق) مَرْعُوبًا وَلم يُقَصَّص رُؤْيَاهُ على أحد وَكَانَ ملك نَظِيره بمَكَان فَفعل بِهِ مَا رأى لنَفسِهِ فَعلم ان مَا رَآهُ قد خرج فِي نَظِيره فَقص رُؤْيَاهُ على معبر وعرفه كَيْفيَّة الْأَمر فَقَالَ لَهُ الْأَمر كَمَا قلت. نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت رَأَيْت ابْنة لي مَاتَت فَقلت لَهَا يَا ابْنَتي أَي الْأَعْمَال أحسن فَقَالَت: يَا أُمَّاهُ عَلَيْك بالجوز واقسمي على الْمَسَاكِين فَقَالَ ابْن سِيرِين إِن صدقت رُؤْيَاك فَإنَّك دفنت كنزا عنْدك فأخرجيه واعط الْمَسَاكِين مِنْهُ نصِيبهم فَقَالَت صدقت دَفَنته فِي أَيَّام الطَّاعُون. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت إِن يَدي قطعت قَالَ تحلف كَاذِبًا. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي وطِئت على فارة فَخرج من أستها نمرة فَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 867 نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت ثورا عَظِيما خرج من حجر صَغِير فصافحته ثمَّ أَرَادَ أَن يعود فِي ذَلِك الْجُحر فَضَاقَ عَلَيْهِ فَقَالَ ابْن سِيرِين هِيَ الْكَلِمَة الْعَظِيمَة تخرج من فَم الرجل ثمَّ ينْدَم عَلَيْهَا فيريد أَن يردهَا فَلَا يَسْتَطِيع. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت رجلا يبتلع اللُّؤْلُؤ صغَارًا ويخرجه أكبر مِمَّا ابتلعه فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل يسمع الحَدِيث فَيحدث بِهِ أَكثر مِمَّا سَمعه. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت حَصَاة وَقعت فِي أُذُنِي فنفضتها فَزعًا فَخرجت فَقَالَ أَنْت رجل تجَالس أهل الْبدع فَتسمع كلمة فَاحِشَة وَلَكِنَّك تتوب. نادرة روى أَنه لما قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وارتدت الْعَرَب فَخرج الطُّفَيْل الدوسي مَعَ الْمُسلمين وَسَارُوا حَتَّى فرغوا من طليحة وَأَرْض نجد كلهَا إِلَى أَن وصلوا إِلَى الْيَمَامَة فَنَامَ تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأى كَأَن رَأسه حلقت فَخرج من فِيهِ طَائِر وَكَأن امْرَأَة أدخلته فِي فرجهَا وَابْنه يَطْلُبهُ طلبا حثيثا وَأَنه حبس فِيهِ فَقص رُؤْيَاهُ على أَصْحَابه فَقَالُوا خيرا فَقَالَ أعبر هَذِه الرُّؤْيَا أما حلق رَأْسِي فَوَضعه وَأما الطَّائِر الَّذِي خرج من فمي فروحي وَالْمَرْأَة الَّتِي أدخلتني فِي فرجهَا فَهِيَ الأَرْض وحبسي فِيهِ هُوَ الْقَبْر الَّذِي ألبث فِيهِ وَالْولد الَّذِي يطلبني فَرُبمَا يُصِيبهُ مَا أصابني فَقتل الطُّفَيْل شَهِيدا ثمَّ أصَاب وَلَده كَذَلِك عَام اليرموك. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ إِنِّي رَأَيْت طائراً نزل من السَّمَاء فَوَقع على شَجَرَة ياسمين فَجعل يلتقط مَا عَلَيْهَا من الياسمين فَتغير وَجهه وَقَالَ يدل على موت الْعلمَاء فَكَانَ كَذَلِك. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة من أقاربي بَين يَديهَا اناء فِيهِ لبن كلما رفعته) إِلَى فِيهَا لتشرب مِنْهُ أعجلها الْبَوْل فتضعه فَقَالَ هَذِه الْمَرْأَة صَالِحَة فَامْضِ فَتَزَوجهَا فَفعل كَذَلِك. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت الْمُهلب قد عقد طاقا بَين دَاري وداره فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل نكح أمك فَاشْتَدَّ غَضَبه وأتى إِلَى أمه وَقَالَ لَهَا تعرفين الْمُهلب قَالَت نعم كنت أمته ثمَّ صرت إِلَى أَبِيك فتعجب من ذَلِك. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ إِنِّي خطبت امْرَأَة فِي الْمَنَام سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَال وقصرها قصر عمرها وترثها سَرِيعا فَكَانَ كَمَا قَالَ. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة ملطخة بالقطران وَبَين يَديهَا معلقَة بَيْضَاء فَقَالَ هَذِه امْرَأَة لطخت بِمَال وتجسها الْأَيْدِي بِهِ. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أخذت جرة حبلها واثق فأدليتها فانفلتت الجرة عَن الْحَبل وَسَقَطت الجرة فَقَالَ أَنْت رجل أرْسلت شخصا لَك بِهِ عهد يخْطب لَك امْرَأَة فمكر بك وَتَزَوجهَا. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت عسلا من لبن جِيءَ حَتَّى وضع ثمَّ جِيءَ بِعَسَل آخر فَوضع فِيهِ فوسعه وصب عَلَيْهِ رغوة فَجعلت أَنا وأصحابي نَأْكُل من تِلْكَ الرغوة ثمَّ تحول رَأس جمل فَجعلنَا نَأْكُل مِنْهُ أَيْضا فَقَالَ ابْن سِيرِين بئس مَا رَأَيْت لَك ولأصحابك أما اللَّبن فالفطرة وَأما الَّذِي صب فِيهِ فوسعه فَمَا دخل فِي الْفطْرَة من شَيْء وَأما أكلكم رغوته فَإِنَّهُ يذهب جفَاء لَا تنتفعون بِهِ لقَوْله تَعَالَى فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما الْبَعِير فاعرابي وَرَأسه تؤول برئيس الْعَرَب وَهُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَنْتُم تغتابونه وَالْعَسَل شَيْء تزينون بِهِ كلامكم. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رأى رجل أَنه يشق بيضًا من رؤوسها فَيَأْخُذ بياضها وَيتْرك صفارها فَقَالَ ابْن سِيرِين قل للرجل يأتيني لأعبرها لَهُ قَالَ أبلغه عَنْك ذَلِك قَالَ لَا ثمَّ كرر عوده إِلَيْهِ مرَارًا وَهُوَ يَقُول كَذَلِك وَفِي آخر الْأَمر قَالَ أَنا الَّذِي رَأَيْته فاستحلفه واستوثق مِنْهُ فَأمر أحد أَصْحَابه أَن يَأْتِيهِ بِأحد من دَار الشرطة ليحمله إِلَيْهِ ويعرفه بِأَنَّهُ نباش الْمَوْتَى وسارق أكفانهم فَقَالَ أشهدك أَنِّي تبت إِلَى الله وَلَا أَعُود لذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 868 نادرة مِمَّا يُنَاسب ذَلِك روى بعض الثِّقَات ان الشَّيْخ سعد الدّين الضَّرِير نزيل حلب المحروسة جَاءَهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي خائص فِي نَار إِلَّا فَوق قدمي فَقَالَ ادن مني لأعبرها لَك فَلَمَّا دنا) مِنْهُ أَشَارَ إِلَى بعض النَّاس أَن يقوم ويمسكه فَلَمَّا أمْسكهُ تكاثرت عَلَيْهِ النَّاس فَقَالُوا مَا شَأْن ذَلِك وَمَا فعل فَقَالَ رأى رُؤْيا ظهر مِنْهَا أَنه لص يسرق الْأَمْتِعَة من الْجَوَامِع والمساجد فاذهبوا بِهِ إِلَى الْوَالِي فَكل من سرق لَهُ نعل فليطلبه مِنْهُ قَالَ الرَّاوِي عَمَّن سمع أَنه أقرّ بنعال كَثِيرَة. نادرة أَخْبرنِي أَيْضا رجل أَن رجلا أَتَى إِلَيْهِ وَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أَقرَأ سُورَة ق فقصصتها على الشَّيْخ سعد الدّين الْمَذْكُور فَقَالَ هَل ختمتها قَالَ لَا قَالَ علمت أَيْن وقفت قَالَ لَا قَالَ تعيش ثَمَانِينَ سنة وَلَو ختمت لعشت مائَة قَالَ الرَّاوِي وَكَانَ ذَلِك فِي عَام ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ رَأَيْت ذَلِك الرجل بِمَنْزِلَة الْحساب مَعَ الركب الشَّامي فِي عَام أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ هَذَا تَمام الثَّمَانِينَ قَالَ لَا أَنا فِي عشر السّبْعين وَكنت سَأَلته حِين أَخْبرنِي بِهَذِهِ الرُّؤْيَا كم رَأَيْت الرُّؤْيَا قَالَ من نَحْو عشْرين سنة. نادرة أَخْبرنِي رجل أَيْضا ان الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عِيسَى الرحاوي الْمَشْهُور بجبل بني عليم من بِلَاد حلب رأى فِي الْمَنَام كَأَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أعطَاهُ أَرْبَعِينَ جملا فجَاء إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن المحسن المغربي وَكَانَ يَوْمئِذٍ بقرية من زَاوِيَة الْبَار نازلا بهَا وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ مكاشفة تعيش من يَوْمئِذٍ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ الرَّاوِي فَأَقَامَ إِلَى تَمام الْأَرْبَعين فَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور أَن يحجّ فَإِنَّهَا آخر السّنة الَّتِي بقيت من بَقِيَّة الرُّؤْيَا فحج الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَذْكُور فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قريته بسرحها الْمَذْكُور أَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام وَمَات وَدفن بازاء أَبِيه السَّيِّد عِيسَى الْمَذْكُور فصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور ثمَّ مَاتَ بعده قَالَ الرَّاوِي وَسمعت ذَلِك من الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور من فِيهِ وقصته مَشْهُورَة فِي بِلَاده. نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت أَنِّي أنبش عِظَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ أَنْت تحيي سنته. نادرة جَاءَ رجل إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت إِنِّي أخصبت ثمَّ أجدبت قَالَ تؤمن ثمَّ تكفر وَتَمُوت على ذَلِك فَقَالَ الرجل لم أر شَيْئا فَقَالَ لَهُ قضى لَك مَا قضى لصاحبي يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام. نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سعيد بن الْمسيب فَقَالَ رَأَيْت على شرفات الْمَسْجِد حمامة بَيْضَاء حَسَنَة وَإِذا بصقر أَتَى فاحتملها فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فالحجاج يتَزَوَّج ببنت عبد الله بن جَعْفَر لِأَن الْحَمَامَة امْرَأَة وبياضها الْحسب والصقر ملك عَرَبِيّ وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا الْحجَّاج فَخرجت) الرُّؤْيَا كَمَا عبرت. نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا وَكَانَ قَاعِدا على الْغذَاء فَقَالَ لَهَا تتركيني آكل أم أترك الْأكل وأقص رُؤْيَاك قَالَت كل فَأكل ثمَّ قَالَ لَهَا قصي فَقَالَت رَأَيْت الْقَمَر يدْخل فِي الثريا ومناد يُنَادي من خَلْفي تَوَجُّهِي إِلَى ابْن سِيرِين وقصي رُؤْيَاك فَلفظ يَده من الطَّعَام وَقَالَ لَهَا وَيلك وَكَيف رَأَيْت فاعادت عَلَيْهِ فَتغير لَونه وَأَخذه بَطْنه فَقَالَت لَهُ أُخْته مَالك يَا أخي قَالَ زعمت هَذِه الْمَرْأَة أنني ميت بعد سَبْعَة أَيَّام فَدفن فِي الْيَوْم السَّابِع. نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت قمرا طلع من الشَّام ثمَّ غَابَ فأولت ذَلِك بِظُهُور خارجي وَعدم انتصافه فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ظهر ايناك الْحكمِي خَارِجا من الشَّام ثمَّ وَقع فِي القبضة الشَّرِيفَة وَأمر بقتْله فَقتل وَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت. نادرة قَالَ الرَّاوِي أَيْضا رَأَيْت أَن جمالا تقتتل مَعَ خيل وَأَنا بَينهمَا فَصَعدت مصطبة وَإِذا أَنا بأناس كثيرين أَتَوا وَمَعَهُمْ دريس وَهُوَ البرسيم الْيَابِس فوضعوه قدامي كوما فأولت ذَلِك بِمَا ظهر لي إِن الْجمال قوم عجز وَالْخَيْل قوم ذُو حَرْب وبأس شَدِيد وهما عسكران يقتتلان وصعود المصطبة بالسلامة والارتقاء إِلَى المنصب وَوضع الدريس قدامي بغنيمة بِقدر ذَلِك الدريس فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَيْضا جرت وَاقعَة تغري ورمش نَائِب حلب وَكَانَت بِالْقربِ من مَدِينَة حماة وصحبته من العجزة التركمانية مَعَ الْعَسْكَر الشريف الْمَنْصُور وَحصل الظفر بِهِ والسلامة للرائي والارتقاء إِلَى منصبه وَحُصُول غنيمَة من غَنَائِم كَثِيرَة فَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 869 نادرة رأى شخص سفل من أَصْحَاب الْجَهْل أَنه سَار سُلْطَانا وَهُوَ جَالس بتخت المملكة فَقص ذَلِك على بَعضهم وَنسب الْأَمر إِلَى من يُشبههُ وَهُوَ بِهَذِهِ الصّفة وَلم يعين نَفسه فعبرها لَهُ أَن يضْرب ويشهر بِهِ وَرُبمَا يكون حُصُول مُصِيبَة فَعَن قَلِيل حصل لَهُ ذَلِك بِعَيْنِه. نادرة رأى بعض المعبرين وَهُوَ نَائِب السلطنة بكرك شَيخا بهَا بهلولا ثَائِر الرَّأْس عَلَيْهِ ثِيَاب حَسَنَة وسمته صَالح فَسَأَلَ مِنْهُ من أَي الْأَمَاكِن قدم فَقَالَ من بِلَاد بعيدَة فَقَالَ مَا أخْبرك فَأَجَابَهُ بِأَن فصلا عَاما يَأْتِي من قريب يَمُوت فِيهِ قريب من ثُلثي الْخلق فَقَالَ هَل أَمُوت أَنا الآخر مَعَهم قَالَ لَا حَتَّى تصل إِلَى كَيْت وَكَيْت وَأخْبرهُ بِأُمُور ثمَّ جَاءَ والفصل فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ من جملَة مَا قَالَه. نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت خَائفًا مترقبا حُصُول أَمر مهول فَلَمَّا كَانَ بعض اللَّيَالِي رَأَيْت كأنني) خرجت من مراكب إِلَى الْبر وَبِيَدِي طير وَأَنا جَار وخائف خوفًا شَدِيدا فَاسْتَيْقَظت فعبرت الْخُرُوج من الْمركب إِلَى الْبر خروجي من ذَلِك الْهم وَالطير قُوَّة ونصرة والجري بُلُوغ مُرَاد وَالْخَوْف أَمن فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَحصل فِي الْجُمْلَة مَا عبرته وَزَالَ مَا كنت فِيهِ. نادرة حكى بعض الثِّقَات أَنه رأى مَكَانا عَالِيا وَقد سقط مِنْهُ فَقَالَ فِي نَفسه أَنا أجتنب الِاجْتِمَاع على النَّاس وَالْخُرُوج من الْبَيْت مُدَّة فَلَمَّا كَانَ وَقت الظهيرة من النَّهَار الْمَذْكُور جَاءَ إِلَيْهِ صَاحب لَهُ وناداه من تَحت طَاقَة فَأَرَادَ أَن ينظر إِلَيْهِ وَلَا يخاطبه فَلَمَّا رَآهُ قَامَ لينْظر من الْمُنَادِي نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام بستانا مزينا وَفِيه أَنْوَاع الْفَوَاكِه كلهَا وَفِيه خِنْزِير كَبِير قَاعد وَقيل لي هَذَا الْبُسْتَان ملك هَذَا الْخِنْزِير فتعجبت من ذَلِك وَرَأَيْت فِي هَذَا الْبُسْتَان خنازير كَثِيرَة تَأْكُل فواكه الْبُسْتَان باذن الْخِنْزِير الْكَبِير فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان إِن ذَلِك الْخِنْزِير الْكَبِير ملك ظَالِم وَبَاقِي الْخَنَازِير الْعلمَاء الآكلون الْحَرَام المطيعون لذَلِك الْملك الظَّالِم وهم الَّذين يبيعون آخرتهم وَدينهمْ بالدنيا وَلَا يخَافُونَ من عُقُوبَة الله تَعَالَى. نادرة روى أَن امْرَأَة رَأَتْ نَفسهَا حلقت رَأسهَا وَهِي مكشوفة الْوَجْه بَين الرِّجَال فَجَاءَت إِلَى معبر وقصت رؤياها فَقَالَ لَهَا يَمُوت لَك رجل يعز عَلَيْك وتنكشفين عِنْد النَّاس بفضيحة وَحسن لَهَا الْعبارَة فَلم تلبث إِلَّا يَسِيرا وَمَات زَوجهَا وَوَقعت فِي أَمر افتضحت بِسَبَبِهِ. نادرة روى أَن رجلا رأى خيمة عَظِيمَة وَعَلَيْهَا شخص فَقير وَهُوَ يُنَادي بِلَفْظ تركي مَعْنَاهُ بالعربي ألف قَمِيص ياطرطر يُخَاطب أَمِيرا بذلك فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ هَذَا الْأَمِير يحصل لَهُ خير كثير فَعرف الرَّائِي ذَلِك الْأَمِير بِمَا رَآهُ وَمَا عبر لَهُ فَعَن قريب قد تسلطن وجلسن على تخت الْملك ولقب بِالْملكِ الظَّاهِر وكنى بِأبي الْفَتْح طرطر وَجَاء إِلَيْهِ الرَّائِي وَذكره بذلك فَأمر بتفرقة ألف قَمِيص على الْفُقَرَاء. نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت كَأَن رجلا قَائِما وعينه مربوطة بِخرقَة زرقاء فَسَأَلت مِنْهُ عَن وَالِدي فَأَخْبرنِي أَنه قد مَاتَ وأتى بِي إِلَى قَبره فعانقت ذَلِك الْقَبْر وصرت أبْكِي بكاء بصراخ ثمَّ استيقظت وأعلمت صاحبا لي فَقَالَ موت والدك طول حَيَاته وبكاؤك فرج فَلَمَّا قبلت مِنْهُ ذَلِك التَّعْبِير لكوني أعلم تَعْبِير الْقَبْر والبكاء والصراخ فَعَن قَلِيل قدم وَالِدي سالما فعرفني ذَلِك الصاحب الَّذِي عبره إِن تَعْبِيره ظهر وَقد تعجبت من ذَلِك ثمَّ سَافَرت وغبت مُدَّة فَلَمَّا عدت مَرَرْت بتربة لنا وَإِذا على بَابهَا امْرَأَة قَائِمَة وعينها مربوطة بِخرقَة زرقاء فإستفهمت مِنْهَا عَن) الْأَحْوَال لكَونهَا قيمَة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لَك طول الْعُمر والدك قد مَاتَ فَجئْت إِلَى الْقَبْر فعانقته وبكيت بصراخ مثل مَا رَأَيْت من غير زِيَادَة وَمَا خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها لي ذَلِك الصاحب إِذْ لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِك يَد. نادرة روى أَن بعض الثِّقَات رأى كَأَنَّهُ حج فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأخْبر فِي الْمَنَام أَنه يعِيش بعد عوده مُدَّة كَذَا فَلم يزل يترقب هَذِه الْمدَّة إِلَى أَن جاوزها فَقَالَ رَأَيْت مَا هُوَ كَيْت وَكَيْت وقص رُؤْيَاهُ مُتَعَجِّبا من خرم مَا وعد بِهِ وَقَالَ لَو لم أتجاوز الْمدَّة لما أخْبرت أحدا بذلك فَقيل لَهُ أما مَا رَأَيْت فخلل مَعَك فِي الْحساب أَو أضغاث أَحْلَام فَتوجه إِلَى منزله فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 870 نادرة روى عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ جَالِسا على بَاب دَاره فَمر بِهِ أعمى يسْأَل النَّاس الحافا فَقَالَ فِي نَفسه لَو توكل هَذَا الرجل على الله تَعَالَى وَجلسَ فِي جنب زَاوِيَة أَو مَسْجِد لرزقه الله تَعَالَى من غير سُؤال قَالَ فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام طبقًا من نُحَاس وضع بَين يَدي وَفِي الطَّبَق ذَلِك الرجل الْأَعْمَى ممدودا وقائلا يَقُول كل من لحم هَذَا فَقلت وَالله مَا اغْتَبْته وَإِنَّمَا حدثت نَفسِي وَلم ينْطق بِهِ لساني فَقَالَ مَه يَا جُنَيْد لست من الَّذين تقبل مِنْهُم هَذِه الْحجَّة فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست على بَاب دَاري متفكرا تَائِبًا إِلَى الله تَعَالَى وَإِذا أَنا بِالرجلِ الْأَعْمَى قد أقبل على حَالَته فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم اكتفيت بِمَا رَأَيْت البارحة وتبت. وروى عَنهُ أَيْضا أَنه رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك يَا جُنَيْد فَقَالَ ذهبت تِلْكَ الْعُلُوم وانمحت تِلْكَ الرسوم وَلم ينفعنا عِنْد الله إِلَّا ركيعات كُنَّا نركعها عِنْد السحر. نادرة روى أَن رجلا من تلامذة حُسَيْن الحلاج سَأَلَهُ عَن حَقِيقَة الْكَرم فَمَاتَ مقتولا وقصته مَشْهُورَة فَلم يجبهُ قَالَ فَحصل عِنْدِي من ذَلِك شَيْء فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن النَّاس بَين يَدي الله تَعَالَى وَإِذا بالحسين الحلاج جَالس على كرْسِي من ذهب مرصع بالدر والياقوت وَإِذا بالفقهاء الَّذين أفتوا بقتْله واقفون بَين يَدَيْهِ وَكَأن الله تَعَالَى يَقُول مَا تُرِيدُ أَن أفعل بهؤلاء فَقَالَ يَا رب أَسأَلك الْمَغْفِرَة لَهُم أَجْمَعِينَ ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا بني هَذِه حَقِيقَة الْكَرم. نادرة روى أَن رجلَيْنِ قَالَ أَحدهمَا للْآخر إِذا لقِيت رَبك فَأَخْبرنِي بِمَا لقِيت مِنْهُ فَقَالَ وَأَنت كَذَلِك فَمَاتَ أَحدهمَا فَرَآهُ صَاحبه فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ توكل وأبشر فَمَا رَأَيْت مثل التَّوَكُّل ثَلَاث) مَرَّات. نادرة روى ان رجلا دخل مَقْبرَة فَحدث نَفسه فَقَالَ لَو كشف لي عَن بَعضهم فَسَأَلته بِمَ لَقِي ربه قَالَ فَنمت فَرَأَيْت فِي مَنَامِي رجلا يَقُول لَا تغتر بتشييد الْقُبُور من فَوْقهم التُّرَاب فَإِن الْقَوْم قد بليت خدودهم فِي التُّرَاب فَمنهمْ من ينْتَظر ثَوَاب الله وجنته وَمِنْهُم مغموم أسفا على عِقَابه فإياك والغفلة. نادرة روى أَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة رأى سُفْيَان الثَّوْريّ فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت لَهُ بِمَ يحبك الله تَعَالَى قَالَ بقلة معرفَة النَّاس قلت لَهُ أوصني فَقَالَ أوصيك بهَا فَقلت يَرْحَمك الله قد ورد أَكْثرُوا من الاخوان فَإِن لَك مُؤمن شَفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَيْتَني لَا أعرفك بعْدهَا أبدا هَل رَأَيْت مَا تكره إِلَّا مِمَّن تعرف فانتبهت باكيا. نادرة يرْوى أَن زبيدة رَآهَا رجل فِي الْمَنَام وَهِي جالسة على كرْسِي جليل الْوَصْف فَقلت لَهَا بِمَ نلْت هَذِه الْمنزلَة قَالَت كنت يَوْمًا أَنا وجواري وصويحبات عِنْدِي فِي انْشِرَاح وطرب فَسمِعت الْمُؤَذّن حِين بَدَأَ بِالتَّكْبِيرِ فأسكتهن هَيْبَة وتعظيبا لله تَعَالَى إِلَى أَن فرغ فَأَعْطَانِي الله تَعَالَى مَا ترَاهُ نادرة وروى عَنْهَا أَيْضا أَنَّهَا رؤيت فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهَا الرَّائِي بِمَ غفر الله لَك قَالَت باربع كَلِمَات كنت أقولها بكرَة وعشيا فَقَالَ وَمَا هن قَالَت لَا الله إِلَّا الله أفنى بهَا عمري لَا إِلَه إِلَّا الله أَدخل بهَا قَبْرِي لَا إِلَه إِلَّا الله أَخْلو بهَا وحدي لَا إِلَه إِلَّا الله ألقِي بهَا رَبِّي. نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين رؤى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي كَيفَ وجدت رَبك فَأَنْشد: (حاسبونا فدققوا ... ثمَّ منوا فأعتقوا) (هَكَذَا شِيمَة الْمُلُوك ... بالمماليك يرفقوا) (كل من مَاتَ مُسلما ... لَيْسَ بالنَّار يحرق) نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت حَاجِب الْحجاب وناظر الْخَواص الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية المحروسة فَرَأَيْت كَأَنِّي على زكيبة بهار وَهِي بشاطيء جرف فَوَقَعت تَحْتَهُ فَقُمْت عَنْهَا بعد أَن سقطنا جَمِيعًا وَأَرَدْت النهوض من ذَلِك الجرف فعسر عَليّ فَأتى رجل مَعْرُوف وَأمْسك بيَدي وجذبني من ذَلِك الجرف إِلَى خضراء وأتاني بفرس أَبيض قرطاسي مُجَرّد بسرج ذهب وكنبوس مزركش وَرِيش وتشريف فَلبِست التشريف وَركبت ذَلِك الْفرس وَإِذا أَنا فِي وسط خلق كثير) يَسِيرُونَ وَأَنا فِي وَسطهمْ فَلم يمض إِلَّا قَلِيل وَقد حصل بيني وَبَين نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة شنآن وَحصل مِنْهُ تشويش ونكد بالْقَوْل وَأَرَادَ فعل أُمُور عَظِيمَة فَلم يقدره الله على ذَلِك وَرَأَيْت من ذَلِك هولا فَكَانَ هُوَ تَعْبِير الزكيبة وَأَنا عَلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 871 ثمَّ بعد هَذِه الْقَضِيَّة بِمدَّة يسيرَة حضر من أَخْبرنِي بوصول ذَلِك الرجل الَّذِي رَأَيْته جذب بيَدي من تَحت الجرف بِعَيْنِه وصحبته تَقْلِيد شرِيف بتفويض نِيَابَة السلطنة الشَّرِيفَة بالثغر الْمَذْكُور عوضا عَمَّا حصل بيني وَبَينه الشنآن فظهرت لملاقاته وَإِذا أَنا بالفرس وآلته على صفة مَا رَأَيْت فَلبِست التشريف وسجدت شكرا لله تَعَالَى ولحقتني عِبْرَة بتعبيره وَركبت الْفرس وَسَار الْخلق على صفة مَا رَأَيْت فَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقد ذكرت ذَلِك لاظهار نعم الله عَليّ. نادرة روى أَن رجلا قَالَ لأبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رَأَيْت أَنِّي أَعْطَيْت سبعين ورقة من شَجَرَة فَقَالَ تضرب سبعين جلدَة فَلم يمض إِلَّا وَقد وَقع عَلَيْهِ ذَلِك بِعَيْنِه ثمَّ بعد عَام رأى أَيْضا تِلْكَ الرُّؤْيَا فَأتى إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَأخْبرهُ أَنه رأى تِلْكَ الرُّؤْيَا الأولى على هيئتها فَقَالَ لَهُ يحصل لَك سَبْعُونَ ألف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ يَا أَمَام الْمُسلمين السّنة الْمَاضِيَة رَأَيْت تِلْكَ الرُّؤْيَا فعبرتها سبعين جلدَة وَصَحَّ ذَلِك وَهَذِه السّنة عبرتها بسبعين ألف دِرْهَم فَمَا معنى ذَلِك فَقَالَ يَا هَذَا السّنة الْمَاضِيَة كَانَت الْأَشْجَار تنثر أوراقها وَالْيَوْم رؤيتك عِنْد نمو الْأَشْجَار واكتسائها بالأوراق فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى وَقع بِيَدِهِ سَبْعُونَ ألف دَرَاهِم. نادرة روى أَن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز روى عَن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه آخى بَين أبي بكر الصّديق وسلمان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنْهُمَا فَرَأى سلمَان رُؤْيا لأبي بكر الصّديق فتباعد عَنهُ وَتَركه بِسَبَب تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر الصّديق لم تَرَكتنِي يَا أخي فَقَالَ لَهُ رَأَيْتُك فِي الْمَنَام وَقد غلت يدك فِي عُنُقك فَقَالَ ابو بكر الصّديق الله أكبر غلت يَدي وَقصرت عَن الشَّرّ فَأخْبر سلمَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رُؤْيَاهُ وَمَا قَالَه أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَصدقهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتَحْسنهُ مِنْهُ. نادرة روى أَن امْرَأَة أَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَت يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن عَمُود سقف بَيْتِي قد انْكَسَرَ فَقَالَ: يَأْتِي زَوجك من السّفر. أَو كَمَا قَالَ فمضت الْمَرْأَة وَأَقْبل زَوجهَا ثمَّ بعد ذَلِك رَأَتْ كَذَلِك فَأَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلم تَجدهُ فَأَتَت أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وقصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهَا يَمُوت زَوجك وَالْمرَاد بذلك أَن رؤياها الأولى كَانَ زَوجهَا) غَائِبا فَأقبل وَفِي الْمرة الثَّانِيَة كَانَ زَوجهَا حَاضرا والفصول مُخْتَلفَة. نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَقَالَ دَعْنِي لِأَنِّي لم أتمكن يَوْمًا من غسل جَنَابَة فألبسني الله ثوبا من نَار فَأَنا أتقلب فِيهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي مَا فعل الله بك يَا أخي قَالَ صليت نادرة روى أَن رجلا أَتَى معبرا فَقَالَ رَأَيْت كأنني آكل تينا فَقَالَ تَأْكُل بِعَدَد كل تينة عَصا فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ رأى بعد مُدَّة كَذَلِك فَأتى إِلَيْهِ وقص ذَلِك عَلَيْهِ ثَانِيًا فَقَالَ لَهُ يطلع فِيك بِعَدَد كل تينة دمل فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ مضى فَرَأى بعد مُدَّة كَذَلِك ثَالِثا فَلَمَّا وصل إِلَى بَاب منزله وجد كيسا فِيهِ مبلغ فَأَخذه ثمَّ قصّ عَلَيْهِ مَا رَآهُ مِمَّا تقدم فَقَالَ لَهُ تَجِد بِعَدَد كل تينة أكلتها دِينَار فَقَالَ وجدت ذَلِك وَكَانَ ذَلِك الْكيس وَقع من العبر فَلم يبد بِشَيْء من ذَلِك فَقَالَ لَهُ الرَّائِي سُبْحَانَ الله تَأْوِيل الرُّؤْيَا بِيَدِك وَمهما قلته ظهر قَالَ أما أكلك التِّين أول مرّة فَكَانَت الشَّجَرَة عَارِية عَن وَرقهَا وَهِي عَصا فَأَوَّلتهَا بذلك وَفِي الْمرة الثَّانِيَة أَكلته عَنهُ نبته فِي فروعه وَكَانَ يشبه الدماميل وَفِي الْمرة الثَّالِثَة أَكلته عِنْد استوائه وخيره فَكَانَ كالدنانير والكيس الَّذِي وجدته كَانَت صفته كَذَا وَكَذَا وَهُوَ لي وَقد وهبته لَك. نادرة روى أَن بعض الْمُلُوك رأى فِي مَنَامه كَأَن بَين يَدَيْهِ ماعونا وَفِيه طَعَام وفأر بِجَانِب المعون يُدْلِي ذَنبه فِي الطَّعَام ويلتفت يمصه مرَارًا فَاسْتَيْقَظت مُتَعَجِّبا وَكَانَ قد رأى قبل أَن يتسلطن كَأَنَّهُ فِي خيمه نصفهَا فِي الْبر وَنِصْفهَا فِي الْبَحْر فاستدعى بمعبر وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا الثَّانِيَة فَقَالَ لَهُ عدني بِشَيْء فوعده فَقَالَ أَن صدقت رُؤْيَاك تكون سُلْطَانا ويطيعك أهل الْبر وَالْبَحْر فَكَانَ كَذَلِك وَنسي الْمعبر مَا وعده بِهِ فَلَمَّا رأى الْمَنَام الْمَذْكُور أَولا تذكر ذَلِك الْمعبر فَأرْسل خَلفه وَقَالَ قد نسيت مَا وعدتك بِهِ وَلَكِن عبر لي هَذِه الرُّؤْيَة وَلَك عِنْدِي مَا تُرِيدُ فَقص عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمعبر لأحضرن بَين يدك الفأر بِعَيْنِه وأريك الطَّعَام وماعونه أدخلني الْحَرِيم فَأدْخلهُ الْحَرِيم فَجمع جَمِيع الْجَوَارِي السود وَجعل يكْشف عوارتهن وَاحِدَة وَاحِدَة حَتَّى أنْتَهى إِلَى أسود بَينهُنَّ ملتبس بزِي النِّسَاء فَأَخذه بِيَدِهِ وَأخرجه إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ هَذَا الفأر بِعَيْنِه وَهَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 872 ذَنبه وأشاره إِلَى ذكره وَإِمَّا الطَّعَام فَهُوَ مَعْرُوف وَكَذَلِكَ الماعون فَفِي الْحَال أَمر السُّلْطَان بقتْله وأنعم على ذَلِك الْمعبر بِشَيْء جزيل. نادرة روى أَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رأى الله تَعَالَى فِي النّوم فَقَالَ يَا رب بِمَا يتَقرَّب إِلَيْك) المتقربون قَالَ بكلامي قلت رَبِّي بفهم وَبِغير فهم قَالَ يَا أَحْمد بفهم وَبِغير فهم. نادرة روى أَن شريحا رأى الله تَعَالَى فِي الْمَنَام وَكَانَ أعجميا فَقَالَ الله تَعَالَى يَا شُرَيْح طلب كي قَالَ يَأْخُذ سرا بسر مَعْنَاهُ بالعربي رَأْسا بِرَأْس لَا عَليّ وَلَا لي. نادرة روى أَن رجلا جَاءَ إِلَى بعض المعبرين فَقَالَ خُذ هَذَا الدِّرْهَم وَعبر لي مَا رَأَيْت فَأَخذه مِنْهُ وَقَالَ قل مَا رَأَيْت وَكَانَ بعد صباح الصُّبْح قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي جِئْت إِلَى بِئْر فرميت بنفسي فِيهَا وَبقيت نازلا نازلا وَلم يزل يُكَرر قَوْله نازلاً إِلَى قرب الزَّوَال قَالَ فوصلت إِلَى قَعْر الْبِئْر فَقَالَ لَهُ الْمعبر وصلت بسلامة فَقَالَ نعم قَالَ الْحَمد لله على السَّلامَة ثمَّ مَاذَا قَالَ دورت وَلَا زَالَ يُكَرر قَوْله دورت إِلَى قرب الْعَصْر ثمَّ قَالَ فَوجدت حجر الطاحون وأدخلت رَأْسِي فِيهِ وطلعت طلعت قَالَ لَهُ الْمعبر أمسك عنْدك وَخذ درهمك وامضي عَنَّا وأجرى على الله نزلت فِي الْبِئْر وَأَنت فارغ من بعد صَلَاة الصُّبْح فَمَا وصلت قعرها إِلَّا عِنْد الزَّوَال ودورت فِيهَا فَمَا فرغت إِلَّا عِنْد الْعَصْر فَوجدت حجر الطاحون فَوَضَعته فِي عُنُقك فَمَتَى تصل إِلَى فَوق. نادرة روى أَن رجلا كَانَ لَهُ مبلغ مدفون فِي مَكَان فضعف فِي سَفَره وَكَانَ عَلَيْهِ بعض دينه فتفكر فِي نَفسه أَن يعلم أَصْحَابه بالمبلغ المدفون وَمَا عَلَيْهِ من الدّين فَقَالَ رُبمَا تحصل الْعَافِيَة وكتم ذَلِك فَمَاتَ فرأه وَلَده فِي الْمَنَام فَقَالَ مَا فعل الله بك فَقَالَ أَمْرِي موقف على وَفَاء الدّين ولي فِي الْمَكَان الْفُلَانِيّ مطمورة فِيهَا مبلغ فَخذه وأوف مِنْهُ ديني فَقَالَ وَلَده لبَعض أَصْحَابه الرُّؤْيَة الَّتِي رأها فَقَالَ هَذِه خرافات وَمضى عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ رأه ثَانِيَة فَقَالَ قلت لَك على أَمر يحصل لَك بِهِ نفع ولي بِهِ خلاص فَمَا فعلت فاستفاق وَتوجه إِلَى ذَلِك الْمَكَان وحفر فَوجدَ ذَلِك بِعَيْنِه فَانْتَفع بِهِ وأوفى دين أَبِيه. نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت ملكا فِي مَكَان عَال وَكَأن جمَاعَة ينظرُونَ إِلَيْهِ فأولت ذَلِك الْعُلُوّ بانتهاء أمره وَنظر النَّاس إِلَيْهِ بإشتغالهم بِمَا يحصل لَهُ ثمَّ مضى على ذَلِك مُدَّة يسيرَة وَقد مَاتَ وأشتغل النَّاس بأَمْره. نادرة روى أَن رجل أَتَى معبر فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت طيرا طَار من عبي ثمَّ أتيت إِلَى أُمِّي فأدخلتني جوفها فَقَالَ لَهُ الْمعبر إِن صدقت رُؤْيَاك تَمُوت وتدفن لِأَن طيران الطير من عبك خُرُوج روحك من جسدك وَأما دخولك جَوف أمك فَهِيَ الأَرْض لقَوْله تَعَالَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم. نادرة روى أَن بعض الْخُلَفَاء قَالَ لمعبر إِنِّي رَأَيْت جَمِيع أسناني سَقَطت فَقَالَ جَمِيع أقَارِب مَوْلَانَا) أَمِير الْمُؤمنِينَ يموتون فَتغير من ذَلِك واستدعى بعابر غَيره وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ إِن صدقت رُؤْيا مولَايَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ يكون أطول عمرا من أَقَاربه فَأقبل عَلَيْهِ وَأحسن إِلَيْهِ وَالْمعْنَى وَاحِد والعبارة مُتَفَاوِتَة. نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت وَأَنا بثغر الْإسْكَنْدَريَّة نَائِبا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَالْملك الظَّاهِر إِذْ ذَاك أَمِير الْإِسْلَام أَنه جَالس على مرتبَة الْأَشْرَف فَدخلت عَلَيْهِ وَقبلت الأَرْض أَمَامه فَأَعْطَانِي شَيْء من مَتَاع الدُّنْيَا وأعلمت بذلك ثقاتا من جُمْلَتهمْ الشَّيْخ سرُور المغربي وَالشَّيْخ شمس الدّين بن عبد المحسن وأعلموه بذلك فَبعد مُدَّة جلس على تخت الْملك الْأَشْرَف كَمَا رَأَيْت لَهُ وَقلت هَذِه تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل قد جعلهَا رَبِّي حَقًا. نادرة روى أَن رجلا أَتَى بحرا ليشْرب مِنْهُ فَظهر لَهُ حَيَوَانا يمانعه ثمَّ رأى أَنه صَار حَيَوَانا وَنزل ذَلِك الْبَحْر وَصَارَ كل من جَاءَ ليشْرب مِنْهُ يناوله المَاء فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدق رُؤْيَاك فَإنَّك تسْأَل فِي رزق ملكا ويمانعك من ذَلِك إِنْسَان يكون قَرِيبا للْملك وَأُمُور النَّاس منوطه بِهِ وَهُوَ فِي نَفسه كَهَيئَةِ الْحَيَوَانَات ثمَّ تجْرِي أَسبَاب تفضى إِلَى أَن توصلك إِلَى ذَلِك الْملك مَكَان الرجل وَيحصل للنَّاس بك نفع فَعَن قَلِيل خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت واستدعا الْمعبر وأعلمه بذلك وَأحسن إِلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 873 نادرة روى أَن رجلا جَاءَ إِلَى الشَّيْخ مُحَمَّد القرعوني وَقَالَ لَهُ كَأَنِّي رَأَيْت الْأَمِير فلَانا رَاكِبًا على فرس عالي وَهُوَ لابس تَشْرِيفًا وَالنَّاس حوله فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك يتَوَلَّى هَذَا عَن قرب وَظِيفَة فَتَوَلّى أمرية الْحَاج. نادرة رأى بعض الصَّالِحين الْمقر الكمالي لابسا خلعة سنية وَكَانَ ذَلِك الْوَقْت بِغَيْر وظيفته ثمَّ رأى مُؤَلفه أَنه لابس خلعة فَدخل الْمقر الكمالي من شَارِع الْمَدِينَة فَأعلمهُ الرَّائِي بذلك فَبعد مُدَّة يسيرَة توفى قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام المحروسة وَتَوَلَّى مُؤَلفه نيابه السلطنة الشَّرِيفَة بالكرك المحروس. نادرة رأى بعض الثِّقَات رجلا جَاءَ إِلَى طَاقَة وَألقى نَفسه مِنْهَا فأنكسر ساقاه وَصَارَ يأخذهما بِيَدِهِ ويجرهما كالخرقة فَلم يمْضِي إِلَّا قَلِيل وَقد وَقع فِي أَمر مهول عِنْد أَمِير ظَالِم وأطلع على معيشته وَأخذ مِنْهُ مَاله وأضر بِهِ. نادرة رُوِيَ أَن فِرْعَوْن رأى فِي مَنَامه كَأَن نَارا ظَهرت من الشَّام ثمَّ أَقبلت حَتَّى أَتَت إِلَى مصر فَلم تدع شَيْء إِلَّا حرقته وأحرقت بَيتهَا ومدائنها فَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْن فَزعًا مَرْعُوبًا فَجمع لَهَا خلقا كثيرا وقصها عَلَيْهِم فَقَالُوا لَئِن صدقت رُؤْيَاك ليخرجن رجل من الشَّام من ولد يَعْقُوب يكون هَلَاك مصر وَأَهْلهَا وهلاكك على يَده فَعِنْدَ ذَلِك أَمر فِرْعَوْن بِذبح الصّبيان حَتَّى أظهر الله تَعَالَى تَأْوِيل الرُّؤْيَا. نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَقُمْت من قَبْرِي فَأتيت بِدَابَّة فركبتها ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا فِيهَا جنَّة فاردت أَن أنزل فَقيل إِنَّك تقعد حَتَّى ترى رَبك فَسَارُوا بِي فاذا الله تبَارك وَتَعَالَى وآدَم عَلَيْهِ السَّلَام وَاقِف بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي أجلسني عَن يَمِينه فَقلت يَا رب قد أفلحت بعفوك فَسمِعت قَائِل يَقُول قُم يَا آدم فقد عَفَوْنَا عَنْك. نادرة روى بعض الصَّالِحين وَهُوَ بشر الحافي قَالَ رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ سجدت على الْجَمْر مَا أدّيت شكري لما قد يثبت اسْمك فِي النَّاس. نادرة روى عَن عُثْمَان تلميذ الشَّيْخ الشبلي قَالَ بَات عِنْدِي أَبُو سعيد فَلَمَّا مضى بعض اللَّيْل صَاح بِي عُثْمَان قُم أَسْرج فَقُمْت واسرجت فَقَالَ رَأَيْت السَّاعَة كَأَنِّي فِي الْآخِرَة وَالْقِيَامَة قد قَامَت فنوديت فوقفت بَين يَدي الله تَعَالَى وَأَنا ارتعد فَقَالَ أَنْت الَّذِي تُشِير فِي السماع إِلَيْهِ مُسلما لَوْلَا أعلم أَنَّك صَادِق لعذبتك عذَابا لَا أعذبه أحدا من الْعَالمين. نادرة روى أَن رجلا رأى رَأسه مَقْطُوعًا وَهُوَ بِيَدِهِ ينظر إِلَيْهِ وَإِذا بطير من طيور الْجَوَارِح أَتَى فالطقته فقض رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك تجمع مَالك إِلَى أَن يضخم فَيَأْتِي ملك فَيَأْخذهُ مِنْك. نادرة روى بِسَنَد صَحِيح مُتَّصِل إِلَى جمَاعَة قَالَ دخلت على حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَوَجَدته يبكي فَقلت مَا يبكيك قَالَ وَكَيف لَا أبْكِي وَقد رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَنِّي عرضت على الله تبَارك وَتَعَالَى اللَّيْلَة فَقَالَ لي يَا حَمْزَة اقْرَأ الْقُرْآن كَمَا علمتك فَوَثَبت قَائِما فَقَالَ لي يَا حَمْزَة اجْلِسْ فَإِنِّي أحب أهل الْقُرْآن ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة طه فَقلت طوى وَأَنا اخْتَرْتُك فَقَالَ لي بَين وَإِنَّا اخترناك ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة يس فَقَالَت تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِرَفْع اللَّام فَقَالَ عز وَجل تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِالنّصب يَا حَمْزَة كَذَا قَرَأت وَكَذَا قَرَأت حَملَة الْعَرْش وَكَذَا يقْرَأ المقرئون ثمَّ دَعَا بِسوار فسورني فَقَالَ عز وَجل هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن ثمَّ بمنطقة فمنطقني بهَا ثمَّ قَالَ عز وَجل هَذَا بصومك النَّهَار ثمَّ دَعَا بتاج فتوجني بهَا ثمَّ قَالَ هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن للنَّاس يَا حَمْزَة لَا تدع تَنْزِيل يَعْنِي بِنصب اللَّام فَإِنِّي نزلته تَنْزِيلا أفتلوموني إِن أبْكِي.) نادرة وَبِسَنَد مُتَّصِل إِلَى سليم بن عِيسَى قَالَ دخلت على حَمْزَة بن حبيب الزيات رَضِي الله عَنهُ فَوَجَدته يمرغ خديه فِي الأَرْض ويبكي فَقَالَ أُعِيذك بِاللَّه مَا هَذَا الْبكاء فَقَالَ رَأَيْت البارحة فِي مَنَامِي كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَقد دعِي بقراء الْقُرْآن فَكنت مِمَّن حضر فَسمِعت قَائِلا يَقُول بِكَلَام عذب لَا يدْخل إِلَّا من عمل بِالْقُرْآنِ فَرَجَعت الْقَهْقَرِي فَهَتَفَ هَاتِف بإسمي أَيْن حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَقلت لبيْك دَاعِي الله لبيْك فبادرني ملك فَقَالَ قل لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك فَقلت كَمَا قَالَ فأدخلت دَارا سَمِعت بهَا ضجيج الْقُرَّاء فوقفت أرعد فَسمِعت قَائِلا يَقُول لَا بَأْس عَلَيْك ارق واقرأ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 874 فرقيت فادرت وَجْهي فَإِذا أَنا بمنبر من در أَبيض ومرقاة من ياقوت أَحْمَر ومرقاة من زبرجد أَخْضَر فَقيل ارق واقرأ فرقيت فَقَالَ لي أَقرَأ سُورَة الْأَنْعَام فَقَرَأت وَأَنا لَا أَدْرِي على من أَقرَأ حَتَّى بلغت رَأس السِّتين آيَة وَهُوَ القاهر فَوق عباده قَالَ يَا حَمْزَة أَلَسْت القاهر فَوق عبَادي فَقلت بِي قَالَ صدقت اقْرَأ فَقَرَأت الْأَعْرَاف حَتَّى بلغت آخرهَا فأوميت بِالسُّجُود فَقَالَ حَسبك فأمض لَا تسْجد يَا حَمْزَة من أَقْرَأَك هَذِه الْقِرَاءَة قلت سُلَيْمَان قَالَ صدق من أَقرَأ سُلَيْمَان قلت يحيى قَالَ صدق يحيى قَالَ على من قَرَأَ يحيى قلت على أبي عبد الرَّحْمَن قَالَ صدق أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ من أَقرَأ أَبَا عبد الرَّحْمَن قلت ابْن عَم نبيك عَليّ بن أبي طَالب قَالَ صدق عَليّ فَمن اقْرَأ عليا فَقلت نبيك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صدق نبيي فَمن أَقرَأ نبيي قلت جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَمن أَقرَأ جِبْرِيل فَسكت قَالَ يَا حَمْزَة قل أَنْت فَقلت لَا أحسن أَن أَقُول قَالَ قل أَنْت فَقلت أَنْت قَالَ صدقت يَا حَمْزَة وَحقّ الْقُرْآن لأكرمن أهل الْقُرْآن لَا سِيمَا أَن عمِلُوا بِالْقُرْآنِ يَا حَمْزَة الْقُرْآن كَلَامي مَا أَحْبَبْت أحدا كَحبي لأهل الْقُرْآن ادن مني يَا حَمْزَة فدنوت فَغمسَ يَده سُبْحَانَهُ فِي الغالية ثمَّ ضمخني بهَا ثمَّ قَالَ لست افْعَل بك وَحدك هَذَا يَا حَمْزَة قد فعلت بنظرائك من فَوْقك وَمن دُونك وَمن قَرَأَ الْقُرْآن كَمَا قَرَأت لم يرد غَيْرِي وَمَا خبأت لكم عِنْدِي فَأكْثر فَأعْلم أَصْحَابك بِمَا كَانَ من حبي لأهل الْقُرْآن فهم المصطفون الأخيار يَا حَمْزَة وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أعذب لِسَانا تَلا الْقُرْآن بالنَّار وَلَا قلباً وعاه وَلَا أذنا سمعته وَلَا عينا نظرته فَقلت سُبْحَانَكَ يَا رب فَقَالَ يَا حَمْزَة أَيْن نظار الْمَصَاحِف فَقلت يَا رب أَي حفاظها فَقَالَ هم وَلَكِنِّي لَهُم حَتَّى يلقوني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا لقوني رفعت لَهُم بِكُل آيَة دَرَجَة أفتلوموني أَن أبْكِي وأمرغ وَجْهي فِي التُّرَاب. 3 - (فصل فِي فَوَائِد من بعض الْأُصُول تدل على مَا يَسْتَعِين بِهِ الْإِنْسَان على التَّعْبِير) فَائِدَة فِي معرفَة حَقِيقَة النّوم قَالَ الْحُكَمَاء النّوم يحصل من بخار معتدل تصاعد مِنْهُ إِلَى الدِّمَاغ بعد أكل الطَّعَام وَيحصل مِنْهُ منفعتان فِي الْبدن الأولى رَاحَة الْأَعْضَاء والجوارح وَالثَّانيَِة هضم الطَّعَام. فَائِدَة الْمَنَام الصَّحِيح الْوَاضِح إِذا كملت شُرُوطه على مَا ذَكرْنَاهُ وَهُوَ الْمُعْتَمد عَلَيْهِ وَمن جملَة ذَلِك أَن يكون أكله معتدلا لَا ممتلئاً وَأكل الثوم يشوش على الْمَنَام. فَائِدَة قَالَ دانيال ان الْمَنَام يخْتَلف بأنواع شَتَّى كَمَا تخْتَلف الطباع وَكَذَلِكَ أهواء الْبدن. فَائِدَة بَيَان اخْتِلَاف الرُّؤْيَا فرؤيا الْمُلُوك الصَّالِحين ألهام من الله تَعَالَى ورؤيا أَرْبَاب دولة الْمُلُوك على حسب ديانتهم وتقربهم ورؤيا الأرقاء إِذا كَانَت حَسَنَة تخرج لساداتهم ورؤيا النسْوَة تخرج عَن قريب ورؤيا الْفُسَّاق حجَّة يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِم ورؤيا الْأَغْنِيَاء آكِد فِي الصِّحَّة من رُؤْيا الْفُقَرَاء لِأَن الْفُقَرَاء فِي هم وغم من الْعسر والإقتار ورؤيا الْفُقَرَاء تتأخر إِذا كَانَت حَسَنَة وَإِذا كَانَت غير جَيِّدَة تظهر سَرِيعا ورؤيا الطغار الَّذين لم يبلغُوا الْحلم أصح من غَيرهم لكَوْنهم لم يعصوا الله ورؤيا الَّذِي بلغ مِنْهُم أَضْعَف لكَوْنهم مشتغلين بشهواتهم ورؤيا الْجنب وَالْحَائِض والسكران لَيْسَ لَهَا أصل وَلَا صِحَة. وَقَالَ ابْن سِيرِين تصح مِنْهُم لِأَن الْكَافِر وَالذِّمِّيّ تصح مِنْهُمَا فبالأولى أَن تصح مِنْهُم. فَائِدَة قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْمُسلم أصدق من رُؤْيا الْكَافِر ورؤيا الْعَالم أصدق من رُؤْيا الْجَاهِل ورؤيا المستور أصدق من رُؤْيا غير المستور ورؤيا الرجل النحس ورؤيا الشَّيْخ أصدق من رُؤْيا الشَّاب. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا رأى الأنسان مناما ثمَّ نَسيَه فيحسب اسْمه وَيجمع حُرُوفه على حِسَاب ابجد ويطرح من ذَلِك تِسْعَة تِسْعَة ويحفظ مَا بقى مِنْهَا فَإِن وجده زوجا فَهُوَ خيرا وَإِن وجده فَردا فضده. وَقيل يحْتَاج الْمعبر أَن يسْأَل مِمَّن يرأى رُؤْيا فنسيها لما اسْتَيْقَظَ من مَنَامه كَيفَ وجد حَاله فَإِن وجد يَده على أَصَابِعه فَيكون قد رأى أشجارا صغَارًا وَإِن وجدهَا على ظَهره فَيكون قد رأى بادية وَإِن وجدهَا على جنبه فَيكون قد رأى شخصا مُضْطَجعا وَإِن وجدهَا على) أضلاعه فَيكون قد رأى نسْوَة وَإِن وجدهَا على استه فَيكون قد رأى مزبلة وَإِن وجدهَا على رَأسه فَيكون قد رأى عمودا ضخما أَو شَجَرَة كَبِيرَة وَإِن وجدهَا على فَخذه فَيكون قد رأى شَجَرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 875 طَوِيلَة وَإِن وجدهَا على ركبته فَيكون قد رأى نَهرا وَإِن وجدهَا على أَصَابِع رجله فَيكون قد رأى غابة صَغِيرَة. وَقَالَ دانيال من رأى مناما ونسيه فَهُوَ من أَرْبَعَة أَشْيَاء كَثْرَة الذُّنُوب وَاخْتِلَاف الْأَعْمَال وَضعف النيات وَتغَير الأمزجة. فَائِدَة فِي بَيَان قصّ الرُّؤْيَا وتعبيرها فَمنهمْ من قَالَ أَنه جَائِز فِي كل الْأَوْقَات وَيرجع من طُلُوع الشَّمْس إِلَى وَقت الزَّوَال وَمِنْهُم من قَالَ لَا يجوز بِغَيْر شمس وَمِنْهُم من قَالَ من طُلُوع الشَّمْس إِلَى فَائِدَة لَا يَنْبَغِي أَن تقص الرُّؤْيَا إِلَّا على معبر وَيجب على من لَا يعرف علم التَّعْبِير أَن لَا يعبر رُؤْيا أحد فَإِنَّهُ ياثم على ذَلِك لِأَنَّهَا كالفتوى وَهِي فِي الْحَقِيقَة علم نَفِيس وَقد ورد فِي الحَدِيث مَا مَعْنَاهُ أَن الْإِنْسَان إِذا لم يعلم الْجَواب وَسكت عَنهُ فَإِنَّهُ يُؤجر. فَائِدَة يَنْبَغِي للمعبر أَن يَسْتَوْفِي قصّ الرُّؤْيَا فَمَا كَانَ مِنْهَا مُوَافقا لِلْأُصُولِ فيجتهد فِي تَعْبِيره وَمَا كَانَ خَارج عَنْهَا فيلغيه عَنهُ وَإِذا قصت عَلَيْهِ رُؤْيا وَرَأى مَا يكره فَلَا يَكْتُمهُ بل يعرف الرَّائِي بِعِبَارَة حَسَنَة بِحَيْثُ يفهم الرَّائِي مِنْهُ ذَلِك وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه يعبر الرُّؤْيَة الجيدة وَيتْرك ضدها بِحَيْثُ يَأْمر الرَّائِي بالتحذير وَالتَّوْبَة وَالصَّدَََقَة. فَائِدَة إِذا أَرَادَ الْإِنْسَان أَن يرأى رُؤْيا صَادِقا تظهر لَهُ مَا فِي ضَمِيره ينَام على وضوء على جَانِبه الْأَيْمن وَيذكر الله وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء الْمَرْوِيّ عَن جَعْفَر الصَّادِق وَهَذَا هُوَ: الله إِنِّي أسلمت نَفسِي إِلَيْك ووجهت وَجْهي إِلَيْك وفوضت إمري إِلَيْك وألجأت ظَهْري إِلَيْك رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك أمنت بكتابك الَّذِي أنزلت وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت تَبَارَكت رَبنَا وَتَعَالَيْت أَنْت الْغنى وَنحن الْفُقَرَاء إِلَيْك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك يَا رب أَنا هارب مِنْك إِلَيْك اللَّهُمَّ أَرِنِي رُؤْيا صَادِقَة غير كَاذِبَة صَالِحَة سارة غير مَحْزَنَة نافعة غير ضارة. وَإِذا اسْتَيْقَظَ يذكر الله تَعَالَى ويقص رُؤْيا على معبر وَمهما عبر لَهُ يعْتَمد عَلَيْهِ. فَائِدَة وَلَا بَأْس بالمعبر إِذا علم مَا يخْتَص بِكُل يَوْم من الْأَيَّام السَّبْعَة وسعودها ونحسها وساعاتها وَمَا يخْتَص بهَا وقص عَلَيْهِ رُؤْيا أَن يتحَرَّى سَاعَة سعد لتَكون أحسن من سَاعَة نحس. فَإِنَّهُ إِذا رَأَيْت رُؤْيا فِي الْوَلَد من خير أَو شَرّ فيؤول على الْأَعْدَاء وَإِذا رئي فِي الْوَلَد من خير أَو) شَرّ يؤول على الْوَلَد. فَائِدَة روى أَن أَحْمد بن حَنْبَل رَحمَه الله تَعَالَى أجنب يَوْمًا فجَاء إِلَى الدجلة بِبَغْدَاد وَأَرَادَ التطهر مِنْهَا فَلم يجد مَعَه مَا يسْتَتر بِهِ فاستحيي من الله تَعَالَى أَن ينزل عُريَانا فَنزل بِقَمِيصِهِ واغتسل من الْجَنَابَة ثمَّ طهر وقميصه مبلول فَلم يسْتَطع عصره فَجَلَسَ فِي الشَّمْس والقميص عَلَيْهِ لينشفه فَأَخَذته سنة من النّوم فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: يَا أَحْمد كَمَا تبِعت سنتي وَاسْتَحْيَيْت أَن تنزل عُريَانا جعلتك ربع الْإِسْلَام وَكَانَ ذَلِك فِي ابْتِدَاء أمره فَكَانَ من أمره مَا كَانَ. فَائِدَة روى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فليغسل يَدَاهُ أَو قَالَ يَدَيْهِ ثَلَاثَة قبل أَن يدخلهما فِي الأناء فَإِنَّهُ لَا يدْرِي ايْنَ باتت يَده من جسده فَشك وَاحِد فِي ذَلِك فَنَامَ واستيقظ فَوجدَ يَده قد دخلت فِي دبره وَقيل أحد أَصَابِعه. وَقَالَ مُؤَلفه النَّوَادِر والفوائد كَثِيرَة بِحَيْثُ يطول شرحها واختصرت انا وَوضعت فِي هَذَا الْبَاب مَا يُنَاسب فِيهِ لمساق الْكَلَام فِي الْمَعْنى وَالْمُنَاسِب فَمن رأى شَيْئا من ذَلِك فليعتبر الْأَبْوَاب وَمَا هُوَ مُنَاسِب فِي كل بَاب فيجده وَإِن لم اذكر فِي صدر كثير من الْأَبْوَاب مَا هُوَ مطول فِي تصديره لكَونه يُنَاسب الْمَعْنى فَإِذا أعتبر الرَّائِي تصدير الْأَبْوَاب وَلم يجد مَا رَآهُ فَلم يعلم مَعَ أَيهَا يُنَاسب فتنظر فِي جملَة الْبَاب الْمُنَاسب وَقد اعتذرت بإنه لَو اعْتمد المعبرون على كتب التَّعْبِير خَاصَّة لعجزوا عَن أَشْيَاء كَثِيرَة وَلَكِن يحْتَاج الْمعبر أَن يكون عَالما بأصول التَّعْبِير ويعبر بِمَا يظْهر لَهُ من الْمَعْنى وَقد الفت كتابا فِي ذَلِك وسميته الْكَوْكَب الْمُنِير فِي أصُول التَّعْبِير وَقد سبكت فِي هَذَا الْكتاب جملَة مُتَفَرِّقَة فِي أَمَاكِن ناسبت ذكرهَا والمعبر الفطن يفهم ذكره وَعلم الْأُصُول مَفْهُوم عِنْد أهل التَّعْبِير. وختمت هَذَا الْكتاب بفائدة شرعيه مفيدة فِي الرُّؤْيَا وَهُوَ مَا رُوِيَ عَن عبد الْأَعْلَى بن النَّجْم قَالَ بت لَيْلَة فِي أَيَّام حريش وَابْن خلف الْمعَافِرِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 876 بِمصْر وَكَانَت لَيْلَة جُمُعَة وانا أَقُول فِي نَفسِي لَا أَدْرِي من أتبع إِلَّا أَبَا حريش وَأَصْحَابه وَهُوَ يَقُول بِخلق الْقُرْآن أَو لِابْنِ خلف وَأَصْحَابه وَكَانَ يَقُول إِن الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق فَلَمَّا أويت إِلَى فِرَاشِي ونمت رَأَيْت هاتفا قد جَاءَنِي وَقَالَ قُم فَقُمْت فَقَالَ لي قل فَقلت وَمَا أَقُول فَقَالَ قل شعرًا: (سُبْحَانَ من رفع السَّمَاء ... بِلَا عماد للنَّظَر) (مَا قَالَ خلق بخلقة الق ... رآن إِلَّا قد كفر) (لَكِن كَلَام منزل ... من عِنْد خلاق الْبشر) وَقَالَ لي اكتبه فمددت يَدي إِلَى كتاب من كتبي وكتبته فِيهِ فَلَمَّا استيقظت وجدته مَكْتُوبًا بِالْكتاب وَالله أعلم بِالصَّوَابِ وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وصل الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَالْحَمْد لله وَحده. تمّ الْكتاب وَللَّه الْحَمد والْمنَّة) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 877