الكتاب: المجالسة وجواهر العلم المؤلف: أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى: 333هـ) المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان الناشر: جمعية التربية الإسلامية (البحرين - أم الحصم)، دار ابن حزم (بيروت - لبنان) تاريخ النشر: 1419هـ عدد الأجزاء: 10 (8 أجزاء ومجلدان للفهارس)   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وفي الهامش قطوف من كلام المحقق الشيخ مشهور حسن] ---------- المجالسة وجواهر العلم الدِّينَوري، أبو بكر الكتاب: المجالسة وجواهر العلم المؤلف: أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى: 333هـ) المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان الناشر: جمعية التربية الإسلامية (البحرين - أم الحصم)، دار ابن حزم (بيروت - لبنان) تاريخ النشر: 1419هـ عدد الأجزاء: 10 (8 أجزاء ومجلدان للفهارس)   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وفي الهامش قطوف من كلام المحقق الشيخ مشهور حسن] ـ[المجالسة وجواهر العلم]ـ المؤلف: أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى: 333هـ) المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان الناشر: جمعية التربية الإسلامية (البحرين - أم الحصم) ، دار ابن حزم (بيروت - لبنان) تاريخ النشر: 1419هـ عدد الأجزاء: 10 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وفي الهامش قطوف من كلام المحقق الشيخ مشهور حسن] مدحه وثناء العلماء عليه. مدح أبا بكر الدينوري أحمدَ بنَ مروان جل من ترجم له، فقال   (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أثبتنا هذا الجزء من مقدمة تحقيق الشيخ مشهور، لأهميته، إذ يرد فيه ردا علميا على ما اتُّهِمَ به مصنف الكتاب (أبو بكر الدينوري) من وضع الحديث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 عنه الذهبي (1) : "الفقيه العلاّمة المحدّث "، "وكان بصيرا بمذهب مالك " وقال (2) : "وله يد في المذهب ". وقال القاضي عياض: "وغلب عليه الحديث وشهر به" (3) . وقال ابن العديم: "سمع الحديث الكثير" (4) . كلام الدارقطني فيه. اكتفى الذهبي في "تاريخ الإسلام " (ص 200- حوادث، 331 - 340 هـ) ، و "الميزان " (1/ 156/ رقم 620) ، والمغني في الضعفاء" (1/ 60/ رقم 462) ، و"ديوان الضعفاء والمتروكين " (1/ 36/ رقم 105) بقوله إن الدارقطني اتهمه. وزاد في "الميزان " فقط قوله: "ومشَاهُ غيرُه ". وقال في "السير" (15 / 428) ، وابن فرحون في "الديباج المذهب " (ص 32) ، والقاضي عياض في "ترتيب المدارك " (5/ 51) : "ضعَفه الدارقطني ". ولم أظفر بكلامٍ للدارقطني حوله في أجوبته على أسئلة كل من   (1) في "السير" (15 /427) (2) في "تاريخ الإسلام" (ص 200- حوادث331 - 340 هـ) . (3) "ترتيب المدارك" (5/ 51) (4) بل ذكر أسانيد المصنف في وصل المعلقات الموجودة في "صحيح البخاري " في أكثر من موطن في "فتح الباري"، وهي: (5/ 277 و 6/ 24، 233، 435 و 10/ 253، 528 و 13/ 147) انظر: معجم المصنفات الواردة في فتح الباري " (ص 348) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 البرقاني والحاكم وحمزة بن يوسف السهمي- وهي المطبوعة-، ولا في القسم المطبوع من "العلل " له ولا في "السنن " (*) ولما لم يكن ذِكْرُ المصنِّف مشهورا في كتب التراجم ولا يوجد حوله كلام لأئمة الجرح والتعديل؛ تلقّى الباحثون كلام الذهبي السابق واعتمدوا عليه، وحكموا على أسانيد الأحاديث والآثار الموجودة في "المجالسة" بأنها "تالفة" أو "واهية"، ويصرح بعضهم بأنها "موضوعة"!! بينما وجدتُ أن ابن عساكر في "تاريخ دمشق " يحكم على بعضها بالصِّحة، ويحسن بعضها ابن حجر (1) في " الإصابة " (2) . ومن الجدير بالذكر أنَّ المصنِّف من رجال "المختارة" (3) للضياء المقدسي، ومن المعلوم أن شرطه فيه الصحة، وأسانيده أنظف من أسانيد "المستدرك " للحاكم، وفي هذا توثيق ضمني من قبل ضياء الدين المقدسي للمصنف. وهذا يقضي بأن المصنف ثقة، وإن لم يكن كذلك، فهو ممن   (*) قال مُعد الكتاب للشاملة: قد نقل الشيخ مشهور - بعد ذلك - عن ابن حجر في اللسان قوله: وصرح الدارقطني في "غرائب مالك " بأنه يضع الحديث (1) انظر الحاشية السابقة (2) وهذه مواطن نقل ابن حجر في "الإصابة" من "المجالسة": (1/ 378 و 2/330، 366 و 3/ 109،250 و 4/ 92، 146، 172، 589، 691 و 5 / 649 و 6/ 493) وانظر: "ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه "الإصابة" (2/ 188) (3) انظر. "المختارة" (7/ 248/ رقم 4694) ، وقارنه ب "المجالسة، (رقم 30) و (6/ 158 / رقم 2156) ، وقارنه بـ "المجالسة" (رقم 2391) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 يشملهم اسم الستر والعدالة ولذا لم يترجمه أحد- غير الذهبي- ممن خص (الضعفاء والمجاهيل، والمتروكين، والوضاعين) بالتصنيف. ووجدتُ أنّ ابن حجر في "اللسان" قد فصل نقل الذهبي السابق عن الدارقطني، وقوله كذلك "ومشاه غيره"، فقال: "وصرح الدارقطني في "غرائب مالك " بأنه يضع الحديث، وروى مرة فيها عن الحسن الضَّرََّاب (1) عنه، عن إسماعيل بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن سُمَى عن أبي صالح، عن أبي هريرة حديث: "سبقت رحمتي غضبي ". وقال: "لا يصح بهذا الإسناد، والمتهم به أحمد بن مروان، وهو عندي ممن كان يضع الحديث "!! قلت: لا أعرف أحداً تكلم في المصنف غير الدارقطني، وهو قد رماه بالوضع، والدارقطني إمام كبير، له قدم ثابتة في العلل، وهو من المتوسطين في حكمه على الرواة، ولكن لا يبعد أن يكون قد تعنَّت على هذا الإمام في هذا الحكم. وقد وجدتُ في كتابنا "المجالسة" بعض الأمثلة (2) تشبه ما ذكره الدارقطني، والجناية تعصب فيها إما للمصنّف أو شيخه، ويكون شيوخه في أمثالها من المجاهيل؛ فهم بها أولى، وهذا من   (1) تحرف في مطبوع "اللسان" إلى: "القراب"!! (2) انظر واحدا منها برقم (1288) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 باب العدل والإنصاف. وأما المثل الذي ذكره الدارقطني؟ فليس من هذا الباب، وهو ليس في "المجالسة"، ولا يبعد أن يكون ممن هو دون المصنِّف، وعلى فرض كونه منه فلا يسلم إنسان من الوهم وإدخال إسناد في إسناد، على أن لا يكثر ذلك منه ويفحش، وقد وقع شبيهه من أئمة كبار من أمثال الطبراني (1) ، ولا يسقط الثقة بالوهم والخطأ النادر أو القليل، ومن الذي لا يغفل ولا يخطأ؟ ويؤيد هذا أني لم أجد في هذا الكتاب تفردا كثيراً منه، ومما يقوي أنه صدوق في باب الرواية: أنه روى بنزول في بعض الأحايين، وأثنى عليه غير واحد، واحتج به الخطيب في بعض كتبه، وكذا الضياء في "المختارة"، ونقل أخباراً من كتبه جمعٌ من المتأخرين ممن يدققون ويحررون، وأوردوها في مقام الرضى والقبول، من أمثال: ابن قدامة، والمزي، وابن القيم، وابن كثير، والذهبي، وغيرهم. ويتأكد ما ذهبنا إليه من كون المصنف في عداد من يحْتَجُّ به، ويُقبل حديثه بتوثيق مسلمة له. قال ابن حجر: "وقال مسلمة في "الصلَة": كان- أي أحمد بن مروان- من أروى الناس عن ابن قتيبة ... وكان ثقةً، كثير   (1) انظر تفصيل ذلك في "تاريخ دمشق" (20 / 170 - ط دار الفكر) و "السير"، (16/ 126) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 الحديث " وصحح ابن الهمام الحنفي في "فتح القدير" (2/ 506) أثرا في "المجالسة" (رقم 506) ، وهذا يدلل على أنه اعتمد توثيق من وثقه، والله أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الأول من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن محمد: إجازة؛ قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب الغساني سنة ست وخمسين وأربع مئة؛ قال: أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءة عليه في منزله؛ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة؛ قال: [ص: 282] الحمد لله الذي علا بكل مكرمة، وبان بكل فضيلة، وبطن بخفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، واستتر بلطفه عن عين البصير؛ فلا نفس من لا تراه تنكره، ولا عين من أثبتته تبصره، بسق في العلو؛ فلا شيء أعلا منه، وسقب في الدنو؛ فلا شيء أقربُ منه، ولا استعلاءه باعده من خلقه، ولا قربهُ ساواهم في المكان معه، لم تطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن كنه معرفته، لا يعزبُ عنه شيء، ولا تحجب عنه دعوة؛ ولا تَخيب لديه طلبة، ولا يضل عنده سعيُ الذي رضي عن عظيم النِّعم بقليل الشكر، وغفر بعقد الندم كثير الذنوب، ومحا بتوبة الساعة خطايا الزمان والدهور؛ فتعالى الله عما يقول الجاحدون له والملحدون في توحيده علوّاً كبيراً، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؛ نحمده، ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله؛ البشير، النذير، السراج المنير، المنتخب في علم الغيوب، والمصطفى في اللوح المحفوظ وعلم ما جرت به المقادير؛ فإنه المباعد من الرجس بالتطهير، مع سؤدد البشر وطيب المختبر وشرف المعشر من أهل المعشر؛ حتى بدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خير قريش بطناً، وأنضرها عوداً، وأطولها باعاً، وأسفرها قناعاً، وأثبتها في مُرتقى الخير سلماً، هادياً إلى رضاه، وداعياً إلى محابِّه، ودالاً على سبيل جنته، فتح لنا باب رحمته، وأغلق عنا باب سخطه، وبلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله عز وجل حتى أتاه اليقين؛ فصلوات الله عليه ورحمته وبركاته وعلى آله، وسلم كثيراً أبداً ما طمى بحرٌ وذرَّ ريح، وعلى [ص: 283] جميع النبيين والمرسلين. أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى في كل نعمة أنعم بها حقاً على عباده يجب عليهم الشكر له؛ فنسأل الله أن يجعلنا لنعمه شاكرين، وبأحسنه آخذين، وأن ينفعنا بالعلم؛ فإن خير العلوم أنفعُها، وأنفعُها أحمدُها مَغَبَّة، وأحمدها مَغَبَّة ما تُعُلِّم وعُلِّمَ لله تبارك وتعالى وأريد به وجهه، ونحن نسأل الله أن يجعلنا بما علمنا عاملين، وبأحسنه آخذين، ولوجهه الكريم بما يستفيد ويفيد وبحسن بلائه عندنا وبشكره آناء الليل والنهار عارفين، إنه أقربُ المدعوين، وأفضلُ المعطين، وأجودُ المسؤولين. وإني تكلَّفت بهذا الكتاب وجمعت فيه علوماً كثيرة؛ من التفسير ومعاني القرآن، وفي عظمة الله جلّ وعزّ، ومن حديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحديث الصحابة وأخبارهم؛ رحمة الله عليهم أجمعين، ومن حديث أخبار التابعين والزهاد والعلماء والحكماء والشعر والنوادر وأخبار العرب وأيامها وأخبار الفرس وغير ذلك من فنون العلم، ولم أدع شيئاً يحتاج إليه العالم والمتعلم ويجري ذكره في مجالسهم؛ إلا وقد ذكرت في كتابي هذا منه طرفاً، وجعلته مختصراً كيلا يثقل على من كتبه، ويكون ذلك سهلاً على من نظر فيه وحفظه. ونسأل الله عز وجل التجاوز عن الزَّلَّة، وحسن التوفيق لما يحب؛ إنه خير مسؤول، وأفضل مأمول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 بسم الله الرحمن الرحيم 1 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله} [إبراهيم: 5] ؛ قَالَ: [ص: 286] بِنِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 287] يُستَحَبُّ لِلرَّجُلِ إِذَا دَعَا أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ الْجَمِيلِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَمَعْنَى السِّتْرِ الْجَمِيلِ: أَنْ يَسْتُرَ عَلَى عَبْدِهِ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ يَسْتُرَ عَلَيْهِ فِي الآخرة من غير أني يُوَبِّخَهُ عَلَيْهِ. الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 288] مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ» قَالَ سُفْيَانُ: وَالنَّقْشُ هُوَ الاسْتِقْصَاءُ حَتَّى لَا يَتْرُكَ منه شيء. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا سُفْيَانُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّهُ مَا اسْتَقْصَى كَرِيمٌ حَقَّهُ قَطُّ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عن بعض} [التحريم: 3] ؛ فَاللهُ تَبَارَكَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 4 - حَدَّثَنَا يحيى بن الْمُخْتَارُ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ؛ قَالَ: [ص: 290] سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّجْوَى شَيْئًا؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيُقَرِّرَهُ بِذُنُوبِهِ، ثُمَّ يقال لَهُ: إِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ   [صحيح] . الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 5 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حبيب الهمداني وَزَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ؛ قَالَا: نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، نَا مَرْحُومٌ، أَنْبَأَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: يُخْرَجُ لِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثُ دَوَاوِينَ: دِيوَانٌ فِيهِ ذُنُوبُهُ، وَدِيوَانٌ فِيهِ النِّعَمُ، وَدِيوَانٌ فِيهِ عَمَلُهُ الصَّالِحُ؛ فَيَأْمُرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَصْغَرَ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِهِ، فَتَقُومُ، فَتَسْتَوْعِبُ عَمَلَهُ كُلَّهُ، ثُمَّ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ! وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ مَا اسْتَوْفَيْتُ ثَمَنِي، وَقَدْ بَقِيَتِ الذُّنُوبُ وَالنِّعَمُ. قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدِهِ خَيْرًا؛ قَالَ لِابْنِ آدَمَ: ضَعَّفْتُ حَسَنَاتِكَ وَتَجَاوَزْتُ عَنْ سَيِّئَاتِكَ، وَوَهَبْتُ لَكَ نِعَمِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ   [إسناده ضعيف جدّاً] . الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، نَا صَدَقَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 294] : «الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثَلَاثَةٌ: فَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، وَقَالَ: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجنة} [المائدة: 72] ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا؛ فَظُلْمُ النَّاسِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ مِنْ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَدَعُ مِنْهُ [ص: 295] شَيْئًا؛ فَظُلْمُ النَّاسِ بَعْضَهُمْ بَعْضًا»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، نَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، نَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحْبِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 298] : «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَمَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ»   [إسناده ضعيف، وهو حسن بشواهده] . الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 8 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْآجُرِّيُّ، أَنْبَأَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: [ص: 300] وَاللهِ؛ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سيخلوا بِهِ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ! مَا غَرَّكَ بِي؟ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ابْنَ آدَمَ! مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟   [إسناده ضعيف] . الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 301] : «خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ دَابَّةٍ وَكَتَبَ أَجَلَهَا وَرِزْقَهَا وَأَثَرَهَا [ص: 302] »   [إسناده صحيح] . الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 10 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قال: يُوتَى بِالنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمِيزَانِ، فَيَتَجَادَلُونَ عِنْدَهُ أَشَدَّ الْجِدَالِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 11 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ الْأَفْطَسُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 304] : «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ دَعَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ، فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ»   [إسناده ضعيف، ورفعه منكر] . الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 12 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَجْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 305] يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوزَنُ بِحَبَّةِ حِنْطَةٍ؛ فَلَا يَزِنُ، ثُمَّ يُوزَنُ بِجَنَاحِ بَعُوضَةٍ؛ فَلَا يَزِنُ، ثُمَّ قَرَأَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وزنا} [الكهف: 105]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 13 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنْبَأَنَا عَارِمٌ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَيْلَانَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبْدُ الصَّالِحُ كَعْبٌ: [ص: 306] أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَسَّسَ الْأَرَضِينَ عَلَى {قُلْ هو الله أحد} [الإخلاص: 1] . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 14 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ مَوْلَى لِحَرْقَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 308] : «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفِ عَامٍ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ؛ قَالُوا: طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهَا، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوبَى لِأَلْسِنَةٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا»   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 15 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 309] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] ، {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] »   [إسناده ضعيف] . الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 16 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يحيى بن أبي بكر الْكَرْمَانِيُّ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 310] : «أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ؛ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 17 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 311] لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمُصِيبَةٍ قط أعظم بمُصِيبَةِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ   [إسناده واهٍ جدّاً] . الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 18 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يسلكه عذابا صعدا} [الجن: 17] ؛ قال: صَخْرَةٌ فِي النَّارِ إِذَا وَضَعَ عَلَيْهَا يَدَهُ ذَابَتْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 19 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهَرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى؛ قَالَ: يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ لَمْ تَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِمَا: يَوْمَ تَأْتِيكَ الْبُشْرَى مِنَ [ص: 313] اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ إِمَّا بِعَذَابِهِ وَإِمَّا بِرَحْمَتِهِ، وَيَوْمَ تُعْطَى كِتَابَكَ؛ إِمَّا بِيَمِينِكَ أَوْ بِشِمَالِكَ، وَلَيْلَةَ تَبِيتُ فِي الْقَبْرِ وَحْدَكَ لَيْلَةٌ لَمْ تَبِتْ مِثْلَهَا لَيْلَةً، وَلَيْلَةً صُبحتها يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَعْدَهَا لَيْلٌ   [إسناده حسن] . الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 20 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا أَبِي، نَا سَيَّارٌ، نَا جَعْفَرٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ - وَذَكَرَ عَظَمَةَ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ -، فَقَالَ: بَلَغَنِي أنَّ في بعض السماوات مَلَكًا لَهُ مِنَ الْعُيُونِ مِثْلُ عَدَدِ الْحَصَى، مَا مِنْهَا مِنْ عَيْنٍ إِلَّا وَتَحْتَهَا لِسَانٌ وَشَفَتَانِ تَحْمَدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِلُغَةٍ لَا تَفْقَهُهَا صَاحِبَتُهَا، وَأَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لَهُمْ قُرُونٌ؛ بين أطراف قرونهم ورؤوسهم مِقْدَارُ خمس مئة سَنَةٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ. الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 21 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نِا شَرِيكٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَسِعَ كرسيه السماوات وَالأَرْضَ} [البقرة: 255] ؛ قَالَ: [ص: 315] إِنَّ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ عَلَى أَرْجَائِهَا أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ: وَجْهُ إِنْسَانٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ ثَوْرٍ، وَهُمْ قِيَامٌ عَلَى نَوَاحِيهَا، قَدْ أحاطوا بالأرض والسماوات، ورؤوسهم تَحْتَ الْكُرْسِيِّ، وَالْكُرْسِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 22 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: [ص: 316] مَا في السماوات سَمَاءٌ مِنْهَا مَوْضِعٌ إِلَّا وَعَلَيْهَا جَبْهَةُ مَلَكٍ أَوْ قَدَمَاهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ معلوم} الآية [الصافات: 164]   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 23 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا بَقِيَّةُ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللهِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا؛ قَالَ: إِنَّ الْعَرْشَ يَثْقُلُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَإِذَا قَامَ الْمُسَبِّحُونَ؛ خُفِّفَ عَلَيْهِمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 24 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: لَيْسَ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْثَرُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَّا معه مَلَكَانِ: سَائِقٌ يَسُوقُهُ، وَشَهِيدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ؛ فَهَذَا ضِعْفُ بَنِي آدَمَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ السَّمَوَاتُ مَكْبُوسَاتٌ، وَمَنْ فوق السماوات بِعَدَدِ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ أَكْثَرُ مِمَّا فِي السَّمَوَاتِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 25 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَّا وَمَعَهُ خَمْسَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ، وَوَاحِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، وَوَاحِدٌ خَلْفَهُ، وَوَاحِدٌ أَمَامَهُ، وَوَاحِدٌ فَوْقَهُ يَدْفَعُ عَنْهُ مَا يَنْزِلُ مِنْ فَوْقِهِ أَوْ مِنَ الْهَوَاءِ. الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] ؛ قَالَ: مَلَكَانِ بَيْنَ نَابَيِ الْإِنْسَانِ. الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 27 - حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الْحَدَّادُ؛ قَالَ: ذَاكَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَسْمَعِ الرَّجُلُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا هَذَا؛ لَكَانَ كَثِيرًا. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 28 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ بِمَكَّةَ؛ فَحَدَّثَنَا عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 319] : «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ؛ فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا؛ فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا، وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ؛ فَلَا تَكْتُبُوهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا؛ فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً» . فَقَامَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قُلُنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ وَقِبَاءٌ مُلَجَّمٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! الْمَلَكَانِ يَعْلَمَانِ الْغَيْبَ؟ فَضَجَّ النَّاسُ وَجَعَلَ سُفْيَانُ يُسْكِتُهُمْ بِيَدِهِ، فَلَمَّا سَكَتُوا؛ قَالَ: الْمَلَكَانِ لَا يَعْلَمَانِ الْغَيْبَ، وَلَكِنْ إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ فَاحَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، فَيَعْلَمَانِ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالْحَسَنَةِ، فَإِذَا هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ فَاحَ مِنْهُ رَائِحَةُ النَّتَنِ؛ فَيَعْلَمَانِ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: فَسَأَلْتُ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ: مَنْ هَذَا الَّذِي سَأَلَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ؟ قَالُوا: أَبُو نُوَاسٍ الشَّاعِرُ. الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 29 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نَا خَالِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 321] : «لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا؛ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إن رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي»   [صحيح] . الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 30 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، نَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: [ص: 323] خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ اشْفَعْ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ» . قَالَ: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قال: «اطلبني ول مَا تَطْلُبُنِي عِنْدَ الصِّرَاطِ، فَإِنْ وَجَدْتَنِي، وَإِلَّا؛ فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ، فَإِنْ وَجَدْتَنِي، وَإِلَّا؛ فَأَنَا عِنْدَ حَوْضِي، لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الْمَوَاضِعِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 31 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 324] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ»   [صحيح] . الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 325] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا أَنْ تَدَافَنُوا؛ لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسمِعَكم عَذَابِ الْقَبْرِ [ص: 326] »   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 33 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ الْكِنْدِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 327] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ»   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بشواهده] . الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 34 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيِّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا [ص: 328] يَعْقُوبَ! إِنَّ عِنْدَنَا ها هنا قَوْمًا لَا يُؤْمِنُونَ بِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ. فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: سيردون فيعملون. الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 35 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا لَكَ لَا تَضْحَكُ وَلَا تُجَالِسُ النَّاسَ وَلَا نَرَاكَ أَبَدًا إِلَّا مَحْزُونًا؟ قَالَ: أَحْزَنَنِي شَيْئَانِ. قُلْنَا: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: وَقْتُ أُوضَعُ فِي لَحْدِي فَيَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنِّي، فَأَبْقَى تَحْتَ الثَّرَى وَحْدِي مُرْتَهَنًا بِعَمَلِي، وَالْأُخْرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا انْصَرَفَ النَّاسُ عَنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ لَهُ: شَرِبْتَ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ لَهُ: لَا. فَيَقُولُ: وَاحُزْنَاهُ! فَأَيُّ حَسْرَةٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا؟ ! الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 36 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نَا حَيْوَةُ، نَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: [ص: 330] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَا جِبْرِيلُ! مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْ أُمَّتَكَ؛ فيلكثروا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؛ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»   [إسناده ضعيف، والحديث حسن بشواهده] . الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 37 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ؛ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ الضَّيْفَ لَمَّا جاؤوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَرَّبَ إِلَيْهِمُ الْعِجْلَ، قَالَ: (فَلَمَّا رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ) [هود: 70] ؛ قَالَ: لِمَ لَا تَأْكُلُونَ؟ قَالُوا: إِنَّا لَا نَأْكُلُ طَعَامًا إِلَّا بِثَمَنِهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَوَ لَيْسَ مَعَكُمْ ثَمَنُهُ؟ قَالُوا: وَأَنَّى لَنَا ثَمَنُهُ؟ قَالَ: تُسَمُّونَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَكَلْتُمْ، وَتَحْمَدُوه إِذَا فَرَغْتُمْ. فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ! لَوْ كَانَ يَنْبَغِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَّخِذَ خَلِيلًا مِنْ خَلْقِهِ؛ لَاتَّخَذَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلًا: [ص: 331] قَالَ: فَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 38 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا كَانَ يُسْمَعُ خَفَقَانُ قَلْبِهِ مِنْ بُعْدٍ، خَوْفًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف جدًّا] . الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 39 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو هِلَالٍ، نَا حَفْصُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ قَالَ: [ص: 332] لَمَّا قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ قَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ! كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ! وَجَدْتُ نَفْسِي كَأَنَّهَا تُنْزَعُ بِالسَّلَا. قَالَ: كَيْفَ وَقَدْ هَوَّنَّا عَلَيْكَ الْمَوْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ ! الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص: 333] أَنَّ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ هَرَبَ وَدَخَلَ جَوْفَ شَجَرَةٍ، فَوُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى الشَّجَرَةِ، وَقُطِعَ بِنِصْفَيْنِ، فَلَمَّا وَقَعَ الْمِنْشَارُ عَلَى ظَهْرِهِ أَنَّ، فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ: يَا زَكَرِيَّا! إِمَّا أَنْ تَكُفَّ عَنْ أَنِينِكَ، أَوْ أَقْلِبَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى قُطِعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِنِصْفَيْنِ   [إسناده ضعيف جدًّا] . الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 41 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفُضَيْلِ الطَّبَرِيُّ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَسَدِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 334] قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غير الأرض} [إبراهيم: 48] ؛ أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «على الصّراط» [صحيحٍ. الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 42 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ؛ قَالَ: نَظَرْتُ فِي بَدْءِ هَذَا الْأَمْرِ مِمَّنْ هُوَ؛ فَإِذَا هُوَ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَظَرْتُ عَلَى مَنْ تَمَامُهُ؛ فَإِذَا تَمَامُهُ عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَظَرْتُ مَا مِلَاكُهُ؛ فَإِذَا مِلَاكُهُ الدُّعَاءُ   [إسناده صحيح] . الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 43 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بن هارون، أنا الْأَصْبَغُ، نَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ: إنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بُعِثَ إِلَى قَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ: قُومُوا مِنَ الشَّمْسِ [ص: 336] إِلَى الظِّلِّ يُغْفَرْ لَكُمْ. فَأَبَوْا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 44 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ مُطَرِّفٍ الشَّقَرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54] ؛ قَالَ: [ص: 337] هِيَ التَّوْبَةُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَفِي تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ: زهرة الحياة ولذاتها   [إسناده صحيح] . الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 45 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَبْرَارِ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَا يُؤْذُونَ الذَّرَّ   [إسناده صحيح] . الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 46 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص: 338] قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ! اجْعَلُوا كُنُوزَكُمْ فِي السَّمَاءِ؛ فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ حَيْثُ كَنْزُهُ. الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 47 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وظل ممدود} [الواقعة: 40] ؛ قَالَ: مَسِيرَةُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَنَةٍ   [إسناده صحيح] . الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 48 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دازيل الهمذاني، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَوْمًا بِحَدِيثِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي يَوْمَ عَرَفَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ» . فَقِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: يَشْتَغِلُ الْإِنْسَانُ بِهَذَا عَنِ الْمَسْأَلَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 49 - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: [ص: 343] قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ أَشْغَلَهُ الثَّنَاءُ عَلَيَّ عَنْ مَسْأَلَتِي؛ أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ حَيْثُ أَتَى ابْنَ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ، فَقَالَ [ص: 344] : (أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي ... حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ) (إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا ... كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ) (كَرِيمٌ لَا يُغَيِّرُهُ صَبَاحٌ ... عَنِ الْخُلُقِ الْجَمِيلِ وَلَا مَسَاءُ) (يُبَارِي الرِّيحَ مَكْرُمَةً وَجُوداً ... إِذَا مَا الضَّبُّ أَجْحَرَهُ الشِّتَاءُ) (فَأَرْضُكَ كُلُّ مَكْرُمَةٍ بَنَاهَا ... بَنُو تَيْمٍ وَأَنْتَ لَهُمْ سَمَاءُ) فَأَعْطَاهُ وَوَصَلَهُ؛ فَهَذَا مَخْلُوقٌ اكْتَفَى بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ؛ فَكَيْفَ الْخَالِقُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ؟ ! الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 50 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: [ص: 345] أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: أَشْتَكِي ذُنُوبِي. فَقَالُوا لَهُ: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي الْجَنَّةَ. قيل أوَ لا نَدْعُو إِلَيْكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: هُوَ الَّذِي أَضْجَعَنِي   [إسناده حسن] . الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 51 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: لَمَّا اعْتَلَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قِيلَ لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ؟ قَالَ: قَدْ رَآنِي. قِيلَ لَهُ: فَمَاذَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ. وَكَانَ بُدُوُّ تَوْبَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعَ نَائِحَةً تَقُولُ [ص: 346] : (مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللهُ خَلْقَهُ ... لِقَاؤُكَ لَا يُرْجَا وَأَنْتَ قَرِيبُ) (تَزِيدُ بِلَىَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتُسْلَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ) الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 52 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: وَرِثَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عِشْرِينَ دِينَارًا؛ فَأَكَلَهَا فِي عِشْرِينَ سَنَةً. الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 53 - حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْبِرْتِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: قَدِمَ دَاوُدُ مِنَ السَّوَادِ وَلَا يَفْقَهُ؛ فَلَمْ يَزَلْ يَتَعَلَّمُ وَيَتَعَبَّدُ حَتَّى سَادَ أَهْلَ الْكُوفَةِ. الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 54 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: [ص: 347] كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً. الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 54 - / م - قَالَ: وَدَخَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ فِي سَقْفِ بَيْتِكَ جِذْعًا قَدِ انْكَسَرَ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنِّي فِي هَذَا الْبَيْتِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً مَا نَظَرْتُ إِلَى السَّقْفِ. وَكَانُوا يَكْرَهُونَ فُضُولَ النَّظَرِ كَمَا يَكْرَهُونَ فُضُولَ الْكَلَامِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 55 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ: كَانَ بُدُوُّ تَوْبَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَقْبَرَةَ، فَسَمِعَ امْرَأَةً عِنْدَ قَبْرٍ [ص: 348] وَهِيَ تَقُولُ: (مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللهُ خَلْقَهُ ... لِقَاؤُكَ لَا يُرْجَا وَأَنْتَ قَرِيبُ) (تَزِيدُ بِلَىَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتُسْلَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ) الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 56 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 351] : «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»   [إسناده ضعيف جداً، وهو حسن بشواهده] . الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 57 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الرَّهَاوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ] : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ صُهَيْبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول [ص: 354] : «مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 58 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا مُفَرِّجُ بْنُ شُجَاعٍ الْمَوْصِلِيُّ، نَا يزيد بن هاورن، أنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 360] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 59 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 363] : «حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 60 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: [ص: 367] عَلَّمَتْنِي أُمِّي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ شَيْئًا أَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقُولَهُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»   [إسناده ضعيف، والحديث حسن] . الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 61 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمِيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 369] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ نَادِمًا بَيْعَتَهُ أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»   [حسن] . الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 62 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 371] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ مُؤْمِنًا عَثْرَتَهُ أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»   [حسن] . الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 63 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ؛ قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي النَّارِ؛ ضَجَّتْ عَامَّةُ الْخِلْقَةِ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالُوا: يَا رَبِّ! خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ، ائْذَنْ لَنَا فَنُطْفِئَ عَنْهُ. فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: هُوَ خَلِيلِي، لَيْسَ لِي خَلِيلٌ غَيْرُهُ فِي الْأَرْضِ، وَأَنَا إِلَهُهُ، لَيْسَ لَهُ إِلَهٌ غَيْرِي، فَإِنِ اسْتَغَاثَ بِكُمْ؛ فَأَغِيثُوهُ، وَإِلَّا؛ فَدَعُوهُ. قَالَ: وَجَاءَ مَلَكُ الْقَطْرِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ؛ فَائْذَنْ لِي، فَأُطْفِئَ عَنْهُ بِقَطْرَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: هُوَ [ص: 372] خَلِيلِي، لَيْسَ لِي فِي الْأَرْضِ خَلِيلٌ غَيْرُهُ؛ وَأَنَا إِلَهُهُ، لَيْسَ لَهُ إِلَهٌ غَيْرِي، فَإِنِ اسْتَغَاثَ بِكَ؛ فَأَغِثْهُ، وَإِلَّا؛ فَدَعْهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَنْ أُلْقِيَ فِي النَّارِ؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] . قَالَ: فَبَرُدَتِ النَّارُ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ؛ فَلَمْ يَنْضُجْ بِهَا كُرَاعٌ. الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 64 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَاهِبًا يَدْعُو فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ: سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَأْنَسْ بِمَنْ بَقِيَ، وَلَمْ يَسْتَوْحِشْ مِمَّنْ مَضَى. الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 65 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا أَبُو عِمْرَانَ الْجُونِيُّ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [ص: 373] . «هَلْ تَرَى رَبَّكَ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَرْشِ سَبْعِينَ حِجَابًا، لَوْ دَنَوْتُ مِنْهَا؛ لَاحْتَرَقْتُ» [إسناده ضعيف، وهو مرسل] . الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 66 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ؛ قَالَ: أَرْبَعَةٌ وَكَّلَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِأَمْرِ الدُّنْيَا: جِبْرِيلُ، [ص: 374] وَمِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛ فَأَمَّا جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمُوَكَّلٌ بِالرِّيَاحِ وَالْجُنُودِ، وَأَمَّا مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمُوَكَّلٌ بِالْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ، وَأَمَّا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَمُوَكَّلٌ بِقَبْضِ الْأَنْفُسِ، وَأَمَّا إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَهُوَ يَنْزِلُ بِالْأَمْرِ عَلَيْهِمْ. الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 67 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 376] : «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؛ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ»   [حسن بشواهده] . الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 68 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الدُّنْيَا الدُّنْيَا؛ لِأَنَّهَا دَنَتْ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمَالُ؛ لِأَنَّهُ يَمِيلُ. الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 69 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ رَغِيفٍ عليه عسلٌ مرّ بِهِ ذُبَابٌ فَقَطَعَ جَنَاحَهُ، [ص: 377] وَمَثَلُ رَغِيفٍ يَابِسٍ مَرَّ بِهِ فَسَلِمَ. الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 70 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَعْنَى الزُّهْدِ هُوَ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ: زَايٌ، وَهَاءٌ، وَدَالٌ؛ فَأَمَّا مَعْنَى الزَّايِ: أَنْ تَتْرُكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، وَمَعْنَى الْهَاءِ: أَنْ تَتْرُكَ هَوَاهَا، وَمَعْنَى الدَّالِ: أَنْ تَتْرُكَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا، فَإِذَا كَانَ هَكَذَا حِينَئِذٍ تُسَمَّى زَاهِدًا. الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 71 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ يَقُولُ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ. الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 72 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الرَّزَّازُ، نَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُوَفَّقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 378] لَقَدْ سَبَقَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ مَا كَانُوا بِأَكْثَرِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ ولا حجّ ولا اعتمارٍ، وَلَكِنْ عَقَلُوا عَنِ اللهِ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 73 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ؛ قَالَ: يَخْطُرُ عَلَى قَلْبِ الْوَلِيِّ فِي الْجَنَّةِ الشَّيْءَ، فَيَأْتِي بِهِ الْوُصَفَاءُ، فَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّا أُلْهِمْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَى الْوَلِيِّ بِشَهْوَتِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 74 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَلَوْلَا الْعَوْدَةُ؛ لَانْصَدَعَتْ قُلُوبُهُمْ. الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 75 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 381] : «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: الم أُصِحَّ جِسْمَكَ، وَأَرْوِيكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ !»   [صحيح] . الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 76 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ؛ قَالَ: يُمْطَرُ النَّاسُ قَبْلَ الْبَعْثِ أَرْبَعِينَ عَامًا مَطَرًا خَاثِرًا   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 77 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَسِيرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، وَأَرْفَعَهُمُ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 78 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، نَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 383] لَقَدْ مَكَثَ الْعَرْشُ عَلَى الماء قبل خلق السماوات دُهُورًا عَدَدَ الثَّرَى وَالْحَصَى، وَالدَّهْرُ الْوَاحِدُ عَشْرَةُ آلَافِ سَنَةٍ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 79 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَزْوَرِيُّ أَبُو عَوْفٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 384] : «أدنى أهل الجنة ومنزلة عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْ يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: لَكَ مَا سَأَلْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ؛ إِلَّا أَنَّهُ يُلَقَّنُ، فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَكَ مَا سَأَلْتَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ» . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: «لَكَ وَلَكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ»   [إسناده حسن] . الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 80 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا بِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا سَالِمُ! سَلْنِي حَاجَةً. فَقَالَ: إِنِّي [ص: 385] أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِ اللهِ غَيْرَ اللهِ. فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ فِي إِثْرِهِ، فَقَالَ لَهُ: الْآنَ قَدْ خَرَجْتَ، فَسَلْنِي حَاجَةً؟ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا أَمْ مِنْ حَوَائِجِ الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا. فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: أَمَا وَاللهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا؛ فَكَيْفَ أَسْأَلُ الدُّنْيَا مَنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ ! الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 81 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى أَسْكَفَةَ بِالْكَدْرَاءِ: (هَذِهِ الدَّارُ أَوَاهَا قَبْلَنَا ... عُصْبَةٌ بَادُوا وَخَلَّوْهَا لَنَا) (ثُمَّ تُفْنِينَا وَتَبْقَى بَعْدَنَا ... لَيْسَتِ الدُّنْيَا لِحَيٍّ مَوْطِنَا) الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 82 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مِسْمَعٍ أَبُو جَابِرٍ، نَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنِي هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ؛ قَالَ: [ص: 387] مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَآنِي إِلَّا ابْتَسَمَ   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 83 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: أُصِيبَ عَلَى قَبْرِ إبراهيم الخليل عليه السلام مَكْتُوبًا خِلْقَةً فِي حَجَرٍ: (أَلْهَى جَهُولًا أَمَلُهُ ... يَمُوتُ مَنْ جَاءَ أَجَلُهْ) (وَمَنْ دَنَا مِنْ حَتْفِهِ ... لَمْ تُغْنِ عَنْهُ حِيَلُهْ) (وَكَيْفَ يَبْقَى آخِرٌ ... قَدْ مَاتَ عَنْهُ أَوَّلُهْ) وَزَادَنِي فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: (وَالْمَرْءُ لَا يَصْحَبُهُ ... فِي الْقَبْرِ إِلَّا عَمَلُهْ)   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 84 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (سَأَصْرِفُ عَنْءَاياتِيَ) [الأعراف: 146] ؛ قَالَ: عَنْ فَهْمِ الْقُرْآنِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 85 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الحميدي، عن الفضل بْنِ عِيَاضٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 29] ؛ قَالَ: لَا تُغْفِلُوهَا عَنْ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ مَنْ أَغْفَلَهَا عَنْ ذِكْرِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَدْ قَتَلَهَا. الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 86 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ يَوْمَ مَاتَتْ أُخْتُهُ: إِذَا قَصَّرَ الْعَبْدُ عَنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَلَبَهُ اللهَ مَنْ كَانَ يُؤْنِسُهُ. الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 87 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا قَاسِمٌ الرَّحَّالُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقُولُ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مَلَكِ الشَّمْسِ. فَيُكْثِرُ ذَلِكَ، فَاسْتَأْذَنَ مَلَكُ الشَّمْسِ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ فَيَزُورَهُ، فَنَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ أَتَى الرَّجُلَ، فَقَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ النُّزُولَ إِلَى الْأَرْضِ مِنْ أَجْلِكَ؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ صَدِيقٌ لَكَ، فَاسْأَلْهُ أَنْ يُنْسِئَ فِي أَجَلِي وَيُخَفِّفَ عَنِّي الْمَوْتَ. قَالَ: فَحَمَلَهُ مَعَهُ، فَأَقْعَدَهُ مَقْعَدَهُ مِنَ الشَّمْسِ، وَأَتَى مَلَكَ الْمَوْتِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. فَنَظَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اللَّوْحِ مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَا يَمُوتُ حَتَّى يَقْعُدَ مَقْعَدَكَ مِنَ الشَّمْسِ. قَالَ: فَقَدْ قَعَدَ مَقْعَدِي مِنَ الشَّمْسِ. فَقَالَ: فَقَدْ {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يفرطون} [الأنعام: 61] ؛ فَرَجَعَ مَلَكُ الشَّمْسِ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ. الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 88 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 391] أُصِيبَ عَلَى عُمْدَانِ قَصْرِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَنَ سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِالْمُسْنَدِ، فَتُرْجِمَ لِلْعَرَبِيَّةِ: (باتوا على قُلَلِ الجبال تَحْرُسُهُمْ ... غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَمْنَعْهُمُ الْقُلَلُ) (وَاسْتُنْزِلُوا مِنْ أَعَالِي عِزِّ مَعْقِلِهِمْ ... فَأُسْكِنُوا حُفْرَةً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوا) (نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا دُفِنُوا ... أَيْنَ الْأَسِرَّةُ وَالتِّيجَانُ وَالْحُلَلُ) (أين الوجوهَ التي كانت مُحجِّبةً ... من دُونها تُضْرَبُ الأستارُ والكِلَلُ) (فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ ... تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ يَقْتَتِلُ) (قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْرًا وَمَا نَعِمُوا ... فَأَصْبَحُوا بَعْدَ ذلك الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا)   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 89 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 392] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: قُلْ لَهُمْ يُخْفُونَ لِي أَعْمَالَهُمْ، وَعَلَيَّ أَنْ أُظْهِرَهَا لَهُمْ. الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 90 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ، نَا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ المقبري، عن أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 393] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِلْمِهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 91 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: مَا أَرَى يُعَذِّبُ اللهُ الْخَلْقَ إِلَّا بِذُنُوبِ الْعُلَمَاءِ. الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 92 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ؛ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ زِيَادٍ أَوِ ابْنِ زِيَادٍ، أُصِيبَ فِي بَعْضِ بُيُوتِ آلِ كِسْرَى صُرَّةٌ فِيهَا حِنْطَةٌ أَمْثَالُ النَّوَى، عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ: هَذَا نَبْتُ زَمَانٍ كَانَ يُعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 93 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: [ص: 395] أُصِيبَ فِي خَزَائِنِ بُزْرُجَمِهْرَ الْحَكِيمِ مَخَدَّةَ مِنْ أَدَمٍ؛ فَفُتِقَتْ، فَأُصِيبَ فِيهَا رُقْعَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِالْهِنْدِيَّةِ، فَتُرْجِمَتْ بِالْعَرَبِيَّةِ: (لَا يَأْمَنَنَّ عَلَى النِّسَاءِ أَخًا أَخٌ ... مَا فِي الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ أَمِينُ) (حُرُّ الرِّجَالِ وَإِنْ تَعَفَّفَ جُهْدَهُ ... لَا بُدَّ أَنَّ بِنَظْرَةِ سَيَخُونُ) الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 94 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يحب المحسنين} [البقرة: 195] ؛ قَالَ: [ص: 396] أَحْسِنُوا بالله الظَّنِّ. الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 95 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: الزُّهْدُ فِي الرِّئِاسَةِ أَشَدُّ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا. الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 96 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ: رَأَى الْأَوْزَاعِيُّ إبراهيم بن أَدْهَمَ بِبَيْرُوتَ وَعَلَى عُنُقِهِ حِزْمَةُ حَطَبٍ، [ص: 397] فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِلَى مَتَى هَذَا؟ إِخْوَانُكَ يَكْفُونَكَ. فَقَالَ: دَعْنِي عَنْ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ وَقَفَ مَوْقِفَ مَذَلَّةٍ فِي طَلَبِ الْحَلَالِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 97 - حدثنا الحسن بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ وَهُوَ يَلْتَقِطُ الْخِرَقَ مِنَ الْمَزَابِلِ وَيَغْسِلُهَا وَيُلَفِّقُهَا وَيَلْبَسُهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ! إِنَّكَ تُكْسَى خَيْرًا مِنْ هَذَا! فَقَالَ: مَا ضَرَّهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا، جَبَرَ اللهُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ كُلَّ مُصِيبَةٍ. فَجَعَلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُحَدِّثُ بهذا ويبكي. الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 97 - / م - قَالَ: [ص: 398] وَغَلَّظَ رَجُلٌ لِأَبِي مُعَاوِيَةَ فِي الْكَلَامِ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ ذَنْبٍ سَلَّطَكَ بِهِ عَلَيَّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 98 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 399] صَادَ رَجُلٌ غُرَابًا، فَأَتَى بِهِ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا صِيدَ مِنْ صَيْدٍ وَلَا عُضِّدَ مِنْ شَجَرَةٍ؛ إِلَّا لِمَا ضَيَّعَتْ مِنَ التَّسْبِيحِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 99 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الوركاني يَقُولُ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الَّذِينَ أَكَلَتْ عِيَالَاتُهُمْ أَمَانَاتِهِمْ؟ قَالَ: فَبَكَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ. الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى أَحْمَدَ بْنِ رُزَيْنٍ الزَّاهِدِ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى الْعَصْرِ؛ فَمَا الْتَفَتَ يَمْنَةً وَلَا يَسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْعَيْنَيْنِ لِيَنْظُرَ بِهِمَا الْعَبْدُ إِلَى عَظَمَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَكُلُّ مَنْ نَظَرَ نَظْرَةً لَمْ يَنْظُرْ نَظْرَةَ اعْتِبَارٍ، كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ. الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 101 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ الْجَهْمِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ قَالَ: «إِذَا وَجَّهْتُ إِلَى عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ وَلَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بِصَبْرٍ جَمِيلٍ؛ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانًا أو أن أَنْشُرَ لَهُ دِيوَانًا»   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 102 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ أَخُو مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: [ص: 404] بَيْنَمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُتَعَلِّقٍ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ! وَيَا مَنْ لَا يَغْلُطُهُ السَّائِلُونَ! يَا مَنْ لَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ! أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلَاوَةَ رَحْمَتِكَ. قَالَ: فَقَالَ [لَهُ] عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا عَبْدَ اللهِ! دُعَاؤُكَ هَذَا؟ قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَادْعُ اللهَ بِهِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ؛ فَوَالَّذِي نَفْسُ الْخَضِرِ بِيَدِهِ؛ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ وَمَطَرِهَا، وَحَصْبَاءِ الْأَرْضِ وَتُرَابِهَا؛ لَغُفِرَ لَكَ أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 103 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ مَوْضِعَ هَذَا الْحَرْفِ مَوْضِعُ أَلْفِ آيَةٍ، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء: 44] ؛ قَالَ: السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، وَالْجِبَالُ، وَالْأَشْجَارُ. الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا} [المزمل: 12] ؛ قَالَ: [ص: 405] قُيُودًا لَا تَنْحَلُّ وَاللهِ أَبَدًا. الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 105 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، نَا ابْنُ عَوْنٍ؛ قَالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص: 406] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَقَالَ: «مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَذَهَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَوَجَدَهُ فِي مَنْزِلِهِ جَالِسًا مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: بِشَرٍّ، قَدْ كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلِي وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْلَمَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ؛ فَأَعْلِمْهُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»   [صحيح] . الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 106 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ مَنْدَلٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 408] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقِفُ أَحَدُكُمْ مَوْقِفًا يُضْرَبُ فِيهِ رَجُلٌ مَظْلُومٌ؛ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حَيْثُ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 107 - قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: [ص: 409] سَبْعَةٌ مِمَّنْ يحدَّث عنهم اسْمُهُ أَسَدٌ: أَحَدُهُمْ أَسَدُ بْنُ خُوَيْلِدٍ؛ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَسَدُ بْنُ كُرْزٍ، وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ الطَّائِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ عَطَاءٍ؛ حَدَّثَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ حَدَّثَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَجَلِيُّ؛ كُوفِيٌّ صَاحِبُ رَأْيٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى الْمِصْرِيُّ. الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ؛ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 410] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ. فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسِبُ سَائِرَ النَّاسِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 109 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: لَنْ يَبْرَحَ الْمُتَهَجِّدُونَ عَنْ عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُؤْتَى لَهُمْ بِنَجَائِبَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، قَدْ نُفِخَ فِيهَا الرُّوحُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: انْطَلِقُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ رُكْبَانًا، فَيَرْكَبُونَهَا، فَتَطِيرُ بِهِمْ مُتَعَالِيَةً وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا؟ قَالَ: فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَسَاكِنِهِمْ وَأَفْنِيَتِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 110 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ؛ عَنْ مُضَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَارِئِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ من العُبَّاد قلَّ من يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَنَامَ عَنْ جُزْئِهِ، فَرَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ جَارِيَةً كَأَنَّ وَجْهَهَا الْقَمَرُ الْمُسْتَتِمُّ وَمَعَهَا رِقٌّ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَالَتْ لِي: تَقْرَأُ لِي هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْ يَدِهَا، فَفَتَحْتُهُ؛ فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ: (أَلْهَتْكَ لَذُّةُ نَوْمَةٍ عَنْ خَيْرِ عَيْشٍ ... مَعَ الْخَيْرَاتِ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ) (تَعِيشُ مُخَلَّدًا لَا مَوْتَ فِيهِ ... وَتَنْعَمُ فِي الْجِنَانِ مَعَ الْحِسَانِ) (تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا ... مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدُ بالقُرانِ) [قَالَ: فَوَاللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلَّا ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ] . الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 111 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حَاتِمٍ - وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ -؛ قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقُمْتُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَقَضَيْتُ وِرْدِي، ثُمَّ جَلَسْتُ؛ فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ بِصَوْتِ حَرْقٍ: (يَا عَجَبًا لِلنَّاسِ لَذَّتْ عُيُونُهُمْ ... مَطَاعِمَ غُمْضٍ بَعْدَهُ الْمَوْتُ مُنْتَصِبُ) (فَطُولُ قِيَامِ اللَّيْلِ أَيْسَرُ مُؤْنَةٍ ... وَأَهْوَنُ مِنْ نَارٍ تَفُورُ وَتَلْتَهِبُ) الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الرُّومَ سَبَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، ثُمَّ فَدَاهُمْ رَجُلٌ كَانَ فِي قَلْبِهِ سُوءٌ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ. الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 113 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: [ص: 414] مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ؛ أَوْرَثَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعَمَى قَبْلَ مَوْتِهِ. الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ نَضْرَةٌ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نضَّر الله امرءاً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا» . الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 115 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَن الْهَمَذَانِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 415] إِذَا عَايَنَ الْمَرِيضُ الْمَوْتَ؛ ذَهَبَتِ الْمَعْرِفَةُ بَيْنَهُ بين أَهْلِهِ. الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 116 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ؛ نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ؛ قَالَ: [ص: 420] مَنْ أَصْبَحَ وَلَهُ هَمٌّ غَيْرُ اللهِ؛ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 117 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: بِتُّ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً عِنْدَ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ؛ فَمَا أَكَلَ، وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَامَ. الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 421] لَيْسَ بِعَاقِلٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً. الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 119 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 422] : «مَا مِنْ أَحَدٍ يَغْدُو أَوْ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَيُؤْثِرُهُ عَلَى مَا سِوَاهُ؛ إِلَّا وله ولد وعند الله نُزُلٌ يُعِدُّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ، كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ زَارَهُ مَنْ يُحِبُّ زِيَارَتَهُ؛ لَاجْتَهَدَ لَهُ فِي كَرَامَتِهِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (سُوءُ الْحِسَابِ) [الرعد: 18، 21] ؛ قَالَ: يَأْخُذُ عَبْدَهُ بِالْحَقِّ. الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: [ص: 423] الْحُزْنُ مَلِكُ الْبَدَنِ، وَالْمَلِكُ لَا يَسْكُنُ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ فَارِغٍ غَيْرِ مَشْغُولٍ. الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 122 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَاهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: بِالَّذِي خَلَقَكَ؛ هَلْ قَبَضْتَ رُوحَ يُوسُفَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا يَعْقُوبُ! أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ لَا تَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاكَ «؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قُلْ: يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ مَعْرُوفُهُ أَبَدًا وَلَا يُحْصِيهِ أَحَدٌ غَيْرُهُ! قَالَ: فَمَا طَلَعَ الْفَجْرُ حَتَّى أُتِيَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ. الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 123 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا الدُّعَاءُ هُوَ دُعَاءُ الْفَرَجِ وَدُعَاءُ الْكَرْبِ: يَا حَابِسَ يَدِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ وَهُمَا يَتَنَاجَيَانِ اللُّطْفَ: يَا أَبَتِ! يَا بُنَيَّ! يَا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ وغيابة الْجُبِّ وَجَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ نَبِيًّا مَلِكًا! يَا مَنْ سَمِعَ الْهَمْسَ مِنْ ذِي النُّونِ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ: ظُلْمَةِ قَعْرِ الْبَحْرِ، وَظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ! يَا رَادَّ حُزْنِ يَعْقُوبَ! يَا رَاحِمَ عَبْرَةِ دَاوُدَ! يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ! يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ! يَا كَاشِفَ غَمِّ الْمَهْمُومِينَ! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا. الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 124 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا الْتَقَمَ الْحُوتُ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَبَلَّغَهُ إِلَى التُّخُومِ السُّفْلَى، فَيَسْمَعُ يُونُسُ تَسْبِيحَ الْحَصَى، فقال في مُجَاوَبَةً لِلْحَصَى: سُبْحَانَكَ!   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 125 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نَا جَرِيرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 427] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا دَعَوْتَنِي بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَبْتُ لك، وما سألتني شيئاً إِلَّا أَعْطَيْتُكَ، عَجَّلْتُ لَكَ مِنْهُ مَا قَدْ رَأَيْتَ، وَادَّخَرْتُ لَكَ مَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: يَدْعُو اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! إِنِّي أَمَرْتُكَ أَنْ تَدْعُوَنِي وَوَعَدْتُكَ أَنْ أَسْتَجِيبَ لَكَ؛ فَهَلْ دَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا أو كذا، لِغَمِّ، نَزَلَ بِكَ أَنْ أُفَرِّجَ عَنْكَ فَفَرَّجْتُ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: وَيَقُولُ [ص: 428] اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: وَدَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا لِغَمٍّ أَصَابَكَ فَلَمْ أُعَجِّلْهُ لَكَ فِي الدُّنْيَا، وَدَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا لِحَاجَةٍ أَقْضِيهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ، وَدَعَوْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فِي حَاجَةٍ فَلَمْ أَقْضِهَا لَكَ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَإِنِّي قَدِ ادَّخَرْتُهُ لَكَ كُلَّهُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَا يَدَعُ اللهُ دَعْوَةً دَعَا بِهَا عَبْدُهُ؛ إِلَّا بَيَّنَ لَهُ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ادَّخَرَهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ. قَالَ: فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: يَا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ عُجِّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ مِنْ دُعَائِهِ» . الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ [ص: 429] : «لَا يَجْلِسُ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَا يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الثَّوَابِ»   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه وشواهده] . الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 128 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَيْسَانَ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 431] : «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، نَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 440] : «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 130 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ خَالِدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ مَوْلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، عَنْ حَاطِبٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 444] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي؛ فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي، وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْآمِنِينَ»   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ؛ يَقُولُ: [ص: 445] كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً طَوَى فِرَاشَهُ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ؛ قَالَ: عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القومُ السُّرَى. الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 132 - حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَخَذَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا حُسَيْنُ! يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: كَذِبَ مَنْ ادَّعَى مَوَدَّتِي، فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي، أَلَيْسَ كُلُّ حَبِيبٍ يُحِبُّ خُلْوَةَ حبيبه؟ ها أنذا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحْبَابِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ، جَعَلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ، وَمَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ؛ فَخَاطَبُونِي عَلَى الْمُشَاهَدَةِ، وَكَلَّمُونِي عَلَى الْحُضُورِ. الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 133 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: [ص: 446] قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: مَا بَالُ الْمُتَهَجِّدِينَ بِاللَّيْلِ أَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا؟ قَالَ: إِنَّهُمْ خَلَوْا بِالرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَلْبَسَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُورًا مِنْ نُورِهِ. الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 134 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ - وَلَيْسَ بِالْقَدَّاحِ -؛ قَالَ: [ص: 447] نَزَلَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ مَنْزِلًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَقُرِّبَ غَدَاؤُهُ، فَانْحَطَّ عَلَيْهِ رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ: يَا رَاعِي! هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. فَقَالَ: إِنِّي صائم. فقال روح: أو تصوم فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؟ قَالَ: فَقَالَ الرَّاعِي: أَفَأَدَعُ أَيَّامِي تَذْهَبُ بَاطِلًا؟ قَالَ: فَأَنْشَأَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ يَقُولُ: (لَقَدْ ضَنَنْتَ بِأَيَّامِكَ يَا رَاعِي ... إِذْ جَادَ بِهَا رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعِ) الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ؛ قَالَ: حَجَّ الْحَجَّاجُ، فَنَزَلَ بَعْضَ الْمِيَاهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَدَعَا بالْغَدَاءَ، فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انظر من يتغذّى مَعِي وَاسْأَلْهُ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ. فَنَظَرَ نَحْوَ الْجَبَلِ؛ فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيٍّ بَيْنَ شَمْلَتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ نَائِمٍ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: ائْتِ الْأَمِيرَ. فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: اغْسِلْ يَدَيْكَ وَتَغَدَّى [ص: 448] مَعِي. فَقَالَ: إِنَّهُ دَعَانِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ منك فَأَجَبْتُهُ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دَعَانِي إِلَى الصَّوْمِ فَصُمْتُ. قال: في هذا الجو الشَّدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، صُمْتُ لِيَوْمٍ هُوَ أَشَدُّ حَرًّا مِنْ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: فَأَفْطِرْ وَتَصُومُ غَدًا. قَالَ: إِنْ ضَمِنْتَ لِي الْبَقَاءَ إِلَى غَدٍ. قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ إِلَيَّ! قَالَ: فَكَيْفَ تَسْأَلُنِي عَاجِلًا بِآجِلٍ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّهُ طَعَامٌ طَيِّبٌ. قَالَ: لَمْ تُطَيِّبْهُ أَنْتَ وَلَا الطَّبَّاخُ، وَلَكِنْ طَيَّبَتْهُ الْعَافِيَةُ. الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 136 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ؛ قَالَ: صَلَّى بِنَا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْغَدَاةَ، فَقَرَأَ: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) [المدثر: 8] . فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَحَمَلْنَاهُ مَيِّتًا رَحِمَهُ اللهُ. الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 137 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ خَطَرًا؟ ! قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْضَ الدُّنْيَا خَطَرًا لِنَفْسِهِ. الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْرَانَ الْوَرَّاقُ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نَا ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 451] : «مَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] مئتي مَرَّةٍ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُ مئتي سَنَةٍ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 139 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 452] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} [الشرح: 1] ؛ فَكَأَنَّمَا أتاني وأنا مغموم فَفَرَّجَ عَنِّي»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 140 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: [ص: 453] رَأَيْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ فِي النَّوْمِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ؟ قَالَ: أَنَا مَيِّتٌ؛ فَكَيْفَ أَرُدُّ السَّلَامَ؟ فَقُلْتُ: فَمَاذَا لَقِيتَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: لَقِيتُ أَهْوَالًا وَزَلَازِلَ عِظَامًا شِدَادًا. فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا تَرَاهُ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ؟ ! قَبِلَ مِنَّا الْحَسَنَاتِ، وَعَفَا لَنَا عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَضَمِنَ لَنَا التَّبِعَاتِ. ثُمَّ شَهَقَ مالك شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ مَرِيضًا مِنْ غَشْيَتِهِ، ثُمَّ مَاتَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ سَهْلٌ أَخُو حَزْمٍ: [ص: 454] رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَحْيَى! لَيْتَ شِعْرِي مَا قَدِمْتَ بِهِ؟ قَالَ: قَدِمْتُ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ مَحَاهَا عَنِّي حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى   [إسناده ضعيف] . الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 142 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي الْمَنَامِ بَعْدَمَا مَاتَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: خَيْرُ حَالٍ، اسْتَرَحْتُ مِنْ غُمُومِ الدُّنْيَا، وَأَفْضَيْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وجل   [إسناده حسن] . الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 142 - / م - نا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 455] رَأَيْتُ عاصماً للجحدري بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ مِتَّ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا وَاللهِ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي، نَجْتَمِعُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ وَصَبِيحَتِهَا إِلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، فَنَتَلَاقَى أَخْبَارَكُمْ. قُلْتُ: أَجْسَادُكُمْ أَمْ أَرْوَاحُكُمْ؟ فَقَالَ: هَيْهَاتَ! بَلِيَتِ الْأَجْسَادُ، وَإِنَّمَا تَتَلَاقَى الْأَرْوَاحُ   [إسناده ضعيف] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 143 - حدثنا أحمد بن يوسف التغلبي، نا عثمان بن الهيثم، نا الحسن بن أبي جعفر؛ قال: سمعت مالك بن دينار يقول: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي الْمَنَامِ مَسْرُورًا شَدِيدَ الْبَيَاضِ، تَبْرُقُ مَجَارِي دُمُوعِهِ مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَلَسْتَ مِنَ الْمَوْتَى؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الْآخِرَةِ؛ فَوَاللهِ لَقَدْ طَالَ حُزْنُكَ وَبُكَاؤُكَ أَيَّامَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ مُبْتَسِماً: رَفَعَ اللهُ لَنَا ذَلِكَ الْحُزْنَ وَالْبُكَاءَ عَلَمَ الْهِدَايَةِ إِلَى طَرِيقِ مَنَازِلِ الْأَبْرَارِ، فَحَلَلْنَا بِثَوَابِهِ مَسَاكِنَ الْمُتَّقِينَ، وَايْمُ اللهِ؛ إِنْ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا. قُلْتُ: فَمَا تأمرني به؟ قال: ما آمُرُكَ؟ أَطْوَلُ النَّاسِ حُزْنًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ فَرَحًا فِي الْآخِرَةِ. الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ: قَدِمَ شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ مَكَّةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالُوا: نَجْمَعُ بَيْنَهُمَا. فَجَمَعُوا بَيْنَهُمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ لِشَقِيقٍ: يَا شَقِيقُ! عَلَى مَاذَا أَصَّلْتُمْ أُصُولَكُمْ؟ فَقَالَ شَقِيقٌ: أَصَّلْنَا أُصُولَنَا عَلَى أَنَّا إِذَا رُزِقْنَا أَكَلْنَا، وَإِذَا مُنِعْنَا صَبَرْنَا. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: هَكَذَا كِلَابُ بَلْخٍ، إِذَا رُزِقَتْ أَكَلَتْ وَإِذَا مُنِعَتْ صَبَرَتْ. فَقَالَ شَقِيقٌ: فَعَلَى مَاذَا أَصَّلْتُمْ أُصُولَكُمْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ فَقَالَ: أَصَّلْنَا أُصُولَنَا عَلَى أَنَّا إِذَا رُزِقْنَا آثَرْنَا، وَإِذَا مُنِعْنَا حَمَدْنَا وَشَكَرْنَا. قَالَ: فَقَامَ شَقِيقٌ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَنْتَ أُسْتَاذُنَا. الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، نَا بَقِيَّةُ؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي الْبَحْرِ، وَهَبَّتِ الرِّيحُ وَهَاجَتِ الْأَمْوَاجُ وَاضْطَرَبَتِ السَّفِينَةُ، وَبَكَى النَّاسُ، فَقُلْنَا لِإِبْرَاهِيمَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَمَا تَرَى مَا النَّاسُ فِيهِ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِبْرَاهِيمُ وَقَدْ أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى الْهَلَكَةِ، فَقَالَ: يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ! وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ! وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ! يَا حَيُّ! يَا قَيُّومُ! يَا مُحْسِنُ! يَا مُجْمِلُ! قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ؛ فَأَرِنَا عَفْوَكَ! قَالَ: فَهَدَأَتِ السَّفِينَةُ مِنْ سَاعَتِهِ. الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 146 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عن بَحِير بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ: [ص: 459] أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ فَقَالَ: «كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ سَعْدٍ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ لِأَخِي: يَا أَخِي! اذْهَبْ فَائْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا. فَذَهَبَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نِسْرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي، فَأَخَذَانِي، فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا، فَشَقَّا بَطْنِي، فَاسْتَخْرَجَا قَلْبِي، فَشَقَّاهُ، فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ، فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ، فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قال: ائتني بالسَّكينة، فذرها فِي قَلْبِي، ثُمَّ أَظُنُّهُ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حُصَّهُ، فَحَاصَّهُ وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ؛ فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ؛ لَمَالَ بِهِمْ. ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي، وَفَرَقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي، فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَحَمَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ وَرَكِبَتْ خَلْفِي، حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي، فَقَالَتْ: قَدْ أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي، وَحَدَّثَتْهَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ وَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ»   [إسناده لين، والحديث صحيح] . الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 461] : «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ؛ فَهُوَ مِنْهُمْ»   [إسناده لين، والحديث حسن بشواهده] . الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْبَجَلِيِّ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا مَاتَ حُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَ يَنَامُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَرِيرُ عَائِشَةَ رض اللهُ عَنْهَا، مِنْ خَشَبَتَيْ سَاجٍ مَنْسُوجٌ بِاللِّيفِ، فَبِيعَ فِي مِيرَاثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَاشْتَرَاهُ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي مُعَاوِيَةَ، فَجَعَلَهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَدُفِنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ   [إسناده منقطع] . الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 149 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا الْمُقْرِئُ، نَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 468] سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الثَّالِثَ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ   [صحيح متواتر عن علي] . الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 150 - نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُنَادِي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ سُوَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ؛ قَالَ: [ص: 469] سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَلَا إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بعد نبيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبوبكر وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا [إسناده ضعيف، والأثر صحيح] . الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 151 - نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 471] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ !   [إسناده صحيح] . الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 152 - نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَا شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَمْرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا فِي الْإِسْلَامِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده منقطع] . الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَاتَ فُلَانٌ أَصَحُّ مَا كَانَ. فَقَالَ: أَوَ صَحِيحٌ مَنْ كَانَ الْمَوْتُ فِي عُنُقِهِ؟ ! الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 154 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ: إِذَا أنا نِمْتُ ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ، [ثُمَّ نِمْتُ] ؛ فَلَا نَامَتْ عَيْنَايَ، وَعَلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ السَّلَامُ بِالنَّهَارِ. الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أحمد بن أبي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللهْوِ فِي لَهْوِهِمْ، وَلَوْلَا اللَّيْلُ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ. الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 155 - / م - أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ: (وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا فِي الْخُمُولِ مَعَ الْغِنَى ... وَعَافِيَةٍ تَغْدُو بِهَا وَتَرُوحُ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 156 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 474] رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ، فَقَالَ: اللهُمَ! إِنَّ لَكَ عَلَيَّ حُقُوقًا؛ فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ، وَلِلنَّاسِ عَلَيَّ تَبِعَاتٌ؛ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّي، وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى وَأَنَا ضَيْفُكَ؛ فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ. الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 156 - / م - قَالَ: وَسَمِعْتُ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِلَيْكَ خَرَجْتُ وَمَا عِنْدَكَ طَلَبْتُ؛ فَلَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدِي، اللهُمَّ! وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِي وَتَرْحَمْ تَعَبِي وَنَصَبِي؛ فَلَا تَحْرِمْنِي أَجْرَ الْمُصَابِ عَلَى مُصِيبَتِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 157 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ؛ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: [ص: 475] يَا بُنَيَّ! لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ أَحَدٍ؛ إِلَّا بِالْعَافِيَةِ، وَلَوْ كَانَتْ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ مَا جَلَسَ أَحَدٌ إِلَيْنَا. الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ ابْنِ حَمِيدٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 476] كَانَ يُقَالُ: مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَخْرَجَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ دَاءً وَأَدْخَلَ فِيهِ شِفَاءً   [إسناده ضعيف] . الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 159 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخْذُ الْأَظْفَارِ يَوْمَ الْخَمِيسِ مِنَ السُّنَّةِ، وَبَلَغَنِي أَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَنْفِي الْفَقْرَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! وَتَخْشَى أَنْتَ أَيْضًا الْفَقْرَ؟ ! فَقَالَ: يَا أَصْمَعِيُّ! وَهَلْ أَحَدٌ أَخْشَى لِلْفَقْرِ مِنِّي؟ ! [ص: 477] آخر الجزء الأول يتلوه الثاني إن شاء الله تعالى. والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثاني من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي في كتابهما؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرّاء الموصلي؛ قال: قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن حمد: أجازني؛ قال: أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضرّاب الغساني سنة ست وخمسين وأربع مئة، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضرّاب قراءةً عليه في منزله؛ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 160 - نَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نَا النُّفَيْلِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: [ص: 13] لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: وَاللهِ، مَا نَدْرِي كَيْفَ نُغَسِّلُهُ؛ أَنُجَرِّدُهُ مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَلْقَى الله عَلَيْهِمُ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: اغسلوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه ثيابه فقاموا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ مِنْ فَوْقِ الْقَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ؛ مَا غَسَّلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ   [إسناده حسن] . الحديث: 160 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبِي وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ؛ قَالَ: [ص: 14] أَخَذَ أَهْلُ مَكَّةَ الصَّلَاةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخَذَهَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَأَخَذَهَا عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَخَذَهَا جِبْرِيلُ عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. الحديث: 161 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 16] لَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثُغَامَةٌ بَيْضَاءُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَّا أَقْرَرْتُمُ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى كُنَّا نَأْتِيهِ» تَكْرُمَةً لِأَبِي بَكْرٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغَيِّرُوا شَعْرَهُ، وَبَايَعَهُ، وَأَتَى الْمَدِينَةَ وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ قَبْلَهُ؛ فَوَرِثَهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدُسَ، فَرَدَّهُ عَلَى وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلَهُ يَوْمَ قُبِضَ سَبْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً، وَأُمُّ أَبِي بَكْرٍ سَلْمَى ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ أَبِي قُحَافَةَ، وَتُكَنَّى أُمُّ الْخَيْرِ   [إسناده ضعيف لإرساله] . الحديث: 162 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 163 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَصَفَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: [ص: 18] كَانَ أَبْيَضَ نَحِيفًا، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَجْنَأَ، لَا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ، يَسْتَرْخِي عَنْ حِقْوَيْهِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئَ الْجَبْهَةِ، عَارِيَ الْأَشَاجِعِ، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، وَكَانَ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ؛ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. الحديث: 163 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 164 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: [ص: 20] تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سنة ثلاثة عَشْرَةَ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَكَانَ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ؛ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا مَاتَ حُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَ يَنَامُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدُفِنَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: انْظُرِي يَا بُنَيَّةُ! فَمَا زَادَ مِنْ مَالِ أَبِي بَكْرٍ مُذْ وُلِّينَا هَذَا الْأَمْرَ فَرُدِّيهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَوَاللهِ مَا نِلْنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا أَكَلْنَا فِي بُطُونِنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ، وَلَبِسْنَا عَلَى ظُهُورِنَا مِنْ أَخْشَنِ ثِيَابِهِمْ. فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا بَكْرٌ وَجَرَّدَ قَطِيفَةً لَا تُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَحَبَشِيَّةً، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَتَسْلِبُ هَذَا وَلَدَ أَبِي بَكْرٍ؟ . فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! لَا يَتَأَثَّمُ بِهَا أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاتِهِ وَأَتَحَمَّلُهَا بَعْدَ مَوْتِهِ، رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ كَلَّفَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا طَوِيلًا. الحديث: 164 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ [ص: 23] : «إِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 165 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [ص: 24] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَعْتَقَ سَبْعَةً كُلُّهُمْ يُعَذَّبُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: بِلَالٌ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَزِنِّيرَةُ، وَأُمُّ عُبَيْسٍ، وَجَارِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُؤَمَّلِ، وَالنَّهْدِيَّةُ، وَابْنَتُهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 166 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 167 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: [ص: 25] مَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ: مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ مَثَلُ الْقَطْرِ حَيْثُ وَقَعَ نَفَعَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 167 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 168 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَنْضَيْتُمُ الظَّهْرَ، وَأَرْمَلْتُمُ النِّسْوَانَ، وَلَيْسَ السَّابِقُ مَنْ سَبَقَ بَعِيرُهُ أَوْ فَرَسُهُ، وَلَكِنَّ السَّابِقَ مَنْ غُفِرَ لَهُ. الحديث: 168 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: قُلْتُ لِرَاهِبٍ؛ يَا رَاهِبُ! مَتَى عِيدُ هَذَا الدِّينُ؟ فَقَالَ: يَوْمَ يُغْفَرُ لِأَهْلِهِ. الحديث: 169 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ! إِنَّهُ إِذَا جَنَّ اللَّيْلُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنِسَ كُلُّ خَلِيلٍ بِخَلِيلِهِ، وَافْتَرَشَ أَهْلُ الْمَحَبَّةِ أَقْدَامُهُمْ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ؛ أَشْرَفَ عَلَيْهِمُ الْجَلِيلُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ الَّذِي [ص: 27] أَرَاهُ مِنْكُمْ؟ هَلْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ أَنَّ حَبِيبًا يُعَذِّبُ أَحِبَّاءَهُ؟ أَمْ كَيْفَ أُبَيِّتُ قَوْمًا وَعِنْدَ الْبَيَاتِ أَجِدُهُمْ وُقُوفًا يَتَمَلَّقُونِي؟ فَبِي حَلَفْتُ أَنِّي أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيَّ. الحديث: 170 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 171 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ: هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ، وَمِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ، وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ، وَادْعُنِي؛ فَإِنِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 171 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 172 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدَةُ بْنُ هِلَالٍ: [ص: 28] وَاللهِ! لَا تَشْهَدُ عَلَيَّ شَمْسٌ بِأَكْلٍ أَبَدًا، وَلَا يَشْهَدُ عَلَيَّ لَيْلٌ بِنَوْمٍ أَبَدًا؛ فَأَقْسَمَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُفْطِرَ الْفِطْرَ وَالْأَضْحَى. الحديث: 172 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ. فَقَالَ: لَا تُسَمِّنِي أَمِيرًا، وَسَمِّنِي أَسِيرًا، وَلَكِنِ اكْتُبْ عَنِّي بَيْتَيْنِ عَرَضَتْ بِقَلْبِي مَا أَرَاهُمَا إِلَّا آخِرَ بَيْتَيْنِ أَقُولُهُمَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (بَادِرْ فَقَدْ أَسْمَعَكَ الصَّوْتُ ... إِنْ لَمْ تُبَادِرْ فَهُوَ الْفَوْتُ) (مَنْ لَمْ تَزُلْ نَعْمَتُهُ قَبْلَهُ ... زَالَ عَنِ النِّعْمَةِ بِالْمَوْتِ) الحديث: 173 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: اطَّلَعَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى قُلُوبِ الْآدَمِيِّينَ، فَلَمْ يَجِدْ قَلْبًا أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْ قَلْبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَخَصَّهُ بِالْكَلَامِ لِتَوَاضُعِهِ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 174 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 175 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِمَنْ تَحَمَّى مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مُخَافَةَ الدَّاءِ كَيْفَ لَا يَحْتَمِي مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ؟ ! الحديث: 175 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ: [ص: 30] لَيْسَ الْخَائِفُ مَنْ بَكَى وَعَصَرَ عَيْنَيْهِ، وَلَكِنَّ الْخَائِفَ مَنْ تَرَكَ الْأَمْرَ الَّذِي يَخَافُ أَنْ يُعَذَّبَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: الْكَبَائِرُ أَرْبَعَةٌ، وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 176 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هارون البزَّاز؛ قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَلَانِسِيُّ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بن أدهم يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ: (رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا [ص: 31] ) (وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... وَالْخَيْرُ لِلنَّفْسِ عِصْيَانهَا) (وَهَلْ أَهْلَكَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا) (وَبَاعُوا النُّفُوسَ فَلَمْ يَزْرَعُوا ... وَلَمْ تَغْلُ بالبيع أَثْمَانُهَا) (لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... يَبِينُ لِلْعاقل إِنْتَانُهَا) الحديث: 177 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَحْسَسْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً؛ قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ وَجْهَهُ رَأَيْتُ وَجْهَ ثَكْلَى؛ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخُوكَ مَنْ وَعَظَكَ بِرُؤْيَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَعِظَكَ بِكَلَامِهِ. الحديث: 178 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 179 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا الحِناني، نَا عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: [ص: 32] كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ تَقُولُ: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ دَلِيلُهُ! وَمَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ أَنِيسَهُ! الحديث: 179 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَالَ يُونُس النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: دُلَّنِي عَلَى أَعْبَدِ أَهْلِ الْأَرْضِ. قَالَ: فَدَلَّهُ عَلَى رَجُلٍ قَدْ قَطَعَ الْجُذَامُ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَذَهَبَ بِبَصَرِهِ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: إِلَهِي! مَتَّعْتَنِي مَا شِئْتَ أَنْتَ، وَسَلَبْتَنِي مَا شِئْتَ أَنْتَ، وَأَبْقَيْتَ لي فيك الأمل، يَا بَارُّ يَا وَصُولُ   [إسناده واهٍ بمرةٍ] . الحديث: 180 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي! مَا يَزَالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَصْعَدُ إِلَيَّ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ، عَبْدِي! أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ وَتَتَمَقَّتُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، عَبْدِي! خَيْرِي إِلَيْكَ نَازِلٌ وَشَرُّكَ إِلَيَّ صَاعِدٌ   [إسناده واهٍ بمرة] . الحديث: 181 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 182 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، [حَدَّثَنَا دَاوُدُ] بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْعُبَّادِ بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ يَبْكِي. فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَبْكِي عَلَى مَا فَرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَتَبَيَّنْ فِيهِ عَمَلِي. الحديث: 182 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 183 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: مَا بَالُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَا يَشْبَعُونَ مِنَ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: إِذَا أَخَذَ الرَّجُلُ اللُّقْمَةَ فَرَمَى بِهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ فَمَتَى يَشْبَعُ. الحديث: 183 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 184 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وحدثنا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاوس؛ قال: قَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ؛ فَجَالِسْ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَإِنَّ أُذُنَهُ كَانَتْ قِمَعاً لِلْعُلَمَاءِ. الحديث: 184 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 185 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 35] رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ؛ فَرَأَيْتُهُ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ. الحديث: 185 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 186 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحِمَهُمَا اللهُ: [ص: 36] مَا السُّرُورُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 186 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ؛ قَالَ: [ص: 37] لَمَّا احْتُضِرَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ. ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْحَفَظَةِ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِحَفْرِ الْأَنْهَارِ وَلَا لِغَرْسِ الْأَشْجَارِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ وَظَمَأِ الْهَوَاجِرِ فِي الحرّ الشديد   [إسناده ضعيف] . الحديث: 187 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 188 - حَدَّثَنَا زيد بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَبِيبٍ الْفَارِسِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مَا هَذَا الْجَزَعُ الَّذِي مَا كُنَّا نَعْرِفُهُ مِنْكَ؟ فَقَالَ: سَفَرِي بَعِيدٌ بِلَا زَادٍ، وَيَنْزِلُ بِي فِي حُفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ مُوحِشَةٍ بِلَا مُؤْنِسٍ، وَأَقْدِمُ عَلَى مَلِكٍ جَبَّارٍ قَدْ قَدَّمَ إِلَيَّ الْعُذْرَ. الحديث: 188 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ [ص: 39] فَقَالَ: أَنْظِرُونِي حَتَّى أَتَفَكَّرَ. ثُمَّ تَفَكَّرَ، فَقَالَ: إن! (وَعَاداً وَثَمُوداً وَأَصْحَابَ الرَّسِ وَقُرُونًا بَيْنَ ذلك كثيراً) [الفرقان: 38] ، قَدْ كَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ؛ فَمَا أَرَى الْمُدَاوِيَ بَقِيَ وَلَا الْمُدَاوَى الحديث: 189 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 189 - / م - وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ لِغَيْرِهِ: (مَا أُنْزَلَ الْمَوْتَ حَقَّ مَنْزِلَتِهْ ... مَنْ عَدَّ يَوْمًا لَمْ يَأْتِ مِنْ أَجَلِهْ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 190 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ؛ قَالَ: [ص: 45] مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَفِي سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا   [إسناده ضعيف، وهو حسن بمجموع طرقه] . الحديث: 190 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 190 - / م - وَأَنْشَدَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ لِغَيْرِهِ: (وَعَظَتْكَ أَجْدَاثٌ صُمُتْ ... ونَعَتْكَ أزمنة خُفٌ تْ) (وَتَكَلَّمَتْ عَنْ أَوْجُهٍ ... تَبْلَى وَعَنْ صُوَرٍ سُبُتْ) (وَأَرَتْكَ قَبْرَكَ فِي الْقُبُورِ ... وَأَنْتَ حَيٌّ لَمْ تَمُتْ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَانَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: (مُؤَمِّلُ دُنْيَا لتَبقى لَهُ ... فَمَاتَ الْمُؤَمِّلُ قَبْلَ الْأَمَلْ) (وَبَاتَ يُرْوِّي أُصولَ الْفَسِيلِ ... فَعَاشَ الْفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ) الحديث: 191 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا لَكَ تَجُوعُ وَأَنْتَ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَشْبَعَ فَأَنْسَى الْجَائِعَ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 192 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 193 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة التميمي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [إسناده ضعيف، والأثر صحيح بطرقه] . الحديث: 193 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 194 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ؛ قَالَ: [ص: 48] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبْيَضَ، أَمْهَقَ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَكَانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا وَكَانَ أَصْلَعَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَدِيدَ الْبَيَاضِ، وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ الناس حرَّمهما عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَقَالَ: وَاللهِ! لَا آكُلْهُمَا حَتَّى يُخْصِبَ النَّاسُ، وَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. الحديث: 194 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنِ ابْنِ فُلَيْح، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ: [ص: 50] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يُدْعَى الْفَارُوقُ؛ لِأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَعْلَنَ بِالْإِسْلَامِ وَالنَّاسُ يُخْفُونَهُ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ أَسْلَمَ عُمَرُ تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا وامرأة بمكة؛ فكلَّمهم عُمَرُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ. الحديث: 195 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا شُعْبَةُ؛ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: [ص: 52] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ أَرْوَحَ، كَأَنَّهُ رَاكِبٌ وَالنَّاسُ يَمْشُونَ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ، وَالْأَرْوَحُ الذي تَتَدانا قَدَمَاهُ إِذَا مَشَى، وَعَهِدَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَاسْتَخْلَفَهُ بَعْدَهُ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ مُتَوَالِيَةٍ، ثُمَّ صَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَطَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ [ص: 53] وَعِشْرِينَ، وَمَكَثَ ثَلَاثًا ثُمَّ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَقُبِرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. الحديث: 196 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 197 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَا: نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 56] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقِيلَ: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، ظَنَنْتُ أَنِّي هُوَ. فَقِيلَ لِي: هُوَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده حسن] . الحديث: 197 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 198 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 68] : «إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»   [إسناده ضعيف جداً، وهو حسن بطرقه وشواهده] . الحديث: 198 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 199 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، نَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 69] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من عبدٍ مؤمن يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، ثُمَّ يُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ؛ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى النَّارِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 199 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 200 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو عُمَرُ الضَّرِيرُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَصَمِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا تُوزَنُ إِلَّا الدَّمْعَةَ تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ وَلَا قَدْرٌ، وَإِنَّهُ لَيُطْفَئُ بِالدَّمْعَةِ [ص: 70] الْوَاحِدَةِ الْبُحُورَ مِنَ النَّارِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 200 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا مُعَلَّى الْوَرَّاقُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَارٍ لِي أَعُودُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ فُلَانُ! عَاهِدِ اللهَ أَنْ تَتُوبَ؛ فَعَسَى أَنْ يَشْفِيَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ لِي: هَيْهَاتَ يَا أَبَا يَحْيَى! أَنَا مَيِّتٌ، ذَهَبْتُ أُعَاهِدُ كَمَا كُنْتُ أُعَاهِدُ أَبَدًا، فَسَمِعْتُ قَائِلًا مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ يَقُولُ: عَاهَدْتَنَا مِرَارًا، فَوَجَدْنَاكَ كَذَّابًا. الحديث: 201 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 202 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. إِنَّمَا طَلَبَ الْعَابِدُونَ بِطُولِ النَّصَبِ دَوَامَ الرَّاحَةِ، وَطَلَبَ الزَّاهِدُونَ بِطُولِ الزُّهْدِ طُولَ الْغِنَى. الحديث: 202 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 203 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 71] مَنْ قَالَ إِذَا أصبح: بسم اللهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، ولا صاحبة ولا شريك، أشهد أَنَّ نُوحًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ، وَأَنَّ مُوسَى نَجِيُّ اللهِ، وَأَنَّ دَاوُدَ خَلِيفَةُ اللهِ، وَأَنَّ عِيسَى رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ؛ لَمْ تَلْسَعْهُ حَيَّةٌ وَلَا عَقْرَبٌ، وَلَمْ يَخَفْ مِنْ سُلْطَانٍ وَلَا شَيْطَانٍ وَلَا كَاهِنٍ وَلَا سَاحِرٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا قَالَهَا إِذَا أَمْسَى؛ لَمْ يَخَفْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ، قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: فَفَاتَنِي يَوْمًا فَحُبِسْتُ أَيَّامًا. الحديث: 203 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 204 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ الرَّاعِي - وَكَانَ يَرْعَى الْغَنَمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ -؛ قَالَ: [ص: 72] كَانَ الْغَنَمُ وَالْأَسَدُ وَالْوَحْشُ تَرْعَى فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَوْضِعٍ وَاحَدٍ، فَعَرَضَ لِشَاةٍ مِنْهَا ذئبٌ. فقال: فقلت: إن لِلَّهِ، مَا أَرَى الرَّجُلَ الصَّالِحَ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ. قَالَ: فَحَسَبْنَا؛ فَوَجَدْنَاهُ قَدْ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. الحديث: 204 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 205 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وجد عندها رزقا} [آل عمران: 37] ؛ قَالَ: فَاكِهَةُ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، وَفَاكِهَةُ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَالرُّمَّانُ فِي غَيْرِ حِينِهِ. الحديث: 205 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 206 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكَلَامِ يُضَاعَفُ مِثْلَ قَوْلِ الرَّجُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا شَيْءٌ أَقْطَعُ لِظَهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. الحديث: 206 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 207 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: ابْنَ آدَمَ! اعْلَمْ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِلَ بِكَ لَمْ يَزَلْ يُخْلِفُكَ وَيَتَخَطَّى إِلَى غَيْرِكَ مُذْ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا، وَكَأَنَّهُ قَدْ تَخَطَّى غَيْرَكَ إِلَيْكَ وَقَصَدَكَ؛ فَخُذْ حِذْرَكَ وَاسْتَعِدَّ لَهُ، وَلَا تَغْفَلْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفَلُ عَنْكَ، وَاعْلَمِ ابْنَ آدَمَ إِنْ غَفِلْتَ عَنْ [ص: 74] نَفْسِكَ وَلَمْ تَسْتَعِدَّ [لَهَا] ؛ لَمْ يَسْتَعِدَّ لَهَا غَيْرُكَ، وَلَا بُدَّ مِنْ لِقَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلَا تَكِلْهَا إِلَى غَيْرِكَ، وَالسَّلَامُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 207 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 208 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ الضَّبِّيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مِنْجَابٍ؛ قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ الْأَسَدِيُّ: [ص: 75] لَمَّا اراد الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَعْبُرَ إِلَى أَهْلِ دَارِينَ الْبَحْرَ، عَبَرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: يَا حَلِيمُ! يَا حَكِيمُ! يا علي! يَا عَلِيمُ! (قَالَهَا ثَلَاثًا) . فَعَبَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْبَحْرَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 208 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 209 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ كُلَيْبٍ؛ قَالَ: [ص: 76] كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَفْرَةٍ، فَعَرَضَ لَنَا السَّبْعُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: قُولُوا: اللهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاحْفَظْنَا فِي كَنَفِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا، وَلَا تُهْلِكْنَا، وَأَنْتَ رَجَاؤُنَا؛ يَا اللهُ يَا اللهُ. قَالَ: فَوَلَّى السَّبْعُ عَنَّا. قَالَ خَلَفٌ: فَأَنَا مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا أَدْعُو بِهِ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ وَكَرْبٍ؛ فَمَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا. الحديث: 209 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 210 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُثْمَانَ: قَالَ الْمَنْصُورُ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ مَوْتِهِ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدِ ارْتَكَبْتُ مِنَ الْأُمُورِ الْعِظَامَ جُرْأَةً مِنِّي عَلَيْكَ، وَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ؛ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مُخْلِصًا، مَناًّ مِنْكَ لَا مَنًّا عَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتْ نَفْسُهُ. الحديث: 210 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 211 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 78] لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ قَالَ عَبَّاسٌ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ   [إسناده حسن] . قال عباس: هذا حديث غريب لم يروه إلا يحيى بن أبي بكير. الحديث: 211 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 212 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا أَبُو هِلَالٍ، نَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 81] أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؛ فَقَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ»   [إسناده لين والحديث صحيح] . الحديث: 212 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 82] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَاحِبُ الدَّيْنِ مَأْسُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَشْكُو إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وِحْدَتَهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 213 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 214 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: [ص: 83] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَلْبَسُ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جُبَّةً مِنْ صُوفٍ مَرْقُوعَةً بَعْضُهَا بَأَدَمٍ، وَيَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ عَلَى عَاتِقِهِ الدِّرَّةُ يُؤَدِّبُ النَّاسَ بِهَا، وَيَمُرُّ بِالنِّكْثِ وَالنَّوَى؛ فَيَلْتَقِطُهُ وَيُلْقِيهِ فِي مَنَازِلِ النَّاسِ لِيَنْتَفِعُوا بِذَلِكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 214 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 215 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ هَزَّالٍ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ الدَّارِ: قَدِمَ بَرِيدُ مَلِكِ الرُّومِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَاسْتَقْرَضَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ دِينَارًا، فَاشْتَرَتْ بِهِ عِطْرًا، وَجَعَلَتْهُ فِي قَوَارِيرَ، وَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ الْبَرِيدِ إِلَى امْرَأَةِ مَلِكِ الرُّومِ، فَلَمَّا أَتَاهَا؛ فَرَّغَتْهُنَّ وَمَلَأَتْهُنَّ جَوَاهِرَ، وقالت: اذهب به إِلَى امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا أَتَاهَا [ص: 84] فَرَّغَتْهُنَّ عَلَى الْبُسَاطِ، فَدَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَأَخْبَرَتْهُ بِالْخَبَرِ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْجَوَاهِرَ، وَبَاعَهُ، وَدَفَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ دِينَارًا، وَجَعَلَ مَا بَقِيَ مِنْ ذَلِكَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ: مَالِكُ الدَّارِ هَذَا هُوَ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَسُمِّيَ مَالِكُ الدَّارِ، لِأَنَّ عُمَرَ وَلَّاهُ دَارَ الصَّدَقَةِ   [إسناده ضعيف] . قال أبو بكر المالكي: مالك الدار هذا هو مالك بن أوس بن الحدثان، وسمي مالك الدار؛ لأن عمر ولاه دار الصدقة. الحديث: 215 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ: [ص: 85] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ طَافَ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ فِي جَوْفِ دَارٍ لَهَا، وَحَوْلَهَا صِبْيَانٌ يَبْكُونَ، وَإِذَا قِدْرٌ عَلَى النَّارِ قَدْ مَلَأَتْهَا مَاءً، فَدَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْبَابِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ! أَيْشَ بُكَاءُ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانِ؟ فَقَالَتْ: بُكَاؤُهُمْ مِنَ الْجُوعِ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْقِدْرُ الَّتِي عَلَى النَّارِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ جَعَلْتُ فِيهَا مَاءً هُوَ ذَا أُعَلِّلُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا، وَأُوهِمُهُمْ أَنَّ فِيهَا شَيْئًا. فَجَلَسَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَبَكَى، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ إِلَى دَارِ الصَّدَقَةِ، وَأَخَذَ غِرَارَةً، وَجَعَلَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ وَشَحْمٍ وَتَمْرٍ وَثِيَابٍ وَدَرَاهِمَ حَتَّى مَلَأَ الْغِرَارَةَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَسْلَمُ! احْمِلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ. فَقَالَ لِي: لَا أُمَّ لَكَ يَا أَسْلَمُ، بَلْ أَنَا أَحْمِلُهُ لِأَنِّي أَنَا المسؤول عنه فِي الْآخِرَةِ. قَالَ: فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلَ الْمَرْأَةِ، قَالَ: وَأَخَذَ الْقِدْرَ فَجَعَلَ فِيهَا دَقِيقًا وَشَيْئًا مِنْ شَحْمٍ وتمر، وجعل يحركه بيديه، وَيَنْفُخُ تَحْتَ الْقِدْرِ، قَالَ أَسْلَمُ: وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ عَظِيمَةً، فَرَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِ لِحْيَتِهِ، حَتَّى طَبَخَ لَهُمْ، ثُمَّ جَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ وَيُطْعِمُهُمْ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجَ وَرَبَضَ بِحِذَائِهِمْ كَأَنَّهُ سَبُعٌ، وَخِفْتُ مِنْهُ أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى [ص: 86] لَعِبُوا وَضَحِكُوا الصِّبْيَانُ. ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ! تَدْرِي لِمَ ربضت بحذاهم؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَبْكُونَ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَذْهَبَ وَأَدَعَهُمْ حَتَّى أَرَاهُمْ يَضْحَكُونَ، فَلَمَّا ضَحِكُوا؛ طَابَتْ نَفْسِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 216 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 217 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، نَا حَيْوَةُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 90] : «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ؛ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده حسن] . الحديث: 217 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 218 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: وَجَدْنَا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً. الحديث: 218 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 219 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَزَّازُ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي اللهِ، ثُمَّ أَحْدَثَ حَدَثًا؛ فلم يُبْغِضْهُ عَلَيْهِ؛ فَلَمْ يُحِبَّهُ لِلَّهِ. الحديث: 219 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 220 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: حَجَّ حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ مِنْ مَرْعَشٍ بَعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا جَالَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا تَرَكْتُهُ. الحديث: 220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 221 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَعْرِفَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 221 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 222 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نَا أَبِي، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص: 92] خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ قَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 222 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 223 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصِّيصِيُّ، نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يهد قلبه} [التغابن: 11] ؛ قَالَ: مَنْ أَصَابَ مِنَ الْإِيمَانِ مَا يَعْرِفُ بِهِ رَبَّهُ؛ فَهُوَ مُهْتَدِ الْقَلْبِ. الحديث: 223 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 224 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْحَدَّادُ إِمَامُ مَسْجِدِ طَرَسُوسَ، نَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم القاري؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا أَرَادُوا بِالْخَلْوَةِ وَالْعُزْلَةِ؟ قَالَ: لِيَسْتَدْعُوا بِذَلِكَ دَوَامَ الْفِكْرَةِ، وَتَثْبُتُ فِي قُلُوبِهِمْ لِيَحْيَوْا حَيَاةً طَيِّبَةً، وَيَذُوقُوا لَذَاذَةَ حلاوة الْمَعْرِفَةِ. الحديث: 224 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 225 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: نَا يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] ؛ قَالَ: لِيَعْرِفُونِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 225 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 225 - / م - قَالَ يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ: [ص: 94] وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ النَّاسَ سَمِعُوا بِاللهِ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّمَا لَكَ مِنْ عُمْرِكَ مَا أَطَعْتَ اللهَ فِيهِ، فَأَمَّا مَا عَصَيْتَهُ لَا تَعُدَّهُ عُمْرًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 226 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سمعت أبا سليمان الداراني يَقُولُ: إِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ مِنَ الطَّرِيقِ قَبْلَ الْوُصُولِ، وَلَوْ وَصَلُوا إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا رَجَعُوا. الحديث: 226 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 227 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شُمَيْطٍ الْعَجْلَانِيِّ، عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ؛ قَالَ: وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ فِي أَرْبَعٍ: أَوَّلُهُ: أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ، وَالثَّانِي: أَنْ تَعْرِفَ مَا يَصْنَعُ بِكَ، وَالثَّالِثُ: أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ، وَالرَّابِعُ: أَنْ تَعْرِفَ مَا مَخْرَجُكَ مِنْ ذُنُوبِكَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 227 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 228 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله، نا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، نَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو مُعَاذٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَا عُرِفَ مِنْ حِكْمَةِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ أَنَّهُ لَمَّا سُبِيَ خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ، فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ عَبْدَ سُوءٍ. فَقَالَ لُقْمَانُ: إِنَّ الْعَبْدَ السيء لَا يَعْرِفُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 228 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَاشِمِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْقَاضِي يَقُولُ: (إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ ... فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ بِكَ يُرْحَلُ) (وَدَعِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا ... حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَعَلَّلُ) (أَنْسَاكَ جَانِبَ حِلْمِهِ فَعَصَيْتَهُ ... إِذْ لَمْ يَخَفْ فَوْتاً عَلَيْكَ فَيُعَجِّلُ) الحديث: 229 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: [ص: 96] أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ: (رُبَّ قَوْمٍ غَبَرُوا مِنْ عَيْشِهِمْ ... فِي نَعِيمٍ وَسُرُورٍ وَغَدَقْ) (سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانًا عَنْهُمُ ... ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمًا حِينَ نَطَقْ) الحديث: 230 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 230 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ: (بِاللهِ رَبِّكَ كَمْ بَيْتٍ مَرَرْتَ بِهِ ... قَدْ كَانَ يُعَمَّرُ بِاللَّذَّاتِ وَالطَّرَبِ) (طَارَتْ عُقَابُ الْمَنَايَا فِي سَقَائِفِهِ ... فَصَارَ مِنْ بَعْدِهَا لِلْوَيْلِ وَالْحَرْبِ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 231 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يونس الشِّيعِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: لَزِمْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ عِشْرِينَ سَنَةً؛ فَكَانَ يُنْشِدُنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ [ص: 97] بَيْتَيْنِ، أَحَدُهُمَا: (إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بالذي ... تُسَائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إِذًا تدري) والآخر: (وإن امرءاً فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ عُمْرُهُ ... وَإِنْ كَانَ أَمْسَى سَالِمًا لَعَلِيلُ) الحديث: 231 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الخليل بن أحمد؛ إذا دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ [ص: 98] لَهُ: لَوِ اشْتَغَلْتَ بِمَعَاشِكَ كَانَ أَعْوَدَ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا، فَأَنْشَأَ الْخَلِيلُ يَقُولُ: (لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي ... أَوْ كُنْتُ أَعْقِلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَا) (لَكِنْ جَهِلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي ... وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلٌ فَعَذَرْتُكَا) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا؛ فَقَالَ: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي، فَذَاكَ غَافِلٌ فَنَبِّهُوهُ، وَرَجُلٌ يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي؛ فَذَاكَ عَاقِلٌ فَاعْرِفُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي؛ فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي، فَذَاكَ مَائِقٌ فَاحْذَرُوهُ. الحديث: 232 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 233 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُمْ أَسْلَمُوا خَوْفًا مِنَ اللهِ، وَأَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ خَوْفًا مِنْ سُيُوفِهِمْ؛ فَانْظُرُوا كَمْ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ؟ ! الحديث: 233 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 234 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ ابن هُبيرة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 101] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْتَرْعَى الله عَبْدًا رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِنَصِيحَةٍ؛ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 234 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْآجُرِّيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 103] لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لَهُ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ   [إسناده رجاله ثقات وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 235 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نَا الْحِمَّانِيُّ، نَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ عَلَيْكَ سَوَاءٌ   [إسناده هالك] . الحديث: 236 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 237 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كُنْيَتُهُ أَبَا عَمْرٍو   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 237 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 238 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ؛ وَزَادَ فِيهِ: [ص: 105] وَأَبَا لَيْلَى، وَكَانَ أَبُو عُثْمَانَ عَفَّانُ خَرَجَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ؛ فَهَلَكَ هُنَاكَ، وَيُقَالُ: إنه قُتِلَ بِالْغُمَيْصَاءِ مَعَ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّ عُثْمَانَ أَرْوَى ابْنَةُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ فَأُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 238 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 239 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ: فَحَدَّثَنِي الْبَجَلِيُّ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ؛ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عُثْمَانُ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَكَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشْرَةِ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، وَكَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. الحديث: 239 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 240 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ وَزَادَ فِيهِ: [ص: 109] وَكَانَ أَصْلَعَ، أَقْنَى، لَهُ جُمَّةٌ أَسْفَلُ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَيْهِ رُقَيَّةُ وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَكَانَ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ رُقَيَّةُ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ» ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَهُ هِجْرَتَانِ، وَاشْتَرَى بِئْرَ رُومَةَ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَزِيدُ فِي [ص: 110] مَسْجِدِنَا؟» . فَاشْتَرَى عُثْمَانُ مَوْضِعَ خَمْسِ سَوَارِي؛ فَزَادَهُ فِي الْمَسْجِدِ. وَجَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ بِتِسْعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ بَعِيرًا، وَأَتَمَّهَا أَلْفًا بِخَمْسِينَ فَرَسًا، وَبُويِعَ عُثْمَانُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ. الحديث: 240 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 240 - / م - قَالَ أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ: فَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سنة إلا اثنتا عَشْرَةَ لَيْلَةٍ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 241 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 113] أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عُثْمَانَ، أَبْغَضَهُ اللهُ»   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 241 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 242 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ آلِ حَاطِبٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ [ص: 114] فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي آتِي الْمَدِينَةَ غَدًا، وَالنَّاسُ سَائِلِيَّ عَنْ عُثْمَانَ؛ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَخْبِرْهُمْ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ مِنَ الذين (وءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَءامنُوا ثُمِّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِّبُ المُحْسِنينَ) [المائدة: 93]   [صحيح] . الحديث: 242 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ قَتْلِ عُثْمَانَ هُدًى لَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ لبناً، ولكنه كان ضلالاً فَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ دَمًا. الحديث: 243 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 244 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي الْإِنْسَانِ؟ فَقَالَ: مَا أَقُولُ فِيمَنْ كَانَ أَبُوهُ أَصْلَهُ وَابْنُهُ فَرْعَهُ، فَمَا بَقَاءُ شَيْءٍ لَمْ يَبْقَ فَرْعُهُ وَمَاتَ أَصْلُهُ؟ ! الحديث: 244 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 245 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الحكيم: [ص: 116] احذورا صَوْلَةَ اللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ، وَصَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ. الحديث: 245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 246 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ كِتْمَانُكَ السِّرَّ؟ فَقَالَ: أَنَا لَحْدُهَا. الحديث: 246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 247 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ: عَجَبًا لِمَنْ يَنْقَطِعُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَيَدَعُ أَنْ يَنْقَطِعَ إِلَى مَنْ له السماوات وَالْأَرْضُ. الحديث: 247 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَعْبَدُكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَقِيلَ لَهُ: فُلَانٌ، مَا يُعْرَفُ فِينَا أَعْبَدُ مِنْهُ. فَقَالَ مُوسَى: وَأَيُّ شَيْءٍ بَلَغَ مِنْ عِبَادَتِهِ؟ [ص: 117] قَالُوا: يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى تَجْرِي دُمُوعُهُ، فَتُنْصَبُ عَلَيْهَا الْأَشْجَارُ وَتُطْعَمُ الثِّمَارُ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَتَاهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: يَا رَبِّ! اقْبِضْ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَأَهْمِلْ جَسَدِي فِي التُّرَابِ، وَاتْرُكْنِي مُهْمَلًا، لَا تَبْعَثْنِي إِلَى الْحِسَابِ، لَا لِي وَلَا عَلَيَّ. الحديث: 248 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 249 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً يَتَرَجَّحُونَ مِنْ خَوْفِ اللهِ مُنْذُ خَلَقَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! اغْفِرْ لَنَا مَا لَمْ يَبْلُغْنَا مِنْ عَظَمَتِكَ. الحديث: 249 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 250 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا أَبِي، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 118] بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَقُلِ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُسْتَمِعَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَزَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ؛ قُلْنَ حُورُ الْعِينِ: مَا كَانَ أَزْهَدَكَ فِينَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 251 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 119] رَأَيْتُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتَ فِي النَّوْمِ وَفِي يَدِهِ سُكُرُّجَةٌ فِيهَا خَرْدَلٌ، وَهُوَ يَلْعَقُ مِنْهُ كَأَنَّهُ شَبِيهٌ بِالْمُتَوَجِّعِ، قَالَ يُوسُفُ: فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ: شِدَّةُ أَخْذِهِ عَلَى النَّاسِ وَدِرَايَتُهُ. الحديث: 251 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 252 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا أَصَابَ إِبْلِيسُ مِنْ أَيُّوبَ عليه السلام شَيْئًا إِلَّا الْأَنِينَ فِي مَرَضِهِ. الحديث: 252 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: [ص: 120] لَمَّا مَرِضَ أَبِي وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ مَا أَنَّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَغَنِي عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنِينُ الْمَرِيضِ شَكْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَمَا أَنَّ حَتَّى مَاتَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ قُرْبَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ، أَخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ صَرَيْرَةً فِيهَا مِقْدَارُ دِرْهَمَيْنِ فِضَّةً، فَقَالَ: كَفِّرُوا عَنِّي كَفَّارَةَ يَمِينٍ وَاحِدَةٍ؛ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنِّي قَدْ حَنَثْتُ فِي دَهْرِي فِي يَمِينٍ وَاحِدَةٍ. الحديث: 253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 254 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَذَبْتُ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ فَإِنَّ أَبِي قَالَ لِي: قَرَأْتَ عَلَى [ص: 121] الْمُعَلِّمِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا كُنْتُ قَرَأْتُ عَلَيْهِ. الحديث: 254 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 255 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: بَلَغَنِي عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ ما تكلم في شَيْءٍ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا كَلِمَتَيْنِ، قَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ وَقَالَ لِآخَرَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ: قَالَ: فَبِرَّهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ. قَالَ: فَمَا سَمِعَ مِنْهُ غَيْرَهَا. الحديث: 255 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 256 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيُّ يَقُولُ: كَلَامُ الرَّجُلِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ مَقْتٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 257 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ؛ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنَ آدَمَ! انْظُرْ مَا بخلتَ بِهِ إِلَى مَا صَارَ [رجاله ثقات] . الحديث: 257 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 258 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ ثُمَّ أَخَذَتْهُ الْعَبْرَةُ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ! إِنَّ أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ وَعَشِيرَتَهُ قَدْ تبرؤوا مِنْهُ، وَقَدْ سَلَّمُوهُ إِلَيْكَ، اللهُمَّ! إِنَّهُ فَقِيرٌ إِلَى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، اللهُمَّ! إِنَّهُ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَرْحَمُهُ غَيْرَكَ وَأَنْتَ تَجِدُ غَيْرَهُ تُعَذِّبُهُ، اللهُمَّ! إِنَّ رَحْمَتَكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَهَذَا شَيْءٌ، اللهُمَّ! إِنْ لَمْ يَسْتَحِقَّ أَنْ تَنَالَهُ رَحْمَتُكَ؛ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تَنَالَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 259 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مَعْبَدٍ؛ قَالَ: [ص: 123] ثَلَاثَةُ أَعْيُنٍ لَا تَمَسُّهَا النَّارُ: عَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَيْنٌ سَهِرَتْ بِكِتَابِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَكَتْ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى. الحديث: 259 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 260 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 124] قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ لِبَعْضِ وَلَدِ الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ: لَا تَقِفْ عَلَى بَابِي سَاعَةً وَاحِدَةً إِلَّا سَاعَةَ تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ، فَيُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِكَ؛ فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَقِفَ عَلَى بَابِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِهِ. الحديث: 260 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 261 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، نَا أَبِي، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ يُحْبِطُ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً. الحديث: 261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 262 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 126] أَنَّهُ تَلَا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حَتَّى بَلَغَ: {أيكم أحسن عملا} [الملك: 1، 2] ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عقلاً، وأورع عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 262 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 263 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 127] : «لَقَدْ عَلِمْتُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ؛ رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ، فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ سيئاته، وتُخَبَّىء عَلَيْهِ كَبَائِرُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ عَرْضِ السَّيِّئَاتِ؛ قِيلَ له: اذهب؛ فإن لك بِكُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ: قَدْ كَانَتْ لِي ذُنُوبٌ لَا أَرَاهَا!» . قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ يَضْحَكُ حَتَّى تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ   [صحيح] . الحديث: 263 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 264 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: [ص: 128] سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: كَمْ كَانَ سِنُّ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ قُتِلَ؟ قَالَ: ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ. قُلْتُ: مَا كَانَتْ صِفَتُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ آدَمَ شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، عَظِيمَ الْبَطْنِ وَالْعَيْنَيْنِ، أَصْلَعَ إِلَى الْقَصْرِ مَا هُوَ، دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ، لَمْ يُصَارِعْ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا صَرَعَهُ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 264 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 265 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ؛ قَالَ: [ص: 130] اخْتُلِفَ فِي قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَدُفِنَ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَامِعِ فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَسْلَمَتْ قَدِيمًا، وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وُلِدَتْ لِهَاشِمِيٍّ، وَهِيَ رَبَّتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَوْمَ مَاتَتْ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَتَمَرَّغَ فِي قَبْرِهَا وَبَكَى، وَقَالَ: «جَزَاكِ اللهُ مِنْ أُمٍّ خَيْرًا؛ فَقَدْ كُنْتِ خَيْرَ أُمٍّ» ، وَوَلَدَتْ لِأَبِي طَالِبٍ عُقَيْلًا وَجَعْفَرًا وَعَلِيًّا وَأُمَّ هَانِئٍ - وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ - وَجُمَانَةَ، وَكَانَ عُقَيْلٌ أَسَنَّ مِنْ جَعْفَرٍ بَعَشْرِ سِنِينَ، وَجَعْفَرٌ أَسَنَّ مِنْ عَلِيٍّ بَعَشْرِ سِنِينَ، وَجَعْفَرٌ هُوَ ذُو الْهِجْرَتَيْنِ وَذُو الْجَنَاحَيْنِ. الحديث: 265 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: [ص: 133] رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَقَدْ روى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. الحديث: 266 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 267 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ [أَنَّهُ قَالَ [ص: 136] ] : «الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَسَلْمَانَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 267 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: اشْتَرَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَقَطَعَ كُمَّهُ مِنْ مَوْضِعِ الرُّسْغَيْنِ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَذَا مِنْ رِيَاشِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 268 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 269 - حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَلِيمَةَ زَوْجَةَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ تَقُولُ: غَمَزْتُ رِجْلَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: غَمِّزِي يَا سَلِيمَةُ؛ فَإِنَّهُمَا مَا مَشَيَا إِلَى حَرَامٍ قَطُّ. الحديث: 269 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 270 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَبِيبًا يَقُولُ: [ص: 138] كُنَّا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فجاء أعرابي في ويوم صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ، وَصَحِيفَةٌ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ كَاتِبٌ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، وَحَضَرَ غَدَاؤُنَا، فَقُلْنَا له: لو أصبت طَعَامِنَا. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقُلْنَا: أَفِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ وَجَفَاءِ الْبَادِيَةِ تَصُومُ؟ ! فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا كَانَتْ وَلَمْ أَكُنْ فِيهَا، وَتَكُونُ وَلَا أَكُونُ فِيهَا، وَإِنِّمَا لِي مِنْهَا أَيَّامٌ قَلَائِلُ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَغْبِنَ أَيَّامِي. ثُمَّ نَبَذَ إِلَيْنَا الصَّحِيفَةَ، فَقَالَ: اكْتُبْ وَلَا تَزِيدَنَّ عَلَى مَا أَقُولُ لَكَ حَرْفًا: هَذَا مَا أَعْتَقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُقَيْلٍ الْكِلَابِيُّ، أَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ سَوْدَاءَ يُقَالُ لَهَا: لُؤلُؤةُ. ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَجَوَازِ الْعَقَبَةِ الْعُظْمَى؛ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيْهَا إِلَّا سَبِيلَ الْوَلَاءِ، وَالْمِنَّةُ لله الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فحدثت بها الرَّشِيدَ؛ فَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لَهُ أَلْفُ نَسَمَةٍ وَيُعْتَقُونَ، ويُكتب لهم هَذَا الْكِتَابُ. الحديث: 270 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي حَازِمٍ: [ص: 139] مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: لِأَنَّكُمْ عَمَّرْتُمُ الدُّنْيَا وَخَرَّبْتُمُ الْآخِرَةَ؛ فَإِنَّكُمْ تَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ. الحديث: 271 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُنَقِّرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أُخْتِ بِلَالِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ أُدَيَّةَ؛ قَالَتْ: رَأَيْتُ بِلَالًا فِي النَّوْمِ كَلْبًا تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّا حُوِّلْنَا بَعْدَكُمْ مِنْ كِلَابِ أَهْلِ النَّارِ. الحديث: 272 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ: [ص: 140] رَأَيْتُ الْكِسَائِيَّ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: إِلَى مَاذَا صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى الْجَنَّةِ. قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: رَحِمَنِي رَبِّي بِالْقُرْآنِ. قَالَ: فَأَنَا مُنْذُ رَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤْيَا أَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَأَدْعُو لَهُ. الحديث: 273 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 274 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حبيب الهمذاني، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي حَازِمٍ لِأَبِي حَازِمٍ: هَذَا الشِّتَاءُ قَدْ هَجَمَ عَلَيْنَا وَلَا بُدَّ لَنَا مِنَ الثياب والطعام والحطب. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: مِنْ هَذَا كُلِّهِ بُدَّ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ ثُمَّ الْبَعْثِ ثُمَّ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ. الحديث: 274 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 275 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 141] قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَا الَّذِي كَفَأْتُ الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهَا؛ فَلَيْسَ لِي زَوْجَةٌ تَمُوتُ، وَلَا بَيْتٌ يَخْرُبُ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 275 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 275 - / م - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِغَيْرِهِ: (لَا تَبْكِ لِلدُّنْيَا وَلَا أَهْلِهَا ... وَابْكِ لِيَوْمٍ تَسْكُنُ الحافِرَةْ) (وَابْكِ إِذَا أَصْبَحَ أَهْلُ الثَّرَى ... وَاجْتَمَعُوا فِي سَاحَةِ السَّاهرةْ [ص: 142] ) (وَيْلُكِ يَا دُنْيَا لَقَدْ قَصَّرْتِ ... آمَالَ مَنْ يَسْكُنُ الآخِرةْ) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 276 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 143] أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: (النَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ) وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الْكِبْرِ: (أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ ... وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا) وَأَحْسَنُ مَرْثِيَّةٍ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ الْكِنْدِيِّ: (أَيَّتُهَا النَّفْسُ اجْمِلي جَزَعاً ... إِنَّ الَّذِي تَحْذَرِينَ قَدْ وَقَعَا) الحديث: 276 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 147] تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ يُنْكَرُ فِيهِ الْحَقُّ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِ، وَأَنَّهُ لَا يَنْجُو مِنْهُ إِلَّا كُلُّ نَؤُمَةٍ مَيِّتُ الدَّاءِ، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ، لَيْسُوا بِالْعُجُلِ الْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَإِنَّ الْآخِرَةَ مُقْبِلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ [ص: 148] الدُّنْيَا، أَلَّا وَإِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطًا وَالتُّرَابَ فِرَاشًا وَالْمَاءَ طِيبًا؛ أَلَا مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ شَارِدٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ؛ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا كَمَنْ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ، وَأَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، وَحَوائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامًا لِعُقْبَى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ، أَمَّا اللَّيْلُ؛ فصافون أَقْدَامَهُمْ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، يَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ، رَبَّنَا رَبَّنَا! يَطْلُبُونَ فِكَاكَ رِقَابِهِمْ، وَأَمَّا النَّهَارُ؛ فَعُلَمَاءُ حُلَمَاءُ، بَرَرَةٌ، أَتْقِيَاءُ، كَأَنَّهُمُ الْقِدَاحُ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَرْضَى، مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَقَدْ خُولِطُوا، وَلَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمُ أَمْرًا عَظِيمًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 277 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 278 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرٍو الفُقَيْميّ، عن رُشَيْد أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ: [ص: 150] خَرَجْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْجَبَّانِ الْتَفَتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ؛ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ! يَا أَهْلَ الْبَلَاءِ! يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ! مَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخَبَرَ عِنْدَنَا: قَدْ قُسِّمت الأموال، وأُيْتِمَتْ الْأَوْلَادُ، وَاسْتُبْدِلَ بِالْأَزْوَاجِ؛ فَهَذَا الْخَبَرُ عِنْدَنَا؛ فَمَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا كُمَيْلُ! لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ لقالوا: {وتزودوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ لِي: يَا كُمَيْلُ! الْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ، وَعِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 278 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 279 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَاعِدَةَ؛ قَالَ: [ص: 153] كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! إِنْ أَدْخَلَكَ اللهُ الْجَنَّةَ كَانَ لَكَ فِيهَا فَرَسٌ من يَاقُوتٌ لَهُ جَنَاحَانِ، تَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 279 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو يَعْقُوبَ الْأَثْرَمُ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ أَسْدَى إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَدًا فَلَمْ يُكَافِئْهُ؛ إِلَّا كُنْتُ أَنَا مُكَافِئَهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 280 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 281 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 155] أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 281 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 282 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 160] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَلِيًا بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا أَوْ مُسَرْبِلُكَ سِرْبَالًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ؛ فَلَا تَخْلَعْهُ، وَلَا كَرَامَةَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 282 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 283 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيِّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، نَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 161] أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمًا الدَّارَ، فَقُلْتُ: جِئْتُ أُقَاتِلُ مَعَكَ، قَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَقْتُلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَ نَفْسًا وَاحِدَةً كَأَنَّكَ قَتَلْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ. فَقَالَ: انْصَرِفْ مَأْذُونًا غَيْرَ مَأْزُورٍ. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فقال: جئت يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُقَاتِلُ مَعَكَ، فَأْمُرْنِي بِأَمْرِكَ. فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: انْصَرِفْ مَأْذُونًا لَكَ، مَأْجُورًا غَيْرَ مَأْزُورٍ، جَزَاكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا   [صحيح] . الحديث: 283 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 284 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ؛ قَالَ: [ص: 162] لَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِهَذَا الحَرِيز، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: لَقَدْ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ   [إسناده لا بأس به] . الحديث: 284 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 285 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: [ص: 164] مَا تَغَنِّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي بِيَمِينِي مُذْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 285 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 286 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا حَفْصُ بْنُ مُوَرِّقٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: أَوَّلُ الْفِتَنِ قَتْلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، وَآخِرُ الْفِتَنِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يَمُوتُ رَجُلٌ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حُبِّ قَتْلِ عُثْمَانَ إِلَّا تَبِعَ الدَّجَّالَ إِنْ أَدْرَكَهُ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ. الحديث: 286 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 287 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مُنَاجَاةِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِلَهِي! مَا جَزَاءُ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَتِكَ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: جَزَاؤُهُ أَنْ أُحَرِّمَ وجهه على النار، وأئمنه مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 287 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 288 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ؛ قَالَ: [ص: 166] كَانَ دَاوُدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: إِلَهِي! إِذَا ذَكَرْتُ خَطِيئَتِي ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرَحْبِهَا، وَإِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ ارْتَدَّتْ إِلَيَّ رُوحِي، سُبْحَانَكَ! إِلَهِي! أَتَيْتُ أَطِبَّاءَ عِبَادِكَ لِيُدَاوُوا خَطِيئَتِي؛ فَكُلُّهُمْ عَلَيْكَ دَلَّنِي. الحديث: 288 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي بِلَادِ الشَّامِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ وَخَرَجْتَ مِنْ نِعْمَتِكَ؟ فَقَالَ: قَدْ تَهَنَّيْتُ بِالْعَيْشِ هَاهُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، فَمَنْ يَرَانِي يَقُولُ: هُوَ مُوَسْوَسٌ أَوْ حَمَّالٌ أَوْ مَلَّاحٌ. ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُؤْتَى بِالْفَقِيرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! مَا لَكَ لَمْ تَحُجَّ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا أَعْطَيْتَنِي شَيْئًا أَحُجُّ بِهِ. فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: صَدَقَ عَبْدِي، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ. الحديث: 289 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: لَوْ غَسَلْتُ وَجْهِي لِلنَّاسِ مَا كُنْتُ إِلَّا مُرَائِيًا. الحديث: 290 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 291 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: «نَفِدَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ؛ فَبَقِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَسْتَفُّ الرَّمْلَ. الحديث: 291 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: أَهْدَى رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عِنَبًا وَتِينًا عَلَى طَبَقٍ؛ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُكَافِئُهُ، فَنَزَعَ فَرْوَهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى الطَّبَقِ وَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ. الحديث: 292 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 293 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: حَضَرَ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ أَصْمَعَ الْوَفَاةُ، فَجَمَعَ بَنِيهِ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! عَاشِرُوا النَّاسَ مُعَاشَرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ، وَإِنْ مِتُّمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ. الحديث: 293 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 294 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص: 169] حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، فَشَيَّعَهُ الْمَهْدِيُّ، فَلَمَّا أَنْ وَدَّعَهُ قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! اسْتَهْدِنِي، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَسْتَهْدِيكَ رَجُلًا عَالِمًا، قَالَ: فَأَهْدَى إِلَيْهِ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ. الحديث: 294 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 295 - حَدَّثَنَا إسماعيل بن يونس الشيعي، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ بِنْتِ سُرَيَّةٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أُمِّهَا؛ قَالَتْ: اغْتَسَلْتُ، فَأُقْعِدْتُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَقُومَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، فَجَاءَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي؛ فَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ عَلَى رَأْسِي يَدْعُو حَتَّى قُمْتُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا تَغْتَسِلِي فِي الْحَشِّ، وَلَا فِي مَكَانٍ يُبَالُ فِيهِ، وَلَا فِي قَمْرَاءَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 295 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 296 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّزَّازُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 170] إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا نَصَبُوا أَشْجَارَ الْخَطَايَا نَصْبَ رَوَاتِقِ الْقُلُوبِ، وَسَقَوْهَا بِمَاءِ التَّوْبَةِ، فَأَثْمَرَتْ نَدَمًا وَأَحْزَانًا؛ فَجُنُّوا مِنْ غَيْرِ جُنُونٍ، وَتَبَلَّدُوا مِنْ غَيْرِ عِيٍّ وَلَا بُكْمٍ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ الْبُلَغَاءُ الرُّزَنَاءُ الْعَارِفُونَ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمْرِ اللهِ، ثُمَّ شَرِبُوا بِكَأْسِ الصَّفَا؛ فَوَرِثُوا الصَّبْرَ عَلَى طُولِ الْبَلَاءِ؛ حَتَّى تَوَلَّهَتْ قُلُوبُهُمْ فِي الْمَلَكُوتِ، وَجَالَتْ بَيْنَ سَرَايَا حُجُبِ الْجَبَرُوتِ، فَاسْتَظَلُوا تَحْتَ رِوَاقِ الندم، فقرؤوا صَحِيفَةَ الْخَطَايَا؛ فَأَوْرَثُوا أَنْفُسَهُمُ الْجَزَعَ حَتَّى وَصَلُوا عُلْوَ عُلُوِّ الزُّهْدِ بِسُلَّمِ الْوَرِعِ؛ فَاسْتَعْذَبُوا مَرَارَةَ التَّرْكِ لِلدُّنْيَا، وَاسْتَلَانُوا خُشُونَةَ الْمَضْجَعِ حَتَّى ظَفَرُوا بِحَبْلِ النَّجَاةِ وَعُرْوَةِ السَّلَامَةِ، وَسَرَحَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي الْعُلَا، وَجُعِلَتْ قُلُوبُهُمْ فِي خَفِيِّ خَفِيَاتِ الْهَوَى؛ حَتَّى أَنَاخُوا فِي رِيَاضِ النَّعِيمِ، وَجَنَوْا مِنْ ثِمَارِ التَّسْنِيمِ، وَخَاضُوا فِي بَحْرِ الْحَيَاةِ، وَأَرْدَمُوا خَنَادِقَ الْجَزَعِ، وَعَبَرُوا جُسُورَ الْهَوَى حَتَّى أَنَاخُوا بفناء العلم، فاستقوا من غَدِيرَ الْحِكْمَةِ، وَرَكِبُوا سَفِينَةَ الْفِطْنَةِ؛ فَأَقْلَعُوا بِرِيحِ النَّجَاةِ فِي بَحْرِ السَّلَامَةِ، حَتَّى وَصَلُوا إِلَى رِيَاضِ الرَّاحَةِ وَمَعْدِنِ الْعِزِّ وَالْكَرَامَةِ. الحديث: 296 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ تَمَّامٍ الطُّفَاوِيُّ، نَا الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 173] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ، وَزَمْزَمُ خَطْفَةُ مَقَامِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَسَيَكُونُ لِوَلَدِ الْعَبَّاسِ رَايَةٌ، فَمَنْ تَبِعَهَا رَشَدَ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ، وَلَنْ يَخْرُجَ الْأَمْرُ مِنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 297 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 298 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص: 177] قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ:» هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ «. قَالَتْ: قُلْتُ: وَعَلَيْهِ - جَزَاهُ اللهُ مِنْ دَخِيلٍ خَيْرًا - السَّلَامُ.   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح دون آخره] . الحديث: 298 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 299 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 181] : «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ السُّحُورِ بَرَكَةً]   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 299 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: الزُّهَّادُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ السِّفَلَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَأْكُلُ بِدَيْنِهِ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْغَوْغَاءُ. قَالَ: خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ وَأَصْحَابُهُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الدَّنِيءُ؟ قَالَ: الَّذِي يَذْكُرُ غَلَاءَ السِّعْرِ عِنْدَ الضَّيْفِ. الحديث: 300 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 301 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا صَالِحٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ شَيْخٌ لَهُ؛ قَالَ: لَا تُحَقِّرُوا حَمَلَةَ الْعِلْمِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحَقِّرْهُمْ حَيْثُ وَضَعَ عِلْمَهُ عِنْدَهُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 301 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 302 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ الْأَبْدَالُ؟ قَالَ: أَهْلُ الْعِلْمِ. الحديث: 302 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي خُلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ؛ قَالَ: [ص: 183] كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَقُرَيْشٌ حَوْلَهُ، فَيَأْخُذُ بِيَدِي، فَيُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَغَامَزَتْ بِي قُرَيْشٌ، فَفَطِنَ لَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَكَذَا هَذَا الْعِلْمُ، يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا وَيُجْلِسُ الْمَمْلُوكَ عَلَى الْأَسِرَّةِ. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ فِي أَثَرِهِ: (رَأَيْتُ رَفِيعَ النَّاسِ مَنْ كَانَ عَالِمًا ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ) (إِذَا حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعِلْمِهِ ... وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ)   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 303 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 184] كُنْتُ عِنْدَ هَارُونَ الرَّشِيدِ وَعِنْدَهُ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، فَذَكَرَ أَبُو يُوسُفَ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ مِنَ الْغَايَةِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ هُوَ الْغَايَّةَ، إِنَّمَا هُوَ الْغَابَةُ. قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، مَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيَّ عَاقِلٌ مِثْلُكَ. الحديث: 304 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 305 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 185] دَخَلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ وَحَوَالَيْهِ الْأَشْرَافُ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ، وَذَلِكَ بِمَكَّةَ فِي وَقْتِ حَجِّهِ فِي خِلَافَتِهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ قَامَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! اتَّقِ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ؛ فَتَعَاهَدَهُ بِالْعِمَارَةِ، وَاتَّقِ اللهَ فِي أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّكَ بِهِمْ جَلَسْتَ هَذَا الْمَجْلِسَ، وَاتَّقِ اللهَ فِي أَهْلِ الثُّغُورِ؛ فَإِنَّهُمْ حِصْنٌ لِلْمُسْلِمِينَ، وَتَفَقَّدْ أُمُورَ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّكَ وحدك المسؤول عَنْهُمْ، وَاتَّقِ اللهَ فِيمَنْ عَلَى بَابِكَ؛ فَلَا تَغْفُلْ عَنْهُمْ وَلَا تُغْلِقْ دُونَهُمْ بَابَكَ. فَقَالَ لَهُ: أَفْعَلُ. ثُمَّ نَهَضَ وَقَامَ؛ فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّمَا سَأَلْتَ حَوَائِجَ غَيْرِكَ وَقَدْ قَضَيْنَاهَا؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: ما لي إِلَى مَخْلُوقٍ حَاجَةٌ. ثُمَّ خَرَجَ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: هَذَا وَأَبِيكَ الشَّرَفُ، هَذَا وَأَبِيكَ السُّؤْدُدُ. الحديث: 305 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 306 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 186] قِيلَ لِدَغْفَلِ النَّسَّابَةِ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قال: بلسانٍ سؤولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ، وَكُنْتُ إِذَا لَقِيتُ عَالِمًا أَخَذْتُ مِنْهُ وَأَعْطَيْتُهُ. الحديث: 306 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 307 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِمَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ كَيْفَ تَدْعُوهُ نَفْسُهُ إِلَى مَكْرُمَةٍ؟ ! الحديث: 307 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا يَزَالُ الْمَرْءُ عَالِمًا مَا طَلَبَ الْعِلْمَ، فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ عَلَمَ؛ فَقَدْ جَهِلَ. الحديث: 308 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 309 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَلِمَاتٌ لَوْ رَحَّلْتُمْ فِيهِنَّ الْمَطِيَّ لأنْضَيْتُمُوهنَّ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوا مِثْلَهُنَّ: لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه، ولا يستحيي مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنْ يتعلَّم، ولا يستحيي إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: اللهُ أَعْلَمُ. وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْزِلَةَ الصَّبْرِ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ؛ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ، وَإِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِيمَانُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 309 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 310 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِبُزْرُجَمْهِرَ الْحَكِيمِ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: بِبُكُورٍ كَبُكُورِ الْغُرَابِ، وَحِرْصٍ كَحِرْصِ الْخِنْزِيرِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الْحِمَارِ. الحديث: 310 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 311 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [ص: 189] لَا تُلْقُوا اللُّؤْلُؤَ إِلَى الْخَنَازِيرِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَصْنَعُ بِهِ شَيْئًا، وَلَا تُعْطُوا الْحِكْمَةَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا؛ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ أَفْضَلُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَا يُرِيدُهَا شَرٌّ مِنَ الْخَنَازِيرِ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 311 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ: يَا أَخِي! إِنَّكَ قَدْ أُوتِيتَ عِلْمًا؛ فَلَا تُطْفِئَنَّ نُورَ عِلْمِكَ بِظُلْمَةِ الذُّنوبِ، فَتبقى فِي الظُّلْمَةِ يَوْمَ يَسْعَى أَهْلُ الْعِلْمِ بِنُورِ عِلْمِهِمْ. الحديث: 312 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 313 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ، نَا ضَمْرَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ بُجَيْرٍ؛ قَالَ: [ص: 190] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دَاوُدَ! اتَّخِذْ نعلين من حديد وعصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَاطْلُبِ الْعِلْمَ حَتَّى تَتَخَرَّقَ نَعْلَاكَ وَتَتَكَسَّرَ عَصَاكَ. الحديث: 313 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 314 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ ضَحِكَ ضِحْكَةً مَجَّ مَجَّةً مِنَ الْعِلْمِ. الحديث: 314 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 315 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 191] مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهَ فِي شَبِيبَتِهِ؛ لَقَّاهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحِكْمَةَ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وجل: (وَاسْتَوَىءاتَيْنَهُ حُكْمًا وَعِلْمًا) الآية [القصص: 14] . الحديث: 315 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 316 - حدثنا عمران بن موسى الجزري، نا عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني، عن روّاد؛ قال: سمعت الثوري يقول: ما استودعت قلبي شَيْئًا قطٌّ فخانني. الحديث: 316 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 317 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: [ص: 192] مَا كَتَبْتُ سَوَادًا فِي بَيَاضٍ قَطُّ، وَلَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ إِلَّا حَفِظْتُهُ، وَمَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ. الحديث: 317 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 318 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا شَاذَانُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: [ص: 193] مُثِّلَتِ الدُّنْيَا عَلَى طَائِرٍ، فَمِصْرُ وَالْبَصْرَةُ الْجَنَاحَانِ، وَالْجَزِيرَةُ الْجُؤْجُؤُ، وَالشَّامُ الرَّأْسُ، وَالذَّنَبُ الْيَمَنُ. الحديث: 318 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 319 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ صَائِمًا، فَدَخَلْتُ بَيْتَ أَبِي، فَأَكَلْتُ وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللهُ أَطْعَمَكَ فَتِمَّ صَوْمَكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ، فَشَرِبْتُ مَاءً وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللهُ سَقَاكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ: يَا ابْنَ أَخِي! أَنْتَ لَمْ تَتَعَوَّدِ الصِّيَامَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 319 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 320 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ - بَصْرِيٌّ -، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْكَلْبِيِّ، [عَنْ] رَوْحِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن سلميان التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: الظَّالِمُ أَعْذَرُ مِنَ الشَّحِيحِ، الظَّالِمُ يُغْفَرُ لَهُ ظُلْمُهُ، وَالشَّحِيحُ يُدْخِلُهُ اللهُ بِشُحِّهِ النَّارَ. الحديث: 320 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 321 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ أَبُو فِرَاسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص: 195] لِلسَّفَرِ مُرُوءَةٌ، وَلِلْحَضَرِ مُرُوءَةٌ، فَأَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ؛ فَبَذْلُ الزَّادِ، وَقِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى أَصْحَابِكَ، وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَسَاخِطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا مُرُوءَةُ الْحَضَرِ؛ فَإِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَكَثْرَةُ الْإِخْوَانِ فِي اللهِ تَعَالَى، وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ. الحديث: 321 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 322 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ضِمَامٌ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ [ص: 196] أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْأَعْرَابِ يُفَقِّهُهُمْ وَيُعْطِيهِمْ. قَالَ عُقَيْلُ: فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ وَقَدْ نَفَدَ مَا فِي يَدِهِ؛ فَمَدَّ الزُّهْرِيُّ يَدَهُ إِلَى عِمَامَتِي؛ فَأَخَذَهَا مِنْ رَأْسِي، فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ، وَقَالَ: يَا عُقَيْلُ! أُعْطِيكَ خَيْرًا مِنْهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 323 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ نَفَعَنِي اللهُ بِهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتَ مِنْهُمْ بِمَعْزِلٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَسْتَقِيمُ طَلَبُ الْآخِرَةِ إِلَّا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّمَا تَنْتَظِرُونَ ثَلَاثًا فَمَا يُجْلِسُكُمْ عَنِ الْعَمَلِ: إِمَّا نِعْمَةٌ تَزُولُ، وَإِمَّا مُصِيبَةٌ تَنْزِلُ، وَإِمَّا مَنِيَّةٌ تُقْضَى   [إسناده ضعيف] . الحديث: 323 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 324 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كَانَ بِالْكُوفَةِ ثَلَاثَةٌ لَوْ قِيَل لِأَحَدِهِمْ إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَزِيدَ فِي عَمَلِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَة، وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، وعمرو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَة لَا يُحْسِنُ يَعْصِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. آخر الجزء الثاني يتلوه إن شاء الله تعالى الثالث. والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 324 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قال: أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي كتابةً؛ قال: أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب الغساني، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءةً عليه في منزله: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 325 - نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 205] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من حاكم يحكم بَيْنَ النَّاسِ؛ إِلَّا حُشِرَ وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ حَتَّى يُوقِفَهُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: أَلْقِهِ؛ أَلْقَاهُ فِي مَهْوَى أَرْبَعِينَ خَرِيفًا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 325 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 326 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ: إِذَا ابْتُلِيتَ بِالْقَضَاءِ؛ فَعَلَيْكَ بِالْأَثَرِ. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيْتُ أَبَا حَمْزَةَ السُّكَّرِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا الْأَثَرُ؟ قَالَ: أن تأتيني أُحَدِّثُكَ [ص: 206] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا وَكَذَا، فَتَقْضِيَ بِهِ أَوْ تَعْمَلَ بِهِ، فَإِذَا سُئِلْتَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَحَلْتَ عَلَيَّ، وَأَحَلْتُ أَنَا عَلَى الْأَعْمَشِ، وَيُحِيلُ الْأَعْمَشُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَيُحِيلُ إِبْرَاهِيمُ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَيُحِيلُ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَيُحِيلُ عَبْدُ اللهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْتَهِي الْأَمْرُ مُنْتَهَاهُ، فَتَسْلَمُ. الحديث: 326 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 327 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عبيد اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادٌ الْأَبَحُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُضَاةُ. الحديث: 327 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 328 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْقَاضِي إِذَا ابْتُلِيَ بِالْقَضَاءِ أَنْ يَكُونَ يَوْمًا فِي الْقَضَاءِ وَيَوْمًا فِي الْبُكَاءِ؛ فَإِنَّ لَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوْقِفًا غَدًا. الحديث: 328 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ شَرِيكٍ الْقَاضِي لَهُ سَجَّادَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: يَا هَذَا الرَّجلُ! إِنْ كَانَتْ هَذِهِ السَّجَّادَةُ [ص: 207] لِلَّهِ؛ فَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُكَلِّمَ شَرِيكًا، وَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَهَا مِنْ أَجْلِ شَرِيكٍ؛ فَلَا يَحِلُّ لِي كَلَامُكَ. الحديث: 329 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ومئة، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: [ص: 208] يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! تَرْجُو لِلنَّاسِ الْفَرَجَ؟ قَالَ: لَا؛ إِلَّا أَنْ يَتُوبُوا. ثُمَّ قَالَ: نَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيِّ؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيكُمْ زَمَانٌ إِلَّا وَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 330 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 331 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَادِرُوا يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ بِالصِّحَّةِ قَبْلَ الْمَرَضِ؛ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ أَحْسُدُهُ إِلَّا رَجُلٌ أَرَاهُ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَسُجُودَهُ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ. الحديث: 331 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 332 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ الرَّجُلَ؛ فَانْظُرْ كَيْفَ تَحَنُّنُهُ إِلَى أَوْطَانِهِ، [ص: 209] وَتَشَوُّقُهُ إِلَى إِخْوَانِهِ، وَبُكَاؤُهُ عَلَى مَا قَضَى مِنْ زَمَانِهِ. الحديث: 332 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 333 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتِ الْهِنْدُ: الْحِنَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ مِنَ الْحَيَوَانِ: فِي الْإِبِلِ تَحِنُّ إِلَى أَعْطَانِهَا وَلَوْ كَانَ عَهْدُهَا بِهَا بَعِيدًا، وَالطَّيْرِ إِلَى وَكْرِهِ وَإِنْ كَانَ مَوْضِعُهُ مُجْدِباً، وَالْإِنْسَانِ إِلَى وَطَنِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَكْثَرَ لَهُ نَفْعًا. الحديث: 333 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 334 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا رَأَى الرَّجُلَ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلَامِهِ؛ قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَاحِدٌ!   [إسناده ضعيف] . الحديث: 334 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 335 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ؛ نُزِعَتْ مِنْهُ الْعِصْمَةُ، وَوُكِلَ [ص: 210] إِلَى نَفْسِهِ. الحديث: 335 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 336 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: لِيَتَّقِ اللهَ رَجُلٌ، فَإِنْ كَانَ زَاهِدًا؛ فَلَا يَجْعَلْ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ. الحديث: 336 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 337 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى؛ فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ كَانَ نَظَرُهُ فِي غَيْرِ اعْتِبَارٍ؛ فَقَدْ سَهَا، وَمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِي غَيْرِ فِكْرٍ؛ فَقَدْ لَهَى. الحديث: 337 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 338 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ [ص: 211] قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْبَلَاغَةُ؟ قَالَ: مَا بَلَّغَكَ الْجَنَّةَ، وَعَدَلَ بِكَ عَنِ النَّارِ، وَبَصَّرَكَ مَوَاقِعَ رُشْدِكَ وَعَوَاقِبَ غَيِّكَ. الحديث: 338 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا دُلِّيَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي قَبْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَرَى كَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ؛ فَهَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ. الحديث: 339 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 340 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: أَكَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ زِيدَ فِي عَمَلِهِ. فَقَامَ فَصَلَّى إِلَى الصُّبْحِ. الحديث: 340 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ مَاتَ ابْنُهُ؛ فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (نُؤَمِّلُ جَنَّةً لَا مَوْتَ فِيهَا ... وَدُنْيَا لَا يُكدِّرُهَا الْبَلَاءُ) الحديث: 341 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 342 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: [ص: 213] وَجَّهَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَجَمَعَهُمْ فِي دَارِهِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَهُ غَيْرَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ، فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ لِعُبَيْدِ اللهِ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَا يَرَى بَيْعَتَنَا؟ فَقَالَ لَهُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ فِي بَصَرِهِ سُوءٌ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا فِي بَصَرِي سُوءٌ، وَلَكِنْ نَزَّهْتُكَ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ الرِّجَالُ لَهُ قِيَامًا؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . فَجَاءَ الْمُتَوَكِّلُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ. الحديث: 342 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: [ص: 214] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ الْوَفْدُ سَأَلَهُمْ عَنْ حَالِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ، وَعَنْ مَنْ يَعْرِفُ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، وَعَنْ أَمِيرِهِمْ: هَلْ يدخل عليه الضعيف، وهو يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ، فإن قَالُوا: نَعَمْ؛ حَمِدَ اللهَ، وَإِنْ قَالُوا: لَا؛ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَقْبِلْ. الحديث: 343 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 344 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ؛ قَالَ: [ص: 215] قِيلَ لَهَرِمِ بْنِ حيان عِنْدَ مَوْتِهِ: أَوْصِ؟ قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي فِي الْحَيَاةِ، مَا لِي شَيْءٌ أُوصِي فِيهِ، وَلَكِنْ أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ. الحديث: 344 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 345 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا خَلَفُ بْنُ خلفة، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ دعاء هرم بن حيان: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ زَمَانٍ يَتَمَرَّدُ فِيهِ صَغِيرُهُمْ، وَيَأْمَلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ. الحديث: 345 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ حيان فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا أَنْ دُفِنَ جَاءَتْ سَحَابَةٌ قَدْرَ قَبْرِهِ فَرَشَّتْ ثُمَّ انْصَرَفَتْ. الحديث: 346 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 347 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 218] : «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»   [صحيح] . الحديث: 347 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 348 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؛ فَقَالَ [ص: 222] : «اللهُمَّ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، وَسَدِّدْ رَمْيَتَهُ» . قَالَ سُفْيَانُ: فَوَلِيَ أَمْرَ النَّاسِ بِالْقَادِسِيَّةِ وَأَصَابَهُ خُرَّاجٌ، فَلَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ الْفَتْحِ (يَعْنِي: فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ) ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيْلَةَ: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... وَسَعْدٌ بِبَابِ القادسية مُعْصَمُ) (فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ ... وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أَيِّمُ) فَقَالَ سَعْدٌ «: اللهُمَّ اكْفِنَا يَدَهُ وَلِسَانَهُ. فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَأَصَابَهُ، فَخَرِسَ، وَيَبِسَتْ يَدَاهُ جَمِيعًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 348 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 349 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمَعَ لِي أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ؛ فَقَالَ [ص: 229] : «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي!» . قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ   [إسناده صحيح] . الحديث: 349 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 350 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، نَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: [ص: 230] كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بَيْنَ يَدَيْهِ لَحْمٌ، فَجَاءَتْ حَدَأَةٌ، فَأَخَذَتْ بَعْضَ اللحم، فدعا عليها سعد فَاعْتَرَضَ عَظْمٌ فِي حَلْقِهَا، فَوَقَعَتْ مَيِّتَةً   [إسناده ضعيف] . الحديث: 350 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 351 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: نَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ قَالَ: أَكَلُوا صَفْوَهَا وَتَرَكُوا كَدَرَهَا (يَعْنِي أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) . الحديث: 351 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 352 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى قَوْمٍ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَغْفَلُونَ وَهُمْ لَا يَغْفَلُونَ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْنَا. الحديث: 352 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 353 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْعُلَمَاءُ إِذَا عَلِمُوا عَمِلُوا، فإن عَمِلُوا شُغِلُوا، فَإِذَا شُغِلُوا فُقِدُوا، فَإِذَا فُقِدُوا طُلِبُوا، وَإِذَا طُلِبُوا هَرَبُوا. الحديث: 353 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 354 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ، نَا ضَمْرَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: [ص: 232] كَانَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ فَخَرَجَ مِنْهُ أَعْتَقَ رَقَبَةً. الحديث: 354 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 355 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ لَا يُطْفِئُ سِرَاجَهُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ، إِنَّ هَذَا السِّرَاجَ يَضُرُّ بِنَا إِلَى الصُّبْحِ. فَقَالَ لَهَا: وَيْحَكِ! إِنَّكِ إِذَا أطفئتيه ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ؛ فَلَمْ أَتَقَارَّ. الحديث: 355 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 356 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ رَوْحاً: أَسَمِعْتَ هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُولُ - إِذَا سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ -: كَمْ مِمَّنْ كَانَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَدْ أَكَلَ التُّرَابُ لِسَانَهُ؟ فَقَالَ رَوْحٌ: إِنَّ ذَاكَ لَيُقَالُ عَنْ هِشَامٍ. الحديث: 356 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 357 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: [ص: 233] لَوْ كَانَتِ الصُّحُفُ مِنْ عِنْدِنَا؛ لَأَقْلَلْنَا الْكَلَامَ. الحديث: 357 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ وَعَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولَانِ: كُنَّا بِمَكَّةَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ فَإِذَا بِقَاتِلِ خَالِهِ قَدْ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وأهدى إليه هدية، فَقِيلَ لَهُ: قَتَلَ خَالَكَ وَتُهْدِي إِلَيْهِ وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ؟ ! فَقَالَ: تَخَوَّفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ رَوَّعْتُهُ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَأْمَنَهُ عَدُوُّهُ. الحديث: 358 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 359 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: [ص: 234] كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بِلَادِ الرُّومِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ فَرْوَةٌ، فَنَزَعَهَا وَجَعَلَهَا تَحْتَ إِبِطِهِ، وَالدَّغَلُ قَدْ عَمِلَ فِي جَنْبَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: يَكُونُ بِجَنْبِي وَلَا يَكُونُ بِفَرْوَتِي. ثُمَّ قَالَ: مَتَى أَجِدُ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ اشتري بِهَا فَرْواً؟ الحديث: 359 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 360 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ وَمَعَهُ فأس رُومِيٌّ، فَاحْتَطَبَ حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ؛ فَبَاعَهُ وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ؛ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ فِي رَهْنٍ. الحديث: 360 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 361 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا مَضَاءُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص: 235] مرّ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بَعْضِ قُرَى الشَّامِ وَقَدْ أَضَافُوهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! نِعْمَ الشَّيْءُ هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ تَكْرُمَةً عَلَى دِينٍ. الحديث: 361 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: نَقَصَ النَّاسُ فِي حِفْظِهِمْ كَمَا نَقَصُوا فِي نِيَّاتِهِمْ   [إسناده ليّن] . الحديث: 362 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 363 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ: الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ. الحديث: 363 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 364 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ: [ص: 236] بَيْنَمَا أَنَا بِبَلَدِ الرُّومِ أَسِيرُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ؛ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ وَهُوَ يَقُولُ: الْقُوتُ كَثِيرٌ لِمَنْ يَمُوتُ، طُوبَى لِمَنْ سَكَنَ الثُّغُورَ. الحديث: 364 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 365 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ لِلشَّعْبِيِّ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي أَعَزَّ مَفْقُودٍ وَأَهْوَنَ مَوْجُودٍ. فَقَالَ: يَا غُلَامُ! اسْقِهِ الْمَاءَ. الحديث: 365 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ؛ فَقَدْ رَكِبَ الْبَحْرَ، وَإِذَا وُلِدَ لَهُ؛ فَقَدْ كُسِرَ بِهِ. الحديث: 366 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 367 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلام} [الأحزاب: 44] ؛ قَالَ: [ص: 238] يَلْقَوْنَ مَلَكَ الْمَوْتِ، لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٌ يَقْبِضُ رُوحَهُ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 367 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 368 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا أَبِي، نَا بَكْرٌ الْعَابِدُ؛ قَالَ: خَرَجَ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى أَبِي حَبِيبٍ الْبَدَوِيِّ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ، فَرَآهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا أَنْ فَطِنَ بِهِ؛ خَفَّفَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَقُولُ أَهْلُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ: إِنَّكَ خَيْرُهُمْ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: نَعَمْ، وَنَسْأَلُ اللهَ بَرَكَةَ مَا يَقُولُونَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! فَقَالَ: إِنَّ مَنْعَ اللهِ كُلَّهُ عَطَاءٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَمْنَعُ مِنْ بُخْلٍ، وَلَكِنْ نَظَرًا وَاخْتِبَارًا. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ! إِنْ حَدِيثَكَ لَطَيِّبٌ، وَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا عَنْ حَدِيثِكَ. ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ وَرَجَعَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْكُوفَةِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 368 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 369 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ الْبُنْدَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ السَّقَّاءَ رَفِيقَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ يَقُولُ: [ص: 240] رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ فِي النَّوْمِ كأنهما جاثيان فِي قُبَّةٍ (أَوْ كَمَا قَالَ) . قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَا: مِنْ جَنَّةِ الفردوس، وقد زُرنا موسى كَلِيمَ الرَّحْمَنِ. الحديث: 369 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 370 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا بِشْرُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْكُوفِيُّ؛ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، فَمَاتَ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا صَنَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي. قَالَ: فَأَخَذْتُ بِتَلَابِيبِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ! أَيُّ شَيْءٍ وَجَدْتَهُ خَيْرَ عَمَلِكَ؟ فَقَالَ لِي: سَأَلْتَنِي بِاللهِ! فَمَا وَجَدْتُ فِي عَمَلِي شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ؛ وَلَوْ رَكْعَةٌ، وَالْكَفِّ عَنِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 370 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 371 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ: نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 241] النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خطيئة. الحديث: 371 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 372 - حَدَّثَنَا يحيى بن الْمُخْتَارُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خطيئة، والنظر إلى وجه الأحمق سخنة عين، والنظر إلى وجه البخيل يقسِّي القلب. الحديث: 372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 373 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ؛ قَالَ: [ص: 242] لَقَدْ وَارَتِ الْأَرْضُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْنِي مَعَكُمْ؛ لَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُمْ. الحديث: 373 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 374 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: [ص: 243] لَمَّا أُتِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِتَاجِ كِسْرَى وَسِوَارَيْهِ؛ جَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَيَقُولُ وَاللهِ! إِنَّ هَذَا الَّذِي أَدَّى هَذَا لَأَمِينٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْتَ أَمِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُؤَدُّونَ: إِلَيْكَ مَا أَدَّيْتَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا خُنْتَ؛ خَانُوا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 374 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 375 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: أَقْبَلْنَا قَافِلِينَ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَ الرُّصَافَةِ وَحِمْصَ؛ سَمِعْنَا صَائِحًا يَصِيحُ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الرِّمَالِ - تَسْمَعُهُ الْآذَانُ، وَلَمْ تَرَهُ الْأَعْيُنُ - يَقُولُ: يَا مَسْتُورُ! يَا مَحْفُوظُ! اعْقِلْ فِي سِتْرِ مَنْ أَنْتَ، وَاتَّقِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَعْقِلُ كَيْفَ تَتَّقِيهَا؛ فَصَيِّرْهَا شَوْكًا، ثُمَّ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ قَدَمَيْكَ مِنْهَا. الحديث: 375 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُسَيْنٍ الْكُوفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 245] مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَتَابِعَةٍ حَتَّى تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [صحيح] . الحديث: 376 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 377 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؛ قَالَ: [ص: 246] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَأْتِي أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ، [ص: 247] فَيَقُولُ لَهَا: قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ؛ فَإِنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ؟» فَتَقُولُ: نَعَمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 377 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 378 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَّلِ - قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ خَرَجَتْ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي هَذِهِ، فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى أَنْ نُحَاكِمَكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، [ص: 248] فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟ فَقَالَا: إِلَى الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. فَقَالَ: ارْجِعَا؛ فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كُتِبَ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَسَيُمْتِعُ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف، وهو صحيح من طريق أخرى] . الحديث: 378 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 379 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: إِنَّ نِسَاءَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ اقْتَسَمْنَ ثُمُنَهُنَّ عِشْرِينَ وثلاث مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ثَمَانِينَ أَلْفًا. الحديث: 379 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 380 - حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: [ص: 249] لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بْنُ عمر وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا ذَرُّ! مَا عَلَيْنَا بَعْدَكَ مِنْ خَصَاصَةٍ، وَمَا بِنَا إِلَى أَحَدٍ مَعَ اللهِ حَاجَةٍ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي كُنْتُ الْمُقَدَّمُ قَبْلَكَ، وَلَوْلَا هَوْلُ الْمَطْلَعِ؛ لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ مَكَانَكَ، وَقَدْ شَغَلَنِي الْحُزْنُ لَكَ عَنِ الْحُزْنِ عَلَيْكَ؛ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا قُلْتَ وَمَاذَا قِيلَ لَكَ؟ َ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ [لَهُ] حَقِّي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ فَاغْفِرْ لَهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؛ فَأَنْتَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِينَ، وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: فَارَقْنَاكَ، وَلَوْ أَقَمْنَا؛ مَا نَفَعْنَاكَ. الحديث: 380 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 381 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِابْنِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: فِي الْمَوْتِ؟ قَالَ لَهُ: لَأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ. فَقَالَ لَهُ: وَاللهِ يَا أَبَتِي! لَأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ. الحديث: 381 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 382 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 251] لَمَّا احْتُضِرَ ضَيْغَمٌ؛ قِيلَ لَهُ: أَلَا تُوصِي؟ قَالَ: بَلَى، أُوصِيكُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَبِحُسْنِ الْجِوَارِ، وَفِعْلِ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَادْفِنُونِي مَعَ الْمَسَاكِينِ. الحديث: 382 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نُصَيْرٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ طَارِقٍ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ الْبَصْرِيُّ: [ص: 252] كُنْتُ بِالشَّامِ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَقَالَ: اشْرَبْ وَاسْقِنِي. الحديث: 383 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 384 - قَالَ: وَرَأَيْتُ رَجُلًا بِالْأَهْوَازِ قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ: دَهْ يَازْدَهْ، وَدَهْ دَوَازْدَهْ. الحديث: 384 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 385 - وَقِيلَ لِآخَرَ بِالْبَصْرَةِ: [ص: 253] قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ: (يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ لَغِبَتْ ... كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ) الحديث: 385 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَقِّنْ مَيِّتَكَ، فَإِذَا قَالَهَا؛ فَدَعْهُ وَلَا تُضْجِرْهُ. الحديث: 386 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 387 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص: 254] لَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ الْمُبَارَكِ الْوَفَاةُ قَالَ لِنَصْرٍ مَوْلَاهُ: اجْعَلْ رَأْسِي عَلَى التُّرَابِ. قَالَ: فَبَكَى نَصْرٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ مَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَأَنْتَ هُوَ ذَا تَمُوتُ فَقِيرًا غَرِيبًا. فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحْيِيَنِي حَيَاةَ الْأَغْنِيَاءِ، وَأَنْ يُمِيتَنِي مِيتَةَ الْفُقَرَاءِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: لَقِّنِّي وَلَا تُعِدْ عَلَيَّ، إِلَّا أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ ثَانٍ. الحديث: 387 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: احْتُضِرَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ كَانَ فِيهِ زَهْوٌ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ؛ وَإِذَا أَبَوَاهُ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَا بُكَاؤُكُمَا؟ قَالَا: الْخَوْفُ عَلَيْكَ بِإِسْرَافِكَ عَلَى نَفْسِكَ. فَقَالَ: لَا تَبْكِيَا عَلَيَّ، فَوَاللهِ! مَا يَسُرُّنِي أَنَّ الَّذِي بِيَدِ اللهِ [ص: 255] بِأَيْدِيكُمَا، وإن الَّذِي أَصِيرُ إِلَيْهِ وَأُقْدِمُ عَلَيْهِ لَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ مِنْكُمَا. الحديث: 388 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 389 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّ قَوْمًا دَخَلُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَعُودُونَهُ فِي مَرَضِهِ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ ذَابِلٌ نَاحِلُ الْجِسْمِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا فَتَى! مَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَمْرَاضٌ وَأَسْقَامٌ. فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ إِلَّا صَدَقْتَنِي. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! ذُقْتُ حَلَاوَةَ الدُّنْيَا، فَوَجَدْتُهَا مُرَّةً، فَصَغُرَ فِي عَيْنِي زَهْرَتُهَا وَحَلَاوَتُهَا، وَاسْتَوَى عِنْدِي حَجَرُهَا وَذَهَبُهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي وَالنَّاسُ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ فَأَظْمَأْتُ لِذَلِكَ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَهُ لَيْلِي، وَقَلِيلٌ حَقِيرٌ كُلُّ مَا أَنَا فِيهِ فِي جَنْبِ ثَوَابِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعِقَابِهِ. الحديث: 389 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 390 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ زِيَادٍ التَّمِيمِيَّ يَذْكُرُ: [ص: 256] أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَزْدِ بَكَى حَتَّى أَظْلَمَ بَصَرُهُ، فعُوقِب فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: (أَلَمْ يَرْثِ الْبُكَاءَ أُنَاسُ صِدْقٍ ... فَقَادَهُمُ الْبُكَاءُ خَيْرَ الْمَقَادِ) (أَلَمْ يَقُلِ الْإِلَهُ إِلَيَّ عَبْدِي ... فَكُلُّ الْخَيْرِ عِنْدِي فِي الْمَعَادِ) وَاللهِ لَأَبْكِيَنَّ أَيَّامَ الدُّنْيَا، فَإِذَا جَاءَتِ الْآخِرَةُ؛ فَعِنْدَ اللهِ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فِي تَقْصِيرِي. الحديث: 390 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 391 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا رَكْبٌ يَسِيرُونَ؛ إِذْ هَتَفَ بِهِمْ هَاتِفٌ: (أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا مَقِيلٌ لِرَائِحٍ ... قَضَى وَطَراً مِنْ حَاجَةٍ ثُمَّ هَجَّرَا) (ألاَ لا ولا يَدْرِي عَلَى مَا قُدُومُهُ ... أَلَا كُلُّ مَا قَدَّمْتَ تَلْقَى مُوَفَّرَا) الحديث: 391 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ؛ [ص: 257] قَالَ: أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ: (وَكَمْ نائمٍ نام فِي غِبْطَةٍ ... أَتَتْهُ الْمَنِيَّةُ فِي نَوْمَتِهِ) (وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ عَلَى لَذَّةٍ ... دَهَتْهُ الْحَوَادِثُ فِي لَذَّتِهِ) (وَكُلُّ جديدٍ على ظهرها ... سيأتي الزَّمَانُ عَلَى جِدَّتِهِ) الحديث: 392 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 393 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَتَمَثَّلُ: (هِيَ الدُّنْيَا تُعَذِّبُ مَنْ هَوَاهَا ... وَتُورِثُ قَلْبَهُ حُزْنًا وَدَاءَ) الحديث: 393 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَحْبُوبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: [ص: 258] دَخَلْتُ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ السَّاحِلِ مِنْ قُرَى الشَّامِ وَأَنَا مُجْتَازٌ، وَقَدْ أَخَذَتْنِي السَّمَاءُ بِاللَّيْلِ، فَدَخَلْتُ إِلَى أَتُونٍ، وَقُلْتُ: أَقْعُدُ سَاعَةً حَتَّى يَهْدَأَ الْمَطَرُ؛ فَإِذَا أَسْوَدُ يُوقِدُ فِيهِ، فَسَلَّمْتُ، فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي إِلَى أَنْ يَسْكُنَ الْمَطَرُ؟ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ، فَجَلَسْتُ حِذَاءَهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا أُكَلِّمُهُ، وَهُوَ يُوقِدُ وَلَا يُكَلِّمُنِي، وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ وَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَا يَفْتُرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَلُمْنِي إِنْ لَمْ أُحْسِنْ ضِيَافَتَكَ وَأُقْبِلْ عَلَيْكَ، إِنِّي عَبْدٌ مَمْلُوكٌ قَدْ وُكِّلْتُ بِمَا تَرَى، فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْتَغِلَ عَمَّا وُكِّلْتُ بِهِ. فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ التفاتك يميناً وشمالاً لَا تَفْتُرُ؟ قَالَ: خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ نَازِلٌ بِي، وَلَكِنْ لم أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ يَأْتِينِي وَلَا مَتَى يَأْتِينِي. فَقُلْتُ: فَمَا الَّذِي تُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ، وَأُهَلِّلُهُ، وَأُسَبِّحُهُ؛ لِأَنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: «اعْمَلْ، لَا يَأْتِيكَ الْمَوْتُ إِلَّا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» . قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَبَكَيْتُ وَصِحْتُ صَيْحَةً وَقُلْتُ: بَرَزَ عَلَيْكَ الْأَسْوَدُ يَا إِبْرَاهِيمُ. الحديث: 394 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 395 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ؛ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا؛ قَالَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ سُفْيَانَ! هَذَا مِنْ مُخَبَّآتِ سُفْيَانَ. الحديث: 395 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 396 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، نَا أَبُو عِمْرَانَ التَّمَّارُ؛ قَالَ: غَدَوْتُ يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إلى مجلس الحسن الْجَعْدِيِّ؛ وَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ مُغْلَقٌ، وَرَجُلٌ يَدْعُو، وَقَوْمٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ. قَالَ: فَجَلَسْتُ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ، فأذّن وفتح باب الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْتُ؛ فَإِذَا الْحَسَنُ جَالِسٌ وَحْدَهُ وَجْهُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَجَلَسْتُ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ وَتَفَرَّقَ [ص: 260] النَّاسُ عَنْهُ، فقلت لَهُ: رَأَيْتُ عَجَبًا الْيَوْمَ! فَقَالَ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ قَبْلَ الْفَجْرِ وَأَنْتَ تَدْعُو وَقَوْمٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِكَ، ثُمَّ دَخَلْتُ؛ فَمَا رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَكَ. فَقَالَ: أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَشْهَدُونَ مَعِي خَتْمَةَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ. الحديث: 396 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 397 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، نَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: قُمْ يَا زِيَادُ إِلَى عِبَادَتِكَ مِنَ التَّهَجُّدِ، وَخُذْ حَظَّكَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَهُوَ وَاللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ نَوْمَةٍ تُوهِنُ بَدَنَكَ، وَيَنْكَسِرُ لَهَا قَلْبُكَ، قُمْ يَا زِيَادُ؛ فَلَا رَاحَةَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِلْعَابِدِينَ. قَالَ: فَوَثَبْتُ فَزِعًا   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 397 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 398 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: [ص: 261] لَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْمَيْضَأَةِ، فَرَأَيْتُهُ ثَقِيلَ اللِّسَانِ، فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكَ ثَقِيلَ اللِّسَانِ؟ فَقَالَ: قَرَأْتُ البارحة القرآن مرتين ونصف؛ فَثَقُلَ لِسَانِي   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 398 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 399 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبِي، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: [ص: 262] حَدَّثَنِي بَعْضُ سَدَنَةِ الْكَعْبَةِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِ {قُلْ هُوَ اللهُ أحد} [الإخلاص: 1] . الحديث: 399 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 400 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ. الحديث: 400 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 401 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، نَا سَلْمٌ الْخَوَّاصُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُسْلِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 263] كُلْ مَا شِئْتَ، وَلَا تَشْرَبِ الْمَاءَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا لَمْ تَشْرَبْ؛ لَمْ يَجِئْكَ النَّوْمُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 401 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 402 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: اجْتَمَعَ رَأْيُ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ صِدِّيقًا أَنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ الْمَاءِ. الحديث: 402 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 403 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ اللَّيْلِ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا لِيَقُمْ [ص: 264] الْعَابِدُونَ. قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُصَلُّونَ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا لِيَقُمِ الْقَانِتُونَ. فَيَقُومُونَ، فَيُصَلُّونَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُسْتَغْفِرُونَ؟ فَيَسْتَغْفِرُونَ أُولَئِكَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَسْفَرَ؛ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمِ الْغَافِلُونَ. قَالَ: فَيَقُومُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ كَالْمَوْتَى يُنْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ كُسَالَى ضُجُراً، قَدْ بَاتَ لَيْلَهُ جِيفَةً عَلَى فِرَاشِهِ، وَأَصْبَحَ نَهَارَهُ يَخْطِبُ عَلَى نَفْسِهِ لَعِبًا وَلَهْوًا. قَالَ: وَيُصْبِحُ صَاحِبُ اللَّيْلِ مُنْكَسِرَ الطَّرْفِ فَرِحَ الْقَلْبِ. الحديث: 403 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 404 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ: [ص: 265] أَنَّ الْأَنْصَارَ اجْتَمَعَتْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدِ اجْتَمَعَتْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِبًا رَأْسَهُ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةً [ص: 266] وَضَيْعَةً، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَضَيْعَتِي، وَإِنَّهُمْ سَيَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ؛ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ   [إسناده صحيح] . الحديث: 404 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، نَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ حَكِيمًا، وَحَكِيمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو الدَّرْدَاءِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 405 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 406 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 267] بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ يَنْظُرُ إِلَى مَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ؛ فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ، لِمَا يَرَى مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا هُوَ فِيهِ. الحديث: 406 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 407 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ؛ أَنَّ الْحُوتَ فِي الْمَاءِ مَكْتُوبٌ عَلَى رَأْسِهِ مَنْ يَأْكُلُهُ. الحديث: 407 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 408 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا أُبَيٌّ، نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نَا عَاصِمٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ؛ قَالَ: [ص: 268] دَخَلْنَا عَلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، قُلْنَا لَهُ: مَا أَبْكَاكَ؟ فَقَالَ: أَبْكَانِي اللَّيْلَةُ الَّتِي صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ. فَقُلْتُ: إِنَّهَا لَتَمَخَّضُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ. فَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَغْدُو، فَيَقْعُدُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ وَالنَّاسُ مُنْصَرِفُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ، فَإِذَا رَآهُمْ ذَاهِبِينَ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ قَالَ: يَا رَبِّ! غَدَا الْغَادُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَغَدَوْتُ إِلَيْكَ أَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ. الحديث: 408 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 409 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ بَدْءُ إِنَابَتِكَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ ضَرْبَ غُلَامٍ لِي، فَقَالَ لِي: يَا عُمَرُ! اذْكُرْ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ. الحديث: 409 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 410 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ إِذَا بَكَى مَسَحَ وَجْهَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنْ دُمُوعِهِ، وَيَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ لَا تَأْكُلُ مَوْضِعًا مَسَّتْهُ الدُّمُوعُ. الحديث: 410 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 411 - وَقَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)) [الهمزة: 6، 7] ؛ قَالَ: تَأْكُلُهُ النَّارُ حَتَّى تَبْلُغَ فُؤَادَهُ وَهُوَ حَيٌّ. الحديث: 411 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 412 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: وَمَا لِأَهْلِ النَّارِ رَاحَةٌ غَيْرُ الْعَوِيلِ وَالْبُكَاءِ. الحديث: 412 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 413 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عباد، نَا أَبِي، نَا مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ؛ قَالَ: [ص: 270] كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ عِنْدَ الْحَجَّامِ وَقَدْ وَضَعَ الْمَحَاجِمَ عَلَى عُنُقِهِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ مُنْصَرَفُ الْخَاشِعِينَ غَدًا مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ؟ ! فَصَعِقَ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، وَانْكَسَرَتِ الْمَحَاجِمُ، قَالَ: وَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الْبُكَاءِ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي مِنَ الْعَطَشِ الْأَكْبَرِ؛ عَطَشِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. الحديث: 413 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 414 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِثَابِتٍ: مَا أَشْبَهَ عَيْنَيْكَ بَعَيْنَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: فَبَكَى ثَابِتٌ حَتَّى عَمَشَتْ عَيْنَاهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 414 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 414 - / م - قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بن هاشم، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ؛ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَجُلًا أُخِذَ أَسِيرًا، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا: قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الْحَقِّ [ص: 271] الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْرِجَهُ إِنْسَانٌ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 415 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ؛ نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي - وَكَانَ رَفِيقَ طَاوُسٍ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: إِنِّي لَفِي الْحِجْرِ لَيْلَةً، إِذْ دَخَلَ الْحِجْرَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، لَأَسْمَعَنَّ إِلَى دُعَائِهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي إِلَى السَّحَرِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً؛ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: عبدك يا رب نَزَلَ بِفِنَائِكَ، مِسْكِينُكَ [ص: 272] يَا رَبِّ بِفِنَائِكَ، فَقِيرُكَ يَا رَبِّ بِفِنَائِكَ. قَالَ طَاوُسٌ: فَحَفِظْتُهُنَّ؛ فَمَا دَعَوْتُ بِهِنَّ فِي كَرْبٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّي. الحديث: 415 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 416 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ؛ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وبشر المخبتين} [الحج: 34] ؛ قَالَ: الَّذِينَ لَا يَظْلِمُونَ، وَإِذَا ظُلِمُوا لَا يَنْتَصِرُونَ. الحديث: 416 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 417 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَمَلَ قِرْبَةً عَلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ نَفْسِي أَعْجَبَتْنِي؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أُذِلَّهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 417 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 418 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَا: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الشَّامَ؛ لَقِيَهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، وَقَدْ خَلَعَ خُفَّيْهِ وَجَعَلَهُمَا تَحْتَ إِبْطَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الْآنَ تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ! فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ؛ فَلَنْ نَلْتَمِسَ الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ   [صحيح] . الحديث: 418 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 419 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَهُوَ جالس على برذعة حِمَارٍ مُبْتَلَّةٍ   [إسناده حسن] . الحديث: 419 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 420 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا الْمُقْرِئُ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 275] اسْتِقْبَالُ الشَّمْسِ دَاءٌ، وَاسْتِدْبَارُهَا دَوَاءٌ. الحديث: 420 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 421 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمِسْوَرِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: [ص: 276] سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: أُطِيلُ أَمْ أُقْصِرُ؟ فَقَالُوا: أَقْصِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ: حَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ؛ فَدَعُوا الْحَلَالَ لِطُولِ الْحِسَابِ، وَدَعُوا الْحَرَامَ لِطُولِ الْعَذَابِ   [إسناده منقطع] . الحديث: 421 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 422 - نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: [ص: 277] كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ إِذَا حَجَّ لَا يَسْتَظِلُّ، قَالَ: فَلَقِيَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَلَيْسَ لَهُ مَظَلَّةٌ، وَقَدْ أَحْرَقَتْهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ مِنَ الْحَرِّ! قَالَ: فَأَنْشَأَ يَقُولُ: (ضَحَّيْتُ لَهُ كَيْ أَسْتَظِلَّ بِظِلِّهِ ... إِذَا الظِّلُّ أَضْحَى فِي الْقِيَامَةِ قَالِصَا) (وَغَارَتْ نُفُوسُ النَّاسِ عِنْدَ حُلُوقِهِمْ ... يُرِيقُونَ زَيْفًا غَايِرَ الْمَاءِ شَاخِصَا) (هُنَالِكَ قَالَ الْمَرْءُ يَا لَيْتَ أَنَّنِي ... أُرَدُّ وَأُضْحِي قِيلَ قَدْ كُنْتَ قَامِصَا) (وَمَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَنَالَكَ حَرُّهَا ... وَقَدْ كُنْتَ مِنْ حَرِّ الظَّهِيرَةِ حَائِصَا) (لَعَمْرِي لَئِنْ ضَاعَتْ أُمُورٌ بِأَهْلِهَا ... لَيَغْتَبِطَنَّ بِالسَّبْقِ مَنْ كَانَ خَالِصَا) الحديث: 422 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 423 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: [ص: 278] أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ لِمَعْبَدِ بْنِ طَوْقٍ الْعَنْبَرِيِّ: (تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا ... مِنْهَا وَقَدْ حَدَقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ) (نُصَبَتْ حَبَائِلَهَا مِنْ حَوْلِهِ ... فَإِذَا أَتَاهُ يَوْمُهُ لا يُنْظَرُ) (إن امرءاً أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... تَحْتَ التُّرَابِ لِنَوْلِهِ يَتَفَكَّرُ) (تُعْطَى صَحِيفَتُكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا ... فَتَرَى الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ) (حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ ... وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ؟) الحديث: 423 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 424 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بن هارون، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: [ص: 279] شَرُّ الْأَيَّامِ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورِ وَالْأَزْمِنَةِ أَقْرَبُهَا إِلَى الساعة   [إسناده ضعيف] . الحديث: 424 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 424 - / م - قَالَ: نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: نَا يَزِيدُ بن هارون؛ قال: أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَغْضَبُ مَا يَكُونُ قُرْبَ السَّاعَةِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 425 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، نَا عَنْبَسَةُ الْخَوَّاصُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: [ص: 280] قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ! أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَنَحْنُ فِي الْأَرْضِ؛ فَمَا عَلَامَةُ غَضَبِكَ مِنْ رِضَاكَ؟ قَالَ: إِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ؛ فَهُوَ عَلَامَةُ رِضَايَ، وَإِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ؛ فَهُوَ عَلَامَةُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ. الحديث: 425 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 426 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا حَفْصُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ السَّلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمْ يَنْزِلْ عَذَابٌ قَطُّ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَوْمٍ؛ إِلَّا عِنْدَ انْسِلَاخِ الشِّتَاءِ. الحديث: 426 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيُّ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العمي، نا مالك بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: رَأَيْتُ لَكَ رُؤْيَا الْبَارِحَةَ، كَأَنَّهُ سَقَطَ شَعْرُ يَدَيْكَ. فَجَعَلَ ابْنُ سِيرِينَ يُقَلِّبُ يَدَيْهِ وَيَقُولُ: مَا ذَهَبَ بِعَمَلِ يَدِي؟ فَلَمْ يَقُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: ذَهَبَ بِزَرْعِكَ الْمَاءُ. الحديث: 427 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. فَقَالَ: عَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالرَّبِيعُ، وَكَانَ الرَّبِيعُ أَشَدَّ الْقَوْمِ اجْتِهَادًا، وَكَانَ عَبيدة السَّلْمَانِيُّ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ. الحديث: 428 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 429 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُنَخَّلٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص: 282] سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ؟ فقال: كان الأسود صوّاماً، قواماً، كثير الحج، وكان علقمة مع البطيء به (يعني ويُدرك السَّريع) . الحديث: 429 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 430 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ سُرُجَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ (يَعْنِي: الْكُوفَةَ) . الحديث: 430 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 431 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: [ص: 283] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ؛ فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ، فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 431 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 432 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاهِبُ! كَيْفَ تَرَى الدَّهْرَ؟ قَالَ: يُخْلِقُ الْأَبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الْآمَالَ، وَيُبَاعِدُ الْأُمْنِيَّةَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ. فَقَالَ لَهُ: فَكَيْفَ تَرَى أَهْلَهُ؟ قَالَ: مَنْ ظَفِرَ بِهَا نَصَبَ. وَمَنْ فَاتَتْهُ تَعِبَ. قَالَ: فَمَا الْغِنَى عنه؟ قَالَ: قَطْعُ الرَّجَاءِ مِنْهَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيُّ الْأَصْحَابِ أَبَرُّ وَأَوْفَى؟ قَالَ: العمل الصالح والتقى، [ص: 284] قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟ قَالَ: فِي سُلُوكِ الْمَنْهَجِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: بَذْلُ الْمَجْهُودِ، وَخَلْعُ الرَّاحَةِ. قال: قلت: فَأَوْصِنِي. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. الحديث: 432 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 433 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: مَرَرْتُ بِدَيْرٍ؛ فَإِذَا رَاهِبٌ يُنَادِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! هَبْ أَنَّ الْمُسِيءَ قَدْ عُفِيَ عَنْهُ؛ أَلَيْسَ قَدْ فَاتَهُ ثَوَابُ الصَّالِحِينَ؟ ! الحديث: 433 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 434 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: مَرَرْتُ بِدَيْرٍ، فَصِحْتُ: يَا رَاهِبُ! فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ؛ حَتَّى قُلْتُ: يَا صَاحِبَ الدَّيْرِ! فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ [ص: 285] تُجِيبَنِي؟ فَقَالَ: لِأَنَّكَ سَمَّيْتَنِي بِغَيْرِ اسْمِي. قُلْتُ: وَمَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي الْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَإِنَّمَا حَبَسْتُ نَفْسِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِكَيْ لَا أَعْقُرَ النَّاسَ. الحديث: 434 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 435 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 286] : «كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إلا الله رب السماوات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 435 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 436 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ، عن الحسين بن علي: [ص: 287] أنّه زوَّج ابنته من عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَخَلَا بِهَا، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ! انْظُرِي مَا يَدْعُو بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ إِذَا خَلَا. قَالَ: فَكَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَأَتَيْتُ الْحَجَّاجَ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ دَعَا بِالسَّيْفِ وَالنَّطْعِ لِيَضْرِبَ عُنُقِي، فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ لِي: قد جئتني أنا أُرِيدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ؛ فَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ؛ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 436 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 437 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ: [ص: 288] أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى أَبِيهِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ خَلَا فِي بَيْتٍ يَدْعُو إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَأَدْنِنِي مِنَ الْبَابِ حَتَّى أَسْمَعَ كَلَامَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا (كهيعص (1)) [مريم: 1] ! يَا نُورَ النُّورِ! يَا قُدَّوسُ! يَا اللهُ! يَا رَحْمَنُ! (رَدَّدَهَا ثَلَاثًا) ، ثُمَّ قَالَ: اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُحِلُّ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الْقِسَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيْلُ الْأَعْدَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ   [إسناده مظلم] . الحديث: 437 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 438 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ؛ قَالَ: [ص: 289] سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: دُلَّنِي عَلَى جَلِيسٍ أَجْلِسُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: تِلْكَ ضَالَّةٌ لَا تُوجَدُ. الحديث: 438 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 439 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا كُتِبَ فِي الزَّبُورِ: وَيْلٌ لِلظَّلَمَةِ. الحديث: 439 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: الصَّلَاةُ تُبَلِّغُكَ نِصْفَ الطَّرِيقِ، وَالْوُضُوءُ يُبَلِّغُكَ بَابَ الْمَلِكِ، وَالصَّدَقَةُ تُدْخِلُكَ عَلَيْهِ. الحديث: 440 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 290] لَمَّا وُلِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدِينَةَ؛ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَنْ تُعْدَمُوا مِنِّي ثَلَاثَ خِلَالٍ: أَنْ لَا أُجَمِّرَ لَكُمْ جَيْشًا، وَإِنْ أُمِرْتُ فِيكُمْ بِخَيْرٍ عَجَّلْتُهُ لَكُمْ، وَإِنْ أُمِرْتُ فِيكُمْ بِشَرٍّ أَخَّرْتُهُ عَنْكُمْ، وَلَا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حِجَابٌ. فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ كَذَلِكَ، فَلَمَّا عُزِلَ؛ صَعَدَ الْمِنْبَرَ؛ فَبَكَى وَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، وَقَالَ: وَاللهِ؛ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْعَزْلِ وَلَا ضَنّاً بِالْوِلَايَةِ، وَلَكِنْ أَرْبَأُ بِهَذِهِ الْوُجُوهِ أَنْ يَتَبَذَّلَهَا بَعْدِي مَنْ لَا يَرَى لَهَا مِنَ الْحَقِّ مَا كُنْتُ أَرَاهُ، وَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ يَا مَعْشَرَ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَكَمَا قَالَ أَخُو كِنَانَةَ: (فَمَا الْقَيْدُ أَبْكَانِي وَلَا السِّجْنُ شَفَّنِي ... وَلَكِنَّنِي مِنْ خَشْيَةِ النَّارِ أَجْزَعُ) (بَلَى إِنَّ أَقْوَامًا أَخَافُ عَلَيْهِمُ ... إِذَا مُتُّ أَنْ يُعْطُوا الَّذِي كُنْتُ أَمْنَعُ) الحديث: 441 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 442 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إنه بَلَغَنِي أَنَّكَ تَأْذَنُ لِلنَّاسِ جَمًّا غفيراً، فإذا جاءك كِتَابِي هَذَا؛ فَابْدَأْ بِأَهْلِ الْفَضْلِ وَالشَّرَفِ وَالْوُجُوهِ، فَإِذَا أَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ؛ فَأْذَنْ لِلنَّاسِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 442 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - وَوَصَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -؛ فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ عُمَرُ أَعْقَلَ مِنْ أَنْ يَخْدَعَ، وَأَفْطَنَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ   [إسناده معضل] . الحديث: 443 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 444 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذين ظلموا أنفسهم} [إبراهيم: 45] ؛ قَالَ: [ص: 292] عَمِلْتُمْ بِأَعْمَالِهِمْ. الحديث: 444 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 445 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ؛ قَالَ: [ص: 293] بَلَغَنِي أَنَّ عَامَّةَ النَّفَرِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جُنُّوا كُلُّهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الْجُنُونُ لَهُمْ قَلِيلٌ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 445 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 446 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ، نَا الْحِمَّانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: أَحْدَثَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ فَأَبْرَصَ مِنْ سَاعَتِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 446 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 447 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: [ص: 294] قَضَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَاجَةً لِلْحَرْقَةِ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ؛ فَكَانَ مِنْ دُعَائِهَا لَهُ أَنْ قَالَتْ لَهُ: لَا جَعَلَ اللهُ لَكَ إِلَى لَئِيمٍ حَاجَةً، وَلَا أَزَالَ عَنْ كَرِيمٍ نِعْمَةً، وَلَا زَالَتْ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ نِعْمَةٌ؛ إِلَّا جَعَلَكَ اللهُ سَبِيلًا إِلَى رَدِّهَا. الحديث: 447 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 448 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّاهِدُ رَفِيقُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: رَأَى صَاحِبٌ لَنَا رَبَّ الْعِزَّةِ عَزَّ وَجَلَّ! فِي النَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِ بِشْرِ بْنِ [ص: 295] الْحَارِثِ بِقَلِيلٍ، فَقَالَ: قُلْ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: لَوْ سَجَدْتَ لِي عَلَى الْجَمْرِ؛ مَا كُنْتَ تُكَافِئُنِي بِمَا نَوَّهْتُ بِاسْمِكَ فِي النَّاسِ. الحديث: 448 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ؛ قَالَ: بَعَثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ بِشَيْءٍ مِنْ زَكَاتِهِ؛ فَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ: يَا حَمَّادُ! أَنَا وَاللهِ لَمْ أسأل قَطُّ مَنْ يَمْلِكُهَا؛ فَكَيْفَ آخُذُهَا مِمَّنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ ! قَالَ: وَكَانَتْ رَابِعَةُ إِذَا جَالَسَتْنَا لَبِسَتْ ثَوْبًا رَقِيقًا حَتَّى يَمْنَعَهَا الْبَرْدُ مِنَ النَّوْمِ. الحديث: 449 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 296] كَانَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ؛ فَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ، وَكَانَ فِي دَارِهِ بِرْكَةُ مَاءٍ، فَيَجِيءُ، فَيَطْرَحُ نَفْسَهُ مَعَ ثِيَابِهِ فِي الْمَاءِ حَتَّى يَنْفُرَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَاءُ الْبِرْكَةِ فِي الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ جَهَنَّمَ. الحديث: 450 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 451 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فقلتُ له: أوصِني؟ فَقَالَ: اعْمَلْ لِهَذَا الْمَضْجَعِ. الحديث: 451 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 452 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا أَبُو الْأَحْوَصُ، نَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ: [ص: 298] جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَيَدْخُلُ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 452 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 453 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: [ص: 300] نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ؛ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ؛ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن لكل نبي حَوَارياً، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ   [إسناده صحيح] . الحديث: 453 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 453 - / م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: [ص: 301] سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 454 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُمْ: عُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ. الحديث: 454 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 455 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير؛ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ محى الزُّبَيْرُ اسْمَهُ مِنَ الدِّيوَانِ. الحديث: 455 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: اقْتُسِمَ مَالُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَضْرِبُ فِي الْمَغْنَمِ بَأَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٍ لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٍ لِذِي الْقُرْبَى. الحديث: 456 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 457 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ الْغُدَانِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي جَسْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: [ص: 303] مَا تَمَنَّيْتُ شَيْئًا قَطُّ. فَقُلْنَا لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ ! قَالَ: إِذَا عَرَضَ لِي شَيْءٌ مِنْ ذلك سألك رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ؛ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا أَشَدَّ الْوَرَعَ! فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا أَهْوَنَ الْوَرَعَ! قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: إِذَا رَابَنِي شَيْءٌ تَرَكْتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 457 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 458 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قَالَ: جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ؛ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ، وَجَالَسْتُ أَصْحَابَ الْمَوَاعِظِ؛ فَوَجَدْتُ الرِّقَّةَ فِي قَلْبِي؛ وَجَالَسْتُ كِبَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ الْمُرُوءَةَ فِيهِمْ، وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ عَلَى شَيْءٍ لَا يُسَاوِي شَعِيرَةً. الحديث: 458 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 459 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ الْحَرَّانِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ: [ص: 304] أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَإِذَا رآه غضباناً؛ كَتَبَ لَهُ صَحَائِفَ، فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ: ارْحَمِ الْمُسْلِمِينَ، وَاخْشَ الْمَوْتَ، وَاذْكُرِ الْآخِرَةَ. قَالَ فَكُلَّمَا أَخَذَ الْمَلِكُ صَحِيفَةً، قَطَعَهَا حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُهُ. الحديث: 459 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 460 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ ذُو الْقَرْنَيْنِ وَحُمِلَ عَلَى النَّعْشِ؛ اجْتَمَعَتِ الْحُكَمَاءُ حَوَالَيْهِ، فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ؛ حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْحُكَمَاءِ، فَقَالَ: يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ! كُنَّا نَفْخَرُ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ؛ فَقَدْ صِرْنَا السَّاعَةَ نَتَقَذَّرُ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، فَقَدْ أَمِنَ مَنْ كَانَ يَخَافُكَ؛ فَلَيْتَ شِعْرِي! قَدْ أَمِنْتَ مِمَّنْ كُنْتَ تَخَافُهُ؟ !   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 460 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 461 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص: 305] خَرَجَ الْحَسَنُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَإِذَا هُوَ بِالْقُرَّاءِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: ما أجلسكم ها هنا؛ تُرِيدُونَ الدُّخُولَ عَلَى هَؤُلَاءِ؟ أَمَا وَاللهِ مَا مُخَالَطَتُهُمْ بِمُخَالَطَةِ الْأَبْرَارِ، تَفَرَّقُوا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ، خَصَفْتُمْ نِعَالَكُمْ، وَشَمَّرْتُمْ ثِيَابَكُمْ، وجززتم رؤوسكم، فَضَحْتُمُ الْقُرَّاءَ فَضَحَكُمُ اللهُ تَعَالَى، أَمَا وَاللهِ لَوْ زَهِدْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ لَرَغِبُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ رَغِبْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ، فَزَهِدُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ؛ فَأَبْعَدَ اللهُ مَنْ أَبْعَدَ. الحديث: 461 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 462 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 306] إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ يَلْزَمُ بَابَ السُّلْطَانِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ. الحديث: 462 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى قَارِئٍ حَاجَةٌ؛ فَاضْرِبْهُ بِقَارِئٍ مِثْلَهُ. الحديث: 463 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 464 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْعَابِدَ يَقُولُ: سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا التَّوَاضُعُ؟ قَالَ: التَّكَبُّرُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ. الحديث: 464 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 465 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نَا سَلَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِي قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ: الْحِقْدُ، وَالْحَسَدُ، وَالْحِدَّةُ. الحديث: 465 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 466 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا وَعَظَنِي أَحَدٌ أَحْسَنُ مِمَّا وَعَظَنِي طَاوُسٌ، كَتَبَ إِلَيَّ: اسْتَعِنْ بَأَهْلِ الْخَيْرِ يَكُنْ عَمَلُكَ خَيْرًا كُلُّهُ، وَلَا تَسْتَعِنْ بَأَهْلِ الشَّرِّ فَيَكُنْ عَمَلُكَ شَرًّا كُلُّهُ. الحديث: 466 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 467 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ الْقَصِيرَ، فَأَعْطَاهُ وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ وَقَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهُ؟ قَالَ: حَيْثُ أَحْوَجْتُهُ إِلَى مَسْأَلَتِي. الحديث: 467 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 468 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أبي، نَا عَبْدُ الرزاق، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الْحَدِيثَ فِي مَجْلِسٍ مِرَارًا؛ ذَهَبَ ضَوْءُهُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذَا حَدَّثْتَ بالليل، فاخفض من صَوْتَكَ، وَإِذَا حَدَّثْتَ بِالنَّهَارِ؛ فَالْتَفِتْ عَنْ يَمِينِكَ وَشِمَالِكَ. الحديث: 468 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 469 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلُحَا صَلَحَ النَّاسُ: الْقُرَّاءُ، وَالْأُمَرَاءُ. الحديث: 469 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الزُّهْرِيِّ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ لَنَا: اطْلُبُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا نِلْتُمْ، وَإِنْ أَرَدْتُمُ الْآخِرَةَ نِلْتُمْ. الحديث: 470 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 471 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - وَهُوَ جَدُّ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ -؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ سَفَرٍ يُقَالُ لَهُ هِنْدُ بْنُ عَوْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ؛ مَهَّدَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فِرَاشًا، فَنَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ لَهُ سَاعَةٌ يُصَلِّي فِيهَا مِنَ اللَّيْلِ، فَنَامَ عَنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ حَلَفَ أَنْ لَا يَنَامَ عَلَى فِرَاشٍ أَبَدًا. الحديث: 471 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 472 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ زِيَادٍ الْمُصَفَّرِ - وَهُوَ مَوْلَى مُصْعَبٍ -، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ ركزا} [مريم: 98] ؛ قَالَ: [ص: 310] ذَهَبَ النَّاسُ؛ فَلَا صَوْتٌ، وَلَا عَيْنٌ. الحديث: 472 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 473 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: لِمَ لَا تَغْسِلُ قَمِيصَكَ؟ قَالَ: الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ. الحديث: 473 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 474 - حَدَّثَنَا محمد بن الفرج، نَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَوْحَشَتِ الْبِلَادُ وَاسْتَوْحَشَتْ، وَلَا أَرَاهَا تَزْدَادُ إِلَّا وَحْشَةً. الحديث: 474 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 475 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ بُرَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) [الفجر: 27] ؛ قَالَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَحِمَهُ اللهُ. الحديث: 475 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 476 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: [ص: 312] لَمَّا ثَقُلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! لأَيِّ شَيْءٍ تَجْزَعُ؟ ! تَقَدَّمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمَا أَبَوَاكَ، وَعَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَعَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا أُمَّاكَ، وَعَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمَا عَمَّاكَ! فَقَالَ: يَا أَخِي! إِنِّي أُقْدِمُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ أُقْدِمْ عَلَى مِثْلِهِ. الحديث: 476 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 477 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولَانِ: نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَابِيُّ: أَوْصِنِي! قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَاللهِ؛ لَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي وَزْنُ هَذِهِ الأسطوانة ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ [ص: 313] وَجَلَّ، وَوَاللهِ! لَوَدِدْتُ أَنَّ جِسْمِي قُرِضَ بِالْمَقَارِيضِ وَأَنَّ هَذَا الْخَلْقَ أَطَاعُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 477 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 478 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، نَا يُوسُفُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَأَلَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: كَمَا تُحِبُّ. قَالَ لَهُ: لَا تَقُلْ كَمَا تُحِبُّ؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ لِمَنْ أُحِبُّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا. الحديث: 478 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 479 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ [ص: 314] : (إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا ... نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ) (فَمَا لَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ شَيْءٌ سِوَى الَّذِي ... تَزَوَّدْتَهُ يَوْمَ الْحِسَابِ إِلَى الْحَشْرِ) أَرَادَ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ قَدِمْتَ الْآخِرَةَ فَنَظَرْتَ إِلَى ثَوَابِ الْعَامِلِينَ؛ نَدِمْتَ عَلَى تَفْرِيطِكَ فِي الدُّنْيَا. الحديث: 479 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أنّ رجلاً كان فِيمَا خَلَا مِنَ الزَّمَانِ وَكَانَ عَاقِلًا لَبِيبًا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ جَمَعَ بَنِيهِ وَقَوْمَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَإِذَا اطَّلَعْتُمْ مِنَ الرَّجُلِ عَلَى رِيبَةٍ؛ فَاحْذَرُوهَا؛ فَإِنَّ لَهَا إِخْوَانً. الحديث: 480 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 481 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ، عَنْ مُكْرَمِ بْنِ يُوسُفَ الْعَابِدِ؛ قَالَ: [ص: 315] أُوحِيَ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ قِفْ عَلَى الْمَدَائِنِ وَالْحُصُونِ، فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي حَرْفَيْنِ، قُلْ لَهُمْ: لَا تَأْكُلُونَ إِلَّا حَلَالًا، وَلَا تَتَكَلَّمُونَ إِلَّا الْحَقَّ. آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الرابع والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 481 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرّاء إجازةً، أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضرَّاب الغسانيَّ سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءةً عليه في منزله: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدِّينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع، سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 482 - نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الْأَزْدِيِّ؛ قَالَ: [ص: 324] كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ، أَمَّا بَعْدُ؛ يَا أَخِي! إِنِّي أُبنئتُ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعَبْدُ مِنَ اللهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خَدِمَ؛ وَقَعَ عَلَيْهِ الْحِسَابُ» ، وَإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلَتْنِي أَنْ أَشْتَرِيَ لَهَا خَادِمًا وَكُنْتُ لِذَلِكَ [ص: 325] مُوسِرًا، وَإِنِّي خِفْتُ الْحِسَابَ. يَا أَخِي! إِيَّاكَ أَنْ تَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحِسَابٌ عَلَيْنَا، فإن عِشْنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَهْرًا طَوِيلًا، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا أَحْدَثْنَا، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 482 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ؛ قَالَ: [ص: 326] رَأَيْتُ أُصْبُعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّتِي وَقَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَلَّاءَ   [إسناده ضعيف، وهو صحيح من طريق آخر] . الحديث: 483 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 484 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ: [ص: 327] أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِسَبْعِ مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ حَمَلَهَا، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا الرَّسُولَ؛ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تَبِيتُ هَذِهِ فِي بَيْتِهِ لَا يَدْرِي مَا يُطْرِقُهُ مِنَ اللهِ لَغَرِيرٌ بِاللهِ. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولَهُ يَخْتَلِفُ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ يُقَسِّمُهَا؛ فَمَا أَصْبَحَ وَعِنْدَهُ مِنْهَا دِرْهَمٌ   [إسناده ضعيف والأثر صحيحٍ] . الحديث: 484 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الحُميدي، نا سفيان، عن عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص: 328] كَانَ غَلَّةُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ وَافٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 485 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 486 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: [ص: 329] قَالَ عِيسَى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَكَّرْتُ فِي الخَلْقِِ؛ فَوَجَدْتُ مَنْ لَمْ يُخْلَقْ أَغْبَطُ عِنْدِي مِمَّنْ خُلِقَ. الحديث: 486 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 487 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ: لِيُنْزِلْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ فَأَقَالَهُ، فَيَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 487 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 488 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ تَعَالَى. قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ: الرَّمَادَ. الحديث: 488 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 489 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: [ص: 330] لَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطَاعُ وَأَنِّي عَبْدٌ مَمْلُوكٌ   [إسناده صحيح] . الحديث: 489 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 490 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: [ص: 331] خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ؛ فَمَا ضَرَبَ قِسْطَاطًا وَلَا خِبَاءً حَتَّى رَجَعَ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ؛ يُلْقَى لَهُ كِسَاءٌ أَوْ نطعٌ على الشجر، فَيَسْتَظِلُّ بِهِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 490 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يقول: بلغني أنّ ابن أُمِّ مَكْتُومٍ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ إِذَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ؛ قَامَ بِنَفْسِهِ فَوَضَعَ الصَّدَقَةَ مِنْ يَدِهِ فِي يَدِ السَّائِلِ، وَكَانَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ يَدْفَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 491 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 492 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، نَا ضَمْرَةُ، نَا هِلَالٌ؛ قَالَ: [ص: 332] رُبَّمَا أَمَرَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لِلسَّائِلِ بِالدِّرْهَمِ أَوْ بِشَيْءٍ وَنَحْنُ فِي الْحَلْقَةِ، فَتَمُرُّ عَلَى أَيْدِينَا حَتَّى أَكُونَ أَنَا آخِرُ مَنْ تَمُرُّ عَلَى يَدِهِ، يُرِيدُ أَنْ يُشْرِكَنَا فِي الْأَجْرِ. الحديث: 492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 493 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، نَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَفْهَمُونَ فِيهِ الْكَلَامَ. الحديث: 493 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 494 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عُمَرَ، نَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ في قوله جلّ وعزّ: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ للمُتَّقِينَ (138)) [آل عمران: 138] ؛ قَالَ: [ص: 333] بَيَانٌ مِنَ الْعَمَى، وَهُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَمَوْعِظَةٌ مِنَ الْجَهْلِ   [صحيح] . الحديث: 494 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 495 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَزْهَرُ الْأَنْصَارِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَيَسْتَجيبُ الذِينَ ءامنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [الشورى: 26] ؛ قَالَ: يُشَفِّعُهُمْ فِي إِخْوَانِهِمْ، {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} . قَالَ: يُشَفِّعُهُمْ فِي إِخْوَانِ إِخْوَانِهِمْ   [إسناده واهٍ] . الحديث: 495 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 496 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 334] الْمِزَاحُ يَذْهَبُ بِالْمُرُوءَةِ. الحديث: 496 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 497 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، نَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: أَرَدْتُ سَفَرًا؛ فَقَالَ لِي الْأَعْمَشُ: سَلْ رَبَّكَ وَاشْتَرِطْ أَنْ يَرْزُقَكَ صَحَابَةً صَالِحِينَ؛ فَإِنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَنِي، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ، فسألت ربي أَنْ يَرْزُقَنِي صَحَابَةً وَلَمْ أَشْتَرِطْ فِي دُعَائِي، فَاسْتَوَيْتُ أَنَا وَهُمْ فِي السَّفِينَةِ، فَإِذَا هُمْ أَصْحَابُ طَنَابِيرَ. الحديث: 497 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 498 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْوَصَّافِيَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: [ص: 335] أَكْرَمُ مَا يَكُونُ عَلَيَّ صَاحِبِي إِذَا كَثُرَتْ أَيَادِيَّ عِنْدَهُ. الحديث: 498 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 499 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ الْفَزَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ: [ص: 336] مَا شَتَمْتُ أَحَدًا قَطُّ وَلَا رَدَدْتُ سَائِلًا قَطُّ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْأَلُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا كَرِيمٌ أَصَابَتْهُ خَصَاصَةٌ وَحَاجَةٌ؛ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ سَدَّ خُلَّتَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى حَاجَتِهِ، وَإِمَّا لَئِيمٌ أُفْدِي عِرْضِي مِنْهُ، وَإِنَّمَا يَشْتُمُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ: كَرِيمٌ كَانَتْ مِنْهُ هَفْوَةً أَوْ زَلَّةً؛ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَفَرَهَا وَأَخَذَ بِالْفَضْلِ عَلَيْهِ فِيهَا، وَإِمَّا لَئِيمٌ؛ فَلَمْ أَكُنْ لِأَجْعَلَ عِرْضِي لَهُ غَرَضاً، وَمَا مَدَدْتُ يدي بين يدي جَليس لي قَطُّ فَيَرَى أَنَّ ذَلِكَ اسْتِطَالَةٌ مِنِّي عَلَيْهِ، وَلَا قَضَيْتُ لِأَحَدٍ حَاجَةً إِلَّا رَأَيْتُ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيَّ حَيْثُ جَعَلَنِي فِي مَوْضِعِ حَاجَتِهِ. قَالَ: وَأَتَى الْأَخْطَلُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَسَأَلَهُ حَمَالَاتٍ عَنْ قَوْمِهِ، فَأَبَى وَعَرَضَ عَلَيْهِ نِصْفَهَا، فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَأَتَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ، فَسَأَلَهُ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا عَرَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَتَى أَسْمَاءَ بْنَ خَارِجَةَ فَحَمَلَهَا عَنْهُ كُلَّهَا، فَقَالَ فِيهِ: (إِذَا مَا مَاتَ خَارِجَةُ بْنُ حِصْنٍ ... لَا قَطَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ السَّمَاءُ) [ص: 337] (وَلَا رَجَعَ الْبَشِيرُ بِغُنْمِ جَيْشٍ ... وَلَا حَمَلَتْ عَلَى الطُّهْرِ النِّسَاءُ) (فَيَوْمًا مِنْكَ خَيْرٌ مِنْ رِجَالٍ ... كَثِيرٍ حَوْلَهُمْ نَعَمٌ وَشَاءُ) (فَبُورِكَ فِي بَنِيْكَ وَفِي أَبِيهِمْ ... وَإِنْ كَثُرُوا وَنَحْنُ لَكَ الْفِدَاءُ) فَبَلَغَتْ الْقِصَّةُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَقَالَ: عَرَّضَ بِنَا النَّصْرَانِيُّ الْخَبِيثُ. الحديث: 499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 500 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَكُونُ فِي زَمَانٍ فَأَبْكِي فيه؛ فَيَأْتِي زَمَانٌ فَأَبْكِي عَلَيْهِ - يَعْنِي الْأَوَّلَ -. الحديث: 500 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 501 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ، نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: [ص: 338] يُطَوَّلُ الْكَلَامُ لِيُفْهَمَ، وَيُوجَزُ لِيُحْفَظَ. الحديث: 501 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 502 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَذُكِرَ عُثْمَانُ؛ فَذَكَرَ فَضْلَهُ وَسَابِقَتَهُ وَقَرَابَتَهُ حَتَّى تَرَكَهُ أَنْقَى مِنَ الزُّجَاجَةِ، ثُمَّ ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرَ فَضْلَهُ وَسَابِقَتَهُ وَقَرَابَتَهُ حَتَّى تَرَكَهُ أَنْقَى مِنَ الزُّجَاجَةِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ هَذَيْنِ؛ فَلْيَذْكُرْهُمَا هَكَذَا أَوْ فَلْيَدَعْ. الحديث: 502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 503 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ: أَنَّ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيٍّ قَالَ: [ص: 339] مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَنْزِلَ دَارَ مَعْجَزَةٍ فَأَسْمَنَ وَأَلْبَنَ، قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَتَّخِذَ الْعَجْزَ عَادَةً. الحديث: 503 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 504 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا تَمِيمٌ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: أَظُنُّهُ ابْنَ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ شِهَابٍ! أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: 101] ؟ مَا هُنَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: الطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَيَدُهُ، وَالْبَحْرُ، وَالطَّمْسَةُ، وَعَصَاهُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَكَذَا يَكُونُ الْعِلْمُ يَا ابْنَ شِهَابٍ! قَالَ: ثم قَالَ لِغُلَامٍ: ائْتِنِي بِالْخَرِيطَةِ. فَأَتَى بِخَرِيطَةٍ مَخْتُومَةٍ فَفَكَّهَا، ثُمَّ نَثَرَ مَا فِيهَا؛ فَإِذَا فِيهَا دَرَاهِمُ وَدَنَانِيرُ وَتَمْرٌ وَجَوْزٌ وَعَدَسٌ وَفُولٌ، فَقَالَ: كُلْ يَا ابْنَ شِهَابٍ! فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ حِجَارَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ! قَالَ: هَذَا مِمَّا أَصَابَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ في مصر؛ إذا كَانَ وَالِيًا عَلَيْهَا، وَهُوَ مِمَّا طَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. الحديث: 504 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، نَا النَّضْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: مَا أَفْظَعَ الْمَوْتَ وَأَبْعَدَ السَّبَا، وَأَشَدُّ مِنْهُمَا فَقِيرٌ يَتَمَلَّقُ صَاحِبَ مَالٍ ثُمَّ لَا يُعْطِيهِ شَيْئًا. الحديث: 505 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 506 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ حَارِسَانِ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ زمن زياد يحرسان، أعرابيّان، فَاقْتَسَمَا اللَّيْلَةَ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ، يَقُومُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ أَحَدُهُمَا؛ فَيُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيَذْكُرُ اللهَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي آخِرِ كَلَامِهِ: (هَلْ ذَاكِرٌ لِلَّهِ يُحْيِي بِهِ ... قَلْبًا طَوِيلَ السُّقْمِ وَالدَّاءِ) فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا اسْتَبْكَى وَذَكَرَ اللهَ؛ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ الْآخَرُ، فَيُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيَذْكُرُ اللهَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي آخِرِ كَلَامِهِ [ص: 341] : (هَلْ قَائِمٌ لِلَّهِ فِي لَيْلِهِ ... يَسْأَلُهُ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ) وَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: وَيُسْمَعَ الْبُكَاءُ وَالنَّحِيبُ مِنَ الْمَنَازِلِ. الحديث: 506 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 507 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن داود، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعَ أَعْرَابِيٌّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] ؛ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاللهِ! مَا أَنْقَذَهُمْ مِنْهَا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُمْ فِيهَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خُذْهَا مِنْ غَيْرِ فَقِيهٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 508 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْأَبَّارُ، قَالَ الْأَعْمَشُ: [ص: 342] إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفَعَ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَأَنَا مِمَّنْ رَفَعَنِي اللهُ بِالْقُرْآنِ، لَوْلَا ذاك؛ لَكَانَ عَلَى عُنُقِي دَنُّ صَحْنَاءَ أَطُوفُ بِهَا فِي أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ. الحديث: 508 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 509 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ زَمْزَمَ: «أَنَّهُ لِمَا شُرِبَ لَهُ» ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَلَيْسَ [ص: 343] الْحَدِيثُ صَحِيحًا الَّذِي حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي زَمْزَمَ أَنَّهُ لِمَا شُرِبَ لَهُ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: نَعَمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ: فَإِنِّي قَدْ شَرِبْتُ الْآنَ دَلْوًا مِنْ زَمْزَمَ عَلَى أنك تحدثني بمئة حَدِيثٍ. فَقَالَ سُفْيَانُ: اقْعُدْ. فحدثه بمئة حَدِيثٍ. الحديث: 509 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 510 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُسْتَعْجِلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ أَذْكُرُكَ بِهِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ يَحْيَى، فَقَالَ: اذْكُرْنِي أَنَّكَ سَأَلْتَنِي أَنْ أُحَدِّثَكَ فَلَمْ أَفْعَلْ. الحديث: 510 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 511 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّهُمْ أَوَوْا إِلَى فُرُشِهِمْ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا عَذَابُ اللهِ، فَلَمَّا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ؛ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ - بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ صَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ -! فَوَثَبُوا مِنْ فُرُشِهِمْ فَزِعِينَ مَذْعُورِينَ، فَخَرَجُوا يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى فُرُشِهِمْ، فَلَمَّا مَضَى الثُّلُثُ الْأَوْسَطُ نُودُوا مِثْلَهَا: يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ! فَوَثَبُوا عَنْ فُرُشِهِمْ، فَخَرَجُوا يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى فُرُشِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ انْقِضَاءِ الثُّلُثِ الْآخِرِ؛ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ! {كُونُوا قِرَدَةً خاسئين} [البقرة: 65] . الحديث: 511 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 512 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، نَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ؛ قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ مُسِخَ، يَكُونُ لَهُ نَسْلٌ؟ قَالَ: «مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ وَلَا عَقِبٌ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 512 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 513 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْأَرْضِ؛ قِيلَ لَهُ: لَنْ تَأْكُلَ الْخُبْزَ بِالزَّيْتِ حَتَّى تَعْمَلَ عَمَلًا مِثْلَ الْمَوْتِ. الحديث: 513 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 514 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، نَا الْعَلَاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ؛ قَالَ: مَرَّ أُوَيْسٌ الْقُرَنِيُّ عَلَى قَصَّارٍ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَرَحِمَهُ أُوَيْسٌ وَجَعَلَ يَبْكِي، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْقَصَّارُ، فَقَالَ: يَا أُوَيْسُ! لَيْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ لَمْ تُخْلَقْ. قَالَ: فَمَا سَمِعَ جَوَابًا أسرع مِنْهُ. الحديث: 514 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، نَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: [ص: 347] مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ، قَالَ: «أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْمُثْلَةَ أَنْ يَنْذُرَ الرَّجُلُ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا؛ فَلْيُهْدِ بَدَنَةً وَلْيَرْكَبْ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 515 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى؛ قَالَ: [ص: 357] بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ أَتَاهُ آتٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إني ها هنا شَابًّا يَجُودُ بِنَفْسِهِ يُقَالُ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ فَلَا يَسْتَطِيعُ. قَالَ: فَنَهَضَ وَنَهَضَ مَنْ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «يَا شَابُّ! قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» . قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: «لِمَ؟» قَالَ: أُقْفِلَ عَلَى قَلْبِي، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا عَمَّى الْقُفْلُ [قَلْبِي] . قَالَ: «لِمَ؟» قَالَ: بِعُقُوقِي وَالِدَتِي. قَالَ: «أَحَيَّةٌ وَالِدَتُكَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَرْسِلْ إِلَيْهَا، فَلَمَّا جَاءَتْ؛ قَالَ: «هَذَا ابْنُكِ؟» ، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: «أَرَأَيْتِ إِنْ أُجِّجَتْ نَارٌ ضَخْمَةٌ، فَقِيلَ لَكِ: اسْتَغْفِرِي لَهُ أَمْ تُلْقِينَهُ فِيهَا؟» ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِذًا أَشْفَعُ لَهُ. فَقَالَ: «فَأَشْهِدِي اللهَ وَأَشْهِدِينِي بِرِضَاكِ عَنْهُ» . قَالَتْ: اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ رَسُولَكَ بِرِضَايَ عَنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا شَابُّ! قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَكَ [بِي] مِنَ النَّارِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 516 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 517 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: [ص: 358] أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقْتَ الصَّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ: لَا تَعْجَلْ حَتَّى تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَفُوتَنِي أَصْحَابِي. فَقَالَ لَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: أَخْشَى أَنْ يَفُوتَنِي أَصْحَابِي. فَقَالَ: لَنْ يَفُوتَكَ أَصْحَابُكَ. ثُمَّ عَجَلَ حَتَّى خَرَجَ قَبْلَ الصَّلَاةِ؛ فَكَانَ سَعِيدٌ يَسْأَلُ عَنْهُ: هَلْ قَدِمَ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا، حَتَّى قَدِمَ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ رِجْلَهُ انْكَسَرَتْ، فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّهُ أَنْ سَيُصِيبُهُ ذَلِكَ. الحديث: 517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 518 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، وَكَانَ قَائِدًا مِنْ قُوَّادِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، فَسَقَطَ مِنَ السَّطْحِ، فَانْكَسَرَتْ رِجْلَاهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو قِلَابَةَ، فَعَادَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خَيْرَةً. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا قِلَابَةَ! وَأَيُّ خَيْرَةٍ فِي كَسْرِ رِجْلَيَّ جَمِيعًا؟ فَقَالَ: مَا سَتَرَ اللهُ عَلَيْكَ أَكَثْرُ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ؛ وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ ابْنِ زِيَادٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُقَاتِلَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي. قَالَ ذَلِكَ لِلرَّسُولِ، فَمَا كَانَ إِلَّا سَبْعًا حَتَّى وَافَى الْخَبَرُ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا قِلَابَةَ، لَقَدْ صَدَقَ، إِنَّهُ كَانَ خَيْرَةً لِي. الحديث: 518 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 519 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دُكَيْنٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [ص: 361] سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ، وَمِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَفِيهِمْ تَعُودُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 519 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ: ثَلَاثَةٌ لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ: لَا يُعْرَفُ الْحَلِيمُ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ، وَلَا الشُّجَاعُ إِلَّا فِي الْحَرْبِ، وَلَا الْأَخُ إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 521 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا لِبَعْضِهِمْ: (أَنْتَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ... صَاحِبِكَ الدَّهْرَ أَخُوهْ) (فَإِذَا اجتجت إِلَيْهِ ... سَاعَةً مَجَّكَ فُوهْ) الحديث: 521 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 522 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: صَاحِبُ السُّوءِ جَذْوَةٌ مِنَ النَّارِ , الحديث: 522 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 523 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ أَبِي زَيْدٍ النُّمَيْرِيِّ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: (عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَإِنَّ الْقَرِينَ بِالْمُقَارَنِ مُقْتَدِ) الحديث: 523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 524 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لَا تُؤَاخِيَنَّ مَنْ مَوَدَّتُهُ لَكَ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِهِ إِلَيْكَ؛ فَعِنْدَ ذَهَابِ الْحَاجَةِ ذَهَابُ الْمَوَدَّةِ. الحديث: 524 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 525 - حَدَّثَنَا أحمد؛ قال: وسمعت ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَلَى فَصِّ مَلِكِ الْهِنْدِ مَكْتُوبٍ: مَنْ وَدَّكَ لِأَمْرٍ؛ وَلَّى مَعَ انْقِضَائِهِ. الحديث: 525 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 526 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ [ص: 364] : (أَرَى نَفْسِي تَتُوقُ إِلَى أُمُورٍ ... وَيَقْصُرُ دُونَ مَبْلَغِهِنَّ مَالِي) (فَنَفْسِي لَا تُطَاوِعُنِي بِبُخْلٍ ... وَمَالِي لَيْسَ يَبْلُغُهُ فِعَالِي) الحديث: 526 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ لِبَعْضِ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: (وَلَا أَقُولُ نَعَمْ يَوْمًا فَأُتْبِعُهَا بِلَا ... وَلَوْ ذَهَبَتْ بِالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ) (وَلَا ائتُمِنْتُ عَلَى سِرٍّ فَبُحْتُ بِهِ ... وَلَا مَدَدْتُ إِلَى غَيْرِ الْجَمِيلِ يَدِي) الحديث: 527 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 528 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أنشدنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (إِذَا كَانَ لِي شَيْئَانِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... فَإِنَّ لِجَارِي مِنْهُمَا مَا تَخَيَّرَا) (وَفِي وَاحِدٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ وَاحِدٍ ... أَرَاهُ لَهُ أَهْلًا وَإِنْ كُنْتُ مُعَسِّرَا) الحديث: 528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 529 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: أنشدنا محمد بن منصور البغدادي [ص: 365] : (وَلَوْ خَذَلَتْ أَمْوَالُهُ جُودَ كَفِّهِ ... لَقَاسَمَ مَنْ يَرْجُوهُ بَعْضَ حَيَاتِهِ) (وَلَوْ لَمْ يَجِدْ فِي الْعُمْرِ قِسْماً لزائرٍ ... جَادَ لَهُ بِالشَّطْرِ مِنْ حَسَنَاتِهِ) الحديث: 529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 530 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِلْفَرَزْدَقِ: (إِنَّ الْمَهَالِبَةَ الْكِرَامَ تَحَمَّلُوا ... دَفْعَ الْمَكَارِهِ عَنْ ذَوِي الْمَكْرُوهِ) (زَانُوا قَدِيمَهُمُ بِحُسْنِ حَدِيثِهِمْ ... وَكَرِيمَ أَخْلَاقٍ بِحُسْنِ وُجُوهِ) الحديث: 530 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 531 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [ص: 366] أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ يُجَالِسُهُ رَجُلٌ يُطِيلُ الصَّمْتَ حَتَّى أُعْجِبَ بِهِ الْأَحْنَفُ، ثُمَّ إِنَّهُ تَكَلَّمَ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ! أَتَقْدِرُ أَنْ تَمْشِيَ عَلَى شُرُفِ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: فَتَمَثَّلَ الْأَحْنَفُ: (وَكَائِنٌ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٌ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ) الحديث: 531 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 532 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيَّ يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِ النَّاسِ: «الْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ» ؛ قَالَ: هُوَ ضَبَّةُ بْنُ أُدٍّ وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ: سَعْدٌ وَسُعَيْدٌ، فَخَرَجَا فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُمَا، فَرَجَعَ سَعْدٌ وَلَمْ يَرْجِعْ سُعَيْدٌ، فَكَانَ ضَبَّةُ كُلَّمَا رَأَى شَخْصًا قَالَ: «أَسَعْدٌ أَمْ سُعَيْدٌ» . ثُمَّ إِنَّ ضَبَّةَ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَتَيَا عَلَى مَكَانٍ، فَقَالَ الْحَارِثُ. لِضَبَّةَ: أَتَرَى هَذَا الْمَوْضِعَ؛ فَإِنِّي لَقِيتُ فَتًى مِنْ هَيْئَتِهِ وَحُسْنِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ هَذَا السَّيْفَ مِنْهُ، وَإِذَا هِيَ صِفَةُ سُعَيْدٍ ابْنِهِ. فقال له: أرني السَّيفِ. فناوله السّيف، فعرف أنه سيف ابنه؛ فَقَالَ عِنْدَهَا: «إِنَّ الْحَدِيثَ لَهُ شُجُونٌ» . ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الْحَارِثَ فَقَتَلَهُ، فَلَامَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: «سَبَقَ السَّيْفُ الْعَذَلَ» ، وَفِيهِ يَقُولُ [ص: 368] الْفَرَزْدَقُ: (لَا تَأْمَنَنَّ الْحَرْبَ إِنَّ اسْتِعَارَهَا ... كَضَبَّةَ إِذْ قَالَ الْحَدِيثُ شُجُونُ) الحديث: 532 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 533 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِ الْعَرَبِ: «ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيًا» ، سَبَبُهُ أَنَّ رَجُلًا حَمَلَ عَلَى رَجُلٍ لِيَقْتُلَهُ، وَكَانَ فِي يَدِ الْمَحْمُولِ عَلَيْهِ رُمْحٌ، فَأَنْسَاهُ الدَّهَشُ وَالْفَزَعُ مَا فِي يَدِهِ، فَقَالَ الْحَامِلُ: أَلْقِ الرُّمْحَ، فَقَالَ: أَلَا أَرَى مَعِي الرُّمْحَ وَأَنَا لَا أَشْعُرُ، «ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيًا» ، ثُمَّ كَرَّ عَلَى صَاحِبِهِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، وَالْحَامِلُ صَخْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَالْمَحْمُولُ عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ الصَّعْقِ. الحديث: 533 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 534 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قال: [ص: 369] قيل للعجَّاج: إِنَّكَ لَا تُحْسِنُ الْهِجَاءَ. فَقَالَ: إِنَّ لَنَا أَحْلَامًا تَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نَظْلِمَ، وَأَحْسَابًا تَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نُظْلَمَ، وَهَلْ رَأَيْتَ بَانِيًا إِلَّا وَهُوَ عَلَى الْهَدْمِ أَقْدَرُ مِنْهُ عَلَى الْبِنَاءِ؟ ! الحديث: 534 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ، أَنْشَدَنِي صَاحِبٌ عَنْ رِوَايَةِ الْفَرَزْدَقِ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: (لَوْ كُنْتُ أَعْجَبُ مِنْ شَيْءٍ لَأَعْجَبَنِي ... سَعْيُ الْفَتَى وَهُوَ مَخْبُوءٌ لَهُ الْقَدَرُ) (يَسْعَى الْفَتَى لِأُمُورٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا ... وَالنَّفْسُ واحدةٌ والهمُّ مُنْتَشِرُ [ص: 370] ) (وَالْمَرْءُ مَا عَاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلُ ... لَا تَنْتَهِي الْعَيْنُ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْأَثَرُ) الحديث: 535 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْآجُرِّيُّ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرْتَدِي رِدَاءً بِأَلْفٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 536 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَشْيَخَةَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُمُ الْغَدَائِرُ، وَعَلَيْهِمُ الْمُوَرَّدُ وَالْمُعَصْفَرُ، وَفِي أيديهم المخاصِرْ وبها آثار الْحِنَّاءُ، وَدِينُ أَحَدِهِمْ أَبْعَدُ [ص: 371] مِنَ الثُّرَيَّا إِذَا أُرِيْدَ دِينُهُ. الحديث: 537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِأَصْحَابِ الصُّوفِ: وَاللهِ! لَئِنْ كَانَ لِبَاسُكُمْ وَفْقًا لِسَرَائِرِكُمْ، لَقَدْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَقَدْ كَذَبْتُمْ. الحديث: 538 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 539 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 372] يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! صِفْ لَنَا الدُّنْيَا. قَالَ: وَمَا أَصِفُ لَكَ مِنْ دَارٍ مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنْ، وَمَنْ سَقَمَ فِيهَا نَدِمَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، حَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ؟ !   [إسناده ضعيف] . الحديث: 539 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقِ، نَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَلَيْلَتُهُ قَبْلَهُ إِلَّا يَوْمُ عَرَفَةَ؛ فَإِنَّ لَيْلَتَهُ بَعْدَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنْ سَعَادَةِ الْعَبْدِ، أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ صَالِحَةً، وَوَلَدُهُ [ص: 374] أَبْرَارًا، وَخُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ، وَمَعِيشَتُهُ فِي بَلَدِهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 541 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ: اللهُمَّ! لَا تُدْخِلْنَا النَّارَ بَعْدَ أَنْ أَسْكَنْتَ قُلُوبَنَا تَوْحِيدَكَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَفْعَلَ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ؛ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَادَيْنَاهُمْ فِيكَ فِي الدُّنْيَا. الحديث: 542 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 543 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: لَوْ لَمْ يَبْكِ الْعَاقِلُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا؛ إِلَّا عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ لَذَّةِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمْرِهِ، لَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُبْكِيَهُ ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! إِنَّمَا يَبْكِي عَلَى لَذَّةِ مَا مَضَى مَنْ وَجَدَ الْإِيمَانَ فَقَالَ: صَدَقْتَ. [ص: 375] قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَهْلُ الطَّاعَةِ بِلَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللهْوِ بِلَهْوِهِمْ، وَرُبَّمَا اسْتَقْبَلَنِي الْفَرَحُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا رَأَيْتُ الْقَلْبَ يَضْحَكُ ضَحِكًا. الحديث: 543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، نَا ضَمْرَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ؛ قَالَ: [ص: 376] كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ سَجْدَةٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَمَلَةَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ آدَمَ جَسِيمًا، رَأَيْتُ لَهُ مَسْجِدًا كَبِيرًا فِي وَجْهِهِ. الحديث: 544 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَمُرُّ بِالْآيَةِ مِنْ وِرْدِهِ بِاللَّيْلِ؛ فَيَسْقُطُ حَتَّى يُعَادَ مِنْهَا أَيَّامًا كَثِيرًا كَمَا يُعَادُ الْمَرِيضُ. الحديث: 545 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي بِنَاءِ مَنْزِلٍ يَسْكُنُهُ، فَوَقَّعَ فِي كِتَابِهِ: ابْنِ مَا يَسْتُرُكَ مِنَ الشَّمْسِ، وَيُكِنُّكَ مِنَ الْغَيْثِ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ قُلْعَةٍ. [ص: 377] وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ: كُنْ لِرَعِيَّتِكَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَمِيرُكَ. الحديث: 546 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 547 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ السُّرِّيِّ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمَ مَاتَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ فِي كَلَامٍ لَهُ: إِنَّ دَاوُدَ نَظَرَ بِقَلْبِهِ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ آخِرَتِهِ، فَأَغْشَى بَصَرُ الْقَلْبِ بَصَرَ الْعَيْنِ، فَكَانَ كَأَنَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَّا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا دَاوُدُ! مَا أَعْجَبَ شَأْنَكَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ! أَهَنْتَ نَفْسَكَ وَأَنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ إِكْرَامَهَا، وَأَتْعَبْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ رَاحَتَهَا، أَخْشَنْتَ الْمَطْعَمَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ طَيِّبَهُ، وَأَخْشَنْتَ الْمَلْبَسَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ لَيِّنَهُ، ثُمَّ أَمَتَّ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ، وَقَبَرْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُقْبَرَ، وَعَذَّبْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُعَذَّبَ، وَأَتْعَبْتَ الْعَابِدَ مِنْ بَعْدِكَ، سَجَنْتَ نَفْسَكَ فِي بَيْتِكَ، وَلَا مُحَدِّثَ لَكَ، وَلَا جَلِيسَ مَعَكَ، وَلَا فِرَاشَ تَحْتَكَ، وَلَا سِتْرَ عَلَى بَابِكَ، وَلَا قُلَّةً تُبَرِّدُ فِيهَا مَاءَكَ، وَلَا صُحْفَةً يَكُونُ لَكَ فِيهَا غَدَاؤُكَ وَعَشَاؤُكَ، وَمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَلَا لَيِّنَ الثِّيَابِ؛ بَلْ أَنْسَاكَ ذَلِكَ كُلَّهُ هَوْلُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَزَفِيرُ جَهَنَّمَ وَقُيُودُهَا وَسَلَاسِلُهَا وَأَنْكَالُهَا وَأَغْلَالُهَا؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُضَيَّعُ سَعْيَ الْمُطِيعِينَ، وَلَا يَنْسَى إِنَابَتَهُمْ وَبُكَاءَهُمْ [ص: 378] آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ. الحديث: 547 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: الْمُسْتَغْنِي بِالدُّنْيَا عَنِ الدُّنْيَا كَالْمُطْفِئِ النَّارَ بِالتِّبْنِ. الحديث: 548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِحُبيّ الْمَدِنِيَّةِ: مَا الْجُرْحُ الَّذِي لَا يَنْدَمِلُ؟ قَالَتْ: حَاجَةُ الْكَرِيمِ إِلَى اللَّئِيمِ ثُمَّ يَرُدُّهُ. قِيلَ لَهَا: فَمَا الذُّلُّ؟ قَالَتْ: وُقُوفُ الشَّرِيفِ بِبَابِ الدَّنِيءِ لَا يُؤْذَنُ لَهُ. قِيلَ لَهَا: فَمَا الشَّرَفُ؟ قَالَتْ: اعْتِقَادُ الْمِنَنِ فِي رِقَابِ الرِّجَالِ. الحديث: 549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ: [ص: 379] مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ قَطُّ حَاجَةً فَرَدَدْتُهُ؛ إِلَّا رَأَيْتُ الْغِنَى فِي قَفَاهُ. الحديث: 550 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نَا أَبِي، نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بن الخطاب: أُعْلِمْتُمْ أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَأَنَّ الْإِيَاسَ غِنًى، وَأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا يَئِسَ مِنْ شَيْءٍ اسْتَغْنَى عَنْهُ؟ ! الحديث: 551 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ قَوْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ! هَذَا سَأَلَنَا وَنَحْنُ سُؤَّالُكْ، وَأَنْتَ بِالْمَغْفِرَةِ أَجْوَدُ مِنَّا بِالْعَطَاءِ. ثُمَّ أَعْطَاهُ. الحديث: 552 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا حَاجَةً، فَقَالَ لَهُ: صَنَعَ اللهُ لَكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: قَدْ أَنْصَفَنَا مَنْ رَدَّنَا فِي حَوَائِجِنَا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 553 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِلَبِيدٍ: (مَا عَاتَبَ الْمَرْءَ الْكَرِيمَ كَنَفْسِهِ ... وَالْمَرْءُ يُصْلِحُهُ الْجَلِيسُ الصَّالِحُ) الحديث: 554 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ لِلَبِيدٍ [ص: 381] : (بَلَيْنَا وَمَا تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوَالِعُ ... وَتَبْقَى الْجِبَالُ بَعْدَنَا وَالْمَصَانِعُ) (وَقَدْ كُنْتُ فِي أَكْنَافِ جَارٍ مَضِنَّةٍ ... فَفَارَقَنِي جَارٌ بَأَرْبَدَ نَافِعُ) (فَلاَ جَزَعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... وَكُلُّ فَتًى يَوْمًا بِهِ الدَّهْرُ فَاجَعُ [ص: 382] ) (وَمَا الْمَرْءُ إلا كالشُّهاب وَضَوؤه ... يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ) (وما الْبِرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُّقى ... وما المالُ إلا مُعْمَراتٌ وَدَائِعُ) (وَمَا النَّاسُ إِلَّا عَامِلَانِ: فَعَامِلٌ ... يُتَبِّرُ مَا يَبْنِي وَآخَرُ رَافِعُ) (فَمِنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بِنَصِيبِهِ ... وَمِنْهُمْ شَقِيٌّ بِالْمَعِيشَةِ قَانِعُ) (أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... لُزُومُ الْعَصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الْأَصَابِعُ) (أُخَبِّرُ أَخْبَارَ الْقُرُونِ الَّتِي مَضَتْ ... أَدِبُّ كَأَنِّي كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعُ) (فَأَصْبَحْتُ مِثْلَ السَّيْفِ أَخْلَقَ جَفْنَهُ ... تَقَادُمُ عَهْدِ الْقَيْنِ وَالنَّصْلُ قَاطِعُ) (لا تَبْعَدَنْ إِنَّ الْمَنِيَّةَ مَوْعدٌِ ... عَلَيْنَا فَدَانٍ لِلطُّلُوعِ وَطَالِعُ) (أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكَ إِلَّا تَظَنِّياً ... إِذَا رَحَلَ السُّفَّارُ مَنْ هُوَ رَاجِعُ) (أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ لِلْفَتَى ... وَأَيُّ كَرِيمٍ لَمْ تُصِبْهُ الْقَوَارِعُ) الحديث: 555 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: خَرَجَ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَصَحَبَ عَرَابَةَ بْنَ أَوْسٍ [ص: 383] الْأَنْصَارِيَّ، فَسَأَلَهُ عَرَابَةُ عَمَّا يُرِيدُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَمْتَارُ لِأَهْلِي طَعَامًا، وَكَانَ مَعَهُ بَعِيرَانِ؛ فَأَنْزَلَهُ فِي مَنْزِلِهِ، وَأَوْقَرَ لَهُ بَعِيرَيْهِ بُرّاً وَتَمْرًا، فَقَالَ الشَّمَّاخُ فِيهِ: (رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَسْمُو ... إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ) (إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ) الحديث: 556 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ علي الخزار، نَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْخُزَاعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 384] شَهِدْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ يُنْشِدُهُ قَوْلَ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ الْمُصْطَلِقِيِّ. (لَا تَأْمَنَنَّ وَإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ ... إِنَّ الْمَنَايَا بِجَنْبَتَيْ كُلِّ إِنْسَانِ) (فَاسْلُكْ طَرِيقًا تَمْشِي غَيْرَ مُحْتَشِمٍ ... حَتَّى تُلَاقِيَ مَا يَمْنِي لَكَ الْمَانِي) (فَكُلُّ ذِي صَاحِبٍ يَوْمًا مُفَارِقُهُ ... وَكُلُّ زَادٍ وَإِنْ أَبْقَيْتَهُ فَانِي) (وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَجْمُوعَانِ فِي قَرَنٍ ... بِكُلِّ ذَلِكَ يَأْتِيكَ الْجَدِيدَانِ) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَدْرَكَ هَذَا الْإِسْلَامَ!» فَبَكَى أَبِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ! تَبْكِي عَلَى مُشْرِكٍ مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ أَبِي: وَاللهِ يَا بُنَيَّ! مَا [ص: 385] رَأَيْتُ مُشْرِكَةً تَلَقَّفَتْ مِنْ مُشْرِكٍ خَيْرٍ مِنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ   [إسناده مظلم] . الحديث: 557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا ابْنُ جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نَا مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ: (وَيُذْهِبُ نَخْوَةَ الْمُخْتَالِ عَنِّي ... رَقِيقُ الْحَدِّ ضَرْبَتُهُ صَمُوتُ) (بِكَفَّيْ مَاجِدٍ لَا عَيْبَ فِيهِ ... إِذَا لَاقَى الْكَرِيهَةَ يَسْتَمِيتُ) الحديث: 558 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَّادٍ الْقَطَّانُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، نَا سَلَمَةُ بْنُ هَزَّالٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي جِنَازَةٍ وَفِيهَا الْفَرَزْدَقَ، فَقَالَ لِلْفَرَزْدَقِ: يَا أَبَا [ص: 386] فِرَاسٍ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ: نِعِمَّا؛ فَأَبْشِرْ. الحديث: 559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَّادٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نَا شَبَّةُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وسرورا} [الإنسان: 11] ؛ قَالَ: نَضْرَةً فِي وُجُوهِهِمْ وَسُرُورًا فِي قُلُوبِهِمْ. الحديث: 560 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ، نَا أَبِي، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «الدُّنْيَا دُوَلٌ، مَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ، وَمَنِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ قَرَّتْ عَيْنُهُ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 561 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن خلف الغدادي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، نَا الْأَسْوَدُ بْنُ سَلَامٍ وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ: [ص: 388] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِأَسِيرٍ، فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلَا أتوب إلى محمد. قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَرِفَ الْحَقَّ لِأَهْلِهِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 563 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، نَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ -؛ قَالَ: [ص: 389] كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ سِيرِينَ، فَتَرَكْتُ مُجَالَسَتَهُ وَجَالَسْتُ قَوْمًا مِنَ الْإِبَاضِيَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي مَعَ قَوْمٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا لَكَ جَالَسْتَ أَقْوَامًا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ الحديث: 563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ المدائني يقول: ذهب أبو فلان الْأَعْرَابِيِّ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَدَعَتْهُ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ إِلَى نَفْسِهَا، فَلَمَّا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ؛ قَامَ عَنْهَا وَهُوَ يَنْتَفِضُ، فَقَالَتْ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: قُومِي يَا فَاعِلَةُ إِنَّ رَجُلًا يَبِيعُ جَنَّةً عرضها السماوات وَالْأَرْضُ بِمِقْيَاسِ فِتْرٍ مَا بَيْنَ رِجْلَيْكِ لَمَلْعُونٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. الحديث: 564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 565 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: [ص: 390] اضحكني ثَلَاثٌ، وَأَبْكَانِي ثَلَاثٌ: أَضْحَكَنِي مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَغَافِلٌ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ، وَضَاحِكٌ وَلَيْسَ يَدْرِي أَرَاضٍ اللهُ عَنْهُ أَمْ سَاخِطٌ عَلَيْهِ؛ وَأَبْكَانِي فِرَاقُ الْأَحِبَّةِ مُحَمَّدٍ وَحِزْبِهِ، وَهَوْلُ الْمَطْلَعِ، وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ تَبْدُو السَّرَائِرُ، ثُمَّ لَا أَدْرِي إِلَى جَنَّةٍ أَمْ إِلَى نَارٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 565 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مَسْلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ: [ص: 391] يَا ابْنَ آدَمَ! تَضْحَكُ وَلَعَلَّ أَكْفَانَكَ قَدْ خَرَجَتْ مِنَ الْقَصَّارِ! الحديث: 566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قَالَ بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ: لَيْسَ مِنْ أَعْلَامِ الْمُحِبِّ أَنْ يُحِبَّ مَا يُبْغِضُهُ حَبِيبُهُ. الحديث: 567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 568 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، نَا عِيسَى بْنُ يونس؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: الْجَنِينُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ لَا يَطْلُبُ وَلَا يَحْزَنُ، فَيَأْتِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِزْقِهِ من قِبَلَ سُرَّتِهِ، وَغِذَاؤُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِنْ دَمِ حَيْضِهَا، فَمِنْ ثَمَّ لَا تَحِيضُ [ص: 392] الْحَامِلُ، فَإِذَا سَقَطَ إلى الْأَرْضَ؛ اسْتَهَلَّ؛ فَإِنَّمَا اسْتِهْلَالُهُ إنكاراً لِمَكَانِهِ وَقَطْعِ سُرَّتِهِ، وَحَوَّلَ اللهُ رِزْقَهُ إِلَى ثَدْيِ أُمِّهِ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ حَوَّلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى السَّعْيِ لَهُ، وَيَتَنَاوَلُهُ بِكَفِّهِ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ وَعَقَلَ؛ خَافَ لِرِزْقِهِ. يَا ابْنَ آدَمَ! أَنْتَ فِي بَطْنِ أُمِّكَ وَحِجْرِهَا، يَرْزُقُكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى إِذَا عَقَلْتَ وَشَبَّيْتَ؛ قُلْتَ: رِزْقِي؛ فَمَا بَعْدَ الْعَقْلِ وَالشَّيْبِ إِلَّا الْمَوْتُ أَوِ الْقَتْلُ، ثُمّ قَرَأَ: (اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمقْدار (8)) [الرعد: 8] . الحديث: 568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ لِنَابِغَةَ الْجَعْدِيِّ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ ... مَنْ لَمْ يَقُلْهَا فَنَفْسَهُ ظَلَمَا) (الْمُولِجِ اللَّيْلِ فِي النَّهَارِ وَفِي ... اللَّيْلِ نَهَارًا يُفَرِّجُ الظُلَمَأ) (الْخَافِضِ الرَّافِعِ السَّمَاءَ عَلَى الْأَرْضِ ... وَلَمْ يَبْنِي تَحْتَهَا دِعَمَا) (الْخِالِقِ الْبَارِئِ الْمُصَوِّرِ فِي ... الْأَرْحَامِ مَاءً حَتَّى يَحُورَ دَمَا) (ثُمَّ عِظَامًا أَقَامَهَا عَصَبًا ... ثُمَّتَ لَحْمًا كَسَاهُ فَالْتَأَمَا [ص: 393] ) (ثُمَّ كَسَا الرِّيشَ وَالْعَقَائِبَ ... أَبْشَارًا وَجِلْدًا تَخَالُهُ أَدَما) (مِنْ نُطْفَةٍ قَادِرٌ مُقَدِرُهَا ... يَخْلُقُ مِنْهَا الْإِنْسَانَ وَالنَّسَمَا) (وَاللَّوْنَ وَالصَّوْتَ وَالْخَلَائِقَ ... وَالْأَبْصَارَ شَتَّى وَفَرَّقَ الْكَلِمَا) (ثُمَّتَ لَا بُدَّ أَنْ سَيَجْمَعُكُمْ ... اللهُ جَهْرًا شَهَادَةً قَسَمًا) (فَائْتَمِرُوا الْحَقَّ مَا بَدَا لَكُمْ ... وَاعْتَصِمُوا إِنْ وَجَدْتُمْ عَصَمَا) (فِي هَذِهِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَلَا ... عِصْمَةَ مِنْهُ إِلَّا لِمَنْ رَحِمَا) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ تَرَوْنَ ... إِلَى فَارِسَ بَادَتْ وَأَنْفُهَا رَغِمَا) (أَمْسَوْا عَبِيدًا يَرْعُونَ شَاءَكُمْ ... كَأَنَّمَا كَانَ مُلْكُهُمْ حُلُمَا) (أَوْ سَبَأٌ الْحَاضِرُونَ مَآرِبٍ ... إِذْ يَبْنُونُ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ الْعَرِمَا) (فَفُرِّقُوا فِي الْبِلَادِ وَاغْتَرَفُوا ... الذُّلَّ وَذَاقُوا الْبَأْسَاءَ وَالْعَدَمَا) (وَبُدِّلُوا السِّدْرَ والإراك بِهِ ... الْخَمْطُ وَأَضْحَى الْبُنْيَانُ مُنْهَدِمَا) الحديث: 569 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 394] الْقَلْبُ مَلِكُ الْبَدَنِ، وَلِلْمَلِكِ جُنُودٌ؛ فَرِجْلَاهُ بريداه، ويداه جناحاه، وعينه مَسْلَحَتُهُ، وَالْأُذُنَانِ قُمْعٌ، وَاللِّسَانِ تَرْجُمَانٌ، وَالْكُلْيَتَانِ مَكِيدَةٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، وَالطِّحَالُ ضَحِكٌ، فَإِذَا صَلَحَ الْمَلِكُ؛ صَلَحَ الْجُنُودُ، وَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ؛ فَسَدَ الْجُنُودُ. الحديث: 570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 571 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ لِرَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ: (تَقُولُ سُلَيْمَى مَا لِرَأْسِكَ شَائِبًا ... أَلَمْ تَعْلَمِي مَا أَذَابَ ذَوَائِبِي) (مِنَ الصُّبْحِ وَالْإِمْسَاءِ وَالْفَقْرِ ... وَالْغِنَا وَمِنْ صَاحِبٍ بَدَّلْتُهُ بَعْدَ صَاحِبِ) (عَزِيزٌ عَلَيَّ فَقْدُهُ قَدْ رَزَيْتُهُ ... فَبَانَ وَخَلَّى دَاهِرَاتِ النَّوَائِبِ) الحديث: 571 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بن أبي الدنيا؛ أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَدَّاحِ لِأُخْتِهِ الشَّمُوسِ: (لَنَا عَبَرَاتٌ لِلْغَرِيبِ عَنْ أَهْلِهِ ... لِأَنَّكَ فِي أَقْصَى الْبِلَادِ غَرِيبُ) (لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ حَبِيبٌ يَسُرُّهُمْ ... وَأَنْتَ لَنَا حَتَّى الْمَمَاتِ حَبِيبُ) (فَعَجِّلْ عَلَى أُمٍّ عَلَيْكَ شَفِيقَةٍ ... وَلَا تَثْوِ فِي أَرْضٍ وَأَنْتَ غَرِيبُ) (فَإِنَّ الَّذِي يَأْتِيكَ بِالرِّزْقِ نَائِيًا ... يَجِيءُ بِهِ وَالْحَيُّ مِنْكَ قَرِيبُ) (فَيَا لَيْتَ شِعْرِي بَعْدَ غَيْبِكَ كُلِّهِ ... مَتَى عَيْنُ مَفْقُودٍ تَرَاكَ تؤوبُ) (عَلَيْكَ لَنَا قَلْبٌ تَحِنُّ بَنَاتُهُ ... لَهُ كُلُّ يَوْمٍ خَفْقَةٌ وَوَجِيبُ) الحديث: 572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: (حَتَى مَتَى لَا نَرَى عَدْلًا نُسَرُّ بِهِ ... وَلَا نُدَالُ عَلَى قَوْمٍ بِمَا ظَلَمُوا [ص: 396] ) (شَرَوْا بِآخِرَةٍ دُنْيَا مُوَلِّيَةً ... لَبِئْسَ مَا صَنَعُوا لَوْ أَنَّهُمْ عَلِمُوا) الحديث: 573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 574 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِأَبِي طَالِبٍ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ) الحديث: 574 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، نَا عَاصِمٌ؛ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُصَلِّي، فَسُرِقَ فَرَسُهُ، فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ: يُسْرَقُ فَرَسُكَ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ، هَذَا عَمَلُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلَمْ أَكُنْ أَصْرِفُ وَجْهِي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 575 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: [ص: 398] قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِنِّي أُحِبّ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّي هَذِهِ الْجُبَّةَ كُسْوَةً فَتَلْبِسُهَا. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنْ كُنْتَ غَنِيًّا؛ قَبِلْتُهَا مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا؛ لَمْ أَقْبَلْهَا مِنْكَ. قال: فإني غني. فقال: كَمْ عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلْفَانِ. قَالَ: فَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْتَ فَقِيرٌ، لَا أَقْبَلُهَا. الحديث: 576 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: قَالَ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لِأَصْحَابِهِ: بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ مَنْ طَلَبَ الْفِرْدَوْسَ؛ فَخُبْزُ الشَّعِيرِ لَهُ؛ وَالنَّوْمُ فِي الْمَزَابِلِ مَعَ الْكِلَابِ كَثِيرٌ. الحديث: 577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: [ص: 399] دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ، وَهُوَ يَأَكُلُ خبزاً يابساً قبل بَلَّهُ بِالْمَاءِ وَبِمِلْحٍ جَرِيشٍ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَشْتَهِي هَذَا؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: وَكَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ مَاؤُهُ فِي دَنِّ مُقَيَّرٍ فِي الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَرَّدْتَ الْمَاءَ. فَقَالَ: إِذَا شَرِبْتُ الْمَاءَ الْبَارِدَ فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؛ فَمَتَى أُحِبُّ الْمَوْتَ؟ ! . الحديث: 578 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: وَاللهِ! لحمل الكارات أهون من العبادة، ولا يُسمى الرجلُ عابداً، وإن كانت فيه خصلة من كل خيرٍ؛ حتى يكون فيه الصوم والصلاة؛ فإنهما من لحمه ودمه. الحديث: 579 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا الْأَعْمَشُ، نَا يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ؛ قَالَ: [ص: 400] كَانَ عِيسَى بْنُ عُقْبَةَ يَسْجُدُ؛ حَتَّى إِنَّ الْعَصَافِيرَ لَيَقَعْنَ عَلَى ظَهْرِهِ وَيَنْزِلْنَ، مَا يَحْسَبُونَهُ إِلَّا جَذْمَ حَائِطٍ. الحديث: 580 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يزيد؛ قال: شكى أهل مكة إلى الفضيل بن عياض رحمه الله القحط، فقال لهم: أمُدَبِّرٌ غَيْرَ اللهِ تُرِيدُونَ؟ الحديث: 581 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ علي المقرئ، نَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: [ص: 401] ابْنَ آدَمَ! إنما أنت عَدَدُ أَيَّامٍ؛ إِذَا مَضَى مِنْكَ يَوْمٌ؛ مَضَى بَعْضُكَ. الحديث: 582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبِ بْنِ حَيَّانَ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَيْضِ، أَنَّهَا سَمِعَتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 403] : «مَنْ قَالَ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ لَيْلَةَ عَرَفَةَ أَلْفَ مَرَّةٍ؛ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ؛ إِلَّا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَمٍ: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رَوْحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النُّجُومِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ [ص: 404] السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الْأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا ملجأ منه إِلَّا إِلَيْهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، نَا هِشَامُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 405] لَمَّا قَدِمَ رَكْبُ خُزَاعَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْفِرُونَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَنَسَ بْنَ زُنَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَحْمِيَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّيْلِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ قَدْ هَجَاكَ. فَهَدَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَ وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ مِمَّا بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَامَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ، فَقَالَ: أَنْتَ أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ، وَحُرْمَتُنَا مِنْكَ مَا قَدْ عَلِمْتَ، لَمْ نُؤْذِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ نُغَادِرْ بِكَ فِي الْإِسْلَامِ. [ص: 406] فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ نَوْفَلٌ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. وَأَنَسُ بْنُ زُنَيْمٍ هُوَ أَخُو سَارِيَةَ بْنِ زُنَيْمٍ الَّذِي قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا سَارَيَةُ! الْجَبَلَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 584 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 585 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادُ، ثنَا ثَابِتٌ؛ قَالَ: أَكَلَ الْجَارُودُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! هَلُمِّي الدِّسْتَارَ - يَعْنِي الْمِنْدِيلَ يَمْسَحُ يديه -. قَالَ عُمَرُ: امْسَحْ يَدَكَ بِاسْتِكَ أَوْ ذَرْ   [إسناده صحيح إلى ثابت] . الحديث: 585 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: كَانَ فَتًى يُجَالِسُ الثَّوْرِيَّ وَلَا يَتَكَلَّمُ، فَأَحَبَّ سُفْيَانُ أَنْ يَتَكَلَّمَ [ص: 407] لِيَسْمَعَ كَلَامَهُ، فَمَرَّ بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ: يَا فَتَى! إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا مَرُّوا عَلَى الْخَيْلِ وَبَقِينَا عَلَى حُمُرٍ دَبِرَةٍ، فَقَالَ لَهُ الْفَتَى: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنْ كُنَّا عَلَى الطَّرِيقِ؛ فَمَا أَسْرَعَ لُحُوقَنَا بِالْقَوْمِ. الحديث: 586 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 587 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: وَعَظَ بَعْضُ الزُّهَّادِ أَصْحَابَهُ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: إِنَّ التَّرَاجُعَ فِي الْمَوَاعِظِ يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ يَوْمُهَا، وَيَأْتِي يَوْمُ الصَّاخَّةِ، كُلُّ الْخَلْقِ يَوْمَئِذٍ مُصِيخٌ لِيَسْتَمِعَ مَا يُقَالُ لَهُ وَيُقْضَى عَلَيْهِ، {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تسمع إلا همسا} [طه: 108] ؛ فَاصْمُتِ الْيَوْمَ عَمَّا يُصْمِتُكَ يَوْمَئِذٍ، وَتَعَلَّمْ ذَلِكَ حَتَّى تَعْلَمَهُ، وَابْتَغِهِ حَتَّى تَجِدَهُ، وَبَادِرْ قَبْلَ أَنْ تَفْجَأَكَ دَعْوَةُ الْمَوْتِ؛ فَإِنَّهَا عَنِيفَةٌ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَيُقْحِمُكَ فِي دَارٍ تَسْمَعُ فِيهَا الْأَصْوَاتَ بِالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، ثُمَّ لَا يُقَالُونَ وَلَا يُسْتَعْتَبُونَ وَلَا يُرْحَمُونَ، وَلَا يَجِدُونَ فِيهَا حَمِيمًا وَلَا شَفِيعًا، [ص: 408] وَلَا رَاحَةً لَهُمْ فِيهَا إلا الويلُ والعويل، {كلما أرادوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غم أعيدوا فيها} [الحج: 22] ؛ مَا لِغَمِّهِمْ وَعَذَابِهِمْ زَمَانٌ يُحْصَى، وَلَا عَدَدٌ يَعْرِفُونَهُ فَيَنْتَظِرُونَ الْفَرَجَ، وَأَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ! وَهُوَ يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ: (لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)) [النبأ: 23] ؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّمَا مَضَى حِقْبٌ جَاءَ حِقْبٌ بَعْدَهُ أَبَدًا، فَالْحِقْبُ الْوَاحِدُ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَالسَّنَةُ ثلاث مئة وَسِتُّونَ يَوْمًا، الْيَوْمُ مِنْهَا كَسَائِرِ الدُّنْيَا، ثُمَّ مَعَ هَذَا الَّذِي هُمْ فِيهِ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ سَاعَةً وَاحِدَةً؛ بَلْ يُزَادُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ بِعَذَابٍ جَدِيدٍ يَنْسَوْنَ مَا كَانُوا فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ لِشَدَّةِ الْعَذَابِ الَّذِي بَعْدَهُ. أَمَا سمعتم قوله جلّ وعز: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إلاّ عَذَاباً (30)) [النبأ: 30] ؛ فَهَذِهِ أَشَدُّ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ النَّارِ؛ فَاعْرِفْ يَا ابْنَ آدَمَ نَفْسَكَ، وَسَلْ عَنْهَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ، سُؤَالَ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ فَيَعْمَلَ؛ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يَعْذُرُنَا بِالتَّعْذِيرِ وَالتَّغْرِيرِ، وَلَكِنْ يَعْذُرُ بِالْجِدِّ وَالتَّشْمِيرِ، اكْتَسِ نَصِيحَتِي؛ فَإِنَّهَا كُسْوَةٌ وَدَلِيلٌ عَلَى مفاتح الْخَيْرِ. الحديث: 587 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ مَكِّيِّ بْنِ قُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 409] : (أَتَيْتُ الْقُبُورَ فَنَادَيْتُهَا ... أَيْنَ الْمُعَظَّمُ وَالْمُحْتَقَرْ) (وَأَيْنَ الْمُدِلُّ بِسُلْطَانِهِ ... وَأَيْنَ المزكَّى إِذَا مَا افْتَخَرْ) قَالَ: فَنُودِيتُ مِنْ بَيْنِهَا وَلَمْ أَرَ أَحَدًا: (تَفَانَوْا جَمِيعًا فَمَا مُخْبِرٌ ... وَمَاتُوا جَمِيعًا وَمَاتَ الْخَبَرْ) (تَرُوحُ وتغدو بناتُ الثَّرى ... فَتَمْحُوا مَحَاسِنَ تِلْكَ الصُّوَرْ) (فَيَا سَائِلِي عَنْ أُنَاسٍ مَضَوْا ... أَمَا لَكَ فِيمَا تَرَى مُعْتَبَرْ) الحديث: 588 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 589 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عمران بن موسى الجزري، نَا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِذَا دَعَتْكَ قُدْرَتُكَ عَلَى النَّاسِ إِلَى ظُلْمِهِمْ؛ فَاذْكُرْ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيْكَ وَنَفَادَ مَا تَأْتِي [ص: 410] إِلَيْهِمْ وَبَقَاءَ مَا يُؤْتَى إِلَيْكَ. الحديث: 589 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا [ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا] عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: [ص: 411] أَوَّلُ شِعْرٍ قِيلَ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ خَذَّاقٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ: (هَلْ لِلْفَتَى مِنْ بَنَاتِ الدَّهْرِ مِنْ رَاقٍ ... أَمْ هَلْ لَهُ مِنْ حِمَامِ الْمَوْتِ مِنْ وَاقِ) (قَدْ رَجَّلُونِي وَمَا بِالشَّعْرِ مِنْ شَعَثْ ... وَأَلْبَسُوني ثياباً غيرَ أخْلاقِ) (وطيَّبوني وقالوا أيُّما رجلٍ ... وَأَدْرَجُونِي كَأَنِّي طَيُّ مِخْرَاقِ) (وأرسلوا فِتيةً مِنْ خَيرهم حسباً ... وأسندوا في ضَريح التُرْب أَطْبَاقِ) (وَقَسَّمُوا الْمَالَ وَارْفَضَّتْ عَوَائِدُهُمْ ... وَقَالَ قَائِلُهُمْ مَاتَ ابْنُ خَذَّاقِ) (هَوِّنْ عَلَيْكَ وَلَا تُولَعْ بِإِشْفَاقِ ... فَإِنَّمَا مَالُنَا لِلْوَارِثِ الْبَاقِي) الحديث: 590 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 591 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِلنَّمْرِ بْنِ تَوْلَبٍ [ص: 412] : (وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الْغِنَى ... وَإِلَى الَّذِي يَهَبُ الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ) (لَا تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئٍ فِي مَالِهِ ... وَعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ) الحديث: 591 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 592 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْهِنْدِ: مَنِ الْتَمَسَ مِنَ الْإِخْوَانِ الرُّخْصَةَ عِنْدَ الْمَشُورَةِ، وَمِنَ الْأَطِبَّاءِ عِنْدَ الْمَرَضِ، وَمِنَ الْفُقَهَاءِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ؛ أَخْطَأَ الرَّأْيَ، وَازْدَادَ مَرَضًا، وَحَمَلَ الْوِزْرَ. الحديث: 592 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 593 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى البصري، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الرَّأْيُ الْمُفْرَدُ كالخيط السحيل، والرأيان كالخيطان الْمُبْرَمَيْنِ، وَالثَّلَاثَةُ الْآرَاءِ لَا تَكَادُ تَنْقَطِعُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 593 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 413] كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ يَسْتَعْجِلُهُ فِي الْأَزَارِقَةِ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ أَنْ يَكُونَ الرَّأْيُ لِمَنْ يَمْلِكُهُ دُونَ مَنْ يُبْصِرُهُ. الحديث: 594 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 595 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعًا لَمْ يُمْنَعْ أَرْبَعًا: مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُمْنَعِ الْمَزِيدَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُمْنَعِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِخَارَةَ لَمْ يُمْنَعِ الْخِيَرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الْمَشُورَةَ، لَمْ يُمْنَعِ الصَّوَابَ. الحديث: 595 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 596 - قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: وَكَانَ يُقَالُ - فِيمَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ -: [ص: 414] لَا تُشَاوِرْ صَاحِبَ حَاجَةٍ يُرِيدُ قَضَاءَهَا، وَلَا جَائِعًا، وَلَا حَاقِنًا، وَلَا حَازِقًا، وَلَا حَاقِبًا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْحَازِقُ الَّذِي ضَغَطَهُ الْخُفُّ. وَالْحَاقِبُ: الَّذِي يَجِدُ رِزْءًا فِي بَطْنِهِ. الحديث: 596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: كَانَ نَصْرُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى شُرْطَةِ أَبِي مُسْلِمٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ أَمْرُ أَبِي جَعْفَرٍ بِالْقُدُومِ عَلَيْهِ اسْتَشَارَهُ؛ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: لَا آمَنُهُ عَلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: اسْتَشَارَكَ أَبُو مُسْلِمٍ فِي الْقُدُومِ عَلَيَّ فَنَهَيْتَهُ؟ فقال: نعم. فقال: كيف ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامَ يُحَدِّثُ عَنِ [ص: 415] أَبِيهِ، قَالَ: لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يزداد فِي رَأْيِهِ مَا نَصَحَ لِمَنِ اسْتَشَارَهُ. وَكُنْتُ لَهُ كَذَلِكَ، وَأَنَا الْيَوْمَ لَكَ كَمَا كُنْتُ لَهُ. الحديث: 597 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 598 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابن فليح؛ قَالَ: اسْتَشَارَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَارِثِيُّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فِي أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ، فَبَعَثَ زِيَادٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُوَلِّيَهُ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ زِيَادٌ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُنْشِدُكَ اللهَ؛ أَتَرَى لِي أَنْ أَلِيَ الْقَضَاءَ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: لَا. فَقَالَ زِيَادٌ: سُبْحَانَ اللهِ! اسْتَشَرْتُكَ فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِهِ ثُمَّ أَسْمَعُكَ تَنْهَاهُ! فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ! اسْتَشَرْتَنِي؛ فَأَجْهَدْتُ الرَّأْيَ وَنَصَحْتُكَ، وَاسْتَشَارَنِي، فَأَجْهَدْتُ الرَّأْيَ وَنَصَحْتُهُ. الحديث: 598 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ: [ص: 416] إِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى الْغَيْبِ مِنْ سِتْرٍ رَقِيقٍ؛ لعقله وفطنته بالأمور   [إسناده ضعيف] . الحديث: 599 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 599 - / ا - قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَكَانَ يُقَالُ: ظَنُّ الرَّجُلِ قِطْعَةٌ مِنْ عَقْلِهِ، وَيُقَالُ: الظُّنُونُ مَفَاتِيحُ الْعُقُولِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 599 - / 2 - قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَكَانَ يُقَالُ: كُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إِلَى الْعَقْلِ، وَالْعَقْلُ يَحْتَاجُ إِلَى [ص: 417] التَّجَارِبِ. وَيُقَالُ: مَنْ لَمْ يَنْفَعْكَ ظَنُّهُ لَمْ يَنْفَعْكَ يَقِينُهُ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 600 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَا عَاشَ بِخَيْرٍ مَنْ لَمْ يَرَ بِرَأْيِهِ مَا لَمْ يَرَهُ بِعَيْنَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 600 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 600 - / م - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمَدَنِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ وَقِيلَ لَهُ: مَا الْعَقْلُ؟ قَالَ: الْإِصَابَةُ بِالظَّنِّ، وَمَعْرِفَةُ مَا كَانَ بِمَا لَمْ يَكُنْ، وَمَعْرِفَةُ مَا يَكُونُ بِمَا كَانَ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 601 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (وَأَنْفَعُ مَنْ شَاوَرْتَ مَنْ كَانَ نَاصِحًا ... شَفِيقًا فَأَبْصِرْ بَعْدَهَا مَنْ تُشَاوِرُ) الحديث: 601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَا: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قال: أخبرني بعض أَصْحَابُنَا قَالَ: دَخَلَ ابْنُ أَبِي مِحْجَنٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَبُوكَ الَّذِي يَقُولُ: (إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلَى أَصْلِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظَامِي بَعْدَ مَوْتِي عُرُوقُهَا) فَقَالَ ابْنُ أَبِي مِحْجَنٍ: لَوْ شِئْتَ ذَكَرْتُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا يَا أَمِيرَ [ص: 419] الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شِعْرِهِ! قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: (لَا تَسْأَلِ الْقَوْمَ مَا مَالِي وَمَا حَسَبِي ... وَسَائِلِ الْقَوْمَ مَا حَزْمِي وَمَا خُلُقِي) (الْقَوْمُ أَعْلَمَ أَنِّي مِنْ سَرَاتِهِمُ ... إِذَا تَطِيشُ يَدُ الرِّعْدِيدِ بِالْفَرِقِ) (قَدْ أَرْكَبُ الْهَوْلَ مَسْدُولًا عَسَاكِرُهُ ... وَأَكْتُمُ السَّرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ الْعُنُقِ)   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 602 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 603 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا بِهَذَا الدُّعَاءِ: كَانَ الصَّالِحُونَ مِنَ التَّابِعِينَ، يَدْعُونَ بِهِ إِذَا دَخَلُوا عَلَى السُّلْطَانِ يَتَوَقَّوْنَ بِهِ بَطْشَ السُّلْطَانِ وَظُلْمَهُ؛ أَنْ يَقُولُوا: بسم اللهِ، {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنْ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ، (اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108] ، أَخَذْتُ قُوَّتَكَ بِقُوَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ سِتْرُ النُّبُوَّةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُسْتَرُ بِهَا مِنْ سطوات الجبابرة والفراعنة، جبريل عَنْ يَمِينِكَ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِكَ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامَك، والله تبارك وتعالى مُطِلّ عليك يحجزك عني ويمنعني منك. الحديث: 603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 420] نَظَرَ بَعْضُ الْمُلُوكِ إِلَى الْعُذْرِيِّ النَّاسِبِ، فِي عَبَاءَةٍ، فَازْدَرَاهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْعَبَاءَةَ لَا تُكَلِّمُكَ، وَإِنَّمَا يُكَلِّمُكَ مَنْ فِيهَا. الحديث: 604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبُو الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عَتَّابٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 422] رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ رُقْعَةً، فِيهَا أَدَمٌ. الحديث: 605 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 606 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 423] أَنَّ خَاتَمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ مِنْ وَرِقٍ نَقْشُهُ: «نِعْمَ الْقَادِرُ اللهُ» ، وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عنه: «عَقَلْتَ فَاعْمَلْ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 606 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 607 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى خَاتَمِ طَاهِرٍ: «وشع الْخَدِّ لِلْحَقِّ عِزٌّ» . الحديث: 607 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 608 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْخَطِيبُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دِعْبِلَ الشَّاعِرَ يَقُولُ: [ص: 424] كَانَ لِلْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ خاتمان: خاتم فَصُّهُ مِنْ عَقِيقٍ مُرَبَّعٍ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: (تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا عَدَلْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا) وَالْآخَرُ حَدِيدٌ صِينِيٌّ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا. فَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ تُقلع وتُغسل تُجعل فِي فِيهِ. الحديث: 608 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: [ص: 425] كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: (نُسَرُّ بِمَا يَبْلَى وَنَفْرَحُ بِالْمُنَى ... كَمَا اغْتَرَّ بِاللَّذَّاتِ فِي النَّوْمِ حَالِمُ) (نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لازِمُ) (وَسَعْيُكَ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ) آخر الجزء الرابع، يتلوه الخامس إن شاء الله تعالى. والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 609 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الخامس من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن هبة الله بن سعود البوصيري والشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ المحدث أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازةً: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضرّاب؛ قال: أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءةً عليه، نا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري القاضي: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 610 - نَا أَبُو قِلَابَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَا: نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 13] : «إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ؛ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ؛ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 610 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 611 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِب، نا صالح بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، نَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 16] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُبَايِعُ بِالْأَمَانَةِ، فَدَعَا رَجُلًا، فَبَايَعَهُ بِالْأَمَانَةِ، فَحَضَرَ الْأَجَلُ وَقَدْ خَبَّ الْبَحْرُ وَفَسَدَ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى إِتْيَانِهِ، فَنَقَرَ خَشَبَةً وَجَعَلَ فِيهَا وَتَدًا وَذَلِكَ الذَّهَبُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَى الْبَحْرَ فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي أَخَذْتُهُ بِالْأَمَانَةِ، وَإِنَّ الْأَجَلَ قَدْ حَلَّ وَلَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى الذَّهَابِ؛ فَأَنَا أَسْتَوْدِعُكَهَا حَتَّى تُؤَدِيَهَا عَنِّي. وَقَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ، فَذَهَبَتِ الْخَشَبَةُ يَرْفَعُهَا مَوْجٌ وَيَضَعُهَا آخَرُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَتَوَضَّأُ لِلْغَدَاةِ؛ فَإِذَا خَشَبَةٌ قَدْ صَكَّتْ عَقِبَهُ، فَأَخَذَهَا؛ فَإِذَا هِيَ ثَقِيلَةٌ، فَأَتَى بِهَا أَهْلَهُ، فَقَالَ: لَا تُحْدِثُوا فِيهَا شَيْئًا حَتَّى أُصَلِّي وَأَرْجِعُ. فَلَمَّا رَجَعَ؛ فَلَقَهَا، فَإِذَا فِيهَا ذَهَبٌ، فَأَحْصَى وَزْنَهُ وَكَتَبَ، فَلَقِيَ الرَّجُلَ بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا فُلَانُ! أَلَمْ تَكُ بَايَعْتَنِي بِالْأَمَانَةِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَأَيْنَ مَالِي؟ قَالَ: هُوَ ذَا، أَتَزِنُ؟ فَلَمَّا وَزَنَهُ وَقَبَضَهُ؛ قَالَ: تَعْلَمُ لَقَدْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَقَدْ وَاللهِ أَدَّى الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ. فَرَدَّ إِلَيْهِ مَالَهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَعْظَمُ أَمَانَةً: الَّذِي أَدَّاهَا مَرَّتَيْنِ وَلَوْ شَاءَ لَذَهَبَ بِهَا، أَمِ الَّذِي رَدَّهَا وَلَوْ شَاءَ لَأَخَذَهَا مَرَّتَيْنِ؟ ! [إسناده ضعيف جداً، والحديث صحيح] . الحديث: 611 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: قَامَ بَعْضُ الزُّهَّادِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَاكَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا؛ فَاشْتَرِ نَفْسَكَ بِبَعْضِهَا، وَاذْكُرْ لَيْلَةَ تَبِيتُ فِي الْقَبْرِ لَمْ تَبِتْ قَبْلَهَا لَيْلَةً، وَاذْكُرْ لَيْلَةً تَمَخَّضُ عَنْ يَوْمٍ لَا لَيْلَ بَعْدَهُ. قَالَ: فَأُفْحِمَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! إِنَّكَ قَدْ غَمَمْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا صَحِبَكَ عِشْرِينَ سَنَةً لَمْ يَرَ لَكَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَحَكَ يَوْمًا وَاحِدًا، وَلَا عَمِلَ وَرَاءَ بَابِكَ بِشَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَمَرَ لَهُ الْمَنْصُورُ بِمَالٍ، فَقَالَ: لَوِ احْتَجْتُ إِلَى مَالِكَ؛ لَمَا وَعَظْتُكَ. الحديث: 612 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ وَمُؤَرِّجٍ؛ قَالَا: قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي مُكَلِّمُكَ بِكَلَامٍ؛ فَاحْتَمِلْهُ إِنْ كَرِهْتَهُ، فَإِنَّ مِنْ وَرَاءِهِ مَا تُحِبُّهُ إِنْ قَبِلْتَهُ. قَالَ: هَاتِ يَا أَعْرَابِيُّ. قَالَ: فَإِنِّي سَأُطْلِقُ لِسَانِي بِمَا خَرِسَتْ عَنْهُ الْأَلْسُنُ مِنْ عِظَتِكَ بِحَقِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقِّ إِمَامَتِكَ؛ إِنَّهُ قَدِ اكْتَنَفَكَ رجالٌ أساؤوا الِاخْتِيَارَ لِأَنْفُسِهِمْ؛ فَابْتَاعُوا دُنْيَاكَ بِدِينِهِمْ، وَرِضَاكَ بِسَخَطِ رَبِّهِمْ، خَافُوكَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَخَافُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيكَ؛ فَهُمْ حَرْبُ الْآخِرَةِ، سِلْمُ الدُّنْيَا؛ فَلَا تَأْمَنْهُمْ عَلَى مَا ائْتَمَنَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عليه؛ فإنهم لم يَأْلُوا الْأَمَانَةَ إِلَّا تَضْيِيعًا، وَالْأُمَّةَ إِلَّا عَسْفًا، وَالْقُرَى إِلَّا خَسْفًا، وَأَنْتَ مَسْئُولٌ عَمَّا اجْتَرَحُوا وَلَيْسُوا مَسْئُولِينَ عَمَّا اجْتَرَحْتَ؛ فَلَا تُصْلِحْ دُنْيَاهُمْ بِفَسَادِ آخِرَتِكَ؛ فَأَعْظَمُ النَّاسِ غَبْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: أَمَّا أَنْتَ يَا أَعْرَابِيُّ؛ فَقَدْ نَصَحْتَ، وَأَرْجُو أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعِينُ عَلَى مَا تَقَلَّدْنَا. الحديث: 613 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 614 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 19] قَامَ أَعْرَابِيٌّ بَيْنَ يَدَيْ هِشَامٍ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَتَتْ عَلَى النَّاسِ سِنُونُ، أَمَّا الْأُولَى: فَلَحَتْ اللَّحْمَ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَأَكَلَتِ الشَّحْمَ؛ وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَهَاضَتِ الْعَظْمَ، وَعِنْدَكُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ؛ فَإِنْ كَانَتْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاقْسِمُوهَا بَيْنَ عِبَادِهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُمْ؛ فَفِيمَ تُحْظَرُ عَلَيْهِمْ؟ ! وَإِنْ [ص: 20] كَانَتْ لَكُمْ؛ فَتَصَدَّقُوا؛ فَإِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ. فَأَمَرَ لَهُ هِشَامٌ بِمَالٍ، وَقَسَّمَ مَالًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ لَهُ مِثْلُ هَذَا؟ قَالُوا: لَا يَقُومُ بِذَلِكَ بَيْتُ الْمَالِ. قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيمَا أُخِذَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَأْخُذُهُ غَيْرِي. فَمَضَى وَتَرَكَهُ. الحديث: 614 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: دَخَلَ محمد بن كعب القرظي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ وَلِيَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّمَا الدُّنْيَا سُوقٌ مِنَ الْأَسْوَاقِ؛ فَمِنْهَا خَرَجَ النَّاسُ بِمَا رَبِحُوا مِنْهَا لِآخِرَتِهِمْ، وَخَرَجُوا مِنْهَا لِمَا يَضُرُّهُمْ؛ فَكَمْ مِنْ قَوْمٍ غَرَّهُمْ مِثْلُ الَّذِي أَصْبَحْنَا فِيهِ حَتَّى أَتَاهُمُ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَوْعَبَهُمْ، وَخَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا مُرْمِلِينَ لَمْ يَأْخُذُوا مِنْ [أَمْرِ] الدُّنْيَا [ص: 21] وَالْآخِرَةِ؛ فَاقْتَسَمَ مَالَهُمْ مَنْ لَمْ يَحْمَدْهُمْ، وَصَارُوا إِلَى مَنْ لَمْ يَعْذُرْهُمْ؛ فَانْظُرِ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ؛ فَقَدِّمْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِ، وَانْظُرِ الَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ؛ فَابْتَغِ بِهِ الْبَدَلَ حَيْثُ يَجُوزُ الْبَدَلُ، وَلَا تَذْهَبَنَّ إِلَى سِلْعَةٍ قَدْ بَارَتْ عَلَى غَيْرِكَ تَرْجُو جَوَازَهَا عَنْكَ، يَا أَمِيرَ المؤمنين! فتحِ الأَبْوَابَ، وَسَهِّلَ الْحِجَابَ، وَانْصُرِ الْمَظْلُومَ. الحديث: 615 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 616 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الحسن؛ قَالَ: تَكَلَّمَ الْحَسَنُ يَوْمًا كَلَامًا، فَقَالَ: قَدْ مَاتَ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ؛ فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؛ فَقَدْ أُسْرِعَ بِخِيَارِكُمْ، فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؛ آلْمُعَايَنَةُ؟ فَكَأَنَّ قَدْ. هَيْهَاتَ! هَيْهَاتَ! ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَبَقِيَتِ الْأَعْمَالُ أَطْوَاقًا فِي أَعْنَاقِ بَنِي آدَمَ؛ فَيَا لَهَا مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً! إِنَّهُ وَاللهِ لَا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِكُمْ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا كِتَابَ بَعْدَ كِتَابِكُمْ، إِنَّكُمْ [ص: 22] تَسُوقُونَ النَّاسَ وَالسَّاعَةُ تَسُوقُكُمْ، وَإِنَّمَا يَنْتَظِرُ أَوَّلُكُمْ أَنْ يَلْحَقَ بِآخِرِكُمْ، مَنْ رَأَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ رَآهُ غَادِيًا رَائِحًا لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ، رُفِعَ لَهُ عَلَمٌ فَشَمَّرَ إِلَيْهِ. عِبَادَ اللهِ! فَالْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ، عَلَامَ تعرّجون؛ أليس قد أُشرع بِخِيَارِكُمْ وَأَنْتُمْ كُلَّ يَوْمٍ تَرْذُلُونَ؟ ! لَقَدْ صَحِبْتُ أَقْوَامًا كَانَتْ صُحْبَتُهُمْ قُرَّةَ الْعَيْنِ وَجَلَاءَ الصُّدُورِ، وَكَانُوا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ أَنْ تُرَدَّ عَلَيْهِمْ أَشْفَقُ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ أَنْ تُعَذَّبُوا عَلَيْهَا، وَكَانُوا فِيمَا أَحَلَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا أَزْهَدَ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكُمْ، إِنِّي أَسْمَعُ حَسِيسًا وَلَا أَرَى أنِيْساً، ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ، لَوْ تَكَاشَفْتُمْ لَمَا تَدَافَنْتُمْ، تَهَادَيْتُمُ الْأَطْبَاقَ وَلَمْ تَهَادُوا النَّصَائِحَ. الحديث: 616 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 617 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونس، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوُرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 23] حَضَرَ بَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشْيَخَةِ الْفَتْحِ وَغَيْرُهُمْ، فِيهِمْ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَخَرَجَ الآذِنُ: أَيْنَ صُهَيْبٌ؟ أَيْنَ عَمَّارٌ؟ أَيْنَ سَلْمَانُ؟ لِيَدْخُلُوا. فَتَمَعَّرَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: لِمَ تَمَعَّرُ وُجُوهُكُمْ؟ دُعُوا وَدُعِينَا، فَأَسْرَعُوا وَأَبْطَأَنَا، وَلَئِنْ حَسَدْتُمُوهُمْ عَلَى بَابِ عُمَرَ؛ فَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 617 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 618 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رَأَى رَجُلًا يَظْلِمُ؛ قَالَ: إِنَّ هَذَا لا يَمُوتُ سَوِيًّا. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ فُلَانٌ سَوِيًّا وَمَاتَ فُلَانٌ سَوِيًّا. فَلَمْ يَقْبَلْ حَتَّى تَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ؛ إِنَّ لَكُمْ دَارًا سِوَى ذِي تُجَازُونَ فِيهَا. الحديث: 618 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 619 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ السَّقَّا، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: [ص: 24] يُؤْتَى بِمُعَلِّمِ الْكُتَّابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ كَانَ عَدَلَ بَيْنَ الْغِلْمَانِ، وَإِلَّا؛ أُقِيمَ مَعَ الظَّلَمَةِ. الحديث: 619 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 620 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: دَخَلَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الشَّامَ وَهُوَ غُلَامٌ، فَقَدَّمَ خَصْمًا لَهُ إِلَى قَاضِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ شَيْخًا، فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي: إِنَّهُ شَيْخٌ وَأَنْتَ غُلَامٌ؛ فَلَا تُسَاوِيهِ فِي الْكَلَامِ. فَقَالَ إِيَاسٌ: الْحَقُّ أَكْبَرُ مِنْهُ. فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي: اسْكُتْ. قَالَ: فَمْنَ يَنْطِقُ بِحُجَّتِي إِذَا سَكَتُّ أَنَا؟ فَقَالَ الْقَاضِي: مَا أَظُنُّكَ تَقُولُ شَيْئًا مِنَ الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِي. فَقَالَ إِيَاسٌ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ. فَقَامَ الْقَاضِي، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، [ص: 25] فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ، فَقَالَ: اقْضِ حَاجَتَهُ وَأَخْرِجْهُ السَّاعَةَ مِنَ الشَّامِ؛ فَإِنَّ هَذَا يُفْسِدُ عَلَيَّ النَّاسَ. الحديث: 620 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 621 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ مُعْتَمِرٍ؛ قَالَ: رَدَّ رَجُلٌ جَارِيَةً اشْتَرَاهَا مِنْ رَجُلٍ عَلَيْهِ، فَخَاصَمَهُ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ: لِمَ تَرُدُّهَا؟ قَالَ: أَرُدُّهَا بِالْحُمْقِ. فَقَالَ إِيَاسٌ لَهَا: أَيُّ رِجْلَيْكِ أَطْوَلُ؟ قَالَتْ: هَذِهِ. قَالَ: أَتَذْكُرِينَ لَيْلَةَ وُلِدْتِ؟ ! قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ إِيَاسُ: رُدَّ رُدَّ   [إسناده مرسل] . الحديث: 621 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ: أَتَجُوزُ شَهَادَةُ رَجُلٍ عَفِيفٍ تَقِيٍّ أَحْمَقَ؟ قال: لا، وسأوريكم، ادعُوا لِي أَبَا مَوْدُودٍ حَاجِبِي. فَلَمَّا دَخَلَ؛ قَالَ: اخْرُجْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الرِّيحُ؟ فَخَرَجَ ثُمَّ رَجِعَ، فَقَالَ: الرِّيحُ شَمَالٌ يَشُوبُهَا شَيْءٌ مِنَ الْجَنُوبِ. فَقَالَ: أَتَرَوْنِي كُنْتُ أُجِيزُ شَهَادَةَ مِثْلِ هَذَا؟ ! . الحديث: 622 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ: [ص: 27] أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَعْجَبَهُ هَيْئَتَهُ، فَشَكَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَجَعًا بِهِ من طعامٍ غليظٍ يأكله، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِمَطْعَمٍ طَيِّبٍ، وَمَلْبَسٍ لَيِّنٍ، وَمَرْكَبٍ وَطِيءٍ؛ لَأَنْتَ! وَكَانَ مُتَّكِئًا وَبِيَدِهِ جَرِيدَةُ نَخْلٍ؛ فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ، وَقَالَ لَهُ: وَاللهِ! مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا مُفَارَقَتِي، وَإِنْ كُنْتُ لَأَحْسَبُ أَنَّ فِيكَ خَيْرًا؛ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَثَلِي وَمَثَلِ هَؤُلَاءِ؟ إِنَّمَا مَثَلُنَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَافَرُوا، فَدَفَعُوا نَفَقَتَهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْفِقْ عَلَيْنَا؛ فَهَلْ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا. الحديث: 623 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 624 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا أبي الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيَّ؛ قَالَ: [ص: 28] لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ رَثَاهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: (عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَسْلَمُوا بَعْدَ عِزِّهِمْ ... إِمَامَهُمْ لِلْمُنْكَرَاتِ وَلِلْغَدْرِ) (فَلَوْ أَنَّهُمْ سَلِمُوا مِنَ الضَّيْمِ خُطَّةَ ... لَجَادَلَهُمْ عُثْمَانُ بِالْيَدِ وَالنَّصْرِ) (فَمَا كَانَ فِي دِينِ الْإِلَهِ بِخَائِنٍ ... وَلَا كَانَ فِي الْأَقْسَامِ بِالضَّيِّقِ الصَّدْرِ) (وَلَا كَانَ نَكَّاثًا لِعَهْدِ مُحَمَّدٍ ... وَلَا تَارِكًا لِلْحَقِّ فِي النَّهْيِ وَالْأَمْرِ) (فَإِنْ أبكِهِ أُعذَرْ لِفَقْدِي عَدْلَهُ ... وَمَا بِي عَنْهُ مِنْ عَزَاءٍ وَلَا صَبْرِ) (وَهَلْ لِامْرِءٍ يَبْكِي لِعِظَمِ مُصِيبَةٍ ... لِفَقْدِ ابْنِ عَفَّانَ الْخَلِيفَةِ مِنْ عُذْرِ) (فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَعْظَمَ مِيتَةً ... وَأَهْتَكَ مِنْهُ لِلْمَحَارِمِ وَالسِّتْرِ) (غَدَاةَ أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْرِهِمْ ... وَمَوْلَاهُمُ فِي آلَةِ الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ)   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 624 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نَا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ؛ قَالَ: [ص: 30] سَأَلْتُ - أَوْ سُئِلَ - ابْنَ عَبَّاسٍ: أَيُّ النَّاسِ أَوَّلُ إِسْلَامًا؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْواً مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلَا) (خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا ... إِلَّا النَّبِيَّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلَا) (وَالثَّانِيَ التَّالِيَ الْمَحَمُودَ مَشْهَدُهُ ... وَأَوَّلَ النَّاسِ مَنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلَا) الحديث: 625 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدَةُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 31] سَمِعْتُ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ عِنْدَ وَفَاتِهِ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: (لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا ... هَا أَنَذَا لَدَيْكُمَا) (لَا عَشِيرَتِي تَحْمِينِي ... وَلَا مَالِي يَفْدِينِي) ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ طَوِيلًا، ثُمَّ أَفَاقَ؛ فَقَالَ [ص: 32] : (كُلُّ عَيْشٍ وَإِنْ تَطَاوَلَ دَهْرًا ... صَائِرٌ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يَزُولَا) (لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَا قَدْ بَدَا لِي ... في رؤوس الْجِبَالِ أَرْعَى الْوُعُولَا) ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 626 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 627 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: احْتُضِرَ سيبويه النَّحْوِيُّ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ، فَقَطَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعِ أَخِيهِ عَلَى خَدِّهِ، فَأَفَاقَ مِنْ غَشْيِهِ، فَقَالَ: (أُخَيِّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... إِلَى الْأَمَدِ الْأَقْصَى فَمَنْ يَأْمَنُ الدَّهْرَ!) الحديث: 627 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 628 - حَدَّثَنَا أحمد؛ قال: أنشدنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ لِعَبْدِ الْحَمِيدِ الْكَاتِبِ [ص: 33] : (تَرَحَّلَ مَا لَيْسَ بِالْقَافِلِ ... وَأَعْقَبَ مَا لَيْسَ بِالْآفِلِ) (فَلَهْفِي مِنَ الْخَلَفِ النَّازِلِ ... وَلَهْفِي عَلَى السَّلَفِ الرَّاحِلِ) (أَبْكِي عَلَى ذَا وَأَبْكِي لِذَا ... بُكَاءَ الْمُوَلَّهَةِ الثَّاكِلِ) (تَبْكِي مِنِ ابْنٍ لَهَا قَاطِعٍ ... وَتَبْكِي عَلَى ابْنٍ لَهَا وَاصِلِ) الحديث: 628 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 629 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (نَعَى لَكَ ظِلَّ الشَّبَابِ الْمَشِيبُ ... وَنَادَتْكَ بِاسْمِ سِوَاكَ الْخُطُوبُ) (فَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِدَاعِي الْمَنُونِ ... فَكُلُّ الَّذِي هُوَ آتٍ قَرِيبُ) (وَقَبْلَكَ دَاوَى الْمَرِيضَ الطَّبِيبُ ... فَعَاشَ الْمَرِيضُ وَمَاتَ الطَّبِيبُ) (يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ يَتُوبُ ... فَكَيْفَ بِحَالَةِ مَنْ لَا يَتُوبُ) الحديث: 629 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ؛ قَالَ: [ص: 34] أَتَيْتُ أَهْلِي، فَقِيلَ لِي: مَاتَ فُلَانٌ أَخُوكَ. فَوَجَدْتُ أَخِي مُسَجًّى عَلَيْهِ بِثَوْبٍ؛ فَأَنَا عِنْدَ رَأْسِهِ أَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وأستغفر عليه؛ إِذْ كَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقُلْنَا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، سُبْحَانَ اللهِ! بَعْدَ الْمَوْتِ؟ ! فَقَالَ: إِنِّي لُقِّيتُ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، وَكَسَانِي ثِيَابًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْأَمْرَ أَيْسَرَ مِمَّا تَظُنُّونَ، وَلَا تَتَّكِلُوا، إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أُخْبِرَكُمْ وَأُبَشِّرُكُمْ، احملوني إلى رَسُولِ [ص: 35] اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ عُهِدَ إِلَيَّ أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى أَلْقَاهُ. ثُمَّ طَفِئَ. الحديث: 630 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 631 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْأَسَدِ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ فِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَمَنِ احْتَجَمَ؛ فَيَوْمَ الْخَمِيسِ وَالْأَحَدِ كَذَبَاكَ، أَوْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ [ص: 36] وَالثُّلَاثَاءِ؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي كَشَفَ اللهُ فِيهِ الْبَلَاءَ عَنْ أَيُّوبَ، وَأَصَابَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ» . ثُمَّ قَالَ: «وَلَا يَبْدُوا بِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنَ الْجُذَامِ أَوِ الْبَرَصِ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 631 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 632 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَا: نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: [ص: 37] أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَشْكُو إِلَيْهِ النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 632 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 633 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثُ وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: مَعْنَى: «كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ» ؛ قَالَ [ص: 38] : «هذا تقوله الْعَرَبُ فِي مَعْنَى الْإِغْرَاءِ: كَذَبَتْكَ كَذَا؛ أَيْ: عَلَيْكَ بِهِ. فَأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِصَاحِبِ النِّقْرِسِ أَنْ يَبْرُزَ إِلَى الْحَرِّ فِي الْهَاجِرَةِ وَيَمْشِي فِيهَا حَافِيًا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ النِّقْرِسَ. الحديث: 633 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 634 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بن إِسْحَاقُ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْكِيِّ، نَا أَبُو مَعْمَرٍ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلَيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: [ص: 40] إِذَا أَكَلْتُمُ الرُّمَّانَ؛ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ؛ فَإِنَّهُ دِبَاغٌ لِلْمَعِدَةِ   [حسن] . الحديث: 634 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 635 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ أَبِي عُطَارِدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَاكَ كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ فَمَا حَفِظْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: قَالَ لِي ابْنُ سِيرِينَ: يَا أَبَا عُطَارِدٍ! إِنَّ سَوِيقَ الْعَدْسِ بَارِدٌ وَهُوَ يَدْفَعُ الدَّمَ، وَتَزَوَّجِ امْرَأَةً تَنْظُرُ إِلَى يَدَيْكَ وَلَا تَزَوَّجِ امْرَأَةً تَنْظُرُ إِلَى يدها. الحديث: 635 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 636 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ حِذْيَمٍ - وَهُوَ طَبِيبٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ -: [ص: 41] امْشِ بِدَائِكَ مَا حَمَلَكَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ دَوَاءٍ يُورِثُ الدَّاءَ. الحديث: 636 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 637 - وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: (وَهَلْ لَكُمْ فِيهَا إِلَيَّ فَإِنَّنِي ... طَبِيبٌ بِمَا أَعْيَا النِّطَاسِيَّ حِذْيَمَا) الحديث: 637 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 638 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: [ص: 42] أَيُّ الطَّعَامِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الزُّبْدُ وَالْكَمْأَةُ. فَقَالَ عُمَرُ: مَا هُمَا بِأَحَبِّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ خَصْبَ الْمُسْلِمِينَ يَعْنِي: أَنَّ الزُّبْدَ وَالْكَمْأَةَ لَا يَكُونَانِ إِلَّا فِي سَنَةِ الْخِصْبِ.   [إسناده ضعيف] . الحديث: 638 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 639 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ غَسَلَ يَدَهُ قَبْلَ الطَّعَامِ كَانَ فِي سَعَةٍ مِنْ رِزْقِهِ حَتَّى يَمُوتَ. الحديث: 639 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ قَالَ: الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الْفَقْرَ وَبَعْدَهُ يَنْفِي اللَّمَمَ. الحديث: 640 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ لِفَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ! بَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَأْكُلُ الْفَالَوْذَجَ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَخَافُ أَنْ لَا أُؤَدِّي شُكْرَهُ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: يَا لُكَعُ! وَهَلْ تُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ ! الحديث: 641 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عُثْمَانُ، عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: [ص: 44] قَالَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! عَلَى وُدِّي أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ وَبِيَدِي رَايَةٌ وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: اللهُمَّ! إِنَّ فَرْقَدًا يَسْأَلُكَ الْبَلَاءَ وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ. الحديث: 642 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 643 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِرَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَأْكُلُ: هَلُمَّ إِلَى الْغَذَاءِ. قَالَ: مَا فِيَّ فَضْلٌ. فَقَالَ: مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ أَنْ يَأْكُلَ حَتَّى لَا يَكُونُ فِيهِ فَضْلٌ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! عِنْدِي مُسْتَزَادٌ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْحَالَةِ الَّتِي اسْتَقْبَحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. الحديث: 643 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 644 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: جَنِّبُوا مَجَالِسَنَا ذِكْرَ النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ؛ فَإِنِّي أُبْغِضُ الرَّجُلَ أَنْ يَكُونَ وَصَّافًا لِفَرْجِهِ وَبَطْنِهِ، وَإِنَّ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَالدِّيَانَةِ أَنْ يَتْرُكَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ [ص: 45] وَهُوَ يَشْتَهِيهِ. الحديث: 644 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: ابْنُ آدَمَ أَسِيرُ الْجُوعِ صَرِيعُ الشَّبَعِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا لَبِسُوا هَذِهِ الْمَطَارِفَ الْخَزَّ وَالْعَمَائِمَ الرِّقَاقَ، وَوَسَّعُوا دُورَهُمْ، وَضَيَّقُوا قُبُورَهُمْ، وَأَسْمَنُوا دَوَابَّهُمْ، وَأَهْزَلُوا دِينَهُمْ، طَعَامُ أَحَدِهِمْ غَصْبٌ، وَخَادِمُهُ سُخْرَةٌ، يتكئ عَلَى شِمَالِهِ، وَيَأْكُلُ فِي غَيْرِ مَالِهِ، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَتْهُ الْكَظَّةُ؛ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! هَاتِي حَاطُومًا - يَعْنِي: جَوَارِشَ -، وَهَلْ تَحْطِمُ يَا شَقِيُّ إِلَّا دِينَكَ؟ ! الحديث: 645 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 646 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَدَارُ صَالِحِ الْأُمُورِ فِي أَرْبَعٍ: فِي الطَّعَامِ لَا يُؤْكَلُ إِلَّا عَلَى شَهْوَةٍ، وَالْمَرْأَةِ الصالحة يَعِفُّ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالْمَلِكُ لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةُ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا الْعَدْلُ. الحديث: 646 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 647 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِمُعَاوُيَةَ يَوْمًا: مَا بَطُنَ قَوْمٌ قَطُّ؛ إِلَّا فَقَدُوا عُقَولَهُمْ، وَمَا مَضَتْ عَزِيمَةُ رَجُلٍ بَاتَ بَطِينًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 647 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 648 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْخَلَّالِ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَيُّ الطَّعَامِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْجُوعُ أَعْلَمُ. قَالَ: وَقَالَ: نعم الإدام الجوع! ما لَقِيتُ أَلَذَّ مِنْ شَيْءٍ قَبِلَهُ. الحديث: 648 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 649 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا الْحَافِيَ يَقُولُ لِرَجُلٍ وَقَالَ لَهُ: أَشْتَهِي شَيْئًا آكُلُهُ مَعَ الْخُبْزِ. فَقَالَ لَهُ بِشْرٌ: وَيْحَكَ! كُلْ وَاجْعَلْ أُدْمَ خُبْزِكَ الْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّهُ مَا أُدْمٌ أَطْيَبُ مِنَ الْعَافِيَةِ. الحديث: 649 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 650 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: ظَلَّ رَجُلٌ صَائِمًا فِي عَامٍ سَنَةٍ، فَابْتُلِيَ بِسَائِلٍ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَقَدْ أوتيَ بِقُرْصَيْنَ لَهُ؛ فَأَلْقَى إِلَيْهِ أَحَدَهُمَا ثُمَّ قَالَ: مَا هَذَا بِمُشْبِعِهِ وَلَا هَذَا بِمُشْبِعِي، وَلَأَنْ يَشْبَعَ وَاحِدٌ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَجُوعَ اثْنَانِ. فَأَلْقَى إِلَيْهِ الْآخَرَ، فَلَمَّا أَنْ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ؛ أَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ، فَقَالَ: سَلْ مَا شِئْتَ. فَقَالَ: الْمَغْفِرَةَ. فَقَالَ: قَدْ فَعَلَ اللهُ بِكَ ذَلِكَ؛ فَسَلْ غَيْرَ هَذَا. فَقَالَ: اسأل أَنْ يُغَاثَ النَّاسُ. الحديث: 650 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ أَقْرَى أَهْلِ الْيَمَامَةِ لِلضَّيْفِ: كَيْفَ ضَبْطُكُمْ لِلْقِرَى؟ قَالَ: لَا نَتَكَلَّفُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا. الحديث: 651 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 652 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِيُّ الْبَزَّازُ، نَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ: [ص: 48] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَّبِعُونَ رَجُلًا قَدْ أُخِذَ فِي رَيْبَةٍ، فَقَالَ: لَا مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي لَا تُرَى إِلَّا فِي الشَّرِّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 652 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 653 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِنَهَارِ بْنِ تَوْسِعَةَ: (عَتَبْتُ عَلَى سَلْمٍ فَلَمَّا فَقَدْتُهُ ... وَجَرَّبْتُ أَقْوَامًا بَكَيْتُ عَلَى سَلْمِ) وَأَنْشَدَنَا لِلْعَبَّاسِ بْنِ الْأَحْنَفِ: (وَمَا مَرَّ يَوْمٌ أَرْتَجِي فِيهِ رَاحَةً ... فَأَخْبُرُهُ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَمْسِ) الحديث: 653 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 654 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 49] لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تُعُجِّبَ مِنَ الْعَجَبِ. الحديث: 654 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 655 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: ذَنْبُكَ إِلَى الْحَاسِدِ دَوَامُ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ. الحديث: 655 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 656 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَعْرِفُ عَيْبَ نَفْسِهِ؛ فَعِبْ نَفْسَكَ، فَقَالَ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَأَبَى، فَقَالَ: أَنَا لَجُوجٌ، حَقُودٌ، حَسُودٌ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكَ: مَا فِي الشَّيْطَانِ شَرٌّ مِمَّا ذكرت. الحديث: 656 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 656 - / م - قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَسْلَمَ مِنَ الْحَاسِدِ؛ فَعَمِّ عَلَيْهِ أُمُورَكَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 657 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ وَقِيلَ لَهُ: أَيُّ الأعداء لَا تُحِبُّ أَنْ يَعُودَ [لَكَ] صَدِيقًا؟ قَالَ: مَنْ سَبَبُ عَدَاوَتِهِ النِّعْمَةُ - يَعْنِي الْحَاسِدَ -. قال: الحديث: 657 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 657 - / م - ثُمَّ قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهِ عَنْهُ: كُلُّ النَّاسِ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُرْضِيَهُ؛ إِلَّا حَاسِدَ نِعْمَةٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُهَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 658 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: الْحَاسِدُ عَدُوُّ نِعْمَتِي، مُتَسَخِّطٌ لِقَضَائِي، غَيْرُ رَاضٍ بَقَسْمِي بَيْنَ عِبَادِي. الحديث: 658 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 659 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 52] الْحَسَدُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي السَّمَاءِ - يَعْنِي حَسَدَ إِبْلِيسَ آدَمَ -، وَهُوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ [فِي] الْأَرْضِ، وَحَسَدَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ فَقَتَلَهُ. الحديث: 659 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 660 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا فِي بَنِي عُذْرَةَ قَدْ أَتَتْ لَهُ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَطْوَلَ عُمُرِكَ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُ الْحَسَدَ فَبَقِيتُ. الحديث: 660 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 661 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: [ص: 53] سِتَّةٌ لَا يَخْلُوَنَّ مِنَ الْكَآبَةِ: رَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى، وَغَنِيٌّ يَخَافُ عَلَى مَالِهِ التَّوَى، وَحَقُودٌ، وَحَسُودٌ، وَطَالِبُ مَرْتَبَةٍ لَا يَبْلُغُهَا قَدْرُهُ، وَمُخَالَطَةُ الْعُلَمَاءِ بِغَيْرِ عِلْمٍ. الحديث: 661 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 662 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص: 54] مَرَّ ابْنُ سِيرِينَ بِقَوْمٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! إِنَّا قَدْ نِلْنَا مِنْكَ فَحَلِّلْنَا. فَقَالَ: لَا، إِنِّي لَا أُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ، فَأَمَّا مَا كَانَ إِلَيَّ؛ فَهُوَ لَكُمْ. الحديث: 662 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 663 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: [ص: 55] إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ الْفُضَيْلُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: رُبَّمَا قَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ؛ فَأَخْشَى عَلَيْهِ النَّارَ. قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ ! قَالَ: يُغْتَابُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ، فَيُعْجِبُهُ، فَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهَا؛ إِنَّمَا هَذَا مَوْضِعُ أَنْ يَنْصَحَ لَهُ فِي نَفْسِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 663 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 664 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَابَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَقَالَ لَهُ: قَدِ اسْتَدْلَلْتَ عَلَى كَثْرَةِ عُيُوبِكَ بِمَا تُكْثِرُ مِنْ عُيُوبِ النَّاسِ؛ لِأَنَّ الطَّالِبَ لِلْعُيُوبِ إِنَّمَا يَطْلُبُهَا بِقَدْرِ مَا فِيهِ مِنْهَا. الحديث: 664 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 665 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَعَدَهُ أَنْ يَفْعَلَ، فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ؛ قَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِمُسْتَحِقٍّ لِمَا وَعَدْتَهُ. فَقَالَ لَهُ مَعْنٌ: إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ فِي وَصْفِكَ إِيَّاهُ؛ فَقَدْ كَذَبْتَ فِي ادّعائك مؤدّتنا؛ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ مُسْتَحِقًّا كانَتِ الْيَدُ مَوْضِعَهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقَّهَا؛ فَمَا زِدْتَ عَلَى أَنْ أَعْلَمْتَنَا أَنَّ لَنَا عِنْدَكَ بِمَغِيبِنَا مِثْلِ الَّذِي حَضَرْتَ بِهِ مَنْ غَابَ مِنْ إِخْوَانِنَا. الحديث: 665 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جُمْهُورٍ مَوْلَى الْمَنْصُورِ؛ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ بَعْضُ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كِتَابًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ كَتَبَهُ بِخَطِّهِ؛ فَإِذَا مِثْلُ خَطِّ النِّسَاءِ، وَإِذَا هُوَ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ، ذِكْرُ حَقِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْحِمْيَرِيِّ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، عَلَيْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ فِضَّةٍ طَيِّبَةٍ كَيْلًا بِالْحَدِيدِ، وَمَتَى دَعَاهُ بِهَا؛ أَجَابَهُ؛ شَهِدَ اللهُ وَالْمَلَكَانِ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْبَعْثِ. الحديث: 666 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 667 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْأَعْشَى حَيْثُ يَقُولُ [ص: 58] : (فَلَا تَحْسَبَنِّي كَافِرًا لَكَ نِعْمَةً ... عَلَيَّ شَاهِدِي يَا شَاهِدَ اللهِ فَاشْهَدِ) قَوْلُهُ: عَلِيَّ شَاهِدِي؛ أَيْ: لِسَانِي. وَقَوْلُهُ: يَا شَاهِدَ اللهِ، يَعْنِي: الْمَلَكُ. الحديث: 667 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 668 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ يَقُولُ: قِيلَ لِبُزْرُجَمْهَرَ الْحَكِيمِ: هَلْ مِنْ أَحَدٍ لَيْسَ فِيهِ عَيْبٌ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ الَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَمُوتَ أَبَدًا. الحديث: 668 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ: [ص: 59] الْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ، وَالْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَفَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ. الحديث: 669 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 670 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ بِعَبَّادَانَ يَقُولُ: [ص: 60] مَا رَأَيْتُ شَرَفًا قَطُّ؛ إِلَّا وَإِلَى جَانِبِهِ حَقٌّ مُضَيَّعٌ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ، وَلَكِنِ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ خَيْرَ الشَّرَّيْنِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ زِيَادٌ: لَيْسَ الْعَاقِلُ الذي يحتال للأمر إِذَا وَقَعَ فِيهِ، وَلَكِنِ الْعَاقِلُ الَّذِي يَحْتَالُ لِلْأَمْرِ أَنْ لَا يَقَعَ فِيهِ. الحديث: 670 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 671 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيِّ: [ص: 61] الِانْقِبَاضُ مِنَ النَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِلْعَدَاوَةِ، وَإِفْرَاطُ الأُنْسِ بِالنَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِقُرْنَاءِ السُّوءِ، وَاللهُ يَخْلُقُ مَا أَتْلَفَ النَّاسُ، وَالدَّهْرُ يُتْلِفُ مَا جَمَعُوا، وَكَمْ مِنْ مِيتَةٍ عِلَّتُهَا طَلَبُ الْحَيَاةِ، وَحَيَاةٌ سَبَبُهَا التَّعْرِيضُ لِلْمَوْتِ؟ ! الحديث: 671 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 671 - / م - قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللهُ: احْرِصْ عَلَى الْمَوْتِ؛ تُوهَبْ لَكَ الْحَيَاةُ   [إسناده ضعيف] . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 672 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُزَاحِمٍ مَوْلَاهُ: إِنَّ الْوُلَاةَ جَعَلُوا الْعُيُونَ عَلَى الْعَوَامِّ، وَأَنَا أَجْعَلُكَ عَيْنًا عَلَى نَفْسِي؛ فَإِنْ سَمِعْتَ مِنِّي كَلِمَةً تَرْبَأُ بِي عَنْهَا أَوْ فِعْلًا لَا تُحِبُّهُ؛ فَعِظْنِي عِنْدَهُ وَنَبِّهْنِي عَلَيْهِ. الحديث: 672 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 673 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ [ص: 63] : «قَدِمْتُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَقِيَنِي الشَّعْبِيُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا زَيْدٍ! أَطْرِفْنَا مِمَّا سَمِعْتَ بِمَكَّةَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ يَقُولُ: لَا يَسْكُنُ مَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ، وَلَا آكِلُ رِبًا، وَلَا مَشَّاءٍ بِنَمِيمَةٍ. فَعَجِبْتُ مِنْهُ حِينَ عَدَلَ النَّمِيمَةَ بِسَفْكِ الدَّمِ وَأَكْلِ الرِّبَا. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا يُعْجِبُكَ مِنْ هَذَا؟ ! وَهَلْ يُسْفَكُ الدَّمُ وَتُرْكَبُ الْعَظَائِمُ إِلَّا بِالنَّمِيمَةِ؟ ! الحديث: 673 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 674 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: [ص: 64] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: قَدْ تَقْطَعُ الشَّجَرَةَ بِالْفُؤُوسِ فَتَثْبُتُ، وَتَقْطَعُ اللَّحْمَ بِالسَّيْفِ فَيَنْدَمِلُ، وَاللِّسَانُ لَا يَنْدَمِلُ جُرْحُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... وَجُرْحُ اللِّسَانِ كَجُرْحِ الْيَدِ) الحديث: 674 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 675 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الصَّالِحِينَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَدْعُو فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَيَنْتَحِبُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَنِي بِعَافِيَتِكَ، وَنَالَتْهُ يَدِي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ، وَانْبَسَطْتُ إِلَيْهِ بسِعَةِ رِزْقِكَ، وَاحْتَجَبْتُ فِيهِ عَنِ النَّاسِ بِسِتْرِكَ عَلَيَّ، وَاتَّكَلْتُ فِيهِ عَلَى أَنَاتِكَ وَحِلْمِكَ، وَعَوَّلْتُ فِيهِ عَلَى كَرِيمِ عَفْوِكَ. الحديث: 675 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنِي مَنْ صَلَّى إِلَى جَنْبِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ؛ فَسَمِعَهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: [ص: 65] إِلَهِي هَمُّكَ حَالَفَ عَلَيَّ الْهُمُومَ، وَحَالَفَ بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهَادِ، وَمَنَعَ اللَّذَّاتِ، وَشِدَّةُ الشَّوْقِ من لقائك أَوْبَقَتْنِي الشَّهَوَاتِ؛ فَأَنَا فِي طَلَبِكَ أَيُّهَا الْكَرِيمُ مَطْلُوبًا. الحديث: 676 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 677 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ: «خَرَجْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ حَاجَتِي وَأَنَا بِالْكُوفَةِ، وَأَنَا أَظُنُّ أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ؛ وَإِذَا عَلَيَّ لَيْلٌ، فَمَرَرْتُ عَلَى بَابٍ، فَسَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ وَبُكَاءَهُ، فَوَقَفْتُ عَلَى الْبَابِ أَتَسَمَّعُ إِلَى أَنْ فَرَغَ مِنْ وِرْدِهِ، فسمعته ينتحِبُ، وهو يَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ؛ ما أردتُ بمعصيتك مخالفتك، وما عَصيتك إذ عصيتك وأنا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرِّضٌ، ولا بنظرك مستخفٍّ، وأعلم إنك مشرفٌ عليّ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ [ص: 66] خَلْقِكَ، وَلَكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، وَأَعَانَتْنِي عَلَى ذَلِكَ شِقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمَرْخِيُّ عَلَيَّ؛ فَعَصَيْتُكَ بِجَهْلٍ وَخَالَفْتُكَ بِجَهْلٍ؛ فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي؟ ! وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟ ! فَوَاسَوأتَاهُ مِنَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ غَدًا إِذَا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا؛ أَفَمَعَ الْمُثْقِلِينَ أَحُطُّ أَمْ مَعَ الْمُخِفِّينَ أَجُوزُ؟ ! وَيْلِي! ! كُلَّمَا كَبِرَتْ سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي، وَيْلِي! ! كُلَّمَا طَالَ عُمْرِي كَثُرَتْ مَعَاصِيَّ؛ فَمِنْ كَمْ أَتُوبُ وَفِي كَمْ أَعُودُ؟ ! أَمَا آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي؟ ! قَالَ مَنْصُورٌ: فَغُشِيَ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِي « الحديث: 677 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 678 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 67] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 678 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 679 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 68] : «إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ لِلْقُرْآنِ؛ فَطَهِّرُوهَا بِالسِّوَاكِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 679 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى عَامِلِهِ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ: [ص: 69] أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا عُدُوَةُ أَوْلِيَاءِ اللهِ وَعُدُوَةُ أَعْدَاءِ اللهِ، أَمَّا أَوْلِياءُ اللهِ؛ فَغَمَّتْهُمْ، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ؛ فَغَرَّتْهُمْ. الحديث: 680 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 681 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ثَلَاثَةٌ لَا أُكَافِئُهُمْ: رَجُلٌ بَدَأَنِي بِالسَّلَامِ، وَرَجُلٌ أَوْسَعَ لِي فِي الْمَجْلِسِ، وَرَجُلٌ اغبرت قدماء في المشي إِلَيَّ إِرَادَةَ التَّسْلِيمِ عَلِيَّ، فَأَمَّا الرَّابِعُ: فَلَا يُكَافِئُهُ عَنِّي إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. قِيلَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: رَجُلٌ [ص: 70] نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يُفَكِّرُ بِمَنْ يُنْزِلُهُ، ثُمَّ رَآنِي أَهْلًا لِحَاجَتِهِ؛ فَأَنْزَلَهَا بِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 681 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 682 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: رَدُّ الْمَعْرُوفِ أَشَدُّ مِنِ ابْتِدَائِهِ؛ لِأَنَّ الِابْتِدَاءَ بِالْمَعْرُوفِ نَافِلَةٌ، وَرَدَّهُ فَرِيضَةٌ. الحديث: 682 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 683 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَا تَوَسَّلَ إِلَيَّ أَحَدٌ بِوَسِيلَةٍ هِيَ أَقْرَبُ يَدًا إِلَيَّ مِنْ يَدٍ سَلَفَتْ مِنِّي إِلَيْهِ أَتْبَعْتُهَا أُخْتَهَا لِأُحْسِنَ رَبُّهَا وَحِفْظَهَا؛ لِأَنَّ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ يَقْطَعُ شكرَ الأوئلِ. الحديث: 683 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، نَا أَبِي، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: إِذَا اتَّخَذْتُمْ عِنْدَ رَجُلٍ يَداً؛ فَانْسُوهَا وَلَا تَمْتَنُّوا؛ فَإِنَّ الْمِنَّةَ تَهْدِمُ الصَّنِيعَةَ   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 684 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 685 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْمُعْتَمِرُ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا يَتِمُّ الْمَعْرُوفُ إِلَّا بِثَلَاثَةٍ: تَعْجِيلِهِ، وَتَصْغِيرِهِ عِنْدَهُ، وَسَتْرِهِ؛ فَإِنَّهُ إِذَا عَجَّلَهُ هَنَّأَهُ، وَإِذَا صَغَّرَهُ عَظَّمَهُ، وَإِذَا سَتَرَهُ تَمَّمَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 685 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 686 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَكَ فِي مَالِكَ شَرِيكَانِ، أَيُّهُمَا جَاءَ أَخَذَ وَلَمْ يُؤَامِرْكَ: الْحَدَثَانِ، وَالْقَدَرُ، كِلَاهُمَا يَمُرُّ عَلَى الْغَثِّ وَالسَّمِينِ، وَالْوَرَثَةُ يَنْتَظِرُونَ مَتَى تَمُوتُ؛ فَيَأْخُذُونَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ، وَأَنْتَ تُقَدِّمُ لِنَفْسِكَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ أَحْسَنَ الثَّلَاثَةِ نَصِيبًا؛ فَافْعَلْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 686 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 73] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَخِي زَيْدٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ يَسْتَنْشِدُهُ، فَيُنْشِدُهُ فِي أَخِيهِ: (كُنَّا كَنَدْمَانَيْ جُذَيْمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا) (فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلةً مَعًا)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 687 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 688 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه رَجُلٌ مِنْ بَنِي عِجْلٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَأَنْتَ قَاتِلُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَارِ وَجْهَكَ عَنِّي. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَخْبِرْنِي عَنْ بُغْضِكَ إِيَّايَ؛ أَيَنْقُصُنِي عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَفَيَنْقُصُنِي مِنْ حَظَّي مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا أُبَالِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 688 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 689 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ مُتَمِّمَ بْنَ نُوَيْرَةَ قَالَ [ص: 75] : (وَلَا بُدَّ مِنْ تَلَفٍ يُصِيبُكَ فَاصْبِرْ ... أَبِأَرْضِ قَوْمِكَ أَمْ بِأُخْرَى تُصْرَعُ) (وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ يَوْمٌ مَرَّةً ... يُبْكَى عَلَيْكَ مُقَنَّعًا لَا تَسْمَعُ) فَسَمِعَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: صَدَقَ وَاللهِ؛ ثُمَّ صَدَقَ، ثُمَّ صَدَقَ فِيمَا اعْتَبَرَ بِهِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 689 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ محمد التيمي، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْخَنْسَاءِ: مِمَّ عَمِشَتْ عَيْنَاكِ؟ قَالَتْ: مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ عَلَى سَادَاتِ مُضَرَ. قِيلَ لَهَا: فَإِنَّهُمْ وَاللهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَتْ: فَذَاكَ وَاللهِ؛ أَطْوَلُ لِعَوِيلِي عَلَيْهِمْ. وَقَالَتْ: إِنَّمَا كُنْتُ أَبْكِي صَخْرًا مِنَ الْحَيَاةِ؛ فَأَنَا الْيَوْمَ أَبْكِي لَهُ مِنَ النَّارِ. الحديث: 690 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 691 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: بَكَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَلَى أَخِيهِ سَنَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! [ص: 76] أَكْثَرْتَ! فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ بُكَاءَ يعقوب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنِهِ عَارًا حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ؛ فَرَحِمَ اللهُ سَعِيدًا وَتَجَاوَزَ عَنْهُ! {فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يوعدون} [الأحقاف: 16] . الحديث: 691 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ؛ فَقَالَ: لَا تَلُومُونِي؛ فَإِنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَدَ سَبْطًا مِنَ وَلَدِهِ، فَبَكَى حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَاتَ، وَنَظَرْتُ أَنَا إِلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ذُبِحُوا فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ؛ فَتَرَوْنَ حُزْنَهُمْ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي أَبَدًا؟ ! الحديث: 692 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 693 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبِي، عَنِ الْمُنْتَجِعِ بْنِ مُصْعَبٍ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ كَثِيرٍ؛ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ كَثِيرًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا [ص: 77] يَحْيَى! كَمْ تَبْكِي؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا؛ غَيْرَ أَنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ لَا أَلْقَاهُ فِي الْآخِرَةِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 693 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 694 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا لَكُمْ أَطْلَبُ النَّاسِ لِلْعِلْمِ؟ قَالَ: لِأَنَّا أَعْمَلُ النَّاسِ بِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 694 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَابِدَاتِ بِالْبَصْرَةِ تُصَابُ بِالْمُصِيَبَةِ الْعَظِيمَةِ فَلَا تَجْزَعُ، فَقِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَتْ: مَا أُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَأَذْكُرُ مَعَهَا النَّارَ؛ إِلَّا صَارَتْ فِي عَيْنِي أَصْغَرَ مِنَ التُّرَابِ. الحديث: 695 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 696 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: [ص: 78] كُنْتُ [قَاعِدًا] عِنْدَ جَرِيرٍ وَهُوَ يُمْلِي: (وَدِّعْ أُمَيْمَةَ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ ... إِنَّ الْوَدَاعَ مِنَ الْحَبِيبِ قَرِيبُ) فَمَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ؛ فَتَرَكَ الْإِمْلَاءَ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَقَالَ: شَيَّبَتْنِي هَذِهِ الْجَنَائِزُ! فَقُلْتُ لَهُ: فَلِأَيِّ شَيْءٍ تَشْتُمُ النَّاسَ؟ قَالَ: هُمْ يبدؤونني. الحديث: 696 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَابْنِ الْعَجَّاجِ: أن الْمُسْتَوْغِرَ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ مَرَّ [مَرَّةً] بِعُكَاظٍ وَهُوَ يَقُودُ ابْنَ ابْنِهِ خَرِفاً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا عَبْدَ اللهِ! أَحْسِنْ إِلَيْهِ؛ فَطَالَمَا أَحْسَنَ إليك. قَالَ: أوَ تدري مَنْ هُوَ؟ ! قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَبُوكَ أَوْ جَدُّكَ. [ص: 79] قَالَ: هُوَ وَاللهِ ابْنُ ابْنِي. فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ فِي الْكَذِبِ، وَلَا مُسْتَوْغِرَ بْنَ رَبِيعَةَ! قال: فأنا مُسْتَوغِرِ بن ربيعة. قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: وَعَاشَ الْمُسْتَوغِرُ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. الحديث: 697 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ [ص: 80] : «سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَهِيَ تَمَثَّلُ بِقَوْلِ زُهَيْرِ بْنِ جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ: (ادْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحُرْ بِكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكُهُ الْعَوَاقِبُ مَا جَنَى) (يَجْزِيكَ أَوْ يُثنى عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ كَمَنْ جَزَى) فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» الشِّعْرُ الَّذِي كُنْتِ تَمَثَّلِينَ بِهِ؟ «، قَالَتْ: أَنْشَدْتُهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» يَا عَائِشَةُ! إِنَّهُ لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ «   [إسناده مظلم] . الحديث: 698 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 699 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ الْحَاجَةَ لَتَعْرِضُ لِلرَّجُلِ قِبَلِي فَأُبادِرُ إِلَى قَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا، أَوْ تَأْتِيَهُ وَقَدِ اسْتَبْطَأَهَا؛ فَلَا يَكُونُ لَهَا [عِنْدَهُ] مَوْقِعٌ. الحديث: 699 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ بِالْيَمَنِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ؛ فَتَرْجَمَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: أَنَا عَمْرُو بْنُ شَمَّرٍ الْمَلِكُ الْجُرْهُمِيُّ، مَلَكْتُ فَأَطَلْتُ، وَتَمَنَّيْتُ فَنِلْتُ، وَقَاتَلْتُ فَغَلَبْتُ؛ ثُمَّ إِنَّ الْجَدِيدَيْنِ تَعَاوَرَانِي بِأَحْدَاثِهِمَا؛ فَأَفْنَيَانِي وَأَفْنَيَا مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَأَنَا الَّذِي أَقُولُ [ص: 81] : (نَحْنُ كُنَّا الْمُلُوكَ نَقْضِي ... عَلَى النَّاسِ قَضَاءَ يَمْضِي بِكُلِّ مَكَانِ) (وَلَنَا كَانَتِ الرِّعَاءُ تَبِيتُ قِدَماً ... كَالدُّمَى وَالْمُنَعَّمَاتُ الْغَوَانِي) (وَالْعِتَاقُ الْجِيَادُ وَالْقُضُبُ الْبِيضُ ... وسُمْرُ الْقَنَا وَحُورُ الْقِيَانِ) (وَالْقُصُورُ الْمُشَيَّدَةُ الشَّامِخَاتُ ... الشُّمُّ ذَاتُ الْحُجَّابِ وَالْأَعْوَانِ) (وَالنُّهَى وَالْعُلَى وَالْأَخْذُ وَالْإِعْطَاءُ ... لَدَى كُلِّ سَاعَةٍ وَأَوَانِ) (فَحَكَمْنَا بِمَا أَرَدْنَا وَعَاقَبْنَا ... وَجُدْنَا بِالْعَفْوِ وَالْإِحْسَانِ) (وَأَخَذْنَا النَّهْرَيْنِ دِجْلَةَ وَالنِّيلَ ... وَنَهْرَ الْفُرَاتِ مِنْ كُوفَانِ) (وَلَنَا كَانَتِ الْمَشَاعِرُ وَالْكَعْبَةُ ... وَالْمَوْقِفَانِ وَالْأَبْطَحَانِ) (فَلَبِثْنَا أَرْبَابَ مَكَّةَ حَتَّى ... اخْتَطَفَتْنَا قَوَارِعُ الْحِدْثَانِ) (فَعُرِّينَا مِنْ مُلْكِنَا فَكَأَنَّا ... لَمْ نَكُنْ فِيهِ بُرْهَةً مِنْ زَمَانِ) (وَاتَّخَذْنَا الثَّرَى شِعَاراً ... عَلَى الْأَجْسَادِ بَعْدَ الْحَرِيرِ وَالْكِتَّانِ) (وَتَرَكْنا مَجَالِسَنَا تُصَفِّرُ ... الْأَرْوَاحُ فِيهَا لِلْهَامِ وَالْغِرْبَانِ) (وَهَجَرْنَا الْأَهْلِينَ بَعْدَ وِصَالٍ ... وَلَهَيْنَا عَنِ الْغَوَانِي الحِسَان) (وَرَضِينَا مِنَ النِّعَمِ وَالْعِطْرِ ... بِنَتَنِ الصَّدِيدِ وَالدِّيدَانِ) (فَتَعَالَى الَّذِي يُمِيْتُ وَيُحْيِي ... وَهُوَ حَيٌّ مُدَبِّرُ الْأَزْمَانِ) الحديث: 700 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 701 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ بَنِي ضَبَّةَ [ص: 82] : (أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ بِعَيْنَيَّ عَبْرَةٌ ... أَرَى الْأَرْضَ تَبْقَى وَالْأَخِلَّاءُ تَذْهَبُ) (أَخِلَّاي لَوْ غَيْرُ الْمَمَاتِ أَصَابَكُمْ ... جَزِعْتُ وَلَكِنْ مَا عَلَى الْمَوْتِ مَعْتَبُ) الحديث: 701 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 702 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ؛ قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: [ص: 83] تَمَسَّكُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَبُصَّ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ، فَإِذَا اسْتَوَى عَلَيْهَا الْخَلَائِقُ؛ نَادَى مُنَادٍ: أَمْسِكِي أَصْحَابَكِ، وَدَعِي أَصْحَابِي. فَتَخْنِسُ بِهِمْ، فَيَخْرُجُ بها الْمُؤْمِنُونَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: تَبُصُّ؛ أَيْ: تَبْرُقُ. وَقَوْلُهُ: مَتْنُ إِهَالَةٍ؛ فَالْإِهَالَةُ: الدَّسَمُ. وَقَوْلُهُ: تَخْنِسُ بِهِمْ؛ أَيْ: تَخْذُلُهُمْ وَتَتَأَخَّرُ كَمَا تَخْنِسُ النُّجُومُ. الحديث: 702 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 703 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا زَائِدَةُ، نَا الأعمش، عن عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ؛ قَالَ: [ص: 84] أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ، وَشَجَرُهَا نَضِيدٌ مِنْ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا. الحديث: 703 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابنُ فُضَيْلٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ تَقْبِضُ الْأَرْوَاحَ؟ قَالَ: أَدْعُوهَا فَتُجِيبُنِي. الحديث: 704 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 705 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ [ص: 85] قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوقِفُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ؛ فَيَقُولُ لَهُ: يَا دَاوُدُ! مَجِّدْنِي الْيَوْمَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ الْحَسَنِ الرَّخِيمِ. قَالَ: فَالرَّخِيمُ مِنَ الْأَصْوَاتِ الشَّجِيُّ. الحديث: 705 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 706 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسُ: اثْنَانِ مَا فِي الْأَرْضِ أَقَلُّ مِنْهُمَا، وَلَا يَزْدَادَا إِلَّا قِلَّةً: دِرْهَمٌ يُوضَعُ فِي حَقٍّ، وَأَخٌ تَسْكُنُ إِلَيْهِ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 706 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 707 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الصَّاحِبُ رُقْعَةٌ فِي قَمِيصِ الرَّجُلِ؛ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْقَعُهُ. الحديث: 707 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 708 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ داود، نا المازني، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 87] قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ فُلَانًا رَجُلُ صِدْقٍ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ سَافَرْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فهل كان بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مُعَامَلَةٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهَلِ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى شَيْءٍ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَأَنْتَ الَّذِي لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ، أَرَاكَ رَأَيْتَهُ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ فِي الْمَسْجِدِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 708 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 709 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْهَمَذَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا قَصُرَتْ يَدُكَ عَنِ الْمُكَافَأَةِ؛ فَلْيَطُلْ لِسَانُكَ بِالشُّكْرِ. الحديث: 709 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 710 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ وَقَدْ أَسْدَى إِلَيْهِ مَعْرُوفًا؛ فَقَالَ: مِثْلُكَ أَوْجَبَ حَقًّا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ، وَسَمَحَ بِحَقٍّ يَجِبُ لَهُ، وَقَبِلَ وَاضِحَ الْعُذْرِ، وَاسْتَكْثَرَ قَلِيلَ الشُّكْرِ، لَا زَالَتْ أَيَادِيكَ فَوْقَ شُكْرِ أَوْلِيَائِكَ، وَأَنْعَمَ اللهُ [ص: 88] عَلَيْكَ فَوْقَ آمَالِهِمْ لَكَ. الحديث: 710 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 711 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ مِنْ بَعْضِ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا انْتَهَى إِلَيَّ غَايَةٌ مِنْ شُكْرِكَ؛ إِلَّا وَجَدْتُ وَرَاءَهَا غَايَةً من معروفك يَحْسِرُنِي بُلُوغُهَا، وَمَا عَجَزَ النَّاسُ عَنْ بُلُوغِهِ؛ فَاللهُ مِنْ وَرَائِهِ؛ فَلَا زَالَتْ أَيَّامُكَ مَمْدُودَةً بَيْنَ أَمَلٍ تَبْلُغُهُ وَأَمَلٍ فِيكَ تُحَقِّقُهُ؛ حتى تمتلئ مِنَ الْأَعْمَارِ أَطْوَلَهَا، وَتَنَالَ مِنَ الدَّرَجَاتِ أَفْضَلَهَا. الحديث: 711 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 712 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مَسْعَدَةَ فِي دِيوَانِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، وَكَانَ مُوجِزًا فِي كِتَابِهِ؛ فَكَتَبَ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّهُ لَمْ يَعْدَمْكَ مِنْ مَعْرُوفِكَ [ص: 89] عِنْدَنَا أَمْرَانِ: أَجْرٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشُكْرٌ مِنَّا، وَخَيْرُ مَوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ مَا جَمَعَ الْأَجْرَ وَالشُّكْرَ؛ وَالسَّلَامَ. الحديث: 712 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: خَمْسَةُ أَشْيَاءَ ضَائِعَةٌ: سِرَاجٌ يُوقَدُ فِي الشَّمْسِ، وَمَطَرٌ جَوْدٌ فِي سَبَخَةٍ، وَحَسْنَاءُ تُزَفٌّ إِلَى عِنِّين، وَطَعَامٌ اسْتُجِيدَ وَقُدِّمَ إِلَى سَكْرَانَ، وَمَعْرُوفٌ صُنِعَ إِلَى مَنْ لَا شُكْرَ لَهُ. الحديث: 713 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 714 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَأَنْ أَقْضِيَ حَاجَةً لِأَخٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ سَنَةً. الحديث: 714 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 715 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أحمد بن المعذَّل، عَنِ الْمَاجِشُونِ؛ قَالَ: حَجَّ الْمَهْدِيُّ وَمَعَهُ الْكِسَائِيُّ، فقدَّمه بالمدينة يصلّي بالناس، فهمز، فأنكر ذلك عليه أهل المدينة، وقالوا: يَنْبُزُ في مسجد رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ كَأَنَّهُ يُنْشِدُ شِعْرًا. الحديث: 715 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 716 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: ذَكَرَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَرِهَ الْهَمْزَ فِي الْقِرَاءَةِ، وَأَرَادَ أَنْ تَكُونَ الْقِرَاءَةُ سَهْلَةً رَسْلَةً، وَكَذَلِكَ التَّكْبِيرُ والتسليم لا يمدُّ فيهما، وَلَا يَتَعَمَّدُ الْإِعْرَابَ الْمُشْبَعَ. الحديث: 716 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 717 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنُ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، نَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّهُ كَرِهَ التِّرْيَاقَ إِذَا كَانَ فِيهِ الْحُمَةُ. يَعْنِي: لُحُومَ الْحَيَّاتِ؛ لِأَنَّهَا سُمٍّ. الحديث: 717 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْكَابُلِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: [ص: 92] أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرُّقي؛ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: رُقْيَةَ النَّمْلَةِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّفْسِ؛ فَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الْجَنْبِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ؛ فَقَالَ: مِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِلشِّفَاءِ [ص: 93] : «عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ» . قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ: (وَلَا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عَرْقٍ لِمَعْشَرٍ ... كِرَامٍ وَأَنَّا لَا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ) يُرِيدُ: أَنَّا لَسْنَا بِالْمَجُوسِ، وَذَلِكَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ «إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ أُخْتِهِ إِذَا خَطَّ عَلَى هَذِهِ الْقُرُوحِ بَرَأَ صَاحِبُهَا. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ:» وَالْحُمَةُ: السُّمُّ «؛ يُرِيدُ: الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَأَشْبَاهَهَا، وَالنَّفْسُ: الْعَيْنُ؛ وَيُقَالُ لِلْعَائِنِ: النَّافِسُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: ذَكَرُوا امْرَأَةً فِي الْبَادِيَةِ بِالْحِجَازِ أَنَّهَا تَرْقِي بِرُقْيَةٍ عَجِيبَةٍ شَافِيَةٍ، وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا فَوْجًا فَوْجًا، فَأَتَيْتُهَا؛ وَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ فَصِيحَةٌ جِدًّا وَبَيْنَ يَدَيْهَا رَجُلٌ تَرْقِيهِ مِنَ الْعَيْنِ، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، الَّتِي لَا تَجُوزُ عَلَيْهَا هَامَّةٌ، مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَشَرِّ الْإِنْسِ عَامَّةً، وَشَرِّ نَظْرَةٍ لَامَّةٍ، أُعِيذُكَ بِمُطْلِعِ الشَّمْسِ مِنْ شَرِّ ذِي مَشْيٍ هَمْسٍ، وَشَرِّ ذِي نَظَرٍ خَلْسٍ، وَشَرِّ ذِي قَوْلٍ دَسٍّ، وَشَرِّ الْحَاسِدِينَ وَالْحَاسِدَاتِ وَالنَّافِسِينَ وَالنَّافِسَاتِ وَالْكَائِدِينَ وَالْكَائِدَاتِ، نَشَّرْتُ عَنْكَ بِنُشْرَةِ نَشَّارٍ؛ عَنْ رَأْسِكَ ذِي الْأَشْعَارِ، وَعَنْ عَيْنَيْكَ ذَوَاتِ الْأَشْفَارِ، وَعَنْ فِيكَ ذِي الْمَحَارِ، وَظَهْرِكَ ذِي الْفِقَارِ، وَبَطْنِكَ ذِي الْأَسْرَارِ، وَفَرْجِكَ ذِي الْأَسْتَارِ، وَيَدَيْكَ ذَوَاتِ الْأَظْفَارِ، وَرِجْلَيْكَ ذَوَاتِ الْآثَارِ، وَذَيْلِكَ ذِي الْغُبَارِ، وَكَانَ اللهُ لَكَ جَارٌ. الحديث: 718 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 719 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُتَبِيُّ: الْمَشْيُ الْهَمْسُ: الْوَطْءُ الْخَفِيُّ، وَالصَّوْتُ الْخَفِيُّ أَيْضًا. وَالنَّظَرُ الْخَلْسُ: هُوَ الَّذِي يُخْتَلَسُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. وَالْقَوْلُ الدَّسُّ: هُوَ الَّذِي يُدَسُّ وَيُحْتَالُ فِيهِ حَتَّى يَدْفَعَ الْقَبِيحَ. وَالنَّافِسُونَ وَالنَّافِسَاتُ: هُمُ الْعَائِنُونَ. وَالْمَحَارُ: هُوَ جَمْعُ مَحَارَةٍ، الْحَنَكُ [الْأَعْلَى] . وَالْفِقَارُ: خَرَزُ الظَّهْرِ، وَاحِدَتُهَا فِقَارَةٌ. وَبَطْنُكَ ذِي الْأَسْرَارِ؛ يَعْنِي: التَّكَسُّرَ فِي الْبَطْنِ، وَأَسْرَارُ الْجَبْهَةِ الْخُطُوطُ أَيْضًا، وَكَذَلِكَ أَسْرَارُ الرَّاحَةِ. الحديث: 719 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 720 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ) [الأعراف: 133] ؛ قَالَ: [ص: 95] كَانَتْ تَأْكُلُ مَسَامِيرَ رتجهم. والرتج: الأبوب، وَرِتَاجُ الْكَعْبَةِ مِنْهَا؛ فَكَانَتْ تَأْكُلُ الْمَسَامِيرَ وَتَدَعُ الْخَشَبَ. الحديث: 720 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 721 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَنَّهُ ذَكَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: [ص: 96] تدنو الشمس من رؤوس الْخَلَائِقِ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ يَوْمَئِذٍ طُحْرُبَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالطُّحْرُبَةُ: اللُّبَاسُ الحديث: 721 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 722 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: [ص: 97] رُبَّ قَائِمٍ مَشْكُورٌ لَهُ، وَرُبَّ نَائِمٍ مَغْفُورٌ لَهُ. قَالَ: فَالْقَائِمُ الْمَشْكُورُ: الْمُجْتَهِدُ بِاللَّيْلِ يَسْتَغْفِرُ لِأَخِيهِ وَهُوَ نَائِمٌ، فَيَشْكُرَ اللهُ [له] وَيَغْفِرُ لِلنَّائِمِ   [إسناد ضعيف جدا] . الحديث: 722 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 723 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَامَ يَطُوفُ إِلَى الصُّبْحِ؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! أَلَا تَنَامُ؟ قَالَ: وَيْحَكَ! وَهَلْ أَحَدٌ يَسْمَعُ بِذِكْرِ النَّارِ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَنَامَ؟ ! . الحديث: 723 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: [ص: 98] جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَّامٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ؛ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؛ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْوَلَدُ يَنْزَعُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ آنِفًا» . قَالَ عَبْدُ اللهِ: ذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: «أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؛ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؛ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ؛ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْهُ» . قَالَ: [ص: 99] أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي. قَالَ: فَجَاءَتِ الْيَهُودُ؛ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ فِيكُمْ!» . قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا. فَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ» . قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا؛ فَانْتَقَصُوهُ! فَقَالَ: هَذَا مَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ وَأَحْذَرُ. الحديث: 724 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص: 101] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكَادُ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ؛ إِلَّا دَعَا بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: «اللهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا، وَاجْعَلْ ذَلِكَ الْوَارِثَ مِنَّا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينَنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 725 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 726 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَمْرُو بْنُ مَعْدَانَ التَّنُّوخِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ زِدْ فِي إِحْسَانِ مُحْسِنِهِمْ، وَارْجِعْ بِمُسِيئِهِمْ إِلَى التَّوْبَةِ، وَحُطْ مِنْ وَرَائِهِمْ بِالرَّحْمَةِ. الحديث: 726 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 727 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صالح. وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: [ص: 103] أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا اسْتَسْقَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دُعَائِهِ؛ قَالَ الْعَبَّاسُ: اللهُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا يُكْشَفُ إِلَّا بِتَوْبَةٍ، وَقَدْ تَوَجَّهَ بِي الْقَوْمُ إِلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذِهِ أَيْدِينَا بِالذُّنُوبِ وَنَوَاصِينَا بِالتَّوْبَةِ، وَأَنْتَ الرَّاعِي لا تُهْمِلِ الضَّالَةَ، وَلَا تَدَعِ الْكَسِيرَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ؛ فَقَدْ ضَرَعَ الصَّغِيرُ، وَرَقَّ الْكَبِيرُ، وَارْتَفَعَتِ الشَّكْوَى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى؛ اللهُمَّ، فَأَغِثْهُمْ بِغِيَاثِكَ قَبْلَ أَنْ يَقْنَطُوا فَيَهْلَكُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. قَالَ: فَمَا تَمَّ كَلَامُهُ حَتَّى أَرْخَتِ السَّمَاءُ مِثْلَ الْجِبَالِ   [إسناد واه جداً] . الحديث: 727 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 728 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَدَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ. [ص: 105] وَذَكَرَ وَهْبٌ أَنَّهُ دُعَاءُ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَقْتَ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ دُعَاءٌ مُسْتَجَابٌ: اللهُمَّ أَنْتَ الْقَرِيبُ فِي عُلُوِّكَ، الْمُتَعَالِي فِي دُنُوِّكَ، الرَّفِيعُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْتَ الَّذِي نَفَذَ بَصَرُكَ فِي خَلْقِكَ، وَحَسِرَتِ الْأَبْصَارُ دُونَ النَّظَرِ إِلَيْكَ، وَعَشِيَتْ دُونَكَ، وَشَمَخَ بِهَا الْعُلُوُّ فِي النُّورِ، أَنْتَ الَّذِي جَلَّيْتَ الظُّلَمَ بِنُورِكَ؛ فَتَبَارَكْتَ اللهُمَّ خَالِقُ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِكَ، وَمُقَدِّرُ الْأَمْرِ بِحِكْمَتِكَ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ بِعَظَمَتِكَ، الْقَاضِي فِي كُلِّ شَيْءٍ بِعِلْمِكَ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقْتَ سَبْعًا فِي الْهَوَاءِ بِكَلِمَاتِكَ، مُسْتَوِيَاتِ الطِّبَاقِ، مُذْعَنَاتٍ لِطَاعَتِكَ، سَمَا بِهِنَّ الْعُلُوُّ بِسُلْطَانِكَ، فَأَجَبْنَ وَهُنَّ دُخَانٌ مِنْ خَوْفِكَ، فَأَتَيْنَ طَائِعَاتٍ بِأَمْرِكَ، فِيهِنَّ مَلَائِكَةٌ يُسَبِّحُونَكَ وُيُقَدِّسُونَكَ، وَجَعَلْتَ فِيهِنَّ نُورًا يَجْلُو الظَّلَامَ، وضياء أَضْوَأَ مِنَ الشَّمْسِ، وَجَعَلْتَ فِيهِنَّ مَصَابِيحَ يهتدي بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ؛ فَتَبَارَكْتَ اللهُمَّ فِي مَفْطُورِ سَمَاوَاتِكَ، وَفِيمَا دَحَوْتَ مِنْ أَرْضِكَ، دَحَوْتَهَا عَلَى الْمَاءِ، فَأَذْلَلْتَ لَهَا الْمَاءَ الْمُتَظَاهِرَ؛ فَذَلَّ لِطَاعَتِكَ، وَأَذْعَنَ لِأَمْرِكَ، وَخَضَعَ لِقُوَّتِكَ أَمْوَاجُ الْبِحَارِ؛ فَفَجَّرْتَ فِيهَا بَعْدَ الْبِحَارِ الْأَنْهَارَ، وَبَعْدَ الْأَنْهَارِ الْعُيُونَ الْغِزَارَ وَالْيَنَابِيعَ، ثُمَّ أَخْرَجْتَ مِنْهَا الْأَشْجَارَ بِالثِّمَارِ، ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَى ظَهْرِهَا الْجِبَالَ أَوْتَادًا، فَأَطَاعَتْكَ أَطْوَادُهَا، فَتَبَارَكْتَ اللهُمَّ فِي صُنْعِكَ؛ فَمَنْ يَبْلُغُ صِفَةَ قُدْرَتِكَ؟ ! وَمَنْ يُنْعَتُ نَعْتَكَ؟ ! تُنْزِلُ الْغَيْثَ، وَتُنْشِئُ السَّحَابَ، وتفك الرقاب، وتقضي بالحق، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، إِنَّمَا يَخْشَاكَ مِنْ عِبَادِكَ الْعُلَمَاءُ الْأَكْيَاسُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَسْتَ بِإِلَهٍ اسْتَحْدَثْنَاكَ، وَلَا رَبٍّ يَبِيدُ ذِكْرُهُ، وَلَا كَانَ لَكَ شُرَكَاءُ يَقْضُونَ مَعَكَ فندعوهم وندعك، وَلَا أَعَانَكَ أَحَدٌ عَلَى خَلْقِكَ فَنَشُكُّ فِيكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُوًا أَحَدٌ، وَلَمْ تَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا ولد، اجْعَلْ مِنْ أَمْرِي فَرَجًا ومخرجا. قال وهب: فما تَمَّ الدُّعَاءُ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ؛ قَالَ: وَهُوَ لِلشَّقِيقَةِ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ: أَشْهَدُ أَنَّكَ لَسْتَ بِإِلَهٍ [ص: 106] اسْتَحْدَثْنَاكَ. . . إِلَى آخِرِهَا   [إسناده واه جداً] . الحديث: 728 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدينوري، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: شَهِدْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ وَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى! ادعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَنَا الْغَيْثَ! فَقَالَ: هُمْ يَسْتَبْطِئُونَ الْمَطَرَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ أَسْتَبْطِئُ الْحِجَارَةَ. الحديث: 729 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ! مَنْ يَصُومُ عَنْكَ؟ ! مَنْ يُصَلِّي عَنْكَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ ! وَمَنْ ذَا يَتَرَضَّى لَكَ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ؟ ! ثُمَّ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! أَلَا تَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بَاقِي حَيَاتِكُمْ؟ ! مَنِ الْمَوْتُ مَوْعِدُهُ، وَالْقَبْرُ بَيْتُهُ، وَالثَّرَى فِرَاشُهُ، وَالدُّودُ أَنِيسُهُ، وَهُوَ مَعَ هَذَا يَنْتَظِرُ الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ! ! ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى يَسْقُطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. الحديث: 730 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْخَلَّالُ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ؛ قَالَ: [ص: 108] كَانَ فِي خَدَّيِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَّانِ مِنْ أَثَرِ الدُّمُوعِ. الحديث: 731 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 732 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَزَّازُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُفَيْرَةَ الْعَابِدَةِ: أَلَا تَسْأَمِينَ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ؟ فَبَكَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: كَيْفَ يَسْأَمُ ذُو دَاءٍ [مِنْ شَيْءٍ] يَرْجُو أَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْ دَائِهِ شِفَاءٌ؟ ! الحديث: 732 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 733 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْجَبَلِيِّ؛ قَالَ: قَالَ زَيْدٌ الْحِمْيَرِيُّ: قُلْتُ لِثَوْبَانَ الرَّاهِبِ: أَخْبَرْنِي عَنْ لِبْسِ الرُّهْبَانِ هَذَا السَّوَادِ؛ مَا الْمَعْنَى فِيهِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِلِبَاسِ أَهْلِ الْمَصَائِبِ قَالَ: فَقُلْتُ: وَكُلُّكُمْ مَعْشَرَ الرُّهْبَانِ قَدْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ؟ ! فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ! وَأَيُّ مُصِيبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ مَصَائِبِ الذُّنُوبِ عَلَى أَهْلِهَا؟ ! قَالَ زَيْدٌ: فَلَا أَذْكَرُ قَوْلَهُ أَبَدًا إِلَّا أَبْكَانِي. الحديث: 733 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قِيلَ لِرَاهِبٍ: مَا لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الرُّهْبَانِ تُدْمِنُونَ إِمْسَاكَ الْعَصَا؟ فَقَالَ: نَذْكُرُ أَنَا مُسَافِرُونَ. الحديث: 734 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 735 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: أَرَادَ قَوْمٌ سَفَرًا، فَضَلُّوا عَنِ الطَّرِيقِ، فَانْتَهُوا إِلَى رَاهِبٍ مُنْفَرِدٍ فِي نَاحِيَةٍ، فَصَاحُوا بِهِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا قَدْ أَضْلَلْنَا الطَّرِيقَ؛ فَأَيْنَ الطَّرِيقُ؟ فَقَالَ لَهُمْ: هَاهُنَا. وَأَوْمَأَ إِلَى السَّمَاءِ؛ فعلموا الذي أراد، فقالوا: إنا سائلوك. فقال سلوا ولا تكثروا؛ فَإِنَّ النَّهَارَ لَنْ يَرْجِعَ، وَالْعُمْرَ لَنْ يَعُودَ، وَالطَّالِبَ حثيث. فقالوا له: ماحال الْخَلِيقَةِ عِنْدَ مَلِيكِكُمْ غَدًا؟ فَقَالَ: عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ وعلى ما قدموا من أعمالهم. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: تَزَوَّدُوا عَلَى قَدْرِ سَفَرِكُمْ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادَ مَا بَلَّغَ الْمَحَلَّ. قَالَ: ثُمَّ أَرْشَدَهُمُ الْمَحَجَّةَ. الحديث: 735 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 736 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ لِأَبِيهِ: يَا أبة! ما لك إِذَا تَكَلَّمْتَ أَبْكَيْتَ النَّاسَ، وَإِذَا تَكَلَّمَ غَيْرُكَ لَمْ يُبْكِهِمْ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! لَيْسَتِ النَّائِحَةُ الثَّكْلَى مِثْلَ النَّائِحَةِ الْمُسْتَأَجَرَةِ. 736 / م - قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ يقول: استغزروا الدموع بالتذكير   [إسناده ضعيف] . الحديث: 736 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 737 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 111] نَزَلَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمَعَهُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ لِيَلْهُوَا، فَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَتَدْرِي مَا تَقُولُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: تَقُولُ: (رُبَّ قَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا عِنْدَنَا ... يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ الزُّلَالِ) (ثُمَّ أَضْحُوا لَعِبَ الدَّهْرُ بِهِمْ ... وَكَذَلِكَ الدَّهْرُ حَالًا بَعْدَ حَالِ) الحديث: 737 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ لِبَعْضِهِمْ: (الْمَرْءُ يَطْلُبُ وَالْمَنِيَّةُ تَطْلُبُهْ ... وَيَدُ الزَّمَانِ تُدِيرُهُ وَتُقَلِّبُهْ) (وَتَرَى الْفَتَى سَلِسَ الْقِيَادِ بِذِكْرِهِ ... وَسْطَ النَّدَيِّ كَأَنَّهُ لَا يَرْهَبُهْ) الحديث: 738 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 739 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ النَّحْوِيُّ لِبَعْضِهِمْ: (قُلْ لِلَّذِي يَرْجُو الْبَقَاءَ وقد رأى ... ترحال لهاذ الْخَلْقِ كَيْفَ يَصِيرُ) (تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ ظَاعِنٌ ... وَإِنَّكَ مِثْلُ الرَّكْبِ سَوْفَ تَسِيرُ) الحديث: 739 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 740 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (مَنْ كَانَ مَسْرُورًا بِمَصْرَعِ هَالِكٍ ... فَلْيَأْتِ نِسْوتُنَا بِوَجْهِ نَهَارِ) (يَجِدِ النِّسَاءَ حَوَاسِرًا يَنْدِبْنَهُ ... قَدْ قُمْنَ قَبْلَ تَبَلُّجِ الْأَسْحَارِ) (قَدْ كُنَّ يُكْنِنَّ الْوُجُوهَ تَسَتُّرًا ... فَالْيَوْمَ حِينَ بَرَزْنَ لِلنُّظَّارِ) الحديث: 740 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 741 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ لِبَعْضِهِمْ: (يَا مَيْتًا فِي كُلِّ يَوْمٍ بَعْضُهُ ... سُدِّدَ فَيُوشُكُ أَنْ تَمُوتَ جَمِيعًا) الحديث: 741 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 742 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ لِبَعْضِهِمْ: (كَفَى حَزَنًا أَنْ لَا امر بِبَلْدَةٍ ... مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا دُونَ مَدْخَلِهَا قَبْرُ) الحديث: 742 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 743 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ: (قَدُمَ الْعَهْدُ وَأَسْلَاني الزَّمَنُ ... إِنَّ فِي اللَّحْدِ لَمُسْلٍ وَالْكَفَنْ) (وَكَمَا تَبْلَى وُجُوهٌ فِي الثَّرَى ... هَكَذَا يَبْلَى عَلَيْهِنَّ الْحَزَنْ) الحديث: 743 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى: (كُلَّمَا أَبْلَى الثَّرَى أَوْجُهَهُمْ ... بَلَى الْحَزَنُ عَلَيْهِمْ فَانْقَشَعْ) الحديث: 744 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 745 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَا أَقَلُّ وَفَائِكَ! ! أَبْلَى مَا يَكُونُ حَبِيبُكَ فِي قَبْرِهِ أَسْلَى مَا تَكُونُ عَنْهُ. الحديث: 745 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 746 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِبَعْضِ بَنِي الْعَنْبَرِ: (تَهِيجُ مَنَازِلُ الاموات وَجْدًا ... وَيَحْدُثُ عِنْدَ رُؤْيَتِهَا اكْتِئَابُ) (مَنَازِلٌ لَا تُجِيبُكَ حِينَ تَدْعُو ... وَعَزَّ عَلَيْكَ أَنَّكَ لَا تُجَابُ) (وَكَيْفَ يُجِيبُ مَنْ نَدْعُوهُ مَيْتًا ... تَضَمَّنَهُ الْجَنَادِلُ وَالتُّرَابُ) الحديث: 746 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 747 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ قرأ عَلَى قَبْرٍ: (أَتَعْمَى عَنِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ بَصِيرُ ... وَتَجْهَلُ مَا فِيها وَأَنْتَ خَبِيرُ) (وَتُصْبِحُ تَبْنِيهَا كَأَنَّكَ خَالِدٌ ... وَأَنْتَ غَدًا عَمَّا بَنَيْتَ تَسِيرُ) (فَلَوْ كَانَ يَنْهَاكَ الَّذِي أَنْتَ عَارِفٌ ... لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَدْ بَلَوْتَ نَذِيرُ) (مَتَى أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ شَيْئًا فَلَمْ ... يَكُنْ لَهُ مُخْبِرٌ أَنَّ الْبَقَاءَ يَسِيرُ) (فَدُونَكَ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ... فَإِنَّ بُيُوتَ الْمُتْرَفِينَ قُبُورُ) الحديث: 747 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: [ص: 115] كُنَّا عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ، فَسُئِلَ: مَاذَا أَرَادَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: (أَوْلَادُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمْ ... قَبْرِ ابْنِ مَارِيَةَ الْكَرِيمِ الْمُفْضَلِ) مَا فِي هَذَا مِمَّا يَمْدَحُهُمْ به؟ قال: أرادأنهم مُلُوكٌ حُلُولٌ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَهُمْ أَهْلُ مَدَرٍ وَلَيْسُوا بِأَهْلِ عَمَدٍ يَنْتَقِلُونَ. الحديث: 748 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 749 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ فِي إِسْنَادٍ لَهُ؛ قَالَ: [ص: 116] كَانَ نُعَيْمَانُ الْأَنْصَارِيُّ يَدُورُ فِي أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا دَخَلَ السُّوقَ طُرْفَةٌ مِنْ رُطَبٍ أَوْ فَاكِهَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، اشْتَرَاهُ فَأَهْدَاهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فَقِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ؛ رَاحَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ صَاحِبُ الْحَقِّ، فَيَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ مِنْ ثَمَنِ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مَا أَهْدَيْتَهُ إِلَيْنَا يَا نُعَيْمَانُ؟ !» فَيَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ مَا مَعِي قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَجُوزَهُ وَأَدَعَهُ أَوْ يَشْتَرِيَهُ أَحَدٌ فَيَأْكُلُهُ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَيَضْحَكُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُ لَهُ بِدَفْعِ حَقِّ الرَّجُلِ إِلَيْهِ آخر الجزء الخامس، يتلوه السادس إن شاء الله والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.   [إسناده مظلم] . الحديث: 749 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 بسم الله الرحمن الرحيم الْجُزْءُ السَّادِسُ مِنْ كِتَابِ «الْمُجَالَسَةِ وَجَوَاهِرِ الْعِلْمِ» صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: نا أبو القاسم عبد العزيز بن أبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب؛ قال: أخبرني أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب قراءة عليه وأنا أسمع؛ قال: أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري قراءة عليه وأنا أسمع: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 750 - نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد اللهِ الْمُنَادِي، نَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 122] : «كَتَبَ اللهُ تَعَالَى عَلَى كُلِّ نَفْسٍ حَظًّا مِنَ الزِّنَا»   [إسناده جيد] . الحديث: 750 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 751 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رِفْقَةً مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا؛ قالوا: يارسول اللهِ! مَا رَأَيْنَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلَ مِنْ فُلَانٍ، يَصُومُ النَّهَارَ، فَإِذَا نَزَلْنَا؛ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى نَرْتَحِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ [ص: 123] كَانَ يَمْهَنُ لَهُ أَوْ يَكْفِيهِ أَوْ يَسْعَى لَهُ؟» . قَالُوا: نَحْنُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 751 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 752 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ؛ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: خِيَارُكُمُ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ مِنْ دُنْيَاهُمْ لِآخِرَتِهِمْ، وَمِنْ آخِرَتِهِمْ لِدُنْيَاهُمْ. الحديث: 752 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 753 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: لَقِيَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا، فَقَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَتَعَبَّدُ. قَالَ: مَنْ يَعُولُكَ؟ قَالَ: أَخِي. قَالَ: أَخُوكَ أَعْبَدُ مِنْكَ. الحديث: 753 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 754 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُبُلِيُّ؛ قَالَ: [ص: 126] سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي مَسْجِدِهِ وَقَالَ: لَا أَعْمَلُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا [ص: 127] رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي» (يَعْنِي: الْغَنَائِمَ) ، وَحَدِيثَهُ الْآخَرَ حِينَ ذَكَرَ الطَّيْرَ، فَقَالَ: «تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا؟» ! فَذَكَرَ أَنَّهَا تغدو فِي طَلَبِ الرِّزْقِ. وَقَالَ الله تبارك وتعالى: (وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ) [المزمل: 20] . وَقَالَ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ ربكم} [البقرة: 198] . وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَيَعْمَلُونَ فِي نَخِيلِهِمْ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ. الحديث: 754 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 755 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ فِي الدَّارِ وَقْتَ أُدْخِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ، [ص: 128] فَلَمَّا مُدَّ أَحْمَدُ لِيُضْرَبَ بِالسَّوْطِ، دَنَا مِنْهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! أَنَا رَسُولُ خَالِدٍ الْحَدَّادِ مِنَ الْحَبْسِ، وَيَقُولُ لَكَ: اثْبُتْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَجْزَعَ مِنَ الضَّرْبِ؛ فَإِنِّي قَدْ ضُرِبْتُ أَلْفَ حَدٍّ فِي الشَّيْطَانِ، وَأَنْتَ تُضْرَبُ فِي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. الحديث: 755 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 756 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الْأَعْوَرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَوْحَشَتِ الْبِلَادُ وَاسْتَوْحَشَتْ، وَلَا أَرَاهَا تَزْدَادُ إِلَّا وَحْشَةً. الحديث: 756 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 129] قَالَ [لِي] أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِذَا مُتُّ؛ فَضَعْنِي فِي اللَّحْدِ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، وَاقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ وَخَاتِمَتِهَا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ ذَلِكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 757 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 758 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّهُ أَنْشَدَهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مات: (ألايا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا) (وَكَانَ بِنَا برا رؤوفا نَبِيُّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا) (كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا) (أَفَاطِمُ يُصَلِّي اللهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا [ص: 130] ) (فِدَاءً لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قَصْرَةً وعياليا) (صدقت وبلغت الرسالة صَادِقًا ... وَمُتَّ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا) (فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُهُ كَانَ مَاضِيَا) (أَرَى حَسَنًا أَيْتَمْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... يَبْكِي وَيَدْعُو جَدَّهُ الْيَوْمَ نَائِيَا) (عَلَيْكَ مِنَ اللهِ السَّلَامُ تَحِيَّةً ... وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا) الحديث: 758 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 758 - / م - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيَّنَةٌ ... كَانَتْ بديهته تنبئك بالخبر) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 759 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 131] قَرَأْتُ فِي زَبُورِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَكَرَ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَجُوزُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنْ لَدُنِ الْأَنْهَارِ إِلَى مُنْقَطَعِ الْأَرْضِ، وَأَنَّهُ تَخِرُّ أَهْلُ الْجَزَائِرِ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى رُكَبِهِمْ، وَيلْحَسُ أَعْدَاؤُهُ التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ، وَتَدِينُ لَهُ الْأُمَمُ بِالطَّاعَةِ وَالِانْقِيَادِ؛ لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ الْمُضْطَهَدَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ، وَيَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، ويصلي عَلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَيُبَارِكُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَيَدُومُ ذِكْرُهُ مَعَ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى إِلَى الْأَبَدِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 759 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 760 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ خَرَجَ غَازِيًا إِلَى بَلَدِ الرُّومِ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ؛ أَنْشَأَ يَقُولُ: (إِذَا بَلَّغْتَنِي وَحَمَلْتَ رَحْلِي ... مَسِيرَةَ أَرَبِعٍ بَعْدَ الْحِسَاءِ) (فَزَادَكَ أَنْعُمًا وَخَلَاكَ ذَمٌّ ... وَلَا أَرْجِعْ إِلَى أَهْلِي وَرَائِي) (وَآبَ الْمُسْلِمُونَ وَغَادَرُونِي ... بِأَرْضِ الرُّومِ مُحْتَبَسَ الثِّوَاءِ) (هُنَالِكَ لَا أُبَالِي نَخْلَ بَعْلٍ ... وَلَا سقي وَإِنْ عَظُمَ الْإِتَاءِ) يَقُولُ: إِذَا اسْتُشْهِدْتُ؛ لَمْ أُبَالِي بِمَا تَرَكْتُ مِنْ عِذْيِ النَّخْلِ وَسَقْيِهِ. الحديث: 760 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 761 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الحربي، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: [ص: 134] أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ، فَكَانَ يَقُومُ فِيهَا بالليل إِلَى الصَّلَاةِ. الحديث: 761 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 762 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: [ص: 135] كَانَ عِنْدَنَا صَيَّادٌ يَصْطَادُ النِّينَانَ، فَكَانَ يَخْرُجُ فِي الْجُمُعَةِ، لَا يَمْنَعُهُ مَكَانُ الْجُمُعَةِ مِنَ الْخُرُوجِ، فَخُسِفَ بِهِ وَبِبَغْلَتِهِ، فَخَرَجَ النَّاسُ وَقَدْ ذَهَبَتْ بَغْلَتُهُ فِي الْأَرْضِ؛ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا أُذُنَاهَا وَذَنَبُهَا. الحديث: 762 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 763 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، نَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ قَوْمًا كَانُوا فِي سَفَرٍ لَا يَسْتَنْزِلُونَ اللهَ إِذَا نَزَلُوا، وَلَا يَسْتَجْمِعُونَ عَلَى إِمَامٍ، فَعُمِيَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَنُودُوا: ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ لَا تَسْتَنْزِلُونَ اللهَ إِذَا نَزَلْتُمْ، وَلَا تَسْتَجْمِعُونَ عَلَى إِمَامٍ؛ فَتَابُوا إِلَى اللهِ وَتَضَرَّعُوا، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبْصَارَهُمْ. الحديث: 763 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 764 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلَابِيُّ، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ مَرْزُوقٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ قَوْمًا خَرَجُوا فِي سَفَرٍ حِينَ حَضَرَتِ الْجُمُعَةِ؛ فَاحْتَرَقَ عَلَيْهِمْ خِبَاءُهُمْ نَارًا مِنْ غَيْرِ نَارٍ يَرَوْنَهَا. الحديث: 764 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: [ص: 137] لَيْسَتِ اللَّعَنةُ بِسَوَادٍ يُرَى فِي الْوَجْهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا هُوَ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَقَعْتَ فِي ذَنْبٍ. الحديث: 765 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 766 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنْ عَمِلَ بِالْمَعَاصِي؛ فَقَدِ انْتَقَمَ اللهُ مِنْهُ. الحديث: 766 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ بَنَاتِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِلْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ، لَا مُصِيبَةَ عَلَى الْأُمَّةِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتَكَ، وَلَا عِوَضَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ خِلَافَتِكَ. الحديث: 767 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 768 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: [ص: 138] عَزَّى رَجُلٌ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! كَانَ لَكَ الْأَجْرُ لَا بِكَ، وَكَانَ لَكَ الْعَزَاءُ لَا عَنْكَ. الحديث: 768 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: مَرَرْتُ بِأَعْرَابِيَّةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا شَابٌّ فِي السِّيَاقِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا قَدَحٌ مِنْ سُوَيْقٍ تَشْرَبُهُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ الشَّابُّ؟ فَقَالَتْ: وَارَيْنَاهُ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا السَّوِيقُ؟ فَقَالَتْ: (عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأْكُلُ الْقَوْمُ زَادَهُمْ ... عَلَى الْبُؤْسِ وَالْبَلْوَى وفي الحدثان) الحديث: 769 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 770 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 139] كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عنه إذا عَزَّى رَجُلًا؛ قَالَ: لَيْسَ من الْعَزَاءِ مُصِيبَةٌ، وَلَا مَعَ الْجَزَعِ فَائِدَةٌ، الْمَوْتُ أَهْوَنُ مَا قَبْلَهُ وَأَشَدُّ مَا بَعْدَهُ، اذْكُرُوا فَقْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصْغُرُ مُصِيبَتُكُمْ، وَأَعْظَمَ اللهُ أُجُورَكُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 770 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِغَيْرِهِ: (اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلِّدِ) (فَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَسْلُو بِهَا ... فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ) الحديث: 771 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ: (إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْلُ اصطبارا وحسبة ... سلوت على الْأَيَّامِ مِثْلَ الْبَهَائِمِ) الحديث: 772 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 272 - / 1 - وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِغَيْرِهِ: (أَمَالِكُ إِنَّ الْحُزْنَ أَحْلَامُ نَائِمٍ ... وَمَهْمَا يَدُمْ فَالْوَجْدُ لَيْسَ بِدَائِمِ) (تَأَمَّلْ رُوَيْدًا هَلْ تَعُدَّنَّ سَالِمًا ... إِلَى آدَمَ أَمْ هَلْ تُعَدُّ ابْنُ سَالِمِ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 772 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؛ أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ [ص: 141] : (إِذَا سَارَ مِنْ خَلْفِ امْرِئٍ وَأَمَامَهُ ... وَأُوحِشَ مِنْ جِيرَانِهِ فَهُوَ سَائِرُ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو قَحْذَمٍ: وَقَفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى قَبْرِ مُعَاوِيَةَ؛ فَتَمَثَّلَ: (وَمَا الدَّهْرُ وَالْأَيَّامُ إِلَّا كَمَا أَرَى ... رَزِيَّةَ مَالٍ أَوْ فراق حبيب) 773 / م - قال: وأنشدنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِغَيْرِهِ: (وَمَا نَحْنُ إِلَّا مِثْلُهُمْ غَيْرَ أَنَّنَا ... أَقَمْنَا قَلِيلًا بَعْدَهُمْ وَتَقَدَّمُوا) الحديث: 773 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 774 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: (وَإِذَا قِيلَ مَاتَ يَوْمًا فُلَانٌ ... رَاعَنَا ذَاكَ سَاعَةَ مَا نُحِيرُ) (نَذْكُرُ الْمَوْتَ عِنْدَ ذَاكَ وَنَنْسَاهُ ... إِذَا غَيَّبَتْهُ عَنَّا الْقُبُورُ) الحديث: 774 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 774 - / 1 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ لِلنَّابِغَةِ: (حَسْبُ الْخَلِيلَيْنِ أَنَّ الْأَرْضَ بَيْنَهُمَا ... هَذَا عَلَيْهَا وَهَذَا تَحْتُهَا بَالِي) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 774 - / 2 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ لِفَضَالَةَ بْنِ شُرَيْكٍ فِي نِسَاءِ بَنِي حَرْبٍ لَمَّا مُتْنَ: (رَمَى الْحَدَثَانُ نِسْوةَ آلِ حَرْبٍ ... بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا) (فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضًا ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ الْبِيضَ سُودَا) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 775 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: [ص: 144] قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمًا لِعُبَيْدِ بْنِ شَرِيَّةَ الْجُرْهُمِيّ: أَخْبِرْنِي بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ. قَالَ: إِنِّي نَزَلْتُ بِحَيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ، فَخَرَجُوا بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُقَالُ لَهُ: حُرَيْثٌ، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا وَارَوْهُ فِي حُفْرَتِهِ؛ تَنَحَّيْتُ جَانِبًا عَنِ الْقَوْمِ وعيناني تَذْرِفَانِ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ تَمَثَّلْتُ بِأَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ كُنْتُ أَرْوِيهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ: (اسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْرًا وَارْضَيَنَّ بِهِ ... فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ) (وَبَيْنَمَا المرء في دُنْيَاهُ مُغْتَبِطًا ... إِذْ صَارَ فِي الرَّمْسِ تعْفُوهُ الْأَعَاصِيرُ) (يَبْكِي الْغَرِيبُ عَلَيْهِ لَيْسَ يعرفه ... وذو قَرَابَتِهِ فِي الْحَيِّ مَسْرُورُ) [ص: 145] قَالَ: وَإِلَى جَانِبِي رَجُلٌ يَسْمَعُ مَا أَقُولُ، فقال لي: يَا عَبْدَ اللهِ هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِقَائِلِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ؟ قُلْتُ: لَا وَاللهِ؛ إِلَّا أَنِّي أَرْوِيهَا مُنْذُ زَمَانٍ. فَقَالَ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ؛ إِنَّ قَائِلَهَا لَصَاحِبُنَا الَّذِي دَفَنَّاهُ آنِفًا السَّاعَةَ، وَهَذَا الَّذِي تَرَاهُ ذُو قَرَابَتِهِ أَسَرُّ النَّاسِ بِمَوْتِهِ، وَأَنْتَ الْغَرِيبُ تَبْكِي عَلَيْهِ كَمَا وَصَفْتَ. فَعَجِبْتُ لِمَا ذَكَرَ فِي شِعْرِهِ وَالَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ جِنَازَتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلُ بِالْمَنْطِقِ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا. الحديث: 775 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ لَهُ: عِظْنِي. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَوْ مُنِعَ عَنْكَ الْمَاءُ سَاعَةً وَاحِدَةً كُنْتَ تفتيدها بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَوْ مُنِعَ عَنْكَ الْبَوْلُ سَاعَةً وَاحِدَةً كنت تفتيدها بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَمَا تَصْنَعُ بِدُنْيَا لَا تَشْتَرِي بَوْلةً وَلَا شَرْبَةَ مَاءٍ؟ ! الحديث: 776 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 777 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 146] : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 777 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 778 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ في كتاب شعيا: قِيلَ لِي: قُمْ نَظَّارًا؛ فَانْظُرْ مَا تَرَى حَتَّى تُخْبِرَ بِهِ قَالَ: رَاكِبَيْنِ مُقْبِلَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَلَى حِمَارٍ وَالْآخَرُ عَلَى جَمَلٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سَقَطتْ بَابِلُ وَأَصْنَامُهَا الْمُسَخَّرَةُ. وَصَاحِبُ الْحِمَارِ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَصَاحِبُ الْجَمَلِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَزَلْ فِي إِقْلِيمِ بَابِلَ مُلُوكٌ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إِلَى مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَكَانَ سُقُوطُهُ عَلَى يَدَيْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 778 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 779 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَجُوزًا مِنْ عَجَائِزِ الْأَنْصَارِ تَقُولُ: [ص: 149] رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْتَلِفُ إِلَى صِرْمَةَ بن قيس يتروى لهذه الْأَبْيَاتِ: (ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يُذَكِّرُ لَا يَلْقَى صَدِيقًا مُوَاتِيَا) (وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ مَنْ يؤدي وَلَمْ يَرَ دَاعِيَا) (فَلَمَّا أَتَانَا وَاسْتَقَرَّتِ النَّوَى ... وَأَصْبَحَ مَسْرُورًا بِطِيبَةَ رَاضِيَا) (وَأَصْبَحَ لَا يَخْشَى ظُلَامَةَ ظَالِمٍ ... بَعِيدٍ وَلَا يَخْشَى مِنَ النَّاسِ بَاغِيَا) (بَذَلْنَا لَهُ الْأَمْوَالَ مِنْ جَلِّ مَالِنَا ... وَأَنْفُسَنَا عِنْدَ الْوَغَى وَالتَّآسِيَا) (نُعَادِي الَّذِي عَادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ... جَمِيعًا وَإِنْ كَانَ الْحَبِيبَ الْمُوَاسِيَا) (وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَنَّ كِتَابَ اللهِ أَصْبَحَ هَادِيَا)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 779 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 780 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ خَاقَانَ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَسْبَاطُ، نَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 150] للشهيد عندالله تَبَارَكَ وَتَعَالَى سِتَّ خِصَالٍ: الْأُولَى: أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَسْقُطُ مِنْ دَمِهِ عَلَى الْأَرْضِ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. وَالثَّانِيَةُ: يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ مِنْ يَاقُوتَةٍ خَيْرٍ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. وَالثَّالِثَةُ: يُشَفَّعُ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ. وَالرَّابِعَةُ: يُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ حُورِ الْعِينِ. وَالْخَامِسَةُ: أَمَانٌ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. وَالسَّادِسَةُ: يَأْمَنُ مِنَ يَوْمِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 780 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 781 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ؛ قَالَ: [ص: 151] كَانَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ يَقُولُ: إِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي، وَأَكَلْتُ رَغِيفِي، وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ. الحديث: 781 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 782 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَأَعْطَاهُ فِيَّ اثنى عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ؛ فَأَبَى أَنْ يَبِيعَنِي وَأَعْتَقَنِي؛ أَعْتَقَهُ اللهُ. الحديث: 782 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 783 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةٍ؛ قَالَ: [ص: 152] بَاعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةَ: مَا خير لك، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ! فَاسْتَقَالَهُ، فَأَقَالَهُ وَأَعْتَقَهُ. الحديث: 783 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 784 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ الْعِجْليُّ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ، فَقِيلَ لَهُ: أَكُلُّ حَالِكَ صَالِحٌ؟ قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ الْعُشْرَ مِنْهَا كَانَ صَالِحًا. وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ وَلَا أَصُومُ. فَقَالَ: بِئْسَ مَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أَمَّا إذا ضعفت عَنِ الْخَيْرِ؛ فَاضْعُفْ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنِّي [ص: 153] أَفْرَحُ بِالنَّوْمَةِ أَنَامُهَا. قَالَ: وَرُبَّمَا دَخَلَ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ، فَيَضَعُ عِنْدَهُمْ صُرَّةَ دَرَاهِمَ، فَيَقُولُ: أمسكوها حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ. فَإِذَا خَرَجَ؛ قَالَ: أَنْتُمْ مِنْهَا فِي حِلٍّ. الحديث: 784 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ الْأَسْوَدِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى رَجُلٍ بَكَّاءٍ بِاللَّيْلِ بَسَّامٍ بِالنَّهَارِ؟ وَهُوَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ. الحديث: 785 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 786 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: بَاعَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ أَرْضًا لَهُ بِثَمَانِينَ أَلْفًا، فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اتَّخَذْتَ لِوَلَدِكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ! فَقَالَ: أَنَا أَجْعَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 154] ذُخْرًا لِوَلَدِي مِنْ بَعْدِي، وَأَجْعَلُ هَذَا الْمَالَ ذُخْرًا لِي عِنْدَ اللهِ. وَقَسَمَ الْمَالَ عَلَى الْفُقَرَاءِ. الحديث: 786 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 787 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا تَوَضَّأَ اصْفَرَّ، فَيَقُولَ لَهُ أَهْلُهُ: مَا هَذَا الَّذِي يَعْتَادُكَ عِنْدَ الْوُضوُءِ؟ فَيَقُولُ: تَدْرُونَ بَيْنَ يَدِي مَنْ أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ؟ ! الحديث: 787 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 788 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 155] حَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَلَمَّا أَحْرَمَ وَاسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ؛ اصْفَرَّ لَوْنُهُ، وَانْتَفَضَ، وَوَقَعَتْ عَلَيْهِ الرِّعْدَةُ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُلَبِّيَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تُلَبِّي؟ فَقَالَ: أَخْشَى أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ؛ فَيَقُولُ لِي: لَا لَبَّيْكَ. فَقِيلَ له: لابد مِنْ هَذَا. قَالَ: فَلَمَّا لَبَّى غُشِيَ عَلَيْهِ وَسَقَطَ مِنْ رَاحِلَتِهِ؛ فَلَمْ يَزَلْ يَعْتَرِيهِ ذَلِكَ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ. الحديث: 788 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 789 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ؛ قَالَ: [ص: 156] قِيلَ لِأَعْرَابِيَّةٍ مَاتَ ابْنُهَا: مَا أَحْسَنُ عَزَاءَكَ! فَقَالَتْ: إِنَّ فَقْدِي إِيَّاهُ أَمَّنَنِي مِنَ الْمُصِيبَةِ بَعْدَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي نَحْوِهِ: (فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ الْمَوْتَ وَحْدَهُ ... فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ) الحديث: 789 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 790 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الصَّائِغُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: مَاتَ سُهَيْلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْضُ عُمَّالِهِ يُعَزِّيهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: (حَسْبِي بَقَاءٌ اللهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ) (إِذَا مَا لَقِيتُ اللهَ عَنِّي رَاضِيًا ... فَإِنَّ شِفَاءَ النَّفْسِ فِيمَا هُنَالِكَ) الحديث: 790 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 791 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ: أَنَّهُ عَزَّى بَعْضَ إِخْوَانِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ لَمْ تَكُنْ مُصِيبَتُكَ أَحْدَثَتْ فِي نَفْسِكَ مَوْعِظَةً، فَمُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ أعظم. الحديث: 791 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 791 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَ أَبُو قِلَابَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي مِثْلِهِ: (وَإِنْ يَكُنْ مَا بِهِ أُصِبْتَ جَلِيلًا ... فَذَهَابُ الْعَزَاءِ فِيهِ أَجَلُّ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 792 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: [ص: 158] عَزَّى شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ الْمَهْدِيَّ فِي ابْنَتِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهَا مِمَّا عِنْدَكَ، وَثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْهَا. الحديث: 792 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 793 - حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: (أَأَغْسِلُ رَأْسِي أَمْ تَطِيبُ مَشَارِبِي ... وَوَجْهُكَ مَعْفُورٌ وَأَنْتَ سَلِيبُ) (نَسِيبُكَ مَنْ أَمْسَى يُوَارِيكَ طَرْفَهُ ... وَلَيْسَ لِمَنْ وَارَى التُّرَابَ نَسِيبُ) (وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي أَخِي وَهُوَ مَيِّتٌ ... كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِيهِ وَهُوَ قَرِيبُ) الحديث: 793 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 794 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ [ص: 159] : (أَمَّا الْقُبُورُ فَإِنَّهُنَّ أَوَانِسٌ ... بِجِوَارِ قَبْرِكَ وَالدِّيَارُ قُبُورُ) (عَمَّتْ مُصِيبَتُهُ فَعَمَّ هَلَاكُهُ ... فَالنَّاسُ فِيهِ كُلُّهُمْ مَأْجُورُ) (رَدَّتْ صَنَائِعُهُ إِلَيْهِ حَيَاتَهُ ... فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُورُ) الحديث: 794 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 795 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، نَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: وَاللهِ! لَوْ أَنَّ الْوَحْشَ طَعِمَتْ طَعْمَ الْإِسْلَامَ مَا تَرَكَتْهُ أَبَدًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 795 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 796 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَزَالٍ الْكَيَّالُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، نَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ؛ قَالَ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَتْ مِنَّا، وَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا الحديث: 796 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 797 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، نَا عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّهَوِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: [ص: 161] مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخَرَابٍ، فَقَالَ: يَا خرب الخربين! أَيْنَ أَهْلُكَ الْأَوَّلُونَ؟ فَأَجَابَهُ شَيْءٌ مِنْ نَاحِيَتِهَا: بَادُوا فَجِدَّ الحديث: 797 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 798 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ حَجَرٍ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ الْإِيمَانَ يُزَيِّنُهُ الْعِلْمُ! وَمَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ يُزَيِّنُهُ الْعَمَلُ! وَمَا أَحْسَنَ الْعَمَلَ يُزَيِّنُهُ الرِّفْقُ! وَمَا أُضِيفَ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ أَزْيَنَ [ص: 162] مِنْ عِلْمٍ إِلَى حِلْمٍ. الحديث: 798 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 799 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، فَشَتَمَهُ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ وَلَحَّ وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ الرجل: وا لهفاه! مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الرَّدِّ عَلَيَّ إِلَّا هَوَانِي عَلَيْهِ. الحديث: 799 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 800 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 164] أَسْمَعَ رَجُلٌ الشعبي كلاما، فقل لَهُ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لَكَ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (هَنِيئًا مريئا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ) الحديث: 800 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 801 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ أَخِي أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنِّي لَأَرْفَعُ نَفْسِي أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 801 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 802 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 165] ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا، فَقَالَ: كَانَ أَحْلَمَ مِنْ فَرْخِ طَائِرٍ. الحديث: 802 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 803 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ: وَاللهِ! لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً؛ لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَكِنْ لَوْ قُلْتَ عَشْرًا لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً. الحديث: 803 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 804 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَأَبَا سُفْيَانَ بن الْعَلَاءِ يَقُولَانِ: [ص: 166] قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ؟ قَالَ: مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ، لَقَدِ اخْتَلَفْنَا إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا نَخْتَلِفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ. بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ؛ أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ ومكتوف، فقالوا: هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكِ. فَوَاللهِ! مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي [ص: 167] الْمَحْشِدِ، فَقَالَ: قُمْ؛ فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ، وَوَارِي أَخَاكَ، وَاحْمِلْ إِلَى أُمِّهِ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ. وَأَنْشَأَ يَقُولُ: (إِنِّي امْرُؤٌ لَا شَائِنٌ حَسَبِي ... دَنَسٌ يُعَيِّرُهُ وَلَا أَفَنُ) (مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ ... وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصُنُ) (خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ ... بِيضُ الْوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسُنُ) (لَا يَفْطُنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ ... وَهُمْ بِحُسْنِ جِوَارِهِ فُطُنُ) الحديث: 804 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 804 - / م - وَقَالَ الشَّاعِرُ فِيهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: (عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا) (تَحِيَّةَ مَنْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً ... إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطِ بِلَادِكَ سَلَّمَا) (فَمَا كَانَ قَيْسُ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 805 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمَازِنِيُّ لِبَعْضِهِمْ [ص: 168] : (لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحِلْمِ إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْلِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ أَحْوَجُ) (وَلِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بِالْحِلْمِ مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ) (فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ ... وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ) (وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الْجَهْلَ خِدْنًا وَلَا أَخًا ... لَكِنَّنِي أَرْضَى بِهِ حِينَ أُحْوَجُ) (أَلَا رُبَّمَا ضَاقَ الْفَضَاءُ بِأَهْلِهِ ... وَأَمْكَنَ مِنْ بَيْنِ الْأَسِنَّةِ مَخْرَجُ [ص: 169] ) (فَإِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ سَمَاجَةٌ ... فَقَدْ صَدَقُوا وَالذُّلُّ بِالْحُرِّ أَسْمَجُ) الحديث: 805 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 806 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: قَدِمْتُ عَلَى أَبِي دُلَفَ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ كَتَبْتُ إِلَيْهِ رُقْعَةً أَنْتَجِزُ مِنْهُ حَاجَتِي، فَأَمَرَ لِي بِأَلْفِ دِينَارٍ وَكُسْوَةٍ، وَكَتَبَ إِليَّ: (أعجلتنا فأتاك عاجل بِرُّنَا ... قُلًّا وَلَوْ أَمْهَلْتَنَا لَمْ نُقْلِلِ) (فَخُذِ الْقَلِيلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسَلْ ... [شَيْئًا] وَنَكُونُ نَحْنُ كَأَنَّنَا لَمْ نَفْعَلِ) الحديث: 806 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 807 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءَ: (وَلَيْسَ الرِّزْقُ عَنْ طَلَبٍ حَثِيثٍ ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلَاءِ) (تَجِيءُ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيءُ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءِ) الحديث: 807 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 807 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي [ص: 170] : (وَالْغَيْثُ يُحْرَمُهُ أُنَاسٌ سُغَّبٌ ... وَيَبِيتُ يَهْطِلُ فِي بِلَادٍ جِلِّقِ) (وَالرِّزْقُ يخطي بَابَ عَاقِلِ قَوْمِهِ ... وَيَبِيتُ بَوَّابًا لِبَابِ الْأَحْمَقِ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 808 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 171] أَرْسَلَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنْ يَكْتُبَ فِي دَارِهِ شَيْئًا يَتَبَرَّكُ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الدَّارَ؛ قَالَ: يَا غُلَامُ! اكُتُبْ: تَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَتَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمَلُونَ مَا لَا تَبْلُغُونَ، وَاللهِ! لَا أَزِيدُكَ. الحديث: 808 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 809 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ أَبُو مُسْلِمٍ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عن زهير أَبِي الْمُنْذِرِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 174] : «يَخْرُجُ نَاسٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَى الْمَشْرِقِ؛ فَلَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ أَوْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 809 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 810 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيَّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 180] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فِي الْمَدِينَةِ؛ فَلْيَفْعَلْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ شَفَعْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»   [صحيح بطرقه وشواهده] . الحديث: 810 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 811 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: مَا جَاءَنِي أَحَدٌ مِنْ بَغْدَادَ يطلب هَذَا الْأَمْرَ لِلَّهِ - يَعْنِي الْحَدِيثَ -؛ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ. الحديث: 811 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 812 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، نَا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ: إِنَّ هذا يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ؛ فهل أنتم منتهون؟ ! وحديث ابن عباس: الحديث: 812 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 813 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، نَا أَبُو الْوَلِيدِ، نَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ أَبِي مَهْدِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 182] مَا مِنْ عَامٍ؛ إِلَّا تَظْهَرُ بِدْعَةٌ، وَتَمُوتُ سُنَّةٌ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 813 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 814 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ بِعَبَّادَانَ يَقُولُ: طَلَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ لِغَيْرِ اللهِ؛ فَأَعْقَبَنِي إِلَى مَا تَرَوْنَ، وَكَانَ حَوَالَيْهِ خَلْقٌ. الحديث: 814 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 815 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، نَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: لَيْلَةَ سَبْعٍ يَغِيبُ الْقَمَرُ نِصْفَ اللَّيْلِ. الحديث: 815 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 816 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ [ص: 183] يَقُولُ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَى الثَّوْرِيِّ كَأَنَّ النَّارَ قَدْ أَحَاطَتْ بِنَا؛ لِمَا نَرَى مِنْ خَوْفِهِ وَجَزَعِهِ لِلْمَوْتِ. الحديث: 816 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 817 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا أَبُو أُسَامَةَ؛ قَالَ كَانَ الثَّوْرِيُّ إِذَا جَلَسْنَا [مَعَهْ] إِنَّمَا نَسْمَعُ مِنْهُ: الْمَوْتَ! الْمَوْتَ! [ص: 184] فَحَدَّثَنَا عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ الْمَوْتُ عَلَمًا يُسْتَبَقُ إِلَيْهِ مَا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ؛ إِلَّا أَنْ يَسْبِقَنِي رَجُلٌ بِفَضْلِ قُوَّةٍ. قَالَ: فَمَا زَالَ الثَّوْرِيُّ يُحِبُّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ مُنْذُ بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْهُ. الحديث: 817 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 818 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (لن يذرك الْمَجْدَ أَقْوامٌ ذَوُو كَرَمٍ ... حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لِأَقْوَامِ) (وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الْأَلْوَانَ مُشْرِقَةً ... لَا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحُ أَحْلَامِ) الحديث: 818 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 819 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ: أَيُّ عَمَلِكَ أَوْثَقُ فِي نَفْسِكَ؟ قَالَ: تَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي. الحديث: 819 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 820 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: الْحَزْمُ فِي الْأُمُورِ: حِفْظُ مَا كُلِّفْتَ، وَتَرْكُ مَا كُفِيتَ. الحديث: 820 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 821 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ - وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الْأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لَا يَعْنِينِي، كَمَا أَعْنَاكَ مِنْ أَمْرِي مَا لَا يَعْنِيكَ. الحديث: 821 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 821 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ حَتَّى يَكُونَا هُمَا الَّذَيْنِ يدخلاني في أمرهما، وَلَا أُقِمْتُ مِنْ مَجْلِسٍ قَطُّ، وَلَا [ص: 186] حُجِبْتُ عَنْ بَابٍ قَطُّ، يَقُولُ: لَا أَجْلِسُ إِلَّا مَجْلِسًا أَعْلَمُ أَنَّي لَا اقام عَنْ مِثْلِهِ، وَلَا أَقِفُ عَلَى بَابٍ أَخَافُ أَنْ أُحْجَبَ عَنْ صَاحِبِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ: إِنِّي مَا رُدِدْتُ عَنْ حَاجَةٍ قَطُّ. قِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لَا أَطْلُبُ الْمُحَالَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 822 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! لَا تَأْكُلْ إِلَّا أَطْيَبَ الطَّعَامِ، وَلَا تَنَمْ إِلَّا عَلَى لَيِّنِ الْفِرَاشِ - يَعْنِي بِذَلِكَ أَنْ يَصُومَ وَيُصَلِّي - فَإِذَا صَامَ؛ طَابَ لَهُ الطَّعَامُ، وَإِذَا صَلَّى حَتَّى غَلَبَهُ النَّوْمُ؛ لَانَ عَلَيْهِ الْفِرَاشُ. الحديث: 822 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 823 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 187] سَأَلَ عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: تَرْكُ اللَّذَّةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 823 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 824 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سُئِلَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: الْعِفَّةُ وَالْحِرْفَةُ. الحديث: 824 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 825 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ [ص: 188] لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ كَثْرَةُ الِالْتِفَاتِ فِي الطَّرِيقِ. وَيُقَالُ: سُرْعَةُ المشيء تُذْهِبُ بَهَاءَ الْمُؤْمِنِ الحديث: 825 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 826 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ، نَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: مَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ حَمْلِ الْمُرُوءَةِ. قِيلَ: وَأَيُّ شَيْءٍ هِيَ الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: لَا تَعْمَلُ شَيْئًا في السر تستحي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ. الحديث: 826 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 827 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 189] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلَاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا: رَجُلٌ رَأَيْتَهُ رَاكِبًا، أَوْ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً، أَوْ سَمِعْتَهُ يُعْرِبُ. وَثَلَاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالدَّنَاءَةِ حَتَّى يُعْرَفُوا: رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي مِصْرٍ عَرَبِيٍّ، وَرَجُلٌ رَأَيْتَهُ عَلَى طَرِيقٍ يُنَازِعُ فِي الْقَدَرِ، وَرَجُلٌ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةَ نَبِيذٍ. الحديث: 827 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 828 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدنيا، عن أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ: أَوَّلُ الْمُرُوءَةِ طَلَاقَةُ الْوَجْهِ، وَالثَّانِي التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ، وَالثَّالِثُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ، وَمَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ؛ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ أَبِيهِ (يُرِيدُ الدِّينَ) . الحديث: 828 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِرَجُلٍ يُعَاقِبُهُ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ [ص: 190] الْمُؤْمِنِينَ! الِانْتِقَامُ عَدْلٌ وَالتَّجَاوُزُ فَضْلٌ، وَنَحْنُ نُعِيذُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللهِ أَنْ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِأَوْكَسِ النَّصِيبَيْنِ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ أَرْفَعَ الدَّرَجَتَيْنِ. قَالَ: فَعَفَا عَنْهُ. الحديث: 829 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 830 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: أَتَى الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَكَلَّمَهُ فِي قَوْمٍ حَبَسَهُمْ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأمير! إن كان حُبِسُوا فِي بَاطِلٍ؛ فَالْحَقُّ يَسَعُهُمْ وَيُخْرِجُهُمْ، وَإِنْ كَانُوا حُبِسُوا بِحَقٍّ؛ فَالْعَفْوُ يَسَعُهُمْ. الحديث: 830 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 831 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 191] أَخَذَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَجُلًا وَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ أَعَزُّ مَا تَكُونُ أَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلَى اللهِ؛ فَاعْفُ لَهُ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تُعَانُ، وَإِلَيْهِ تُعَادُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. الحديث: 831 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَخَذَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ رَجُلًا يُعَاقِبُهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ عَاقَبْتَ جَازَيْتَ، وَإِنْ عَفَوْتَ أَحْسَنْتَ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. الحديث: 832 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَا: [ص: 192] أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ: ايها الْأَمِيرُ! مَا أَقْبَحَ بِكَ أَنْ أَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى صُورَتِكَ هَذِهِ الْحَسْنَاءِ وَوَجْهِكَ هَذَا الَّذِي يُسْتَضَاءُ بِهِ فَأَتَعَلَّقُ بِأَطْرَافِكَ وَأَقُولُ: يارب! سَلْ مُصْعَبًا فِيمَ قَتَلَنِي! فَقَالَ مُصْعَبٌ: أَطْلِقُوهُ وَأَعْطُوهُ مِئَةَ أَلْفٍ. فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، أُشْهِدُ اللهَ أَنَّ لِابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ خَمْسِينَ أَلْفًا. فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: ولِمَ؟ قَالَ: حَيْثُ يَقُولُ: (إِنَّمَا مُصْعَبٌ شِهَابٌ مِنَ اللهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ) قَالَ: فَضَحِكَ مُصْعَبٌ وَأَمَرَهُ بِلُزُومِهِ، حَتَّى قُتِلَ. الحديث: 833 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 834 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا محمد بن سعيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، نَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص: 193] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَأْخُذُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى أُذُنَهُ الْيُسْرَى وَيَجْمَعَ جَرَامِيزَهُ وَيَثِبُ عَلَى فَرَسِهِ؛ فَكَأَنَّمَا خُلِقَ عَلَى ظَهْرِهِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 834 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 835 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، أَخْبَرَنِي النَّمِرُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: الدُّنْيَا كُلُّهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ فَرْسَخٍ؛ فَمُلْكُ السُّودَانَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَرْسَخٍ، وَمُلْكُ الرُّومِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ فَرْسَخٍ، وَمُلْكُ فَارِسٍ ثَلَاثُ آلَافِ فَرْسَخٍ، وَمُلْكُ الْعَرَبِ أَلْفُ فَرْسَخٍ. الحديث: 835 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 836 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ بَكَى، وَقَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفًا، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلَّا وَفِيهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ أَوْ طَعْنَةٌ بِرُمْحٍ؛ فَهَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوتُ الْعِيرُ؛ فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبُنَاءِ   [إسناده ضعيف جدا، وهو حسن من طريق آخر] . الحديث: 836 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 195] كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَمَّا بَعْدُ! فَأَيُّ كَلِمَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ وَالرَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ، وَمَنْ أَكْرَمُ عِبَادِهِ وإمائه عليه؟ وعن أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ فِيهِنَّ الرُّوحُ لَمْ يَرْتَكِضْنَ فِي رَحِمٍ، وَقَبْرٌ سَارَ بِصَاحِبِهِ، وَمَكَانٌ فِي الْأَرْضِ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْمَجَرَّةُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ مَا هِيَ؟ وَقَوْسُ قُزَحَ مَا هُوَ وَمَا بِدْءُ أَمْرِهِ؟ فَلَمَّا قَرَأَ مُعَاوُيَةُ الْكِتَابَ؛ قَالَ: لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِ، مَا أَدْرِي مَا هَذَا! مَا لَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ. فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فساله عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَحَبُّ كَلِمَةٍ إِلَى اللهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ، لَا يَقْبَلُ عَمَلًا إِلَّا بِهَا، وَهِيَ الْمُنْجِيَةُ. وَالثَّانِيَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَهِيَ صَلَاةُ الْخَلْقِ. وَالثَّالِثَةُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، كَلِمَةُ الشُّكْرِ وَالرَّابِعَةُ: اللهُ أَكْبَرُ؛ فَوَاتِحُ الصَّلَوَاتِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. وَالْخَامِسَةُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ وَأَمَّا أَكْرَمُ عِبَادِ اللهِ عَلَيْهِ؛ فَآدَمُ، خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ وَعَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَكْرَمُ إِمَائِهِ عِنْدَهُ مَرْيَمُ؛ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا. وَالْأَرْبَعَةُ الَّتِي فِيهَا الرُّوحُ وَلَمْ تَرْتَكِضْنَ فِي رَحِمٍ: فَآدَمُ، وَحَوَّاءُ، وَعَصَى مُوسَى، وَكَبْشُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [ص: 196] وَالْقَبْرُ الَّذِي سَارَ بِصَاحِبِهِ؛ فَقَبْرُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فِي بَطْنِ الْحُوتِ. وَالْمَكَانُ الَّذِي لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ فَالْبَحْرُ فَلَقَهُ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَصَاهُ. وَقَوْسُ قُزَحَ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ. وَالْمَجَرَّةُ؛ فَهِيَ بَابُ السَّمَاءِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 837 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 838 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ) [هود: 86] ؛ قَالَ: طَاعَةُ اللهِ الحديث: 838 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعَطَّارُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّبْعِيُّ؛ قَالَ: الْعُتْبِيُّ: [ص: 197] كُنَّا عَلَى بَابِ أَبِي دُلَفَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ يَعِدُنَا بِأَمْوَالِهِ مِنِ الْكَرْخِ وَأَعْمَالِهَا، فَلَمَّا أَتَتْهُ الْأَمْوَالُ؛ أَمَرَ بِصَبِّهَا عَلَى الْأَنْطَاعِ، وَأَجْلَسَنَا حَوْلَهُ، ثُمَّ تَقَلَّدَ سَيْفَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَأَقْسَمَ عَلَيْنَا بِالْجُلُوسِ، فَجَلَسْنَا، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى قَائِمِ سَيْفِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (أَلَا أَيُّهَا الزُّوَّارُ لَا يَدَ عِنْدَكُمْ ... أَيَادِيكُمْ عِنْدِي أَجَلُّ وَأَكْبَرُ) (وَإِنْ كُنْتُمْ أَفْرَدْتُمُونِي لِلرَّجَاءِ ... فَشُكْرِي لَكُمْ مِنْ شُكْرِكُمْ لِي أَكْثَرُ) (وَإِنِّي لِلْمَعْرُوفِ أَهْلٌ وَمَوْضِعٌ ... يُنَالُ الرضى عِنْدِي وَعِرْضِي مُوَفَّرُ) (فَمَا حَكَمَ الزُّوَّارُ فِيهِ تَحَكَّمُوا ... فَكُلُّهُمُ عِنْدِي أَمِيرٌ مُؤَمَّرُ) (كَفَانِي مِنْ مَالِي دِلَاصٌ وَسَائِحٌ ... وَأَبْيَضُ مِنْ صَافِي الْحَدِيدِ وَمِغْفَرُ) ثُمَّ أَمَرَ بِنَهْبِ تِلْكَ الْأَمْوَالِ، فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. الحديث: 839 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 840 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْعَلَاءِ يَقُولُ: أَتَى شُرَيْحًا الْقَاضِيَ قَوْمٌ بِرَجُلٍ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا خَطَبَ إِلَيْنَا، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حِرْفَتِهِ، فَقَالَ: أَبِيعُ الدَّوَابَّ، فَزَوَّجْنَاهُ، فَنَظَرْنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ يَبِيعُ السَّنَانِيرَ. قَالَ: أَفَلَا قُلْتُمْ: أَيُّ الدَّوَابِّ؟ وَأَجَازَ شُرَيْحٌ نِكَاحَهُ. الحديث: 840 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ؛ قَالَ: [ص: 200] حَمَلَ أَبُو جَمِيلٍ سِنَّيْنِ مِنْ خَارِجِ حِصْنِ مَرْوَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، فَوَضَعَهُمَا عَبْدُ اللهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَدَعَا بِالْمِيزَانِ، فَوَزَنَهُمَا أَوْ وَزَنَ أَحَدَهُمَا؛ وَإِذَا فِيهِ مَنَّيْنِ وَزِيَادَةٌ فِي كُلِّ سِنٍّ، فَوَضَعَهُ عَبْدُ اللهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ فِيهِ شِعْرًا: (أُتِيتُ بِسِنَّيْنِ قَدْ رُمَّتَا ... مِنَ الْحِصْنِ لَمَّا أَثَارُوا الدَّفِينَا) (عَلَى وَزْنِ مَنَّيْنِ إِحْدَاهُمَا تُقِلُّ ... بِهِ الْكَفُّ شَيْئًا رَزِينَا) (ثَلَاثينَ أُخْرَى عَلَى قَدْرِهَا ... تَبَارَكْتَ يَا أَحْسَنَ الْخَالِقِينَا) (فَمَاذَا يَقُومُ لِأَفْوَاهِهَا ... وَمَا كَانَ يَمْلَأُ تِلْكَ الْبُطُونَا [ص: 201] ) (إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ أَجْسَامَهُمْ ... تَقَاصَرَتِ النَّفْسُ حَتَّى تَهُونَا) (وَكُلٌّ عَلَى ذَاكَ لَاقَى الرَّدَى ... وَبَادُوا جَمِيعًا فَهُمْ خَامِدُونَا) الحديث: 841 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 842 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ابن أَبِي ذِئْبٍ؛ قَالَ: اسْتَقْبَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَعْبًا، فَرَأَى طَيْرًا فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ كَعْبٌ: لَا يَعْلُو طَيْرٌ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْ عشر مِيلًا. الحديث: 842 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 843 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغَلَّابِيُّ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: عَجَبًا لِقَوْمٍ أُذِنُوا بِالرَّحِيلِ وَتَرَحَّلَ أَوَائِلُهُمْ وَهُمْ يَلْعَبُونَ! ! الحديث: 843 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 844 - حَدَّثَنَا حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ، نَا ثَابِتٌ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ؛ نَادَى الْمُنَادِي: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ. فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ يَا بَنِيَّ آدَمَ؟ ! فَيَقُولُونَ: إِلَى الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ. قالوا: وَمَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ قَالُوا: كنا نعفو إِذَا ظُلِمْنَا، وَنَغْفِرُ إِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا، وَنَحْلَمُ إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا. قَالُوا: أَنْتُمْ كَمَا قُلْتُمْ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الصَّابرُونَ؟ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ. فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ يَا بني آدم؟ فيقولون: إِلَى الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الصَّابِرُونَ. فَيَقُولُونَ: وَمَا كَانَ [ص: 203] صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: صَبَرْنَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ؛ حَتَّى تَوَفَّانَا اللهُ. الحديث: 844 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 845 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ؛ فَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ فِي ذَلِكَ أَحَدًا؛ فَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ الْجَنَّةَ، وَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ النَّارَ بِذَنْبِهِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَتَحَنَّنُ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ، فَيَبْعَثُ [ص: 204] مَلَكًا مِنْ قِبَلِهِ بِمَاءٍ وَنُورٍ، فَيَدْخُلُ النَّارَ فَيَنْضَحُ؛ فَلَا يُصِيبُ إِلَّا مَنْ شَاءَ الله، ولم يصب إلا مَنْ خَرَجَ، وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا؛ فَأَخْرَجَهُمْ، فَجَعَلَهُمْ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَأَمَدَّهُ بِمَاءٍ وَنُورٍ وَدَخَلَ النَّارَ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَشَفَاعَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» .   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 845 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 846 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ التَّمِيمِيُّ جَارُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّعْدِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ حَتَّى يَعْدِلَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ» . قَالَ: «فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ؛ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ؛ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَجَرَّعُونَ الْغَصَصَ فِي الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ، فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمُ الْحِمَمُ فِي كَلَالِيبِ الْحَدِيدِ، فَإِذَا دُنِيَتْ أَوْ أُدْنِيَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ؛ أُحْرِقَتْ وُجُوهُهُمْ، فَإِذَا أُدْخِلَتْ بُطُونَهُمْ، قَطَعَتْ مَا فِي بُطُونِهِمْ، فَيَقُولُونَ: ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُونَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ العذاب} [غافر: 49] . فَيَقُولُونَ: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ} [غافر: 50] . قال: فيقولون: ادعو مَالِكًا، فَيَقُولُونَ: (يَا مَالِكُ [ص: 205] لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) . قَالَ: فيجيبهم: (إنَّكُم مَكِثُونَ) قَالَ الْأَعْمَشُ: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَتِهِ إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ.» فَيَقُولُونَ: ادعو رَبَّكُمْ. فَيَقُولُونَ: (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضآلِينَ (106) رَبَّنآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإٍنَّا ظَالِمُونَ (107)) [المؤمنون: 106، 107] . فيقول: (اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108] . قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَيْأَسُونَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ فِي الزَّفِيرِ وَالْوَيْلِ   [ضعيف] . الحديث: 846 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 847 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: نَزَلْتُ الصِّفَاحَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فِي حَرِّ الشَّمْسِ مُسْتَظِلٌّ بِشَجَرَةٍ، مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ وَمِزْوَدٌ لَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ [ص: 206] مُلْتَفٌّ بِعَبَاءَةٍ. قَالَ جَرِيرُ: فَأَمَرْتُ، فَظُلِّلَ عَلَيْهِ، وَنَزَلْنَا؛ فَإِذَا قَدِ انْتَبَهَ الرَّجُلُ، وَإِذَا هُوَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ ظَلَّلْنَا عَلَيْكَ وَمَا نَعْرِفُكَ. فَقَالَ: يَا جَرِيرُ! تَوَاضَعْ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ فِي الدُّنْيَا يَرْفَعُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَتَعَظَّمُ فِي الدُّنْيَا يُضَيِّعُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا جَرِيرُ! لَوْ حَرَصْتَ عَلَى أَنْ تَجِدَ عُودًا يَابِسًا فِي الْجَنَّةِ لَمْ تَجِدْهُ. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ يَا سَلْمَانُ وَفِيهَا الثِّمَارُ؟ قَالَ: فَقَالَ: أُصُولُ الشَّجَرَةِ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَأَعْلَاهَا الثِّمَارُ، يَا جَرِيرُ! تَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ؟ قَالَ: قُلْتَ: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ ظُلْمُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَرْضِ   [إسناده حسن] . الحديث: 847 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 848 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ قَالَ: [ص: 207] مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا. الحديث: 848 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 849 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، نَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ؛ قَالَ: كَانَ مَيْمُونُ بْنُ مَهْرَانَ يَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الدينا، إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: رَجُلٍ تَائِبٍ، أَوْ رَجُلٍ يَعْمَلُ فِي الدَّرَجَاتِ   [صحيح] . الحديث: 849 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 850 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 210] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ؛ إِلَّا مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ فِي الْيَمِّ - وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ -؛ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 850 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 851 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْزُومِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ رَفِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: أَعْرَبْنَا فِي الْكَلَامِ، فَلَمْ نَلْحَنْ، وَلَحَنَّا فِي الْأَعْمَالِ؛ فَلَمْ نُعْرِبْ. الحديث: 851 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 852 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: أَيُّ دِينٍ أَيُّ دِينٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ؟ ! الحديث: 852 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 853 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: اذْكُرُوا مِنْ عَظَمَةِ اللهِ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَذْكُرُونَ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ النَّارِ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَذْكُرُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا وَهِيَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ الْجَنَّةِ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَذْكُرُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا وَهِيَ أَفْضَلُ مِنْهُ. الحديث: 853 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 854 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْآجُرِّيُّ، نَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي مُوسَى، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بشير، عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ؛ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَيْلًا؛ فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ وَهِيَ تَقُولُ: اللهُمَّ! اعْصِمْنِي حتى لَا أَعْصِيكَ، وَارْزُقْنِي حَتَّى لَا أَسْأَلُ غَيْرَكَ. قُلْتُ لَهَا: مِمَّنْ سَمِعْتِ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ أَبِي طَاوُسَ. فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ لَكَ فِي زَوْجٍ؟ فَقَالَتْ: وَاللهِ! لَوْ كُنْتَ ثَابِتًا مَا فَعَلْتُ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَأَنَا ثَابِتٌ. فَقَالَتْ: يَا ثَابِتُ! أَمَا كَانَ فِي ذِكْرِ الْمَوْتِ مَا يَشْغَلُكَ عَنِ النِّسَاءِ؟ وَكَبَّرَتْ وَجَعَلَتْ تُصَلِّي. الحديث: 854 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 855 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 213] نَظَرَ قَوْمٌ إِلَى رَاهِبٍ يَخْرُجُ نَحْوَ الْجَبَلِ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَطْلُبُ الْعَيْشَ. قَالُوا لَهُ: خَلَّفْتَ الْعَيْشَ وَرَاءَكَ. قَالَ: وَمَا تَعُدُّونَ الْعَيْشَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الطَّعَامَ وَاللِّبَاسَ وَالشَّهَوَاتِ. قَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا كَذَا، إِنَّمَا الْعَيْشُ عِنْدَنَا أَنْ تَدْعُوَ أَطْوَارَكَ إِلَى طَاعَةِ اللهِ فَتُجِيبَكَ. الحديث: 855 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لقيني حسان الراهب، فقال: انظر لا تطفئ المصباح في بيتك فيدخل اللصوص بيتك. يقول: نَوِّرْ بَيْتَكَ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 856 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 857 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، نَا قُثَمُ الْعَابِدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحدِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: هَبَطْتُ مَرَّةً وَادِيًا فِي بَعْضِ أَسْفَارِي؛ فَإِذَا بِرَاهِبٍ قَدْ حَبَسَ نَفْسَهُ فِي بَعْضِ غِيرَانِهِ، فَرَاعَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: إِنْسِيٌّ أَوْ جِنِّيٌّ؟ فقال لي: وَفِيمَ [ص: 214] الْخَوْفُ مِنْ غَيْرِ اللهِ؟ أَنَا رَجُلٌ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ فَهَرَبَ إِلَى رَبِّهِ، لَيْسَ بِجِنِّيٍّ وَلَكِنْ إِنْسِيٌّ مَغْرُورٌ. قُلْتُ: مُذْ كَمْ أَنْتَ هَا هُنَا؟ قَالَ: مُذْ ثَلَاثِينَ سَنَةً، قُلْتُ: مَنْ أَنِيسُكَ؟ قَالَ: الْوَحْشُ، قُلْتُ: فَمَا طَعَامُكَ؟ قَالَ: الْبُهَارُ - يَعْنِي نَبَاتَ الْأَرْضِ - قُلْتُ: مَا تَشْتَاقُ إِلَى النَّاسِ؟ قَالَ: مِنْهُمْ هَرَبْتُ. قُلْتُ: فَعَلَى الْإِسْلَامِ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَعْرِفُ غَيْرَهُ، غَيْرَ أَنَّ الْمَسِيحَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَمَرَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ بِالْعُزْلَةِ وَالِانْفِرَادِ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ. قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فَحَسَدْتُهُ وَاللهِ عَلَى مَكَانِهِ ذَلِكَ. الحديث: 857 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 858 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَمارِ بْنِ يَاسِرٍ؛ قَالَ: خَرَجَ حُصَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَخَرَجَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأَخْنَسُ الْجُهَنِيُّ، فَقَتَلَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، فَكَانَتْ أُخْتُهُ صَخْرَةُ تَبْكِيهِ فِي الْمَوَاسِمِ، فَقَالَ الْأَخْنَسُ الْجُهَنِيُّ بَعْدَ زَمَانٍ فِيهَا [ص: 215] : (كَصَخْرةَ إِذْ تُسَاءِلُ فِي مِرَاجٍ ... وَفِي جَزْمِ وَعِلْمُهُمَا ظُنُونُ) (تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ ... وَعَندَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ) قَالَ وَمِرَاجٍ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ. الحديث: 858 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيِّ؛ قَالَ: قَوْلُ النَّاسِ: مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَمَالِيقِ يُقَالُ لَهُ: عُرْقُوبٌ، أَتَاهُ أَخٌ لَهُ يَسْأَلُهُ شَيْئًا فَقَالَ: إِذَا طَلَعَ النَّخْلُ؛ فَلَكَ طَلْعُهَا. فَلَمَّا أَطْلَعَتْ أَتَاهُ لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ زَهْوًا، فَلَمَّا أَزْهَتْ؛ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ رُطَبًا. فَلَّمَا [ص: 216] أَرْطَبَتْ؛ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ تَمْرًا. فَلَمَّا أَتْمَرَتْ؛ عَمَدَ إِلَيْهَا فِي اللَّيْلِ، فَجَدَّهَا وَلَمْ يُعْطِ أَخَاهُ شَيْئًا مِنْهَا، فَصَارَ مَثَلًا فِي الْخُلْفِ. وَفِيهِ يَقُولُ الْأَشْجَعِيُّ الشَّاعِرُ: (وَعَدْتَ وَكَانَ الْخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً ... مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ) الحديث: 859 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 860 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قال: مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ (بِيَتْرِبِ) ؛ بِنَصْبِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، وَقَالَ: قَرَأْتُهُ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ عَلَى الْبَصْرِيِّينَ بِالتَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ. الحديث: 860 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 861 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدُونَا لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ [ص: 217] : (يَا سَاكِنَ الدُّنْيَا أَتُعَمِّرُ مَسْكَنًا ... لَمْ يَبْقَ فِيهِ من الْمَنِيَّةِ سَاكِنُ) (الْمَوْتُ شَيْءٌ أنتَتعلم أَنَّهُ حَقٌّ ... وَأَنْتَ بِذِكْرِهِ مُتَهَاوِنُ) (إِنَّ الْمَنِيَّةَ لَا تُؤَامِرُ مَنْ أَتَتْْ ... فِي نَفْسِهِ يَوْمًا وَلَا تَسْتَأْذِنُ) (وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَا أَبَا لَكَ فِي الَّذِي ... أَصْبَحْتَ تَجْمَعُهُ لِغَيْرِكَ خَازِنُ) الحديث: 861 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 861 / 1 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: (إِنَّمَا الدُّنْيَا حُدُودٌ ... فَعَزِيزٌ وَذَلِيلُ) (وَأَخُو الْفَقْرِ حَقِيرٌ ... وَأَخُو الْمَالِ نَبِيلُ) (وَإِذَا مَا الْجِدُّ ولَّى ... عزب الرَّأْيُ الْأَصِيلُ) (كُلُّ بُؤْسٍ وَنَعِيمٍ فَهُوَ ... فِي الدُّنْيَا يَزُولُ) (ثُمَّ يَبْقَى اللهُ وَالْأَعْمَالُ ... وَالْفِعْلُ الْجَمِيلُ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 862 / 2 - أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ الْجَزَرِيُّ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٌ الْبَغْدَادِيُّ: (إِذَا لَمْ يَكُنْ صَدْرُ الْمَجَالِسِ سَيِّدًا ... فَلَا خَيْرَ فِيمَنْ صَدَّرْتَهُ الْمَجَالِسُ) (وَكَمْ قَائِلٍ قَدْ قَالَ إِنَّكَ رَاجِلٌ ... فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فارِسُ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 862 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَاقِفًا عَلَى سَبَاطَةِ قَوْمٍ مُتَحَيِّرًا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَاقِفًا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ وَاقِفٌ عَلَى بَابِ دَارِي جَاءَنِي فِي حَاجَةٍ وَلَيْسَتْ حَاجَتُهُ عِنْدِي؛ فَأَنَا مُنْتَظِرُهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: مَا حَاجَتُكَ عِنْدِي؟ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! إِنَّهُ لَقَبِيحٌ بِالرَّجُلِ أَنْ يُظَنَّ بِهِ الْخَيْرُ فَلَا يُصَابُ عِنْدَهُ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَجَّ سُفْيَانُ سِتِّينَ حَجَّةً؛ فَكَانَ يَقُولُ كُلَّمَا دُفِعَ مِنَ الْمَوْقِفِ: اللهُمَّ! لَا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ تَمَامُ السِّتِّينَ حَجَّةً؛ قَالَ: اللهُمَّ! إني هُوَ ذَا أَسْتَحْيِيَ أَنْ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَمَاتَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. الحديث: 862 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 863 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، نَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 225] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَإِنْ مَرِضُوا؛ فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا؛ فَلَا تَشْهَدُوهُمْ، وَإِنْ لقيتموهم فِي طَرِيقٍ؛ فِأَلْجِئُوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ»   [إسناده ضعيف جداً] ٍ. الحديث: 863 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 864 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 226] : «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ؛ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 864 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 865 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: عَاشَرْتُ النَّاسَ وَكَلَّمْتُ أَهْلَ الْكَلَامِ؛ فَمَا رَأَيْتُ أَوْسَخَ وَسَخًا، وَلَا أَضْعَفَ حُجَّّة، وَلَا أَحْمَقَ مِنَ الرَّافِضَةِ، وَقَدْ وُلِّيتُ قَضَاءَ الثَّغْرِ؛ فَنَفَيْتُ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ مِنْهُمْ: جَهْمِيِّينَ وَرَافِضِيّ أَوْ رَافِضِيَّينَ وَجَهْمِيّ، وَقُلْتُ: مثلكم لَا يُسَاكِنُ أَهْلَ الثَّغْرِ، وَأَخْرَجْتُهُمْ. الحديث: 865 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 866 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جَارٌ لِي رَافِضِيٌّ يَمْرَضُ؛ أَعُودُهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، كَمَا تَعُودُ الْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ عَلَى رِجْلَيْكَ. الحديث: 866 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 867 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ؛ قَالَ: أَهْلُ الْقُبُورِ يَتَوَكَّفُونَ الْأَخْبَارَ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مَيِّتٌ؛ سَأَلُوهُ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُ: صَالِحٌ. فَيَقُولُونَ: مَا فعل فلان؟ فيقول: مَاتَ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ خَبَرُهُ؟ فَيَقُولُونَ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه راجعون} [البقرة: 156] ، سُلِكَ بِهِ غَيْرَ سَبِيلِنَا   [إسناده صحيح] . الحديث: 867 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ [السَّائِحِ] ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ؛ قَالَ: [ص: 229] شَهِدْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ وَشَهِدَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلْتُ قَبْرَهُ أَنَا وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، فَلَمَّا ذَهَبْنَا نُسَوِّيَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ سَقَطَتْ مِنْ يدي لَبِنة؛ فلم أرى أَحَدًا فِي الْقَبْرِ، فأصغى إِليَّ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَقَالَ: اخْتُطِفَ صَاحِبُنَا، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: مَا تُنْكَرُ الله قُدْرَةٌ، إِلَّا أَنِّي أُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَحَدًا مِنْ أَهْلِ زَمَانِنَا يُفْعَلُ بِهِ هَذَا، وَالرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ وَحُمَيْدُ عَدْلَانِ مَرْضِيَّانِ. الحديث: 868 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 869 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ؛ قَالَ: أَرَادَ هَارُونُ الرَّشِيدُ أَنْ يُوَلِّيَ رَجُلًا الْقَضَاءَ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي لَا أُحْسِنُ الْقَضَاءَ ولَا أَنَا فَقِيهٌ. فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: فِيكَ ثَلَاثُ خِلَالٍ: لَكَ شَرَفٌ، وَالشَّرَفُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنَ الدَّنَاءَةِ، وَلَكَ حِلْمٌ، وَالْحِلْمُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنَ الْعَجَلَةِ، وَمَنْ لَمْ يُعَجِّلْ قَلَّ خَطَؤُهُ، وَأَنْتَ رَجُلٌ تُشَاوِرُ فِي أُمُورِكَ، وَمَنْ شَاوَرَ كَثُرَ صَوَابُهُ، وَأَمَّا الْفِقْهُ؛ فَنَضُمُّ إِلَيْكَ مَنْ تَتَفَقَّهُ بِهِ. قَالَ يَحْيَى: فَوُلِّيَ؛ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مَطْعَناً. الحديث: 869 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 870 - حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ الْعَدْلِ أَنْ يَعْدِلَ الرَّجُلُ عَلَى بِطَانَتِهِ، ثُمَّ عَلَى الَّذِينَ يَلُونَهُمْ؛ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَدْلُ الطَّبَقَةَ السُّفْلَى. الحديث: 870 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 871 - حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: الْمُلُوكُ لَا تَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ: إِفْشَاءَ السِّرِّ، وَالتَّعَرُّضَ لِلْحُرْمَةِ، وَالْقدْحُ فِي الْمَلِكِ. الحديث: 871 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ؛ قَالَ: [ص: 231] عَادَ قَوْمٌ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ، فَأَطَالُوا الْجُلُوسَ؛ فَقَالَ لَهُمْ بَكْرٌ: إِنَّ الْمَرِيضَ يُعَادُ وَالصَّحِيحَ يُزَارُ. الحديث: 872 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 873 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: عَادَ قَوْمٌ مَرِيضًا فِي بَنِي يَشْكُرَ، فَأَطَالُوا عِنْدَهُ؛ فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ فِي الدَّارِ حَقٌّ؛ فَخُذُوهُ. الحديث: 873 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَرِضَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ مَرْضَةً، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أريد أن أُسَامِرُكَ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: أَنْتَ مُعَافَى وَأَنَا مُبْتَلَى؛ فَالْعَافِيَةُ لَا تَدَعُكَ تَسْهَرُ وَالْبَلَاءُ لَا يَدَعُنِي أَنَامُ، وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَسُوقَ إِلَى أَهْلِ الْعَافِيَةِ الشُّكْرَ، وَإِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ الْأَجْرَ. الحديث: 874 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 875 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: مَرِضَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ مَرْضَةً شَدِيدَةً، وَدَخَلَ عَلَيْهِ كُثَيِّرٌ، وَكَانَ أَهْلُهُ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَضْحَكَ، فَقَالَ كُثَيِّرٌ: لَوْلَا أَنَّ سُرُورَكَ لَا يَتِمُّ بِأَنْ تَسْلَمَ وَأَسْقَمُ؛ لدعوت ربي أَنْ يَصْرِفَ مَا بِكَ إِلَيَّ، وَلَكِنْ أسال اللهَ لَكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ الْعَافِيَةَ وَلِي فِيكَ النِّعْمَةَ. فَضَحِكَ وَأَمَرَ لَهُ بمالٍ، وهو القائل فيه: (وَنَعُودُ سَيِّدَنَا وَسَيِّدَ غَيْرِنَا ... لَيْتَ التَّشَكِّي كَانَ بِالْعُوَّادِ) وَزَادَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بَيْتًا ثَانِيًا: (لَوْ كَانَ يَقْبَلُ فِدْيَةً لَفَدَيْتُهُ ... بِالْمُصْطَفَى مِنْ طَارِفِي وَتِلَادِي) الحديث: 875 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 876 - حَدَّثَنَا محمد بن عمرو البزار، نَا أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ؛ قَالَ: [ص: 233] دَعَا الْأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ إِلَى الطَّعَامِ، فَقَصَّرَ فِي الْأَكْلِ، فَقَالَ لَهُ الْأَوْزَاعِيُّ: رَأَيْتُكَ قَصَّرْتَ فِي الْأَكْلِ! قَالَ: لِأَنَّكَ قَصَّرْتَ فِي الطَّعَامِ. قَالَ: وَهَيَّأَ إِبْرَاهِيمُ طَعَامًا وَوَسَّعَ فِيهِ، وَدَعَا الْأَوْزَاعِيَّ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَخَافُ أَنْ يَكُونَ سَرَفًا؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّمَا السَّرَفُ مَا يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، فأما إذا أنفقه في إِخْوَانِهِ؛ فَهُوَ مِنَ الدِّينِ. الحديث: 876 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 877 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: مَا أَدْرِي مَا إِيمَانُ رَجُلٍ كَرِهَ شَيْئًا لَمْ يَدَعْهُ لِلَّهِ؟ ! وَمَا أَدْرِي مَا حَسَبُ رَجُلٍ نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ لَمْ يَصْبِرْ لِلَّهِ لِمَا يَرْجُوهُ مِنَ الثَّوَابِ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ؟ ! وَمَا أَدْرِي مَا حَسْبُ امْرِئٍ عُرِضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ لَمْ يَدَعْهَا لِمَا يَخَافُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ الحديث: 877 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 878 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 234] عَجِبْتُ لِلْعَالِمِ كَيْفَ تُجِيبُهُ دَوَاعِي قَلْبُهُ إِلَى الضَّحِكِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ لَهُ فِي الْقِيَامَةِ مَوْقِفًا وَخُطُوبًا، ثُمَّ حَشْرٌ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ! !   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 878 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 879 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ أَصْمَعَ يَقُولُ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ: مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ - يَعْنِي: لِسَانَهُ -، وَالْفَكَّانِ اللَّحْيَانِ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ فِي حِفْظِ لِسَانِهِ: إِيَّاكَ أَنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ: وَأَنْشَدُونَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص: 235] : (رَأَيْتُ اللِّسَانَ عَلَى أَهْلِهِ ... إِذَا سَاسَهُ الْجَهْلُ لَيْثاً مُغِيرًا) الحديث: 879 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، أَنَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ؛ قَالَ: [ص: 237] كَانَ يُقَالُ: إِذَا وُقِيَ الرَّجُلُ شَرَّ لَقْلَقِهِ وَقَبْقَبِهِ وَذَبْذَبِهِ؛ فَقَدْ وُقِيَ؛ فَاللَّقْلَقُ اللِّسَانُ، وَالْقَبْقَبُ الْبَطْنُ، وَالذَّبْذَبُ الْفَرْجُ. وَقَالَ أَبُو رَجَاءٍ: وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ ابْنَ آدَمَ إِذَا أَصْبَحَ؛ كَفَّرَتْ أَعْضَاؤُهُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ [لَهُ] : اتَّقِ اللهَ! فَإِنَّكَ إِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 880 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 881 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو قَحْذَمٍ: لَيْسَتْ خُلَّةٌ مِنْ خِلَالِ الْخَيْرِ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ هِيَ أَحْرَى أَنْ تَكُونَ جَامِعَةً [لِأَنْوَاعِ الْخَيْرِ كُلِّهَا] فِيهِ؛ مِنْ حِفْظِ اللِّسَانِ. الحديث: 881 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 882 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص: 238] الصَّمْتُ يُكْسِبُ أَهْلَهُ الْمَحَبَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ الْحُكَمَاءِ: النَّدَمُ عَلَى السُّكُوتِ خَيْرٌ مِنَ النَّدَمِ عَلَى الْقَوْلِ. الحديث: 882 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 883 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ فِيكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا لَيْسَ فِيكَ؛ فَلَا تَأْمَنْهُ أَنْ يَقُولَ [ص: 239] فِيكَ مِنَ الشَّرِّ مَا لَيْسَ فِيكَ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 883 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 884 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: دَعِ الْكَذِبَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ يَنْفَعُكَ؛ فَإِنَّهُ يَضُرُّكَ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ يَضُرُّكَ؛ فَإِنَّهُ يَنْفَعُكَ. الحديث: 884 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 885 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 240] الْحَدَثُ حَدَثَانِ: حَدَثٌ مِنْ فِيكَ، وَحَدَثٌ مِنْ فَرْجِكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 885 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 886 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ عِنْدَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ يَتَكَلَّمُونَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَعِيدُوا الْوُضُوءَ؛ فَإِنَّ بَعْضَ مَا تَذْكُرُونَ شَرٌّ مِنَ الْحَدَثِ. الحديث: 886 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 887 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خداش؛ قال: سمعت سفين بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 241] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الصِّدْقُ عِزٌّ، وَالْكَذِبُ خُضُوعٌ. الحديث: 887 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 887 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، نَا الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الْمَرْءَ لَيَكْذِبُ؛ حَتَّى يَصْدُقَ؛ فَمَا يُقْبَلُ مِنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 888 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا هُوذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ، قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص: 242] السِّرُّ فِيهِ ضَرْبُ الْعُنُقِ. وَكَانَ يَقُولُ: أَمْلَكُ النَّاسِ لِنَفْسِهِ مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ مِنْ صَدِيقِهِ وَخَلِيلِهِ، لِئَلَّا يَتَغَيَّرَ الَّذِي بَيْنَهُمَا يَوْمًا فَيُفْشِي سِرَّهُ. وَكَانَ يَقُولُ: سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ؛ فَرُبَّمَا أَفْشَيْتَهُ؛ فَيَكُونُ فِيهِ سَبَبُ حَتْفِكَ. الحديث: 888 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 889 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: [ص: 243] إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ مِمَّا يُعَابُ؛ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ؛ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ أُبْتَلَى بِهِ. الحديث: 889 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 890 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ: [ص: 244] لَوْ عَيَّرْتُ رَجُلًا بِرَضَاعِ الْغَنَمِ؛ لَخَشِيتُ أَنْ ارضعها. الحديث: 890 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 891 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا تَسْخَرْ مِنْ شَيْءٍ، فَيَحُورَ بِكَ. الحديث: 891 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 892 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لِابْنِهِ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ: إِيَّاكَ وَأَعْرَاضَ الرِّجَالِ؛ فَإِنَّ الْحُرَّ لَا يُرْضِيهِ مِنْ عِرْضِهِ شَيْءٌ، وَاتَّقِ الْعُقُوبَاتِ فِي الْأَبْشَارِ، فَإِنَّهَا عَارٌ بَاقٍ وَدَيْنٌ مَطْلُوبٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. الحديث: 892 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 893 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص: 245] الْمُزَاحُ يُذْهِبُ الْمَهَابَةَ. الحديث: 893 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 894 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِابْنِهِ: لَا تُمَازِحِ الشَّرِيفَ؛ فَيَحْقِدَ عَلَيْكَ، وَلَا الدَّنِيءَ؛ فَتَهُونَ عَلَيْهِ. الحديث: 894 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ لِابْنِهِ [ص: 246] : (وَلَقَدْ حَبَوْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيحَتِي ... فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ) (أَمَّا الْمُزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ) (وَلَقَدْ بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرِ جَارٍ وَلَا لِرَفِيقِ) الحديث: 895 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: إِنَّمَا سُمُّوا الْأَبْرَارَ؛ لِأَنَّهُمْ بَرُّوا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ، كَمَا أَنَّ لِوَالِدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا كَذَلِكَ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ   [إسناده ضعيف ومنقطع] . الحديث: 896 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 897 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ يَقُولُ: [ص: 247] دَخَلَ صَدِيقٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ عليه كَانَ يَعْرِفُهُ قَدِيمًا، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ أَنْشَدَ: (أَمِيلُ مَعَ الذِّمَامِ عَلَى ابن عمّي ... وأحمل للصَّديق عَلَى الشَّقِيقِ) (فَإِنْ أَلْفَيْتَنِي مَلِكاًُ عَظِيمًا ... فَإِنَّكَ وَاجِدِي عَبْدَ الصَّدِيقِ) (أُفَرِّقُ بَيْنَ مَعْرُوفِي وَمَنِّي ... وَأَجْمَعُ بَيْنَ مالي والحقوقِ) آخر الجزء السادس يتلوه السابع إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 897 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء السابع من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، والشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال ابن حمد: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب؛ قال: أخبرني أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب قراءة عليه: نا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 898 - نا أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو النَّضْرِ، نَا أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 256] : «لَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ فِي تُهْمَةِ مَنْ هُوَ بَرِيءٌ؛ حَتَّى يَكُونَ أَعْظَمَ جُرْمًا مِنَ السَّارِقِ» قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ هَذَا هُوَ نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ؟ قَالَ يَحْيَى: لَا، أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ رَجِلٌ آخَرُ، وَلَمْ يَسْمَعْ نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.   [إسناد ضعيف] . الحديث: 898 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 899 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ بَكْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 261] : «ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ. فَقَالَ: ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ [ص: 262] مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 899 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 264] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالُ لَهُ أَرْمِيَا حِينَ ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْمَعَاصِي: أَنْ قُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِكَ؛ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ لَهُمْ قُلُوبًا وَلَا يَفْقَهُونَ، وَأَعْيُنًا وَلَا يُبْصِرُونَ، وَآذَانًا وَلَا يَسْمَعُونَ، وَأَنِّي تَذَكَّرْتُ صَلَاحَ آبَائِهِمْ؛ فَعَطَّفَنِي ذَلِكَ عَلَى أَبْنَائِهِمْ؛ فَسَلْهُمْ كَيْفَ وَجَدُوا غِبَّ طَاعَتِي، أَوْ هَلْ سَعِدَ أَحَدٌ مِمَّنْ عَصَانِي بِمَعْصِيَتِي، وَهَلْ شَقِيَ أَحَدٌ مِمَّنْ أَطَاعَنِي [بِطَاعَتِي] ؟ . إِنَّ الدَّوَابَّ تَذْكُرُ أَوْطَانَهَا فَتَنْزِعُ إِلَيْهَا، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ تَرَكُوا الْأَمْرَ الَّذِي أُكْرِمَتْ عَلَيْهِ آبَاءُهُمْ؛ فَالْتَمَسُوا الْكَرَامَةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا. أَمَّا خِيَارُهُمْ؛ فَأَنْكَرُوا حَقِّي، وَأَمَّا قُرَّاؤُهُمْ؛ فَعَبَدُوا غَيْرِي، وَأَمَّا نُسَّاكُهُمْ؛ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا عَلِمُوا، وَأَمَّا وُلَاتُهُمْ؛ فَكَذَبُوا عَلَيَّ وَعَلَى رُسُلِي، خَزَنُوا الْمَكْرَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَعَوَّدُوا الْكَذِبَ أَلْسِنَتَهُمْ، وَإِنِّي أُقْسِمُ بِجَلَالِي وَعِزَّتِي، لَأُهَيِّجَنَّ عَلَيْهِمْ جُنُودًا لَا يَفْقَهُونَ أَلْسِنَتَهُمْ، وَلَا يَعْرِفُونَ وُجُوهَهُمْ، وَلَا يَرْحَمُونَ بُكَاءَهُمْ، وَلَأَبْعَثَنَّ فِيهِمْ مَلِكًا جَبَّارًا قَاسِيًا، لَهُ عَسَاكِرُ كَقِطَعِ السَّحَابِ، ومراكبا كَأَمْثَالِ الْعُجَاجِ كَأَنَّ خَفَقَانَ رَايَاتِهِ طَيَرَانُ النُّسُورِ، وَكَأَنَّ حَمْلَ فِرْسَانِهِ كَرُّ الْعِقْبَانِ، يُعِيدُونَ الْعُمْرَانَ خَرَابًا، وَيَتْرُكُونَ الْقُرَى وَحْشَةً؛ فَيَا وَيْلَ إِيلْيَا وَسُكَّانِهَا؛ كَيْفَ أُذَلِّلُهُمْ لِلْقَتْلِ، وَأُسَلَّطُ عَلَيْهِمُ السَّبَاءَ، وَأُعِيدُ بَعْدَ لُجْبِ الْأَعْرَاسِ صُرَاخًا، وَبَعْدَ صَهِيلِ الْخَيْلِ عُوَاءَ الذِّئَابِ، وَبَعْدَ شُرُفَاتِ الْقُصُورِ مَسَاكِنَ السِّبَاعِ، وَبَعْدَ ضوء السرج وَهْجَ الْعُجَاجِ، وَبِالْعِزِّ الذُّلَّ، وَبِالنِّعْمَةِ الْعُبُودِيَّةَ؟ ! وَلَأُبَدِّلَنَّ نِسَاءَهُمْ بَعْدَ الطِّيبِ التُّرَابَ، وَبِالْمَشْيِ على الزرابي الخبب، ولأجعلن أَجْسَادَهُمْ ذُبْلًا لِلْأَرْضِ، وَعِظَامَهُمْ ضَاحِيَةً لِلشَّمْسِ، [ص: 265] وَلَأَدُوسَنَّهُمْ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ، ثُمَّ لَآمُرَنَّ السَّمَاءَ فَلَتَكُونَنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ، وَالْأَرْضَ سَبِيكَةً مِنْ نُحَاسٍ، فَإِنْ أَمْطَرَتْ لَمْ تُنْبِتِ الْأَرْضُ، وَإِنْ أَنْبتَتْ شَيْئًا فِي خِلَالِ ذَلِكَ؛ فَبِرَحْمَتِي لِلْبَهَائِمِ، ثُمَّ أَحْبِسُهُ فِي زَمَانِ الزَّرْعِ، وَأُرْسِلُهُ فِي زَمَانِ الْحَصَادِ، فَإِنْ زَرَعُوا فِي خِلَالِ ذَلِكَ شَيْئًا؛ سَلَّطْتُ عَلَيْهِ الْآفَةَ، فَإِنْ خَلُصَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ نُزِعَتْ مِنْهُ الْبَرَكَةُ، فَإِنْ دَعَوْنِي؛ لَمْ أُجِبْهُمْ، وَإِنْ سَأَلُونِي؛ لَمْ أُعْطِهِمْ، وَإِنْ بَكَوْا؛ لَمْ أَرْحَمْهُمْ، وَإِنْ تَضَرَّعُوا؛ صَرَفْتُ وَجْهِي عَنْهُمْ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 900 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 901 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لإصحابه: إِنْ كُنْتُمْ إِخْوَانِي وَأَصْحَابِي؛ فَوَطِّنُوا أَنْفَسَكُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءَ مِنَ النَّاسَ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تُدْرِكُونَ مَا تَطْلُبُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ، وَلَا تَنَالُونَ مَا تُحِبُّونَ؛ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ بَصَرُهُ فِي قَلْبِهِ وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ فِي بَصَرِهِ. الحديث: 901 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ؛ قَالَ: خَرَجَ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] عَلَى أَصْحَابِهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ وَكِسَاءٌ وَتُبَّانٌ، حَافِيًا، بَاكِيًا، شَعِثًا، مُصْفِرَ اللَّوْنِ مِنَ الْجُوعِ، يَابِسَ الشَّفَتَيْنِ مِنَ الْعَطَشِ؛ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنَا الَّذِي أَنْزَلْتُ الدُّنْيَا مَنْزِلَتَهَا بِإِذْنِ اللهِ وَلَا عَجَبَ وَلَا فَخْرَ؛ أَتَدْرُونَ أَيْنَ بَيْتِي؟ قَالُوا: أَيْنَ بَيْتُكَ يَا رُوحَ اللهِ؟ قَالَ: بَيْتِي الْمَسَاجِدُ، وَطِيبِي الْمَاءُ، وَإِدَامِي الْجُوعُ، وَسِرَاجِي الْقَمَرُ بِاللَّيْلِ، وَصَلَائِي فِي الشِّتَاءِ مَشَارِقُ الشَّمْسِ، وَرَيْحَانِي بُقُولُ الْأَرْضِ، وَلُبَاسِي الصُّوفُ، وَشِعَارِي خَوْفُ رَبِّ الْعِزَّةِ، وَجُلَسَائِي الزَّمْنَى وَالْمسَاكِينُ، أُصْبِحُ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ وَأُمْسِي وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ، وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ غَنِيٌّ مُكْثِرٌ؛ فَمَنْ أَغْنَى مِنِّي وَأَرْبَحُ؟ ! الحديث: 902 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 903 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُورًا مُتَمَاحِلَةً رُدَّحًا، وَبَلَاءً مُكْلَحًا مُبْلَحًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 903 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 903 - / م - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: [ص: 268] الْمُتَمَاحِلَةُ: الطِّوَالُ. يُقَالُ: فِتَنٌ يَطُولُ أَمْرُهَا وَيَعْظُمُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُتَمَاحِلٌ: إِذَا كَانَ طَوِيلًا. قَوْلُهُ: (رُدَّحًا) ؛ يَعْنِي: عَظِيَمَةً. وَيُقَالُ لِلْكَتِيبَةِ إِذَا عَظُمَتْ: رُدَّحًا وَرَدَاحَ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ «عُكُومُهَا رَدَاحُ» ؛ أَيْ: عَظِيمَةٌ. وَقَوْلُهُ: (مُكْلَحًا) ؛ أَيْ: يُكْلحُ النَّاسُ لِشِدَّتِهِ، يُقَالُ: كَلَحَ الرَّجُلُ وَأَكْلَحَهُ الْهَمُّ. وَقَوْلُهُ: (مُبْلَحًا) : يُقَالُ: بَلَحَ الرَّجَلُ: إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الْإِعْيَاءِ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَحَرَّكَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 904 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ [الْأَزْرَقُ] ، نَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب عليه السلام؛ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ [ص: 269] : (أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ) (أُوَفِّيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السندره ... ) الحديث: 904 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 904 - / م - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يُفَسِّرُهُ؛ وَقَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ: «أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ» : ذَكَرُوا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وُلِدَ وَأَبُو طَالِبٍ غَائِبٌ؛ فَسَمَّتْهُ أُمُّهُ فَاطِمَةُ ابْنَةُ أَسَدٍ - وَهِيَ أُمُّ عَلِيِّ - (أَسَدًا) بِاسْمِ أَبِيهَا، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو طَالِبٍ؛ كَرِهَ هَذَا الِاسْمَ الَّذِي سَمَّتْهُ بِهِ أُمُّهُ وَسَمَّاهُ عَلِيًّا، فَلَمَّا رَجَزَ عَلِيٌّ يَوْمَ خَيْبَرَ؛ ذَكَرَ [ص: 270] ذَلِكَ الِاسْمَ الَّذِي سَمَّتْهُ بِهِ أُمُّهُ. وَحَيْدَرَةُ اسْمٌ مِنْ أسامي الأسد، وهو أَشْجَعُهَا، كَأَنَّهُ قَالَ: أَنَا الْأَسَدُ. وَالسَّنْدَرَةُ: شَجَرَةٌ يُعْمَلُ مِنْهَا الْقِسِيُّ وَالنَّبْلُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ: (إِذَا أَدْرَكَتْ أُولَاهُمُ أُخْرَيَاتُهُمُ ... حَنَوْتُ لَهُمْ بِالسَّنْدَرِيِّ الْمُوَتَّرِ) يَعْنِي: الْقِسِيَّ، نَسَبَهَا إِلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي تُعْمَلُ مِنْهَا الْقِسِيُّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 905 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مِسْكِينُ بْنُ عُبَيْدٍ الصُّوفِيُّ، نَا الْمُتَوَكِّلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْعَابِدُ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: [ص: 271] الزُّهْدُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: فَزُهْدٌ فَرْضٌ، وَزُهْدٌ فَضْلٌ، وَزُهْدٌ سَلَامَةٌ فَالزُّهْدُ الْفَرْضُ: الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، وَالزُّهْدُ الْفَضْلُ: الزُّهْدُ فِي الْحَلَالِ، وَالزُّهْدُ السَّلَامَةُ: الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ. الحديث: 905 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 906 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي ذَرٍّ؛ فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ! مَا أَرَى فِي بَيْتِكَ مَتَاعًا وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأثاث؟ ! فقال: إنا لَنَا بَيْتًا نُوَجِّهُ إِلَيْهِ صَالِحَ مَتَاعِنَا. قَالَ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ مَتَاعٍ مَا دُمْتَ هَا هُنَا. فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الْمَنْزِلِ لَا يَدَعُنَا فِيهِ. الحديث: 906 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 907 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص: 272] دَخَلَ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، فقال له: فصخت الدُّنْيَا. فَقَالَ: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ ! يَكْفِينِي صَالِحٌ مِنْ طَعَامٍ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ، وَشَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ كُلَّ يَوْمٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 907 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 908 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْأَنْطَاكِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أبو سُلَيْمَانُ: يَنْبَغِي لِلْخَوْفِ أَنْ يَكُونَ أَغْلَبَ عَلَى الرَّجَاءِ، فَإِذَا غَلَبَ الرَّجَاءُ عَلَى الْخَوْفِ؛ فَسَدَ الْقَلْبُ. الحديث: 908 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 909 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: [ص: 273] كَتَبَ بَعْضُ الزُّهَّادِ إِلَى أَخٍ لَهُ: كَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ قَلْبٍ يَأْلَفُ الذَّنْبَ، وَنَفْسٍ تَطْمَئِنُّ إِلَى الْبَقَاءِ؛ وَالسَّاعَةُ نَتَلَقَّاهَا، وَالْأَيَّامُ تَطْوِي أَعْمَارَنَا! فَكَيْفَ يَأْلَفُ قَلْبٌ [مَا] لَا ثَبَاتَ لَهُ فِي الدُّنْيَا؟ ! وَكَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ لَا تَدْرِي لَعَلَّهَا لَا تَطْرُفُ بَعْدَ رَقْدَتِهَا إِلَّا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ ! الحديث: 909 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ أَيُّوبَ بِمِنًى؛ قَالَ: صَحِبَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ رَجُلٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَآذَاهُ الرَّجُلُ بِسُوءِ خُلُقِهِ، فَقَالَ أَيُّوبُ: إِنِّي لَأَرْحَمُهُ، نَحْنُ نُفَارِقُهُ وَيَبْقَى مَعَهُ خُلُقُهُ. الحديث: 910 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْقَوَارِيرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: [ص: 274] قُلْتُ لِعُبَيْدَةَ: مَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ؟ قَالَ: الْحَدَثُ، وَأَذَى الْمُسْلِمِ. الحديث: 911 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُتَيْقٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: إِنِّي أَتَوَضَّأُ، فَيَنْتَضِحُ الْمَاءُ فِي إِنَائِي. فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ! أَيُمْلَكُ نَشْرُ الْمَاءِ (يَعْنِي: مَا انْتَشَرَ مِنْهُ) ؟ ! الحديث: 912 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 913 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 275] لَا تَلْقَى الْمُؤْمِنَ أَبَدًا إِلَّا شَاحِبًا، وَلَا تَلْقَى الْمُنَافِقَ إِلَّا وَابِصًا. سَمِعْتُ الْحَرْبِيَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: «وابصاً؛ أي: براقاً، يقال: وَبَصَ الشَّيْءُ إِذَا بَرِقَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى: (رَجَعْتَ لَمَا رُمْتَ مُسْتَحْسِرًا ... تَرَى لِلْكَوَاعِبِ كَهْرًا وَبِيصًا) وَمَعْنَى (كَهْرًا) : ارْتِفَاعُ النَّهَارِ الحديث: 913 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 914 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: [ص: 276] أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى قَبْرٍ: (تُنَاجِيكَ أَجْدَاثٌ وَهُنَّ سُكُوتُ ... وَسُكَّانُهَا تَحْتَ التُّرَابِ خُفُوتُ) (أَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ بَلَاغَةٍ ... لِمَنْ تَجْمَعُ الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَمُوتُ) الحديث: 914 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 914 - / م - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى قَبْرٍ: (مَا حَالُ مَنْ سَكَنَ الثَّرَى مَا حَالُهُ ... أَمْسَى وَقَدْ صُرِمَتْ هُنَاكَ حِبَالُهُ) (أَمْسَى وَلَا رُوحَ الْحَيَاةِ تُصِيبُهُ ... يَوْمًا وَلَا لُطْفُ الْحِبيبِ يَنَالُهُ) (أَمْسَى وَحِيدًا مُوحِشًا مُتفَرِّدًا ... مُتَشَتِّتًا بَعْدَ الْجَمِيعِ عِيَالُهُ) (أَمْسَى وَقَدْ دَرَسَتْ مَحَاسِنُ وَجْهِهِ ... وَتَفَرَّقَتْ فِي قَبْرِهِ أَوْصَالُهُ) (وَاسْتَبْدَلَتْ مِنْهُ الْمَجَالِسُ غَيْرَهُ ... وَتُقُسِّمَتْ مِنْ بَعْدِهِ أَمْوَالُهُ) (هَلْ مِنْ قَبِيلٍ تَعْلَمُونَ مَكَانَهُ ... سَلِمَتْ عَلَى حَدَثِ الزَّمَانِ رِجَالُهُ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 915 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ: (يَا بَاكِيَ الْمَيِّتِ عَلَى قَبْرِهِ ... امْضِ وَدَعْهُ فَسَتَنْسَاهُ) (مَنْ عَايَنَ الْمَوْتَ فَذَاكَ الَّذِي ... لَمْ تَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ عيناه [ص: 277] ) (وكم مِنْ شَقِيقٍ لَمْ تَجِدْ ... غَيْرَ أَنْ غَمَّضَ مَنْ يَهْوَى وَسَجَّاهُ) (وَكَمْ مُحِبٍّ لِحَبِيبٍ إِذَا ... سَوَّى عَلَيْهِ اللَّحْدَ خَلَّاهُ) الحديث: 915 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ: (هَذَا مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمْ فِي ... ظِلِّ عَيْشٍ عَجِيبٍ مَا لَهُ خَطَرُ) (صَاحَتْ بِهِمْ حَادِثَاتُ الدَّهْرِ فَانْقَلَبُوا ... إِلَى الْقُبُورِ فَلَا عَيْنٌ وَلَا أَثَرُ) الحديث: 916 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 916 - / 1 - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ: (حَمَلُوهُ عَلَى الرِّقَابِ ابْتِدَارًا ... ثُمَّ وَارَوْهُ فِي التُّرَابِ دَفِينَا) (أَيَّ غُصْنٍ ثَوَى أَصَابَ ... بِهِ الدَّهْرُ قُلُوبًا مَنْكُوبَةً وَعُيُونَا) (كَمْ رَأَيْنَاهُ مُعْطِيًا وَمُفِيدًا ... ثُمَّ أَضْحَى مِنْ بَعْدِ ذَاكَ رَهِينَا) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 916 - / 2 - أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِعُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ: (نُرَاعُ إِذَا الْجَنَائِزُ قَابَلَتْنَا ... وَيُحْزِنُنَا بُكَاءُ الْبَاكِيَاتِ [ص: 278] ) (كَرَوْعَةِ ثُلَّةٍ لِمُغَارِ سَبْعٍ ... فَلَّمَا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَاتِ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 917 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ كُرْزٌ مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تُرِيحُ نَفْسَكَ سَاعَةً؟ فَقَالَ: كَمْ بَلَغَكُمْ عُمَرُ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ. قَالَ: فَكَمْ بَلَغَكُمْ مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالُوا: خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ. قَالَ: أَفَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ سُبْعَ يَوْمٍ حَتَّى يَأْمَنَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ ! الحديث: 917 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحِ الْمَدَائِنِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 280] : «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 918 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 919 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُسَيْنٍ؛ قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَتَابِعَاتٍ حَتَّى تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 919 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 920 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ مِثْلُ الشَّاةِ الْمَأْبُورَةِ. يُرِيدُ: الَّتِي أكلت من الْعَلَفِ إِبْرَةً؛ فَهِيَ لَا تَأْكُلُ مِنَ الْفَزَعِ، وَإِنْ أَكَلَتْ قَلِيلًا؛ لَمْ يَنْجَعْ فِيهَا الْعَلَفُ. الحديث: 920 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: [ص: 283] قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي الْجَوَارِشِ شَيْءٌ، فَقَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِالْجَوَارِشِ وَأَنَا لَمْ أَشْبَعْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟ ! . يُرِيدُ: أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ الطَّعَامَ وَبِهِ إِلَيْهِ حَاجَةٌ. الحديث: 921 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 922 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 284] قَالَ رَجُلٌ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ وَأَرَادَ مُفَارَقَتَهُ: أَوْصِنِي. قَالَ لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ تُسِيءَ إِلَى مَنْ تُحِبُّ. فَقَالَ لَهُ: وَهَلْ أَحَدٌ يُسِيءُ إِلَى من يحبه؟ ! قال: نَعَمْ، أَنْ تَعْصِيَ اللهَ فَتُعَذَّبَ عَلَيْهِ؛ فَتَكُونَ قَدْ أَسَأْتَ إِلَى نَفْسِكَ. الحديث: 922 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 923 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ كَلَامٌ حَسَنٌ (يَعْنِي: ابْنَ شِهَابٍ) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الزُّهْدُ بِتَقَشُّفِ الشَّعْرِ وتقل الرِّيحِ وَخُشُونَةِ الْمَلْبَسِ وَالْمَطْعَمِ، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ: ظَلْفُ النَّفْسِ عَنْ مَحْبُوبِ الشَّهَوَاتِ. الحديث: 923 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: مَا أَحَدٌ أَطَاعَنِي؛ إِلَّا اسْتَجَبْتُ لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْعُونِي، وَأَعْطَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْأَلَنِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 924 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 925 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: دَاءُ الْبَدَنِ الذُّنُوبُ، وَدَوَاؤُهَا الِاسْتِغْفَارُ، وَشِفَاؤُهَا أَنْ لَا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ. الحديث: 925 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: قَالَ إِبْلِيسُ: مَنْ كَانَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ؛ فَقَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ: مَنْ كَانَ مُدِلًّا بِعِلْمِهِ، أَوْ نَسِيَ ذُنُوبَهُ، أَوْ كَانَ مُعْجَبًا بِرَأْيِهِ. الحديث: 926 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 927 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: مَا أَجْرَأَ فُلَانًا عَلَى اللهِ! فَقَالَ الْقَاسِمُ: ابْنُ آدَمَ أَهْوَنُ وَأَضْعَفُ مِنْ أَنْ يَكُونَ جَرِيئًا عَلَى اللهِ، وَلَكِنْ قُلْ: مَا أَقَلَّ مَعْرِفَتِهِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ! الحديث: 927 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 928 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: حَضَرَتْ بَعْضَ نُسَّاكِ الْبَصْرَةِ الْوَفَاةُ وَعَندَهُ أَخٌ لَهُ مِنَ الْعُبَّادِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مَا أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا [خَوْفِي] عَلَى بَنَاتِي، فَإِنِّي أَخَافُ الضَّيْعَةَ لَهْمُ بَعْدِي. فَقَالَ: أَمَا تَخَافُ ذُنُوبَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحْسِنُ الظَّنَّ بِرَبِّي، وَأَرْجُو أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبِي. فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: فَالَّذِي رَجَوْتَ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَكَ؛ فَارْجُهُ لِبَنَاتِكَ أَلَّا يُضَيِّعَهُنَّ. الحديث: 928 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 929 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص: 288] تَفْسِيرُ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى فِي الْقِيَامَةِ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا لَا تُضَامُونَ فِي [رُؤْيَةِ] الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» : قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَوْلُهُ: «لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ» : وَالتَّضَامُّ مِنَ النَّاسِ يَكُونُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ عِنْدَ طَلَبِهِمُ الْهِلَالَ، فَيَجْتَمِعُونَ وَيَنْضَمُّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَيَقُولُ وَاحِدٌ: هُوَ ذَاكَ، وَيَقُولُ آخَرُ: لَيْسَ بِهِ، وَلَيْسَ يَحْتَاجُ أَنْ يَنْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ لِطَلَبِهِمُ الْهِلَالَ؛ لِأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ يَرَوْنَهُ، وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ الْمَثَلَ بِالشُّهْرَةِ فِي الْقَمَرِ وَالظُّهُورِ؛ تَقُولُ: هُوَ أَبْيَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَمِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ، وَأَشْهَرُ مِنَ الْقَمَرِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (وَقَدْ بَهَرَتْ فَمَا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ ... إِلَّا عَلَى أَحَدٍ لَا يَعْرِفُ الْقَمَرَا) وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (لا تُدْرِكُهُ الأَبصرُ وَهْوُ يُدْرِكُ الأَبصَرَ) [الأنعام: 103] فِي الدُّنْيَا؛ لِأَنَّهُ احْتَجَبَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ فِي الدُّنْيَا، وَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَوْمَ الْحِسَابِ وَيَوْمَ الْجَزَاءِ وَالْقِصَاصِ؛ فَيَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا يَرَوْنَ الْقَمَرَ فِي لَيْلَةِ الْبَدْرِ، لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ كَمَا لَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. وقول موسى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَنِي) [الأعراف: 143] ؛ يَعْنِي: فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] عَلِمَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَسَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا [ص: 289] مَا أَجَّلَهُ لِأَنْبِيَائِهِ وَأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ القيامة، فقال: (لَن تَرَنِي) ، يَعْنِي: فِي الدُّنْيَا، (وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوفَ تَرَنِي) [الأعراف: 143] . أَعْلَمَهُ أَنَّ الْجَبَلَ لَا يَقُومُ لِتَجَلِّيهِ حَتَّى يَصِيرَ دَكًّا، وَأَنَّ الْجِبَالَ إِذَا ضَعُفَتْ عَنِ احْتِمَالِ ذَلِكَ؛ فَابْنُ آدَمَ أَحْرَى أَنْ يَكُونَ أَضْعَفَ، إِلَى أَنْ يُعْطِيَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النُّورِ مَا يقوي بِهِ عَلَى النَّظَرِ، وَيَكْشِفَ عَنْ بَصَرِهِ الْغِطَاءَ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا، وَاللهُ جَلَّ وَعَزَّ يَقُولُ: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) [القيامة: 22، 23] . وَيَقُولُ فِي سَخَطِهِ عَلَيْهِمْ: (كَلآ إِنَّهُمْ عَنْ رَّبِّهِم يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الجَحِيم (16)) [المطففين: 15، 16] ؛ إِنَّمَا فِي هَذَا الْقَوْلِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْوُجُوهَ النَّاضِرَةَ هِيَ الَّتِي إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لا تحجب إذ حُجِبَتْ هَذِهِ الْوُجُوهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَرَأْتُ فِي الْإِنْجِيلِ أَنَّ الْمَسِيحَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لَمَّا فَتَحَ فَاهُ بِالْوَحْيِ؛ قَالَ: طوبى لِلَّذِينَ يَرْحَمُونَ! فَعَلَيْهِمْ تَكُونُ الرَّحْمَةُ، طُوبَى لِلْمُخْلِصَةِ قُلُوبِهِمْ! الَّذِينَ يَرَوْنَ اللهَ رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: نَحْنُ نُؤْمِنُ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ فِي مِثْلِ هَذَا فِي الْقُرْآنِ وَعَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَنْتَهِي فِي صِفَاتِهِ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَى حَيْثُ انْتَهَى رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نَدْفَعُ مَا صَحَّ عَنْهُ؛ بَلْ نُؤْمِنُ بِذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَقُولَ فِيهِ بِكَيْفِيَّةٍ أَوْ حَدٍّ أَوْ تَفْسِيرٍ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَقْدِ سَبِيلَ النَّجَاةِ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الحديث: 929 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 930 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {يَعْلَمُ خائنة الأعين} [غافر: 19] ؛ قَالَ: هَمْزُهُ بِعَيْنِهِ، وَإِغْمَاضُهُ فِيمَا لَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ   [صحيح] . الحديث: 930 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 931 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ {فهم مقمحون} [يس: 8] ؛ قَالَ: [ص: 291] الْقَمِحُ: الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَغُضُّ بَصَرَهُ. يُقَالُ: بَعِيرٌ قَامِحٌ وَإِبِلٌ قِمَاحٌ: إِذَا رَوِيَتْ مِنَ الْمَاءِ وَقَمِحَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ - وَذَكَرَ السَّفِينَةَ -: (وَنَحْنُ عَلَى جَوَانِبِهَا قُعُودٌ ... نَغُضُّ الطَّرْفَ كَالْإِبِلِ الْقِمَاحِ) وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سدا} [يس: 9] . وَالسَّدُّ: الْحَبْلُ، وَجَمْعُهَا: أَسْدَادٌ (فَأَغْشَينَهُم) ؛ أَيْ: فَأَغْشَيْنَا عُيُونَهُمْ وَأَعْمَيْنَاهُمْ عَنِ الْهُدَى. وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ وَكَانَ كُفَّ بَصَرُهُ: (وَمِنَ الْحَوَادِثِ لَا أَبَا لَكِ أَنَّنِي ... ضَرَبْتُ عَلَى الْأَرْضِ بِالْأَسْدَادِ) (مَا أَهْتَدِي مِنْهَا لِمَدْفَعِ تَلْعَةٍ ... بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَبَيْنَ أَرْضِ مُرادِ) الحديث: 931 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [ص: 293] : {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} [الزخرف: 36] ؛ أَيْ: يَظْلِمُ بَصْرَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} : يُعْرِضُ عَنْهُ. وَمَنْ قَرَأَ بِنَصْبِ الشِّينِ أَرَادَ: يَعْمَ عَنْهُ. سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: الْقَوْلُ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلَمْ نَرَ أَحَدًا يجيز [ص: 294] عشوات عَنِ الشَّيْءِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ؛ إِنَّمَا يُقَالُ: تَعَاشَيْتُ عَنْ كَذَا؛ أَيْ: تَغَافَلْتُ عَنْهُ كَأَنِّي لَمْ أَرَهُ، وَمِثْلُهُ تَعَامَيْتُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَشَوْتُ إِلَى النَّارِ إِذَا اسْتَدْلَلْتُ إِلَيْهَا بِبَصَرٍ ضَعِيفٍ. قَالَ الحطيئة: (متى تأته تعشوا إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَحِمَهُ اللهُ: أَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ ذَهَبَتْ وَهُوَ يَعْشُو بِالْأُخْرَى؛ أَيْ: يُبْصِرُ بِهَا بَصَرًا ضَعِيفًا. وَيُقَالُ لِمَنْ يُبْصِرُ الشَّيْءَ بَصَرًا ضَعِيفًا: يَعْشُو بِالْعَيْنِ، وَلِمَنْ لَا يُبْصِرُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا يُقَالُ: قَدْ غَشَى عَيْنُهُ؛ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةٌ. الحديث: 932 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنُ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عن [أبي] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ: [ص: 295] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَأَى رَجُلًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْمَغْفَلَةِ وَالْمَنْشَلَةِ سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يُفَسِّرُهُ، فَقَالَ: (الْمَغْفَلَةُ) : الْعُنْفُقَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَغْفُلُ عَنْهَا وَعَمَّا تَحْتَهَا. (وَالْمَنْشَلَةُ) : مَوْضِعُ الْخَاتَمِ مِنَ الْخِنْصَرِ، وَلَا أَحْسَبُهُ سُمِّيَ مَوْضِعُ الْخَاتَمِ (مَنْشَلَةً) ؛ إِلَّا لِأَنَّهُ إِذَا أَرَادَ غَسْلَهُ نَشَلَ الْخَاتَمَ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ؛ أَيِ: اقْتَلَعَهُ مِنْهُ ثُمَّ غَسَلَهُ [وَرَدَّ الْخَاتَمَ] .   [إسناده ضعيف] . الحديث: 933 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 934 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا يَحْيَى، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: أتى رَجُلٌ فِي قَبْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّا ضَارِبُوكَ مِئَةَ ضَرْبَةٍ. فَقَالَ: لَا طَاقَةَ لِي بِمِئَةِ ضَرْبَةٍ مِنْ عَذَابِ اللهِ. فَقِيلَ لَهُ: فَخَمْسِينَ ضَرْبَةً! فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ؛ حَتَّى قَالَ: فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ ضَارِبِيَّ؛ فضربة واحد. فَضُرِبَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً الْتَهَبَ قَبْرُهُ نَارًا، فَلَمَّا احْتَرَقَ؛ قِيلَ لَهُ: تَدْرِي فِيمَ ذَلِكَ؟ [ص: 296] قَالَ: لَا. قِيلَ لَهُ: مَرَرْتَ بِمَظْلُومٍ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ تَنْصُرْهُ، وَصَلَّيْتَ صَلَاةً وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ وَأَنْتَ تَعْلَمُ. الحديث: 934 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 935 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ؛ إنه سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي زِيَادٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِصَكٍّ: أَعْطِ صَاحِبَ الْمَطْبَخِ ثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ. فَقُلْتُ لَهُ: مَكَانَكَ. فَدَخَلْتُ عَلَى زِيَادٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى الْقَضَاءِ وَبَيْتِ الْمَالِ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا يَسْقِي الْفُرَاتُ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى الصَّلَاةِ وَالْجُنْدِ، وَرَزَقَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً؛ فَجَعَلَ نِصْفَهَا وَسَقَطَهَا وَأَكَارِعَهَا لِعَمَّارٍ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالْجُنْدِ، وَجَعَلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ رُبْعَهَا، وَجَعَلَ لِعُثْمَانَ رُبْعَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ [ص: 297] مَالًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةٌ إِنَّ ذَلِكَ لَسَرِيعُ الْفَنَاءِ. الحديث: 935 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 936 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا النَّمِرُ بْنُ هِلَالٍ الْحَبَطِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: ارْهَبْ تَحْذَرْ، وَأَنْعِمْ تُشْكَرْ، وَلَا تَمْزَحْ فَتُحْقَرْ. الحديث: 936 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 937 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ وَعِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَمَرَّ غُرَابٌ يَصِيحُ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: خَيْرٌ خَيْرٌ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا خَيْرَ وَلَا شَرَّ. الحديث: 937 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 937 - / م - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي نَحْوِهِ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص: 298] : (لَقَدْ غَدَوْتُ وكنت لا ... أغدوا عَلَى وَاقٍ وَحَاتِمِ) (فإذا الأشائم كالأيامن ... والأيامن كالأشائم) (وكذاك لَا خَيْرٌ وَلَا ... شَرٌّ عَلَى أَحَدٍ بِدَائِمِ) قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْوَاقُ: الصُّرَدُ، وَالْحَاتِمُ: الْغُرَابُ، وَسَمَّتْهُ الْعَرَبُ حَاتِمًا؛ لِأَنَّهُ يُحَتِّمُ بِالْفِرَاقِ عِنْدَهُمْ، وَسَمَّوْهُ الْغُرَابَ مِنَ الِاغْتِرَابِ، وَقَالُوا: غُرَابُ البين؛ لأنه بان عَنْ نُوحٍ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لَمَّا وَجَّهَهُ لِيَنْظُرَ إِلَى الْمَاءِ؛ فَذَهَبَ وَلَمْ يَرْجِعْ، وَلِذَلِكَ تَشَاءَمُوا بِهِ، وَاسْتَخْرَجُوا مِنَ اسْمِهِ الْغُرْبَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 938 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: [ص: 299] أَنَّ رَجُلَيْنِ خَرَجَا فِي سَفَرٍ، فَوَقَعَ عَلَيْهِمَا اللُّصُوصُ، فَقَاتَلَ أَحَدُهُمَا حَتَّى غُلِبَ وَأُخِذَ وَهَرَبَ رَفِيقُهُ؛ فَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُ، وَدُفِنَ حَيًّا، وَتُرِكَ رَأْسُهُ بارزا، فجاءت الْغِرْبَانُ وَسِبَاعُ الطَّيْرِ، فَحَامَتْ حَوْلَهُ تُرِيدُ أَنْ تَنْهَشَهُ وَتَقْلَعَ عَيْنَيْهِ، وَرَأَى ذَلِكَ كَلْبٌ كَانَ مَعَهُ؛ فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبُ يَنْبِشُ التُّرَابَ عَنْهُ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، وَمِنْ قَبْلُ مَا قَدْ فَرَّ صَاحِبُهُ وَأَسْلَمَهُ. قَالَ: فَفِي ذلك يَقُولُ الشَّاعِرُ: (يَعْرُجُ عَنْهُ جَارُهُ وَرَفِيقُهُ ... وَيَنْبِشُ عَنْهُ كَلْبُهُ وَهُوَ ضَارِبُهْ) الحديث: 938 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 939 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: [ص: 300] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَكَّ فِي الْعِتَاقِ والْهُجُنِ مِنَ الْخَيْلِ، فَدَعَا سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ بِطِسْتٍ مِنْ مَاءٍ أَوْ بِتِرْسٍ فِيهِ مَاءٌ، فَوُضِعَ بِالْأَرْضِ؛ فَمَا ثَنَى سُنْبُكَهُ، فَشَرِبَ هَجَّنَهُ، وَمَا شَرِبَ وَلَمْ يَثْنِ سبكه عَرَّبَهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ فِي أَعْنَاقِ الْهُجُنِ قِصَرًا؛ فَهِيَ لَا تَنَالُ [ص: 301] الْمَاءَ إِلَّا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، وَأَعْنَاقُ الْخَيْلِ الْعِتَاقِ طِوَالٌ؛ فَهِيَ لَا تَثْنِي سُنْبُكَهَا؛ لِطُولِ أَعْنَاقِهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 939 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 939 - / م - أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ لِسَابِقٍ: (وَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا ... أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ) (فَلَمْ يَسْتَطَعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً ... فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ) (فَأَصْبَحَ تَبْكِيهِ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا ... وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتَهُ رَفَعْ [ص: 302] ) (وَقُرِّبَ مِنْ لَحْدٍ فَصَارَ مَقِيلُهُ ... وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ) (وَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ ... وَلَا مُعْدِمًا فِي الْمَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 940 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إِذَا غَمَزَ وَتِينَ الْعَبْدِ؛ انْقَطَعَتْ مَعْرِفَتُهُ، وَانْقَطَعَ كَلَامُهُ، وَنَسِيَ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ فِيهَا؛ فَلَوْلَا أَنَّهُ يُسْقَى مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ؛ لَضَرَبَ مَنْ حَوْلَهُ بِالسَّيْفِ إِنْ قَدِرَ لِشِدَّةِ مَا يُعَالِجُ. الحديث: 940 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [الْبَزَّازُ؛ قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ] ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَلَا تأمر المعروف وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ ! فَقَالَ: ويحك من يسكن البجر إِذَا انْفَتَقَ؟ ! الحديث: 941 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: ذَهَبَ مَنْ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ وَمَنْ كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنِّي، وَأَخَافُ أَنْ أُوخَزَ. كَأَنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ مِئَةُ سَنَةٍ. الحديث: 942 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 943 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْفَزَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا يُتَعَلَّمُ الْعِلْمَ؛ لِيُتَّقَى الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ. الحديث: 943 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 944 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ، نَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 315] : «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَطَّلِعُ إِلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؛ فَيَغْفِرُ لِخَلْقِهِ كُلِّهِمْ؛ إِلَّا الْمُشْرِكَ وَالْمُشَاحِنَ، وَفِيهَا يُوحِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ لِقَبْضِ كُلِّ نَفْسٍ يُرِيدُ قَبْضَهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 944 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 945 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَكِّيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ: [ص: 317] أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُعَجِّلَ الرَّجُلُ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ إِذَا رَأَى لَهَا مَوْضِعًا لِثَلَاثِ سِنِينَ   [صحيح] . الحديث: 945 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 946 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَنْهَى عَنْ رَكْضِ الْفَرَسِ؛ إِلَّا فِي حَقٍّ   [إسناده صحيح] . الحديث: 946 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 947 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ تَمِيمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، نَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ: [ص: 319] أَنَّهُ كَانَ لَا يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا فِي الْفَجْرِ، وَكَانَ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ. وَكَانَ يَخْتِمُ أَذَانَهُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ. زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُ وَمَسَحَ رَأْسَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 947 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 948 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النُّصَيْبِيُّ، نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي يوب، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ يَقُولُ: [ص: 322] كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا؛ فَقَرَأَ سُورَةَ: {طسم} ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ قِصَّةَ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ قَالَ: «إِنَّ مُوسَى أَجَّرَ نَفْسَهُ ثَمَانِ سِنِينَ - أَوْ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ - بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَطَعَامِ بَطْنِهِ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 948 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 949 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، نَا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 327] وَضَّأْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَرَأَيْتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»   [إسناده ضعيف جداً والحديث صحيح] . الحديث: 949 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 950 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 328] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدُ اللهِ فَوْقَ رَأْسِ الْمُؤَذِّنِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ؛ غُفِرَ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ أَيْنَ بَلَغَ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 950 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 951 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا سَعِيدٌ أَبُو عُثْمَانَ الصَّيَّادُ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ؛ قَالَ: [ص: 329] سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَلْمِسُ امْرَأَتَهُ أَيَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: لَا؛ إِلَّا أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْفَرْجِ. الحديث: 951 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 952 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ الصَّيَّادُ، نَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 330] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ، ب {سَبِّحِ} ، وَ (قُلْ يَأَيُّهَا الكَفِرُونَ (1)) [الْكَافِرُونَ: 1] ، وَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌّ (1)) [الإخلاص: 1] ، وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ   [إسناده ضعيف وله شواهد] . الحديث: 952 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 953 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، نَا الْفَضْلُ بْنُ حَمَّادٍ الْأَوْدِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ: كَيْفَ يُدْفَنُ؟ قَالَ: يُكَبُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي الْقَبْرِ وَلَا يُسْتَقْبَلُ بِفَرْجِهِ الْقِبْلَةَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 953 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 954 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ الصَّيَّادُ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص: 332] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُضْطَجِعًا فِي ظِلِّ نَخْلَةٍ، فَهَاجَتْ رِيحٌ، فَقَامَ فَزِعًا وَتَرَكَ رِدَاءَهُ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: «أَتَخَوَّفُ السَّاعَةَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 954 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 955 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 333] إِذَا شِئْتَ لَقِيتَهُ أَبْيَضَ بَضًّا، حَدِيدَ النَّظَرِ، مَيِّتَ الْقَلْبِ وَالْعَمَلِ، أَنْتَ أَبْصَرُ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، تَرَى أَبْدَانًا وَلَا قُلُوبَ، وَتَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا أَنِيسَ، أَخْصَبُ أَلْسِنَةً وَأَجْدَبُ قُلُوبًا. الحديث: 955 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 956 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَرَكَ الدُّنْيَا مَا قُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ زَاهِدٌ؛ لِأَنَّ الزُّهْدَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِتَرْكِ الْحَلَالِ الْمَحْضِ، وَالْحَلَالُ الْمَحْضُ لَا نَعْرِفُهُ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا الدُّنْيَا حَلَالٌ وَحَرَامٌ وَشُبُهَاتٌ؛ فَالْحَلَالُ حِسَابٌ، وَالْحَرَامُ عَذَابٌ، وَالشُّبُهَاتُ عِتَابٌ؛ فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا مَنْزِلَةَ الْمَيْتَةِ؛ فَخُذْ مِنْهَا مَا يُقِيمُكَ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ حَلَالًا؛ كُنْتَ زَاهِدًا فِيهَا، وَإِنْ كَانَ حَرَامًا؛ لَمْ تَكُنْ أَخَذْتَ مِنْهَا إِلَّا مَا يُقِيمُكَ، كَمَا يَأْخُذُ الْمُضْطَرُ إِلَى الْمَيْتَةِ، وَإِنْ كَانَ شُبُهَاتٍ؛ كان العتاب يسيراً. الحديث: 956 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 956 - / م - قَالَ يُوسُفُ: وَقَالَ بَعْضُ الزُّهَادِ مِنَ التَّابِعِينَ: لَيْسَ الزُّهْدُ بِتَرْكِ الدُّنْيَا، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ التَّهَاوُنُ بِهَا وَأَخْذُ الْبَلَاغِ مِنْهَا، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ بَخْسٍ دَرَهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)) [يوسف: 20] ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ زَهَدُوا فِيهِ، وَقَدْ أَخَذُوا لَهُ ثَمَنًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 957 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ لِرَجُلٍ وَهُوَ يُوصِيهِ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْرِفَ وَلَا تُعْرَفُ، وتسأل وَلَا تُسْأَلُ، وَتَمْشِي وَلَا يُمْشَى إِلَيْكَ؛ فَافْعَلْ. الحديث: 957 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 958 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: [ص: 335] كُنْ ذَنَبًا وَلَا تَكُنْ رَأْسًا؛ فَإِنَّ الرَّأْسَ يَهْلِكُ، وَالذَّنَبُ يَسْلَمُ. الحديث: 958 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 959 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا أَحَبَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عبْدًا؛ إِلَّا أَحَبَّ أَنْ لَا يُشْعَرَ بِهِ. الحديث: 959 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: [ص: 336] أَصْلُ الزهد الرضى عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 960 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 961 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ: قَالَ زُبَيْدٌ: وَاللهِ! مَا رأيت قراء زمان أغلظ رِقَابًا وَلَا أَرَقَّ ثِيَابًا وَلَا آكِلَ لِمُخِّ الْعَيْشِ مِنْكُمْ. الحديث: 961 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا؛ فَقَدْ تَعَجَّلْتَ الرَّاحَةَ، وَأَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ؛ فَقَدْ تَعَزَّزْتَ بِي، وَلَكِنْ هَلْ عَادَيْتَ لِي عَدُوًّا أَوْ وَالَيْتَ لِي وَلِيًّا؟ ! الحديث: 962 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 963 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن أَخِي الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: الثِّقَةُ بِمَا فِي يَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْإِيَاسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. الحديث: 963 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 964 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا وَقَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكُمْ؛ فَآثِرْ نَفْسَكَ أَيُّهَا الْمَرْءُ النَّصِيحَةَ عَلَى وَلَدِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تُخْلِفُ مَالَكَ فِي يَدِ أَحَدِ رَجُلَيْنِ: عَامِلٍ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَتَشْقَى بِمَا جَمَعْتَ لَهُ، أَوْ عَامِلٍ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَيَسْعَدُ بِمَا شَقِيتَ لَهُ؛ فَارْجُ لِمَنْ قَدَّمْتَ مِنْهُمْ رَحْمَةَ اللهِ، وَثِقْ لِمَنْ أَخَّرْتَ مِنْهُمْ بِرِزْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 964 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: مَرَّ أَبُو حَازِمٍ فِي السُّوقِ، فَنَظَرَ إِلَى الْفَاكِهَةِ، فَقَالَ: مَوْعِدُكِ الْجَنَّةُ. الحديث: 965 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 966 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ؛ قَالَ: مَرَّ أَبُو حَازِمٍ فِي الْجَزَّارِينَ مَعَ صَدِيقٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! هَذَا لَحْمٌ سَمِينٌ؛ فَاشْتَرِ مِنْهُ. فَقَالَ: مَا عِنْدِي ثَمَنُهُ. فَقَالَ: أَنَا أُعْطِيكَ، وَأُنْظِرُكَ؛ ففكر ساعة، ثم قَالَ: أَنَا أُنْظِرُ نَفْسِي إِلَى الْآخِرَةِ. الحديث: 966 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 967 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا عَادَ مَرِيضًا؛ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ أَهْلُهُ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَإِذَا شَيَّعَ جِنَازَةً؛ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ أَهْلُهُ وَوَلَدُهُ وَإِخْوَانُهُ ثَلَاثًا. الحديث: 967 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 968 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي سُلَيْمَانَ حِينَ أَرَادَ الْإِحْرَامَ؛ فَلَمْ يُلَبِّ حَتَّى سِرْنَا مِيلًا، وَأَخَذَهُ كَالْغَشْيَةِ فِي الْمَحْمَلِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى: مُرْ ظَلَمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقِلُّوا مِنْ ذِكْرِي؛ فَإِنِّي أَذْكُرُ مَنْ ذَكَرَنِي مِنْهُمْ بِاللَّعَنَةِ حَتَّى يَسْكُتَ، وَيْحَكَ! يَا وَيْحَكَ! يَا أَحْمَدُ! بَلَغَنِي انه مَنْ حَجَّ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ثُمَّ لَبَّى، قَالَ اللهُ لَهُ: لَا [ص: 341] لَبَّيْكَ لا سَعْدَيْكَ حَتَّى تَرُدَّ مَا فِي يَدَيْكَ. فَمَا يُؤَمِّنَّا أن يقل لَنَا ذَلِكَ؟ ! الحديث: 968 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 969 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: لَقِيَ زَاهِدٌ زَاهِدًا، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ الْآخَرُ: لَوْ عَلِمْتَ مِنِّي مَا أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي؛ لَأَبْغَضْتَنِي فِي اللهِ. فَقَالَ لَهُ الْأَوَّلُ: لَوْ عَلِمْتُ مِنْكَ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ؛ لَكَانَ لِي فِيمَا أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي شُغْلٌ عَنْ بُغْضِكَ. الحديث: 969 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 970 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْعَابِدَ يَقُولُ: [ص: 342] كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مُسْتَخْفِيًا بِالْبَصْرَةِ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ أَهْلِهِ، وَفِيهِ: قَدْ بَلَغَ مِنَّا الْجَهْدُ أَنَا نَأْخُذُ النَّوَى فَنَرُضَّهُ ثُمَّ نَجْعَلُهُ فِي التِّبْنِ فَنَأْكُلُهُ. فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ؛ رَمَى بِهِ إِلَى بْعَضِ إِخْوَانِهِ، وَأَرَاهُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّكَ لَوْ حَدَّثْتَ النَّاسَ بِهَذَا؛ لَاتَّسَعَتْ وَاتَّسَعَ أَهْلُكَ. فَأَطْرَقَ مَلِيًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ؛ فَقَالَ: اسْمَعْ حَدِيثًا أُحَدِّثُكَ بِهِ ثُمّ لَا أُكَلِّمُكَ بَعْدَ سَنَةٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُرَى نُورٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا النُّورُ؟ فَقِيلَ: حَوْرَاءُ ضَحِكَتْ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا فَبَدَتْ ثَنَايَاهَا فَبَرِقَتْ. ذَلِكَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، أَفَتَرَى أُعْذَرُ بِتِلْكَ؟ بَلْ أَصْبِرُ عَلَى أَكْلِ النَّوَى وَالتِّبْنِ. ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: وَاللهِ؛ لَمَا هُوَ أَشَرُّ مِنَ النَّوَى وَالتِّبْنِ فِي الدُّنْيَا أَسْهَلُ مِنَ الضَّرِيعِ وَمِنْ طَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ وَمِنْ شَرَابِ الْحَمِيمِ الَّذِي لَا انْقِضَاءَ لَهُ. ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ. الحديث: 970 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 971 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْمُعَذَّلِ يَقُولُ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ؛ فَمَا رُئِيَ قَطُّ إِلَّا كَأَنَّهُ قَدْ غَشِيَتْهُ النَّارُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ وَجَالَسْتَ النَّاسَ؛ لذهب عنك بعض هذا الخوف. فقال: لَوْ أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كِتَابًا أَنَّهُ يُعَذِّبُ رَجُلًا وَاحِدًا مِنْ هَذَا الْخَلْقِ؛ لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَلَوْ أَنْزَلَ كِتَابًا أَنَّهُ يَرْحَمُ رَجُلًا وَاحِدًا؛ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ؛ فَكَيْفَ وَهُوَ يُعَذِّبُهُمْ أَوْ يَرْحَمُهُمْ وَقَدْ قَدَّمَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْعُذْرَ، فَقَالَ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله} [البقرة: 281] ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُحَذِّرُكُمُ الله نفسه} [آل عمران: 28] . الحديث: 971 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ؛ قَالَ: [ص: 344] كَانَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ لِلْحُكْمِ فِيكُمْ وَالْفَصْلِ بَيْنَكُمْ؛ فَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَحُرِمَ جنة عرضها السماوات وَالْأَرْضُ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذِرَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ، وباع نافدا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ؟ ! أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ، وَسَتَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ لِلْبَاقِينَ، كَذَلِكَ حَتَّى يُرَدَّ الْأَمْرُ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ؟ ! ثُمَّ إِنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، حَتَّى تُغَيِّبُوهَ فِي صِدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ، فِي بَطْنِ صِدْعٍ غَيْرِ مُوَسَّدٍ وَلَا مُمَهَّدٍ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ وَبَاشَرَ التُّرَابَ [ص: 345] وَوَاجَهَ الْحِسَابَ؛ فَهُوَ مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ، غَنِيٌّ عَمَّا تَرَكَ، فَقِيرٌ إِلَى مَا قَدَّمَ؛ فَاتَّقُوا اللهَ قَبْلَ انْقِضَاءِ مَوَاقِيتِهِ وَنُزُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ، أَمَّا إني أَقُولُ هَذَا ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَ رِدَائِهِ عَلَى وَجْهِهِ؛ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، وأبكى من حوله. الحديث: 972 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 972 - / م - وَأَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (اللَّيْلُ شَيَّبَ وَالنَّهَارُ كِلَاهُمَا ... رَأْسِي بِكَثْرَةِ مَا تَدُورُ رَحَاهُمَا) (يَتَنَاهَبَانِ لُحُومَنَا وَدِمَاءَنَا ... وَنُفُوسَنَا قَسْرًا وَنَحْنُ نَرَاهُمَا) (فَأَنَا النَّذِيرُ لِذِي الشَّيْبَةِ مِنْهُمَا ... لَا تَأْمَنَنَّهُمَا فَإِنَّهُمَا هُمَا) (الشَّيْبُ فِي إِحْدَى الْمِيتَتَيْنِ تَقَدَّمَتْ ... إِحْدَاهُمَا وَتَأَخَّرَتْ إِحْدَاهُمَا) (وَكَأَنَّ مَنْ نَزَلَتْ بِهِ أُولَاهُمَا ... يَوْمًا وقد نزل بِهِ أُخْرَاهُمَا) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 973 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ الْجَفْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ وَهُوَ يَقُولُ: [ص: 346] امْرُؤٌ زَوَّرَ عَمَلَهُ، امْرُؤٌ حَاسَبَ نَفْسَهُ، امْرُؤٌ فَكَّرَ فِيمَا يَقْرَأُهُ فِي صَحِيفَتِهِ وَيَرَاهُ فِي مِيزَانِهِ، وَكَانَ عِنْدَ قَلْبِهِ زَاجِرًا وَعِنْدَ هَمِّهِ آمِرًا، امْرُؤٌ أَخَذَ بِعَنَانِ عَمَلِهِ كَمَا يَأْخُذُ بِخُطَامِ جَمَلِهِ؛ فَإِنْ قَادَهُ إِلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَبِعَهُ، وَإِنْ قَادَهُ إِلَى مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَفَّ. الحديث: 973 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: خَطَبَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ وَذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وجلاله، فَقَالَ: كُنْتَ كَذَلِكَ مَا شِئْتَ أَنْ تَكُونَ، لَا يَعْلَمُ كَيْفَ أَنْتَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ خَلَقْتَ الْخَلْقَ؛ فَمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِكَ، وَالْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ مِنْ خَلْقِكَ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ مِنْ ذَرْئِكَ؛ مِنْ صُنُوفِ أَفْوَاجِهِ وَأَفْرَادِهِ وَأَزْوَاجِهِ، كَيْفَ أَدْمَجْتَ قَوَائِمَ الذَّرَّةِ وَالْبَعُوضَةِ إِلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْبَاحِ الَّتِي امْتَزَجَتْ بِالْأَرْوَاحِ؟ ! الحديث: 974 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ هَا هُنَا بِالْمَدِينَةِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ رَجُلٌ يُكَنَّى أَبَا نَصْرٍ، مِنْ جُهَيْنَةَ، ذَاهِبُ الْعَقْلِ فِي غَيْرِ مَا النَّاسُ فِيهِ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ أَهْلِ الصُّفَّةُ فِي آخِرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ أَجَابَ جَوَابًا مُعْجِبًا حَسَنًا، قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ (مَعَ أَهْلِ الصُّفَّةِ) ، مُنَكِّسٌ رَأْسَهُ، وَاضِعٌ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَحَرَّكْتُهُ، فَانْتَبَهَ، فَأَعْطَيْتُهُ شَيْئًا كَانَ مَعِي، فَأَخَذَهُ وَقَالَ: قَدْ صَادَفَ مِنَّا حَاجَةً! فَقُلْتُ لَهُ: [ص: 348] يَا أَبَا نَصْرٍ! مَا الشَّرَفُ؟ قَالَ: حَمْلُ مَا نَابَ الْعَشِيرَةَ أَدْنَاهَا وأقصاها، والقبول من مُحْسِنِهَا، وَالتَّجَاوُزُ عَنْ مُسِيئِهَا. قُلْتُ: فَمَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَتَوَقِّي الْأَدْنَاسِ، وَاجْتِنَابُ الْمَعَاصِي صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا. قُلْتُ: فَمَا السَّخَاءُ؟ قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ. قُلْتُ: فَمَا الْبُخْلُ؟ فَقَالَ: أُفٍّ. وَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنِّي، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تُجِبْنِي بِشَيْءٍ. قَالَ: بَلَى، قَدْ أَجَبْتُكَ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَقَدِمَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَأُخْلِيَ لَهُ مَسْجِدُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى مِنْبَرِهِ وَفِي مَوْضِعِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: قِفُوا بِي عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ - يَعْنِي أَبَا نَصْرٍ - فَلَمَّا أَتَاهُمْ؛ حَرَّكَ هَارُونُ الرَّشِيدُ أَبَا نَصْرٍ بِيَدِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَهَارُونُ وَاقِفٌ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ! هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاقِفٌ عَلَيْكَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَ أُمَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَعِيَّتِكَ وَبَيْنَ اللهِ خَلْقٌ غَيْرُكَ، وَإِنَّ اللهَ سَائِلُكَ؛ فَأَعِدَّ لِلْمَسْأَلَةِ جَوَابًا؛ فَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ ضَاعَتْ سَخْلَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ؛ لَخَافَ عُمَرُ أَنْ يَسْأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا. فَبَكَى هَارُونُ وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ! رَعِيَّتِي وَدَهْرِي غَيْرُ رَعِيَّةِ عُمَرَ وَدَهْرِهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو نَصْرٍ: هَذَا وَاللهِ غَيْرُ مُغْنٍ عَنْكَ؛ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّكَ وَعُمَرَ تُسْأَلَانِ عَمَّا خَوَّلَكُمَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ دَعَا هَارُونُ بِصُرَّةٍ فِيهَا مِئَةُ دِينَارٍ، فَقَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَى أَبِي نَصْرٍ. فَقَالَ: وَهَلْ أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ ادْفَعُوهَا إِلَى فُلَانٍ يُفَرِّقُهَا بَيْنَهُمْ وَيَجْعَلُنِي رَجُلًا مِنْهُمْ. الحديث: 975 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 976 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي طواله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا يبتغى بِهِ وَجْهَ اللهِ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ» يَعْنِي رِيحَهَا   [إسناده حسن] . الحديث: 976 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 351] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»   [صحيح] . الحديث: 977 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 978 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ رِزْقِي فِي حَصَاةٍ أَمُصُّهَا حَتَّى أَمُوتَ، وَلَقَدِ اخْتَلَفْتُ إِلَى الْخَلَاءِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي. الحديث: 978 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 979 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: [ص: 352] بَلَغَنِي أَنَّ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ابْنِ آدَمَ أَنْ يُغْوِيَهُ جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الْخَيْرِ؛ فَيُشِيرُ إِلَى شَيْءٍ من الخير دونه ليربح عَلَيْهِ شعيرة. الحديث: 979 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 980 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُو الدِّيكِ - وَكَانَ مَعْتُوهًا - عَلَى مُعَلِّمِ كُتَّابٍ فِي جَبَّانَةِ كِنْدَةَ وَهُوَ يُنْشِدُ: (إِنَّ الصَّنِيعَةَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً ... حَتَّى يُصَابَ بِهَا طَرِيقُ الْمَصْنَعِ) فَقَالَ أَبُو الدِّيكِ: كَذَبَ، لَا يَكُونُ الْمَعْرُوفُ مَعْرُوفًا حَتَّى يُصْرَفَ فِي أَهْلِهِ وَفِي غَيْرِ أَهْلِهِ، وَلَوْ كَانَ لَا يُصْرَفُ إِلَّا فِي أَهْلِهِ؛ كَيْفَ يَنَالُنِي مِنْهُ شَيْءٌ؟ ! الحديث: 980 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 981 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ لِابْنِ إِدْرِيسَ: مَرَرْتُ بِطَاقِ الْمَحَامِلِ؛ وَإِذَا أَنَا بعليَّانِ المجنون جالس، فَلَمَّا أَنْ جُزْتُهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ سُرُورَ الدُّنْيَا وَخِزْيَ الْآخِرَةِ؛ فَلْيَتَمَنَّ مَا هَذَا فِيهِ. قَالَ: فَوَاللهِ؛ لَتَمَنَّيْتُ أَنِّي كُنْتُ مُتُّ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ الْقَضَاءَ. الحديث: 981 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 982 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: [ص: 354] قَدِمَ عَلَيْنَا هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُ الْحَجَّ، فَنَزَلَ الْحِيرَةَ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى الْحِيرَةِ فِي حَاجَةٍ أطلبها، فَكَثُرَ اخْتِلَافِي، فَغَدَوْتُ يَوْمًا، فَرَأَيْتُ بَهْلُولًا فِي طَرِيقِي، فَقُلْتُ: يَا بَهْلُولُ! إِنِّي طَالِبٌ حَاجَةً؛ فَادْعُ اللهَ لِي. فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَنْ لَا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ! اقْضِ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ: فَوَجَدْتُ لِدُعَائِهِ بَرَدًا عَلَى قَلْبِي، فَحَلَلْتُ خِرْقَةً كَانَتْ مَعِي فِيهَا دِرْهَمَانِ، فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: خُذْ هَذَا فَأَنْفِقْهُ. فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ إِدْرِيسَ! أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آخُذُ الرَّغِيفَ وَمَا أَشْبَهَهُ؛ فَكَيْفَ الدِّرْهَمَيْنِ؟ ! وَاللهِ! إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آخُذَ عَلَى الدُّعَاءِ أَجْرًا. قَالَ: فَمَا رَجَعْتُ حَتَّى قُضِيَتْ حَاجَتِي. الحديث: 982 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 983 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَرَّ بَهْلُولٌ فِي السُّوقِ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَاسْتَقْبَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ لَهُ: يَا بَهْلُولُ! تَأْكُلُ فِي السُّوقِ؟ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ» ، وَأَنَا لَحِقَنِي الْجُوعُ فِي السُّوقِ وَفِي كَفِّي رَغِيفٌ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَمْطُلَ نَفْسِي. الحديث: 983 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 984 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولَانِ: قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بُطِحَتْ لَكُمُ الدُّنْيَا وَجَلَسْتُمْ عَلَى ظَهْرِهَا؛ فَلَا يُنَازِعُكُمْ فِيهَا إِلَّا الْمُلُوكُ وَالنِّسَاءُ، فَأَمَّا الْمُلُوكُ؛ فَلَا تُنَازِعُوهُمُ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْرِضُوا لَكُمْ فَاتْرُكُوهُمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَأَمَّا النِّسَاءُ؛ فَاتَّقُوهُنَّ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ. الحديث: 984 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 985 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسُ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ رَشِيدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ: [ص: 356] يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ! إِنِّي كَبَبْتُ لَكُمُ الدُّنْيَا؛ فَلَا تَتَغَشُّوهَا؛ فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي دَارٍ قَدْ عُصِيَ اللهُ فِيهَا، وَلَا خَيْرَ فِي دَارٍ لَا تُدْرَكُ الْآخِرَةُ إِلَّا بِتَرْكِهَا؛ فَاعْبُرُوهَا وَلَا تعمروها، واعملوا أَنَّ أَصْلَ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا، وَرُبَّ شَهْوَةٍ أَوْرَثَتْ أَهْلَهَا حُزْنًا طَوِيلًا. الحديث: 985 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 986 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي الْغَادِيَةِ الشَّامِيِّ؛ قَالَ: [ص: 358] قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ، تَلُوحُ صَلْعَتُهُ بِالشَّمْسِ، لَيْسَ عَلَيْهِ قُلُنْسُوَةٌ وَلَا عَمَامَةٌ، تَصْطَفِقُ رِجْلَاهُ بَيْنَ شُعْبَتَيْ رَحْلِهِ بِلَا رِكَابٍ، وِطَاؤُهُ كِسَاءٌ أَنْبِجَانِيٌّ مِنْ صُوفٍ، هُوَ وِطَاؤُهُ إِذَا رَكِبَ وَفِرَاشُهُ إِذَا نَزَلَ، حَقِيبَتُهُ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا، وَهِيَ [ص: 359] حَقِيبَتُهُ إِذَا رَكِبَ وَوِسَادَتُهُ إِذَا نَزَلَ، عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ قَدْ دَسِمَ وَتَخَرَّقَ جَيْبُهُ، فَقَالَ: ادْعُوا لِي رَأْسَ الْقَرْيَةِ. فَدَعُوهُ لَهُ، فَقَالَ: اغْسِلُوا قَمِيصِي وَخَيِّطُوهُ وَأَعِيرُونِي قَمِيصًا أَوْ ثَوْبًا. فَأُتِيَ بِقَمِيصِ كِتَّانٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: كِتَّانٌ. قَالَ: وَمَا الْكِتَّانُ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَنَزَعَ قَمِيصَهُ، فَغُسِلَ وَرُقِعَ، فَلَبِسَهُ. فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْقَرْيَةِ: أَنْتَ مَلِكُ الْعَرَبِ، وَهَذِهِ بِلَادٌ لَا تَصْلُحُ بِهَا الْإِبِلُ. فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ بِلَا سَرْجٍ وَلَا رَحْلٍ، فَرَكِبَهُ، فَلَمَّا سَارَ هُنَيْهَةً قَالَ: احْبِسُوا احْبِسُوا، مَا كُنْتُ أَظُنُّ النَّاسَ يَرْكَبُونَ الشَّيْطَانَ قَبْلَ هَذَا! هَاتُوا جَمَلِي. فَأُتِيَ بِجَمَلِهِ فَرَكِبَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 986 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْعَامِرِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَهْدًا لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ عَلَى بَلَدٍ؛ [فَكَانَ] فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ! فَلَا تُطَوِّلَنَّ حِجَابَكَ عَلَى رَعِيَّتِكَ؛ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ، وَالِاحْتِجَابُ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتُجِبُوا دُونَهُ؛ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ، وَيَعْظُمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ [ص: 360] الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى النَّاسُ بِهِ عَنْهُ مِنَ الْأُمُورِ، وَلَيْسَتْ عَلَى الْقَوْلِ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا صُدُوفُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ؛ فَتَحَصَّنْ مِنَ الْإِدْخَالِ فِي الْحُقُوقِ بِلِينِ الْحُجَّابِ؛ فَإِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِي الْحَقِّ؛ فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ حَقٍّ وَاجِبٍ تُعْطِيهِ، أَوْ خُلُقٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ؟ ! وَإِمَّا مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ؛ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا يَئِسُوا مِنْ ذَلِكَ، مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ مَا لَا مَؤُنَةَ فِيهِ عَلَيْكَ؛ مِنْ شِكَايَةِ مَظْلَمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ؛ فَانْتَفِعْ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ، وَاقْتَصِرْ عَلَى حَظِّكَ وَرُشْدِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 987 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 988 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ مُؤَرَّجٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ سِمَاكٍ؛ قَالَ: [ص: 361] هَجَا النَّجَاشِيُّ - وَهُوَ قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْحَارِثِيُّ - الشَّاعِرُ بَنِي الْعَجْلَانِ، فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا قَالَ فِيكُمْ؟ فَأَنْشَدُوهُ: (إِذَا اللهُ عَادَى أَهْلَ لُؤْمٍ وَرِقَّةٍ ... فَعَادَى بَنِي الْعَجْلَانِ رَهْطَ بْنَ مُقْبِلٍ) فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ مَظْلُومًا؛ استجيب لَهُ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا؛ لم يستجب لَهُ. قَالُوا: وَقَدْ قَالَ أَيْضًا: (قُبَيِّلَةٌ لَا يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ ... وَلَا يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ) فَقَالَ عُمَرُ: لَيْتَ آلَ الْخَطَّابِ هَكَذَا. قَالُوا: وَقَدْ قَالَ: (وَلَا يَرِدُونَ الْمَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً ... إِذَا صَدَرَ الْوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلِ) فَقَالَ عُمَرُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، ذَاكَ أَقَلُّ لِلزِّحَامِ. قَالُوا: وَقَدْ قَالَ: (تَعَافُ الْكِلَابُ الضَّارِيَاتُ لُحُومَهُمْ ... وَيَأْكُلْنَ مِنْ كَعْبٍ وَعَمْرٍو وَنَهْشَلِ) فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَحْرَزَ الْقَوْمُ مَوْتَاهُمْ وَلَمْ يُضَيِّعُوهُمْ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 988 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 362] أَنْشَدَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ جَيِّدِ شِعْرِهِ: (إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابن سَيِّدَ عَامِرٍ ... وَفَارِسَهَا الْمَشْهُورَ فِي كُلِّ مَوْكِبِ) (فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ ... أَبَى اللهُ أَنْ أَسْمُو بِأُمٍّ وَلَا أَبِ) (وَلَكِنَّنِي أَحْمِي حِمَاهَا وَأَتَّقِي ... أَذَاهَا وَأَرْمِي مَنْ رَمَاهَا بِمَنْكِبِ) الحديث: 989 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 989 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِآخَرَ: إِذَا تَضَايَقَ أَمْرٌ فَالْتَمِسْ فَرَجًا ... فَأَضْيَقُ الْأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 990 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُسْلِمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ؛ قَالَ: كُنَّا أَجِنَّةً فِي بُطُونِ أمهاتنا، فسقط منا مَنْ سَقَطَ، وَكُنَّا فِيمَنْ بَقِيَ، وَكُنَّا أَيْفَاعًا؛ فَلَمْ نَزَلْ نَنْتَقِلُ مِنْ حَالَةٍ إِلَى حَالَةٍ حَتَّى صِرْنَا شُيُوخًا، لَا أَبَالَكَ! فَمَا تَنْتَظِرُ؟ ! أَتُرَى هَلْ بَقِيَتْ لَكَ حَالَةٌ تَنْتَقِلُ إِلَيْهَا غَيْرَ الْمَوْتِ؟ ! الحديث: 990 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 991 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: ظَفِرَ الْإِسْكَنْدَرُ بِبَعْضِ الْمُلُوكِ، فَسَأَلَهُ: مَا تَشَاءُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ قَالَ: مَا يَجْمُلُ بِالْكِرَامِ أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا ظَفَرُوا   [إسناده واه جداً] . الحديث: 991 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 992 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الصَّدِيقُ بِالصِّحَّةِ هُوَ الَّذِي يَمْحَضُكَ النُّصْحَ فِيمَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ، فَأَمَّا مَنْ مَالَ مَعَكَ إِلَى هَوَاكَ؛ فَذَاكَ مَلَّاقٌ وَلَيْسَ بِصَدِيقٍ. قَالَ سُفْيَانُ؛ وَقِيلَ لَهُ: مَا التَّوَاضُعُ؟ قَالَ: التَّكَبُّرُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ. الحديث: 992 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: بَيْنَمَا الرَّشِيدُ هَارُونُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ؛ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلَظٌ؛ فَاحْتَمِلْهُ لِي. فَقَالَ: لَا، وَلَا نِعْمَةُ عَيْنٍ وَلَا كَرَامَةٌ، قَدْ بَعَثَ اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلَى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولُ لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا. الحديث: 993 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 994 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ: [ص: 365] مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ، وَأَبْعَدُ شَيْءٍ، وَآنَسُ شَيْءٍ، وَأَوْحَشُ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: أَقْرَبُ شَيْءٍ الْأَجَلُ، وَأَبْعَدُ شَيْءٍ الْأَمَلُ، وَآنَسُ شَيْءٍ الصَّاحِبُ، وَأَوْحَشُ شَيْءٍ الْمَوْتُ   [إسناده صحيح] . الحديث: 994 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 995 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 367] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَوْمًا وَالْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا نَرَى الْبِشْرَ فِي وَجْهِكَ، بِشْرًا لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ. فَقَالَ: «أَجَلْ، إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَمَا تَرْضَى أَلَّا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟»   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بشواهده] . الحديث: 995 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 996 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفُ التَّغْلِبِيُّ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا حَجَّاجُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الْجُشَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 368] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلَاثِينَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وهي: (تَبَركَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) »   [إسناده حسن] . الحديث: 996 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 997 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا يَزِيدُ، عَنْ شُرَيْكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا مَاتَ؛ أُوِقِدَتْ حَوْلَهُ نَارٌ، فَتَأْكُلُ كُلُّ نَارٍ مَا يَلِيهَا، إِنْ [ص: 370] لَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنِهَا، وإن رَجُلًا مَاتَ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنَ إِلَّا ثَلَاثِينَ آيَةً. فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يقرأني، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَقُومُ بِي. فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ جَوْفِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ وعاني   [إسناده ضعيف، وهو حسن بطرقه] . الحديث: 997 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 997 - / م - وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ - وَكَانَ يُسَمَّى مُرَّةَ الطَّيِّبَ -، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ مُرَّةُ: [ص: 371] فَنَظَرْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ فِي الْمُصْحَفِ؛ فَلَمْ نَجِدْ سُورَةً ثَلَاثِينَ آيَةً إِلَّا {تَبَارَكَ} . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)) [ص: 46] ؛ قَالَ: أَخْلَصْنَاهُمْ بِذِكْرِ الْآخِرَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 998 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بسيمَهُم) [الرحمن: 41] ؛ قَالَ: [ص: 372] بِعَلَامَاتٍ فِيهِمْ. فَقَالَ: سُودُ الْوُجُوهِ، زُرْقُ الْعُيُونِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. الحديث: 999 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 1000 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْقَوَارِيرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: 78] ؛ قَالَ: يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. الحديث: 1000 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 1001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي قَوْلِهِ: (وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص: 78] ؛ قَالَ: [ص: 373] يُعْرَفُونَ بِسِيمَاهُمْ. الحديث: 1001 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 1002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، نَا الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: (إنَّ أَصحَبَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَكِهُونَ (55)) [يس: 55] ؛ قَالَ: نَاعِمُونَ. الحديث: 1002 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 1003 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْخَيَّاطُ، نَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ (33)) [الواقعة: 32، 33] ؛ قَالَ: لَا مَحْظُورٌ عَلَيْهَا كَمَا يُحْظَرُ عَلَى بَسَاتِينِ الدُّنْيَا   [إسناده ضعيف] الحديث: 1003 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 1004 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: صَلَّيْتُ بِبِشْرٍ الْحَافِيِّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَ؛ قَرَأْتُ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)) [الإخلاص: 1] ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لِي بِشْرٌ: عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا؟ قُلْتُ: عَنْ شُيُوخِنَا بِخُرَاسَانَ. قَالَ: إِنَّمَا هِيَ فِي الْمُصْحَفِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً. الحديث: 1004 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 1005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحُمَيْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، نَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: (وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27)) [المطففين: 27] ؛ قَالَ: هُوَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ لِلْمُقَرَّبِينَ صِرْفٌ، وَلِأَهْلِ الْجَنَّةِ مِزَاجٌ. الحديث: 1005 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 1006 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةٍ؛ قَالَ: [ص: 376] كَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُؤَمَّنَ عَلَى دُعَاءِ الرَّاهِبِ؛ فَإِنَّهُمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيكُمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ   [إسناده ضعيف، ولكنه صحيح من طريق آخرى] . الحديث: 1006 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 1007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَفَّفَ ثُمَّ سَلَّمَ، وَانْفَتَلَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ حَقًّا عَلَيَّ، أَوْ سُنَّةً؛ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيُقْبِلَ إِلَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1007 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 1008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَظْلِمَهُ؛ رَجُلٌ لَا يَجِدُ نَاصِرًا إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1008 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 1009 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْحَجَّاجُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ - وأراه ابْنُ أَبِي زَيْنَبَ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: [ص: 378] كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعْبُدُ حَجَرًا، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ هَلَكَ، فَالْتَمِسُوا رَبًّا غَيْرَهُ! قَالَ: فَخَرَجْنَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ، فَبَيَّنَا نَحْنُ كَذَلِكَ نَطْلُبُهُ؛ إِذَا نَحْنُ بِمُنَادٍ يُنَادِي: أَنْ قَدْ وَجَدْنَا رَبَّكُمْ. فَإِذَا بِحَجَرٍ، فَنَحَرْنَا عِنْدَهُ الْجُزُرَ. الحديث: 1009 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 1010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: [ص: 379] قَوْلُ الْعَرَبِ: (لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ) ؛ قِيلَ: هَذَا فِيمَا بَلَغَنَا أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَ صَنَمًا، فَنَظَرُوا يَوْمًا إِلَى ثَعْلَبٍ جَاءَ حَتَّى بَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: (أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بِرَأْسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ) الحديث: 1010 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 1011 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو دُلَامَةَ: كُنْتُ فِي عَسْكَرِ مَرْوَانَ أَيَّامَ زَحَفَ إِلَى شَيْبَانَ الْخَارِجِيِّ، فَلَمَّا الْتَقَى الزَّحْفَانِ؛ خَرَجَ مِنْهُمْ فَارِسٌ يُنَادِي: الْبِرَازَ! فَكُلَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ قَتَلَهُ، فَجَعَلَ مَرْوَانُ لِمَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ آلَافٍ، فَلَمَّا سمعت بذكرها؛ خرجت إِلَيْهِ وَتَحْتِي فَرَسٌ لَا أَخَافُ خَوْنَهُ، فَلَمَّا [ص: 380] نَظَرَ إِلَيَّ؛ عَلِمَ أَنِّي أُرِيدُهُ، وَأَنِّي خَرَجْتُ لِلطَّمَعِ؛ فَأَقْبَلَ نَحْوِي، ثُمَّ دَنَا مِنِّي، فَقَالَ: (وَخَارِجٍ أَخْرَجَهُ حُبُّ الطَّمَعْ ... فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَوْتِ وَقَعْ) (مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلَا رَجَعْ ... ) فَلَمَّا وَقَعَتْ فِي أُذُنِي، انْصَرَفْتُ وَدَخَلْتُ فِي غِمَارِ النَّاسِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: مَنِ الْفَاضِحُ؟ ائْتُونِي بِهِ. فَدَخَلْتُ بَيْنَهُمْ؛ فَلَمْ أُعْرَفْ، ونجوت الحديث: 1011 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 1012 - حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: (أَضْحَتْ تُشَجِّعُنِي هِنْدُ وَقَدْ عَلِمَتْ ... أَنَّ الشَّجَاعَةَ مَقْرُونٌ بِهَا الْعَطَبُ) (لَا وَالَّذِي حَجَّتِ الْأَنْصَارُ كَعْبَتَهُ ... مَا يَشْتَهِي الْمَوْتَ عِنْدِي مَنْ لَهُ أَرَبُ) (لِلْحَرْبِ قَوْمٌ أَضَلَّ اللهُ سَعْيَهُمْ ... إِذَا دَعَتْهُمُ إِلَى مَكْرُوهِهَا وَثَبُوا) (وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا أَهْوَى فِعَالَهُمْ ... لَا الْجِدُّ يُعْجِبُنِي مِنْهَا واللعب) الحديث: 1012 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 1013 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بِمِثْلِ هَذَا؛ وَقَالَ: الْجَيِّدُ مِنْ هَذَا قَوْلُ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةِ الْكِنَانِيِّ، وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتًا، مَاتَ بَعْدَ مئة سَنَةً، وَهُوَ الْقَائِلُ: (وَبَقِّيتُ سَهْمًا فِي الْكِنَانَةِ وَاحِدًا ... سيرمي بِهِ أَوْ يَكْسِرُ السَّهْمَ كَاسِرُهُ) وَهُوَ الْقَائِلُ (أَيَدْعُونَنِي شَيْخًا وَقَدْ عِشْتُ حِقْبَةً ... وَهُنَّ مِنَ الْأَزْوَاجِ نَحْوِي نَوَازِعُ) (وَمَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِينَ تَتَابَعتْ ... عَلَيَّ وَلَكِنْ شَيَّبَتْنِي الْوَقَائِعُ) الحديث: 1013 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 1014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: [ص: 384] كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقَادِسَيَّةِ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَهُوَ شَاكٍ مِنْ خُرَّاجٍ كَانَ خَرَجَ بِهِ، لَمْ يَشْهَدِ الْقِتَالَ، وَالْمُشْرِكُونَ يَفْعَلُونَ بِالْمُسْلِمِينَ وَيَفْعَلُونَ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْوَثَاقِ عِنْدَ أُمِّ وَلَدِ سَعْدٍ، وَكَانَ حَبَسَهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ؛ فَأَنْشَدَ أَبُو مِحْجَنٍ لَمَّا رَأَى الْحَرْبَ: (كَفَى حَزَنًا أَنْ تُطْعَنَ الْخَيْلُ بِالْقَنَا ... وَأُتْرَكُ مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا [ص: 385] ) (إِذَا شِئْتُ عَنَّانِي الْحَدِيدُ وَأُغْلِقَتْ ... مَغَالِيقُ مِنْ دُونِي تُصِمُّ الْمُنَادِيَا) فَقَالَتْ أُمِّ وَلَدِ سَعْدٍ: أَتَجْعَلُ لِي إِنْ أَطْلَقْتُكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ حَتَّى أُعِيدُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَطْلَقْتُهُ، فَرَكِبَ فَرَسًا لِسَعْدٍ بَلْقَاءَ، وَحَمَلَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ؛ فَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ أَبَا مِحْجَنٍ مُوَثَّقٌ فِي الْحَدِيدِ؛ لَقُلْتُ إِنَّهُ أَبُو مِحْجَنٍ، وَإِنَّهَا فَرَسِي. فَانْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ وَهَزَمَهُمْ، وَجَاءَ أَبُو مِحْجَنٍ، فَأَعَادَتْهُ إِلَى حَالِهِ، وَأَتَتْ سَعْدًا فَخَبَّرَتْهُ بِذَلِكَ الْخَبَرِ، فَأَطْلَقَهُ وَقَالَ: وَاللهِ! لَا أَحْبِسُهُ أَبَدًا فِي الْخَمْرِ. قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: وَأَنَا وَاللهِ! لَا أَشْرَبُهَا أَبَدًا. الحديث: 1014 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 1015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامٍ، عن ابن سيرين؛ قا: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ [ص: 386] عَلَى جَيْشٍ قِبَلَ خُرَاسَانَ، فَبَيَّتَهَمُ الْعَدُوُّ وَفَرَّقُوا جُيُوشَهَمْ، وَكَانَ الْأَحْنَفُ مَعَهُمْ، فَفَزِعَ النَّاسُ؛ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رَكِبَ الْأَحْنَفُ، ثُمَّ مَضَى نَحْوَ الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: (إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقًّا ... أَنْ يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَوْ تَنْدَقَّا) ثُمَّ حَمَلَ عَلَى صَاحِبِ الطَّبْلِ فَقَتَلَهُ، وَانْهَزَمَ الْعَدُوُّ، فَقَتَلُوهُمْ، وَغَنِمُوا، وَفَتَحُوا مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مَرْوَرُّوَذَ الحديث: 1015 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 1016 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 392] أَقْبَلَ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَضَلُّوا الطَّرِيقَ وَفَقَدُوا الْمَاءَ، فَمَكَثُوا ثَلَاثًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْمَاءِ؛ فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَسْتَذْرِي بِفَيْءِ السَّمُرِ أَوِ الطَّلْحِ آيِسًا مِنَ الْحَيَاةِ، حَتَّى خَفَتَ كَلَامُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ رَاكِبٌ وَهُوَ يُنْشِدُ بَيْتَيْنِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: (وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّهَا ... وَأَنَّ الْبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَامِ) (تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِ) فَقَالَ الرَّكْبُ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ قال: امرئ الْقَيْسِ. فَقَالُوا: فَأَيْنَ ضَارِجٌ؟ فَقَالَ: هُوَ ذَا خَلْفَكُمْ. فَانْحَرَفُوا إِلَيْهِ؛ فَإِذَا غَدِقٌ، وَإِذَا عَلَيْهِ الْعَرْمَضُ، وَالظِّلُّ يَفِيءُ عَلَيْهِ، فَشَرِبُوا مِنْهُ وَحَمِدُوا رَبَّهُمْ، وَحَمَلُوا حَتَّى بَلَغُوا الْمَاءَ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ، وَقَالُوا: أَحْيَانَا بَيْتَانِ مِنَ الشِّعْرِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا، شَرِيفٌ فِيهَا، مَنْسِيٌّ فِي الْآخِرَةِ، خَامِلٌ فِيهَا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ»   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1016 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 1017 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: بَيْنَمَا عِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ يَمْشِي فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَقَدْ مَسَّهُ حَرُّ الشَّمْسِ وَالْعَطَشِ، فَجَلَسَ فِي ظِلِّ خَيْمَةٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ! قُمْ مِنْ ظِلِّنَا. فَقَامَ عِيسَى فَجَلَسَ فِي الشَّمْسِ، وَقَالَ: لَيْسَ أَنْتَ الَّذِي أَقَمْتَنِي، أنما أَقَامَنِي الَّذِي لَمْ يُرِدْ أَنْ أُصِيبَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا. آخر الجزء السابع، يتلوه الثامن إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحديث: 1017 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثامن من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري والشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي؛ قال القيسي: إجازة منهما؛ وقال ابن علاف: سماعا على البوصيري وإجازة من الأرتاحي؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال ابن حمد: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن الضراب، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب قراءة عليه، أنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري قراءة عليه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 1018 - نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ وَالْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ؛ قَالَا: [ص: 403] لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَالِدًا بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ وَالِيًا مِنْ سَاعَتِهِ؛ فَأَخَذَ عَلَى السَّمَاوَةِ حَتَّى انْتَهَى إلى قُرَاقِرَ، وَبَيْنَ قُرَاقِرَ وَبَيْنَ سُوًى خَمْسُ لَيَالٍ فِي مَفَازَةٍ، فَلَمْ يَعْرِفِ الطَّرِيقَ فَدُلَّ عَلَى رَافِعِ بْنِ عَمِيرَةَ الطَّائِيِّ، وَكَانَ دَلِيلًا بَصِيرًا، فَقَالَ لِخَالِدٍ: خَلِّفِ الْأَثْقَالَ وَاسْلُكْ هَذِهِ الْمَفَازَةَ وَحْدَكَ إِنْ [ص: 404] كُنْتَ فَاعِلًا. فَكَرِهَ خَالِدٌ رَحِمَهُ اللهُ أَنْ يُخَلِّفَ أَحَدًا؛ فَقَالَ لَهُ رَافِعٌ: وَاللهِ! إِنَّ الرَّاكِبَ الْمُنْفَرِدَ لَيَخَافُهَا عَلَى نَفْسِهِ وَمَا يَسْلُكُهَا إِلَّا مَغْرُورٌ؛ فَكَيْفَ أَنْتَ بِمَنْ مَعَكَ؟ ! فَقَالَ: لَا بُدَّ. وَأَحَبَّ خَالِدٌ أَنْ يُوَافِي الْمَفَازَةَ وَيَأْتِي الْقَوْمَ بَغْتَةً، فَقَالَ لَهُ الطَّائِيُّ: إِنْ كَانَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ ذَلِكَ؛ فَأَبْغِ لِي عِشْرِينَ جَزُورًا سِمَانًا عِظَامًا. فَفَعَلَ، فَظَمَّأَهُنَّ، ثُمَّ سَقَاهُنَّ حَتَّى رَوَيْنَ، ثُمَّ قَطَعَ مَشَافِرَهُنَّ وَشَرَّطَ شَيْئًا مِنْ أَلْسِنَتِهِنَّ وَكَمَعَهُنَّ لِئَلَّا تَجْتَرَّ؛ لِأَنَّ الْإِبِلَ إِذَا اجْتَرَّتْ تَغَيَّرَ الْمَاءُ فِي أَجْوَافِهِنَّ، وَإِذَا لَمْ تَجْتَرُّ بَقِيَ الْمَاءُ صَافِيًا فِي بُطُونِهِنَّ. فَفَعَلَ خَالِدٌ ذَلِكَ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ الْمَاءِ مَا يَكْفِي الرَّكْبَ، وَسَارَ خَالِدٌ؛ فَكُلَّمَا نَزَلَ مَنْزِلًا نَحَرَ مِنْ تِلْكَ الْجُزُرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ أَخَذَ مَا فِي بُطُونِهَا مِنَ الْمَاءِ؛ فَسَقَيْنَهُ الْخَيْلَ، وَشَرِبَ النَّاسُ مَا مَعَهُمْ، فَلَمَّا سَارَ إِلَى آخِرِ الْمَفَازَةِ؛ انْقَطَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَجَهِدَ النَّاسُ، وَعَطَشَتْ دَوَابُّهُمْ؛ فَقَالَ خَالِدٌ لِلطَّائِيِّ: وَيْحَكَ! مَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: أَدْرَكْتَ الرِّيَّ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عَوْسَجَةً عَلَى الطَّرِيقِ؟ فَوَجَدُوهَا. فَقَالَ: احْتَفِرُوا فِي أَصْلِهَا. فَاحْتَفَرُوا؛ فَوَجَدُوا عَيْنًا غَزِيرَةً، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَتَزَوَّدُوا، فَقَالَ رَافِعٌ: مَا وَرَدْتُ هَذَا الْمَاءَ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا غُلَامٌ. فَقَالَ رَاجِزُ الْمُسْلِمِينَ: (لِلَّهِ دَرُّ رَافِعٍ أنى اهتدى ... فَوَّزَ مِنْ قُرَاقِرٍ إِلَى سُوَى) (أَرْضٍ إِذَا سَارَ بِهَا الْجِنِّيُّ بَكَى ... مَا سَارَهَا مِنْ قَبْلِكَ مِنَ إِنْسٍ أُرَى) قَالَ: فَخَرَجَ خَالِدٌ مِنَ الْمَفَازَةِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَأَشْرَفَ عَلَى «الْبِشْرِ» عَلَى قَوْمٍ يَشْرَبُونَ وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَفْنَةٌ فِيهَا خَمْرٌ، وَأَحَدُهُمْ يَتَغَنَّى وَقَدْ ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ بَعْضُهُ [ص: 405] : (أَلَّا عَلِّلَانِي قَبْلَ جَيْشِ أَبِي بَكْرٍ ... لَعَلَّ مَنَايَانَا قَرِيبٌ وَمَا نَدْرِي) (أَلَا عَلِّلَانِي بِالزُّجَاجِ وَكَرِّرَا ... عَلَيَّ كُمَيْتَ اللَّوْنِ صَافِيَةً تَجْرِي) (أَظُنُّ خُيُولَ الْمُسْلِمِينَ وَخَالِدًا ... سَيَطْرُقُكُمْ قَبْلَ الصَّبَاحِ مِنَ الْبِشْرِ) (فَهَلْ لَكُمْ فِي السَّيْرِ قَبْلَ قِتَالِهِ ... وَقَبْلَ خُرُوجِ الْمُعْصِرَاتِ مِنَ الْخِدْرِ) فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ قَوْلِهِ، شَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ؛ فَإِذَا رَأْسُهُ فِي الْجَفْنَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ خَالِدٌ عَلَى أَهْلِ الْبِشْرِ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ وَأَصَابَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَبَقِيَ خَالِدٌ مُتَعَجِّبًا وَالْمُسْلِمُونَ مِنْ قَوْلِهِ فِي وَقْتِهِ ذلك، وإعجال مَنِيَّتَهُ كَأَنَّهُ أُلْقِيَ ذَلِكَ عَلَى لِسَانِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1018 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 1019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [ص: 406] : «مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ) [مريم: 64] »   [إسناده صحيح] . الحديث: 1019 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 1020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 411] : «مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ؛ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ، وَلَهُ نَفَقَتُهُ»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح بطرقه] . الحديث: 1020 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 1021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ ابن عُيَيْنَةَ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قَالَ: [ص: 412] إِنَّ الْفَتَى الَّذِي كَلَّمَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَلَائِهِ قَالَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَتُهُ مِنْ غَيْرِ عَيٍّ وَلَا بَكَمٍ؟ ! وَإِنَّهُمْ لَهُمُ النُّبَلَاءُ الطُّلَقَاءُ الْفُصَحَاءُ الْعَالِمُونَ بِاللهِ وَأَيَّامِهِ، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللهِ تَعَالَى؛ تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ، وَكَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ، وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ، فَرَقًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَيْبَةً لَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1021 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 1022 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ؛ قَالَ: قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ الْحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَوْمَ مَاتَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنْ كُنْتَ لَتُنَاصِرَ الْحَقَّ مضانه، وَتُؤْثِرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ مَدَاحِضِ الْبَاطِلِ فِي مَوَاطِنِ التَّقِيَّةِ بِحُسْنِ الرَّوِيَّةِ، وَتَسْتَشِفَّ جَلِيلَ مَعَاظِمِ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ لَهَا حَاقِرَةٍ، وَتَفِيضَ عَلَيْهَا يَدًا طَاهِرَةً، وَتَرْدَعَ بَادِرَةَ أَعْدَائِكَ بِأَيْسَرِ الْمَؤُنَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْتَ ابْنُ سُلالَةِ النُّبَوَّةِ، وَرَضِيعُ لُبَانِ الْحِكْمَةِ؛ فَإِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَجَنَّةِ نَعِيمٍ، أَعْظَمَ اللهُ لَنَا وَلَكُمُ الْأَجْرَ عَلَيْهِ، وَوَهَبَ لَنَا وَلَكُمُ السَّلْوَةَ وَحُسْنَ الْأَسَى عَلَيْهِ. الحديث: 1022 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 1023 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيِّ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ [ص: 414] : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ استَقَمُوا) [فصلت: 30] ؛ ولم يروغوا رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1023 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 1024 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 415] اسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَبْعٍ مِنْ أَرْبَاعِ الشَّامِ، فَلَمَّا صَعَدَ الْمِنْبَرَ ارْتُجَّ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ! عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا، وَبَعْدَ عَيٍّ بَيَانًا، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَى إِمَامٍ عَاقِلٍ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى إِمَامٍ قَائِلٍ. ثُمَّ نَزَلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَاسْتَحْسَنَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1024 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 1025 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ: [ص: 416] خَطَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ خِلافَتُهُ فَتْحًا، وَإِمَارَتُهُ رَحْمَةً، وَاللهِ! إِنِّي لَأَظُنُّ الشَّيْطَانَ كَانَ يَفْرَقُ أَنْ يُحْدِثَ حَدَثًا مَخَافَةَ أَنْ يغيره عمر؛ والله! لَوْ أَنَّ عُمَرَ أَحَبَّ كَلْبًا؛ لَأَحْبَبْتُ ذَلِكَ الْكَلْبَ   [حسن] . الحديث: 1025 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 1026 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: [ص: 417] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَشَدُّ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ: إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَالْمُوَاسَاةُ بِالْمَالِ، وَذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ. الحديث: 1026 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 1027 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تَكُنْ فِي الْإِخَاءِ مُكْثِرًا ثُمَّ تَكُونُ فِيهِ مُدْبِرًا؛ فيُعْرَفُ سَرَفُكَ فِي الْإِكْثَارِ بِجَفَائِكَ فِي الْإِدْبَارِ. الحديث: 1027 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 1028 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ الضَّبِّيّ يَقُولُ - وَسَأَلَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ قَوْلِ النَّاسِ: «فِي الصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ» -؛ فَقَالَ: [ص: 418] إِنّ صَاحِبَ هَذَا الْكَلَامِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيِّ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ لَقِيطٍ، وَكَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ؛ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ؛ فَلَمْ تَزَلْ تَسْأَلُهُ الطَّلَاقَ حَتَّى فَعَلَ، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عُمَيْرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ ابْنُ عَمِّهَا، وَكَانَ شَابًّا؛ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مُعْدِمًا، فَمَرَّتْ إِبِلُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو ذَاتَ يَوْمٍ بِبِنْتِ لَقِيطٍ، فَقَالَتْ لِخَادِمَتِهَا: انْطَلِقِي، فَقُولِي لَهُ يُسْقِينَا مِنَ اللَّبَنِ. فَأَبْلَغَتْهُ، فَعِنْدَهَا قَالَ: «فِي الصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ» ؛ يُرِيدُ أَنَّ سُؤَالَكَ إِيَّايَ الطَّلاقَ كَانَ فِي الصَّيْفِ؛ فَيَوْمَئِذٍ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ بِالطَّلاقِ. الحديث: 1028 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 1029 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا هُوذَةُ بْنُ خَلِيفَةٍ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 419] مَنْ كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَطِيَّتَهُ؛ فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَإنْ كَانَ مُقِيمًا. الحديث: 1029 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 1030 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَخْرَمِيُّ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 422] خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهُ عَلَيْهِمَا بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه بِيَوْمٍ؛ فَقَالَ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ بِالْأَمْسِ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلَا يُدْرِكْهُ الْآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُهُ بِالرَّايَةِ، جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ شِمَالِهِ؛ فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَى يَدَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1030 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 1031 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ منبة؛ قَالَ: [ص: 423] قَرَأْتُ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اثْنَانِ وَعِشْرُونَ مِنْهَا مِنَ الْبَاطِنِ، وَخَمْسُونَ فِي الظَّاهِرِ، أَجِدُ فِيهَا كُلِّهَا أَنَّ مَنْ [ص: 424] أَضَافَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الِاسْتِطَاعَةِ؛ فَقَدْ كَفَرَ   [إسناده واه جداُ] . الحديث: 1031 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 1032 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 425] إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الْيَاءِ وَالتَّاءِ؛ فَاجْعَلُوهَا يَاءً. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْقُرْآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوهُ. وَأَرَادَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ حَرْفٌ يَحْتَمِلُ التَّأَنِيثَ وَالتَّذْكِيرَ فَذَكِّرُوهُ، مِثْلُ (فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ) ، وَإِنَّمَا قَرَأَهَا كَذَلِكَ لِأَنَّهَا يَاءٌ مُتَّصِلَةٌ بِهَا فِي كِتَابِ الْمُصْحَفِ عَلَى صُورَةِ: (فَنَادِيهُ) ، وَكَذَلِكَ كُلُّ حَرْفٍ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ؛ فَلا يُفَارِقُ فِيهِ الكتاب إذا ذُكِّرَ   [إسناده ضعيف وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 1032 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 1033 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيِّ، عَنْ عَمِّهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: [ص: 426] الْحَدِيثُ ذَكَرٌ يُحِبُّهُ ذكور الرِّجَالُ وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَرَادَ الزُّهْرِيُّ أَنَّ الْحَدِيثَ أَرْفَعُ الْعِلْمِ وَأَجَلُّهُ خَطَرًا، [ص: 427] كَمَا أَنَّ الذُّكُورَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِنَاثِ، فَأَلِبَّاءُ الرِّجَالِ، وَأَهْلُ التَّمْيِيزِ مِنْهُمْ يُحِبُّونَهُ، وَلَيْسَ كَالرَّأَيِ السَّخِيفِ الَّذِي يُحِبُّهُ سُخَفَاءُ الرِّجَالِ؛ فَضَرَبَ التَّذْكِيرَ وَالتَّأْنِيثَ لِذَلِكَ مَثَلًا، وَكَذَلِكَ شَبَّهَ ابْنُ مَسْعُودٍ الْقُرْآنَ؛ فَقَالَ: [هُوَ] ذكر فذكروه؛ أَيْ: جَلِيلٌ خَطِيرٌ فَأَجِلُّوهُ بِالتَّذْكِيرِ، وَنَحْوَهُ: الْقُرْآنُ فَخْمٌ فَفَخِّمُوهُ. الحديث: 1033 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 1034 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: نَزَلْنَا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فِي بَعْضِ الْمَنَاهِلِ، وَحَضَرَتِ الْجُمُعَةُ، فَلَمْ يَحْضُرِ الْإِمَامُ فَقِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: قُمْ فَاخْطُبْ. فَقَامَ؛ فَحَمَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ بَلَاغٍ، وَالْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ؛ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلَا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ أَسْرَارُكُمْ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا هَلَكَ؛ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ وَقَالَ بَنُو آدَمَ: مَا خَلَّفَ؟ فَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ بَعْضًا تَجِدُوهُ قَرِيبًا، وَلَا تُخَلِّفُوهُ كُلًّا فَيَكُونُ عَلَيْكُمْ ثَقِيلًا؛ فَالْمَحْمُودُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمُصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ، وَالْمَدْعُوُّ لَهُ الْخَلِيفَةُ، وَالْأَمِيرُ جَعْفَرٌ، قُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ الحديث: 1034 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 1034 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (إِنَّ الْمَطَامِعَ مَا عَلِمْتَ مَذَلَّةٌ ... لِلطَّامِعِينَ وَأَيْنَ مَنْ لَا يَطْمَعُ؟) (فَإِذَا طَلَبْتَ فَلَا إِلَى مُتَضَايقٍ ... مَنْ ضَاقَ عَنْكَ فَرِزْقُ رَبِّكَ أَوْسَعُ) (فَاقْنَعْ وَلَا تُنْكِرْ لِرَبِّكَ قُدْرَةً ... فَاللهُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْفَعُ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 1035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص: 429] الشَّرُّ بِدْؤُهُ صِغَارٌ؛ فَاصْفَحْ عَنْهُ لِكَيْ لَا يُخْرِجُكَ إِلَى أَكْبَرِ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَبَذَى رَجُلٌ عَلَى آخَرَ مِنَ الْعَرَبِ، فَتَغَافَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَسْكُتُ كَالْغَافِلِ الَّذِي لَمْ يَسْمَعْ، ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (أَعْرِضْ عَنِ الْعَوْرَاءِ إِنْ أُسْمِعْتَهَا ... وَاقْعُدْ كَأَنَّكَ غَافِلٌ لَمْ تَسْمَعِ) يُرِيدُ بِالْعَوْرَاءِ: الْكَلِمَةَ الْقَبِيحَةَ. وَقَالَ الْآخَرُ: (قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذُنِي غَيْرُ صَمَّاءِ) الحديث: 1035 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 1036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ: [ص: 430] أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ عَظِيمَ الْخَطَرِ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ [كان] يُطَالِبُ رَجُلًا بِذَحْلٍ، وَأَلَحَّ فِي طَلَبِهِ، فَلَمَّا ظَفَرَ بِهِ؛ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ الْمَقْدِرَةَ تُذْهِبُ بِالْحَفِيظَةِ؛ لَانْتَقَمْتُ مِنْكَ، ثُمَّ عَفَا عَنْهُ. الحديث: 1036 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 1037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: أَنَّ شَاعِرًا امْتَدَحَ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، فَأَعْطَاهُ وَأَجْزَلَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ مَنِ ابْتَغَى الْخَيْرَ اتَّقَى الشَّرَّ. الحديث: 1037 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 1038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص: 431] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِهِ مِثْلَ الصَّبِيِّ، فَإِذَا الْتُمِسَ مَا عِنْدَهُ وُجِدَ رَجُلًا. قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَبَلَغَنَا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ فِي أَهْلِهِ وَأَزْمَتِهِمْ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ. الحديث: 1038 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 1039 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ فَقْدًا أَخُوكَ الَّذِي إِنْ شَاوَرْتَهُ فِي أَمْرِ دِينِكَ أَوْ دُنْيَاكَ وَجَدْتَ عِنْدَهُ رَأْيًا، فَلَمَّا فَقَدْتَهُ لَمْ تَجِدْ ذَلِكَ. الحديث: 1039 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 1040 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: (لَوْ دَخَلْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَهُوَ مُنْغَصٌّ بِالرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: مَنْ خَيْرُهُمْ؟ لَقُلْتُ: أَنْصَحُهُمْ لَهُمْ. الحديث: 1040 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 1041 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 434] كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَثِيرًا يَتَمَثَّلُ: (اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ ... فَإِنَّ الْمَوْتَ آتِيكَا)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1041 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 1042 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ) [القمر: 32، 40] ؛ قَالَ: أَيْ: سَهَّلْنَاهُ لِلتِّلَاوَةِ، وَلَوْلَا ذَاكَ؛ مَا أَطَاقَ الْعِبَادُ أَنْ يَلْفِظُوا بِهِ وَلَا أَنْ يَسْمَعُوهُ. الحديث: 1042 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 1043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: {الصمد} [الإخلاص: 2] ؛ قَالَ: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الَّذِي انْتَهَى سُؤْدَدُهُ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يُصَمِدُونَهُ فِي حَوَائِجِهِمْ. الحديث: 1043 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 1044 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُوسَى، نَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: [ص: 435] إِذَا كَثُرَ أَوْلَادُ الزِّنَا قَلَّ الْمَطَرُ. الحديث: 1044 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 1045 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: كَانَ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ صَيِّتًا، فَقَالَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمًا وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلَامٌ: لَتَكُفَّنَّ أَوْ لَأَصِيحَنَّ بِمِصْرَ صَيْحَةً لَا تبقي حَامِلٌ إِلَّا وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا. فَسَكَتَ عَنْهُ يُوسُفُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1045 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 1046 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُبَيْدُ بْنُ شُرَيْكٍ الْبَزَّارُ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ: بَيْنَمَا [نَحْنُ] نَسِيرُ لَيْلَةً فِي بِلَادِ الرُّومِ، وَكُنْتُ أَمْشِي أَمَامَ النَّاسِ؛ فَإِذَا بَيْنَ يَدِيَ شَخْصٌ، فَلَمَّا وَقَعَ بَصَرِي عَلَيْهِ اقْشَعَرَّ بَدَنِي هَيْبَةً لَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ! سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ! سُبْحَانَ ذِي الْحُجُبِ وَالنُّورِ! سُبْحَانَ ذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ! سبحان خالق السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا! سُبْحَانَ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ [ص: 436] خافية في السماوات وَالْأَرْضِ! سُبْحَانَ مُبِيدِ الْخَلْقِ وَوَارِثِ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا! سُبْحَانَ الْأَبَدِيِّ الْأَزَلِيِّ الذي خَلَقَ الْأَشْيَاءَ فَبَانَ مِنْهَا وَبَانَتِ الْأَشْيَاءُ مِنْهُ! سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ! قَالَ سَلْمٌ: فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ الْخِضْرُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ، فَقَالَ: صَلَّى الله عَلَى الْخِضْرِ. فَنَظَرْتُ؛ فَلَيْسَ أَرَى شَيْئًا، فَمَا دَعَوْتُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي غَمٍّ وَلَا كُرْبَةٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّي. الحديث: 1046 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 1047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 1047 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 1048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 445] : «إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»   [إسناده فيه ضعف وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 1048 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 1049 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْخَيَّاطُ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه: 102] ؛ قَالَ: بِيضُ الْعُيُونِ مِنَ الْعَمَى، قَدْ ذَهَبَ السَّوَادُ وَالنَّاظِرُ. الحديث: 1049 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 1050 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عدا} [مريم: 84] ؛ قَالَ: الْأَنْفَاسُ. الحديث: 1050 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 1051 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ويأتينا فردا} [مريم: 80] ؛ قَالَ: لَا شَيْءَ مَعَهُ. الحديث: 1051 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 1052 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَعَةَ إلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً) [مريم: 87] ؛ قَالَ: وَعْدًا مِنْهُ لَهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالْإِيمَانِ. الحديث: 1052 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 1053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إلا همسا} [طه: 108] ؛ قَالَ [ص: 447] صَوْتًا خَفِيًّا. فَقَالَ: هُوَ صَوْتُ الْأَقْدَامِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} [طه: 111] ؛ أَيْ: ذَلَّتْ الحديث: 1053 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 1054 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكِنْدِيُّ؛ قَالَ: أَهْدَيْتُ إِلَى صَدِيقٍ لِي مِنَ الْعُبَّادِ سُكَّرًا؛ فَكَتَبَ إِلَيَّ: يَا أَخِي! دَعِ الْإِخَاءَ عَلَى حَالِهِ حَتَّى نَلْتَقِيَ فِي الْآخِرَةِ وَلَيْسَ فِي الْقُلُوبِ شَيْءٌ. ثُمَّ كَتَبَ فِي أَسْفَلِ الرُّقْعَةِ: مَا طَالِبُ الدُّنْيَا مِنْ حَلَالِهَا وَجَمِيلِهَا وَحُسْنِهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمَحْمُودِ وَلَا الْمَغْبُوطِ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ يَطْلُبُهَا مِنْ يَدِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ قَذَرِهَا وَنَكَدِهَا بِالْعَارِ وَالنَّقِيصَةِ؟ ! الحديث: 1054 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 1055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا هُوذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: [ص: 448] كَتَبَ إِلَيَّ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدَّارَ الَّتِي أَصْبَحْنَا فِيهَا دَارٌ بِالْبَلَاءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْفَنَاءِ مَوْصُوفَةٌ، كُلُّ مَا فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، بَيْنَمَا أَهْلُهَا فِيهَا فِي رَخَاءٍ وَسُرُورٍ؛ إِذْ صَيَّرَتْهُمْ فِي وَعْثَاءٍ وَوَغَرُ، الْعَيْشِ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالسُّرُورُ فِيهَا لَا يَدُومُ؛ فَكَيْفَ يَدُومُ عَيْشٌ تُغَيِّرُهُ الْآفَاتُ، وَتَنُوبُهُ الْفَجِيعَاتُ، وَتَسُوقُ أَهْلُهُ إلى المنايا؟ إنما هم فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ، وَالْحُتُوفُ لَهُمْ مُسْتَشْرَفَةٌ، تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا، وَتَغْشَاهُمْ بِحِمَامِهَا، لَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ الْوُرُودِ لِلْقِيَامَةِ وَالْوُقُوفِ عَلَى مَا قَدْ عَمِلُوا؛ فَلَيْسَ مِنْهُ مَذْهَبٌ، وَلَا عَنْهُ مَهْرَبٌ؛ فَاجْتَنِبْ دَارًا يَقْلُصُ ظِلُّهَا، وَيَفْنَى أَهْلُهَا، قَدْ أَضْحَتْ مِنْهُمُ الديار قفارا، قد انْهَارَتْ دَعَائِمُهَا، وَتَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهَا، وَاسْتُبْدِلُوا بِهَا الْقُبُورَ الْمُوحِشَةَ الَّتِي اسْتُبِطِنَتْ بِالْخَرَابِ، وَأُسِسَتْ بِالتُّرَابِ؛ فَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ، وَمُحِلُّهَا مُقْتَرِبٌ، بَيْنَ أَهْلٍ مُوحِشِينَ، [ص: 449] وَذَوِي مَحَلَّةٍ مُتَشَاسِعِينَ، لَا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْعُمْرَانِ، وَلَا يَتَوَاصَلُونَ بِتَوَاصُلِ الْجِيرَانِ، قَدِ اقْتَرَنُوا فِي الْمَنَازِلِ، وَتَشَاغَلُوا عَنِ التَّوَاصُلِ؛ فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُمْ جِيرَانَ مَحِلَّةٍ، لَا يَتَزَاوَرُونَ عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنَ الْجِوَارِ وَتَقَارُبِ الدِّيَارِ، وَأَنِّي بِذَلِكَ مِنْهُمْ وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبَلَاءُ، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ وَالثَّرَى، وَصَارُوا بَعْدَ الْحَيَاةِ رُفَاتًا، قَدْ فُجِعَ بِهُمُ الْأَحْبَابُ، وَارْتَهَنُوا فَلَيْسَ لَهُمْ إِيَابٌ، وَكَأَنَّ قَدْ صِرْنَا إِلَى مَا إِلَيْهِ صَارُوا؛ فَنَرِثُهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، وَيَضُمُّنَا ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ، نُؤْخَذُ بِالْقَهْرِ وَالِاعْتِسَارِ، وَلَيْسَ يَنْفَعُ مِنْهُ شَفَقُ الْحِذَارِ، نَنْتَظِرُ الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ، وَالْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ. الحديث: 1055 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 1056 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثًا الْمُحَاسِبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادًا هُمْ خَاصَّتُهُ مِنْ بَيْنِ عِبَادِهِ، وَصَفْوَتُهُ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ، وَالْمُنْتَخَبُونَ مِنْ بَرِيَّتِهِ، وَالْمُخْتَارُونَ مِنْ عَبِيدِهِ، سَبَقَ لَهُمْ ذَلِكَ مِنْهُ فِي إِرَادَتِهِ، فَنَفَذَ فِيهِمْ عِلْمُهُ، وَجَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ السَّابِقَةُ فِي كِتَابِهِ، فِي الْأَعْقَابِ الْمَاضِيَةِ، وَفِي الدُّهُورِ الْخَالِيَةِ، وَمَدَحَهُمْ فِي كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ قَبْلَ أَنْ يَكُونُوا شَيْئًا مَذْكُورًا؛ مَنًّا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 450] يَخْتَصُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ خَلَقَهُمْ فَأَخْرَجَهُمْ إِلَى الدُّنْيَا فِي حِفْظِهِ وَكَلَائَتِهِ حَتَّى بَلَغُوا أَوَانَ الْعَقْلِ عَنْهُ، فَاسْتَخْلَصَ قُلُوبَهُمْ، فَأَسْكَنَهَا عَظِيمَ مَعْرِفَتِهِ، وَأَفْرَدَ إِرَادَتَهُمْ مُعَامَلَتَهُ، وَسَمَا بِهُمُومِهِمْ إِلَى طَلَبِ الْقُرْبِ مِنْهُ، وَاخْتَارَهُمْ لِمُنَاجَاتِهِ، وَاصْطَفَاهُمْ لِلْأُنْسِ؛ فَدَنَا مِنْهُمْ بِالْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ بِلُطْفِهِ، وَوَلِيَ سِيَاسَةَ قُلُوبِهِمْ بِتَوْفِيقِهِ؛ فَمَلَأَهَا رُعْبًا، وَمَزَجَهَا بِشِدَّةِ حُبِّهِ، وَأَهَاجَ حَنِينَهَا إِلَيْهِ فِي جِوَارِهِ؛ فَأَعْزَفَ أَنْفَسَهُمْ بِذَلِكَ عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَفَعَ قَدْرَهُمْ عَنْ خِدْمَةِ الدُّنْيَا وَالتَّزَيُنِ لِأَهْلِهَا، فَأَعْتَقَ رِقَّهُمْ مِنَ الْأَطْمَاعِ فِيمَا خَوَّلَهُ أَهْلَهَا؛ فَتَوَّحَدَ فِي قُلُوبِهِمْ رَجَاؤُهُ وَخَوْفُهُ وَحْدَهُ، وَنَفَى عَنْهُمُ الرَّهْبَةَ مِنْ خَلْقِهِ، فَأَلْزَمَ قُلُوبَهُمُ الثِّقَةَ وَالطُّمُأْنِينَةَ بِهِ؛ فَسَكَنُوا إِلَيْهِ، وَانْتَظَرُوا صُنْعَهُ، وَرَوَّحَ قُلُوبَهُمْ بِأُنْسِ رَجَائِهِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ، وَرَضَّاهُمْ عَنْهُ بِمَا ابْتَلَى، وَأَبْلَاهُمْ؛ فَطَابَ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ عَيْشُهُمْ، وَقَنَّعَهُمْ بِعَطَائِهِ؛ فَأَغْنَاهُمْ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ، فَانْقَطَعُوا مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ يقطعهم عنه، واستودع قلوبهم الاشتياق إلى قربه، فأسلاهم بذلك عَنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا؛ فقرت أعينهم، وذهلت عقولهم، واستراحت أنفسهم؛ فكان هو غايتهم ومطلبهم، وإليه مهربهم؛ فصحبوا الدنيا بأبدانهم، وأرواحهم معلقة بالملكوت الأعلى، أولئك أحباء الله من خلقه، وأمناؤه في بلاده، والدعاة إلى معرفته، والوسيلة إلى دينه. الحديث: 1056 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 1057 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ: [ص: 451] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَإِنِ اتَّقَيْتُمْ وَأَحْسَنْتُمْ لَيُوشِكَنَّ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تَشْبَعُوا مِنَ الْخُبْزِ وَالسَّمْنِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1057 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 1058 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُرَيْشِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَقُولُ: مَا سَقَطَ غُبَارُ مَوْكِبِي عَلَى لِحْيَةِ أَحَدٍ قَطُّ؛ إِلَّا أَوْجَبْتُ حَقَّهُ. الحديث: 1058 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 1058 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ؛ قَالَ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ؛ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ يَقُولُ: [ص: 452] مَا رَأَيْنَا الْعَقْلَ قَطُّ؛ إِلَّا خَادِمًا لِلْجَهْلِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 1059 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِينِي بِالْكِتَابِ مِنَ الْأَدَبِ وَمَا فِيهِ شَيْءٌ، وَيَدَّعِي مِنَ الْعُلُومِ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهِ كَاذِبٌ؛ فَأُجْزِلُ لَهُ الْعَطَاءَ لِيَرْغَبَ إِلَى الصِّدْقَ، وَيَحُدِّثُنِي الْجَاهِلُ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ؛ فَأَسْتَحْسِنُهُ وَأُعْطِيهِ الْجَزِيلَ مِنَ الْمَالِ لِيَرْغَبَ فِي الْعِلْمِ. الحديث: 1059 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 1060 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ؛ فَاهْدِ لِلْأُمِّ. الحديث: 1060 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 1061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص: 453] لَا تَطْلُبُوا الْحَوَائِجَ فِي غَيْرِ حِينِهَا، وَلَا تَطْلُبُوهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا، وَلَا تَطْلُبُوا مَا لَسْتُمْ لَهُ بِأَهْلٍ فَتَكُونُوا لِلْمَنْعِ أَهْلًا. الحديث: 1061 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 1062 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: قَدْ عَرَضَتْ لِي قِبَلَكَ حَاجَةٌ، فَإِنْ نَجَحَتْ بِكَ؛ فَالْفَانِي مِنْهَا حَظِّي، وَالْبَاقِي حَظُّكَ، وَإِنْ تَتَعَذَّرْ؛ فَالْخَيْرُ مَظْنُونٌ بِكَ، وَالْعُذْرُ مُقَدَّمٌ لَكَ. الحديث: 1062 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 1063 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 454] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ فِي حَاجَةٍ؛ فَقَالَ: جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ لَا تَنْكَئُكَ وَلَا تَرْزَأُكَ. قَالَ: فَغَضِبَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ: إِذًا لَا نَقْضِي لَكَ حَاجَةً، أَمِثْلِي يُسْأَلُ حَاجَةً أَوْ يُؤْتَى فِي حَاجَةٍ لا تَنْكَئُنِي وَلَا تَرْزَأُنِي؟ ! الحديث: 1063 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 1064 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الصَّالِحِينَ كَانُوا يَسْتَنْجِحُونَ حَوَائِجَهُمْ بِرَكْعَتَيْنِ، وَيَقُولُونَ بَعْدَهُمَا: اللهُمَّ إِنِّي بِكَ أَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكَ أَتَوَجَّهُ، اللهُمَّ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ، وَسَهِّلْ لِي حُزُونَتَهُ، وَارْزُقْنِي مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَرْجُو، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنَ الشَّرِّ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَافُ. الحديث: 1064 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 1065 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: [ص: 456] مَا نَعْلَمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ قَوْمًا أَضْعَفَ عُقُولًا وَلَا أَكْثَرَ اخْتِلَافًا وَتَخْلِيطًا مِنَ الرَّافِضَةِ، وَذَلِكَ أَنَّا لَا نَعْلَمُ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ قَوْمًا ادَّعُوا الرُّبُوبِيَّةِ لِبَشَرٍ غَيْرَهُمْ؛ لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَبَأٍ وَأَصْحَابَهُ ادَّعُوا الرُّبُوبِيَّةَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَأَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ [ص: 457] : (لَمَّا رَأَيْتُ الْأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا ... أَجَّجْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قُنْبُرًا) قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ لِنَفْسِهِ غَيْرَهُمْ؛ فَإِنَّ الْمُخَتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ ادَّعَى النُّبَوَّةَ وَقَالَ: جِبْرِيلُ يَأْتِينِي وَمِيكَائِيلُ، فَصَدَّقَهُ قَوْمٌ وَاتَّبَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُمْ: الْكَيْسَانِيَّةُ. وَفِيهِمْ قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ: الْبَيَانِيَّةُ؛ يُنْسَبُونَ إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: بَيَانٌ، قَالَ لَهُمْ: إِلَيَّ أَشَارَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِذْ قَالَ: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ} [آل عمران: 138] ؛ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، ثُمَّ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا تَفْسِيرُهُمُ الْقُرْآنَ عَلَى مَذَاهِبِهِمْ مَعَ مَا يَدَّعُونَ بِهِ مِنْ عِلْمِ بَاطِنِهِمْ بِمَا يَذْكُرُونَ أَنَّهُ وَقَعَ إِلَيْهِمْ عَنِ الْجَفْرِ، وَهُوَ جِلْدُ جَفْرٍ ادَّعُوا أَنَّهُ كَتَبَ فِيهِ الْإِمَامُ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَى عِلْمِهِ وَكُلَّ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْعِجْلِيُّ وَكَانَ رَأْسَ الزَّيْدِيَّةِ؛ فَقَالَ: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الرَّافِضِينَ تَفَرَّقُوا ... فَكُلُّهُمْ فِي جَعْفَرٍ قَالَ مُنْكَرَا) (فَطَائِفَةٌ قَالُوا إِمَامٌ وَمِنْهُمْ ... طَوَائِفُ تُسَمِّيهِ النَّبِيَّ الْمُطَهَّرَا) (وَمِنْ عَجَبٍ لِرَافِضَةٍ جِلْدُ جَفْرِهِمْ ... بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِمَّنْ تَجَفَّرَا) (بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِنْ كُلِّ رَافِضٍ ... يَصِيرُ بِبَابِ الْكُفْرِ فِي الدِّينِ أَعْوَرَا) (إِذَا كَفَّ أَهْلُ الْحَقِّ عَنْ كُلِّ بِدْعَةٍ مَضَى ... عَلَيْهَا وَإِنْ مَضَوْا عَلَى الْحَقِّ قَصَّرَا [ص: 458] ) (وَلَوْ قَالَ إِنَّ الْفِيلَ ضَبٌّ لَصَدَّقُوا ... وَلَوْ قَالَ زنجي تحول أحمرا) (وَأَخْلَفُ مِنْ بَوْلِ الْبَعِيرِ فَإِنَّهُ ... إِذَا هُوَ لِلْإِقْبَالِ وُجِّهَ أَدْبَرَا) (فَقُبِّحَ أَقْوَامٌ رَمَوْهُ بِفِرْيَةٍ ... كَمَا قَالَ فِي عِيسَى الْفِرَى مَنْ تَنَصَّرَا) الحديث: 1065 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 1066 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ الضَّبِّيّ يَقُولُ: قَالَ هَمَّامُ بْنُ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيُّ وَكَانَ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ -: مَا فَجَرَ غَيُورٌ قَطُّ؛ يَقُولُ: إِنَّ الْغَيُورُ هُوَ الَّذِي يَغَارُ عَلَى كُلِّ أُنْثَى. الحديث: 1066 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 1067 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ مُرَاجِمٍ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 462] : «إِنَّ الْجَمَّاءَ لَتَقْتَصُّ مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1067 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 1068 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسَدَّدٌ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدَ، نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 463] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ؛ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ»   [إسناد صحيح] الحديث: 1068 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 1069 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرِ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28] ؛ قَالَ: [ص: 464] لَا صَبْرَ لَهُ عَنِ النِّسَاءِ. الحديث: 1069 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 1070 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي بِسْطَامٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْ أَلْقَى معاذيره} [القيامة: 15] ؛ قَالَ [ص: 465] سُتُورَهُ. قَالَ: وَأَهْلُ الْيَمَنِ يُسَمُّونَ السِّتْرَ الْمِعْذَارَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1070 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 1071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا قُرَادُ أَبُو نُوحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ مَوْلَى خُزَاعَةَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خمسين أَلْفَ سنة} [المعارج: 4] ؛ قَالَ: [ص: 466] ذَاكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1071 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 1072 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَنَسٍ أَوْ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 467] يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ! أَنْتَ الْيَوْمَ عَدْلٌ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ، فَمَنْ رَجَحَ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ، حَتَّى تَعْلَمَ أَنِّي لَا أُعَذِّبُ إِلَّا ظَالِمًا   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1072 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 1073 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا يَعْقُوبُ، نَا مَرْحُومٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَا مَعْشَرَ الظَّلَمَةِ! لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الذِّكْرِ حتى تنزعوا عن الظُّلْمِ؛ فَإِنِّي قَدَّرْتُ عَلَى نَفْسِي ان أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي، فَإِذَا ذَكَرُونِي ذَكَرْتُهُمْ بِرَحْمَتِي، وَإِذَا ذَكَرْتُمُونِي ذَكَرْتُكُمْ بِلَعْنتِي. الحديث: 1073 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 1074 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحِمَهُ اللهُ: [ص: 468] ثَلَاثَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحْسَنُ قُرَيْشٍ أَخْلَاقًا، وَأَصْبَحُهَا وُجُوهًا، وَأَشَدُّهَا حَيَاءً، إِنْ حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِنْ حَدَّثْتَهُمْ بِحَقٍّ أَوْ بِبَاطِلٍ لَمْ يُكَذِّبُوكَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1074 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 1075 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: نَظَرْنَا فِي صَحَابَةِ الْأَنْبِيَاءِ؛ فَمَا وَجَدْنَا نَبِيًّا كَانَ لَهُ صَاحِبٌ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. الحديث: 1075 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 1076 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: [ص: 469] أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَ؛ قَالَ لِأَبِيهِ: لَقَدْ أَهْدَفْتَ لِي يَوْمَ بَدْرٍ فَصَرَفْتُ عَنْكَ وَلَمْ أَقْتُلْكَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَكِنَّكَ لَوْ أَهْدَفْتَ لِي لَمْ أَنْصَرِفْ عَنْكَ. الحديث: 1076 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 1077 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِتَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَقَالَ: قَوْلُهُ: أَهْدَفْتَ لِي؛ مَعْنَاهُ: أَشْرَفْتَ لِي [يُقَالُ: أَهْدَفَ فُلَانٌ وَاسْتَهْدَفَ لِلشَّيْءِ، إِذَا أَرْبَأَ لَهُ] ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبِنَاءِ المرتفع: هدف، و [أرى] هَدَفَ الرَّامِي مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ شَيْءٌ ارْتَفَعَ لِلرَّامِي حَتَّى يَرَاهُ. وَأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَرِهَ أَنْ يُقَاتِلَ أَبَاهُ، وَانْصَرَفَ عَنْهُ هَيْبَةً لَهُ، وَقَوْلُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَكِنِّي لَوْ أَهْدَفْتَ لِي لَمْ أَصْرِفْ وَجْهِي عَنْكَ، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ فَضَائِلِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ؛ لِمَا جَعَلَ الله عز وجل فِي قَلْبِهِ مِنَ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ، وَبِهَذَا وَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 470] أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [المجادلة: 22] . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَحَدٌ عَرَضْتُ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ (أَوِ الْإِيمَانَ) أَوِ النُّبُوَّةَ؛ إِلَّا كَانَتْ لَهُ كَبْوَةٌ؛ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتَلَعْثَمْ» «» وَالْكَبْوَةُ: أَنْ يَقِفَ سَاعَةً حَتَّى يَنْظُرَ فِي أَمْرِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ لَمَّا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي نَبِيٌّ» ؛ قَالَ لَهُ: صَدَقْتَ؛ مُجَاوَبَةً لِقَوْلِهِ، وَلَمْ يَقِفْ سَاعَةً وَاحِدَةً، وَهُوَ قَوْلُهُ: «لَمْ يَتَلَعْثَمْ» ؛ أَيْ لَمْ يَقِفْ. الحديث: 1077 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 1078 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّغْلِبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا قَطُّ أَقْرَأَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، صَلَّى بِنَا الْفَجْرَ؛ فَقَرَأَ بِسُورَةٍ وَتَرَكَ آيَةً، فَلَمَّا رَكَعَ وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ ابْتَدَأَ بِالْآيَةِ الَّتِي تَرَكَهَا، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً أُخْرَى. الحديث: 1078 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 1079 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمَرٍ؛ قَالَ: كَانَتْ سودة بنت عمار تَبْكِي عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَتْ: (صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى جِسْمٍ تَضَمَّنَهُ ... قَبْرٌ فَأَصْبَحَ فِيهِ الْجُودُ مَدْفُونَا) (قَدْ حَالَفَ الْحَقَّ لَا يَبْغِي بِهِ بَدَلًا ... فَصَارَ بِالْحَقِّ وَالْإِيمَانِ مَقْرُونَا) الحديث: 1079 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 1080 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نَا دَاوُدُ بن رشيد؛ قل: سَمِعْتُ سَلْمَ الْحَاجِبَ يَقُولُ: هَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ فِي أَيَّامِ الْمَهْدِيِّ، فَاسْوَدَّتِ الدُّنْيَا وَخِفْنَا أَنْ تَكُونَ السَّاعَةَ، فَطَلَبْتُ الْمَهْدِيَّ فِي الْإِيوَانِ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي بَعْضِ الْبُيُوتِ؛ فَإِذا هُوَ سَاجِدٌ عَلَى التُّرَابِ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! لَا تُشْمِتْ بِنَا أَعْدَاءَنَا مِنَ الْأُمَمِ، وَلَا تَفْجَعْ بِنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللهُمَّ! وَإِنْ كُنْتَ [ص: 472] أَخَذْتَ الْعَامَّةَ بِذَنْبِي؛ فَهَذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ. قَالَ: فَمَا تَمَّ كَلَامُهُ حَتَّى انْجَلَتْ عَنَّا مِنْ سَاعَتِهِ. الحديث: 1080 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 1081 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى النَّاقِدُ، نَا فُضَيْلُ بن عبد الوهاب؛ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ يَقُولُ: [ص: 474] كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ إِذَا جَلَسْنَا مَعَهُ كَأَنَّهُ عَلَى مِقْلَاةٍ مِنْ خَوْفِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَإِنَّمَا نَسْمَعُهُ يَذْكُرُ: الْمَوْتَ الْمَوْتَ، النَّارَ النَّارَ، فَقِيلَ لَهُ يَوْمًا فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذآ أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ عَلَّمُ الغُيُوبِ (109)) [المائدة: 109] ؛ فَتَدْخُلُهُمْ دَهْشَةٌ مَنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لِأَنَّ الْمَوْتَ وَالْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ لَهَا زَلَازِلٌ شِدَادٌ، وَأَهْوَالٌ، لَا يَسْلَمُ نَبِيٌّ وَلَا وَلِيٌّ مِنْ تِلْكَ الشِّدَّةِ، وَمِنْهَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَكَانَ خَائِفًا وَجِلًا مَغْمُومًا مَحْزُونًا فِي الدُّنْيَا، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُونَ: يَا رَبِّ! نَفْسِي نَفْسِي، وَيَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمَّتِي أُمَّتِي» ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: (وَإِنْ مِنْكُمْ إلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياً (71)) [مريم: 71] ؛ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ: لَوْ كَانَ لِي طِلَاعُ الْأَرْضِ ذَهَبًا؛ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ. وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ [ص: 475] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَجْبِذُ لِسَانَهُ وَيَبْكِي وَيَقُولُ: هَذَا [الَّذِي] أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ. فَإِذَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَالصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ خَائِفِينَ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ؛ فَكَيْفَ بِنَا الَّذِي قَدْ أَتْعَبْنَا الْحَفَظَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذُنُوبِنَا؟   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1081 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 1082 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ؛ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَمُرُّ بِنَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَيَقُولُ لَنَا: مَا يُجْلِسُكُمْ؟ قُلْنَا: فَمَا نَصْنَعُ؟ فَقَالَ: قُومُوا واطلبوا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَسَلَّحُوا (يَعْنِي: لِلْعَمَلِ) ، وَلَا تَكُونُوا كَلًّا وَلَا عِيَالًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1082 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 1083 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيِّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخَفَّافِ؛ قَالَ: [ص: 476] كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ! نَحْنُ جُلُوسٌ وَالنَّهَارُ يَعْمَلُ عَمَلَهُ. قُلْتُ: إِنَّا فِي خَيْرٍ، نَنَظْرُ إلى الْبَيْتِ وَإِلَى الطَّائِفِينَ. فَقَالَ: هو كما تقول، وَلَكِنْ هَذَا خَيْرٌ نَتَلَذَّذُ بِهِ، قُمْ حَتَّى نَعْمَلَ عَمَلًا يَعْمَلُ فِي اللَّحْمِ وَالْأَعْضَاءِ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي ان الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ يَرَى مَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ، وَمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ، فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ لِطُولِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَشِدَّتِهِ وَكَرْبِهِ. الحديث: 1083 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 1084 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخَمِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 477] أَرْبَعُ خِلَالٍ إِذَا أُعْطِيتَهُنَّ؛ فَلَا يَضُرُّكَ مَا عُدِلَ [بِهِ] عنك في الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٌ فِي طُعْمَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ   [إسناده حسن] . الحديث: 1084 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 1085 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ لِابْنِ أَخِيهِ: إِذَا لَقِيتَ الْمُؤْمِنَ فَخَالِطْهُ، وَإِذَا لَقِيتَ الْفَاجِرَ فَخَالِقْهُ، وَدِينَكَ فَلَا تكِلْهُ إِلَى أَحَدٍ. الحديث: 1085 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 1086 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 479] قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كُنْ وَسَطًا وَامْشِ جَانِبًا. الحديث: 1086 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 1087 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرَيَّةِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: [ص: 481] إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ قَوْمٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1087 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 1088 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ شَبَّةُ بْنُ عِقَالٍ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي، فَلَقِيَهُ جَرِيرٌ عَلَى بَغْلٍ، فَحَيَّاهُ أَبِي وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ وَأَلْطَفَهُ، فلما مضى؛ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِي! تَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ هَذَا وَقَدْ هَجَاكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! أَفَأُوَسِّعُ جُرْحِي؟ ! الحديث: 1088 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 1089 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ: حُسْنُ الْجِوَارِ خَيْرُ قَرِينٍ، وَالْأَدَبُ خَيْرُ مِيرَاثٍ، وَالتَّوْفِيقُ خَيْرُ قَائِدٍ. الحديث: 1089 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 1090 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حُسْنُ الْجِوَارِ عِمَارَةُ الدِّيَارِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ مَثْرَاةٌ لِلْمَالِ. الحديث: 1090 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 1091 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَا تَوَدَّنَّ عَاقًّا، كَيْفَ يَوَدُّكَ وَقَدْ عَقَّ أَبَاهُ؟ ! الحديث: 1091 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 1092 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ - مِنْ شِيعَةِ وَلَدِ الْعَبَّاسِ -، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ! إِنَّ عِظَمَ حَقِّكَ عَلَيَّ لَا يُذْهِبُ صَغِيرَ حَقِّي عَلَيْكَ. وَالَّذِي تَمُتُّ بِهِ إِلَيَّ أَمُتُّ بِمِثْلِهِ إِلَيْكَ، وَلَسْتُ أَزْعُمُ، أَنَا عَلَى سَوَاءٍ. الحديث: 1092 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 1093 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ لِابْنِهِ يَحْيَى: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَرْضَكَ لِي فَأَوْصَاكَ بِي، وَرَضِيَنِي لَكَ؛ فَلَمْ يُوصِنِي بِكَ. الحديث: 1093 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 1094 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو مَيْسَرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا أَبُو قَدِيدٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى الشَّيْبَانِيِّ، ذَكَرَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: غَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى ابْنِهِ، فَهَجَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ رَحِمَهُ اللهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَوْلَادُنَا ثِمَارُ قُلُوبِنَا وَعِمَادُ ظُهُورِنَا، وَنَحْنُ لَهُمْ سَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ وَأَرْضٌ ذَلِيلَةٌ، إِنْ غَضِبُوا؛ فَأَرْضِهِمْ، وَإِنْ سَأَلُوا؛ فَأَعْطِهِمْ، وَلَا تَكُنْ عَلَيْهِمْ قُفْلًا؛ فَيَمَلُّوا حَيَاتَكَ وَيَتَمَنُّوا مَوْتَكَ. الحديث: 1094 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 1095 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: كَيْفَ وَلَدُكَ لَكَ؟ وَكَانَ عَاقًّا؛ فَقَالَ: عَذَابٌ رَعِفَ بِهِ الدَّهْرُ، فَلَيْتَنِي أَوْدَعْتُهُ الْقَبْرَ؛ فَإِنَّهُ بَلَاءٌ لَا يُقَاوِمُهُ الصَّبْرُ، وَفَائِدَةٌ لَا يَجِبُ فِيهَا الشُّكْرُ. الحديث: 1095 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 1096 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَيُّ وَلَدِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: صَغِيرُهُمْ حَتَّى يَكْبَرَ، وَمَرِيضُهُمْ حَتَّى يَبْرَأَ، وَغَائِبُهُمْ حَتَّى يَقْدِمَ. الحديث: 1096 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 1097 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى؛ فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَغْنَاكَ اللهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الِاعْتِذَارِ، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ. الحديث: 1097 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 1098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَابُلِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: [ص: 486] لَمْ أَرَ ابْنًا أَبَرَّ بِأَبِيهِ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى، بَلَغَ مِنْ بِرِّهِ أَنَّ يَحْيَى كَانَ لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا بِمَاءٍ سُخْنٍ وَهُمَا فِي السِّجْنِ، فَمَنَعَهُمُ السَّجَّانُ مِنْ إِدْخَالِ الْحَطَبِ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَقَامَ الْفَضْلُ حِينَ أَخَذَ يَحْيَى مَضْجَعِهِ إِلَى قُمْقُمٍ كَانَ يُسَخِّنُ فِيهِ الْمَاءَ، فَمَلَأَهُ ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ نَارِ الْمِصْبَاحِ؛ فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَهُوَ فِي يَدِهِ حَتَّى أَصْبَحَ الحديث: 1098 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 1099 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: اشْتَكَى بَعْضُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، ثُمَّ خُبِّرَ بِمَوْتِهِ؛ فَسُرِّيَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: نَدْعُو اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيمَا نُحِبُّ، فَإِذَا وَقَعَ مَا نَكْرَهُ؛ لَمْ نُخَالِفِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَحَبَّ. الحديث: 1099 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 1100 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ وَهُوَ بَعَبَّادَانَ؛ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ حَسَنٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: لَا تُعَادِيَنَّ رَجُلًا وَلَا تُنَاصِبَنَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى سَرِيرَتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ تَكُنْ لَهُ سَرِيرَةٌ حَسَنَةٌ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكُنْ مُخْذِلَهُ بِعَدَاوَتِكَ لَهُ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ سَرِيرَةٌ رَدِيَّةٌ؛ فَقَدْ كَفَاكَ مَسَاوِئَهُ، فَلَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ لَمْ تَقْدِرْ. الحديث: 1100 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 1101 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: [ص: 488] كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سَفَرٍ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَصَابَتْهُمُ السَّمَاءُ بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَظُلْمَةٍ وَرِيحٍ شَدِيدَةٍ حَتَّى فَزِعُوا لِذَلِكَ، وَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَضْحَكُ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: مَا ضَحِكُكَ يَا عُمَرُ؟ ! أَمَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا آثَارُ رَحْمَتِهِ فِيهِ شَدَائِدُ كَمَا تَرَى؛ فَكَيْفَ بِآثَارِ سَخَطِهِ وَغَضَبِهِ؟ َ الحديث: 1101 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 1102 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى الْبَلْخِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 491] : «نَظَرْتُ إِلَى الْجَنَّةِ؛ فَإِذَا الرُّمَّانَةُ مِنْ رُمَّانِهَا كَجِلْدِ الْبَعِيرِ الْمُقَتَّبِ، وَإِذَا طَيْرُهَا كَالْبُخْتِ، وَإِذَا فِيهَا جَارِيَةٌ؛ فَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ! لِمَنْ أنت؟ فقال: لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَإِذَا فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ»   [إسناده واه بمرة] . الحديث: 1102 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 1103 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَزَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: نَا أَبُو الْغُصْنِ الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ؛ قَالَ: [ص: 493] قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: تَشْرَبُ النَّبِيذَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، إِي وَاللهِ. قَالَ فَلَا تَشْرَبُهُ؛ فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1103 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 1104 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 495] : «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» ثُمَّ قَرَأَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلا بَلْ هُمْ قوم خصمون} [الزخرف: 58]   [حسن بطرقه] . الحديث: 1104 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 1105 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ رَشِيدٍ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إلا قليلا} [النساء: 142] ؛ قَالَ: إِنَّمَا قَلَّ لِأَنَّهُ كَانَ لِغَيْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1105 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 1106 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْمِصِّيصِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَدَافَعُونَ، هَذَا يُقَدِّمُ هَذَا، وَهَذَا يُقَدِّمُ هَذَا؛ فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خُسِفَ بِهِمْ. الحديث: 1106 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 1107 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْكِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مِسْعَرٌ: (وَمُشَيِّدٍ دَارًا لِيَسْكُنَ دَارَهُ ... سَكَنَ الْقُبُورَ وَدَارُهُ لَمْ تُسْكَنِ) قَالَ: وَقَالَ مِسْعَرٌ: (لَنْ يَلْبَثَ الْقُرَنَاءُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا ... لَيْلٌ يَكِرُّ عَلَيْهِمُ وَنَهَارُ) الحديث: 1107 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 1108 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مِسْعَرٌ: (قِفْ بِدِيَارِ الْمُتْرَفِينَ فَقُلْ لَهَا ... إِذَا جِئْتَهَا أَيْنَ الْمَسَاكِنُ وَالْقُرَى) (وَأَيْنَ الْمُلُوكُ النَّاعِمُونَ بِغِبْطَةٍ ... وَمَنْ عَانَقَ الْبِيضَ الرَّغَابِيبَ كَالدُّمَى) (فَلَوْ نَطَقَتْ دَارٌ لَقَالَتْ دِيَارُهُمْ ... لَكَ الْخَيْرُ صَارُوا لِلتُّرَابِ وَلِلْبِلَى) (وَأَفْنَاهُمْ كَرُّ النَّهَارِ وَلَيْلُهُ ... وَلَمْ يَبْقَ فِي الْأَيَّامِ كَهْلٌ وَلَا فَتَى) الحديث: 1108 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 1109 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ: الصَّلَاةُ تُبَلِّغُكَ نِصْفَ الطَّرِيقِ، وَالْوُضُوءُ يُبَلِّغُكَ بَابَ الْمَلِكِ، وَالصَّدَقَةُ تُدْخِلُكَ عَلَيْهِ. الحديث: 1109 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 1110 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِابْنِهِ: [ص: 498] يَا بُنَيَّ! إِذَا طَلَبْتَ شَيْئًا؛ فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ قَنَاعَةٌ؛ فَلَيْسَ يُغْنِيكَ مَالٌ   [إسناده منقطع] . الحديث: 1110 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 1111 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى شُرَيْحٍ يَسْتَقْرِضُ مِنْهُ دَرَاهِمَ، فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: حَاجَتُكَ عِنْدَنَا؛ فَأْتِ مَنْزِلَكَ؛ فَإِنَّهَا سَتَأْتِيكَ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَلْحَقَكَ ذُلُّهَا. الحديث: 1111 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 1112 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رِزْقِهِ حِجَابٌ؛ فَإِنِ اقْتَصَدَ أَتَاهُ رِزْقُهُ، وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ وَلَمْ يُزَدْ فِي رِزْقِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1112 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 1113 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: إِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ عَيْشًا مَنْ حَسُنَ عَيْشُ النَّاسِ فِي عَيْشِهِ. الحديث: 1113 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 1114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبُزُرْجَمْهِرَ الْحَكِيمِ: هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ ان يَفْعَلَ الْمَعْرُوفَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْزَأَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ أَحْبَبْتَ لَهُ الْخَيْرَ، وَبِذَلْتَ لَهُ الْوُدَّ؛ فَقَدْ أَصَابَ مِنْ مَعْرُوفِكَ. الحديث: 1114 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 1115 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: دَخَلَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَلَى بلال بن أَبِي بُرْدَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى! ادْعُ اللهَ لِي. فَقَالَ لَهُ: مَا يَنْفَعُكَ دُعَائِي لَكَ وَعَلَى بَابِكَ أَكْثَرُ مِنْ مئتين يَدْعُونَ عَلَيْكَ. الحديث: 1115 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 1116 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامِ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ تُمِيتُ الْقَلْبَ: مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ، وَمُجَالَسَةُ الْأَغْنِيَاءِ، وَمُجَالَسَةُ النِّسَاءِ. الحديث: 1116 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 1117 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 503] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1117 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 1118 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ الْكِرْمَانِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، نَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا حَمَّادُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، عَنْ جَنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 505] : «خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1118 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 1119 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص: 506] أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِشَعْيَا: قُمْ فِي قَوْمِكَ أُوحِ عَلَى لِسَانِكَ. فَلَمَّا قَامَ شَعْيَا أَنْطَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِهِ بِالْوَحْيِ، فَقَالَ: يَا سَمَاءُ اسْتَمِعِي، وَيَا أَرْضُ أَنْصِتِي. فَاسْتَمَعَتِ السَّمَاءُ وَأَنْصَتَتِ الْأَرْضُ. فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي اسْتَقْبَلْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْكَرَامَةِ وَهُمْ كَالْغَنَمِ الضَّائِعَةِ لَا رَاعِيَ لَهَا، فَآوَيْتُ شَاذَّتَهَا، وَجمَعْتُ ضَالَّتَهَا، وَجَبَرْتُ كَسِيرَهَا، وَدَاوَيْتُ مَرِيضَهَا، وَأَسْمَنْتُ مَهْزُولَهَا، فَبَطِرَتْ، فَتَنَاطَحَتْ، فَقَتَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا حَتَّى لَمْ يبق منهاعظم صَحِيحٌ، إِنَّ الْحِمَارَ رُبَّمَا يَذْكُرُ آرِيَّهُ الَّذِي شَبِعَ عَلَيْهِ فَيُرَاجِعُهُ، وَإِنَّ الثَّوْرَ رُبَّمَا يَذْكُرُ مَرْجَهُ الَّذِي سَمِنَ فِيهِ فَيَنْتَابُهُ، وَإِنَّ الْبَعِيرَ رُبَّمَا يَذْكُرُ وَطَنَهُ الَّذِيَ نَتَجَ فِيهِ فَيَنْزِعُ إِلَيْهِ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَا يَذْكُرُونَ مِنْ أَيْنَ جَاءَهُمُ الْخَيْرُ وَهُمْ أَهْلُ الْأَلْبَابِ وَالْعُقُولِ، لَيْسُوا بِإِبِلٍ وَلَا بَقَرٍ وَلَا حَمِيرٍ، وَإِنِّي ضَارِبٌ لَهُمْ مَثَلًا فَاسْمَعُوهُ، قُلْ لَهُمْ: كَيْفَ تَرَوْنَ فِي أَرْضٍ كَانَتْ زَمَانًا مَنْ زَمَانِهَا خَرِبَةً مَوَاتًا لَا زَرْعَ فِيهَا وَلَا حَرْثَ، وَكَانَ لَهَا رَبٌّ قَوِيٌّ حَلِيمٌ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا بِالْعِمَارَةِ، فَأَحَاطَ عَلَيْهَا سِيَاجًا، وَشَيَّدَ فِيهَا قُصُورًا، وَأَنْبَطَ فِيهَا نَهْرًا، وَصَنَّفَ فِيهَا غِرَاسًا مِنَ الزَّيْتُونِ وَالرُّمَّانِ وَالنَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ وَأَلْوَانِ الثِّمَارِ، وَوَلَّى ذَلِكَ ذَا رَأْيٍ وَهِمَّةٍ حَفِيظًا قَوِيًّا أَمِينًا، فَلَمَّا جَاءَ إِبَّانُ ثَمَرِهَا أَثْمَرَتْ خَرْنُوبًا، مَا كُنْتُمْ قَائِلِينَ لَهُ وَمُشِيرِينَ عليه؟ [قالوا] : كُنَّا نَقُولُ لَهُ: بِئْسَتِ الْأَرْضُ أَرْضُكَ، وَنُشِيرُ عَلَيْهِ أَنْ يَقْلَعَ سِيَاجَهَا، وَيَهْدِمَ قَصْرَهَا، [ص: 507] وَيَدْفِنَ نَهْرَهَا، وَيَحْرِقَ غَرْسَهَا؛ حَتَّى تَعُودَ خَرِبَةً مَوَاتًا لَا عُمْرَانَ فِيهَا، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ لَهُمْ: إِنَّ السِّيَاجَ ذِمَّتِي، وَإِنَّ الْقَصْرَ شَرِيعَتِي، وَإِنَّ النَّهْرَ كِتَابِي، وَالْقَيَّمُ نَبِيِّي، وَإِنَّ الْغَرْسَ مَثَلٌ لَهُمْ، وَالْخَرْنُوبُ أَعْمَالُهُمُ الْخَبِيثَةُ، وَإِنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَلَيْهِمْ قَضَاءَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ بِذَبْحِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَلَيْسَ يَنَالُنِي اللَّحْمُ وَلَا آكُلُهُ، وَيُدْعَوْنَ أَنْ يَتَقَرَّبُوا إِلَيَّ بِالتَّقْوَى وَالْكَفِّ عَنْ ذَبْحِ الْأَنْفُسِ الَّتِي حَرَّمْتُهَا عَلَيْهِمْ، وَيُزَوِّقُونَ لِي الْمَسَاجِدَ وَلَيْسَ بِي إِلَى تَزْوِيقِهَا حَاجَةٌ، وَإِنَّمَا أَمَرْتُ بِرَفْعِهَا لِأُذْكَرَ فِيهَا وَأُسَبَّحَ، وَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ أُلْفَتَنَا لَجَمَعَهَا، وَلَوْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُفَقِّهَ قُلُوبَنَا لَفَقَّهَهَا، فَاعْمِدْ إِلَى عُودَيْنِ يَابِسَيْنِ فَاكْتُبْ فِيهِمَا كِتَابًا: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَعُودَا عُودًا وَاحِدًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُمَا ذَلِكَ، فَاخْتَلَطَا، فَصَارَا عُودًا وَاحِدًا، وَصَارَ الْكِتَابُ فِي طَرَفَيِ الْعُودِ [الْوَاحِدِ] كِتَابًا وَاحِدًا. يَا مَعْشَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ! إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي قَدَرْتُ عَلَى أَنْ أُفَقِّهَ الْعِيدَانَ الْيَابِسَةَ، وَعَلَى أَنْ أُؤَلِّفَ بَيْنَهَا؛ فَكَيْفَ لَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَجْمَعَ أُلْفَتَكُمْ إِنْ شِئْتُ؟ أَمْ كَيْفَ لَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُفَقِّهَ قُلُوبَكُمْ؟ ! وَيَقُولُونَ: صُمْنَا فَلَمْ يُرْفَعْ صِيَامُنَا، وَصَلَّيْنَا فَلَمْ تُنَوَّرْ صَلَاتُنَا، وَزَكَّيْنَا فَلَمْ تَزْكُ زَكَاتُنَا، وَدَعَوْنَا اللهَ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَنَا. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: سَلْهُمْ لِمَ ذَلِكَ؟ وَمَا الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أُجِيبَهُمْ؟ أَلَسْتُ أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَأَقْرَبَ الْمُجِيبِينَ، وَأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ؟ أَلِأَنَّ خَزَائِنِي فَنِيَتْ، وَيَدَايَ مَبْسُوطَتَانِ بِالْخَيْرِ أُنْفِقُ كَيْفَ أَشَاءُ؟ أَمْ لِأَنَّ ذَاتَ يَدَيَّ قَلَّتْ، كَيْفَ وَمَفَاتِيحُ الْخَيْرِ بِيَدِي لَا يَفْتَحُهَا وَلَا يُغْلِقُهَا غَيْرِي؟ أَمْ لِأَنَّ رَحْمَتِي ضَاقَتْ؟ كَيْفَ وَرَحْمَتِي [ص: 508] وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ؟ وَإِنَّمَا يَتَرَاحَمُ الْمُتَرَاحِمُونَ بِبَعْضِهَا، أَمْ لِأَنَّ الْبُخْلَ يَعْتَرِينِي؟ كَيْفَ وَأَنَا النَّفَّاحُ بِالْخَيْرَاتِ أَجْوَدُ مَنْ أَعْطَى وَأَكْرَمُ مَنْ سُئِلَ، وَلَكِنْ كَيْفَ أَرْفَعُ صِيَامَهُمْ وَهُمْ يُلْبِسُونَهُ بِقَوْلِ الزُّورِ، وَيَتَقَوُّونَ عَلَيْهِ بِطُعْمَةِ الْحَرَامِ؟ أَمْ كَيْفَ أُنَوِّرُ صَلَاتَهُمْ وَقُلُوبُهُمْ صَاغِيَةٌ إِلى مَنْ يُحَادُّنِّي؟ أم كيف استجيب دعاءهم وإنما هو قول بألسنتهم والعمل من ذلك بعيد؟ أم كيف تزكوا صَدَقَاتُهُمْ وَهِيَ مِنْ أَمْوَالِ غَيْرِهِمْ؟ وَإِنَّمَا أَجْزِي عَلَيْهَا الْمُغَتَصَبِينَ، وَإِنَّ مِنْ عَلَامَةِ رِضَايَ رِضَا الْمَسَاكِينِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1119 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 1120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَجبْتُ مِمَّنْ يَحْزَنُ عَلَى نُقْصَانِ مَالِهِ وَلا يَحْزَنُ عَلَى فَنَاءِ عُمْرِهِ، وَعَجِبْتُ مِمَّنِ الدُّنْيَا مُوَلِيَّةٌ عَنْهُ وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ إِلَيْهِ؛ فَيَشْتَغِلُ بِالْمُدْبِرَةِ، وَيُعْرِضُ عَنِ الْمُقْبِلَةِ. الحديث: 1120 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 1121 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ شجاع، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: [ص: 509] كَانَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ لا يَأْخُذُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِاللهِ إِلَّا أَمَرَ بِصَلْبِهِ، فأتى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِاللهِ، فَأَمَرَ بِصَلْبِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَوْصِ. فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أُوصِي؛ أُدْخِلْتُ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ أُسْتَأْمَرْ، وَعِشْتُ فِيهَا جَاهِلا، وَأُخْرِجْتُ وَأَنَا كَارِهٌ! وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لا يُقْتَلُ أَحَدُهُمْ إِلَّا وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْتَدَرُوا ذَلِكَ الْكِيسَ وَهُمْ يَرَوْنَ أن فيه ذهباً أو فضة؛ فأصابوا كتابا فيه ثلاث كلمات: إذا كان القدر حقاً؛ فالحرص باطل، وإذا كان الغدر في الناس طباعاً؛ فالثقة بكل أحد عجز، وإذا كان الموت لكل أحد رصداً؛ فالطمأنينة إلى الدنيا حمق. الحديث: 1121 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 1122 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عليٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: أَمَّا يَسْتَحِي أَحَدُهُمْ أَنْ يَلْبَسَ عَبَاءَةً بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ وَفِي قَلْبِهِ شَهْوَةٌ [ص: 510] بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ؟ ! الحديث: 1122 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 1123 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا هِشَامُ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؛ فَقَالَ سَلْمَانُ: أَوْصِنِي يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا؛ فَلا يَأْخُذَنَّ أَحَدٌ مِنْهَا إِلَّا بَلاغًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1123 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 1124 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 514] لَمَّا حَضَرَتْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَحِمَهُ اللهُ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا عَبْدَ اللهِ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدَةً: أَنْ تَكُونَ بَلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ سَلْمَانُ نُظِرَ لِجَمِيعِ مَا تَرَكَ؛ فَإِذَا قِيمَتَهُ ثَلاثُونَ دِرْهَمًا   [إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] . الحديث: 1124 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 1125 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، نَا خُزَيْمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَنَّ رَجُلا أَتَى بَعْضَ الزُّهَادِ، وَقَالَ لَهُ الزَّاهِدُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي زُهْدُكَ فَأَتَيْتُكَ. فقال: أوَ لا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَزْهَدُ مِنِّي؟ قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنْتَ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: لأَنَّكَ زَهَدْتَ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا وَبَقَائِهَا، وَزَهَدْتُ أَنَا فِي الدُّنْيَا عَلَى فَنَائِهَا وَقِلَّتِهَا وَذَمِّ اللهِ إِيَّاهَا؛ فَأَنَا زَهِدْتُ فِي الْقَلِيلِ، وَأَنْتَ زَهَدْتَ فِي الْكَثِيرِ. الحديث: 1125 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 1126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى القَطَّانُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ؛ قَالَ: [ص: 515] وَشَى وَاشٍ بِرَجُلٍ إِلَى الإِسْكَنْدَرِ؛ فَقَالَ لَهُ: أتحب أَنْ نَقْبَلَ مِنْكَ مَا قُلْتَ فِيهِ عَلَى أَنَا نَقْبَلُ مِنْهُ مَا قَالَ فيك؟ فقال: لا. فَقَالَ لَهُ: فَكُفَّ عَنِ الشَّرِّ يَكُفَّ الشَّرُّ عَنْكَ. الحديث: 1126 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 1127 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنُ قُتَيْبَةَ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ إِخْوَانِنَا مِنَ الْكُتَّابِ إِلَى عَامِلٍ وَكَانَ سُعِيَ بِهِ [إِلَيْهِ] : لَسْتُ أَنْفَكُّ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ مِنْ إِحْدَى أَرْبَعٍ: إِمَّا كُنْتَ مُحْسِنًا وَإِنِّي لَكَذَلِكَ؛ [فَارْبُبْ] ، أَوْ مُسِيئًا وَلَسْتُ بِهِ؛ فَأَبْقَ، أَوْ أَكُونُ ذَا ذَنْبٍ وَلَمْ أَتَعَمَّدْ؛ فَتَغَمَّدْ، أَوْ مَقْرُوفًا وَقَدْ تَلْحَقُ [بِهِ] حِيَلُ الأَشْرَارِ؛ فَتَثَبَّتْ، (وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَآء بِنَمِيمٍ (11)) [القلم: 10، 11] . الحديث: 1127 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 1128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص: 516] مَا خَانَ شَرِيفٌ، وَلا كَذَبَ عَاقِلٌ، وَلا اغْتَابَ مُؤْمِنٌ. الحديث: 1128 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 1129 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: هَجَا الْحُمَيْرِيُّ الشَّاعِرُ الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى، ثُمَّ أَتَاهُ رَاغِبًا مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ: بِأَيِّ وَجْهٍ تَلْقَانِي؟ فَقَالَ: بِالْوَجْهِ الَّذِي أَلْقَى بِهِ رَبِّي وَذُنُوبِي إِلَيْهِ أَكْثَرُ مِنْ ذُنُوبِي إِلَيْكَ. فَضَحِكَ وَوَصَلَهُ وَرَضِيَ عَنْهُ. الحديث: 1129 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 1130 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 517] قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: مَنْ ثَقُلَ عَلَى صَدِيقِهِ خَفَّ عَلَى عَدُوِّهِ؛ وَمَنْ يُسْرِعْ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ قَالُوا فِيهِ مَا لا يَعْلَمُونَ. الحديث: 1130 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 1131 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرَوَانَ الْخَلْوَةَ؛ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: إِذَا شِئْتُمْ. فَلَمَّا تَهَيَّأَ الرَّجُلُ لِلْكَلامِ؛ قَالَ لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ تَمْدَحَنِي؛ فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، أَوْ تَكْذِبَنِي؛ فَإِنَّهُ لا رَأْيَ لِكَذُوبٍ، أَوْ تَسْعَى إِلَيَّ بِأَحَدٍ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَلْتُكَ. فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَأَقَالَهُ. الحديث: 1131 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 1132 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْهِنْدِ: مِنَ الْحُمْقِ الْتِمَاسُ الرَّجُلِ الإِخْوَانَ بِغَيْرِ وَفَاءٍ، وَطَلَبُ الآخِرَةِ بِالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، وَمَوَدَةُ النِّسَاءِ بِالْغِلْظَةِ، وَنَفْعُ نَفْسِهِ بِضُرِّ غَيْرِهِ، وَطَلَبُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلُ بِالدَّعَةِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَتَى يَكُونُ الأَدَبُ شَرًّا لِمَنْ عَدِمَهُ؟ فَقَالَ: [ص: 518] إِذَا كَثُرَ أَدَبُ الرَّجُلِ، وَنَقَصَ عَقْلُهُ. الحديث: 1132 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 1133 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ جَدَّةً بِنْتَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً؛ قَالَ: وَأَقَلُّ أَوْقَاتِ الْحَمْلِ تِسْعَ سِنِينَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَوْقَاتِ الْوَطْءِ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. الحديث: 1133 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 518 1134 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا حَرْبُ بْنُ قَطَّانٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: إن الرَّجُلَ لَيَسْتَفْرِغُ وُلِدَ امْرَأَتَيْنِ يُولَدُ لَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةٍ. [ص: 519] قَالَ حَرْبُ بْنُ قَطَّانٍ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِي اللهُ عَنْهَا: مَا حَاضَتِ امْرَأَةٌ بَعْدَ خَمْسِينَ سَنَةً. الحديث: 1134 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 518 1135 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، [عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ] ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: [ص: 520] أَيُّهَا النَّاسُ! عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْغَزْوِ؛ فَإِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1135 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 1136 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الحسن بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بن سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص: 521] أَوْصَى عَبْدُ المَلِكِ بْنُ صَالِحٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ بِبِلادِ الرُّومِ؛ قَالَ: أَنْتَ تَاجِرُ اللهِ لِعِبَادِهِ؛ فَكُنْ كَالْمُضَارِبِ الْكَيِّسِ الَّذِي إِنْ وَجَدَ رِبْحًا تَجِرَ، وَإِلّا احْتَفِظْ بِرَأْسِ الْمَالِ، وَلا تطلب الغنيمة حتى تحوز السَّلامَةَ، وَكُنْ مِنَ احْتِيالِكَ عَلَى عَدُوِّكَ أَشَدَّ خَوْفًا مِنَ احْتِيَالِ عَدُوِّكَ عَلَيْكَ. الحديث: 1136 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 1137 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عيينه، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ؛ فَقَالَ: لا يَغْزُوَنَّ مَعِيَ رَجُلٌ بنى بِنَاءً لَمْ يُكْمِلْهُ، وَلا رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَبْنِ بِهَا، وَلا رَجُلٌ زَرَعَ زَرْعًا لَمْ يَحْصُدْهُ. الحديث: 1137 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 1138 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عُظَمَاءُ التُّرْكِ يَقُولُونَ: الْقَائِدُ الْعَظِيمُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ من أَخْلاقِ الْحَيَوَانِ: شَجَاعَةُ الدِّيكِ، وَتَحَنُّنُ الدَّجَاجَةِ، وَقَلْبُ الأَسَدِ، وَحَمْلَةُ الْخِنْزِيرِ، وَرَوَغَانُ الثَّعْلَبِ، وَخَتْلُ الذِّئْبِ. الحديث: 1138 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 1139 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ؛ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ قَالَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ: [ص: 524] إِنِّي قَدْ لَقِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَدُوَّ؛ فَكَانَ أَحَبُّ الأَوْقَاتِ إِلَيْهِ أَنْ يَلْقَى الْعَدُوَّ، إِذَا لَمْ يَلْقَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ؛ أَنْ يَلْقَاهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَحَانَتِ الصَّلاةُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَدَعَا الْمُسْلِمُونَ. الحديث: 1139 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 1140 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبِي، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: [ص: 526] لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الأَحْزَابِ قَالَتِ الْجَنُوبُ لِلشَّمَالِ: انْطَلِقِي بِنَا نمد رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتِ الشَّمَالُ: إِنَّ الْحَرَّةَ لا تَسْرِي بِاللَّيْلِ. فَكَانَتِ الرِّيحُ الَّتِي أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الصَّبَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1140 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 524 1141 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الْعَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِالسَّيْفِ عَلَى مغفرة، فَقَطَعَهُ إِلَى الْقَرَبُوسِ، فَقَالُوا: مَا أَجْوَدَ سَيْفَكَ. فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ. يُرِيدُ ان الْعَمَلَ لِيَدِهِ لا لِسَيْفِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1141 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 1142 - حَدَّثَنَا أحمد بن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا الأصمعي، عن أبي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: [ص: 527] كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُوصِي أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحُرُوبِ، يَقُولُ لَهُمْ: عُضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ مِنَ الأَضْرَاسِ؛ فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسِّيُوفِ عَنِ الْهَامِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1142 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 1143 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَارِمًا مُحَمَّدَ بْنِ الْفَضْلِ يَقُولُ: وَضَعَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عِنْدِي نَفَقَتَهُ، فَكَانَ يَجِيءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَيَأْخُذُ مِنْهُ حَاجَتَهُ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! بَلَغَنِي انك مِنَ الْعُرْبِ. فَقَالَ: يَا أَبَا النُّعْمَانِ! نَحْنُ قَوْمٌ مَسَاكِينُ. فَلَمْ يَزَلْ يُدَافِعُنِي حَتَّى خَرَجَ وَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئًا. الحديث: 1143 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 1144 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالُوا: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 528] : «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 1144 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 1145 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، نَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، نَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: [ص: 530] أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ إلى رأس من رؤوس الْمُشْرِكِينَ يَدْعُوهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ الْمُشْرِكُ: هَذَا الإِلَهُ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ صَاحِبُكَ؛ أَمِنْ ذَهَبٍ هُوَ أَوْ مِنْ فِضَّةٍ أَوْ مِنْ نُحَاسٍ؟ فَتَعَاظَمَ مَقَالَتَهُ فِي صَدْرِ رَسُولِ رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِ» . فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً مِنَ السَّمَاءِ، وَرَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّرِيقِ لا يَدْرِي، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَهْلَكَ اللهُ صَاحِبُكَ بَعْدَكَ» ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَيُرْسِلُ الصَّوَعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَآءُ. .) الآية [الرعد: 13]   [إسناده حسن] . الحديث: 1145 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 528 1146 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} [الأنبياء: 27] ؛ قَالَ: [ص: 531] لا يَقُولُونَ حَتَّى يَقُولَ وَيَأْمُرَ وَيَنْهَى، ثم يقولون عنه. الحديث: 1146 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 1147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ كَانَ بي حفيا} [مريم: 47] : أَيْ بَارًّا، عَوَّدَنِي مِنْهُ الإِجَابَةَ إِذَا دَعَوْتُهُ. الحديث: 1147 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 1148 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ويعقوب نافلة} [الأنبياء: 72] ؛ قَالَ: [ص: 532] دَعَا بِإسْحَاقَ؛ فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَزِيدَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً، كَأَنَّهُ تَطَوُّعٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَفَضُّلٌ بِلا دُعَاءٍ، وَإِنْ كَانَ كُلٌّ بِتَفَضُّلِهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1148 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 1149 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دازيل، نا مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: لَتُحَبَّبَنَّ إِلَيْكُمُ الدُّنْيَا حَتَّى تَتَعَبَّدُوا لَهَا وَلأَهْلِهَا، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ زَمَانٌ تُكْرَهُ فِيهِ الْمَوْعِظَةُ حَتَّى يَخْتَفِيَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يَخْتَفِي الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ، وَحَتَّى يُعَيَّرَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يُعَيَّرُ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1149 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 1150 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 533] قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَسْتَقِيمُ حُبُّ الدُّنْيَا وَحُبُّ الآخِرَةِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، كَمَا لا يَسْتَقِيمُ الْمَاءُ وَالنَّارُ فِي إِنَاءٍ. الحديث: 1150 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 1151 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ الرَّازِيُّ: إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَجِدَ حَلاوَةَ الْعِبَادَةِ وَتَبْلُغَ ذُرْوَةَ سَنَامِهَا؛ فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبْيَنَ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا حَائِطًا مِنْ حَدِيدٍ. الحديث: 1151 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 1152 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: [ص: 534] قَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَنْعُمَ وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ: بُؤْسٌ لِمُحِبِّ الدُّنْيَا! ! يُحِبُّ مَا يُبْغِضُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1152 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 1153 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو مُحْرِزٍ الطُّفَاوِيُّ: لَمَّا بَانَ لِلأَكْيَاسِ أَعْلا الدَّارَيْنِ مَنْزِلَةً طَلَبُوا الْعُلُوَّ بِالْعُلُوِّ مِنَ الأَعْمَالِ، وَعَلِمُوا أَنَّ الشَّيْءَ لا يُدْرَكُ إِلَّا بِأَكْثَرِ مِنْهُ؛ فَبَذَلُوا أَكْثَرَ مَا عِنْدَهُمْ؛ بَذَلُوا وَاللهِ الْمُهَجَ رَجَاءَ الرَّاحَةِ لَدَيْهِ، وَالْفَرَجَ فِي يَوْمٍ لا يَخِيبُ لَهُ فِيهِ طَالِبٌ. الحديث: 1153 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 1154 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ الرَّوَّاسِيِّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ هِلالٍ: [ص: 535] مَكْتُوبٌ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا دُنْيَا! مَا أَهْوَنَكِ عَلَى الأَبْرَارِ الَّذِينَ تَصَنَّعْتِ لَهُمْ وَتَزَيَّنْتِ لَهُمْ، إِنِّي قَدْ قَذَفْتُ فِي قُلُوبِهِمْ بُغْضَكِ وَالصُّدُودَ عَنْكِ، وَمَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَهْوَنَ عَلِيَّ مِنْكِ، كُلُّ شَأْنِكِ صَغِيرٌ، وَإِلَى الْفَنَاءِ تَصِيرِينَ، قَضَيْتُ عَلَيْكِ يَوْمَ خَلَقْتُكِ أَنْ لا تَدُومِي لأَحَدٍ وَلا يَدُومُ لَكِ أَحَدٌ، وَإِنْ بَخِلَ بِكِ صَاحِبُكِ وَشَحَّ عَلَيْكِ، طوبى للأبرار الذين أطلعوني مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى الرِّضَا، وَمِنْ ضَمِيرِهِمْ عَلَى الصِّدْقِ وَالِاسْتِقَامَةِ، طُوبَى لَهُمْ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الْجَزَاءِ إِذَا وَفَدُوا إِلَيَّ مِنْ قُبُورِهِمُ: النُّورُ يَسْعَى أَمَامَهُمْ، وَالْمَلائِكَةُ حَافِّينَ بِهِمْ، حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ مِمَّا يَرْجُونَ مِنْ رَحْمَتِي. الحديث: 1154 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 1155 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ؛ وَقِيلَ لَهُ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمَاحَةُ. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَالسَّمَاحَةُ بِفَرَائِضِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1155 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 535 1156 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِنُ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ أَرَادَ الْحَجَّ؛ فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْحَجَّ وَأَحْبَبْتُ أَنْ نَصْطَحِبَ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: وَيْحَكَ! دَعْنَا نَتَعَاشَرُ بِسِتْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ نَصْطَحِبَ؛ فَيَرَى بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ مَا نَتَمَاقَتُ عَلَيْهِ. الحديث: 1156 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 1157 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ رَجُلٍ إِلَى بَعْضِ الْخُلَفَاءِ: كَانَ لِي فِيكَ أَمَلانِ: أَحَدُهُمَا لَكَ، وَالآخَرُ بِكَ، فَأَمَّا الأَمَلُ لَكَ؛ فَقَدْ بَلَغْتَهُ، وَأَمَّا الأَمَلُ بِكَ؛ فَأَرْجُو أَنْ يُحَقِّقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1157 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 1158 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُصَيْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 537] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الشُّكْرُ ثَلاثَةُ مَنَازِلٍ: لِمَنْ فَوْقَكَ بِالطَّاعَةِ، وَلِنَظِيرِكَ بِالْمُكَافَئَةِ، وَلِمَنْ دُونَكَ بِالإِفْضَالِ. الحديث: 1158 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 1159 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ؟ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَنِي عَلَيْكَ رَغْبَةٌ وَلا رَهْبَةٌ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَمَّا الرَّغْبَةُ؛ فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَفَاضَتْ فِي رِحَالِنَا وَتَنَاوَلَهَا الأَقْصَى وَالأَدْنَى مِنَّا، وَأَمَّا الرَّهْبَةُ؛ فَقَدْ أَمِنَّا بِعَدْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَنَحْنُ وَفْدُ الشُّكْرِ. الحديث: 1159 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 1160 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ - وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ النَّاسِ -: [ص: 538] كُنْتُ مَتَى شِئْتُ أَنْ أَجِدَ مَنْ يَعِدُ وَيُنْجِزُ وَجَدْتُهُ؛ فَقَدْ أَعْيَانِي مَنْ يَعِدُ وَلا يُنْجِزُ. قَالَ: وَكَانُوا يَفْعَلُونَ وَلا يَقُولُونَ؛ فَصَارُوا يَقُولُونَ وَلا يَفْعَلُونَ، ثُمَّ صَارُوا لا يَقُولُونَ وَلا يَفْعَلُونَ. الحديث: 1160 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 1161 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ الْهُذَيْلُ بْنُ زُفَرَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ فِي حَمَالاتٍ لَزِمَتْهُ؛ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ عَظُمَ شَأْنُكَ عَنْ أَنْ يُسْتَعَانَ بِكَ أَوْ يُسْتَعَانَ عَلَيْكَ، وَلَسْتَ تَصْنَعُ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا وَأَنْتَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَلَيْسَ الْعُجْبُ مِنْ أَنْ تفعل، بل العجب من ألاّ تفعل. فقضى حاجته. آخر الجزء الثامن، يتلوه التاسع إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحديث: 1161 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء التاسع من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن حمد: إجازة؛ قال أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءةً عليه، نا أحمد بن مروان الدينوري: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 1161 - / م - نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا صَالِحُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 17] : «لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امرأة على ملئ كَفٍّ مِنْ طَعَامٍ؛ لَكَانَ ذَلِكَ صَدَاقًا»   [إسناده ضعيف] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 1162 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو السَّكَنِ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص: 18] كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ سَأَلَ عَنْهُ: «أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟» فَإِنْ قَالُوا: هَدِيَّةً؛ مَدَّ يَدَهُ، وَإِنْ قَالُوا: صَدَقَةً؛ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «خُذُوا»   [إسناده جيد] . الحديث: 1162 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 1163 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: كُلُّ نِعْمَةٍ لا تُقَرِّبُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَهِيَ بَلِيَّةٌ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1163 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 1164 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 20] أَنَّهُ أُتِيَ بِجِنَازَةٍ يُصَلِّي عَلَيْهَا، فَلَمَّا وُضِعَتْ قَالَ: إِنَّا لَقَائِمُونَ وَمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَّا عَمَلُهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1164 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 1165 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: شِرَارُ أَهْلِ كُلِّ دِينٍ عُلَمَاؤُهُمْ؛ غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ. الحديث: 1165 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 1166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، حَدَّثَنِي حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ قَدْ سَالَتْ عَيْنَاهُ عَلَى خَدَّيْهِ مِنْ ظمإ الْهَوَاجِرِ. الحديث: 1166 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 1167 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ؛ قَالَ: [ص: 21] دَخَلْتُ عَلَى زُبَيْدٍ وَهُوَ عَلِيلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: شَفَاكَ اللهُ. قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللهَ. الحديث: 1167 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 1168 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَئِكَتُهُ) [الأحزاب: 43] ؛ قَالَ: صَلاتُهُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي. الحديث: 1168 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 1169 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خالد يذكر على شُبَيْلٍ عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: [ص: 22] مَا اغْبَرَّتْ نَعْلَيَّ فِي طَلَبِ دُنْيَا قَطُّ، وَمَا جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ إِلَّا انْتَظَرْتُ جِنَازَةً أَوْ حَاجَةً. الحديث: 1169 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 1170 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي: اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَعِيشُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ؛ فَهُوَ غَنِيمَةٌ. الحديث: 1170 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 1171 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص: 23] كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَعِيبُ عَلَيْهِ إِعْطَاءَ الشُّعَرَاءِ؛ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إن خَيْرَ الْمَالِ مَا وقى الْعِرْضَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1171 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 1172 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يُخْطِئْ عِنْدَنَا فِي الْحَدِيثِ؛ فَهُوَ كَذَّابٌ. الحديث: 1172 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 1173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْحَلالِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ عَمَّتِهَا قَالَتْ: كَانَ لِأَبِي الْحَلالِ [غُرَفٌ، مِنْهَا] غُرْفَةٌ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ؛ فَكَانَ يَقُومُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا، فَيَقُولُ: أَيَا فُلانُ! أَيَا فُلانُ! حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى [ص: 24] الْأَرْبَعَةِ الْأَبْوَابِ، ثُمَّ يَقُولُ: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} [مريم: 98] ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلاتِهِ؛ فَكَانَ هَذَا دَأْبَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابن عشرين ومئة سَنَةٍ. الحديث: 1173 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 1174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ السَّلَّالُ، فَقَالَ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبْغِضُ أَهْلَ بَيْتِ اللَّحْمِيِّينَ؛ أَهُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكْلَ [ص: 25] اللَّحْمِ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: لا وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكْلَ لُحُومِ النَّاسِ. الحديث: 1174 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 1175 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَزَّازُ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ؛ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعِشْرِينَ سَنَةً: بَشِّرْ يَحْيَى بِأَمَانٍ مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الحديث: 1175 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 1176 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: كَانَ بَصَرُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِالْعِلْمِ كَبَصَرِ التَّاجِرِ الْأَرِيبِ بِتِجَارَتِهِ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ السُّوقَ لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّرَ اللهَ؛ لِصَلاحِهِ وَخُشُوعِهِ. الحديث: 1176 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 1177 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص: 26] قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: لِمَ لا تَجْلِسُ مُتَّكِئًا؟ قَالَ: تِلْكَ جِلْسَةُ الْآمِنِينَ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَكُنْتُ إِذَا أَحْسَسْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ؛ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ لَتَرْضَى بِالدُّونِ، فَقَالَ: إِنَّمَا رَضِيَ بِالدُّونِ مَنْ رَضِيَ بِالدُّنْيَا. الحديث: 1177 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 1178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 27] أَعْبَدُ الْأَرْبَعَةِ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَأَفْقَهُهُمْ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الدِّينِ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَضْبَطُهُمْ لِلِسَانِهِ ابْنُ عَوْنٍ. الحديث: 1178 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 1179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: أَتَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَأَعْطَانِي أَلْفَ دِينَارٍ، وَقَالَ لِي: صُنْ بِهَذِهِ الْحِكْمَةَ الَّتِي آتاك اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1179 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 1180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 29] قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ [ص: 30] السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. وَقِيلَ لَهُ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ. وَكَانَ إِذَا حَجَّ أَخْرَجَ نِسَاءَهُ وَصِبْيَانَهُ إِلَى الْحَجِّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَعْرِضُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَكَانَ يَحُجُّ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ أَقْضَى لِلدَّيْنِ. الحديث: 1180 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 1181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: جَعَلَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ يُقَرِّعُ رَجُلًا بِذَنْبٍ وَأَرَادَ عُقُوبَتَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنْ كُنْتَ تَرْجُو فِي الْعُقُوبَةِ رَاحَةً؛ فَلا تَزْهَدَنَّ عِنْدَ الْمُعَافَاةِ فِي الْأَجْرِ، فَعَفَا عَنْهُ. الحديث: 1181 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 1182 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ لِلْمَهْدِيِّ: [ص: 31] إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَرْضَ أنْ يَجْعَلَكَ دُونَ خَلْقِهِ؛ فَلا تَرْضَى أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَشْكَرَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ الحديث: 1182 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 1183 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ؛ قَالَ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ، فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ، وَإِذَا رَجَعَ أَعَادَهُ. الحديث: 1183 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 1184 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا وُهَيْبٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: [ص: 32] مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِثْلُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. الحديث: 1184 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 1185 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ سَيِّدُ الْفُقَهَاءِ. الحديث: 1185 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 1186 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: [ص: 33] كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَيْحَانَةً قِبَلَ الشَّامِ مَاتَتْ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ: وَحَدَّثَنَا غَيْرُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ مَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ. قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ الْأَوْزَاعِيِّ؛ فَقَدْ مَاتَ. الحديث: 1186 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 1187 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ فِي دَارِ الْمُطَّلِبِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: يَا غُلامُ! اذْهَبْ إِلَى الْجَوَارِي، فَقُلْ لَهُنَّ: مَنْ أَرَادَ مِنْهُنَّ أَنْ تَصْبُغَ ثِيَابَهَا؛ فَلْتَبْعَثْ بِهَا. فَجَاءَ الْغُلامُ بِثِيَابٍ كَثِيرَةٍ، فَقَالَ لِلَّذِي سَأَلَهُ: شُدَّهَا بِبَعْضِ الْأَثْوَابِ وَخُذْهَا. الحديث: 1187 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 1188 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَّامٍ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ؛ قَالَ: قَالَ كِسْرَى: لا تَنْزِلَنَّ بِبَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ: سُلْطَانٌ قاهر، وقاضي عَادِلٌ، وَسُوقٌ قَائِمَةٌ، وَطَبِيبٌ عَالِمٌ، وَنَهْرٌ جَارٍ. الحديث: 1188 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 1189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: مَا أَشَدَّ فِطَامَ الْكَبِيرِ! وَأَنْشَدَ: (أَتَرُوضُ عِرْسَكَ بَعْدَمَا هَرِمَتْ ... وَمِنَ الْعَنَاءِ رِيَاضَةُ الْهَرِمِ) الحديث: 1189 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 1190 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزْنِيُّ: اجْتَهِدُوا في العمل، فإذا قَصَّرْتُمْ؛ فَكُفُّوا عَنِ الْمَعَاصِي. الحديث: 1190 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 1191 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 35] سَتَعْلَمُ يَا مِسْكِينُ؛ تُنْفِقُ دِينَكَ فِي شَهْوَتِكَ سَرْفًا، وَتَمْنَعُ فِي حَقِّ اللهِ دِرْهَمًا! سَتَعْلَمُ يَا لُكَعُ. الحديث: 1191 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 1192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ: هَلْ تَعْرِفُ أَحَدًا يَعْمَلُ بِعَمَلِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا يَقُولُ بِقَوْلِهِ؛ فَكَيْفَ يَعْمَلُ بِعَمَلِهِ؟ ! ثُمَّ وَصَفَهُ فَقَالَ: كَانَ إِذَا أَقْبَلَ؛ فَكَأَنَّهُ أَقْبَلَ مِنْ دَفْنِ حَمِيمِهِ، وَإِذَا جَلَسَ؛ فَكَأَنَّهُ أَسِيرٌ أُمِرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، وَإِذَا ذُكِرَتِ النَّارُ؛ فَكَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقْ إِلَّا لَهُ، وَكَانَ صَائِمَ النَّهَارِ قَائِمَ اللَّيْلِ، تَالِيًا لِلْقُرْآنِ، خَائِفًا لِلَّهِ، هَامِلَ الْعَيْنَيْنِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، مَا لَهُ غَمٌّ غَيْرُ الْآخِرَةِ. الحديث: 1192 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 1193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: [ص: 36] كَانَتْ خَيِّرَةُ أُمُّ الْحَسَنِ مَوْلاةُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَرُبَّمَا غَابَتْ أُمُّهُ فَبَكَى الْحَسَنُ، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَدْيِهَا تُعَلِّلُهُ إِلَى أَنْ تجيء أمه؛ فدر عليها ثَدْيَاهَا، فَشَرِبَهُ، فَيَرَوْنَ أَنْ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ اللَّبَنِ. قَالَ: وَنَشَأَ الْحَسَنُ بِوَادِي الْقُرَى، وَوُلِدَ عَلَى الْعُبُودِيَّةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1193 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 1194 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي ذَمِّ أَصْحَابِ الْكَلامِ [ص: 37] : (دَعْ مَنْ يَقُودُ الْكَلامَ نَاحِيَةً ... فَمَا يَقُودُ الْكَلامَ ذُو وَرَعِ) (كُلُّ فَرِيقٍ بَدِيهُهُمْ حَسَنٌ ... ثُمَّ يَصِيرُونَ بَعْدُ لِلشُّنَعِ) (أَحْسَنُ مَا فِيهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ ... لَمْ يَكُ فِي قَوْلِهِ بِمُنْقَطِعِ) الحديث: 1194 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 1195 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ مُسْلِمٍ فِيهِمْ وَأَجَادَ؛ فَقَالَ: (تَرَى الْمَرْءَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَقُولَ ... وَأَسْلَمُ لِلْمَرْءِ أَنْ لا يَقُولا) (فَأَمْسِكْ عَلَيْكَ فُضُولَ الْكَلامِ ... فَإِنَّ لِكُلِّ كَلامٍ فُضُولا [ص: 38] ) (وَلا تَصْحَبَنَّ أَخَا بِدْعَةٍ ... وَلا تَسْمَعَنَّ لَهُ الدَّهْرَ قِيلا) (فَإِنَّ مَقَالَتَهُ كَالظِّلالِ ... يُوشِكُ أَفْيَاؤُهَا أَنْ تَزُولا) (وَقَدْ أَحْكَمَ اللهُ آيَاتِهِ ... وَكَانَ الرَّسُولُ عَلَيْهَا كَفِيلا) (فَلا تَبْغِيَنَّ سِوَاهَا هُدًى ... وَلا تَبْغِيَنَّ سِوَاهَا سَبِيلا) (أُنَاسٌ لَهُمْ رِيبَةٌ فِي الصُّدُورِ ... وَيُخْفُونَ فِي الْجَوْفِ مِنْهُمْ غَلِيلا) (إِذَا أَحْدَثُوا بِدْعَةً فِي الْقُرْآنِ ... تَعَاوَوْا وَكَانُوا عَلَيْهَا عُدُولا) (فَخَلْهُمْ وَالَّذِي يَهْضِبُونَ ... وَوَلِّهِمُ مِنْكَ صَمْتًا طَوِيلا) الحديث: 1195 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 1196 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: [ص: 39] قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: طُوبَى لِمَنْ عَلَّمَهُ اللهُ كِتَابَهُ ثُمَّ لَمْ يمت جبارا [رجاله ثقات] . الحديث: 1196 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 1197 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نَا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ؛ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 41] تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ، وَلْيَتَوَاضَعْ لَكُمْ مَنْ تُعَلِّمُونَ، وَلا تَكُونُوا مِنْ جَبَابِرَةِ الْعُلَمَاءِ؛ فَلا يَقُومُ عِلْمُكُمْ بِجَهْلِكُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1197 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 1198 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، نَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ؛ قَالَ: [ص: 42] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ لِلنَّاسِ نَفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ؛ فَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكَ [عَمْيَاءُ مَجْهُولَةٌ، وَضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ] ؛ فَأَقِمِ الْحُدُودَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا لِلَّهِ وَالْآخَرُ لِلدُّنْيَا؛ فَآثِرْ نَصِيبَكَ مِنَ اللهِ، فإن الدنيا تنفذ وَالْآخِرَةُ تَبْقَى، وَأَخِفِ الْفُسَّاقَ، واجعلهم يدا يدا ورجلارجلا، عُدْ مَرِيضَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْضَرْ جَنَائِزَهُمْ وَافْتَحْ بَابَكَ، وَبَاشِرْ أُمُورَهُمْ بِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ؛ غَيْرَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَكَ أَثْقَلَهُمْ حِمْلًا، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ فَشَا لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ هَيْئَةٌ فِي لِبَاسِكَ وَمَطْعَمِكَ وَمَرْكَبِكَ لَيْسَ لِلْمُسْلِمِينَ مِثْلُهَا؛ [ص: 43] فَإِيَّاكَ يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهِيمَةِ مَرَّتْ بِوَادٍ خَصْبٍ؛ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا هَمٌّ إِلَّا السَّمْنُ وَالْمَاءُ، وَإِنَّمَا حَتْفُهَا فِي السِّمَنِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَامِلَ إِذَا زَاغَ زَاغَتْ رَعِيَّتُهُ، وَأَشْقَى النَّاسُ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1198 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 1199 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَلَّمَ النَّاسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَنْ يُكَلِّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي أَنْ يَلِينَ لَهُمْ؛ فإنه [قد] أَخَافَ الْأَبْكَارَ فِي خُدُورِهِنَّ؛ فَكَلَّمَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَالْتَفَتَ عُمَرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! إِنِّي لا أَجِدَ لَهُمْ إِلَّا ذَلِكَ، وَاللهِ لَوْ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ؛ لَأَخَذُوا ثَوْبِي [ص: 44] عَنْ عَاتِقِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1199 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 1200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، نَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادًا وَرَاءَ الْأَنْدَلُسِ كَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَنْدَلُسِ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَصَاهُ مَخْلُوقٌ، رِضْرَاضُهُمُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، وَجِبَالُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، لا يَحْتَرِثُونَ وَلا يَزْرَعُونَ، وَلا يَحْتَرِفُونَ وَلا يَعْمَلُونَ عَمَلًا، لَهُمْ شَجَرٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ لَهَا ثَمَرٌ هِيَ طَعَامُهُمْ، وَشَجَرٌ لَهَا أَوْرَاقٌ عِرَاضٌ هِيَ لِبَاسُهُمْ. الحديث: 1200 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 1201 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص: 45] أَنَّ ذي القرنين أتى مغارب الشَّمْسِ، فَرَأَى قَوْمًا لا يَعْمَلُونَ عَمَلًا؛ وَإِذَا مَنَازِلُهُمْ لَيْسَ لَهَا أَبْوَابٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ حُكَّامٌ وَلا قُضَاةٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمْ عَجَبًا! قَالُوا: وَمَا رَأَيْتُ مِنَ الْعَجَبِ؟ قَالَ: أَرَى قُبُورَكُمْ عَلَى أَبْوَابِ مَنَازِلِكُمْ! قَالُوا: كَي لا نَنْسَى الْمَوْتَ! قَالَ: فَمَا لِي أَرَى بَيَادِرَكُمْ وَاحِدَةً؟ قَالُوا: نَتَقَاسَمُ بِالسَّوِيَّةِ؛ نُعْطِي مَنْ زَرَعَ وَمَنْ لَمْ يَزْرَعْ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَى بُيُوتَكُمْ لَيْسَ لَهَا أَبْوَابٌ؟ قَالُوا: لَيْسَ فِينَا مُتَّهَمٌ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَى الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ تَدُورُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ولا تضركم؟ ! قالو: نَزَعَ اللهُ مِنْ قُلُوبِنَا الْغِشَّ وَالْحِنَاثَ؛ فَنَزَعَ اللهُ مِنْهَا [ص: 46] السُّمَّ. قَالَ: فَمَا لِي لا أَرَى فِيكُمْ حُكَّامًا؟ ! قَالُوا: لَيْسَ فِينَا مَنْ يَظْلِمُ صَاحِبَهُ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكُمْ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْمَارًا؟ ! فَقَالُوا: وَصَلْنَا أَرْحَامَنَا؛ فَطَوَّلَ اللهُ أَعْمَارَنَا   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1201 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 1202 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَسْكُنَ غَدًا مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ؛ فَكُنْ فِي الدُّنْيَا وَحِيدًا فَرِيدًا مَهْمُومًا مَحْزُونًا؛ كَالطَّائِرِ الْوَحْدَانِيِّ، يَظَلُّ فِي رِيَاضِ الْفَلاةِ، وَيَرِدُ مَاءَ الْعُيُونِ، وَيَأْكُلُ أَطْرَافَ الشَّجَرِ، فَإِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ آوَى وَحْدَهُ اسْتِيحَاشًا مِنَ الطَّيْرِ وَاسْتِئْنَاسًا بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1202 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 1203 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 47] كَانَ دُعَاءُ عِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ الَّذِي يَدْعُو بِهِ لِلْمَرْضَى وَالزَّمْنَى وَالْعُمْيَانِ وَالْمَجَانِينِ وَغَيْرِهِمْ: اللهُمَّ! أَنْتَ إِلَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، وَإِلَهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا إِلَهَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا جَبَّارَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، وَأَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَلِكُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا مَلِكَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، قُدْرَتُكَ فِي الْأَرْضِ كَقُدْرَتِكَ فِي السَّمَاءِ، وَسُلْطَانُكَ فِي الْأَرْضِ كَسُلْطَانِكَ فِي السَّمَاءِ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِيمِ وَوَجْهِكَ الْمُنِيرِ وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. قَالَ وَهْبٌ: هَذَا لِلْفَزِعِ وَالْمَجْنُونِ يُقْرَأُ عَلَيْهِ وَيُكْتَبُ لَهُ وَيُسْقَى مَاءَهُ؛ [فَيَبْرَأُ] إِنْ شَاءَ اللهُ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1203 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 1204 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 48] قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ أَرَحْتَ نَفْسَكَ؟ قَالَ: رَاحَتَهَا أُرِيدُ. الحديث: 1204 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 1205 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْحِمَّانِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا ابْنَ آدَمَ! لا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي يَأْتِي، عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أَجَلِكَ يَأْتِ فِيهِ رِزْقُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لا تَكْسِبُ مِنَ الْمَالِ فَوْقَ قوتك إلا كنت فيها خَازِنًا لِغَيْرِكَ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1205 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 1206 - حدثنا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي مِثْلِهِ لِلنَّابِغَةِ: (وَلَسْتُ بِحَابِسٍ لِغَدٍ طَعَامًا ... حِذَارَ غَدٍ لِكُلِّ غَدٍ طَعَامُ) الحديث: 1206 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 1207 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا قَبِيصَةُ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ الْأَعْلَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَهْلِكُ وَالنَّجَاةُ مَعَهُ! قِيلَ لَهُ: مَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: الِاسْتِغْفَارُ   [إسناده لا بأس به] . الحديث: 1207 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 1208 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أحمد بْنُ عبدان الأزهري لِغَيْرِهِ: (أَطِعِ اللهَ بِجُهْدِكَ ... عَامِدًا أَوْ دُونَ جُهْدِكْ) (أَعْطِ مَوْلاكَ كَمَا تَطْلُبُ ... مِنْ طَاعَةِ عَبْدِكْ) الحديث: 1208 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 1209 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يُنْشِدُ [ص: 50] : (أَرَى أُنَاسًا بِأَدْنَى الدِّينِ قَدْ قَنِعُوا ... وَلا أَرَاهُمْ رَضُوا فِي الْعَيْشِ بِالدُّونِ) (فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ دُنْيَا الْمُلُوكِ كَمَا ... اسْتَغْنَى الْمُلُوكُ بِدُنْيَاهُمْ عَنِ الدِّينِ) الحديث: 1209 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 1210 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَابِدِينَ يَذْكُرُ الدُّنْيَا: (لَقَدْ غَرَّتِ الدُّنْيَا رِجَالًا فَأَصْبَحُوا ... بِمَنْزِلَةٍ مَا بَعْدَهَا مُتَحَوَّلُ [ص: 51] ) (فَسَاخِطُ أَمْرٍ لا يُبَدَّلُ غَيْرُهُ ... وَرَاضٍ بَأَمْرِ غَيْرُهُ سَيُبَدَّلُ) (وَبَالِغُ أَمْرٍ كَانَ يَأْمُلُ دُونَهُ ... وَمُخْتَلِجٌ مِنْ دُونِ مَا كَانَ يَأْمُلُ) الحديث: 1210 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 1211 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوَفَّقٍ نَا السَّرِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: ذَمَّ رَجُلٌ الدُّنْيَا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ [ص: 52] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ نَجَاةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، مَهْبَطُ وَحْيِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلائِكَتِهِ، وَمَسْجِدُ أَنْبِيَائِهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَائِهِ، رَبِحُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ، وَاكْتَسَبُوا فِيهَا الْجَنَّةَ، فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ أَذِنَتْ بِبَيْنِهَا، وَنَادَتْ بفراقها، وشبهت بسرورها وَبِبَلائِهَا الْبَلاءَ؛ تَرْهِيبًا وَتَرْغِيبًا، فَيَا أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُعَلِّلُ نَفْسَهُ! مَتَى خَدَعَتْكَ الدُّنْيَا أَوْ مَتَى اسْتَدَامَتْ إِلَيْكَ؟ ! أَبِمُصَارِعِ آبَائِكَ فِي الْبَلَى، أَمْ بِمُصَارِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى؟ ! كَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ وَعَلَّلْتَ بِكَفَّيْكَ، تَطْلُبُ لَهُ الشِّفَاءَ وَتَسْتَوْصِفُ لَهُ الْأَطِبَّاءَ، لا يُغْنِي عَنْكَ دَوَاؤُكَ، وَلا يَنْفَعُكَ بُكَاؤُكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1211 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 1212 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، نَا أَبِي، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجِنِّ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: يَدْخُلُونَهَا، وَلَكِنْ لا يَأْكُلُونَ فِيهَا وَلا يَشْرَبُونَ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّقْدِيسَ؛ فَيَجِدُونَ فِيهِ مَا يَجِدُ فِيهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ لَذِيذِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1212 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 1213 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا جَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى يَعْقُوبَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ قَالَ: عَلَى أَيِّ حَالٍ تَرَكْتُ يُوسُفَ؟ قَالَ: عَلَى الْإِسْلامِ. قَالَ: الْآنَ تَمَّتِ النِّعْمَةُ. الحديث: 1213 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 1214 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ يُونُسَ؛ قَالَ: [ص: 54] أَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: مُلْحَقٌ. الحديث: 1214 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 1215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الْخَطَّابِ، نَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ، نَا أَبُو الصَّهْبَاءِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: [ص: 55] اخْتَرْ أَيَّ قَتْلةٍ شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: بَلْ أَنْتَ؛ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّ الْقِصَاصَ أَمَامَكَ. الحديث: 1215 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 1216 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدوري، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24] ؛ قَالَ: صَبَرُوا عَنِ الدُّنْيَا. الحديث: 1216 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 1217 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، نَا طَلْحَةُ - وَهُوَ الْأَعْلَمُ -، عَنِ الشَّعْبِيِّ: [ص: 56] فِي رَجُلٍ أَوْصَى لِأَرَامِلِ بَنِي فُلانٍ؛ قَالَ: الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِيهِ سَوَاءٌ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (تِلْكَ الْأَرَامِلُ قَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهَا ... فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الْأَرْمَلِ الذَّكَرِ) الحديث: 1217 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 1218 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْأَصْمَعِيُّ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي رَسُولِ اللهِ [ص: 57] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَنْتَ لَمَّا ظَهَرْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ ... وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ) الحديث: 1218 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 1219 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَرَأَ الْأَصْمَعِيُّ: (لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ (37)) [الحاقة: 37] ؛ ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (عِبَادُكَ يُخْطِئُونَ وَأَنْتَ رَبٌّ ... يكفيك الْمَنَايَا لا تَمُوتُ) الحديث: 1219 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 1220 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَاصِمٍ؛ قَالَ: [ص: 58] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا: أَنْ لا يَرْكَبَ الْبَرَاذِينَ، وَلا يَلْبَسَ الرَّقِيقَ، وَلا يَأْكُلَ النَّقِيَّ، وَلا يَتَّخِذَ بَوَّابًا وَلا حَاجِبًا. قَالَ: وَمَرَّ بِبِنَاءٍ يُبْنَى بِحِجَارَةٍ وَجَصٍّ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ فَذَكَرُوا أَنَّهُ لِعَامِلٍ مِنْ عُمَّالِهِ عَلَى الْبَحْرَيْنِ؛ فَقَالَ: أَبَتِ الدَّرَاهِمُ إِلَّا أَنْ تُخْرَجَ أَعْنَاقُهَا. وَقَاسَمَهُ مَالَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: لِي عَلَى كُلِّ خَائِنٍ أَمِينَانِ: الْمَاءُ , وَالطِّينُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1220 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 1221 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: [ص: 59] أَنْشَدَنَا الْأَصْمَعِيُّ لِأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ في ذكر العرش: (مَجِّدُوا اللهَ وَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ ... رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَمْسَى كَبِيرًا) (بِالْبِنَاءِ الْأَعْلَى الَّذِي سَبَقَ النَّاسَ ... وَسَوَّى فَوْقَ السَّمَاءِ سَرِيرًا) (شَرْجَعًا مَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَيْنِ ... تَرَى دُونِهِ الْمَلائِكَ صُورًا) قال الأصمعي: 1 لملائك جَمْعُ مَلَكٍ، وَصُورٌ الْمَائِلُ الْعُنُقِ، وَهُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ. الحديث: 1221 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 1222 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [ص: 60] أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ امْرِئِ الْقَيْسِ الْأَكْبَرِ - وَهُوَ الَّذِي بَنَى الْخُوَرْنَقَ - رَكِبَ يَوْمًا وَأَشْرَفَ عَلَى الْخَوَرْنَقِ، فَنَظَرَ إِلَى مَا حَوْلَهُ، فَقَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَحَدًا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيتُ؟ فَقَالُوا: لا؛ إِلَّا [أَنَّ] رَجُلًا مِنْهُمْ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، وَكَانَ مِنْ حُكَمَائِهِمْ، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنْ أَذِنْتَ لِي تَكَلَّمْتُ. فَقَالَ: تَكَلَّمُ. فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَا جَمَعْتَ؛ أَشَيْءٌ هُوَ لَكَ لَمْ يَزَلْ وَلا يَزُولُ، أَمْ هُوَ شَيْءٌ كَانَ لِمَنْ قَبْلَكَ زَالَ عَنْهُ وَصَارَ إِلَيْكَ، وَكَذَلِكَ يَزُولُ عَنْكَ؟ فَقَالَ: لا، بَلْ كَانَ لِمَنْ قَبْلِي فَزَالَ عَنْهُ وَصَارَ إِلَيَّ، وَكَذَلِكَ يَزُولُ عَنِّي. قَالَ: فَسُرِرْتَ بِشَيْءٍ تَذْهَبُ [ص: 61] عَنْكَ لَذَّتُهُ غَدًا وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ عَلَيْكَ، تَكُونُ فِيهِ قَلِيلًا وَتَرْتَهِنُ فِيهِ كَثِيرًا طَوِيلًا. قَالَ: فَبَكَى، وَقَالَ لَهُ: فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ؟ قَالَ: إِلَى أَحَدِ أَمْرَيْنِ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فَتَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِمَّا أَنْ تُلْقِيَ عَلَيْكَ أَمْسَاحًا ثُمَّ تَلْحَقَ بِجَبَلٍ وَتَفِرَّ مِنَ النَّاسِ وَتُقِيمَ وَحْدَكَ وَتَعْبُدَ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَجَلُكَ. قال: فإذ فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا لِي؟ قَالَ: حَيَاةٌ لا تَمُوتُ، وَشَبَابٌ لا يَهْرَمُ، وَصِحَّةٌ لا تَسْقَمُ، وَمُلْكٌ جَدِيدٌ لا يَبْلَى. فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْحَكِيمُ! فَكُلُّ مَا أَرَى إِلَى فَنَاءٍ وَزَوَالٍ؟ ! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَا يَفْنَى؟ ! وَاللهِ لَأَطْلُبَنَّ عَيْشًا لا يَزُولُ أبداً. فانخلع عن مُلْكِهِ، وَلَبِسَ الْأَمْسَاحَ، وَسَارَ فِي الْأَرْضِ، وَتَبِعَهُ الْحَكِيمُ؛ فَعَبِدَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعًا حَتَّى مَاتَا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الشَّاعِرُ: (تَبَيَّنَ رَبُّ الْخَوَرْنَقِ إِذَا ... مَا أَشْرَفَ يَوْمًا وَلِلْهَدِي تَفْكِيرُ) (سَرَّهُ حَالُهُ وَكَثْرَةُ مَا يَمْلِكُ ... وَالْبَحْرُ مَعْرَضًا وَالسَّدِيرُ) (فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ وَمَا ... غِبْطَةُ حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ؟) وَفِيهِمْ يَقُولُ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ: (مَاذَا أُؤَمِّلُ بَعْدَ آلِ مُحْرِقٍ ... تَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ وَبَعْدَ إِيَادِ) (أَرْضُ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ ... وَالْقَصْرِ ذِي الشُّرُفَاتِ مِنْ سِنْدَادِ) (نَزَلُوا بِأَنْقَرَةَ تَسِيلُ عَلَيْهِمُ ... مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِيءُ مِنْ أَطْوَادِ) (أَرْضٌ تَخَيَّرَهَا لِطِيبِ مَقِيلِهَا ... كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وَابْنُ أُمِّ دُؤَادَ) (جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهِمْ ... فَكَأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مِيعَادِ) (فَأَرَى النَّعِيمَ وَكُلُّ مَا يُلْهَى بِهِ ... يَوْمًا يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَنَفَادِ) الحديث: 1222 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 1223 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: مَا أَرَى إِسَاءَةً تَكْبُرُ عِنْدَ عَفْوِ اللهِ؛ فَلا تَيْأَسْ مِنْ رحمه اللهِ، وَرُبَّمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الذَّنْبِ الصَّغِيرِ. الحديث: 1223 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 1224 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : طُوبَى لِمَنْ سَمِعَتْ أُذُنَاهُ مَا يَقُولُ لِسَانُهُ. الحديث: 1224 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 1225 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: مَا رُؤيَ مَجْلِسٌ مِثْلَ مَجْلِسَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ. الحديث: 1225 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 1226 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ. الحديث: 1226 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 1227 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْمُقْرِئُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْوَرْدِ؛ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: [ص: 64] مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرَ فِقْهًا وَلا أَعْظَمَ جِفْنَةً، أَصْحَابُ الْقُرْآنِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ وَأَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، وَأَصْحَابُ الشِّعْرِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، وَكُلُّهُمْ يَصْدُرُ فِي رَأْيٍ وَاسِعٍ. الحديث: 1227 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 1228 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ بَكَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا. الحديث: 1228 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 1229 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 65] مَاتَ أَخٌ لَنَا، فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَمُدَّ عَلَيْهِ الثَّوْبُ جَاءَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، فَأَخَذَ بِجَانِبَيِّ الثَّوْبِ، ثُمَّ نَادَى: يَا فُلانُ! (إِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ... وَإِلَّا فَإِنِّي لا إِخَالُكَ نَاجِيًا) [ص: 66] قَالَ: فَبَكَى وَأَبْكَى النَّاسَ. الحديث: 1229 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 1230 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقَارِئُ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: 30] ؛ فَصَاحَ صَيْحَةً، فَعَادُوهُ مِنْهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. الحديث: 1230 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 1231 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ: لَقِيتُ عُمَرَ صَاحِبَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أراكب جِئْتَ أَمْ رَاجِلٌ؟ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَمَا يَرْضَى الْعَاصِي أَنْ يَجِيءَ إِلَى مَوْلاهُ إِلَّا رَاكِبًا؟ ! الحديث: 1231 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 1232 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَكِنِّي أَعْرِفُ رَجُلًا لَمْ يَزَلِ الْبَارِحَةَ يقرأ: (أَلْهكُمُ التَّكَاثُرُ) (1)) [التَّكَاثُرُ: 1] إِلَى الصُّبْحِ مَا قَدِرَ أَنْ يُجَاوِزَهَا (يَعْنِي نَفْسَهُ) . الحديث: 1232 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 1233 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ، نَا أَبِي، نَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ لِأَبِيهِ: يَا أَبَةِ! سَلْ لِي رَبَّكَ الْحُزْنَ؛ فَلَعَلِّي أَنْجُو بِطُولِ الْحُزْنِ غَدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الحديث: 1233 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 1234 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ الْقَارِعَةَ. الحديث: 1234 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 1235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ بَابًا، وَبَابُ الْعِبَادَةِ الْحُزْنُ، وَإِنَّ الْمَحْزُونَ فِي أَمْرِ اللهِ فِي عُلُوٍّ مِنَ اللهِ. الحديث: 1235 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 1236 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: الْحُزْنُ مَلِكُ الْبَدَنِ، وَالْمَلِكُ لا يَسْكُنُ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ فَارِغٍ غَيْرِ مَشْغُولٍ. الحديث: 1236 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 1237 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ قَالَ: [ص: 69] بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ بِجَبَلِ عَرَفَاتٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ النَّاسِ؛ إِذْ أَقْبَلَ شَابَّانِ عَلَيْهِمَا الْعَبَاءُ الْقَطَوَانِيُّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا حَبِيبُ! فَأَجَابَهُ الْآخَرُ: لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْمُحِبُّ. قَالَ: أَتَرَى الَّذِي تَحَابَبْنَا وَتَوَادَدْنَا مِنْ أَجْلِهِ يُعَذِّبُنَا غَدًا فِي الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتًا مِنَ الْهَوَاءِ يَقُولُ: كَلَّا لَيْسَ بِفَاعِلٍ. الحديث: 1237 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 1238 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سَعِيدُ (يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمَانَ) ، نَا عَبَّادُ (يَعْنِي: ابْنَ الْعَوَّامِ) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ. قَالَ: [ص: 70] كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: أَنْ هَلُمَّ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَرْضِ الْجِهَادِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: إن الْأَرْضَ لا تُقَدِّسُ أَحَدًا، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الْمَرْءَ عَمَلُهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1238 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 1239 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالا: نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سَلَّامٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنَفِيِّ؛ قَالَ: [ص: 71] كُنَّا مَعَ ابْنِ أَبِي أَوْفَى فِي جِنَازَةٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ لَهَا: إِنَّمَا يُغْفَرُ لَكِ بِعَمَلِكِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 1239 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 1240 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَاسِطِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، عَنْ بَقِيَّةَ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِصُورَ، فَصَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! ادْعُ لِي. فَالْتَفَتَ إِلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ: دُعَاؤُكَ لِنَفْسِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ دُعَائِي لَكَ. الحديث: 1240 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 1241 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا بشر بن موسى؛ قا: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: [ص: 72] دَخَلْتُ عَلَى عَلِيلٍ أَعُودُهُ، فَالْتَفَتَ الْعَلِيلُ إِلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! ادْعُ اللهَ لِي. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ: دُعَاؤُكَ لِنَفْسِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ دُعَائِي لَكَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيْثُ يَقُولُ: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) [النمل: 62] ؛ فَقُلْ أَنْتَ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! {وَيَكْشِفُ السُّوءَ} ، قُلْ أَنْتَ: يَا رَبِّ! فَقَالَهَا الْعَلِيلُ، فَعُوفِيَ. قَالَ عَمِّي: فَعَلَّمْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ زُرَارَةَ وَعِدَّةً مِنْ أَصْحَابِنَا، فَمَا دَخَلْنَا عَلَى مَرِيضٍ فَقُلْتُهُ إِلَّا عُوفِيَ، وَهَكَذَا أَخْبَرَنِي مَنْ عَلَّمْتَهُ. قَالَ بِشْرٌ: مَا عَلَّمْتُهُ مَرِيضًا إِلَّا عُوفِيَ. الحديث: 1241 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 1242 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ بَيْتَهُ؛ فَإِذَا عِنْدَ مُصَلَّاهُ حُفَيْرَةٌ قَدْ مَلَأَهَا تِبْنًا وَبَسَطَ عَلَيْهَا كِسَاءً مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ [ص: 73] وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَلَهُ عُودٌ فِي الْمِحْرَابِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ إِذَا نَعَسَ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَيُضْرَبُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. الحديث: 1242 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 1243 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ طَارِقٍ فِي الطَّوَافِ وَعَلَيْهِ نَعْلانِ مَخْصُوفَتَانِ قَدِ انْفَرَجَ لَهُ أَهْلُ الطَّوَافِ؛ فَكَانَ يُحْزَرُ طَوَافُهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَإِذَا هُوَ يَطُوفُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشَرَةَ فَرَاسِخَ. الحديث: 1243 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 1244 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: [ص: 74] سَأَلَنِي هُبَيْرَةُ: مَا كُرْزٌ وَابْنُ طَارِقٍ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: ابْنُ طَارِقٍ لَوْ كَانَ احد يَكْتَفِي بِالتُّرَابِ لاكْتَفَى بِهِ، وَذَكَرَ كُرْزًا؛ فَقَالَ: مَا رُئِيَ قَطُّ إِلَّا وَهُوَ يُطِيعُ اللهَ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: (لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... وَكَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ) (قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَجَاهَدَا فِي طِلابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ) الحديث: 1244 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 1245 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 75] صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، صَفَّنَا صَفَّيْنِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1245 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 1246 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، نَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 77] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1246 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 1247 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: تَبِعَ مُحَمَّدُ بن المنكدرجنازة رَجُلٍ كَانَ يُسَفَّهُ بِالْمَدِينَةِ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ لَهُ: أَمِثْلُكَ يَحْضُرُ جِنَازَةً مِثْلَ هَذَا؟ فَقَالَ: وَاللهِ! إني لأستحي مِنَ اللهِ أَنْ يَرَانِي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ عَجَزَتْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. الحديث: 1247 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 1248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ: [ص: 78] جَاءَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ مِنَ الْبَصْرَةِ وَمَا جِئْتُ حَاجًّا وَلا مُعْتَمِرًا. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ: مَتَى يُبْعَثُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يُبْعَثُ وَاللهِ عَلِيٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تَهِمُّهُ نَفْسُهُ   [صحيح] . الحديث: 1248 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 1249 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: نَظَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى قَوْمٍ بِبَابِهِ، فَقَالَ لِقَنْبَرٍ: يَا قَنْبَرُ! مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ شِيعَتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: وَمَا لِي لا أَرَى فِيهِمْ سِيمَا الشِّيعَةِ؟ ! قَالَ: وَمَا سِيمَا الشِّيعَةِ؟ قَالَ: خُمْصُ [ص: 79] الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَى، يُبْسُ الشِّفَاهِ مِنَ الظَّمَأِ، عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1249 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 1250 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو سَلَمَةَ الْمُنَقِّرِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 83] قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ وَالنُّونُ، وَهِيَ الدَّوَاةُ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَلَمِ: اكْتُبْ. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ الدُّنْيَا وَمَا هُوَ كَائِنٌ فِيهَا مِنْ عَمَلٍ مَعْمُولٍ، بِرًّا وَفُجُورًا، وَرِزْقَ حَلالٍ أَوْ حَرَامٍ، أَوْ رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ. فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ خَلَقَ مَلائِكَةً وَوَكَّلَهُمْ بِالْكِتَابِ، وَخَلَقَ مَلائِكَةً وَكَّلَهُمْ بِالْعَمَلِ وَبِبَنِي آدَمَ؛ فَتَنْطَلِقُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْخَلْقِ إِلَى الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْكِتَابِ، فَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِمْ بِالنُّسَخِ مِمَّا يَجْرِي عَلَى بَنِي آدَمَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَهْبِطُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْخَلْقِ عَلَى بَنِي آدَمَ؛ فَيَكْتُبُونَ أَعْمَالَهُمْ مِمَّا يَجْرِي عَلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. ثُمَّ تَلا عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الْآيَةَ [ص: 84] : {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا كُنَّا نَرَى هَذِهِ الْآيَةَ لِعَبْدِ اللهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ؟ ! أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ النُّسْخَةَ لا تَكُونُ إِلَّا مِنْ أَصْلٍ ثَابِتٍ؟ ! ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ الْمَلَكَ إِذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى بَنِي آدَمَ يَدْفَعُ إِلَيْهِ صَحِيفَةً مَخْتُومَةً وَصَحِيفَةً مَنْشُورَةً لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ؛ فَيَهْبِطُ الْمَلَكُ عَلَى ابْنِ آدَمَ، فَيَكْتُبُ عَمَلَهُ أَجْمَعَ ثُمَّ يَعْرُجُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْكِتَابِ؛ فَيَفُضُّونَ الْخَاتَمَ، ثُمَّ يُعَارِضُونَ بِعَمَلِ بَنِي آدَمَ؛ فَيَجِدُونَهُ عَلَى مَا كَانَ فِي الْمَخْتُومِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 1250 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 1251 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النُّكْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) [الشعراء: 89] ؛ قال: شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. الحديث: 1251 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 1252 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: [ص: 85] إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكًا مؤكلا بِجَمْعِ الْأَشْكَالِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. الحديث: 1252 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 1253 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ: إِنَّ الْحَبَشَةَ لَمَّا قَدِمَتْ مَكَّةَ أَخَذَتْ فِي طَرِيقِهَا نُفَيْلَ بْنَ حَبِيبٍ لِيَدُلَّهَا عَلَى الْبَيْتِ، فَاحْتَالَ فِي الْهَرَبِ مِنْهَا، وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا: (أَلا رُدِّي رَكَائِبَنَا رُدِّينَا ... نَعِمْنَاكُمْ عَلَى الْهُجْرَانِ عَيْنَا) (فَإِنَّكِ لَوْ رَأَيْتِ وَلَنْ تَرَيْهِ ... لَدَى جَنْبِ الْمُحْصَبِ مَا رَأَيْنَا) (حَمِدْتُ اللهَ إِذْ أَبْصَرْتِ طَيْرًا ... وَحَصْبَ حِجَارَةٍ تُلْقَى عَلَيْنَا [ص: 86] ) (وَكُلُّهُمْ يُسَائِلُ عَنْ نُفَيْلٍ ... كَأَنَّ عَلَيَّ لِلْحُبْشَانِ دَيْنَا) الحديث: 1253 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 1253 - / 1 - قَالَ: وَقَالَ طُفَيْلٌ؛ وَهُوَ جَاهِلِيٌّ: (تَرْعَى مَذَانِبَ وَسْمِيٍّ أَطَاعَ لَهَا ... بِالْجَزَعِ حَيْثُ عَصَى أَصْحَابَهُ الْفِيلُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 1253 - / 2 - وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ؛ وَهُوَ جَاهِلِيٌّ: (إِنَّ آيَاتِ رَبِّنَا بَيِّنَاتٍ ... مَا يُمَارِي فِيهِنَّ إِلَّا الْكَفُورُ) (حَبَسَ الْفِيلَ بالمغمس حتى ... ظل يحبوا كَأَنَّهُ مَعْقُورُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 1253 - / 3 - وَقَالَ أَبْرَهَةُ مَلِكُ الْحَبَشَةِ حَيْثُ رَجَعَ: (أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْإِلَهُ الطَّالِبْ ... وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ غَيْرُ الْغَالِبْ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 1254 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَاقِدِيَّ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ قَائِدَ الْفِيلِ وَسَائِسَهُ بِمَكَّةَ أَعْمَيَيْنِ مُقْعَدَيْنِ يَسْتَطْعِمَانِ النَّاسَ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1254 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 1255 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، نَا الْمَسْعُودِيُّ: [ص: 88] أَنَّ عَائِشَةَ ابْنَةَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَأَتْ أَبَاهَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ فِي الْمَنَامِ؛ فَقَالَ لَهَا: يَا بُنيَّةُ! حَوِّلِينِي مِنْ هَذَا الْمَكَانِ؛ فَقَدْ أَضَرَّ بِي النَّدَى. فَأَخْرَجَتْهُ بَعْدَ ثَلاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوِهَا؛ فَحَوَّلَتْهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ وَهُوَ طَرِيٌّ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ، فَدُفِنَ فِي الْهَجْرِيِّينَ بِالْبَصْرَةِ، وَتَوَلَّى إِخْرَاجَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامَةَ التَّيْمِيُّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1255 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 1256 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: [ص: 89] لَمَّا أَرَادُوا حَفْرَ الْعَيْنِ - قَالَ سُفْيَانُ: تُسَمَّى عَيْنَ أَبِي زِيَادٍ -، نَادُوا بِالْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ؛ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ. قَالَ جَابِرٌ: فَأَتَيْنَاهُمْ، فَأَخْرَجْنَاهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ، وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ رِجْلَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَانْقَطَرَ مِنْهَا دَمٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. الحديث: 1256 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 1257 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ غَزَا بِلادَ الرُّومِ، فَمَاتَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَقُبِرَ مَعَ سُورِ الْمَدِينَةِ وَبُنِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَشْرَفَ عَلَيْهِمُ الرُّومُ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ! قَدْ كَانَ لَكُمُ اللَّيْلَةَ شَأْنٌ. [ص: 90] فَقَالُوا: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَاللهِ لَئِنْ نُبِشَ لا ضُرِبَ بِنَاقُوسٍ فِي بِلادِ الْعَرَبِ. قَالَ: وَكَانَ الرُّومُ إِذَا أَمْحَلُوا كَشَفُوا عَنْ قَبْرِهِ؛ فَأُمْطِرُوا   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1257 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 1258 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا ابْنُ سَعْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، نَا ابو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ: أَنَّ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيَّ غَزَا بِلادَ التُّرْكِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُتِلَ بِبَلَنْجَرَ، فَجَعَلَ أَهْلُ تِلْكَ النَّاحِيَةِ عِظَامَهُ فِي تَابُوتٍ، فَإِذَا احْتَبَسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ؛ أَخْرَجُوهُ، فَاسْتَسْقَوْا بِهِ، فَسُقُوا، فَقَالَ فِي ذَلِكَ ابْنُ جُمَانَةَ الْبَاهِلِيُّ الشَّاعِرُ: (إِنَّ لَنَا قَبْرَيْنِ قَبْرًا بِالِانْجَرِ ... وَقَبْرًا بِأَعْلا الصِّينِ يَا لَكَ مِنْ قَبْرِ [ص: 91] ) (فَهَذَا الَّذِي بِالصِّينِ عَمَّتْ فُتُوحُهُ ... وَهَذَا الَّذِي بِالتُّرْكِ يُسْقَى بِهِ الْقَطْرِ) فَالْقَبْرُ الَّذِي بِالصِّينِ قَبْرَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، قُتِلَ بِفَرْغَانَةِ، فَجَعَلَهُ الشَّاعِرُ بِالصِّينِ مِنْ أَجْلِ الْقَافِيَةِ: الحديث: 1258 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 1259 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أبو إِسْمَاعِيلُ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَثْبُتُ لَهُمُ الْعَدُوُّ فَوَاقًا عِنْدَ اللِّقَاءِ، فَقَالَ هِرَقْلُ وَهُوَ عَلَى أَنْطَاكِيَةَ لَمَّا قَدِمَتْ مُنْهَزِمَةً الرُّومُ؛ قَالَ لَهُمْ: أَخْبِرُونِي وَيْلَكُمْ عَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ؛ أَلَيْسُوا هُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ؟ ! قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَأَنْتُمْ أَكْثَرُ أَمْ هُمْ؟ [ص: 92] قَالُوا: بَلْ نَحْنُ أَكْثَرُ مِنْهُمْ أَضْعَافًا فِي كُلِّ مَوْطِنٍ. قَالَ فَمَا بَالُكُمْ تَنْهَزِمُونَ كُلَّمَا لَقِيتُمُوهُمْ؟ فَقَالَ شَيْخٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ يَقُومُونَ اللَّيْلَ، وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، وَيُوفُونَ بِالْعَهْدِ، وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيَتَنَاصَفُونَ بَيْنَهُمْ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّا نَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَنَزْنِي، وَنَرْكَبُ الْحَرَامَ، وَنَنْقُضُ الْعَهْدَ، وَنَغْصَبُ، وَنَظْلِمُ، وَنَأْمُرُ بِمَا يُسْخِطُ اللهَ، وَنَنْهَى عَمَّا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَنُفْسِدُ فِي الْأَرْضِ. قَالَ: أَنْتَ صَدَقْتَنِي. الحديث: 1259 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 1260 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ لِمَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ: هَلْ يَثْبُتُ لَكُمُ الْعَدُوُّ؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ؛ قَالَ: غَلَلْتُمْ   [إسناده معضل] . الحديث: 1260 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 1261 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَذِرًا فِي الْحَرْبِ جِدًّا، شَدِيدَ الرَّوَغَانِ مِنْ قَرْنِهِ، إِذَا حَمَلَ تَحَفَّظَ جَوَانِبَهُ جَمِيعًا مِنَ الْعَدُوِّ، وَإِذَا رَجَعَ مِنْ حَمْلَتِهِ يَكُونُ لِظَهْرِهِ أَشَدَّ تَحَفُّظًا مِنْهُ لِقُدَّامِهِ، لا يَكَادُ أَحَدٌ يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، وَكَانَ دِرْعُ صَدْرِهِ لا ظَهْرَ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَخَافُ أَنْ تُؤْتَى مِنْ قِبَلِ ظَهْرِكَ؟ فَقَالَ: إِنْ أَمْكَنْتُ عَدُوِّي مِنْ ظَهْرِي؟ فَلا أَبْقَى الله عَلَيْهِ إِنْ أَبْقَى عَلَيَّ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1261 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 1262 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهْرِيُّ؛ قَالَ: [ص: 94] مَا زِلْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَشْيَاخِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْحُكْمَ إِلَّا هُتِمَ (أَيْ: بَخَرَ) ؛ لِمَا صَنَعَ عُتْبَةُ بِفِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1262 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 1263 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: أَرْبَعَةٌ يُسَوِّدْنَ الْعَبْدَ: الْأَدَبُ، وَالصِّدْقُ، وَالْفِقْهُ، وَالْأَمَانَةُ. الحديث: 1263 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 1264 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ؛ قَالَ: [ص: 95] كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى مَخْصَرَةٍ؛ فَأَنْشَدَهُ: (تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعِشَةً يَدَاهُ ... وَأُمَّكَ مَا تَسِيغُ لَهَا شَرَابَا) (إِذَا غَنَّتْ حَمَامَةُ بَطْنِ وَجٍّ ... عَلَى بَيْضَاتِهَا ذَكَرَتْ كِلابَا) فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: وَجَّهْتُ ابْنِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا، وَكَتَبَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنْ يُرَحِّلَهُ؛ فَقَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بِرَّ أَبَوَيْكَ، وَكُنْ مَعَهُمَا حَتَّى يَمُوتَا. وَمَرْبَعَةُ كِلابٍ الَّتِي بِالْبَصْرَةِ نُسِبَتْ إِلَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1264 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 1265 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: [ص: 96] نَحْنُ لا نُحِبُّ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ، وَنَحْنُ نَمُوتُ وَلا نَتُوبُ. الحديث: 1265 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 1266 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص: 97] سَمِعَتْ قُرَيْشٌ صَائِحًا يَصِيحُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَهُوَ يَقُولُ: (إِنْ يُسْلِمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بِمَكَّةَ لا يَخْشَى خِلافَ الْمُخَالِفِ) فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَأَشْرَافُ قُرَيْشٍ مِنَ السُّعُودِ [هُمْ] : سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ، وَسَعْدُ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ. فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ سَمِعُوا صَوْتَهُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَهُوَ يَقُولُ: (يَا سَعْدُ سَعْدَ الْأَوْسِ كُنْ أَنْتَ نَاصِرًا ... وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الْخَزْرَجِيِّ الْغَطَارِفِ) (أَجِيبَا إِلَى دَاعِيَ الْهُدَى وَتَمَنَّيَا ... عَلَى اللهِ فِي الْفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ) (فَإِنَّ ثَوَابَ اللهِ لِلطَّالِبِ الْهُدَى ... جَنَّاتٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ) فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1266 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 1267 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ، نَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ؛ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ الْحَسَنِ؛ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزَارِقَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! مَا تَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: فَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَا الْحَسَنِ، وَقَالَ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا! إِنَّ عَلِيًّا كَانَ سَهْمًا لِلَّهِ صَائِبًا فِي أَعْدَائِهِ، وَكَانَ فِي مَحَلَّةِ الْعِلْمِ أَشْرَفَهَا وَأَقْرَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَهْبَانِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، لَمْ يَكُنْ لِمَالِ اللهِ بِالسَّرُوقَةِ، وَلا فِي أَمْرِ اللهِ بِالنَّؤُمَةِ، أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزِيمَةَ عِلْمِهِ، فَكَانَ مِنْهُ فِي رِيَاضٍ مُؤَنَّقَةٍ، وَأَعْلامٍ بَيِّنَةٍ، ذَاكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَا لُكَعُ! الحديث: 1267 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 1268 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ: أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ نَقَشَ خَطِيئَتَهُ فِي كَفِّهِ لِكَيْ لا يَنْسَاهَا؛ فَكَانَ إِذَا رَآهَا اضْطَرَبَتْ يَدَاهُ. الحديث: 1268 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 1269 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: [ص: 99] أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ جَعَلَ خَطِيئَتَهُ فِي كَفِّهِ؛ فَكَانَ لا يَتَنَاوَلُ طَعَامًا وَلا شَرَابًا وَلا يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى شَيْءٍ؛ إِلَّا أَبْصَرَ خَطِيئَتَهُ، فَأَبْكَاهُ. الحديث: 1269 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 1270 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ، نَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرِهِ؛ إِذْ رَأَى بَعْضَ بَنِيهِ يُغَامِزُ النِّسَاءَ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا بني - كهيئة التعزيز -. قَالَ: فَمَا [ص: 100] كَانَ بِأَسْرَعِ مِنْ أَنْ أَتَتْهُ الْعُقُوبَةُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَصُرِعَ عَنْ سَرِيرِهِ، [وَانْقَطَعَ نُخَاعُهُ، وَأُسْقِطَتِ امْرَأَتُهُ] ، وَقِيلَ لَهُ: هَكَذَا غَضِبْتَ لِي؟ اذْهَبْ؛ فَلا يَكُونُ فِي جِنْسِكَ خَيْرٌ أَبَدًا. الحديث: 1270 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 1271 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مَسْعُودُ أَبُو عَمْرٍو، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُ الْمَلَكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ بِأَمْرٍ فَيُقَصِّرُ فِي الطَّيَرَانِ، فَيَقُصُّ جَنَاحَهُ؛ فَلا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. الحديث: 1271 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 1272 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ لَهُ مُلْكٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي. قَالَ: فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ أضعف خَلْقَهُ؛ الْبَعُوضَةَ، فَدَخَلَتْ فِي مِنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا ها هنا، اضربوا ها هنا. فَضُرِبَ رَأْسُهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى هُشِّمَ. الحديث: 1272 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 1273 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ بِكَلِمَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ، فَمَسَخَهُ اللهُ؛ فَمَا يُدْرَى أَيَّ شَيْءٍ مُسِخَ: أَذُبَابٌ أَمْ غَيْرُ ذَلِكَ؛ إِلَّا أَنَّهُ ذَهَبَ فَلَمْ يُرَ. الحديث: 1273 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 1274 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بن أبي الدنيا؛ نَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ لِقَوْمِهِ: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غيري} [القصص: 38] نَشَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَجْنِحَةَ الْعَذَابِ [غَضَبًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ] ؛ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ مَهْ يَا جِبْرِيلُ! إِنَّمَا يُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ. فَأُمْهِلَ بَعْدَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا؛ حَتَّى قَالَ (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) [النازعات: 24] ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ والأُولَى (25)) [النازعات: 25] ؛ حَتَّى غَرَّقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجُنُودَهُ الحديث: 1274 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 1275 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَسْتَحْسِنُ شِعْرَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ؛ حَيْثُ يَقُولُ: (أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ... ثُمَّ عَادٌ مِنْ بَعْدِهِمْ وَثَمُودُ) (بَيْنَمَا هُمْ عَلَى الْأَسِرَّةِ وَالْأَنْمَاطِ ... أَفْضَتْ إِلَى التُّرَابِ الْخُدُودُ) (ثُمَّ لَمْ يَنْقَضِ الْحَدِيثُ وَلَكِنْ ... بَعْدَ ذَا الْوَعْدِ كُلُّهُ وَالْوَعِيدُ) (وَأَطِبَّاءُ بَعْدَهُمْ لَحِقُوهُمْ ... ضَلَّ عَنْهُمْ سُعُوطُهُمْ وَاللَّدُودُ) (وَصَحِيحٍ أَضْحَى يَعُودُ مَرِيضًا ... وَهُوَ أَدْنَى لِلْمَوْتِ مِمَّنْ يَعُودُ) الحديث: 1275 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 1276 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِغَيْرِهِ: (كَمْ مِنْ عَلِيلٍ قَدْ تَخَطَّاهُ الرّدى ... فَنَجَا وَمَاتَ طَبِيبُهُ وَالْعُوَّدُ) الحديث: 1276 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 1277 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ لِابْنِ أَبِي فَنَنٍ: (مَنْ عَاشَ أَخْلَقَتِ الْأَيَّامُ جِدَّتَهُ ... وَخَانَهُ ثِقَتَاهُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ) الحديث: 1277 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 1278 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي الزَّبُورِ مَكْتُوبًا: مَنْ بَلَغَ السَّبْعِينَ اشْتَكَى مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ. الحديث: 1278 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 1279 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِشَيْخٍ: مَا بَقِيَ مِنْكَ؟ قَالَ: يَسْبِقُنِي مَنْ بَيْنَ يَدَيَّ، وَيُدْرِكُنِي مَنْ خَلْفِي، وَأَنْسَى الْحَدِيثَ، وَأَذْكُرُ الْقَدِيمَ، وَأَنْعَسُ فِي الْمَلا، وَأَسْهَرُ [ص: 104] فِي الْخَلا، إِذَا قُمْتُ قَرُبَتِ الْأَرْضُ مِنِّي، وَإِنْ قَعَدْتُ تَبَاعَدَتْ عَنِّي. الحديث: 1279 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 1280 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ؛ أَنَّهُ أَنْشَدَ لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ التَّيْمِيِّ [ص: 105] : (إِذَا كَانَتِ السَّبْعُونَ سِنَّكَ لَمْ يَكُنْ ... لِدَائِكَ إِلَّا أَنْ تَمُوتَ طَبِيبُ) (وإن امرءا قَدْ سَارَ سَبْعِينَ حِجَّةً ... إِلَى مَنْهَلٍ مِنْ وَرْدِهِ لَقَرِيبُ) (إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ ... خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ) (إِذَا مَا انْقَضَى الْقَرْنُ الَّذِي أَنْتَ مِنْهُمُ ... وَخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فَأَنْتَ غَرِيبُ) الحديث: 1280 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 1281 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: (عُمْرُ الْفَتَى قَرِيبُ ... يَمُوتُ أَوْ يَشِيبُ) الحديث: 1281 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 1282 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ لِمُسْلِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَزْرَجِيِّ: (إِنَّ الشَّبَابَ وَإِنَّ الشَّيْبَ دَأْبُهُمَا ... إن يُنْقِصَاكَ بِسَحْلٍ أَوْ بِإِمْرَارِ) (هَذَا يُعَادِيكَ إِدْبَارًا بِمُقْبِلِهِ ... وَذَا يُبَارِيكَ عَنْ عَيْنٍ بِإِدْبَارِ) (كُلٌّ غَدُورٌ وَشَيْءٌ غَدْرُ بَيْنَهُمَا ... هَيْهَاتَ مَا كُلُّ غَدَّارٍ كَعَذَّارِ [ص: 106] ) (لَنْ يَرْحَلَ الشَّيْبُ عَنْ دَارٍ أَقَامَ بِهَا ... حَتَّى يَرْحَلَ عَنْهَا صَاحِبُ الدَّارِ) الحديث: 1282 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 1283 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ الرِّيَاشِيِّ أَنْشَدَهُمْ لِلَبِيدٍ: (أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... لُزُومُ الْعَصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الْأَصَابِعُ) (أُخَبِّرُ أَخْبَارَ الْقُرُونِ الَّتِي مَضَتْ ... أَدِبُّ كَأَنِّي كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعُ) الحديث: 1283 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 1284 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا لَكَ تُدْمِنُ إِمْسَاكَ الْعَصَا وَلَسْتَ بِكَبِيرٍ وَلا مَرِيضٍ؟ قَالَ: أَذَّكَّرُ أَنِّي مُسَافِرٌ. الحديث: 1284 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 1285 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! كَمْ مِنْ زَرْعٍ لَمْ يَبْلُغْ أَدْرَكَتْهُ الْآفَةُ؟ ! الحديث: 1285 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 1286 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! نَهَارُكَ ضَيْفُكَ؛ فَلا يَرْحَلَنَّ عَنْكَ إِلَّا وَهُوَ رَاضٍ، وَكَذَا لَيْلُكَ. الحديث: 1286 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 1287 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنِ ازْدَادَ عِلْمًا وَلَمْ يَزْدَدْ وَرَعًا؛ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا. الحديث: 1287 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 1288 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، نَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 111] خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ وَلَيْسَتِ الْعَضْبَاءَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ نُشَيِّعُ مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ، عَمَّا قَلِيلٌ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَأَنْفَقَ مِنْ مَالٍ اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ، وَقَارَبَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يَعْدُ إلى بدعة « [خبر باطل] . الحديث: 1288 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 1289 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا أَبِي، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (ح)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1289 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 1290 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ؛ قَالَ: [ص: 113] لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَنَزَلَ مِرْقَاةً مِنْ مَقْعَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وأن أَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُورُ، وَإِنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِي الضَّعِيفُ حَتَّى آخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَإِنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِي الْقَوِيُّ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ، إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ؛ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ؛ فَقَوِّمُونِي، وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَلا يَدَعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلَّا ضَرَبَهُمُ اللهُ بِالْفَقْرِ، وَلا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ؛ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْبَلاءِ؛ فَأَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِذَا عَصَيْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ؛ فَلا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1290 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 1291 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَسُوحِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 115] لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: مَا كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِيَرَانِي أَنْ أَرَى نَفْسِي أَهْلًا لِمَجْلِسِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَنَزَلَ مَرْقَاةً، فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثم قال: اقرؤوا الْقُرْآنَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ يَوْمَ تُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {لا تَخْفَى منكم خافية} [الحاقة: 18] ، إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ حَقُّ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، أَلا وَإِنِّي أَنْزَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَنْزِلَةِ وَلِيِّ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ عَفِفْتُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1291 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 1292 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَزْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ؛ فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، [ص: 116] ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا اللهَ؛ فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ غُنْمٌ، وإن أَكْيَسَ النَّاسِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَاكْتَسَبَ مِنْ نُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ نُورًا لِظُلْمَةِ الْقَبْرِ، وَلْيَخْشَ عَبْدٌ أَنْ يَحْشُرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْمَى وَقَدْ كَانَ بَصِيرًا، وَقَدْ يَكْفِي الْحَكِيمَ جَوَامِعُ الْكَلامِ، وَالْأَصَمُّ يُنَادِي مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ لَمْ يَخَفْ شَيْئًا، وَمَنْ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ؛ فَمَنْ يَرْجُو بَعْدَهُ؟   [إسناده فيه لين] . الحديث: 1292 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 1293 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 120] أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ؛ فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَآذَنَتْ بِوَدَاعٍ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ بِاطِّلاعٍ، وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمُ وَغَدًا السِّبَاقُ، أَلا وَإِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، فَمَنْ قَصَّرَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ؛ فَقَدْ خُيِّبَ عَمَلُهُ، أَلا؛ فَاعْمَلُوا لِلَّهِ فِي الرَّغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ لَهُ فِي الرَّهْبَةِ، أَلا وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَلَمْ أَرَ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، أَلا وَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ الْحَقُّ ضَرَّهُ الْبَاطِلُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَقِمْ بِهِ الْهُدَى جَارَ بِهِ الضَّلالُ، أَلا وَإِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ وَدُلِّلْتُمْ عَلَى الزَّادِ، أَلا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، أَلا وَإِنَّ الْآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ، [ص: 121] ألا إن (الشَّيْطَنُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضلاً واللهُ وَسِعٌ عِلِيمٌ (268)) [البقرة: 268] ؛ أَيُّهَا النَّاسُ! أَحْسِنُوا فِي عُمْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَدَ جَنَّتَهُ مَنْ أَطَاعَهُ وَأَوْعَدَ نَارَهُ مَنْ عَصَاهُ، إِنَّهَا نَارٌ لا يَهْدَأُ زَفِيرُهَا، وَلا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، وَلا يُجْبَرُ كَسِيرُهَا، حَرُّهَا شَدِيدٌ، وَقَعْرُهَا بَعِيدٌ، وَمَاؤُهَا صَدِيدٌ، وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الْأَمَلِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1293 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 1294 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبُو مَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ، نَا مُحَمَّدٌ (يَعْنِي: ابْنَ جُحَادَةَ) ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: [ص: 122] أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ خَطَبَهُمْ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ! أَيُّ أَمِيرٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْنَا لا تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ وَلا تَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَلا تَغْزُوا فِي السَّرِيَّةِ. فَقَالَ سَعْدٌ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا؛ فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ. قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عُمِيَ، وَكَانَ يَلْتَمِسُ الْجُدُرَ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ النَّاسَ بِكَفِّهِ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ الْمُخْتَارِ الْكَذَّابِ، فَقَاتَلَ فِيهَا، وَكَانَ إِذَا [ص: 123] قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَقُولُ: أَنَا أَعْمَى فَقِيرٌ أَدْرَكَتْنِي دَعَوَاتُ سَعْدٍ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1294 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 1295 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عمرو، نَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص: 124] أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ: أَحْمَدُ عَبْدِي الْمُخْتَارُ، لا فَظٌّ وَلا غَلِيظٌ، وَلا صَخَّابٌ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، مَوْلِدُهُ بَكَّا، وَهِجْرَتُهُ طَابَا، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ، وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ اللهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ شَدِيدٍ، وَيُسَبِّحُونَهُ فِي كل منزلة، ويوضؤون أَطْرَافَهُمْ، وَيَتَّزِرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ، وَهُمْ رُعَاةُ الشَّمْسِ، وَصَفُّهُمْ فِي الصَّلاةِ وَصَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ سَوَاءٌ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ أُسْدٌ بِالنَّهَارِ، لَهُمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ حَيْثُ مَا أَدْرَكَتْهُمْ. الحديث: 1295 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 1296 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 126] أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى آدَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَنَا اللهُ ذُو بَكَّةَ، أَهْلُهَا خِيرَتِي، وَزُوَّارُهَا وَفْدِي وَأَضْيَافِي، وَفِي كَنَفِي، أُعَمِّرُهُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، يَأْتُونَهُ أَفْوَاجًا شُعْثًا غُبْرًا، يَعِجُّونَ بِالتَّكْبِيرِ عَجِيجًا، وَيَرُجُّونَ بِالتَّلْبِيَةِ رَجِيجًا، وَيَثُجُّونَ بِالْبُكَاءِ ثَجِيجًا، فَمَنِ اعْتَمَدَهُ لا يُرِيدُ غَيْرَهُ؛ فَقَدْ زَارَنِي وَضَافَنِي وَوَفَدَ إِلَيَّ وَنَزَلَ بِي، وَحُقَّ لِي أَنْ أُتْحِفَهُ بِكَرَامَتِي، أَجْعَلُ ذَلِكَ الْبَيْتَ وَذِكْرَهُ وَشَرَفَهُ وَمَجْدَهُ وَسَنَاهُ لِنَبِيٍّ مِنْ وَلَدِكَ يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ، أَرْفَعُ لَهُ قَوَاعِدَهُ، وَأَقْضِي عَلَى يَدَيْهِ عِمَارَتَهُ، وَأُنِيطُ لَهُ سِقَايَتَهُ، وَأُوَرِّثُهُ حِلَّهُ وَحُرْمَهُ، وَأُعَلِّمُهُ مَشَاعِرَهُ، ثُمَّ تَغْمُرُهُ الْأُمَمُ وَالْقُرُونُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ وَلَدِكَ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَأَجْعَلُهُ مِنْ سُكَّانِهِ وَوُلاتِهِ وَحُجَّابِهِ وَسُقَاتِهِ مِمَّنْ سَأَلَ عَنِّي يَوْمَئِذٍ؛ فَأَنَا مَعَ الشُّعْثِ الْغُبْرِ الْمُوفِينَ بِنُذُورِهِمْ، الْمُقْبِلِينَ إِلَى رَبِّهِمْ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1296 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 1297 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ؛ قَالَ: [ص: 129] أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ [ص: 130] وَلا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلا تَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ تَعْفُو وَتَصْفَحُ، وَلَنْ أَتَوَفَّاكَ حَتَّى أُقِيمَ بِكَ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، وَأُحْيِيَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا، بِأَنْ يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. الحديث: 1297 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 1298 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ - وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ -؛ [ص: 131] قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي وَجَدِّي وَرَقَةٌ يَتَوَارَثُونَهَا قَبْلَ الْإِسْلامِ بِزَمَانٍ، فِيهَا: بِسْمِ اللهِ، وَقَوْلَهُ الْحَقُّ، وَقَوْلَ الظَّالِمِينَ فِي تَبَابٍ، هَذَا الذِّكْرُ لِأُمَّةٍ تَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ، يَأْتَزِرُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، وَيَغْسِلُونَ أَطْرَافَهُمْ، وَيَخُوضُونَ الْبَحْرَ إِلَى عَدُوِّهِمْ، فِيهِمْ صَلاةٌ، لَوْ كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ مَا هَلَكُوا بِالطُّوفَانِ، وَفِي ثَمُودَ مَا أُهْلِكُوا بِالصَّيْحَةِ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ جَاءُوا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْتَفِظُوا بِهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1298 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 1299 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قال: ما جسنس الزِّيَادِيُّ - وَهُوَ شَيْخٌ مِنْ قُدَمَاءِ الْفُرْسِ وَحُكَمَائِهِمْ - لَحِقَ زَمَنَ زِيَادٍ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِأَحَادِيثِ مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ وَوُزَرَائِهِمْ وَسِيَرِهِمْ، فَحَدَّثَهُ مِنْهَا سَبْعِينَ حَدِيثًا حَسَنَةً، وَتُرْجِمَتْ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَنُسِبَ الشَّيْخُ إِلَى زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقِيلَ لَهُ: الزِّيَادِيُّ، قَالَ: [ص: 132] كَانَ أَبْرُوازُ بْنُ هُرْمُزٍ الْمَعْرُوفُ بِكِسْرَى فِي مَسِيرٍ لَهُ لَيْلًا؛ فَهَوَّمَ عَلَى مَرْكَبِهِ وَطَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَثْقَلَ، وَخَافَ مَنْ وَرَاءَهُ مِنْ وُزَرَائِهِ وَقُوَّادِهِ سُقُوطَهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَأَيْقَظَهُ، فَانْتَبَهَ مَذْعُورًا بِرُؤْيَا رَآهَا قَطَعَهَا عَلَيْهِ الْمُوقِظُ لَهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ قَائِلًا يَقُولُ: إِنَّكُمْ غُيِّرْتُمْ فَغُيِّرَ مَا بِكُمْ، وَنُقِلَ الْمُلْكُ إِلَى أَحْمَدَ. قَالَ: ثُمَّ عُرِضْتُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لِي: سَلِّمْ مَا فِي يَدَيْكَ إِلَى صَاحِبِ الْإِهْرَاوَةِ. الحديث: 1299 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 1300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِصَعْصَعَةَ: صِفْ لِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَقَالَ: كَانَ عَالِمًا بِرَعِيَّتِهِ، عَادِلًا فِي نَفْسِهِ، قَلِيلَ الْكِبْرِ، قَبُولَ الْعُذْرِ، سَهْلَ الحجاب، مفتوح الباب، يتحرى الصَّوَابَ، بَعِيدًا مِنَ الْإِسَاءَةِ، رَفِيقًا بِالضَّعِيفِ، غَيْرَ صَخَّابٍ، كَثِيرَ الصَّمْتِ، بَعِيدًا مِنَ الْعَيْبِ. الحديث: 1300 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 1301 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: [ص: 133] أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَذَا الشِّعْرَ وَذَكَرَ أَنَّهُ لِلْعُمَرِيِّ الْعَابِدِ: (مَا لِي مِنْ عَبْدٍ وَلا مِنْ وَلِيدَةٍ ... وَإِنِّي لَفِي فَضْلٍ مِنَ اللهِ وَاسِعِ) (بِنِعْمَةِ رَبِّي مَا أُرِيدُ مَعِيشَةً ... سِوَى قَصْدِ حَالٍ مِنْ مَعِيشَةِ قَانِعِ) (وَمَنْ يَجْعَلِ الرَّحْمَنُ فِي قَلْبِهِ الرِّضَا ... يَعِشْ فِي غِنًى مِنْ طَيِّبِ الْعَيْشِ رَاتِعِ) (إِذَا كَانَ دِينِي لَيْسَ فيه غميرة ... وَلَمْ أَشْرِهِ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَطَامِعِ) (وَلَمْ أَبْتَعِ الدُّنْيَا بِدِينٍ أَبِيعُهُ ... وَبَائِعُ دِينِ اللهِ مِنْ شَرِّ بَائِعِ) (وَلَمْ تَشْتَمِلْنِي الْمُرْدَيَاتُ مِنَ الْهَوَى ... وَلَمْ أَتَخَشَّعْ لِامْرِئٍ ذِي تَصَانُعِ) (جَمُوعٌ لِشَرِّ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ... وَضَنِينُ بِقَوْلِ الْحَقِّ لِلزُّورِ تَابِعِ) قَالَ يَحْيَى: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا لِلْعُمَرِيِّ الْعَابِدِ حَتَّى قَالَ لِي ابْنُهُ: هَذَا قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ. الحديث: 1301 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 1302 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ: [ص: 134] أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَذَا الشِّعْرَ: (الْمَالُ يَنْفَذ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ ... يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ) (لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ فِي دِينِهِ ... حَتَّى يَطِيبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهُ) (وَيَطِيبَ مَا يَحْوِي وَيُكْسِبُ أَهْلَهُ ... وَيَطِيبَ فِي حُسْنِ الْحَدِيثِ كَلامُهُ) (نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ ... فَعَلَى النَّبِيِّ صَلاتُهُ وَسَلامُهُ) الحديث: 1302 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 1303 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نَا حَزْمٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص: 135] كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا طَلَعَ فِي الْقَبْرِ بَكَى، وَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1303 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 1304 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ - رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدُّئِلِ -؛ قَالَ: [ص: 139] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! قُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا» ، وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ صَابِئٌ، إِنَّهُ كَذَّابٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ   [إسناده قوي] . الحديث: 1304 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 1305 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَوِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدَةَ الْمُنَقِّرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 141] سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ سَوَاءَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ سَعْدٍ: كَيْفَ سَمَّاكَ أَبُوكَ مُحَمَّدًا؟ ! قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ كَمَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ؛ فَقَالَ: خَرَجْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَا أَحَدُهُمْ، وَسُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعَنْبَرِ، نريد ابن جفنة الغساني، فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير فيه شجيرات، وقربه قائم لديراني، فأشرف علينا وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ اللُّغَةَ مَا هِيَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ. قَالَ: قُلْنَا نَعَمْ، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ مُضَرَ. فَقَالَ: مِنْ أَيِّ الْمُضَرِيِّينَ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: مِنْ خِنْدَفَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيُبْعَثُ وَشِيكًا نَبِيٌّ؛ فَسَارِعُوا إِلَيْهِ وَخُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنْهُ تَرْشُدُوا؛ فَإِنَّهُ خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِ ابْنِ جَفْنَةَ وَصِرْنَا إِلَى أَهْلِنَا وُلِدَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ؛ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَأْمِيلًا أَنْ يَكُونَ ابْنُهُ ذَلِكَ النَّبِيَّ الْمَبْعُوثَ. الحديث: 1305 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 1306 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ بِالْمَدِينَةِ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ وَالسَّخَاءَ وَالْجَمَالَ؛ فَلْيَأْتِ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَمَّا عَبْدُ اللهِ؛ فَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَمَّا عُبَيْدُ اللهِ؛ فَكَانَ أَسْخَى النَّاسِ، وَأَمَّا الْفَضْلُ؛ فَكَانَ أَجْمَلَ النَّاسِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1306 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 1307 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا ابْنُ عُمْرَانَ قَاضِي الْمَدِينَةِ: [ص: 143] أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ فَدَى عَشَرَةً مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ بِمَالِهِ. وَأَنَّهُ سُئِلَ بِرَحِمٍ مَرَّةً، فَقَالَ: مَا سُئِلْتُ بِهَذِهِ الرَّحِمِ قَطُّ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَقَدْ بِعْتُ لِي حائطا بسبع مئة أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَنَا فِيهِ بِالْخِيَارِ، فَإِنْ شِئْتَ ارْتَجَعْتُهُ وَأَعْطَيْتُكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَيْتُكَ ثَمَنَهُ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1307 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 1308 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 144] كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِذَا سَأَلَهُ سَائِلٌ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ؛ قَالَ: اكْتُبْ عَلَيَّ بِمَسْأَلَتِكَ سِجِلًّا إِلَى أَيَّامِ مَيْسَرَتِي. الحديث: 1308 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 1309 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَإِزَارُهُ مَرْقُوعٌ بِأَدَمٍ. الحديث: 1309 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 1310 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَرَادَ عِزًّا بِلا عَشِيرَةٍ، وَهَيْبَةً بِلا سُلْطَانٍ؛ فَلْيَخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ. الحديث: 1310 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 1311 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ: ثَلاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ: مَنْ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُخْرِجْهُ رِضَاهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَإِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ، وَإِذَا قَدِرَ لَمْ يَتَنَاوَلْ مَا لَيْسَ لَهُ. الحديث: 1311 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 1312 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ لِلنَّاسِ جَمِيعًا عُقُولٌ خَرِبَتِ الدُّنْيَا. الحديث: 1312 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 1313 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 146] دَفَعَ أَرْدَشِيرُ إِلَى رَجُلٍ كَانَ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ كِتَابًا وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدِ اشْتَدَّ غَضَبِي؛ فَادْفَعْهُ إِلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ فِي الْكِتَابِ: أَمْسِكْ وَاسْكُنْ، أَوِ اسْكُتْ؛ فَلَسْتَ بِإِلَهٍ، إِنَّمَا أَنْتَ جَسَدٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْكُلَ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَيَصِيرُ عَنْ قَرِيبٍ لِلدُّودِ وَالتُّرَابِ. الحديث: 1313 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 1314 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 147] رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ ابْنَ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا. فَقَالَ زَيْدٌ: أَرِنِي يَدَكَ. فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَقَبَّلَهَا زَيْدٌ وَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 1314 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 1315 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: كَتَبَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ إِلَى بَعْضِ الْعُبَّادِ لِلْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَأَتَى مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ، فَاسْتَشَارَهُ وَقَالَ: لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنِي. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لا تَفْعَلْ، لَأَنْ تَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ وَلَكَ دِينٌ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ وَقَدْ قَضَيْتَ دَيْنَكَ وَذَهَبَ دِينُكَ. الحديث: 1315 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 1316 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبِي عَنْ جَدِّي؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: لا تَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ منعما عليك، إذ سَأَلْتَ؛ فَاسْأَلِ اللهَ أَنْ يُنْعِمَ عَلَيْكَ وَلا تَسْأَلِ الْمَخْلُوقِينَ، وَعُدَّ النِّعَمَ مِنْهُمْ مَغْرَمًا. الحديث: 1316 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 1317 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: رَأَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَجُلًا يَسْأَلُ فِي الْمَوْقِفِ، فَقَالَ لَهُ: أَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ تَسْأَلُ غَيْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ ! الحديث: 1317 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 1318 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: [ص: 149] رَأَى الثَّوْرِيُّ رَجُلًا عِنْدَ قَوْمٍ يَشْكُو ضِيقَهُ، فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: يَا هَذَا! شَكَوْتَ مَنْ يَرْحَمُكَ إِلَى مَنْ لا يَرْحَمُكَ! الحديث: 1318 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 1319 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ الْمُعذَّلِ [ص: 150] : (تُكَلِّفُنِي إِذْلالَ نَفْسِي لِعِزِّهَا ... وَهَانَ عَلَيْهَا أَنْ أُهَانَ لِتُكْرَمَا) (تَقُولُ سَلِ الْمَعْرُوفَ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ ... فَقُلْتُ سَلِيهِ رَبَّ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَا) الحديث: 1319 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 1320 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ لِأَبِي حَازِمٍ: سَلْ حَوَائِجَكَ. فَقَالَ: قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ دُونَهُ الْحَوَائِجُ. الحديث: 1320 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 1321 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأجري، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (خَيْرُ الرَّزِقِينَ) [الجمعة: 11] ؛ قَالَ: [ص: 151] الْمَخْلُوقُ يَرْزُقُ، فَإِذَا سَخِطَ قَطَعَ رِزْقَهُ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَسْخَطُ وَلا يَقْطَعُ رِزْقَهُ. الحديث: 1321 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 1322 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا قَبِيصَةُ، نَا الثَّوْرِيُّ؛ قَالَ: أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: اتَّخِذِ الدُّنْيَا ظِئْرًا، وَالْآخِرَةَ أُمًّا. الحديث: 1322 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 1323 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا أَبُو الْمُنْذِرِ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبي إِسْحَاقَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ ميمون الأودي حج مئة حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ [ص: 152] يَزِيدَ حَجَّ سَبْعِينَ حَجَّةً وَعُمْرَةً. الحديث: 1323 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 1324 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمِّي؛ قَالَ: أَتَيْنَا مَنْزِلَ عَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ، فَدَخَلْنَا مَنْزِلَهُ، فَرَأَيْنَا بَابَ مَنْزِلِهِ مَفْتُوحًا وَلَمْ نَرَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الرَّمْلَ. الحديث: 1324 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 1325 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛ قَالَ: إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّحِيحُ الْفَارِغُ. الحديث: 1325 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 1326 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: [ص: 154] إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فَارِغًا لَيْسَ فِي أَمْرِ دُنْيَا وَلا آخِرَةٍ. الحديث: 1326 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 1327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا أَبُو حَازِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْضَى فِيهِ بِالْعِلْمِ مِنَ الْعَمَلِ، وَيُرْضَى بِالْقَوْلِ مِنَ الْفِعْلِ. الحديث: 1327 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 1328 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، نَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلا هَذِهِ الْآيَةَ: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ) [آل عمران: 135] الآيَةَ؛ فَقَالَ: نَعَمْ مَا جرأك عَلَى الذَّنْبِ. الحديث: 1328 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 1329 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ، نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) [الإسراء: 13] ؛ قَالَ: عَمَلُهُ. الحديث: 1329 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 1330 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرٌ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: [ص: 156] بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللهْوِ [ص: 157] وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ ! أَحِلُّوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي قَدْ أَحْلَلْتُ عَلَيْهِمْ رِضْوَانِي. الحديث: 1330 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 1331 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرٌ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) [الرحمن: 46] ؛ قَالَ: يَهِمُّ بِالْمَعْصِيَةِ ثُمَّ يَتْرُكُهَا مِنْ مَخَافَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1331 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 1332 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] ؛ قَالَ: التَّقَرُّبُ بِالْأَعْمَالِ. آخِرُ الْجُزْءِ التَّاسِعِ، يَتْلُوهُ الْعَاشِرُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الحديث: 1332 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء العاشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء إجازة؛ قا: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 1333 - نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 166] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ زَكَرِيَّا صلى الله عليه نَجَّارًا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 1333 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 1334 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ، نَا أَبِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَبِي دُرَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 188] : «مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً؛ إِلَّا صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلاءِ: الْجُنُونَ، وَالْجُذَامَ، وَالْبَرَصَ. فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ؛ لَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْحِسَابَ. فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ؛ رَزَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ لَمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى. فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ؛ أَحَبَّهُ اللهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ؛ قَبِلَ اللهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ. فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1334 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 1335 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنَجينَكُمْ وَاَغْرَقْنَآ ءالَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)) [البقرة: 50] ؛ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ عَهْدُهُمْ بِآلِ فِرْعَوْنَ أَمْسِ، فَصَارَ الْبَحْرُ طَرِيقًا يَبِسًا لَهُمْ يَمْشُونَ فِيهِ؛ فَأَنْجَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ الحديث: 1335 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 1336 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ) [البقرة: 53] ؛ قَالَ: الْكِتَابُ هُوَ الْفُرْقَانُ، سُمِّيَ فُرْقَانًا؛ لِأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. الحديث: 1336 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 1337 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ مَعَ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ست مئة أَلْفٍ، وَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ عَلَى ألف ألف ومئتي أَلْفِ حُصَانٍ الحديث: 1337 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 1338 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أبي إسحاق الهمداني، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطود العظيم} [الشعراء: 63] : مِثْلُ النَّخْلَةِ لا يَتَحَرَّكُ، فَسَارَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَنْ مَعَهُ وَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ فِي طَرِيقِهِمْ، حَتَّى إِذَا تَتَامُّوا فِيهِ؛ أَطْبَقَهُ عَلَيْهِمْ، فَلِذَلِكَ قَالَ: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50] . الحديث: 1338 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 1339 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُقَاتِلَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يومئذ ست مئة أَلْفٍ، وَإِنَّ مُقَدِّمَةَ فِرْعَوْنَ كانوا ست مئة أَلْفٍ عَلَى خَيْلٍ سُودٍ دُهْمٍ غُرٍّ مُحَجَّلِينَ، لَيْسَ فِيهَا شَيَّةُ مُخَالَفَةٌ لِذَلِكَ؛ إِلَّا أَدْهَمُ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ. الحديث: 1339 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 1340 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: [ص: 193] أَتَى ذُو الْقَرْنَيْنِ مَغِيبَ الشَّمْسِ، فَرَأَى مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ كَأَنَّهُ يَتَرَجَّحُ فِي أُرْجُوحَةٍ مِنْ خَوْفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَالَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: عَلِّمْنِي عِلْمًا لَعَلِّي أَزْدَادُ إِيمَانًا. قَالَ: إِنَّكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَقَالَ: لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَوِّقَنِي لِذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: لا تَغْتَمَّ لِغَدٍ، وَاعْمَلْ فِي الْيَوْمِ لِغَدٍ، وَإِذَا آتَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الدُّنْيَا سُلْطَانًا؛ فَلا تَفْرَحْ بِهِ، فَإِنْ صُرِفَ عَنْكَ - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي - فَلا تَأْسَ عَلَيْهِ، وَكُنْ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللهِ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَى قَلْبِكَ؛ فَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَصْنَعَ بِنَفْسِكَ فَاصْنَعْهُ بِأَخِيكَ، وَلا تَغْضَبْ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَقْدَرُ مَا يَكُونُ عَلَى ابْنِ آدَمَ حِينَ يَغْضَبُ؛ فَرُدَّ الْغَضَبَ بِالْكَظْمِ، وَسَكِّنْهُ بِالتُّؤَدَةِ، وَإِيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا عَجَّلْتَ أَخْطَأْتَ، وَكُنْ سَهْلًا لَيِّنًا لِلْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلا تَكُنْ جَبَّارًا عَنِيدًا. الحديث: 1340 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 1341 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيِّ، عَنْ فُضَيْلٍ الرِّقَاشِيِّ؛ قَالَ: مَا زَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ يَعِظُ ابْنَهُ حَتَّى انْشَقَّتْ مَرَارَتُهُ فَمَاتَ مِنْ خَوْفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1341 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 1342 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، نَا عُمَرُ، نَا عَامِرُ بْنُ جَشِيبٍ الْأَحْمُوسِيُّ؛ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْعَمَلَ سِرًّا مَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَطْلُبُهُ إِبْلِيسُ سَنَةً، فَإِنْ أَدْرَكَهُ، وَإِلَّا؛ تَرَكَهُ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ: حَدِّثْ بِعَمَلِكَ؛ فَإِنَّهُ قَدْ رُفِعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَإِنْ حَدَّثَ بِهِ؛ مُحِيَ عَنْهُ أَجْرُ السِّرِّ، ثُمَّ يَطْلُبُهُ سَنَةً، فَيَقُولُ لَهُ: حَدِّثْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ رُفِعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ بِنَاقِصِكَ شَيْئًا. فَإِنْ حَدَّثَ بِهِ؛ مُحِيَ عَنْهُ أَجْرُ الْعَلانِيَةِ وَكُتِبَ رِيَاءً   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1342 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 1343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ، نَا سَعِيدٌ الْجِرْمِيُّ ذَكَرَهُ عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا إِذَا جَلَسَ جَلَسَ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لا تَجْلِسُ عَلَى إسْتِكَ؟ فَقَالَ: الْجُلُوسُ عَلَى الِإسْتِ جِلْسَةُ الْآمِنِينَ، وَأَنَا فَقَدْ عَصَيْتُ الرَّحْمَنَ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1343 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 1344 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَزِيدَ مَنْطِقُ الرَّجُلِ عَلَى عَقْلِهِ. الحديث: 1344 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 1345 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيُّ الشِّيعِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الْحَكِيمُ: كُلُّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ. الحديث: 1345 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 1346 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: حَسَنَاتُكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَكْثَرُ مِنْهَا مِنْ صَدِيقِكَ؛ لِأَنَّ عَدُوَّكَ إِذَا ذُكِرْتَ عِنْدَهُ اغْتَابَكَ، وَإِنَّمَا يَدْفَعُ إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ مِنْ حَسَنَاتِهِ. الحديث: 1346 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 1347 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ، نَا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: [ص: 197] لا غَيْبَةَ لِثَلاثَةٍ: فَاسِقٍ مُجَاهِرٍ بِالْفِسْقِ، وَذِي بِدْعَةٍ، وإمام جائر. الحديث: 1347 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 1347 - / م - وَكَانَ يُقَالُ: مَنِ اغْتَابَ خَرَقَ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ رَفَأَ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 1348 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا الْفُضَيْلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ. الحديث: 1348 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 1349 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا الْمُعْتَمِرُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: [ص: 198] لَمْ يُعَالِجْ جَهْدَ الْبَلاءِ مَنْ لَمْ يُعَالِجِ الْأَيْتَامَ. الحديث: 1349 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 1350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: مَاتَ يَتِيمٌ لِعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةُ اللهِ وَرِضْوَانُهُ عَلَيْهَا، فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّكِ تَجِدِينَ غَيْرَهُ! فَقَالَتْ: وَمَنْ لِي بِأَنْ يَكُونَ بِسُوءِ خُلُقِهِ؟ !   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1350 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 1351 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَبِي زَيْدٍ؛ قَالا: [ص: 199] الْفَرَسُ لا طُحَالَ لَهُ، وَالْبَعِيرُ لا مَرَارَةَ لَهُ، وَالظَّلِيمُ لا مُخَّ لَهُ. قَالَ الْمَالِكِيُّ: الظَّلِيمُ: النَّعَامُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَكَذَلِكَ طَيْرُ الْمَاءِ، وَحِيتَانُ الْبَحْرِ لا أَلْسِنَةَ لَهَا وَلا أَدْمِغَةَ، وَالسَّمَكُ لا رِئَةَ لَهَا، وَلِذَلِكَ لا يَتَنَفَّسُ، وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ يَتَنَفَّسُ. الحديث: 1351 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 1352 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ تَغِيبُ أُذُنَاهُ؛ إِلَّا وَهُوَ يَبِيضُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ تَظْهَرُ أُذُنَاهُ؛ إِلَّا وَهُوَ يَلِدُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1352 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 1353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ؛ قَالَ: [ص: 200] كَانَ مِنْ دُعَاءِ داود النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَازِقَ النَّعَابِ فِي عُشِّهِ وَذَلِكَ أَنَّ الْغُرَابَ إِذَا فَقَسَ عَنْ فَرْخِهِ خَرَجَتْ بِيضًا، فَإِذَا رَآهَا كَذَلِكَ نَفَرَ عَنْهَا؛ فَتَفْتَحُ أَفْوَاهَهَا، وَيُرْسِلُ اللهُ لَهَا ذُبَابًا، فَيَدْخُلُ فِي أَجْوَافِهَا؛ فَيَكُونُ ذَلِكَ غِذَاءَهَا حَتَّى تَسْوَدَّ، فَإِذَا اسْوَدَّتْ؛ عَادَ الْغُرَابُ فَغَذَّاهَا، وَيَرْفَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الذُّبَابَ عَنْهَا   [إسناده واه بمرة] . الحديث: 1353 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 1354 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 201] حَاصَرَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِصْنًا، وَأَصَابَهُمْ فِيهِ جَهْدٌ عَظِيمٌ، فَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى نَقْبٍ مِنْهُ، فَمَا دَخَلَهُ أَحَدٌ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْجُنْدِ فَدَخَلَهُ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَنَادَى مُنَادِي مَسْلَمَةَ: أَيْنَ صَاحِبُ النَّقْبِ؟ فَمَا جَاءَ أَحَدٌ حَتَّى نَادَى مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَجَاءَ فِي الرَّابِعَةِ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ صَاحِبُ النَّقْبِ، آخُذُ عُهُودًا ثَلاثًا: لا تُسَوِّدُوا اسْمِي فِي صَحِيفَةٍ، وَلا تَأْمُرُوا لِي بِشَيْءٍ، وَلا تَشْغَلُونِي عَنْ أَمْرِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِكَ. قَالَ: فَغَابَ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَلَمْ يُرَ. قَالَ: فَكَانَ مَسْلَمَةُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مَعَ صَاحِبِ النَّقْبِ. الحديث: 1354 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 1355 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ أَنُوشِرْوَانُ يَكْتُبُ إِلَى مَرَازِبَتِهِ: عَلَيْكُمْ بِأَهْلِ الشَّجَاعَةِ وَالسَّخَاءِ؛ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1355 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 1356 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمَ الذَّنْبِ أَنْ يَسْتَخِفَّ الرَّجُلُ بِذَنْبِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1356 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 1357 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 203] تَأْوِيلُ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ» ، وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ حَسَنٌ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخَلِّدُ الْمُؤْمِنَ فِي جَنَّتِهِ بِنِيَّتِهِ لا بِعَمَلِهِ، وَلَوْ جُزِيَ بِعَمَلِهِ؛ لَمْ يَسْتَوْجِبِ التَّخْلِيدَ؛ لِأَنَّهُ عَمَلٌ فِي سِنِينَ مَعْدُودَةٍ، وَالْجَزَاءُ يَقَعُ بِمِثْلِهَا وَأَضْعَافِهَا، وَإِنَّمَا يُخَلِّدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنِيَّتِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَاوِيًا أَنْ يُطِيعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَدًا لَوْ أَبْقَاهُ أَبَدًا، فَلَمَّا اخْتَرَمَهُ دُونَ نِيَّتِهِ؛ جَزَاهُ عَلَيْهَا التَّخْلِيدَ أَبَدًا، وَكَذَلِكَ الْكَافِرُ نِيَّتُهُ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَاوِيًا أَنْ يُقِيمَ عَلَى كُفْرِهِ أَبَدًا، فَلَمَّا اخْتَرَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دُونَ نِيَّتِهِ؛ جَزَاهُ التَّخْلِيدَ فِي جَهَنَّمَ أَبَدًا. الحديث: 1357 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 1358 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 204] مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» . وَتَأْوِيلُهُ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ إِذَا مَلِلْتُمْ، وَمِثَالُ هَذَا الْكَلامِ: قَوْلُكَ: هَذَا الْفَرَسُ لا يَفْتُرُ حَتَّى تَفْتُرَ الْخَيْلُ، يُرِيدُ أَنَّهُ لا يَفْتُرُ إِذَا فَتَرَتْ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْمُرَادُ مَا كَانَ لَهُ فَضْلٌ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهُ يَفْتُرُ مَعَهَا، فَأَيَّةُ فَضِيلَةٍ لَهُ؟ وَإِنَّمَا يُرِيدُ لا يَفْتُرُ إِذَا فَتَرَتْ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي الرَّجُلِ الْبَلِيغِ فِي كَلامِهِ وَالْمِكْثَارِ: فُلانٌ لا يَنْقَطِعُ حَتَّى تَنْقَطِعَ خُصُومُهُ، يُرِيدُ لا يَنْقَطِعُ إِذَا انْقَطَعُوا، وَلَوْ أَرَادَ أنه يَنْقَطِعُ إِذَا انْقَطَعُوا؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي هَذَا [ص: 205] الْقَوْلِ فَضْلٌ عَلَى غَيْرِهِ. وَقَدْ جَاءَ مِثْلُ هَذَا فِي الشِّعْرِ الْمَنْسُوبِ إِلَى أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرًّا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِخَلَفٍ الْأَحْمَرِ: (صَلِيَتْ مِنِّي هُذَيْلٌ بِخِرْقٍ ... لا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتَّى يَمَلُّوا) لَمْ يُرِدْ أَنَّهُ يَمَلُّ الشَّرَّ إِذَا مَلُّوهُ، وَلَوْ أَرَادَ مَلَّ ذَلِكَ مَا كَانَ فِيهِ مَدْحٌ لَهُ؛ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا أراد أنهم يَمَلُّونَ الشَّرَّ وَهُوَ لا يَمَلُّهُ. الحديث: 1358 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 1359 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حفيظ} [ق: 32] ؛ قَالَ: الْأَوَّابُ الْحَفِيظُ: الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ؛ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَصَبْتُ فِي مَجْلِسِي هَذَا. الحديث: 1359 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 1360 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، نَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: أُهْدِيَتْ إِلَيَّ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ، وَمَا لَنَا فِرَاشٌ إِلَّا مَسْكَ كَبْشٍ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1360 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 1361 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 207] لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فاطمة بنت محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومالي فِرَاشٌ غَيْرَ جِلْدِ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ نَاضِحَنَا بِالنَّهَارِ، وَمَا لِي خَادِمٌ غَيْرَهَا؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1361 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 1362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَتْ: [ص: 209] أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَرْحَبًا بَابْنَتِي» . فَأَقْعَدَهَا عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حديثا فضحكت؛ قلت: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ، فَسَأَلْتُهَا: مَا قَالَ لَكِ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ؛ فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ «أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أَرَانِي إِلَّا أَجَلِي قَدْ حَضَرَ، وَاعْلَمِي أَنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي» ، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ؛ فَقَالَ: «وَمَا يُبْكِيكِ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قال: فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1362 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 1363 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَيُدْخِلُهُمُ الجنة عرفها لهم} (6)) [محمد: 6] ؛ قَالَ: طَيَّبَهَا لَهُمْ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَذَا طَعَامٌ مُعَرَّفٌ؛ أَيْ: مُطَيَّبٌ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: (فتَدْخُلُ أَيْدٍ فِي حَنَاجِرَ أُقْنِعَتْ ... لِعَادَتِهَا مِنَ الْخَزِيرِ الْمُعَرَّفِ) الحديث: 1363 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 1364 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، نَا بَكَّارُ بْنُ مَالِكٍ [مَعْنَى] هَذِهِ الْآيَةِ: (وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر: 37] ؛ قَالَ: الشَّيْبُ. ثُمَّ أَنْشَدَ حُصَيْنٌ: (رَأَيْتُ الشَّيْبَ مِنْ نُذُرِ الْمَنَايَا ... لِصَاحِبِهِ وَحَسْبُكَ مِنْ نَذِيرٍ) الحديث: 1364 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 1365 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ؛ أَنَّهُ تَمثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَهُمَا لِعَبْدِ بَنِي الْحَسْحَاسِ [ص: 212] : (هُرَيْرَةَ وَدِّعْ إِنْ تَجَهَّزْتَ غَادِيًا ... كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا) الحديث: 1365 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 1366 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ الدُّونَقِيُّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْقَتَّاتِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: إِنَّ الَّذِي يُخَافُ مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مِنْهَا، إِنَّمَا يُوضَحُ لَنَا شَرُّ الدُّنْيَا عِنْدَ الْفِرَاقِ لَهَا، وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ مَا اكْتَسَبْنَا وَاقْتَرَفْنَا؛ فَصِرْنَا إِلَى الْهَلاكِ بِهَا. الحديث: 1366 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 1366 - / م - قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: إِنَّمَا الدُّنْيَا أَوَّلُهَا إِلَى آخِرِهَا قَلِيلٌ، إِنَّ الَّذِي يَبْقَى مِنْهَا فِي جَنْبِ الَّذِي مَضَى قَلِيلٌ، وَإِنَّمَا لَكَ مِنْهَا قَلِيلٌ، وَمَا بَقِيَ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ، وقد أصحبت يا ابن آم فِي دَارِ الشِّرَاءِ وَدَارِ الْفِدَاءِ، وَغَدًا تَصِيرُ إِلَى دَارِ الْجَزَاءِ وَدَارِ الْبَقَاءِ؛ فَاتَّقِ اللهَ يَا ابْنَ آدَمَ فِي نَفْسِكَ؛ فَاشْتَرِ الْيَوْمَ نَفْسَكَ، وَفَادِ بِهَا كل جَهْدِكَ، لَعَلَّكَ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 1367 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِبَعْضِهِمْ: (كَمْ رَأَيْنَا مِنْ قُرُونٍ قَدْ مَضَوْا بَعْدَ قُرُونٍ ... أَثَّرُوا فِي الْأَرْضِ قَدْ أَفْنَاهُمْ رَيْبُ الْمَنُونِ) (سَائِلِ الْأَيَّامَ تُخْبِرْ أَيْنَ أَرْبَابُ الْحُصُونِ ... أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَسَاعِي فِي سُهُولٍ وَحُزُونِ) (أَنْتَ تَلْهُو وَالْمَنَايَا لَمْ تَزَلْ نَصْبَ الْعُيُونِ ... عَجَبًا لَوْ صَحَّ عَقْلِي لِي لَمَا جَفَّتْ جُفُونِي) (يَا أَخِلَّائِي تَعَالَوْا فَاسْعِدُونِي وَانْدِبُونِي ... عَيْنٌ بَكِينِي بِدَمْعٍ فَكَأَنَّ قَدْ حِيلَ دُونِي) (سَاعَةً كَانَتْ لِوَقْتٍ حِينَ قَالَ اللهُ كُونِي ... آيَسَ الْأَصْحَابُ مِنِّي عِنْدَهَا إِذْ حَرَّفُونِي) (حَرَّفُونِي وَجَّهُونِي غَمَّضُونِي مَدَّدُونِي ... ثُمَّ قَامُوا فِي جِهَازِي عَجَّلُوا إِذْ غَيَّبُونِي) (رَفَعُونِي حَرَّفُونِي غَسَّلُونِي قَلَّبُونِي ... وَضَعُونِي نَشَّفُونِي خَيَّطُونِي كَفَّنُونِي [ص: 214] ) (لَفَّقُونِي أَدْرَجُونِي ثُمَّ قَامُوا حَمَلُونِي ... عَجَّلُوا بِي شَيَّعُونِي بَلَّغُونِي أَنْزَلُونِي) (أَنْزَلُونِي تَحْتَ صَخْرٍ عَلِقَتْ فِيهَا رُهُونِي ... أَدْخَلُونِي أَسْنَدُونِي أَوْقَرُونِي أثقلوني) (ودَّعوني أسلموني أوحدوني أَفْرَدُونِي ... وَكَأَنَّ الْقَوْمَ لَمَّا رَجَعُوا لَمْ يَعْرِفُونِي) الحديث: 1367 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 1368 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أخو الخطاب، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ؛ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَغْلِبَ شَرَّ النَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَهُ تَكُنْ شَرًّا مِنْهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1368 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 1369 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَبْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ النَّاسِ -: [ص: 215] مَا قَلَّ سُفَهَاءُ قَوْمٍ قَطُّ؛ إِلَّا ذَلُّوا. الحديث: 1369 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 1370 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُهَلَّبُ: لِأَنْ يُطِيعَنِي سُفَهَاءُ قَوْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُطِيعَنِي حُلَمَاؤُهُمْ. الحديث: 1370 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 1371 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَبْسُطُ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ: اللهُمَّ! ارْزُقْنِي الْكَثِيرَ؛ فَإِنَّ الْقَلِيلَ لا يَكْفِينِي   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1371 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 1372 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ كَثِيرًا يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: (لا تَزَلْ تَنْعِي حَبِيبًا أَبَدًا حَتَّى تَكُونَهُ ... وَلَقَدْ يَرْجُو الْفَتَى الرَّجَاءَ وَالْمَوْتُ دُونَهُ) الحديث: 1372 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 1373 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ [ص: 217] : (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... كَفَى بِالْإِسْلامِ وَالشَّيْبِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا قَالَ الشَّاعِرُ: كَفَى بِالشَّيْبِ وَالْإِسْلامِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا. فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ بِالشَّيْبِ وَالْإِسْلامِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بِالْإِسْلامِ وَالشَّيْبِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، مَا عَلَّمَكَ اللهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1373 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 1374 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا: «يَفْلِقْنَ» . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَحِبَّةٍ ... إِلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1374 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 1375 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نَا الْحَكَمُ بْنُ عَطَيَّةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: [ص: 220] أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ؛ فَقَالَتْ: (أماوي مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا تَقُولِي هَكَذَا؛ قُولِي: (وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)) [ق: 19] . الحديث: 1375 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 1376 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْوَفَاةَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَدَعَاهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَتْ: هَذَا كَمَا قَدْ قَالَ الشَّاعِرُ: (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلا تَقُولِينَ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)) [ق: 19] . الحديث: 1376 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 1377 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْضِي [ص: 221] : (وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّمَا ذَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1377 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 1377 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: [ص: 222] دَخَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فِي مِثْلِ حَالِكَ إِلَّا مَاتَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: (فَإِنَّ الْمَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ حَدِيدًا ... وَلا هَضْبًا تُوَقِّلُهُ الْوِبَارُ) (وَلَكِنْ كَالشِّهَابِ يُرَى وَيَخْبُو ... وَحَادِي الْمَوْتِ عَنْهُ مَا يُحَارُ)   [إسناده ضعيف] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 1378 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 224] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: (أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ [ص: 225] ... )   [إسناده حسن] . الحديث: 1378 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 1379 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا تُؤَاخِ الْفَاجِرَ؛ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ، وَيُحِبُّ لَوْ أَنَّكَ مِثْلُهُ، وَيُزَيِّنُ لك أَسْوَأَ خِصَالِهِ، وَمَدْخَلُهُ عَلَيْكَ وَمَخْرَجُهُ مِنْ عِنْدِكَ شَيْنٌ وَعَارٌ. وَلا الْأَحْمَقَ؛ فَإِنَّهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ لَكَ وَلا يَنْفَعُكَ، وَرُبَّمَا أَرَادَ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ؛ فَسُكُوتُهُ خَيْرٌ مِنْ نُطْقِهِ، وَبُعْدُهُ خَيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ، وَمَوْتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِهِ. وَلا الْكَذَّابَ؛ فَإِنَّهُ لا يَنْفَعُكَ مَعَهُ عَيْشٌ، يَنْقُلُ حَدِيثَكَ، وَيَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَيْكَ، وَإِنْ تَحَدَّثَ بِالصِّدْقِ فَمَا يُصَدَّقُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1379 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 1379 - / 1 - قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: [ص: 226] وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أُصِيبَ بِبِلادِ الرُّومِ عَلَى رُكْنٍ مِنْ كَنَائِسِهَا: (لا تَصْحَبْ أَخَا الْجَهْلِ ... وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ) (فَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ أَرْدَى ... حليما حين آخاه) (يقاس الْمَرْءُ بِالْمَرْءِ ... إِذَا مَا هُوَ مَاشَاهُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 1379 - / 2 - وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: (عَنِ الْمَرْءِ لا تَسَلْ وَأَبْصِرْ قَرِينَهُ ... فَإِنَّ الْقَرِينَ بِالْمُقَارَنِ مُقْتَدِي) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 1380 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو الْأَشْهَبِ هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ: مَا تَقُولُ فِي مَوْتِ الْوَالِدِ؟ قَالَ: مُلْكٌ حَادِثٌ. قَالَ: فَمَوْتِ الْأَخِ؟ قَالَ: قَصُّ الْجَنَاحِ. قَالَ: فَمَوْتِ الزَّوْجِ؟ قَالَ: عُرْسٌ جَدِيدٌ. قَالَ: فَمَوْتِ الْوَلَدِ؟ قَالَ: صَدْعٌ فِي الْفُؤَادِ لا يُجْبَرُ. ثُمَّ أَنْشَدَ أَبُو الْأَشْهَبِ لِبَعْضِهِمْ: (لَوْلا أُمَيَّةُ لَمْ أَجْزَعْ مِنَ الْعَدَمِ ... وَلَمْ أَجُبْ فِي اللَّيَالِي حِنْدِسِ الظُّلَمِ) (وَزَادَنِي رَغْبَةً فِي الْعَيْشِ مَعْرِفَتِي ... ذُلَّ الْيَتِيمَةِ يَجْفُوهَا ذَوُو الرَّحِمِ) (أُحَاذِرُ الْفَقْرَ يَوْمًا أَنْ يُلِمَّ بِهَا ... فَيَهْتِكَ السِّتْرَ مِنْ لَحْمٍ عَلَى وَضَمِ) (تَهْوَى حَيَاتِي وَأَهْوَى مَوْتَهَا شَفَقًا ... وَالْمَوْتُ أَكْرَمُ نَزَّالٍ عَلَى الْحُرُمِ) الحديث: 1380 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 1381 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الأعرابي: (أحب بنيتي وودت أَنِّي ... دَفَنْتُ بُنَيَّتِي فِي قَعْرِ لَحْدِ) (وَمَا بِيَ أَنْ تَهُونَ عَلَيَّ لَكِنْ ... مَخَافَةَ أَنْ تَذُوقَ الْبُؤْسَ بَعْدِي) الحديث: 1381 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 1382 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمًا لِوَرْدَانَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا تَلِذُّ بِهِ؟ قَالَ: الْقَدِيمُ الطَّوِيلُ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الْحَدِيثُ الْحَسَنُ، أَوْ أَلْقَى أَخًا قَدْ نَكَبَهُ الدَّهْرُ فَأَجْبَرُهُ. الحديث: 1382 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 1382 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ، وَذُكِرَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سلام أنشدها لِأَعْرَابِيٍّ: (وَمَا هَذِهِ الْأَيَّامُ إِلَّا مُعَارَةٌ ... فَمَا اسْتَطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ [ص: 229] ) (فَإِنَّكَ لا تَدْرِي بِأَيَّةِ بَلْدَةٍ ... تَمُوتُ وَلا مَا يُحْدِثُ اللهُ فِي غَدِ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 1383 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ: قَالَ بزرجمهر الحكيم: إذا أقلبت عَلَيْكَ الدُّنْيَا؛ فَأَنْفِقْ؛ فَإِنَّهَا لا تَفْنَى، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْكَ؛ فَأَنْفِقْ؛ فَإِنَّهَا لا تَبْقَى. الحديث: 1383 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 1383 - / م - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: وَأَخَذَهُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ؛ فَقَالَ: (فَأَنْفِقْ إِذَا أَنْفَقْتَ إِنْ كُنْتَ مُوسِرًا ... وَأَنْفِقْ عَلَى مَا خُيِّلْتَ حِينَ تَعْسُرُ) (فَلا الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبِلٌ ... وَلا الْبُخْلُ يُبْقِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُدْبِرُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 1384 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: [ص: 230] أَحَدُهُمْ يَحْقِرُ الشَّيْءَ، فَيَأْتِي مَا هُوَ شَرٌّ مِنْهُ (يَعْنِي: الْمِنَّةَ) . قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي مِثْلِهِ: (وَمَا أُبَالِي إِذَا ضَيْفِي تَضَيَّفَنِي ... مَا كَانَ عِنْدِي إِذَا أَعْطَيْتُ مَجْهُودِي) (جَهْدُ الْمُقِلِّ إِذَا أَعْطَاكَ مُصْطَبِرًا ... أَوْ مُكْثِرًا مِنْ غِنَى سِيَّانِ فِي الْجُودِ) وَأَنْشَدَ: (أَفْسَدْتَ بِالْمَنِّ مَا أَسْدَيْتَ مِنْ حُسْنٍ ... لَيْسَ الْكَرِيمُ إِذَا أَسْدَى بِمَنَّانٍ) الحديث: 1384 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 1385 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص: 231] فَوْتُ الْحَاجَةِ خَيْرٌ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا، وَأَشَدُّ مِنَ الْمُصِيبَةِ سُوءُ الْخَلْفِ مِنْهَا، وَأَنْشَدَ لِامْرَأَةٍ مِنْ وَلَدِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي مِثْلِهِ: (سَلِ الْخَيْرَ أَهْلَ الْخَيْرِ قِدْمًا وَلا تَسَلْ ... فَتًى ذَاقَ طَعْمَ الْعَيْشِ مُنْذُ قَرِيبِ) الحديث: 1385 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 1386 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا بِمِنًى فَصِيحًا يَسْأَلُ النَّاسَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي مَسْأَلَتِهِ: لَقَدْ جُعْتُ حَتَّى أَكَلْتُ النَّوَى الْمُحْرِقَ، وَلَقَدْ مَشِيتُ حَتَّى انْتَعَلْتُ الدَّمَ، وَحَتَّى سَقَطَ مِنْ رِجْلِي مَحْضُ لَحْمِي، وَحَتَّى تَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ لَحْمَ وَجْهِي حِذَاءٌ لِقَدَمِي؛ فرحم الله امرءا لَمْ تَمْجُجْ أُذُنَاهُ كَلامِي، وَقَدَّمَ لِنَفْسِهِ مَعَاذًا مِنْ سوء حالي؛ فإم الْبِلادَ مُجْدَبَةٌ، وَالْجِبَالَ مَغْضَبَةٌ، وَالْبِحَارَ مُمْنَعَةٌ بِذُنُوبِكُمْ، وَالْحَيَاءَ زَاجِرٌ يَمْنَعُ مِنْ كَلامِكُمْ، والعدم عادر [ص: 232] يَدْعُو إِلَى أَخْبَارِكُمْ، وَالدُّعَاءَ أَحَدُ الصَّدَقَتَيْنِ؛ فَرَحِمَ اللهُ امرءا أَمَرَ بِخَيْرٍ أَوْ دَعَا بِخَيْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: اللهُمَّ غُفْرًا مِمَّنْ لا تَضُرُّكَ جَهَالَتُهُ، وَلا تَنْفَعُكَ مَعْرِفَتُهُ، إِنَّ ذُلَّ الِاكْتِسَابِ يَمْنَعُ مِنْ عِزِّ الانْتِسَابِ. الحديث: 1386 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 1387 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: كَتَبَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ إِلَى يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالْعَمَلِ بِمَا عَلَّمَكَ اللهُ، وَالْمُرَاقَبَةِ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ حِيلَةٌ، وَلا يُنْتَفَعُ بِالنَّدَمِ عِنْدَ نُزُولِهِ؛ فَاحْسُرْ عَنْ رَأْسِكَ قِنَاعَ الْغَافِلِينَ، وَانْتَبِهْ مِنْ رَقْدَةِ الْمَوْتَى، وَشَمِّرْ لِلسِّبَاقِ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا مَيْدَانُ السَّابِقِينَ، وَلا تَغْتَرَّ بِمَنْ قَدْ أَظْهَرَ النُّسُكَ وَتَشَاغَلَ بِالْوَصْفِ وَتَرَكَ الْعَمَلَ بِالْمَوْصُوفِ، وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّهُ لا بُدَّ لِي وَلَكَ مِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَسْأَلُنَا عَنِ الدَّقِيقِ الْخَفِيِّ، وَعَنِ الْجَلِيلِ الْجَافِي، وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَسْأَلَنِي وَإِيَّاكَ عَنْ وَسَاوِسِ الصُّدُورِ وَلَحَظَاتِ الْعُيُونِ وَإِصْغَاءِ الْأَسْمَاعِ، وَمَا عَسَى أَنْ يَعْجِزَ مِثْلِي عَنْ وَصْفِ مِثْلِهِ، وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّهُ مِمَّا وُصِفَ بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ [ص: 233] أَنَّهُمْ خَالَطُوا أَهْلَ الدُّنْيَا بِأَبْدَانِهِمْ، وَطَابَقُوهُمْ عَلَيْهَا بِأَهْوَائِهِمْ، وَخَضَعُوا لِمَا طَمِعُوا مِنْ نَائِلِهِمْ، وَسَكَتُوا عَمَّا سَمِعُوا مِنْ بَاطِلِهَا، وَفَرِحُوا بِمَا رَأَوْا مِنْ زِينَتِهَا، وَدَاهَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَتَرَكُوا بَاطِنَ الْعَمَلِ بِالنُّصْحِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَيِّدِهِمْ، فَحَرَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ الثَّمَنَ الرَّبِيحَ، وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّهُ لا يُجْزِئُ مِنَ الْعَمَلِ الْقَوْلُ، وَلا مِنَ الْبَذْلِ الْعِدَّةُ، وَلا مِنَ التَّوَقِّي التَّلاوَمُ؛ فَقَدْ صِرْنَا فِي زَمَانٍ هَذِهِ صِفَةُ أَهْلِهِ، فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْمَهَالِكِ، وَصَدَّ عَنِ السَّبِيلِ، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ لِمَا يُحِبُّ، وَالسَّلامُ. الحديث: 1387 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 1388 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: [ص: 237] قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! مُرْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ: «قُلْ: رَبِّيَ اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! مَا أَكْثَرُ ماتخاف عَلَيَّ؟ قَالَ: فَأَخَذَ نَبِيُّ اللهِ بِلِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هذا» [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 1388 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 1389 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص: 239] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزْعِ لِلصِّبْيَانِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1389 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 1390 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، نَا عَبْدُ اللهِ الْأُمَوِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 240] : «مَنِ اسْتَلْحَقَ نَسَبًا لَيْسَ مِنْهُ؛ حَتَّهُ اللهُ حَتَّ الْوَرَقِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1390 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 1391 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ؛ قَالَ: [ص: 241] كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ غُلامُهُ بِطَعَامٍ، فَأَهْوَى إِلَى لُقْمَةٍ فَأَكَلَهَا، فَقَالَ لَهُ الْغُلامُ: لَمْ تَسْأَلْنِي عَنْهُ: مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتُهُ! فَأَخْبَرَهُ، فَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي حَلْقِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَقَيَّأُ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ نَفْسَهُ سَتَخْرُجُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يَقُولُ «إيما لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ، أَوْ جَسَدٍ غُذِّيَ بِحَرَامٍ؛ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1391 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 1392 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيآءٌ وَلكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154)) [البقرة: 154] ؛ قَالَ: [ص: 242] إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ بِيضٍ، يَأْكُلْنَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مَسَاكِنَهُمُ السِّدْرَةَ، وَإِنَّ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ثَلاثَ خِصَالٍ: مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ صَارَ حَيًّا مَرْزُوقًا، وَمَنْ غَلَبَ آتاه الله أجر عَظِيمًا، وَمَنْ مَاتَ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ لله كَمَثَلِ الْقَانِتِ الصَّائِمِ الَّذِي لا يَفْتُرُ [ص: 243] مِنْ صَلَوَاتِهِ وَلا صِيَامِهِ حَتَّى يَرْجِعَ مَتَى مَا رَجَعَ» ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَيَّ ضَامِنٌ إِنْ قَبَضْتُهُ؛ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَجَعْتُهُ؛ رَجَعْتُهُ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ» . الحديث: 1392 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 1393 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَتِ) [الأعراف: 130] ؛ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا تَحْمِلُ فِيهِ النَّخْلَةُ إِلَّا تَمْرَةً   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1393 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 1394 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا وَكِيعٌ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، نَا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجل: (الَّذِينَ إِذَآ أَصَبَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156] ؛ قَالَ: [ص: 244] مَا أعطى أَحَدٌ مَا أُعْطِيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ، وَلا نَبِيًّا قَبْلَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةُ: (الَّذِينَ إِذَآ أَصَبَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156] ، وَلَوْ أُعْطِيهَا أَحَدٌ؛ لَأُعْطِيهَا يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَيْثُ يَقُولُ: {يَا أَسَفَى عَلَى يوسف} [يُوسُفَ: 84]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1394 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 1395 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، نَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: أُوصِيكُمْ أَنْ تَبِيعُوا دُنْيَاكُمْ [ص: 245] بِآخِرَتِكُمْ؛ تَرْبَحُونَهُمَا وَاللهِ جَمِيعًا! وَلا تَبِيعُوا آخرتكم بدنياكم؛ فتخسرونهما وَاللهِ جَمِيعًا! الحديث: 1395 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 1396 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا؛ أَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الدُّنْيَا عَطِيَّةً، ثُمَّ يُمْسِكُ عَنْهُ، فَإِذَا أُنْفِدَ؛ أَعْطَاهُ، وَإِذَا هَانَ عَلَيْهِ عَبْدُهُ؛ بَسَطَ لَهُ الدُّنْيَا بَسْطًا. الحديث: 1396 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 1397 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنْ سَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُهُ طُولَ الْوُقُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الحديث: 1397 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 1398 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ؛ قَالَ: [ص: 246] سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ! مَا رَأْسُ الزَّهَادَةِ؟ قَالَ: جَمْعُ الْأَشْيَاءِ بِحَقِّهَا، وَوَضْعُهَا فِي حَقِّهَا. الحديث: 1398 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 1399 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ، نَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: مَا فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ يَسُرُّكَ إِلَّا قَدْ أُلْزِقَ بِهِ شيء يسوؤك. الحديث: 1399 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 1400 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ محمد الهمذاني، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي زُرْعَةُ: مَنْ كَانَ صَغِيرُ الدُّنْيَا أَعْظَمَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ كَبِيرِ الْآخِرَةِ؛ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يُصْنَعَ لَهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ؟ ! الحديث: 1400 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 1401 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعِجْلِيِّ، نَا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَاضِعًا رِدَاءَهُ عَلَى رَأْسِهِ، فَمَرَّ بِهِ غُلامٌ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ يَا غُلامُ! احْمِلْنِي مَعَكَ. قَالَ: فَوَثَبَ الْغُلامُ عَنِ الْحِمَارِ، وَقَالَ: ارْكَبْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا، ارْكَبْ وَأَرْكَبُ أَنَا خَلْفَكَ، تُرِيدُ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى الْمَكَانِ الْوَطِيءِ وَتَرْكَبُ أَنْتَ عَلَى الْمَكَانِ الْخَشِنِ، وَلَكِنِ ارْكَبْ أَنْتَ عَلَى الْمَكَانِ الْوَطِيءِ وَأَرْكَبُ أَنَا خَلْفَكَ عَلَى الْمَكَانِ الْخَشِنِ. فَرَكَبَ خَلْفَ الْغُلامِ، فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ خَلْفَهُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1401 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 1402 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ. الحديث: 1402 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 1403 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زيد، عن مجالد، الشَّعْبِيِّ. الحديث: 1403 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 1404 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا عَلِيٌّ، نَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ؛ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَنِ الَّذِي يَقُولُ: (حَلَفْتُ فَلَمْ تَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رَيْبَةً ... وَلَيْسَ وَرَاءَ اللهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ) (فَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لا تَلُمَّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ) قَالُوا: النَّابِغَةُ. قَالَ: فَمَنِ الْقَائِلُ: (أَلا سُلَيْمَانُ إِذْ قَالَ الْمَلِيكُ لَهُ ... قُمْ فِي الْبَرِيَّةِ فأزجرها عَنِ الْفَنَدِ) قَالُوا: النَّابِغَةُ. قَالَ: فَمَنِ الْقَائِلُ: (أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلِقًا ثِيَابِي ... عَلَى وَجَلٍ تُظَنُّ بِيَ الظُّنُونُ) (فألفيت الْأَمَانَةَ لَمْ تَخُنْهَا ... كَذَلِكَ كَانَ نُوحٌ لا يَخُونُ) قَالَ: قَالُوا: النَّابِغَةُ. قَالَ: فَمَنِ الَّذِي يَقُولُ [ص: 250] : (وَلَسْتُ بِدَاخِرٍ لِغَدٍ طَعَامًا ... حَذَارَ غَدٍ لِكُلِّ غَدٍ طَعَامُ) قُلْنَا: النَّابِغَةُ. قَالَ: النَّابِغَةُ أَشْعَرُ شُعَرَائِكُمْ وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِالشِّعْرِ. يَزِيدُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1404 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 1405 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: النَّاسُ حَازِمَانِ وَعَاجِزٌ؛ فَأَحَدُ الْحَازِمَيْنِ الَّذِي إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلاءُ لَمْ يَبْطُرْ وَتَلَقَّاهُ بِحِيلَتِهِ وَرَأْيِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، وَأَحْزَمُ مِنْهُ الْعَارِفُ بِالْأَمْرِ إِذَا أَقْبَلَ؛ فَيَدْفَعُهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ؛ لِأَنَّ الْعَاقِلَ يَرَى الْفِتْنَةَ وَهِيَ مُقْبِلَةٌ، وَالْأَحْمَقَ يَرَاهَا وَهِيَ مُدْبِرَةٌ، وَالْعَاجِزُ فِي تَرَدُّدٍ وَتَثَنٍّ حَائِرٌ بَائِرٌ لا يَعْرِفُ رُشْدًا وَلا يُطِيعُ مُرْشِدًا. ثُمَّ أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي أَثَرِهِ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (وَغِرَّةُ مَرَّةٍ مِنْ فِعْلِ غِرٍّ ... وَغِرَّةُ مَرَّتَيْنِ فِعَالُ مُوقِ) (فَلا تَفْرَحْ بامر إِنْ تَدَانَا ... وَلا تَيْأَسْ مِنَ الْأَمْرِ السَّحِيقِ [ص: 251] ) (فَإِنَّ الْأَمْرَ يَبْعُدُ بَعْدَ قُرْبٍ ... وَيَدْنُو الْأَمْرُ بِالْقَدَرِ الْمَسُوقِ) (وَمَنْ لَمْ يَتَّقِ الضَّحْضَاحَ زَلَّتْ ... بِهِ قَدَمَاهُ فِي الْبَحْرِ الْعَمِيقِ) الحديث: 1405 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 1406 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الْحَكِيمُ: إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ أَمْرَانِ فَلَمْ تَدْرِ فِي أَيِّهِمَا الصَّوَابُ؛ فَانْظُرْ أَقْرَبَهُمَا إِلَى هَوَاكَ، فَاجْتَنِبْهُ. الحديث: 1406 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 1406 - / 1 - قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْهَوَى هَوَانٌ وَلَكِنْ غُلِطَ بِاسْمِهِ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 1406 - / 2 - قَالَ الْمَالِكِيُّ: وَأَنْشَدَنَا الْحَرْبِيُّ للزبير بن عبد المطلب في مثله [ص: 252] : (وَأَجْتَنِبُ المقادع حَيْثُ كَانَتْ ... وَأَتْرُكُ مَا هَوَيْتُ لِمَا خَشِيتُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 1406 - / 3 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ: (إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَامًا يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَعْصِ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا) (قضى وطرا منه يَسِيرًا وَأَصْبَحَتْ ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهُ تَمْلَأُ الْغَمَّا) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 1407 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا غُبِنْتُ قَطُّ حَتَّى يُغْبَنَ قَوْمِي. قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لا أَفْعَلُ شَيْئًا حَتَّى أُشَاوِرَهُمْ كُلَّهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ خَطَأً رَجَعَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ. الحديث: 1407 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 1408 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْمَازِنِيِّ لِأَعْرَابِيٍّ [ص: 253] : (أَيُّهَا الدَّائِبُ الْحَرِيصُ الْمُعَنَّى ... لَكَ رِزْقٌ فَسَوْفَ تَسْتَوْفِيهِ) (قَبَّحَ اللهُ نَائِلًا تَرْتَجِيهِ ... مِنْ يَدِي مَنْ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَضِيهِ) (إِنَّمَا الْجُودُ وَالسَّمَاحُ لِمَنْ يُعْطِيكَ ... عَفْوًا وَمَاءُ وَجْهِكَ فِيهِ) (لا يَنَالُ الْحَرِيصُ شَيْئًا فَيَكْفِيهِ ... وَإِنْ كَانَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ) (فَسَلِ اللهَ وَحْدَهُ وَدَعِ النَّاسَ ... وَأَسْخِطْهُمْ فِيهِ بِمَا يُرْضِيهِ) [قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّرَّابُ: (لا يَنَالُ الْحَرِيصُ شَيْئًا يَكْتَفِيهِ ... . . . . . . . . . . . . . . . .) وَلَكِنْ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ مَكْتُوبٌ: فَيَكْفِيهِ] . الحديث: 1408 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 1409 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي سَأَلْتُ الْأَمِيرَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ. قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ تُحِبُّ مَنْ لَهُ عِنْدَكَ حُسْنُ بَلاءٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَلَّقَ مِنْكَ بِحَبْلِ مَوَدَّةٍ. الحديث: 1409 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 1410 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: كَفَاكَ نَاصِرًا أَنْ تَرَى عَدُوَّكَ يَعْصِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1410 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 1411 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَنْزِلَتُهُمَا مِنْهُ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْهُ الْيَوْمَ. الحديث: 1411 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 1412 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 257] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِالْغَيْبِ نَصَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» . الحديث: 1412 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 1413 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا حَجَّاجٌ، نَا هَمَّامٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 259] : «الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سُتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ»   [إسناده قوي] . الحديث: 1413 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 1414 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ وَثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى؛ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) [الرحمن: 46] ؛ قَالَ: [ص: 260] جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ   [إسناده قوي] . الحديث: 1414 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 1415 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْمُقَدَّمِيُّ، نَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 262] : «جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ»   [ضعيف مرفوعاً] . الحديث: 1415 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 1416 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَلِحُونَ (104)) [المؤمنون: 104] ؛ قَالَ: [ص: 263] تَلْفَحُهُمْ لَفْحَةً؛ فَلا تَدَعُ لَحْمًا عَلَى عَظْمٍ إِلَّا أَلْقَتْهُ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. الحديث: 1416 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 1417 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يشوي الوجوه} [الكهف: 29] ؛ قال: إِذَا أَدْنَى الْإِنَاءَ إِلَى فِيهِ، فَفَتَحَ فَاهُ؛ سَقَطَ لَحْمُ وَجْهِهِ فِي الْإِنَاءِ. الحديث: 1417 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 1418 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: طَالِبُ الدُّنْيَا مِثْلُ شَارِبِ مَاءِ الْبَحْرِ، كُلَّمَا [ص: 264] ازْدَادَ شُرْبًا ازْدَادَ عَطَشًا حَتَّى يَقْتُلَهُ. الحديث: 1418 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 1419 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَبُو هَمَّامٍ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ: مَا لِي أَرَى عَيْنَيْكَ لا تَجِفُّ مِنَ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: وَمَا مَسْأَلَتُكَ عَنْ هَذَا؟ قلت: عسى أن ينفعي اللهُ. قَالَ: وَاللهِ يَا أَخِي! لَوْ لَمْ يَتَوَاعَدْنِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ إِلَّا أَنْ يَسْجُنِّي فِي الْحَمَّامِ؛ لَكُنْتُ حَرِيًّا أَنْ لا تَجِفَّ لِي عَيْنٌ، وَقَدْ تَوَاعَدَنِي أَنْ يَسْجُنِّي فِي جَهَنَّمَ! الحديث: 1419 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 1420 - حثدنا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَعِظُ النَّاسَ يَوْمًا فَطَوَّلَ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ [ص: 265] وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ عَاقِلَةٌ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ رَأَيْتِ كَلامِي؟ فَقَالَتْ: حَسَنٌ لَوْلا أَنَّكَ تُكَرِّرُ وَتُرَدِّدُ كثيرا. فَقَالَ لَهَا: إِنَّمَا أُكَرِّرُ وَأُرَدِّدُ حَتَّى يَفْهَمَ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ. فَقَالَتْ لَهُ: إِلَى أَنْ يَفْهَمَهُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ قَدْ نَسِيَ مَنْ قَدْ فَهِمَهُ. فَعَجِبَ مِنْ حُسْنِ قَوْلِهَا أَوْ فِطْنَتِهَا. الحديث: 1420 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 1421 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ؛ [ص: 266] قَالَ: خَرَجَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي جَيْشٍ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَجَعَلَ قَيْسٌ يُنْفِقُ عَلَى الْجَيْشِ حَتَّى قَفَلُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِسَعْدٍ: إِنَّ ابْنَكَ قَيْسًا لَمْ يَزَلْ يُنْفِقُ عَلَى الْجَيْشِ حَتَّى قَفَلُوا. فَقَالَ: أَتُبَخِّلُونِي فِي ابْنِي؟ ! وَاللهِ! إِنِّي لَأَحْمَدَهُ عَلَى السَّخَاءِ وأذمه على البخل   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1421 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 1421 - / م - وَوَقَفَتْ عَلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَجُوزٌ؛ فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَيْكَ قِلَّةَ الْجِرْذَانِ. فَقَالَ قَيْسٌ: مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الكناية! املؤوا بَيْتَهَا خُبْزًا وَلَحْمًا وَسَمْنًا وَتَمْرًا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 1422 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِرَجُلٍ خَلا [ص: 267] بِهِ: سَلْ حَاجَتَكَ؟ فَقَالَ: يُبْقِيكَ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: سَلْ؛ فَلَيْسَ يُمْكِنُكَ ذَلِكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ. فَقَالَ: وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللهِ مَا أَسْتَقْصِرُ عُمْرَكَ، وَلا أَرْهَبُ بُخْلَكَ، وَلا أَغْتَنِمُ مَالَكَ، وَإِنَّ سُؤَالَكَ لَزَيْنٌ، وَإِنَّ عَطَاءَكَ شَرَفٌ، وَمَا عَلَى أَحَدٍ بَذَلَ وَجْهَهُ لَكَ نَقْصٌ. فَاسْتَحْسَنَ كَلامَهُ وَأَعْطَاهُ. الحديث: 1422 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 1423 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: [ص: 268] دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: مَا مَالُكَ؟ فَقَالَ: مَا يَكُفُّ وَجْهِي، وَيَعْجَزُ عَنْ بِرِّ الصَّدِيقِ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لَقَدْ تَلَطَّفْتَ لِلسُّؤَالِ، وَوَصَلَهُ. الحديث: 1423 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 1424 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: إِنَّ فَوْتَ الْحَاجَةِ خَيْرٌ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا، وَأَشَدُّ مِنَ الْمُصِيبَةِ سُوءُ الْخَلْفِ مِنْهَا. الحديث: 1424 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 1425 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا فَرَقَّ لَهُ رَجُلٌ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَأَجْرَى لَهُ كُلَّ يَوْمٍ رِزْقًا أَيَّامًا، ثُمَّ قَطَعَهُ مِنْهُ؛ فَأَنْشَأَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: (تَسَرَّى فَلَمَّا حَاسَبَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ... رَأَى أَنَّهُ لا يَسْتَقِيمُ لَهُ السَّرْوُ) الحديث: 1425 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 1425 - / م - قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَقَدِمَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلابِيُّ مَعَ أَعْرَابٍ سَنَةَ الْمَجَاعَةِ، فَأَجْرَى عَلَيْهِمْ عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ رَغِيفًا فِي كُلِّ يَوْمٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، ثُمَّ قَطَعَ، فَقَالَ أَبُو زِيَادٍ فِي [ص: 269] ذَلِكَ: (إِنْ يَقْطَعِ الْعَبَّاسُ عَنَّا رَغِيفَهُ ... فَمَا فَاتَنِي مِنْ نِعْمَةِ اللهِ أَكْثَرُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 1426 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: (أَهْلَكَتْنِي بِفُلانٍ ثِقَتِي ... وَظُنُونِي بِفُلانٍ حسنة) (لَيْسَ يَسْتَوْجِبُ شُكْرًا رَجُلٌ ... نِلْتُ خَيْرًا مِنْهُ مِنْ بَعْدِ سنة) الحديث: 1426 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 1427 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو خَيْثَمَةَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَعَثَ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى كَاتِبٍ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ، وَلا أُقَلِّلُهَا تَكَثُّرًا، وَلا أُكَثِّرُهَا تَمَنُّنًا، وَلا أَطْلُبُ عَلَيْهَا ثَنَاءً، وَلا أَقْطَعُ بِهَا عَنْكَ رَجَاءً. الحديث: 1427 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 1428 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدَّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ: أَخٌ لَكَ كُلَّمَا لَقِيَكَ أَخْبَرَكَ بِعَيْبٍ فِيكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَخٍ لَكَ كُلَّمَا لَقِيَكَ وَضَعَ فِي كَفِّكَ دِينَارًا. الحديث: 1428 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 1429 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا الْفُضَيْلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا؛ زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي [ص: 271] الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ. الحديث: 1429 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 1430 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: لا تُعَفِّرُوا الْأَقْدَامَ إِلَّا إِلَى أَقْدَارِهَا. الحديث: 1430 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 1431 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ دَغْفَلٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَدَّعَ رَجُلًا وَعَيْنَاهُ تَهْمُلانِ وَهُوَ يَقُولُ: (وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا هَكَذَا فَاصْطَبِرْ لَهُ ... رَزِيَّةُ مَالٍ أَوْ فِرَاقُ حَبِيبِ) الحديث: 1431 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 1432 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: [ص: 272] وَدَّعَ رَجُلٌ صَدِيقًا لَهُ، فَقَالَ: (وَدَاعُكَ مِثْلُ وَدَاعِ الرَّبِيعِ ... وَفَقْدُكَ مِثْلُ افْتِقَادِ الدِّيَمْ) (عَلَيْكَ السَّلامُ فَكَمْ مَنْ وَفَاءٍ ... وَدَّعْتُهُ مِنْكَ أَوْ مَنْ كَرَمْ) الحديث: 1432 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 1433 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا: (لا تَشْكُوَنَّ دَهْرًا صُحِّحْتَ لَهُ ... إِنَّ الْغِنَى فِي صِحَّةِ الْجِسْمِ) (هَبْكَ الْخَلِيفَةَ كُنْتَ مُنْتَفِعًا ... بِلَذَاذَةِ الدُّنْيَا مَعَ السُّقْمِ) الحديث: 1433 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 1433 - / 1 - وَأَنْشَدَ لِآخَرَ: (وَلَمْ أَرَ نِعْمَةً شَمِلَتْ كَرِيمًا ... كَنِعْمَةِ عَوْرَةٍ سُتِرَتْ بِقَبْرِ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 1433 - / 2 - وَأَنْشَدَ لِجَرِيرٍ: (وَأَهْوَنُ مَفْقُودٍ إِذَا الْمَوْتُ نَالَهُ ... عَلَى الْمَرْءِ مِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ تَقَنَّعَا) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 1433 - / 3 - وَأَنْشَدَنِي لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ: (ما لي مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عَائِدٌ ... مِنْكُمْ وَيَمْرَضُ كَلْبُكُمْ فَأَعُودُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 1434 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي مُنْقِذٌ؛ قَالَ: حَدَّثْتَنِي أَنْتَ عَنِّي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 274] وَيْحُ: كَلِمَةُ رَحْمَةٍ. الحديث: 1434 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 1435 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يُحْسِنَ بِمُرَامَقَةِ الْعُيُونِ عَلانِيَتِي، وَيُقْبِحَ فِيمَا أَخُونُكَ بِهِ سَرِيرَتِي، أَبْدَأُ إِلَيْكَ بِمَسَاوِئِ أَمْرِي، وَأُفْضِي إِلَى الْمَخْلُوقِينَ مَحَاسِنَ عَمَلِي! الحديث: 1435 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 1436 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 275] وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ قَالَ: حِينَ خَلَقْتُ آدَمَ رَكَّبْتُ جَسَدَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ، ثُمَّ جَعَلْتُهَا وِرَاثَةً فِي وَلَدِهِ يَنْمِي فِي أَجْسَادِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: رَطْبٌ وَيَابِسٌ وَسُخْنٌ وَبَارِدٌ، وَذَلِكَ لِأَنِّي خَلَقْتُهُ مِنْ تُرَابٍ وَمَاءٍ، ثُمَّ جَعَلْتُ فِيهِ نَفَسًا وَرُوحًا؛ فَيُبُوسَةُ كُلِّ جَسَدٍ مِنْ قِبَلِ التُّرَابِ، وَرُطُوبَتُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَاءِ، وَحَرَارَتُهُ مِنْ قِبَلِ النَّفَسِ، وَبُرُودَتُهُ مِنْ قِبَلِ الرُّوحِ، ثُمَّ خَلَقْتُ الْجَسَدَ بَعْدَ هَذَا الْخَلْقِ الْأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْخَلْقِ أُخْرَى، وَهِيَ مَلاكُ الْجَسَدِ لا يَقُومُ الْجَسَدُ إِلَّا [ص: 276] بِهِنَّ، وَلا تَقُومُ وَاحِدَةٌ إِلَّا بِالْأُخْرَى: الْمِرَّةُ السَّوْدَاءُ، وَالْمِرَّةُ الصَّفْرَاءُ، وَالدَّمُ، وَالْبَلْغَمُ، ثُمَّ أَسْكَنْتُ بَعْضَ هَذَا الْخَلْقِ فِي بَعْضٍ، فَجَعَلْتُ سَكَنَ الْيُبُوسَةِ فِي الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ، وَسَكَنَ الْحَرَارَةِ فِي الْمِرَّةِ الصَّفْرَاءِ، وَسَكَنَ الرُّطُوبَةِ فِي الدَّمِ، وَسَكَنَ الْبُرُودَةِ فِي الْبَلْغَمِ. فَأَيُّمَا جَسَدٍ اعتدلت فيه هذا الْفِطَرُ الْأَرْبَعُ وَكَانَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فِيهِ رُبْعًا لا تَزِيدُ وَلا تَنْقُصُ؛ كَمُلَتْ بَهْجَتُهُ، وَاعْتَدَلَ بُنْيَانُهُ؛ فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ عَلَيْهِنَّ، وَقَهَرَتْهُنَّ، وَمَالَتْ بِهِنَّ؛ دَخَلَ عَلَى أَخَوَاتِهَا السَّقَمُ مِنْ نَاحِيَتِهَا بِقَدْرِ مَا زَادَتْ، وَإِذَا كَانَتْ نَاقِصَةً؛ مِلْنَ بِهَا، وَأَدْخَلْنَ السَّقَمُ مِنْ نَوَاحِيهِنَّ لِقِلَّتِهَا عَنْهُنَّ، حَتَّى تَضْعُفَ عَنْ طَاقَتِهِنَّ وَتَعْجَزَ. قَالَ وَهْبٌ: وَمِنْ قُدْرَتِهِ جَلَّ وَعَزَّ وَلُطْفِهِ؛ جَعَلَ عَقْلَهُ فِي دِمَاغِهِ، وَشَرَّهُ فِي كُلْيَتَيْهِ، وَغَضَبَهُ فِي كَبِدِهِ، وَضَرَامَتَهُ فِي قَلْبِهِ، وَرَغْبَتَهُ فِي رِئَتِهِ، وَضَحِكَهُ فِي طُحَالِهِ، وَحُزْنَهُ وَفَرَحَهُ فِي وَجْهِهِ، وَجَعَلَ فيه ثلاث مئة وَسِتِّينَ مَفْصِلًا   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1436 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 1436 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ: أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ، وَوُلِدَ شُعْبَةُ لِسَنَتَيْنِ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 1437 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُؤَمَّلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: يَا بَنِي السَّائِبِ! إِنَّكُمْ قَدْ أَضْوَيْتُمْ؛ فَانْكِحُوا فِي النَّزَائِعِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1437 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 1438 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 278] قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: بَنَاتُ الْعَمِّ أَصْبَرُ، وَالْغَرَائِبُ أنجب، وما ضرب رؤوس الْأَبْطَالِ كَابْنِ أَعْجَمِيَّةٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اغْتَرِبُوا؛ أَيْ: انكحوا فِي الْغَرَائِبِ. الحديث: 1438 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 1439 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: رُكَبُ النَّاسِ فِي أَرْجُلِهِمْ، وَرُكَبُ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ فِي أَيْدِيهَا، وَكُلُّ طَائِرٍ كَفُّهُ فِي مَخْلَبِهِ. الحديث: 1439 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 1440 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ؛ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى مُوسَى إِلَى الْبَحْرِ؛ قَالَ: هُنْ أَبَا خَالِدٍ! فَأَخَذَهُ أَفْكَلٌ (يَعْنِي: رَعْدَةً [ص: 279] )   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1440 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 1441 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عِمْرَانَ أَوْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ - هَكَذَا رَوَاهُ بِالشَّكِّ -، عَنْ رَافِعٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ خَطَبَ؛ فَذَكَّرَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: [ص: 280] مَنْ ظَلَمَ مِنْهُمْ أَحَدًا؛ فَقَدْ أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللهِ، وَمَنْ وُلِّيَ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا؛ فَلَمْ يُعْطِهِمْ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى؛ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ اللهِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ؛ فهو في خفرة اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1441 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 1442 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَوْلُهُ: أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللهِ؛ أَيْ: نَقَضَ ذِمَّةَ اللهِ وَعَهْدَهُ. يُقَالُ: أَخْفَرْتُ فُلانًا إِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَهْدٌ أَوْ حِلْفٌ فَنَقَضْتَهُ. وَقَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: (إِذَا أَخْفَرُوكُمْ مَرَّةً كَانَ ذَاكُمْ ... جِيَادًا عَلَى فُرْسَانِهِنَّ الْعَمَائِمُ) [ص: 281] يَقُولُ: إِذَا نَقَضُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِنَ الصُّلْحِ، كَانَ ذَلِكَ النَّقْضُ فُرْسَانًا يُغِيرُونَ عَلَيْكُمْ، وَيُقَالُ أَيْضًا: خَفَرْتَ بِغَيْرِ أَلْفٍ. قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: (مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ) وَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ الْمُسْلِمَ قَدْ أَخَذَ بِإِسْلامِهِ مِنَ اللهِ عَهْدًا وَذِمَّةً، فَمَنْ ظَلَمَهُ؛ فَقَدْ أَخْفَرَ تِلْكَ الذِّمَّةِ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ؛ فَهُوَ فِي خُفْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ ! وَقَوْلُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَلَيْهِ بَهْلَةُ اللهِ؛ أَيْ: لَعْنَةُ اللهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] ؟ الحديث: 1442 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 1443 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 282] أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي صَادَفْتُ رَبًّا رَحِيمًا؛ لَكَادَ عَرْشِي يُثَلُّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي لَوْلا أَنِّي لَقِيتُ رَبًّا رَحِيمًا، فَتَجَاوَزَ عَنِّي وَتَغَمَّدَنِي بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ؛ لَكِدْتُ أَنْ أَهْلَكَ، وَقَوْلُهُ: ثُلَّ عَرْشِي: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلرَّئِيسِ إِذَا زَالَ أَوْ هَلَكَ، وَالْأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الْأَسِرَّةَ كَانَتْ لِلْمُلُوكِ، وَإِذَا ثل عشر الْمَلِكِ - يَعْنِي: سَرِيرَهُ -؛ فَقَدْ ذَهَبَ عِزُّهُ. وَيُقَالُ أَيْضًا: هُوَ الْبَيْتُ مِنَ الْعِيدَانِ يُنْصَبُ وَيُظَلَّلُ، وَجَمْعُهَا [ص: 283] عُرُوشٌ، وَإِذَا كُسِرَ عُرُوشُ الرَّجُلِ؛ فَقَدْ ذَهَبَ عِزُّهُ. الحديث: 1443 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 1443 - / م - قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: أَنْشَدَنِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ؛ قَالَ: [ص: 285] أَنْشَدَنِي الْأَخْفَشُ فِي عَرَضَاتِهِ عَنِ الْخَلِيلِ؛ فَقَالَ: (كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَقَصْدُكَ الْمَوْتُ ... لا مَزْحَلٌ عَنْهُ وَلا فَوْتُ) (بَيْنَا غِنَى بَيْتٍ وَبَهْجَتُهُ ... زَالَ الْغِنَى وَتَقَوَّضَ الْبَيْتُ) وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يُنْشِدُهُ مَخْفُوضًا. وَالْعَرْشُ السَّقْفُ أَيْضًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {وَهِيَ خاوية على عروشها} [الكهف: 42] ، وذكر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّفْخَ [ص: 286] فِي الصُّورِ، فَقَالَ: «فَتَرْتَجُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، فَتَكُونُ كَالسَّفِينَةِ الْمُرَنَّقَةِ فِي الْبَحْرِ تَضْرِبُهَا الْأَمْوَاجُ، وَكَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ تُرَجِّحُهُ الْأَرْيَاحُ» ؛ يَعْنِي: السَّقْفَ، وَالْأَصْلُ فِي هَذَا كُلِّهِ وَاحِدٌ، وَيُقَالُ أَيْضًا لِلْبِئْرِ إِذَا طُوِيَتْ أَسْفَلُهَا بِالْحِجَارَةِ قَلِيلًا ثُمَّ طُوِيَتْ سَائِرُهَا بِالْخَشَبِ، وَذَلِكَ الْخَشَبُ الْعَرْشُ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 1444 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَغْضَبَ، كَمَا أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَغْضَبَ؛ فَإِنَّ غَضَبَ الْعَبْدِ مَوْصُولٌ بِغَضَبِ الرَّبِّ. وَذَهَبَ مُوَرِّقٌ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى غَضَبِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا غَضِبَ. الحديث: 1444 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 1445 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 287] يُرِيدُ أَنْ يُعَاقِبَهُ، فَقَالَ: أعيذك بالله أَنْ تَغْضَبَ بِأَكْثَرِ مِمَّا غَضِبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَفْسِهِ. الحديث: 1445 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 1446 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ عند حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيِّ: مَا الْعِلْمُ الْأَكْبَرُ؟ فَقَالَ: الْعِلْمُ الْأَكْبَرُ خَوْفُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1446 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 1447 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نَا عُمَرُ بْنُ مِسْكِينٍ، مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: [ص: 288] مَا صليت وراء نيبكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللهُمَّ! اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلَّهَا؛ اللهُمَّ! انْعِشْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلاقِ، إِنَّهُ لا يَهْدِي لِصَالِحِهَا وَلا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1447 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 1448 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالا: نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 289] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَسْتَكْمِلَ عَبْدٌ الْإِيمَانَ حَتَّى يَدَعَ الْمِرَاءَ؛ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَيَدَعَ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ مَخَافَةَ الْكَذِبِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1448 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 1449 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شُبَابَةُ، نَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: [ص: 292] كَانَ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ بِلالٌ وَسَلْمَانُ وَصُهَيْبٌ وَغَيْرُهُمْ مِثْلُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ وَعَمَّارٌ وَخَبَّابٌ، فَإِذَا أَحَاطُوا بِهِ؛ قَالَ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ: بِلالٌ حَبَشِيٌّ، وَسَلْمَانُ فَارِسِيٌّ، وَصُهَيْبٌ رُومِيٌّ، فَلَوْ نَحَّاهُمْ؛ لَأَتَيْنَاهُ. فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية [الأنعام: 52]   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح بشواهده] . الحديث: 1449 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 1450 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حفظة} [الأنعام: 61] ؛ قَالَ: [ص: 293] يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ! حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَ رِزْقَكَ وَأَجَلَكَ وَعَمَلَكَ، فَإِذَا تَوَفَّيْتَ ذَلِكَ؛ قُبِضْتَ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1450 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 1451 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن إبرهيم بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا وَمَلَكُ الْمَوْتِ يَطُوفُ بِهِمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ   [إسناده حسن] . الحديث: 1451 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 1452 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص: 294] أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى النَّارَ لَمْ يَرَ عِنْدَهَا أَحَدًا، فَاسْتَوْحَشَ، فَنُودِيَ مِنَ الشَّجَرَةِ: اخْلَعْ نَعْلَيْكَ. فَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ وَأَسْرَعَ بِالْإِجَابَةِ: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ. وَتَابَعَ التَّلْبِيَةَ اسْتِئْنَاسًا مِنْهُ بِالصَّوْتِ، وَسُكُونًا إِلَيْهِ، فَنُودِيَ: يَا مُوسَى! إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. فَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا، فَلَمَّا أَفَاقَ؛ قَالَ: إِلَهِي! إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتَكَ وَلا أَرَى مَكَانَكَ؛ فَأَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: يَا مُوسَى! أَنَا فَوْقُكَ، وَأَمَامُكَ، وَخَلْفُكَ، وَمُحِيطًا بِكَ، وَأَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنَ نَفْسِكَ (يُرِيدُ أَنِّي أَعْلَمُ مِنْكَ بِنَفْسِكَ) ، إِذَا نَظَرْتَ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، خَفِيَ عَنْكَ مَا وَرَاءَكَ، وَإِذَا سَمَوْتَ بِطَرْفِكَ إِلَى ما فَوْقِكَ ذَهَبَ عَنْكَ عِلْمُ مَا تَحْتِكَ وَأَنَا لا تَخْفَى عَلَيَّ خَافِيَةٌ مِنْكَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِكَ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1452 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 1453 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَتْ رَابِعَةُ الْعَابِدَةُ: شَغَلُوا قُلُوبَهُمْ عَنِ اللهِ بِحُبِّ الدُّنْيَا، وَلَوْ تَرَكُوهَا لَجَالَتْ فِي الْمَلَكُوتِ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ بِطُرَفِ الْفَوَائِدِ. وَلَمْ تُرِدْ أَنَّ أَبْدَانَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ تَجُولُ فِي السَّمَاءِ، وَلَكِنْ تَجُولُ قُلُوبُهُمْ هُنَاكَ بِالْفِكْرِ وَالْقَصْدِ وَالْإِقْبَالِ. الحديث: 1453 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 1454 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ لَهُ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. فَقَالَ: مَا أَعْجَبَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَحْنُ فِيهِ؛ كَيْفَ غَلَبَ عَلَيْنَا حُبُّ الدُّنْيَا؟ ! وَأَعْجَبُ مِنْ هَذَا مَا نصير إِلَيْهِ [كيف غفلنا] عَنْهُ، عَجَبًا لِصَغِيرٍ حَقِيرٍ إِلَى فَنَاءٍ يَصِيرُ، غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ طَوِيلٍ دَائِمٍ غَيْرِ زَائِلٍ! الحديث: 1454 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 1455 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: مَا غَايَةُ الزُّهْدِ؟ قَالَ: لا تَفْرَحْ بِمَا أَقْبَلْ، وَلا تَأْسَفْ عَلَى مَا أَدْبَرْ. قُلْتُ: فَمَا غَايَةُ التَّوَاضُعِ؟ قَالَ: تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِكَ، فَلا تَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَأَيْتَ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ. الحديث: 1455 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 1456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْكَرْمَانِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الرَّقِّيُّ رَسُولُ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ فِي مَسَائِلَ كَتَبَ بِهَا إِلَى حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيِّ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ جَوَابَهَا: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ عَارِفًا بِاللهِ عَارِفًا بِنَفْسِهِ؛ الْعَارِفُ بِاللهِ الْمُطِيعُ لِلَّهِ فِي جَمِيعِ أَمْرِهِ، وَالْعَارِفُ بِنَفْسِهِ الَّذِي يَخَافُ مِنْ حَسَنَاتِهِ أَنْ لا تُقْبَلَ مِنْهُ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (يُؤْتُونَ مَا ءاتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60] . الحديث: 1456 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 1457 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ؛ قَالَ: [ص: 297] سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ: مَا تَعُدُّونَ الزَّاهِدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَنْ يَعْتَزِلَ الرَّجُلُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا اللهَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا خَلا بِمَوْلاهُ يَرْجُو أَنْ يَرَاهُ فَيَرْحَمَهُ. آخِرُ الْجُزْءِ الْعَاشِرِ، يَتْلُوهُ الْحَادِي عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الحديث: 1457 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الحادي عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي، قال القيسي: إجازة منهما، وقال ابن علاق: سماعا على البوصيري وإجازة من ابن حمد؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة، قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، نا أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 1458 - نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، نَا هَمَّامٌ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [ص: 304] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ؛ فَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَوَضَّأَ قَدَمَيْهِ   [إسناده حسن] . الحديث: 1458 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 1459 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادٌ، نَا حُمَيْدٌ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ؛ أَنَّ أُبَيًّا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 305] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ»   [إسناده صحيح لكنه شاذ، والصواب: سبعة] . الحديث: 1459 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 1460 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: [ص: 306] قِبَلَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1460 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 1461 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَيْرَةَ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ [ص: 307] : {فَوَلُّوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: شَطْرَهُ فِينَا قِبَلَهُ   [إسناده ضعيف] الحديث: 1461 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 1462 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شطر المسجد الحرام} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: نَحْوَهُ. {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: نَحْوَهُ. الحديث: 1462 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 1463 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا الْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: الشَّطْرُ النِّصْفُ، وَهِيَ بِلُغَةِ تَغْلِبَ، وَلَكِنَّهُ: فَوَلِّ وَجْهَكَ تِلْقَاءَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. الحديث: 1463 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 1464 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138] ؛ قَالَ: إِنَّ الْيَهُودَ تَصْبِغُ أبناءها يهودا، وَإِنَّ النَّصَارَى تَصْبِغُ أَبْنَاءَهَا نَصَارَى، وَإِنَّ صِبْغَةَ اللهِ الْإِسْلامُ؛ فَلا صِبْغَةَ أَحْسَنُ مِنَ الْإِسْلامِ وَلا أَطْهَرُ، وَهُوَ دِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي بَعَثَ بِهِ نُوحًا [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَالْأَنْبِيَاءَ بَعْدَهُ؛ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمِ أَجْمَعِينَ. الحديث: 1464 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 1465 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ من الله صبغة} [البقرة: 138] ؛ قَالَ: دِينُ اللهِ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ دِينًا! قَالَ: هِيَ فِطْرَةُ الْإِسْلامِ. الحديث: 1465 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 1466 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي أَرَاكَةَ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْفَجْرَ، فَلَمَّا [سَلَّمَ] ؛ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ، [ثُمَّ] مَكَثَ كَأَنَّ عَلَيْهِ كَآبَةً، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدِ قَيْدَ رُمْحٍ - وَكَانَ حَائِطُ الْمَسْجِدِ أَقْصَرَ مِمَّا هُوَ [ص: 311] الْآنَ -، ثُمَّ قَلَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَمَا أَرَى الْيَوْمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُمْ، لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ صُفْرًا شُعْثًا غُبْرًا، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ كَأَمْثَالِ رُكَبِ الْمَعْزِ، قَدْ بَاتُوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وجل، ويراوحون بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ، فَإِذَا أَصْبَحُوا وَذَكَرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ مَادُوا كَمَا تَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ، وَهَمِلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تُبَلَّ ثِيَابُهُمْ، وَاللهِ! لَكَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِينَ. ثُمَّ نَهَضَ؛ فَمَا رُئِيَ مُفْتَرًا ضَاحِكًا حَتَّى ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ عَدُوُّ اللهِ الْفَاسِقُ   [إسناده هالك] . الحديث: 1466 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 1467 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ؛ قَالَ: كَانَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ سَاجِدًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ: يَا وُهَيْبُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ. قَالَ ابْنُ عَمْرٍو: وَسَمِعْتُ وُهَيْبًا يَقُولُ: اعْلَمْ أَنَّ مِنْ صلاح نفسك عِلْمَكَ بِفَسَادِهَا، وَبِحَسْبِ الرَّجُلِ مِنْ عَيْبٍ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ فَسَادًا ثُمَّ لا يُصْلِحُهُ، وَبِئْسَ مَنْزِلٌ وَمُتَحَوَّلٌ مِنْ دُنْيَاكَ - يَعْنِي: - عَنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ. الحديث: 1467 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 1468 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ إِذَا حَجَّ لا يَتَزَوَّدُ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ، وَلا [ص: 312] يَشْتَرِي لِنَاقَتِهِ عَلَفًا، كَانَ طَعَامُهُ لَبَنَ النَّاقَةِ، وَيَحْتَشُّ لِنَاقَتِهِ فِي حِجَجِهِ كُلِّهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1468 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 1469 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: حَجَّتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهَا، فَقِيلَ لَهَا: أَيْنَ زَادُكِ؟ فَقَالَتْ: مَا مَعِي إِلَّا مَا فِي ضَرْعِهَا. الحديث: 1469 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 1470 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: رُوَيْدًا؛ فَكَأَنَّ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَى، وَعُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَالُكَ، بِالْمَحَلِّ الَّذِي يُنَادِي الْمُغْتَرُّ بِالْحَسْرَةِ، وَيَتَمَنَّى الْمُطِيعُ التَّوْبَةَ وَالظَّالِمُ الرَّجْعَةَ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1470 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 1471 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 313] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ - وَكَانَ وَلَّاهُ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِهِ -: غَرَّنِي مِنْكَ مُجَالَسَتُكَ الْقُرَّاءَ، وَعَمَامَتُكَ السَّوْدَاءُ، وَخُشُوعُكَ، فَلَمَّا بَلَوْنَاكَ؛ وَجَدْنَاكَ عَلَى خِلافِ مَا أَمِلْنَاكَ، قَاتَلَكُمُ اللهُ! أَمَا تَمْشُونَ بَيْنَ الْقُبُورِ؟ ! الحديث: 1471 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 1472 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: أَنَّ بَعْضَ الْعُمَّالِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَدِمَ مِنْ عَمَلٍ وَقَدِمَ مَعَهُ بِمَالٍ كَثِيرٍ كَانَ خَانَ فِيهِ السُّلْطَانَ؛ فَاتَّخَذَ طَعَامًا، وَدَعَا أَصْحَابَهُ، فَجَعَلَ يُطْعِمُهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِالْكَذِبِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: نَحْنُ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 314] : {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42] . الحديث: 1472 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 1473 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَرَّازُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يَقُولُ: قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَوْمًا: قَدْ وَرَدَ الْأَوَّلُ وَالْآخَرُ مُتْعَبٌ، مُنْتَظِرٌ؛ فَأَصْلِحُوا مَا تَقْدِمُونَ عَلَيْهِ بِمَا تَظْعَنُونَ عَنْهُ؛ فَإِنَّ الْخَلْقَ لِلْخَالِقِ، وَالشُّكْرَ لِلْمُنْعِمِ، وَإِنَّ الْحَيَاةَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْبَقَاءَ بَعْدَ الْفَنَاءِ. الحديث: 1473 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 1474 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ لَبْطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَبُو فِرَاسٍ؛ قَالَ: أَيْ لبطة! ابغ لي كتابا أَكْتُبُ وَصِيَّتِي. فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ، وَأَوْصَى لِأَقْرِبَائِهِ وَمَوَالِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ؛ فأنشا يَقُولُ: (أَرُونِي من يقوم لَكُمْ مَقَامِي ... إِذَا مَا الْأَمْرُ جَلَّ عَنِ الْعِتَابِ) (إِلَى مَنْ تَفْزَعُونَ إِذَا حَثَوْتُمْ ... بِأَيْدِيكُمْ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ) فَقَالَ بَعْضُ مُوَالِيهِ: إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1474 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 1475 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ؛ هَتَفَ هَاتِفٌ بِمَكَّةَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ مَسَاءَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ جَالِسٌ يَسْمَعُ: (قُتِلَ الخيار بنو الخيار ... ذووا الْمَهَابَةِ وَالسَّمَاحِ) (وَالصَّائِمُونَ الْقَائِمُونَ ... القانتون أولوا الصَّلاحِ) (الْمُهْتَدُونَ الْمُتَّقُونَ ... السَّابِقُونَ إِلَى الْفَلاحِ [ص: 316] ) (مَاذَا بِوَاقِمِ وَالْبَقِيعِ ... مِنَ الْجَحَاجِحِ وَالصِّيَاحِ) (وبقاع يشرب وَيْحَهُنَّ ... مِنَ النَّوَادِبِ وَالصِّيَاحِ) فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِأَصْحَابِهِ: يَا هَؤُلاءِ! قَدْ قُتِلَ أَصْحَابُكُمْ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. الحديث: 1475 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 1476 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِدُكَيْنٍ الرَّاجِزِ: (إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ ... فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ) (فَإِنْ هُوَ لَمْ يُضْرِعْ عَنِ اللُّؤْمِ نَفْسَهُ ... فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ) الحديث: 1476 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 1476 - / م - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وأنشدنا أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِلَقِيطِ بْنِ زُرَارَةَ: (وَإِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ ... إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ قَامَ صَاحِبُهْ) (نُجُومُ سَمَاءٍ كُلَّمَا غَابَ كَوْكَبٌ ... بَدَا كَوْكَبٌ تَأْوِي إِلَيْهِ كَوَاكِبُهْ) (أَضَاءَتْ لَهُمْ أَحْسَابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نَظَمَ الْجَزْعَ ثاقِبُهْ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 1477 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفِيقُ بِشْرٍ الْحَافِي؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْعَجَمِيُّ الزَّاهِدُ يَرْثِي ابْنَهُ أَحْمَدَ: (يَا غَائِبًا لا يؤوب مِنْ سَفَرِهِ ... عَاجَلَهُ مَوْتُهُ عَلَى صِغَرِهْ) (مَا تَقَعُ الْعَيْنُ كُلَّمَا نَظَرَتْ ... فِي الدَّارِ شَيْئًا إِلَّا عَلَى أَثَرِهْ) (فَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا شَرِيكَ لَهُ فِي عِلْمِهِ ... كَانَ ذَا وفي قَدَرِهْ) (قَدْ قَدَّرَ الْعُمْرَ ذُو الْجَلالِ ... فَمَا يَقْدِرُ خَلْقٌ يَزِيدُ فِي عُمُرِهْ) (إِذَا أَتَى يَوْمُهُ الْمُعَدُّ لَهُ ... صَارَ إِلَيْهِ الْيَقِينُ مِنْ خَبَرِهْ) (وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يؤوب ... وَلا يَرْجِعُ مَنْ مَاتَ مِنْ ثَرَى غَفَرِهْ) (يَا أَحْمَدَ الْخَيْرِ كُنْتَ لِي أَنَسًا ... فِي طُولِ لَيْلِي نَعَمْ وَفِي قِصَرِهْ [ص: 319] ) (شَرِبْتَ كَأْسًا أَبُوكَ شَارِبُهَا ... لا بُدَّ مِنْهَا لَهُ عَلَى كِبَرِهْ) (يَشْرَبُهَا وَالْأَنَامُ كُلُّهُمْ ... مَنْ كَانَ فِي بَدْوِهِ وَفِي حَضَرِهْ) (وَلَيْسَ يَبْقَى سِوَى الْإِلَهِ ... وَمَا قَدَّمَ مِنْ صَالِحٍ لِمُدَّخَرِهْ) (فَاعْمَلْ وَقَدِّمْ فَكُلُّ ذِي عَمَلٍ ... لِجَنَّةِ الْخُلْدِ أَوْ إِلَى سَقَرِهْ) (وَالْمَوْتُ جَزَّارُ كُلِّ ذِي نَفْسٍ ... فَكَيْفَ نَبْقَى وَنَحْنُ مِنْ جُزُرِهْ) (فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مُسْلِمًا ... وَرِعًا يُحْمَدُ فِي وِرْدِهِ وَفِي صَدْرِهْ) (قَدْ جَعَلَ الْمَوْتَ نُصْبَ مُقْلَتِهِ ... صَيَّرَهُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ سَمَرِهْ) (وَقَدْ أَرَانَا الزَّمَانُ مِنْ عِبَرٍ ... لَوِ انْتَفَعْنَا بِذَاكَ مِنْ عبره) (وقد حلبت الزَّمَانَ أَشْطُرُهُ ... آخُذُ مِنْ صَفْوِهِ وَمِنْ كَدَرِهْ) قَالَ: فَرُبَّمَا قَالَ لِي بِشْرٌ: أَعِدْ عَلَيَّ تِلْكَ الْأَبْيَاتِ الْمَرْثِيَّةَ؛ فَأُعِيدَهَا عَلَيْهِ، فَيَبْكِي وَيَهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ نَحْوَ الْمَقَابِرِ. الحديث: 1477 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 1478 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 320] مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، زَوَّجَهُ اللهُ بِكُلِّ حَرْفٍ زَوْجَتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَلَيْسَ الْحَرْفُ الم، وَلَكِنْ أَلِفٌ وَلامٌ وَمِيمٌ. الحديث: 1478 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 1479 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ يَقُولُ: إِنَّ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: اجعلوه فِي سِجِّينٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ وَجْهِي. الحديث: 1479 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 1480 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي وَجَلالِي؛ مَا مِنْ عَبْدٍ آثَرَ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ؛ إِلَّا أَقْلَلْتُ هُمُومَهُ، وَجَمَعْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَنَزَعْتُ الْفَقْرَ مِنْ قَلْبِهِ، وَجَعَلْتُ الْغِنَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَاتَّجَرْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ [ص: 321] تَاجِرٍ، وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي وَجَلالِي؛ مَا مِنْ عَبْدٍ آثَرَ هَوَاهُ عَلَى هَوَايَ؛ إِلَّا كَثَّرْتُ هُمُومَهُ، وَفَرَّقْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَنَزَعْتُ الْغِنَى مِنْ قَلْبِهِ، وَجَعَلْتُ الْفَقْرَ [بَيْنَ] عَيْنَيْهِ، ثُمَّ لا أُبَالِي فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ. الحديث: 1480 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 1481 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ ثُلُثَا الْقُرْآنِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1481 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 1482 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: [ص: 322] فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1482 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 1483 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هي أحسن السيئة} [المؤمنون: 96] ؛ قال: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، فَيَقُولُ لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ أَنْ يَغْفِرَ لِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1483 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 1484 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ، عَنْ يَاسِينَ؛ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَلَمَ شَعْرَةٍ مِنْ أَلَمِ الْمَوْتِ وُضِعَ على أهل السماوات وَالْأَرَضِينَ؛ لَمَاتُوا جَمِيعًا، وَإِنَّ في يوم القيامة لسبعين هَوْلًا، كُلُّ هَوْلٍ يُضَاعَفُ عَلَى هَوْلِ الْمَوْتِ سَبْعِينَ أَلْفَ ضِعْفٍ. الحديث: 1484 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 1485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بالله يهد قلبه} [التغابن: 11] ؛ قَالَ: يَعْلَمُ أَنَّ الْمُصِيبَةَ مِنَ اللهِ، فَرَضِيَ بِهَا وَسَلَّمَ لَهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1485 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 1486 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا هِشَامُ بْنُ يوسف، عن رَبَاحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 324] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِئْسَ الشِّعْبُ جِيَادٌ» . قَالَ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مِنْهُ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ، فَتَصْرُخُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ، تُسْمِعُ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1486 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 1487 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مولى بن هَاشِمٍ، نَا أَبِي، نَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاثٍ زَوَّجَهُ اللهُ مِنَ الْحُورِ العين: من كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ خَفِيَّةٌ شَهِيَّةٌ فَأَدَّاهَا مِنْ مَخَافَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ رَجُلٌ عَفَى عَنْ قَاتِلِهِ، أَوْ رَجُلٌ قَرَأَ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)) [الإخلاص: 1] دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ»   [إسناده مظلم] . الحديث: 1487 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 1488 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى: (فَجَعَلنَهَا نَكَلاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)) [البقرة: 66] ؛ قَالَ: [ص: 326] مَا مَضَى مِنْ خَطَايَاهُمْ، وَمَا خَلْفَهَا مِنْ خَطَايَاهُمُ الَّتِي هَلَكُوا فِيهَا. الحديث: 1488 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 1489 - حدثنا أحمد، نا إ سماعيل بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مَغْرَاءَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {بَقَرَةٌ صفراء} [البقرة: 69] ؛ قَالَ: [ص: 327] صَفْرَاءُ الظَّلْفِ، {فَاقِعٌ لَوْنُهَا} ؛ قَالَ: صَافِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1489 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 1490 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوَلانِيِّ؛ قَالَ: أَرْبَعٌ لا يُقْبَلْنَ فِي أَرْبَعٍ: السَّرِقَةُ، وَالْخِيَانَةُ، وَالْغُلُولُ، وَمَالُ الْيَتِيمِ؛ فِي الْحَجِّ، وَالْعُمْرَةِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1490 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 1491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرَةَ. قَالَ: مَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ مَأْثَمٍ، فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ جُمِعَ بِهِ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. الحديث: 1491 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 1492 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيِّ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ بَعْضُ الزُّهَّادِ يَوْمًا؛ فَقَالَ: لا تعتروا بِطُولِ السَّلامَةِ مَعَ تَضْيِيعِ الشُّكْرِ، وَاسْتَدْعُوا شَارِدَ النِّعَمِ. بِالتَّوْبَةِ، وَاسْتَدِيمُوا الرَّاهِنَ مِنْهَا بِكَرَمِ الْجَوَادِ، وَاسْتَفْتِحُوا بَابَ الْمَزِيدِ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ، فَعَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا أَنَّهُ أَجَدُّ مِنْ طَالِبِ الْآخِرَةِ، وَخَائِفَهَا أَتْعَبُ مِنْ خَائِفِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ يَعْلَمُ يَقِينًا أَنَّ لَهُ رَبًّا يَطْلُبُهُ، قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ؛ فَكَيْفَ يَعْمَلُ فِي مُنْقَلَبِهِ إِلَى رَبِّهِ لَمَّا يُعَايِنُ مِنْ فَضَائِحِهِ الَّتِي قَدْ قَدَّمَ أَمَامَهُ، وَكَيْفَ يَعْمَلُ فِيمَا أَمَرَهُ فَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِ أَمْرُهُ، وَأَعْطَاهُ فَلَمْ يَشْكُرْ، وَسَتَرَ فَلَمْ يَزْدَدْ بِالسَّتْرِ إِلَّا تَعَرُّضًا لِلْفَضَائِحِ مِنْ أَعْمَالِهِ، وَكَفَاهُ فَلَمْ يَقْنَعْ بِالْكِفَايَةِ، وَضَمِنَ لَهُ رِزْقَهُ فَهُوَ فِي طَلَبِهِ مُشِحٌّ جَائِرٌ دَاهِشٌ، قَدْ عَقَلَ عَنْ أَجَلِهِ الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وَاشْتَغَلَ بِطَلَبِ مَا قَدْ ضَمِنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ عَنِ الْعَمَلِ الَّذِي يُنْجِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ! [ص: 329] فَيَا ابْنَ آدَمَ! مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا؛ إِلَّا خُرُوجُ رَوْحِكَ حَتَّى تُعَايِنَ أَهْوَالًا بَعْدَ أَهْوَالٍ شِدَادٍ، وَشَدَائِدَ بَعْدَ شَدَائِدٍ، لا يَأْتِي عليك شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا وَأَنْسَاكَ مَا بَعْدَهُ، وَكَيْفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ، وَهُوَ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَّزِيدَكُم إِلاَّ عَذَاباً (30)) [النبأ: 30] ؛ فَوَاللهِ! مَا لَكَ حَمِيمٌ وَلا شَفِيعٌ تَرْتَجِي فِي الْآخِرَةِ، وَمَا شَيْءٌ نَافِعُكَ إِلَّا مَا قَدَّمْتَهُ مِنْ عَمَلِكَ، فَإِنْ قَدَّمْتَهُ؛ وَافَيْتَ الْحَشْرَ مُوسِرًا، وَإِنْ لَمْ تُقَدِّمْ شَيْئًا؛ وَافَيْتَ مُفْلِسًا. أو ما عَلِمْتَ أَنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَخَلا بِنَفْسِهِ وَعَمَلِهِ؛ دَخَلَ مَعَهُ أَعْمَالُهُ السَّيِّئَةُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ سَمِجِ الْخِلْقَةِ، مُنْتِنِ الرَّائِحَةِ، وَسِخِ الثِّيَابِ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْقَبِيحُ الَّذِي كُنْتَ تَعْمَلُ وَلا تُبَالِي، وَأَنَا مَعَكَ حَيْثُ وُجِّهَ بِكَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ رَكِبَ عُنُقَهُ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ الْمَشْهَدَ، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ حَتَّى يَفْرُغَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ، فَيَقُولُ لَهُ: قَدْ أَبْلَغْتَ مِنِّي مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ جَهْدِ هَذَا الْيَوْمِ؛ فَيَقُولُ لَهُ: احْمِلْنِي الْيَوْمَ؛ فَطَالَمَا حَمَلْتُكَ، وَأَعْطَيْتَ نَفْسَكَ فِيَّ مُنَاهَا، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ؛ حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي جَهَنَّمَ. وَأَمَّا الْمُشْتَغِلُ بِالْآخِرَةِ؛ فَيَدْخُلُ مَعَهُ عَمَلُهُ الْقَبْرَ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ، وَرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، وَثِيَابٍ حَسَنَةٍ؛ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؛ فَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ مَنْظَرًا، وَلا أَطْيَبَ مِنْكَ رَائِحَةً، وَلا أَحْسَنَ مِنْكَ لِبَاسًا؟ ! فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ؛ فَأَبْشِرْ؛ فَإِنيِّ مَعَكَ حَيْثُ وُجِّهَ بِكَ حَتَّى أُخلِّصَكَ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ حَمَلَهُ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْمَوْقِفَ، فَيَقُولُ لَهُ: أَحْمِلُكَ الْيَوْمَ كَمَا أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ وَأَبْلَيْتَهَا وَحَمَلْتَنِي. فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. [ص: 330] فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ ذَلِكَ حِلْمُهُ، وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ، وَنَفِذَتْ فِيهِ مَشِيئَتُهِ، وَلَوْ شَاءَ مَا فَعَلُوهُ، (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)) [الأنبياء: 23] ) . الحديث: 1492 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 1493 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَرِيبٍ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ؛ قَالَ: كَانَ أَبُونَا لا يَرْفَعُ الْمَوَاعِظَ عَنْ أَسْمَاعِنَا إِذَا أَرَادَ سَفَرًا؛ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! تَلَقَّوُا النِّعَمَ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا وَالْتَمِسُوا الْمَزِيدَ فِيهَا بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا. وَاعْلَمُوا أَنَّ النَّفْسَ أَقَبَلُ شَيْءٍ لِمَا أُعْطِيَتْ، فَاحْمِلُوهَا عَلَى مَطَايَاهَا إِذَا رَكِبْتُمْ، وَأَنْ لا تَسْبِقَ وَإِنْ تَقَدَّمْتَ، نَجَا مَنْ هَرَبَ مِنَ النَّارِ، وَأَدْرَكَ مَنْ سَابَقَ إِلَى الْجَنَّةِ. فَقَالَ الْأَصَاغِرُ: يَا أَبَانَا! مَا هَذِهِ الْمَطِيَّةُ؟ [ص: 331] قَالَ: التَّوْبَةُ يَا بَنِيَّ. الحديث: 1493 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 1494 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَرَّ بِقَوْمٍ، فَشَتَمُوهُ؛ فَقَالَ خَيْرًا، وَمَرَّ بِآخَرِينَ، فَشَتَمُوهُ وَزَادُوا؛ فَزَادَهُمْ خَيْرًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ: كُلَّمَا زَادُوكَ شَرًّا زِدْتَهُمْ خَيْرًا كَأَنَّكَ تُغْرِيهِمْ بِنَفْسِكَ؟ ! فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: كُلُّ إِنْسَانٍ يُعْطِي مَا عِنْدَهُ. الحديث: 1494 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 1495 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: [ص: 332] كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: (الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ ... وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلامٌ لَيِّنٌ)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1495 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 1496 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: الْعَقْلُ رَائِدُ الرُّوحِ، وَالْعِلْمُ رَائِدُ الْعَقْلِ، وَحَيَاةُ الْمُرُوءَةِ الصِّدْقُ، وَحَيَاةُ الرُّوحِ الْعَفَافُ، وَحَيَاةُ الْحِلْمِ الْعِلْمُ، وَحَيَاةُ الْعِلْمِ الْفَهْمُ، وَحَيَاةُ الْفَهْمِ الْعَمَلُ، وَحَيَاةُ الْعَمَلِ الْقَبُولُ. الحديث: 1496 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 1497 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِبَعْضِهِمْ [ص: 333] : (أَيْنَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا أَيْنَ أَيْنَا ... مِنْ أُنَاسٍ كَانُوا جَمَالًا وَزَيْنَا) (إِنَّ دَهْرًا أَتَى عَلَيْهِمْ فَأَفْنَى ... عَدَدًا مِنْهُمْ وَسَيَأْتِي عَلَيْنَا) (خَدَعَتْنَا الْآمَالُ حَتَّى جَمَعْنَا ... وَطَلَبْنَا لِغَيْرِنَا وَسَعَيْنَا) (وَابْتَنَيْنَا وَمَا نُفَكِّرُ فِي الدَّهْرِ ... وَفِي صَرْفِهِ غَدَاةَ بَنَيْنَا) (وَابْتَغَيْنَا مِنَ الْمَعَاشِ فُضُولًا ... لَوْ قَنَعْنَا بِدُونِهِ لاكْتَفَيْنَا) (وَلَعَمْرِي لَنَمْضِيَنَّ وَلا نَمْضِي ... بِشَيْءٍ مِنْهَا إِذَا مَا مَضَيْنَا) (اخْتَلَفْنَا فِي الْمُقَدَّرَاتِ وَسَوَّى اللهُ ... بِالْمَوْتِ بَيْنَنَا فَاسْتَوَيْنَا) (كَمْ رأينامن مَيِّتٍ كَانَ حَيًّا ... وَوَشِيكًا يُرَى بِنَا مَا رَأَيْنَا) (مَا لَنَا نَأْمَنُ الْمَنَايَا كَأَنَّا ... لا نَرَاهُنَّ يَهْتَدِينَ إِلَيْنَا) (عَجَبًا لِامْرء تَيَقَّنَ أَنَّ الْمَوْتَ ... جَاءٍ وَقَرَّ بِالْعَيْشِ عَيْنًا) الحديث: 1497 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 1498 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ لِعَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: (وَكُنْتَ امرءاً لَوْ شِئْتَ أَنْ تَبْلُغَ الْمَدَى ... بَلَغْتَ بِأَدْنَى نِعْمَةٍ تَسْتَدِيمُهَا) (وَلَكِنْ فِطَامُ النَّفْسِ أَثْقَلُ مَحْمَلا ... مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ حِينَ تَرُومُهَا) الحديث: 1498 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 1499 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قال: [ص: 334] سُئِلَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ عَنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تَصَعَّدَنِي كَلامٌ، كَمَا تَصَعَّدَتْنِي خُطْبَةُ النِّكَاحِ؛ فَقَالَ: كَانَتِ الْخُطَبَاءُ تَخْطُبُ قِيَامًا، مُتَّكِئِينَ عَلَى شَيْءٍ، إِلَّا فِي خُطْبَةِ النِّكَاحِ، فَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَكُونُوا فِي الْمَحْفَلِ، وَقُرْبَ الْوُجُوهِ مِنَ الْوُجُوهِ، وَنُظْرَ الْأَحْدَاقِ فِي أَجْوَافِ الْأَحْدَاقِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ جَالِسًا لابد لَهُ مِنْ ذَلِكَ، [ص: 335] وَإِذَا عَلا الْمِنْبَرَ؛ صَارُوا سُوقَةً وَرَعِيَّةً، وَهُوَ فَوْقَهُمْ. الحديث: 1499 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 1500 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَازِنِيَّ؛ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ أَتَاهُمْ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ لِلتَّعْزِيَةِ؛ فَقَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى أَدِيبِ الْمُلُوكِ، وَجَلِيسِ الْفُقَرَاءِ، وَحَيَاةِ الْمَسَاكِينِ. قَالَ الْمَازِنِيُّ: وَكَانَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ أَبْصَرَ النَّاسِ بِمَعَانِي الْكَلامِ، مَعَ بَلاغَةٍ؛ حَتَّى صَارَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ يَبْلُغُ بِقَلِيلِ الْكَلامِ مَا لا يَبْلُغُهُ الْخُطَبَاءُ بِكَثِيرِهِ. الحديث: 1500 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 1501 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ لَمْ يَنْشَطْ لِحَدِيثِكَ؛ فَارْفَعْ عَنْهُ مؤونة الِاسْتِمَاعِ مِنْكَ. الحديث: 1501 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 1502 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ الْحَسَنُ: لِسَانُ الْعَاقِلِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْكَلامَ؛ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ؛ تَكَلَّمَ، لَهُ وَعَلَيْهِ. الحديث: 1502 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 1503 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أحمد بن بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِعَبْدِ بَنِي مَخْزُومٍ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ فِيمَا دَخَلْتُ فِيهِ. فَقَالَ لَهُ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَخَافَ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ لا تَخَافَ. الحديث: 1503 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 1504 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ مِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ تَرْكُ التَّعَجُّبِ مِنَ الْعَجَبِ. الحديث: 1504 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 1505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: [ص: 337] قَالَ بَعْضُ النُّسَّاكِ: أَنَا لِمَا لا أَرْجُو أَرْجَى مِنِّي لِمَا أَرْجُو. الحديث: 1505 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 1506 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ. الحديث: 1506 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 1507 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص: 338] أَخْبَرَ أَبُو حَازِمٍ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِوَعِيدِ اللهِ لِلْمُذْنِبِينَ؛ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللهِ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: {قَرِيبٌ من المحسنين} [الأعراف: 56] . الحديث: 1507 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 1508 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِذَا كُنْتَ فِي زَمَانٍ يُرْضَى فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ بِالْقَوْلِ، وَمِنَ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ؛ فَأَنْتَ فِي شَرِّ زَمَانٍ وَشَرِّ أُنَاسٍ. الحديث: 1508 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 1509 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ إِلَى الْفُضَيْلِ نَعُودُهُ، فَقَالَ الْفُضَيْلُ - وَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ -: يَا فُضَيْلُ! خَلَقَكَ وَأَفْرَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ [ص: 339] ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، وَحَرَسَكَ بِعَيْنِهِ، وَخَوَّلَكَ، وَصَرَفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكَ؛ وَأَنْتَ تَشْتَغِلُ عَنْهُ، مَنْ أَنْتَ؟ ! وَمَا أَنْتَ؟ ! ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً وَسَقَطَ وَغُطِّيَ بِثَوْبِهِ، وَجَعَلَ يَنْتَفِضُ وَهُوَ لا يَعْقِلُ، ونزلنا. الحديث: 1509 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 1510 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبُزُورِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ مِنَ الْحُكَمَاءِ: الْجُوعُ فِيهِ ثَلاثُ خِلالٍ: حَيَاةُ الْقَلْبِ، وَمَذَلَّةُ النَّفْسِ، وَيُورِثُ الْعَقْلَ الدَّقِيقَ السَّمَاوِيَّ. الحديث: 1510 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 1511 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 341] أَشْهَدُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُمْ: مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَسَمُرَةُ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو بَرْزَةَ؛ قَالُوا: قَلَّ مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً؛ إِلَّا أَمَرَنَا فِيهَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ   [إسناده ضعيف جداً، والحديث صحيح بطرقه] . الحديث: 1511 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 1512 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 343] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الإِثْمِدُ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ»   [إسناده لين، والحديث حسن بطرقه] . الحديث: 1512 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 1513 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ، نَا الأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنَا فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَكَانُوا لَنَا خَشِعِينَ) [الأنبياء: 90] ؛ قَالَ: الْخَوْفُ الدَّائِمُ فِي الْقَلْبِ. الحديث: 1513 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 1514 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الأَزِفَةٍ إِذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَظِمينَ) [غافر: 18] ؛ قَالَ: أَزِفَتْ وَاللهِ عُقُولُهُمْ، وَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ، فَتَرَدَّدَتْ فِي أَجْوَافِهِمْ بِالْغُصَصِ إِلَى حَنَاجِرِهِمْ لَمَّا أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: [ص: 344] هَلْ {لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فيشفعوا لنا} [الأعراف: 53] ؟ فَنُودُوا: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حميم ولا شفيع} [غافر: 18] . الحديث: 1514 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 1515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ؛ فَإِذَا أَنَا بِجُوَيْرِيَّةٍ مُتَعَبِّدَةٍ اللَّيْلَ أَجْمَعَ، تَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَكُلَّمَا طَافَتْ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ؛ وَقَفَتْ حِذَاءَ الْمُلْتَزَمِ، ثُمَّ تَقُولُ بِصَوْتٍ حزين: يارب كَمْ مِنْ شَهْوَةٍ قَدْ ذَهَبَتْ لَذَّتُهَا وَبَقِيَتْ تَبِعَتُهَا؟ ! مَا [كَانَ] لَكَ عُقُوبَةٌ إِلا النَّارَ؟ ! الحديث: 1515 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 1516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى بَابِ دَارٍ بِإِزَاءِ بَابِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ؛ فَإِذَا هُوَ بِجَارِيَةٍ تَدْخُلُ الْبَابَ وَبِيَدِهَا دُفٌّ، وَهِيَ تَقُولُ: نَحْنُ أَبَدًا فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ لا يَزُولُ. فَقَالَ لَهَا صَالِحٌ: أَنْتِ وَاللهِ كَذَّابَةٌ. وَمَضَى، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ عَادَ فَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ خَرَابًا وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، فَوَقَفَ صَالِحٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ يُنَادِي: يَا دَارُ! أَيْنَ أَهْلُكِ؟ يَا دَارُ! أَيْنَ خُدَّامُكِ؟ يَا دَارُ! أَيْنَ حَشَمُكِ؟ يَا دَارُ! أَيْنَ الْجَارِيَةُ الْكَذَّابَةُ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ لا يَزُولُ؟ ! فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِنْ دَاخِلِ النار: يَا صَالِحُ! هَذَا غَضَبُ مَخْلُوقٍ عَلَى مَخْلُوقٍ؛ فَكَيْفَ إِذَا غَضِبَ الْخَالِقُ عَلَى الْمَخْلُوقِ؟ ! قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ صَالِحٌ إِلَى النَّاسِ وَبَكَى وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُنَادُونَ: رَبَّنَا عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ، وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا؛ فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ إِذَا غَضِبَتْ عَلَيْنَا، يَا رَبِّ! ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ وَالسَّلاسِلُ وَالأغْلالُ. الحديث: 1516 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 1517 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ؛ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُنَادِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: أَوِّهْ مِنْ عَذَابِ اللهِ! أَوِّهْ مِنْ قَبْلِ أَنْ لا يَنْفَعَ أَوَهٌ! الحديث: 1517 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 1518 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 347] كَانَ غَابَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - عَلَيْهِ السَّلامُ وَعَلَى أَبِيهِ - وَفَقَدَهُ أَبُوهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَوَجَدَهُ فِي قَبْرٍ مُضْطَجِعًا يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! مَا هَذَا الْبُكَاءُ كُلُّهُ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَتِ! أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ أَخْبَرَكَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَفَازَةٌ مِنْ نَارٍ لا يُطْفِئُ حَرَّهَا إِلا الدُّمُوعُ. فَقَالَ لَهُ: فَابْكِ يَا بُنَيَّ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1518 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 1519 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابن أَبِي الْهُذَيْلِ؛ قَالَ: مَا فِي جَهَنَّمَ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ لا رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ، حَبَسَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ [ص: 348] فِي أَجْوَافِهِمْ وَحَبَسَ أَنْفَاسَهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ؛ فَذَلِكَ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَا فِيهَا   [إسناده واه] . الحديث: 1519 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 1520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو رَبَاحٍ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قال: قال ابن عمر: إِذَا سَكَنَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ؛ فَشَرِبُوا مِنْ حَمِيمِهَا، وَأَكَلُوا مِنْ زَقُّومِهَا، وَعَالَجُوا الأَغْلالَ فِيهَا؛ سُمِعَتْ لِلنَّارِ قَعْقَعَةٌ فِي الْعِظَامِ مِنْهُمْ، فَصَاحُوا، فَنَادَتْ: يَا لَكُمْ مِنْ شَبَابٍ مَا كَانَ أَحْسَنَ وُجُوهَكُمْ، وَيَا لَكُمْ مِنْ شُيُوخٍ مَا كَانَ أَجْمَلَكُمْ، مَا أَحْسَنَ زَرْعَكُمْ لَوْ كَانَ لَكُمْ حَاصِدٌ غَيْرِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1520 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 1521 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ؛ قَالَ: [ص: 349] لَوْ بَرَزَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلَى الدُّنْيَا؛ لأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا مِنْ سَوَادِ وَجْهِهِ   [إسناده واه] . الحديث: 1521 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 1522 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: إِنِّي أَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: لأَنَّكَ أَخَّرْتَ مَا لَكَ، وَلَوْ قَدَّمْتَهُ؛ لَسَرَّكَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ. الحديث: 1522 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 1523 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: [ص: 350] دَخَلَ أُسْقُفُ نَجْرَانَ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَضَرَبَ وَجْهَهُ بِالْقَضِيبِ فَأَدْمَاهُ، فَقَالَ الأُسْقُفُّ: إِنْ شَاءَ الأَمِيرُ أَخْبَرْتُهُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَنْبَغِي لِلإِمَامِ أَنْ يَكُونَ سَفِيهًا، وَمِنْهُ يُلْتَمَسُ الْحِلْمُ، وَلا جَائِرًا وَمِنْهُ يُلْتَمَسُ الْعَدْلُ. الحديث: 1523 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 1524 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ؛ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَاذَانَ إِلَى الْجَبَّانِ يَوْمَ الْعِيدِ؛ فَرَأَى سُتُورَ الْحُجَّاجِ تَرْفَعُهَا الرِّيَاحُ، فَقَالَ: هَذَا وَاللهِ الْمُفْلِسُ. فَقُلْتُ لَهُ: تَقُولُ مِثْلَ هَذَا وَلَهُ مِثْلُ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا الْمُفْلِسُ مِنْ دِينِهِ. الحديث: 1524 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 1525 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ؛ يَقُولُ: [ص: 351] ظَهَرَ الْفَسَادُ وَالْخَبَثُ فِي النَّاسِ مُنْذُ اسْتَأْصَلُوا شُعُورَهُمْ. الحديث: 1525 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 1526 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لابْنِهِ مُخَلَّدٍ: إِذَا كَتَبْتَ كِتَابًا؛ فَأَطِلِ النَّظَرَ فِيهِ، فَإِنَّ كِتَابَ الرَّجُلِ مَوْضِعُ عَقْلِهِ. الحديث: 1526 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 1527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] ؛ قال: خُلُقَكَ فَحَسِّنْهُ. الحديث: 1527 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 1528 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، نَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] ؛ قَالَ: لا تَلْبِسْهَا عَلَى غَدْرَةٍ وَلا فَجْرَةٍ. ثُمَّ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ: (وَإِنِّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فَاجِرٍ ... لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ) الحديث: 1528 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 1529 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] ؛ قَالَ: مِنَ الإِثْمِ. الحديث: 1529 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 1530 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عن أبي إسحاق؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَلا أَسْخَى، وَلا أَشْجَعَ لِقَاءً، وَلا أَبْعَدَ مِمَّا يُكْرَهُ، وَلا أَقْرَبَ مِمَّا يُحَبُّ. الحديث: 1530 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 1531 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفِهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ أَتَاهُ فَتْحُ الْقَادِسِيَّةِ: [ص: 354] أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يُبْقِيَنِي اللهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ حَتَّى يُدْرِكَنِي أَوْلادُكُمْ مِنْ هَؤُلاءِ، قَالُوا: وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: مَا ظَنُّكُمْ بِمَكْرِ الْعَرَبِيِّ وَدَهَاءِ الْعَجَمِيِّ إِذَا اجْتَمَعَا فِي رَجُلٍ؟ !   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1531 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 1532 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيُّ، نَا مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا أَعْيُنُ بْنُ لَبْطَةَ، عَنْ جَدِّهِ الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ: [ص: 355] دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا غَالِبُ بْنُ صَعْصَعَةَ. فَقَالَ: ذُو الإِبِلِ الْكَثِيرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا صَنَعَتْ إِبِلُكَ؟ قَالَ: ذَعْذَعَتْهَا الْحُقُوقُ، وَأَذَابَتْهَا النَّوَائِبُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: ذَلِكَ خَيْرُ سَبِيلِهَا. ثُمَّ قَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ: ابْنِي. قَالَ: هُوَ شَاعِرٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْشَدَكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الشِّعْرِ. الحديث: 1532 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 1533 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَكِيعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُمَحِيِّ؛ قَالَ: اسْتَشَارَ قَوْمٌ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيِّ فِي حَرْبِ قَوْمٍ أَرَادُوهُمْ، وَسَأَلُوا أَنْ يُوصِيَهُمْ؛ فَقَالَ: أَقِلُّوا الْخِلافَ عَلَى أُمَرَائِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ كَثْرَةَ الصِّيَاحِ مِنَ الْفَشَلِ، وَالْمَرْءُ يَعْجَزُ لا مَحَالَةَ، تَثَبَّتُوا؛ فَإِنَّ أَحْزَمَ الْفَرِيقَيْنِ الرَّكِينُ، [ص: 356] وَرُبَّ عَجَلَةٍ تَهِبُ رَيْثًا، اتَّزِرُوهَا لِلْحَرْبِ، وَادَّرِعُوا اللَّيْلَ؛ فَإِنَّهُ أَخْفَى لِلْوَيْلِ، وَلا جَمَاعَةَ لِمَنِ اخْتَلَفَ [عَلَيْهِ] . الحديث: 1533 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 1534 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: أَلا تَرَوْنَهُمْ - يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْحَيَّاتِ؟ ! الحديث: 1534 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 1535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ: [ص: 357] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَوْصَى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللهُ حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى الشَّامِ؛ فَقَالَ: يَا يَزِيدُ! سِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ، فَإِذَا دَخَلْتَ بِلادَ الْعَدُوِّ؛ فَكُنْ بَعِيدًا مِنَ الْحَمْلَةِ؛ فَإِنِّي لا آمَنَ عَلَيْكَ الْجَوْلَةَ، وَاسْتَظْهِرْ فِي الزَّادِ، وَسِرْ بِالأَدِلَّاءِ، وَلا تُقَاتِلْ بِمَجْرُوحٍ؛ فَإِنَّ بَعْضَهُ لَيْسَ مَعَهُ، وَاحْتَرِسْ مِنَ الْبَيَاتِ؛ فَإِنَّ فِي الْعَرَبِ غِرَّةً، وَأَقْلِلْ مِنَ الْكَلامِ؛ فَإِنَّمَا لَكَ مَا وُعِيَ عَنْكَ. فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي؛ فَأَنْفِذْهُ؛ فَإِنَّمَا أَعْمَلُ عَلَى حَسَبِ إِنْفَاذِهِ، وَإِذَا قَدِمَ وُفُودُ الْعَجَمِ؛ فَأَنْزِلْهُمْ مُعْظَمَ عَسْكَرِكَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِمُ النَّفَقَةَ، وَامْنَعِ النَّاسَ مِنْ مُحَادَثَتِهِمْ لِيَخْرُجُوا جَاهِلِينَ، وَلا تَلِحَّنَّ فِي عُقُوبَةٍ، وَلا تُسْرِعَنَّ إِلَيْهَا وَأَنْتَ تَكْتَفِي بِغَيْرِهَا، وَاقْبَلْ مِنَ النَّاسِ عَلانِيَتَهُمْ، وَكِلْهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سَرَائِرِهِمْ، وَلا تَجَسَّسَنَّ عَسْكَرَكَ فَتَفْضَحَهُ، وَلا تُهْمِلَنَّهُ فَتُفْسِدَهُ. وَأَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ   [إسناده ضعيفٍ] . الحديث: 1535 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 1536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قال: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: قَالَتْ حُكَمَاءُ الْهِنْدِ: لا ظَفَرَ مَعَ بَغْيٍ، وَلا صِحَّةَ مَعَ نَهَمٍ، وَلا ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ، وَلا صَدَاقَةَ مَعَ خِبٍّ، وَلا شَرَفَ مَعَ سُوءِ أَدَبٍ، وَلا بِرَّ مَعَ شُحٍّ، وَلا اجْتِنَابَ مُحَرَّمٍ مَعَ حِرْصٍ، وَلا مَحَبَّةَ مَعَ هَزْوٍ، وَلا وِلايَةَ حُكْمٍ مَعَ عَدَمِ فِقْهٍ، وَلا عُذْرَ مَعَ إِصْرَارٍ، وَلا سَلامَ قَلْبٍ مَعَ الْغِيبَةِ، وَلا رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ، وَلا سُؤْدُدَ مَعَ انْتِقَامٍ، وَلا رِئَاسَةَ مَعَ عَزَازَةِ نَفْسٍ وَعُجْبٍ، وَلا صَوَابَ مَعَ تَرْكِ الْمُشَاوَرَةِ، وَلا ثَبَاتَ مُلْكٍ مَعَ تَهَاوُنٍ وَجَهَالَةٍ وَزَرَاءٍ. الحديث: 1536 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 1537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالا: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ؛ قَالَ: [ص: 360] سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلامٌ؛ قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَجِئْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ؛ فَإِذَا يَدُهُ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1537 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 1538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 361] : «ثَلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُ سَاحِرًا، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1538 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 1539 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولانِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فاقتلوا أنفسكم} [البقرة: 54] ؛ قَالَ: [ص: 362] قَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالْخَنَاجِرِ، فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لا يَحْمِي الرَّجُلُ عَلَى قَرِيبٍ وَلا بَعِيدٍ، حَتَّى لَوَّحَ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بِثَوْبِهِ، فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، فَكَشَفُوا عَنْ سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ، وَأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى: أَنْ حَسْبِي، فَقَدِ اكْتَفَيْتُ. الحديث: 1539 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 1540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاقْتُلُوا أنفسكم} [البقرة: 54] ؛ قال: قَامُوا صَفَّيْنِ؛ فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى قِيلَ: كُفُّوا. قَالَ قَتَادَةُ: فَكَانَتْ شَهَادَةً لِلْمَقْتُولِ، وَتَوْبَةً لِلْحَيِّ. الحديث: 1540 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 1541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، نَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: تُنَادِي النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا نَارُ! اشْتَفِّي، يَا نَارُ! اسْلُخِي، يَا نَارُ! أحرقي، يَا نَارُ! كُلِي وَلا تَقْتُلِي. الحديث: 1541 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 1542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَأْكُلُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ مِنَ النَّدَامَةِ وَمَا فَرَّطُوا فِي الدُّنْيَا، وَمَا يَشْعُرُونَ بِذَلِكَ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1542 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 1543 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أبو قَبِيصَةُ، نَا سَعِيدُ الْجَرْمِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: مَا انْشَقَّ الْقَبْرُ على عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ؛ إِلا وَمَلَكَانِ قَائِمَانِ عَلَى عَضُدِهِ، يَقُولانِ لَهُ: أَجِبْ رَبَّ الْعِزَّةِ. الحديث: 1543 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 1544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كُلُّ نَعِيمٍ زَائِلٌ؛ إِلا نَعِيمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَكُلُّ غَمٍّ زَائِلٌ؛ إِلا غَمَّ أَهْلِ النَّارِ. الحديث: 1544 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 1545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن يزيد؛ قَالَ: وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُنْتُ فِي بَلَدِ الرُّومِ؛ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الْهَوَاءِ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ؛ كَيْفَ يَطْلُبُ رِضَا غَيْرِكَ بِسَخَطِكَ؟ ! وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ؛ كَيْفَ يَسْتَعِينُ عَلَى أُمُورِهِ بِأَحَدٍ سِوَاكَ؟ ! وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ؛ كَيْفَ يَسْتَأْنِسُ بِأَحَدٍ سِوَاكَ؟ ! الحديث: 1545 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 1546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلًى لِعُثْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 365] مَنْ لَمْ يَزْدَدْ يَوْمًا بِيَوْمٍ خَيْرًا؛ فَذَاكَ رَجُلٌ يَتَجَهَّزُ إِلَى النَّارِ عَلَى بَصِيرَةٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1546 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 1547 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عثمان بن الهيثم أو مُسْلِمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَدْ فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ جَلَسَ، قَدِ انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، فَيَقُولُ: يَا نَفْسُ! بِهَذَا أُمِرْتِ، وَلِهَذَا خُلِقْتِ، يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ الْعَنَاءُ. ثُمَّ يَقْرَأُ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَإِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ؛ قَامَ فَصَلَّى إِلَى الْعَتْمَةِ، فَإِذَا صَلَّى الْعَتْمَةَ؛ أَفْطَرَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَفْسُ! قُومِي، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ؛ فَلا يَزَالُ رَاكِعًا وَسَاجِدًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ يَقُولُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: اللهُمَّ! إِنَّ خَوْفَ النَّارِ مَنَعَ النَّوْمَ مِنِّي؛ فَاغْفِرْ لِي. الحديث: 1547 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 1548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أبي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَاهِبٌ: يَا مَالِكُ! إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ سُورًا مِنْ حَدِيدٍ؛ فَافْعَلْ، وَانْظُرْ كُلَّ جَلِيسٍ وَصَاحِبٍ لا تَسْتَفِيدَ مِنْهُ فِي دِينِكَ خَيْرًا؛ فَانْبِذْ صُحْبَتَهُ عَنْكَ. الحديث: 1548 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 1549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص: 367] يَا ابْنَ آدَمَ! إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُكْرِمُونَكَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ يعلمكم كَرَامَتَهُ عَلَيْكَ؛ فَلا تَرْجِعْ مِنْ طَاعَتِهِ إِلَى مَعْصِيَتِهِ. الحديث: 1549 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 1550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : تَدْرِي لِمَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّتِي؟ قَالَ: لا يَا رَبِّ. قَالَ: لأَنَّكَ اتَّبَعْتَ مَسَرَّتِي. الحديث: 1550 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 1551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ؛ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلْيَعْلَمْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ؛ فَإِنَّهُ قَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ لا مَحَالَةَ. الحديث: 1551 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 1552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 372] مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ» ؛ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيِ: اجْمَعْ أَهْلَكَ وَلا تُفَرِّقْهُمْ، وَالْعَصَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْجَمْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ فِي الْخَوَارِجِ إِذَا خَرَجُوا: شَقُّوا عَصَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَرَّقُوا جَمْعَهُمْ، وَيُقَالُ: فُلانٌ شَقَّ عَصَى الْمُسْلِمِينَ، وَلا يُقَالُ: شَقَّ ثَوْبًا وَلا غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الشَّقِّ. وَقَالَ مُضَرِّسٌ الأَسَدِيُّ: (فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ) وَيُقَالُ لِبَنِي أَسَدٍ: عَبِيدُ الْعَصَا؛ لأَنَّهُمْ يَنْقَادُونَ وَيَجْتَمِعُونَ لِكُلِّ مَنْ حَالَفُوا مِنَ الرُّؤَسَاءِ، وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لابْنِ مُفَرَّغٍ الْحِمْيَرِيِّ: (الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ تَكْفِيهِ الملامة) وَأَنْشَدَ لِلْفَلْتَانِ الْفَهْمِيِّ: (الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ تَكْفِيهِ الإشارة) وَأَنْشَدَ لِمَالِكِ بْنِ الرَّيْبِ: (الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ يَكْفِيهِ الْوَعِيدُ) [ص: 373] وَأَنْشَدَ لِلتَّغْلِبِيِّ فِي بَعْضِ الْخُلَفَاءِ: (إِمَامٌ لَهُ كَفٌّ يَضُمُّ بَنَانُهَا ... عَصَا الدِّينِ مَمْنُوعًا مِنَ الْبَرْيِ عُودُهَا) (وَعَيْنٌ مُحِيطٌ بِالْبَرِيَّةِ طَرْفُهَا ... سَوَاءٌ عَلَيْهِ قُرْبُهَا وَبَعِيدُهَا) قَالَ: وَفِي مِثْلِهِ قَالَ الشَّاعِرُ: (فِي كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عِبْقٌ ... فِي كَفِّ أَرْوَعَ فِي عَرْنِينِهِ شَمَمُ) (يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَمَا يُكَلَّمُ إِلا حِينَ يَبْتَسِمُ) الحديث: 1552 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 1553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ لِبَعْضِ الأَنْصَارِ يَمْدَحُ الأَنْصَارَ: (يُصِيبُونَ فَصْلَ الْقَوْلِ فِي كُلِّ خُطْبَةٍ ... إِذَا وَصَلُوا أَيْمَانَهُمْ بِالْمَخَاصِرِ) الحديث: 1553 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 1554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 374] أَتَى يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ رَجُلٌ بِرُقْعَةٍ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَهَا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَنَظَرَ فِيهَا يَزِيدُ وَقَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ مِنَ الْحَوَائِجِ الَّتِي تُرْفَعُ إِلَى الأَمِيرِ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَهَا؛ فَلَعَلَّهَا تُوَافِقُ قَدْرًا، فَيَقْضِيهَا وَهُوَ كَارِهٌ. فَأَدْخَلَهَا وَأَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ الرَّجُلِ، فَنَظَرَ الْحَجَّاجُ فِي الرُّقْعَةِ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: قُلْ لَهُ: إِنَّهَا قَدْ وَافَقَتْ قَدْرًا، وَقَدْ قَضَيْنَاهَا وَنَحْنُ كَارِهُونَ. الحديث: 1554 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 1555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مَزَامِيرِ دَاوُدَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : يَا دَاوُدُ! هَلْ تَدْرِي مَنْ أَغْفِرُ لَهُ مِنْ عِبَادِي؟ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا ارْتَعَدَتْ لِذَلِكَ مَفَاصِلُهُ وَأَعْضَاؤُهُ، فَذَلِكَ الَّذِي آمُرُ مَلائِكَتِي أَنْ لا تَكْتُبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الذَّنْبَ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1555 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 1556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 375] الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ عَلَى نَفْسِهِ، يُحَاسِبُ نَفْسَهُ لِلَّهِ، وَإِنَّمَا خَفَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ حَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا شَقَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَقْوَامٍ أَخَذُوا هَذَا الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ مَحَاسَبَةٍ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَأْمَنُ شَيْئًا؛ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَفِي جَوَارِحِهِ، مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ. الحديث: 1556 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 1557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص: 376] إِنْ عُوفِينَا مِنْ شَرِّ مَا أُعْطِينَا؛ لَمْ يَضُرَّنَا فَقْدُ مَا زُوِيَ عَنَّا. الحديث: 1557 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 1558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 377] مَا سَمِعْتُ كَلامًا قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ أَنَّ الصَّبْرَ وَالشُّكْرَ بَعِيرَانِ مَا بَالَيْتُ أَيَّهُمَا أَرْكَبُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1558 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 1559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: ابْنُ ضُبَارَةَ: إِنَّا نَظَرْنَا؛ فَوَجَدْنَا الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ أَهْوَنَ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللهِ. الحديث: 1559 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 1560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ نَا أَبُو غَسَّانَ؛ قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: [ص: 378] أَنَا مِنْ أَنْ أُمْنَعَ الدُّعَاءَ أَخْوَفُ مِنْ أَنْ أُمْنَعَ الإِجَابَةَ. الحديث: 1560 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 1561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِرَابِعَةَ رَحِمَهَا اللهُ: لَوْ كَلَّمْنَا رِجَالَ عَشِيرَتِكِ؛ فَاشْتَرَوْا لَكِ خَادِمًا يَكْفِيكِ مِهْنَةَ بَيْتِكِ! فَقَالَتْ: وَاللهِ؛ إِنِّي لأَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُ الدُّنْيَا؛ فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لا يَمْلِكُهَا؟ ! الحديث: 1561 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 1561 - / م - وَأَنْشَدَ لِقَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ [ص: 379] : (وَقَوْلِي كُلَّمَا جَشَأَتْ لِنَفْسِي ... مِنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي) (فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ حَيَاةَ يَوْمٍ ... سِوَى الأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 1562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْمُعَذَّلِ، يَقُولُ: دِيَارُكُمْ أَمَامَكُمْ وَحَيَاتُكُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ. قَالَ: وَأَنْشَدَ فِي أَثَرِهِ لِلسَّمَوْأَلِ: (مَيْتًا خُلِقْتُ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ قَبْلِهَا ... شَيْئًا نَمُوتُ فَمُتُّ حِينَ حَيِيتُ) الحديث: 1562 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 1563 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ: [ص: 380] لا يَمْنَعَنَّكُمْ سُوءُ مَا تَعْلَمُونَ مِنَّا أَنْ تَقْبَلُوا مِنَّا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ. الحديث: 1563 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 1564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أَدْرَكْتُ أَنَا وَلا أَنْتَ زَمَانًا يَتَغَايَرُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى الْعِلْمِ كَمَا يَتَغَايَرُونَ عَلَى الأَزْوَاجِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1564 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 1565 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِالرَّحْمَةِ؟ قَالَ: عَالِمٌ يَجُوزُ عَلَيْهِ حُكْمُ جَاهِلٍ. الحديث: 1565 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 1566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا أَبُو زَيْدٍ، نَا جلبس؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ وَأَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَهُ: اشْهَدْ عَلَى نَفْسِكَ بِالْجُنُونِ. [ص: 381] فَقَالَ: لا أَكْذِبُ عَلَى رَبِّي وَقَدْ عَافَانِي فَأَقُولُ قَدْ بَلانِي. الحديث: 1566 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 1567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 382] : «مَنْ فُتِحَ لَهُ فِي الدُّعَاءِ مِنْكُمْ؛ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَمَا يَسْأَلُ اللهَ الْعَبْدُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ الْعَافِيَةَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1567 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 1567 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 383] سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «دُعَاءُ الْمَرْءِ لِنَفْسِهِ»   [إسناده ضعيف] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 1568 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سمعت أبا سليمان الداراني يَقُولُ: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللهْوِ فِي لَهْوِهِمْ، وَلَوْلا اللَّيْلُ؛ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ. الحديث: 1568 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 1569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: [ص: 384] كُنَّا نَغْزُوا؛ فَكَانَ عَطَاءٌ الْخَرَاسَانِيُّ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ثُلُثُهُ أَوْ أَكْثَرُ؛ نَادَى وَنَحْنُ فِي فُسْطَاطِنَا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ! وَيَا يَزِيدَ بْنَ زَيْدٍ! وَيَا هِشَامَ بْنَ الْغَازِ! قُومُوا فتوضؤوا وَصَلُّوا؛ فَإِنَّ قِيَامَ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامَ هَذَا النَّهَارِ أَيْسَرُ مِنْ شُرْبِ الصَّدِيدِ، وَمِنْ مُقَطِّعَاتِ الْحَدِيدِ؛ فَالْوَحَا الْوَحَا! ثُمَّ النَّجَاةَ النَّجَاةَ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلاتِهِ. الحديث: 1569 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 1570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 385] كَانَ مِنْ تَحْمِيدِ دَاوُدَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ قَطْرِ الْمَطَرِ، وَوَرَقِ الشَّجَرِ، وَتَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ، وَعَدَدُ مَا يَكُونُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ أَنْفَاسِ الْخَلْقِ، وَلَفْظِهِمْ، وَطُرُقِهِمْ، وَظِلالِهِمْ، وَعَدَدُ مَا عَنْ أَيْمَانِهِمْ، وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ، وَعَدَدُ مَا قَهَرَهُ مُلْكُهُ، وَوَسِعَهُ حِفْظُهُ، وَأَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُهُ، وَأَحْصَاهُ عِلْمُهُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ مَا تَجْرِي بِهِ الرِّيَاحُ، وَتَحْمِلُهُ السَّحَابُ، وَعَدَدُ مَا يَخْتَلِفُ بِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَتَسِيرُ بِهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ كُلِّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ، وَنَفَذَ فِيهِ عِلْمُهُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْتَعْفِيهِ فَيُعَافِينِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَلُمَ فِي الذُّنُوبِ عَنْ عُقُوبَتِي، حَتَّى كَأَنَّ لا ذَنْبَ لِي، وَلَوْ يُؤَاخِذُنِي لَمْ يَظْلِمْنِي سَيِّدِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْجُوهُ أَيَّامَ حَيَاتِي، وَهُوَ ذُخْرِي فِي آخِرَتِي، وَلَوُ رَجَوْتُ غَيْرَهُ؛ لانْقَطَعَ رَجَائِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تُمْسِي أَبْوَابُ الْمُلُوكِ مُغْلَقَةً دُونِي وَبَابُهُ مَفْتُوحٌ [ص: 386] لِكُلِّ مَا شِئْتُ مِنْ حَاجَتِي، بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِيهَا لِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْلُو بِهِ فِي حَاجَتِي، وَأَضَعُ عِنْدَهُ سِرِّي فِي أَيِّ سَاعَةٍ شِئْتُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَتَحَبَّبُ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1570 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 1571 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، عَنِ الْمُغَلِّسِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ؛ قَالَ: خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ قَدْ سَمَّاهُ؛ أَقْبَلَ غِلْمَانٌ يَتَخَايَرُونَ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ: فَضَرَبَ عَلِيٌّ عَلَى مَنْكِبِهِ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ تَحَاكَمُوا إِلَيْكَ؛ فَاعْدِلْ بَيْنَهُمْ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1571 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 386 1572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: أَتَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: لا أَشْرَبُ مَا يَشُوبُ عَقْلِي. الحديث: 1572 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 1573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شديد} [الفتح: 16] ؛ قَالَ: قَوْمٌ هُمْ بَنُو حَنِيفَةَ، وَالدَّاعِي إِلَى قِتَالِهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُمْ أَهْلُ فَارِسٍ، وَالدَّاعِي إِلَى قِتَالِهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهَذِهِ الآيَةُ تدل عَلَى خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا] وَإِمَامَتِهِمَا؛ إِذْ وَعَدَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمُطِيعَ لَهُ بِالثَّوَابِ، وَوَعَدَ الْعَاصِيَ بِالْعِقَابِ؛ لأَنَّهُ قَالَ: (سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شِديدٍ تُقَتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح: 16] . الحديث: 1573 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 1574 - وحدثتا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) الآية [النور: 55] ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْقَوْلِ: صحابه رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا الْخَائِفِينَ فِي صَدْرِ الْإِسْلامِ وَقَبْلَ الْهِجْرَةِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ، ثُمَّ وَجَدُوا بَعْدَ هَذَا جَمِيعَ مَا وَعَدَهُمُ اللهُ بِهِ مِنَ النَّصْرِ وَالظُّهُورِ وَالْعِزِّ، وَقَوْلِهِ: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ} ؛ يَعْنِي: بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذِهِ الآيَاتُ شَاهِدَةٌ لِخِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. الحديث: 1574 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 1575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: كَانَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ يَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ، وَالشَّرَفُ يَتْبَعُهُ. الحديث: 1575 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 1576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: وَفَدَ الْأَحْنَفُ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَتَهَيَّأَ الْمُنْذِرُ فِي اللِّبَاسِ وَالْخَيْلِ الْجِيَادِ، وَخَرَجَ الْأَحْنَفُ عَلَى قَعُودٍ، وَعَلَيْهِ بَتٌّ، فَكُلَّمَا مَرَّ الْمُنْذِرُ؛ قَالَ: النَّاسُ: هَذَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ. فَقَالَ الْمُنْذِرُ: أَرَانِي إِنَّمَا تَزَيَّنْتُ لِهَذَا الشَّيْخِ. الحديث: 1576 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 1577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو عُوَانَةَ وَاسْمُهُ الْوَضَّاحُ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ الْبَزَّارِ مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ، فَجَاءَ إِلَى أَبِي عُوَانَةَ يَوْمًا سَائِلٌ يَسْأَلُهُ، فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ أَوْ [ص: 390] ثَلاثَةً. فَقَالَ السَّائِلُ: وَاللهِ! لأَنْفَعَنَّكَ يَا أَبَا عُوَانَةَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَقَفَ السَّائِلُ عَلَى طَرِيقِ الْمُصَلَّى، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! ادْعُوا اللهَ لِيَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ؛ فَإِنَّهُ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ بِأَبِي عُوَانَةَ فَأَعْتَقَهُ. فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ مَرُّوا عَلَى بَابِهِ؛ فَجَعَلُوا يَدْعُونَ لَهُ وَيَشْكُرُونَهُ وَأَكْثَرُوا. فَقَالَ: مَنْ يَقْدِرُ عَلَى رَدِّ هَؤُلاءِ؛ فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَكَانَ أَبُو عُوَانَةَ بِوَاسِطٍ؛ فَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سبعين ومئة. الحديث: 1577 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 1578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: السُّؤْدُدُ مَعَ السَّوَادِ؛ يَعْنِي مَنْ أَتَتْهُ [السِّيَادَةُ] فِي حَدَاثَتِهِ وَسَوَادِ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: سَوَادُ النَّاسِ وَعَامَّتُهُمْ؛ يُرِيدُ أَنَّ السُّؤْدُدَ يَكُونُ بِتَسْوِيدِ الْعَامَّةِ. الحديث: 1578 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 1579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجُمْهِرُ: [ص: 391] لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْفَاضِلُ مِنَ الرِّجَالِ إِلا مَعَ الْمُلُوكِ مُكَرَّمًا، وَمَعَ النُّسَّاكِ إِلا مُتَبَتِّلًا؛ كَالْفِيلِ لا يُحْسِنُ أَنْ يُرَى إِلا فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي الْبَرِّيَّةِ وَحْشِيًّا، وَإِمَّا لِلْمُلُوكِ مَرْكَبًا. وَقَالَ أَيْضًا: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ لا تُنَالُ إِلا بِارْتِفَاعِ هِمَّةٍ، وَعَظِيمِ خَطَرٍ: عَمَلُ السُّلْطَانِ، وَتِجَارَةُ الْبَحْرِ، وَمُنَاجَزَةُ الْعَدُوِّ. الحديث: 1579 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 1580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: عَيَّرَتِ الْيَهُودُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْفَقْرِ. فَقَالَ: مِنَ الْغِنَى أُتِيتُمْ. الحديث: 1580 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 1580 - / م - وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَمْدَحُ قَوْمًا: (إِذَا افْتَقَرُوا عَضُّوا عَلَى الصَّبْرِ حِسْبَةً ... وَإِنْ أَيْسَرُوا عَادُوا سِرَاعًا إِلَى الْفَقْرِ) يَقُولُ: يُعْطُوا مَا عِنْدَهُمْ حَتَّى يَصِيرُوا إِلَى الْفَقْرِ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 1581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: إِنَّ فُلانًا أَفَادَ مَالًا عَظِيمًا. قَالَ: فَهَلْ أَفَادَ مَعَهُ أَيَّامًا يُنْفِقُهُ فِيهَا؟ الحديث: 1581 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 1582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إِعْجَابًا بِصُورَتِهِ ... أَبْصِرْ خِلاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ) (لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهُمُ ... مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلا شِيبُ) (هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةٌ ... وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنَ الأَقْذَارِ مَضْرُوبُ) (أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذُنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ ... وَالْعَيْنُ مُرْمَصَةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبٌ) (يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا ... أَبْصِرْ فَإِنَّكَ مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ) الحديث: 1582 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 1583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 393] قَالَ رَجُلٌ: مَا رَأَيْتُ ذَا كِبْرٍ قَطُّ؛ إِلا تَحَوَّلَ دَاؤُهُ فِيَّ. يُرِيدُ أَنَّي أَتَكَبَّرُ عَلَيْهِ. وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا تَاهَ عَلَيَّ أَحَدٌ قَطُّ مَرَّتَيْنِ. قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ إِذَا تَاهَ عَلَيَّ مَرَّةً؛ لَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ. الحديث: 1583 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 1584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، نَا أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ منبه؛ قال: شكى نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِلَى اللهِ الْفَقْرَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: هَكَذَا جَرَى أَمْرُكَ عِنْدِي؛ أَفَتَرَى مِنْ أَجْلِكَ أُعِيدُ الدُّنْيَا؟ !   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1584 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 1585 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيَّةً ذَاتَ جَمَالٍ رَائِعٍ تَسْأَلُ بِمِنًى، فَقُلْتُ: يَا أَمَةَ اللهِ! [ص: 394] تَسْأَلِينَ وَلَكِ هَذَا الْجَمَالُ؟ قَالَتْ: قَدَّرَ اللهُ؛ فَمَا أَصْنَعُ؟ قُلْتُ: مِنَ أَيْنَ مَعَاشُكُمْ؟ قَالَتْ: مِنَ الْحَاجِّ. قُلْتُ: فَإِذَا ذَهَبَ الْحَاجُّ؛ فَمِنْ أَيْنَ؟ فَنَظَرَتْ إِلَيَّ وَقَالَتْ: يَا صَلِبَ الْعَيْنِ! لَوْ كُنَّا إِنَّمَا نَعِيشُ مِنْ حَيْثُ نَعْلَمُ مَا عِشْنَا. الحديث: 1585 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 1586 - حَدَّثَنَا أحمد، نا الحسين بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ! أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، وَلا تُعْلِمْنِي بِمَا يُصْلِحُكَ، وَامْدُدْ يَدَيْكَ لِبَابٍ مِنَ الْعَمَلِ؛ أَفْتَحُ لَكَ بَابًا مِنَ الرِّزْقِ. الحديث: 1586 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 1587 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى جَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيِّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ: عَبْدٌ، وَفَقِيرٌ، وَشَهِيدٌ» . الحديث: 1587 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 1588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مِنْهُمْ: مَعْقِلُ بْنُ [ص: 395] يَسَارٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو بَرْزَةَ. قَالُوا: قَلَّ مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إِلا أَمَرَنَا فِيهَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ. الحديث: 1588 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 1589 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث: 1589 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 395 1590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الحسين بْنُ عَبْدِ الْمُجِيبِ الْجَزَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ، نَا عَفِيفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا، أَدْنَاهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الرَّجُلُ يَقَعُ عَلَى أُمِّهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1590 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 395 1591 - حَدَّثَنَا أحمد، نا الحسين بْنُ عَبْدِ الْمُجِيبِ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو حَفْصٍ الْخَيْزَرَانِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَنْ تخلوا الأَرْضُ مِنْ أَرْبَعِينَ بِهِمْ يُغَاثُ النَّاسُ، وَبِهِمْ يُنْصَرُونَ، وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ، كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ بُدِّلَ مَكَانَهُ رَجُلٌ. قَالَ قَتَادَةَ: وَاللهِ! إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْحَسَنُ مِنْهُمْ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1591 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 1592 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ! أَكَلْتَ الطَّيِّبَ، وَلَبِسْتَ اللَّيِّنَ، وَرَكِبْتَ الذَّلُولَ، مَاتَ قَلْبُكَ، يَا ابْنَ آدَمَ! كَانَ خُرُوجُ أَبِيكَ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى لُقْمَةٍ؛ فَهِيَ دَاؤُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1592 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 1593 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ الْخَوَّاصُ يَمُرُّ عَلَى الْجِسْرِ، فَيَقُولُ: سَلِّمْ سَلِّمْ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ، وَيُغْشَى عَلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ عَلَى الْحَدَّادِينَ؛ قَالَ: يَا مَالِكُ! لا أَعُودُ. وَيُغْشَى عَلَيْهِ. الحديث: 1593 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 399 1594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا عِنْدَ الْمَوْتِ؛ فَجَعَلَ يَقُولُ بِالْفَارِسِيَّةِ: أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ سَفَرًا مَا سَافَرْتُهُ قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أَسْلُكَ طَرِيقًا مَا سَلَكْتُهُ قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أَزُورَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أُشْرِفَ عَلَى أَهْوَالٍ مَا شَاهَدْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أَدْخُلَ تَحْتَ التُّرَابِ فَأَبْقَى تَحْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَخَافُ أَنْ يَقُولَ [ص: 400] لِي: يَا حَبِيبُ! هَاتِ تَسْبِيحَةً وَاحِدَةً سَبَّحْتَنِي فِي سِتِّينَ سَنَةً لَمْ يَظْفَرْ مِنْكَ الشَّيْطَانُ فِيهَا بِشَيْءٍ؛ فَمَاذَا أَقُولُ وَلَيْسَ لِي حِيلَةٌ؟ ! أَقُولُ: يَا رَبُّ! هوذا قَدْ أَتَيْتُكَ مَقْبُوضَ الْيَدَيْنِ إِلَى عُنُقِي. قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ «: هَذَا عَبَدَ اللهَ سِتِّينَ سَنَةً مُشْتَغِلًا بِهِ، وَلَمْ يَشْتَغِلْ مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ قَطُّ؛ فإيش يَكُونُ حَالُنَا؟ ! وَاغَوْثَاهُ بِاللهِ! الحديث: 1594 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 399 1595 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ، إِمَّا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ أَوْ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: [ص: 401] الْكَرِيمُ لا تحكمه التجارب. الحديث: 1595 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 1595 - / م - وَأَنْشَدَ لامْرِئِ الْقَيْسِ: (فَلَوْ أَنَّ مَا أَسْعَى لأَدْنَى مَعِيشَةٍ ... كَفَانِي وَلَمْ أَطْلُبْ قَلِيلٌ مِنَ الْمَالِ) (وَلَكِنَّمَا أَسْعَى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ ... وَقَدْ يُدْرِكُ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ أَمْثَالِي) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 1596 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، [نَا] الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي حِكَمِ الْهِنْدِ: لَيْسَ مِنْ خِلَّةٍ يُمْدَحُ بِهَا الغنى؛ إِلا ذُمَّ بِهَا الْفَقِيرُ؛ فَإِنْ كَانَ شُجَاعًا قِيلَ أَهْوَجُ، وَإِنْ كَانَ وَقُورًا قِيلَ بَلِيدٌ، وَإِنْ كَانَ لَسِنًا قِيلَ مِهْذَارٌ، وَإِنْ كَانَ زَمِيتًا قيل عيي. الحديث: 1596 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 1596 - / 1 - وأنشد أيضا لأعرابي: (رُزِقْتُ لُبًّا وَلَمْ أُرْزَقْ مُرُوءَتَهُ ... وَمَا الْمُرُوءَةُ إِلا كَثْرَةُ الْمَالِ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 1596 - / 2 - وَقَالَ آخَرُ [ص: 403] : (الْفَقْرُ يُزْرِي بِأَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... وَقَدْ يُسَوِّدُ غَيْرَ السَّيِّدِ الْمَالُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 1596 - / 3 - وَقَالَ آخَرُ: (تُغَطِّي عُيُوبَ الْمَرْءِ كَثْرَةُ مَالِهِ ... وَيُصَدَّقُ فِيمَا قَالَ وَهُوَ كَذُوبُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 1596 - / 4 - وَأَنْشَدَ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (وَيْكَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْبَبْ ... وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرٍّ) (وَيُجَنَّبْ سِرَّ النَّجْوَى وَلَكِنَّ ... أَخَا الْمَالِ مُحْضَرٌ كُلَّ سِرٍّ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 1597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ؛ قَالَ: [ص: 404] لَمَّا وَلِيَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقَضَاءَ؛ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ وَإِيَاسٌ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَذَكَرَ إِيَاسٌ الحديث: «الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ» . فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ فِيمَا قَصَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ مَا يَرُدُّ قَوْلَ هَؤُلاءِ النَّاسِ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ في الحرث} الآية إلى قوله عز [ص: 405] وجل: (فَفَهَّمْنَاها سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ ءاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً) [الأنبياء: 78، 79] فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَذُمَّ دَاوُدَ؛ صلى الله عَلَيْهِمَا. الحديث: 1597 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 1598 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنِ السُّرِّيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لأَجْرُ حَاكِمٍ عَدَلَ يَوْمًا أَفْضَلُ مِنْ رَجُلٍ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ الْحسنُ: إِنَّهُ لَيُدْخِلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا. الحديث: 1598 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 1599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: جَرَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَلامٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ كُنْتُ أَدَعُ الْفُحْشَ عَلَى الرِّجَالِ. فَقَالَ لَهُ خَصْمُهُ: فَإِنِّي أَدَعُ الْفُحْشَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ؛ لِمَا تَرَكْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ. الحديث: 1599 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 1600 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُشِينَ أَخَاهُ، طَلَبَ الْحَاجَةَ مِنْ غَيْرِهِ. الحديث: 1600 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 1601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 407] كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، إِذَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، وَمَخِيلَةٌ. الحديث: 1601 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 1602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زُرَارَةَ؛ قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا هَذَا! لا تُغْرِقْ فِي شَتْمِنَا، وَدَعْ [ص: 408] لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا؛ فَإِنِّي أَمُتُّ مُشَاتَمَةَ الرِّجَالِ صَغِيرًا، وَلَمْ أُحِبَّهَا كَبِيرًا، وَإِنِّي لا أُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللهَ فِيَّ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ أُطِيعَ اللهَ فِيهِ. الحديث: 1602 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 1603 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَرَى بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ أَبِي الْجَهْمِ كَلامٌ، حَتَّى كَانَ مِنْ أَبِي الْجَهْمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ كَلامٌ غَمَّهُ، فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْجَهْمِ! إِيَّاكَ وَالسُّلْطَانَ؛ فَإِنَّهُ يَغْضَبُ غَضَبَ الصِّبْيَانِ، وَيُعَاقِبُ عِقَابَ الأَسَدِ، [ص: 409] وَإِنَّ قَلِيلَهُ يَغْلِبُ كَثِيرَ النَّاسِ. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَأَنْشَأَ أَبُو الْجَهْمِ يَقُولُ: (نَمِيلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا ... نَمِيلُ إِذَا نَمِيلُ عَلَى أَبِينَا) (نُقَلِّبُهُ لِنَخْبُرَ حَالَتَيْهِ ... فَنُخْبَرُ مِنْهُمَا كَرَمًا وَلِينَا) الحديث: 1603 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 408 1604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: غَضَبُ الْعَرَبِيِّ فِي رَأْسِهِ، فَإِذَا غَضِبَ؛ لَمْ يَهْدَأْ حَتَّى يُخْرِجَهُ بِلِسَانٍ أَوْ يَدٍ، وَغَضَبُ النَّبَطِيِّ فِي إسْتِهِ، فَإِذَا غَضِبَ؛ خَرِيَ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ. الحديث: 1604 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 1605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَقُولُ: [ص: 410] الشَّرِيفُ إِذَا تَقَرَّى تَوَاضَعَ، وَالْوَضِيعُ إِذَا تَقَرَّى تَكَبَّرَ. الحديث: 1605 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 1606 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو مُؤَاخِيًا لِيَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَلَمَّا حَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ؛ مَنَعَ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ، أَتَاهُ سَعِيدٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي عَلَى يَزِيدَ خَمْسُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَقَدْ حُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَقْتَضِيهِ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَسُرَّ بِهِ يَزِيدُ. قَالَ: كَيْفَ وَصَلْتَ إِلَيَّ؟ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: وَاللهِ! لا تَخْرُجُ إِلا وَهِيَ مَعَكَ. فَامْتَنَعَ سَعِيدٌ، فَحَلَفَ يَزِيدُ لَيَقْبِضَنَّهَا، فَوَجَّهَ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى حَمَلَ إِلَى سَعِيدٍ خَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. آخِرُ الْجُزْءِ الْحَادِي عَشَرَ، يَتْلُوهُ الثَّانِي عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الحديث: 1606 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثاني عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، نا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي القاضي: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 1607 - نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ، نَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 418] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ فَضَّلَ مَوْضِعَ سُجُودِهِ بِمَاءٍ حَتَّى يُسِيلَهُ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1607 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 1608 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 419] دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ فِي مُدَرَّعَةِ صُوفٍ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: يُكَلِّمُكَ الأَمِيرُ وَلا تُجِيبُهُ؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ زَاهِدًا؛ فَأُزَكِّيَ نَفْسِي، أَوْ أَقُولَ فَقِيرًا؛ فَأَشْكُوَ رَبِّي. الحديث: 1608 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 1609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَدِيدًا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ، عَيَّابًا لَهُمْ وَلِكَلامِهِمْ، فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ، فَتَرَكَهَا وَلَمْ يَجْبُرْهَا، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: يَكْسِرُهَا وَأُجَبْرُهَا! ! الحديث: 1609 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 1610 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَسْكَرِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الْفُرَاتِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَسْمَعُ بِهِ فَيَفْهَمُهُ وَلا يَفْطُنُ لَهُ، وَإِنَّ لأَبِي جَادٍ حَدِيثًا عَجَبًا، أَمَّا أَبُو جَادٍ؛ فَأَبُونَا آدَمُ أَبَى الطَّاعَةَ، وَجَدَّ فِي الْمَعْصِيَةِ، يَعْنِي أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَأَمَّا هَوَّزُ؛ فَهَوَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأَمَّا حُطِّي؛ فَحُطَّتْ عَنْهُ خَطِيئَتُهُ، وَأَمَّا كلمن (فَتَلقَّىءادَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) [البقرة: 37] ، وَأَمَّا سَعْفَصْ؛ فَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ، فَأُخْرِجَ مِنَ النَّعِيمِ إِلَى النَّكَدِ، وَأَمَّا قَرَشَتْ؛ فَأَقَرَّ مِنَ الذَّنْبِ، وَسَلِمَ مِنَ الْعُقُوبَةِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1610 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 1611 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُطَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: [ص: 421] كُلُّ نَخْلَةٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ؛ فَمَنْقُولَةٌ مِنَ الْحِجَازِ، نَقَلَهَا النَّمَارِدَةُ إِلَى الْمَشْرِقِ، وَنَقَلَهَا الْكَنْعَانِيُّونَ إِلَى الشَّامِ، وَنَقَلَهَا الْفَرَاعِنَةُ إِلَى بَابِ أَلْيُونَ وَفِي أَعْمَالِهَا، وَحَمَلَهَا التَّبَابِعَةُ فِي مَسِيرِهِمْ إِلَى الْيَمَنِ وَعُمَانَ والشحر وَغَيْرُهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1611 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 1612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عن المدائني، قال: قل رَجُلٌ لِرَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ: مَا أَكْثَرَكَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ! فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: ابْنَ أَخِي! تَسْتَكْثِرُ مِنِّي مَا تَسْتَقِلُّ مِنْ نَفْسِكَ؛ هَلْ لَقِيتَنِي فِي طَرِيقٍ إِلا وَأَنْتَ فِيهِ؟ ! الحديث: 1612 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 1612 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَالَةَ فِي نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ [ص: 422] : (سَحَابٌ عَلَى أَهْلِ الْفَرَادِيسِ يُشْرِفُ ... وَرِيحٌ زَكِيُّ الْمِسْكِ يَهْفُو وَيَعْصِفُ) (بِغَيْرِ رُعُودٍ لَهَا وَلا لَمْعِ بَارِقٍ ... وَلا صَيِّبٍ فِيهِ الصَّوَاعِقُ تُرْجَفُ) (وَلَكِنْ سَحَابٌ مِنْ سَحَائِبِ رَحْمَةٍ ... تُدْلِلُ سُكَّانَ الْجَلِيلِ وَتُتْحِفُ) (وَتِلْكَ سَحَابٌ لَيْسَ تكدى سِجَالُهَا ... وَلا بِمَهَارِيقِ الْمَوَاعِيدِ تَخْلِفُ) (تَدِرُّ عَلَيْهِمْ فَوْقَ غَايَةِ سُؤْلِهِمْ ... فَهُمْ فِي نَعِيمٍ مَا لَهُمْ عَنْهُ مَصْرِفُ) (تُنَادِي بِصَوْتٍ لا يَفُوتُ جَمِيعَهُمْ ... سَلُونِي أُوَاتِيَكُمُ وَلا أَتَكَلَّفُ) (سَلُوا وَاحْفَلُوا واستكثروا ولا تُقَصِّرُوا ... فَإِنِّي عَلَيْكُمْ بِالسُّرُورِ سَأَعْطِفُ) (فَمَا اقْتَرَحُوا شَيْئًا فَخَابَ اقْتِرَاحُهُمْ ... وَلَكِنَّهُمْ زِيدُوا عَطَاءً وَأُتْحِفُوا) (بِأَيَّةِ أَعْمَالٍ رَقَوْا دَرَجَاتِهِمْ ... وَخُصُّوا بِفَضْلِ اللهِ وَاللهُ أَرْأَفُ) (أُولَئِكَ كَانُوا يَنْصَحُونَ مَلِيكَهُمْ ... وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مِنَ النَّفْسِ يُنْصِفُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 1613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: مَا ظَنُّكَ بِأَقْوَامٍ قَامُوا لِلَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، لَمْ يَأْكُلُوا فِيهَا أَكْلَةً، وَلَمْ يَشْرَبُوا فِيهَا شَرْبَةً؛ حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أَعْنَاقُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ وَاحْتَرَقَتْ أَجْوَافُهُمْ مِنَ الْجُوعِ؛ انْصُرِفَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، [ص: 423] فَسُقُوا مِنَ عَيْنٍ آنِيَةٍ قد أَنَى حَرُّهَا وَاشْتَدَّ نَضْجُهَا. الحديث: 1613 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 422 1614 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلائِكَةِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوقِفُ عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُعْطِيهِ صَحِيفَتَهُ وَحَسَنَاتُهُ فِي ظَهْرِ صَحِيفَتِهِ، فَيَغْبِطُهُ أَهْلُ الْقِيَامَةِ، وَسَيِّئَاتُهُ فِي بَطْنِ صَحِيفَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَيْ رَبِّ. فَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَفْضَحْكَ بِهَا الْيَوْمَ، وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ. فَيَقُولُ عِنْدَهَا: (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20)) [الفاتحة: 19، 20] حِينَ نَجَا مِنْ فَضِيحَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1614 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 423 1615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص: 424] إِنَّ الرَّجُلَ لَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ؛ فَيَبْتَدِرُهُ مئة أَلْفِ مَلَكٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1615 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 423 1616 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: [ص: 425] مَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ! وَمَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِي! فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ قِيلَ: يَا فُلانُ! فَقَامَ الَّذِي يُدْعَى بِهِ لا يَقُومُ غَيْرُهُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1616 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 424 1617 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ النِّسَائِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَاتِمٍ الأَصَمِّ - وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ -: عَلَى ما بَنَيْتَ أَمْرَكَ؟ قَالَ: عَلَى التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ قَالَ: بَنَيْتُ أَمْرِي عَلَى أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَلَى أَنَّ رِزْقِي لا يَأْكُلُهُ غَيْرِي؛ فَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لا يَعْمَلُهُ أَحَدٌ غَيْرِي؛ فَلَمْ أَشْتَغِلْ بِغَيْرِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِينِي بَغْتَةً؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنِّي لا أَخْلُو مِنْ عَيْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ كُنْتُ؛ فَأَنَا مُسْتَحْيٍ مِنْهُ أَبَدًا. الحديث: 1617 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 1618 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: [ص: 426] مَرَّ عُتْبَةُ الْغُلامُ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ (يَعْنِي: الْبَصْرَةَ) مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ، وَاخْضَرَّ لَوْنُهُ وَاصْفَرَّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كُنْتُ عَصَيْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ   [إسناده واه] . الحديث: 1618 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 1619 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ لِلْمَوْتِ تَقَحُّمًا عَلَى الشَّيْبِ كَتَقَحُّمِ الشَّيْبِ عَلَى الشَّبَابِ، وَمَنْ عَرَفَ الأَيَّامَ لَمْ يَفْرَحْ فيها، وَلَمْ يَحْزَنْ فِيهَا عَلَى بَلْوَى. الحديث: 1619 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 426 1620 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: [ص: 427] بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ لَيْلَةً؛ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: يَا مَنْ آنَسَنِي بِذِكْرِهِ، وَكَانَ لِي فِي بَعْضِ الآمَالِ عِنْدَ مَسَرَّتِي، ارْحَمِ الْيَوْمَ عَبْرَتِي، وَهَبْ لِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ مَا أَزْدَادُ بِهِ تَقَرُّبًا إِلَيْكَ، يَا عَظِيمَ الصَّنِيعَةِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ، اجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ. الحديث: 1620 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 426 1621 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ هَارُونُ الرَّشِيدُ وَقَدْ زَخْرَفَ مَجَالِسَهُ وَبَالَغَ فيها وفي بنائها، [و] وَضَعَ فِيهَا طَعَامًا كَثِيرًا، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى أَبِي الْعَتَاهِيَةِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: صِفْ لَنَا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ نَعِيمِ هَذِهِ الدُّنْيَا؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ: (عِشْ مَا بَدَا لَكَ سَالِمًا ... فِي ظِلِّ شَاهِقَةِ الْقُصُورِ) فَقَالَ: أَحْسَنْتَ! ثُمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ: (يُسْعَى عَلَيْكَ بِمَا اشْتَهَيْتُ ... لَدَى الرَّوَاحِ وَفِي الْبُكُورِ) [ص: 428] فَقَالَ: أَحْسَنْتَ أَيْضًا! ثُمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ: (فَإِذَا النُّفُوسُ تَقَعْقَعَتْ ... فِي ضِيقِ حَشْرَجَةِ الصُّدُورِ) (فَهُنَاكَ تَعْلَمُ مُوقِنًا ... مَا كُنْتَ إِلا فِي غُرُورِ) فَبَكَى هَارُونُ، فَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى: بَعَثَ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِتُسِرَّهُ فَأَحْزَنْتَهُ! فَقَالَ هَارُونُ: دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ رَآنَا فِي عَمًى فَكَرِهَ أَنْ يَزِيدَنَا عَمًى. الحديث: 1621 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 1622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْهَمَدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 429] «مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَقَامَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ؛ كَتَبَ الله له يَعْنِي: لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِهَا، وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ دَرَجَةٌ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ دَرَجَةٌ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ شَفَاعَةٌ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ شَفَاعَةٌ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حُمْلانُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حُمْلانُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقُ [ص: 430] رَقَبَةٍ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1622 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 1623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيِّ، نَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 431] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَشِدَّةِ الْبَطْشِ»   [إسناده ضعيف وهو باطل] . الحديث: 1623 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 430 1624 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 432] قَرَأْتُ فِي وَاحِدٍ وَسَبْعِينَ كِتَابًا؛ فَوَجَدْتُ فِي جَمِيعِهَا: أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْجَحُ النَّاسِ عَقْلًا وَأَفْضَلُهُمْ رَأْيًا   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1624 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 431 1625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 433] يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ، وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ: سَعِدَ فُلانُ ابن فُلانٍ سَعَادَةً لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ: شَقِيَ فُلانُ ابن فُلانٍ شَقَاءً لا يَسْعَدُ بَعْدَهُ أَبَدًا   [إسناده واه بمرة] ؟ الحديث: 1625 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 432 1626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا اسْتَكْمَلَ الْعَبْدُ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ؛ ظَهَرَتِ الأَخْبَارُ مِنَ الْقُلُوبِ، وَبَانَتِ الأَفْعَالُ بِقُوَّةِ الْعَزْمِ. الحديث: 1626 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 1627 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: إِنَّ الآيَةَ الَّتِي مَاتَ مِنْهَا عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ هِيَ فِي الأَنْعَامِ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا على ربهم} [الأنعام: 30] ، أَوْ قَالَ: {إِذْ وُقِفُوا على النار} [الأنعام: 27] ؛ فَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَاتَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللهُ. الحديث: 1627 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 1628 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: التَّوَاضُعُ مَعَ الْبُخْلِ خَيْرٌ مِنَ السَّخَاءِ مَعَ الْكِبْرِ. وَقَالَ أَيْضًا: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ صَدَأً، وَصَدَأُ الْقُلُوبِ شَبَعُ الْبُطُونِ. الحديث: 1628 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 1629 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ الْعَابِدُ: كَانَ فِي هَمَذَانَ رَجُلٌ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، قَالَ: دُفِعَتْ إِلَيَّ رُقْعَةٌ فِي مَنَامِي، فَإِذَا فِيهَا: تَحَلَّ لِمَوْلاكَ بِالطَّاعَةِ، وَالْبَسْ لَهُ قِنَاعَ ذُلِّ الْمَخَافَةِ، لَعَلَّهُ يَرَى اهْتِمَامَكَ بِبُلُوغِ رِضَاهُ، فَيُبَوِّءكَ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ (أَوْ قَالَ: يُوَرِّثُكَ) . الحديث: 1629 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 435 1630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا كَمَالُ الْحُمْقِ؟ قَالَ: طَلَبُ مَنَازِلِ الأَخْيَارِ بِأَعْمَالِ الأَشْرَارِ، وَبُغْضُ أَهْلِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةُ أَهْلِ الْبَاطِلِ. قِيلَ: فَمَا عَلامَةُ الْجَهْلِ؟ قَالَ: حُبُّ الْغِنَى، وَطُولُ الأَمَلِ، وَشِدَّةُ الْحِرْصِ. قِيلَ: فَمَا عَلامَةُ الْعَمَى؟ قَالَ: الرُّكُونُ إِلَى مَنْ لا تَأْمَنُ غِشَّهُ، وَالْمَنُّ مَعَ الصَّدَقَةِ، وَالْعِبَادَةُ مَعَ الْبُخْلِ. الحديث: 1630 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 435 1631 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّسَائِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا أَبُو شُعَيْبٍ الْخَيَّاطُ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أقعد إِلَى الْقَاصِّ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: فَأُقِيمُهُ؟ قَالَ: إِنْ أَمِنْتَ النِّعَالَ؛ فَافْعَلْ. الحديث: 1631 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 1632 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ: مَتَى يُدْرِكُ الْعَبْدُ أَمَلَهُ مِنَ اللهِ؟ قَالَ: إِذَا لَمْ تَنْظُرْ عَيْنُهُ فِي النَّوَائِبِ وَالنَّوَازِلِ إِلا إِلَيْهِ. الحديث: 1632 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 1632 - / 1 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ لِبَعْضِهِمْ: (أَيَا نَفْسُ لا تَنْسِي كِتَابَكِ وَاذْكُرِي ... لَكِ الْوَيْلُ إِنْ أُعْطِيتِهِ بِشِمَالِكِ) (وَيَا نَفْسُ إِنَّ اليوم يوع تَفَرُّغٍ ... فَبَادِرِيهِ يَا نَفْسُ قَبْلَ اشْتِغَالِكِ) (وَمِسْكِينَةٌ يَا نَفْسُ أَنْتِ فَقِيرَةٌ ... إِلَى خَيْرِ مَا قَدَّمْتِهِ مِنْ فعالك) (ومسؤولة يَا نَفْسُ أَنْتِ فَاعْدُدِي ... جَوَابًا لِيَوْمِ الْحَشْرِ قَبْلَ سؤالك) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 1632 - / 2 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ ابي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ: (تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا ... مِنْهَا وَقَدْ حَدَّقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ) (نَصَبَتْ حَبَائِلَهَا لَهُ مِنْ حَوْلِهِ ... فَإِذَا أَتَاهُ يَوْمُهُ لا يُنْظَرُ) (إن امرءا أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... تَحْتَ التُّرَابِ لَنَوْلِهِ يَتَفَكَّرُ) (تُعْطَى صَحِيفَتَكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا ... فَتَرَى الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ) (حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ ... وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 1633 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ أَبُو خَالِدٍ الإِفْرِيقِيُّ - وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ فِي إِفْرِيقِيَّةَ -، نَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 438] : «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 1633 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 1634 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ: [ص: 439] إِذَا أَكْرَمَكَ النَّاسُ لِمَالٍ أَوْ سُلْطَانٍ؛ فَلا يُعْجِبَنَّكَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ زَوَالَ الْكَرَامَةِ بِزَوَالِهَا، وَلَكِنْ لِيُعْجِبْكَ إِنْ أَكْرَمُوكَ لِعِلْمٍ أَوْ لأَدَبٍ أَوْ لِدِينٍ. الحديث: 1634 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 1635 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَلَلْتُ طَالِبًا لِطَلَبِ الْعِلْمِ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1635 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 1636 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَتَرَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ بِالْحَيَاءِ؛ لَبِسَ الْجَهْلَ سِرْبَالًا؛ فَقَطِّعُوا سَرَابِيلَ الْحَيَاءِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْعِلْمَ بَيْنَ [ص: 440] الْحَيَاءِ وَالسِّتْرِ. الحديث: 1636 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 1637 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! لا يمنعكم سُوءُ مَا تَعْلَمُونَ مِنَّا أَنْ تَقْبَلُوا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ. الحديث: 1637 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 1637 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَوْلَ الْخَلِيلِ: (اعْمَلْ بِعِلْمِي وَلا تَنْظُرْ إِلَى عَمَلِي ... يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلا يَضْرُرْكَ تَقْصِيرِي) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 1638 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: [ص: 441] قَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: لَئِنْ أَعْرَبْنَا فِي كَلامِنَا حَتَّى مَا نَلْحَنُ، لَقَدْ لَحَنَّا فِي أَعْمَالِنَا حَتَّى مَا نَعْرِبُ. الحديث: 1638 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 1639 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُلُوكِ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: لا تُخْرِجْهُمْ مِنْ عِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ حَتَّى يُحْكِمُوهُ؛ فَإِنَّ اصْطِكَاكَ الْعِلْمِ فِي السَّمْعِ وَازْدِحَامَهُ فِي الْوَهْمِ مَضَلَّةٌ لِلْفَهْمِ. الحديث: 1639 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 1640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ لِرَجُلٍ: رَحِمَ اللهُ أَبَاكَ، كَانَ يَقُرُّ الْعَيْنَ جَمَالًا وَالأُذُنَ بَيَانًا. الحديث: 1640 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 1641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: خَطَبَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى قَوْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَبْذُلُ مِنَ الصَّدَاقِ؟ فَرَفَعَ [ص: 442] السَّجْفَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَرَأَى شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا عِنْدِي نَقْدٌ، وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ دَيْنٌ. الحديث: 1641 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 1642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ الْغُدَانِيُّ عَلَى زِيَادٍ وَبِوَجْهِهِ أَثَرٌ - وَكَانَ حَارِثَةُ صَاحِبَ شَرَابٍ -، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: مَا هَذَا الأَثَرُ بِوَجْهِكَ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، رَكِبْتُ فَرَسًا أَشْقَرَ فَحَمَلَنِي حَتَّى صَدَمَ بِي الْحَائِطَ. فَقَالَ زِيَادٌ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ رَكِبْتَ الأَشْهَبَ لَمْ يُصِبْكَ مَكْرُوهٌ. الحديث: 1642 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 1643 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ تَقُولُ فِي سُجُودِهَا: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ، سُبْحَانَكَ! مَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ [ص: 443] تَكُنْ أَنِيسَهُ. الحديث: 1643 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 1644 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَدْعُونَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَكَانَ يَدْعُو به بكاء بن إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! لا تُؤَاخِذْنِي بِتَقْصِيرِي عَنْ رِضَاكَ عَظِيمَ خَطِيئَتِي؛ فَاغْفِرْ لِي، وَيَسِّرْ عَمَلِي؛ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، كَمَا شِئْتَ تَكُونُ مَشِيئَتُكَ، وَإِذَا عَزَمْتَ يَمْضِي عَزْمُكَ، فَلا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْكَ وَعَنْ دَعْوَتِكَ، وَلا الَّذِي أَسَاءَ اسْتَبَدَّ بِشَيْءٍ يَخْرُجُ بِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ؛ فَكَيْفَ لِي بِالنَّجَاةِ؟ ! وَلا تُوجَدُ إِلا مِنْ قِبَلِكَ، إِلَهَ الأَنْبِيَاءِ، وَوَلِيَّ الأَتْقِيَاءِ، وَبَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَعِمَادَ الْوَاثِقِينَ، وعين الناظرين، وسراج قلوب النادمين، وموصل المنقطعين، وَوَسِيلَةَ الأَوَّابِينَ، وَحِجَّةَ الْمُحْسِنِينَ، جَدِيدٌ لا تُبْلَى، حَفِيظٌ لا تُنْسَى، دَائِمٌ لا تَبِيدُ، حَيٌّ لا تَمُوتُ، يَقْظَانُ لا تَنَامُ، بِكَ عَرَفْتُ، وَبِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِكَ أَحْيَا، وَبِكَ أَمُوتُ، وَبِكَ أُبْعَثُ، وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ؛ فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1644 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 1645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ، نَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلاتِهِ مِنَ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ! فَقَالَ: «إِنَّ الْغَارِمَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ»   [إسناده حسن] . الحديث: 1645 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 1646 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ فِي زَمَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ أَوْ مَلِكٌ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي. قَالَ: فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ أَضْعَفَ خَلْقِهِ (يَعْنِي: الْبَعُوضَةَ) ، [ص: 445] فَدَخَلَتْ فِي مِنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا هَا هُنَا، اضْرِبُوا هَا هُنَا. فَضَرَبُوا رَأْسَهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى هَشَّمُوا رَأْسَهُ. الحديث: 1646 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 1647 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: مَرَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِقَبْرِ دَانِيَالَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنَ الْقَبْرِ يَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ تَعَزَّزَ بِالْقُدْرَةِ وَقَهَرَ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ! وَمَضَى، فَإِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنَا الَّذِي تَعَزَّزْتُ بِالْقُدْرَةِ، وَقَهَرْتُ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ، مَنْ قَالَهُنَّ اسْتَغْفَرَتْ له السماوات السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1647 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 1648 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ سَلَّامٍ، عَنْ لَيْثٍ: [ص: 446] أَنَّ رَجُلًا وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ، فَقَالَ: مَنْ عِنْدَهُ ضِيَافَةٌ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْمَى: عِنْدِي. ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَعَشَّاهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ضَعْ لِي وُضُوءً. فَوَضَعَ لَهُ وُضُوءً، فَنَامَ الأَعْمَى، فَقَامَ الرَّجُلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى مَا قَضَى اللهُ لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو، وَانْتَبَهَ الأَعْمَى، وَجَعَلَ يَسْمَعُ لِدُعَائِهِ؛ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ! أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى أَجْسَادِهَا، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى عروقها، وبطاعة القبور المتشققة عَنْ أَهْلِهَا، وَبِدَعْوَتِكَ الصَّادِقَةِ فِيهِمْ، وَأَخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ، وَتَبْرِيزِ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ مِنْ مَخَافَتِكَ، وَشِدَّةِ سُلْطَانِكَ، يَنْتَظِرُونَ قَضَاءَكَ، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخَافُونَ عَذَابَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالإِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالشُّكْرَ فِي قَلْبِي، وَذِكْرَكَ عَلَى لِسَانِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي. قَالَ: فَحَفِظَ الأَعْمَى الدُّعَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، وَدَعَا بِهِنَّ؛ فَأَصْبَحَ وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ. الحديث: 1648 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 1649 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُونَ صَاحِبُ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: [ص: 447] قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: مَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِنْ طَلَبِ الْحَلالِ خَفَّتْ مُؤْنَتُهُ وَقَلَّ كِبْرِيَاؤُهُ. الحديث: 1649 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 446 1650 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. فِي التَّوْرَاةِ: طُوبَى لِمَنْ أَكَلَ مِنْ ثَمَرَةِ يَدِهِ. الحديث: 1650 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 1651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ يَقُولُ لِيُوسُفَ: مَنْ أَحَبَّ اكْتِسَابَ مَحْمُودِ الذِّكْرِ؛ فَعَلَيْهِ بِاجْتِنَابِ أَذَى النَّاسِ، وَتَرْكِ الذُّنُوبِ، وَإِصْلاحِ الْمَعِيشَةِ. الحديث: 1651 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 1652 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الرَّجُلَ يَقُولُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: مَنْ مَلَكَ الْمَالَ، فَلَمْ يُمْضِهِ فِي مَعْرُوفِ سَبِيلِهِ؛ فَهُوَ الْوَاجِدُ غَيْرَ الْعَائِدَةِ عَلَيْهِ جَدَّتُهُ. الحديث: 1652 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 1652 - / م - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنْشَدَنَا سُلَيْمَانُ: (الْمَالُ يَرْفَعُ بَيْتًا لا عِمَادَ لَهُ ... وَالْفَقْرُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْفَخْرِ وَالنَّسَبِ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 1653 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنِّي رَزَقْتُ الأَحْمَقَ ليعلم العاقل أن الزرق لَيْسَ بِاحْتِيَالٍ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1653 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 1654 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: [ص: 449] لَمَّا حَضَرَتْ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ الْوَفَاةُ؛ قِيلَ لَهُ: أَلا تُوصِي؟ قَالَ: بِمَ أُوصِي؟ ! لَمْ أَدَعْ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلًا وَلا كَثِيرًا؛ إِلا دانِقٌ وَنِصْفُ فُلُوسٍ تَحْتَ رَأْسِي؛ فَاشْتَرُوا بِهَا رَاوِيَةً من ماء؛ فاغلسوا بِهَا أَطْمَارِي هَذِهِ الَّتِي عَلَيَّ، وَاغْسِلُونِي بِالْبَاقِي، وَأَسْلِمُونِي إِلَى رَبِّي، وَلا تَدَعُوا أَحَدًا يُشْرِكُنِي فِي كَفَنِي، وَدَعُونِي؛ فَلْيَكُنْ غِنَائِي بِاللهِ بَعْدَ مَوْتِي كَمَا كَانَ غِنَائِي بِهِ فِي حَيَاتِي. الحديث: 1654 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 1655 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنِ الأَحْزَانِ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: الأَحْزَانُ ثَلاثَةٌ: خَلِيلٌ فَارَقَ خَلِيلَهُ، أَوْ وَالِدٌ ثَكَلَ وَلَدَهُ، أَوْ رَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ الْغِنَى. الحديث: 1655 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 449 1655 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا [ص: 450] : (يَا عَائِبَ الْفَقْرِ أَمَا تَزْدَجِرْ ... عَيْبُ الْغِنَى أَكْبَرُ لَوْ تَعْتَبِرْ) (مِنْ شَرَفِ الْفَقْرِ وَمِنْ فَضْلِهِ ... عَلَى الْغِنَى لَوْ صَحَّ مِنْكَ النَّظَرْ) (أنك تَعْصِي لِتَنَالَ الْغِنَى ... وَلَيْسَ تَعْصِي اللهَ كَي تَفْتَقِرْ) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 449 1656 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ؛ فَقَالَ: إِنِّي قَدِ امْتَدَحْتُكَ بِبَيْتَيْنِ، فَاسْمَعْهُمَا. قَالَ: هَاتِ. فَأَنْشَأَ يَقُولُ: (أَخَالِدٌ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لِحَاجَةٍ ... سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأنْتَ جَوَادُ [ص: 451] ) (أَخَالِدٌ بَيْنَ الْحَمْدِ وَالأَجْرِ حَاجَتِي ... فَأَيُّهُمَا تَأْتِي فَأَنْتَ عِمَادُ) فَقَالَ خَالِدٌ: سَلْنِي يَا أَعْرَابِيُّ: قَالَ: وَجَعَلْتَ إِلَيَّ الْمَسْأَلَةَ؟ قال: نعم. قال: مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: أَسْرَفْتَ يَا أَعْرَابِيُّ. قَالَ: أَفَأَحُطَّكَ أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ حَطَطْتُكَ تِسْعِينَ أَلْفًا. فَقَالَ: مَا أَدْرِي يَا أَعْرَابِيُّ أَيُّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ: حَطِيطُتكَ، أَمْ سُؤَالُكَ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، إِنِّي سَأَلْتُكَ عَلَى قَدْرِكَ، وَحَطَطْتُكَ عَلَى قَدْرِي وَمَا أَسْتَأْهِلُ فِي نَفْسِي. فَقَالَ خَالِدٌ: إِذًا وَاللهِ لا تَغْلِبَنِّي، أَعْطِهِ يَا غلام مئة أَلْفٍ. الحديث: 1656 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 1657 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: الْحُرُّ مَنْ أَعْتَقَتْهُ الْمَحَاسِنُ، وَالْعَبْدُ مَنِ اسْتَعْبَدَتْهُ الْمَقَابِحُ. الحديث: 1657 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 1658 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُصْعَبٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: الْكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، وَاللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا أُلْطِفَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1658 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 1659 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمًا قَطُّ إِلا وَجَدْتُهُ رَقِيقَ الْمُرُوءَةِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1659 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 1660 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْمَلْعَنَةَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْمَلْعَنَةُ؟ قَالَ: «أَنْ تُلْقُوا أَذَاكُمْ عَلَى الطُّرُقَاتِ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 1660 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 1661 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: [ص: 453] أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : يَا مُوسَى! إِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلًا؛ فَقُلْ: ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا؛ فَقُلْ: مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ. الحديث: 1661 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 1662 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَبْطَرَهُ الْغِنَى أَذَلَّهُ الْفَقْرُ، وَمَنْ أَمْرَحَتْهُ الْعَافِيَةُ هَدَّهُ السَّقَمُ، وَمَنْ ضَيَّعَ شُكْرَ النِّعَمِ حَلَّتْ بِهِ النِّقَمُ، وَمَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَلَّ بِهِ النَّدَمُ. الحديث: 1662 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 1663 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيٌّ بِعَرَفَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ إِلا إِلَيْكَ، وَمِنَ الذُّلِّ إِلا لَكَ؛ فَأَعْطِنِي الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنِي لَهُ أَهْلًا، [ص: 454] وَجَنِّبْنِي الشَّرَّ وَلا تَجْعَلْنِي لَهُ مَثَلًا. الحديث: 1663 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 1664 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِلأَمِيرِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ: وَزِيرٌ يَثِقُ بِهِ وَيُفْضِي إِلَيْهِ سِرَّهُ، وَحِصْنٌ يَلْجَأُ إِلَيْهِ إِذَا فَزِعَ أَنْجَاهُ (يَعْنِي فَرَسًا) ، وَسَيْفًا إِذَا نَازَلَ الأَقْرَانَ لَمْ يَخَفْ أَنْ يَخُونَهُ، وَذَخِيرَةٌ خَفِيفَةُ الْمَحْمَلِ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ حَمَلَهَا، وَامْرَأَةٌ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا أَذْهَبَتْ غَمَّهُ، وَطَبَّاخٌ عَاقِلٌ إِذَا لَمْ يَشْتَهِ الطَّعَامَ صَنَعَ لَهُ شَيْئًا يَشْتَهِيهِ. الحديث: 1664 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 1665 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بن منبه؛ قل: [ص: 455] لَقِيَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: كَمْ آكُلُ؟ قَالَ: دُونَ الشَّبَعِ. قَالَ: فَكَمْ أَضْحَكُ؟ قَالَ: مَا يُبْسِطُ وَجْهَكَ وَيَنْفِي عَنْكَ الْعُبُوسَ. قَالَ: فَكَمْ أَبْكِي؟ قَالَ: مَا قَدِرْتَ عَلَى الْبُكَاءِ؛ فَابْكِ؛ فَإِنَّ الْحُزْنَ أَمَامَكَ. الحديث: 1665 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 1666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَكُونُ الرَّجُلُ قَيِّمَ أَهْلِهِ حَتَّى لا يُبَالِي أَيَّ ثَوْبَيْهِ لَبِسَ، وَلا مَا سَدَّ بِهِ فَوْرَةَ الْجُوعِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1666 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 1667 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ داود الزَّنْبَرِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: الْعِلْمُ نُورٌ لِصَاحِبِهِ، وَدَلِيلٌ لِحَظِّهِ، وَوَسِيلَةٌ تَنْبَرِي إِلَى دَرَجَاتِ السُّعَدَاءِ، وَصَاحِبٌ مُؤْنِسٌ فِي السَّفَرِ   [إسناده ضعيف] الحديث: 1667 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 1668 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: لَبِسَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رِدَاءً نَفِيسًا، فَبَيْنَا [هُوَ] يَسِيرُ؛ إِذَا رَجُلٌ قَدِ اسْتَلَبَهُ، فَقَامَ النَّاسُ، فَأَخَذُوهُ منه، فقال طلحة: رُدُّوهُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ، خَجَلَ وَرَمَى بِهِ إِلَى طَلْحَةَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: خُذْهُ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهِ؛ فَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُؤَمِّلَ أَحَدٌ فِيَّ أَمَلًا فَأُخَيِّبَ أَمَلَهُ. الحديث: 1668 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 1669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحْوَةً وَحْدِي، قَالَ: إِذْ أَتَانِي آتٍ يَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ! فَالْتَفَتُّ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي رَدَدْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي. فَقَالَ: لا رَوْعَ عَلَيْكَ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، مِنَ الْخَافِيَةِ، أَتَيْتُكَ أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ [ص: 457] وَأَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: مَا الَّذِي تَسْأَلُنِي عَنْهُ، وَمَا الَّذِي تُخْبِرُنِي بِهِ؟ ! قَالَ: الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ أَنِّي شَهِدْتُ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَأَيْتُ شَيْطَانًا مُسْوَدًّا وَجْهُهُ، مُزْرَقَّةً عَيْنَاهُ، يَقُولُ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْمَسَاءِ: مَا صَنَعْتَ بالرجل؟ فيقول له الشَّيْطَانُ: لَمْ أَطِقْهُ لِلْكَلامِ الَّذِي يَقُولُ إِذَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ؛ قُلْتُ لِلشَّيْطَانِ: عَنْ مَنْ يَسْأَلُكَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ؟ قَالَ: يَسْأَلُنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنْ أَغْوِيَهُ؛ فَمَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِكَلامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ ما تَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَقُولُ: آمَنْتُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، وَاعْتَصَمْتُ بِهِ، وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ، وَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصَامَ لَهَا، وَأَنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَقُولُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ! جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا؛ فَقَدِ اسْتَفَدْتَ خَيْرًا وَأَفَدْتَهُ. الحديث: 1669 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 1670 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ بَشِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: [ص: 458] لَوْلا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ؛ لَجَعَلَنِي الْيَهُودُ كَلْبًا نَبَّاحًا أَوْ حِمَارًا نَهَّاقًا مِنْ سِحْرِهِمْ؛ فَأَدْعُو بِهِنَّ أَسْلَمُ مِنْ سِحْرِهِمْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْعَظِيمِ الْجَلِيلِ الَّذِي لا يُحْقَرُ جَارُهُ، الَّذِي يَمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ؛ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ وَالْهَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. الحديث: 1670 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 1671 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: كَفَاكَ مِنَ الْعَقْلِ مَا أَوْضَحَ لَكَ غَيَّكَ مِنْ رُشْدِكَ. الحديث: 1671 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 1672 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ الْجَفْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: أَحْسَنُ الْعُلَمَاءِ عِلْمًا مَنْ أَحْسَنَ تَقْدِيرَ مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ تَقْدِيرًا لا يُفْسِدُ عَلَيْهِ واحدا مِنْهُمَا بِصَلاحِ الآخَرِ، فَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ رَفَضَ الأَدْنَى، وَآثَرَ الأَعْظَمَ. الحديث: 1672 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 1673 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِئُ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْهِنْدِ: مَا أَقَلَّ مَنْفَعَةَ كَثْرَةِ الْمَعْرِفَةِ مَعَ سَرَفِ الطَّبِيعَةِ وَغَلَبَةِ الشَّهْوَةِ! وَمَا أَكْثَرَ منفعة قلة العلم من اعْتِدَالِ الطَّبِيعَةِ وَاقْتِصَادِ الشَّهْوَةِ! الحديث: 1673 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 1674 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ , وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ عَالِمٍ هَفْوَةٌ. الحديث: 1674 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 1675 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ»   [صحيح] . الحديث: 1675 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 1676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا خَالِدٌ [يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ اللهِ) ، عَنْ بَيَانِ، عَنْ عَامِرٍ؛ قَالَ: [ص: 462] قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. قَالَ: فَمَا الْقَانِتُ؟ قَالَ: الَّذِي يُطِيعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِلرَّجُلِ: إِنَّمَا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1676 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 1677 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. زِينَةُ الْكَهْلِ الْعِلْمُ، وَحَسْبُهُ الْحِلْمُ. الحديث: 1677 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 1677 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْمُهَلَّبِ: بِمَ بَلَغْتَ؟ قَالَ: بِالْعِلْمِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْنَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ لَمْ يَبْلُغْ مَا بَلَغْتَ. قَالَ: ذَاكَ عِلْمُ صِفَةٍ، وَهَذَا عِلْمٌ وُضِعَ مَوَاضِعَهُ، وَأُصِيبَ بِهِ فُرَصُهُ، وَأُخْرَى لَمْ أُخْبِرْكَ بِهَا؛ إِيثَارِي فِعْلًا أُحْمَدُ عَلَيْهِ دُونَ الْقَوْلِ بِهِ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 1678 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَجْمَعُ الْعُلَمَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَضِعْ حِكْمَتِي في صدروكم إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْكُمْ، اذْهَبُوا، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ. الحديث: 1678 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 463 1678 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا [ص: 464] : (كَمْ مِنْ حَسِيبٍ أَخِي عِزٍّ وَطَمْطَمَةٍ ... فَدْمٍ لَدَى الْقَوْمِ مَعْرُوفًا إِذَا انْتَسَبَا) (فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ آباؤه نجب ... كانوا الرؤوس فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا) (وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ ... نَالَ الْمَكَارِمَ وَالأَمْوَالَ وَالنَّسَبَا) (الْعِلْمُ زَيْنٌ وَذَخْرٌ لا نَفَادَ لَهُ ... نِعْمَ الضَّجِيعُ إِذَا مَا عَاقِلٌ صَحِبَا) (قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ ... عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرْبَا) (وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا ... فَلا تُحَاذِرْ مِنْهُ الْفَوْتَ وَالسَّلْبَا) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 463 1679 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، نَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 465] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَرَى امْرِئٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ؛ إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1679 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 1680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: تَذَاكَرْنَا التَّوَاضُعَ أَنَا وَأَيُّوبُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَقَالَ لَنَا الشَّيْخُ: وَتَدْرِيَانِ مَا التَّوَاضُعُ؟ قُلْنَا: مَا هُوَ؟ قَالَ: تَخْرُجُ مِنْ بَابِكَ؛ فَلا تَلْقَى مُسْلِمًا إِلا رَأَيْتَ لَهُ عَلَيْكَ فَضْلًا. الحديث: 1680 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 1681 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَخِي مُطَرِّفٍ حَبَسَهُ السُّلْطَانُ فِي شَيْءٍ؛ فَكَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ، فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانِ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عَصًا بِيَدِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا هَذَا؟ قَالَ: أَسْتَكِينُ لِرَبِّي عَسَى أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي. الحديث: 1681 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 1682 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالصَّلاةِ جَامِعَةً، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ وَكَثُرُوا؛ صَعِدَ الْمِنْبَرَ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرْعَى [ص: 467] عَلَى خَالاتٍ لِي مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. فَيَقْبِضْنَ لِي الْقَبْضَةَ مِنَ التَّمْرِ أَوِ الزَّبِيبِ، فَأَظَلُّ يَوْمِي وَأَيُّ يَوْمٍ. ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا زدت على أن قئمت نَفْسَكَ - يَعْنِي: عِبْتَ -. قَالَ: فَقَالَ: وَيْحُكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ! إِنِّي خَلَوْتُ؛ فَحَدَّثَتْنِي نفسي؛ قال: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَمَنْ ذَا أَفْضَلُ مِنْكَ؟ فَأَرَدْتُ أَنْ أُعَرِّفَهَا نَفْسَهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1682 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 1683 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: كَانَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ يَدْعُو؛ فَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقًا لا يُفْقِرُ إِلَى سِوَاهُ، وَتَزِدْنِي بِهِ شُكْرًا، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا، وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًى وَتَعَفُّفًا   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1683 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 1684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: أَشْرَفُ الْعُلَمَاءِ مَنْ هَرَبَ بِدِينِهِ مِنَ الدُّنْيَا، [ص: 468] وَاسْتُصْعِبَ قِيَادُهُ عَلَى الْهَوَى. الحديث: 1684 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 1685 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: كَانَ مما حفظ على أَرْدَشِيرَ مِنْ حِكْمَتِهِ قَالَ يَوْمًا لِوُزَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ: بِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عُلُوِّ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، وَبِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عَيْبِ الْجَهْلِ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَنْتَفِي مِنْهُ، وَيَغْضَبُ أَنْ يُسَمَّى بِهِ. الحديث: 1685 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 1686 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السِّيرَوَانِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 470] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ؛ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1686 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 1687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِلْعَزِيزِ: بِرَّ وَالِدَيْكَ؛ فَإِنَّ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ رَضِيتُ عَنْهُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ، وَإِذَا بَارَكْتُ بَلَغْتُ الرَّابِعَةَ [ص: 471] مِنَ النَّسْلِ   [إسناده واه بمرة] . الحديث: 1687 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 470 1688 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْمَوْتُ؛ قَالَ لأَهْلِهِ: لا تَبْكُوا عَلَيَّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1688 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 471 1689 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، نَا عَمَّارُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبَانَ؛ قَالَ: [ص: 472] خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ النَّوَّارِ بِنْتِ أَعْيُنٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ الْفَرَزْدَقِ، وَفِيهَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، فَلَمَّا كُنَّا فِي الطَّرِيقِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! تَدْرِي مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: وَمَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ. قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ، وَإِنِّي شَرُّ النَّاسِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ وَلا أَنْتَ بِشَرِّ النَّاسِ. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَبَّانِ تَقَدَّمَ الْحَسَنُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ؛ قَامَ الْحَسَنُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَا فِرَاسٍ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ. قَالَ: شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُذْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. فَقَالَ [ص: 473] الْحَسَنُ: خُذْهَا مِنْ غَيْرِ فَقِيهٍ. ثُمَّ تَنَحَّى الْحَسَنُ وَجَلَسَ وَاحْتَبَى وَأَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ، فَجَاءَ الْفَرَزْدَقُ وَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الْحَسَنِ؛ فَأَنْشَدَهُ شِعْرًا؛ فَقَالَ: (أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا) (إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا) (لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مُحَمَّرَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا) (يُسَاقُ إِلَى دَارِ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلًا ... سَرَابِيلَ قَطْرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا) (إِذَا شَرِبُوا فِيهَا الصَّدِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تَمَزُّقَا)   [إسناده واهٍ] . الحديث: 1689 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 471 1690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 474] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَعْظَمُ النَّاسِ خَطِيئَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ الْمُثَلِّثُ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: الْمُثَلِّثُ هُوَ الرَّجُلُ يَسْعَى بِأَخِيهِ إِلَى الْإِمَامِ؛ فَيُهْلِكُ نَفْسَهُ وَأَخَاهُ وَالإِمَامَ. الحديث: 1690 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 473 1691 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى شَابٍّ قَدْ نَكَّسَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّ الْخُشُوعَ لا يَزِيدُ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ، فَمَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ خُشُوعًا فَوْقَ مَا فِي قَلْبِهِ؛ فَإِنَّمَا أَظْهَرَ نِفَاقًا عَلَى نِفَاقٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1691 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 1692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ إِذَا رَاءَى الْعَبْدُ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يَتَهَزَّأُ بِي. الحديث: 1692 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 1693 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِسَابِقٍ الْبَرْبَرِيِّ: (إِنْ كُنْتَ مُتَّخِذًا خَلِيلًا ... فَتَنَقَّ وَانْتَقِدِ الْخَلِيلا) (مَنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ مُنْصِفًا ... فِي الْوُدِّ فَأَبْغِ بِهِ بَدِيلا) (وَعَلَيْكَ نَفْسَكَ فَارْعَهَا ... وَاكْسَبْ لَهَا عَمَلًا جَمِيلا) (وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِنَفْسِهِ ... زُرِعَتْ لَهُ قَالًا وَقِيلا) (وَأَقَلُّ مَا تَجِدُ اللَّئِيمَ ... عَلَيْكَ إِلا مُسْتَطِيلا) (وَالْمَرْءُ إِنْ عَرَفَ الْجَمِيلَ ... وَجَدْتَهُ يَأْتِي الْجَمِيلا) (وَلَرُبَّمَا سُئِلَ الْبَخِيلُ ... الشَّيْءَ لا يَسْوَى فَتِيلا) (فيقول لا أجد السبيل ... إليه يكره أن ينيلا) (فَكَذَاكَ لا جَعَلَ الإِلَهُ لَهُ ... إِلَى خَيْرٍ سَبِيلا) (يَا مُبْتَنِي الدَّارِ الَّتِي هِيَ ... مُسْرِعٌ عَنْهَا الرَّحِيلا) (إِنْ لَمْ تُنِلْ خَيْرًا أَخَاكَ ... فَكُنْ لَهُ عَبْدًا ذَلِيلًا) (وَتَجَنَّبَ الشَّهَوَاتِ وَاحْذَرْ ... أَنْ تَكُونَ لَهَا قَتِيلا [ص: 476] ) (فَلَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ ... قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلا) الحديث: 1693 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 1694 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ دَأْبٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ أُضَيِّعَهُ وَلا أَعْمَلُ بِهِ. قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تُوَسَّدَ الْعِلْمَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُوَسَّدَ الْجَهْلَ. ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ عَلَى مَا مَاتُوا عَلَيْهِ، فَيُبْعَثُ الْعَالِمُ عَالِمًا وَالْجَاهِلُ جَاهِلًا. ثُمَّ جَاءَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ؛ فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا أَنْتَ بِوَاجِدٍ شَيْئًا أَضْيَعَ لَكَ مِنْ تَرْكِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1694 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476 1695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: [ص: 477] الْعَالِمُ مِثْلُ السِّرَاجِ، مَنْ مَرَّ بِهِ اقْتَبَسَ مِنْهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1695 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476 1696 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: كُلُّ إِنَاءٍ يُفَرَّغُ فِيهِ يَضِيقُ وَيَمْتَلِئُ إِلا الْقَلْبَ؛ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أُفْرِغَ فِيهِ اتَّسَعَ، وَهَذَا مِنْ أَدَلِّ الدَّلائِلِ عَلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ. الحديث: 1696 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 1697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. الْعَاقِلُ أَحْرَصُ عَلَى إِقَامَةِ لِسَانِهِ مِنْهُ عَلَى طَلَبِ مَعَاشِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1697 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 1698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! احْتَفِظْ مِنَ النَّزَقِ عِنْدَ سَوْرَةِ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّكَ مَتَى افْتَتَحْتَ بَدْوَ غَضَبِكَ بِكَظْمٍ خُتِمَتْ عَاقِبَتُهُ بِالْحِلْمِ، [ص: 478] وَمَتَى افْتَتَحْتَهُ بِالْقَلَقِ وَالضَّجَرِ خَتَمْتَهُ بِالسَّفَهِ، وَإِذَا حَاجَجْتَ؛ فَلا تَغْضَبْ؛ فَإِنَّ الْغَضَبَ يَقْطَعُ الْحُجَّةَ، وَيُظْهِرُ عَلَيْكَ الْخَصْمَ. الحديث: 1698 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 1698 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ: (صَفُوحٌ عَنِ الإِجْرَامِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... مِنَ الْعَفْوِ لَمْ يَعْرِفْ مِنَ النَّاسِ مُجْرِمَا) (وَلَيْسَ يُبَالِي أَنْ يَكُونَ بِهِ الأَذَى ... إِذَا مَا الأَذَى بِالْكُرْهِ لَمْ يَغْشَ مُسْلِمَا) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 1699 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ مؤرق الْعِجْلِيُّ: مَا تَكَلَّمْتُ فِي الْغَضَبِ بِكَلِمَةٍ نَدِمْتُ عَلَيْهَا فِي الرِّضَا، وَمَا دَعَوْتُ عَلَى أَحَدٍ لِي فِي مَوْتِهِ رَاحَةٌ. الحديث: 1699 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 1700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 480] كَانَ يَقُولُ: «يَا عَائِشَةُ! إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا»   [إسناده حسن] . الحديث: 1700 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 1701 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 482] إِنَّ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الأَمَانَةِ، يُؤْتَى بِهِ وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ. قَالَ: رَبِّ! كَيْفَ أُؤَدِّيهَا وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ؛ مُثِّلَتْ لَهُ أَمَانَتُهُ كَيَوْمِ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا زَلَّتْ عَنْ عَاتِقِهِ؛ فَهَوَتْ وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ. ثُمَّ تَلَا ابْنُ مَسْعُودٍ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58] ؛ قَالَ زَاذَانُ: فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ؛ فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلى أهلها} [النساء: 58]   [إسناده حسن] . الحديث: 1701 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 480 1702 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، نَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَنْتَقِصُ مِنْ أَمَانَتِهِ إِلا انْتُقِصَ إِيمَانُهُ. الحديث: 1702 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 1703 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: رَأَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ آتٍ أَتَاكَ وَمَعَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، فَقَالَ: اشْرَبْ مِنَ الرَّحِيقِ. فَقَالَ يُوسُفُ: الْحَمِيمُ أَشْبَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1703 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 1704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا الْمُرُوءَةُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فِقْهُ الرجل في دينه، وإصلاح مَعِيشَتِهِ، وَحُسْنُ مُخَالَقَتِهِ. قَالَ: فَمَا النَّجْدَةُ؟ قَالَ: الذَّبُّ عَنِ الْجَارِ، وَالإِقْدَامُ عَلَى الْكَرِيهَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ. قَالَ: فَمَا الْجُودُ؟ قَالَ: [ص: 484] التَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ، وَالإِطْعَامُ فِي الْمَحْلِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1704 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 483 1705 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: إِنْصَافُ مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَالسُّمُوُّ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، وَالْجَزَاءُ بِمَا أُوتِيَ إِلَيْكَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. الحديث: 1705 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 1706 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُسَوِّدُونَ إِلا مَنْ كَانَتْ فِيهِ سِتُّ خِصَالٍ: السَّخَاءُ، وَالنَّجْدَةُ، وَالصَّبْرُ، وَالْحِلْمُ، وَالْبَيَانُ، وَالْمَوْضِعُ، وَصَارَ الْإِسْلامُ بِالْعَفَافِ لَهُ سَبْعًا. الحديث: 1706 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 1707 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: [ص: 485] الصَّبْرُ اعْتِرَافُ الْعَبْدِ إِلَى اللهِ بِمَا أَصَابَهُ، وَإِحْسَانُهُ إِلَيْهِ، وَرَجَاءُ جَزَائِهِ، وَقَدْ يَجْزَعُ الرَّجُلُ وَهُوَ لا يُرَى مِنْهُ إِلا الصَّبْرُ. الحديث: 1707 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 1708 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اعْرِفِ الْحَقَّ لِمَنْ عَرَّفَهُ لَكَ شَرِيفًا أَوْ وَضِيعًا، وَاطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1708 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 1709 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سَأَلَ الْحَجَّاجُ ابن الْقِرِّيَّةِ عَنِ الصَّبْرِ، قال: كَظْمُ مَا يَغِيظُكَ، وَاحْتِمَالُ مَا يَنُوبُكَ. الحديث: 1709 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 1710 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا؛ فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَيُّ الصَّبْرَيْنِ أَشَدُّ؛ صَبْرٌ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الضِّيقِ، أَمْ صَبْرٌ عَلَى مَا [ص: 486] كَانَ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالسِّعَةِ! ! الحديث: 1710 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 1711 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ صَبْرُهُ عَلَى حَادِثَاتِ الرَّزِيَّةِ كَشُكْرِهِ عَلَى مُتَدَاوَمِ الْعَطِيَّةِ؛ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَعَدَّ لِلصَّابِرِينَ مِنْ ثَوَابِهِ. الحديث: 1711 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 1712 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ فَازَ بِالإِيمَانِ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُ، وَمَنْ سَعِدَ بِالتَّقْوَى امْتَنَعَتْ مِنْهُ الأَسْوَاءُ. الحديث: 1712 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 1713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: مَنِ اتَّخَذَ الصَّبْرَ جُنَّةً؛ وَقَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَثَرَاتِ الزَّلَلِ. الحديث: 1713 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 1714 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: [ص: 487] مَاتَ أَبِي؛ فَمَا سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَوْلًا كَامِلًا؛ إِلا الْعَفْوَ عَنْهُ الحديث: 1714 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 1715 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: كُنْ إِلَى الاستماع مِنْكَ إِلَى الْقَوْلِ، وَكُنْ مِنَ خطإ الْكَلامِ أَشَدَّ حَذَرًا مِنْ خطإ السُّكُوتِ. الحديث: 1715 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 1716 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: مَا اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ اجْتِمَاعَهَا عَلَى السُّؤْدُدِ، وَالإِفْضَالِ فِي الْعُسْرِ، وَالصَّوَابِ فِي الْغَضَبِ، وَالرَّحْمَةِ مَعَ الْقُدْرَةِ، وَالرِّضَا لِلْعَامَّةِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الْحِقْدِ، وَالتَّوَدُّدِ إِلَى النَّاسِ، وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى الْمَعُونَةِ. الحديث: 1716 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 1717 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: [ص: 488] مَنْ عَلِمَ أَنَّ لِلْكَلامِ ثَوَابًا وَعِقَابًا قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ. الحديث: 1717 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 1718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: [ص: 489] مَا الْبَلاغَةُ؟ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْفُضُولَ وَاقْتَصَرَ عَلَى الإِيجَازِ. قَالَ: فَمَنْ أَصْبَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ رَأْيُهُ رَادًّا لِهَوَاهُ. قَالَ: فَمَنْ أَسْخَى النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ بَذَلَ دُنْيَاهُ فِي صَلاحِ دِينِهِ. قَالَ: فَمَنْ أَشْجَعُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ رَدَّ جَهْلَهُ بِحِلْمِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1718 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 1719 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لِسَانُ الْمَرْءِ تُرْجُمَانُ عقله. الحديث: 1719 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 1719 - / م - حدثنا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: الصِّدْقُ يُزَيِّنُ صَاحِبَهُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِلا مَوْطِنَيْنِ: إِذَا سَعَى، أَوْ مَدَحَ نَفْسَهُ؛ فَإِنَّهُ فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ نَقْصٌ   [إسناده ضعيف] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 1720 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ اللِّحْيَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: [ص: 490] مَا أَتَيْتُ عَالِمًا قَطُّ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ صَبَرْتُ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيَّ، وَتَأَوَّلْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ) [الحجرات: 5] . الحديث: 1720 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 1721 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ الأَزْدِيُّ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 491] أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مُرْ لِي فِي الْإِسْلامِ بِأَمْرٍ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» . قُلْتُ: فَمَاذَا أَتَّقِي؟ قَالَ: «هَذَا» وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1721 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 490 1722 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: [ص: 492] طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّيَّةَ بَعْدُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1722 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 491 1723 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: كَفَاكَ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ أَنْ تَعْرِفَ مَا لا يَسَعُ جَهْلُهُ، وَكَفَاكَ مِنْ عِلْمِ الأَدَبِ أَنْ تَرْوِيَ الشَّاهِدَ وَالْمَثَلَ. وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى: (أَلا إِنَّ خَيْرَ الْعَقْلِ مَا حَضَّ أَهْلَهُ ... عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى بَدْءًا وَعَاقِبَهْ) (وَلا خَيْرَ فِي عَقْلٍ يَزِيغُ عَنِ التُّقَى ... وَيُشْغَلُ بِالدُّنْيَا الَّتِي هِيَ ذَاهِبَهْ) الحديث: 1723 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 492 1724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجُمْهِرُ الْحَكِيمُ: آخِ ذَا الْعَقْلِ وَالْكَرَمِ، وَاسْتَرْسِلْ إِلَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَمُفَارَقَتَهُ، وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَصْحَبَ الْعَاقِلَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَرِيمًا لِتَنْتَفِعَ بِعَقْلِهِ وَتَنْفَعَهُ أَنْتَ [ص: 493] بِكَرَمِكَ، وَاهْرَبْ كُلَّ الْهَرَبِ مِنَ اللئيم الأحمق. الحديث: 1724 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 492 1724 - / م - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: لا تُسَارِينِي، وَلا تُسَاعِينِي، وَلا تُمَارِينِي: لا تُخَالِفْنِي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لا تُسَارِينِي، وَلا تُمَارِينِي: لا تُجَادِلْنِي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 1725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَفْضَلُ الْعَقْلِ مَعْرِفَةُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ، وَأَفْضَلُ الْعِلْمِ وُقُوفُ الرَّجُلِ عِنْدَ عِلْمِهِ. الحديث: 1725 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 1726 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: عُقُولُ كُلِّ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ. الحديث: 1726 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 1727 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: لَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَدُومَ ذِكْرُهُ لِمَا بَعْدَ هَذِهِ [ص: 494] الدَّارِ، وَمَا يُنْسِيهِ بشْرَةِ نَفْسِهِ مِنْ هَذِهِ الْعَاجِلَةِ، وأن يستحي مِنْ مُشَارَكَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ فِي حُبِّ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الَّتِي لا بَقَاءَ لَهَا، وَلا يَنْخَدِعُ لَهَا إِلا الْمُفْتَرُونَ، وَالْعَقْلُ نَوْعَانِ: عَقْلُ غَرِيزَةٍ، وَعَقْلُ أَدَبٍ. الحديث: 1727 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 1728 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ. قَالَ: إِنْ شِئْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرْتُكْ عَنْهُ فِي ثَلاثٍ، وَإِنْ شِئْتَ بِاثْنَتَيْنِ، وَإِنْ شِئْتَ بِوَاحِدَةٍ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْهُ بِثَلاثٍ. قَالَ: كَانَ لا يَحْرِصُ وَلا يَجْهَلُ وَلا يَدْفَعُ الْحَقَّ إِذَا نَزَلَ بِهِ، وَخَضَعَ لِذَلِكَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ بِاثْنَتَيْنِ. قَالَ: كَانَ يَأْتِي الْخَيْرَ وَيَتَوَقَّى الشَّرَّ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ بِوَاحِدَةٍ. قَالَ: كَانَ أَعْظَمُ النَّاسِ سُلْطَانًا عَلَى نَفْسِهِ. الحديث: 1728 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 494 1729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَا أَعَانَ عَلَى نَظْمِ مُرُوءَاتِ الرِّجَالِ كَالنِّسَاءِ الصَّوَالِحِ. الحديث: 1729 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 1729 - / م - قَالَ: وَقَالَ أَيْضًا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: الدُّنْيَا الْعَافِيَةُ، وَالشَّبَابُ الصِّحَّةُ، وَالْمُرُوءَةُ الصَّبْرُ عَلَى الرِّجَالِ، وَلا خَيْرَ فِي الْمَعْرُوفِ إِذَا أُحْصِيَ، وَمِنَ الْمُرُوءَةِ أَيْضًا أَنْ تَصُونَ ثَوْبَي جُمُعَتِكَ، وَتُكْثِرَ تَعَاهُدَ ضَيْفِكَ، وتَعْرِفَ فِي الْمَسْجِدَ مَجْلِسَكَ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 1730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الأَصْمَعِيُّ: [ص: 496] سُئِلَ الأَحْنَفُ عَنِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: الْفِقْهُ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّوَائِبِ، وَالْحِلْمُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَالْعَفْوُ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالسَّيِّدُ مَنْ حَمُقَ فِي مَالِهِ، وَذَلَّ فِي عِرْضِهِ، وَكَاسَ فِي دِينِهِ، وَاطَّرَّحَ حِقْدَهُ، وعنى بِأَمْرِ عَشِيرَتِهِ. الحديث: 1730 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 1731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحُصَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الرِّقَاشِيِّ: بِأَيِّ شَيْءٍ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِحَسَبٍ لا يُطْعَنُ فِيهِ، وَرَأْيٍ لا يُسْتَغْنَى عَنْهُ، وَمِنْ تَمَامِ السُّؤْدُدِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ ثَقِيلَ السَّمْعِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ. الحديث: 1731 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 1732 - حَدَّثَنَا أحمد، نا إسماعيل بْنُ يُونُسَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعَرَابَةَ الأَوْسِيِّ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: أَعْفُو عَنْ جَاهِلِهِمْ، وَأُعْطِي سَائِلَهُمْ، وَأَسْعَى فِي حَوَائِجِهِمْ؛ فَمَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ؛ فَهُوَ مِثْلِي، وَمَنْ قَصَرَ عَنْهُ؛ فَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وَمَنْ زَادَ عَلَيْهِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي. الحديث: 1732 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 1733 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ رَحِمَهُمَا اللهُ: يَا أَهْلَ الْيَمَنِ! إِنَّ فِيكُمْ خِلالًا مَا تُخْطِئُكُمْ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: الْجُودُ، وَالْحِدَّةُ، وَكَثْرَةُ الأَوْلادِ. قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْجُودِ؛ فَذَلِكَ لِمَعْرِفَتِنَا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِحُسْنِ الْخَلَفِ، وَأَمَّا الْحِدَّةُ؛ فَإِنَّ قُلُوبَنَا مُلِئَتْ خَيْرًا؛ فَلَيْسَ فِيهَا لِلشَّرِّ مَوْضِعٌ، وَأَمَّا كَثْرَةُ الأَوْلادِ؛ فَإِنَّا لَسْنَا نُعْزَلُ عَنْ نِسَائِنَا. قَالَ: صَدَقْتَ، لا يُفَضِضُ اللهُ فَاكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1733 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 1734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: لا أَعْتَذِرُ مِنَ الْعِيِّ فِي حَالَيْنِ: إِذَا خَاطَبْتُ سَفِيهًا، أَوْ طَلَبْتُ حَاجَةً لِنَفْسِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1734 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 1735 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ سلم بْنُ نَوْفَلٍ الدِّيلِيُّ سَيِّدَ بَنِي كِنَانَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ رَجُلٌ مِنَ قَوْمِهِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَأُخِذَ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَأُتِيَ بِهِ سَلْمُ بْنُ نَوْفَلٍ، فَقَالَ: مَا الَّذِي فَعَلْتَ؟ أَمَا خَشِيتَ انْتِقَامِي؟ ! قَالَ: لَهُ: فَلِمَ سَوَّدْنَاكَ إِلَّا أَنْ تَكْظِمَ الْغَيْظَ، وَتَعْفُوَ عَنِ الْجَانِي، وَتَحْلُمَ عَنِ الْجَاهِلِ، وَتَحْتَمِلَ الْمَكْرُوهَ فِي النَّفْسِ وَالْمَالِ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. فَقَالَ فيه الشَّاعِرُ: (يُسَوَّدُ أَقْوَامٌ وَلَيْسُوا بِقَادَةٍ ... بَلِ السَّيِّدُ الْمَعْرُوفُ سَلْمُ بْنُ نَوْفَلٍ) الحديث: 1735 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 1736 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَيُّ النِّسَاءِ أَشْهَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْمُوَاتِيَةُ لِمَا نَهْوَى. قَالَ: أَيُّ النِّسَاءِ أَسْوَأُ؟ قَالَ: الْمُتَجَانِبَةُ لِمَا نَرْضَى. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا النَّقْدُ الْعَاجِلُ. فَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ: بِالْمِيزَانِ الْعَادِلِ. الحديث: 1736 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 1737 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعَ الْحَسَنُ رَجُلًا يَعِيبُ الْفَالُوذَجَ؛ فَقَالَ الْحَسَنُ: لُبَابُ الْبُرِّ بِلُعَابِ النَّحْلِ بِخَالِصِ السَّمْنِ، مَا عَابَ هَذَا مُسْلِمٌ. الحديث: 1737 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 1738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكُمْ تَتَذَاكَرُونَ الأَخْبَارَ وَتَتَدَارَسُونَ الآثَارَ وَتَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَارَ؛ وَقَعَ عَلَيَّ النُّعَاسُ. قَالَ: لأَنَّكَ حِمَارٌ فِي مِثَالِ إِنْسَانٍ. الحديث: 1738 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 1739 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: [ص: 500] طُولُ بَقَاءِ الْبَخِيلِ أَثْقَلُ شَيْءٍ عَلَى الأَبْرَارِ. الحديث: 1739 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 1740 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ: إِنِّي لأَعْلَمُ رَجُلًا إِنْ صَلُحَ صَلُحَتِ الأُمَّةُ. قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَ: أَنْتَ الحديث: 1740 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 1741 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بنان الطُّفَيْلِيَّ يَقُولُ: أَشَدُّ مَا يَمُرُّ بِالضَّيْفِ إِذَا كَانَ صاحب المنزل شبعان أو غضبان. الحديث: 1741 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 1742 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ مِنَ الْعَجَبِ: عَمْيَاءُ مُخْتَضِبَةٌ، وَسَوْدَاءُ مُنْتَقِبَةٌ، [ص: 501] وَكِنْدِيٌّ شِيعِيٌّ، وَلَخْمِيٌّ مُرْجِئٌ. الحديث: 1742 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 1743 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي؛ قَالَ: يُقَالُ: لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ، وَحِلْيَةُ الْمَنْطِقِ الصِّدْقُ. الحديث: 1743 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 501 1744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قال: سمعت صالحا [ص: 502] قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: رَحِمَ الله امرءا كَانَ ذَا حَسَبٍ، فَصَانَ حَسَبَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا دِينٍ فَطَهَّرَ دِينَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا مُرُوءَةٍ وَأَدَبٍ فَنَزَّهَهُمَا عَنِ الْكَذِبِ؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ دَنَسِ الأَخْلاقِ إِلا وَالْكَذِبُ أَوْضَعُ مِنْهُ. قَالَ صَالِحٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا النَّارُ فِي يَبَسِ الْعَرْفَجِ بِأَسْرَعَ مِنَ الْكَذِبِ فِي فَسَادِ مُرُوءَةِ أَحَدِكُمْ؛ فَاتَّقُوا الْكَذِبَ، وَاتْرُكُوهُ فِي جَدٍّ وَهَزَلٍ   [إسناده واه بمرة] . الحديث: 1744 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 501 1745 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: الْحَرِيصُ الْجَاهِدُ، وَالْقَانِعُ الزَّاهِدُ، وَكِلاهُمَا مُسْتَوْفٍ مَا قُدِّرَ لَهُ وَرِزْقُهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ شَيْئًا؛ فَعَلامَ التَّهَافُتُ فِي النَّارِ؟ !   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1745 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 502 1746 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: [ص: 503] أَنَّ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ لَمَّا قَرَّبَهُ اللهُ نَجِيًّا رَأَى عَبْدًا جَالِسًا تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ، فَأَعْجَبَهُ مَكَانَهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! مَنْ هَذَا؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ: هَذَا عَبْدٌ لا يَحْسِدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1746 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 502 1747 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: [ص: 504] سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، فَقَالَ: «اصْرِفْ بَصَرَكَ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 1747 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 503 1748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: هُوَ ذَا، أَجْمَعُ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي كَلِمَتَيْنِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: الْخُبْزُ مِنْ حِلِّهِ، وَإِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ لَهُ: حَسْبُكَ. الحديث: 1748 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 1749 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: [ص: 506] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى دَاوُدَ صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ مَنْ ذَكَرَ ذُنُوبَهُ فِي الْخَلاءِ، فَاسْتَحْيَى عِنْدَ ذِكْرِهَا؛ سَتَرْتُهَا عَنِ الْحَفَظَةِ، وَغَفَرْتُهَا لَهُ، يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنَ الذُّنُوبِ حَشْوَ الأَرْضِ مِنَ شَرْقِهَا إِلَى غَرْبِهَا، ثُمَّ نَدِمَ عَلَيْهَا حَلْبَ شَاةٍ؛ سَتَرْتُهَا عَنِ الْحَفَظَةِ، وَغَفَرْتُهَا لَهُ، يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي الْحَقَّ وَالْحَقُّ أَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً وَاحِدَةً؛ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي. قَالَ لَهُ دَاوُدُ: إِلَهِي! وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ؟ قَالَ: يَكْشِفُ عَنْ مَكْرُوبٍ كَرْبًا وَلَوُ بِشِقِّ تَمْرَةٍ. الحديث: 1749 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 1750 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ صَلَّى الله عَلَيْهِ لِرَجُلٍ: كُنْ لِرَبِّكَ كَالْحَمَامِ الأَلُوفِ لأَهْلِهِ، تُذْبَحُ فِرَاخُهُ وَلا يَطِيرُ عَنْهُمْ   [إسناده مظلم] . الحديث: 1750 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 1751 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ هُرْمُزُ بْنُ كِسْرَى: كُلُّ شَيْءٍ وَكُلُّ إِنْسَانٍ فِي طَلَبِ شَيْءٍ، وَهَذَا الأَمْرُ مَصِيرُهُ إِلَى لا شَيْءٍ، إِلا مَا كَانَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1751 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 1752 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا رَبِّ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: آثِرْ هَوَايَ عَلَى هَوَاكَ. الحديث: 1752 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 507 1753 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 508] اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةُ الْحَصْرِ، والعمرة الثانية حين تواطؤوا عَلَى عُمْرَةِ قَابِلُ، وَالثَّالِثَةُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، وَالرَّابِعَةُ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ   [إسناده حسن] . الحديث: 1753 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 507 1754 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: لا تُغْضِبْهُ فَيُعَادِيَكَ، وَيَنْتَصِبَ لَكَ فَلا تَقُومُ لِمَكْرِهِ. الحديث: 1754 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 508 1755 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: [ص: 509] مَا أَطْوَلَ خَجْلَةَ الْمَرْءِ غَدًا إِذَا خَرَجَ اسْمُهُ مَعَ اسْمِ أَهْلِ الْعَارِ وَالرَّدَى فِي مَجْلِسِ الْمَلَأِ حِينَ لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنْهُ، مَاذَا يَعُودُ عَلَى جِسْمِكَ مِنَ اسْمِهِ، وَمَاذَا يُحْصَى عَلَيْكَ مِنْ فِعْلِكَ، وَمَا جَرَتْ بِهِ الأَيَّامُ مِنْ رَسْمِكَ؟ فَيَا لِعَيْنِكَ تَرَى مَا لا تَرَى حِينَ اجْتَمَعَ الْمَلَأُ وَحَضَرَ الْوَرَى لفصل القضاء؛ (هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوآ إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الحَقِّ) [يونس: 30]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1755 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 508 1756 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ خَفِيٌّ مَاتَ فَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَلَقَدْ عَاشَ قَوْمٌ أَخْفِيَاءُ وَمَاتُوا غُرَبَاءَ، وَقَدَّمُوا الآخِرَةَ نُجُبًا؛ فَطُوبَى لَهُ مِنْ رَجُلٍ عَرَفَ وَلَمْ يُعْرَفْ، وَوَصَفَ وَلَمْ يُوصَفْ، يَصِفُ الْقُدْرَةَ وَيَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ، عَلِيمٌ بِالْخَيْرِ، مَخْصُوصٌ بِالذَّخْرِ وَالْحُظْوَةِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 1756 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 1757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بن موس بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: [ص: 510] لَوْ حَدَّثْتُ النَّاسَ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ؛ لَقَالُوا: رَحِمَ اللهُ قَاتِلَ سَلْمَانَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1757 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 1757 - / م - قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تقلّ فِيمَا لا تَعْلَمُ؛ فَتُتَّهَمَ فِيمَا تَعْلَمُ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 1758 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا أَبُو مُصْعَبٍ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! اسْتَعِنْ عَلَى الْكَلامِ بِطُولِ الْفِكْرِ فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَدْعُوكَ فِيهَا نَفْسُكَ إِلَى الْقَوْلِ؛ فَإِنَّ لِلْقَوْلِ سَاعَاتٍ يَضُرُّ فِيهَا الْخَطَأُ، وَلا يَنْفَعُ فِيهَا الصَّوَابُ. الحديث: 1758 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 1759 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالا: [ص: 511] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: سَلِ الأَرْضَ، فَقُلْ لَهَا: مَنْ شَقَّ أَنْهَارَكِ وَغَرَسَ أَشْجَارَكِ وَجَنَى ثِمَارَكِ؟ فَإِنْ لَمْ تُجِبْكَ حِوَارًا أَجَابَتْكَ اعْتِبَارًا. ثُمَّ أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يَذْكُرُ مَيِّتًا: (أَتَيْنَاهُ زُوَّارًا فَأَمْجَدْنَا قِرًى ... مِنَ الْبَثِّ وَالدَّاءِ الدَّخِيلِ الْمُخَامِرِ) (وَأَوْسَعْنَا عِلْمًا بِرَدِّ جَوَابَنَا ... فَيَا عَجَبًا مِنْ نَاطِقٍ لَمْ يُحَاوِرِ) الحديث: 1759 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 1760 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: النِّسْنَاسُ خَلْقٌ بِالْيَمَنِ لأَحَدِهِمْ عَيْنٌ وَيَدٌ وَرِجْلٌ يَنْقُزُ بِهَا، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يَصْطَادُونَهُمْ، فَخَرَجَ قَوْمٌ فِي صَيْدِهِمْ، فَرَأَوْا ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ، فَأَدْرَكُوا وَاحِدًا، فَعَقَرُوهُ وَتَوَارَى اثْنَانِ فِي الشَّجَرِ، فَذُبِحَ الَّذِي عُقِرَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: إِنَّهُ لَسَمِينٍ، فَقَالَ أَحَدُ الاثْنَيْنِ: إِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ الضَّرْوَ، فَأَخَذُوهُ فَذَبَحُوهُ، فَقَالَ الَّذِي ذَبَحَهُ: مَا أَنْفَعَ الصَّمْتَ فَقَالَ [ص: 512] الثَّالِثُ: فَأَنَا الصَّمِّيتُ. فَأَخَذُوهُ فَذَبَحُوهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الضَّرْوُ: الْحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ. الحديث: 1760 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 511 1761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْرَأَ عَلَى اللهِ مِنْ فُلانٍ. قَالَ: لَمْ تَرَ قَاتِلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ! الحديث: 1761 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 512 1762 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 514] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَّاتُ مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ؛ فَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ خِيفَتِهِنَّ؛ فَلَيْسَ مِنَّا»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح بشواهده] . الحديث: 1762 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 512 1763 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى دَنَسٍ عَادَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَاتُ أَدْنَاسِهِ، وَقُبْحُ أَسْرَارِهِ، وَلا يَجِدُ لِذِكْرِهِ فِي قَلْبِهِ نُورًا وَلا لَذَّةً، إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً، وَلَحَظُوا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ؛ فَمِثْلُ هَؤُلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُطَهِّرِينَ وَمَنَازِلَ الْمُتَّقِينَ؟ ! هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللهِ وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا وَاشْتِيَاقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرْقًا وَهَيْبَةً لَهُ، فَلَوْ أُحْرِقُوا بِالنَّارِ؛ لَمْ يَجِدُوا لَمْسَ النَّارِ، وَآخَرِينَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ؛ فَارْفَضُّوا عَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ غَيْرًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَجَفَّتْ أَعْيُنُهُمْ سَهَرًا. الحديث: 1763 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 514 1764 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَيْسَ غِنًى أَغْنَى مِنْ سُكُونِ الْقَلْبِ، وَلَيْسَ فَقْرٌ أَفْقَرَ مِنَ اضْطِرَابِ الْقَلْبِ، وَلَيْسَ عِزٌّ أَعَزَّ مِنَ الزُّهْدِ، وَلَيْسَ ذُلٌّ أَذَلَّ مِنَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالطَّمَعِ، وَلَيْسَ شَرَفٌ أَشْرَفَ مِنَ الْيَقِينِ، وَلَيْسَ دَرَجَةٌ أَعْلَى مِنَ الصَّبْرِ، وَلَيْسَ حَلاوَةٌ أَحْلَى مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ مَرَارَةٌ أَمَرَّ مِنْ سَخْطِهِ، وَلَيْسَ زَيْنٌ أَزْيَنَ مِنَ التَّوَاضُعِ، وَلَيْسَ جَهْلٌ أَجْهَلَ مِنَ الْكِبْرِ، وَلَيْسَ قُوَّةٌ أَقْوَى مِنَ الْجُوعِ، وَلَيْسَ دَاءٌ أَدْوَى مِنَ التَّعَرُّضِ لِسَخْطِ اللهِ، وَلَيْسَ كَلامٌ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللهُ. الحديث: 1764 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 1765 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَعَا رَجُلٌ رَجُلًا إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا بِكْرًا، وَلَمْ نَسْتَعْدِدْ لَكَ؛ فَلَعَلَّ تَقْصِيرًا يَقَعُ فِيمَا أُحِبُّ بُلُوغَهُ مِنْ بِرِّكَ. فَقَالَ الآخَرُ: حِرْصُكَ عَلَى كَرَامَتِي يَكْفِيكَ مُؤْنَةَ التَّكَلُّفِ لِي. الحديث: 1765 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 1766 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 516] قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: عَلِّمْهُمُ الصِّدْقَ كَمَا تُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ، وَجَنِّبْهُمُ السفلة؛ فإنهم أسوأ النَّاسِ دِعَةً وَأَقَلُّهُمْ أَدَبًا، وَجَنِّبْهُمُ الْحَشَمَ؛ فَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَفْسَدَةٌ، وَأَخْفِ شُعُورَهُمْ تَغْلُظْ رِقَابُهُمْ، وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ يَقْوَوْا، وَعَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يُمَجَّدُوا وَيَنْجِدُوا، وَمُرْهُمْ أَنْ يَسْتَاكُوا عَرْضًا، وَيَمُصُّوا الْمَاءَ مَصًّا، وَلا يَعُبُّوا عَبًّا، وَإِذَا احْتَجْتَ أَنْ تَتَنَاوَلَهُمْ بِأَدَبٍ، فَلْيَكُنْ ذَلِكَ فِي سِرٍّ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْغَاشِيَةِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ. الحديث: 1766 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 1767 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالا: نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص: 517] مَا سَمِعَ النَّاسُ بِمِثْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَابِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، كَانَ مُنَوَّرَ الْقَلْبِ، فَطِنًا بِجَمِيعِ الأمور، بينا هو يَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ فِي الطَّوَافِ وَهِيَ تُنْشِدُ: (فَمِنْهُنَّ مَنْ تُسْقَى بِعَذْبٍ مُبَرَّدٍ ... نُقَاخٍ فَتِلْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَرَّتِ) (وَمِنْهُنَّ مَنْ تُسْقَى بَأَخْضَرَ آجِنٍ ... أُجَاجٍ وَلَوْلا خَشْيَةُ اللهِ فَرَّتِ) فَفَطِنَ رَحِمَهُ اللهُ مَا تَشْكُو، فَبَعَثَ إِلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ لِرَجُلٍ: اسْتَنْكِهْهُ. فَوَجَدَهُ مُتَغَيِّرَ الْفَمِ، فخيره بين خمس مئة دِرْهَمٍ وَجَارِيَةٍ مِنَ الْفَيْءِ عَلَى أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَاخْتَارَ خمس مئة دِرْهَمٍ وَالْجَارِيَةَ، فَأَعْطَاهُ، فَطَلَّقَهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1767 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 516 1767 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مَحْمُودٌ: (مَا أَفْضَحَ الْمَوْتِ لِلدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ... جِدًّا وَمَا أَفْضَحَ الدُّنْيَا لأَهْلِيهَا [ص: 518] ) (لا تَرْجِعَنَّ عَلَى الدُّنْيَا بِلائِمَةٍ ... فَعُذْرُهَا لَكَ بَادٍ فِي مَسَاوِيهَا) (لَمْ تُبْقِ مِنْ عَيْبِهَا شَيْئًا لِصَاحِبِهَا ... إِلا وَقَدْ بَيَّنَتْهُ فِي مَعَانِيهَا) (تُفْنِي الْبَنِينَ وَتُفْنِي الأَهْلَ دَائِبَةً ... وَتَسْتَلِيمُ إِلَى مَنْ لا يُعَادِيهَا) (فَمَا يَزِيدُهُمْ قَتْلُ الَّذِي قَتَلَتْ ... وَلا الْعَدَاوَةُ إِلا رَغْبَةً فِيهَا)   [إسناده ضعيف] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 517 1768 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ: (خَطْبُ يَوْمَ الْحِسَابِ خَطْبٌ جَلِيلٌ ... لأَهَاوِيلِهِ تَطِيشُ الْعُقُولُ) (فِيهِ نَارٌ تَفُورُ مِنْ طَفَحِ الْغَيْظِ ... الَّذِي يَسْتَطِيلُهَا وَيَصُولُ) (وَيَطِيرُ الشرار منها ويستعلي ... دُخَانٌ لَهُ قَتَامٌ يَحُولُ) الحديث: 1768 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 1769 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نَا حَيْوَةُ، نَا أَبُو صَخْرٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيْهِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَا جِبْرِيلُ! مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ» ؟ قَالَ جِبْرِيلُ: «هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرْ أُمَّتَكَ؛ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؛ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ» . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ»   [حسن بشواهده] . الحديث: 1769 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 1770 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفٌ الْمَازِنِيُّ: مَا تَلَذَّذْتُ لَذَاذَةً قَطُّ وَلا تَنَعَّمْتُ نَعِيمًا أَكْبَرَ عِنْدِي مِنْ بُكَاءٍ فِي حُرْقَةٍ. الحديث: 1770 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 519 1771 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: اجْعَلِ اللهَ هِمَّتَكَ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى قَدْرِ ذَنْبِكَ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ! وَكَمْ مِنْ فَرِحٍ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ! الحديث: 1771 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 519 1772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: مَا مِنَ الْعَمَلِ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ طُولِ الْكَمَدِ؛ الْكَمَدُ جُرْحٌ لا [ص: 520] يَنْدَمِلُ أَبَدًا دُونَ الْمَوْتِ. الحديث: 1772 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 519 1773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ؛ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَوْمًا جَالِسًا فِي حَدَاثَتِهِ مَعَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: يَا عَطَاءُ! إِنَّ فِي الجنة حوراء يتباهى بها أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ حُسْنِهَا، لَوْلا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَضَى عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لا يَمُوتُوا؛ لَمَاتُوا مِنْ حُسْنِهَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَطَاءٌ كَمِدًا مِنْ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى مَاتَ. الحديث: 1773 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 520 1774 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ؛ قَالَ: عُزِّيَ السَّائِبُ بْنُ الأَقْرَعِ عَنِ ابْنٍ لَهُ، فَقَالَ السَّائِبُ: هَكَذَا الدُّنْيَا، تُصْبِحُ لَكَ مَسَرَّةً وَتُمْسِي عَلَيْكَ مُتَنَكِّرَةً؛ ثُمَّ أَنْشَأَ: (أَلا قَدْ أَرَى أَلَّا خُلُودَ وَأَنَّهُ ... سَيَنْعِقُ فِي دَارِي غُرَابُ وَيَحْجِلُ) (وَيَقْسِمُ مِيرَاثِي رِجَالٌ أَعِزَّةٌ ... وَتَذْهَلُ عَنِّي الْوَالِدَاتُ وَتَشْغَلُ) الحديث: 1774 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 520 1775 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ خَازِمٍ يُعَزِّيهِ بِابْنِهِ حِينَ قُتِلَ؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ: (أَبَا صَالحٍ صَبْرًا فَكُلُّ مُعَمَّرٍ ... يَصِيرُ إِلَى مَا صَارَ فِيهِ مُحَمَّدُ) فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِمٍ؛ فَقَالَ: (أُعَزَّى عَلَيْهِ وَالْعَزَاءُ سَجِيَّتِي ... وَمَا أَنَا بِالآسِي عَلَى حَدَثِ الدَّهْرِ) الحديث: 1775 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 521 1776 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 522] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ! إِنَّ الَّذِي لَكَ عِنْدِي عَلَى قَدْرِ مَا لِي عِنْدَكَ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1776 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 521 1777 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَقُولُ _ وَكَانَ مِنَ الْخَاشِعِينَ -: يَا ابْنَ آدَمَ! أَمَرَكَ رَبُّكَ أَنْ تَكُونَ كَرِيمًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَنَهَاكَ أَنْ تَكُونَ لَئِيمًا وَتَدْخُلَ النَّارَ. الحديث: 1777 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 522 1778 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: الْحُزْنُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالمَلِكُ لا يَحِلُّ بِدَارٍ حَتَّى تُفْرَغَ لَهُ الدَّارُ. الحديث: 1778 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 522 1779 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبراهيم بن دازيل الهمذاني؛ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ يَقُولُ: [ص: 523] جَرَّبْتُ الدُّنْيَا مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً؛ فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا غَفَرَ لِي ذَنْبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلا سَتَرَ عَلَيَّ عَوْرَةً، وَلا وَصَلَنِي إِنْ قَطَعْتُهُ، وَلا أَمِنْتُهُ إِذَا غَضِبَ؛ فَالاشْتِغَالُ بِهَؤُلاءِ حُمْقٌ كَبِيرٌ، فَانْقَطِعْ إِلَى مَنْ يَغْفِرُ لَكَ سَرِيرَتَكَ وَعَلانِيَّتَكَ، وَيَسْتُرُ عَلَيْكَ عَوْرَتَكَ وَلا يَمْقُتُكَ بِذَلِكَ. الحديث: 1779 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 522 1780 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 524] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ»   [إسناده ضعيف، والحديث حسن] . الحديث: 1780 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 523 1781 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 525] : «يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَا أُصِيبَ ابْنُ آدَمَ بَعْدَ ذَهَابِ دِينِهِ أَشَدُّ مِنْ ذَهَابِ عَيْنَيْهِ، فَمَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدِي ثَوَابٌ إِلا الْجَنَّةُ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1781 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 524 1782 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: [ص: 526] أَنَّ رَجُلًا أَتَى الْبَرَاثِيَّ، فَقَالَ: مَا حاجتك؟ قال: جئت أَكُونُ مَعَكَ. فَقَالَ: يَا أَخِي! إِنَّ الْعِبَادَةَ لا تَكُونُ بِالشِّرْكَةِ، إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَأْنَسْ بِاللهِ لَمْ يَأْنَسْ بِشَيْءٍ. الحديث: 1782 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 525 1783 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: أَنَّ الْخَضِرَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِمُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا مُوسَى! إِنَّ النَّاسَ مُعَذَّبُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ هُمُومِهِمْ بِهَا   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1783 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 1784 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ؛ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ. الحديث: 1784 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 1785 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 527] ادْعُ اللهَ فِي الرَّخَاءِ يَسْتَجِبْ لَكَ فِي الْبَلاءِ، أَلا تَرَى أَنَّهُ حَبَسَ يُونُسَ مَحْبَسًا لَمْ يَحْبِسْ بِهِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: (فَلَوْلَآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)) [الصافات: 143، 144] . الحديث: 1785 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 1786 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ لأَبِي ذَرٍّ رَحِمَهُ اللهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ! مَنْ أَنْعَمُ النَّاسِ بَالًا؟ فَقَالَ: بَدَنٌ فِي التُّرَابِ قَدْ أَمِنَ الْعِقَابَ يَنْتَظِرُ الثَّوَابَ. قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1786 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 527 1787 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَشْغَلْكَ ذُنُوبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ، وَلا تَشْغَلْكَ نِعَمُ النَّاسِ عَنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيْكَ، وَلا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَأَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ. الحديث: 1787 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 527 1788 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 528] قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ قَالَ يَوْمًا لِوُزَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ: بِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى فَضِيلَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، يَتَزَيَّنُ بِهِ غَيْرُ أَهْلِهِ، وَبِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عَيْبِ الْجَهْلِ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَنْتَفِي مِنْهُ، وَيَغْضَبُ إِنْ سُمِّيَ بِهِ. الحديث: 1788 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 527 1789 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: اسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عِلْمِ غَيْرِهِ. الحديث: 1789 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 1790 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: صَدْرُكَ أَوْسَعُ لِسِرِّكَ؛ فَإِنَّ سِرَّكَ مِنْ دَمِكَ. الحديث: 1790 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 1791 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: عُنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُسْلِمِ حُسْنُ خُلُقِهِ. الحديث: 1791 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 1792 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: الْتَمِسْ لِحَوَائِجِكَ صِبَاحَ الْوُجُوهِ؛ فَإِنَّ حُسْنَ الصُّورَةِ أَوَّلُ نِعْمَةٍ تَلْقَاكَ مِنَ الرَّجُلِ. الحديث: 1792 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 529 1793 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: مَا أَصْبَحْتُ صَبَاحًا قَطُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا بِبَابِي طَالِبَ حَاجَةً؛ إِلا عَدَدْتُهَا مُصِيبَةً أَرْجُو ثَوَابَهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 1793 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 529 1794 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص: 530] لا تَطْلُبُوا مَا لا تَسْتَحِقُّونَ؛ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لا يَسْتَحِقُّ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ. الحديث: 1794 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 529 1795 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيِمْتَحِنُ قَلْبَ الْعَبْدِ بِالدُّعَاءِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1795 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 530 1796 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: مَا سَايَرْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ مَا يَبْدَأُ بِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ يَذْكُرُ حَاجَتَهُ. الحديث: 1796 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 530 1797 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: إِذَا جَاءَكَ مَا تُحِبُّ؛ فَأَكْثِرْ مِنَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» ، وَإِذَا جَاءَكَ مَا تَكْرَهُ؛ فَأَكْثِرْ مِنْ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ» ، وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزْقَ؛ [ص: 531] فَأَكْثِرْ مِنَ «الاسْتِغْفَارِ» . قَالَ سُفْيَانُ رَحِمَهُ اللهُ: فَانْتَفَعْتُ بِهَذِهِ الْمَوْعِظَةِ. الحديث: 1797 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 530 1798 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العزيز، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا أَصْبَحَ إِلا اجْتَمَعَ هَوَاهُ وَعِلْمُهُ، فَإِنْ كَانَ هَوَاهُ تَابِعًا لِعِلْمِهِ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمٌ صَالِحٌ، وَإِنْ كَانَ عِلْمُهُ تَابِعًا لِهَوَاهُ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمُ سُوءٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1798 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 531 1799 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ؛ قَالَ: نَظَرَ شُرَيْحٌ إِلَى رَجُلٍ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ شُرَيْحٌ، فَقَالَ: تَضْحَكُ وَأَنْتَ تَرَانِي أَتَقَلَّبُ [ص: 532] بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؟ ! الحديث: 1799 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 531 1800 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ - وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ - فقال: بلغ مع كَرَمِهِ أَنَّهُ لا يَسْأَلُ أَحَدًا عَنْ عُذْرِهِ مَخَافَةَ أَنْ لا يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ مِنْ ذَنْبِهِ. الحديث: 1800 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 532 1801 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ،، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْبَرَاثِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: يُعْرَضُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ عَلَى إِبْلِيسَ اللَّعِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَلا تُسَمَّى لَهُ مِلَّةٌ، وَلا تُعْرَضُ عَلَيْهِ طَبَقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ؛ إِلا قَالَ فِيهِمْ: كَانُوا وَكَانُوا؛ حَتَّى تَمُرَّ بِهِ الرَّافِضَةُ، فَيُسْأَلُ عَنْهُمْ؛ فَيُنَكِّسُ رَأْسَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ لِهَؤُلاءِ رَأْيًا قَطُّ، إِنِّي لَمْ أَرَ رَأْيًا قَطُّ، وَلَمْ أَهْوَ هَوًى قَطُّ؛ [ص: 533] إِلا سَبَقُونِي إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ آمُرَهُمْ بِذَلِكَ، وَإِنِّي لأَسْتَحِي مِنْهُمْ آخر الجزء الثاني عشر، ويتلوه الثالث عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحديث: 1801 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 532 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال ابن حمد: إجازة؛ أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 1802 - أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 14] : «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرَهُنَّ مُؤَنَةً»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1802 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 1803 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو سَلْمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 17] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ؛ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا» . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ قَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»   [إسناده حسن] . الحديث: 1803 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 14 1804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: [ص: 18] تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَلا تَعْمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لا تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلا بِالْعَمَلِ! الحديث: 1804 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 1805 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لا يُعْصَى إِلا فِيهَا، وَلا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلا بِتَرْكِهَا. الحديث: 1805 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 1806 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْدِيُّ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ غَيْرِكَ عِلْمَكَ بِنَفْسِكَ. الحديث: 1806 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 1807 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ حِينَ ثَقُلَ؛ جَعَلَ يَلُومُ نَفْسَهُ، وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَكْسِبُ يَوْمًا بِيَوْمٍ مَا يَقُوتُنِي، وَأَشْتَغِلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَذَكَرَ ذَلِكَ لأَبِي حَازِمٍ؛ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ عِنْدَ الْمَوْتِ مَا نَحْنُ فِيهِ، وَلا نَتَمَنَّى عندالموت مَا هُمْ فِيهِ. الحديث: 1807 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 1808 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ آدَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: (فَإِنْ قَالَتْ رِجَالٌ قَدْ تَوَلَّى ... زَمَانُكُمْ وَذَا زَمَنٌ جَدِيدُ) (فَمَا ذَهَبَ الزَّمَانُ لَنَا بِمَجْدٍ ... وَلا حَسَبٍ إِذَا ذُكِرَ الْجُدُودُ) (وَمَا كُنَّا لِنَخْلُدَ لَوْ مَلَكْنَا ... وَأَيُّ النَّاسِ دام له الخلود) الحديث: 1808 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 1809 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسَ بْنُ عُبَيْدٍ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا دَامُوا تَخْتَلِجُ فِي صَدْرِ الرَّجُلِ شَيْءٌ فَيَجِدُ مَنْ يُفرِّجُ عَنْهُ. الحديث: 1809 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 1810 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ بَنِي مَرْوَانَ لأَبِي حَازِمٍ: مَا الْمَخْرَجُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: تَنْظُرُ مَا عِنْدَكَ؛ فَلَا تَضَعْهُ إِلا فِي حَقِّهِ، وَمَا لَيْسَ عِنْدَكَ فَلا تَأْخُذْهُ إِلا بِحَقِّهِ. قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا؟ قَالَ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مُلِئَتْ جَهَنَّمُ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. قَالَ لَهُ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: مَالانِ. قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ: الثِّقَةُ بِمَا عِنْدِ اللهِ، وَالإِيَاسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ: ارْفَعْ إِلَيَّ حَوَائِجَكَ. قَالَ: هَيْهَاتَ! قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ؛ فَإِنْ أَعْطَى مِنْهَا شَيْئًا؛ قَبِلْتُ، وَإِنْ زَوَى عَنِّي مِنْهَا شَيْئًا؛ رَضِيتُ. الحديث: 1810 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 1811 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 22] لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الترك وَهَالَهُ أَمْرُهُمْ سَأَلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، فَقَالَ: انْظُرُوا مَا يصنع. [قالوا:] هُوَ ذَاكَ فِي أَقْصَى الْمَيْمَنَةِ جَانِحٌ عَلَى سِيَةِ قَوْسِهِ يُنَضْنِضُ بِأَصْبِعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ. فَقَالَ قُتَيْبَةُ: تِلْكَ الأصبع الْفَارِدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيرٍ وَسِنَانٍ طَرِيرٍ. الحديث: 1811 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 1812 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا بَنِيَّ! لَا تَطْلُبُوا مَا عِنْدَ اللهِ مِنْ غَيْرِ اللهِ فَتُسْخِطُوا اللهَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1812 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 1813 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: دَعَا رَجُلٌ بِعَرَفَاتٍ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الْأَقَلِّينَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذَا الدُّعَاءُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24] ، وسمعته يقول: (وَمَآ ءامَنَ مَعَهُ إلَّا قَلِيلٌ) [هود: 40] ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] . فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ مِنَ الدُّعَاءِ بِمَا يُعْرَفُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لَوْ دَعَوْتُ مَخْلُوقًا؛ لَدَعَوْتُهُ بِمَا يُعْرَفُ، وَلَكِنِّي أَدْعُو مَنْ يَعْلَمُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانٌ. فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ. الحديث: 1813 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 1814 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَزْهَرَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ؛ قَالَ: [ص: 24] اخْتَصَمَ إِلَى شُرَيْحٍ رَجُلَانِ قَدْ كَسَرَ هَذَا ثَنِيَّةَ هَذَا وَهَذَا ضِرْسَ هَذَا، فَقَالَ شُرَيْحٌ: الثَّنِيَّةُ لَهَا جَمَالٌ، وَالضِّرْسُ لَهُ منفعة، وهذا بِهَذَا، قُومَا! الحديث: 1814 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 1815 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ؛ قَالَ: لِلْإِنْسَانِ أَرْبَعُ ثَنَايَا، وَأَرْبَعُ رُبَاعِيَّاتٍ؛ الْوَاحِدَةُ رَبَاعِيَةٌ مُخَفَّفَةٌ، وَأَرْبَعَةُ أَنْيَابٍ ضَوَاحِكَ، وَاثْنَتَا عَشَرَ رَحَى، ثَلَاثٌ فِي كُلِّ شِقٍّ، وَأَرْبَعَةُ نَوَاجِذَ، وَهِيَ أَقْصَاهَا. الحديث: 1815 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 1816 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيَّ: كَمْ كَانَ جُنْدُ بَنِي أُمَيَّةَ؟ قال: ثلاث مئة أَلْفٍ وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَمِئَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. الحديث: 1816 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 1817 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَإِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، نَا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ تَخَابَثَتِ الْأُمَمُ وَجِئْنَا بِالْحَجَّاجِ؛ لَغَلَبْنَاهُمْ، وَمَا كَانَ يَصْلُحُ لِدُنْيَا وَلَا لآخِرَةٍ، لَقَدْ وَلِيَ الْعِرَاقَ وَهِيَ أَوْفَرُ مَا تَكُونُ مِنَ الْعِمَارَةِ، فَأَخَسَّ بِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ أَلْفٍ، وَلَقَدْ أدي إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفِ أَلْفٍ، وَإِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ رَجَوْتُ أَنْ يُؤَدُّوا إِلَيَّ مَا أدى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: مِئَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعَشْرَةَ آلَافِ أَلْفٍ. الحديث: 1817 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 1818 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: لَوْ صُوِّرَ الْعَقْلُ؛ لَأَظْلَمَتْ مَعَهُ الشَّمْسُ، وَلَوْ صُوِّرَ الْحُمْقُ؛ لَأَظْلَمَ مَعَهُ اللَّيْلُ. الحديث: 1818 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 1819 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: فِي حِكْمَةِ الْهِنْدِ: الْأَدَبُ يُذْهِبُ عَنِ الْعَاقِلِ السُّكْرَ وَيَزِيدُ الْأَحْمَقَ سُكْرًا، كَمَا أَنَّ النَّهَارَ يَزِيدُ كُلَّ ذِي بَصَرٍ بَصَرًا وَيَزِيدُ الْخُفَّاشَ سُوءَ بَصَرٍ. الحديث: 1819 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 1820 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: [ص: 27] أَغْلَظَ عَبْدٌ لِسَيِّدِهِ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَصْبِرُ لِهَذَا الْغُلَامِ عَلَى مَا تَرَوْنَ لِأُرَوِّضَ نَفْسِي، فَإِذَا صَبَرْتُ عَلَى الْمَكْرُوهِ لِلْمَمْلُوكِ؛ كُنْتُ لِغَيْرِ الْمَمْلُوكِ أَصْبَرُ. الحديث: 1820 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 1821 - حَدَّثَنَا الحربي، نا أبو نصر، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ: وَجَدْتُ الْحِلْمَ أَنْصَرَ لِي مِنَ الرِّجَالِ. ثُمَّ أَنْشَدَ فِي أَثَرِهِ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (وَإِنَّ اللهَ ذُو حِلْمٍ وَلَكِنْ ... بِقَدْرِ الْحِلْمِ يَنْتَقِمُ الْحَلِيمُ) (لَقَدْ وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وَأَنْتَ مُلَعَّنٌ فِيهَا ذَمِيمُ) (وَزَالَتْ لَمْ يَعِشْ فِيهَا كَرِيمٌ ... وَلَا اسْتَغْنَى بِثَرْوَتِهَا عَدِيمُ) (فَبُعْدًا لَا انْقِضَاءَ لَهُ وَسُحْقًا ... فَغَيْرُ مُصَابِكَ الْحَدَثُ الْعَظِيمُ) الحديث: 1821 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 1822 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بشر، عن الزهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 30] لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْوَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَكُنْتُ مِمَّنْ وَسْوَسَ، فَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ؛ فَلَمْ أَرُدَّ عَلَيْهِ، فَشَكَانِي إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَجَاءَا، فَقَالَ: سَلَّمَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: مَا عَلِمْتُ بِتَسْلِيمِهِ، وَإِنِّي عَنْ ذَلِكَ لَفِي شُغْلٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ولم؟ قال: قلت: قُبِضَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ. فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ. فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَاعْتَنَقْتُهُ وَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ؛ أَحَقٌّ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ؛ فَقَالَ: «مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا؛ فَهِيَ النَّجَاةُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 1822 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 1823 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: نَا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ حَدَّثَهُمْ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 33] : «مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمَهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»   [إسناده رجاله ثقات وهو حسن] . الحديث: 1823 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 1824 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي، نَا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ؛ قَالَ: [ص: 34] قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ حِينَ ذَكَرَ حُجَجَ اللهِ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الْأُمُورِ؛ فَبَاشَرُوا رَوْحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ [ص: 35] الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بالملأ الأعلى، [ها] شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1824 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 1825 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: مَرَرْتُ بِدَيْرِ حَرْمَلَةٍ وَبِهِ رَاهِبٌ كَأَنَّ عَيْنَيْهِ عُدِلَا مَزَادَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَا مُسْلِمُ! أَبْكِي عَلَى مَا فرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَسُرْ فِيهِ عَمَلِي. قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَسْلَمَ وَغَزَا فَقُتِلَ فِي بِلَادِ الرُّومِ. الحديث: 1825 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 1826 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أُخِذَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَالٌ، فَكَتَبَ إِلَى آخِذِهِ: أَمَّا بَعْدُ: أَيَا هَذَا! إِنَّ الرَّجُلَ يَنَامُ عَلَى الثُّكْلِ وَلَا يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ؛ فَإِمَّا رَدَدْتَهُ، وَإِمَّا عَرَضْتُ اسْمَكَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. [ص: 36] قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ مَالَهُ. الحديث: 1826 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 1827 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَعْرَابِ بَنِي عَامِرٍ لَهُ شُوَيْهَاتٍ تَرْعَى، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ؛ صَيَّرَهَا إِلَى عَرْصَةِ إِيوَانِ كِسْرَى، وَفِي الْعَرْصَةِ سَرِيرُ رُخَامٍ كَانَ يَجْلِسُ عَلَيْهِ كِسْرَى؛ فَكَانَتْ تَصْعَدُ غُنَيْمَاتُ الْعَامِرِيِّ إِلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ لِحُذَيْفَةَ لَمَّا رَأَى ذَلِكَ: وَمِنْ أَعْجَبَ مَا رَأَيْنَا يَا حُذَيْفَةُ صُعُودَ غُنَيْمَاتِ الْعَامِرِيِّ عَلَى سَرِيرِ كِسْرَى!   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1827 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 1828 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَبُو حُذَيْفَةُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ؛ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا النُّورُ؟ فَقِيلَ: حَوْرَاءُ ضَحِكَتْ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا فَبَدَتْ ثَنَايَاهَا. الحديث: 1828 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 1829 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ [ص: 37] بِتُّ لَيْلَةً أَتَمَنَّى لَيْلَتِي كُلَّهَا حَتَّى كَسَوْتُ الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ بِالذَّهَبِ الْأَحْمَرِ، ثُمَّ نَظَرْتُ؛ فَإِذَا يَكْفِينِي مِنْ ذَلِكَ رَغِيفَانِ وَكُوزَانِ وَطِمْرَانِ. الحديث: 1829 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 1830 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أبي، عن بكرالعابد؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ بِالْعِلْمِ؛ فَاتَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ. الحديث: 1830 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 1831 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لَوْلَا الْعِلْمُ لَمْ يُطْلَبِ الْعَمَلُ، وَلَوْلَا الْعَمَلُ لَمْ يُطْلَبِ الْعِلْمُ، وَلَأَنْ أَدَعَ الْحَقَّ جَهْلًا بِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهُ زَاهِدًا [ص: 38] فِيهِ. الحديث: 1831 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 1832 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَا أَحْسَنَ الرَّجُلَ نَاطِقًا عَالِمًا، وَمُسْتَمِعًا وَاعِيًا، وَوَاعِيًا عَامِلًا! الحديث: 1832 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 1833 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَوْلَا أَنَّ فِي قَوْلِي أَنِّي لَا أَعْلَمُ شَيْئًا لِأَنِّي أَعْلَمُ؛ لَقُلْتُ أَنِّي لَا أَعْلَمُ. الحديث: 1833 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 1834 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحَ الْهَمَذَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: ثَلَاثَةٌ مَا أَقُولُهُنَّ إِلَّا لِيَعْتَبِرَ بِهِنَّ مُعْتَبِرٌ: لَا أَخْلُفُ جَلِيسِي بِغَيْرِ مَا [ص: 39] أَحْضُرُهُ بِهِ، وَلَا أَدْخِلُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ لَمْ أُدْخَلْ فِيهِ، وَلَا آتِي سُلْطَانًا حَتَّى يُرْسِلَ إِلَيَّ. الحديث: 1834 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 1835 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: مَرَّ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ بِقَوْمٍ وَهُوَ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَقَالَوا لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ: مِنَ الْفَجَّ الْعَمِيقِ. قَالَوا: فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْبَيْتَ الْعَتِيقَ. قَالُوا: هَلْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَفَّى الْأَثَرُ، وَأَنْضَرَ الشَّجَرُ، وَدَهْدَهَ الْحَجَرُ. قَالُوا: أيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحْكَمُ؟ قَالَ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)) [الزلزلة: 7، 8] . الحديث: 1835 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 1836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ بي طَالِبٍ الْكُوفَةَ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ [ص: 40] الْعَرَبِ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ المؤمنين، لقد زنت الْخِلَافَةَ وَمَا زَانَتْكَ، وَرَفَعْتَهَا وَمَا رَفَعَتْكَ، وَلَهِيَ كَانَتْ أحوج [إليك] مِنْكَ إِلَيْهَا   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1836 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 1837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 42] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَالْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ»   [إسناده جيد] . الحديث: 1837 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 40 1838 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: [ص: 43] دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عَضُدِي حَلَقَةُ صُفْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: مِنَ الْوَاهِنَةِ. قَالَ: «أَتُحِبُّ أَنْ تُوكَلَ إِلَيْهَا؟ ! انْبِذْهَا عَنْكَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1838 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 42 1839 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: [ص: 44] الْمُؤْمِنَ لَمْ يَأْخُذْ دِينَهُ عَنْ رَأْيِهِ، وَلَكِنْ أَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ رَبِّهِ، وَإِنَّ هَذَا الْحَقَّ قَدِ اجْتَهَدَ أَهْلُهُ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ عَرِفَ فَضْلَهُ وَرَجَا عَاقِبَتَهُ، فَمَنْ حَمِدَ الدُّنْيَا؛ ذَمَّ الْآخِرَةَ، وَلَيْسَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا مُقِيمًا عَلَى سَخَطِهِ. وَكَانَ إِذَا قرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرَ (1)) [التَّكَاثُرُ: 1] ؛ قَالَ: عَنْ مَاذَا أَلْهَاكُمْ؛ عَنْ دَارِ الْخُلُودِ وَجَنَّةٍ لَا تَبِيدُ؟ هَذَا وَاللهِ فَضَحَ الْقَوْمُ وَهَتَكَ السِّتْرَ وَأَبْدَى الْعَوَارَ، رَحِمَ اللهُ رَجُلًا خَلَا بِكِتَابِ اللهِ، فَعَرَضَهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنْ وَافَقَهُ؛ حَمْدِ رَبَّهُ وَسَأَلَ الزِّيَادَةَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِنْ خَالَفَهُ؛ عَاتَبَ نَفْسَهُ وَأَنَابَ وَرَاجَعَ مِنْ قَرِيبٍ، رَحِمَ اللهُ رَجُلًا وَعَظَ أَخَاهُ وَأَهْلَهُ، فَقَالَ: يَا هلاه صَلَاتَكُمْ صَلَاتَكُمْ، زَكَاتَكُمْ زَكَاتَكُمْ، لَعَلَّ اللهُ يَرْحَمَكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ أَثْنَى عَلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَقَالَ: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ وَكَّانَ عِنْدَ رَبِّهٍ مَرْضِيًّا (55)) [مريم: 55] . ابْنَ آدَمَ! كَيْفَ تَكُونُ مُسْلِمًا وَلَا يَسْلَمُ مِنْكَ جَارُكَ؟ ! وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلَمْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ؟ ! الحديث: 1839 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 1840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَمِّهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 45] لَقَدْ وَقَذَتْنِي كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، قُلْتُ: وَإِنَّ كَلَامَ الْحَجَّاجِ لَيُوقِذُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الأعواد: إن امرءا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ عُمْرِهِ لِغَيْرِ مَا خُلِقَ لَهُ؛ لَحَرِيٌّ أَنْ تَطُولَ عَلَيْهَا حَسْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الحديث: 1840 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 1841 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْخَرَّازُ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمًا، فَأَعْجَبَهُ كَلَامُهُ، فَقَالَ: أَلْسُنٌ تَصِفُ، وَقُلُوبٌ تَعرِفُ، وَأَعْمَالٌ تُخَالِفُ. الحديث: 1841 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 1842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ الْهِلَالِيَّ يَقُولُ: [ص: 46] دَخَلَ طَاوُسُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وَسَكَتَ، فَمَا تَكَلَّمَ إِلَّا بِجَوَابِ كَلَامِهِ فَقَطْ وَسَكَتَ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ فِي عَبَّادِ اللهِ مَنْ يَسْتَصْغِرُ مَا يَسْتَعْظِمُهُ. الحديث: 1842 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 1843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! إِذَا طَلَبْتَ الْغِنَى؛ فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَنَاعَةٌ لَمْ يُغْنِهِ مَالٌ   [إسناده منقطع] . الحديث: 1843 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 1844 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: [ص: 47] يَا أَهْلَ الْخُلُودِ وَيَا أَهْلَ الْغِنَى! إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ، وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ؛ كَمَا تُنْقَلُونَ مِنَ الْأَصْلَابِ إِلَى الْأَرْحَامِ، وَمِنَ الْأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ، وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ، وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ: إِلَى الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ. الحديث: 1844 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 1845 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، نَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءَ؛ قَالَ: لَوْ أَنَّ الْوَحْشَ طَعِمَتْ طَعْمَ الْإِسْلَامِ؛ مَا تَرَكَتْهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1845 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 1846 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! إِنَّ الْكِبْرَ رِدَاءِ اللهِ؛ فَلَا تُنَازِعَنَّ اللهَ رِدَاءَهُ «. الحديث: 1846 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 1847 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ: [ص: 48] أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ قَالَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ لَمَّا أَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ، قَالَ: إِنِّي لَا أَصْلُحُ. قَالَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي عَيِيٌّ، وَأَنِّي ذَمِيمٌ، وَأَنِّي حِدِّيدٌ. فَقَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ: أَمَّا الْحِدَّةُ؛ فَإِنَّ السَّوْطَ يُقَوِّمَكَ، وَأَمَّا الدَّمَامَةُ؛ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ أُحَاسِنُ بِكَ، وَأَمَّا الْعِيُّ؛ فَقَدْ عَبَّرْتَ عَمَّا تُرِيدُ، وَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ نَفْسِكَ عَيِيًّا؛ فَذَاكَ أَجْدَرُ. قَالَ الزِّيَادِيُّ: وَقِيلَ لِإِيَاسٍ لَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ: إِنَّكَ تَعْجَلُ بِالْقَضَاءِ. فَقَالَ إِيَاسٌ: كَمْ لِكَفِّكَ مِنْ أُصْبُعٍ؟ فَقَالَ: خَمْسَةٌ! فَقَالَ لَهُ إِيَاسٌ: عَجِلْتَ بِالْجَوَابِ. قَالَ: لَمْ يَعْجَلْ مَنِ اسْتَيْقَنَ عِلْمًا! فَقَالَ إِيَاسٌ: هَذَا جَوَابِي. الحديث: 1847 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 1848 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 49] قِيلَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: مَا فِيكَ عَيْبٌ إِلَّا كَثْرَةَ الْكَلَامِ. قَالَ: أَفَتَسْمَعُونَ صَوَابًا أو خطأ؟ قالو: لَا، بَلْ صَوَابًا. قَالَ: فَالزِّيَادَةُ مِنَ الْخَيْرِ خَيْرٌ. قَالَ: وَمَا رُمِيَ إِيَاسٌ بِالْعِيَّ قَطُّ، وَإِنَّمَا عَابُوهُ بِالْإِكْثَارِ، وَكَانَ يُقَالَ: بِالْبَصْرَةِ شَيْخُهَا الْحَسَنُ، وَفَتَاهَا إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. الحديث: 1848 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 1849 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِإِيَاسٍ: مَا فِيكَ عَيْبٌ غَيْرَ أَنَّكَ مُعْجَبٌ بِقَوْلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ: أَفَأَعْجَبَكُمْ قَوْلِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أُعْجَبَ بِمَا أَقُولُ وَبِمَا يَكُونُ مِنِّي. قَالَ: وَهَذَا مِمَّا اسْتَحْسَنَهُ النَّاسُ مِنْ قَوْلِهِ. الحديث: 1849 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 1850 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 51] قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْفُرُوجِ عَلَى عَمْرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ، فَسَقَطَتْ صَحِيفَةٌ؛ فَإِذَا فِيهَا (أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا ... فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي) (قَلَائِصَنَا هَدَاكَ اللهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُمُ زَمَنَ الْحِصَارِ) (فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعَ بِمُخْتَلَفِ النِّجَارِ) (يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ شَيْظَمِيٌّ ... وَبِئْسَ معقل الذود الظؤار)   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1850 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 1850 - / م - سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص: 52] تَفْسِيرُ هَذَا الْحَدِيثُ؛ قَالَ: الفُرُوجُ: الثُّغُورُ، وَاحِدَهَا فَرْجٌ، قَالَ لَبِيدٌ: (رَابِطَ الْجَأْشِ عَلَى فَرْجِهِمُ ... أَعْطِفُ الْجَوْنِ بِمَرْبُوعٍ مَثِلُ) وَقَوْلُهُ: رَسُولًا؛ أَيْ: رِسَالَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ: (لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ بُحْتُ عِنْدَهُمُ ... بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ) وَقَوْلُهُ: فِدًى لَكَ إِزَارِي؛ أَيْ: أَهْلِي، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187] . وَقَالَ الْجَعْدِيُّ - وَذَكَرَ امْرَأَةً -: (إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى جِيدَهَا ... تَدَاعَتْ عَلَيْهِ فَكَانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَهُ) وَقَالَ أَيْضًا: أَرَادَ بِالْإِزَارِ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّ الْإِزَارَ يَشْتَمِلُ عَلَى جِسْمِهِ؛ فَسُمِّيَ الْجِسْمُ إِزَارًا. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ - وَذَكَرَ امْرَأَةً -: (تَبْرَأُ مِنْ دَمِّ الْقَتِيلِ وَبَزِّهِ ... وَقَدْ عَلِقْتَ دَمَ الْقَتِيلِ إِزَارُهَا) يَعْنِي: نَفْسَهَا، وَالْإِزَارُ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ. [ص: 53] وَقَوْلُهُ: قَلَائِصَنَا: وَهِيَ النُّوقُ الشَّوَابُ كَنَّى بِهَا عَنِ النِّسَاءِ، وَأَرَادَ النِّسَاءَ؛ فَوَرَّى عَنْهُ بِالْقُلُصِ، وَقَوْلُهُ: قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ؛ يَعْنِي: نِسَاءً مُغَيَّبَاتٍ فِي الْمَغَازِي، يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ شَيْظَمِيٌّ، وَأَرَادَ أَنَّ جَعْدَةَ هَذَا يُخَالِفُ إِلَى نِسَاءِ الْمُغَيَّبَاتِ؛ فَفَهِمَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ مَا أَرَادَ، وَوَجَّهَ إِلَى جَعْدَةَ، فَأَتَى بِهِ، فَضَرَبَهُ وَنَفَاهُ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 1851 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنِّي لَفِي أُغَيْلَمَةَ الَّذِينَ يَجُرُّونَ جَعْدَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى ضَرَبَهُ. وَقَوْلُهُ: شَيْظَمِيٌّ؛ فَالشَيْظَمِيُّ هُوَ الطَّوِيلُ، وَالظُّؤَارُ؛ جَمْعُ ظِئْرٍ، (وَيُقَالَ: إِنَّ أَصْلَ) هَذَا أَنَّ النَّاقَةَ تُعْقَلُ لِلضِّرَابِ؛ فَكَنَّى عَنْهُ بِهِ، وَقَفَا سَلْعٍ وَرَاءَهُ، وَهُوَ جَبَلٌ. الحديث: 1851 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 1852 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: [ص: 54] أَنْشَدَنَا الْمَدَائِنِيُّ لِابْنِ عَبَّاسٍ: (إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وَسَمْعِي مِنْهُمَا نُورُ) (قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ ... وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ) الحديث: 1852 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 1853 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلَاثَةٌ يُخْلِقْنَ الْعَقْلَ وَفِيهِنَّ دَلِيلٌ عَلَى الضَّعْفِ: سُرْعَةُ الْجَوَابِ، وَطُولُ التَّمَنِّي، وَالِاسْتِفْرَاغُ فِي الضَّحِكِ. الحديث: 1853 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 1854 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: ثَمَانِيَةٌ مِنَ النَّاسِ إِنْ أُهِينُوا؛ فَاللَّوْمُ عَلَيْهِمْ: مَنْ أَتَى مَائِدَةَ قَوْمٍ وَلَمْ [ص: 55] يُدْعَ إِلَيْهَا، وَالْمُتآِمرُ عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ فِي بَيْتِهِ، وَالدَّاخِلِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي حَدِيثِهِمَا وَلَمْ يُدْخِلَاهُ، وَالْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ، وَالْجَالِسُ مَجْلِسًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، وَالْمُقْبِلُ بِحَدِيثِهِ عَلَى من لا يمسع مِنْهُ، وَرَاجِيَ الْعُرْفُ مِنَ اللِّئَامِ. الحديث: 1854 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 1855 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا ابْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: اصْحَبُ النَّاسَ بِثَلَاثَةٍ: بِالْحَذَرِ، وَرَفْضِ الدَّالَّةِ، وَالِاجْتِهَادِ فِي النَّصِيحَةِ. وَقَالَ أَيْضًا: اصْحَبُ السُّلْطَانَ بِالْحَذَرِ، وَالصَّدِيقَ بِالتَّوَاضُعِ، وَالْعَدُوَّ بِالْجَهْدِ، وَالْعَامَةَ بِالْبِشْرِ. الحديث: 1855 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 1856 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِبَعْضِ الصُّوفِيِّينَ: تَبِيعُ جُبَّتَكَ الصُّوفِ؟ فقَالَ: إِذَا بَاعَ الصَّيَّادُ شَبَكَتَهُ؛ فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَصْطَادُ؟ ! الحديث: 1856 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 1857 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أرْدَشِيرُ: [ص: 56] رِضَا الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَى قِلَّةِ عَقْلِهِ. الحديث: 1857 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 1858 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ العَتَّابِيُّ: قَالَ أَنُوشِرْوَانُ: ثِقَةُ الرَّجُلِ بجودة عَقَلَهُ، وَإِقْرَارُهُ بِوُفُورِ عَقْلِهِ، دَلِيلٌ عَلَى جَهْلِهِ. الحديث: 1858 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 1859 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِزِيَادٍ: مَنِ الْمَحْظُوظُ الْمَغْبُوطُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَرَأَى فِي عَدُوِّهِ مَا يَسُرُّهُ. وَقِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا الْحَظُّ؟ قَالَ: مَا أَقْعَصَ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ. الحديث: 1859 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 1860 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: [ص: 57] لَمَّا احْتَضَرَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بِأَنْقَرَةَ؛ نَظَرَ إِلَى قَبْرٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: قَبْرُ امْرَأَةٍ غَرِيبَةٍ. فَقَالَ: (أَجَارَتَنَا إِنَّ المَزَارَ قَرِيبُ ... وَإِنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ) (أجارتنا إنا غريبان ها هنا ... وَكُلُّ غَرِيبٍ للغريب نَسِيبُ) قَالَ: وَعَسِيبُ: جَبَلٌ كَانَ الْقَبْرُ فِي سَنَدِهِ. الحديث: 1860 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 1861 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ , نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص: 58] مَنِ اعْتَدَلَ يَوْمَاهُ؛ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَمَنْ كَانَ غَدُهُ شَرَّ يَوْمَيْهِ؛ فَهُوَ مَحْرُومٌ، وَمَنْ لَمْ يَرَ الزِّيَادَةَ فِي نَفْسِهِ؛ كَانَ فِي نُقْصَانٍ، وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ؛ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ يُقَالَ: لَا تَنْسَوْا نَصِيبَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ نَصِيبَكُمْ مِنْهَا بَقِيَّةُ أَعْمَارِكُمْ، وَلَيْسَ لِبَقِيَّةِ الْعُمُرِ مِنْ ثَمَنٍ. الحديث: 1861 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 1862 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا قَيْسٌ، نَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ قَالَ: [ص: 60] كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ حِينَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ، وَكَانَ الرِّجَالُ مِنْ قُرَيْشٍ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ، وَكَانَتِ النِّسَاءُ تَنْقُلُ. قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَكُنَّا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى أَرْقَابِنَا وَأُزُرِنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ، فَإِذَا غَشِيَنَا النَّاسَ؛ اتَّزَرْنَا، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامِي لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ؛ إِذْ خَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْبَطَحَ. قَالَ: فَأَلْقَيْتُ حَجَرِي وَجِئْتُ أَسْعَى؛ فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنَكَ؟ فَقَامَ فَأَخَذَ إِزَارَهُ، فَقَالَ: «نُهِيتُ أَنْ أَمْشِي عُرْيَانًا» . قَالَ: فَكُنْتُ أَكْتُمُهُ النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا: مَجْنُونٌ، حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُبُوَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1862 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 1863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا شُعْبَةَ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ قَالَ: [ص: 62] هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ. قُلْتُ: كَذَاكَ صَامَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ   [إسناده لين، وهو صحيح عن ابن عباس] . الحديث: 1863 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 1864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَرْقَى فِي دَرَجَتِهِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ: جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ. قَالَ: فَدَعْنِي أَرْقَى. قَالَ: لَا وَاللهِ! قَالَ: فَدَعْنِي أَنْزِلُ أُوصِي. قَالَ: لَا وَاللهِ! ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا دَاوُدُ! مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قَالَ: مَاتَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قَالَ: مَاتَ. قَالَ لَهُ: يَا دَاوُدَ! فَمَا كَانَ فِيهِمْ عِبْرَةٌ؟ ! الحديث: 1864 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 1865 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 63] يُرْزَقُ الصَّادِقُ ثَلَاثَ خِصَالٍ: الْحَلَاوَةَ، وَالْمَلَاحَةَ، وَالْمَهَابَةَ. الحديث: 1865 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 1866 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ؛ قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُطَرِّفٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ فِي مَسْجِدِهِمْ كَلَامٌ وَكَذَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُطَرِّفٌ: فَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَأَمَاتَكَ اللهُ. فَخَرَّ مَيِّتًا، فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ بَنُو عَمِّهِ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ مَسَّ صَاحِبَكُمْ بِشَيْءٍ أَوْ ضَرَبَهُ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: كَلِمَةُ عَبْدٍ صَالِحٍ وَافَقَتْ قَدَرًا. الحديث: 1866 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 1867 - حَدَّثَنَا أحمد بْنُ عِيسَى وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: [ص: 64] لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ ذُكِرَ أَبُو قِلَابَةَ لِلْقَضَاءِ؛ فَهَرَبَ حَتَّى أَتَى الشَّامَ، فَوَافَى ذَلِكَ عَزْلَ قَاضِيهَا، فَذُكِرَ لِلْقَضَاءِ؛ فَهَرَبَ حَتَّى أَتَى الْيَمَامَةَ. قَالَ أَيُّوبُ: فَلَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ مَثَلَ الْقَاضِي الْعَالِمَ إِلَّا مَثَلَ رَجُلٍ وَقَعَ فِي بَحْرٍ، فَمَا عَسَى أَنْ يَسْبَحَ حَتَّى يَغْرَقَ. الحديث: 1867 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 1868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَجُلًا جَلَسَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَتَنَاوَلَ مِنْ رَأْسِهِ كَأَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا، فَسَكَتَ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَخَذْتَ شَيْئًا. فَإِذَا هُوَ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا مَا يَصْنَعُ بِي أَخَذَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ كُلُّ ذَلِكَ لَا يَأْخُذُ شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ: إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مِنْ رَأْسِ أَخِيهِ شَيْئًا؛ فَلْيُرِهِ إِيَّاهُ. قَالَ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخْذِ رَجُلٍ، وَقَالَ: نَهَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْمَلَقِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1868 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 1869 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَالَ شَعْيَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَذَكَرَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَذَكَرَ قصة العرب يَوْمَ بَدْرٍ -، فَقَالَ: يَدُوسُونَ الْأُمَمَ كَدِيَاسِ الْبَيَادِرِ، وَيَنْزِلُ الْبَلَاءُ بِمُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَيُهْزَمُونَ بَيْنَ يَدَيْ سُيُوفٍ مَسْلُولَةٍ وَقِسِيٍّ مُوتِرَةٍ. ثُمَّ قَالَ: وَتُشَقُّ في البادية مياه وسواقي فِي أَرْضِ الْفَلَاةِ وَالْأَمَاكِنِ العطاش، وتصير هنا مَحَجَّةً، وَطَرِيقُ الْحَرَمِ لَا يَمُرُّ بِهِ أَنْجَاسُ الْأُمَمِ، وَالْجَاهِلُ بِهِ لَا يَضِلُّ هُنَاكَ، وَلَا يَكُونُ بِهِ سِبَاعٌ وَلَا أُسْدُ، وَيَكُونُ هُنَاكَ مِنَ الْمُخْلِصِينَ، أَعْطَى الْبَادِيَةَ كَرَامَةَ لُبْنَانَ، وَبِهَا الْكَرَامَاتُ، وَلُبْنَانُ الشَّامِ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ. يُرِيدُ: اجْعَلِ الْكَرَامَةَ الَّتِي كَانَتْ هُنَاكَ بِالْوَحْيِ وَظُهُورِ الْأَنْبِيَاءِ لِلْبَادِيَةِ بِالْحِجَجِ وَبِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: وَتُفْتَحُ أَبْوَابَ أَبْوَابِكِ دَائِمًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا تُغْلَقُ، وَيَغْذُونَكِ قِبْلَةً، وَتُدْعِينَ بَعْدَ ذَلِكَ مَدِينَةَ الرَّبِّ؛ أَيْ: بَيْتُ اللهِ. قَالَ وَهْبٌ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ شَعْيَا: وَقَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي كَقَسَمِي أَيَّامَ الطُّوفَانِ: أَنِّي لَا أُغْرِقُ الْأَرْضَ بِالطُّوفَانِ، كَذَلِكَ أَقْسَمْتُ أَنِّي لَا أَسْخَطُ عَلَيْكَ وَلَا أَرْفُضُكَ، وَإِنَّ [ص: 66] الْجِبَالَ تَزُولُ وَالْقِلَاعَ تَنْحَطُّ وَنِعْمَتِي عَلَيْكَ لَا تَزُولُ، وَكُلُّ لِسَانٍ وَلُغَةٍ تَقُومُ مَعَكَ بِالْخُصُومَةِ تُفْلَجِينَ مَعَهَا، وَيُسَمِّيكِ اللهُ اسْمًا جَدِيدًا. يُرِيدُ أَنَّهُ سُمِّي مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ. قَالَ: وَيُسَاقُ إِلَيْكِ كِبَاشُ مَدْيَنَ، وَيَأْتِيكِ أَهْلُ سَبَأٍ، وَيَخْدِمُكِ وَلَدُ يناوثَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَإِنَّ الذِّئْبَ وَالْحَمَلَ يَرْعَيَانِ فِيهِ مَعًا، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ السِّبَاعِ لَا تُؤْذِي وَلَا يُفْسِدُ فِي كُلِّ حَرَمٍ، وَتُبْعَدِينَ مِنَ الظُّلْمِ؛ فَلَا تَخَافِي، وَمِنَ الضَّعْفِ؛ فَلَا تَضْعَفِي، وَكُلُّ سِلَاحٍ يَصْنَعُهُ صَانِعٌ لَا يَعْمَلُ فِيكِ وَيَحُجُّ إِلَيْكِ عَسَاكِرُ الْأُمَمِ، وَسَأَبْعَثُ مِنَ الصَّبَا قَوْمًا، فَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشْرِقِ مُجِيبِينَ أَفْوَاجًا كَالصَّعِيدِ كَثْرَةً. وَالصَّبَا مَطْلَعُ الشَّمْسِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ كَرَامَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَنَاوِثُ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقُيْذَارُ أَخُوهُ، وَهُوَ أَبُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده واه] . الحديث: 1869 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 1870 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، حدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْحَارِثِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ عَنْ عَشِيرَتِهِ، فَقَالَ: أَيُّ عَشِيرَتِكَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرَّغْبَةِ فِي الآِخرَةِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَسْوَدُ؟ قَالَ: أَوْزَنَهُمْ حِلْمًا حِينَ يُسْتَجْهَلُ، وَأَسْخَاهُمْ حِينَ [ص: 67] يُسْأَلُ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَدْهَى؟ قَالَ: مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ مَخَافَةَ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ يَوْمًا. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَكْيَسُ؟ قَالَ: مَنْ يُصْلِحُ مَالَهُ وَيَقْتَصِدُ فِي مَعِيشَتِهِ. [قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَرْفَقُ؟ قَالَ: مَنْ يُعْطِي بِشْرَ وَجْهِهِ أصدقائه] وَيَتَعَاهَدَ حُقُوقَ إِخْوَانِهِ فِي إِجَابَةِ دَعْوَتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرْضَاهُمْ، وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِمْ، وَالْمَشْيِ مَعَ جَنَائِزِهِمْ، وَالنُّصْحِ لَهُمْ بِالْغَيْبِ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَفْطَنُ؟ قَالَ: مَنْ عَرِفَ مَا يُوَافِقُ الرِّجَالَ مِنَ الْحَدِيثِ حِينَ يُجَالِسُهُمْ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَصْلَبُ؟ قَالَ: مَنِ اشْتَدَّتْ عَارِضَتَهُ فِي الْيَقِينِ، وَجَزَمَ فِي التَّوَكُّلِ، وَمَنَعَ جَارَهُ مِنَ الضَّيْمِ. الحديث: 1870 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 1871 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ يَقُولُ: [ص: 68] أُنْشِدَ حَاتِمٌ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: (قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... . . . . . . . . . . . . . . . . . .) فقَالَ: قَطَعَ اللهُ لِسَانَهُ؛ فَأَيْنَ هُوَ عَنْ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: (فَلَا الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ قَبْلَ فَنَائِهِ ... وَلَا الْبُخْلُ فِي مَالِ الشَّحِيحِ يَزِيدُ) (فَلَا يَعِشْ يَوْمًا بِعَيْشٍ مُقَتَّرٍ ... لِكُلِّ غَدٍ رِزْقٌ يَجِيءُ جَدِيدُ) الحديث: 1871 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 67 1872 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ - وَكَانَ جَاهِلِيًّا -: لِأَنْ أَمُوتَ عَطَشًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ مِخْلافًا لِلْوَعْدِ. الحديث: 1872 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 1873 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ؛ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص: 71] خِلَالُ الْمَكَارِمِ عَشْرٌ، تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ فِي ابْنِهِ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَالصَّاحِبِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَرْيُ الضَّيْفِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَرَأْسُهُنَّ الحياء   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1873 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 1873 - / م - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: (بَادِرْ هَوَاكَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ... وَتَجَنَّبِ الْأَمْرَ الَّذِي يُتَجَنَّبُ) (وَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي زَمَانِكَ صَالِحًا ... إِنَّ الزَّمَانَ بِأَهْلِهِ يَتَقَلَّبُ) (وَاحْذَرْ ذَوِي الْمَلَقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُمْ ... فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّنْ يَحْطِبُ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 1874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا الْبَصْرِيُّونَ: أَنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَالْفَرَزْدَقَ بْنَ غَالِبٍ اجْتَمَعَا فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ الفرزدق: ياأبا سَعِيدٍ! تَدْرِي ما يَقُولُ النَّاسُ؟ يَقُولُونَ: اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الجَّنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ. قَالَ: لَسْتُ بِخَيْرِهِمْ وَلَسْتَ بِشَرِّهِمْ، وَلَكِنْ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ فقال: شهادة أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ مُنْذُ سِتِّينَ عَامًا. ثُمَّ اطلع الْفَرَزْدَقُ فِي الْقَبْرِ اطِّلَاعَةً؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ: (أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إن لم يعافني ... أشد من القبر التهابا وأضيقا [ص: 72] ) (إذا جاءني يوم القيامة قائد ... عنيف وسواق يسوق الفرزدقا) (لقد خاب من أولاد آدم من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا) (يساق إلى نار الجحيم مسربلا ... سرابيل قطران شرابا محرقا) (إذا شربوا منها الصديد رأيتهم ... يذوبون من حر الصديد تمزقا) الحديث: 1874 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 1875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص: 73] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ   [إسناده لين، والحديث صحيح] . الحديث: 1875 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 1876 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا قَبِيصَةُ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 76] : «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِ الْأَوَّلِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 1876 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 1877 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، نَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ، نَا أَبُو عَامِرٍ الْجُرْجَانِيُّ؛ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا إِلَى جَنْبِ سَلْمَةَ بِعَرَفَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ قِلَّةَ عِلْمِي بِكَ. الحديث: 1877 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 1878 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَعْرِفَةُ. الحديث: 1878 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 1879 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدنيا ولم يذوقوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا. قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ ! فَقَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ. الحديث: 1879 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 1880 - حَدَّثَنَا أحمد بن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ رُزَيْقٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لَيْسَ مَعِي مِنْ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ إِلَّا عِلْمِي أَنِّي [ص: 78] لَسْتُ أَعْلَمُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1880 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 1881 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِنَفْسِهِ؛ فَالْقَلِيلُ مِنْهُ يَكْفِي، وَمَنْ طَلَبَهُ لِلنَّاسِ؛ فَحَوَائِجُ النَّاسِ كَثِيرَةٌ. الحديث: 1881 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 1882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُوَرِّقٍ؛ قَالَ: قال أنو شروان لِلْمُؤبذِ: مَا رَأْسُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ: الطَّبِيعَةُ النَّقِيَّةُ تَكْتَفِي مِنَ الْأَدَبِ بِرَائِحَتِهِ وَمِنَ الْعِلْمِ بِالْإِشَارَةِ إِلَيْهِ، وَكَمَا يُذْهَبُ الْبَذْرُ فِي السِّبَاخِ طَيِّبَ الْبَذْرِ إِلَى الْعَفَنِ كَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تُفْسَدُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهَا. قَالَ كِسْرَى: صَدَقْتَ، [ص: 79] وَبِحَقٍّ قَلَّدْنَاكَ مَا قَلَّدْنَاكَ. الحديث: 1882 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 1883 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قُرَيْشِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدٍ قَالَ: إِذَا نُسِخَ الْكِتَابُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ تَحَوَّلَ بِالْفَارِسِيَّةِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْخَلِيلَ يَقُولُ: اجْعَلْ مَا فِي الْكُتُبِ رَأْسَ مَالٍ، وَمَا فِي قَلْبِكَ لِلنَّفَقَةِ. الحديث: 1883 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 1884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: نَزَلَ بِبَعْضِ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ الْمَوْتُ وَهُوَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فقَالَ لِعَدِيلِهِ: قَدْ أَتَانِي الْمَوْتُ وَلَمْ أَتَأَهَّبْ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لِي أَمْرَانِ لَكَ فِي أَحَدِهِمَا رِضًا وَلِي فِي الْآخَرِ هَوًى إِلَّا اخْتَرْتُ رِضَاكَ عَلَى هَوَايَ؛ فَاغْفِرْ لِي! الحديث: 1884 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 1885 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَبُو عُتْبَةَ بَكْرٌ الْأَعْنَقُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: أَقْبَلَ ابْنُ عُمَرُ غَدَاةَ جَمْعٍ حَتَّى أَتَى الجَّمْرَةَ؛ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مَحْمُولٍ، فَقِيلَ: مَاتَ السَّاعَةَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَلْ شَهِدَ عَرَفَةَ وَأَتَى جَمْعًا؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَرَمَى الجَّمْرَةَ ثُمَّ مَاتَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِأَصْحَابِهِ: انْطَلِقُوا بِنَا نُصَلِّي عَلَى مَنْ لَمْ يُصِبْ ذَنْبًا مُذْ غُفِرَ لَهُ   [إسناده لين] . الحديث: 1885 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 1886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْخِضْرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَمْشِي مَشْيًا سَرِيعًا وَهُوَ يَقُولُ: صَبْرًا يَا نَفْسُ صَبْرًا لأيام [ص: 81] تنفد لتلك الْأَيَّامُ الْأَبَدُ! صَبْرًا لِأَيَّامٍ قِصَارٍ لِتِلْكَ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ! الحديث: 1886 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 1887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، نَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ الْمُسَاحِقِيِّ؛ قَالَ: كَانَ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ لَا يُجَالِسُ النَّاسَ، وَنَزَلَ مَقْبَرَةً، وَكَانَ لَا يُرَى إِلَّا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ يَقْرَؤُهُ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ وَاعِظًا أَوْعَظَ مِنْ [ص: 82] قَبْرٍ، وَلَا مُمْتِعًا أَمْتَعَ مِنْ كِتَابٍ، وَلَا شَيْئًا أَسْلَمَ مِنَ الْوِحْدَةِ. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ جَاءَ فِي الْوِحْدَةِ مَا جَاءَ. فَقَالَ: مَا أَفْسَدَهَا لِلْجَاهِلِ! الحديث: 1887 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 1888 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: النَّاسُ يَكْتُبُونَ أحسن مَا يَسْمَعُونَ، وَيَحْفَظُونَ أَحْسَنَ مَا يَكْتُبُونَ، وَيَتَحَدَّثُونَ بِأَحْسَنَ مَا يَحْفَظُونَ. الحديث: 1888 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 1889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: وَصَفَ رَجُلٌ رَجُلًا، فَقَالَ: كَانَ يَغْلَطُ فِي عِلْمِهِ مِنْ وُجُوهٍ أَرْبَعَةٍ: كَانَ يَسْمَعُ غَيْرَ مَا يُقَالُ، وَيَحْفَظُ غَيْرَ مَا يَسْمَعُ، وَيَكْتُبُ غَيْرَ مَا يَحْفَظُ، وَيُحَدِّثُ بِغَيْرِ مَا يَكْتُبُ. الحديث: 1889 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 1890 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص: 83] سُئِلَ شُعْبَةَ: مَنِ الَّذِي يُتْرَكُ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ، وَمَنْ يُكْثِرُ الْغَلَطَ، وَمَنْ يُخْطِئ فِي حَدِيثٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ وَلَا يَتَّهِمُ نَفْسَهُ، وَيُقِيمُ عَلَى غَلَطِهِ، وَرَجُلٌ رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ بِمَا لَا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ. الحديث: 1890 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 1891 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرَادِسٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لا يؤخذ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: سَفِيهٍ مُعْلَنٍ بِالسَّفَهِ، وَصَاحِبِ هَوًى، وَرَجُلٍ كَذَّابٍ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ، وَرَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ وَصَلَاحٌ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ. الحديث: 1891 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 1891 - / م - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِبَعْضِهِمْ: (وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلَّا سَتَبْقَى ... كِتَابَتُهُ وَإِنْ بَلِيَتْ يَدَاهُ [ص: 84] ) (فَلَا تَنْسَخْ بِخَطِّكَ غَيْرِ عِلْمٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْعَوَاقِبِ أَنْ تَرَاهُ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 1892 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 87] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلُ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ»   [إسناده لين، والحديث حسن] . الحديث: 1892 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 1893 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو سَعِيدٍ عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، نَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 90] : «اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُسْتَمِعًا أَوْ مُحِبًّا، وَلَا تَكُنِ الْخَامِسَ فَتَهْلَكَ» . قَالَ عَطَاءٌ: فَقَالَ لِي مِسْعَرٌ: يَا عَطَاءُ! هَذِهِ خَامِسَةٌ زَادَنَا اللهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ تَكُنْ فِي أَيْدِينَا، إِنَّمَا كَانَ فِي أَيْدِينَا: عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُسْتَمِعًا، وَلَا تَكُنِ الرَّابِعَ فَتَهْلَكَ. يَا عَطَاءُ! وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1893 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 1894 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 91] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مُوسَى! لَوْ شِئْتُ أَنْ أُزَيِّنَكُمَا بِزِينَةٍ يَعْلَمُ فِرْعَوْنُ حِينَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا أَنَّ مَقْدِرَتَهُ تَعْجَزُ عَمَّا أُوتِيتُمَا فَعَلْتُ، وَلَكِنِّي أَرْغَبُ بِكُمَا عَنْ ذَلِكَ وَأَزْوِيهِ عَنْكُمَا، وَهَكَذَا أَفْعَلُ بِأَوْلِيَائِي، إِنِّي لَأَذُودَهُمْ عَنْ نَعِيمِهَا وَرَخَائِهَا كَمَا يَذُودُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ، وَإِنِّي لَأَحْمِيَهُمْ عَيْشَهَا وَسَلْوَتَهَا كَمَا يُجَنِّبُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ إِبِلَهُ عَنْ مَبَارِكِ الغِرَّةِ، وَمَا ذَاكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لِيَسْتَكْمِلُوا نَصِيبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِي سَالِمًا مُوفَرًا لَمْ يَكْلِمْهُ الطَّمَعُ، وَلَا يُطْغِيهِ الْهَوَى، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ يَتَزَيَّنَ لِيَ الْعِبَادُ بِزِينَةٍ أَبْلَغُ فِيمَا عِنْدِي مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، إِنَّمَا هِيَ زِينَةُ الْأَبْرَارِ عِنْدِي، وَأَنْقَى مَا تَزَيَّنَ بِهِ الْعِبَادُ فِي عَيْنِي مِنْهَا لِبَاسٌ يَعْرِفُونَ بِهِ السَّكِينَةَ وَالْخُشُوعَ، سِيمَاهُمُ النُّحُولُ وَالسُّجُودُ، أُولَئِكَ أَوْلِيَائِي حَقًّا، فَإِذَا لَقِيتَهُمْ؛ فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ، وَذَلِّلْ لَهُمْ قَلْبَكَ وَلِسَانَكَ. وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا وَأَخَافَهُ؛ فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَبَادَانِي، وَعَرَّضَنِي بِنَفْسِهِ وَدَعَانِي إِلَيْهَا، وَأَنَا أَسْرَعُ إِلَى نُصْرَةِ أَوْلِيَائِي؛ أَفَيَظُنُّ الَّذِي يُحَارِبُنِي فِيهِمْ أَنَّهُ يَقُومُ لِي، أَمْ يَظُنُّ الَّذِي يُعَادِينِي فِيهِمْ أَنَّهُ يُعْجِزَنِي، أَمْ يَظُنُّ الَّذِي يُبَادِرُنِي إِلَيْهِمْ أَنَّهُ يَسْبِقَنِي أَمْ يَفُوتُنِي؟ ! كَيْفَ وَأَنَا [ص: 92] الثَّائِرُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَا أَكِلُ نُصْرَتَهُمْ إِلَى غَيْرِي. يَا موسى! أنا إلهك الديان، ولا تَسْتَذِلَّ الْفَقِيرَ، وَلَا تَغْبِطِ الْغَنِيَّ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعًا، وَعِنْدَ تِلَاوَةِ وَحْيِي طَمِعًا، أَسْمِعْنِي لَذَاذَةَ التَّوْرَاةِ بِصَوْتٍ حَزِينٍ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 1894 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 1895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَرَّازُ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: وَعَظَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ رَجُلًا، فَقَالَ: لَا يُلْهِكَ النَّاسُ عَنْ نَفْسِكَ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ يَصِيرُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ، وَلَا تَقْطَعِ النَّهَارَ سَادِرًا؛ فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ مَا عَمِلْتَ، وَإِذَا أَسَأْتَ؛ فَأَحْسِنْ؛ فَإِنِّي لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشَدَّ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ دَرَكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1895 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 1896 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 93] ذَكَرَ جَبَّارُ بْنُ سُلْمَى عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ إِذَا وَعَدَ الْخَيْرَ؛ وَفَّى، وَإِذَا أَوْعَدَ الشَّرَّ؛ أَخْلَفَ. الحديث: 1896 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 1896 - / م - وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ فِي نَحْوِ هَذَا الْمَعْنَى [ص: 94] : (وَلَا يَرْهَبُ ابْنُ الْعَمِّ مَا عِشْتُ صَوْلَتِي ... وَيَأْمَنُ مِنِّي صَوْلَةَ الْمُتَهَدِّدِ) (وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ إِيعَادِي وَيَصْدُقُ مَوْعِدِي) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 1897 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيُّ وَالْعَبَّاسُ الرَّقَاشِيُّ الْبَغْدَادِيَّانِ لِخَالِدٍ عَامِلِ الرَّيِّ: (أَخَالِدُ إِنَّ الرَّيَّ قَدْ أَجْحَفَتْ بِنَا ... وَضَاقَ عَلَيْنَا رَحْبُهَا وَمَعَاشُهَا) (وقد أطمعتنا مِنْكَ يَوْمًا سَحَابَةٌ ... أَضَاءَ لَنَا بَرْقٌ وَكَفَّ رَشَاشُهَا) (فَلَا غَيْمُهَا يَصْحُو فَيُؤَيِّسُ طَامِعًا ... وَلَا مَاؤُهَا يَأْتِي فَتُرْوَى عِطَاشُهَا) الحديث: 1897 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 1897 - / 1 - قَالَ: [ص: 95] وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِرَجُلٍ فِي الْحَجَّاجِ: (كَأَنَّ فُؤَادِي بَيْنَ أَظْفَارِ طَائِرٍ ... مِنَ الْخَوْفِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مُحَلِّقِ) (حَذَارَ امْرِئ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ ... مَتَى مَا يَعِدْ مِنْ نَفْسِهِ الشَّرَّ يَصْدُقِ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 1897 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ: (لِسَانُكَ أَحْلَى مِنْ جَنَى النَّحْلِ مَوْعِدًا ... وَكَفُّكَ بِالْمَعْرُوفِ أَضْيَقُ مِنْ قُفْلِ) (تُمَنِّي الَّذِي يَأْتِيكَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى ... إِلَى أَمَدٍ نَاوَلْتَهُ طَرَفَ الْحَبْلِ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 1898 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] ؛ قَالَ: [ص: 96] لَيْسَ النَّدَبُ، وَلَكِنْ صُفْرَةَ الْوَجْهِ وَالْخُشُوعِ. الحديث: 1898 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 1899 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي أَوْ يُصْبِحَ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْحَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ؛ لَمْ تَضُرُّهُ دَابَةٌ. الحديث: 1899 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 1900 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: السَّامَّةُ: الْخَاصَّةُ. يُقَالَ: كَيْفَ السَّامَةُ وَالْعَامَةُ؛ أَيْ: كَيْفَ مَنْ تَخُصُّ وَتَعُمُّ؟ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ. وَقَوْلُ الزُّهْرِيِّ: الْحَامَّةُ؛ فَالْحَامَّةُ: الْقَرَابَةُ، وَمِنْهُ يُقَالَ: كَيْفَ أَهْلُكَ وَحَامَّتُكُ؟ قِيلَ لِلْقَرَابَةِ: الْحَمِيمُ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْعَوْذِ: مِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَلَمَّ يَلُمُّ إِذَا اعْتَلَا. الحديث: 1900 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 1901 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: كَادَ الْعُلَمَاءُ أَنْ يَكُونُوا أَرْبَابًا، وَكُلُّ عِزٍّ لَمْ يُؤَيَّدْ بِعِلْمٍ؛ فَإِلَى ذُلٍّ مَا يَصِيرُ. الحديث: 1901 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 1901 - / م - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْعَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا مُؤَرِّجٌ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: [ص: 98] عِلْمُكَ مِنْ رُوحِكَ، وَفِعَالُكَ مِنْ بَدَنِكَ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 1902 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَتْ لِكِسْرَى جَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ يَأْكُلُ فِيهَا، فَسَرَقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ جَامًا وَكِسْرَى يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رُفِعَتِ الْمَوَائِدُ افْتَقَدَ الطَّبَّاخُ الْجَامَ، فَرَجَعَ يَطْلُبُهُ، فَقَالَ لَهُ كِسْرَى: لَا تَتَعَنَّ؛ فَقَدْ أَخَذَهُ مَنْ لَا يَرُدُّهُ، وَرَآهُ مَنْ لَا يُفْشِي عَلَيْهِ. وَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَدْ حَلَّى سَيْفَهُ وَمِنْطَقَتَهُ ذَهَبًا، فَقَالَ لَهُ كِسْرَى بِالْفَارِسِيَّةِ: يَا فُلَانُ! هَذَا - يَعْنِي السَّيْفَ وَالْمِنْطَقَةَ - مِنْ ذَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَلَمْ يَفْطُنْ بِذَاكَ أَحَدٌ غَيْرُهُمَا، وَسَكَتَ. الحديث: 1902 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 1903 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: [ص: 99] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ، فَاسْتَحْمَلَهُ بَعِيرًا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ! أَعْطِهِ بَعِيرًا وَبَغْلًا وَبِرْذَوْنًا وَفَرَسًا وَعَيْرًا وَجَارِيَةً، وَلَوْ عَرَفْتُ مَرْكُوبًا غَيْرَ هَذَا لَأَعْطَيْتُكَ. وَكَانَ يُقَالُ: حَدِّثْ عَنِ الْبَحْرِ وَلَا حَرَجٌ، وَحَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلَا حَرَجٌ. الحديث: 1903 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 1904 - حَدَّثَنَا أَبُو قُبَيْصَةَ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ لِلْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ وَهُوَ عَلَى السِّنْدِ: إِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ. فَقَالَ الْحَكَمُ: وَاللهِ! لَأُعْطِيَنَّكَ عطية لا يعطيها الْعَبْدُ. فَأَعْطَاهُ مِئَةَ رَأْسٍ مِنَ السَّبْيِ. الحديث: 1904 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 1905 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: [ص: 100] كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ مِنَ الْأَجْوَادِ، فَاشْتَرَى يَوْمًا جَارِيَةً نَفِيسَةً بِمَالٍ عَظِيمٍ، فَطَلَبَ دَابَةً تُحْمَلُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى دَابَةٍ، فَنَزَلَ عَنْهَا فَحَمَلَهَا، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ. وَبَاعَ ابْنُهُ ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ دَارَ الصِّفَاقِ مِنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُسْمِعٍ بِسِتَّةِ آلَافِ دِينَارٍ ثُمَّ اقْتَضَاهُ، فَلَزِمَهُ فِي دَارِ أَبِيهِ، فَرَآهُ عُبَيْدُ اللهِ، فَقَالَ: مَا لك؟ فقال: حبسي ابْنُكَ بِثَمَنِ دَارِ الصِّفَاقِ. فَقَالَ لَهُ: يَا ثَابِتُ! مَا وَجَدْتَ لِغُرَمَائِكَ مَحْبَسًا إِلَّا دَارِي؟ ادْفَعْ إِلَيْهِ صَكَّهُ وَأُعَوِّضُكَ. الحديث: 1905 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 1906 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ رَجُلٌ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ: (كُنَّا إِذَا نَحْنُ أَرَدْنَا لَمْ نَجِدْ ... حَتَّى إِذَا وَجَدْنَا لَمْ نُرِدْ) يَقُولُ: كُنَّا قَبْلُ نُرِيدُ فَلَا نَجِدُ، حَتَّى إِذَا وَجَدْنَا؛ ضَعُفْنَا وَكَبِرْنَا. الحديث: 1906 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 1907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص: 101] وَجَّهَ الْمَأْمُونُ بِجَارِيَةٍ نَفِيسَةٍ إِلَى يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَخَلَا بِهَا، فَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ بِالْفَارِسِيَّةِ: وَقْتُ كَانَ لِي سِنٌّ لَمْ يَكُنْ لِي خُبْزٌ، وَالسَّاعَةِ الَّتِي قَدْ رُزِقْتُ خُبْزًا لَيْسَ لِي أَسْنَانٌ. الحديث: 1907 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 1908 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: كَيْفَ حُزْنُكَ الْيَوْمَ عَلَى وَلَدِكَ؟ فَقَالَ: مَا تَرَكَ حُبُّ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ لَنَا حُزْنًا. الحديث: 1908 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 1909 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: مَا جَلَسَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ شَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ، وَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَرَى مَظْلُومًا فَلَا أُعِينُهُ، أَوْ يَفْتَرِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ [ص: 102] فَأُسْتَشْهَدُ، أَوْ تَقَعُ الْحَمَالَةُ فَلَا أَحْمِلُهَا. الحديث: 1909 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 1910 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَجْلِسُونَ فِي مَسْجِدِهِمْ وَلَا يَجْلِسُونَ فِي الطُّرُقِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ؛ جَلَسُوا فِي الطُّرُقِ وَيَسْأَلُونَ عَنِ الْخَبَرِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1910 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 1911 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْقَتَّاتِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: أَحْمَدُ الْبَلَاغَاتِ الصَّمْتُ حَيْثُ لَا يَحْسُنُ الْكَلَامُ، وَأَعْيَى الْعِيِّ زِيَادَةُ الْمَنْطِقِ عَلَى حَاجَةِ النَّاطِقِ، وَأَفْضَلُ الذُّخْرِ التَّقْوَى، وَأَحْسَنُ اللِّبَاسِ الْوَرَعُ، وَأَوْفَى الْخَيْرِ الِاعْتِزَالُ، وَأَزْيَنُ الْأَصْحَابِ الِاحْتِمَالُ. الحديث: 1911 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 1912 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص: 103] مَا يَسُرُّنِي بِذُلِّ نَفْسِي كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: " لَضَرْبَةُ بِسَيْفٍ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ كَلِمَةٍ فِي مَذَلَّةٍ الحديث: 1912 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 1913 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، أَخْبَرَنِي هَارُونُ الْأَعْوَرُ؛ قَالَ: قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: [ص: 104] أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: كَانَ فِي قَوْمِكَ دَمٌ وَجِرَاحٌ وَحِمَالَاتٌ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ وَأَحَبُّوا حُضُورَكَ، وَأَنْ يحملوك بَعْضَ ذَلِكَ وَيُقَسَّمُ بَاقِيَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ حَضَرَ الْمَسْجِدَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ! غَدِّينِي. فَجَاءَتْ لَهُ بِكُسَيْرَاتٍ خُشُنٍ وَبِتُمَيْرَاتٍ وَشَيْءٍ مِنْ زَيْتٍ، فَجَعَلَتْهُنَّ في مريس، ثم صبت عَلَيْهِ مِنَ الزَّيْتِ وَالْمَاءِ، فَأَكَلَ، ثُمَّ شَرِبَ عَلَيْهِ شَرِبَةً مِنِ مَاءٍ وَمَسَحَ يَدَهُ. قَالَ قُتَيْبَةُ: فَجَعَلَ شَأْنَهُ يَصْغُرُ فِي عَيْنِي، وَقُلْتُ: وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا؟ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، حنطة الأهواز، وتمر وَزَيْتُ الشَّامِ، مَنْ يَقْدِرُ يُؤَدِّي شُكْرُ هَذَا؟ ! ثُمَّ أَخَذَ نَعْلَيْهِ وَارْتَدَى بِرِدَائِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ مَعِي إِلَى الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرَ إِلَى كِسْوَتِهِ؛ فَإِذَا هِيَ رَثَّةٌ تُسَاوِي دُرَيْهِمَاتٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ما يغني هَذَا؟ ّ لَوْ صَلُحَ صَلُحَ لِنَفْسِهِ. ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى حَلَقَةَ [ص: 105] الْقَوْمِ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ؛ قَامَ لَهُ وُجُوهِ أَشْرَافِ الْبَصْرَةِ، فَجَلَسَ وَاحْتَبَى وَدَارُوا حَوْلَهُ حَلْقَةٌ، فَاجْتَمَعَ الطَّالِبُونَ وَالْمَطْلُوبُونَ، فَأَكْثَرُوا الْكَلَامَ، فَقَالَ: إِلَى مَاذَا صَارَ أَمْرُهُمْ؟ قَالُوا: إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ دِيَّةً. فَقَالَ لَهُمْ: هِيَ عَلَيَّ كُلُّهَا. ثُمَّ قَامَ، فَالْتَفَتَ أَبِي إِلَى مَنْ حَضَرَ، فَقَالَ: هَذَا وَأَبِيكَ السُّؤْدَدُ وَالشَّرَفُ. الحديث: 1913 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 1914 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 107] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ - أَوْ قَالَ: قَضَاءُ الْحَاجَةِ -؛ لَمْ يَرْفَعْ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1914 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 1915 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 108] سَأَلْنَاهَا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَلَا مَعَ نِسَائِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ كَرَجُلٍ مِنْ رِجَالِكُمْ، كَأَحْسَنِ الناس خلقا، أكرمه، ضَحَّاكًا بَسَّامًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1915 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 1916 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: [ص: 109] لَا يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى لَا يَعِيبَ النَّاسَ بِعَيْبٍ هُوَ فِيهِ، وَلَا يَأْمُرَ بِإِصْلَاحِ عُيُوبِهِمْ حَتَّى يَبْدَأَ بِصَلَاحِ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ؛ فَإِنه إذَا فَعَلَ ذَلِكَ؛ لَمْ يُصْلِحْ عَيْبًا إِلَّا وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَيْبًا آخَرَ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُصْلِحَهُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ؛ شُغِلَ بِخَاصَةِ نَفْسِهِ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ. الحديث: 1916 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 1917 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: يَا ابْنَ آدَمَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ أَفْقَرُ، وَالَّذِي نَفْسُ الْحَسَنِ بِيَدِهِ؛ مَا أَصْبَحَ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَقَدْ أَصْبَحَ مَهْمُومًا حَزِينًا، وَلَيْسَ لِمُؤْمِنٍ رَاحَةٌ دُونَ اللهِ، النَّاسُ مَا دَامُوا فِي عَافِيَةٍ مَسْرُورِينَ، فَإِذَا نَزَلَ الْبَلَاءُ؛ صَارُوا إِلَى حَقَائِقِهِمْ؛ فَصَارَ الْمُؤْمِنُ إِلَى إِيمَانِهِ وَالْمُنَافِقُ إِلَى نِفَاقِهِ، فَسَارِعُوا إِلَى رَبِّكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَكَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هِمَّتِهِ. الحديث: 1917 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 1918 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمَسَاحِقِيُّ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَقَدْ رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ مَشْيَخَةً فِي زِيِّ الْفِتْيَانِ، لَهُمُ الْغَدَائِرُ وَعَلَيْهِمُ الْمُوَرَّدَةُ وَالْمُعَصْفَرَةُ، فِي أَيْدِيهِمُ الْمَخَاصِرُ وَبِهَا أَثَرُ الْحِنَّاءِ، وَدِينُ أَحَدِهِمْ أَبْعَدُ مِنَ الثُّرَيَّا إِذَا أُرِيدَ دِينَهُ. الحديث: 1918 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 1919 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ قَمِيصَ أَيُّوبَ يَكَادُ يَمَسُّ الْأَرْضَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ الشُّهْرَةَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ فِي تَذْيِيلِ الْقَمِيصِ، وَإِنَّهَا الْيَوْمَ فِي تَشْمِيرِهِ. الحديث: 1919 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 1920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ عَبَّادٍ؛ قَالَ: [ص: 111] قَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ، فَجَاءَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ صُوفٍ وَسِخَةٌ، فَقَالَ لَهُ حَمَّادٌ: يَا فَرْقَدُ! ضَعْ نَصْرَانِيَّتِكَ هَذِهِ عَنْكَ؛ فَلَقَدْ رَأَيْتَنَا نَأْتِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَيَخْرُجُ إِلَيْنَا وَعَلَيْهِ مُعَصْفَرَةٌ، وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ الْمَيْتَةَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ. وَكَانَ يُجَالِسُ قَوْمًا أَدْنِيَاءَ لِئَلَّا يُذَكَّرُ بِاللهِ، وَكَانَ يُرِيدُ بِذَلِكَ إِخْفَاءَ نَفْسِهِ وَسَتْرَ عَمَلِهِ. الحديث: 1920 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 1921 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ لِلْعَتَّابِيِّ فِي لِبَاسِهِ، وَكَانَ لايبالي مَا لَبِسَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيُّ! أَخْزَى اللهُ امرءاً رَضِيَ أَنْ يَرْفَعَهُ هَيِّنَاهُ مِنْ مَالِهِ وَجَمَالِهِ؛ فَإِنَّمَا ذَلِكَ حَظُّ الْأَدْنِيَاءِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، لَا وَاللهِ؛ حَتَّى يَرْفَعَهُ أَكْبَرَاهُ: هِمَّتُهُ وَنَفْسُهُ، وَأَصْغَرَاهُ: لِسَانُهُ وَقَلْبُهُ. الحديث: 1921 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 111 1922 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، أَخْبَرَنِي الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيِّ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي أَقَمْتُ بِدَارِ مُعْجِزَةٍ وَأَنِّي أَسْمَنْتُ وَأَلْبَنْتُ. فَقِيلَ لَهُ: مَاذَا تَبْتَغِي؟ قَالَ: نَكْرَهُ عَادَةَ الْعَجَزِ. الحديث: 1922 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 1923 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 113] قِيلَ لِنُصَيْبٍ: هَرِمَ شِعْرُكَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ هَرِمَ الْجُودُ وَالْمَعْرُوفُ، لَقَدْ مَدَحْتُ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بِقَصِيدَةِ؛ فَأَعْطَانِي أَرْبَعَمِائَةِ شَاةٍ، وَأَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَرْبَعَمِائَةِ نَاقَةٍ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: فَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ مَنْبِجَ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَكَمُ وَهُوَ مُمْلِقٌ لَا شَيْءَ مَعَهُ، فَأَغْنَانَا، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَغْنَاكُمْ وَهُوَ مُمْلِقٌ لَا شَيْءَ معه؟ فقال: عَلَّمَنَا الْمَكَارِمَ؛ فَعَادَ أَغْنِيَاؤُنَا عَلَى فُقَرَائِنَا، فَاسْتَوَتِ الْحَالُ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: وَأَعْطَى الْحَكَمُ بْنُ الْمُطَّلِبِ كُلَّ شَيْءٍ يَمْلِكُهُ، حَتَّى إِذَا نَفَذَ مَا عِنْدَهُ؛ رَكِبَ فَرَسَهُ وَأَخَذَ رُمْحَهُ يُرِيدُ الْغَزْوَ، فَمَاتَ بِمَنْبِجَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ هَرْمَةَ الشَّاعِرُ: (سَأَلَا عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أَيْنَ هُمَا ... فَقِيلَ إِنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الْحَكَمِ) (مَاذَا بِمَنْبِجَ لَوْ تُنْشَرُ قُبُورُهُمْ ... مِنَ التَّقَدُّمِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْكَرَمِ) الحديث: 1923 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 1924 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 114] قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فِي الصَّمْتِ وَالْمَنْطِقِ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ الْأَحْنَفُ: الصَّمْتُ لَا يَعْدُو صَاحِبَهُ، وَفَضْلُ الْمَنْطِقِ يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ، وَمُحَادَثَةُ الرِّجَالِ تَلْقِيحٌ لِأَلْبَابِهَا. وَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا بَحْرٍ! إِنَّكَ لَصَبُورٍ عَلَى الْجَزَعِ! فَقَالَ: الْجَزَعُ شَرُّ الْحَالَيْنِ؛ يُبَاعِدُ الْمَطْلُوبَ، وَيُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَيُبْقِي عَلَى صَاحِبِهِ النَّدَمَ. الحديث: 1924 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 1925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَائِشَةَ يَقُولُ: كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى، وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ شُغْلًا، وَكَفَى بِالْخَشْيَةِ عِلْمًا. الحديث: 1925 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 1926 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَهَّرُ بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يَقُولُ: [ص: 115] مَا سَأَلْتُ اللهَ الْجَنَّةَ قَطُّ، وَإِنِّي لأستحي مِنْهُ، وَلَوَدَدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنَ النَّارِ وَأَصِيرُ رَمَادًا. وَكَانَ يَقُولُ: قَدْ مَلَلْنَا الْحَيَاةَ؛ لِكَثْرَةِ مَا نَقْتَرِفُ مِنَ الذُّنُوبِ. الحديث: 1926 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 1927 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: مَنْ رَأَى مِنْ أَخٍ لَهُ مُنْكَرًا، فَضَحِكَ فِي وَجْهِهِ؛ فَقَدْ خَانَهُ. الحديث: 1927 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 1928 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُخَرِّمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السِّنْدِيِّ الْخُرَاسَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: [ص: 116] أَعْرَبْنَا فِي الْكَلَامِ؛ فَلَمْ نُلْحِنْ، وَلَحَنَّا فِي الْأَعْمَالِ؛ فَلَمْ نُعْرِبْ. الحديث: 1928 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 1929 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ. هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُصْعَقُونَ إِذَا قُرِئ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ؛ يَجِيئُونَ حَتَّى نُقْعِدَهُمْ عَلَى الْحِيطَانِ، ثُمَّ يُقْرَأُ عَلَيْهُمُ الْقُرْآنَ، فَإِنْ سَقَطُوا مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلَ؛ فَهُمْ صَادِقُونَ. الحديث: 1929 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 1930 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَال: [ص: 117] كَانَ أَبُو بَصِيرٍ اسْمُهُ يَشْكُرُ بْنُ وَائِلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرُ، وَكَانَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَتَوْا بِهِ مُسَيْلَمَةَ وَهُوَ صَبِيٌّ لِيَدْعُو لَهُ؛ فَمَسَحَ وَجْهَهُ، فَعَمِيَ، فَكُنِّيَ أَبَا بَصِيرٍ عَلَى الْقَلْبِ؛ كَمَا قِيلَ لِلْغُرَابِ أَعْوَرُ؛ لِحِدَّةِ بَصَرِهِ. الحديث: 1930 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 1931 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ؛ قَالَ: [ص: 118] كَانَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ قَوْلِهِ فِي ذَلِكَ: (إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلْ ... وَبِإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وَعَجَلْ) (أَحْمَدُ اللهَ فَلَا نِدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الْخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَلْ) (مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الْخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلَّ) الحديث: 1931 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 1932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طُولِ الْغَفْلَةِ وَإِفْرَاطُ الْفِطْنَةِ. اللهُمَّ! لَا تَجْعَلْ قَوْلِي فَوْقَ عَمَلِي، وَلَا تَجْعَلْ أَسْوَأَ عَمَلِي مَا قَرُبَ مِنْ أَجَلِي. الحديث: 1932 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 1933 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: دَعَتْ أَعْرَابِيَّةٌ لِرَجُلٍ، فَقَالَتْ: كَبَتَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لَكَ إِلَّا نَفْسَكَ، [ص: 119] وَجَعَلَ خَيْرَ عَمَلِكَ مَا وَلِيَ أَجَلَكَ. الحديث: 1933 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 1934 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعَ مُطَرِّفٌ رَجُلًا يَقُولُ: استغفر الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. فَأَخَذَ بِذِرَاعِهِ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ لَا تَفْعَلْ! مَنْ وَعَدَ؛ فَقَدْ أُوجِبَ. الحديث: 1934 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 1935 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَكْرَهُونَ اتِّخَاذَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؛ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الْغُرَرُ السَّادَةُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابَ [ص: 120] رَحِمَهُ الله؛ فقهاء، ففاقوا أَهْلَ الْمَدِينَةِ عِلْمًا وَتُقًى وَعِبَادَةً وَوَرَعًا، فَرَغِبَ النَّاسُ حِينَئِذٍ فِي السَّرَارِي. الحديث: 1935 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 1936 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَلْقَاهُ الزَّمَانَ بَعْدَ الزَّمَانِ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ وَوَجْهٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ تَلْقَاهُ مُتَلَوِّنًا يُشَاكِلُ كُلَّ قَوْمٍ، وَيَسْعَى مع كل ريح. الحديث: 1936 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 1936 - / م - أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِبَعْضِهِمْ: (شَرِهْتُ فَلَسْتُ أَرْضَى بِالْقَلِيلِ ... وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ حَدَثٍ جَلِيلِ) (وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ أَمَلٍ مُضِرٍّ ... وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ قَالٍ وَقِيلِ) (وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ شَهَوَاتِ نَفْسٍ ... أُجَارُ بِهِنَّ عَنْ مَحْضِ السَّبِيلِ) (لَئِنْ عُوفِيتُ مِنْ شَهَوَاتِ نَفْسِي ... لَقَدْ عُوفِيتُ مِنْ شَرٍّ طَوِيلِ) (أَلَا يَا عَاشِقَ الدُّنْيَا أَطِعْنِي ... كَأَنَّكَ قَدْ دُعِيتَ إِلَى الرَّحِيلِ [ص: 121] ) (وللدنيا دوائر دائرات ... لِتَذْهَبَ بِالْعَزِيزِ وَبِالذَّلِيلِ) (وَلِلدُّنْيَا يَدٌ تَهَبُ الْمَنَايَا ... وَتَخْتَلِسُ الْخَلِيلَ مِنَ الْخَلِيلِ) (يَدُورُ عَلَى الْقُرُونِ بِهَا رَحَاهَا ... لِتَطْحَنَهُنَّ جِيلًا بَعْدَ جِيلِ) (رَمَتْهُ الْحَادِثَاتُ بِكُلِّ سَهْمٍ ... مِنَ الْأَمَلِ الْمُقَصِّرِ وَالْمُطِيلِ) (كِلَانَا فِي تَصَرُّفِهِ عَلِيلٌ ... وَقَدْ يَشْكُو الْعَلِيلُ إِلَى الْعَلِيلِ) (دِعِ الدُّنْيَا وَكُلَّ أَخٍ عَلَيْهَا ... يَسُومُكَ وُدُّهُ سَوْمَ الْبَخِيلِ) (وَمَا لَكَ غَيْرَ عَقْلِكَ مِنْ نَصِيحٍ ... وَمَا لَكَ غَيْرَ عَقْلِكَ مِنْ دَلِيلِ) (وَمَا لَكَ غَيْرَ تَقْوَى اللهِ مَالٌ ... وَغَيْرَ فِعَالِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ) (وَقَارُ الْحِلْمِ يَقْرَعُ كُلَّ جَهْلٍ ... وَعَزْمُ الصَّبْرِ يَنْهَضُ بِالثَّقِيلِ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 1937 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ أَيُّوبَ: [ص: 122] أَنَّ الْمَنْصُورَ خَطَبَ بِمَكَّةَ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَضَى فِي كَلَامِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ؛ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكَ مَنْ تَذْكُرُ. فَسَكَتَ الْمَنْصُورُ، ثُمَّ قَالَ: سَمْعًا لِمَنْ فَهِمَ عَنِ اللهِ وَذُكِّرَ بِهِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ جَبَّارًا عَصِيًّا، وَأَنْ تَأْخُذَنِي الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ، لَقَدْ: {ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ المهتدين} [الأنعام: 56] ، وَأَنْتَ وَاللهِ أَيُّهَا الْقَائِلُ مَا اللهَ أَرَدْتَ بِهَا، وَلَكِنْ حَاوَلْتَ إِلَى أَنْ يُقَالَ: قَامَ، فَقَالَ، فَعُوقِبَ، فَصَبَرَ، فَأَهْوَنُ بِقَائِلِهَا، وَيْلُكَ! إِذَا سَهَوْتُ أَنَا؛ فَمَنْ يَعْلَمُ؟ ! وَإِيَّاكُمْ مَعْشَرَ النَّاسِ وَأُخْتَهَا؛ فَإِنَّ الْمَوْعِظَةَ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، وَمِنْ عِنْدِنَا انْبَثَّتْ؛ فَرُدُّوا الْأَمْرَ إِلَى أَهْلِهِ، يُصْدِرُوهُ كَمَا أَوْرَدُوهُ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى خُطْبَتِهِ كَأَنَّهُ يَقْرَؤُهَا مِنْ كَفِّهِ، فَقَالَ: وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. الحديث: 1937 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 1938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَفِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَفِينَةَ؛ قَالَ: [ص: 123] تَعَبَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ؛ حَتَّى صَارَ كَالشَّنِّ الْبَالِي، قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 1938 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 1939 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 125] : «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: (جُبُّ الْحَزَنِ) تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ، يسكنها القراء المراؤون بِأَعْمَالِهِمْ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 1939 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 1940 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يُصَلِّي كَأَنَّمَا يَطَّلِعُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. الحديث: 1940 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 1941 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ مُعَلًّى الْوَرَّاقِ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَأَنْ يَتْرُكَ الرَّجُلُ دِرْهَمًا حَرَامًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بمئة أَلْفِ [ص: 126] دِرْهَمٍ. الحديث: 1941 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 1942 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ غَالِبٍ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعِ مَنْ أَدْرَكْنَا فِي زَمَانِنَا؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَدَعُ الْحَلَالَ تَأَثُّمًا. الحديث: 1942 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 1943 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: [ص: 127] سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ: مُنْذُ [كَمْ] قَدِمْتَ الشَّامَ؟ قَالَ: مُذْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، وَمَا جِئْتُ لِرِبَاطٍ وَلَا لِجِهَادٍ. فَقُلْتُ: لِمَ جِئْتَنَا؟ قَالَ: جِئْتُ أَشْبَعُ مِنْ خُبْزِ الْحَلالِ. الحديث: 1943 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 1944 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا قُبَيْصَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: يَا شَفِيُّ! كُلِ الْحَلَالِ وَصَلِّ آخِرَ الصُّفُوفِ تُقْبَلُ مِنْكَ، وَلَا تَأْكُلَ حَرَامًا وَتُصَلِّي أَوَّلَ الصُّفُوفِ فَلَا يُقْبَلُ مِنْكَ. الحديث: 1944 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 1945 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: كَانَ فَتًى بِمَكَّةَ لَا يَنَامُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تَنَامُ؟ قَالَ: أَذْهَبَ بِنَوْمِي عَجَائِبُ الْقُرْآنِ. الحديث: 1945 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 1946 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّازُ، نَا مَحْبُوبُ بْنُ مُكْرَمٍ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: تَخْلِيصُ النِّيَّةِ مِنْ فَسَادِهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الِاجْتِهَادِ. الحديث: 1946 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 1947 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ غَانِمٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامِهِ، فَأَتَيْتُ فَجَلَسْتُ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى تَحْتَ إِلْيَتِهِ وَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ لِي: أَتَعْرِفُ هَذِهِ الْجِلْسَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هَذِهِ جِلْسَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبِيدِ. الحديث: 1947 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 1948 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 129] مَا مِنْ رَجُلٍ يُنْتَقَصُ مِنْ أَمَانَتِهِ؛ إِلَّا انْتُقِصَ مِنْ إِيمَانِهِ. الحديث: 1948 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 1949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ - وَكَانَ قَدْ رَافَقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً -؛ قَالَ: حَجَجْتُ، فَلَقِيتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، فَقَالَ لِي: مَا فَعَلَ أَخُوكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ قُلْتُ: بِالشَّامِ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَإِنَّهُ لَيَرْكَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثُونَ شَاكِرِيًّا بِخُرَاسَانَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحْبَحَ فِي الْجَنَّةِ. الحديث: 1949 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 1950 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 130] قِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ: الْآخِرُ شَرٌّ، وَهَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بعد الْحَجَّاجِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ مُتُنَفْسَاتٍ. الحديث: 1950 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 1951 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: دَخَلَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: يَا مَعْنُ! شَابَ رَأْسُكَ. قَالَ: فِي طَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: إِنَّ فِيكَ لَبَقِيَّةً. قَالَ: هِيَ لَكَ يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ أَعْطَيْتَ شَاعِرًا عَلَى بَيْتَيْ شعر مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! عَلَى قَوْلِهِ: (مَا زِلْتَ يَوْمَ الْهَاشِمِيَّةِ مُعَلِّمًا ... بِالسَّيْفِ دُونَ خَلِيفَةِ الرَّحْمَنِ) (فَحَمَيْتَ حَوْزَتَهُ وَكُنْتَ وِقَاءَهُ ... مِنْ وَقْعِ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَسِنَانِ) فَلَمّا سَمِعَهُ الْمَنْصُورُ؛ قَالَ: نَعِمَّا أَعْطَيْتَ يَا مَعْنُ. الحديث: 1951 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 1952 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ؛ قَالَا: نَا عَمْرُو بْنُ نَاجِيَةَ، نَا يَغْنَمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرٍ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: لَمَّا حَشَرَ اللهُ الْخَلَائِقَ إِلَى بَابِلَ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ رِيحًا شَرْقِيَّةً وَغَرْبِيَّةً وَقِبْلِيَّةً وَبَحَرِيَّةً، فَجَمَعَتْهُمْ إِلَى بَابِلَ، فَاجْتَمَعُوا يَوْمَئِذٍ يَنْتَظِرُونَ لِمَا [ص: 132] حُشِرُوا لَهُ؛ إِذْ نَادَى مُنَادٍ: مَنْ جَعَلَ الْمَغْرِبَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْمَشْرِقَ عَنْ يَسَارِهِ وَاقْتَصَدَ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ بِوَجْهِهِ؛ فَلَهُ كَلَامُ أَهْلِ السَّمَاءِ. فَقَامَ يَعْرُبُ بْنُ قَحْطَانَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا يَعْرُبَ بْنَ قَحْطَانَ بْنَ هُودٍ! أَنْتَ هُوَ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَلَمْ يَزَلِ الْمُنَادِي يُنَادِي: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا؛ حَتَّى افْتَرَقُوا عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ لِسَانًا، وَانْقَطَعَ الصَّوْتُ، وَتَبَلْبَلَتِ الْأَلْسُنُ، فَسُمِّيَتْ بَابِلُ، وَكَانَ اللِّسَانُ يَوْمَئِذٍ بَابِلِيًّا، وَهَبَطَتْ مَلَائِكَةُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَمَلَائِكَةُ الْحَيَاءِ وَالْإِيمَانِ، وَمَلَائِكَةُ الصِّحَّةِ وَالشَّقَاءُ، وَمَلَائِكَةُ الْغِنَى، وَمَلَائِكَةُ الشَّرَفِ، وَمَلَائِكَةُ الْمَرُوءَةِ، وَمَلَائِكَةُ الْجَفَاءِ، وَمَلَائِكَةُ الْجَهْلِ، وَمَلَائِكَةُ السَّيْفِ، وَمَلَائِكَةُ الْبَأْسِ؛ [فَسَارُوا] حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: افْتَرِقُوا. فَقَالَ مَلَكُ الْإِيمَانِ: أنا أَسْكُنُ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ. فَقَالَ مَلَكُ الْحَيَاءِ: أَنَا مَعَكَ. فَاجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْحَيَاءَ بِبَلَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مَلَكُ الشَّقَاءِ: أَنَا أَسْكُنُ الْبَادِيَةَ. قَالَ مَلَكُ الصِّحَّةِ: أَنَا مَعَكَ. فَاجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الصِّحَّةَ وَالشَّقَاءَ فِي الْأَعْرَابِ. وَقَالَ مَلَكُ الْجَفَاءِ: أَنَا أَسْكُنُ الْمَغْرِبَ. فَقَالَ مَلَكُ الْجَهْلِ: أَنَا مَعَكَ. فَاجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الْجَفَاءَ وَالْجَهْلَ فِي الْبَرْبَرِ. وَقَالَ مَلَكُ السَّيْفِ: أَنَا أَسْكُنُ الشَّامَ. فَقَالَ مَلَكُ الْبَأْسِ: أَنَا مَعَكَ. وَقَالَ مَلَكُ الْغِنَى: أَنَا أقيم ها هنا. فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَرُوءَةِ: أَنَا مَعَكَ. فَقَالَ مَلَكُ الشَّرَفِ: أَنَا مَعَكُمَا. فَاجْتَمَعَ مَلَكُ الْغِنَى وَالْمَرُوءَةِ وَالشَّرَفِ بِالْعِرَاقِ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 1952 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 1953 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا دُرَيْكٌ الْعُطَارِدِيُّ؛ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ الْعَتَمةَ ثُمَّ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا رَجَاءٍ! إِنَّ لِطَارِقِ اللَّيْلِ حَقًّا، وَإِنَّ بَنِي فُلَانٍ خَرَجُوا إِلَى سَفَوَانَ وَتَرَكُوا كُتُبَهُمْ وَشَيْئًا مِنْ مَتَاعِهِمْ عِنْدِي. فَانْتَعَلَ أَبُو رَجَاءٍ، وَأَخَذَ الْكُتُبَ وَالْمَتَاعَ فَأَدَّاهَا، وَصَلَّى بِنَا الْفَجْرَ، وَهِيَ مَسِيرَةُ لَيْلَةٍ لِلْإِبِلِ، وَكَانَ قَدْ أَتَتْ له مئة سَنَةٍ. الحديث: 1953 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 1954 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، نَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: [ص: 134] خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي طَلَبِ ضَالَّةٍ لَهُ، قَالَ: فَسِرْتُ أَيَّامًا فِي طَلَبِ ضَالَّتِي، فَآوَانِي اللَّيْلُ إِلَى بِنَاءٍ، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ السَّلَامَ، فَقَالَتْ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي طَالِبُ ضَالَّةٍ، وَإِنِّي أَحْتَاجُ إِلَى قِرًى. قَالَتْ: أَقِمْ عِنْدَنَا؛ فَالآنَ يَأْتِي إِبِلُنَا وَغَنَمُنَا. فَاضْطَجَعْتُ، فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ إِذَا بِرَجُلٍ يَسُوقُ أَبْعِرَةً وَغَنَمًا، فَلَمَّا غَشِيَنِي؛ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: بَاغِي ضَالَّةٍ وَضَيْفٌ. فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا ضِيَافَةٌ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الضِّيَافَةَ؛ فَأَمَامَكَ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْبَيَاتَ؛ فَوَرَاءَكَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا بِي مِنْ ذَهَابٍ هَذِهِ السَّاعَةِ أَمَامِي وَلَا وَرَائِي، وَلَكِنِّي أمكث ها هنا حَتَّى أُصْبِحَ. فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ؛ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: احْلِبْ لِضَيْفِنَا. فَقَالَ: فَإِنَّنَا وَعِيَالَنَا وَأَوْلَادَنَا أَحَقُّ بِهِ. قَالَتْ: وَاخَيْبَتَاهُ! وَجَعَلَتْ تَدْخُلُ وَتَخْرُجُ إِلَى الصَّبَاحِ، فَعُدْتُ غَادِيًا، فَأَدْرَكَنِي الْمَبِيتُ إِلَى بِنَاءٍ آخَرَ، فَسَلَّمْتُ، فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: بَاغِي ضَالَّةٍ وَطَالِبُ قِرًى. قَالَتْ: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ. قُلْتُ: لَكِنَّ الْأَرْضَ لَا تَمْنَعِينِي مِنْهَا. وَاضْطَجَعْتُ، وَجَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ غُنَيْمَةً وَأَبْعِرَةً، فَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ أَدْرَكَنِي الْمَبِيتُ وَأَنَا أَطْلُبُ ضَالَّةً لِي. فَقَالَ: فِي الرَّحْبِ وَالسِّعَةِ، أَصَبْتَ مَبِيتًا وَقِرًى. وَدَخَلَ الرَّجُلُ؛ فَهَارَّتْهُ امْرَأَتُهُ؛ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أَخْرَجَ إِلَيَّ قِرًى، فَضَحِكْتُ، فَقَالَ: مَا [ص: 135] أَضْحَكَكَ؟ قُلْتُ: بَعْضُ مَا ذَكَرْتُ. فَقَالَ: لِتُخْبِرَنِي. فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا لَقِيتُ وَبِمَا صَنَعَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَمَا سَمِعْتُهَا تَقُولُ، وَمَا سَمِعْتُكَ وَسَمِعْتُ هَذِهِ. قَالَ: فَضَحِكَ، فَقَالَ: تِلْكَ وَاللهِ أُخْتِي، وَهَذِهِ أُخْتُهُ. الحديث: 1954 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 1955 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا قُبَيْصَةُ. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ جَارُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلَيٍّ الْهَرَوِيُّ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: شَارَطَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَجُلًا عَلَى شَيْءٍ يَعْمَلُهُ فِي الْكَرْمِ، فَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيَّ كَرْمِي. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَيُّمَا أَكْثَرُ؛ كِرَايَ أَوْ مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: كِرَاكَ أَكْثَرُ مِنَ الْفَسَادِ. قَالَ: فَأَطْرَحُ لَكَ مِنَ الْكِرَاءِ بِقَدْرِ مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: نَعَمْ. فَوَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ كِرَاكَ كُلَّهُ وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّا أَفْسَدْتَ [ص: 136] فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ. وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا. آخر الجزء الثالث عشر، يتلوه الرابع عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلاته على محمد وآله الحديث: 1955 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن [المسعودي] وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأنصاري إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال: قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسين بن إسماعيل، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 1956 - نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد الوارق، نَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، نَا رِشْدِينُ، عَنْ قُرَّةَ، وَعُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ. الحديث: 1956 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 1957 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 145] : «يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، يُسَاقُونَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى سِجْنٍ يُسَمَّى بُولَسُ، تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ»   [إسناده حسن] . الحديث: 1957 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 1958 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ السُّلَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ؛ قَالَ: [ص: 146] بَلَغَنِي: أَنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ: يَا لَيْتَ الْخَلْقَ لَمْ يُخْلَقُوا! وَيَا لَيْتَهُمْ إِذْ خُلِقُوا عَرَفُوا لِمَاذَا خُلِقُوا، وَجَلَسُوا فِي مجلس فتذاكروا مَا عَمِلُوا. الحديث: 1958 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 1959 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلُوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ اشْتَرَوْا جَارِيَةً قُرْبَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَرَأَتْهُمْ يَشْتَرُونَ الْمَأْكُولَ وَالْمَشْرُوبَ، فَقَالَتْ لَهُمْ: مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا؟ فَقَالُوا لَهَا: لِشَهْرِ رَمَضَانَ. فَقَالَتْ لَهُمْ: أَنَا كُنْتُ لِقَوْمٍ كَانَ دَهْرُهُمْ كُلُّهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَوَاللهِ؛ لَا أُقِيمُ عِنْدَكُمْ. الحديث: 1959 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 1960 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: إِنَّ مِنْ صَلَاحِ نَفْسِي؛ مَعْرِفَتِي بِفَسَادِهَا، وَكَفَى بِالْمَرْءِ شَرًّا؛ يَعْرِفُ مِنْ نَفْسِهِ فَسَادًا ثُمَّ يُقِيمُ عَلَيْهِ، وَبِئْسَ مَنْزِلٌ مُتَحَوِّلٌ مِنْ ذَنْبٍ إِلَى غَيْرِ تَوْبَةٍ. الحديث: 1960 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 1961 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ خبيق، نا شعيب بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: [ص: 147] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ مَعِيشَتُكَ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: (نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلا دِينِنَا يَبْقَى وَلَا مَا نُرقِّعُ) الحديث: 1961 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 1962 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: [ص: 148] خَلُّوا لَهُمْ دُنْيَاهُمْ يُخَلُّونَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ آخِرَتِكُمْ، وَخَلُّوا لَهُمْ شَهَوَاتِهِمْ يُحِبُّونَكُمْ. الحديث: 1962 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 1963 - حَدَّثَنَا أحمد، نا ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جِهَادُ الْهَوَى. الحديث: 1963 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 1964 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا شَيْءٍ أَقْعَدُ بِامْرِئٍ عَنْ مَكْرَمَةٍ مِنْ صِغَرِ هِمَّةٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1964 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 1965 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص: 149] سُئِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَتْلَى صِفِّينَ، فَقَالَ: تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللهُ يَدِي مِنْهَا؛ فَمَا لي أخضب لساني فيها؟ ! الحديث: 1965 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 1966 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَتَبَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ إِلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ: اخْطُبْ لِي عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَجَّاجِ امْرَأَةً جَمِيلَةً مِنْ بَعِيدٍ، مَلِيحَةً مِنْ قَرِيبٍ، شَرِيفَةً فِي قَوْمِهَا، ذَلِيلَةً فِي نَفْسِهَا، أَمَةَ بَعْلِهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ أَصَبْتَهَا، لَوْلَا عِظَمِ ثَدْيَيْهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ: لَا يَحْسُنُ نَحْرِ الْمَرْأَةِ حتى يعظم ثدياها. الحديث: 1966 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 1967 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَذُكِرَ عِنْدَهُ صِغَرُ ثديي الْمَرْأَةِ؛ فَقَالَ: لَا، حَتَّى تدفئ الضَّجِيعَ، وَتَرْوِيَ الرَّضِيعَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1967 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 1968 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 150] قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ بْنَ بَابَكَ بْنَ سَاسَانَ كَتَبَ إِلَى الرَّعِيَّةِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ أَرْدَشِيرَ بْنِ بَابَكَ الْمُسْتَأْثِرِ دُونَهُ بِحَقِّهِ، الْمَغْلُوبُ عَلَى تُرَابِ آبَائِهِ، الدَّاعِي إِلَى قَوَامِ دِينِ اللهِ وَسُنَّتِهِ، الْمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ الَّذِي وَعَدَ الْمُحِقِّينَ الفلج، وَجَعَلَ لَهُمُ الْعَوَاقِبَ؛ إِلَى مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي مِنْ مُلُوكِ الطَّوَائِفِ، وَالْفُقَهَاءِ الَّذِينَ هُمْ حَمَلَةُ الدِّينِ، وَالْأَسَاوِرَةُ الَّذِينَ هُمْ حَفَظَةُ الْبَيْضَةِ، وَالْكُتَّابُ الَّذِينَ هُمْ زِينَةُ الْمَمْلَكَةِ، وَذَوِي الْحَرْثِ الَّذِينَ بِهِمْ عَمُودُ الْبِلَادِ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ مَا تَسْتَوْعِبُونَ بِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَإِنْكَارِ الْبَاطِلِ وَالْحَذَرِ؛ فَقَدْ وَضَعْنَا عَنْ رَعِيَّتِنَا، لِفَضْلِ رَأْفَتِنَا؛ أُتَاوَتِهَا الْمُوَظَّفَةِ عَلَيْهِمْ، وَنَحْنُ مَعَ ذَلِكَ كَاتِبُونَ إِلَيْكُمْ بِوَصِيَّةٍ: لَا تَسْتَشْعِرُوا الْحِقْدَ؛ فَيَدْهَمَكُمُ الْعَدُوُّ، وَلَا تَحْتَكِرُوا؛ فَيَشْمَلَكُمُ الْقَحْطُ، وَتَزَوَّجُوا فِي الْأَقْرَبِينَ، فَإِنَّهُ أَمَسُّ لِلرَّحِمِ، وَأَثْبَتُ لِلنَّسَبِ، وَلَا تَعُدُّوا هَذِهِ الدُّنْيَا شَيْئًا؛ فَإِنَّهَا لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ، وَلَا تَرْفُضُوهَا مَعَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْآخِرَةَ لَا تُنَالُ إِلَّا بها. الحديث: 1968 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 1969 - حَدَّثَنَا محمد، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 151] سُئِلَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: كِتْمَانُ السِّرِّ، وَالتَّبَاعُدُ مِنَ الشَّرِّ. الحديث: 1969 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 1970 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سهلوية، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بن الْحَنَفِيَّةِ: الْكَمَالُ فِي ثَلَاثٍ: الْفِقْهِ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرِ عَلَى النَّوَائِبِ، وَحُسْنِ تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ. الحديث: 1970 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 1971 - حَدَّثَنَا محمد، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ ضُبَارَةَ يَخْطُبُ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! [ص: 152] الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ أَهْوَنُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللهِ. الحديث: 1971 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 1972 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين! لاتكونن لِشَيْءٍ مِنْ أُمُورِ رَعِيَّتِكَ أَشَدَّ تَفَقُّدًا مِنْكَ لِخَصَاصَةِ الشَّرِيفِ حَتَّى تَعْمَلَ فِي سَدِّهَا، وَلِطُغْيَانِ اللَّئِيمِ حَتَّى تَعْمَلَ فِي قَمْعِهِ، وَاسْتَوْحِشْ مِنَ الْكَرِيمِ الْجَائِعِ وَمِنَ اللَّئِيمِ الشَّبْعَانِ؛ فَإِنَّ الْكَرِيمِ يَصُولُ إِذَا جَاعَ، وَاللَّئِيمِ يَصُولُ إِذَا شَبِعَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1972 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 1973 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالَ: شَرُّ خِصَالِ الْمُلُوكِ: الْجُبْنُ مِنَ الْأَعْدَاءِ، وَالْقَسْوَةُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وَالْبُخْلُ عِنْدَ الْعَطَاءِ. الحديث: 1973 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 1974 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 153] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: اطْلُبُوا الرِّزْقَ عِنْدَ الرُّحَمَاءِ؛ تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ، وَلَا تَطْلُبُوا إِلَى الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ، فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. الحديث: 1974 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 1975 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَسَدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجْلِيُّ - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ حَاجَةً فَقَضَاهَا، فَعَاتَبَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ -، فَقَالَ: الْمَالُ وَدَائِعُ اللهِ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتُمْ وَنَحْنُ وُكَلَاؤُهَا، فَمِنْ جَوْعَانٍ تُشْبِعَهُ، وَمِنْ ظَمْآنَ تَرْوِيهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1975 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 1976 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مجالسة أهل الدينانة تَجْلُو عَنِ الْقُلُوبِ صَدَأَ الذُّنُوبِ، وَمُجَالَسَةُ ذَوِي الْمُرُوءَةِ تَدُلُّ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَمُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ تُنْتِجُ ذَكَاءَ الْقُلُوبِ، وَمَنْ عَرِفَ تَقَلُّبَ الزَّمَانِ؛ لَمْ يَرْكَنْ إِلَيْهِ. الحديث: 1976 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 1977 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 154] كَانَ يُقَالَ: السُّؤْدُدُ؛ الصَّبْرُ عَلَى الذُّلِّ. الحديث: 1977 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 1978 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَلَامٌ، فَجَعَلَ عَبْدَ الْمَلِكِ يَتَهَدَّدَهُ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَتُهَدِّدَنِي وَيَدُ اللهِ فَوْقَكَ مَانِعَةٌ! وَتَمْنَعُنِي وَعَطَاءُ اللهِ دُونَكَ مَبْذُولٌ؟ ! الحديث: 1978 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 1979 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنِي الزِّيَادِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 155] وَقَفَتِ امْرَأَةٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ سَيِّدًا، فَقَامَتْ عِنْدَ أَدْنَى مَجْلِسِهِ ثُمَّ قَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. أَمَّا بَعْدُ! فَإِنِّي جِئْتُ مِنْ بِلَادٍ شَاسِعَةٍ تُخْفِضُنِي خَافِضَةً، وَتَرْفَعُنِي رَافِعَةً، لِمُلِمَّاتٍ مِنَ الْأُمُورِ نَزَلَتْ بِي فَمَخَضْنَ لَحْمِي، وَبَرَيْنَ عَظْمِي، وَذَهَبْنِ بِسَبَدِي وَلَبَدِي، فَبَقِيتُ كَالْحَرِيضِ فِي الْبَلَدِ الْعَرِيضِ، فَسَأَلْتُ يَرْحَمُكَ اللهُ فِي قَبَائِلَ الْعَرَبِ: مَنِ الْمَحْمُودُ غَيْثُهُ، وَالْمُرْتَجَى سَيْبُهُ، وَالْبَاذَلُ مَعْرُوفَهُ، وَالْمُعْطِي سَائِلَهُ؟ فَدُلِلْتُ عَلَيْكَ. أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ هَوَازِنَ، مَاتَ الْوَالِدُ، وَغَابَ الْوَافِدُ، افْعَلْ بِي خِصْلَةً مِنْ ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ أَوْدِي، وَإِمَّا أَنْ تُحْسِنَ صَفَدِي، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى بَلَدِي. قَالَ: اجْلِسِي، وَكُلُّ ذَلِكَ لَكِ عِنْدِي. الحديث: 1979 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 1980 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 156] أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَأَى رَجُلًا قَاعِدًا فِي الشَّمْسِ، فَنَهَاهُ عَنِ الْقُعُودِ، وَقَالَ: قُمْ عَنْهَا؛ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مُجْفَرَةٌ، تُتْفِلُ الرِّيحَ وَتُبْلِي الثَّوْبَ وَتُظْهِرَ الدَّاءَ الدَّفِينَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1980 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 1981 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص: 157] قَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مُجْفِرَةٌ؛ أَيْ: تُذْهِبُ بِشَهْوَةِ النِّسَاءِ. وَقَوْلُهُ: تُتْفِلُ الرِّيحَ: تُنْتِنُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ غَيْرَ مُتَطَيِّبَاتٍ» . وَالدَّاءُ الدَّفِينُ: هُوَ الدَّاءُ الْمُسْتَتِرُ، فَإِذَا قَعَدَ فِي الشَّمْسِ؛ أَخْرَجَتْهُ الطَّبِيعَةُ. الحديث: 1981 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 1982 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: [ص: 158] اسقنى أَهْوَنَ مَوْجُودٍ وَأَعَزَّ مَفْقُودٍ. الحديث: 1982 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 1983 - نَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَارِثَ بْنَ كِلْدَةَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ حَائِطَيْنِ فِي الظِّلِّ، فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّمْسِ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ مِنْهَا خِصَالًا؛ تُبْلِي الثِّيَابَ، وَتُتْفِلُ الرِّيحَ، وَتُظْهِرُ الدَّاءَ الدين. الحديث: 1983 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 1984 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا عَبَّاسٌ الْأَزْرَقُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: مَرَّ الْحَجَّاجُ فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ، فَسَمِعَ اسْتِغَاثَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: أَهْلُ السُّجُونِ يَقُولُونَ: قَتَلَنَا الْحَرُّ. قَالَ: قُولُوا لَهُمْ: (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)) [المؤمنون: 108] . قَالَ: فَمَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ جُمْعَةٍ حَتَّى مَاتَ. الحديث: 1984 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 1985 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِطَبِيبِهِ تِيَاذَوْقَ: صِفْ لِي شَيْئًا أَعْمَلُ عَلَيْهِ؛ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنِّي أُفَارِقُكَ سَرِيعًا. قَالَ: احْفَظْ عَنِّي خِلَالًا؛ لَا تَشْرَبَنَّ دَوَاءً مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ، وَلَا تَأْكُلَنَّ عَلَى شِبَعٍ، وَلَا تَأْكُلَنَّ بِشَهْوَةِ عَيْنٍ، وَلَا تَأْكُلَنَّ فَاكِهَةً مُولِيَةً، وَلَا تَأْكُلَنَّ مِنَ اللَّحْمِ إِلَّا طَرِيًّا، وَلَا تَلْبَسْ إِلَّا نَقِيًّا، وَلَا [ص: 160] تَنْكِحَنَّ إِلَّا فَتِيًّا، وَاشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا تُعَضِّدَ الْقَلْبِ، وَأَمَّا السَّوِيقَ؛ فَسُمْنَةٌ، وَأَدِمِ النَّظَرَ إِلَى الْخُضْرَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَأَمَّا الْعَسَلُ؛ فَشِفَاءٌ يَجْثَمُ عَلَى فَمِ الْمَعِدَةِ فَيَقْذِفُ الدَّاءَ. الحديث: 1985 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 1986 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامٌ: مَا نَهَانِي الْأَطِبَّاءُ عَنْ شَيْءٍ مَا نَهَوْنِي عَنِ الشُّرْبِ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: وَاللهِ؛ لَا أَشْرَبُ مُتَّكِئًا أَبَدًا. الحديث: 1986 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 1987 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ؛ قَالَ: [ص: 161] دَعِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ بَدَنُكَ الدَّاءَ. الحديث: 1987 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 1988 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «لاتقولوا: شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 1988 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 1989 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 163] : «رَأْسُ مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ الله رِيحًا طَيِّبَةً تُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلُّ مُسْلِمٍ»   [إسناده لين] . الحديث: 1989 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 1990 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلْمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زَرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ المُنتَهَى (14)) [النجم: 13، 14] ؛ قَالَ النَّبِيُّ [ص: 165] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عَلَيْهِ ست مئة جَنَاحٍ تَتَنَاثَرُ مِنْهَا التَّهَاوِيلُ؛ وَالتَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 1990 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 1991 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرُ، نَا أَحْمَدُ بن بشير، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كلم الله} [البقرة: 253] ؛ قَالَ: مُوسَى [ص: 166] [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ درجات} [البقرة: 235] ؛ قال: محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ (وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ) [البقرة: 253] . قَالَ: فَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: هَؤُلَاءِ أَشْرَافُ الرُّسُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الحديث: 1991 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 165 1992 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: التَّقِيُّ عَنِ الْخَطَّائِينَ مَشْغُولٌ، وَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ خَطَايَا أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِخَطَايَا الناس. الحديث: 1992 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 1992 - / م - قَالَ: نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ جَارَ مَرْدَوَيْهِ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَا أَعْوَنَ الْأَشْيَاءِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ تعالى؟ قَالَ: إِخْرَاجُ غُمُومِ الدُّنْيَا مِنَ الْقَلْبِ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 1993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ؛ قَالَ: [ص: 167] أَوْصَى بَعْضُ الْحُكَمَاءِ ابْنَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ لِمَا تَهِمُّ بِهِ مِنْ فِعَلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّ وَقْتَهُ إِذَا زَالَ؛ لَمْ يَعُدْ إِلَيْكَ، وَاحْذَرْ طُولَ الْأَمَلِ؛ فَإِنَّهُ هَلَاكُ الْأُمَمِ، وَلَا تَدْفَعِ الْوَاجِبَ بِالْبَاطِلِ؛ فَيُدَالُ مِنْكَ سَرِيعًا، وَكُنْ فِي وَقْتِ الرِّحْلَةِ إِلَى الْآخِرَةِ؛ تَغْتَبِطُ بِالْعَاقبة، وَتَنَكَّبِ الْعَجَلَةَ فِعْلًا وَقَوْلًا، وَتَفَهَّمْ مَا قِيلَ فِيمَنْ عُرِفَ بِهَا، وَاعْلَمْ أَنَّكَ الْمَوْقُوفُ بِهَا، إِذَا فَعَلْتَهَا؛ فَاحْذَرْهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ بِكَ، وَاسْتَعِدَّ لِحَرِيقِ الْغَضَبِ بِالْأَنَاةِ قَبْلَ أَنْ تَلْتَهِبَ نَارُهُ فِي لَحْمِكَ وَدَمِكَ؛ فَإِنَّ إِطْفَاءَهُ قَبْلَ اسْتِيثَارِهِ سَرِيعٌ، وَإِذَا اشْتَعَلَ؛ قَبَّحَ مَحَاسِنَ مَا كُنْتَ تَجْمُلُ بِهَا إِنْ كُنْتَ سُلْطَانًا؛ فَعُقُوبَتُكَ تَكُونُ مِنْ وَرَاءِ الْمُذْنِبِ، وَالْغَضَبُ فَضْلٌ لَا وَجْهٌ لَهُ، وَإِنْ كُنْتَ سُوفِهَ؛ فَمَا قَدْرُ كَلِمَةٍ وَإِنْ بَلَغَتْ مِنْكَ فِي جَنْبٍ مَا يَفُوزُ بِهِ مِنْ عَاجِلِ الْحَمْدِ، وَالطُّولِ عَلَى مَنْ نَازَعَكَ بِالْعَفْوِ، إِنَّهُ لَا تَسْقُطُ مَكْرُمَةً وَلَا تَخْفَى حَسَنَةٌ عَنْ حَامِلٍ لِنَشْرِهَا عَنْكَ فَتَكْتَسِبَ جَمَالًا، وَتُبْرِدَ بِهَا اللهَبَ الْوَاصِلَ لِخِزْيِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ فِي وقت الرضى وَصْفُ الْحِلْمِ، وَلَا عِنْدَ الْإِمْسَاكِ وَصْفُ حَمْدِ الْجَوَادِ؛ وَإِنَّمَا نَذْكُرُ بِالشَّجَاعَةِ مَنْ مَارَسَ الْحُرُوبَ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ! أَنَّ لِلْمَحَامِدِ مَحَافِلًا، وَلِلْمَحَاسِنِ أَسْوَاقًا يَبْتَاعُهَا النَّاسُ، ثُمَّ يَسِيرُ بِهَا الرُّكْبَانُ إِلَى الْبُلْدَانِ وَالْأَمْصَارِ، فَتَعَاهَدْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ أَخْلَاقَ الْمَرْءِ إِذَا صَلُحَتْ؛ كَانَتْ كُنُوزًا يُبْضَعُ لَهُ [ص: 168] بِهَا فِي الْآفَاقِ، وَيَتَعَجَّلُ مَا يَسُرُّهُ مِنَ التَّعْظِيمِ، إِنَّ الْفَرَائِضَ فِي الْأَمْوَالِ أَقَلُّ مِنْهَا فِي الْأَخْلَاقِ، وَإِنَّمَا قُدْرَةُ الْمَالِ مَا صَحِبَكَ وَكَانَ لَكَ، وَجَاهِلًا بِأَخْلَاقِكَ غَيْرُ زَائِلٍ عَنْكَ، وَالْمَالُ لِبَاسٌ وَالزَّمَانُ يُبْلِيهِ، وَالْعِرْضُ المصون لاتبلى حِدَّتُهُ وَبَهْجَتُهُ. الحديث: 1993 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 1994 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، نَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص: 169] كَانَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلٍّ، وَكَانَ مِنْ سَاكِنِي الْكُوفَةِ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنَ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَقَالَ: لَا أَسْكُنُ بَلَدًا قُتِلَ فِيهِ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَجَّ سِتِّينَ حِجَّةً مَا بَيْنَ حِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَقَالَ: أَتَتْ علي ثلاثون ومئة سَنَةٍ، وَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ أَنْكَرْتُهُ خَلَا أَمَلِي، فَإِنِّي أَجِدُهُ كَمَا هُوَ. الحديث: 1994 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 1995 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بِشْرِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 170] مَرَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بِبَقَرَةٍ قَدِ اعْتَرَضَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، فَقَالَ: يَا كَلِمَةَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي. فقال [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : ياخالق النَّفْسِ مِنَ النَّفْسِ! وَيَا مُخْرِجَ النَّفَسِ مِنَ النَّفْسِ! خَلِّصْهَا، فَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا. قَالَ: فَإِذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وَلْدُهَا؛ فَلْيُكْتَبْ لَهَا هَذَا   [إسناده مظلم] . الحديث: 1995 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 1996 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حَدَّثُونِي عَنْ يَعْلَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 171] إِذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وِلَادُهَا؛ فَلْيُكْتَبْ لَهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ الْحَلِيمَ الْكَرِيمَ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلا القوم الفاسقون} [الأحقاف: 35]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1996 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 1997 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 172] قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ حِينَ اسْتَوْثَقَ لَهُ أَمْرُهُ وَأَقَرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ مُلُوكُ الطَّوَائِفِ؛ حاصر ملك السوريانية، وَكَانَ مُتَحَصِّنًا فِي بَلَدٍ يُقَالَ لَهَا: الْحَضْرُ، بِإِزَاءِ مَسْكَنٍ مِنْ تُرْبَةِ الثِّرْثَارُ، وَهِيَ بَرِيَّةُ شِنْجَارٍ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي ذَلِكَ الْمَكَانَ: السَّاطِرُونَ، فَحَاصَرَهُ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى فَتْحِهَا، حَتَّى رَقَتْ بِنْتُ الْمَلِكِ عَلَى الْحِصْنِ يَوْمًا، فرأت أردشير، فهويته، فَنَزَلَتْ، فَأَخَذَتْ نُشَّابَةً وَكَتَبَتْ عَلَيْهَا: إِنْ أَنْتَ شَرَطْتَ لِي أَنْ تَتَزَوَّجَنِي؛ دَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعٍ تَفْتَحُ بِهِ الْمَدِينَةَ بَأَيْسَرِ الْحِيلَةِ وَأَخَفِّ الْمُؤَنَةِ، ثُمَّ رَمَتِ النُّشَابَةَ نَحْوَ أَرْدَشِيرَ، فَقَرَأَهُ وَأَخَذَ نُشَّابَةً وَكَتَبَ إِلَيْهَا: لَكِ الْوَفَاءُ بِمَا سَأَلْتِنِي، ثُمَّ أَلْقَاهَا إِلَيْهَا، فَكَتَبَتْ، فَدَلَّتْهُ عَلَى الْمَوْضِعِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَافْتَتَحَهَا، فَدَخَلَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ غَادُونَ لَا يَشْعُرُونَ، فَقَتَلَ الْمَلِكَ وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهَا، وَتَزَوَّجَهَا، فَبَيْنَمَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْكَرَتْ مَكَانَهَا حَتَّى سَهِرَتْ أَكْثَرَ لَيْلِهَا. فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: أَنْكَرْتُ فِرَاشِي، فَنَظَرُوا تَحْتَ الْفِرَاشِ فَإِذَا تَحْتَ الْمَجْلِسِ طَاقَةُ أَسٍّ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جِلْدِهَا، فَتَعَجَّبَ مِنْ دِقَّةِ بَشْرَتِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَا كَانَ أَبُوكِ يَغْذُوكِ؟ قَالَتْ: أَكْثَرُ غِذَائِي عِنْدَهُ الشَّهْدُ وَالْمُخُّ وَالزُّبْدُ. فَقَالَ لَهَا: مَا أَحَدٌ بَالَغَ بِكِ فِي الْحَبَاءِ وَالْكَرَامَةِ مَبْلَغَ أَبِيكِ، وَلَئِنْ كَانَ جَزَاؤُهُ عِنْدَكِ عَلَى جَهْدِ إِحْسَانِهِ مَعَ لُطْفِ [ص: 173] قَرَابَتِهِ وَعِظَمِ إِسَاءَتِكِ إِلَيْهِ، مَا أَنَا بِآمِنٍ مِثْلُ ذَلِكَ مِنْكِ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ تُعْقَدَ قُرُونَهَا بِذَنَبِ فَرَسٍ شَدِيدِ الْجَرْيِ جَمُوحٍ ثُمَّ يَجْرِي، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهَا حَتَّى تَسَاقَطَتْ عُضْوًا عُضْوًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَبُو دُؤَادٍ الأيادي: (وَأَرَى الْمَوْتَ قَدْ تَدَلَّى مِنَ الْحَضْرِ ... عَلَى رَبِّ أَهْلِهِ السَّاطِرُونِ) الحديث: 1997 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 1998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: كُنْتُ مِئْنَاثًا، فَقُلْتُ ذَلِكَ لِبَعْضِ إِخْوَانِي، فَقَالَ لِي: إِذَا جَامَعْتَ؛ فَاسْتَغْفِرْ. فَوُلِدَ لِي بِضْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا. الحديث: 1998 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 1999 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي جَلِيسٌ لِهِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ: [ص: 174] أَخْبِرْنِي بِبَعْضِ مَا رَأَيْتَ مِنْ عَجَائِبِ الْحَجَّاجِ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةِ، وَقَدْ قُلْتُ لَا أَجِدُ فِيهَا أَحَدًا إِلَّا فَعَلْتُ بِهِ وَفَعَلْتُ؟ قَالَ: أَمَا وَاللهِ! لَا أَكْذِبُ الْأَمِيرَ، أُغْمِيَ عَلَى أُمِّي مُنْذُ ثَلَاثٍ، فَكُنْتُ عِنْدَهَا، فَأَفَاقَتِ السَّاعَةُ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ! مُذْ كَمْ أَنْتَ عِنْدِي؟ فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ ثَلَاثٍ. قَالَتْ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ أَلَّا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ؛ فإنهم مغمومون بِتَخَلُّفِكَ عَنْهُمْ، فَكُنْ عِنْدَهُمُ اللَّيْلَةَ وَتَعُودَ إِلَيَّ غَدًا. فَخَرَجْتُ فَأَخَذَنِي الطَّائِفُ، فَقَالَ: نَنْهَاكُمْ وَتَعْصُونَا؟ ! اضْرِبُوا عُنُقَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَجُلٍ آخَرَ، فقال: ما أخرجك من هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ! لَا أَكْذِبُكَ، لَزِمَنِي غَرِيمٌ لِي عَلَى بَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَتَرَكَنِي عَلَى بَابِهِ، فَجَاءَنِي طَائِفُكَ، فَأَخَذَنِي. فَقَالَ: اضْرِبُوا عُنُقَهُ. فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: كُنْتُ مَعَ شَرَبَةٍ أَشْرَبُ، فَلَمَّا سَكِرْتُ خَرَجْتُ، فَأَخَذَنِي الطَّائِفُ، فَذَهَبَ عَنِّي السُّكْرُ فَزَعًا. فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ! مَا أَرَاهُ إِلَّا صَادِقًا، خَلِّيَا سَبِيلَهُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا قُلْتُ لَهُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِهِ: لَا تَأْذَنَنَّ لِعَنْبَسَةَ عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَاجَةٌ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 1999 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 2000 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 175] بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُسَابِقُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْخَيْلُ، فَسَبَقَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. فَقَالَ عُمَرُ: اللهُ أَكْبَرُ، سَبَقَنَا وَاللهِ؛ رَجُلٌ كَانَ أَبُوهُ سَبَّاقًا إِلَى الْخَيْرِ. الحديث: 2000 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 2001 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا الْهَيْثَمُ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: [ص: 176] خَرَجْتُ مَعَ نَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ نَسِيتُ قَضَاءَ حَاجَةٍ، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: أَلْحَقُكُمْ، فَوَاللهِ! إِنِّي لَفِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِهَا إِذَا أَنَا بِبِطْرِيقٍ قَدْ جَاءَ، فَأَخَذَ بِعُنُقِي، فَذَهَبْتُ أُنَازِعُهُ، فَأَدْخَلَنِي كَنِيسَةً، فَإِذَا تُرَابٌ مُتَرَاكِمٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَدَفَعَ إِلَيَّ مَجْرَفَةً وَفَأْسًا وَزِنْبِيلًا، وَقَالَ: انْقِلْ هَذَا التُّرَابَ، فَجَلَسْتُ أَتَفَكَّرُ فِي أَمْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَأَتَانِي فِي الْهَاجِرَةِ وَعَلَيْهِ سَبَنِيَّةُ قَصَبٍ أَرَى سَائِرَ جَسَدِهِ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ لِي: لَمْ أَرَكَ أَخْرَجْتَ شَيْئًا، ثُمَّ ضَمَّ أَصَابِعَهُ، فَضَرَبَ بِهَا وَسَطَ رَأْسِي، فَقُلْتُ: ثكلتك أمك [يا] عُمْرَ، وَبَلَغْتَ مَا أَرَى؟ ! فقمت بالمجرمة، فَضَرَبْتُ بِهَا هَامَّتَهُ فَإِذَا دِمَاغُهُ قَدِ انْتَثَرَ، فَأَخَذْتُهُ ثُمَّ وَارَيْتُهُ تَحْتَ التُّرَابِ، ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى وَجْهِي مَا أَدْرِي أَيْنَ أَسْلُكُ، فَمَشَيْتُ بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى أَصْبَحْتُ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى دَيْرٍ فَاسْتَظْلَلْتُ فِي ظِلِّهِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الدَّيْرِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ الله! ما يجلسك ها هنا؟ قُلْتُ: أُضْلِلْتُ عَنْ أَصْحَابِي. قَالَ: مَا أَنْتَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَإِنَّكَ لَتَنْظُرُ بِعَيْنِ خَائِفٍ، ادْخُلْ فَأَصِبِ الطَّعَامَ وَاسْتَرِحْ وَنَمْ، فَدَخَلْتُ، فَجَاءَنِي بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ وَلَطَفٍ [ص: 177] وَصَعَّدَ فِي الْبَصَرِ وخفضة ثُمَّ قَالَ: يَا هَذَا! قَدْ عَلِمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّي بِالْكِتَابِ، وإني أَجِدُ صِفَتَكَ الَّذِي يُخْرِجُنَا مَنْ هَذَا الدِّيرِ وَيَغْلِبُ عَلَى هَذِهِ الْبَلْدَةِ. فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! قَدْ ذَهَبْتُ فِي غَيْرِ مَذْهَبٍ. قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: أَنْتَ وَاللهِ! صَاحِبُنَا غَيْرُ شَكٍّ، فَاكْتُبْ لِي عَلَى دَيْرِي وَمَا فِيهِ. قُلْتُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! قَدْ صَنَعْتَ مَعْرُوفًا فَلَا تُكَدِّرْهُ. فَقَالَ: اكْتُبْ لِي كِتَابًا فِي رَقٍّ، لَيْسَ عليك فيه شيء؛ فَإِنْ تَكُ صَاحِبُنَا؛ فَهُوَ مَا نُرِيدُ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى؛ فَلَيْسَ يَضُرُّكَ. قُلْتُ: هَاتِ، فَكَتَبْتُ لَهُ، ثُمَّ خَتَمْتُ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِنَفَقَةٍ فَدَفَعَهَا إِلَيَّ وَبِأَثْوَابٍ وَبِأَتَانٍ قَدْ أُوكِفَتْ، فَقَالَ: أَلَا تَسْمَعُ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اخرج عليها؛ فإنك لَا تَمُرُّ بِأَهْلِ دَيْرٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغْتَ مَأْمَنَكَ؛ فَاضْرِبْ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً؛ فَإِنَّهَا لَا تَمُرُّ بِقَوْمٍ وَلَا أَهْلِ دَيْرٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا حَتَّى تَصِيرَ إِلَيَّ، فَرَكِبْتُ، فلم أمر بِقَوْمٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي مُتَوَجِّهِينَ إِلَى الْحِجَازِ فَضَرَبْتُ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً ثُمَّ صِرْتُ مَعَهُمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ فِي خِلَافَتِهِ أَتَاهُ ذَلِكَ الرَّاهِبُ - وَهُوَ صَاحِبُ دِيرِ الْعَدَسِ - بِذَلِكَ الْكِتَابِ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ تَعَجَّبَ مِنْهُ، فَقَالَ: أَوْفِ لِي بِشَرْطِي. فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ لِعُمَرَ وَلَا لَابْنِ عُمَرَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَلَكِنْ عِنْدَكَ لِلْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةٌ؟ فَأَنْشَأَ عُمَرُ يُحَدِّثُنَا حَدِيثَهُ حَتَّى أَتَى آخِرَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ أَضَفْتُمُ الْمُسْلِمِينَ وَهَدَيْتُمُوهُمُ الطَّرِيقَ وَمَرَّضْتُمُ الْمَرِيضَ؛ فَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَوَفَّى لَهُ بِشَرْطِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2001 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 2002 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ؛ قَالَ: [ص: 179] بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بِالْأَهْوَازِ عَلَى دَابَةٍ لِي، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيَّ رَجُلٌ عَلَى دَابَةٍ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! ذَهَبَ قَرْنِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَةِ، اللهُمَّ! أَلْحِقْنِي بِهِمْ، فَلَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: وَأَنَا مَعَكَ يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ: اللهُمَّ! وَصَاحِبِي هَذَا إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنٌ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: وَلَا أَدْرِي ذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا. «ثُمَّ يَظْهَرُ فيهم السمن، ويرهقون الشَّهَادَةَ وَلَا يَسْأَلُونَهَا» . قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ بُرَيْدَةُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2002 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 2003 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْوَرَّاقِ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا فِطْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 181] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ؛ لَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»   [الحديث صحيح] . الحديث: 2003 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 2004 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِد، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: [ص: 182] قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: تَرَكْتَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةَ، فَلَوْ رَجَعْتَ لَقِيتَ النَّاسَ وَلَقِيَكَ النَّاسُ. فَقَالَ: وَأَيْنَ النَّاسُ؟ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ؛ شَامِتٌ لِنَكْبَةٍ، أَوْ حَاسِدٌ لِنِعْمَةٍ. الحديث: 2004 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 2005 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ فِي الْعِلْمِ وَالزُّهْدِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَمَسَّ فَرْجِي بِيَمِينِي، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ [ص: 183] آخُذَ بِهَا كِتَابِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2005 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 2006 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: عَجَبًا كَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ مَعَ الْمَخَافَةِ، أَوْ يَغْفَلُ قَلْبٌ بَعْدَ الْيَقِينِ بِالْمُحَاسَبَةِ، وَمَنْ عَرَفَ وُجُوبَ حَقِّ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ؛ لَمْ تَسْتَحِلْ عَيْنَاهُ أَحَدًا إِلَّا بِإِعْطَاءِ الْمَجْهُودِ مِنْ نَفْسِهِ، خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْقُلُوبَ فَجَعَلَهَا مَسَاكِنَ لِلذِّكْرِ، فَصَارَتْ مَسَاكِنَ لِلشَّهَوَاتِ، إِنَّ الشَّهَوَاتِ مُفْسِدَةٌ لِلْقُلُوبِ، وَتَلَفُ الْأَمْوَالِ، وَإِذْلَاقُ الْوُجُوهِ، وَلَا يَمْحُو الشَّهَوَاتِ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا خَوْفٌ مُزْعِجٌ أَوْ شَوْقٌ مُقْلِقٌ. الحديث: 2006 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 2007 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ لِلْخِضْرِ: ادْعُ لِي، فَقَالَ لَهُ الْخِضْرُ: يَسَّرَ اللهُ عَلَيْكَ طَاعَتَهُ. الحديث: 2007 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 2008 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ؛ لَمْ يَزْكُ لَهُ عَمَلٌ، وَمَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ. الحديث: 2008 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 2009 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ؛ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا تَقُولُ إِذَا خَتَمْتَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَقُولُ خَمْسِينَ مَرَّةً: اللهُمَّ! لا تمقتني. قا: وَرُبَّمَا كَانَ ابْنِي خَارِجًا فَأَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَجِيءَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا الرَّحْمَةَ. الحديث: 2009 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 2010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَبِي، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَسَدٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ [ص: 185] صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ عَلَى الْمَرْءِ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ تَلَا: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونُ سُوءَ الحِسَابِ (21)) [الرعد: 21] . الحديث: 2010 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 2011 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَائِشَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَلَى قُبَّةِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَكْتُوبٌ: (بِنْتُ الْخَلِيفَةِ وَالْخَلِيفَةُ جَدُّهَا ... أُخْتُ الْخَلائِفِ وَالْخَلِيفَةُ بَعْلُهَا) الحديث: 2011 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 2012 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدُ، نَا قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، نَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 186] مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَاهِبٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاهِبُ! كَيْفَ رَأَيْتَ نَشَاطَكَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَسْمَعُ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لَا يُصَلِّي فِيهَا. قَالَ: فَقِيلَ: وَكَيْفَ ذِكْرُ الْمَوْتِ؟ قَالَ: مَا أَرْفَعُ قَدَمًا وَلَا أَضَعُ قَدَمًا إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّ الْمَوْتَ خَلْفِي. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي لَأَبْكِي حَتَّى يُنْبِتُ الْبَقْلُ حَوْلِي مِنْ دُمُوعِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: إِنَّكَ إِنْ تَضْحَكَ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ؛ إِنَّ صَلَاةَ الْمُدِلِّ لَا تَصْعَدُ فَوْقَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلَا تُنَازِعَهَا أَهْلَهَا، كُنْ كَالنَّحْلَةِ، إِنْ أَكَلْتَ أَكَلْتَ طَيِّبًا، وَإِنْ وَضَعْتَ وَضَعْتَ طَيِّبًا، وَإِنْ وَقَعْتَ عَلَى عُودٍ لَمْ تَضُرُّهُ، وَلَمْ يَنْكَسِرْ، وَانْصَحْ لِلَّهِ حَتَّى تَكُونَ كَنُصْحِ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُمْ يُجَوِّعُونَهُ وَيَضْرِبُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يُحِيطَ بِهِمْ نُصْحًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2012 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 2013 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ؛ قَالَ: [ص: 187] مَرَرْتُ عَلَى رَاهِبٍ فِي جَبَلٍ أَسْوَدَ، فَنَادَيْتُهُ: يَا رَاهِبُ! فَأَشْرَفَ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُجْلَبُ الْأَحْزَانُ؟ قَالَ: بِطُولِ الْغُرْبَةِ، وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَجْلَبَ لِذَوِي الْأَحْزَانِ مِنَ الْوَحْشَةِ وَالْوِحْدَةِ. الحديث: 2013 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 2014 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: نَظَرَ قَوْمٌ إِلَى رَاهِبٍ يَخْرُجُ نَحْوَ الْجَبَلِ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَطْلُبُ الْعَيْشَ. قَالُوا لَهُ: خَلَّفْتَ الْعَيْشَ وَرَاءَكَ. قَالَ: وَمَا تَعُدُّونَ الْعَيْشَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الطَّعَامَ وَاللِّبَاسَ وَالشَّهَوَاتِ. قَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا هَكَذَا؛ إِنَّمَا الْعَيْشُ أَنْ تَدْعُو أَطْوَارَكَ إِلَى طَاعَةِ اللهِ فَتُجِيبَكَ. الحديث: 2014 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 2015 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: [ص: 188] كَانَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَبَاءَةٌ يَلْبَسُهَا بِالنَّهَارِ وَيَرْتَدِي بِهَا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ؛ طَوَاهَا وَجَعَلَهَا تَحْتَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الثَّوْبَ إِذَا طُوِيَ؛ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مَاؤُهُ. الحديث: 2015 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 2016 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَخِي زَيْدٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ مُتَمِّمَ بْنَ نُوَيْرَةَ اسْتَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ فِي أَخِيهِ: (وَكُنَّا كَنِدْمَانِي جُذَيْمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا) (فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعًا) الحديث: 2016 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 2017 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ حَكَمِ بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: [ص: 189] قَالَتِ الصِّحَّةُ: أَنَا لَاحِقَةٌ بِأَرْضِ الْعَرَبِ. قَالَ الْجُوعُ: أَنَا مَعَكِ. قَالَ الْإِيمَانُ: أَنَا لَاحِقٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ. قَالَ الصَّبْرُ: أَنَا مَعَكَ. قَالَ الْمُلْكُ: أَنَا لَاحِقٌ بارض الْعِرَاقِ. قَالَ الْقَتْلُ: أَنَا مَعَكَ. الحديث: 2017 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 2018 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَطَاءَ الْخُرَاسَانِيِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي يَزِيدُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمَنْصُورُ - أَبُو جَعْفَرٍ -، فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِوَصِيَّةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ. فَقُلْتُ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: حَدِّثْنِي بِهَا. فَقُلْتُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، أَوْصَى؛ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ؛ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ إِلَّا طَاعَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَلَيْهَا يَحْيَى وَعَلَيْهَا يَمُوتُ وَعَلَيْهَا يُبْعَثُ، وَأَوْصَى بِتِسْعِمِائَةِ دِرْعٍ حَدِيدٍ؛ سِتِّمِائَةٍ مِنْهَا لِمُنَافِقِي أَهْلِ الْعِرَاقِ يَغْزُونَ بِهَا، وثلاث مئة لِلتُّرْكِ. قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ رَأْسَهُ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الطُّوسِيِّ، وَكَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ وَاللهِ الشِّيعَةُ لَا شِيعَتُكُمْ. الحديث: 2018 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 2019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: [ص: 190] أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ النَّحْوِيُّ: (تَعَوَّدْتُ من الضُّرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ ... وَأَخْرَجَنِي حُسْنُ الْعَزَاءِ إِلَى الصَّبْرِ) (إِذَا أَنَا لَمْ أَقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ كَلِمًا ... تَكَرَّهْتُ مِنْهُ طَالَ عَتْبِي عَلَى الدَّهْرِ) الحديث: 2019 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 2019 - / 1 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِمَحْمُودٍ: (يَا رُبَّ مَالٍ لِغَيْرِ مَنْ جَمَعَهْ ... وَرُبَّ زَرْعٍ لِغَيْرِ مَنْ زَرَعَهْ) (لَيْسَ مَعَ الْبُخْلِ لِلْبَخِيلِ غِنًى ... وَلَا مَعَ الْحِرْصِ لِلْحَرِيصِ دَعَهْ) (فَكُنْ مَعَ الْقَصْدِ حَيْثُ مَالَ بِكَ ... الْعَقْلُ إِلَى الْقَصْدِ فَالسَّدَادِ مَعَهْ) (مَنْ صَارَفَ الدَّهْرَ فِي تَصَرُّفِهِ ... وَرَامَ لِلْجَهْلِ خُدْعَةً خَدَعَهْ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 2019 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا لِمَحْمُودٍ: (إِذَا أعْطَى الْقَلِيلَ فَتًى شَرِيفٌ ... فَإِنَّ قَلِيلَ مَا يُعْطِيكَ زَيْنُ) (وَإِنْ تَكُنِ الْعَطِيَّةَ مِنْ دَنِيٍّ ... فَإِنَّ كَثِيرَهُ عَارٌ وَشَيْنُ) (وَلَا يَرْضَى الْكَرِيمُ بِيَوْمِ عَادٍ ... وَإِنْ أُوهِيَ وَهَدَّ قُوَاهُ دَيْنُ) (فَعُذْ بِاللهِ وَالْجَأْ إِلَيْهِ إِمَّا ... بَدَتْ لَكَ حَاجَةٌ أَوْ كَانَ كَوْنُ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 2020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمِنْهَالِ؛ قَالَ: [ص: 192] سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرْبٍ عَنْ خَبَرِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ: مُتَوَاضِعٌ فِي جِبَايَتِهِ، عَرَبِيٌّ فِي نَمِرَتِهِ، أَسَدٌ فِي تَامُورِهِ، يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، وَيَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَيَبْعُدُ فِي السَّرِيَّةِ، وَيَعْطِفُ عَلَيْنَا عَطْفَ الْأُمِّ الْبَرَّةِ، وَيَنْقِلُ إِلَيْنَا حَقَّنَا نَقْلَ الذَّرَّةِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2020 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 2021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَرَأَى شَيْخًا كَبِيرًا، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ! أَيَسُرُّكَ أَنْ تَمُوتَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ. قَالَ: وَلِمَ؟ وَقَدْ بَلَغْتُ فِي السِّنِّ مَا أَرَى! قَالَ: ذَهَبَ الشَّبَابُ وَشَرُّهُ، وَجَاءَ الْكِبَرُ وَخَيْرُهُ، فَإِذَا قَعَدْتُ؛ ذَكَرْتُ اللهَ، وَإِذَا قُمْتُ؛ حَمِدْتُ اللهَ، فَأُحِبُّ أَنْ تَدُومَ لِي هَاتَانِ الْحَالَتَانِ. الحديث: 2021 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 2022 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 193] قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ. قَالَ: كَيْفَ لَا يُسْرِعُ إِلَيَّ الشَّيْبُ وَلَا أَعْدَمْ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ قَائِمًا عَلَى رَأْسِي يُلَقِّحُ لِي كَلَامًا يُلْزِمُنِي جَوَابَهُ، فَإِنْ أَنَا أَصَبْتُ؛ لَمْ أُحْمَدْ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ؛ سَارَتْ بِهِ الْبُرُدُ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2022 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 2023 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا يَقُولُ: [ص: 194] إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الْعُلُومِ مَا لَا يُحْصَى، يُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يُعْطِي غَيْرَهُ. لَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّائِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ قَوْمًا كَانُوا فِي سَفَرٍ، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَمُرُّ بِالطَّائِرِ فَيَقُولُ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَيُحِيلَنَا عَلَى شَيْءٍ لَا نَدْرِي أَصَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ، إِلَى أَنْ مَرُّوا عَلَى غَنَمٍ وَفِيهَا شَاةٌ قَدْ تَخَلَّفَتْ عَلَى سَخْلَةٍ لَهَا، فَجَعَلَتْ تَحْنُو عُنُقَهَا إِلَيْهَا وَتَثْغُوا. فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الشَّاةُ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: تَقُولُ لِلسَّخْلَةِ: الْحَقِي لَا يَأْكُلَكِ الذِّئْبُ كَمَا أَكَلَ أَخَاكِ عَامَ أَوَّلَ فِي هَذَا الْمَكَانَ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الرَّاعِي. فَقُلْنَا لَهُ: وَلَدَتْ هَذِهِ الشَّاةُ قَبْلَ عَامِكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَدَتْ سَخْلَةٌ عَامَ أَوَّلَ فَأَكَلَهَا الذِّئْبُ بِهَذَا الْمَكَانِ. ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ ظَعِينَةٌ عَلَى جَملٍ لَهَا وَهُوَ يَرْغُو وَيَحْنُو عُنُقَهُ إِلَيْهَا. قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا الْبَعِيرُ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهَا رِحْلَتُهُ عَلَى مِخْيَطٍ؛ فَهُوَ مُرْتَزٌّ فِي سَنَامِهِ. قَالَ: فانتهيا إِلَيْهِمْ، فَقُلْنَا: يَا هَؤُلَاءِ! إِنَّ صَاحِبَنَا هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا الْبَعِيرَ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهَا رِحْلَتُهُ عَلَى مِخْيَطٍ وَأَنَّهُ فِي سَنَامِهِ. قَالَ: فَأَنَاخُوا الْبَعِيرَ فَحَطُّوا عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ. الحديث: 2023 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 2024 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 195] كَتَبَ إِلَيَّ حُذَيْفَةَ بْنِ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيِّ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ بِعْتَ دِينَكَ بِفِلْسَيْنِ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ يُوسُفُ فَقَالَ: مَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللهُ الَّذِي كَتَبْتَ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ وَقَفْتَ عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ لَبَنًا؛ الْكَيْلُ بِسَبْعَةِ أَفْلُسٍ، فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ يَبِيعُ الْكَيْلَ؟ فَقَالَ: بِسَبْعَةِ أَفْلُسٍ، فَوَلَّيْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ. فَقَالَ: هُوَ لَكَ بِخَمْسَةِ أَفْلُسٍ، وَإِنَّمَا حَابَاكَ لِدِينِكَ لَا لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَآلَى يُوسُفُ عَلَى نَفْسِهِ لَا يَأْكُلَ لَبَنًا أَبَدًا. الحديث: 2024 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 2025 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثَ يَقُولُ: أَدْنَى الْقُنُوعِ التَّمَتُّعُ بِالْعِزِّ. الحديث: 2025 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 2026 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: [ص: 196] ذَا الْبُرْدَيْنِ؛ مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ اجْتَمَعَتْ عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، فَأَخْرَجَ بُرْدَيِّ مُحَرَّقٍ - وَهُوَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ -، فَقَالَ: لِيَقُمْ أَعَزُّ الْعَرَبِ قَبِيلَةً فَلْيَأْخُذْهُمَا. فَقَامَ عَامِرُ بْنُ أُجَيْمَرِ بْنِ بَهْدَلَةَ فَأَخَذَهُمَا، فَأْتَزَرَ بِوَاحِدٍ، وَارْتَدَى بِآخَرَ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: بِمَ أَنْتَ أَعَزُّ الْعَرَبِ؟ قَالَ: الْعِزُّ وَالْعَدَدُ مِنَ الْعَرَبِ فِي مَعَدٍّ، ثُمَّ فِي نِزَارٍ، ثُمَّ فِي مُضَرٍ، ثُمَّ فِي خِنْدِفٍ، ثُمَّ فِي تَمِيمٍ، ثُمَّ فِي سَعْدٍ، ثُمَّ فِي كَعْبٍ، ثُمَّ فِي عَوْفٍ، ثُمَّ فِي بَهْدَلَةَ، فَمَنْ أَنْكَرَ هَذَا؛ فَلْيُنَافِرَنِي. فَسَكَتَ النَّاسُ، فَقَالَ النُّعْمَانُ: هَذِهِ عَشِيرَتُكَ كَمَا تَزْعُمُ؛ فَكَيْفَ أَنْتَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ وَفِي بَدَنِكَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو عَشْرَةٍ، وَعَمُّ عَشْرَةٍ، وَخَالُ عَشْرَةٍ، مُعِينُ الْأَكَابِرِ عَلَى الْأَصَاغِرِ وَالْأَصَاغِرِ عَلَى الْأَكَابِرِ، وَأَمَّا أَنَا فِي بَدَنِي؛ فَهَذَا شَاهِدِي، فَوَضَعَ قَدَمَهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَزَالَهَا عَنْ مَكَانِهَا؛ فَلَهُ مِنَ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا. فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَذَهَبَ بِالْبُرْدَيْنِ؛ فَسُمِّيَ ذَا الْبُرْدَيْنِ، وَقَالَ فِيهِ الْفَرَزْدَقُ: (فَمَا ثَمَّ فِي سَعْدٍ وَلَا آلِ مَلَكٍ ... غُلَامٌ إِذَا مَا قِيلَ لَمْ يَتَبَهْدَلِ) (لَهُمْ وَهَبَ النُّعْمَانُ بُرْدَيِّ مُحَرِّقٍ ... لِمَجْدِ مَعَدٍّ وَالْعَدِيدِ الْمُحَصِّلِ) الحديث: 2026 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 2026 - / 1 - قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: [ص: 197] وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ هُنَيْدُ بِنْتُ صَعْصَعَةَ عَمَّةُ الْفَرَزْدَقِ ذَاتَ الْخِمَارِ؛ لِأَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ جَاءَ مِنْ نِسَاءِ الْعَرَبِ بَأَرْبَعَةٍ سَادُوا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَضَعَ خِمَارَهَا عِنْدَهُمْ [فَصِرْمَتِي لَهَا] ، أَبِي صَعْصَعَةُ، وَأَخِي غَالِبٌ، وَخَالِي الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَزَوْجِي الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ؛ فَسُمِّيتُ بِذَلِكَ ذَاتَ الْخِمَارِ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 2026 - / 2 - قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا قَوْلُ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: أَنَا أَكْرَمُ أَرْبَعَةٍ: أَبًا وَأُمًّا وَأَخًا وَأُخْتًا؛ أَبِي: رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمِّي خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَأُخْتِي فَاطِمَةُ، وَأَخِي الْقَاسِمُ. قَالَ: فَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ بِهِمْ فَخْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا أَرْبَعْتُهَا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 2027 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَعِيشَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ دَاءٌ، فَلَا يَتَعَالَجْ؛ لِأَنَّ الدَّوَاءَ إِذَا لَمْ يَجِدْ دَاءً يَعْمَلَ فِيهِ وَجَدَ الصِّحَّةِ فَعَمِلَ فِيهَا. الحديث: 2027 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 2028 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ، حَدَّثَنِي قَحْطَبَةُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الْمَأْمُونِ عَبْدِ اللهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمًا وَقَدْ قَعَدَ إِلَى الْمَظَالِمِ، فَأَطَالَ الْجُلُوسَ حَتَّى زَالَتِ الشَّمْسُ؛ فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ تُعَثَّرُ فِي ذَيْلِهَا حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى طَرَفِ الْبِسَاطِ. فَقَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَنَظَرَ الْمَأْمُونُ إِلَى يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، فَأَقْبَلَ يَحْيَى عَلَيْهَا، فَقَالَ: تَكَلَّمِي. فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ ضَيْعَتِي، وَلَيْسَ لِي نَاصِرٌ إِلَّا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. فَقَالَ لَهَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ: إِنَّ الْوَقْتَ قَدْ فَاتَ، وَلَكِنْ عُودِي يَوْمَ الْمَجْلِسِ. قَالَ: فَرَجَعَتْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْمَجْلِسِ؛ قَالَ الْمَأْمُونُ: أَوَّلُ مَنْ تُدْعَى الْمَرَأَةُ الْمَظْلُومَةُ. فَدُعِيَ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ خَصْمُكِ؟ قَالَتْ: وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَوْمَأَتْ إِلَى الْعَبَّاسِ ابْنِهِ. [ص: 199] فَقَالَ لِأَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: خُذْ بِيَدِهِ وَأَقْعِدْهُ مَعَهَا. فَفَعَلَ، فَتَنَاظَرَا سَاعَةً حَتَّى عَلا صَوْتُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ! إِنَّكِ تُنَاظِرِينَ الْأَمِيرَ أَعَزَّهُ اللهُ بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُ؛ فَاخْفِضِي عَلَيْكِ. فَقَالَ الْمَأْمُونُ: دَعْهَا يَا أَحْمَدُ! فَإِنَّ الْحَقَّ أَنْطَقَهَا وَالْبَاطِلَ أَخْرَسَهُ. فَلَمْ تَزَلْ تُنَاظِرُهُ حَتَّى حَكَمَ لَهَا الْمَأْمُونُ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُ بِرَدِّ ضَيْعَتِهَا، وَأَمَرَ ابْنَ أَبِي خَالِدٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهَا عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ. الحديث: 2028 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 2029 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَتِ الْخَيْلُ وُحُوشًا لَا تُرْكَبُ، فَأَوَّلُ مَنْ رَكِبَهَا إِسْمَاعِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْعَرَبُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2029 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 2030 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: [ص: 200] مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا وملك الموت يطوف بهم فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. الحديث: 2030 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 2031 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: ما لك لَا تُنْفِقُ؛ فَإِنَّ مَالَكَ عَرِيضٌ؟ فَقَالَ: الدَّهْرُ أَعْرَضُ مِنْهُ. فَقِيلَ: كَأَنَّكَ تَأْمَلُ أَنْ تَعِيشَ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ ! قَالَ: وَلَا أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ فِي أَوَّلِهِ. الحديث: 2031 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 2032 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا هَوْذَةُ بْنِ خَلِيفَةَ، نَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ أَنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 202] : «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ؛ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجِدِّ مَحْبُوسُونَ، وَإِذَا أَصْحَابُ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ؛ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2032 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 2033 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ اللَّخْمِيِّ؛ قَالَ: [ص: 207] بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي سَلامٍ، فَحَمَلَ عَلَى الْبَرِيدِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو سَلامٍ؛ قَالَ: لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ مَحْمَلِي عَلَى الْبَرِيدِ. فَقَالَ: مَا أَرَدْنَا الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ، وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَوْضِ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ بِهِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنٍ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ [ص: 208] اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَآنِيَتُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَأَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ» . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: صِفْهُمْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: «هُمُ الشُّعْثُ رؤوسا، الدُّنُسُ ثِيَابًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ فِي الْمَكَاتِيرِ، وَلَا تُفْتَحْ لَهَمْ أَبْوَابَ السُّدَدِ» . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَاللهِ! لَقَدْ نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ: فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَفُتِحَتْ لِي أَبْوَابَ السُّدَدِ؛ إِلَّا أَنْ يَرْحَمَ اللهُ، لَا جَرْمَ أَنْ لَا أَدْهُنَ رَأْسِي حَتَّى تَشْعَثَ، وَلَا أَغْسِلَ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ   [الحديث صحيح] . الحديث: 2033 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 2034 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، نَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، نَا أَبُو الْبَخْتَرِيُّ الطَّائِيُّ؛ قَالَ: [ص: 209] كَانَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَلَامٌ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِذَا كُنْتَ كَذِبْتَ عَلَيَّ؛ فاسأل اللهَ أَنْ لَا يُمِيتَكَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُوطِئَ عقبكم وَيُكْثِرَ مَالَكَ وَوَلَدَكَ   [حسن] . الحديث: 2034 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 2035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَةَ زَوْجَةَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ تَقُولُ: غَمَزْتُ رِجْلَ الْهَيْثَمِ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: اغْمِزِينِي يَا سُلَيْمَةُ؛ فَإِنَّهُمَا مَا مَشَتَا إِلَى حَرَامٍ قَطُّ. الحديث: 2035 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 2036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ رَفِيقُ يوسف بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: وَرِثْتُ عَنْ أَبِي ضياعا بخمس مئة أَلْفٍ بِالْكُوفَةِ، فَجَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ عُمُومَتِي كَلَامٌ، فَشَاوَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، فَقَالَ لِي: مَا أَرَى لَكَ أَنْ تُخَاصِمَ، إِنَّهَا مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ، فَتَرَكْتُهَا لِلَّهِ وَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى فَلْسٍ. الحديث: 2036 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 2037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ قَالَ: [ص: 212] يُجْمَعُ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا فَيُبْرَزُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! ابْتُلِينَا فَصَبَرْنَا وَأَنْتَ أَعْلَمُ - قَالَ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي فِيهِ - وَوَلَّيْتَ السُّلْطَانَ وَالْأُمُورَ غَيْرَنَا. فَيُقَالُ: صَدَقْتُمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ بِزَمَنٍ، وَتَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ، وَيُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ، وَيَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ   [إسناده جيد] . الحديث: 2037 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 2038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: [ص: 213] لَقَدْ رَأَيْتَنِي أَرْبُطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف ومنقطع] . الحديث: 2038 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 2039 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، نَا أَبُو الْمَلِيحِ؛ قَالَ: قَالَ مَيْمُونٌ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ كُنْتُ أَسْتَحِي أَنْ أَتَكَلَّمَ عِنْدَهُ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِحَقٍّ أَوْ يَسْكُتَ، وَأَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَمْلَأُ عَيْنَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ. الحديث: 2039 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 2040 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الْفَقْرَ، وَبَعْدَهُ يَنْفِي اللَّمَمَ. الحديث: 2040 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 2041 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سِنَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ طَاوُسٍ؛ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ ثَوَّبَ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ بِلَالٌ، وَكَانَ إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؛ قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2041 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 2042 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ قَدِ احْتَاجَ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: يَا هَذَا! إِنَّ النَّاسَ يَتَّبِعُونَ السُّلْطَانَ فَيُصِيبُونَ مَعَهُ فَاتَّبِعْهُ؛ فَقَدْ هَلَكْنَا جَهْدًا. فَقَالَ: [ص: 216] إِنَّ النَّاسَ أَقْبَلُوا عَلَى جِيفَةٍ يَنْهَشُونَ مِنْهَا، وَلأَنْ أَمُوتَ مُؤْمِنًا مَهْزُولًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ مُنَافِقًا سَمِينًا، إِنَّ الْقَبْرَ يَأْكُلُ الْوَدَكَ وَلَا يَأْكُلُ الْإِيمَانَ. الحديث: 2042 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 2043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أبو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ شَهِدَ وَفَاةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَرَّ بِعَبَّادِيٍّ وَهُوَ يُثِيرُ عَلَى ثَوْرٍ، فَقَامَ حِينَ مَرَّ بِهِ مُجَاهِدٌ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ أَشَهِدْتَ وَفَاةَ هَذَا الرَّجُلِ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَبَكَى وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: تَرَحَّمْ عَلَيْهِ وَلَيْسَ عَلَى دِينِكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَبْكِي عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى نُورٍ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَطُفِئَ. الحديث: 2043 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 2044 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَنَسٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مرادس السُّلَمِيِّ: [ص: 218] أَنَّهُ كَانَ فِي لِقَاحٍ لَهُ نِصْفَ النَّهَارِ؛ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ نَعَامَةٌ بَيْضَاءُ عَلَيْهَا رَاكِبٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ مِثْلُ اللَّبَنِ، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ! أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّمَاءَ تَكَفَّفَتْ أَحْرَاسَهَا؟ وَأَنَّ الْحَرْبَ جَرَّعَتْ أَنْفَاسَهَا، وَأَنَّ [ص: 219] الْخَيْلَ وَضَعَتْ أَجْرَاسَهَا؟ وَأَنَّ الَّدِينَ نَزَلَ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى يَوْمَ الاثْنَيْنِ مَعَ صَاحِبِ النَّاقَةِ الْقَصْوَاءِ؟ ! قَالَ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا قَدْ رَاعَنِي مَا رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ، حَتَّى أَتَيْتُ وَثَنًا لَنَا يُدْعَى (الضِّمَادُ) ، فَكُنَّا نَعْبُدُهُ وَنُكَلَّمُ مِنْ جَوْفِهِ، فَكَنَسْتُ وَقَمَّمْتُ وَمَسَحْتُ ثُمَّ قَبَّلْتُهُ فَإِذَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ مِنْ جَوْفِهِ: (قُلْ لِلْقَبَائِلِ مِنْ سُلَيْمٍ كُلِّهَا ... هَلَكَ الضِّمَادُ وَفَازَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ) (إِنَّ الَّذِي بِالْفَوْزِ أُرْسِلَ وَالْهُدَى ... بَعْدَ ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ قُرَيْشٍ مُهْتَدِي) قَالَ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا، حَتَّى جِئْتُ قَوْمِي، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ، فَخَرَجْتُ في ثلاث مئة مِنْ قَوْمِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِحَ بِي، وَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ! كَيْفَ كَانَ إِسْلَامُكَ؟» فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: «صَدَقْتَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2044 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 2045 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِرَجُلٍ مِنَ الْخَوَارِجِ وَهُوَ فِي خَضْرَاءَ وَاسِطٍ، فَلَمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَظَرَ إِلَى بِنَائِهِ؛ قَالَ: (أَتَبْنُونَ بِكُلِ رِيعٍ ءايَةً تَعْبَثُونَ (138) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (139) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (140)) [الشعراء: 128 - 130] . فَقَالَ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: اقْتُلُوهُ قَتَلَهُ اللهُ. فَقَالَ الْخَارِجِيُّ: [ص: 220] جُلَسَاءُ أَخِيكَ كَانُوا خَيْرًا مِنْ جُلَسَائِكَ. قَالَ الْحَجَّاجُ: أَيُّ إِخْوَتِي تَعْنِي؟ قَالَ: فِرْعَوْنَ مُوسَى حِينَ قَالُوا لموسى: {أرجه وأخاه} [الشعراء: 36] . فَقَالُوا هَؤُلَاءِ لَكَ: اقْتُلْهُ. قَالَ: فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ. الحديث: 2045 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 2046 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: قَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ: [ص: 221] نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ خُرْقٌ، وَأَوْسَطِهِ خُلُقٌ، وَآخِرِهِ حُمْقٌ. الحديث: 2046 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 2047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بِالْفَضْلِ ابْنِهِ وَهُوَ نَائِمٌ نَوْمَةَ الضُّحَى، فَرَكَلَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ لَهُ: قُمْ؛ إِنَّكَ لَنَائِمُ السَّاعَةِ الَّتِي يُقَسِّمُ اللهُ فِيهَا الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتِ الْعَرَبُ فِيهَا؟ قَالَ: وَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ فِيهَا يَا أَبَتِ؟ قَالَ: زَعَمَتْ أَنَّهَا مُكْسِلَةٌ مُهْرِمَةٌ مُنْسِأَةٌ لِلْحَاجَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ! نَوْمُ النَّهَارِ عَلَى ثَلَاثَةٍ؛ نَوْمُ حُمْقٍ؛ وَهِيَ نَوْمَةُ الضُّحَى، وَنَوْمَةُ الْخُلُقِ؛ وَهِيَ الَّتِي رُوِيَ: قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ، وَنَوْمَةُ الْخُرْقِ؛ وَهِيَ نَوْمَةٌ بَعْدَ الْعَصْرِ لَا يَنَامُهَا إِلَّا سَكْرَانُ أَوْ مَجْنُونٌ. الحديث: 2047 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 2048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص: 222] أَرْبَعٌ لَا يَطْمَعُ فِيهِنَّ أَحَدٌ عِنْدِي؛ الْقَرْضُ وَالْفَرْضُ وَالْهَرِيسُ، وَأَنْ أَسْعَى لِأَحَدٍ فِي حَاجَةٍ. فَقِيلَ لَهُ: فَمَا نَصْنَعُ بِكَ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: مَاءٌ بَارِدٌ وَحَدِيثٌ مَا يُنَادَى وَلِيدُهُ. الحديث: 2048 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 2049 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ غَسَّانَ، فَكَلَّمَهُ فِي حَوَائِجَ لَهُ فَقَضَاهَا. فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَقْبِيلِ يَدِكَ؟ فَقَالَ: مَهْ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا مِنَ الْعَرَبِ مَذَلَّةٌ وَمِنَ الْعَجَمِ خِدْعَةٌ؟ ! الحديث: 2049 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 2050 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا تَعُدُّونَ السَّيِّدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: مَنْ غَلَبَ رَأْيَهُ هَوَاهُ، وَسَبَقَ غَضَبَهُ رِضَاهُ، وَكَفَّ عَنِ الْعَشِيرَةِ أَذَاهُ. الحديث: 2050 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 2051 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: إِنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ الظَّلِمَ يُخَرِّبُ الدِّيَارَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَا أَوْجِدْكَهُ فِي الْقُرْآنِ؛ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظلموا} [النمل: 52]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2051 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 2052 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: كَتَبَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِلَى سُلْطَانٍ: أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تَكُونَ لَاهِيًا [ص: 224] عَنِ الشُّكْرِ مَحْجُوبًا بِالنِّعَمِ، صَارِفًا [فَضْلَ] مَا أُوتِيتُهُ مِنَ السُّلْطَانِ إِلَى مَا تَقِلُّ عَائِدَتُهُ وَتَعْظُمُ تَبِعَتُهُ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ؛ فَيَبِينَ لَكَ الشَّيْطَانُ بِخِدَعِهِ وَغُرُورِهِ وَتَسْوِيلِهِ، فَيُزِيلُ عَاجِلَ الْغِبْطَةِ وَيُنْسِيكَ مَذْمُومَ الْعَاقِبَةِ، فَإِنَّ الْحَازِمَ مَنْ تَفَكَّرَ فِي يَوْمِهِ الْمَخُوفِ مِنْ عَوَاقِبَ غَيِّهِ، وَلَمْ يَغُرَّهُ طُولَ الْأَمَلِ وَتَرَاضِي الْغَايَةِ، وَلَمْ يَضْرِبْ فِي غَمْرَةٍ مِنَ الْبَاطِلِ مَا لَا يَدْرِي مَا يَتَجَلَّى بِهِ مَغَبَّتُهَا، هَذَا إِلَى مَا يَتْبَعُ الظُّلْمَ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَقَبِيحِ الذِّكْرِ الَّذِي لَا يُفْنِيهِ كَرُّ الْجَدِيدَيْنَ وَاخْتِلَافُ الْعَصْرَيْنِ، فِي دَارٍ يَقُولُ لَهُمْ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ: (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108] الحديث: 2052 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 2053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو غَسَّانَ، نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص: 225] كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَمَرَرْنَا بِبِرْكَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَكَرَعْنَا فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تَكْرَعُوا، وَاغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ وَاشْرَبُوا فِيهَا؛ فَإِنَّهُ لَا إِنَاءَ أَنْظَفُ مِنْهَا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2053 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 2054 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، نَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 227] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا لَبِسْتُمْ وَإِذَا توضأتم؛ فابدؤوا بِمَيَامِنِكُمْ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2054 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 2055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعْمَرٍ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْعُبَّادِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ دَارَ إِقَامَةٍ، وَلَكِنَّهَا دَارٌ يَسْلَمُ أَهْلُهَا إِلَى النِّقْمَةِ، أَوِ الْكَرَامَةِ، مَثَلُهَا مَثْلُ الْحَيَّةِ مَسُّهَا لَيِّنٌ وَفِيهَا الْمَوْتُ، فَكُنْ فِيهَا كَالْمَرِيضِ الَّذِي يُكْرِهُ نَفْسَهُ عَلَى الدَّوَاءِ رَجَاءَ الْعَافِيَةِ، وَيَدَعُ مَا يَشْتَهِي مِنَ الطَّعَامِ رَجَاءَ الْعَاقِبَةِ. الحديث: 2055 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 2056 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 228] مَا الدُّنْيَا كُلُّهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا إِلَّا كَرَجُلٍ نَامَ نَوْمَةً رأى فِي مَنَامِهِ مَا يُحِبُّ ثُمَّ انْتَبَهَ. الحديث: 2056 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 2057 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مَيْمُونٍ، نَا أَبُو طَيْبَةَ الْجُرْجَانِيُّ؛ قَالَ: قُلْتُ لِكُرْزٍ: مَنْ ذَا الَّذِي يُبْغِضُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ؟ قَالَ: الْعَبْدُ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا. الحديث: 2057 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 2058 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِسْمَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ: اضْمَنُوا لِي اثْنَيْنِ أَضْمَنُ لَكُمْ عَلَى اللهِ الْجَنَّةَ، عَمَلٌ فِيمَا تَكْرَهُونَ إِذَا أَحَبَّ اللهُ، وَتَرْكَ مَا تُحِبُّونَ إِذَا كَرِهَ اللهُ. الحديث: 2058 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 2059 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا أَبُو شِهَابٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ لِلْحِسَابِ؛ وَكَّلَ اللهُ مَلَكًا لِلَّذِي كَانَ ظَلَمَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُ لَهُ: انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَ هَذَا ظِلَامَةٌ؛ فَاقْتَصَّهَا لَهُ مِنْهُ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ فَيُعْطَاهَا الْآخَرُ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ لَهُ حَسَنَةٌ؛ جَاءَ الْمَلَكُ إِلَى رَبِّهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! لَمْ تَبْقَ لَهُ حَسَنَةٌ، وَقَدْ بَقِيَتْ قِبَلِهِ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ لِلنَّاسِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: خُذْ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَحَمِّلْهَا إِيَّاهُ ثُمَّ صُكَّ لَهُ [ص: 230] صَكًّا إِلَى النَّارِ. قَالَ أَبُو سِنَانَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبَ: فَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا؛ أَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ فَيُضَاعِفُهَا ثُمَّ يُدْخِلُهُ بِهَا الْجَنَّةَ، ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [النساء: 40] [إسناده لين، وهو حسن] . الحديث: 2059 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 2060 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ لِتُّبَّعٍ الْأَوَّلِ: (مَنَعَ الْبَقَاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ ... وَطُلُوعًا مِنْ حَيْثُ لَا تُمْسِي) (وَطُلُوعَهَا بَيْضَاءَ صَافِيَةً ... وَغُرُوبَهَا صَفْرَاءَ كَالوَرْسِ) [ص: 231] (تَجْرِي عَلَى كَبِدِ السَّمَاءِ كَمَا ... تَجْرِي حِمَامُ الْمَوْتِ بِالنَّفْسِ) الحديث: 2060 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 2061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، نَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مَعْمَرٌ الرَّقِّيُّ، نَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنْتَصِرُ بِمَنْ أُبْغِضُ مِمَّنْ أُبْغِضُ ثُمَّ أُصَيِّرَ كُلًّا إِلَى النَّارِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2061 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 2062 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نَا ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْحَجَّاجُ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: اللهُمَّ! قَدْ أَمَتَّهُ، فَأَمِتْ عَنَّا سُنَّتَهُ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِمُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : ذَكِّرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيَّامَ اللهِ، وَقَدْ كَانَتْ عَلَيْكُمْ أَيَّامٌ كَأَيَّامِ الْقَوْمِ. الحديث: 2062 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 2063 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ وَالْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رَأَى رَجُلًا يَظْلِمُ؛ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَا يَمُوتُ سَوِيًّا. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ فُلَانٌ سَوِيًّا فَلَمْ يَقْبَلُ حَتَّى تَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، إِنَّ لَكُمْ دَارًا سِوَى هَذِهِ الدَّارِ تُجَازُونَ فِيهَا. الحديث: 2063 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 2064 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالَ لَهُ: فَرْغَانُ، لَا يَزَالُ يُغِيرُ عَلَى النَّاسِ فَيَأْخُذَ إِبِلَهُمْ وَيُقَاتِلَهُمْ عَلَيْهَا، وَكَانَ مِنْ مَرَدَةِ الْعَرَبِ وَمَعَهُ بَأْسٌ وَشِدَّةٌ، إِلَى أَنْ أَغَارَ عَلَى رَجُلٍ ضَعِيفٍ لَهُ جَمَلٌ وَاحِدٌ، فَجَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَأَخَذَ بِشَعْرِهِ فَجَذَبَهُ وَرَمَى بِهِ عَلَى وَجْهِهِ. فَقَالَ النَّاسُ: كَبِرَتْ وَاللهِ سِنُّكَ يَا فَرْغَانُ! فَقَالَ: لَا، وَاللهِ؛ وَلَكِنَّهُ جَذَبَنِي جَذْبَةَ مُحِقٍّ. الحديث: 2064 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 2065 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا مَحْمُودُ بْنُ سَهْلٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 233] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : يَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ! لِأَنْ تَجْعَلَ يَدَكَ فِي فَمِ تِنِّينٍ إِلَى الْمِرْفَقِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَسْأَلَ غَنِيًّا كَانَ فَقِيرًا حَاجَةً. الحديث: 2065 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 2066 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: (تَرَى الْمَرْءَ يَبْكِيهِ الَّذِي عَاشَ بَعْدَهُ ... وَمَوْتُ الَّذِي يَبْكِي عَلَيْهِ قَرِيبُ) (يُحِبُّ الْفَتَى الْمَالَ الْكَثِيرَ وَإِنَّمَا ... لِنَفْسِ الْفَتَى مِمَّا يَحُوزُ نَصِيبُ) الحديث: 2066 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 2066 - / 1 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: (بَقَّيْتَ مَالَكَ مِيرَاثًا لِوَارِثِهِ ... فَلَيْتَ شِعْرِي مَا بَقَى لَكَ الْمَالُ [ص: 234] ) (الْقَوْمُ بَعْدَكَ فِي حَالٍ تَسُرُّهُمْ ... فَكَيْفَ مِنْ بَعْدِهِمْ صارت بك الحال) (ملوا الْبُكَاءَ فَمَا يُبْكِيكَ مِنْ أَحَدٍ ... وَاسْتَحْكَمَ الْقِيلُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْقَالَ) قَالَ: وَأَنْشَدَ: (تُؤَمِّلُ بَعْدَ شَيْبِكَ طُولَ عُمْرٍ ... أَلَيْسَ الشِّيبُ إِحْدَى الْمِيتَتَيْنِ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 2066 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا: (اقْطَعِ الدُّنْيَا بِمَا انْقَطَعَتْ ... وَادْفَعِ الدُّنْيَا بِمَا انْدَفَعَتْ) (وَاقْبَلِ الدُّنْيَا إِذَا سَلَسَتْ ... وَاتْرُكِ الدُّنْيَا إِذَا امْتَنَعَتْ) (تَطْلُبُ النَّفْسُ الْغِنَى عَبَثًا ... وَالْغِنَى فِي النَّفْسِ إِنْ قَنَعَتْ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 2066 - / 3 - وأنشد: (لعمرك ما لدنيا بِدَارِ إِقَامَةٍ ... وَلَوْ عَقَلُوا كَانُوا جَمِيعًا عَلَى وَجَلِ) (فَمَا تَبْحَثُ السَّاعَاتُ إِلَّا عَلَى الْبِلَى ... وَمَا تَنْطِقُ الْأَيَّامُ إِلَّا عَلَى ثُكْلِ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 2067 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: [ص: 235] جَلَسَ قَوْمٌ إِلَى بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَجْمَعُونَ شَيْئًا وَشَيْئَيْنِ وَثَلَاثَةً؟ قُلْنَا: ثَلَاثَةَ أَشْيَاءٍ، وَفِي مَجْلِسِهِ أَعْرَابِيٌّ مُشْتَمِلٌ بِشَمْلَةٍ لَهُ، فَقَالَ: مَا ذَاكَ كَذَلِكَ، بَلْ هِيَ أشاوي، ثُمَّ أَنْشَدَ: (فَنَفْسُكَ فَأَكْرِمْ مِنْ أشاوي كَثِيرَةٍ ... فَمَا تِلْكَ نَفْسٌ بَعْدَهَا تَسْتَعِيرُهَا) (وَلَا تَرْكَبُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ ... حَلَاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَرِيرُهَا) قَالَ: فَكَتَبَهَا كُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ. الحديث: 2067 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 2068 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْمَضَاءُ، عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 236] دَخَلَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى النَّهْدِيُّ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: لَقَدْ غَيَّرَكَ الدَّهْرُ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! ضَعْضَعَ قَنَاتِي، وَشَيَّبَ شَوَاتِي، وَأَفْنَى لَذَّاتِي، وَجَرَّأَ عَلَيَّ عِدَاتِي، وَلَقَدْ بَقِيتُ زَمَانًا أَسُرُّ الْأَصْحَابَ وَأُسْبِلُ الثِّيَابَ وَآلَفُ الْأَحْبَابَ، فَبَادُوا عَنِّي وَدَنَا الْمَوْتُ مِنِّي. وقَالَ: الشَّوَى: جِلْدَةُ الرَّأْسِ. وَالشَّوَى: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ. الحديث: 2068 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 2069 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ، نَا الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (نَزَّاعَةً لِلشَّوىَ (16)) [المعارج: 16] ؛ قَالَ: [ص: 237] لِلْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ. الحديث: 2069 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 2070 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالَحَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ الْغَضْبَانُ بْنُ القَبَعْثَرِيِّ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَرَبِ، فَجَالَسَهُ وَحَادَثَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ مُتْبَسِمًا فَقَالَ لَهُ: (سَمَّوْكَ غَضْبَانًا وَسِنُّكَ ضَاحِكٌ ... لَقَدْ غَلَطُوا إِذْ لَمْ يُسَمُّوكَ ضَاحِكًا) فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الْأَمِيرَ، لَقَدْ كَانَ لِي جَدٌّ يُسَمَّى الْغَضْبَانَ، فَسُمِّيتُ بِاسْمِهِ، وَلَيْسَ كُلُّ اسْمٍ يُشَاكِلُ صَاحِبَهُ، وَلَوْ كَانَتِ الْأَسْمَاءُ تُقَسَّمُ عَلَى الْأَحْسَابِ، إِذَا مَا نَالَ الْأَنْذَالُ مِنْهَا شَيْئًا، فَهَلْ تَرَى اسْمِي مُشَاكِلًا لِحَسَبِي؟ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ. فَقَالَ: هُنَّ بِمَنْزِلَةِ الْأَضْلَاعِ، إِنْ سَوَّيْتَهُ انْكَسَرَ وَإِنْ تَرَكْتَهُ انْتَفَعْتَ بِهِ، وَفِيهِنَّ جَوْهَرٌ لَا يَصْلُحُ إِلَّا عَلَى الْمُدَارَاةِ، فَمَنْ دَارَاهُنَّ انْتَفَعَ بِهِنَّ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ، وَمَنْ [ص: 238] مَارَاهُنَّ كَدَّرْنَ عَيْشَهُ، وَنَغَّصْنَ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَاقِلِ وَالْجَاهِلِ. فَقَالَ: الْعَاقِلُ الَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ هَذَرًا وَلَا يَنْظُرُ شزرا وَلَا يُضْمِرُ عُذْرًا، وَالْجَاهِلُ المهذار في كلامه، والظنين بِسِلَامِهِ، التَّائِهُ عَلَى غُلَامِهِ، الْمُجْتَهِدُ فِي أَقْسَامِهِ، الْمُتَكَلِّمُ فِي طَعَامِهِ. قَالَ: فَمَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَعْطَاهُمْ لِلْمِئِينَ، وَأَطْعَمَهُمْ لِلسَّمِينَ. قَالَ: فَمَنْ أَلْأَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: الْمُعْطِي عَلَى الْهَوَانِ، الْمُعِينُ عَلَى الْإِخْوَانِ، الْبَذُولِ لِلْأَيْمَانِ، الْمَنَّانُ عَلَى الْإِحْسَانِ. الحديث: 2070 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 2071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، نَا بَقِيَّةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ؛ قَالَ: [ص: 239] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْلَمْتُ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2071 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 2072 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، نَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: [ص: 241] مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَبِيعُ شَنًّا كَمَا يَبِيعُ الْغِلْمَانُ وَالصِّبْيَانُ، فَرَحِمَهُ، فَبَارَكَ لَهُ فِي صَفْقَتِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2072 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 2073 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءَ السَّلِيمِيِّ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِقَوْمٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَلَا بِهِ الطَّرِيقُ؛ قَالَ: اللهُمَّ! إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ لَا يَعْرِفُونَنِي؛ فَأَنْتَ تَعْرِفُنِي. الحديث: 2073 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 2074 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، نَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 243] مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَالطَّيْرُ تُظِلُّهُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَمَرَّ بِعَابِدٍ مِنْ عُبَّادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ: وَاللهِ! يَا ابْنَ دَاوُدَ! لَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ مُلْكًا عَظِيمًا. قَالَ: فَسَمِعَ سُلَيْمَانُ كَلِمَتَهُ. فَقَالَ: تَسْبِيحَةٌ فِي صَحِيفَةِ مُؤْمِنٍ خَيْرٌ مِمَّا أُعْطِيَ ابْنُ دَاوُدَ، مَا أُعْطِيَ ابْنُ دَاوُدَ يَذْهَبُ وَالتَّسْبِيحَةُ تَبْقَى. الحديث: 2074 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 2075 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَتِ الْآخِرَةُ فِي الْقَلْبِ؛ جَاءَتِ الدُّنْيَا تَزْحَمُهَا، وَإِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ؛ لَمْ تَزْحَمْهَا الْآخِرَةُ، إِنَّ الْآخِرَةَ كَرِيمَةٌ وَإِنَّ الدُّنْيَا لَئِيمَةٌ. الحديث: 2075 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 2076 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ قَالَ: [ص: 244] قِيلَ لِعِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : لَوِ اتَّخَذْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ. قَالَ: أَنَا أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ لِي شَيْئًا يَشْغَلَنِي بِهِ. الحديث: 2076 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 2077 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ لِرَجُلٍ: عَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يُخَفِّفُ اللهُ عَلَيْكَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الحديث: 2077 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 2078 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص: 245] كَانَ دعوة بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ لِإِخْوَانهِ: زَهَّدَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ زُهْدَ مَنْ أَمْكَنَهُ الْحَرَامُ وَالذُّنُوبُ فِي الْخَلَوَاتِ؛ فَعَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ فَتَرَكَهُ. الحديث: 2078 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 2079 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَضَاءً يَقُولُ لِسِبَاعٍ الْمَوْصِلِيِّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَى بِهِمْ إِلَى الزُّهْدِ؟ قَالَ: الأُنْسُ بِاللهِ. الحديث: 2079 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 2080 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خُنَيْسٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ مِسْكِينِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: [ص: 246] الزُّهْدُ أَنْ يَكُونَ حَالُكَ فِي الْمُصِيبَةِ وَحَالُكَ إِذَا لَمْ تُصَبْ بِهَا سَوَاءٌ، أَوْ أَنْ يَكُونَ مَادِحُكَ وَذَامُّكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءٌ. الحديث: 2080 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 2081 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، نَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ وَائِلٍ - رَجُلٌ مِنَ الْمُتَطَوِّعَةِ -؛ قَالَ: رَأَيْتُ بِبِلادِ الْهِنْدِ شَجَرًا لَهَا وَرْدٌ أَحْمَرُ فِيهِ بِبِيَاضٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. الحديث: 2081 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 2082 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ ضُبَيْعَةَ؛ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي فَلاةٍ وَابْنُ طَبْيَانَ مَعَنَا إِذَا نحن بصبي يبكي، فقال: إِنِّي مُنْقَطِعٌ فِي هَذِهِ الْفَلاةُ فَلَوْ حَمَلْتُمَانِي. فَقَالَ صَاحِبُ عُمَيْرٍ: لَوْ أَرْدَفْتَهُ، فَحَمَلَهُ خَلْفَهُ وَمَكَثَا سَاعَةً، فَنَظَرَ فِي وَجْهِ عُمَيْرٍ وَتَنَفَّسَ فَخَرَجَ مِنْ فِيهِ نَارٌ مِثْلُ نَارِ الأَتُونِ، فَأَخَذَ السَّيْفَ فَرَفَعَهُ عَلَيْهِ، فَبَكَى، وَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنِّي؟ فَكَفَّ عَنْهُ، وَلَمْ يُعْلِمْ صَاحِبَهُ مَا رَأَى، فَمَكَثَ هُنَيْهَةً ثُمَّ عَادَ [ص: 247] فَأَخَذَ لَهُ السَّيْفَ. فَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنِّي؟ وَبَكَى، وَلَمْ يُعْلِمْ صَاحِبَهُ بِمَا رَأَى، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ فَفَغَرَ فِي وَجْهِهِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا رَأَى الْجَدَّ مِنْهُ، وَثَبَ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللهُ مَا أَشَدُّ قَلْبِكَ، مَا فَعَلْتَهُ فِي وَجْهِ رَجُلٍ إِلا ذَهَبَ عَقْلُهُ. وَغَابَ عَنْهُمْ. الحديث: 2082 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 2083 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مُنَاجَاةِ عُزَيْرٍ: اللهُمَّ! إِنَّكَ اخْتَرْتَ مِنَ الأَنْعَامِ الضَّائِنَةَ، وَمِنَ الطَّيْرِ الْحَمَامَةَ، وَمِنَ النَّبَاتِ الْحَبَلَةَ، وَمِنَ الْبُيُوتِ بَكَّا وَإِيلِيَّا، وَمِنْ إِيلِيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2083 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 2084 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص: 248] قَرَأْتُ فِي الإِنْجِيلَ: أَنَّ الْمَسِيحَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ: كُونُوا حُلَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُلَهَاءَ كَالْحَمَامِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2084 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 2085 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي غُلامٍ كِلاهُمَا يَدَّعِيهِ، فَسَأَلَ عُمَرُ أُمَّهُ. فَقَالَتْ: غَشِيَنِي أَحَدُهُمَا ثُمَّ هَرَقْتُ مَاءً، ثُمَّ غَشِيَنِي الآخَرُ، فَدَعَا عُمَرُ قَائِفَيْنِ فَسَأَلَهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أُعْلِنُ أَمْ أُسِرُّ؟ قَالَ: بَلْ أَسِرَّ. قَالَ: اشْتَرَكَا فِيهِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ حَتَّى اضْطَجَعَ. ثُمَّ سَأَلَ الآخَرَ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا يَكُونُ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَلْبَةَ تَسْفِدُهَا الْكِلابُ، فَتُؤَدِّي إِلَى كُلِّ فَحْلٍ نَجْلَهُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2085 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 2086 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ سَهْمِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ؛ قَالَ: [ص: 249] حُدِّثَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ أَخَذَ لِلْحَسَنِ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَحِبْوَةُ صِدْقٍ فِي يَزِيدَ. الحديث: 2086 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 2087 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدنيا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ أَنَّ سَوَّارَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ سَيِّدَا أَهْلِ الْبَصْرَةِ عربيتهم وَمَوْلاهُمْ، غَضِبَ مِنْ غَضِبَ وَرَضِيَ مِنْ رَضِيَ. الحديث: 2087 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 2088 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، نَا بُكَيْرُ بْنُ بَكْرٍ الْغِفَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: نِضْلَةَ؛ قَالَ: [ص: 250] خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَمْشِي وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يَخْطِرُ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ بَطْحَاءَ مَكَّةَ كُدْيًا فَكُدَاهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ لَكَ دِينٌ؛ فَلَكَ كَرَمٌ، وَإِنْ يَكُنْ لَكَ عَقْلٌ؛ فَلَكَ مُرُوءَةٌ، وَإِنْ يَكُنْ لَكَ مَالٌ؛ فَلَكَ شَرَفٌ، وَإِلا فَأَنْتَ وَالْحِمَارُ سَوَاءٌ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2088 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 2089 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: إِنَّ الْحِكْمَةَ لَيْسَتْ عَنْ كِبَرِ السِّنِّ، وَلَكِنَّهُ عَطَاءَ اللهِ يُعْطِيهِ مِنْ يَشَاءُ، فَإِيَّاكَ وَدَنَاءَةَ الأُمُورِ وَمَدَاقَ الأَخْلاقِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2089 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 2090 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: [ص: 251] إِذَا أَعْطَيْتُمْ؛ فَأَغْنُوا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2090 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 2091 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: وَقَفْتُ عَلَى بَزَّازٍ بِمَكَّةَ أَشْتَرِي مِنْهُ ثَوْبًا، فَجَعَلَ يَمْدَحُ وَيَحْلِفُ، فَتَرَكْتُهُ وَقُلْتُ: لا يَنْبَغِي الشِّرَاءُ مِنْ مِثْلِهِ، وَاشْتَرَيْتُ مِنْ غَيْرِهِ، ثُمَّ [ص: 252] حَجَجْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يَمْدَحُ وَلا يَحْلِفُ. فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ الرَّجُلَ الَّذِي وَقَفْتُ عَلَيْهِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَخْرَجَكَ إِلَى مَا أَرَى؟ مَا أَرَاكَ تَمْدَحُ وَلا تَحْلِفُ! فَقَالَ: كَانَتْ لِيَ امْرَأَةٌ إِنْ جِئْتُهَا بِقَلِيلٍ نَزَرَتْهُ، وَإِنْ جِئْتُهَا بِكَثِيرٍ قَلَّلَتْهُ، فَنَظَرَ اللهُ إِلَيَّ فَأَمَاتَهَا، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً بَعْدَهَا، فَإِذَا أَرَدْتُ الْغُدُوَّ إِلَى السُّوقِ أَخَذَتْ بِمَجَامِعِ ثِيَابِي ثُمَّ قَالَتْ: يَا فُلانُ! اتَّقِ اللهَ وَلا تُطْعِمْنَا إِلا طَيِّبًا، إِنْ جِئْتَنَا بِقَلِيلٍ كَثَّرْنَاهُ، وَإِنْ لَمْ تَأْتِنَا بِشَيْءٍ أَعَنَّاكَ بِمِغْزَلِنَا. الحديث: 2091 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 2092 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْقَحْذَمِيِّ؛ قَالَ: كَانَتْ عَاتِكَةُ ابْنَةُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَلَمَّا قُتِلَ الزُّبَيْرُ كَتَبَتْ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَعْدَ حِينٍ: قَدْ عَلِمْتَ حَبْسِي نَفْسِي بَعْدَ أَبِيكَ، فَإِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ شَيْءٌ، فَابْعَثْ بِهِ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِأَلْفَيْ أَلْفِ رُبْعِ ثُمْنِ مَالِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ نِسَاؤُهُ أَرْبَعًا مَاتَ عَنْهُنَّ، وَهُنَّ: أُمُّهُ أَسْمَاءُ [ص: 253] بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدٍ، وَابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَأُمُّ مُصْعَبٍ الْكَلْبِيَّةُ. الحديث: 2092 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 2093 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: التَّسْلِيطُ عَلَى الْمَمَالِيكِ مِنَ الدَّنَاءَةِ. الحديث: 2093 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 2094 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ مِنِ النَّاسِ رَجُلًا لا يَتَكَلَّمُ بِبَعْضِ مَا لا يُرِيدُ غَيْرَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَقَدْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ شَيْءٌ، فَقَامَ وَهُوَ يَقُولُ: (قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ... ثُمَّ لا تَرَى لَهُ صَبْوَةً فِيمَا بَقِيَ آخِرَ الدَّهْرِ) آخر الجزء الرابع عشر، ثم يتلوه الخامس عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2094 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الخامس عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءة، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي القاضي: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 2094 - / م - نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرْقِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 261] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»   [إسناده حسن] . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 2095 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سَلامُ بْنُ سَلْمٍ، نَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 263] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُعْرَضُ عَلَى الأَمْوَاتِ أَعْمَالَكُمْ؛ فَإِنْ رَأَوْا حَسَنَةً اسْتَبْشَرُوا، وَقَالُوا: اللهُمَّ! هَذِهِ نِعْمَتُكَ؛ فَأَتِمَّهَا عَلَى عَبْدِكَ، وَإِذَا رَأَوْا سَيِّئَةً؛ اكْتَأَبُوا وَقَالُوا: اللهُمَّ! رَاجِعْ بِعَبْدِكَ» . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلا تُخْزُوا مَوْتَاكُمْ بِالْعَمَلِ السيء»   [إسناده واهٍ جداً] . الحديث: 2095 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 2096 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ، نَا سَلامُ بْنُ أَبِي خُبْزَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: وَاللهِ! لَوْ وَلِيتُ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا مَا كَانَ فِيكُمْ أَحَدٌ أَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ. قَالَ: فَكَأَنِّي غَضِبْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَفْسُ! لَوْ كَانَ فِيكِ خَيْرٌ مَا أَسَاءَ [ص: 264] الْحَسَنُ بِكِ الظَّنَّ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2096 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 2097 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ: قَالَ وَهْبِ بْنُ مُنَبِّهٍ: يُقَالَ: الدَّاءُ الَّذِي لا دَوَاءَ لَهُ إِلا رِضْوَانَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرِضْوَانُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الدَّوَاءَ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَهُ دَاءٌ، فَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُرْضِي رَبَّهُ يُسْخِطْ نَفْسَهُ، وَمَنْ لا يُسْخِطْ نَفْسَهُ لا يُرْضِي رَبَّهُ، إِنْ كَانَ كُلَّمَا ثَقُلَ عَلَى الإِنْسَانِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ تَرَكَهُ؛ أَوْشَكَ أَنْ لا يَبْقَى مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ. الحديث: 2097 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 2098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةُ؛ قَالَ: كَانَ الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ يَقُولُ: لِيُنْزِلْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ لَوْ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ، فَأَقَالَهُ؛ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2098 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 2099 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بنُ محمد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَخْيَارِ الْمُسْلِمِينَ: مَا غِنَى مِنْ لا يَمْلُكُ نَفْسَهُ! وَمَا شِدَّةُ رَجُلٍ لا يَغْلِبُ حِلْمُهُ غَضَبَهُ! وَمَا عَقْلُ مِنْ لا يَعْرِفُ مَا يَضُرُّهُ وَمَا يَنْفَعُهُ! وَمَا بَصَرُ مِنْ لا يُبْصِرُ سَبِيلَ رُشْدِهِ! وَمَا حِكْمَةُ مِنْ لا يَعْرِفُ الضَّلالَةَ مِنَ الْهُدَى! وَمَا بَيَانُ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ! وَمَا خَيْرُ قُوَّةٍ لا تُبْتَذَلُ فِي طَاعَةِ اللهِ! وما منفعة من لا ينفعه كتاب الله! وما خير مال لا ينفق في سبيل الله! إِنَّ الْجَاهِلَ لا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ كَمَا لا يَنْفَعُ السِّرَاجُ الأَعْمَى، أَصْبَحْتُمْ فِي آجَالٍ مَنْقُوضَةٍ وَأَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ، وَالْمَوْتُ فِي رِقَابِكُمْ، وَالنَّارُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، وَكَأَنَّ مَا مَضَى لَمْ يَكُنْ , وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ. الحديث: 2099 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 2100 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَيُّهَا الْعَالِمُ! صُمْ قَبْلَ أَنْ لا تَقْدِرَ عَلَى صَوْمِ يَوْمٍ تَصُومُهُ، كَأَنَّكَ إِذَا ظَمِئْتَ لَمْ تَكُنْ رُوِيتَ، وَكَأَنَّكَ إِذَا رُوِيتَ لَمْ تَكُنْ ظَمِئْتَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2100 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 2101 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قُلْتُ لإِسْرَائِيلَ أَبِي مُوسَى: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ رَجُلٌ فَرَحَّلَكُمْ. قَالَ: إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَرَحَّلَهَا ثُمَّ رَحَّلَنَا. يَعْنِي الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ رَحِمَهُ اللهُ. الحديث: 2101 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 2102 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِفَرَسٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِفَرَسٍ يَسْبِقُ الطَّرْفَ، وَيَسْتَغْرِقُ الْوَصْفَ. الحديث: 2102 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 2103 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: [ص: 267] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَكْرَمُ الصَّفَايَا أَشَدُّهَا وَلَهًا إِلَى أَوْلادِهَا، وَأَكْرَمُ الإِبِلِ أَحَنُّهَا إِلَى أَوْطَانِهَا، وَأَكْرَمُ الأَفْلاءِ أَشَدُّهَا مُلَازَمَةً لأَمْهَاتِهَا، وَخَيْرُ النَّاسِ آلَفُ النَّاسِ لِلنَّاسِ. الحديث: 2103 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 2104 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ وَاقِفًا فِي الشَّمْسِ عَلَى بَابِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ طَالَ وُقُوفُكَ فِي الشَّمْسِ. فَقَالَ رَوْحٌ: لِيَطُولَ مُقَامِي فِي الظِّلِّ. الحديث: 2104 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 2105 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: [ص: 268] دَخَلَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ التَّيْمِيُّ عَلَى أَبِيهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَلا أُوصِي بِكَ الأَمِيرَ. فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْحَيِّ إِلا وَصَيَّةُ الْمَيِّتِ؛ فَالْحَيُّ هُوَ الْمَيِّتُ. ثم أنشد مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ لِبَعْضِهِمْ: (إِذَا مَا الْحَيُّ عَاشَ بِعَظْمِ مَيِّتٍ ... فَذَاكَ الْعَظْمُ حَيُّ وَهُوَ مَيِّتُ) الحديث: 2105 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 2106 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ عَنْ رَجُلٍ، فَقَالُوا لَهُ: أَحْمَقٌ مَرْزُوقٌ. فَقَالَ: ذَاكَ وَاللهِ الْكَامِلُ. الحديث: 2106 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 2107 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: يُقَالَ: مَا سَبَقَ عِيَالٌ مَالا قَطُّ إِلا كَانَ صَاحِبُهُ فَقِيرًا. وَقِيلَ لِرَجُلٍ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ: مَا لَكَ لا يَنْمَى مَالُكَ؟ قَالَ: لأَنِّي اتَّخَذْتُ الْعِيَالَ قَبْلَ الْمَالِ، وَاتَّخَذَ النَّاسُ الْمَالَ قَبْلَ الْعِيَالِ. الحديث: 2107 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 2108 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص: 269] قِيلَ لِمَدَنِيٍّ: كَيْفَ حَالُكَ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ ذَهَبَتْ نِعْمَتُهُ وَبَقِيَتْ عَادَتُهُ؟ ! قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: يُقَالُ: الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الوطن غربة. الحديث: 2108 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 2108 - / م - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي كُتُبِ الْهِنْدِ: ذُو الْمُرُوءَةِ يُكْرَمُ مُعْدَمًا؛ كَالأَسَدِ يُهَابُ وَإِنْ كَانَ رَابِضًا، وَمَنْ لا مُرُوءَةٌ لَهُ يُهَانُ وَلا يُهَابُ وَإِنْ كَانَ مُوسِرًا؛ كَالْكَلْبِ وَإِنْ طُوِّقَ وَحُلِّيَ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 2109 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَازِنِيَّ: قَالَ بَعْضُ الأَشْرَافِ: الصَّبْرُ عَلَى حُقُوقِ الْمُرُوءَةِ أَشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى أَلَمِ الْحَاجَةِ، وَذِلَّةُ الْفَقْرِ مَانِعَةٌ مِنْ عِزِّ الصَّبْرِ، كَمَا أَنَّ عِزَّ الْغِنَى مَانِعٌ مِنَ الإِنْصَافِ. الحديث: 2109 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 2110 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: [ص: 270] قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الأَهْتَمِ: مَا السُّرُورُ؟ قَالَ: رَفْعُ الأَوْلِيَاءِ، وَخَفْضُ الأَعْدَاءِ، وَطُولُ الْبَقَاءِ مَعَ الْقُدْرَةِ وَالنَّمَاءِ. الحديث: 2110 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 2111 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَجُلا هَرَبَ مِنَ الْحَجَّاجِ، فَمَرَّ بِسَابَاطٍ فِيهِ كَلْبٌ بَيْنَ حُبَّيْنِ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مَاؤُهُمَا، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَ هَذَا الْكَلْبِ! فَمَا لَبِثَ أَنْ مَرَّ بِالْكَلْبِ فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: جَاءَ كِتَابُ الْحَجَّاجِ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلابِ، [فَأُمْسِكَ] . الحديث: 2111 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 2112 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: [ص: 271] مِنَ الدَّنَاءَةِ أَنْ يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَدِيقِهِ: ادْخُلْ مَعِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِي يُدْفَعُ إِلَى صَاحِبِ الْحَمَّامِ شَيْءٌ دَنِيءٌ؛ فَكَأَنَّهُ يُوهِمُ صَدِيقَهُ أَنَّ قَدْرَهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ الدَّنِيءُ. الحديث: 2112 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 2113 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: إِلَى اللهِ أَشْكُو حَمْدَ مَا لا أُوتِيَ وَذَمَّ مَا لا أَتْرُكُ. الحديث: 2113 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 2114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قُلْتُ لِجَارِ عَطَاءِ السُّلَمِيِّ: مَنْ كَانَ يَخْدِمُ عَطَاءً؟ قَالَ: مُخَنَّثُونَ كَانُوا فِي الدَّارِ مَعَهُ يَسْتَقُونَ لَهُ الْمَاءَ لِوُضُوئِهِ. [فَقُلْتُ: أَيُوَضِّئُهُ مُخَنَّثُونَ] ؟ ! قَالَ: وَهُوَ [كَانَ] يَظُنُّهُمْ خَيْرًا مِنْهُ. الحديث: 2114 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 2115 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: ثَلاثَةٌ مِنْ أَحْسَنِ شَيْءٍ: جُودٌ لِغَيْرِ ثَوَابٍ، وَنَصَبٌ لِغَيْرِ الدُّنْيَا، وَتَوَاضُعٌ لِغَيْرِ ذُلٍّ. الحديث: 2115 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 2116 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: إِذَا رَأَيْتَ أَكْبَرَ مِنْكَ؛ فَقُلْ: سَبَقَنِي بِالإِسْلامِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ أَصْغَرَ مِنْكَ؛ فَقُلْ: سَبَقْتُهُ بِالذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ يُكْرِمُونَكَ؛ فَقُلْ: نِعْمَةٌ أُحْدِثَ [ص: 273] ثَوَابُهَا، وَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُمْ تَقْصِيرًا؛ فَقُلْ: بِذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ. الحديث: 2116 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 2117 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ؛ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: تَعَاشَرَ النَّاسُ زَمَانًا بِالدِّينِ وَالتَّقْوَى ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ، فَتَعَاشَرُوا [ص: 274] بِالْحَيَاءِ وَالتَّذَمُّمِ ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ؛ فَمَا يَتَعَاشَرُ النَّاسُ إِلا بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، وَأَظُنُّهُ سَيَجِيءُ مَا هُوَ شَرٌّ مِنْ هَذَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2117 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 2118 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا يَقُولُ رَجُلٌ فِي رَجُلٍ مِنَ الْخَيْرِ مَا لا يَعْلَمُ؛ إِلا أَوْشَكَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ مَا لا يَعْلَمُ، وَلا اصْطَحَبَ اثْنَانِ عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلا أَوْشَكَ أَنْ يَتَفَرَّقَا عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2118 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 2119 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا نَالُوا بِأَطْرَافِ أَنَامِلِهِمْ شَيْئًا إِلا [ص: 275] وَقَدْ وَطِئْنَاهُ بَأَخْمَاصِ أَقْدَامِنَا، وَإِنَّ أَقْصَى مَثَلِهِمْ لأَدْنَى فِعَالِنَا. الحديث: 2119 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 2120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ: لِلْعَادَةِ سُلْطَانٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَمَا اسْتُنْبِطَ الصَّوَابُ بِمِثْلِ الْمُشَاوَرَةِ، وَلا حُصِّنَتِ النِّعَمُ بِمِثْلِ الْمُوَاسَاةِ، وَلا اكْتُسِبَتِ الْبَغْضَاءُ بِمِثْلِ الْكِبْرِ. الحديث: 2120 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 2121 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ فُلانًا مَوْلَى بَاهِلَةَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ عَلَى بَغْلَةٍ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَفَرٍ رَاجِلا، فَقُلْتُ: أَرَاجِلٌ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَرَاكِبٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ؟ ! فَقَالَ: رَكِبْتُ حَيْثُ يَمْشِي النَّاسُ؛ فَكَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرَجِّلَنِي حَيْثُ يَرْكَبُ النَّاسُ. الحديث: 2121 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 2122 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 276] قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَا رَأَيْتُ ذَا كِبْرٍ قَطُّ إِلا تَحَوَّلَ دَاؤُهُ فِيَّ - يُرِيدُ أَنِّي أَتَكَبَّرُ عَلَيْهِ -. وَقَالَ آخَرُ: مَا تَاهَ عَلَيَّ أَحَدٌ قَطُّ مَرَّتَيْنِ - يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا تَاهَ عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ -. الحديث: 2122 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 2123 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ: عَلامَةُ الأَحْرَارِ إِنْ يُلْقَوْا بِمَا يُحِبُّونَ وَيُحْرَمُوا مَا أَمِلُوا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ أَنْ يُلْقَوْا بِمَا يَكْرَهُونَ وَيُعْطَوْا فَوْقَ مَا أَمِلُوا؛ فَانْظُرْ إِلَى خِلَّةٍ أَفْسَدَتْ مِثْلَ الْجُودِ فَاجْتَنِبْهَا، وَانْظُرْ إِلَى خِلَّةٍ عَفَّتْ عَلَى مِثْلِ الْبُخْلِ فَالْزَمْهَا. الحديث: 2123 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 2124 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: سَمِعَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ رَجُلا يُنَازِعُ رَجُلا فِي أَمْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي مَا أَظُنُّكَ إِلا ضعيفا فيما تُحَاوِلُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا عَلَى ظَنِّكَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَهْلِي. فَقَالَ الأَحْنَفُ: لأَمْرِ مَا قِيلَ: احْذَرِ الْجَوَابَ. الحديث: 2124 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 2125 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَا: سَمِعْنَا الزِّيَادِيَّ قَالَ: قَالَ موبذانُ لِكِسْرَى: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلا يَبْخَلَ؛ لأَنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدَ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلَّ عَنِ الْمُجَازَاةِ، وَلا يَجْهَلَ؛ لأَنَّهُ لا يَكُونُ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِهِ. الحديث: 2125 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 2126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ؛ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: يَا بُنَيَّ! قَدْ خُلِقْتَ خِلْقَةً لا تَصْلُحُ مَعَهَا لِمُجَامَعَةِ النَّاسِ، وَلا تَكُونُ فِي مَجْلِسٍ إِلا لَحَظَتْكَ الْعُيُونُ؛ فَعَلَيْكَ بِالدِّينِ؛ فَإِنَّهُ يَرْفَعُ الْخَسِيسَةِ وَيُتِمُّ النَّقِيصَةِ. قَالَ: فَنَفَعَنِي اللهُ بِكَلامِهَا الَّذِي قَالَتْ لي مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَتَعَلَّمْتُ الْفِقْهَ وَالْعِلْمَ وَالأَدَبَ حَتَّى وُلِّيتُ الْقَضَاءَ. الحديث: 2126 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 2127 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 279] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ أَجْمَعِينَ» . قُلْتُ: وَفِي النَّاسِ إِذْ ذَاكَ قَوْمٌ صَالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2127 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 2128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، نَا شُعْبَةُ، نَا الأعمش، عن إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص: 281] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلَفَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2128 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 2129 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ هِلالٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي صُحُفِ إبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : طُوبَى لِلأَبْرَارِ الَّذِينَ أَطْلَعُونِي مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى الرِّضَا، وَأَطْلَعُونِي مِنْ ضَمِيرِهِمْ عَلَى الصِّدْقِ وَالاسْتِقَامَةِ، طُوبَى لَهُمْ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الْجَزَاءِ إِذَا وُفِدُوا إِلَيَّ مِنْ قُبُورِهِمْ وَالنُّورُ يَسْعَى أَمَامَهُمْ، وَالْمَلائِكَةُ حَافُّونَ بِهِمْ، حَتَّى أَبْلُغَ بِهِمْ مَا يَرْجُونَ مِنْ رَحْمَتِي. الحديث: 2129 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 2130 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قُبَيْصَةَ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 282] خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمًا؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهّ! لا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهَا دَارٌ بِالْبَلاءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْفَنَاءِ مَعْرُوفَةٌ، وَبِالْغَدْرِ مَوْصُوفَةٌ، وَكُلُّ مَا فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، وَهِيَ بَيْنَ أَهْلِهَا دُوَلٌ وَسِجَالٌ، لَنْ يَسْلَمَ مِنْ شَرِّهَا نُزَّالُهَا، بَيْنَمَا أَهْلُهَا فِي رَخَاءٍ وَسُرُورٍ؛ إِذْ هُمْ مِنْهَا فِي بَلاءٍ وَغُرُورٍ، الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالرَّخَاءُ فِيهَا لا يَدُومُ، وَإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا وَتَقْضِمُهُمْ بِحِمَامِهَا. عِبَادَ اللهِ! وَإِنَّكُمْ وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا عَنْ سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَارًا، وَأَشَدَّ مِنْكُمْ بَطْشًا، وَأَعْمَرَ دِيَارًا، وَأَبْعَدَ آثَارًا؛ فَأَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً خَامِدَةً، مِنْ بَعْدِ طُولِ تَقَلُّبِهَا، وَأَجْسَادُهُمْ بَالِيَةً، وَدِيَارُهُمْ خَالِيَةً، وَآثَارُهُمْ عَافِيَةً، وَاسْتُبْدِلُوا بِالْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، وَالسُّرُرِ وَالنَّمَارِقِ الْمُمَهَّدَةِ، الصُّخُورَ وَالأَحْجَارَ الْمُسْنَدَةِ فِي الْقُبُورِ، الْمِلاطِيَّةِ الْمُلْحَدَةِ الَّتِي قَدْ بَيَّنَ الْخَرَابُ قِبَاؤُهَا، وَشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بناؤها، فمحلها مُقْتَرِبٌ، وَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ بَيْنَ أَهْلِ عُمَارَةٍ مُوحِشِينَ وَأَهْلِ مَحِلَّةٍ مُتَشَاغِلِينَ، لا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْعُمْرَانِ، وَلا يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيرَانِ، عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ، وَدُنُوِّ الدَّارِ، وَكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَوَاصُلٌ، وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبِلَى، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ وَالثَّرَى؛ فَأَصْبَحُوا بَعْدَ الْحَيَاةِ أَمْوَاتًا، وَبَعْدَ غَضَارَةِ الْعَيْشِ رُفَاتًا، فُجِعَ بِهِمُ الأَحْبَابُ، وَسَكَنُوا التُّرَابَ، وَظَعِنُوا فَلَيْسَ لَهُمْ إِيَابٌ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! ! {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يوم يبعثون} [المؤمنون: 100] ، وَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ [ص: 283] الْوِحْدَةِ وَالْبِلَى فِي دَارِ الْمَوْتَى، وَارْتَهَنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، وَضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعِ؛ فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ قَدْ تَنَاهَتِ الأُمُورُ، وَبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ، أَوَقَفْتُمْ لِلتَّحْصِيلِ بَيْنَ يَدَيْ مَلِكٍ جَلِيلٍ، فَطَارَتِ الْقُلُوبُ لإِشْفَاقِهَا مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ، وَهُتِكَتْ عَنْكُمُ الْحُجُبُ وَالأَسْتَارُ، وَظَهَرَتْ مِنْكُمُ الْعُيُوبُ وَالأَسْرَارَ، هُنَالِكَ: {تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17] ، (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَؤُا بِمَا عِمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) [النجم: 31] (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)) [الكهف: 49] . جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ عَامِلِينَ بِكِتَابِهِ، مُتَّبِعِينَ لأَوْلِيَائِهِ، حَتَّى يُحِلَّنَا وَإِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فضلة؛ إِنَّهُ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2130 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 2131 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الدُّنْيَا وَقْتُكَ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْكَ فِيهِ طَرْفُكَ؛ لأَنَّ مَا مَضَى عَنْكَ فَقَدْ فَاتَكَ إدراكه، وما لم يأت لا عِلْمَ لَكَ بِهِ. الحديث: 2131 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 2132 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يُحْشَرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ عُرَاةً مَا خَلا أهل الزهد. الحديث: 2132 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 2133 - حدثنا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَيْسَ مِنِ الْحَيَوَانِ شَيْءٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَدِيمِ السَّمَاءِ غَيْرَ الإِنْسَانِ، وَذَلِكَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2133 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 2134 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قال: قالت الْحُكَمَاءُ: الإِنْسَانُ يَعِيشُ حَيْثُ تَحْيَا النَّارُ، وَيُتْلَفُ حَيْثُ لا تَبْقَى النَّارُ. قَالَ: وَأَصْحَابُ الْمَعَادِنِ وَالْحَفَائِرِ إِذَا هَجَمُوا عَلَى فَتْقٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ مَغَارَةٍ؛ قَدَّمُوا شَمْعَةً فِي طَرَفِ قَنَاةٍ، فَإِنْ ثَبَتَتِ النَّارُ وَعَاشَتْ؛ دَخَلُوا فِي طَلَبِ مَا يُرِيدُونَ، وَإِلا؛ أَمْسَكُوا. الحديث: 2134 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 2135 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةُ، نَا ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ أَسْمَاءَ كَنَائِنِ نُوحٍ إِذَا كُتِبْنَ فِي زَوَايَا بَيْتِ حَمَامٍ؛ نَمَتِ الْفِرَاخُ وَسَلِمَتْ مِنَ الآفَاتِ. قَالَ أَبِي: قَدْ جَرَّبْتُهُ أَنَا وَغَيْرِي فَوَجَدْنَاهُ كَمَا قَالَ. قَالَ أَبِي: وَاسْمُ امْرَأَةِ سام بن نوح «مَحْلَث مَحْوا» ، واسم امرأة حام «أذْنَفْ نشا» ، واسم امرأة يَافِثَ «زِرْقَتْ تَيْثُ»   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2135 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 2136 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 286] قَالَ بَعْضُ الْعُمَّالِ لأعرابي: ما أحسبك تدري كَمْ تُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ! قَالَ: أَرَأَيْتُكَ إِنْ أَنْبَأْتُكَ ذَلِكَ؛ أَتَجْعَلُ لِي عَلَيْكَ مَسْأَلَةً؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: (إِنَّ الصَّلاةَ أَرْبَعٌ أَرْبَعُ ... ثُمَّ ثَلاثٌ بَعْدَهُنَّ أَرْبَعُ) (ثُمَّ صَلاةُ الْفَجْرِ لا تُضَيَّعُ ... ) قَالَ: صَدَقْتَ، فَاسْأَلْ! قَالَ: أَخْبِرْنِي كَمْ فَقَارُ ظَهْرِكَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي. قَالَ: أَفَتَحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ وَأَنْتَ تَجْهَلُ هَذَا مِنْ نَفْسِكَ؟ ! الحديث: 2136 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 2137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْعَلاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ: [ص: 287] خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَاجًّا، فَلَمَّا دَخَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَبَكَى حَتَّى عَلا صَوْتُهُ، فَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ قَلِيلا. فَقَالَ لَهُمْ: أَبْكِي لَعَلَّ اللهَ يَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ فَأَفُوزُ بِهَا غَدًا. قَالَ: ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ حَتَّى جَاءَ فَرَكَعَ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ؛ فَإِذَا مَوْضِعُ سُجُودِهِ مُبْتَلا كُلِّهُ مِنْ دُمُوعِهِ. الحديث: 2137 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 2138 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 288] لَمَّا حَضَرَتِ الْحُطَيْئَةَ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: احْمِلُونِي عَلَى حِمَارٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ عَلَيْهِ كَرِيمٌ قَطُّ؛ فَلَعَلِّي أَنْ أَبْقَى. ثُمَّ تَمَثَّلَ: (لِكُلِّ جَدِيدٍ لَذَّةٌ غَيْرَ أَنَّنِي ... وَجَدْتُ جَدِيدَ الْمَوْتِ غَيْرَ لَذِيذِ) الحديث: 2138 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 2139 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: خَوَّفَ رَجُلٌ رَجُلا جَوَّادًا بِالْفَقْرِ [وَأَمَرَهُ بِالإِبْقَاءِ عَلَى نَفْسِهِ] ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَتْرُكَ أَمْرًا قَدْ وَقَعَ لأَمْرٍ لَعَلَّهُ لا يَقَعُ. الحديث: 2139 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 2140 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: نَظَرَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ يَضْرِبُ غُلامًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتُفْسِدُ أَدَبَكَ بِأَدَبِهِ؟ ! فَلَمْ يُرَ ضَارِبًا غُلامًا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2140 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 2141 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ؛ قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: إِنَّكَ لا تُؤدَّبُ غِلْمَانَكَ وَلا تَضْرِبُهُمْ. قَالَ: هُمْ أُمَنَاؤُنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، فَإِذَا نَحْنُ أَخَفْنَاهُمْ؛ فَكَيْفَ نَأْمَنُهُمْ؟ ! الحديث: 2141 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 2142 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بُزُرْجَمْهَرُ الْحَكِيمُ لِبَعْضِ مُلُوكِ الْفُرْسِ: إِيَّاكَ وَعِزَّةَ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّهَا مُصَيِّرَتُكَ إِلَى ذُلِّ الاعْتِذَارِ. الحديث: 2142 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 2143 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةُ؛ قَالَ: كَتَبَ أَبْرَوِيزُ إِلَى ابْنِهِ شِيرَوَيْهِ: إِنَّ كَلِمَةً مِنْكَ تَسْفِكُ دَمًا، وَإِنَّ أُخْرَى مِنْكَ تَحْقِنُ دَمًا، وَإِنَّ سَخَطَكَ سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ رِضَاكَ بَرَكَةٌ مُسْتَفِيضَةٌ عَلَى مَنْ رَضِيتَ عَنْهُ، (وَإِنَّ نَفَاذَ أَمْرِكَ [ص: 290] مَعَ ظهور كلامك) ؛ فاحترس من غَضَبِكَ مِنْ قَوْلِكَ أَنْ تُخْطِئ، وَمِنْ لَؤْمِكَ أَنْ تَتَغَيَّرَ؛ فَإِنَّ الْمُلُوكَ تُعَاقِبُ قُدْرَةً (وَحَزْمًا) ، وَتَعْفُو (تَفَضُّلا و) حلما، وَمَا يَنْبَغِي لِلْقَادِرِ أَنْ يَسْتَخِفَّ وَلا لِلْحَلِيمِ أَنْ يَزْهُو، فَإِذَا رَضِيتَ؛ فَأَبْلِغْ لِمَنْ رَضِيتَ عَنْهُ يَحْرِصُ مَنْ سِوَاهُ عَلَى رِضَاكَ، وَإِذَا سَخِطْتَ؛ فَاعْفُ، فَإِنَّ سَخَطَكَ يَصْغُرُ عَنْ مُلْكِكَ؛ فَقَدِّرْ لِسَخْطِكَ مِنَ الْعِقَابِ كَمَا تُقَدِّرُ لِرِضَاكَ مِنَ الثَّوَابِ. الحديث: 2143 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 2144 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: لَسْتَ تَرَى أَحَدًا تَكَبَّرَ فِي الإِمَارَةِ؛ إِلا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْءَ الَّذِي نَالَ فَوْقَ قَدْرِهِ، وَلَسْتَ تَرَى أَحَدًا يَضَعُ نَفْسَهُ فِي الإِمَارَةِ؛ إِلا وَهُوَ فِي نَفْسِهِ أَكْبَرُ مِمَّا نَالَ فِي سُلْطَانِهِ. وَقِيلَ لِرَجُلٍ: فُلانٌ غَيَّرَتْهُ الْوَلايَةُ؛ فَقَالَ: إِذَا وُلِّيَ الرَّجُلُ وَلايَةً يَرَى أَنَّهَا أَكْبَرُ مِنْهُ؛ فَقَدْ تَغَيَّرَ، وَإِذَا وُلِّيَ وَلايَةً يَرَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْهَا؛ لَمْ يَتَغَيَّرْ. الحديث: 2144 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 2145 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الأَعْرَابُ: إِيَّاكَ وَصَدْرَ الْمَجْلِسِ؛ فَإِنَّهُ مَجْلِسُ قُلْعَةَ. الحديث: 2145 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 2146 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِصَدِيقٍ لَهُ وَمَعَهُ رَجُلٌ ثَقِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَى حَالَكَ؟ فَقَالَ: (وَقَائِلٌ كَيْفَ أَنْتَ قُلْتُ لَهُ ... هَذَا جَلِيسِي فَمَا تَرَى حَالِي) الحديث: 2146 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 2147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو مَيْسَرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ زَاجِرِ بْنِ الصَّلْتِ الطَّلْحِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ؛ قَالَ: مَرَّ عَلَى الشَّعْبِيِّ حَمَّالٌ عَلَى ظَهْرِهِ دَنٌّ يَحْمِلُهُ، فَلَمَّا رَأَى الشَّعْبِيَّ وَضَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا كَانَ اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَلِكَ نِكَاحٌ لَمْ نَشْهَدْهُ. الحديث: 2147 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 2148 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ يَقُولُ: [ص: 292] سَمِعْتُ مِنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ حَرْفًا فِي الْوَرَعِ مَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ، قُلْتُ لَهُ يَوْمًا وَقَدِ اتَّخَذَ كَوَائِرَ نَحْلٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! لَوِ اتَّخَذْتَ حَمَامًا. فَقَالَ: النَّحْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْحَمَامِ، الْحَمَامُ يُدْخِلُ الْغَرِيبَ، وَالنَّحْلِ لا يَدَعُ الْغَرِيبَ يَدْخُلَ فِيهَا، فَمِنْهَا اتَّخَذْتُ النَّحْلَ. الحديث: 2148 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 2149 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: أَنَا أريد الغزو منذ ثَلاثِينَ سَنَةً؛ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْهُ إِلا شِرَاءُ خُفٍّ لَيْسَ يُمْكِنُنِي مِنْ وَجْهِهِ. الحديث: 2149 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 2150 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُولُ: مَا وُصِفَ لِي رَجُلٌ بِفَضْلٍ فَلَقِيتُهُ إِلا وَكَانَ دُونَ مَا وُصِفَ لِي؛ إِلا يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ؛ فَإِنَّهُ وُصِفَ لِي، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ؛ فَإِذَا هُوَ أَكْبَرُ مِمَّا وُصِفَ لِي. الحديث: 2150 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 2151 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّرْجُمَانِيُّ، نَا عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عبد الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ يُطِيقُ يَنْظُرُ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ إِلا بَكَى عِنْدَ رُؤْيَتِهِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. الحديث: 2151 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 2152 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْلا ثَلاثٌ مَا اسْتُطِيعَ ابْنُ آدَمَ، إِنَّكَ لَتَجِدَهُنَّ فِيهِ وَهُوَ مَعَهُنَّ: الْفَقْرُ، وَالْمَرَضُ، وَالْمَوْتُ. الحديث: 2152 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 2153 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ [ص: 294] : (وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ) وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الاسْتِعْفَافِ: (مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ ... وَسَائِلِ اللهِ لا يَخِيبُ) وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي حِفْظِ الْمَالِ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ: (قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... وَلا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الْفَسَادِ) الحديث: 2153 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 2154 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ بِالْبَصْرَةِ، فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَلائِكَةِ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ» ، وَفِي الْمَجْلِسِ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ؛ فَجَعَلَ يَسْتَهْزِئُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ: وَاللهِ! لأَقَطِّرَنَّ غَدًا نَعْلِي [ص: 295] فَأَطَأُ بِهِمَا أَجْنِحَةَ الْمَلائِكَةِ. قَالَ: فَفَعَلَ وَمَشَى فِي النَّعْلَيْنِ، فَجَفَّتْ رِجْلاهُ جَمِيعًا، وَوَقَعَتْ فِي رِجْلَيْهِ جَمِيعًا الآكلة. الحديث: 2154 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 2155 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [ص: 296] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟» ، قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ؛ «رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟» . قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «امْرِؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤَدِّي الزَّكَاةَ وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 2155 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 2156 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو بَكْرٍ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، نَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 298] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُرُوجُ الآيَاتِ بعضها عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ يَتَتَابَعْنَ كَمَا تَتَتَابَعُ الْخَرَزُ فِي النِّظَامِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2156 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 2157 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوَانَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ دَخَلَ السُّوقَ فَكَبَّرَ النَّاسُ. الحديث: 2157 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 2158 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ فِي هَذِهِ الأية: {ففتقناهما} [الأنبياء: 30] ؛ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ لا تُمْطِرُ، وَالأَرْضُ لا تُنْبِتُ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ وَفَتَقَ الأَرْضَ بِالنَّبَاتِ. الحديث: 2158 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 2159 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ: {أَوَلَمْ يَرَ الذين كفروا أن السماوات وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] ؛ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ مَخْلُوقَةً وَحْدَهَا، وَالأَرْضُ مَخْلُوقَةً وَحْدَهَا؛ فَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْعَ سماوات، وَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْعَ أَرَضِينَ. الحديث: 2159 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 2160 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بن حسان: [ص: 300] سيئة تسوؤك خَيْرٌ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ. الحديث: 2160 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 2161 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ أَبِيتَ نَائِمًا وَأُصْبِحَ نَادِمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيتَ قَائِمًا وَأُصْبِحَ مُعْجِبًا. الحديث: 2161 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 2162 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدٌ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص: 301] إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا   [إسناده ضعيف ومنقطع] . الحديث: 2162 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 2163 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ؟ ! الحديث: 2163 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 2164 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 302] لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ خَيْرٌ إِلا أَنْ يَرَى أَنَّ فِيهِ خَيْرًا. الحديث: 2164 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 2165 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو صَادِقٍ لا يَتَطَوَّعُ مِنَ السُّنَّةِ وَلا يُصَلِّي غَيْرَ الْفَرِيضَةِ وَلا يَصُومُ يَوْمًا واحد غَيْرَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ بِهِ مِنَ الْوَرَعِ شَيْءٌ عَجِيبٌ. الحديث: 2165 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 2166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: انْظُرُوا إِلَى أَقْوَامٍ إِذَا ذُكِرُوا بِالْقُرْآنِ؛ فَلا تَكُونُوا مِنْهُمْ، وَإِذَا ذُكِرُوا بِالْفُجُورِ؛ فَلا تَكُونُوا مِنْهُمْ، كُونُوا بَيْنَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ. الحديث: 2166 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 2167 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شَاذَ بْنَ فَيَّاضٍ يَقُولُ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: فَضْلُ الأَدَبِ فِي غَيْرِ الدِّينِ مَهْلَكَةٌ، وَفَضْلُ الرَّأْيِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُسْتَعْمَلُ فِي رِضْوَانِ اللهِ وَمَنْفَعَةِ النَّاسِ قَائِدٌ إِلَى الذُّنُوبِ، [ص: 303] وَالْحِفْظُ الزاكي الْوَاعِي بِغَيْرِ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ،وَالْعَمَلُ غَيْرُ الْوَرَعِ عَنِ الذُّنُوبِ خَازٍ الشَّيْطَانَ، وَإِفْرَاطُ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْجِدِّ. الحديث: 2167 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 2168 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: اجْتَمَعَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَابْنُ الْمُقَفَّعِ بِالْمِرْبَدِ فَتَفَاوَضَا، ثُمَّ تَفَرَّقَا، فَسُئِلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَنِ الْخَلِيلِ، فَقَالَ: هُوَ نِهَايَةٌ فِي الْعِلْمِ، لا تَلِدُ النِّسَاءُ مِثْلَهُ أَبَدًا فِي زَمَانِنَا هَذَا، وَفِيهِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمِهِ؛ عَقْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمِهِ. وَسُئِلَ الْخَلِيلُ عَنِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ، فَقَالَ: لا تَلِدُ النِّسَاءُ إِلَى أَلْفِ سَنَةٍ مثْلَهُ؛ غَيْرَ أَنَّ فِيهِ عَيْبًا. قِيلَ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ، وَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ أَكْثَرَ مِنَ الْعَقْلِ؛ فَهُوَ مُضِرٌّ بِصَاحِبِهِ. الحديث: 2168 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 2169 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ سُؤْدُدٌ خَالِدُ بْنُ عبد اللهِ الْقَسْرِيُّ أَنَّهُ مَرَّ فِي سُوقِ دِمَشْقٍ وَهُوَ غُلامٌ، فَأَوْطَأَ فَرَسُهُ صَبِيًّا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ لا يَتَحَرَّكُ؛ أَمَرَ غُلامَهُ فَحَمَلَهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى مَجْلِسِ قَوْمٍ، فَقَالَ: إِنْ حَدَثَ [ص: 304] بِهَذَا الْغُلامِ حَدَثٌ؛ فَأَنَا صَاحِبُهُ، أَوْطَأْتُهُ فَرَسِي وَلَمْ أعلم. الحديث: 2169 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 2169 - / م - وَبِإِسْنَادِهِ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ لابْنٍ لَهُ حَدَثٍ: قُمْ بِالْبَابِ؛ فَامْنَعْ مَنْ لا تَعْرِفُ، وَائْذَنْ لِمَنْ تَعْرِفُ. فَقَالَ: لا يَكُونُ أَوَّلُ شَيْءٍ وَلِيتُهُ مِنَ الدُّنْيَا مَنْعَ قَوْمٍ مِنَ الطَّعَامِ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 2170 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَهَاوَنَنَّ بِإِرْسَالِ الْكِذْبَةِ فِي الْهَزْلِ؛ فَإِنَّهَا تُسْرِعُ فِي إِبْطَالِ الْحَقِّ. الحديث: 2170 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 2171 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: ذَمَّ رَجُلٌ رَجُلا، فَقَالَ: اجْتَمَعَ فِيهِ ثَلاثَةُ أَشْيَاءٍ: طَبِيعَةُ الْعَقْعَقِ - يَعْنِي: السَّرِقَ -، وَرَوَغَانَ الثَّعْلَبِ - يَعْنِي: الْخُبْثَ -، وَلَمَعَانَ الْبَرْقِ [ص: 305] يَعْنِي: الْكَذِبَ -. الحديث: 2171 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 2172 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: اغْتَابَ رَجُلٌ رَجُلا عِنْدَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ لَهُ قُتَيْبَةُ: أَمْسِكْ أَيُّهَا الرَّجُلُ! فَوَاللهِ، لَقَدْ تَلَمَّظْتَ بِمُضْغَةٍ طَالَمَا لَفَظَهَا الْكِرَامُ. الحديث: 2172 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 2173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِجَارَيْنِ لَهُ وَمَعَهُ رَيْبَةٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: فَهِمْتُ مَا مَعَهُ مِنَ الرَّيْبَةِ. فَقَالَ الآخَرُ: غُلامِي حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ شَكِرًا لَهُ إِذْ لَمْ يُعَرِّفْنِي مِنَ الشَّرِّ مَا عَرَّفَكَ. الحديث: 2173 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 2174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص: 306] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بَعْضِ الْعُبَّادِ، فَقَالَ لَهُ: بِمَ أَسْتَعِينُ عَلَى كَثْرَةِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: بِتَرْكِ مَا يُبْكَى مِنْهُ. الحديث: 2174 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 2175 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَبَايَنُوا، فَإِذَا تَسَاوَوْا؛ فَقَدْ هَلَكُوا. الحديث: 2175 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 2176 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: كُلُّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ. الحديث: 2176 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 2177 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلٌ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 307] لَوْ قَسَّمْتُ فِي الناس مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ كَانَ أَكْثَرُ لِلائِمِي لَوْ أَخَذْتُهَا مِنْهُمْ. الحديث: 2177 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 2178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَا: نَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، أنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 308] كَانَ فِدْيُ أُسَارَى بَدْرٍ أَرْبَعَةَ آلافٍ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ؛ أُمِرَ أَنْ يُعَلِّمَ صِبْيَانَ الأَنْصَارِ الْكِتَابَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2178 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 2179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 309] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2179 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 2180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ ضَمِنَ لِي وَاحِدًا ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعًا: مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ؛ طَالَ عُمْرُهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ، ووسع عليه رِزْقِهِ، وَدَخَلَ جَنَّةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2180 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 2181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الله بن محمد بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نَا أَبُو مُسْهِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: [ص: 310] مَا ضُرِبَ النَّاسُ بِسَوْطٍ أَشَدُّ مِنَ الْفَقْرِ. الحديث: 2181 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 2182 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا يَسُرُّنِي بِذُلِّ نَفْسِي كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ كَلِمَةٍ فِي مَذَلَّةٍ. الحديث: 2182 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 2183 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ هَارُونَ الرَّشِيدَ الْوَفَاةُ، فَكَانَ رُبَّمَا غُشِيَ عَلَيْهِ، فَيَفْتَحُ [ص: 311] عَيْنَيْهِ فَيُغْشَى عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ؛ فَنَظَرَ إِلَى الرَّبِيعِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا رَبِيعُ! (أَحِينَ دَنَا مَا كُنْتُ أَرْجُو دُنُوَّهُ ... رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ) (فَأَصْبَحْتُ مَرْحُومًا وَكُنْتُ مُحَسَّدًا ... صبرا عَلَى مَكْرُوهِ مُرِّ الْعَوَاقِبِ) (سَأَبْكِي عَلَى الْوَصْلِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... وَأَنْدِبُ أَيَّامَ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ) (وَأَعْتَقِلُ الأَيَّامَ بِالصَّبْرِ وَالْعَزَاءْ ... عَلَيْكَ وأن جَانَبْتَ غَيْرَ مُجَانِبِ) الحديث: 2183 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 2184 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَهُوَ قَافِلٌ إِلَى طَرْسُوسَ فِي قَدْمَتِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا؛ فَوَقَفَ عَلَى شَرَفٍ عَالٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حَطٍّ وَتَرْحَالِ ... وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ) (وَنَازِحُ الدَّارِ لَا يَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا ... عَنِ الأَحِبَّةِ لا يَدْرُونَ مَا حَالِي) (بِمَشْرِقِ الأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا ... لا يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَى بَالِي [ص: 312] ) (وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِيَ الرِّزْقُ فِي دِعَةٍ ... إِنَّ الْقُنُوعَ الْغِنَى لا كَثْرَةَ المال) الحديث: 2184 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 2184 - / م - أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ النَّحْوِيُّ: (يُعَمَّرُ وَاحِدٌ وَيُغَرُّ أَلْفٌ ... وَيُنْسَى مَنْ يَمُوتُ مِنَ الصِّغَارِ) (وَيُسَلَّمُ وَاحِدٌ وَيُغَرُّ أَلْفٌ ... وَيُنْسَى مَنْ يَغْرَقُ فِي الْبِحَارِ) وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَفِ: (وَمَا مَرَّ يَوْمٌ أَرْتَجِي فِيهِ رَاحَةً ... فَأَخْبُرُهُ إِلا بَكَيْتُ عَلَى أَمْسِ) وَقَالَ نَهَارُ بْنُ تَوْسِعَةَ: (عَتَبْتُ عَلَى سَلْمٍ فَلَمَّا فَقَدْتُهُ ... وَجَرَّبْتُ أَقْوَامًا بَكَيْتُ عَلَى سَلَمٍ) قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: (وَمَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَنٍ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ ... ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 2185 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ [ص: 313] : (ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ... فَإِذَا انْتَهَتْ فَأَنْتَ حَكِيمُ) (فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى ... بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ) الحديث: 2185 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 2186 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: الْحَاسِدُ عَدُوٌّ مَهِينٌ لَا يُدْرِكُ وَتْرَهُ إِلَّا بِالتَّمَنِّي. الحديث: 2186 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 2187 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا حَوْثَرَةُ؛ قَالَ: [ص: 314] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُلُّ عَدُوٍّ أَحَبُّ أَنْ يَعُودَ لِي صَدِيقًا إِلَّا مَنْ كَانَ سَبَبُ عَدَاوَتِهِ النِّعْمَةَ. الحديث: 2187 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 2188 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ عَابَ سِفْلَةً؛ فَقَدْ رَفَعَهُ، وَمَنْ عَابَ شَرِيفًا فَقَدْ وَضَعَ نَفْسَهُ. الحديث: 2188 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 2189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ص: 317] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْقُرْآنَ وَصَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: «يُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2189 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 2190 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ [ص: 319] : «يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ أَحْمِلْكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ وَتَدْسَعُ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: [ص: 320] فَأَيْنَ شُكْرُكَ ذَلِكَ؟ !» قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَرْبَعُ ": هُوَ الْمِرْبَاعُ، وَهُوَ رُبْعُ الْغَنِيمَةِ، وَكَانَ الرَّئِيسُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا غَزَا، أَخَذَ الْمِرْبَاعَ لِنَفْسِهِ وَقَوْلُهُ تَدْسَعُ، أَيْ: تُعْطِي وَتُجْزِلُ، وَمِنْهُ يُقَالَ: ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ، أَيْ عَظِيمُهُ   [إسناده صحيح] . قال أبو بكر المالكي: سمعت ابن قتيبة يقول: قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تربع» : هو المرباع، وهو ربع الغنيمة، وكان الرئيس في الجاهلية إذا غزا؛ أخذ المرباع لنفسه. وقوله: «تدسع» : أي: تعطي وتجزل، ومنه يقال: ضخم الدسيعة؛ أي: عظيمه. الحديث: 2190 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 317 2191 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا هِشَامٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَسَنِ: أن سلمان الْفَارِسِيَّ أَتَى إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؛ فَبَكَى عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ! أَوْصِنِي. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهَا إِلَّا بَلَاغًا، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ؛ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ؛ فَلَا تَخْفِرَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذِمَّتِهِ فَيَكُبُّكَ اللهُ عَلَى وَجْهِكَ فِي النَّارِ. الحديث: 2191 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 2192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: رَأَيْتُ عَابِدًا مِنَ الْعُبَّادِ وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَهُوَ يَقُولُ: عَجِبْتُ مِنَ النَّاسَ أَنَّهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى الْمَوْتَى فِي كُلِّ يَوْمٍ يُنْقَلُونَ، وَهُمْ فِي الدُّنْيَا [ص: 321] فِي غَفْلَةٍ يَلْعَبُونَ! ! فَهَبْكَ يَا ابْنَ آدَمَ تَصِحُّ مِنَ الْأَسْقَامِ وَتَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرَاضِ؛ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ. الحديث: 2192 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 2193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَقَالَ: كَمْ مِنْ عَامِرٍ مُوَثَّقٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَخْرَبُ! وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ مُغْتَبِطٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ! فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مِنْها الرِّحْلَةُ بِأَحْسِنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النُّقْلَةِ، بَيْنَمَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ قانع؛ إِذْ دَعَاهُ اللهُ بِقَدَرِهِ، وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ، وَصَيَّرَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ مَصَانِعُهُ وَمَغْنَاهُ، إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ، تَسَرُّ قَلِيلًا وَتُحْزِنُ طَوِيلًا. الحديث: 2193 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 2194 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: [ص: 322] ابْنَ آدَمَ! فَرِحْتَ بِبُلُوغِ أَمَلِكَ وَإِنَّمَا تَبْلُغُهُ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ أجلك، ثم سوفت بِعَمَلِكَ كَأَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِغَيْرِكَ! ! الحديث: 2194 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 2195 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنَّ مِنْ فِتْنَةِ الرَّجُلِ إِذَا كَانَ فَقِيهًا أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الصَّمْتِ. الحديث: 2195 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 2196 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: رَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجلا صَامَ الدَّهْرَ لَا يُفْطِرُ، وَقَامَ اللَّيْلَ لَا يَفْتُرُ، وَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاجْتَنَبَ مَحَارِمَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ، [ص: 323] غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْتَى به يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رؤوس الْخَلَائِقِ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ الْأَعْظَمِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيُقَالُ: إِنَّ هَذَا عَظُمَ فِي عَيْنَيْهِ مَا صَغَّرَ اللهُ، وَصَغُرَ فِي عَيْنَيْهِ مَا عَظَّمَ اللهُ، كَيْفَ تَرَى يَكُونُ حَالُهُ؟ ! فَمَنْ مِنَّا لَيْسَ هَكَذَا؛ الدُّنْيَا عَظِيمَةٌ عِنْدَهُ، مَعَ مَا اقْتَرَفْنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟ ! الحديث: 2196 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 2197 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مَوْفُورًا بِالنِّعَمِ، وَرَبٌّ يَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا بِالنِّعَمِ وهو هنا غَنِيٌّ، وَنَتَبَغَّضُ إِلَيْهِ بِالْمَعَاصِي وَنَحْنُ إِلَيْهِ فُقَرَاءُ. الحديث: 2197 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 2198 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ شَعْرَةٍ تَبْيَضُّ؛ إِلَّا تَقُولُ لِلسَّوْدَاءِ: يَا أُخْتَاهُ! قَدْ أَتَاكِ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَعِدِّي. الحديث: 2198 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 2199 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: [ص: 324] أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِمَنْ بَقِيَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَرْبَعَ مِئَةِ دِينَارٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَكَانُوا مِئَةً، فَأَخَذُوهَا، وَأَخَذَ عُثْمَانُ فِيمَنْ أَخَذَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَأَوْصَى بِأَلْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2199 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 2200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 329] أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ تَرَكَ مِنَ الْعَرُوضِ قِيمَةَ خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمِنَ الْعَيْنِ خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ. الحديث: 2200 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 2201 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ مِنَ الْعَجَمِ - وَكَانَ عَالِمًا -؛ قَالَ: كَانَ أَنُوشِرْوَانُ إِذَا وَلَّى رَجُلًا أَمْرَ الْكَاتِبِ أَنْ يَدَعَ فِي الْعَهْدِ مَوْضِعَ أَرْبَعَةِ أَسْطُرٍ لِيُوَقِّعَ فِيهِ بِخَطِّهِ، فَإِذَا أتى بِالْعَهْدِ؛ وَقَّعَ فِيهِ: سُسْ خِيَارَ النَّاسِ بِالْمَحَبَّةِ، وَامْزُجْ لِلْعَامَّةِ الرَّغْبَةَ بِالرَّهْبَةِ، وَسُسْ سِفْلَةَ النَّاسِ بِالْإِخَافَةِ. الحديث: 2201 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 2202 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: انْتَهِزُوا فُرَصَ الْقَوْلِ؛ فَإِنَّ لِلْقَوْلِ سَاعَاتٍ يَضُرُّ فِيهَا الْخَطَأُ وَلَا يَنْفَعُ فِيهَا الصَّوَابُ. قَالَ: وَرُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ: دَعْنِي. الحديث: 2202 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 2203 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ أَمِيرًا، فَقَالَ: كَانَ إِذَا وَلِيَ لَمْ يُطَابِقْ بَيْنَ جُفُونِهِ، وَأَرْسَلَ الْعُيُونَ عَلَى عُيُونِهِ؛ فَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُمْ شَاهِدٌ مَعَهُمْ؛ فَالْمُحْسِنُ رَاجٍ [ص: 331] وَالْمُسِيءُ خَائِفٌ. الحديث: 2203 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 2204 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ: إِنِّي لَأَجْمِعُ أنْ أُخْرِجَ لِلنَّاسِ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ الْعَدْلِ، فَأَخَافُ أَنْ لَا تَحْمِلَهُ قُلُوبُهُمْ، فَأُخْرِجُ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَإِنْ نَفَرَتِ الْقُلُوبُ إِلَى هَذِهِ سَكَنَتْ إِلَى هَذَا. الحديث: 2204 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 2205 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيِّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ لِنُعَيْمِ بْنِ حَازِمٍ وَقَدِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبٍ عَظِيمَةٍ: عَلَى رَسْلِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ! تَقَدَّمَتْ مِنْكَ طَاعَةٌ وَتَأَخَّرَتْ لَكَ تَوْبَةٌ، وَلَيْسَ لِذَنْبٍ بَيْنَهُمَا مَكَانٌ، وَمَا ذَنْبُكَ فِي الذُّنُوبِ بِأَعْظَمَ مِنْ عَفْوِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْعَفْوِ. الحديث: 2205 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 2206 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الزيادي؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَرَّ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ بِبِلَادِ غَطْفَانَ، فَرَأَى ثَرْوَةً وَجَمَاعَةً وَعَدَدًا فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ بْنُ زياد: إنه يسوؤك مَا يَسُرُّ النَّاسُ! فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! إِنَّكَ لَا تَدْرِي أَنَّ مَعَ الثَّرْوَةِ وَالنِّعْمَةِ التَّحَاسُدَ وَالتَّخَاذُلَ، وَأَنَّ مَعَ الْقِلَّةِ التَّحَاشُدَ وَالتَّنَاصُرَ. الحديث: 2206 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 2207 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنَ التَّوَقِّي تَرْكُ الْإِفْرَاطِ فِي التَّوَقِّي. الحديث: 2207 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 2208 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: أَقَلُّ مَا لِتَارِكِ الْحَسَدِ فِي تَرْكِهِ أَنْ يَصْرِفَ عَنْ نَفْسِهِ عَذَابًا لَيْسَ بِمُدْرِكٍ بِهِ حَظًّا وَلَا غَائِظًا بِهِ عَدُوًّا، فَإِنَّا لَمْ نَرَ ظَالِمًا قَطُّ أَشْبَهُ بِمَظْلُومٍ مِنَ الْحَاسِدِ: طُولُ الْأَسَفِ، وَمُحَالَفَةُ كَآبَةٍ، وَلَا يَبْرَحُ زَارِيًا نِعَمَ اللهِ لَا يجد له مَزَالًا، وَيُكَدِّرُ عَلَى نَفْسِهِ مَا بِهِ مِنَ النِّعْمَةِ؛ فَلَا يَجِدُ لَهَا طَعْمًا، وَلَا يَزَالُ سَاخِطًا عَلَى مَنْ لَا يَتَرَضَّاهُ، وَمُتْسَخِّطًا لِمَا لَا يَنَالُ؛ فَهُوَ مُنَغَّصُ الْمَعِيشَةِ، دَائِمُ السَّخَطِ، مَحْرُومُ الطَّلِبَةِ، لَا بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ يَقْنَعُ، وَلَا عَلَى مَا لَمْ يُقْسَمْ لَهُ يَغْلِبُ، وَالْمَحْسُودُ يَتَقَلَّبُ فِي فَضْلِ اللهِ، مُبَاشِرٌ لِلسُّرُورِ مُنْتَفِعٌ بِهِ، مُمَهَّلٌ فِيهِ إِلَى مُدَّةٍ لَا يَقْدِرُ النَّاسُ لَهَا عَلَى قَطْعٍ وَانْتِقَاصٍ. الحديث: 2208 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 2209 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمُؤَدَّبُ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 334] خَطَبَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا، ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ سُوَيْدِ بْنِ أَبِي كَاهِلٍ: (كَيْفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ مَا ... جَلَّلَ الرَّأْسَ بَيَاضٌ وَصَلَعْ) (رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظًا صَدْرَهُ ... لَوْ تَمَنَّى لِي مَوْتًا لَمْ يُطَعْ [ص: 335] ) (وَيَرَانِي كَالشَّجَا فِي صَدْرِهِ ... عَسِرًا مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ) (مُزْبِدٌ يَخْطِرُ مَا لَمْ يَرَنِي ... فَإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ) (لَمْ يَصِيرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسِدَنِي ... فَهُوَ يَزْقُوا مِثْلَ مَا يَزْقُوا الضُّوَعْ) (ويُحيِّينِي إِذَا لَاقَيْتُهُ ... وَإِذَا يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَعْ) (قَدْ كَفَانِي اللهُ مَا فِي نَفْسِهِ ... وَإِذَا مَا يَكْفِ شَيْئًا لَا يُضَعْ) الحديث: 2209 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 2210 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَقُولُ: [ص: 336] اللهُمَّ! هَبْ لِي حَمْدًا وَمَجْدًا، لَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ وَلَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ. اللهُمَّ! لَا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ. الحديث: 2210 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 2211 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 337] لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ فَيَقْضِي دَيْنَهُ وَيَصِلُ رَحِمَهُ وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ. قَالَ: وَتَرَكَ دَنَانِيرَ، وَكَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْمَعْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسَبِي وَدِينِي. الحديث: 2211 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 2212 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الزِّنَادِ: لِمَ تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ وَهِيَ تُدْنِيكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: إِنَّهَا وَإِنْ أَدْنَتْنِي مِنْهَا صَانَتْنِي عَنْهَا. الحديث: 2212 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 2213 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ؛ قَالَ: خَرَجَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي غِبِّ سَمَاءٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ جَالِسٍ عَلَى غَدِيرٍ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَتَعْرِفُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ؟ فَقَالَ [ص: 338] الْيَشْكُرِيُّ: ابْنَ سَلْمَى؟ قَالَ: نَعَمْ. [قَالَ] : الْفَاعِلُ ابْنُ الْفَاعِلَةِ فَقَالَ: وَيْحَكَ! النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: قَدْ خَبَّرْتُكَ. فَلَمْ يَنْقَضِ كَلَامُهُ حَتَّى لَحِقَتْهُ الْخَيْلُ وَحَيَّوْهُ بِتَحِيَّةِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ قُلْتَ؟ ! فَقَالَ لَهُ: أَبَيْتُ اللَّعْنَ، إِنَّكَ وَاللهِ مَا رَأَيْتَ شَيْخًا أَكْذَبَ وَلَا أَخَسَّ وَلَا أَحْمَقَ وَلَا أَلْأَمَ وَلَا أَوْضَعَ مِنْ شَيْخٍ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ النُّعْمَانُ: دَعُوهُ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (تَعْفُو الْمُلُوكُ عَنِ الْعَظِيمِ ... مِنَ الذُّنُوبِ لِفَضْلِهَا) (وَلَقَدْ تُعَاقِبُ فِي الْيَسِيرِ ... وَلَيْسَ ذَاكَ لِجَهْلِهَا) (إِلَّا لِيُعْرَفَ فَضْلُهَا ... وَيُخَافُ شِدَّةُ نَكْلِهَا) الحديث: 2213 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 2214 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ الْفُرْسِ قَالَ لِحَاجِبِهِ: إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ عَيْنًا أَنْظُرُ بِهَا وَجُنَّةً أَسْتَتِرُ بِهَا، وَقَدْ وَلَّيْتُكَ بَابِي؛ فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِرَعِيَّتِي؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَأَحْمِلُهُمْ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَكَ، وَأَضَعُهُمْ فِي إِبْطَائِهِمْ عَنْ بَابِكَ وَلُزُومِهِمْ خِدْمَتِكَ مَوَاضِعَ اسْتِحْقَاقِهِمْ، وَأُرَتِّبُهُمْ حَيْثُ وَضَعَهُمْ تَرْتِيبُكَ، وَأُحْسِنُ إِبْلَاغَهُمْ عَنْكَ وَإِبْلَاغَكَ عَنْهُمْ. فقال له: وفيت ما لك وَعَلَيْكَ إِنْ صَدَّقْتَهُ بِفِعْلٍ. الحديث: 2214 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 2214 - / 1 - وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِغَيْرِهِ [ص: 339] : (يَا جَامِعَ الْمَالِ الْكَثِيرِ لِغَيْرِهِ ... إِنَّ الصَّغيرَ مِنَ الذُّنُوبِ كَبِيرُ) (هَلْ فِي يَدَيْكَ مِنَ الْحَوَادِثِ قُوَّةٌ ... أَمْ هَلْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَنُونِ خَفِيرُ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 2214 - / 2 - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: (الْمَرْءُ دنيا نفسه ... فإذا انْقَضَى فَقَدِ انْقَضَتْ) (تَفْنَى لَهُ بِفَنَائِهِ ... وَيَعُودُ فِيمَنْ حُصِّلَتْ) (مَا خَيْرُ مُرْضِعَةٍ بِكَأْسِ ... الْمَوْتِ تَفْطِمُ مَنْ غَدَتْ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 2215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: [ص: 344] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: «هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ» . فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا» . وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2215 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 2216 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، ناعتبة بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ النَّهْشَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 346] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَدَدُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» . قِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ «   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2216 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 344 2216 - / 1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَارِمُ أَبُو النُّعْمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ لِبَنِيهِ: [ص: 347] أَيْ بَنِيَّ! اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ يَتَعَبَّدُ - أُرَاهُ ذَكَرَ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ؛ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً - لا يَنْزِلُ إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ نَزَلَ يَوْمًا وَاحِدًا. قَالَ: فَشَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً أَوْ شَبَّةً، وَكَانَ مَعَ الْمَرْأَةِ سَبْعَ لَيَالٍ - أَوْ قَالَ: سَبْعَةَ أَيَّامٍ -، ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ، فَانْطَلَقَ تَائِبًا، [ص: 348] فَجَعَلَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً سَجَدَ وَصَلَّى، فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا مُنْضَجِعِيَنَ، فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ، عَلَى كُلِّ مِسْكِينٍ بِرَغِيفٍ، فَجَاءَ الَّذِي يُعْطِيهِمْ، فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رَغِيفًا، فَمَرَّ عَلَى الَّذِي أَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا، فَتَرَكَ أَحَدَهُمْ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، فَقَالَ الْمَتْرُوكُ: مَا شَأْنُكَ لَمْ تُعْطِنِي؟ قَالَ: هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ؟ قَالُوا: لا وَاللهِ. فَقَالَ: وَاللهِ! لَا أُعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا - أَوْ كَمَا قَالَ -. فَذَكَرَ الرَّجُلَ فاعطاه الآخَرُ الرَّغِيفَ؛ فَأَصْبَحَ الرَّجُلُ مَيِّتًا، فَوُزِنَتِ السَّبْعُ لَيَالٍ بِالسَّبْعِينَ سَنَةً؛ فَرَجَحَتِ السَّبْعُ لَيَالٍ، ثُمَّ وُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ لَيَالٍ؛ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ عَلَى السَّبْعِ لَيَالٍ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَيْ بَنِيَّ! أُذَكِّرُكُمْ صَاحِبَ الرَّغِيفِ   [صحيح] . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 2217 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: يَا ابْنَ آدَمَ! كُلْ فِي ثُلُثِ بَطْنِكَ، وَاشْرَبْ فِي ثُلُثِ بَطْنِكَ، وَدَعِ الثُّلُثَ لِلتَّفَكُّرِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2217 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 2218 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ؛ قَالَ: [ص: 349] قَالَ بَعْضُ الْعِبَادِ: لَمْ أَجِدْ طَعْمَ الْعَيْشِ حَتَّى اسْتَبْدَلْتَ الْخَمَصَ بِالْكِظَّةِ، وَحَتَّى أَلْبَسَ مِنْ ثِيَابِي مَا يَسْتَجِدُّ مِنِّي، وَحَتَّى لَمْ آكُلْ إِلا مَا لَمْ أَغْسِلْ يَدَيَّ مِنْهُ. الحديث: 2218 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 2219 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ طَبِيبٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا عَلَيْكَ بَأْسٌ. فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي تَخَافُ عَلَيَّ كَانَ السَّاعَةَ. آخر الجزء الخامس عشر، ويتلوه السادس عشر إن شاء الله والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 2219 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء السادس عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن الضراب، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري القاضي: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 2220 - نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنِ ابن الديملي، وَكَانَ يَسْكُنُ إِيلِيَاءَ؛ قَالَ: [ص: 359] وَكُنْتُ أَطْلُبُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَارَ إِلَى ضَيْعَتِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ يَمْشِي فِيهَا مُخَاصِرًا رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو! مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي بَلَغَنَا عَنْكَ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّكَ تَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ؟ ! فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ نُورِهِ مَا شَاءَ فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ ذلك النور من شاء أَنْ يُصِيبَهُ وَأَخْطَأَ مَنْ شَاءَ، فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورَ يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ؛ ضَلَّ» . فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ   [إسناده حسن] . الحديث: 2220 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 2221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 361] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ، وَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ»   [إسناده لين، والحديث حسن] . الحديث: 2221 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 2222 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 362] إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا؛ فَإِنَّ فِيهِ سِتُّ خِصَالٌ: ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الدُّنْيَا؛ فَيُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ؛ وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: فَإِسْخَاطُ الرَّبِ، وَسُوءُ الْحِسَابِ، وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2222 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 2223 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا ثَوْبَانُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبْعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيِّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، [عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 363] بَيْنَمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ؛ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فرفعوا رؤوسهم؛ فَإِذَا الرَّبُّ تَعَالَى قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الجنة، وذلك قَوْلِهِ تَعَالَى: (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَّبٍ رَّحِيمٍ (58)) [يس: 58] ، قال: فيرفعون رؤوسهم، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. قَالَ: وَيَحْتَجِبُ عَنْهُمْ؛ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى دِيَارِهِمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ مُنَادِيًا فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يُسْمِعُهُمْ أَجْمَعِينَ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! يَا أَهْلَ الْمُلْكِ الدَّائِمِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَالْحَيَاةِ الَّتِي لا مَوْتَ فِيهَا! إِنَّ رَبَّكُمْ لَيَقُولُ: أَرَضِيتُمْ عَنِّي؟ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا! قَدْ رَضِينَا عَنْهُ الرِّضَا كُلَّهُ. فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! فَإِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: هَلْ لَكُمْ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا! قَدْ أَعْطَانَا حَوَائِجَنَا وَفَوْقَ حَوَائِجَنَا. فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! فَإِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: فَإِنِّي سَأُعْطِيكُمْ رِضْوَانِي، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أكبر} [التوبة: 72] ؛ فَتَتَعَاظَمُ الْجَنَّةُ، وَيَزْدَادُ كُلُّ شَيْءٍ فِيهَا أَضْعَافًا حُسْنًا «   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2223 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 2224 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 364] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا مُوسَى! اذْكُرْنِي وَأَنْتَ تَنْتَفِضُ أَعْضَاؤُكَ مِنِّي، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعًا مُطْمَئِنًّا، وَإِذَا كُنْتَ بَيْنَ يَدَيَّ، فَقُمْ مَقَامَ الْعَبْدِ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ، وَذُمَّ نَفْسَكَ؛ فَهِيَ أَوْلَى بِالذَّمِّ، وَنَاجِنِي حِينَ تُنَاجِينِي بِقَلْبٍ وَجِلٍ وَلِسَانٍ صَادِقٍ. الحديث: 2224 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 2225 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامِ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص: 365] لَمَّا قَدِمَ سَعْدُ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْحِيرَةَ؛ قيل له: إن ها هنا عَجُوزًا مِنْ [ص: 366] بَنَاتِ الْمُلُوكِ. قَالَ: وَمَنْ هِيَ؟ قَالُوا: الْحُرَقَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ عَقَائِلِ الْعَرَبِ، وَكَانَتْ إِذَا خَرَجَتْ إِلَى بَيْعَتِهَا نُشِرَتْ عَلَيْهَا أَلْفُ قَطِيفَةٍ مِنْ خَزٍّ وَدِيبَاجٍ، وَمَعَهَا أَلْفُ وَصِيفٍ وَوَصِيفَةٍ، فَأَتَتْ وَهِيَ كَالشِّنِّ الْبَالِي، فَوَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهَا سَعْدٌ: يَا حُرَقَةُ! مَا كَانَ شَأْنُكُمْ؟ فَقَالَتْ: كُنَّا مُلُوكَ هَذَا الْمِصْرِ قَبْلَكَ، يُجْبَى إِلَيْنَا خَرَاجُهُ، وَيُطِيعُنَا أَهْلُهُ مُدَّةً مِنَ الْمُدَدِ؛ حَتَّى صَاحَ بِنَا صَائِحُ الدَّهْرِ، فَشَتَّتَ مَلَأَنَا، وَالدَّهْرُ ذُو نَوَائِبَ وَصُرُوفٍ، فَلَوْ رَأَيْتُنَا في أيامنا؛ لأرعدت فرائصك فَرَقًا مِنَّا. فَقَالَ لَهَا سَعْدٌ: فَمَا أَنْعَمَ مَا تَنَعَّمْتُمْ بِهِ؟ فَقَالَتْ: سَعَةُ الدُّنْيَا، وَكَثْرَةُ الأَصْوَاتِ إِذَا دَعُونَا. ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ: (وَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا ... إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ لَيْسَ نُنْصَفُ) (فَتَبًّا لِدُنْيَا لا يَدُومُ نَعِيمُهَا ... تُقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتُصَرَّفُ) يَا سَعْدُ! إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ بَيْتٍ بِحِبْرَةٍ إِلا وَالدَّهْرُ يُعْقِبُهُمْ عَبْرَةً؛ حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ عَلَى الْفَرِيقَيْنِ بِمَا أَحَبَّ. وَعِنْدَ سَعْدٍ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ، فَقَالَ سَعْدٌ لِعَمْرٍو: احْفَظْ هَذَا الْكَلامَ حَتَّى تَأْتِيَ عُمَرَ غَدًا إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ. فَقَضَى سَعْدٌ حَاجَتَهَا وَأَكْرَمَهَا، وَأَمَرَ بِرَدِّهَا إِلَى مَوْضِعِهَا، فَلَمَّا أَرَادَتِ الْقِيَامَ؛ قَالَتْ لَهُ: يَا سَعْدُ! لا جَعَلَ اللهُ لَكَ إِلَى لَئِيمٍ حَاجَةً، وَلا أَزَالَ عَنْ كَرِيمٍ نِعْمَةً، وَلا نَزَعَ عَنَ عَبْدٍ صَالِحٍ نِعْمَةً؛ إِلا جَعَلَ لَكَ سَبِيلًا إِلَى رَدِّهَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَهُ مَا حَضَرَ مِنْ حُرَقَةَ. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ مِنْ كَلامِهَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ بَيْتٍ بِحِبْرَةٍ إِلا وَالدَّهْرُ مُعْقِبُهُمْ عَبْرَةً؛ قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. الحديث: 2225 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 364 2226 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ. قَالَ: كَيْفَ لا يُسْرِعُ إِلَيَّ الشَّيْبُ وَلا أَعْدَمُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ قَائِمًا عَلَى رَأْسِي يُكَلِّمُنِي كَلامًا يُلْزِمُنِي جَوَابَهُ، فَإِنْ أَنَا أَصَبْتُ لَمْ أُحْمَدْ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ سَارَتْ بِهِ الْبُرُدُ؟ ! الحديث: 2226 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 2227 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ طَابَ رِيحُهُ؛ زَادَ عَقْلُهُ، وَمَنْ نَظَّفَ ثِيَابَهُ؛ قَلَّ همه. الحديث: 2227 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 2227 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ لِلْحُطَيْئَةِ يُعَدِّدُ مَحَاسِنَ قَوْمٍ: (أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبُنَى ... وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفَوْا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا) (وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ فِيهِمْ جَزَوْا بِهَا ... وَإِنْ أَنْعَمُوا لا كَدَّرُوهَا وَلا كَدُّوا [ص: 368] ) (يَسُوسُونَ أَحْلامًا بَعِيدًا أَنَاتُهَا ... وَإِنْ غَضِبُوا جَاءَ الْحَفِيظَةُ وَالْجِدُّ) (أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لا أَبَا لِأَبِيكُمْ مِنَ اللَّوْمِ ... أَوْ سُدُّوا الْمَكَانَ الَّذِي سَدُّوا) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 2228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، نَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: أَنَّ رَجُلًا ظَهَرَتْ بِهِ خَنَازِيرُ وَبَلاءٌ فِي جَسَدِهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَادِيَةِ فِي أَيَّامِ الرَّبِيعِ، فَعَالَجَهُ رَجُلٌ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعُهُودَ أَنْ لا يُخْبِرَ بِذَلِكَ الْعِلاجِ أَحَدًا. قَالَ: ثُمَّ عَمَدَ إِلَى إِبِلٍ تَأْكُلُ الأَرَاكَ، فَأَخَذَ مِنْ أَبْوَالِهَا فَجَعَلَهُ فِي بُرْمَةٍ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهِ حَتَّى انْعَقَدَ، ثُمَّ أَنْزَلَ الْبُرْمَةَ عَنِ النَّارِ وَعَمَدَ إِلَى وَرَقِ الأَرَاكِ فَيَبَّسَهُ ثُمَّ دَقَّهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مَا كَانَ مِنْهُ لَيْسَ لَهُ غَوْرٌ فَذَرَّ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَرَقِ، وَمَا كَانَ لَهُ غَوْرٌ سَتَرَهُ بِذَلِكَ الْبَوْلِ الْمُنْعَقِدِ بِفَتْلٍ، وَذَرَّ عَلَى أَعْلاهُ مِنْ ذَلِكَ الْوَرَقِ؛ فَبَرَأَ الرَّجُلُ وَصَحَّ وَعَادَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الدَّوَاءِ، فَلا يُخْبِرُهُمْ، فَأَتَوْا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرُوهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ وَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: عَلِّمِ النَّاسَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ فِيمَا أُخِذَ عَلَيْكَ شَيْءٌ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2228 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 2228 - / م - أنشدنا إبراهيم بن الْحَرْبِيُّ [ص: 369] : (وَمَنْ لا يُغَمِّضْ عَيْنَهُ عَنْ صَدِيقِهِ ... وَعَنْ بَعْضِ مَا فِيهِ يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ) (وَمَنْ يَتَتَبَّعْ جَاهِدًا كُلَّ عَثْرَةٍ ... يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 2229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ! اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلاثَةِ أَقْبُرٍ لَيْسَتْ بِالْمُشْرِفَةِ وَلا اللَّاطِئَةِ، مَبْطُوحَةٍ مِنْ بَطْحَاءِ الْعَرْصَةِ، فَرَأَيْتُ قَبْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَنَّمًا، وَأَبُو [ص: 370] بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَأْسُهُ عِنْدَ مَنْكِبَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرُ رَأْسُهُ عِنْدَ رِجْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2229 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 2230 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصحفة أَوْ جَفْنَةٍ مَمْلُوءَةً مُخًّا، فَقَالَ: «يَا أَبَا ثَابِتٍ! مَا هَذَا؟» فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ لَقَدْ نَحَرْتُ أَوْ ذَبَحْتُ أَرْبَعِينَ ذَاتَ كَبِدٍ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشْبِعَكَ مِنَ الْمُخِّ. قَالَ: فَأَكَلَ وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْرٍ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ: فَسَمِعْتُ أَنَّ الْخَيْزَرَانَ حُدِّثَتْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَسَّمَتْ قِسْمًا مِنْ مَالِهَا عَلَى وَلَدِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَقَالَتْ: أُكَافِئُ بِهِ وَلَدَ سَعْدٍ عَنْ فِعْلِهِ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2230 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 2231 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ بن سلمان مَوْلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ؛ قَالَ: [ص: 371] بَيْنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْمَدِينَةِ؛ إِذْ سَقَطَتْ عَصًا كَانَتْ مَعَهُ مِنْ يَدِهِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَكَرِهَهُ، فَتَنَاوَلَهَا الْفَضْلُ بْنُ سَلْمَانَ وَكَانَ عَلَى حَرَسِهِ؛ فَمَسَحَهَا وَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ: (فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ) قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْ إبْرَاهِيمَ مَا كَانَ فِيهِ. الحديث: 2231 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 2232 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: لَمَّا حَبَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدُ أَبَا الْعَتَاهِيَةِ جَعَلَ عَلَيْهِ عَيْنًا لَهُ يَأْتِيهِ بِمَا يَقُولُ؛ فَوَجَدَهُ يوما وَقَدْ كَتَبَ عَلَى الْحَائِطِ: (أَمَا وَاللهِ إِنَّ الظُّلْمَ لُؤْمٌ ... وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ وَهُوَ الظَّلُومُ) (إِلَى دَيَّانِ يَوْمَ الدِّينِ نَمْضِي ... وَعِنْدَ اللهِ يَجْتَمِعُ الْخُصُومُ) قَالَ: فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ الرَّشِيدَ، فَبَكَى وَدَعَا بِهِ، فَاسْتَحَلَّهُ وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ. الحديث: 2232 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 2232 - / 1 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ النَّحْوِيُّ لِرَجُلٍ فِي خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَتَاهُ؛ فَقَالَ: [ص: 373] إِنِّي قُلْتُ فِيكَ بَيْتَيْنِ وَلَسْتُ أُنْشِدُهُمَا إِلا بِحُكْمِي. قَالَ: قُلْ؛ فَقَالَ: (سَأَلْتُ النَّدَى وَالْجُودَ حُرَّانِ أَنْتُمَا ... فَقَالا جَمِيعًا إِنَّنَا لَعَبِيدُ) (فَقُلْتُ وَمَنْ مَوْلاكُمَا فَتَطَاوَلا ... عَلَيَّ وَقَالا خَالِدَ بْنَ يَزِيدُ) فَقَالَ لَهُ: سَلْ. قَالَ: مِئَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ. فَأَمَرَ لَهُ بِهَا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 2232 - / 2 - وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي الزُّبَيْرُ: (إِذَا الْمَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّمَا اشْتَهَتْ ... وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إِلَى كُلِّ بَاطِلِ) (وَسَاقَتْ إِلَيْهِ الإِثْمَ وَالْعَارَ لِلَّذِي ... دَعَتْهُ إِلَيْهِ مِنْ حَلاوَةِ عَاجِلِ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 2233 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 374] سَقَطَ جَرَادٌ بِقُرْبِ بَيْتِ أَبِي حَنْبَلٍ جَارِيَةَ بْنِ مُرٍّ، وَكَانَ أَحَدَ الْكُرَمَاءِ، فَغَدَا الْحَيُّ لِصَيْدِهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ؛ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ جَارَكَ هَذَا. قَالَ: أَيُّ جِيرَانِي؟ قَالُوا: الْجَرَادَ. فقال: أما إذا جَعَلْتُمُوهُ جَارًا؛ فَوَاللهِ لا تَصِلُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا. ثُمَّ مَنَعَهُمْ حَتَّى انْصَرَفُوا، فَفَخَرَ بِهِ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ: (وَبِالْجَبَلَيْنِ لَنَا مَعْقِلٌ ... صَعَدْنَا إِلَيْهِ بِصُمِّ الصِّعَادِ) (مَلَكْنَاهُ فِي أُولَيَاتِ الزَّمَانِ ... مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَمِنْ قَبْلِ عَادِ) (وَمِنَّا ابْنُ مُرٍّ أَبُو حَنْبَلٍ ... أَجَارَ مِنَ النَّاسِ رِجْلَ الْجَرَادِ) (وَزَيْدٌ لَنَا وَلَنَا حَاتِمٌ ... غِيَاثُ الْوَرَى فِي السِّنِينَ الشِّدَادِ) الحديث: 2233 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 2234 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكُ بْنُ مَرْوَانَ: [ص: 376] مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ وَلَدَيَّ إِلا عُرْوَةَ بْنَ الْوَرْدِ؛ لِقَوْلِهِ: (إِنِّي امْرُؤٌ عَافِي إِنَائِيَ شِرْكَةٌ ... وَأَنْتَ امْرُؤٌ عَافِي إِنَائَكَ وَاحِدُ) (أَتَهْزَأُ مِنِّي أَنْ سَمِنْتَ وَأَنْ تَرَى ... بِجِسْمِي مَسَّ الْحَقِ وَالْحَقُّ جَاهِدُ) (أُقَسِّمُ جِسْمِي فِي جُسُومٍ كَثِيرَةٍ ... وَأَحْسُو قِرَاحَ الْمَاءِ وَالَمَاءُ بَارِدُ) يُرِيدُ: أَنَّهُ يُقَسِّمُ قُوتَهُ عَلَى أَضْيَافِهِ؛ يَعْنِي: أَرَادَ كَأَنَّ قَسَّمَ قُوتَهُ عَلَى أَضْيَافِهِ فَكَأَنَّهُ قَسَّمَ جِسْمَهُ؛ لِأَنَّ اللَّحْمَ الَّذِي كَانَ يُنْبِتُهُ ذَلِكَ الطَّعَامَ صَيَّرَهُ لِغَيْرِهِ، وَيَحْسُو مَاءَ الْقِرَاحِ فِي الشِّتَاءِ وَوَقْتِ الْجَدْبِ وَالضِّيقِ؛ لِأَنَّهُ يُؤْثِرُ بِاللَّبَنِ أَضْيَافِهِ وَيُجَوِّعُ نَفْسَهُ حَتَّى نَحَلَ جِسْمُهُ، وَهَذَا شِعْرٌ شَرِيفُ الْمَعَانِي وَالأَلْفَاظِ. وَقَالَ آخَرُ فِي مَثْلِهِ: (إِذَا مَا عَمِلْتِ الزَّادَ فِالْتَمِسِي لَهُ ... أَكِيلًا فَإِنِّي غَيْرُ آكِلِهِ وَحْدِي [ص: 377] ) (بَعِيدًا قَصِيًّا أَوْ قَرِيبًا فَإِنَّنِي ... أَخَافُ مَذَمَّاتِ الأَحَادِيثِ مِنْ بَعْدِي) (وَكَيْفَ يُسِيغُ الْمَرْءُ زَادًا وَجَارُهُ ... خَفِيفُ الْمِعَى بَادِي الْخَصَاصَةِ وَالْجَهْدِ) (وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ نَازِلًا ... وَمَا مِنْ خِلالِي غَيْرَهَا شِيمَةُ الْعَبْدِ) الحديث: 2234 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 2235 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبِي: وَصِيَّتِي إِيَّاكَ بِمَا أَوْصَانِي بِهِ مَوْلاكَ؛ كُنْتُ وَصِيفًا لِعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَسْلَمَنِي فِي الْمَكْتَبِ، فَلَمَّا حَذَقْتُ وَتَأَدَّبْتُ أَلْزَمَنِي خِدْمَتَهُ، فَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا أَبَا يَزِيدَ! فَالْتَفَتُّ يُمْنَةً وَشَأْمَةً أَنْظُرُ مِنْ يَعْنِي، فَقَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، إِنَّا معاشر قريش لا ندعوا مَوَالِينَا بِأَسْمَائِهِمْ، إِنَّكَ الأَمْسَ كُنْتَ لِي وَأَنْتَ الْيَوْمَ مِنِّي، وَإِنَّ النَّاسَ لا يُنْسَبُونَ إِلَى آبَائِهِمْ بِوِلادَتِهِمْ إِيَّاهُمْ، وَلَكِنْ يُنْسَبُونَ إِلَيْهِمْ بِحُكْمِ اللهِ فِيهِمْ، أَلا تَرَى لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَوْلَدَ امْرَأَةً مِنْ غَيْرِ حِلٍّ لَمْ يَكُنْ وَلَدُهَا لَهُ وَلَدًا، فَلَمَّا كَانَ الْمَوْلُودُ مِنْ أَبِيهِ بِحُكْمِ اللهِ كَانَ الْمَوْلَى مِنْ أَقَارِبِهِ بِحُكْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَاسْتَدِمِ النِّعْمَةَ عَلَيْكَ بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا مِنْكَ. الحديث: 2235 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 2236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خُذْ مِثْقَالَ لُبَانٍ وَمِثْقَالا مِنْ سُكَّرٍ فَاشْرَبْهُمَا عَلَى الرِّيقِ؛ فَإِنَّهُمَا جَيِّدَانِ لِلْبَوْلِ وَالنِّسْيَانِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2236 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 2236 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِبَعْضِهِمْ: (حَسْبُنَا اللهُ بَاطِلًا مَا سِوَاهُ ... أَحَدٌ لا يُخَيِّبُ رَاجٍ رَجَاهُ) (مَلِكٌ يَنْشُرُ الْمُلُوكَ وَيَطْوِي ... جَلَّ سُلْطَانُهُ وَعَزَّ حِمَاهُ [ص: 379] ) (قَاهِرٌ قَادِرٌ قَرِيبٌ بَعِيدٌ ... مُسْتَجِيبٌ لِكُلِّ دَاعٍ دَعَاهُ) (وَهُوَ الْبَاطِنُ الَّذِي لَيْسَ يَخْفَى ... وَهُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي لا تَرَاهُ) (كُلَّمَا لَيْسَ مِنْهُ بُدٌّ وَإِنْ قِيلَ ... بَعِيدُ الْمَدَى قَرِيبٌ مَدَاهُ) (نَغَّصَ الْمَوْتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيْشٍ ... يَا لَقَوْمٍ لِلْمَوْتِ مَا أَوْحَاهُ) (عَجَبًا أَنَّهُ إِذَا مَاتَ حَيٌّ ... صَدَّ عَنْهُ حَبِيبُهُ وَجَفَاهُ) (حَيْثُمَا وُجِّهَ امْرُؤٌ لِيَفُوتَ الْمَوْتُ ... فَالْمَوْتُ وَاقِفٌ بِحِذَاهُ) (إِنَّمَا الشَّيْبُ لِابْنِ آدَمَ نَاعٍ ... قَامَ فِي عَارِضَيْهِ ثُمَّ نَعَاهُ) (كَمْ تَرَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَدُومَانِ ... لِمَنْ مَدَّ لَهْوُهُ وَصِبَاهُ) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 2237 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ، نا أَبُو مُسْهِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَمْلٍ؛ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَلامَ وَنُبْلُهُ وَالصَّمْتُ وَحُسْنُهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: غَفْرًا غَفْرًا، مَنْ قَدَرَ أَنْ يُحْسِنَ الْكَلامَ قَدَرَ أَنْ يُحْسِنَ الصَّمْتَ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ أَحْسَنَ الصَّمْتَ قَدَرَ أَنْ يُحْسِنَ الْكَلامَ. الحديث: 2237 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 2238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنِي الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيِّ؛ قَالَ: [ص: 382] كَانَ عَلَيْنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَمِيرًا بِالْبَصْرَةِ، فَوَجَّهَنِي فِي بَعْثِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَضَرَبْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيُّ. قَالَ: فَأَدْخَلَنِي مَنْزِلَهُ، وَقَدَّمَ إِلَيَّ طَعَامًا، فَأَكَلْتُ ثُمَّ ذَكَرْتُ لَهُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَبَكَى. فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ. فَازْدَادَ بُكَاءً لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يَبْكِي: وَاللهِ! لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَيَوْمٌ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ وَآلِ عُمَرَ، هَلْ لَكَ أَنْ أُحَدِّثَكَ بِيَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: أَمَّا اللَّيْلَةُ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَارِبًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ خَرَجَ لَيْلًا، فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ مَرَّةً يَمْشِي أَمَامَهُ وَمَرَّةً خَلْفَهُ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ، وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ ! مَا أَعْرِفُ هَذَا مِنْ فِعَالِكَ!» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَذْكُرُ الرَّصَدَ فَأَكُونُ مِنْ أَمَامِكَ، وَأَذْكُرُ [ص: 383] الطَّلَبَ فَأَكُونُ خَلْفَكَ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِكَ وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِكَ، لا آمَنُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَمَشَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة كُلَّهُ حَتَّى أَدْغَلَ الطَّرِيقُ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ حَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ فَمَ الْغَارِ، فَأَنْزَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ لا تَدْخُلْهُ حَتَّى أَدْخُلَهُ أَنَا قَبْلَكَ، فَإِنْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ نَزَلَ بِي دُونَكَ. قَالَ: فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ؛ فَإِنَّ فِي الْغَارِ خَرْقًا أَسُدُّهُ، وَكَانَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ فَمَزَّقَهُ، وَجَعَلَ يَسُدُّ بِهِ خَرْقًا خَرْقًا، فبقى جُحْرَانِ، فَأَخَذَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمَلَهُ، فَأَدْخَلَهُ الْغَارَ ثُمَّ أَلْقَمَ قَدَمَيْهِ الْجُحْرَيْنِ، فَجَعَلَ الأَفَاعِي وَالْحَيَّاتُ يَضْرِبْنَهُ وَيَلْسَعْنَهُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَجَعَلَ هُوَ يَتَقَلَّى مِنْ شِدَّةِ الأَلَمِ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَعْلَمُ بِذَلِكَ، وَيَقُولُ لَهُ: «يَا أَبَا بَكْرٍ! {لا تَحْزَنْ إِنَّ الله معنا} [التوبة: 40] » ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى رَسُولِهِ السَّكِينَةَ وَالطَّمَأْنِينَةَ لِأَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ فَهَذِهِ لَيْلَتُهُ. وَأَمَّا يَوْمُهُ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُصَلِّي وَلا نُزَكِّي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُزَكِّي وَلا نُصَلِّي، فَأَتَيْتُهُ لا آلُوهُ نُصْحًا، فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! ارْفُقْ بِالنَّاسِ. وَقَالَ غَيْرِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَفَعَ الْوَحْيُ، وَوَاللهِ! لَوْ مَنَعُونِي عِقَالا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ، فَكَانَ وَاللهِ رَشِيدُ الأَمْرِ؛ فَهَذَا يَوْمُهُ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2238 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 2239 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص: 384] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَعِنْدِي [ص: 385] يَوْمَئِذٍ مَالٌ كَثِيرٌ؛ فَقُلْتُ: وَاللهِ! لَأَفْضُلَنَّ أَبَا بَكْرٍ هَذِهِ الْمَرَّةَ. فَأَخَذْتُ نِصْفَ مَالِي وَتَرَكْتُ نِصْفَهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: «هَذَا مَالٌ كَثِيرٌ؛ فَمَا تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ؟» . قَالَ: قُلْتُ تَرَكْتُ لَهُمْ نِصْفَهُ. وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِمَالٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ؟» ، قَالَ: تَرَكْتُ لَهُمُ اللهَ ورسوله [إسناده ضعيف، والحديث حسن] . الحديث: 2239 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 383 2240 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الأَزْهَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: أَنَّهُ وَصَفَ الْخَائِفِينَ، فَقَالَ: الْخَائِفُونَ الَّذِينَ صَدَقُوا الْمَخَافَةَ مِنَ اللهِ، قُلُوبُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ قَرْحَةٌ، وَأَعْيُنُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بَاكِيَةٌ، وَدُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ جَارِيَةٌ، يَقُولُونَ: لا نَفْرَحُ وَالْمَوْتُ وَرَاءَنَا، وَالْقُبُورُ أَمَامَنَا، وَالْقِيَامَةُ مَحْشَرَنَا، وَعَلَى جَهَنَّمَ طَرِيقُنَا، وَعَلَى اللهِ تَعَالَى عَرْضُنَا، وَعَلَى الصِّرَاطِ جَوَازُنَا بِأَعْمَالِنَا. الحديث: 2240 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 385 2241 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَا ابْنَ آدَمَ! تَأْكُلُ رِزْقِي وَتَعْبُدُ غَيْرِي! وَتَدْعُونِي وَتَفِرُّ مِنِّي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2241 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 385 2242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بَعْضِ قُرَى الشَّامِ وَمَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ، فجلعنا نَمْشِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى مَوْضِعِ حَشِيشٍ وَمَاءٍ، فَقَالَ لِرَفِيقِهِ: أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فِي الْمِخْلاةِ كُسَيْرَاتٌ. فَجَلَسَ فَنَثَرَهَا، فَجَعَلَ يَأْكُلُ، فقال: يا بقية! إذن فَكُلْ. فَأَكَلْتُ مَعَهُ، ثُمَّ شَرِبَ مِنَ الْمَاءِ شَرْبَةً، ثُمَّ تَمَدَّدَ فِي كِسَائِهِ، فَقَالَ: يَا بَقِيَّةُ! مَا أَغْفَلَ النَّاسَ عَمَّا أنَا فِيهِ مِنَ النِّعَمِ، مَا لِيَ أَحَدٌ يَمُوتُ وَمَا لِيَ أَحَدٌ أَهْتَمُّ بِهِ. قَالَ بَقِيَّةُ: فَتَغَيَّرَ وَجْهِي، فَقَالَ لِي: أَلَكَ عِيَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَلَعَلَّ رَوْعَةَ صَاحِبِ [ص: 387] عِيَالٍ أَفْضَلُ مِمَّا أَنَا فِيهِ. ثُمَّ قَامَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! عِظْنِي بِشَيْءٍ. فَقَالَ: يَا بَقَيَّةُ! كُنْ ذَنَبًا وَلا تَكُنْ رَأْسًا؛ فَإِنَّ الذَّنَبَ يَنْجُو وَيَهْلِكُ الرَّأْسُ. الحديث: 2242 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 2243 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَيْمَنَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: إِنَّ الْهَلَكَةَ كُلَّ الْهَلَكَةِ أَنْ يُعْمَلَ بِالسَّيِّئَاتِ فِي أَزْمَانِ الْبَلاءِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2243 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 2244 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ بَنِي غِفَارٍ قَرَّبُوا عِجْلًا لِيَذْبَحُوهُ، فَنَادَى الْعِجْلُ: يَا آلَ ذَرِيحٍ! لِأَمْرٍ نُجَيْحٍ، لِصَائِحٍ يَصِيحُ، بِلِسَانٍ فَصِيحٍ، بِمَكَّةَ يَدْعُو لا إِلَهَ إِلا اللهُ. قَالَ: فَنَظَرُوا؛ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُعِثَ. الحديث: 2244 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 2245 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ: لا يَمُوتُ أحدا أَبَدًا حَتَّى يَرَى فِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ. الحديث: 2245 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 2246 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: خَرَجَ غُلامٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بِفَخٍّ لَهُ، فَنَصَبَهُ نَاحِيَةً مِنَ الطَّرِيقِ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَسَقَطَ حِذَاءَهُ، فَأَنْطَقَ اللهُ الْفَخَّ، فَقَالَ الْعُصْفُورُ لِلْفَخِّ: مَا لِي أَرَاكَ مُنْتَصِبًا عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: اعْتَزَلْتُ شِرَارَ النَّاسِ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ نَحِيفُ الْجِسْمِ؟ قَالَ: نَهَكَتْنِي الْعِبَادَةُ. قَالَ: فَمَا هَذَا الْحَبْلُ فِي عِطْفَيْكَ؟ قَالَ: أَلْبَسُ الْمُسُوحَ وَأَتَشَبَّهُ بِالأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْعَصَا فِي يَدِكَ؟ قَالَ: أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْحَبَّةُ فِي فِيكَ؟ قَالَ: أُعْطِيهَا ابْنَ السَّبِيلِ أَوْ مِسْكِينًا. قَالَ: فَأَنَا مِسْكِينٌ. قَالَ: فَدُونَكَهَا. فَذَهَبَ لِيَتَنَاوَلَهَا، فَوَثَبَ الْفَخُّ، فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ. فَقَالَ الْعُصْفُورُ فِي رَجْزِهِ: (لا غَرَّنِي قَارِئٌ مُرَاءٍ بَعْدَكَ أَبَدًا ... ) [ص: 389] وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لِقُرَّاءٍ مُرَائِينَ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. الحديث: 2246 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 2247 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: وَعَائِبٌ يَعِيبُ النَّاسَ بِفَضْلِ عَيْبِهِ، وَيُبْغِضُهُمْ بِحَسَبِ بُغْضِهِ، وَيَرْفَعُ عَوْرَاتِهِمْ لِيَكُونُوا شُرَكَاءَهُ فِي عَوْرَتِهِ، لا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَى الْفَاسِقِ مِنْ زَلَّةِ عَالِمٍ، وَلا إِلَى الْخَامِلِ مِنْ عَثْرَةِ الشَّرِيفِ. ثُمَّ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: (إِنْ يَعْلَمُوا الْخَيْرَ يُخْفُوهُ وَإِنْ عَلِمُوا ... شَرًّا أُذِيعَ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا كَذَبُوا) الحديث: 2247 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 389 2248 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ؛ أَنَّهُ قَالَ: الشَّبَعُ دَاعِيَةٌ [ص: 390] إِلَى الْبَشَمِ، وَالْبَشَمُ دَاعِيَةٌ إِلَى السَّقَمِ، وَالسَّقَمُ دَاعِيَةٌ إِلَى الْمَوْتِ، وَلَوْ سُئِلَ أَهْلُ الْقُبُورِ مَا كَانَ شَأْنُ مَوْتِكُمْ؟ لَقَالَ أَكْثَرُهُمْ: الشَّبَعُ. الحديث: 2248 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 389 2249 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عن سعيد بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ وَلا يَضُرُّكَ ذَلِكَ. فَقَالَ: تَدْعُو اللهَ يُيَسِّرُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمْرِ، مَا تُحِبُّ مَعَ اللهِ غَيْرَ اللهِ، وَيَرْحَمُ بَنِي جِنْسِكَ بِرَحْمَتِكَ، وَمَا لا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ لا تأتيه إلى غيره، فَأَنْتَ تَقِيٌّ لِلَّهِ حَقًّا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2249 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 2250 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص: 391] قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: أَشِرْ عَلَيَّ بِمَنْ أَتَزَوَّجُ! فَقَالَ: إِيَّاكَ وَالْمَرَأَةَ الرَّائِعَةَ الْجَمَالِ أَنْ تَزَوَّجَهَا؛ فَإِنَّ عَاقِبَةَ أَمْرِهَا نَدَامَةٌ. الحديث: 2250 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 2251 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرِّبْعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: شَهِدْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورَ يَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لا تَبْرِمَنَّ أَمْرًا حَتَّى تُفَكِّرَ فِيهِ! فَإِنَّ فِكْرَةَ الْعَاقِلِ مِرْآتُهُ تُرِيهِ حَسَنَهُ وَسَيِّئَهُ. الحديث: 2251 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 2252 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: [ص: 392] سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّ الْخَلِيفَةَ لا يُصْلِحُهُ إِلا التَّقْوَى، وَالسُّلْطَانَ لا يُصْلِحُهُ إِلا الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةَ لا يُصْلِحُهَا إِلا الْعَدْلُ، وَأَوْلَى النَّاسِ بِالْعَدْلِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ، وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقْلًا مَنْ ظَلَمَ مَنْ هُوَ دُونِهِ. الحديث: 2252 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 2253 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: [ص: 393] لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ؛ فَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2253 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 2254 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو سُفْيَانَ الْغَنَوِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: الأَسِيرُ لا يُكْتَبُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ مَا دَامَ فِي أَيْدِي الْعَدُوِّ. الحديث: 2254 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 2255 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 394] لَوِ ائْتَمَنَنِي رَجُلٌ عَلَى بَيْتِ مَالٍ؛ لَظَنَنْتُ أَنِّي أُؤَدِّي إِلَيْهِ الأَمَانَةَ، وَلَوِ ائْتَمَنَنِي عَلَى زِنْجِيَّةٍ أَنْ أَخْلُوَ مَعَهَا سَاعَةً وَاحِدَةً؛ مَا ائْتَمَنْتُ نَفْسِي عَلَيْهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا؛ إِلا وَقَدْ تُخُوِّفَ عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ فِي النِّسَاءِ. الحديث: 2255 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 2256 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ الأَصْغَرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى مَوْلاهُ سَالِمٍ، فَنَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَقَدْ أَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ حَتَّى خَلا مِنَ الطَّوَافِ، فقال: من هذا؟ فقيل له: محمد بن عليِّ بن الحسين. فأرسل إليه، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا يَأْكُلُ النَّاسُ فِيهِ وَمَا يَشْرَبُونَ؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لِلرَّسُولِ: قُلْ لَهُ: يُحْشَرُونَ عَلَى مَثَلِ قُرْصَةِ النَّقِيِّ، فِيهَا أَنْهَارٌ تُفَجَّرُ. فَأَبْلِغْ ذَلِكَ هِشَامًا، فَرَأَى هِشَامٌ أَنْ قَدْ ظَفَرَ بِهِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: مَا أَشْغَلَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. فَأَبْلَغَهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ: أَبْلِغْهُ، وَقُلْ: هُمْ وَاللهِ فِي النَّارِ أشغل، وما شغلهم عَنْ أَنْ قَالُوا: {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ [ص: 395] مما رزقكم الله} [الأعراف: 50] . الحديث: 2256 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 394 2257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فِي فِنَاءِ الْكَعْبَةِ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ اللهَ حَيْثُ عَبَدْتَهُ؟ فَأَطْرَقَ وَأَطْرَقَ النَّاسُ حَوْلَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَعْبُدَ شَيْئًا لَمْ أَرَهُ. قَالَ: وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: لَمْ تَرَهُ الأَبْصَارُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ، وَلَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ، لا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ، وَلا يُقَاسُ بِالنَّاسِ، مَعْرُوفٌ بِالآيَاتِ، مَنْعُوتٌ بِالْعَلامَاتِ، لا يَجُورُ فِي قَضِيَّتِهِ، بَانَ مِنَ الأَشْيَاءِ، وَبَانَتِ الأَشْيَاءُ مِنْهُ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ) [الشورى: 11] ، ذَلِكَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يجعل رسالته} [الأنعام: 124] . الحديث: 2257 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 2258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 396] قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِأَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى مِصْرَ: اعْرِفْ حَاجِبَكَ وَكَاتِبَكَ وَجَلِيسَكَ؛ فَإِنَّ الْغَائِبَ يُخْبِرُهُ عَنْكَ كَاتِبُكَ، وَالْمُتَوَسِّمُ يَعْرِفُكَ بِحَاجِبِكَ، وَالْخَارِجُ مِنْ عِنْدِكَ يَعْرِفُكَ بِجَلِيسِكَ. الحديث: 2258 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 2259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لِابْنِهِ مَخْلَدٍ حِينَ وَلَّاهُ جُرْجَانَ: اسْتَطْرِفْ كَاتِبَكَ، وَاسْتَعْطِرْ حَاجِبَكَ. الحديث: 2259 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 2260 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الريشي، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 397] قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لا يَحْتَجِبُ الْوَالِي إِلا عَنْ ثَلاثٍ: عَنْ عَيٍّ، أَوْ سَوْءَةٍ، أَوْ خِيَانَةٍ. الحديث: 2260 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 2261 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّبْعِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِلْمَهْدِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْحَاجِبُ جَهُولا وَلا عَيِيًّا وَلا غَبِيًّا وَلا مُتَشَاغِلًا وَلا خَامِلًا وَلا ذَهُولًا وَلا مُحْتَقَرًا وَلا ذَمِيمًا وَلا جَهُولًا وَلا عَبُوسًا؛ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ جَهُولًا أَدْخَلَ ذَلِكَ عَلَى صَاحِبِهِ الضَّرَرَ مِنْ حَيْثُ لا يُقَدِّرُ الْمَنْفَعَةَ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا لَمْ يُؤَدِّ إِلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يُؤَدَّ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ غَبِيًّا جَهَلَ مَكَانَ الشَّرِيفِ فَأَحَلَّهُ غَيْرَ مَنْزِلَتِهِ وَحَطَّهُ عَنْ مَرْتَبَتِهِ، وَقَدَّمَ الْوَضِيعَ عَلَيْهِ، وَجَهَلَ مَا عليه وما له، وَإِذَا كَانَ جَهُولًا مُتَشَاغِلًا أَخَلَّ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ صَاحِبُهُ فِي وَقْتِهِ، وَأَضَاعَ حُقُوقَ الْغَاشِينَ لِبَابِهِ، وَاسْتَدْعَى بِهِ الذَّمَّ مِنَ النَّاسِ لَهُ، وَأَذِنَ عَلَيْهِ لِمَنْ لا يَحْتَاجُ إِلَى لِقَائِهِ وَلا يَنْتَفِعُ بمكانه، وَإِذَا كَانَ خَامِلًا مُحْتَقَرًا أَحَلَّ النَّاسُ صَاحِبَهُ فِي مَحِلِّهِ، وَقَضَوْا عَلَيْهِ بِهِ، وَإِذَا كَانَ جَهْمًا عَبُوسًا تَلَقَّى كُلَّ طَبَقَةٍ مِنَ النَّاسِ بِالْمَكْرُوهِ؛ فَتَرَكَ أَهْلُ النَّصَائِحِ نَصَائِحَهُمْ، وَأَخَلَّ بِذَوِي الْحَاجَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَقَلَّتِ الْغَاشِيَةُ لِبَابِ صَاحِبِهِ فِرَارًا مِنْ لِقَائِهِ. الحديث: 2261 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 397 2262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: ثَلاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ مِنَ الأَئِمَّةِ صَلُحَ أَنْ يَكُونَ إِمَامًا اضْطَلَعَ بِأَمَانَتِهِ: إِذَا عَدَلَ فِي حُكْمِهِ، وَلَمْ يَحْتَجِبْ دُونَ رَعِيَّتِهِ، وَأَقَامَ كِتَابَ اللهِ فِي الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2262 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 2263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 399] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ مَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ أَوْ مِثْلَهُ» . وَقَالَ جَابِرٌ: يُوشِكُ أَنْ لا يُجْبَى مِنَ الْعِرَاقِ دِينَارٌ وَلا قَفِيزٌ. قَالُوا: وَمِمَّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ ! قَالَ: يَمْنَعُهُمُ الْعَجَمُ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَنْ لا يُجْبَى مِنَ الشَّامِ دِينَارٌ وَلا مُدِّيٌ. قَالُوا: وَمِنْ أَيْنَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ ! قَالَ: يَمْنَعُهُمُ الرُّومُ. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 400] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2263 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 2264 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مسلمة، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ وهُوَ بِبَدْرٍ يُنَادِي: «يَا أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ! [ص: 401] وَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ! وَيَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ! أَلا هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؛ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا؟» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تُنَادِي أَقْوَامًا قَدْ جَيَّفُوا؟ فَقَالَ: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يجيبوا» [إسناده لين، والحديث صحيح] . الحديث: 2264 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 2265 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مَالِكٍ، نَا بَكْرٌ الْعَابِدُ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: [ص: 402] لا يُعْتَدُّ بِمَنْ لَهُ عِيَالٌ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ الثَّوْرِيُّ: يُؤْمَرُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا عِيَالُهُ قَدْ أَكَلُوا حَسَنَاتِهِ. الحديث: 2265 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 2266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُجَيْحٍ؛ قَالَ: كُنْتُ أُمَاشِي بَعْضَ عُبَّادِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الشَّامِ. فَقَالَ لِي: أَبْلِغْ عُبَّادَ أَهْلِ الشَّامِ مِنِّي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ، إِنَّ عُمَّالَ الرَّحْمَنِ لَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُمُ الْجَنَّةُ دَارًا كَانُوا فِي الدُّنْيَا مُلُوكًا أَحْرَارًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2266 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 2267 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ؛ قَالَ: [ص: 403] صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَقَرَأَ: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ (2)) [الصافات: 24] ؛ فَجَعَلَ يُكَرِّرُهَا وَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَاوِزَهَا. الحديث: 2267 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 2268 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقَارِئُ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا على النار} [الأنعام: 27] ، وَتَلَا: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وقفوا على ربهم} [الأنعام: 30] ؛ فَصَاحَ صَيْحَةً فَعَادُوهُ مِنْهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. الحديث: 2268 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 2269 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: نَا أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ الْقَارِعَةَ، وَقَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْخَوْفُ أَظْهَرُ عَلَى وَجْهِهِ وَالْخُشُوعُ فِي بَدَنِهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، قَامَ لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ بِ (عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ (1)) [النبأ: 1] ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ: (فَذُوقُوا فَلَنْ [ص: 404] نَّزِيدَكُم إِلَّا عَذَاباً (30)) [النبأ: 30] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى طلع الْفَجْرِ. الحديث: 2269 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 2270 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ بِبَابِ الأَبْوَابِ، فَأَصَابَ النَّاسَ شِبْهُ الظُّلْمَةِ؛ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ وَوَعَظَهُمْ، فَقَرَأَ {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ} [يوسف: 107] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَوَقَعَ مِنَ الْمِنْبَرِ   [إسناده حسن] . الحديث: 2270 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 2271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الهمداني، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا أَبُو سُلَيْمَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: صَعَدْتُ حَائِطَ عَكَّا؛ فَإِذَا حُمَيْدُ بْنُ مُوسَى فِي بُرْجٍ وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النار} [الأعراف: 47] ، فَبَقِيَ لا يَقْرَأُ وَهُوَ وَاقِفٌ وَلا يَرْكَعُ وَلا يَسْجُدُ، وَجَعَلَ يَتَرَجَّحُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: إِنَّهُ حِينَ ذَكَرَهُمْ عَايَنَهُمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2271 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 2272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 405] أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ ميشا بْنِ يُوسُفَ أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطِيِّرَ لَهُ. مَنْ آمَنَ بِي، فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَيِّ صَادِقًا، وَمَنْ تَعَنَّى عِنْدَكَ وَوَثَقَ بِغَيْرِي؛ فَإِنِّي خَيْرُ شَرِيكٍ، أَرْدُدْ عَلَيْهِ مَا تَوَسَّلَ بِهِ إِلَيَّ، وَأَكِلْهُ إِلَى مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَكَّلْتُهُ إِلَى غَيْرِي؛ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْبَلاءِ وَالْفِتْنَةِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2272 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 2273 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَى زِيَادٍ نَفَرٌ مِنَ الأَعْرَابِ، فَقَامَ خَطِيبُهُمْ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، وَنَحْنُ وَإِنْ كَانَتْ تَرْغَبُ بِنَا أَنْفُسُنَا إِلَيْكَ فَأَنْضَيْنَا رِكَابَنَا نَحْوَكَ؛ الْتِمَاسًا لِفَضْلِ عَطَائِكَ، عَالِمُونَ بِأَنَّهُ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللهُ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ، وَإِنَّمَا أَنْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ خَازِنٌ، وَنَحْنُ وَارِدُونَ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ [ص: 406] فَأَعْطَيْتَ؛ حَمِدْنَا اللهَ، وَإِنْ لَمْ يُؤْذَنْ لَكَ فَأَمْسَكْتَ؛ حَمِدْنَا اللهَ. ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ زِيَادٌ: تَاللهِ مَا رَأَيْتُ كَلامًا أَبْلَغَ وَلا أَوْجَزَ وَلا أَنْفَعَ فِي عَاجِلِهِ مِنْهُ! ! ثُمَّ أَمَرَ لَهُمْ بِمَا يُصْلِحُهُمْ. الحديث: 2273 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 2274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ في كتاب للهند: إذا كَانَتِ الْمَوْجِدَةُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ؛ كَانَ الرِّضَا مَعْدُومًا. الحديث: 2274 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 2275 - حَدَّثَنَا محمد بن هاشم بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، نَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ قَالَ: [ص: 407] مَنْ كَتَبَ وَلَمْ يُعَارِضْ كَانَ كَمَنْ دَخَلَ الْخَلاءَ وَلَمْ يَسْتَنْجِ. الحديث: 2275 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 2276 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ أَمَرَهُ بِعَمَلٍ: احْذَرْ أَنْ تُخْطِئَ فَأُعَاقِبَكَ بِكَذَا وَكَذَا؛ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ. فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! مَنْ كَانَتْ هَذِهِ عُقُوبَتَهُ عَلَى الْخَطَأِ؛ فَمَا ثَوَابُهُ عَلَى الإِصَابَةِ؟ ! الحديث: 2276 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 2277 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زكريا الْمَخْزُومِيُّ، نَا الزُّبَيْرُ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ، فَذُكِرَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ: كَانَ زِنْدِيقًا. فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: مَهْ! خِلافَةُ اللهِ عِنْدَهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ [ص: 408] يَجْعَلَهَا فِي زِنْدِيقٍ. الحديث: 2277 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 2278 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ وَالزِّيَادِيُّ؛ قَالا: نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ أَرْبَعَ ضَرَائِرَ فِي غَارٍ مَا لَهُنَّ بَيْتٌ. الحديث: 2278 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 2279 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّمَّارِ، نَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ؛ قَالَ: ازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ، وَبِالْقُرْبِ مِنْهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَاجِّ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَدْ حُطَّ مَحْمَلَهُ، قَدْ كُسِرَ وَتَكَسَّرَ جَمِيعُ مَا مَعَهُ وَنُهِبَ، فَقَامَ يُشِيرُ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَدْعُو عَلَيْهِ وَيَقُولُ: إِنِّي لا أَجْعَلُكَ فِي حِلٍّ. فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا يَقُولُ هَذَا الْخُرَاسَانِيُّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَقُولُ: زِدْنَا فِي الإِسْمَاعِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قال: فَرَفَعَ سُفْيَانُ صَوْتَهُ، وَقَالَ: قُولُوا لَهُ: نَعَمْ. الحديث: 2279 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 2280 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى حَبِيبِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْعَائِشِيِّ دَيْنٌ كَثِيرٌ، فَبَلَغَهُ أَنَّ غُرَمَاءَهُ [ص: 409] يُرِيدُونَ حَبْسَهُ، فَأَصْبَحَ يَوْمًا وَجَلَسَ فِي مَسْجِدِهِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: لَهُمْ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي: أَوَّلُ مَنْ يَحْبِسُكَ؛ فَهُوَ لِغَيْرِ رُشْدِهِ. قَالَ: فَتَحَامَاهُ النَّاسُ فَمَا حَبَسَهُ أَحَدٌ. الحديث: 2280 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 2281 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَيْحٍ يَقُولُ: وَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ لَيْلَةً عَلَى السَّاحِلِ؛ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا. فَقَالَ: اسْتَمِعُوا؛ فَإِنَّ حُسْنَ الاسْتِمَاعِ قُوَّةٌ لِلْمُحَدِّثِ. الحديث: 2281 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 2282 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَمْ يُؤَيَّدِ الْمُلْكُ بمثل كلب، ولم تغل الْمَنَابِرُ بِمِثْلِ قُرَيْشٍ، وَلَمْ يُطْلَبِ التُّرَاثُ بِمِثْلِ تَمِيمٍ، وَلَمْ تُرْعَ الرِّعَاءُ بِمِثْلِ ثَقِيفٍ، وَلَمْ تُسَدَّ الثُّغُورُ بِمِثْلِ قَيْسٍ، وَلَمْ تُهَيَّجِ الْفِتَنُ بِمِثْلِ رَبِيعَةَ، وَلَمْ يُجْبَ الْخَرَاجُ بِمِثْلِ الْيَمَنِ. الحديث: 2282 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 2283 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ حَجَرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ؛ قَالَ: بَابُ مُضَرَ كِنَانَةُ، وَفُرْسَانُ مُضَرَ قَيْسٌ، وَرِجَالُ مُضَرَ تَمِيمٌ، وَأَلْسِنَةُ مُضَرَ أَسَدٌ، «وَيُقَالُ: يَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ قَيْسٍ بِالْفُرُوسِيَّةِ، وَيَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ رَبِيعَةَ بِالْجُودِ، وَيَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ تَمِيمٍ بِالْحِلْمِ. الحديث: 2283 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 2284 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ: أَهْزَلُ مَا تَكُونِينَ إِذَا حَضَرَ زَوْجُكِ. فَقَالَتْ: إِنَّ الْحُرَّةَ لا تُضَاجِعُ زَوْجَهَا بِمِلْءِ بَطْنِهَا. الحديث: 2284 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 2285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: أَمَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ لِزَائِرٍ بِشَيْءٍ؛ فَوَقَّعَ فِي رُقْعَتِهِ: قَدْ أَمَرَنَا لَكَ بِشَيْءٍ هُوَ دُونَ قَدْرِكَ فِي الاسْتِحْقَاقِ، وَفَوْقَ الْكِفَايَةِ فِي الاقْتِصَادِ. الحديث: 2285 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 2286 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: وَقَّعَ الْمَأْمُونُ فِي رُقْعَةِ مُتَظَلِّمٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ هِشَامٍ: عَلامَةُ الشَّرِيفِ أَنْ لا يَظْلِمَ مَنْ فَوْقَهُ، وَيَظْلِمَهُ مَنْ هُوَ دُونُهُ؛ فَأَخْبَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَنْتَ؟ وَوَقَّعَ فِي قِصَّةِ رَجُلٍ تَظَلَّمَ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ تَكُونَ آنِيَتُكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، وَغَرِيمُكَ عَارٍ، وَجَارُكَ طَاوٍ. الحديث: 2286 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 2287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: [ص: 412] كَتَبَ بَعْضُ عُمَّالِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ مَدِينَتَنَا قَدْ خَرِبَتْ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطَعَ لَنَا مالاً نَرُمَّهَا بِهِ. فَوَقَّعَ فِي كِتَابِهِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَحَصِّنْهَا بِالْعَدْلِ، وَنَقِّ طُرُقَهَا مِنَ الظُّلْمِ؛ فَإِنَّهُ مَرَمَّتُهَا. وَالسَّلامُ. الحديث: 2287 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 2288 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَجَزَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ، وَشَرُّ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُبْغِضُونَ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ؛ فَقَالَ لِيَ: اجْعَلْ أَوْثَقَ عَمَلِكَ عِنْدَ اللهِ حُبَّكَ أَصْحَابَ نَبِيِّهِ؛ فَإِنَّكَ لَوْ قَدِمْتَ الْمَوْقِفَ بِمِثْلِ قُرَابِ الأَرْضِ ذُنُوبًا غَفَرَهَا اللهُ لَكَ، وَلَوْ جِئْتَ الْمَوْقِفَ وَفِي قَلْبِكَ مِقْيَاسُ ذَرَّةٍ بُغْضًا لَهُمْ لَمَا نَفَعَكَ مع ذلك عمل. الحديث: 2288 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 2288 - / م - أَنْشَدَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ لِلْفَرَزْدَقِ فِي بَعْضِ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ [ص: 413] : (إِنَّا نُؤَمِّلُ أنْ يُقِيمَ لَنَا ... سُنَنَ الْخَلائِفِ مِنْ بَنِي فِهْرِ) (عُثْمَانَ إِذْ قَتَلُوهُ وَانْتَهَكُوا ... دَمَهُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ النَّحْرِ) (وَعِمَادَةُ الدِّينِ الَّتِي اعْتَدَلَتْ ... عُمَرُ وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرِ) (رُفَقَاءُ مُتَّكِئِينَ فِي غُرَفٍ ... فَكِهِينَ فَوْقَ أَسِرَّةٍ خُضْرِ) (فِي ظِلِّ مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لَهُ ... مَلِكِ الْمُلُوكِ وَمَالِكِ الْغُفْرِ) قَالَ إبْرَاهِيمُ: وَالْعِمَادَةُ: الدُّعَامَةُ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 2289 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 414] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَلَهُ قَرِينٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ» . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَأَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ. وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ» [إسناده لين، والحديث صحيح] . الحديث: 2289 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 2290 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، نَا جَعْفَرُ الأَحْمَرُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: [ص: 416] أَنَّهُ رَعَفَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَدَثَ لِذَلِكَ وُضُوءًا»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2290 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 2291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أن يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا قُتِلَ رَدَّ اللهُ إِلَيْهِ رُوحَهُ ثُمَّ أَوْقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا يَحْيَى! هَذَا عَمَلُكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ ثَوَابَ عَمَلِكَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرًا، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. قَالَ: فَرَأَى يَحْيَى إِلَى ثَوَابِ عَمَلِهِ؛ فَإِذَا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الثَّوَابِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا يَحْيَى! هَذَا عَمَلُكَ وَهَذَا ثَوَابُهُ؛ فَأَيْنَ نَعْمَائِي عَلَيْكَ؟ ثُمَّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلائِكَةِ: أَخْرِجُوا نَعْمَائِي عَلَيْهِ. فَأَخْرَجُوا نَعْمَةً وَاحِدَةً مِنْ نِعَمِهِ؛ فَإِذَا قَدِ اسْتَوْعَبَتْ جَمِيعَ أَعْمَالِهِ وَالثَّوَابَ. فَقَالَ يَحْيَى: إِلَهِي! مَا هَذِهِ النِّعْمَةُ الْجَلِيلَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي قَدِ اسْتَوْعَبَتْ عَمَلِي وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ ثَوَابِهَا؟ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا يَحْيَى! هَذِهِ النِّعْمَةُ الْعَظِيمَةُ الْجَلِيلَةُ مَعْرِفَتُكَ بِي. [ص: 417] قَالَ: فَخَرَّ يَحْيَى لِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إِلَهِي! جَازِينِي بِرَحْمَتِكَ وَبِفَضْلِكَ لا بِعَمَلِي   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2291 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 416 2292 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: قَدِمْتُ مَكَّةَ؛ وَإِذَا النَّاسُ قَدْ قُحِطُوا مِنَ الْمَطَرِ وَهُمْ يَسْتَسْقُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَكُنْتُ فِي النَّاسِ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ، إذا أَقْبَلَ غُلامٌ أَسْوَدُ عَلَيْهِ قِطْعَتَا خَيْشٍ، قَدِ ائْتَزَرَ بأحداهما وَأَلْقَى الأُخْرَى عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَارَ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ إِلَى جَانِبَيَّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِلَهِي! أَخْلَقَتِ الْوُجُوهَ كَثْرَةُ الذُّنُوبِ وَمَسَاوِئُ الأَعْمَالِ، وَقَدْ منعتنا غيث السماء لتؤدب الْخَلِيقَةُ بِذَلِكَ؛ فَأَسْأَلُكَ يَا حَلِيمُ ذُو أَنَاةٍ! يَا مَنْ لا يَعرِفُ عِبَادُهُ [ص: 418] مِنْهُ إِلا الْجَمِيلَ! اسْقِهِمُ السَّاعَةَ، السَّاعَةَ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: السَّاعَةَ السَّاعَةَ، حَتَّى اسْتَوَتْ بِالْغَمَامِ، وَأَقْبَلَ الْمَطَرُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَجَلَسَ مَكَانَهُ يُسَبِّحُ؛ فَأَخَذْتُ أَبْكِي، إِذْ قَامَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ، فَجِئْتُ إِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَقَالَ لِي: مَا لَكَ أَرَاكَ كَئِيبًا؟ قُلْتُ: سَبَقَنَا إِلَيْهِ غَيْرُنَا فَتَوَلَّاهُ دُونَنَا. فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَصَاحَ وَسَقَطَ وَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ! خُذْنِي إِلَيْهِ. قُلْتُ: قَدْ ضَاقَ الْوَقْتُ وَسَأَبْحَثُ عَنْ شَأْنِهِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ وَخَرَجْتُ أُرِيدُ الْمَوْضِعَ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى الْبَابِ قَدْ بُسِطَ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَنِي. فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: احْتَجْتُ إِلَى غُلامٍ أَسْوَدَ. فَقَالَ: نَعَمْ، عِنْدِي عِدَّةٌ؛ فَاخْتَرْ أَيُّهُمْ شِئْتَ. وَصَاحَ: يَا غُلامُ! فَخَرَجَ غُلامٌ جَلْدٌ؛ فَقَالَ: هَذَا مَحْمُودُ الْعَاقِبَةِ، أَرْضَاهُ لَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا حَاجَتِي، فَمَا زَالَ يُخْرِجُ إِلَيَّ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى أَخْرَجَ إِلَيَّ الْغُلامَ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ بَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَيْسَ إِلَى بَيْعِهِ سَبِيلٌ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: تَبَرَّكْتُ بِمَوْضِعِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا يَرْزُؤُنِي مِنْهُ شَيْءٌ [أَكْثَرُ مِنْ قُوتِهِ] . قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ؟ قَالَ: يَكْسَبُ مِنْ فَتْلِ الشَّرِيطِ نِصْفَ دَانِقٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ؛ فَهُوَ قُوتُهُ، فَإِنْ بَاعَهُ فِي يَوْمِهِ وَإِلا طَوَى ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَأَخْبَرَنِي الْغِلْمَانُ عَنْهُ أَنَّهُ لا يَنَامُ هَذَا اللَّيْلَ الطَّوِيلَ، وَلا يَخْتَلِطُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ مُهْتَمٌّ بِنَفْسِهِ، وَقَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: أنصرف إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ بِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةٍ؟ ! فَقَالَ: إِنَّ مَمْشَاكَ عِنْدِي كَبِيرٌ، فَخُذْهُ بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَاشْتَرَيْتُهُ، فَأَخَذْتُ نَحْوَ دَارِ [ص: 419] فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَمَشَيْتُ سَاعَةً؛ إِذَ قَالَ لِي: يَا مَوْلايَ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ: لا تَقُلْ لِي لَبَّيْكَ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ أَوْلَى بِأَنْ يُلَبِّيَ الْمَوْلَى! قُلْتُ: حَاجَتُكَ يَا حَبِيبِي. قَالَ: أنَا ضَعِيفُ الْبَدَنِ لا أَطِيقُ الْخِدْمَةَ، وَفِي غَيْرِي كَانَ لَكَ سَعَةٌ، قَدْ أَخْرَجَ إِلَيْكَ مَنْ هُوَ أَجْلَدُ مِنِّي. فَقُلْتُ: لا يَرَانِي اللهُ وَأَنَا أَسْتَخْدِمُكَ، وَلَكِنْ أَشْتَرِي لَكَ مَنْزِلًا وَأُزَوِّجُكَ وَأَخْدُمُكَ أَنَا بِنَفْسِي. قَالَ: فَبَكَى. فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: انت لَمْ تَفْعَلْ بِي هَذَا إِلا وَقَدْ رَأَيْتَ بَعْضَ مُتَّصَلاتِي بِاللهِ، وَإِلا؛ فَلِمَ اخْتَرْتَنِي مِنْ بَيْنِ أُولَئِكَ الْغِلْمَانِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: ليس بك حاجة إلى هذا. فقال لي: سألتك بالله، ألا أخبرتني. فقلت: بِإِجَابَةِ دَعْوَتِكَ. فَقَالَ لِي لَمَّا ذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ: إِنِّي أَحْسَبُكَ إِنْ شَاءَ اللهُ رَجُلًا صَالِحًا، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خِيرَةٌ مِنْ خَلْقِهِ لا يَكْشِفُ شَأْنَهُمْ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ، وَلا يُظْهِرُ عَلَيْهِمْ إِلا مَنِ ارْتَضَى. ثُمَّ قَالَ لِي: تَرَى أَنْ تَقِفَ عَلِيَّ قَلِيلًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَتْ عَلَيَّ رَكَعَاتٌ مِنَ الْبَارِحَةِ. قُلْتُ: هَذَا مَنْزِلُ فُضَيْلٍ قَرِيبًا. قَالَ: لا، ها هنا أَحَبُّ إِلَيَّ، أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يُؤَخَّرُ. فَدَخَلَ مِنْ بَابِ الْبَاعَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَمَا زَالَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى مَا أَرَادَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! هَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟ قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي أُرِيدُ الانصراف. قلتُ: إلى أين؟ قال: إلى الآخرة. قلتُ: لا تفعل دعني أُسَرُّ بكَ. فَقَالَ لِي: إِنَّمَا كَانَتْ تَطِيبُ لِيَ الْحَيَاةُ حَيْثُ كَانَتِ الْمُعَامَلَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ - يَعْنِي رَبَّهُ تَعَالَى -، فَأَمَّا إِذَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهَا أَنْتَ فَسَيَطَّلِعْ عَلَيْهَا غَيْرُكَ وَغَيْرُكَ؛ فَلا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ. ثُمَّ خَرَّ لِوَجْهِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِلَهِي! اقْبِضْنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ. فَدَنَوْتُ مِنْهُ؛ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ، فَوَاللهِ! [ص: 420] مَا ذَكَرْتُهُ قَطُّ إِلا طَالَ حُزْنِي عَلَيْهِ، وَصَغُرَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِي. الحديث: 2292 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 417 2293 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 421] إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَدْعُونَ: يَا مَالِكُ! فَيَدَعَهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا، ثُمَّ يَرُدُّ عليهم: {إنكم ماكثون} [الزخرف: 77] . فَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا؛ فَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ: (اخْسَئُوا فِيَها وَلاَ تُكَلِمُونِ) [المؤمنون: 108] . فَلا يَنْبِسُونَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَمَا هُوَ إِلا الزَّفِيرُ والشهيق [إسناده ضعيف، والأثر صحيح] . الحديث: 2293 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 2294 - سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ فِي هَذَا [الْحَدِيثِ] : قَوْلُهُ: فَمَا يَنْبِسُونَ: أَيْ مَا يَنْطِقُونَ بَعْدَهَا نَطْقَةً. قَالَ ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْشَدْتُ السَّرِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ فَلَمْ يَنْبِسْ (رُؤْبَةُ) ؛ أَيْ: لَمْ يَنْطِقْ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ فِي نَاقَةٍ [ص: 422] : (فَإِذَا تُشَدُّ بِنِسْعِهَا لا تَنْبِسُ ... ) أَيْ: لا ترغوا. الحديث: 2294 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 421 2295 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: [ص: 425] يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُخْرَجُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا فِيهَا خَطَايَاهُ، وَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ - يَعْنِي رُقْعَةٌ - فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتَرْجَحُ بِهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2295 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 422 2296 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 426] أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَارَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةً هُوَ مِنْهَا بَرِيءٌ أَنْ يُشِينَهُ بِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَقْذِفَهُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَذِ مَا قَالَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2296 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 2297 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ ضَمْرَةَ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنْ حَسَّانَ مَوْلَى بَنِي مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيَّ يَتَوَضَّأُ، وَكَانَ فِي سَاقِهِ مَكْتُوبٌ: لِلَّهِ. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: إيش تَنْظُرُ! أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْتُبْهُ [ص: 427] كَاتِبٌ. الحديث: 2297 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 426 2298 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لَيْلَةً: أَجَعْتَنِي وَأَجَعْتَ عِيَالِي، وَأَعْرَيْتَنِي وَأَعْرَيْتَ عِيَالِي، وَلِي ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مَا أَكَلْتُ وَلا أَكَلَ عِيَالِي، وَلِي ثَلاثُ لَيَالٍ مَا اسْتَصْبَحْتُ؛ فَبِمَا بَلَغْتُ عِنْدَكَ حَتَّى فَعَلْتَ بِي هَذَا، وَإِنَّمَا تَفْعَلُ هَذَا يَا رَبِّ بَأَوْلِيَائِكَ، أَفَتَرَانِي أَنَا مِنْهُمْ؟ اللهُمَّ إِلَهِي! إِنْ فَعَلْتَ بِي هَذَا يَوْمًا آخَرَ عَلِمْتُ أَنِّي مِنْكَ عَلَى بَالٍ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ؛ فَإِذَا دَاقٌّ يَدُقُّ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَإِذَا مَعَهُ صُرَّةُ دَنَانِيرَ، وَكِتَابٌ يَذْكُرُ فِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَحُجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَقَدْ وَجَّهْتُ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَجَعَلَ فُضَيْلٌ يَبْكِي وَيَقُولُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَكُونَ عِنْدَ اللهِ بِمَنْزِلَةِ أَوْلِيَائِهِ. الحديث: 2298 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 2299 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ مُسْلِمٍ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَذُكِرَ لَهُ أَهْلُ الدُّنْيَا؛ فَقَالَ: لا تَنْظُرُوا إِلَى خَفْضِ عَيْشِهِمْ وَلِينِ رِيَاشِهِمْ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى سُرْعَةِ ظَعْنِهِمْ وَسُوءِ مُنْقَلَبِهِمْ. الحديث: 2299 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 2300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالا: نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: [ص: 429] يَنْبَغِي لِقَارِئِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا [ص: 430] النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِوَرَعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْلِطُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْتَالُونَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2300 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 2301 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الشِّيحِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ فَذُكِرَ ثُمَامَةُ مُؤَدِّبُ الْقَاسِمِ بْنِ هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ: عَافَاهُ اللهُ! وَجَعَلَ يَدْعُو لَهُ وَيُثْنِي عَلَيْهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَهُ عِنْدِي يَدٌ لَيْسَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ. قُلْنَا: وإيش يَدُهُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَارُونَ أَرَادَ أنْ يَجْمَعَ الْعُلَمَاءَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ، فَذُكِرْتُ فِيمَنْ ذُكِرَ، فَقَالَ لَهُ ثُمَامَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ. فَأَنَا وَاللهِ! أَدْعُو لَهُ فِي صَلاتِي وَأَذْكُرُ لَهُ هَذَا أَبَدًا. الحديث: 2301 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 2302 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ،؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بن أبي شيبة، حدثني محمد بن عبد الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاسِمُ؛ قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: لا نَعْلَمُ أَرْبَعَةً أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ؛ إِلا هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةَ: [ص: 431] أَبُو قُحَافَةَ، وَابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنُهُ أَبُو عَتِيقٍ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ مَوْلاهُمْ. الحديث: 2302 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 2303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، نَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الأَوَّابَ الْحَفِيظَ الَّذِي إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ؛ قَالَ: اللهُمَّ! اغْفِرْ لِي مَا أَصَبْتُ فِي مَجْلِسِي هَذَا. الحديث: 2303 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 2304 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَدْعُو بِغَيْرِ عَمَلٍ مَثْلُ الَّذِي يَرْمِي بِغَيْرِ وَتَرٍ. الحديث: 2304 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 2305 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بن إسماعيل، نا يزيد بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ فَضَالَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: [ص: 432] يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مِنَ الْبِرِّ مَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ   [إسناده لين] . الحديث: 2305 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 2306 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: [ص: 433] يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنِّي بَقِيَّةُ ثَمُودَ، وَنِعْمَ وَاللهِ الْبَقِيَّةُ بَقِيَّةُ ثَمُودَ، مَا نَجَا مَعَ صَالِحٍ إِلا الْمُؤْمِنُونَ. الحديث: 2306 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 2307 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ خَصْلَتَيْنِ خَيْرُهُمَا الْكَذِبُ لَخِصْلَتِي سَوْءٍ؛ يُرِيدُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ [ص: 434] ثُمَّ يَعْتَذِرُ مِنْ فِعْلِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَهَذَا مِثْلُ كَلامِ الْعَامَّةِ: عُذْرُهُ أَشَدُّ مِنْ ذَنْبِهِ. الحديث: 2307 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 2308 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَ رُؤْبَةَ بْنَ الْعَجَّاجِ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: رُؤْبَةُ [ص: 435] مَهْمُوزٌ -. فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: وَاللهِ! لَوْلا أَنَّكَ هَمَزْتَ نَفْسَكَ لَتَحَسَّيْتُكَ. قَالَ الْحَرْبِيُّ: وَسَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: الرُّوبَةُ - غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ - النَّاسِبُ. الحديث: 2308 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 2309 - وَحَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: رَأَيْتُ بِالأَمْسِ رَجُلًا يَطْلُبُكَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ. فَقَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ هَرَبْتُ مِنْهُمْ. فَقُلْتُ: رَأَيْتُ مَعَهُ ثَوْبًا جَيِّدًا. فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ أَلَّا طَلَبْتَهُ حَيْثُ كَانَ. الحديث: 2309 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 2310 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: [ص: 436] حَمَلْتُ خَبِيصَةً فِي جَامٍ، فَقَصَدْتُ إِلَى دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قُولِي لَهُ: لَيْسَ هُوَ ها هنا، واعني مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ. فَقَالَتْ ذَلِكَ لِي، فَقُلْتُ: إِنَّ مَعِيَ خَبِيصَةً رَطْبَةً. فَنَادَانِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَرْفِقْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ. الحديث: 2310 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 2311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ؛ قَالَ: [ص: 437] رَأَى بَعْضُ مُتَفَرِّسِيِّ الْعَرَبِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ صَبِيُّ صَغِيرٌ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَظُنُّ هَذَا الْغُلامَ سَيَسُودُ قَوْمَهُ. فَقَالَتْ هِنْدُ: ثَكَلْتُهُ إِنْ كَانَ لا يَسُودُ إِلا قَوْمَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2311 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 436 2312 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا يَزِيدُ بن عمرو، نَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيَّ يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ وَقَدْ أَنْشَدَ شِعْرًا، فَقُلْتُ: وَإِنَّكُمْ لَتَنْشُدُونَ الشعر؟ فقال: أو ما تَنْشُدُونَهُ عِنْدَكُمْ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: لَقَدْ نَسَكْتُمْ نُسُكًا أَعْجَمِيًّا. ثَمَّ تَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «شَرُّ النُّسُكِ نُسُكٌ أَعْجَمِيٌّ» الحديث: 2312 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 2313 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 439] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2313 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 2314 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: رَأَتْ جَارِيَةٌ الْمَنْصُورَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعٌ، فَقَالَ وَقَدْ سَمِعَهَا [ص: 440] تَقُولُ: خَلِيفَةٌ قَمِيصُهُ مَرْقُوعٌ! فَقَالَ: وَيْحَكِ! أَمَا سَمِعْتِ قَوْلَ ابْنِ هَرْمَةَ: (قَدْ يُدْرِكُ الشَّرفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ ... خَلِقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ) آخر الجزء السادس عشر، يتلوه السابع عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سيدنا محمد وآله وصحبه الحديث: 2314 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء السابع عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء، قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة، قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 2315 - نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ [ص: 15] : «اهْجُهُمْ - أَوْ: هَاجِهِمْ - وَجِبْرِيلُ مَعَكَ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2315 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 2316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ [ص: 16] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا مَاتَ النَّاسُ حَتَّى يَكُونَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيفِ؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: لَمْ يُرِدْ بِالْبَيْتِ هَاهُنَا مَسَاكِنَ النَّاسِ، لِأَنَّهَا عِنْدَ فُشُوِّ الْمَوْتِ وَكَثْرَتِهِ تَرْخُصُ وَلَا تَغْلُو، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْقَبْرَ، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْضِعَ الْقَبْرِ يَضِيقُ عَلَيْهِمْ فَيَبْتَاعَونَ لِمَوْتَاهُمُ الْقُبُورَ، كُلُّ قَبْرٍ بِوَصِيفٍ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . قال أبو بكر: سمعت ابن قتيبة يقول: لم يرد بالبيت ها هنا مساكن الناس، لأنها عند فشو الموت وكثرته ترخص ولا تغلو، وإنما أراد بالبيت القبر، وذلك أن موضع القبر يضيق عليهم فيبتاعون لموتاهم القبور، كل قبر بوصيف، وإلى هذا ذهب حماد بن سلمة. الحديث: 2316 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 15 2317 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: مَا دَاءُ الْبَدَنِ؟ قَالَ: الذُّنُوبُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا دَوَاؤُهَا؟ قَالَ: الاسْتِغْفَارُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا شِفَاؤُهَا؟ قَالَ: أَنْ لَا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ. الحديث: 2317 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 2318 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الذَّنْبِ أَنْ يَسْتَخِفَّ الْمَرْءُ بِذَنْبِهِ. الحديث: 2318 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 2319 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ مِنَ الْعَابِدِينَ، وَكَانَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ إِلا الْيَسِيرَ، فَرَأَتِ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ مِنْ جِيرَانِهِ كَأَنَّ حُلَلا تُقْسَمُ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ؛ دَعَا بِسَفَطٍ مَخْتُومٍ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ حُلَّةً خَضْرَاءَ لَمْ يَقُمْ لَهَا بَصَرِي، فَكَسَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: هَذِهِ لَكَ بِطُولِ السَّهَرِ. الحديث: 2319 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 2320 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: لَقَدْ أَطْفَأَ مِنْ نُورِ اللهِ شَيْئًا مَا أَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلُهُ. الحديث: 2320 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 2321 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ السَّرِيُّ عَنْ قَتَادَةَ: لَمَّا دُفِنَ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ مُطِرَ قَبْرُهُ مِنْ يَوْمِهِ، وَأُنْبِتَ الْعُشْبُ مِنْ يَوْمِهِ. الحديث: 2321 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 2322 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: [ص: 19] أَنَّهُ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ لِمَ حَلَقْتُ رَأْسِي؟ لأَنِّي أُؤَدِّي الْخَرَاجَ، وَمَنْ لا يُؤَدِّي الْخَرَاجَ لا يَحْلِقُ رَأْسَهُ   [إسناده حسن] . الحديث: 2322 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 2323 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ؛ قَالَ: فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ: مَاتَ مُوسَى كَلِيمُ اللهِ؛ فَمَنْ ذَا الَّذِي لا يَمُوتُ؟ ! الحديث: 2323 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 2324 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تَدُلُّ عَلَى عُقُولِ أَرْبَابِهَا: الْكِتَابُ، وَالرَّسُولُ، [ص: 20] وَالْهَدِيَّةُ. الحديث: 2324 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 2324 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّرْجُمَانِيِّ: (إِيَّاكَ أَعْنِي يا ابن آدَمَ فَاسْتَمِعْ ... وَدَعِ الرُّكُونَ إِلَى حَيَاتِكَ تَنْتَفِعْ) (لَوْ كَانَ عُمْرُكَ أَلْفَ حَوْلٍ كَامِلٍ ... لَمْ تَذْهَبِ الأَيَّامُ حَتَّى تَنْقَطِعْ) (إِنَّ الْمَنِيَّةَ لا تَزَالُ مُلِحَّةً ... حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أَمْرٍ مُجْتَمِعْ) (شُغِلَ الْخَلائِقُ بِالْحَيَاةِ وَأَغْفَلُوا ... زَمَنًا حَوَادِثُهُ عَلَيْهِمْ تَقْتَرِعْ) (لَعِبَتْ بِنَا الدُّنْيَا وَكَيْفَ تَغُرُّنَا ... أَمْ كَيْفَ تَخْدَعُ مَنْ تَشَاءُ فَيَنْخَدِعْ) (وَالْمَرْءُ يُوَطِنُهَا وَيَعْلَمُ أَنَّهُ ... عَنْهَا إِلَى وَطَنٍ سِوَاهَا مُنْقَلِعْ) (لَمْ تُقْبِلِ الدُّنْيَا بِخَدْعَتِهَا إِلَى أَحَدٍ ... فَمَلَّ مِنَ الْحَيَاةِ وَلا شَبَعْ) الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 2325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَضَّاءً يَقُولُ: [ص: 21] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: فَضْلُ الأَدَبِ فِي غَيْرِ الدِّينِ مَهْلَكَةٌ، وَفَضْلُ الرَّأْيِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُسْتَعْمَلُ فِي رِضْوَانِ اللهِ وَمَنْفَعَةِ النَّاسِ قَائِدٌ إِلَى الذُّنُوبِ، وَالْحِفْظُ الزَّاكِي الْوَاعِي بِغَيْرِ الْعَقْلِ النَّافِعِ مُضِرٌّ بالعمل الصَّالِحِ، وَالْعَقْلُ غَيْرُ الْوَرِعِ عَنِ الذُّنُوبِ خَازِنُ الشَّيْطَانِ. الحديث: 2325 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 2326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: أَوْصَى الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ ابْنَهُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ: آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ أَبِي، وَأَنْهَاكَ عَمَّا نَهَانِي عَنْهُ: آمُرُكَ بِالشُّحِّ فِي عِرْضِكَ، وَالانْخِدَاعِ فِي مَالِكَ، وَأَنْهَاكَ عَنْ مُلاحَاةِ الرِّجَالِ وَسِيِّمَا الْمُلُوكُ، وَعَنْ مُمَازَحَةِ السُّفَهَاءِ، وَأُحِبُّ لَكَ الْخَلْوَةَ بِاللَّيْلِ وَطُولَ السَّهَرِ، وَأَكْرَهُ لَكَ إِخْلافَ الصَّدِيقِ، فَإِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِذَلِكَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ تَارِكٌ لِمَا يُحِبُّ آخِذٌ بِمَا يَكْرَهُ؛ فَمَا لَبِثْتُ أَنْ أَخَذْتُ بِمَا أَحَبَّ وَتَرَكْتُ مَا كَرِهَ. فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، أَنَا غُلامٌ حَدَثُ السِّنِّ، يَخِفُّ عَلَيَّ بَعْضُهُ وَيَثْقُلُ عَلَيَّ بَعْضُهُ؛ فَأَوْصِنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ! قَالَ: إلزم الْحَيَاءَ. الحديث: 2326 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 2327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 22] قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِخَالِدٍ الْقَسْرِيِّ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! لَمْ أَصُنْ مَسْأَلَتِي عَنْ وَجْهِكَ؛ فَصُنْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّي، وَضَعْنِي مِنْ مَعْرُوفِكَ حَيْثُ وَضَعْتُكَ مِنْ رَجَائِي. فَأَمَرَ لَهُ بِمَا سَأَلَ. قَالَ: وَدَخَلَ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ وَمَعَهُ جِرَابٌ. فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! تَأْمُرُ لِي بِمَلْءِ جِرَابِي دَقِيقًا؟ فَقَالَ خَالِدٌ: املؤوه دارهم. فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ، فَقِيلَ: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَتِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ الأَمِيرَ مَا أَشْتَهِي؛ فَأَمَرَ لِي بِمَا يَشْتَهِي. الحديث: 2327 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 2328 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، عَنِ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 23] إِنَّ الإِمَامَ الْعَادِلَ لَيُسْكِتُ الأَصْوَاتَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ الإِمامَ الْجَائِرَ لَتَكْثُرُ مِنْهُ الشِّكَايَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2328 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 2329 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ لِشَرِيكٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَهْدِيِّ: بَلَغَنِي أَنَّكَ خُنْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: لَوْ فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ لأَتَاكَ نَصِيبُكَ. الحديث: 2329 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 2330 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ قُضَاعَةَ؛ قَالَ: ضَلَلْنَا مَرَّةً الطَّرِيقَ، فَاسْتَرْشَدْنَا عَجُوزًا، فَقَالَتِ: اسْتَبْطِنِ الْوَادِي، وَكُنْ سَيْلا حَتَّى تَبْلُغَ. الحديث: 2330 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 2331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَمَرَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الْقِرِّيَّةَ أَنْ يَأْتِيَ هِنْدَ بِنْتَ أَسْمَاءَ فَيُطَلِّقَهَا بِكَلِمَتَيْنِ وَيُمَتِّعَهَا بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ يَقُولُ لَكِ: كُنْتِ فَبِنْتِ، وَهَذِهِ الْعَشْرَةُ آلافٍ مُتْعَةٌ لَكِ. فَقَالَتْ: قُلْ لَهُ: كُنَّا فَمَا حَمِدْنَا، وَبِنَّا فَمَا نَدِمْنَا، وَهَذِهِ الْعَشْرَةُ آلافٍ لِبِشَارَتِكَ. الحديث: 2331 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 2332 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ وَمَاتَ ابْنٌ لَهُ: اللهُمَّ! إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ بِرِّي؛ فَهَبْ لِي مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ طَاعَتِكَ! الحديث: 2332 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 2333 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ! أَمْتِعْنَا بِخِيَارِنَا، وَأَعِنَّا عَلَى شِرَارِنَا، وَاجْعَلِ الأَمْوَالَ فِي سُمَحَائِنَا. الحديث: 2333 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 2334 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ! هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا مَوْضِعٌ لا يُؤَدَّى فِيهِ إِلا حَقُّكَ. الحديث: 2334 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 2335 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، نا الأَصْمَعِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: [ص: 26] كَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُنَادُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ! فَيَقُولُ: أَنَا ابْنُهَا حَقًّا، أنا ابنها حقا. وَجَعَلَ يَقُولُ: (وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ عَنْكَ عَارُهَا) الحديث: 2335 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 2336 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا ذَكَرَ رَجُلا خَائِنًا؛ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَيَأْكُلُونَ أَمَانَاتِهِمْ لَقْمًا، وَإِنَّ فُلانًا يَحْسُوهَا حَسْوًا. الحديث: 2336 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 2337 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهِمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ قَاصٌّ ظَرِيفٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الرَّبِيعِ، فَكَانَ يُجَالِسُهُ قَوْمٌ حَمْقَى، فَقَالَ لَهُمْ يَوْمًا: اسْتَكْثِرُوا مِنْ: يَا لُكَعُ، فَإِنَّ الْحَسَنَ كَانَ يُعْجِبُهُ. قَالَ: فَكَانَ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ؛ فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ أصْبَحْتَ يَا لُكَعُ؟ ! الحديث: 2337 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 2338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً وَزَوَّجْتُ ابْنِي أُمَّهَا وَلا غِنَى بِنَا عَنْ رِفْدِكِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنْ أَخْبَرْتَنِي مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَ أَوْلادِهِمَا إِذَا وُلِدَ لَكُمَا؛ فَعَلْتُ [ص: 28] بِكَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا حُمَيْدُ بْنُ بَحْدَلٍ قَدْ قَلَّدْتَهُ سَيْفَكَ ووليته ما رواء بَابِكَ؛ فَسَلْهُ، فَإِنْ أَصَابَ؛ لَزِمَنِي الْحِرْمَانُ، وَاتَّسَعَ لِيَ الْعُذْرُ. فَدَعَا بِالْبَحْدَلِيِّ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ لَمْ تُقَدِّمْنِي عَلَى الْعِلْمِ بِالأَنْسَابِ، وَلَكِنْ قَدَّمْتَنِي عَلَى الطَّعْنِ بِالرِّمَاحِ وَالضَّرْبِ بِالسُّيُوفِ، أَحَدُهُمَا عَمُّ الآخَرِ، وَالآخَرُ خَالُهُ. الحديث: 2338 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 27 2339 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ نا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ الظَّرِبِ الْعَدْوَانِيُّ: يَا مَعْشَرَ عَدْوَانَ! إِنَّ الْخَيْرَ أَلُوفٌ عَرُوفٌ عَزُوفٌ، وَإِنَّهُ لَنْ يُفَارِقَ صَاحِبَهُ حَتَّى يُفَارِقَهُ صَاحِبُهُ، وَإِنِّي لَمْ أَكُنْ حَكِيمًا حَتَّى صَحِبْتُ الْحُكَمَاءَ، وَلَمْ أَكُنْ سَيِّدَكُمْ حَتَّى تَعَبَّدْتُ لَكُمْ. الحديث: 2339 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 2340 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 29] صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطْلَعَ أَعْرَابِيٌّ رَأْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الأَحْمَرِ؟ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ولا وَجَدْتَهُ، إِنَّمَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»   [الحديث صحيح] . الحديث: 2340 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 2340 - / م - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 30] : «احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ! وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ! فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ. وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ»   [إسناده حسن] . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 29 2341 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيِّ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَحْلِفُ: أَلا أُحَدِّثَكُمْ. ثُمَّ يُحَدِّثُهُمْ وَيَقُولُ: هَذَا كَفَّارَتُهُ. الحديث: 2341 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 2341 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: خَطَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ؛ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: مَنْ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا؛ فَلْيَكُنْ أَسْعَدَ النَّاسِ بِهِ، إِنَّمَا يَتْرُكُهُ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: إِمَّا مُصْلِحٌ فَلا [ص: 31] يَقِلَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِمَّا مُفْسِدٌ فَلا يبقى لَهُ شَيْءٌ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: جَمَعَ أَبُو عُثْمَانَ طُرَفَ الْكَلامِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 2342 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ؛ قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيٌّ لِمَسْرُوقٍ، فَقَالَ: وَقَاكَ اللهُ خَشْيَةَ الْفَقْرِ وَطُولَ الأَمَلِ، وَلا جَعَلَكَ ذرية لسفهاء وَلا شَيْنًا عَلَى الْفُقَهَاءِ. الحديث: 2342 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 2342 - / 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أُخِذَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَالٌ؛ فَكَتَبَ إِلَى آخِذِهِ: يَا هَذَا إِنَّ الرَّجُلَ يَنَامُ عَلَى الثَّكْلِ وَلا يَنَامُ عَلَى الْحَرْبِ؛ فَإِمَّا رَدَدْتَهُ، وَإِمَّا عَرَضْتُ اسْمَكَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. فَرَدَّ عَلَيْهِ مَالَهُ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 2342 - / 2 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا يَزِيدُ، نا يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ؛ قَالَ: [ص: 32] كُنْتُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْبَيْتِ، فَكَانَ الْحَجَّاجُ إِذَا رَمَى ابْنَ الزُّبَيْرِ بِحَجَرٍ وَقَعَ الْحَجَرُ عَلَى الْبَيْتِ؛ فَسَمِعْتُ لِلْبَيْتِ أَنِينًا كَأَنِينِ الإِنْسَانِ: أُوهْ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 2343 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ يَسْتَعْجِلُهُ فِي حَرْبِ الأزارقه؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ مِنَ الْبَلاءِ أَنْ يَكُونَ الرَّأْيُ لِمَنْ يَمْلِكُهُ دُونَ مَنْ يُبْصِرُهُ. الحديث: 2343 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 2343 - / م - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، نا شَاذَانُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 34] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»   [إسناده صحيح] . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 2344 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 35] : «مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلا غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ الْعِلْمَ؛ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ - أَوْ سَهَّلَ لَهُ - طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2344 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 2344 - / م - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ يَذْكُرُ عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ؛ قَالَ: مَا اغْبَرَّتْ نَعْلِي فِي طَلَبِ دُنْيَا قَطُّ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 2345 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي: اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَعِيشُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ؛ فَهُوَ غَنِيمَةٌ. الحديث: 2345 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 2345 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: مَا الصَّوْمُ وَالصَّلاةُ وَالْجِهَادُ عَنْدَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ إِلا كَتَفْلَةٍ فِي بَحْرٍ، وَمَا الصَّوْمُ وَالصَّلاةُ وَالْجِهَادُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَنْدَ تَرْكِ الْمَعَاصِي؛ إِلا كَتَفْلَةٍ فِي بَحْرٍ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 2346 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: [ص: 37] لَمْ يَكُنْ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ أَخٌ إِلا بَنَى لَهُ دَارًا عَلَى قَدْرِ كِفَايَتِهِ، وَأَوْقَفَ عَلَى أَوْلادِهِمْ مِنْ جَارِيَةِ مَالِهِ، وَمَا كَانَ لأَحَدِهِمْ وَلَدٌ إِلا مِنْ جَارِيَةٍ هُوَ وَهَبَهَا لَهُ. الحديث: 2346 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 2346 - / م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ سَمِينٍ: مَا أَسْمَنَكَ؟ قَالَ: أَكْلِي الْحَارُّ، وَشُرْبِي الْقَارُّ، وَالاتِّكَاءُ عَلَى شِمَالِي، وَالأَكْلُ مِنْ غَيْرِ مَالِي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 2347 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: مَا أَسْمَنَكَ؟ قَالَ: قِلَّةُ الْفِكْرِ، وَطُولُ الدَّعَةِ، وَالنَّوْمُ عَلَى الْكِظَّةِ. الحديث: 2347 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 2347 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِلْغَضْبَانِ بْنِ الْقَبَعْثَرِيِّ وَكَانَ فِي حَبْسِهِ فَأَخْرَجَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَسْمَنَكَ؟ قَالَ: الْقَيْدُ، وَالرَّتْعَةُ، وَمَنْ كَانَ فِي ضِيَافَةِ الأَمِيرِ سَمِنَ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 2348 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: [ص: 39] إِذَا خَرَجَ الطَّعَامُ قَبْلَ سِتِّ سَاعَاتٍ؛ فَهُوَ مَكْرُوهٌ، وَإِذَا بَقِيَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَاعَةً؛ فَهُوَ ضَرَرٌ. الحديث: 2348 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 2348 - / م - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: شَيْئَانِ يُورِثَانِ الْعَقْلَ: التِّينُ الْيَابِسُ إِذَا أُكِلَ، وَدُخَانُ اللِّبَانِ إِذَا بُخِّرَ بِهِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 2349 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص: 40] قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تُورِثُ الْهُزَالَ: شُرْبُ الْمَاءِ عَلَى الرِّيقِ، وَالنَّوْمُ عَلَى غَيْرِ وِطَاءٍ، وَكَثْرَةُ الْكَلامِ بِرَفْعِ الصَّوْتِ. وَخَمْسُ خِصَالٍ تَهُدُّ الْعُمْرَ وَرُبَّمَا قَتَلْنَ: دُخُولُ الْحَمَّامِ عَلَى الْبِطْنَةِ، وَالْمُجَامَعَةُ عَلَى الامْتِلاءِ، وَأَكْلُ الْقَدِيدِ الْجَافِّ، وَشُرْبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَلَى الرِّيقِ، وَمُجَامَعَةُ الْعَجُوزِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تُورِثُ النِّسْيَانَ: أَكْلُ التُّفَّاحِ، وَسُؤْرُ الْفَأْرَةِ، وَنَبْذُ الْقَمْلَةِ» . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «وَالْحِجَامَةُ عَلَى النُّقْرَةِ، وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ» . وَسَبْعَةُ أَشْيَاءَ تُفْسِدُ الْعَقْلَ: الإِكْثَارُ مِنَ الْبَصَلِ، والباقلاء، والجماع، والخمار، وَكَثْرَةُ النَّظَرِ فِي الْمِرْآةِ، وَالاسْتِفْرَاغُ فِي الضَّحِكِ، وَدَوَامُ النَّظَرِ فِي الْبَحْرِ. الحديث: 2349 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 2349 - / م - حدثنا النضر بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 41] : «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَتَسْتَلُّ نَفْسَهُ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا أَتَوْا بِهَا بَابَ الْجَنَّةِ؛ قَالُوا: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ، فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ يَسْتَرِيحُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ: مَا فَعَلَ فُلانُ؟ مَا فَعَلَتْ فُلانَةُ؟ وَأَمَّا الْكَافِرُ إِذَا قُبِضَ؛ انْطَلَقُوا بِهِ إِلَى بَابِ الأَرْضِ؛ فَيَقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ. حَتَّى يُبْلَغَ بِهِ السُّفْلَى»   [إسناده حسن] . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 40 2350 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نا زُهَيْرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا لَبِسْتُمْ أَوْ تَوَضَّأْتُمْ؛ فابدؤوا بِمَيَامِنِكُمْ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2350 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 41 2351 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَزْوِي الدُّنْيَا عَنْ وَلِيِّهِ وَيُمَرِّرُهَا عَلَيْهِ مَرَّةً بِالْعُرْيِ وَمَرَّةً بِالْجُوعِ وَمَرَّةً بَالْحَاجَةِ، كَمَا تَصْنَعُ الْوَالِدَةُ الشَّفِيقَةُ بِوَلَدِهَا مَرَّةً صَبْرًا وَمَرَّةً حُضَضًا، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ. الحديث: 2351 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 2352 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْعِيدِ؛ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْصَاهُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهِ! عَظُمَ قَدْرُ الدَّارَيْنِ، وَارْتَفَعَ جَزَاءُ الْعَامِلِينَ، وَطَالَتْ مُدَّةُ الْفَرِيقَيْنِ، فَوَاللهِ! إِنَّهُ لَلْجِدُّ لا اللَّعِبُ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ لا الْكَذِبُ، وَمَا هُوَ إِلا الْمَوْتُ وَالْبَعْثُ وَالْحِسَابُ وَالْفَصْلُ وَالصِّرَاطُ ثُمَّ الْعِقَابُ وَالثَّوَابُ، فَمَنْ نَجَا يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ فَازَ، وَمَنْ هَوَى يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ خَابَ، الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ فِي النَّارِ. الحديث: 2352 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 2353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: زِيَادَةُ مَنْطِقِ الرَّجُلِ عَلَى عَقْلِهِ خُدْعَةٌ، وَزِيَادَةُ عَقْلِ الرَّجُلِ عَلَى مَنْطِقِهِ هُجْنَةٌ، وَأَحْسَنُ ذَلِكَ مَا يُزَيِّنُ بَعْضُهُ بَعْضًا. الحديث: 2353 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 2354 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ؛ قَالَ: نَزَلَ الْمُنْذِرُ فِي كَتِيبَةٍ مَوْضِعًا مُرْتَفِعًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، إن ذبح رجل ها هنا إِلَى أَيِّ مَوْضِعٍ يَبْلُغُ دَمُهُ فِي هَذِهِ الرَّابِيَةِ؟ قَالَ: فَتَطَيَّرَ [ص: 44] الْمُنْذِرُ مِنْ كَلامِهِ، فَقَالَ لَهُ الْمُنْذِرُ: الْمَذْبُوحُ وَاللهِ أَنْتَ؛ فَانْظُرْ إِلَى أَيْنَ يَبْلُغُ دَمُكَ. فَأَمَرَ بِذَبْحِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: رُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ دَعْنِي. الحديث: 2354 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 2355 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: كُلُّ عِزٍّ لَمْ يُؤَيَّدْ بِعِلْمٍ؛ فَإِلَى ذُلٍّ مَا يَصِيرُ. الحديث: 2355 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 2356 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا ابْنُ سَابِقٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَخْشَى أَنْ أَكُونَ مُنَافِقًا. فَقَالَ لَهُ: لَوْ [ص: 45] كُنْتَ مُنَافِقًا لَمْ تَخْشَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2356 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 2356 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِمَحْمُودٍ: (يَا نِاظِرًا يَرْنُو بِعَيْنَيْ رَاقِدٍ ... وَمُشَاهِدًا لِلأَمْرِ غَيْرَ مُشَاهِدِ) (تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلَى الذُّنُوبِ وَتَرْتَجِي ... دَرَكَ الْجِنَانِ بِهَا وَفَوْزَ الْعَابِدِ) (وَنَسِيتَ أَنَّ اللهَ أَخْرَجَ آدَمًا ... مِنْهَا إِلَى الدُّنْيَا بِذَنْبٍ وَاحِدِ) الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 2357 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِوَضَّاحِ الْيَمَنِ [ص: 46] : (مَا لَكَ وَضَّاحُ دَائِمَ الْغَزَلِ ... أَلَسْتَ تَخْشَى تَقَارُبَ الأَجَلِ) (يَا مَوْتُ! مَا إِنْ تَزَالُ مُعْتَرِضًا ... لآمِلٍ دُونَ مُنْتَهَى الأَمَلِ) (تَنَالُ كَفَّاكَ كُلَّ مُسْهِلَةٍ ... وَحُوتَ بَحْرٍ وَمَعْقِلَ الْوَعِلِ) (صَلِّ لِذِي الْعَرْشِ وَاتَّخِذْ قَدَمًا ... يُنْجِيكَ يَوْمَ الْعِثَارِ وَالزَّلَلِ) الحديث: 2357 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 2358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْنَاهُ، وَمَا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ نَائِمًا إِلا رَأَيْنَاهُ نائما [إسناده لين، والحديث صحيح] . الحديث: 2358 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 2359 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 51] : «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ؛ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2359 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 2360 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ؛ قَالَ: بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ. الحديث: 2360 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 2361 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: النَّاسُ عَامِلانِ: عَامِلٌ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يُخَلِّفُ الْفَقْرَ وَيَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيَفْنَى عُمْرُهُ فِي بغية غيره، وعامر فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَصْبَحَ مَلَكًا عِنْدَ اللهِ، لا يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا فَيَمْنَعُهُ. الحديث: 2361 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 2362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَوْمَ الطُّورِ؛ كَانَ عَلَى مُوسَى جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ مُخَلَّلَةٌ بِالْعِيدَانِ، مَحْزُومٌ وِسْطُهُ بِشَرِيطِ لِيفٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى [ص: 53] جَبَلٍ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى صَخْرَةٍ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ اللهُ: يَا مُوسَى! إِنِّي قَدْ أَقَمْتُكَ مَقَامًا لَمْ يَقُمْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَلا يَقُومُهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَقَرَّبْتُكَ مِنِّي نَجِيًّا. قَالَ مُوسَى: إِلَهِي! وَلِمَ أَقَمْتَنِي هَذَا الْمَقَامَ؟ قَالَ: لِتَوَاضُعِكَ يَا مُوسَى. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى لَذَاذَةَ الْكَلامِ مِنْ رَبِّهِ؛ نَادَى مُوسَى: إِلَهِي! أَقَرِيبٌ فَأُنَاجِيكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيكَ؟ قَالَ: يَا مُوسَى! أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي. الحديث: 2362 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 2363 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تَذَاكَرُوا النِّعَمَ؛ فَإِنَّ مَنْ ذَكَرَهَا شَكَرَهَا. الحديث: 2363 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 2364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، نا بَقِيَّةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ [أَبِي] عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: [ص: 55] مَنِ أتقى اللهَ؛ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ، وَمَنْ خَافَ اللهَ؛ لَمْ يَفْعَلْ مَا يُرِيدُ، وَلَوْلا يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ لَكَانَ غَيْرُ مَا تَرَوْنَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2364 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 2365 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيُّ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: أَجْلِسُونِي. فأجسلوه. فَقَالَ: إِلَهِي! أَنَا الَّذِي أَمَرْتَنِي فَقَصَّرْتُ، وَنَهَيْتَنِي فَعَصَيْتُ، وَلَكِنْ أَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ؛ فَأَبَّدَ النَّظَرَ - أَيْ: مَدَّ بَصَرَهُ - وَقَالَ: إِنِّي لأَرَى حَضَرَةً مَا هِيَ بِإِنْسٍ وَلا جِنٍّ. ثُمَّ قُبِضَ مِنْ سَاعَتِهِ. الحديث: 2365 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 2366 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ؛ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يُطِيلُ السُّكُوتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ؛ انْبَسَطَ، فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: لَوْ تَكَلَّمْتَ! فَقَالَ: الْكَلامُ عَلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ؛ فَمِنْهُ كَلامٌ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَخْشَى عَاقِبَتَهُ؛ فَالْفَضْلُ فِيهِ السَّلامَةُ، وَمِنْهُ كَلامٌ لا تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَلا تَخْشَى عاقبته؛ فأقل ما لك فِي تَرْكِهِ خِفَّةُ الْمَؤُنَةِ عَلَى بَدَنِكَ وَلِسَانِكَ، وَمِنْهُ كَلامٌ لا تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَخْشَى عَاقِبَتَهُ، وَهَذَا هُوَ الدَّاءُ الْعُضَالُ، وَمِنَ الْكَلامِ كَلامٌ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَأْمَنُ عَاقِبَتَهُ؛ فَهَذَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْكَ نَشْرُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَسْقَطَ ثَلاثَةَ أَرْبَاعِ الْكَلامِ. الحديث: 2366 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 2367 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ مُبَارَكٍ الطَّبَرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ بِعَرَفَاتٍ يَخْطُبُ؛ فَقَالَ فِي آخر خطبته: [ص: 57] يا أيها النَّاسُ! أَنَا سُلْطَانُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، أَسُوسُكُمْ بِتَوْفِيقِهِ وَتَسْدِيدِهِ وَتَأْيِيدِهِ وَنَصْرِهِ، وَخَازِنُهُ عَلَى فَيْئِهِ، أَعْمَلُ فِيهِ بِمَشِيئَتِهِ وَأُقْسِمُ بِإِرَادَتِهِ وَأَعْطِيَتِهِ، قَدْ جَعَلَنِي عَلَيْهِ قُفْلا، إِنْ شَاءَ أَنْ يَفْتَحَنِي لإِعْطَائِكُمْ، وَقَسْمِ أَرْزَاقِكُمْ فَتَحَنِي، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَقْفُلُنِي عَلَيْهَا قَفَلَنِي؛ فَارْغَبُوا إِلَى اللهِ وَسَلُوهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الشَّرِيفِ الَّذِي وَهَبَ لَكُمْ فِيهَ مِنْ فَضْلِهِ مَا أَعْلَمَكُمْ فِي كِتَابِهِ؛ إِذْ يَقُولُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دينا} [المائدة: 3] أَنْ يُوَفِّقَنِي لِلصَّوَابِ وَالرَّشَادِ، وَيُلْهِمَنِي الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةِ وَالإِحْسَانِ إِلَيْكُمْ، وَيَفْتَحَنِي لإِعْطَائِكُمْ وَقَسْمِ أَرْزَاقِكُمْ بِالْعَدْلِ عَلَيْكُمْ. الحديث: 2367 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 2368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 59] كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَتَرَقَّيْنَا فِي عَقَبَةٍ أَوْ ثَنِيَّةٍ؛ فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا عَلاهَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمًّا وَلا غَائِبًا» وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ! فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوسَى - أَوْ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ! - أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ !» ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2368 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 57 2369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «الدُّنْيَا دُوَلٌ، مَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ، وَمَنِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ قَرَّتْ عَيْنُهُ» . الحديث: 2369 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 2370 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُلْوَانِيُّ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ زِيَادٍ الْمُصَفَّرِ، وَهُوَ مَوْلَى مُصْعَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ تسمع لهم ركزا} [مريم: 98] ؛ قَالَ: ذَهَبَ النَّاسُ؛ فَلا صَوْتَ وَلا عَيْنَ. الحديث: 2370 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 2371 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى لِبَعْضِهِمْ: (هَذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ فِي ... ظِلِّ عَيْشٍ مُقِيمٍ مَا لَهُ خَطَرُ [ص: 61] ) (صَاحَتْ بِهِمْ حَادِثَاتُ الدَّهْرِ فَانْقَلَبُوا ... إِلَى الْقُبُورِ فَلا عَيْنٌ وَلا أَثَرُ) الحديث: 2371 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 2372 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النُّكْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ: (إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بَقْلْبٍ سَلِيمٍ (89)) [الشعراء: 89] ؛ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2372 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 2373 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ. الحديث: 2373 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 2374 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: الْفَاسِقُ أَرَى أَنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي، وَذَلِكَ أَنِّي لَوْ قُلْتُ لَهُ: يَا فَاسِقُ! سَكَتَ [ص: 62] عَنِّي، وَلَوْ قَالَ لِي: يَا مُرَائِي! لَغَضِبْتُ عَلَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2374 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 2375 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُوسُفُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَأَلَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: كَمَا تُحِبُّ؟ فَقَالَ: لا تَقُلْ كَمَا تُحِبُّ؛ فَإِنِّي لا أُحِبُّ لِمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا. الحديث: 2375 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 2376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: وَدَّعَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَخًا لَهُ؛ فَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ لَهُ: زَهَّدَكَ اللهُ زُهْدَ مَنْ أَمْكَنَهُ الذُّنُوبَ فِي الْخَلَوَاتِ؛ فَعَلِمَ ان اللهَ يَرَاهُ، فَتَرَكَهَا. الحديث: 2376 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 2377 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَتَمَثَّلُ: (ذَهَبَ الْوَفَاءُ ذِهَابَ أَمْسِ الذَّاهِبِ ... فَالنَّاسُ بَيْنَ مُخَاتِلٍ وَمُؤَارِبِ) (يُغْشُونَ بَيْنَهُمُ الْمَوَدَّةَ وَالسَّخَاءَ ... وَقُلُوبُهُمْ مَحْشُوَّةٌ بِعَقَارِبِ) الحديث: 2377 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 2378 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْشَدَنِي الْمَدَائِنِيُّ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: (وَهَوَّنَ وَجْدِي فِي شَرَاحِيلَ أَنَّنِي ... مَتَى شِئْتُ لاقيت امرءا مَاتَ صَاحِبُهُ) الحديث: 2378 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 2379 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عِنْ هَمَّامٍ، عَنْ مَطَرٍ وَقَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 64] : «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2379 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 2380 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، نا أَبِي الْحُسَيْنِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «عَلَمُ الإِسْلامِ الصَّلاةُ، فَمَنْ فَرَغَ لَهَا قَلْبُهُ وَحَادَ عَلَيْهَا حُدُودَهَا وَوَقْتَهَا؛ فَهُوَ مُؤْمِنٌ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2380 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 2381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ صَالِحَةً، وَوَلَدُهُ أَبْرَارًا، وَخُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ، وَمَعِيشَتُهُ فِي بَلَدِهِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2381 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 2382 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا أَبُو شُعَيْبٍ الْخَيَّاطُ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ لا تَعْصِيَ اللهَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنْ قَدْ عَصَيْتَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2382 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 2383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ دُعَاءَ الْعَبْدِ يُحْبَسُ عَنِ السَّمَاءِ بِسُوءِ الطُّعْمَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2383 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 2384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 66] كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوَّلَ النَّهَارِ؛ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ. الحديث: 2384 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 2385 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - وَهُوَ جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ -؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ سَفَرٍ يُقَالُ لَهُ: هِنْدُ بْنُ عَوْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مَهَّدَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فِرَاشًا فَنَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فِيهَا، فَنَامَ عَنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَلَفَ أَلا يَنَامَ عَلَى فِرَاشٍ أَبَدًا. الحديث: 2385 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 2386 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَال: [ص: 67] لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَجَدَ الْحَجَّاجُ صُنْدُوقًا فِي خَزَانَتِهِ عَلَيْهِ أَقْفَالُ حَدِيدٍ، فَفُتِحَتْ، وَتَعَجَّبَ الْحَجَّاجُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَرَى فِي هَذَا شَيْئًا! فَإِذَا صُنْدُوقٌ آخَرَ عَلَيْهِ أَقْفَالٌ، فَفَتَحَهُ؛ فَإِذَا سَفَطٌ فِيهِ دُرْجٌ فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فِيهِ صَحِيفَةٌ [فِيهَا] : إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ حَلْفًا، وَالْمِيعَادُ خُلْفًا، وَالْمَقِيتُ إلفا، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْظًا وَالشِّتَاءُ قَيْظًا، وَغَاضَ الْكِرَامُ غَيْضًا، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا؛ فَأَعْنُزٌ عُفْرٌ فِي جَبَلٍ وَعْرٍ خَيْرٌ مِنْ مُلْكِ بنى النَّضْرِ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ كَعْبُ الْحَبْرِ. الحديث: 2386 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 2387 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَرِّفٍ السَّكُونِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظيِّ: أَنَّ شَابًّا كَانَ يَخْدُمُ مُوسَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَكْتُبُ عَنْهُ الْعِلْمَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَجَعَلَ ذَاكَ إِلَى وَقْتٍ، فَجَاءَ الْوَقْتُ، فَخَرَجَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَسْأَلُ عَنْ خَبَرِهِ؛ فَإِذَا رَجُلٌ مَعَهُ كَلْبٌ فِي سِلْسِلَةٍ، فَسَأَلَهُ مُوسَى: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَإِذَا هُوَ يُخْبِرُ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ بَلْدَةِ الْفَتَى، فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ الْكَلْبُ، وَأَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ؛ فَفَعَلَ بِهِ هَذَا. الحديث: 2387 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 2388 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي بَادِيَةٍ، فَقَالَ لَهَا: هَلْ مِنْ لَبَنٍ يُبَاعُ؟ [ص: 69] فَقَالَتْ: إِنَّكَ لَلَئِيمٌ أَوْ قَرِيبُ عَهْدٍ بِقَوْمٍ لِئَامٍ. ثُمَّ قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ؛ أَنَّ اللَّبَنَ يُبَاعُ! الحديث: 2388 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 2389 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ، وَمَنْ أَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ. الحديث: 2389 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 2390 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالا: [ص: 71] قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ» . الْعَوَاتِكُ: ثَلاثُ نِسْوَةٍ مِنْ سُلَيْمٍ، تُسَمَّى كُلُّ وَاحِدَةٍ عَاتِكَةُ، إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَالثَّانِيَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَالثَّالِثَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ وَهْبٍ أَبِي آمِنَةَ أُمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَالأُولَى مِنَ الْعَوَاتِكِ عَمَّةُ الْوُسْطَى، وَالْوُسْطَى عَمَّةُ الأُخْرَى، وَبَنُو سُلَيْمٍ تَفْخَرُ بِأَشْيَاءَ: مِنْهَا: أَنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ هَذِهِ الْوِلادَاتِ. وَمِنْهَا: أَنَّهَا أُلِّفَتْ مَعَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ [ص: 72] لِوَاءَهُمْ عَلَى الأَلْوِيَةِ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ أَحْمَرَ. وَمِنْهَا: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَهْلِ مِصْرَ وَأَهْلِ الشَّامِ: أَنِ ابْعَثُوا إِلَيَّ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ بِأَفْضَلِهِ رَجُلا. فَبَعَثَ أَهْلُ الْكُوفَةِ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ السُّلَمِيَّ، وَبَعَثَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ السُّلَمِيَّ، وَبَعَثَ أهل مصر معن يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ السُّلَمِيَّ، وَبَعَثَ أَهْلُ الشَّامِ أَبَا الأَعْوَرِ السُّلَمِيَّ؛ فَصَارَ الْفَضْلُ فِي هَذِهِ الأَمْصَارِ كُلِّهَا لِسُلَيْمٍ. الحديث: 2390 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 2391 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا قَبِيصَةُ، ناه سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنْسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 75] أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَانُهُ ما يكاد يفيض بِهِ؛ فَقَالَ: «الصَّلاةُ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2391 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 2392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ: [ص: 76] أَنَّ رَجُلا كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ عُدَّ فِينَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْلِي عَلَيْهِ: «غَفُورًا رَحِيمًا» ؛ فَيَقُولُ: أَكْتُبُ عَلِيمًا حَكِيمًا؟ فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ» ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ: «عَلِيمًا حَكِيمًا» ، فَيَقُولُ: أَكْتُبُ: سَمِيعًا بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ» . فَارْتَدَّ [ص: 77] ذَلِكَ الرَّجُلُ وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ وَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ، إِنْ كُنْتُ لأَكْتُبُ مَا شِئْتُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الأَرْضَ لا تَقْبَلُهُ» . قَالَ أَنَسٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهُ أَتَى الأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَوَجَدَهُ مَنْبُوذًا. قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: دَفَنَّاهُ مِرَارًا فَلَمْ تَقْبَلْهُ الأَرْضُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2392 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 2393 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ لِعَائِشَةَ وَهِيَ تُمَرِّضُهُ: [ص: 78] وَاللهِ! لَقَدْ كُنْتُ حريصا على أن أوفر في فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ، عَلَى أَنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ؛ فَانْظُرِي مَا عِنْدَنَا فَأَبْلِغِيهِ عُمَرَ. قَالَتْ: وَمَا كَانَ عَنْدَهُ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، مَا كَانَ إِلا خَادِمٌ وَلِقْحَةٌ وَمَحْلَبٌ. فَلَمَّا رَجَعُوا مِنْ جَنَازَتِهِ أَمَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ   [صحيح] . الحديث: 2393 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 2394 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: [ص: 79] لا يَحِلُّ لِعُمَرَ مِنْ مَالِ اللهِ؛ إِلا حُلَّتَيْنِ: حُلَّةً لِلشِّتَاءِ، وَحُلَّةً لِلْقَيْظِ، وَمَا أَحُجُّ بِهِ وَأَعْتَمِرُ عَلَيْهِ مِنَ الظُّهْرِ، وَقُوتَ أَهْلِي كَرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَيْسَ بِأَغْنَاهُمْ وَلا بِأَفْقَرِهِمْ، ثُمَّ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ   [صحيح] . الحديث: 2394 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 78 2395 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 80] دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْخَوَرْنَقِ وَعَلَيْهِ [شَمْلٌ] قَطِيفَةٌ وَهُوَ يَرْعَدُ مِنَ الْبَرْدِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَ لَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ فِي هَذَا الْمَالِ نَصِيبًا وَأَنْتَ تَفْعَلُ بِنَفْسِكَ هَذَا؟ ! فَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ! لا أُرْزَأُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئًا، وَهَذِهِ الْقَطِيفَةُ الَّتِي أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْتِي - أَوْ قَالَ: مِنَ الْمَدِينَةِ -   [إسناده حسن] . الحديث: 2395 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 2396 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيَّ يَقُولُ: مَنْ زَهِدَ عَلَى حَقِيقَةٍ كَانَتْ مُؤْنَتُهُ فِي الدُّنْيَا خَفِيفَةً، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ [ص: 81] ثَوَابَ الأَعْمَالِ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الأَعْمَالُ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ. الحديث: 2396 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 80 2397 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدَ التَّمِيمِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ لَيْسَ فِي مَنْزِلِهِ شَيْءٌ؛ فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: هَذَا رَجُلٌ زَاهِدٌ. فَقَالَ دَاوُدُ: إِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ قَدَرَ فَتَرَكَ. الحديث: 2397 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 2398 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ كَانَ الْخَيْرُ فِي كَفِّي مَا نُلْتُهُ إِلا بِمَشِيئَةِ اللهِ. الحديث: 2398 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 2399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: مَنِ اسْتَشَارَ رَجُلا فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِمَا رَأَى أَنَّ الصَّلاحَ فِي غَيْرِهِ؛ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُسْلَبَ عَقْلُهُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2399 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 2400 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: حُبِسَ وَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ، فَوَاصَلَ ثَلاثًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الصَّوْمُ؟ فَقَالَ وَهْبٌ: نَحْنُ فِي طَرَفٍ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)) [المؤمنون: 76] ، أَحْدَثَ لَنَا الْحَبْسُ فَأَحْدَثْنَا زِيَادَةَ عِبَادَةٍ. الحديث: 2400 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 82 2401 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عُدَيْسَةَ ابْنَةِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي أُهْبَانَ بْنَ صَيْفِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 84] : «إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ؛ فَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ» . فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: لا تُكَفِّنُونِي فِي قَمِيصٍ. فَلَمَّا مَاتَ وَغُسِّلَ نَظَرْتُ إِلَى قَمِيصٍ لَهُ قَدْ جَاءَ مِنِ الْقِصَارِ عَلَى الْمِشْجَبِ، فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أُكَفِّنَهُ فِيهِ، فَكَفَّنْتُهُ فِيهِ وَدَفَنَّاهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا الْقَمِيصُ عَلَى الْمِشْجَبِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2401 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 82 2402 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: إِنِّي أَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: لأَنَّكَ أَخَّرْتَ مَالَكَ، وَلَوْ قَدَّمْتَهُ؛ لَسَرَّكَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ. الحديث: 2402 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 2403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْحَسَنُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الزُّهَّادِ إِلَى أَخٍ لَهُ: كَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ قَلْبٍ يَأْلَفُ الذَّنْبَ وَنَفْسٌ تَطْمَئِنُّ إِلَى الْبَقَاءِ، وَالسَّاعَةُ تَنْقُلُنَا، وَالأَيَّامُ تَطْوِي أَعْمَارَنَا؛ فَكَيْفَ يَأْلَفُ قَلْبٌ مَا لا ثَبَاتَ لَهُ؟ ! وَكَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ لا تَدْرِي لَعَلَّهَا لا تَطْرُفُ بَعْدَ رَقْدَتِهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ ! وَالسَّلامُ. الحديث: 2403 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 2404 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: وَدَّعَتْ أَعْرَابِيَّةٌ رَجُلا؛ فَقَالَتْ: أَكْبَتَ اللهُ لَكَ كُلَّ عَدُوٍّ إِلا نَفْسَكَ، وَجَعَلَ خَيْرَ عَمَلِكَ مَا ولي أَجَلُكَ. الحديث: 2404 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 2405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُقَيْلِيُّ يَقُولُ: اللهُمَّ! قِنِي عَثَرَاتِ الكلام. الحديث: 2405 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 2406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، نا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ خَطَايَا أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِخَطَايَا النَّاسِ. الحديث: 2406 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 2407 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا أَبُو هِلالٍ، نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ؛ قَال: [ص: 87] كَانَ الْحَسَنُ يَبْصُرُ مِنَ الْفِتْنَةِ إِذَا أَقْبَلَتْ كَمَا نَبْصُرُ نَحْنُ مِنْهَا إِذَا أَدْبَرَتْ   [إسناده حسن] . الحديث: 2407 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 2408 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الأَزْدِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ؛ أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي! إِنِّي أُنْبِئْتُ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعَبْدُ مِنَ اللهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خُدِمَ؛ وَقَعَ عَلَيْهِ الْحِسَابُ» ، وَإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلْتَنِي أَنْ أَشْتَرِيَ لَهَا خَادِمًا وَكُنْتُ لِذَلِكَ مُوسِرًا، وَإِنِّي خِفْتُ الْحِسَابَ، يَا أَخِي! إِيَّاكَ أَنْ تَلْقَى اللهَ وَحِسَابٌ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّا عِشْنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا دَهْرًا طَوِيلا وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا أَحْدَثْنَا، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2408 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 87 2409 - حَدَّثَنَا يحيى بن المختار؛ قل: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ يَمْتَحِنُ مَنْ يُرِيدُهُ لِلْقَضَاءِ؛ فَكَانَ يَقُولُ [ص: 88] لأَحَدِهِمْ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلَيْنِ زَوَّجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الآخَرَ أُمَّهُ، فَوُلِدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ امْرَأَتِهِ وَلَدٌ؛ مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَ الْوَلَدَيْنِ؟ فَلَمْ يَعْرِفْهَا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَمُّ الآخَرِ لأُمِّهِ. الحديث: 2409 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 87 2410 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ: نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: [ص: 89] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِمُ ثَلاثًا؛ اثْنَتَيْنِ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ، وَوَاحِدَةً عَلَى الْكَاهِلِ [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2410 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 88 2411 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُعَذَّبُونَ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعَذَابِ، فَكُلَّمَا عُذِّبُوا بِنَوْعٍ [ص: 90] مِنَ الْعَذَابِ؛ نُقِلُوا إِلَى نَوْعٍ أَشَدَّ مَنْهُ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا! عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ، وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا؛ فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ، إِذَا غَضِبْتَ عَلَيْنَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ وَالسَّلاسِلُ وَالأَغْلالُ. الحديث: 2411 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 89 2412 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ حبيب يقول: لا تَأْمَنْ مَنْ قَطَعَ فِي خَمْسَةِ دَرَاهِمَ خَيْرَ أَعْضَائِكَ أَنْ يَكُونَ عِقَابُهُ هَكَذَا غَدًا. الحديث: 2412 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 2413 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ عَائِشَةَ كَلِمَةٌ حَسَنَةٌ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَجُلٍ: يَا بُنَيَّ! لا تَطْلُبَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ مِنْ غَيْرِ اللهِ فَتُسْخِطَ اللهَ. الحديث: 2413 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 2414 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَدْعُو: اللهُمَّ! إِنَّ [ص: 91] ذُنُوبِي لا تَضُرُّكَ، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ إِيَّايَ لا تُنْقِصُكَ؛ فَاغْفِرْ لِي مَا لا يَضُرُّكَ، وَأَعْطِنِي مَا لا يُنْقِصُكَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2414 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 2415 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ؛ فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا وَلا خِبَاءً حَتَّى رَجَعَ، كَانَ يُلْقِي كِسَاءً أَوْ نِطَعًا عَلَى الشَّجَرِ، فَيَسْتَظِلُّ بِهِ. الحديث: 2415 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 2416 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ، فَمَرَّتْ بِهِ جِارِيَةٌ تَحْمِلُ قِرْبَةً، فَقَامَ، فَأَخَذَ مِنْهَا الْقِرْبَةَ وَحَمَلَهَا عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى وَدَاهَا ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ نَفْسِي أَعْجَبَتْنِي؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أَذِلَّهَا. الحديث: 2416 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 2417 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: [ص: 92] مَنْ قَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا وَعَدْتُكَ مِنْ نَفْسِي وَأَخْلَفْتُكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَوِيتُ بِهَا عَلَى مَعْصِيَتِكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَمَعْصِيَةٍ ارْتَكَبْتُهَا؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ ورق الشَّجَرِ وَرَمْلِ عَالِجٍ وَقَطْرِ السَّمَاءِ. الحديث: 2417 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 2418 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: [ص: 93] اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَقَاهُ جِبْرِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ، فَقَالَ: «بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ، وَاللهُ يَشْفِيكَ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2418 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 92 2419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ: أَنَّ رَجُلا أُخِذَ أَسِيرًا، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا: قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ! سُبْحَانَ الْحَقِّ الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! فَخَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ أخْرَجهُ إنْسَانٌ. الحديث: 2419 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 2420 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو سَعِيدٍ، نا النَّضْرُ الْحَارِثِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 94] مَا أَفْظَعَ الْمَوْتَ وَأَبْعَدَ السِّبَا، وَأَشَدُّ مِنْهُمَا فَقِيرٌ ذُو خَلَّةٍ يَتَمَلَّقُ صَاحِبُهُ ثُمَّ لا يُعْطَى شَيْئًا. الحديث: 2420 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 2421 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: وَقَفَتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَى قَبْرِ ابْنِهَا؛ فَقَالَتْ: وَاللهِ! مَا كَانَ مَالُكَ لِعُرْسِكَ، وَلا هَمُّكَ لِنَفْسِكَ، وَمَا كُنْتَ إِلا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: (رَحِيبُ ذِرَاعٍ بِاللهِ لا تَشِينُهُ ... وَإِنْ كَانَتِ الْفَحْشَاءُ ضَاقَ بِهَا ذَرْعًا) الحديث: 2421 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 94 2422 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: [ص: 95] وَقَفَتْ عَائِشَةُ عَلَى قَبْرِ أَبِيهَا رَحِمَهُ اللهُ؛ فَقَالَتْ: رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَةِ! لَقَدْ قُمْتَ بِالدِّينِ حِينَ وهى شُعَبُهُ، وَتَفَاقَمَ صَدْعُهُ، وَرَحُبَتْ جَوَانِبُهُ، وَبَغَضْتَ مَا أَصْغُوا إِلَيْهِ، وَشَمَّرَتْ فِيمَا وَنُوا عَنْهُ، وَاسْتَخْفَفْتَ مِنْ دُنْيَاكَ، مَا اسْتَوْطَنُوا، وَصَغَّرْتَ مِنْهَا مَا عَظَّمُوا، وَلَمْ تَهْضِمْ دِينَكَ، وَلَمْ تَنْسَ غَدَكَ؛ فَفَازَ عِنْدَ الْمُسَاهَمَةِ قَدْحُكَ، وَخَفَّ مِمَّا اسْتَوْزَرُوا ظَهْرُكَ، حتى قررت الرؤوس عَلَى كَوَاهِلِهَا، وَحَقَنْتَ الدِّمَاءَ فِي أَهُبِّهَا - يَعْنِي: فِي الأَجْسَادِ -؛ فَنَضَّرَ اللهُ وَجْهَكَ يَا أَبَةِ! فَلَقَدْ كُنْتَ لِلدُّنْيَا مُذِلا بِإِدْبَارِكَ عَنْهَا، وَلِلآخِرَةِ مُعِزًّا بِإِقْبَالِكَ عَلَيْهَا، وَلَكَأَنَّ أَجَلَّ الرَّزَايَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِزْؤُكَ، وَأَكْبَرُ الْمَصَائِبِ فَقْدُكَ؛ فَعَلَيْكَ سَلامُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ، غَيْرَ قَالِيَةٍ لِحَيَاتِكَ، وَلا زَارِيَةٍ عَلَى الْقَضَاءِ فِيكَ. الحديث: 2422 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 94 2423 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَتْ تَعْزِيَةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ: كُلُّ مُصِيبَةٍ مَا عَدَا النَّفْسُ جَلَلٌ. فَلَمَّا أَسْلَمُوا وَتَفَقَّهُوا؛ قَالُوا: كُلُّ مُصِيبَةٍ مَا عَدَا النَّارَ جَلَلٌ. الحديث: 2423 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 95 2424 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا حَجَّاجٌ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ص: 97] أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُقَيْشٍ كَانَ لَهُ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ الرِّبَا مِنَ الإِسْلامِ حَتَّى يَأْخُذَهُ ثم يسلم، فجاء [و] رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بِأُحُدٍ، فَقَالَ: أَيْنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ؟ فَقَالُوا: بِأُحُدٍ. فَقَالَ: أَيْنَ بَنُو أَخِيهِ؟ قَالُوا: بِأُحُدٍ. فَسَأَلَ عَنْ قَوْمِهِ. فَقَالُوا: بِأُحُدٍ. فَأَخَذَ سَيْفَهُ وَرُمْحَهُ وَلَبِسَ لأْمَتَهُ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أُحُدٍ، فَلَمَّا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ؛ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا يَا عَمْرُو. قَالَ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ، فَحَمَلَ، فَقَاتَلَ، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ - يَعْنِي لامْرَأَتِهِ -: سَلِيهِ. فَقَالَتْ: جِئْتَ غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. أَمْ حَمِيَّةً وغضبا لقومك؟ فقال: بك جِئْتُ غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا صَلَّى لِلَّهِ صَلاةً   [إسناده حسن] . الحديث: 2424 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 96 2425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ؛ قَالَ: [ص: 98] مَاتَ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ يُعَزِّيهِ، فَتَحَدَّثَ سُفْيَانُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: تَتَحَدَّثُ وَقَدْ مَاتَ عُمَرُ؟ فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: لَوْ مَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا غَيْرِي وَغَيْرُكَ مَا اعْتَبَرْنَا. الحديث: 2425 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 2426 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: وَذُكِرَ لِسُفْيَانَ الْعِلاجُ وَالطِّبُّ فِي مَرَضِهِ؛ فَقَالَ: قَدْ بَعَثْتُ بِمَائِي إِلَى الطَّبِيبِ بِالْحِيرَةِ وَأَنَا بِالْكُوفَةِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ. قَالَ بِشْرٌ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ؛ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مَحْزُونٌ قَدْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ جَوْفَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مِنَّا مَعَاشِرَ الرُّهْبَانِ لَيْسَ مِنْكُمْ. الحديث: 2426 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 2427 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 99] أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ الْعِلْمِ فِي كِفَايَةٍ؛ لأَنَّ الآفَاتِ إِلَيْهِمْ سَرِيعَةٌ، وَأَلْسِنَةَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ أَسْرَعُ، وَإِذَا احْتَاجَ؛ ذَلَّ، وَلَوْلا هَذِهِ الْبُضَيْعَةُ الَّتِي مَعِي لَتَمَنْدَلَ الْمُلُوكُ بِي، وَإِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ يَلْزَمُ بَابَ الْمُلُوكِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ. الحديث: 2427 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 2428 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو كِبْرَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: أَحِبَّ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَلا تَكُنْ رَافِضِيًّا، وَاعْمَلْ بِالْقُرْآنِ وَلا تَكُنْ حَرُورِيًّا، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سِيَّئَةٍ [ص: 100] فَمِنْ نَفْسِكَ، وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا، وَأَطِعِ الإِمَامَ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا. الحديث: 2428 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 99 2429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: أُدْخِلَ عَلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى رَجُلٌ يُعَاقِبُهُ وَعِنْدَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ: أَتَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللهُ، وَإِنَّ لَهُ شَرَفًا وَبَيْتًا وَقَدَمًا. فَأَطْلَقَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ: أَعَرَفْتَهُ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُهُ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ، وَلَكِنْ لَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ فَأَمُلَ فِيَّ الْخَيْرِ كَرِهْتُ أَنْ أَخْذُلَهُ. فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ وَصَفْتَ بَيْتَهُ وَشَرَفَهُ وَقَدَمَهُ. قَالَ: لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لَهُ بَيْتًا يَأْوِي إِلَيْهِ، وَشَرَفَهُ أُذُنَاهُ وَمَنْكِبَاهُ، وَقَدَمَهُ الْقَدَمُ الَّتِي يَمْشِي عَلَيْهَا. الحديث: 2429 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 2430 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 101] دَخَلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى بَعْضِ الْوُلاةِ وَهُوَ يُدَوِّنُ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ الْوَالِي: مَنْ يَعْرِفُكَ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ. فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الْوَالِي، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيهِ؟ فَقَالَ [لَهُ] : إِنَّهُ لَنَافِذُ الطَّعْنَةِ، رَكِينُ الْقِعْدَةِ. فَلَمَّا خَرَجَ الشَّعْبِيُّ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ عَرَفْتَهُ وَوَصَفْتَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِلا حَقًّا، إِنَّهُ لَخَيَّاطٌ عِنْدَنَا أعرفه. الحديث: 2430 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 2431 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَرْجَفَ النَّاسُ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَخَطَبَ فَقَالَ: إِنَّ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِ الشِّقَاقِ والنفاق نزع الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَمَاتَ الْحَجَّاجُ؛ فَمَهْ؟ وَهَلْ يَرْجُو الْحَجَّاجُ الْخَيْرَ إِلا بَعْدَ [ص: 102] الْمَوْتِ؟ ! وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَلا أَمُوتُ وَأَنَّ لِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَا رَأَيْتُ اللهَ رَضِيَ التَّخْلِيدَ إِلا لِأَهْوَنِ خَلْقِهِ عَلَيْهِ؛ إِبْلِيسَ، حَيْثُ قَالَ: {إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 15] ، فَأَنْظَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَلَقَدْ دَعَا اللهَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ؛ فَقَالَ: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ من بعدي} [ص: 35] ؛ فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ إِلا الْبَقَاءَ؛ فَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ أَيُّهَا الرَّجَلُ؟ ! وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، كَأَنِّي وَاللهِ بِكُلِّ جُزْءٍ مِنِّي وَمِنْكُمْ مَيْتًا، وَبِكُلِّ رَطْبٍ يَابِسًا، ثُمَّ يُنْقَلُ فِي ثِيَابِ أَكْفَانِهِ إِلَى ثَلاثَةِ أَذْرُعٍ طُولا فِي ذِرَاعٍ عَرْضًا، فَأَكَلَتِ الأَرْضُ لَحْمَهُ وَمَصَّتْ صَدِيدَهُ، وَانْصَرَفَ الْحَبِيبُ مِنْ وَلَدِهِ يُقَسِّمُ الْحَبِيبَ مِنْ مَالِهِ، إن الذين يعقلون يَعْقِلُونَ مَا أَقُولُ. ثُمَّ نَزَلَ. الحديث: 2431 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 101 2432 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ الْجُبَيْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الطَّيْرَ لَيَلْقَى الطَّيْرَ بَعْضُهَا بَعْضًا لَيْلَةَ الْجُمْعَةِ، فَتَقُولُ لَهَا: أَشَعَرْتِ أَنَّ الْجُمْعَةَ غَدًا؟ الحديث: 2432 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 2433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَيُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالا: نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ؛ [ص: 103] قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ زَمَنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ: اتَّقُوا اللهَ؛ فَإِنَّ عِنْدَ اللهِ حَجَّاجِينَ كَثِيرَةً. الحديث: 2433 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 2434 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: هَاجَرْتُ وَأَنَا فِي بَطْنِ أُمِّي؛ فَمَا كَانَ يُصِيبُهَا شَيْءٌ مِنَ الأَذَى إِلا دَخَلَ عَلَيَّ أَلَمُ ذَلِكَ وَشِدَّتُهُ. الحديث: 2434 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 2435 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ قَتَادَةَ: [ص: 105] أَنَّ أُمَّ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ كَانَتْ مَوْلاةً لأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَ اسْمُهَا خَيْرَةَ، فَرُبَّمَا غَابَتْ أُمُّهُ، فَيَبْكِي الْحَسَنُ وَهُوَ صَبِيٌّ، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ ثَدْيَيْهَا تُعَلِّلُهُ بِهِمَا إِلَى أَنْ تَجِيءَ أُمُّهُ، فَدَرَّ عَلَيْهِ ثَدْيَاهَا فَشَرِبَ، فَيَرَوْنَ أَنَّ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ، وَنَشَأَ الْحَسَنُ بِوَادِي الْقُرَى، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، وَاسْمُ أَبِيهِ يَسَارٌ، مَوْلًى لِلأَنْصَارِ، وَكَانَ يَسَارٌ مِنْ سَبْيِ مَيْسَانَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ افْتَتَحَهَا. الحديث: 2435 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 2435 - / 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ؛ قَالَ: [ص: 106] بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا، فَرَأَى عُصْفُورًا يُرِيدُ زَوْجَتَهُ عَلَى السِّفَادِ وَهِيَ تَمْتَنِعُ مِنْهُ، فَضَرَبَ بِمِنْقَارِهِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ لَهَا؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: وَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؛ مَا أُرِيدُ سِفَادَ لَذَّةٍ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ نَسْلِي وَنَسْلِكَ مَنْ يُسَبِّحُ اللهَ فِي الأَرْضِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 2435 - / 2 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: لَقِيَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ الْجَاثَلِيقَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: مَا أَبْعَدَ مَرْكَبَكَ مِنْ مَرْكَبِ الْمَسِيحِ؛ فَإِنَّ الْمَسِيحَ كَانَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَأَنْتَ تَرْكَبُ الْبَغْلَ. فَقَالَ لَهُ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ الْبَغْلَةَ بِنْتَ الْحِمَارِ، وَأَنْتَ تَرْكَبُ الْفَرَسَ، وَنَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْكَبُ الْجَمَلَ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 106 2435 - / 3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص: 107] رُؤِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يُمَاكِسُ فِي دِرْهَمٍ، فَقِيلَ لَهُ: تُمَاكِسُ فِي دِرْهَمٍ وَأَنْتَ تَجُودُ مِنَ الْمَالِ بِكَذَا وَكَذَا؟ ! فَقَالَ: ذَاكَ مَالِي جُدْتُ بِهِ، وَهَذَا عَقْلِي بَخِلْتُ بِهِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 106 2435 - / 4 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: [ص: 108] سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: لا تَعْمَلْ شَيْئًا فِي السر تستحي مِنْهُ فِي الْعَلانِيَةِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 107 2435 - / 5 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى، نا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: إِذَا أَكَلْتَ؛ فَاتَّكِئْ عَلَى يَسَارِكَ؛ فَإِنَّ الْكَبِدَ تَقَعُ عَلَى الْمَعِدَةِ فَتَهْضِمُ مَا فِيهَا مِنَ الطَّعَامِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 2435 - / 6 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: عَجَبًا لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الْخَيْرُ وَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ؛ كَيْفَ يَفْرَحُ! وَعَجَبًا لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الشَّرُّ وَهُوَ فِيهِ؛ كَيْفَ يَغْضَبُ! وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ نَفْسَهُ عَلَى الْيَقِينِ وَأَبْغَضَ النَّاسَ عَلَى الظُّنُونِ. [ص: 109] وَكَانَ يقال: لا يَغْلِبَنَّ جَهْلَ غَيْرِكَ عِلْمُكَ بِنَفْسِكَ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 2435 - / 7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نصر؛ سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ يَقُولُ: كَفَى جَهْلا أَنْ يَمْدَحَ الْمَادِحُ بِخِلافِ مَا يَعْرِفُ الْمَمْدُوحُ مِنْ نَفْسِهِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 2435 - / 8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلا، فَقَالَ: لا تَرَاهُ الدَّهْرَ إِلا وَكَأَنَّهُ لا غِنَى بِهِ عَنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ أَحْوَجَ إِلَيْهِ، وَإِنْ أَذْنَبْتَ غَفَرَ وَكَأَنَّهُ الْمُذْنِبُ، وَإِنْ أَسَأْتَ إِلَيْهِ أَحْسَنَ وَكَأَنَّهُ الْمُسِيءُ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 2435 - / 9 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: [ص: 110] مَا خَدَعَنِي أَحَدٌ قَطُّ إِلا غُلامٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ؛ فَإِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! لا خَيْرَ لَكَ فِيهَا، إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلا قَدْ خَلا بِهَا يُقَبِّلُهَا، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَى، رَأَيْتُ أَبَاهَا يُقَبِّلُهَا   [إسناده ضعيف] . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 2435 - / 10 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عِزُّ الشَّرِيفِ أَدَبُهُ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 2435 - / 11 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: تَمَنَّ. قَالَ: الْكِفَايَةَ، وَالانْتِقَالَ مِنْ ظِلٍّ إِلَى ظِلٍّ، وَمُحَادَثَةَ الإِخْوَانِ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 2435 - / 12 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى الثَّوْرِيِّ بِمَكَّةَ وَقَدْ شَرِبَ دَوَاءً، وَقَدْ أَصَابَهُ فِي رَأْسِهِ رِيحٌ قَدْ تَحَيَّرَ مِنْهَا؛ فَقُلْتُ: مَا فِي الْبَيْتِ مِنْ بَصَلَةٍ؟ فَأَتَيْتُ بِهَا، [ص: 111] فَشَقَقْتُهَا، فَنَاوَلْتُهَا سُفْيَانَ [الثَّوْرِيَّ] ، فَقُلْتُ: شُمَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! فَشَمَّهُ، فَعَطِسَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ! فَقِيهٌ وَطَبِيبٌ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 2436 - حَدَّثَنَا [إِبْرَاهِيمُ] الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: خَرَجَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ مِنْ عِنْدِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: لَقَدْ تَكَلَّمَ الْيَوْمَ رَجُلٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ مَا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يا أمير المؤمنين! امسع مِنِّي أَرْبَعُ كَلِمَاتٍ فِيهِنَّ صَلاحُ دِينِكَ وَمُلْكِكَ وَآخِرَتِكَ وَدُنْيَاكَ. قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: لا تَعِدَنَّ أَحَدًا عِدَةً وَأَنْتَ لا تُرِيدُ إنجازها، ولا يغرنك مرتقى سَهْلا إِذَا كَانَ الْمُنْحَدَرُ وَعِرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ [ص: 112] لِلْأَعْمَالِ آخِرًا؛ فَاحْذَرِ الْعَوَاقِبَ، وَأَنَّ الدَّهْرَ تَارَاتٌ؛ فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ. الحديث: 2436 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 111 2437 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا قَبِيصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ؛ قَالَ: قَالَ رَاهِبٌ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: يَا سَعِيدُ! عِنْدَ الْفِتْنَةِ تَعْلَمُ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ مِمَّنْ يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ. الحديث: 2437 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 2438 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُوسَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُقَنَّعِ الأَنْصَارِيِّ: (ثَلاثُ خِلالٍ كُلُّهَا غَيْرُ طَائِلٍ ... يَطُفْنَ بِقَلْبِ الْمَرْءِ دُونَ غِشَائِهِ) (هَوَى النَّفْسِ مَا لا خَيْرَ فِيهِ وَشُحُّهَا ... وَإِعْجِابُ ذِي الرَّأْيِ السَّفِيهِ بِرَأْيهِ) (وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَتُوقُ وَتَشْتَهِي ... لِقَاءَ الَّذِي لا بُدَّ لِي مِنْ لِقَائِهِ) (وَأَذْكُرُ مِنْهُ عَفْوَهُ وَعِقَابَهُ ... فَيَخْلِطُ قَلْبِي خَوْفَهُ بِرَجَائِهِ) (وَصِحَّةُ جِسْمِ الْمَرْءِ سُقْمٌ لِقَلْبِهِ ... وَصِحَّةُ قَلْبِ الْمَرْءِ حِينَ اشْتِكَائِهِ) الحديث: 2438 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 2439 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلَمْ يَقُلِ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُسْتَمَعَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَزَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ؛ قُلْنَ حُورُ الْعِينِ: مَا كَانَ أَزْهَدَكَ فِينَا؟ ! الحديث: 2439 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 2440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلا بِمَكَّةَ يَدْعُو رَبَّهُ أَنْ يَحْرُسَهُ مِنْ أَصْدِقَائِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ؛ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَسْأَلُ أَنْ يَحْرُسَكَ مِنْ أَصْدِقَائِكِ دُونَ أَعْدَائِكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَحْتَرِسَ مِنْ أَعْدَائِي، وَلا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَحْتَرِسَ مِنْ أَصْدِقَائِي. الحديث: 2440 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 2441 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 114] قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: ثَمَرُ الْقَنَاعَةِ الرَّاحَةُ، وَثَمَرُ التَّوَاضُعِ الْمَحَبَّةُ. الحديث: 2441 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 2442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْبَعَةً مِنَ الْمُلُوكِ اجْتَمَعُوا، فَقَالُوا كُلُّهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً كَأَنَّهَا رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، قَالَ: مَلِكُ فَارِسٍ وَمَلِكُ الْهِنْدِ وَمَلِكُ الصِّينِ وَمَلِكُ الرُّومِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: إِذَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ تَمْلِكُنِي ولا أملكها. قال الآخَرُ: قَدْ نَدِمْتُ عَلَى مَا قُلْتُ وَلَمْ أَنْدَمْ عَلَى مَا لَمْ أَقُلْ. وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا عَلَى رَدِّ مَا لَمْ أَقُلْ أَقْدَرُ مِنِّي عَلَى رَدِّ مَا قُلْتُ. وَقَالَ الآخَرُ: مَا حَاجَتِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ إِنْ وَقَعَتْ عَلَيَّ ضَرَّتْنِي وَإِنْ لَمْ تَقَعْ عَلَيَّ لَمْ تَنْفَعْنِي. الحديث: 2442 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 114 2443 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدٍ: (قَدْ يَخْزُنُ الْوَرِعُ التَّقِيُّ لِسَانَهُ ... حَذَرَ الْكَلامِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ) (وَلَرُبَّمَا سُتِرَ الْفَتَى فَتَنَافَسَتْ ... فِيهِ الْعُيُونُ وَإِنَّهُ لَمُمَوَّهُ) (وَلَرُبَّمَا ابْتَسَمَ الْوَقُورُ مِنَ الأَذَى ... وَضَمِيرُهُ مِنْ حَرِّهِ يَتَأَوَّهُ) وَأَنْشَدَ: (مَنْ تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ ... فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ) (وَالَّذِي يَدَّعِي الْبَلاغَ إِذَا ... كَانَ أَصِيلا أَبَانَهُ بِاللِّسَانِ) الحديث: 2443 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 2444 - قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ: (مَا لِي وَلِلدَّهْرِ وَصَرْفُ الدَّهْرِ ... قَدْ أَطْرَأَنِي فَأَطَالا أَطْرِي) (وَحَنَيَا بَعْدَ قِوَامِ ظَهْرِي ... وَكُنْتُ ذَا صَبْرٍ فَعِيلَ صَبْرِي) (يَطْرُدُ نَوْمِي عَنْ جُفُونِي فِكْرِي ... كَأَنَّمَا يَطْلُبُنِي بِوَتْرِي) (يَا لَيْتَ شِعْرِي ثُمَّ لَيْتَ شِعْرِي ... مَا يَصْنَعُ الْمَرْءُ بِطُولِ الْعُمْرِ) (أَلَيْسَ قَصْرُ الْمَرْءِ قَعْرَ قَبْرِ ... وَإِنْ بَقِيَ فِي النَّاسِ عُمْرَ نَسْرِ [ص: 116] ) (مَا الدَّهْرُ إِلا لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ ... وَقِطْعَةً مِنْ بَعْضِ ذَاكَ الشَّهْرِ) (أَوْ فَيْءَ ظِلٍّ زَالَ ثُمَّ يَجْرِي ... بِدَوْرِ شَمْسٍ وَمَحَالَ بَدْرِ) (يَا عَمْرُو مَنْ يَدْرِي كَمَنْ لا يَدْرِي ... إِنَّ الدَّلِيلَ قَاطِعٌ لِلْعُذْرِ) (قَدْ قُلْتُ مَا قَالَ حَكِيمٌ يَدْرِي ... يَدْرِي مِنَ الْحِكْمَةِ مَا لا تَدْرِي) (أَيَّتُهَا الدُّنْيَا فَغُرِّي غَيْرِي ... مَنْ ذَا تَخَادَعْتُ فَلَمْ تَغُرِّي) (فَعِشْ فَقِيرًا أَوْ فَعِشْ ذَا يُسْرِ ... فَالْفَوْزُ مِنْ فَانِيكَ مِثْلُ الْفَقْرِ) (مَا بَيْنَ مِيلادِ الْفَتَى وَالْقَبْرِ ... وَإِنْ أَقَامَ الْعَصْرَ بَعْدَ الْعَصْرِ) (يَرْتَعُ فِي أَكْنَافِ عَيْشٍ نَضِرٍ ... أَلا كَذَا سُكْرٍ صَحَا مِنْ سُكْرِ) (قَدْ زَجَرَ الزَّاجِرُ أَيَّ زَجْرِ ... وَبَيَّنَ الْقَوْلَ فَلَمْ يُوَرِّي) الحديث: 2444 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 2445 - وَأَنْشَدَ لِبَعْضِهِمْ: (أَيَضْمَنُ لِي فَتًى تَرْكُ الْمَعَاصِي ... وَأَرْهِنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ) (أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا ... وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي) الحديث: 2445 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 2446 - أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا لإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ: (خَلِّ النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ ... وَعَلَيْكَ فَانْتَهِجِ الطَّرِيقَا [ص: 117] ) (وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ هَلْ تَرَى ... إِلا عَدُوًّا أَوْ صَدِيقًا) آخِرُ الْجُزْءِ السَّابِعَ عَشَرَ، وَيَلِيهِ الثَّامِنَ عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا الحديث: 2446 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثامن عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الخزرجي وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال الخزرجي: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال الأرتاحي: إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، أنا أحمد بن مروان المالكي: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 2447 - نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 128] جَاءَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ السَّعْدِيُّ؛ قَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالُوا: هَذَا الأَمْعَرُ الْمُرْتَفِقُ. وَكَانَ مُتَّكِئًا عَلَى ثَوْبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي سَائِلُكَ وَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ في الْمَسْأَلَةَ. قَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» . قَالَ: أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «اللهُمَّ! نَعَمْ» . قَالَ: وَأَنْشُدُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ [ص: 129] نُصَلِّيَ فِي لَيْلِنَا وَنَهَارِنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَأَسْأَلُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا زَكَاتَنَا فَتَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وأسالك بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ شَهْرًا مِنَ اثنى عَشَرَ شَهْرًا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَأَسْأَلُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَحُجَّ هَذَا الْبَيْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: فَإِنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، فَأَمَّا مَا كَانَ بَعْضُ تِلْكَ الْهَنَاتِ؛ فَقَدْ كُنَّا نَتَنَزَّهُ عَنْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2447 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 2448 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو الرَّبِيعِ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: يا ابن آدَمَ! لَيْسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِصَاصٌ بِحَدِيدَةٍ وَلا سَوْطٍ، مَا هِيَ إِلا الأَعْمَالُ، تُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ؛ جُعِلَ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2448 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 2449 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ؛ قَالَ: [ص: 130] حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ: أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَأَرْبَعَةٌ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ. الحديث: 2449 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 2450 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَمِيلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: اتَّخَذَ نُوحٌ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بَيْتًا مِنْ خُصٍّ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَنَيْتَ بَيْتًا! فَقَالَ: هَذَا لِمَنْ يَمُوتُ كَثِيرٌ. الحديث: 2450 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 2451 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَجْلِسُ فِي اللَّيْلَةِ سِتِّينَ مَرَّةً وَسَبْعِينَ مَرَّةً؛ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ! هَوِّنْ عَلَيَّ وَعَلَى مَنْ مَعِي، إنه لَيْسَ نَفْسٌ فِي الدُّنْيَا أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي. يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! ذَهَبَتِ الْحَيَاةُ. ثُمَّ قَالَ لِمَرْحُومٍ الْعَطَّارِ: اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي يس وَمِنْ قَوَارِعِ الْقُرْآنِ. الحديث: 2451 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 2452 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِي قوله تبارك تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82)) [طه: 83] ؛ قَالَ: تَابَ مِنَ الذَّنْبِ، وَآمَنَ مِنَ الشِّرْكِ، وَعَمِلَ صَالِحًا صَامَ وَصَلَّى، [ص: 132] ثُمَّ اهْتَدَى؛ عَلِمَ أَنَّ لِهَذَا ثَوَابًا. الحديث: 2452 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 2453 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْبَنِينَ تَقُولُ: أُفٍّ لِلْبُخْلِ! لَوْ كَانَ ثَوْبًا مَا لَبِسْتُهُ، وَلَوْ كَانَ طَرِيقًا مَا سَلَكْتُهَا. الحديث: 2453 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 2454 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ رُبَّمَا صَرَعْنَ أَهْلَ الْبَيْتِ عَنْ آخِرِهِمْ: لَحْمُ الْجَرَادِ [ص: 133] وَالإِبِلِ وَالْفُطْرِ. الحديث: 2454 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 2455 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَدِمَ أَعْرَابِيٌ الْحَضَرَ، فَأَكَلَ فُطْرًا، فَأَصَابَتْهُ الذُّبَحَةُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الطَّبِيبَ نَعَتَ لَكَ أَنْ تَحْلِبَ فِي فِيكَ. فَقَالَ: مَا زِلْتُ أَسْمَعُ بِاللَّئِيمِ الرَّاضِعِ، لا وَاللهِ لا أَكُونُهُ أَبَدًا. فَقَالُوا لَهُ: فَتَمُوتُ. قَالَ: وَإِنْ مِتُّ؛ فَكَانَ مَاذَا؟ ! الحديث: 2455 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 2456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَمِيرٍ: مَنْ أَخْطَأَ فِي ظَاهِرِ دُنْيَاهُ وَفِيمَا يُؤْخَذُ بِالْعَيْنِ كَانَ حَرِيًّا أَنْ يُخْطِئَ فِي بَاطِنِ دِينِهِ وَفِيمَا يُؤْخَذُ بِالْعَقْلِ. الحديث: 2456 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 2457 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ: [ص: 134] أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَامٌ فِيهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مَدْقُوقٌ عَلَى مَائِدَةٍ يَسْتَفُّ مِنْهُ بَيْنَ كُلِّ لَوْنَيْنِ بِمِلْعَقَةٍ؛ حَتَّى يَعْرِفَ اخْتِلافَ الأَلْوَانِ. الحديث: 2457 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 2458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أرتج عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ أَضْحَى، فَمَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ! لا أَجْمَعُ عَلَيْكُمْ عِيًّا وَلُؤْمًا، مَنْ أَخَذَ شَاةً مِنَ السُّوقِ؛ فَهِيَ لَهُ وَثَمَنُهَا عَلَيَّ. الحديث: 2458 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 134 2459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: عَجِلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ. قَالَ: وَكَيْفَ لا يَعْجَلُ عَلَيَّ وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمْعَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ؟ ! الحديث: 2459 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 135 2460 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: كَتَبَ مُصْعَبٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ: لا تُخَفِّفْ عَنْهُ، دَعْهُ يَلْقَى اللهَ بِدَمِ الزُّبَيْرِ. فَتَرَكَهُ فَآسَفَ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّيَاقِلَةِ، فَنَظَرَ إِلَى سَيْفٍ، فَأَعْجَبَهُ، فَاشْتَرَاهُ [ص: 136] ثُمَّ حَكَمَ فِي عِرْضِ النَّاسِ فَقُتِلَ. الحديث: 2460 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 135 2461 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ فَإِذَا كَلْبٌ يَبْحَثُ فِي مَزْبَلَةٍ، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا بَعَثَ اللهُ هَذَا الْكَلْبَ يَبْحَثُ فِي هَذَا الزِّبْلِ فِي وَجْهِي إِلا أَنِّي حَدَّثْتُ نَفْسِي بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2461 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 2462 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أتي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِفَالُوذَجَ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا؛ فَوَاللهِ! مَا اضْطَرَبَ الْغَارِبَانِ إِلا عَلَيْهِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 2462 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 2463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ؛ قَالَ: مَا مِنْ شيء تقرؤون فِي الْقُرْآنِ: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا} ؛ إِلا وَهُوَ [ص: 137] في التوراة: يا أيها الْمَسَاكِينُ. الحديث: 2463 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 2464 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ الْفُضَيْلِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَتُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَمُرُّ بِالذَّنْبِ مِنْ ذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: أَمَا إِنِّي كُنْتُ مِنْكَ مُشْفِقًا فِي الدُّنْيَا؛ فَيُغْفَرُ لَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2464 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 2465 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ؛ قَالَ: [ص: 138] قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟ قَالَ: دَعْوَةٌ مَسْتَجَابَةُ. قِيلَ لَهُ: فَكَمْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ قَالَ: مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا؛ فَقَدْ كَذَبَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2465 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 2466 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ - وَذَكَرَ أَبَا مُسْلِمٍ وَمَا كَانَ مِنْ مُدَارَاتِهِ -، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: إِذَا مَدَّ إِلَيْكَ عَدُوُّكَ يَدَهُ؛ فَإِنْ قَدَرْتَ عَلَى قَطْعِهَا، وَإِلا؛ فَقَبِّلْهَا. الحديث: 2466 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 2467 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: [ص: 139] لَيْلَةُ سَبْعٍ يَغِيبُ الْقَمَرُ نِصْفَ اللَّيْلِ. الحديث: 2467 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 2468 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَخْطَأَ وَجْهُ الطَّلَبَ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ. الحديث: 2468 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 2469 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: نَزَلَ أَعْرَابِيٌّ بِقَوْمٍ وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ وَابْنَتُهُ، فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (كَفَى حُزْنًا بِأَنَّكَ فِي ضَرِيحٍ ... وَعُرْسُكَ عِنْدَ غَيْرِكَ يَا غَرِيبُ) (وَبِنْتُكَ خَادِمٌ لِسِوَى أَبِيهَا ... تُسَبُّ وَمَالَهَا أَنْفٌ غَضُوبُ) (إِذَا مَا صَكَّ وَجْهِيَ أَوْ رَمَانِي ... بِفِرْيَةِ فَاحِشٍ فَلِيَ النَّحِيبُ) (فَيَا ذُلَّ الْيَتِيمَةِ فِي أُنَاسٍ ... إِذَا تَدْعُو فَلَيْسَ لَهَا مُجِيبُ) الحديث: 2469 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 2470 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ امْرَأَةِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ: [ص: 140] تَجِدُ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ دُعَاءً مُسْتَجَابًا تَدْعُو بِهِ عِنْدَ الْكَرْبِ؟ قَالَ: نَعَمْ، اللهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعًا حَاضِرًا وَجَوَابًا عَتِيدًا، وَلِكُلِّ صَامِتٍ مِنْكَ عِلْمًا مُحِيطًا بَاطِنًا، مَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وأَيَادِيكَ الْفَاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الْوَاسِعَةُ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا. فقال ابن عباس: هذا الدُّعَاءِ عُلِّمْتُهُ فِي النَّوْمِ، مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يُحْسِنُهُ. قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا يَقُولُ: عَسُرَتْ عَلَيَّ حَاجَةٌ زَمَانًا، فَكَتَبْتُ هَذَا الْحَدِيثِ إِمْلاءً وَقُلْتُهُ، فَقُضِيَتْ حَاجَتِي فِي يَوْمِ كَتَبْتُ هَذَا الْحَدِيثَ   [إسناده مظلم] . الحديث: 2470 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 2471 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 141] : «لَوْلا أَنَّ السُّؤَّالَ يَكْذِبُونَ؛ مَا قُدِّسَ مَنْ رَدَّهُمْ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2471 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 2471 - / م - وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَرُدُّوُا السَّائِلَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»   [إسناده ضعيف جداً] . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 2472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا هَمَّامُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّ عَوْنًا وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 143] : «لا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ؛ إِلا أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2472 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 2473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي نا سَعِيدُ بْنُ دِينَارٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 145] : «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ؛ يَشْتَاقُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَيَسِيرُ سَرِيرُ ذَا إِلَى سَرِيرِ ذَا، وَسَرِيرُ ذَا إِلَى سَرِيرِ ذَا، حَتَّى يَلْتَقِيَا، فَيَتَّكِئَ ذَا وَيَتَّكِئَ ذَا، فَيَقُولَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ مَتَى غَفَرَ اللهُ لَنَا؟ فَيَقُولُ صَاحِبُهُ: نَعَمْ. يَوْمَ كُنَّا فِي مَوْضِعِ كَذَا، فَدَعَوْنَا اللهَ، فَغَفَرَ لَنَا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2473 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 143 2474 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَال: [ص: 146] مَا مِنْ صَاحِبِ كَبِيرَةٍ لا يَكُونُ وَجِلَ الْقَلْبِ؛ إِلا كَانَ مَيِّتَ الْقَلْبِ. الحديث: 2474 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 2475 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ مُحَمَّدُ بن أَيُّوبَ، نا الشَّعْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: [ص: 147] لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الْجِنِّ، فَصَارَعَهُ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ، فَقَالَ لَهُ الْجِنِّيُّ: عَاوِدْنِي. فَعَاوَدَهُ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ، فَقَالَ لَهُ الإِنْسِيُّ: إِنِّي لأَرَاكَ ضَئِيلا شَخِيتًا، كَأَنَّ ذُرَيْعَتَيْكَ: ذُرَيْعَا كَلْبٍ؛ أَفَكَذَلِكَ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ الْجِنِّ، أَمْ أَنْتَ مِنْهُمْ كَذَا؟ ! قال: لا والله إني مِنْهُمْ لضليع، وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّالِثَةَ، فَإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ. قَالَ: فَعَاوَدَهُ، فَصَرَعَهُ؛ قَالَ: هَاتِ عَلِّمْنِي. قَالَ: هَلْ تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّكَ لا تَقْرَأُهَا فِي بَيْتٍ إِلا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، ثُمَّ لا يَدْخُلُهُ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْقَوْمِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ هُوَ عُمَرُ؟ فَقَالَ: مَنْ يَكُونُ هُوَ إِلا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ ! الحديث: 2475 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 2476 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: نا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ؛ قَالَ: [ص: 148] يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ [لَهُ] الْحَاجُّ ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ. الحديث: 2476 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 2477 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ؛ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ يُخْفِي قِيَامَ اللَّيْلِ، فَيَقُومُ أَوَّلَ اللَّيْلِ؛ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ يُرِي جِيرَانَهُ أَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ. الحديث: 2477 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 2478 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا مَعْمَرُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا الذِّمَارِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي الزَّبُورِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ [ص: 149] الْجَنَابَةِ؛ فَإِنَّهُ عَبْدِي حَقًّا. الحديث: 2478 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 2479 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالُوا لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ - ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ -: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَنْكَرُوا عَلَيْكَ فِي خُرُوجِكَ إِلَى الْيَمَنِ. فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! أَنْكَرُوا عَلَيَّ غَيْرَ مُنْكَرٍ؟ ! خَرَجْتُ إِلَى الْيَمَنِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، طَلَبُ الْحَلالِ شَدِيدٌ، وَالْخُرُوجُ فِي طَلَبِ الْحَلالِ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِّ وَالْغَزْوِ   [إسناده ضعيف] الحديث: 2479 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 2480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ مَوْلَى بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الأَسْلَمِيِّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ قُهْزَاذَ الْمَرْوَزِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ رُسْتُمَ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَوْنٍ نَتَغَدَّى؛ إِذْ جَاءَتِ الْجَارِيَةُ وَبِيَدِهَا قَصْعَةٌ، فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ مِنْ يَدِهَا وَفَزِعَتْ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ابْنُ عَوْنٍ، فَقَالَ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: أَخِفْتِي مِنِّي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهَا: فَأَنْتِ حُرَّةٌ، فَأَنْتِ حُرَّةٌ. الحديث: 2480 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 2481 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ قِيلَ لِمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ: أَتُحِبُّ أَنْ تُخْبَرَ بِعِيُوبِكَ؟ قَالَ: أَمَّا مِنْ صَدِيقٍ؛ فَلا أَكْرَهُ، وَأَمَّا مِنْ عَدُوٍّ؛ فَأَكْرَهُهُ. الحديث: 2481 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 2482 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! لا تَعُدَّ الْمَلِكَ الْكَذُوبَ مَلِكًا، وَلا النَّاسِكَ الْمُخَادِعَ نَاسِكًا، وَلا الأَخَ الْخَاذِلَ أَخًا، وَلا مُصْطَنِعَ الْكَفُورِ مُنَعَمًّا، وَلَيْسَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبْخَلَ؛ لأَنَّهُ أَقَلُّ النَّاسِ عُذْرًا فِي تَخَوُّفِ الْفَقْرِ. الحديث: 2482 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 2483 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ، نا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ أَكْلِ الصَّحْنَاةِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ طَعَامِ الأَحْرَارِ. الحديث: 2483 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 2484 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَشْعَبَ وَعِنْدَهُ مَتَاعٌ حَسَنٌ كَثِيرٌ وَأَثَاثٌ وَآلاتٌ، فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ! أما تستحي أَنْ تَسْأَلَ النَّاسَ وَعِنْدَكَ مَا أَرَى؟ ! فَقَالَ: يَا فَدَيْتُكَ! مَعِي وَاللهِ مِنْ لُطْفِ السُّؤَالِ مَا لا تَطِيبُ نَفْسِي بِتَرْكِهِ. الحديث: 2484 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 2485 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَصَابَ أَشْعَبُ الطَّمِعُ دِينَارًا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى بِهِ قَطِيفَةً وَأَتَى مِنًى، وَجَعَلَ يُعَرِّفُ الْقَطِيفَةَ وَيَقُولُ: مَنْ ذَهَبَتْ مِنْهُ قَطِيفَةٌ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَصْمَعِيُّ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذَا تَعْرِيفًا؟ ! الحديث: 2485 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 2486 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: مَا لَكَ لا تُنْفِقُ؛ فَإِنَّ مَالَكَ عَرِيضٌ؟ فَقَالَ: الدَّهْرُ أَعْرَضُ مِنْهُ. قِيلَ لَهُ: كَأَنَّكَ تَأْمُلُ أَنْ تَعِيشَ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ ! قَالَ: وَلا أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ فِي أَوَّلِهِ. الحديث: 2486 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 2487 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا عَتَّابٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: مَا لَكَ لا تُفَارِقُ أَخًا لَكَ عَنْ قِلا؟ قَالَ: إِنِّي لا أماريه ولا أشاربه. الحديث: 2487 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 2488 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ تَغْزُو الرُّومَ وَلا تَغْزُو التُّرْكَ؟ قَالَ: الرُّومُ يُحَارَبُونَ عَلَى الدِّينِ، وَالتُّرْكُ يُحَارَبُونَ عَلَى الْمَالِ. الحديث: 2488 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 2489 - أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: (وَكَمْ أَزْمَةٍ لِلدَّهْرِ أَلْقَتْ جِرَانَهَا ... عَلَيَّ فَلَمْ تَهْتِكْ مَذَلَّتُهَا سِتْرِي) (وَكَمْ رَمْيَةٍ لِلدَّهْرِ مِنْ بَيْتِ مَائِنٍ ... جَعَلْتُ مِجَنِّي دُونَ مَكْرُوهِهَا صَبْرِي) (وَإِنِّي لأَرْضَى مِنْ مَعَاشٍ أَقَلَّهُ ... إِذَا صُنْتُ نَفْسِي عَنْ مُطَالَبَةِ النَّزْرِ) الحديث: 2489 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 2490 - أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَفِيقُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: (كَأَنَّ الْمَنَايَا قَدْ قَصَدْنَ إِلَيْكَ ... يُرِدْنَكَ فَانْظُرْ مَا لَهُنَّ لَدَيْكَ) (سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ لَسْتَ فِيهِ بِمُكْرَمٍ ... بِأَكْثَرَ مِنْ حَثْيِ التُّرَابِ عَلَيْكَ) الحديث: 2490 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 2491 - وَلآخَرِ: (كَأَنِّي بِإِخْوَانِي عَلَى حَافَّتَيْ قَبْرِي ... يُهِيلُونَهُ فَوْقِي وَأَعْيُنُهُمْ تَجْرِي [ص: 154] ) (إلا أَيُّهَا الْبَاكِي على صَبَابَةً ... سَيُعْرِضُ فِي يَوْمَيِّ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي) (عَفَا اللهُ عَنِّي حِينَ أُصْبِحُ ثَاوِيًا ... أُزَارُ فَلا أَدْرِي وَأُجْفَا فَلا أَدْرِي) الحديث: 2491 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 2492 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللهِ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: مَنْ جَمَعَ ثَلاثَ خِصَالٍ: نِيَّةً صَادِقَةً، وَعَقْلا وَافِرًا، ونفقة مِنْ حَلالٍ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: صَدَقَ. فَقُلْتُ: إِذَا صَدَقَتِ النِّيَّةُ وَكَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْ حَلالٍ؛ فَمَا يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ! سَأَلْتَنِي عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ حُسْنِ الْعَقْلِ» ، وَلا يَقْبَلُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - صَوْمَ عَبْدٍ وَلا صَلاتَهُ وَلا حَجَّهُ وَلا عُمْرَتَهُ وَلا صَدَقَتَهُ وَلا جِهَادَهُ وَلا شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعَقْلٍ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلا فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ؛ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2492 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 2493 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ؛ قَالَ: [ص: 155] رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ وَهُوَ عِنْدَ الْحَجَّامِ وَقَدْ عَلَّقَ عَلَيْهِ الْمَحَاجِمَ، وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ مُنْصَرَفُ الْخَاشِعِينَ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا؟ ! قَالَ: فَخَرَّ صَعِقًا، فانكسرت المحاجم. الحديث: 2493 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 2494 - حَدَّثَنَا إبرهيم بْنُ دَازِيلَ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا مَرَّ بِشَيْءٍ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الدُّنْيَا، فَقَالَ: تَزَيَّنِي لأَعْدَائِي، وَتَمَرَّرِي لِأَوْلِيَائِي. قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: أَوْحَى اللهُ - تَعَالَى - إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتَّخِذْ طَاعَتِي تِجَارَةً، يَأْتِيكَ الرِّبْحُ مِنْ غَيْرِ بِضَاعَةٍ. الحديث: 2494 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 155 2495 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ دِرْهَمًا مِنْ نَفَقَةٍ أَعْظَمَ أَجْرًا لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ دِرْهَمٍ يُعْطِيهِ لِصَاحِبِ حَمَّامٍ حَتَّى يُخْلِيهِ لَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2495 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 155 2496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 157] مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا بِقَوْمٍ يَتَمَنَّوْنَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَكَتُوا، فَقَالَ لَهُمْ: فِيمَا كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَمَنَّى. قَالَ: فَتَمَنَّوْا وَأَنَا أَتَمَنَّى مَعَكُمْ. قَالُوا: فَتَمَنَّ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَتَمَنَّى رِجَالا مِلْءَ هَذَا الْبَيْتِ مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، إِنَّ سَالِمًا كَانَ شَدِيدًا فِي ذَاتِ اللهِ , لَوْ لَمْ يَخَفِ اللهَ مَا أَطَاعَهُ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ؛ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ» . الحديث: 2496 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 2497 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: [ص: 158] قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْمُكَ؟» ، قُلْتُ: شِهَابٌ. قَالَ: «بَلْ أَنْتَ هِشَامٌ»   [إسناده ضعيف والحديث حسن بشواهده] . الحديث: 2497 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 157 2498 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: [ص: 159] مَرَّ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بِقَوْمٍ يَبْكُونَ عَلَى ذُنُوبِهِمْ، فَقَالَ لَهُمُ: اتْرُكُوهَا يُغْفَرْ لَكُمْ. الحديث: 2498 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 158 2499 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَارَفَ الزُّهْرِيُّ ذنبا، فاستوحش في ذَلِكَ وَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا زُهْرِيُّ! قُنُوطُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَعْظَمُ عَلَيْكَ مِنْ ذَنْبِكَ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يجعل رسالته} [الأنعام: 124] ؛ فَرَجَعَ إِلَى مَالِهِ وَأَهْلِهِ. الحديث: 2499 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 2500 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ. الحديث: 2500 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 2501 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الزِّيَادِيِّ؛ قَالا: اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدَ الْمَنْصُورِ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَسَأَلَ الْمَنْصُورُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَدِيثِ فِيمَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لِغَيْرِ زَرْعٍ وَلا حِرَاسَةٍ أَنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطٌ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: خُذْهَا بِحَقِّهَا، إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَنْبَحُ الضَّيْفَ وَيُرَوِّعُ السَّائِلَ. ثُمَّ أَنْشَدَ: (أَعْدَدْتُ لِلضَّيْفَانِ كَلْبًا ضَارِيًا ... عِنْدِي وَفَضْلَ هِرَاوَةٍ مِنْ أَرْزَنِ) (وَمُعَاذِرًا كَذِبًا وَوَجْهًا بَاسِرًا ... وَتَشَكِّيًا عَضَّ الزَّمَانُ الأَلْزُنِ) قَالَ: فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ فِي الْمَجْلِسِ إِلا كَتَبَهُ عَنِ الْمَنْصُورِ. الحديث: 2501 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 160 2502 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ؛ قَالا: نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفَةَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ فَمَا رَأَيْتُ خَصْلَةً تُذَمُّ إِلا رَأَيْتُهَا فِيهِ: كَانَ ضَئِيلا، صَعِلَ الرَّأْسِ، مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ، مَائِلَ الذَّقْنِ، نَاتِئَ الْوَجْنَةِ، بَاخِقَ الْعَيْنَيْنِ، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ الرِّجْلِ، وَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ جَلَّى عَنْ نَفْسِهِ. سَمِعْتُ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ: قَوْلُهُ: ضَئِيلا؛ يَعْنِي انه كَانَ نَحِيفَ الْجِسْمِ، وَالصَّعَلَ بِالنَّصْبِ هُوَ صِغَرُ الرَّأْسِ، وَالْبَاخِقُ الْعَيْنَيْنِ الْمُنْخَسِفُ، وَالْحَنَفَ فِي الرِّجْلَيْنِ أَنْ تُقْبِلَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِإِبْهَامِهَا [ص: 162] عَلَى صَاحِبَتِهَا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَذَكَرَ الْهَيْثَمُ أَنَّهُ كَانَ أَعْوَرَ الْعَيْنِ، ذَهَبَتْ بِسَمَرْقَنْدَ، وَوُلِدَ مُلْتَصِقَ الإِلْيَتَيْنِ، فَشُقَّ بِاثْنَيْنِ. الحديث: 2502 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 161 2503 - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ يَقُولُ: خَطَبَ عَبْدُ رَبِّهِ الْيَشْكُرِيُّ بِالْمَدَائِنِ وَكَانَ عَامِلا لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ؛ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ! إِنِّي لأَكُونُ فِي بَيْتِي، فَيُفْتَحُ عَلَى لِسَانِي أَلْفُ كَلِمَةٍ؛ فَإِذَا قُمْتُ عَلَى أَعْوَادِكُمْ هَذِهِ جَاءَ الشَّيْطَانُ فَمَحَاهَا مِنْ صَدْرِي كُلَّهَا، وَلَقَدْ كُنْتُ وَمَا فِي الأَيَّامِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَوْمِ الْجُمْعَةِ، فَصِرْتُ وَمَا فِي الأَيَّامِ يَوْمٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا ذَاكَ إِلا لِخُطْبَتِكُمْ هَذِهِ. الحديث: 2503 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 2504 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ؛ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَلِكُ الزِّنْجِ؛ فَكَانَ فِي آخِرِ كِتَابِهِ: (لا اسأل النَّاسَ عَمَّا فِي نُفُوسِهِمُ ... مَا فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي) الحديث: 2504 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 2505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَلِمَةً مَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا؛ قَالَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَجُلا يَشْتُمُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ! لا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ عَلِيًّا رَحِمَهُ اللهُ يُشْتَمُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً؛ فَوَاللهِ! مَا زَادَهُ اللهُ بِهَذَا إِلا رِفْعَةً، إِنَّ الدِّينَ لَمْ يَبْنِ شَيْئًا قَطُّ فَهَدَمَتْهُ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَبْنِ شَيْئًا قَطُّ إِلا عَادَتْ عَلَيْهِ فَهَدَمَتْهُ. الحديث: 2505 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 2506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِسْمَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، نا عمرو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 166] : «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِهِ ثُمَّ لا يُغَيِّرُونَهُ؛ إِلا أَصَابَهُمُ اللهُ بعذاب» [رجاله ثقات، والحديث صحيح] . الحديث: 2506 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 2507 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نا مَعْرُوفُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ فَائِدٍ الْكِنَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا خِفْتَ الْعَدُوَّ وَكَانَ فِي طَلَبِكَ؛ فَاكْتُبْ عَلَى مَعْذَرِ الْفَرَسِ: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دركا ولا تخشى} [طه: 77]   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2507 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 2508 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُعَلَّى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 167] مَا احْتَلَمَ نَبِيٌّ قَطُّ، وَإِنَّمَا الاحْتِلامُ مِنَ الشَّيْطَانِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2508 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 2509 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشعبي؛ قال: [ص: 168] ها هنا قَوْمٌ قَدْ فَرَغُوا مِنَ الْقَضَاءِ. قَالَ يَحْيَى: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلانٌ فِي الْجَنَّةِ وَفُلانٌ فِي النَّارِ. الحديث: 2509 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 167 2510 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ صَنَائِعِهِمْ، فَقَالُوا: نَبِيعُ الرَّقِيقَ. فَقَالَ: بِئْسَ التِّجَارَةُ؛ ضَمَانُ نَفْسٍ وَمُؤْنَةُ ضِرْسٍ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2510 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 2511 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي الشُّيُوخِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْقَائِلِينَ: الدُّنْيَا أُسِّسَتْ عَلَى الْفَنَاءِ، فَمَنْ طَلَبَهَا لِلْبَقَاءِ؛ فَإِنَّ طَلَبَهُ مُحَالٌ وَخَطَأٌ، دُنْيَا لا يَبْقَى فِيهَا أَحَدٌ صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ؛ فَكَيْفَ تُطْلَبُ طَلَبَ الْبَقَاءِ؟ ! الحديث: 2511 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 2512 - قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: دَخَلْنَا عَلَى مَالِكٍ، فَتَعَادَيْنَا فِي دَارِهِ حَتَّى وَقَعَ بَعْضُنَا؛ فَالْتَفَتَ [ص: 169] إِلَيْنَا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمْ تَعَادُونَ إِلَى الثَّرِيدِ. الحديث: 2512 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 2513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنِ اتَّجَرَ فِي شَيْءٍ ثَلاثَ مِرَارٍ فَلَمْ يُصِبْ فِيهِ؛ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ. وَقَالَ لِرَجُلٍ: إِذَا اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا؛ فَاشْتَرِهِ عَظِيمَ الْخَلْقِ، إِنْ أَخْطَأَكَ خُبْرُهُ لَمْ يُخْطِئْكَ سُوقُهُ. الحديث: 2513 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 2514 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ: [ص: 170] لا فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنْ غني أمن الفقر. الحديث: 2514 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 2514 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَنِي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِبَعْضِهِمْ: (وَلَسْتُ بِنَظَّارٍ إِلَى جَانِبِ الْغِنَى ... إِذَا كَانَتِ الْعَلْيَاءُ فِي جَانِبِ الْفَقْرِ) (وَإِنِّي لَصَبَّارٌ عَلَى مَا يَنُوبُنِي ... لأَنِّي رَأَيْتُ اللهَ أَثْنَى عَلَى الصَّبْرِ) الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 2515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانَ مِنْ حُكَمَائِهِمْ: يَا عَمِّ! عَلِّمْنَا الْحِلْمَ. فَقَالَ لَهُمْ: يَا بَنِي أَخِي! إِنَّ الْحِلْمَ هُوَ الذُّلُّ؛ فَاصْبِرُوا عَلَيْهِ. الحديث: 2515 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 2516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: مَا أَحْسَنُ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ؟ قَالَ: بَلاءُ اللهِ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ وَصْفِ الْمَادِحِينَ وَإِنْ أَحْسَنُوا، وَذُنُوبِي إِلَى اللهِ أَكْثَرُ مِنْ عَيْبِ الذَّامِّينَ وَإِنْ أَكْثَرُوا؛ فَيَا أَسَفَى عَلَى مَا فرطت! ويا سوءتى مِمَّا قَدَّمْتُ! الحديث: 2516 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 2517 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنِّي لأَرَى الرَّجُلَ، فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: لَهُ حِرْفَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سقط في عَيْنِي   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2517 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 2518 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ؛ قَالَ: [ص: 172] لَمَّا بَنَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ؛ أَسْرَجَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي مسارجها الغالية. الحديث: 2518 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 2518 - / م - أَنْشَدَنَا لِبَعْضِهِمْ: (الذُّلُّ فِي دَعَةِ النُّفُوسِ وَلا أَرَى ... عَنِ الْمَعِيشَةِ دُونَ أَنْ تَسْعَى لَهَا) الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 2519 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ فِي الْعَفْوِ بَعْدَ الْقُدْرَةِ: (أَسَدٌ عَلَى أَعْدَائِهِ مَا أَنْ يَلِينَ وَلا يَهُونَ ... فَإِذَا تَمَكَّنَ مِنْهُمُ فَهُنَاكَ أَحْلَمُ مَا يَكُونُ) الحديث: 2519 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 2520 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 174] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مَعَ الْمَلائِكَةِ»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2520 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 2521 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْوَضَّاحُ أَبُو يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَتِ: [ص: 175] اجْتَمَعَ مشركوا قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَقَالُوا: إِذَا مَرَّ مُحَمَّدٌ ضَرَبَهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ضَرْبَةً. فَسَمِعَتْهُمْ فَاطِمَةُ، فَدَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَتِ! اجْتَمَعَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَقَالُوا: إِذَا مَرَّ مُحَمَّدٌ ضَرَبَهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا. فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ! اسْكُنِي» . ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل المسجد، فرفعوا رؤوسهم ثُمَّ نَكَسُوا، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ رَمَى بِهَا وُجُوهَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» . فَمَا أَصَابَ رَجُلا مِنْهُمْ؛ إِلا [ص: 176] قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ   [إسناده ضعيف، والحديث حسن] . الحديث: 2521 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 174 2522 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْغَطَفَانِيِّ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بَكَى   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2522 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 2523 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، نا أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ؛ قَالَ: [ص: 177] سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى [ص: 178] يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَلَكًا إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: هَلْ أَنْجَزَكُمُ اللهُ مَا وَعَدَكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ؟ فَيَرَوْنَ الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ وَالأَشْجَارَ وَالأَنْهَارَ وَالأَزْوَاجَ الْمُطَهَّرَةَ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، قَدْ أَنْجَزَنَا اللهُ مَا وَعَدَنَا. فَيَقُولُ: هَلْ أَنْجَزَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ -؟ فَلا يَفْقِدُونَ شَيْئًا مِمَّا وُعِدُوا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، بَقِيَ لَكُمْ شَيْءٌ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، أَلا إِنَّ الْحُسْنَى الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةَ النَّظَرُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2523 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 2524 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ دَنُوقَا، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ؛ فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا. الحديث: 2524 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 2525 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى رَجُلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَازَ؛ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ كَافِرٌ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ. فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: هَذَا أَكْثَرُ لِلْجِزْيَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2525 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 2526 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غير ممنون} [التين: 6] ؛ قَالَ: غَيْرُ مَحْسُوبٍ. الحديث: 2526 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 2527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 181] مَا خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أَوْ قَالَ: مَا ذَرَأَ اللهُ، أَوْ قَالَ: مَا بَرَأَ اللهُ - مِنْ نَفْسٍ أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوَلا تَسْمَعُ الله وقد أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ غَيْرِهِ؟ ! قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَعَمْرُكَ} يَا مُحَمَّدُ! وَحَيَاتِكَ يَا مُحَمَّدُ! {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يعمهون} [الحجر: 72]   [إسناده حسن] . الحديث: 2527 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 180 2528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نَصْرٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: [ص: 183] يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! تَدْرِي مَا كُنَّا نَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَحْسَنَ فِينَا؟ كُنَّا نَقُولُ لَهُ: جَعَلَ اللهُ عَلَيْكَ صَلاةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، يُصَلُّونَ اللَّيْلَ، وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، وَلَيْسُوا بِأَثَمَةٍ وَلا فُجَّارٍ [إسناده ضعيف، والأثر صحيح] . الحديث: 2528 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 181 2529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: الأَسْوَاقُ مَوَائِدُ اللهِ فِي الأَرْضِ؛ فَمَنْ أَتَاهَا أَصَابَ مِنْهَا. الحديث: 2529 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 2530 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 184] يَكُونُ الرَّجُلُ عَالِمًا وَلا يَكُونُ عَابِدًا، وَيَكُونُ عَابِدًا وَلا يَكُونُ عَاقِلا، وَكَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ عَابِدًا عَالِمًا عَاقِلا. الحديث: 2530 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 2531 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنيَا، نا أحمد بن سعيد الدرامي؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: ظَهَرَ الْفَسَادُ وَالْخَبَثُ فِي النَّاسِ مُنْذُ اسْتَأْصَلُوا شُعُورَهُمْ. الحديث: 2531 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 2532 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ عَلَى الأَعْمَشِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ هَذَا صَوْتُ مَنْ لا عَهْدَ لَكَ بِهِ مُذْ حِينَ. فَقَالَ الأَعْمَشُ: وَلا أُبَالِي أَنْ لا يَكُونَ لِي بِهِ عَهْدٌ أَبَدًا. فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُتَقَرَّبُ [ص: 185] إِلَيْهِ بِالْهِجْرَانِ غَيْرَكَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ رَقَبَةُ: نَأْتِكَ فَلا تَنْفَعُنَا، وَنَقْعُدُ عَنْكَ فَلا تَفْتَقِدُنَا. فَقَالَ الأَعْمَشُ: أَمَا تَعْلَمُ أَنِّي أُبْغِضُ الْجَافِيَ الْمُرَاغِمَ وَالْمَلِحَ الأَخْرَقَ؟ ! فَقَالَ رَقَبَةُ: وَاللهِ؛ إِنَّكَ لَشَرِسُ الْخَلِيقَةِ، دَانِي الْقُطُوبِ، تَسْتَخِفُّ بِحَقِّ الزُّوَرِ، تُسْأَلُ فَكَأَنَّمَا تَسْعَطُ الْخَرْدَلَ. الحديث: 2532 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 2533 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَوْصَى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بِأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، ثُمَّ قَدِمَ فَسَأَلَ أبان عَنْ مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَسَاءَ إِذْنِي وَبَاعَدَ مَجْلِسِي. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَقُولُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا أَخَذَ مُعَاوِيَةُ مَجْلِسَهُ وَعِنْدَهُ مَرْوَانُ؛ قَالَ لأَبَانٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: قَرَّبَ مَجْلِسِي وَأَحْسَنَ إِذْنِي. فَلَمَّا قَامَ مَرْوَانُ؛ قَالَ: أَلَمْ تَقُلْ فِي مَرْوَانَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ مَيَّزْتُ بَيْنَ حِلْمِكَ وَجَهْلِهِ؛ فَرَأَيْتُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَى حِلْمِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَعَرَّضَ لِجَهْلِهِ. فَسُرَّ بِذَلِكَ مُعَاوِيَةُ وَجَزَاهُ خَيْرًا، وَلَمْ يَزَلْ يَشْكُرُ قَوْلَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2533 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 2534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ؛ قَالَ: [ص: 187] إِنِّي لَبِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عير من أعلا نَجْدٍ، فَلَمَّا حَاذَتِ الْكَعْبَةَ إِذَا غُلامٌ قَدْ رَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ عَجُزِ بَعِيرٍ، فَجَاءَ حَتَّى تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ نَادَى: يَا رَبَّ الْبَنِيَّةِ! أَجِرْنِي. وَإِذَا شَيْخٌ جُنْدَعِيٌّ غَشْمُهُ مَمْدُودٌ قَدْ جَاءَ فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ أَسْجَافِ الْكَعْبَةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلْكِ وَوَقَارُ الْحُكَمَاءِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ يَا غُلامُ! فَأَنَا مِنْ آلِ اللهِ وَأُجِيرُ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَأَنَا صَغِيرٌ، وَإِنَّ هَذَا اسْتَعْبَدَنِي، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ لِلَّهِ بَيْتًا يَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ اسْتَجَرْتُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ: قَدْ أَجَرْتُكَ يَا غُلامُ. قَالَ: وَحَبَسَ اللهُ يَدَ الْجُنْدَعِيِّ إِلَى عُنُقِهِ. قَالَ: جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ، وَكَانَ فِي قُعْدُدِ الْحَيِّ، فَقَالَ: إِنَّ لِهَذَا الشَّيْخِ ابْنًا - يَعْنِي أَبَا طَالِبٍ -. قَالَ: فَهَوَيْتُ رَحْلِي نَحْوَ تِهَامَةَ أَكْسَعُ بِهَا الْحُدُودَ وَأُعَلِّقُ لَهَا الْكَدَاءَ؛ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِذَا قُرَيْشٌ عِزِينَ قَدِ ارْتَفَعَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ يَسْتَسْقُونَ، فَقَائِلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: اعْمِدُوا اللاتَ وَالْعُزَّى! وَقَائِلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: اعْمِدُوا الْمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى! فَقَالَ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ حَسَنُ الْوَجْهِ جَيِّدُ الرَّأْيِ: أَنَّى تُؤْفَكُونَ وَفِيكُمْ بَاقِيَةُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُلالَةُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ؟ ! فَقَالُوا لَهُ: كَأَنَّكَ عَنَيْتَ أَبَا طَالِبٍ؟ ! قال: إِيهِ. فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ وَقُمْتُ مَعَهُمْ، فَدَقَقْنَا عَلَيْهِ بَابَهُ، [ص: 188] فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ مُصَفِّرًّا، عَلَيْهِ إِزَارٌ، قَدِ اتَّشَحَ بِهِ؛ فَثَارُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ! أَقْحَطَ الْوَادِي وَأَجْدَبَ الْعِبَادُ؛ فَهَلُمَّ فَاسْتَسْقِ. فَقَالَ: رُوَيْدَكُمْ زَوَالَ الشَّمْسِ وَهُبُوبَ الرِّيحِ. فَلَمَّا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ؛ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَمَعَهُ غُلامٌ كَأَنَّهُ شَمْسُ دُجًى تَجَلَّتْ عَنْهُ سَحَابَةٌ قَتْمَاءُ وَحَوْلَهُ أُغَيْلِمَةٌ، فَأَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ، فَأَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِالْكَعْبَةِ وَلاذَ بِأَضْبِعَةِ الْغُلامِ، وَبَصْبَصَتِ الأُغَيْلِمَةُ حَوْلَهُ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، فَأَقْبَلَ السَّحَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَأَغْدَقَ وَاغْدَوْدَقَ، وَانْفَجَرَ لَهُ الْوَادِي وَأَخْصَبَ النَّادِي وَالْبَادِي، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: (وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ) (يَطِيفُ بِهِ الْهُلالُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَضَائِلِ) (وَمِيزَانُ عَدْلٍ لا يَخِيسُ شَعِيرَةً ... وَوَزَّانُ صِدْقٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ) الحديث: 2534 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 2535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَشْرَجٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛ قَالَ: [ص: 189] جَاءَهُ دقهان، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمُسْكِرِ: أَحَرَامٌ هُوَ أَمْ حَلالٌ؟ فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ. قَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَرَامًا؟ أَخْبِرْنِي عَنِ التَّمْرِ أَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلالٌ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَشُوثِ أَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلالٌ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْمَاءِ. قَالَ حَلالٌ. قَالَ: فَمَا خَالَفَ مَا بَيْنَهُمَا، وَإِنَّمَا هُوَ مِنِ التَّمْرِ وَالْكَشُوثِ وَالْمَاءِ؛ أَنْ يَكُونَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ؟ فَقَالَ إِيَاسٌ لِلدِّهْقَانِ: لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَنَضَحْتُهُ فِي وَجْهِكَ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تِبْنٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَإِذَا أَخَذْتُ هَذَا التُّرَابَ فَعَجَنْتُهُ بِالتِّبْنِ وَالْمَاءِ ثُمَّ جَعَلْتُهُ كُتَلا حَتَّى تَجِفَّ فَضَرَبْتُكَ بِهِ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَيَقْتُلُنِي. قَالَ: فَكَذَا هَؤُلاءِ - التَّمْرُ، وَالْمَاءُ، وَالْكَشُوثُ - إِذَا جُمِعَ ثُمَّ عُتِّقَ حَرُمَ؛ كَمَا جُفِّفَ هَذَا. الحديث: 2535 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 2536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: [ص: 190] قَالَ أنو شروان لِبَزْرِجَمْهَرَ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَهُ: إِنِّي قَاتِلُكَ؛ فَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ تُذْكَرُ بِهِ. قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنَّ الدُّنْيَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَبِيحٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ حَدِيثًا حَسَنًا فَكُنْهُ. الحديث: 2536 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 189 2537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 191] لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يغلبوا مائتين} [الأنفال: 65] ؛ فُرِضَ عَلَيْهِمُ أَلا يَفِرَّ رَجُلٌ مِنْ عَشَرَةٍ. قَالَ: فنزلت: (آلئنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائةٌُ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) [الأنفال: 66] ؛ فَفَرَضَ عَلَيْهِمْ إلا يَفِرَّ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلَيْنِ، وَلا يَفِرَّ الْقَوْمُ مِنْ مِثْلَيْهِمْ. قَالَ: وَنَقَصُوا مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا نَقَصُوا مِنَ الْعِدَّةِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2537 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 2538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَال: نَزَلْنَا فِي طَرِيقٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ فِي بَعْضِ الْمَنَاهِلِ، فَحَضَرَتِ الْجُمْعَةُ وَلَمْ يَحْضُرِ الإِمَامُ، فَقِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: يَا أَعْرَابِيُّ! قُمْ فَاخْطُبْ. فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ؛ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ بَلاغٍ، وَالآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ؛ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ لا تَخْفَى عَلَيْهِ أَسْرَارَكُمْ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا هَلَكَ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ وَقَالَ بَنُو آدَمَ: مَا خَلَّفَ؟ فَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ بَعْضًا تَجِدُوهُ قَرِيبًا، وَلا تُخَلِّفُوهُ كُلا؛ فَيَكُونَ عَلَيْكُمْ ثَقِيلا، وَالْمَحْمُودُ اللهُ، وَالْمُصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَدْعِيُّ لَهُ الْخَلِيفَةُ، وَالأَمِيرُ جَعْفَرٌ، قُومُوا إِلَى صَلاتِكُمْ. الحديث: 2538 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 2539 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُوسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: [ص: 194] قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا؛ فَأَكْرِمْ قُرَيْشًا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2539 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 2540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، نا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ؛ قَالَ: [ص: 195] نُبِّئْتُ عَنْ كَعْبٍ أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ: يَا رَبِّ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا قُلْتُهُ كَانَ أَدَاءَ شُكْرِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ! فَأَوْحَى إِلَيْهِ: قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. قَالَ: فَكَأَنَّ مُوسَى أَحَبَّ عَمَلا أَنْهَكَ لِبَدَنِهِ مِنْ ذَلِكَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أغَرَّكَ أَنْ ذَلَّلْتَ بِهَا لِسَانَكَ؟ ! لَوْ جُعِلَتْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ فِي كفة والسماوات وَالأَرْضُونَ فِي كَفَّةٍ؛ لَرَجَحَتْ بهن، ولو كانت السماوات وَالأَرْضُونَ حَلْقَةً لَقصَمَتْهُنَّ الحديث: 2540 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 194 2541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 196] مَا أَطَالَ عَبْدٌ الأَمَلَ إِلا أَسَاءَ الْعَمَلَ. الحديث: 2541 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 2542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ لا يُهَيِّجُكَ كَمَا يُهَيِّجُ النَّاسَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مَعَ ابْنَيْهِ، فَصَلَّى، فَأَسَاءَ صَلاتَهُ، فَحَصَبْتُهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لا أَزَالُ أُحْسِنُ صَلاتِي مَا حَصَبَنِي سَعِيدٌ. الحديث: 2542 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 196 2543 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَرَّ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمُسَيْلَمَةَ، فَدَعَاهُ إِلَى أَمْرِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ قُرْآنِهِ؛ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: وَاللهِ! إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ كَذَّابٌ.   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2543 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 2544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ؛ فَإِنَّهُ لا بَقَاءَ لِلنِّعْمَةِ إِذَا كُفِرَتْ، وَلا زَوَالَ لَهَا إِذَا شُكِرَتْ، إِنَّ الشُّكْرَ زِيَادَةٌ مِنَ النِّعَمِ، وَأَمَانٌ مِنَ الْفَقْرِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2544 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 2544 - / م - قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: [ص: 198] لَوْ كَانَ الشُّكْرُ وَالصَّبْرُ بَعِيرَيْنِ مَا بَالَيْتُ أَيَّهُمَا أَرْكَبُ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 2545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَتُصَلِّي عَلَى فُلانٍ، وَكَانَ لا يَدَعُ لِلَّهِ مُحَرَّمًا إِلا انْتَهَكَهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللهِ أَنْ أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ لا تَسَعُ فُلانًا. الحديث: 2545 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 2546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو ذِي مُرٍّ؛ قَالَ: [ص: 199] كَانَ عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللهُ يقرأ: يَقْرَأُ: وَالْعَصْرِ: وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ   [إسناده مظلم] . الحديث: 2546 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 2547 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص: 200] قُلْتُ لِمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ: أَتُحِبُّ أَنْ تُخْبَرَ بِعُيُوبِكَ؟ فَقَالَ: أَمَّا مِنْ نَاصِحٍ؛ فَنَعَمْ. الحديث: 2547 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 199 2548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَعْمَالُ عِنْدَ اللهِ سِتَّةٌ: عَمَلانِ مُوجِبَانِ، وَعَمَلانِ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وَعَمَلٌ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ؛ فَأَمَّا الْمُوجِبَانِ؛ فَمَنْ لَقِيَ اللهَ يَعْبُدُهُ مُخْلِصًا لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ وَقَدْ أَشْرَكَ بِهِ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً جُوزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا؛ جُزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً جُزِيَ عَشْرًا، وَمَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ أُضْعِفَتْ نَفَقَتُهُ، الدِّرْهَمُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالدِّينَارُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالصِّيَامُ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2548 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 200 2549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي عثمان؛ قالا: سَمِعْنَا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص: 201] نِعْمَةُ اللهِ فِيمَا زُوِيَ عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا أَعْظَمُ مِمَّا أَعْطَانِي مِنْهَا؛ لأَنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا أَعْطَاهُمْ مِنَ الدُّنْيَا فَهَلَكُوا   [إسناده منقطع] . الحديث: 2549 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 200 2550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: [ص: 202] اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنِعْمَتِكَ السَّابِغَةِ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ، وَبَلائِكَ الَّذِي أَبْلَيْتَنِي، وَفَضْلِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي أَفْضَلْتَ عَلَيَّ أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. اللهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2550 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 201 2551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى مَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِذَمِّ الدُّنْيَا وَقِلاهَا مَنْ بُسِطَ لَهُ فِيهَا، وَأُعْطِيَ حَاجَتَهُ مِنْهَا؛ لأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ آفَةً تَغْدُوا عَلَى مَالِهِ فَتَجْتَاحَهُ أَوْ عَلَى جَمْعِهِ فَتُفَرِّقَهُ، أَوْ تَأْتِي سُلْطَانَهُ مِنَ القواعد فتهدمه، أو تدب إِلَى جِسْمِهِ فَتُسْقِمَهُ، أَوْ تَفْجَعَهُ بِمَنْ [ص: 203] هُوَ ضَنِينٌ بِهِ مِنْ أَحِبَّائِهِ وَأَهْلِ مَوَدَّتِهِ؛ فَالدُّنْيَا أَحَقُّ بِالذَّمِّ مِنَ الآخِرَةِ، مَا تُعْطَى الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا تَهَبُ، بَيْنَمَا هِيَ تُضْحِكُ صَاحِبَهَا إِذْ أَضْحَكَتْ مِنْهُ غَيْرَهُ، وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْكِي لَهُ إِذَا بَكَتْ عَلَيْهِ، وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْسُطُ كَفَّهُ بِالإعْطَاءِ إِذْ بَسَطَتْهَا بِالْمَسْأَلَةِ، تَعْقِدُ التَّاجَ عَلَى رَأْسِ صَاحِبِهَا الْيَوْمَ، وَتُعَفِّرُهُ بِالتُّرَابِ غَدًا، سَوَاءٌ عَلَيْهَا ذَهَابُ مَا ذَهَبَ وَبَقَاءُ مَا بَقِيَ، تَجِدُ فِي الْبَاقِي مِنَ الذَّاهِبِ خَلَفًا، وَتَرْضَى مِنْ كُلٍّ بَدَلا؛ فَأَصْبَحَتْ كَالْعَرُوسِ الْمَجْلِيَّةِ؛ فَالْعُيُونُ إِلَيْهَا نَاظِرَةٌ، وَالْقُلُوبُ عَلَيْهَا وَالِهَةٌ، وَالنُّفُوسُ لَهَا عَاشِقَةٌ، وَهِيَ لأَزْوَاجِهَا كُلِّهِمْ قَاتِلَةٌ؛ فَلا الْبَاقِي بِالْمَاضِي مُعْتَبِرٌ، وَلا الآخِرُ عَلَى الأَوَّلِ مُنْزَجِرٌ، وَلا الْعَارِفُ بِاللهِ حِينَ أَخْبَرَهُ عَنْهَا مُدَّكِرٌ؛ فَعَاشِقٌ لَهَا قَدْ ظَفِرَ مِنْهَا بِحَاجَتِهِ، فَاغْتَرَّ وَطَغَى وَنَسِيَ الْمَعَادَ، فَشَغَلَ فِيهَا لُبَّهُ حَتَّى زَلَّتْ بِهِ عَنْهَا قَدَمُهُ، وَعَظُمَتْ نَدَامَتُهُ، وَكَثُرَتْ حَسَرَاتُهُ، فَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ بِأَلَمِهِ، وَحَسَرَاتُ الْفَوْتِ بِغُصَّتِهِ، فَذَهَبَ بِكَمَدِهَ وَلَمْ يُدْرِكْ مِنْهَا مَا طَلَبَ، وَلَمْ يُرِحْ نَفْسَهُ مِنَ التَّعَبِ؛ فَخَرَجَ بِغَيْرِ زَادٍ، وَقَدِمَ عَلَى غَيْرِ مِهَادٍ. الحديث: 2551 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 202 2552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: يَحْسَبُ الْجَاهِلُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ لا شَيْءٌ شَيْئًا، وَالشَّيْءَ الَّذِي هو شيء لا شيء، وَمَنْ لا يَتْرُكُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ لا شَيْءٌ لا يَنَالُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ شَيْءٌ، وَمَنْ لا يَعْرِفُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ الشَّيْءُ لا يَتْرُكَ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ لا شَيْءٌ - يُرِيدُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ -. الحديث: 2552 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 203 2553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ حَالا؟ قَالَ: مَنِ انْقَطَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2553 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 2554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: درجة الرضى عَنِ اللهِ دَرَجَةُ الْمُقَرَّبِينَ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ. الحديث: 2554 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 2555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ: مَنْ نال الرضى عَنِ اللهِ سَقَطَتْ عَنْهُ الْهُمُومُ، وَلَنْ يَبْلُغَ الْعَبْدُ درجة الرضى عَنِ اللهِ وَهُوَ يُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا [ص: 205] وَأَمْسَى فِي بَدَنِهِ وَمَعَاشِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، إذا كَانَ كَذَلِكِ؛ لَمْ يَذْكُرْ عَمَلَ عَامِلٍ إِلا مَنْ كان له عَلَى مِثْلِ حَالِهِ. الحديث: 2555 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 2556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ الْعَنْزِيُّ، نا سِرَارٌ الْعَنْزِيُّ؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَعْبَدَ مِنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، إِنْ كَانَ لَيُصَلِّي حَتَّى يَسْقُطَ، وَيَصُومُ حَتَّى مَا يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَهُ ذَهَبَ يُلَقِّنَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ: دَعْنِي؛ فَإِنِّي فِي وِرْدِي. الحديث: 2556 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 2557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمُ: التَّوَاضُعُ مَعَ الْبُخْلِ خَيْرٌ مِنَ السَّخَاءِ مَعَ الْكِبْرِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ صَدَأٌ، وَصَدَأُ الْقُلُوبِ شِبَعُ الْبُطُونِ. الحديث: 2557 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 2558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي مَسْرُوحٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ مُغِيثٍ الْقَائِفِ؛ قَالَ: [ص: 206] كُنَّا يُسْرَقُ نَخْلُنَا، فَعَرَفْنَا آثَارَهُمْ، فَرَكِبُوا الْحُمُرَ، فَعَرَفْنَا نَمْسَ أيديهم في العذوق. الحديث: 2558 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 2559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي طَرَفَةَ الْهُذَلِيِّ؛ قَالَ: رَأَى قَائِفَانِ، وَهُمَا مُنْصَرِفَانِ مِنْ عَرَفَةَ بَعْدَ النَّاسِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَثَرَ بَعِيرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: نَاقَةٌ. وَقَالَ الآخَرُ: جَمَلٌ. فَاتَّبَعَاهُ؛ فَمَرَّةً يَسْتَجْمِعُ لَهُمَا الْخُفُّ، وَمَرَّةً يَرَيَانِ الْخُطْوَةَ منه؛ حتى دخلا شِعْبًا مِنْ شِعَابِ منى، فَإِذَا هُمَا بِالْبَعِيرِ، فَنَظَرُوا إِلَيْهَا؛ فَإِذَا هِيَ خُنْثَى. الحديث: 2559 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 2560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ نصر: [ص: 207] أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ تَذَاكَرُوا عِيَافَةَ بَنِي أَسَدٍ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّهُ ضَلَّتْ لَنَا نَاقَةٌ، فَلَوْ أَرْسَلْتُمْ مَعَنَا مَنْ يَعِيفُ. فَقَالُوا لِغُلَيِّمٍ لَهُمُ: انْطَلِقْ مَعَهُمْ. فَاسْتَرْدَفَهُ أَحَدُهُمْ، ثُمَّ سَارُوا، فَلَقِيَتْهُمْ عُقَابٌ كَاسِرَةٌ إِحْدَى جَنَاحَيْهَا، فَاقْشَعَرَّ الْغُلَيِّمُ وَبَكَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كَسَرَتْ جَنَاحًا وَرَفَعَتْ جَنَاحًا، وَحَلَفَتْ بِاللهِ صُرَاحًا: مَا أَنْتَ بِإِنْسٍ وَلا تَبْغِي لِقَاحًا. فَرَمَوْا بِهِ وَمَضَى. الحديث: 2560 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 2561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ، فَجَوَّدْتُ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَرَى قِرَاءَتِي؟ فَقَالَ: مَا قَرَأَ عَلَيَّ عِلْجٌ أَقْرَأُ مِنْكَ. الحديث: 2561 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 2562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَوْتُ؛ قَالَ لأَهْلِهِ: لا تَبْكُوا عَلَيَّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ مُنْذُ أَسْلَمْتُ بِخَطِيئَةٍ. الحديث: 2562 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 2563 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّلْتَ بْنَ مَسْعُودٍ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ: (الْعِلْمُ يَنْهَضُ بِالْخَسِيسِ إِلَى الْعُلا ... وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِالْفَتَى الْمَنْسُوبِ) الحديث: 2563 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 2564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنْشَدَنَا ابْنُ عَائِشَةَ لِبَعْضِ الْعُبَّادِ: (وَمَنْ يَحْمَدِ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ سَاعَدَتْ ... فَلَنْ يَعْدَمَ الأَيَّامَ حَتَّى يَلُومَهَا) الحديث: 2564 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 2565 - وَأَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: (لَيَالِيكَ تَفْنَى وَالذُّنُوبُ تَزِيدُ ... وَعُمْرُكَ يَبْلَى وَالزَّمَانُ جَدِيدُ) (وَتَحْسَبُ أَنَّ النَّقْصَ فِيكَ زِيَادَةٌ ... وَأَنْتَ إِلَى النُّقْصَانِ لَيْسَ تَزِيدُ) (فَفَكِّرْ وَدَبِّرْ كَيْفَ أَنْتَ فَرُبَّمَا ... تَذَكَّرُ فَاسْتَدْعَى الرَّشَادَ رَشِيدُ) الحديث: 2565 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 2566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ حَيَّانٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُقْبَةَ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ الشَّاعِرِ؛ قَالَ: شَهِدْتُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ جَاءَ إِلَى قَوْمٍ فِي دَمٍ، فَتَكَلَّمَ فِيهِ، فَقَالَ: احْتَكِمُوا. فَقَالُوا: نَحْكُمُ دِيَتَيْنِ. فَقَالَ: ذَاكَ لَكُمْ. فَلَمَّا سَكَتُوا! قَالَ: أَنَا أُعْطِيكُمْ مَا سَأَلْتُمْ؛ غَيْرَ أَنِّي قَائِلٌ لَكُمْ شَيْئًا: إِنَّ اللهَ قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ الْعَرَبَ تعاطى بينها دِيَةً وَاحِدَةً، وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ طَالِبُونَ، وَأَخْشَى أَنْ تَكُونُوا غَدًا مَطْلُوبِينَ؛ فَلا يَرْضَى النَّاسُ مِنْكُمْ إِلا بِمِثْلِ مَا سَمَّيْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ. قَالُوا: فَرَدَّهَا إِلَى دِيَةٍ وَاحِدَةٍ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَرَكِبَ. الحديث: 2566 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 2567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَدِّينَوَرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، نا أَبِي، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 211] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِعَارُ الْمُهَاجِرِينَ: عَبْدُ اللهِ، وَشِعَارُ الأَنْصَارِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2567 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 2568 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبِي، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُوَرَّعٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 212] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةٌ غُرَبَاءُ: قُرْآنٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ فَاجِرٍ، وَمُصْحَفٌ فِي بَيْتٍ لا يُقْرَأُ فِيهِ، وَصَالِحٌ مَعَ الظَّالِمِينَ» الحديث: 2568 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 2569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ؛ قَالَ: [ص: 214] كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَعَبِّدٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَأَرَادَهُ الشَّيْطَانُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَأَتَى أَهْلَ بَيْتٍ لَهُمْ شَرَفٌ، فَتَلَبَّسَ بِأُخْتٍ لَهُمْ، فَصَرَعَهَا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: يَا هَؤُلاءِ! أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يُدَاوِيهَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فُلانٌ الْعَابِدُ. فَأَخْرَجُوهَا إِلَيْهِ؛ فَكَانَتْ مَعَهُ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ؛ فَلَمْ يَزَلْ يُزَيِّنُهَا لَهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا دَلَلْتُهُمْ عَلَيْكَ، وَأَنَا زَيَّنْتُهَا لَكَ حَتَّى وَقَعْتَ عَلَيْهَا، وَلَيْسَ يُنجِيكَ مِنْهُمْ إِلا أَنْ تَقْتُلَهَا وَتَدْفِنَهَا. فَفَعَلَ، فَأَتَى الشَّيْطَانُ أَهْلَ الْجَارِيَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ الْعَابِدَ وَقَعَ عَلَى أُخْتِكُمْ حَتَّى حَمَلَتْ، وَقَدْ قَتَلَهَا وَدَفَنَهَا؛ فَتَعَالَوْا حَتَّى أَدُلَّكُمْ عَلَى قَبْرِهَا. فَذَهَبُوا مَعَهُ، فَدَلَّهُمْ عَلَى قَبْرِهَا، قَالَ: فَأَخَذُوهُ، فَأَتَوْا بِهِ مَلِكَهُمْ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا دَلَلْتُهُمْ عَلَيْكَ، وَأَنَا زَيَّنْتُهَا حَتَّى وَقَعْتَ عَلَيْهَا؛ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُخَلِّصْكَ مِنْهُمْ. قَالَ: فَأَبَى؛ فَأُمِرَ بِصَلْبِهِ، فَصُلِبَ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: اسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُخَلِّصْكَ مِنْهُمْ، فَفَعَلَ، وَقُتِلَ الْعَابِدُ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ} الآية [الحشر: 16] [ص: 215]   [إسناده لين] . الحديث: 2569 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 2570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ: كَانَ رَجُلانِ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَطَلَبَ أَحَدُهُمَا مِنَ الآخَرِ شَيْئًا، فَمَنَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ الآخَرُ الَّذِي مُنِعَ لَمْ يَنْتَقِصْ مِنَ الْمَوَدَّةِ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ: سَأَلْتَنِي، فَمَنَعْتُكَ، وَلَمْ أَرَهُ نَقَصَنِي ذَلِكَ عِنْدَكَ فِي الْمَوَدَّةِ؟ ! فَقَالَ: إِنَّمَا أَحْبَبْتُكَ عَلَى أَمْرٍ كُنْتَ عَلَيْهِ، فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ. قَالَ: فَإِنِّي إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لأَخْتَبِرَكَ، فَأَمَّا إِذَا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْكَ؛ فَابْسُطْ يَدَكَ إِلَى مَا شِئْتَ. الحديث: 2570 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 2571 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَاقَانُ فِي مَجْلِسِ الْبَتِّيِّ؛ قَالَ: إِذَا نَصَحْتَ الرَّجُلَ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ؛ فَتَقَرَّبْ إِلَى اللهِ بِغِشِّهِ. الحديث: 2571 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 2572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌ وَأَنَا أَسْمَعُ، كَيْفَ بِرُّكَ بِأُمِّكَ؟ قَالَ: مَا ضَرَبْتُهَا قَطُّ. الحديث: 2572 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 2573 - وَسَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ دَبْرَةَ بْنَ يَنْبُوبٍ الأَعْرَابِيَّ وَهُوَ يَضْرِبُ أُمَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلا تَتَّقِي اللهَ؟ فَقَالَ: دَعْنِي يَا حَضَرِيُّ؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَنْشَأَ عَلَى أَدَبِي. الحديث: 2573 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 2574 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بُنَانًا الطُّفَيْلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: [ص: 217] التَّمَكُّنُ عَلَى الْمَائِدَةِ خَيْرٌ مِنْ زِيَادَةِ أَرْبَعَةِ أَلْوَانٍ. الحديث: 2574 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 2575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: كَانَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لا يَرَى أَنْ يَأْمُرَ السِّفْلَةَ بِمَعْرُوفٍ مَخَافَةَ أَنْ تَسُبَّهُ وَتُؤْذِيَهُ. الحديث: 2575 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 2576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ إبراهيم بن الحسن بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 218] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَجِيءُ قَوْمٌ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ براء مِنَ الإِسْلامِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2576 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 2577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 220] : «دُونَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2577 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 2578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: [ص: 222] أَنَّ الْعَرْشَ مُطَوَّقٌ بِحَيَّةٍ، وَإِنَّ الْوَحْيَ لَيَنْزِلُ بِالسَّلاسِلِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2578 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 2579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ؛ قَالَ: الْعَرْشُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. الحديث: 2579 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 2580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا جَعْفَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ مَا بَيْنَ كَعْبِ أَحَدِهِمْ إِلَى أسفل قدميه مسيرة مئة عَامٍ. وَذَكَرَ أَنَّ خُطْوَةَ مَلَكِ الْمَوْتِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ   [إسناده لين والأثر حسن] . الحديث: 2580 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 2581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الْحَكَمُ - يَعْنِي: أَبَا مُعَاذٍ -، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: خَلَقَ الله تبارك وتعالى السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ [ص: 224] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لَغُوبٍ) [ق: 38]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2581 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 2582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: بُدُوُّ الْخَلْقِ الْعَرْشُ وَالْهَوَاءُ، وَخُلِقَتِ الأَرْضُ مِنَ الْمَاءِ. الحديث: 2582 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 2583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الْغَنَوِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص: 225] مَا تَرَكَ عَبْدٌ شَيْئًا لا يَتْرُكُهُ إِلا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ إِلا أَتَاهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ من حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَلا تَهَاوَنَ بِهِ فَأَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَصْلُحُ؛ إِلا أَتَاهُ اللهُ بِمَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَصْلُحُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2583 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 2584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ؛ قَالَ: مَا رايت رَجُلا أَوْرَعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، وَلا أَفْقَهَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ. الحديث: 2584 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 2585 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: إِنَّكَ لَتَلْقَى الرَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ صَوْمًا وَصَلاةً وَالآخَرُ أَكْرَمُهُمَا عَلَى اللهِ، وَبَيْنَهُمَا بَوْنٌ بَعِيدٌ. قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: يَكُونُ أَوْرَعَهُمَا عَنْ مَحَارِمِ اللهِ. الحديث: 2585 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 2586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ بِخُنَاصِرَةَ: [ص: 227] أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2586 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 2587 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، وَأَشَارَ مُعْتَمِرٌ بِيَدِهِ، قَالَ: لَقِيَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْكَلأِ. فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتَ: اشْتَرَيْتُ لأَهْلِي طَعَامًا. قَالَ: وأصبته من حلال؟ قال: نَعَمْ. قَالَ: لأَنْ أَغْدُوَ فِيمَا غَدَوْتَ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ اللَّيْلَ وَأَصُومَ النَّهَارَ. الحديث: 2587 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 2588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا مُعْتَمِرٌ: [ص: 228] حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِمَّنْ يَرْكَبُ الْبَحْرَ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى طَاوُسٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَحْمِلَ لَكَ بِضَاعَةً فِي الْبَحْرِ. فَقَالَ: مَا الْبَحْرُ مِنْ حَاجَتِي. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَعْطَاهُ مَالا، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ بِمَالِنَا؟ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بِهِ جُلُودَ نُمُورٍ. فَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا مَالَنَا. فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2588 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 2589 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْجُرَيْرِيِّ؛ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ وَأَنَا أُرِيدُ الْهِنْدَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَوْصِنِي. قَالَ: أَعِزَّ أَمْرَ اللهِ أَيْنَ مَا كُنْتَ يُعِزَّكَ اللهُ. قَالَ: فَنَفَعَنِي اللهُ بِكَلامِهِ. الحديث: 2589 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 2590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ؛ قَالَ: [ص: 229] نَزَلَ سَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ عَلَى نَبَطِيَّةٍ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاةُ؛ قَالَ أَحَدُهُمَا: هل ها هنا مَكَانٌ طَاهِرٌ نُصَلِّي فِيهِ؟ فَقَالَتْ: طَهِّرْ قَلْبَكَ. وَصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: خُذْهَا مِنْ قَلْبِ كَافِرٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2590 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 2591 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا زَكَرِيَّا؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ عَلِيًّا: أَيُّ الْخَلْقِ أَشَدُّ؟ قَالَ: أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عشرة: الجبال الراوسي، وَالْحَدِيدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَدِيدَ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ، وَالسَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ - يَعْنِي: يَحْمِلُ الْمَاءَ -، وَالرِّيحُ تُقِلُّ السَّحَابَ، وَالإِنْسَانُ يَغْلِبُ الرِّيحَ يَتَّقِيهَا بِيَدِهِ وَيَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ، وَالسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ، وَالنَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ، وَالْهَمُّ يَغْلِبُ النَّوْمَ؛ فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2591 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 2592 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَصْبَغُ، عَنِ السُّدِّيِّ؛ قَالَ: مَنْ خَافَ سُلْطَانًا عَتِيدًا، أَوْ شَيْطَانًا مَرِيدًا، أَوْ سَاحِرًا، أَوْ شَيْئًا مِنَ الأَشْيَاءِ؛ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْجَلِيلِ، وَبِكَلِمَاتِ اللهِ التامات، وباسم اللهِ الْعَظِيمِ وَقُدْرَتِهِ الَّتِي لا تُرَامُ، وَبِوَجْهِ اللهِ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ؛ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ، وَبَغْيِ كُلِّ بَاغٍ؛ وَمِنْ شَرِّ مَا أَفْزَعَنِي وَرَاعَنِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2592 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 2593 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ قَالَ: هُوَ يَوْمُ التَّاسِعِ. قُلْتُ: كَذَاكَ صَامَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. الحديث: 2593 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 2594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 231] صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ؛ يَعْنِي: عَاشُورَاءَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2594 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 2595 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ؛ قَالَ: [ص: 239] أَتَيْتُ عَلِيًّا أَنَا وَرَجُلانِ، رَجُلٌ مِنَّا ورجل مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَحْسَبُهُ بَعَثَهُمَا فِي وَجْهٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا. ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَخَذَ حُفْنَةً مِنَ الْمَاءِ، فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَرَأَى كأنا أَنْكَرْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، وَكَانَ لا يَحْجُبُهُ وَلا يَحْجِزُهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلا الْجَنَابَةُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2595 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 2596 - قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: بَلَغَنِي عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ فِي بَيْتِي حَدِيثٌ أَجْوَدُ مِنْ هَذَا. الحديث: 2596 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 2597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهِ فِي شَبِيبَتِهِ لَقَّاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [القصص: 14] . الحديث: 2597 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 2598 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ الْعَنْزِيُّ، نا سَرَّارُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْعَنْزِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ؛ أَنَّهُ ذَكَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ لِلْمَرْءِ عَمَلَ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِهِ؛ لَظَنَّ أَنْ لا يَنْجُوَ مِنْهَا، وَهَبْكَ تَنْجُو وَبَعْدَ كَمْ تَنْجُو؟ وَلا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ دَمْعَةٌ فِي عَيْنٍ إِلا خَرَجَتْ، وَتَزُولُ الْمَفَاصِلُ وَالأَوْصَالُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ، وَتُحْبَسُ الأَنْفَاسُ فِي الأَبْدَانِ، (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) [الفجر: 23] ؛ فَيَسْمَعُونَ لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا، فَلَوْلا أَنَّ اللهَ حَبَسَ يَوْمِئذٍ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَبْدَانِهِمْ؛ لَخَرَجَتْ مِنَ [ص: 241] الْفَزَعِ وَالْجَزَعِ، فَلَوْ رَأَيْتَهَا وَقَدْ حَمَلَتْ عَلَى الْخَلائِقِ وَهِيَ تَزْفِرُ وَتَرْمِي لَهَبَ النِّيرَانِ؛ فَلا يَبْقَى أَحَدٌ حَضَرَ الْمَوْقِفَ إِلا وَلَّى مُدْبِرًا، فينادي: (يَامَعْشَرَ الجِنَِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطان (33) [الرحمن: 33] ، وَهِيَ الْيَوْمُ الَّذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ يُخْبِرُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أنه قال لقومه: (وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ) [غافر: 32، 33] ، فَإِذَا أَبْصَرَتْ سُكَّانَهَا تَغَيَّظَتْ وَاشْتَاطَتْ غَضَبًا عَلَى مَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ وَعَصَى بَارِئَهَا، وَنَادَتْهُمْ: إِلَيَّ سُكَّانِي، إِلَيَّ جِيرَانِي، إِلَيَّ أَوْلادِي، أَنَا أُمُّكُمُ الْهَاوِيَةُ، أَنَا مُحَرِّقَةُ الْقُلُوبِ الْقَاسِيَةِ، وَالأَبْدَانِ النَّاعِمَةِ. فَعِنْدَهَا لا يَبْقَى نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلا خَرَّ لِرُكْبَتَيْهِ؛ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي. الحديث: 2598 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 2599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. الحديث: 2599 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 2600 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَا سُمِعَ مِنْ أَيُّوبَ مَزْحَةٌ قَطُّ غَيْرَهَا، قَالَ لِبَحْرٍ: أَنْتَ كَاسْمِكَ. الحديث: 2600 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 2601 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قال: قَالَ الْمُهَلَّبُ: مَا السَّيْفُ الصَّارِمُ فِي كَفِّ الرَّجُلِ الشُّجَاعِ بِأَعَزَّ لَهُ مِنَ الصِّدْقِ. الحديث: 2601 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 2602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نَصْرٍ، نا أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا نَسِيتُ شَيْئًا قَطُّ. ثُمَّ قَالَ: يَا غُلامُ! نَاوِلْنِي نَعْلِي. قَالَ: نَعْلُكَ فِي رِجْلِكَ. الحديث: 2602 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 2603 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، نا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ؛ قَالَ: مَا هَلَكَ جِيلٌ قَطُّ حَتَّى تَخْتَلِفُ فِيهِ الْمَنَّانِيَّةُ. قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ: وَمَا الْمَنَّانِيَّةُ؟ قَالَ: الزَّنَادِقَةُ. الحديث: 2603 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 2604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: قِيلَ لِمَيْسَرَةَ الأَكُولِ وَأَنَا أَسْمَعُ: كَمْ تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: مِنْ مَالِي أَوْ مِنْ مَالِ غَيْرِي؟ قَالُوا: مِنْ مَالِكَ؛ قَالَ: رَغِيفَيْنِ. قِيلَ لَهُ: فَمِنْ مَالِ غَيْرِكَ؟ [ص: 244] قَالَ: اخْبِزْ وَاطْرَحْ. الحديث: 2604 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 2605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنِ الْقَحْذَمِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: عَدَدْتُ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ لُقْمَةً مِنْ خُبْزِ الْمَاءِ، فِي كُلِّ لُقْمَةٍ رَغِيفٌ وَمِلْءُ كَفِّهِ سَمَكٌ طَرِيٌّ - يَعْنِي: عَلَى الْحَجَّاجِ -. الحديث: 2605 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 2606 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ الْجُعْفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص: 245] حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ، فَرَأَيْتُ امْرَأَةً أَعْرَابِيَّةً بَرْزَةً جَمِيلَةً، وَإِذَا هِيَ وَاقِفَةٌ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ كَانُوا يَأْكُلُونَ شَيْئًا، وَبِيَدِهَا قَصْعَةٌ؛ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ: (طَحْطَحَتْنَا طَحَاطِحُ الأَعْوَامِ ... وَرَمَتْنَا بِصَرْفِهَا الأَيَّامُ) (فَأَتَيْنَاكُمْ نَمُدُّ أَكُفَّا ... لِفَضَالاتِ زَادِكُمْ وَالطَّعَامِ) (فَاطْلُبُوا الأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ فِينَا ... أَيُّهَا الزَّائِرُونَ بَيْتَ الْحَرَامِ) (مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِي وَرَحْلِي ... فَارْحَمُوا حَاجَتِي وَذُلَّ مُقَامِي) فَرَجَعْتُ إِلَى هَارُونَ، فَأَخْبَرْتَهُ؛ فَبَكَى وَقَالَ: اطْلُبِ الْمَرْأَةَ، وَائْتِنِي بِهَا. فَخَرَجْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقُلْنَا لَهَا: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَتْ: حَيَّاهُ اللهُ، وَمَا يُرِيدُ مِنِّي؟ قُلْتُ: يُرِيدُ أَنْ تُنْشِدِيهِ الأَبْيَاتَ الَّتِي قُلْتِيهَا قُبَيْلٌ. فَأَنْشَدَتْهُ إِيَّاهَا، فَالْتَفَتَ إِلَى مَسْرُورٍ الْخَادِمِ، فَقَالَ: امْلأْ لَهَا الْقَصْعَةُ دَنَانِيرَ. فَمَلأَهَا لَهَا حَتَّى فَاضَتْ مِنْ جَوَانِبِهَا. الحديث: 2606 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 2607 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الحلواني؛ قالا: أنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ قُرْطِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ [ص: 246] قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لا يُنْكِرُ عَمَلَ السُّوءِ عَلَى أَهْلِهِ جَاءَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الْقَرْقَفَنَّةُ عَلَى مِشْرِيقِ بَابِهِ، فَيَمْكُثُ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ أَنْكَرَ طَارَ وَذَهَبَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْ مَسَحَ بِجَنَاحَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَلَوْ رَأَى الرِّجَالَ مَعَ امْرَأَتِهِ [تُنْكَحُ] لَمْ يَرَ ذَلِكَ قَبِيحًا، فَذَلِكَ الْقُنْذُعُ الدَّيُّوثُ الَّذِي لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ. الحديث: 2607 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 2608 - سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يُفَسِّرَهُ؛ فَقَالَ: مِشْرِيقُ الْبَابِ: مَدْخَلُ الشَّمْسِ فِيهِ، وَالْقُنْذُعُ؛ فَهُوَ الذَّلِيلُ الَّذِي لا يَغَارُ؛ فَقَدْ جَمَعَ إِلَى الْقُبْحِ الذِّلَّةُ. الحديث: 2608 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 2609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ فِي الْخَوْفِ، فَقَالَ [ص: 247] : (يُرَى مُسْتَكِينًا وَهْوَ لِلَّهْوِ مَاقِتٌ ... بِهِ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ مَا هُوَ شَاغِلُهْ) (يَبِيتُ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ سَاهِرًا ... كَثيِرًا تَشَكِّيهِ كَثِيرًا بَلابِلُهْ) (تَأَوُّهُ ذِي لُبٍّ أُصِيبَ حَمِيمُهُ ... بِهِ وَجَعٌ تَحْتَ الشَّرَاسِيفِ قَاتِلُهْ) (تَذَكَّرَ مَا يَبْقَى مِنَ الْعَيْشِ آجِلا ... فَأَزْعَجَهُ مِنْ عَاجِلِ الْعَيْشِ آجِلُهْ) الحديث: 2609 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 2610 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ وَمَعَهُ بَعْضُ وَلَدِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ، وَكَانَ عَلَى السَّاقَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ نَازِلٌ مِنْ أَجْفُرَ؛ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي سنبس من طيء وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ هَارُونُ، فَقِيلَ لَهُ: هَارُونُ رَحَلَ أَمْسِ. فَقَالَ: وَاخَيْبَتَاهُ! فَقَالَ لَهُ الْبَاهِلِيُّ: لا تُرَعْ؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: قِيلَ لِي: إِنَّ مَلِكَ الأَرْضِ هُوَ حَاجٌّ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنَالَ مِنْ فَضْلِهِ. فَقَالَ لَهُ: فَكَمْ أَمَلُكَ؟ قَالَ: الْعَدَدُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، أَلْفُ دِرْهَمٍ. قَالَ: فأعطاه أَلْفَ دِرْهَمٍ وَرَحَلَ، فَأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْمَنْزِلِ الثَّانِي، فَوَقَفَ بِحِذَاهُ، فَإِذَا مَعَهُ الصُّرَّةُ، فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَهُ، فَقَبَضُوا عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ نَسَبِكَ؛ فَأُخْبِرْتُ أَنَّكَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ. فَقُلْتُ: لا يَرَانِي اللهُ أَنْ أَبِيتَ وَلِبَاهِلِيٍّ عَلَيَّ فَضْلٌ. الحديث: 2610 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 2611 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 249] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ دَيْنٍ مَأْخُوذٌ مِنْ حَسَنَاتِ صَاحِبِهِ؛ إِلا مَنِ ادَّانَ فِي ثَلاثٍ: رَجُلٌ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَقَوَّى عَلَى قِتَالِ عَدُوِّهِ بِدَيْنٍ وَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ إِلا بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْعُزُوبَةَ فَاسْتَعَفَّ فِي نِكَاحِ امْرَأَةٍ بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ يَقْضِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2611 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 2612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَخْبِرْنِي عَنِ الْعَبْدِ يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ؛ أَيُغْفَرُ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قلت: تمحا مِنْ كِتَابِهِ؟ قَالَ: لا؛ دُونَ أَنْ يَقِفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُسْأَلُ عَنْهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2612 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 2613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ بَكَى وَصَرَخَ صَرْخَةً فِي إِثْرِ أَذَانِهِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ: مَا هَذَا الَّذِي يَغْشَاكَ عِنْدَ النِّدَاءِ؟ قَالَ: إِنِّي لأُشَبِّهُهُ بِالنَّفْخَةِ. ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلا مَا أُؤَمِّلُ مِنَ الرَّاحَةِ وَالْفَرَحِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ لَظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي سَتَخْرُجُ فَرَقًا مِنَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي السَّحَرِ إِذَا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ: إِلَهِي! انْقَطَعَتِ الرَّغَائِبُ دُونَكَ، وَكَلَّتِ الأَلْسُنُ إِلا عَنْ ذِكْرِكَ، وَذَهَلَتْ عُقُولُ أَوْلِيَائِكَ عَنْ غَيْرِكَ شَوْقًا وَاشْتِيَاقًا إِلَيْكَ؛ فأعط الْقَوْمَ إِلَهِي أُمْنِيَّتَهُمْ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُمْ، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ بِجُودِكَ يَا كَرِيمُ. أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلامِ. الحديث: 2613 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 2614 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَدِمْتُ قُدْمَةً مَكَّةَ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي السَّحَرِ إِذَا النَّاسُ يَقُولُونَ: [ص: 251] قد جاء قَدْ جَاءَ الْعَنْبَرِيُّ الزَّاهِدُ، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ جَافُّ الْمَنْظَرِ دَخَلَ الطَّوَافَ، فَطَافَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَرَكَعَ خَلْفَ الْمَقَامِ، ثُمَّ أَتَى الْمُلْتَزَمَ، فَرَفَعَ يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَاحِمِ رَنَّةِ الْبَاكِينَ، وَقَابِلِ التَّوْبَةِ، وَالْمُتَفَضِّلِ بِهَا عَلَى الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ أَفَاضَ عَلَيْهُمْ مِنْ سُيُوبِ تَفَضُّلِهِ، وَأَهْطَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمَاءِ بَذْلِهِ وَفَوَائِدِ نِعَمِهِ وَجَزِيلِ إِحْسَانِهِ! مَا عَجَزَتِ الْبَرِيَّةُ عَنْ شُكْرِهِ وَالْقِيَامِ بِأَدَاءِ حَقِّهِ إِلا بِمَعُونَتِهِ. سُبْحَانَ الَّذِي لا يَمْنَعُ الْعِبَادَ أَسْبَابَ التَّوْبَةِ، وَلَمْ يُعَيِّرْهُمْ لَمَّا أَنَابُوا إِلَيْهِ بِمَا أَجْرَمُوا مِنَ الْحَوْبَةِ، وَلَمْ يَعْجَلْ عَلَيْهِمْ بِالنِّعَمِ، وَهُوَ يَرَاهُمْ يَتَمَرَّسُونَ بِمَعَاصِيهِ لِغَضَبِهِ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَسْتُرُ عَلَيْهِمْ بِسِتْرِهِ، وَيَتَوَدَّدَهُمْ بِإِنْعَامِهِ، وَيَتَحَبَّبُ إليهم بدوام إِحْسَانِهِ، ثُمَّ فَتَحَ لَهُمْ بِرَحْمَتِهِ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى شَوْقِهِمْ إِلَيْهِ بِحُسْنِ مَوْعِظَتِهِ؛ فَقَالَ لِمُسْرِفِي عِبَادِهِ: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} [الزمر: 53] ، وَقَالَ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ) [البقرة: 186] ، وَقَالَ: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60] ! فَسُبْحَانَ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى مَنْ يَتَبَاعَدُ مِنْهُ، وَيَتَحَبَّبُ بِالنِّعَمِ إِلَى مَنْ يَتَبَغَّضُ بِالْمَعَاصِي إِلَيْهِ؛ فَأَحَبُّ عِبَادِهِ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُمْ لِمَا لَدَيْهِ. إِلَهِي! أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ، هَا أَنَا قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ، لا تَزِلَّنِي عَنْ مَقَامٍ أَقَمْتَنِي فِيهِ، وَلا تَنْقُلْنِي إِلَى مَوْقِفِ سَلامَةٍ مِنْ نِعَمِكَ إِلا أَنْتَ، أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُوَاجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيَائِي مِنْ نَظَرِكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي ابْتَزَّتْ قَلْبِي حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وَأَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ؛ إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ. [ص: 252] يَا مَنْ يُعْصَى وَيَرْضَى كَأَنَّهُ لَمْ يُعْصَ! يَا حَنَّانًا لِشَفَقَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَنَّانًا بِلُطْفِهِ، وَمُتَجَاوِزًا بِعَطْفِهِ عَنْ خَلْقِهِ! طَهِّرْ قَلْبِي مِنْ أَوْسَاخِ الْغَفْلَةِ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَكَ إِلَى مَنْ نَادَيْتَهُ فَأَجَابَكَ، واستعملته بمعونتك فأعطاك، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَهَبْ لِي صَبْرًا وَيَقِينًا، وَاغْفِرْ ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ، وَتَجَاوَزْ لِي عَنْ سَيِّئَاتِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ؛ فَكَتَبْتُ عَنْهُ هَذَا الدُّعَاءَ وَغَيْرَ هَذَا مِمَّا كَانَ يَدْعُو بِهِ عَنْدَ الْمُلْتَزَمِ فِي أَوْقَاتِهِ. الحديث: 2614 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 2615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أحمد بن مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المبارك العيشي، نا بزيع أَبُو الْخَلِيلِ الْخَصَّافُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعِ بَوْلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: أَلا نَحُوطُ لَكَ جَانِبًا مِنَ الْحُجْرَةِ؛ فَهُوَ أَنْظَفُ لَكَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ! أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللهُ مَوْضِعَ سُجُودِهِ؟ !»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2615 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 2616 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَكَانَ جَارًا لأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ -؛ قَالَ: [ص: 253] كان [أبو] سُلَيْمَانُ يَبْكِي عَامَّةَ دَهْرِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلامَ، يَقُولُ: بَكُّوا الذُّنُوبَ قَبْلَ بُكَائِهَا، وَفَرِّغُوا الْقُلُوبَ إِلا مِنْ شُغْلِ حِسَابِهَا؛ فَبِالْحَرِيِّ إِنْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ أَنْ تُدْرِكُوا فَوْتَ مَا قَدْ فَاتَ بِشُؤْمِ التَّفْرِيطِ بِالإِنَابَةِ وَالْمُرَاجَعَةِ وَالإِخْلاصِ لِلرَّبِّ الْكَرِيمِ. وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ: وَجَدْنَا أَكْرَمَ مَوْلًى لِشَرِّ عُبَيْدٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2616 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 2617 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُبَّادِ يَقُولُ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَلَى حَقِيقَةٍ؛ نَسِيَ فِي جَنْبِهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ نَسِيَ فِي جَنْبِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ؛ حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَكَانَ لَهُ عِوَضًا فِي [ص: 254] الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الحديث: 2617 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 253 2618 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ، فَأُتِيَ فِي قَبْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إنا جالدوك مئة. قَالَ: فِيمَ؛ فَقَدْ كُنْتُ أَتَوَقَّى وَأَتَوَرَّعُ؟ ! قَالَ: فَنَزَلُوا حَتَّى صَارُوا إِلَى جَلْدَةٍ، فَجُلِدَ، فَالْتَهَبَ الْقَبْرُ نَارًا، فَقَالَ: لِمَ ضَرَبْتُمُونِي؟ فَقَالُوا لَهُ: صَلَّيتَ صَلاةً عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، وَاسْتَغَاثَ بِكَ ضَعِيفٌ فَلَمْ تُغِثْهُ. الحديث: 2618 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 254 2619 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: [ص: 255] مِنْ أَكْبَرِ الذَّنْبِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ: اتَّقِ اللهَ! فَيَقُولُ: عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ آخِرُ الْجُزْءِ الثَّامِنَ عَشَرَ، ويليه التَّاسِعَ عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ.   [صحيح] . الحديث: 2619 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 254 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء التاسع عشر من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد المصري إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال الأنصاري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الآخر: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، نا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 2620 - نا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ التَّمَّارُ الْوَاسِطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، نا حُصَيْنٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 266] انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَارَ فَلْقَتَيْنِ، عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، وَعَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَقَالَ النَّاسُ: سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ كَانَ سَحَرَنَا؛ فَإِنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ   [حديث صحيح] . الحديث: 2620 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 2621 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ، نا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، نا سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَهْضَمَ بْنَ الضَّحَّاكِ يقول: [ص: 268] مررنا بالزجيح، فَرَأَيْتُ بِهَا شَيْخًا، فَقِيلَ لِي: هَذَا الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ. فَقُلْتُ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: صِفْهُ لِي. فَقَالَ: كَانَ حَسَنَ السَّبَلَةِ. قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ وَأَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ اللِّحْيَةَ السَّبَلَةَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2621 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 266 2622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكُوفِيُّ، نا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ ابْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: [ص: 269] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ إملاك رَجُلٍ مُسْلِمٍ؛ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْيَوْمُ بسبع مئة يَوْمٍ، وَمَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ؛ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله، واليوم بسبع مئة يَوْمٍ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا؛ [ص: 270] كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْيَوْمُ بسبع مئة يَوْمٍ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَشَهِدَ الْجُمُعَةَ؛ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِ مئة يَوْمٍ»   [إسناده واه بمرة بل موضوع] الحديث: 2622 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 2623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُرَّةَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللهُ اشْتَرَى دَارًا مِنْ صُهَيْبٍ؛ وَشَرَطَ لَهُ أَنْ يَسْكُنَهَا هُوَ وَوَلَدُهُ مَا بَقِيَ [رجاله ثقات] . الحديث: 2623 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 2624 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: [ص: 271] اذْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ، وَلا تَذْكُرُوهُ فِي مَكَانٍ مُنْتِنٍ. الحديث: 2624 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 2625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِّي، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً (9)) [الطور: 9] ؛ قَالَ: تَدُورُ دَوْرًا. قَالَ سُفْيَانُ: أَمَّا أَنَا؛ فَلَسْتُ أَحْفَظُهُ؛ فَإِنْ كَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَفِظَ عَنِّي [ص: 272] شَيْئًا؛ فَهُوَ كَمَا حَفِظَ   [إسناده ضعيف والأثر صحيح] . الحديث: 2625 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 2626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا هُدْبَةُ، نا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: [ص: 274] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المغفرة} [المدثر: 56] ؛ قَالَ: «تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: أَنَا أَهْلُ [التَّقْوَى وَأَهْلٌ] أَنْ أُتَّقَى؛ فَلا أُعْصَى، وَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لِمَنِ اتَّقَانِي»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2626 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 272 2627 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ. الحديث: 2627 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 2628 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا مُؤَمَّلٌ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا رَبِّ! ذَنْبِي الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَنِي، أَوِ ابْتَدَعْتُهُ مِنْ قِبَلِي؟ قَالَ: بَلْ كَتَبْتُهُ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَكَ. قَالَ: فَكَمَا كَتَبْتَهُ عَلَيَّ فَاغْفِرْهُ لِي. فَذَلِكَ قوله: (فَتَلَقَّىءادَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ) [البقرة: 37] . الحديث: 2628 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 2629 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا عُمَرُ بْنُ عَلَيٍّ؛ قَالَ: [ص: 276] قَالَ رَجُلٌ لإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: يَا أَبَا وَاثِلَةَ! حَتَّى مَتَى يَتَوَالَدُ النَّاسُ وَيَمُوتُونَ: فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَجِيبُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ عندهم جَوَابٌ، فَقَالَ إِيَاسٌ: حَتَّى تَتَكَامَلَ الْعِدَّتَانِ: عِدَّةُ أَهْلِ النَّارِ، وَعِدَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ. الحديث: 2629 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 2630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْمَضَّاءُ بْنُ الْجَارُودِ؛ قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ يَسْتَقْبِلْ وُجُوهَ الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأِ، وَمَنْ عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ لَمَحَتْهُ الأَعْيُنُ بِالْوَقَارِ. الحديث: 2630 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 276 2631 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: هَذَا نَبِيِّي، هَذَا [ص: 277] خِيرَتِي مِنْ خَلْقِي؛ فَتَأَسَّوْا بِهِ، خُذُوا فِي سُنَنِهِ وَسَبِيلِهِ. بِأَبِي وَأُمِّي لَمْ تُغْلَقْ دُونَهُ الأَبْوَابُ، وَلَمْ تَقُمْ دُونَهُ الْحَجَبَةُ، وَلَمْ يُغْدَ عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ، وَلَمْ يُرَحْ عَلَيْهِ بِهَا، وَكَانَ يَجْلِسُ بِالأَرْضِ وَيَأْكُلُ الطَّعَامَ بالأرض، ويلبس الْغَلِيظَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ خلفه، رؤوفا رَحِيمًا، سَهْلا سَمْحًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 2631 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 276 2632 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ؛ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ النَّاسَ يَوْمًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبرِ عَلَى عَذَابِ الله. فقام رَجُلٌ؛ فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ! وَيْحَكَ! مَا أَصْفَقَ وَجْهَكَ وَأَقَلَّ حَيَاءَكَ، تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ هَذَا؟ ! فَأَمَرَ بِهِ فَأُخِذَ، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ دَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ: لَقَدِ اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ. فَقَالَ لَهُ: يَا حَجَّاجُ! أَنْتَ تَجْتَرِئُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلا تُنْكِرُهُ عَلَى نَفسِكَ، وَأَجْتَرِئُ أَنَا عَلَيْكَ؛ فَتُنْكِرُهُ عَلَيَّ؟ ! فَخَلَّى سَبِيلَهُ. الحديث: 2632 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 2633 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: [ص: 278] لَمَّا دَخَلْنَا الْبَصْرَةَ أَتَيْنَا غُنْدَرًا فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: لا أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى تجيئون معي إلى السوق، فتمشون خَلْفِي، فَيَرَاكُمُ النَّاسُ خَلْفِي، فَيُكْرِمُونِي. قَالَ: فَمَشَيْنَا خَلْفَهُ إِلَى السُّوقِ؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ لَهُ: مَنْ هَؤلاءِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ فَيَقُولُ: هَؤلاءِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ جاؤوني مِنْ بَغْدَادَ يَكْتُبُونَ عَنِّي. قَالَ: يَحْيَى: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ يَوْمًا، فَقَالَ: يَا هَذَا! اعْلَمْ أَنِّي مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَصُومُ يَوْمًا وَأُفْطِرُ يَوْمًا. الحديث: 2633 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 2634 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا مَحْبُوبُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 279] نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ! مَاتَ [ص: 280] مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ؛ أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟» قَالَ: فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ؛ فَلَمْ تَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا أكمة إِلا تَضَعْضَعَتْ، وَدَنَا لَهُ سَرِيرُهُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَلَّى خَلْفَهُ صَفَّانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فِي كُلِّ صَفٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «يَا جِبْرِيلُ! بِمَ نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟» قَالَ: «بِحُبِّهِ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)) وَقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا جَائِيًا وَذَاهِبًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى كُلِّ حَالٍ «   [إسناده ضعيف وهو منكر] . الحديث: 2634 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 278 2635 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة؛ قال: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ كَذْبَةً وَأَنَّ لِي الدُّنْيَا كُلَّهَا. الحديث: 2635 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 2636 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ قَالَ: [ص: 281] لَيْسَ أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَدْعُونَ لَهُ نِدًّا ثُمَّ هُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ. قَالَ الأَعْمَشُ: فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. الحديث: 2636 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 2637 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا جُبَارَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ، وَهُوَ فِي بُسْتَانٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ. . .) [الزمر: 74] الآية. الحديث: 2637 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 2638 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ بَزَرْجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: مَنْ أَوْلَى النَّاسِ بِالسَّعَادَةِ؟ فَقَالَ: مَنْ سَلِمَ مِنَ الذُّنُوبِ. فَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ عَيْشًا؟ قَالَ: الْمُجْتَهِدُ الْمُوَفَّقُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا أَفْضَلُ الْبِرِّ؟ قَالَ: الْوَرَعُ. الحديث: 2638 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 2639 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نا مُصْعَبٌ؛ قَالَ: لَقِيَ حَكِيمٌ حَكِيمًا؛ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى جَهْلِ الْجَاهِلِ؛ فَاجْتَنَبْتُهُ. الحديث: 2639 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 2640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ارْغَبْ إِلَى مَنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ أَسِيرُهُ، وَاسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ نَظِيرُهُ، وَأَعِزَّ مَنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ أَمِيرُهُ. الحديث: 2640 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 2641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سلام؛ قال: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ: لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّكَ إِذَا قَضَيْتَ حَاجَةَ رَجُلٍ أَنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا؟ ! بل هو الذي صَنَعَ إِلَيْكَ حِينَ خَصَّكَ بِهَا   [إسناده منقطع] . الحديث: 2641 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 2642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: [ص: 284] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا غَرَسْتَ مِنَ الْمَعْرُوفِ غَرْسًا، فَأَحْسِنْ تَرْبِيَةَ غَرْسِكَ؛ فَإِنَّ حَصَادَ مَنْ يَزْرَعُ الْمَعْرُوفَ اغْتِبَاطٌ وَثَوَابٌ فِي الْمَعَادِ. الحديث: 2642 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 2643 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَبْيَنُ النَّاسِ فَضْلا مَنْ سَبَقَكَ إِلَى حَاجَتِكَ قَبْلَ السُّؤَالِ. الحديث: 2643 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 2644 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: السُّؤْدُدُ التَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ. الحديث: 2644 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 2645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سُئِلَ شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ: مَا عَلامَةُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: إِدْمَانُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالْخَوْفُ الْمُقْلِقُ مِنَ الْوُقُوعِ فِيهَا، وَهِجْرَانُ أَخْدَانِ السُّوءِ، وَمُلازَمَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ. الحديث: 2645 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 2646 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: جَلَّ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ، وَمَا سَدَّ فَقْرَكَ كَذَاتِ يَدِكَ. وَبِالْحِرْصِ عُذِقَتِ الطَّبِيعَةُ. الحديث: 2646 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 2647 - حَدَّثَنَا أحمد، نا بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ: [ص: 286] بَلَغَنِي أَنَّكَ مِتْلافٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَنَعَ الْجُودُ سُوءَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2647 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 2648 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا يحيى بن صالح، ناسعيد بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى سَحَابًا؛ فَقَالَ [ص: 288] : «رَوَايَا الأَرْضِ يَسُوقُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَوْمٍ لا يَشْكُرُونَهُ وَلا يَذْكُرُونَهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2648 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 2649 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ معلوم} [الحجر: 21] ؛ قَالَ: [ص: 289] بَلَغَنِي أَنَّهُ يُنَزَّلُ مَعَ الْقَطْرِ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَكْثَرُ مِنْ وَلِدِ آدَمَ وَوَلَدِ إِبْلِيسَ يُحْصُونَ كُلَّ قَطْرَةٍ، وَأَيْنَ تَقَعُ، وَمَنْ يُرْزَقُ ذَلِكَ النَّبَاتَ. الحديث: 2649 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 2650 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [النمل: 25] ، قَالَ: [ص: 290] الْمَاءَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2650 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 2651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ دُونَ الْعَرْشِ بِحَارًا مِنْ نَارٍ. الحديث: 2651 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 2652 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص: 291] لَوْ حَبَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ ثَلاثًا؛ لأَنْتَنَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2652 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 2653 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ لا تُقْرَأَ الأَحَادِيثُ الَّتِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلا عَلَى وُضُوءٍ. الحديث: 2653 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 2654 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 295] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ؛ فَلا صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانَ»   [حديث حسن] . الحديث: 2654 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 2655 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ: [ص: 296] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ؛ فَلَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ فَقَبَّلَ يَدَهُ ثُمَّ جَلَسَا يَبْكِيَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2655 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 2656 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى حَقِيقَةٍ نَسِيَ فِي جَنْبِهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ نَسِيَ فِي جَنْبِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ، حَفِظَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَإِذَا حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ؛ كان له عِوَضًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الحديث: 2656 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 2657 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: [ص: 297] قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: اجْعَلِ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَمَّكَ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى قَدْرِ ذَنْبِكَ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ قَدْ وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ، وَكَمْ مِنْ ذِي فَرَحٍ قَدْ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ. الحديث: 2657 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 2658 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: الْقَلْبُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ حُزْنٌ خَرِبَ، كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَنْ يَسْكُنُهُ خَرِبَ. الحديث: 2658 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 297 2659 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا سَهْلُ بْنُ سُفْيَانَ الأَنْمَاطِيُّ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرُ الْبَابِيُّ: عَلِمَ الْقَوْمُ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرَاهُمْ على كل حال؛ فاجتزؤوا بِهِ عَمَّنْ [ص: 298] سِوَاهُ. الحديث: 2659 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 297 2660 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وما كنتم تكتمون} [البقرة: 33] ؛ قَالَ: أَسَرُّوا بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ، فَلَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا؛ إِلا نَحْنُ أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ. الحديث: 2660 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 2661 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُقْبَةَ عَبَّادُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 33] ؛ قَالَ: مَا أَسَرَّ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ مِنَ الْكَذِبِ فِي السُّجُودِ. الحديث: 2661 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 2662 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: [ص: 299] قَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ: اعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ يَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، وَيَخْشَى ذَنْبَ غَيْرِهِ، وَيَجُودُ بِمَا لَدَيْهِ، وَيَزْهَدُ فِيمَا عِنْدَ غَيْرِهِ، وَالْكَرِيمُ يُعْطِي قَبْلَ السُّؤَالِ؛ فَكَيْفَ يَبْخَلُ بَعْدَ السُّؤَالِ، وَيَعْذِرُ قَبْلَ الاعْتِذَارِ؛ فَكَيْفَ يَحْقِدُ بَعْدَ الاعْتِذَارِ. الحديث: 2662 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 2663 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْكِسَائِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنَ الْغُزَاةِ أَنَّهُمْ رَابَطُوا بِالْبَابِ؛ فَسَمِعَ زُهَيْرًا الْبَابِيَّ يَدْعُوُ: اللهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من سهوعن حَقِّكَ، وَمِنَ اسْتِخْفَافٍ بِأَمْرِكَ، وَمِنْ تَرَاخٍ عَنْ فَرْضِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ إِقْصَارِ الْمُرُوءَةِ , وَمِنْ شَنَآنِ الْحَسَدَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَسْوَةِ الْوَالِدَيْنِ، وَمِنْ سَخْطَةِ الْكَاتِبِينَ، وَمِنْ لَمَّةِ الطَّائِفِينَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ تَفَقُّهٍ يُرْدِي، وَمِنْ أَمَانَةٍ تُنْسِي، وَمِنْ رِوَايَةٍ تُغْوِي، وَمِنْ رِئَاسَةٍ تُلْهِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عِشْقِ الذَّهَبِ، وَمِنْ جَهْلِ (الْحَسَبِ) يَعْنِي الْغِنَى، وَمِنْ عُسْرِ الطَّلَبِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَيْلٍ فِي قَوْلٍ، وَمِنْ هَوًى فِي فِعْلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ اجْتِهَادٍ عَلَى خَطَأٍ، وَمِنْ [ص: 300] عَمَلٍ عَلَى رِيَاءٍ، وَمِنْ مَحَبَّةِ الدُّنْيَا، وَمِنْ تَعَمُّقِ الأَهْوَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَرْعَةِ الطَّمَعِ، وَمِنْ خَطْرَةِ الْجَشَعِ، ومن زيغ الْبِدَعِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ لِسَانٍ لا يَفِي، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَعِي، وَمِنْ أُذُنٍ لا تَسْمَعُ، وَمِنْ نَصِيحَةٍ لا تَنْجَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوَدَّةٍ لا تُفِيدُ عِلْمًا، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا تُنِيلُ غُنْمًا، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَهُ، وَمِنَ الرِّضَا عَنْكَ أَوْفَرَهُ، وَمِنَ الشُّكْرِ مَا هُوَ عِنْدِكَ شُكْرًا، وَمِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ مَا هُوَ عِنْدِكَ ذِكْرًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا لا يُخَالِفُ قَلْبَهُ، وَعِلْمًا لا يُفَارِقُ قَوْلَهُ، بَعْضُهُ يُشْبِهُ بَعْضًا، يُقِيمَانِ لَكَ كُلَّ سَعْيٍ فَرْضًا، وَأَسْأَلُكَ قُنُوعًا بِمَا رَزَقْتَنِي، وَرِضًا بِمَا يَنْزِلُ بِي، وَصَبْرًا عَلَى أَمْرِكَ، وَرِضًا بِحُكْمِكَ، وَحُبًّا لَكَ يَزِيدُنِي قُرْبًا مِنْكَ، وَمُجَالَسَةً لَكَ تَجْعَلُنِي أَنِيسًا لَكَ، وَتُنْطِقُنِي بِلِسَانٍ حَيِيٍّ، وَفَهِّمْنِي فَهْمَ مَنْ آثَرَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَعَلِّمْنِي عِلْمَ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى أَمْرِهِ، وَكُنْ أَنِيسِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْكِسَائِيُّ: قَالَ لِي أَبِي: إِنِّي ذَاكَرْتُ بهَذَا بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ؛ فَقَبَضَ عَلَى يَدِي وَقَالَ: لا أُفَارِقُكَ حَتَّى تُمْلِيهِ عَلَيَّ؛ فَإِنَّمَا هَذَا دُعَاءٌ أَنْطَقَ اللهُ بِهِ زُهَيْرًا. الحديث: 2663 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 2664 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ. قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هُدِيتَ وَوُقِيتَ وَكُفِيتَ. [ص: 301] قَالَ: فَيُلاقِيهِ شَيْطَانٌ آخَرُ، فَيُقَالُ لَهُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَوُقِيَ وَكُفِيَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2664 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 2665 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، نا الْمُسَيِّبُ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ؛ قَالَ: صَلاةٌ فِي الْحَرَمِ: مئةُ أَلْفِ صَلاةٍ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقصى} [الإسراء: 1] ، وَإِنَّمَا أُسْرِيَ بالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ؛ فالْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ.   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2665 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 2666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ؛ قَالَ: [ص: 302] حَضَرْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ إِدْرِيسَ الأَوْدِيَّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ قَبْلَنَا نَاسٌ يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ: مِنَ الْيَهُودِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: مِنَ النَّصَارَى؟ قَالَ: لا. قَالَ: مِنَ الْمَجُوسِ؟ قَالَ لا. قَالَ: فَمِمَّنْ؟ قَالَ: مِنَ الْمُوَحِّدِينَ. قَالَ: كَذَبُوا، لَيْسَ هَؤُلاءِ بِمُوَحِّدِينَ، هَؤُلاءِ زَنَادِقَةٌ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ؛ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ مَخْلُوقٌ؛ فَقَدْ كَفَرَ، هَؤُلاءِ زَنَادِقَةٌ. ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ إِدْرِيسَ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)) ، فَقَالَ: اللهُ مَخْلُوقٌ؟ ! الرَّحْمَنُ [ص: 303] مَخْلُوقٌ؟ ! الرَّحِيمُ مَخْلُوقٌ؟ ! هَؤُلاءِ زَنَادِقَةٌ. الحديث: 2666 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 2667 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 304] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2667 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 2668 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحَكِيمٍ مِنَ الْحُكَمَاءِ: عِظْنِي. فَقَالَ لَهُ: اعْلَمْ أَنَّ أُجُورَ الْعَامِلِينَ عَلَى مَنْ عَمِلُوا لَهُ؛ فَاعْمَلْ لِمَنْ شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ: زِدْنِي. فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِنَّهُ يَرَاكَ إِنْ لَمْ تَرَهُ. الحديث: 2668 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 2669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ فِي الدُّنْيَا الْحِكْمَةَ، وَفِي الآخِرَةِ الرَّحْمَةَ. الحديث: 2669 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 2670 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نِا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَخْطَأَتْهُ سِهَامُ الْمَنَايَا، قَيَّدَتْهُ اللَّيَالِي وَالسُّنُونَ. الحديث: 2670 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 2671 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ حَكِيمًا: عَجِبْتُ لِقَوْمٍ رَكَنُوا إِلَى غَيْرِ مَرْكَنٍ، وَأَلِفُوا غَيْرَ مَأْلَفٍ، رَكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا وَهُمْ يَرَوْنَ تَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا إِلَى دَارِ الْوَحْشَةِ وَالظُّلْمَةِ، وَدَارِ الْبَلاءِ، وَدَارِ الْمَنْسَأِ، وَدَارِ الأَحْزَانِ وَالْغُمُومِ وَالْهُمُومِ؛ فَيَا عَجَبًا! ثُمَّ يَا عَجَبًا! أَمَا لِلْبَاقِينَ فِيهَا عِبَرٌ بِالْمُرَتَحِلِينَ عَنْهَا؟ ! هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! عَمِيَتْ عَنْهَا الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2671 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 2672 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: إِنَّ الْحُكَمَاءَ ضَرَبُوا التَّفَكُّرَ بِالتَّذَكُّرِ، وَالتَّذَكُّرَ بِالتَّفَكُّرِ؛ حَتَّى نَطَقُوا بِالْعَزَائِمِ وَرَأَوُا الْعَجَائِبَ. الحديث: 2672 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 2673 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: أَوْصَى مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ مَالِكٍ بَنِيهِ؛ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! الْزَمُوا الأَنَاةَ واغتنموا الفرصة تظفروا. الحديث: 2673 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 2673 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَوْلَ الْقَطَّامِيِّ: (قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وقد يكون من الْمُستَعْجِلِ الزَّلَلُ) الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 2674 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ: بَلَغَنِي أَنَّ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ قَالَ: ثَلاثَةٌ إِذَا قَدَرْتُ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِنَ ابْنِ آدَمَ؛ فَقَدْ قَدَرْتُ عَلَى حَاجَتِي: مَنْ نَسِيَ ذُنُوبَهُ، وَاسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ، وَأُعْجِبَ بِرَأْيِهِ. الحديث: 2674 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 2675 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: الرِّفْقُ وَالأَنَاةُ مَحْمُودٌ؛ إِلا فِي ثَلاثٍ. قَالُوا: مَا هُنَّ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: تُبَادِرُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَتُعَجِّلُ إِخْرَاجَ مَيِّتِكَ، وَتُنْكِحُ الْكُفْءَ أَيِّمَكَ. الحديث: 2675 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 2676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ إِرَادَةَ التَّوَاضُعِ، وَقُلُوبُهُمْ مَمْلُوءَةٌ عُجْبًا وَكِبْرًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2676 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 2677 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: إِنَّ مِمَّا تُعُجِّلَ عُقُوبَتُهُ وَلا تُؤَخَّرُ: الأَمَانَةُ تُخَانُ، وَالإِحْسَانُ يُكْفَرُ، وَالرَّحِمُ تُقْطَعُ، وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدَّى أَمَانَتَهُ طَيِّبًا بِهَا نَفْسُهُ؛ فَهُوَ أَحَدُ الصِّدِّيقِينَ، وَمِنَ الأَمَانَةِ أَنَّ الْمَرْأَةَ ائْتُمِنَتْ عَلَى فَرْجِهَا. الحديث: 2677 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 2678 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: كُنْتُ أُسَايِرُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامٍ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ؛ فَرَأَيْتُ وَجْهَ إِبْرَاهِيمَ قَدْ تَغَيَّرَ، فَلَمَّا مَضَى الرَّجُلُ سَأَلْتُهُ عَنْ تَغَيُّرِ وَجْهِهِ، فَقَالَ لِي: وَفَطِنْتَ لِذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ لَهْ عَلَيَّ دَيْنًا، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالا» . الحديث: 2678 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 2679 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَسْتَقْبِلُونَ الْمَصَائِبَ بِالْبِشْرِ؛ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَفَتْ مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ. الحديث: 2679 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 2680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللهِ أَيُّهَا الأَمِيرُ مَا اسْتَدَمْتَ تَتَابُعَ النِّعَمِ بِمِثْلِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ، وَلا كَابَدْتَ إِبْلِيسَ بِمِثْلِ إِضْمَارِ النَّصِيحَةِ لِمَنْ وَلاكَ اللهُ أَمْرَهُ؛ فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ أَصْلَحَ اللهُ لَكَ مَا تَخْشَى فَسَادَهُ، وَجَمَعَ لَكَ مَا تَخْشَى شَتَاتَهُ، وَإِنِّي وَاللهِ أَيُّهَا الأَمِيرُ لأُحِبُّ صَلاحَكَ، وَالَّذِي يَصِلُ إِليَّ مِنْ ذَلِكَ أَكْثَرُ. الحديث: 2680 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 2681 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: تكلم رجل عند ابْنِ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللهُ، فَأَكْثَرَ السَّقْطَ فِي كَلامِهِ، فالتفت ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَبْدٍ لَهُ فَأَعْتَقَهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ أَعْتَقْتَ عَبْدَكَ؟ قَالَ: شُكْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِذْ لَمْ يَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا. ثُمَّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمَدَائِنِيُّ: (عِيُّ الشَّرِيفِ يَشِينُ مَنْصِبَهُ ... وَتَرَى الْوَضِيعَ يَزِينُهُ أَدَبُهُ)   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2681 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 2682 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى: (اسْتُرِ الْعِيَّ مَا اسْتَطَعْتَ بِصَمْتٍ ... إِنَّ فِي الصَّمْتِ رَاحَةً لِلصَّمُوتِ) (وَاجْعَلِ الصَّمْتَ إِنْ عَيِيتَ جَوَابًا ... رُبَّ قَوْلٍ جَوَابُهُ فِي السُّكُوتِ) الحديث: 2682 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 2683 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَائِشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: إِنِّي امْتَحَنْتُ خِصَالَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَشْرَفَهَا صِدْقَ اللِّسَانِ، وَمَنْ عَدِمَ فَضِيلَةَ الصِّدْقِ مِنْ مَنْطِقِهِ؛ فَقَدْ فُجِعَ [ص: 311] بِأَكْرَمِ أَخْلاقِهِ، وَإيِّاكَ وَالْغَدَّارَ؛ فَإِنَّهُ لا أَمَانَةَ لَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَ يَقُولُ: (الْكِذْبُ شَيْنٌ لِمَنْ أَمْسَى يَدِينُ بِهِ ... وَالصِّدْقُ زَيْنٌ فَلا تَعْدِلْ بِهِ خُلُقَا) قَالَ: وَأَنْشَدَ: (مَا أَقْبَحَ الْكَذِبَ الْمَنْقُوصَ صَاحِبُهُ ... وَأَحْسَنَ الصِّدقَ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ) قَالَ: وَأَنْشَدَ: (فَإِنْ تَكُنِ الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةً ... فَقَدْرُ ثَوَابِ اللهِ أَغْلا وَأَنْبَلُ) (وَإِنْ تَكُنِ الأَبْدَانُ لِلْمَوْتِ أُنْشِئَتْ ... فَقَتْلُ الْفَتَى فِي اللهِ بِالسَّيْفِ أَفْضَلُ) (وَإِنْ تَكُنِ الأَمْوَالُ لِلتَّرْكِ جَمْعُهَا ... فَمَا بَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ الْمَرْءُ يَبْخَلُ) (وَإِنْ تَكُنِ الأَرْزَاقُ قَسْمًا مُقَدَّرًا ... فَقِلَّةُ حِرْصِ الْمَرْءِ فِي الْكَسْبِ أَجْمَلُ) الحديث: 2683 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 2684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 312] : «كَرَمُ الْمَرْءِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2684 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 2685 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: الْخَيْرُ الَّذِي لا شَرَّ فِيهِ: الشُّكْرُ مَعَ الْعَافِيَةِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ؛ فَكَمْ مِنْ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ غَيْرِ شَاكِرٍ، وَمُبْتَلًى غَيْرِ صَابِرٍ؟ ! الحديث: 2685 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 2686 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ: مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ: نِعْمَةُ اللهِ عَلَيَّ فِيمَا بَسَطَ عَلَيَّ، أَمْ [ص: 314] نِعْمَتُهُ فِيمَا زَوَى عَنِّي. الحديث: 2686 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 2687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَهْلُ الشُّكْرِ مَعَ مَزِيدٍ مِنَ اللهِ؛ فَالْتَمِسُوا الزِّيَادَةَ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَئِنْ شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 2]   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2687 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 314 2688 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَصَابُوا مِنَ الْخَيْرِ قِبَلَنَا خَيْرًا كَثِيرًا، حَتَّى [ص: 315] لَقَدْ تَخَوَّفْتُ أَنَّ ذَلِكَ سَيُطْغِيهُمْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَدْخَلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَسْكَنَهُمْ دَارَهُ وَأَحَلَّهُمْ جِوَارَهُ، رَضِيَ مِنْهُمْ بِأَنْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأْمُرْ مَنْ قِبَلِكَ أَنْ يَحْمَدُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ. الحديث: 2688 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 314 2689 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا وَأَعْطَاهُ رَجُلٌ أَثْوَابًا؛ فَقَالَ: أَحْسَنَ اللهُ جَزَاءَكَ؛ فَقَدْ أَعَنْتَنِي عَلَى دَهْرِي، وَأَتْعَبَ مَعْرُوفُكَ شُكْرِي، وَأَعْتَقْتَنِي مِنْ رِقِّ مَسْأَلَةِ اللِّئَامِ. الحديث: 2689 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 2690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ: أَوْلَى رَجُلٌ أَعْرَابِيًّا مَعْرُوفًا، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: النِّعَمُ ثَلاثَةٌ: نِعْمَةٌ فِي حَالِ كَوْنِهَا، وَنِعْمَةٌ تُرْجَى مُستَقْبَلَةٌ، وَنِعْمَةٌ تَأْتِي غَيْرَ مُحْتَسَبَةٍ عِنْدَ اللهِ عَلَيْكَ بِمَا أَنْتَ فِيهِ فِيمَا تَرْجُوهُ وَيَفْضُلُ عَلَيْكَ بِمَا لَمْ تَحْتَسِبْهُ. الحديث: 2690 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 2691 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص: 316] كان محمد بن اسع يَمُرُّ عَلَى رِبَاعِ إِخْوَانِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ؛ فَيُنَادِيهِمْ: أَيَا فلان! أيا فُلانُ! ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ، فَيَقُولُ: مَاتُوا وَاللهِ وَبَادُوا، إِنَّ نَعْلا فَقَدَتْ أُخْتَهَا لَسَرِيعَةُ اللِّحَاقِ بِصَاحِبَتِهَا. الحديث: 2691 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 2692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَعَزَّزَ بِالْمَعْصِيَةِ أَوْرَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الذِّلَّةَ، وَلا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ. الحديث: 2692 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 2693 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: أَسْلَمَ أَهْلُ بَدْرٍ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَأَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ خَشْيَةِ أَهْلِ بَدْرٍ. الحديث: 2693 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 2694 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى جَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 317] : «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ وَفَقِيرٌ وَشَهِيدٌ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2694 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 2695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلا قليلا} [النساء: 142] ؛ قَالَ: كَلا وَاللهِ! لَوْ كَانَ ذَلِكَ الْقَلِيلُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَقَبِلَهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رِيَاءً. الحديث: 2695 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 317 2696 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلامٍ قَالَ: [ص: 319] يُؤْذَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ فِي الْقِيَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِلا أكله الرِّبَا؛ فَإِنَّهُ لا يَقُومُ إِلا كَالَّذِي {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2696 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 2697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ؛ قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ أَبِي مِنْ عَرَفَةَ؛ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! لَوْلا أَنِّي فِيهِمْ؛ [ص: 320] لَرَجَوْتُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُمْ. الحديث: 2697 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 2698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي بُكَيْرٍ، عن عكرمة (فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ) [البقرة: 90] ؛ قَالَ: كُفْرُهُمْ بِعِيسَى وَكُفْرُهُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2698 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 2699 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: [ص: 321] أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَقْتُلُونَ فِي الْيَوْمِ ثَلاثَ مئة نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقُ بَقْلِهِمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ   [إسناده حسن] . الحديث: 2699 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 2700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ نا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، نا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ؛ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكَةٌ يُقَالُ لها: روزبة؛ هَكَذَا، قَالَ: إِنَّهَا قَتَلَتْ فِي يَوْمٍ سَبْعِينَ نَبِيًّا. قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: إِنَّهَا لَعَظِيمَةُ الْخَطِيئَةِ. الحديث: 2700 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 2701 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ - وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ -، فَقَالَ: ذَاكَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ. الحديث: 2701 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 2701 - / م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ رَجُلٌ: هَلْ كَتَبْتَ الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا جَارَنَا قَدْ كَتَبَ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 2702 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَخُو الْقَعْنَبِيِّ عِنْدَهُ كِتَابٌ عَنْ مَنْصُورٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: سَمِعْتَ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ مَنْصُورٍ؟ قَالَ: حَتَّى يَجِيءَ ابْنِي فأسأله. الحديث: 2702 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 2703 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ صَاحِبِكَ فَلَمْ تَنْتَظِرْهُ؛ فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ. الحديث: 2703 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 2704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: [ص: 323] حَضَرَ أَعْرَابِيٌ يَشْهَدُ عِنْدَ بَعْضِ الْقُضَاةِ لِرَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي: بِمَ تَشْهَدُ يَا أَعْرَابِيُّ؟ قَالَ: بِكُلِّ مَا اسْتَخْرَجَ اللهُ بِهِ حَقَّ صَاحِبِي. الحديث: 2704 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 2705 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ؛ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ! يَا وَيْلَهُ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2705 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 2706 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكُلا مِنْهَا رغدا حيث شئتما} [البقرة: 35] ؛ قَالَ: لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: الرَّغَدُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: الرِّزْقُ الْوَاسِعُ الَّذِي لا عَنَاءَ لِصَاحِبِهِ فِيهِ، وَهُوَ كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ فِيهِ؛ لأَنَّ الْحِسَابَ إِذَا وَقَعَ فِي شَيْءٍ وَقَعَ فِيهِ الْمُنَاظَرَةُ وَالتَّحْدِيدُ. الحديث: 2706 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 2707 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص: 325] سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ حَالا؟ قَالَ: مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 2707 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 2708 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ؛ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: لِمَ تَجْلِسُ إِلَى فُلانٍ وَقَدْ عَرَفْتَ عَدَاوَتَهُ لَكَ؟ قَالَ: أُخْبِي نَارًا وَأَقْدَحُ عَنْ عُودٍ. ثُمَّ أَنْشَدَ للمهاجر بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكِلابِيِّ: (وَإِنِّي لأَقْلِي الْمَرْءَ عَنْ غَيْرِ بِغْضَةٍ ... وَأُدْنِي أَخَا الْبَغْضَاءِ مِنِّي عَلَى عَمْدِ) (لِيُحْدِثَ وُدًّا بَعْدَ بَغْضَاءَ أَوْ تَرَى ... لَهُ مَصْرَعًا يُرْدِي بِهِ اللهُ مَنْ يُرْدِي) الحديث: 2708 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 2709 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلا عَلَى عَمَلٍ، فَرَأَى [ص: 326] عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُقَبِّلُ صَبِيًّا لَهُ، فَقَالَ: تُقَبِّلُهُ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ ! لَوْ كُنْتُ أَنَا مَا فَعَلْتُهُ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ قَدْ نُزِعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةُ؟ ! إِنَّ اللهَ لا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ إِلا الرُّحَمَاءَ. قَالَ: وَنَزَعَهُ عَنْ عَمَلِهِ، وَقَالَ: أَنْتَ لا تَرْحَمُ وَلَدَكَ؛ فَكَيْفَ تَرْحَمُ النَّاسَ؟ !   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2709 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 2710 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمُونٍ الْجَزَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الْحَضَرِ: ابْغِ لِيَ امْرَأَةً لا تُؤَهِّلُ دَارَهَا، وَلا تُؤْنِسُ جَارَهَا، وَلا تَنْفِثُ نَارًا. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: لا تُؤَهِّلُ دَارَهَا؛ أَيْ: لا تَبْرَحُ بَيْتَهَا وَلا تَأْتِي غَيْرَهَا؛ فَتُؤَهِّلُ مَنْزِلَهُمْ، وَلا تُؤْنِسُ جَارَهَا؛ قَالَ: لَيْسَتْ بِخَرَّاجَةٍ وَلا وَلاجَةٍ، وَلا تَنْفِثُ نَارًا؛ أَيْ: لا تَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ بِالنَّمِيمَةِ. الحديث: 2710 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 2711 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ غَزْوَانُ الرَّقَاشِيُّ الْعَابِدُ: لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ أَلا أَضْحَكَ أَبَدًا حَتَّى أَلْقَاهُ؛ فَأَنْظُرُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. الحديث: 2711 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 2712 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد الْحَنَفِيِّ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى أَعْرَابِيٍّ، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: سَأَتَخَطَّى ذَنْبَكَ إِلَى عُذْرِكَ، وَإِنْ كُنْتُ مِنْ أَحَدِهِمَا عَلَى يَقِينٍ وَمِنَ الآخَرِ عَلَى شَكٍّ؛ لِيَتِمَّ الْمَعْرُوفُ مِنِّي إِلَيْكَ، وَتَقُومُ الْحُجَّةُ مِنِّي عَلَيْكَ. الحديث: 2712 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 2713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ الزِّيَادِيُّ: عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: أَوْصَى حُبَيْشُ بْنُ زُهَيْرٍ النَّمِرَ بْنَ قَاسِطٍ، فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ بِالأَنَاةِ؛ فَإِنَّ بِهَا تُنَالُ الْفُرْصَةُ الحديث: 2713 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 2714 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: لأَنْ أَبِيتَ نَائِمًا وَأُصْبِحُ نَادِمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيتَ قَائِمًا وَأُصْبِحُ مُعْجَبًا. الحديث: 2714 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 2715 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 328] أَوْصَى حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ ابنه، فقال لَهُ: يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ وَصُحْبَةَ الْمُدْبِرِ؛ فَإِنَّكَ إِنْ صَحِبْتَهُ عَلِقَ بِكَ إِدْبَارُهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ بَعْدَ صُحْبَتِكَ إِيَّاهُ تَتَبَّعَتْ نَفْسُكَ آثَارَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ مُدْبِرًا أَوْفَى بِهِ عَلَى سَبِيلِ الْهَلَكَةِ، وَمَنْ شَاوَرَ مُدْبِرًا دَلَّهُ عَلَى طَرِيقِ حَيْرَةٍ. الحديث: 2715 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 2716 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لَوْ زِدْتَنَا مِنْ فَضْلِ لِسَانِكَ لَعَلَّنَا نَنْتَفِعُ بِهِ بَعْدَكَ. قَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلِي أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِي. الحديث: 2716 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 2717 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بعض الحكماء: وينبغي لِصَاحِبِ الدُّنْيَا أَنْ يَكُونَ فِي الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ الْمَرِيضِ الَّذِي لا بُدَّ لَهُ مِنْ قُوتٍ وَلا يُوَافِقُهُ كل الطعام، وبنبغي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ مِنْ سِيَاسَةِ نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ مِنَ الْمَرِيضِ، يُدَاوِيهَا مُدَاوَاتَهُ، وَيَحْمِيهَا حِمْيَتَهُ، وَيَتَّقِي عِلَّتَهَا اتِّقَاءَهُ عِلَّتَهُ. الحديث: 2717 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 2718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤْرِجٍ؛ قَالَ: كُنْتُ فِي بَادِيَةِ بَنِي حَنِيفَةَ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَّ حَكِيمًا مِنْ حُكَمَائِهِمْ جَمَعَ بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ لَهُمُ: اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تقاته، وإياكم والعزة بِتَوَاتُرِ النِّعَمِ، وَعَلَيْكُمْ فِيمَا فَرَّطْتُمْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكَثْرَةِ النَّدَمِ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَنْدَمُوا عَلَى تَفْرِيطِكُمْ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمْرِكُمْ أَوْشَكَ أَنْ تُقِيمُوا فِيمَا بَقِيَ مِنْ آجَالِكُمْ، وَلا تَجْعَلُوا لأَنْفُسِكُمْ هَمًّا سِوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَفْعَلُوا يَجْعَلِ اللهُ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِنْ حَيْثُ لا تَحْتَسِبُونَ، وَخَفِّفُوا ظُهُورَكُمْ مِنَ الْمَظَالِمِ تَسْلَمْ لَكُمْ حَسَنَاتُكُمْ غَدًا. الحديث: 2718 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 2719 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: نَظَرَ الْجَاثَلِيقُ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، فَسَجَدَ لَهُ، فَقَالَتْ لَهُ النَّصَارَى: لِمَ سَجَدْتَ لَهُ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِحَوَارِيِّ عِيسَى ابن مَرْيَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] . الحديث: 2719 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 2720 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: قِيلَ لِذِي الرُّمَّةِ: مَا لَكَ خَصَصْتَ فُلانًا بِمَدْحِكَ؟ فَقَالَ: لأَنَّهُ وَطَّأَ مَضْجَعِي وَأَكْرَمَ مَجْلِسِي،؛ فَحَقَّ لَهُ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَى شُكْرِي. الحديث: 2720 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 2721 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: اجْتَنِبُوا النَّاسَ، وَسَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ مِنْ أُمُورٍ تَحْدُثُ فِي الْقُرَّاءِ. الحديث: 2721 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 2722 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: وَاللهِ! مَا وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ قَطُّ فِي قَصْعَةِ رَجُلٍ إِلا ذَلَّتْ لَهُ رَقَبَتُهُ، وَمَا أَعْرِفُ مَوْضِعًا لِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ وَلا لِسَبْعٍ وَلا لِخَمْسٍ وَلا لِدِرْهَمٍ. الحديث: 2722 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 2723 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا لَقِيتَ صَاحِبَ هَوًى فِي طَرِيقٍ؛ فَخُذْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ. الحديث: 2723 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 331 2724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، نا عِصْمَةُ بْنُ سَالِمٍ الْهُنَائِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: [ص: 332] قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّ أَخَاكَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ فِي الْمَوْتِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُتَوَارٍ، فَقَالَ لِي: رُوَيْدَكَ نُمْسِي. فَلَمَّا أَمْسَيْنَا أُتِيَ بِبَغْلَةٍ، فَرَكِبَهَا وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، فَأَتَيْنَا جَابِرًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ عِنْدَهُ حَتَّى كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ؛ قَامَ الْحَسَنُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ وَهُوَ حَيٌّ ثُمَّ انْصَرَفْنَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2724 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 331 2725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ فَهْدٍ يَقُولُ: قَالَ لِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: "عِصْمَةُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو أُمِّي" الحديث: 2725 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 332 2726 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زينته} [القصص: 79] ؛ قَالَ: [ص: 333] خَرَجَ عَلَى أَلْفِ بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ عَلَيْهَا مَيَاثِرُ الأَرْجُوَانِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2726 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 332 2727 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ فَهْدٍ يَقُولُ: وَلَدُ سِيرِينَ: مَعْبَدٌ وَمُحَمَّدٌ وَيَحْيَى وَأَنَسٌ وَحَفْصَةُ وَكَرِيمَةُ بِنْتُ سِيرِينَ. وَالْحَسَنُ؛ فَهُمْ ثَلاثَةُ أُخْوَةٍ: الْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي [ص: 334] الْحَسَنِ وَعَمَّارُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ. الحديث: 2727 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 333 2728 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ حَدِيثًا رَوَاهُ؛ قَالَ: وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ. الحديث: 2728 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 2729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْغُدَانِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ دِينَارٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 337] كُنَّا عَلَى بَابِ الْحَسَنِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ عِنْدِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ مَيْمُونُ بْنُ سِنْبَاذَ، فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قِوَامُ أُمَّتِي بِشِرَارِهَا»   [إسناده مظلم] . الحديث: 2729 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 2730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عَرَفَ اسْمِي. فَقَالَ: مَتَى نَزَلْتَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي نَزَلَهُ أَهْلُهُ. قَالَ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ. قُلْتُ: عَلَى مَاذَا أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ؟ قَالَ: على السِّلْسِلَةَ. قلت: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِرِجَالٍ يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا، و (أما) أَنَا؛ فَرَجُلٌ شَيْخٌ ضَعِيفٌ أَخْرَقُ، أَخَافُ بِطَانَةَ السُّوءِ، فَإِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ؛ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ. وَاللهِ إِنِّي لأَتَعَارَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَذْكُرُ الأَمِيرَ فَلا يَأْتِينِي النَّوْمُ حَتَّى أُصْبِحَ، وَلَسْتُ لِلأميرَ عَلَى عَمَلٍ؛ فَكَيْفَ إِذَا كُنْتُ لَهُ عَلَى عَمَلٍ؟ ! وَاللهِ! مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ لَكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ. فَأَطْرَقَ سَاعَةً، فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: مَا رَأَيْتُ [ص: 339] النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا هَيْبَتَهُمْ لَكَ؛ فَإِنِّي وَاللهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأرض رجلا أجرأ عَلَى دَمٍ مِنِّي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ؛ فَإِنَّا إِنْ وَجَدْنَا غَيْرَكَ أَعْفَيْنَاكَ، وَإِنْ لَمْ نَجِدْ غَيْرَكَ أَقْحَمْنَاكَ. ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفْ. قَالَ: فَمَضَيْتُ، فَغَفَلْتُ عَنِ الْبَابِ يُمْنَةً، فَقَالَ: سَدِّدُوا الشَّيْخَ: الحديث: 2730 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 338 2731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ: (لا تُهْلِكِ النَّفْسَ إِسْرَافًا عَلَى طَمَعٍ ... إِنَّ الْمَطَامِعَ فَقْرٌ وَالْغِنَى يَأْسُ) قَالَ: وَأَنْشَدَ لآخَرَ: (رَأَيْتُ سَحَابَةً فَظَنَنْتُ غَيْثًا ... وَأَغْفَلْتُ الَّذِي صَنَعَتْ بِعَادٍ) الحديث: 2731 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 2732 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: [ص: 340] وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (ثَلاثَةٌ بَرَزُوا بِسَبْقِهِمْ ... نَضَّرَهُمْ رَبُّهُمْ إِذَا نُشِرُوا) (عَاشُوا بِلا فُرْقَةٍ حَيَاتَهُمُ ... وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَمَاتِ إِذْ قُبِرُوا) (فَلَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ بَصَرٌ ... يُنْكِرُ مِنْ فَضْلِهِمْ إِذَا ذُكِرُوا) الحديث: 2732 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 2733 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (وَكَمْ مِنْ مَاجِدٍ أَضْحَى عَدِيمًا ... لَهُ عَقْلٌ وَلَيْسَ لَهُ زَمَانُ) (كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَرَاهُ ... لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ) (وَمَا حُسْنُ الرِّجِالِ لَهَا بِزَيْنٍ ... إِذَا لَمْ يُسْعِدِ الْحُسْنَ الْبَيَانُ) الحديث: 2733 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 2734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ الرُّقَاشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّقَاشِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، نا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 341] : «إِذَا خَلُصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارَ؛ احْتَبَسُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ النَّارَ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى يُؤْخَذُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدينا؛ حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الجنة» . قال: وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا» . قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَشْبَهُ بِهِمْ إِلا أَهْلُ الْجُمُعَةِ حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ جُمْعَتِهِمْ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2734 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 2735 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ: دَعْوَةُ سِرٍّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ دَعْوَةَ عَلانِيَّةٍ. الحديث: 2735 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 2736 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ يَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّرَّاءِ، فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ، فَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ تَقُولُ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ، قَدْ كَانَ يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ، وَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ لا يَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّرَّاءِ، فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ، فَدَعَا؛ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مُنْكَرٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ، كَانَ لا يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ. فَلا يَشْفَعُونَ لَهُ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2736 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 2737 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ أَبُو سَعِيدٍ الْمَازِنِيُّ: [ص: 343] مَا تَلَذَّذْتُ لَذَاذَةً قَطُّ وَلا تَنَعَّمْتُ نَعِيمًا قَطُّ أَكْثَرَ عِنْدِي مِنْ بُكَاءِ حُرْقَةٍ. الحديث: 2737 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 2738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: أَمَا تَرَى إِلَى الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ مَا تَكَادُ تَجِفُّ لَهُ دَمْعَةٌ؟ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا قَرَحَ الْقَلْبُ نَدِيَتِ الْعَيْنَانِ. الحديث: 2738 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 2739 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِيَاسٍ يَقُولُ: لَوْ مَرَّ بِكَ رَجُلٌ أَقْطَعُ، فَقُلْتَ بِيَدِكَ وَأَشَرْتَ إِلَيْهِ: هَذَا أَقْطَعُ؛ [ص: 344] كَانَتْ غِيبَةً. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: صَدَقَ. الحديث: 2739 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 2740 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُولُ: قَالَ بَشِيرُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَطَاءً عَنْ مَسْأَلَةٍ وَعَطَاءٌ لا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ: أَيْنَ تَسْكُنُ؟ قَالَ: الْيَمَامَةَ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؟ قَالَ يَحْيَى: فَوَاللهِ مَا خَرَجَتْ مِنْ نَفْسِي؛ يَعْنِي: الْعُجْبَ. الحديث: 2740 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 2741 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَا بَقِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ نِلْتُهُ، وَمَا أَتَمَنَّى إِلا شَيْئًا وَاحِدًا، أَخًا أَرْفَعُ مَؤْنَةَ التَّحَفُّظِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ. الحديث: 2741 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 2742 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَلِيُّ بْنُ أَشْكَابٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ ثَابِتِ بن محمد الكفاني؛ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يَقُولُ: أَنَاةُ اللهِ حَيَّرَتْ قُلُوبَ الْمَظْلُومِينَ، وَحِلْمُ اللهِ بَسَطَ آمَالَ [ص: 345] الظَّالِمِينَ. الحديث: 2742 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 2743 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ؛ قَالَ بَعَثَ بَعْضُ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ بِمَالٍ، فَرَدَّهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! خُذْ فَإِنَّكَ مِسْكِينٌ. قَالَ: كَيْفَ أَكُونُ مِسْكِينًا وَمَوْلايَ (لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)) [طه: 6] ؟ ! الحديث: 2743 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 2744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ. [ص: 346] أَوْثَقُ مَا أَكُونُ بِالرِّزْقِ حِينَ يَجِيءُ الْخَادِمُ، فَيَقُولُ: مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ، وَلا دَقِيقٌ، وَلا مَاءٌ. الحديث: 2744 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 2745 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى الرَّفَّاءُ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ وَضُرَبَائِهِ، فَقَالَ: يَهْجُرُونَ وَيَجْفُونَ، وَلا يُجْلَسُ إِلَيْهِمْ. الحديث: 2745 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 346 2746 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ نَيْزَكٍ؛ قَالَ: [ص: 347] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى الْمَصَائِبِ، وَمَعَ الْغَفْلَةِ اسْتِلابُ النِّعَمِ، وَمَا أَصْغَرُ الْمُصِيبَةِ الْيَوْمَ مَعَ عِظَمِ الْفِتْنَةِ غَدًا! الحديث: 2746 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 346 2747 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص: 348] سَأَلَ زِيَادٌ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيَّةَ: أَيُّ الْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: عَيْنٌ خَرَّارَةٌ فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ تَعُولُ وَلا تُعَالُ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: فَرَسٌ فِي بَطْنِهَا فَرَسٌ يَتْبَعُهَا فَرَسٌ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟ قَالَ: حَجَرَانِ يَحْتَكَّانِ بَعْضُهُمَا بِبَعْضٍ، إِنْ أَخَذْتَ مِنْهُمَا نَفِدَا وَإِنْ تَرَكْتَهُمَا لَمْ تَزِدْ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الإِبِلِ؟ قَالَ: هِيَ لِمَنْ يُبَاشِرُهَا بِنَفْسِهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. الحديث: 2747 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 2748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِصْلاحُ الْمَعِيشَةِ الاجْتِهَادُ، وَأَعْوَنُهَا عَلَى الأَمْرِ تَرْكُ الذُّنُوبِ، وَأَحْسَنُ النَّاسِ عَيْشًا الْمُجْتَهِدُ الْمُوَفَّقُ. الحديث: 2748 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 2749 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَحِمَهُ اللهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي! لأَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْنِيَ عُمْرِي كُلَّهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَلَمَّا أَتَاهُ كِتَابُهُ أَجَابَهُ: سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي! لأَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مُهْتَمًّا بِأَمْرِ عِيَالِي أَحَبُّ [ص: 349] إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْنِيَ عُمْرِي كُلَّهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ؛ قَالَ: صَدَقَ أَخِي. الحديث: 2749 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 2750 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْهَيْثَمَ بْنَ الأَسْوَدِ، فَقَالَ لَهُ: مَا مالُكَ؟ قَالَ: الْقِوَامُ مِنَ الْعَيْشِ، وَالْغِنَى عَنِ النَّاسِ. فَقِيلَ لَهُ: أَلا خَبَّرْتَهُ؟ قَالَ: لَوْ قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَلِيلٌ حَقَّرَنِي، أَوْ إِنَّهُ كَثِيرٌ حَسَدَنِي. الحديث: 2750 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 2751 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنِ اسْتَطَالَ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ، وَبَخِلَ عَلَيْكَ بِمَالِهِ؛ فَمَا أَكْثَرَ فِي التَّصَاوِيرِ مِثْلَهُ. الحديث: 2751 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 2752 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْبَخِيلُ خَازِنُ أَعْدَائِهِ، وَالْحَلِيمُ مَرْغُوبٌ فِي إِخَائِهِ، وَالسَّفِيهُ يُزْهَدُ فِي لِقَائِهِ، وَلا دَوَاءَ لِمَنْ كَانَ سَبَبًا لِدَائِهِ. الحديث: 2752 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 2753 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ؛ قَال: [ص: 350] عُوتِبَ الْعَتَّابِيُّ عَلَى ترك النساء وتزويجهن، فَقَالَ: مُكَابَدَةُ الْعِفَّةِ عَنْهُنَّ أَيْسَرُ مِنَ الاهْتِمَامِ بِمَصْلَحَتِهِنَّ. الحديث: 2753 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 2754 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَتَدْرِي لِمَ اتَّخَذْتُكَ خَلِيلا؟ قَالَ: لا. قَالَ: لأَنِّي اطَّلَعْتُ عَلَى قَلْبِكَ. فَوَجَدْتُكَ تُحِبُّ أَنْ تُرْزَأَ وَلا تَرْزَأَ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 2754 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 2755 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ المدائني؛ قال: قَالَ مَسْلَمَةُ لِنُصَيْبٍ: سَلْنِي. قَالَ: لا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ كَفَّكَ بِالْجَزِيلِ أَكْثَرُ مِنْ مَسْأَلَتِي بِاللِّسَانِ. فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ. الحديث: 2755 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 2756 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ؛ قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ شَعْرَهُ، فَأَعْطَى الْحَجَّامَ دِرْهَمَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: يَكْفِيهِ دَانِقٌ! فَقَالَ: لا تُدْنِقُوا فَيُدْنَقُ عَلَيْكُمْ. الحديث: 2756 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 2757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سُئِلَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا الإِخْوَانُ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ الإِخْوَانُ يَفْتَقِدُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوصِلَ إِلَى أَخِيهِ الشَّيْءَ أَوْصَلَهُ مِنْ قِبَلِ الْجِيرَانِ أَوْ مِنْ قِبَلِ الْخَادِمِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ، وإن أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصِلَ أَخَاهُ بِشَيْءٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ فِي يَدِهِ لِيَذِلَّهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ [ص: 352] رَأَى مِنْهُ مُنْكَرًا هَابَهُ أَنْ يَنْهَاهُ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحُذَيْفَةَ المرعشي، قال: مَا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا. الحديث: 2757 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 2758 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 353] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ؛ فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً، وَإِلا؛ قَالَ: انْظُرُوا فِي تَطَوُّعِهِ، فَأَكْمِلُوا لَهُ الْفَرِيضَةَ مِنَ التَّطَوُّعِ، ثُمَّ الزَّكَاةُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ عَلَى ذَلِكَ» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَلَمْ يَرْفَعْ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2758 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 2759 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: [ص: 354] تُبْعَثُ الْخَلائِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنَّ السَّمَاءَ لَتَطِشُّ بِالْمَطَرِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَمَرَ إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةَ الصَّعْقِ وَهِيَ النَّفْخَةُ الأُولَى؛ فَيَمُوتُ أَهْلُ السماوات السَّبْعِ وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا بَيْنَهُنَّ، ثُمَّ يَمُوتُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ، فَتَمْكُثُ الْخَلائِقُ مَوْتَى مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ عَامًا   [رجاله ثقات] . الحديث: 2759 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 2760 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ [ص: 355] : {يخرج الخبء في السماوات وَالأَرْضِ} [النمل: 25] ؛ قَالَ: هُوَ الْمَاءُ. الحديث: 2760 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 2761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ زِيَادٌ رَجُلا مَنْ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ: مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَرْبَعُ خِصَالٍ: يَعْتَزِلُ الْمَرْءُ الرِّيبَةَ كُلَّهَا؛ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ مُرِيبًا كَانَ ذَلِيلا، وَأَنْ يُصْلِحَ مَالَهُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ أَفْسَدَ مَالَهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ، وَأَنْ يَقُومَ لأَهْلِهِ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَسْتَغْنُوا بِهِ عَنْ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ مَنِ احْتَاجَ أَهْلُهُ إِلَى النَّاسِ ذَهَبَ جَاهُهُ، وَأَنْ يَنْظُرَ مَا يَوَافِقُهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَيَلْزَمْهُ. الحديث: 2761 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 2762 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: وُصِفَ لابْنِ السَّمَّاكِ لَوْزِينَجٌ، فَقَالَ: مَا أَشَدَّ الْوَصَفِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْمَوْصُوفُ؛ فَإِنْ كَانَ حَاضِرًا، وَإِلا؛ فَلْيَفُوتْنَا ذِكْرُهُ كَمَا فَاتَنَا مَنْظَرُهُ. الحديث: 2762 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 2763 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: [ص: 356] سَأَلْتُ رَجُلا مِنَ الْعُبَّادِ عَنِ الشَّهِيقِ الَّذِي يَعْتَرِي الْبَاكِي بَعْدَ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ بَدْوُ الْبُكَاءِ تَنَفُّسًا وَزَفِيرًا وَآخِرُهُ شَهِيقًا؛ فَذَاكَ بُكَاءٌ مُوجِعٌ قَلِقٌ، وَإِذَا كَانَ دَمْعَتُهُ سَائِلَةٌ فِي هُدُوءٍ وَرِفْقٍ؛ فَتِلْكَ رِقَّةٌ فِي الْقَلْبِ يُلْقِيهَا إِلَى العيون من الشؤون، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ وَثَوَابٌ. الحديث: 2763 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 2764 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْمحُلِّمِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: تَرَنُّمُ الْحَزِينِ مَشْفَاةٌ لِكَمَدِهِ. الحديث: 2764 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 2765 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: كُلُّ مُطِيعٍ مُسْتَأْنِسٌ، وَكُلُّ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٌ وَكُلُّ مُحِبٍّ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ خَائِفٍ هَارِبٌ، وَكُلُّ رَاجٍ طَالِبٌ. الحديث: 2765 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 2766 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا زُهَيْرٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: [ص: 357] كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يُشَبَّهُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 2766 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 2767 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، نا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لآكِلِ الرِّبَا: خُذْ سِلاحَكَ لِلْحَرْبِ   [إسناده حسن] . الحديث: 2767 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 2768 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، نا أَبُو الْحَكَمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ فَرُّوخَ؛ قَالَ: [ص: 358] كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَذْكُرُ أَوْزَانَهُ لَكِي لا تَنْقُصَ. الحديث: 2768 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 2769 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَابِيِّ: أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاللهِ! لأَنْ نَتَّقِيَ اللهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَزْنِ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ ذَهَبًا أُنْفِقُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً، وَلَحِظُوُا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ؛ فَمَثَلُ هَؤلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُتَّقِينَ؟ ! هَيْهَاتَ! هَيْهَاتَ! خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللهِ؛ وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ، وَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا لَهُ وَاشْتِيَاقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرَقًا وَهَيْبَةً لَهُ، وَعِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَأُحْرِقُوا بِالنَّارِ، فَلَمْ يَجِدُوا لِمَسِّ النَّارِ أَلَمًا، وَآخَرُونَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ؛ فَتَفَصَّدُوا عَرَقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ، فَهَلْ مِنْ رَجُلٍ أَنَابَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَرِيعًا، وَأَخْفَى جَمِيلا، وَعَامَلَ حَبِيبًا، وَتَاجَرَ قَرِيبًا، وَعَاشَ [ص: 359] فِي الدُّنْيَا غَرِيبًا، وَقَدِمَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرْدًا وَحِيدًا؟ ! الحديث: 2769 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 2770 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ رب السماوات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»   [حديث صحيح] . الحديث: 2770 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 2771 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بصير} [البقرة: 265] ؛ قَالَ: هِيَ أَرْضُ مِصْرَ، إِنْ لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ زكت، وإن أصابها أَضْعَفَتْ. الحديث: 2771 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 2772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ؛ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، نا سُرَيْجُ بْنُ مَسْلَمَةَ التَّنُوخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ} [المائدة: 21] ؛ قال: كَانَ ستة رجال يَحْمِلُونَ عُنْقُودًا مِنْ عِنَبٍ، وَأَرْبَعَةُ رِجَالٍ يَحْمِلُونَ رُمَّانَةً، وَرَجُلانِ يَحْمِلانِ تِينَةً. الحديث: 2772 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 2773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص: 361] دَخَلَ الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ؛ الْتَفَتَ مَالِكٌ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَحَدُهُمَا أَوْسَعُ حَدِيثًا، وَالآخَرُ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ. الحديث: 2773 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 2774 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: لَمَّا خَرَجْتُ إِلَى يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ اكْتَرَيْتُ حِمَارًا فَرَكِبْتُهُ، فَجَعَلَ لا يَمْشِي كَمَا أُرِيدُ. فَقَالَ لِي الْمُكَارِيُّ: حَرِّكْ رَجْلَيْكَ يَمْشِي. فَقُلْتُ لَهُ: مَا كُنْتُ لأَحْمِلَهُ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ طَاقَتِهِ. الحديث: 2774 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 2775 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ نَفْسِي نَفْسٌ كَرِيمَةٌ؛ تُحِلُّ لِيَ الْمَيْتَةُ في وقتي هذا، وَلَيْسَ تَطْمَعُ فِي شَيْءٍ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. الحديث: 2775 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 2776 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ؛ قَالَ: [ص: 364] دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، فَرَأَى أَبِي الَّتِي فِي ظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! دَعْنِي أُعَالِجُهَا؛ فَإِنِّي طَبِيبٌ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللهُ الطَّبِيبُ]   [إسناده صحيح] . الحديث: 2776 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 2777 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلامٌ؛ قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَجِئْتُ، فاخذت بِيَدِهِ؛ فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2777 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 2778 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَجَبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالا: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ - قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ثِقَةً -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أهله قوتا دون، وَبَعْضُهُمْ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا فِيهِ [ص: 366] سَعَةٌ، وَبَعْضُهُمْ وَسَطًا؛ فَقِيلَ: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تطعمون أهليكم} [المائدة: 89] . قِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ يُوَقِّفُهُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. فَقَالَ: لكني احفظه عن ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ عَلِيٌّ: وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ مَوْقُوفًا عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2778 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 2779 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْسُطُ كفه للمؤمن، فيقول: يا ابن آدَمَ! هَذِهِ حَسَنَةٌ قَدْ عَمِلْتَهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ قَبِلْتُهَا، وَهَذِهِ خَطِيئَةٌ قَدْ عَمِلْتُهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ. فَيَسْجُدُ، فَيَقُولُ النَّاسُ: طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ الَّذِي لا يَجِدُ فِي صَحِيفَتِهِ إِلا حَسَنَةً - أَوْ قَالَ: فِي كتابه -   [إسناده جيد] . الحديث: 2779 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 2780 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عبد الرزاق، أَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: [ص: 367] كُنْتُ أَقْعُدُ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَيُحَدِّثُ، فَأَقُولُ: مَا بقي من عمله شَيْءٌ إِلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ. ثُمَّ أَقْعُدُ عِنْدَهُ مَجْلِسًا آخَرَ، فَيُحَدِّثُ، فَأَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئًا. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَكْثَرَ النَّاسُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: تَأَخَّرُوا عَنِّي. ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ الْعِرَاقِيَّ؛ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَإِذَا رَأَيْتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ؛ فَاسْأَلِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ. آخِرُ الْجُزْءِ التَّاسِعَ عَشَرَ، وَيَلِيهِ الْجُزْءُ الْعِشْرُونَ، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وحده، وصلاته عَلَى نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الحديث: 2780 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء العشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: سماعا عليه، وقال الأرتاحي: إجازة؛ أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني المعروف بابن الضراب قراءة عليه وأنا أسمع؛ أنا أبي، حدثنا أحمد بن مروان المالكي: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 2781 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 376] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ السَّلامَ؛ فَلْيَقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلامُ، ولا تبدؤوا قَبْلَ اللهِ بِشَيْءٍ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2781 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 2782 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو حَفْصٍ، عَنْ صَدَقَةٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَتْ يَمِينُهُ مِنْ عَضُدِهِ؛ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: [ص: 377] مَنْ رَآنِي؛ فَلا يَظْلِمَنَّ أَحَدًا. فَقُلْتُ: وَمَا حَالُكَ؟ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ؛ إِذْ مَرَرْتُ بِنَبْطِيٍّ قَدِ اصْطَادَ سَبْعَةَ أَنْوَانٍ، فَقُلْتُ: أَعْطِنِي نُونًا، فَأَخَذْتُ نُونًا وَهُوَ كَارِهٌ، فَانْقَلَبْتُ إِلَى النُّونِ وَهُوَ حَيٌّ بَعْدُ، فَعَضَّ إِبْهَامِي عَضَّةً يَسِيرَةً لَمْ أَجِدْ لَهَا أَلَمًا، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي، فَصَنَعُوهُ، فَأَكَلْنَاهُ، فَوَقَعَتِ الأَكَلَةُ فِي إِبْهَامِي، فَاتَّفَقَ لِي الأَطِبَّاءُ عَلَى أَنْ أَقْطَعَهَا، فَقَطَعْتُهَا ثُمَّ عَالَجْتُهَا، حَتَّى إذا قلت قد برأت؛ وَقَعَتْ فِي كَفِّي، ثُمَّ فِي سَاعِدِي، ثُمَّ فِي عَضُدِي، فَمَنْ رَآنِي؛ فَلا يَظْلِمَنَّ أَحَدًا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: بَكَّارُ بْنُ سُحَيْمٌ هَذَا شَيْخٌ مَدَنِيٌّ، وَبَكَّارٌ هُمْ عَشْرَةُ أَنْفُسٍ؛ فَأَقْدَمُهُمْ بَكَّارُ بْنُ سَلامٍ الْعَنْزِيُّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَكَّارٌ شَيْخٌ مَدَنِيٌّ حَدَّثَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ سُلَيْمٍ حَدَّثَ عَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى مِنْ آخِرِهِمْ حَدَّثَ عَنْهُ رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَبَكَّارُ بْنُ عُتْبَةَ السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَ عَنْ مَكْحُولٍ. الحديث: 2782 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 376 2783 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمٌ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! اغْتَنِمْ مُسَالَمَةَ مَنْ لا بُدَّ لَكَ بَعِيدًا أَوْ حَبِيبًا؛ حَتَّى تَأْمَنَ مِنْ سِعَايَةِ السَّاعِي بِكَ وَطَمَعِ الطَّامِعِ فِيكَ، وَلا تَغُرَّنَّكَ بَشَاشَةُ امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمَ مَا وَرَاءَهَا؛ فَإِنَّ دَفَائِنَ النَّاسِ فِي صُدُورِهِمْ، [ص: 378] وَخُدَعَهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ، وَلْتَكُنْ شِكَايَتُكَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى رَبِّ الدَّهْرِ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِكَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا أَمْضَاهُ فِيكَ وَفِي غَيْرِكَ مَعَ مَا أَحَبَّ الْعِبَادُ أَوْ كَرِهُوا. الحديث: 2783 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 377 2784 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْحُكَمَاءِ يَقُولُ: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: جَوَّادٌ، وَبَخِيلٌ، وَمُسْرِفٌ، وَمُقْتَصِدٌ؛ فَالْجَوَّادُ الَّذِي يَجُودُ بِنَصِيبِ دُنْيَاهُ وَنَصِيبِ آخِرَتِهِ جَمِيعًا فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ، وَالْبَخِيلُ الَّذِي لا يُعْطِي مِنْهَا نَصِيبًا، وَالْمُسْرِفُ الذي يجمعها لِدُنْيَاهُ، وَالْمُقْتَصِدُ الَّذِي يُلْحِقُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَصِيبَهُ. الحديث: 2784 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 2785 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: تَبِعَ رَجُلٌ حَكِيمًا سَبْعَ مئة فَرْسَخٍ فِي كَلِمَاتٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ. قَالَ لَهُ: هَاتِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّمَاءِ مَا أَثْقَلُ مِنْهَا، وَعَنِ الأَرْضِ مَا أَوْسَعُ مِنْهَا، وَعَنِ الْبَحْرِ مَا أَغْنَى مِنْهُ، وَعَنِ الْحَجَرِ مَا أَقْسَى مِنْهُ، وَعَنِ النَّارِ مَا أَحَرُّ مِنْهَا، وَعَنِ الزَّمْهَرِيرِ مَا أَبْرَدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: الْبُهْتَانُ عَلَى الْبَرِيءِ أَثْقَلُ مِنَ السماوات السَّبْعِ، وَالْحَقُّ أَوْسَعُ مِنَ [ص: 379] الأَرْضِ، وَقَلْبُ الْقَانِعِ أَغْنَى مِنَ الْبَحْرِ، وَقَلْبُ الْكَافِرِ أَقْسَى مِنَ الْحَجَرِ، وَشُحُّ الْحَرِيصِ أَحَرُّ مِنَ النَّارِ، وَالطَّاعَةُ أَبْرَدُ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ. الحديث: 2785 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 2786 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا حَجَّاجُ، نا هَمَّامُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْخَيْمَةَ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مَيْلا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يَرَاهُمُ الآخَرُونَ»   [إسناده قوي] . الحديث: 2786 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 2787 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا الْمُقَدِّمِيُّ، نا الْمُؤَمَّلُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جنتان} [الرحمن: 46] ؛ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2787 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 2788 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 381] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا حُلْوَةٌ؛ فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَاهُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 2788 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 2789 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ؛ فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَهُوَ يَمِيدُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2789 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 2790 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا يَعْقُوبُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، نا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ سَعْدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يَعْتَذِرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةَ: يَا آدَمُ! أَنْتَ الْيَوْمَ عَدْلٌ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ، قُمْ عِنْدَ الْمِيزَانِ، فَانْظُرْ مَا رُفِعَ إِلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَمَنْ رَجَحَ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ؛ حَتَّى يُعْلَمَ أَنِّي لا أُعَذِّبُ إِلا كُلَّ ظَالِمٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2790 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 2791 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: [ص: 383] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَقَلُّ الاعْتِذَارِ مُوجِبٌ لِلْقَبُولِ، وَكَثْرَتُهُ رِيبَةٌ. الحديث: 2791 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 2792 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ يوما عَلَى عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ يسألونه، يقولون: أَرَأَيْتَ؟ فَقَالَ لَهُمُ: اسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ: لا تَعْمَلُوا لِغَيْرِ اللهِ وَتَرْجُونَ الثَّوَابَ مِنَ اللهِ، وَلا يُعْجَبَنَّ أَحَدُكُمْ بِعَمَلِهِ وَإِنْ كَثُرَ؛ فَإِنَّهُ لا يَبْلُغُ أَحَدٌ مِنْكُمُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ كَقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الذُّبَابِ. الحديث: 2792 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 2793 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لو زدتنا من فَضْلِ لِسَانِكَ لَعَلَّنَا نَنْتَفِعُ بِهِ بَعْدَكَ. فَقَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلِي أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِي. الحديث: 2793 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 2794 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: لا تُظْهِرَنَّ خَوْفَكَ فَيَجْتَرِئُ عَلَيْكَ عَدُوُّكَ، وَلا تُكَابِدَنَّ مِنَ الأُمُورِ مَا أَدْبَرَ عَنْكَ وَقْتُهَا، وَأَكْرِمْ نَفْسَكَ بِالْكَفِّ عَنِ الْفُضُولِ، وَاحْفَظْ لِسَانَكَ لِيَوْمِ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَلا صَدِيقٌ لِذِي الْغِلْظَةِ، وَاصْرِفْ رَأْيَكَ عَمَّا يُورِثُ النَّدَمَ. الحديث: 2794 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 2795 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عنِ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ: إِنَّ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ لَشُغْلا عَمَّا نَهَى عَنْهُ. الحديث: 2795 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 384 2796 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 385] أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى حَتَّى كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرَاهُمْ، فَقَالَ: «الْمَرْأَةُ! الْمَرْأَةُ» . قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنْ تَكُونَ أُمِّي صَفِيَّةَ، فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا، فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِي إِلَى الْقَتْلَى، فَلَهَزَتْ فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ امْرَأَةَ جَلْدَةَ، وَقَالَتْ: إِلَيْكَ. فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْكِ. فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لأَخِي حَمْزَةَ، قَدْ بَلَغَنِي قَتْلُهُ؛ فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا. قَالَ: فَجِئْنَا بالثوبين لنكفن فيهما حَمْزَةَ؛ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَتِيلٌ قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ. فَقُلْنَا: نُكَفِّنُ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ وَالأَنْصَارِيُّ لا كَفَنَ لَهُ؟ ! فَقُلْنَا: لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ وَلِلأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ. فَقَدَّرْنَاهُمَا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا؛ فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي صَارَ لَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي الثَّوْبِ الَّذِي طَارَ لَهُ [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2796 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 384 2797 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سَجَدَ سَجْدَةً، فَطُفْتُ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ وَهُوَ سَاجِدٌ. الحديث: 2797 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 2798 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا ذَكَرَ النَّارَ وَلِهَ لِذِكْرِهَا فَكُنَّا نُخْرِجُهُ مِنْ مَنْزِلِهِ نُدِيرُهُ فِي الأَسْوَاقِ، فَإِذَا سَكَنَ عَنْهُ؛ رُدَّ إِلَى مَنْزِلِهِ. الحديث: 2798 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 2799 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: رَأَى حَسَّانٌ الرَّاهِبُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَشْتَرِي خُفًّا فِي الصَّيْفِ، فَقَالَ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! مَا تَصْنَعُ بِهَذَا الْخُفِّ؟ فَقَالَ: اشْتَرِيتهِ لِلشِّتَاءِ. فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ يَا سُفْيَانُ طَوِيلُ الأَمَلِ، قَدْ أَوْهَمْتَ نَفْسَكَ أَنَّكَ تَعِيشُ إِلَى الشِّتَاءِ. الحديث: 2799 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 2800 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَاقَبَهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَعْجَلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ، وَأَسْمَعَهُ رَجُلٌ كَلامًا، فَسَكَتَ عَنْهُ، وَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يَسْتَفِزَّنِي الشَّيْطَانُ، فَأَنَالُ مِنْكَ الْيَوْمَ مَا تَنَالُهُ مِنِّي فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، انْصَرِفْ عَنِّي عَافَاكَ اللهُ. الحديث: 2800 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 387 2801 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ أُسْقُفُ نَجْرَانَ لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَضِبَ عَلَيْهِ حِينَ قَنَّعَهُ بِقَضِيبٍ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبُ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلا يَبْخَلُ؛ فَإِنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدُ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلَّ عَنِ الْمُجَازَاةِ. الحديث: 2801 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 387 2802 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا بَكْرُ، أَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أُلْقِيَ يُوسُفُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَةَ عَشَرَ سَنَةً، وَكَانَ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَالْمُلْكِ وَالسَّجْنِ ثَمَانِينَ سَنَةٍ، ثُمَّ جُمِعَ لَهُ شَمْلُهُ؛ فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً. الحديث: 2802 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 2803 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَهُوَ يَبْكِي فِي مَسْجِدِ بَيْرُوتَ وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ، وَيَضْرِبُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا على رأسه، فقتلت: مَا يُبْكِيكَ؟ [ص: 389] فَقَالَ: ذَكَرْتُ {يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والأبصار} [النور: 37] . الحديث: 2803 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 2804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ يَتَمَرَّغُ عَلَى الرَّمْلِ مِثْلَ الْجَرَذَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ! مَنْ يَصُومُ عَنْكَ؟ ! من يصلي عنك؟ ! ومن يَتَرَضَّى لَكَ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ ! ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! أَلا تَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بَاقِي حَيَاتِكُمْ؟ ! مَنِ الْمَوْتُ مَوْعِدُهُ، وَالْقَبْرُ بَيْتُهُ، وَالثَّرَى فِرَاشُهُ، وَالدُّودُ أَنِيسُهُ، وَهُوَ مَعَ هَذَا يَنْتَظِرُ الْفَزَعَ الأَكْبَرَ، ثُمَّ لا يَعْرِفُ مُنْقَلَبَهُ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيْهِ. الحديث: 2804 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 2805 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَليِدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 390] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْلِيًا بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا أَوْ مُسَرْبِلُكَ سِرْبَالا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ؛ فَلا تَخْلَعْهُ، وَلا كَرَامَةَ» . الحديث: 2805 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 2806 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أبي سويد الذارع، نا أَشْعَثُ بْنُ بُرَازٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 391] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَخَلَّلُ بُيُوتَكُمْ كَمَا يَتَخَلَّلُهَا الْمَطَرُ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَيْفًا لا يَسُلُّهُ عَلَى أَحَدٍ، فَإِذَا سَلُّوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ؛ لَمْ يُغْمَدْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2806 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 2807 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا أَبِي الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ، عَنِ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَثَاهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ: (عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَسْلَمُوا بَعْدَ عِزِّهِمْ ... إِمَامَهُمُ لِلْمُنْكَرَاتِ وَلِلْغَدْرِ) (فَلَوْ أَنَّهُمْ سِيمُوا مِنَ الضَّيْمِ خُطَّةً ... لَجَادَ لَهُمْ عُثْمَانُ بِالْيَدِ وَالنَّصْرِ) (فَمَا كَانَ فِي دِينِ الإِلَهِ بِخَائِنٍ ... وَلا كَانَ فِي الأَقْسَامِ بِالضَّيِّقِ الصَّدْرِ) (وَلا كَانَ نَكَّاثًا لِعَهْدِ مُحَمَّدٍ ... وَلا تَارِكًا لِلْحَقِّ فِي النَّهْيِ وَالأَمْرِ [ص: 392] ) (فَإِنْ أَبْكِهِ أُعْذَرْ لِفَقْدِيَ عَدْلَهُ ... وَمَا بِيَ عَنْهُ مِنْ عَزَاءٍ وَلا صَبْرٍ) (فَهَلْ لامْرِئٍ يَبْكِي لِعِظَمِ مُصِيبَةٍ ... أُصِيبَ بِهَا ابْنُ عَفَّانَ مِنْ عُذْرِ) (فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَعْظَمَ مِيتَةً ... وَأَهْتَكَ مِنْهُ لِلْمَحَارِمِ وَالسِّتْرِ) (غَدَاةَ أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْرِهِمْ ... وَمَوْلاهُمُ فِي آلَةِ الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ)   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2807 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 2808 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، أَخْبَرَنِي عَوْفٌ، عَنْ قَسَّامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ أَهْبَطَ آدَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ عَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلَّ شَيْءٍ، وَزَوَّدَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةَ؛ فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ؛ غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَغَيَّرَ وَتِلْكَ لا تُغَيَّرُ   [إسناده ضعيف والأثر صحيح] . الحديث: 2808 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 392 2809 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِشَقِيقٍ: مَتَى أُوَفَّقُ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ؟ قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ أَحْدَاثَ يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ مُتَقَدِّمَةً عِنْدَ اللهِ. قُلْتُ: فَمَتَى أَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: إِنَّ الْيَقِينَ إِذَا تَمَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سُمِّيَ تَمَامُهُ تَوَكُّلا. قُلْتُ: فَمَتَى يَصِحُّ ذِكْرِي لِرَبِّي؟ قَالَ: إِذَا سَمَجَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِكَ، وَقَذَفْتَ أَمَلَكَ فِيمَا بَيْنَ يَدَيْكَ. قُلْتُ: فَمَتَى يَصِحُّ صَوْمِي؟ قَالَ: إِذَا جَوَّعْتَ قَلْبَكَ وَأَظْمَأْتَ لِسَانَكَ مِنَ الْفَحْشَاءِ. قُلْتُ: فَمَتَى أَعْرِفُ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كَانَ اللهُ لَكَ جَلِيسًا وَلَمْ تَرَ سِوَاهُ لِنَفْسِكَ أَنِيسًا. قُلْتُ: فَمَتَى أُحِبُّ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كَانَ مَا أَسْخَطَهُ أَمَرَّ عِنْدَكَ مِنَ الصَّبْرِ، وَكَانَ مَا يَنْزِلُ بِكَ هُوَ الْغُنْمُ وَالظَّفْرُ، وَجَدَّدْتَ لِذَلِكَ حَمْدًا وَشُكْرًا. قُلْتُ: فَمَتَى أَشْتَاقُ إِلَى رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ الآخِرَةَ لَكَ قَرَارًا، وَلَمْ تُسَمَّ لَكَ الدُّنْيَا مَسْكَنًا. قُلْتُ: فَمَتَى أَعْرِفُ لِقَاءَ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كُنْتَ تُقْدِمُ عَلَى حَبِيبٍ وَتُصْدِرُ عَنْ أَمَلٍ قَرِيبٍ. قُلْتُ: مَتَى أَسْتَلِذُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ الدُّنْيَا خَلَفَ ظَهْرِكَ، [ص: 394] وَجَعَلْتَ الآخِرَةَ نُصْبَ عَيْنِكَ، وَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرَاكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَقَدْ أَحْصَى عَلَيْكَ الدَّقِيقَ وَالْجَلِيلَ. قُلْتُ: فَمَتَى أَكْتَفِي بِأَهْوَنِ الأَغْذِيَةِ؟ قَالَ: إِذَا عَرَفْتَ وَبَالَ الشَّهَوَاتِ غَدًا وَسُرْعَةَ انْقِطَاعِ عُذُوبَةِ اللَّذَّاتِ. قُلْتُ: مَتَى أُوثِرُ اللهَ وَلا أُوثِرُ عَلَيْهِ سِوَاهُ؟ قَالَ: إِذَا أَبْغَضْتَ فِيهِ الْحَبِيبَ، وَجَانَبْتَ فِيهِ الْقَرِيبَ. الحديث: 2809 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 393 2810 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 395] : «لا تَرُدُّوُا الطِّيبَ؛ فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ، خَفِيفُ الْمَحْمَلِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2810 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 394 2811 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ؛ قَالَ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ، وَتَبْلَى كَمَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ، وَلا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً وَلا لَذَاذَةً، إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ؛ قَالُوا: {إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12] ، وَإِنْ عَمِلُوا مَا نُهُوا عَنْهُ؛ قَالُوا: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك} [النساء: 48، 116] ، أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ لَيْسَ مَعَهُ خَوْفٌ، لَبِسُوا جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمُدَاهِنُ. الحديث: 2811 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 2812 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا بَقِيَّةُ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهَا؛ قَالَ: إِنَّ الْعَرْشَ يَثْقُلُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَإِذَا قَامَ الْمُسَبِّحُونَ؛ خُفِّفَ عَلَيْهِمْ. الحديث: 2812 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 2813 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ: انْظُرْ مَنْ كَانَ رِضَاهُ عَنْكَ فِي إِحْسَانِكَ إِلَى نَفْسِكَ، وَكَانَ سَخَطُهُ عَلَيْكَ فِي إِسَاءَتِكَ إِلَى نَفْسِكَ؛ فَكَيْفَ تَكُونُ مُكَافَأَتِكَ إِيَّاهُ؟ ! الحديث: 2813 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 2814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن رَجُلا أُسِرَ وَكَانَ مَعَهُ تُقًى وَوَرَعٌ، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ، وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا أَنْ قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الْحَقِّ الْمُبِينِ الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! فَانْفَرَجَتْ عَنْهُ الصَّخْرَةُ، وَخَرَجَ [ص: 397] مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ أَخْرَجَهُ إِنْسَانٌ. الحديث: 2814 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 2815 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، نا أَبِي، عَنِ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: خَصَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَرْبَعِ خِصَالٍ لَمْ يَخْصُصْ بِهَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ: سَمَّاهُ الصِّدِّيقَ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا الصِّدِّيقَ غَيْرَهُ، وَهُوَ صَاحِبُ الْغَارِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلاةِ وَالْمُسْلِمُونَ شُهُودٌ. الحديث: 2815 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 2816 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ؛ فَوَجَدْتُ لِجَمِيعِ النَّاسِ تَوْبَةً إِلا مَنْ تَنَاوَلَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَجَزَ عَنْهُمُ التَّوْبَةَ. الحديث: 2816 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 2816 - / م - قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَحْرِ بْنِ شَاذَانَ؛ قَالَ: نا جَعْفَرٌ السوسي؛ قال: إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، عَنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 399] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ احْتَجَزَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 398 2817 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَضَعَ مَعْرُوفَهُ عِنْدَ مَنْ يَشْكُرُهُ. الحديث: 2817 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 399 2818 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 400] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تَضَعْ مَعْرُوفَكَ عِنْدَ فَاحِشٍ وَلا أَحْمَقَ وَلا لَئِيمٍ؛ فَإِنَّ الْفَاحِشَ يَرَى ذَلِكَ ضَعْفًا، وَالأَحْمَقَ لا يَعْرِفُ قَدْرَ مَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ، وَاللَّئِيمَ سَبَخَةٌ لا يُنْبِتُ وَلا يُثْمِرُ، وَلَكِنْ إِذَا أَصَبْتَ الْمُؤْمِنَ؛ فَازْرَعْهُ مَعْرُوفَكَ تَحْصُدْ بِهِ شُكْرًا. الحديث: 2818 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 399 2819 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْخِضَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ: يَا مُوسَى! تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتَعْمَلَ بِهِ، وَلا تَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّثَ بِهِ. الحديث: 2819 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 2820 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، [عَنْ إِبْرَاهِيمَ] ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 402] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2820 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 2821 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا جَرِيرُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي الإِنْجِيلِ: إن مَفَاتِيحَ كُنُوزِ قَارُونَ وَقْرُ سِتِّينَ بَغْلا غُرًّا [ص: 403] مُحَجَّلَةً، كُلُّ مِفْتَاحٍ مِنْهَا عَلَى قَدْرِ أُصْبُعٍ، لِكُلِّ مِفْتَاحٍ منها كنز (الأثر صحيح] . الحديث: 2821 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 402 2822 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى بَعْضِ الزُّهَّادِ: أَنَا - أَكْرَمَكَ اللهُ - رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِكَ، قَدْ أَوْبَقَتْنِي ذُنُوبِي وَكَثُرَتْ عُيُوبِي؛ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ يَقِفُ ذُو اللُّبِّ عَلَى مَا يَنْفَعُهُ، وَكَيْفَ يَجْتَنِبُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَضُرُّهُ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اعْلَمْ أَيُّهَا الرَّجُلُ أَنَّهُ مَنْ أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ شُغِلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، وَمَنْ تَعَرَّى عَنْ لِبَاسِ التَّقْوَى لَمْ يَسْتَتِرْ بِشَيْءٍ مِنَ اللِّبَاسِ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَمَنْ هَتَكَ جِلْبَابَ غَيْرَهُ انْكَشَفَتْ عَوْرَاتُ بَيْتِهِ، وَمَنْ نَسِيَ زَلَلَهُ اسْتَعْظَمَ زَلَلَ غَيْرِهِ، ومن سلم سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ، بِهِ وَمَنْ كَابَدَ الأُمُورَ عَطِبَ، وَمَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ، وَمَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعِلْمِهِ زَلَّ. الحديث: 2822 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 2823 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: شَرُّ الزَّادِ إِلَى الْمَعَادِ الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ، وَشَرٌّ مِنْ هَذَا الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ. الحديث: 2823 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 2824 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ بكربن عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 404] رَحِمَ اللهُ عَبْدًا عَمِلَ فِي طَاعَةِ اللهِ، فَإِنِ ابْتُلِيَ بِضَعْفٍ؛ كَفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ. الحديث: 2824 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 2825 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَهْلَ الْفَضْلِ يَقُولُونَ: وَجَدْنَا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهَةً. الحديث: 2825 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 404 2826 - سَمِعْتُ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ بِالْكُوفَةِ، فَحَدَّثَنَا ثُمَّ تَبِعْنَاهُ حَتَّى جَاءَ إِلَى الْقَصَّابِينَ، فَقَالَ: لِمَ تَتْبَعُونِي؟ ! أَلَيْسَ قَدْ جَلَسْتُ مَعَكُمْ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى السَّاعَةِ أُحَدِّثُكُمْ؟ ! قُلْنَا: بَلَى، قَدْ بَقِيَ مَعَنَا شَيْءٌ. فَقَالَ: اذْهَبُوا عَنِّي؛ فَإِنِّي رُبَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ لَحْمًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ، فَإِذَا تَبِعْتُمُونِي استَحْيَيْتُ مِنْكُمْ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ. الحديث: 2826 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 404 2827 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو تَوْبَةَ؛ قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: مَا أكثر الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: الإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ. وَسُئِلَ: مَنِ الْخَائِفُ؟ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الأَمْرَ الَّذِي يَخَافُ أَنْ يُعَذَّبَ عَلَيْهِ غَدًا. الحديث: 2827 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 2828 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى بَابِ قَتَادَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَفَقَدُوا قَدَحًا. قَالَ: فَحَجَّ قَتَادَةُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ. قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ أَعْرَابِيٌّ يَسْأَلُ: فَسَمِعَ قَتَادَةُ كَلامَهُ، فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُ الْقَدَحِ. فَسَأَلُوهُ، فَأَقَرَّ. الحديث: 2828 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 2829 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنِي حَلْبَسٌ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ؛ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ قَتَادَةَ، فَعَرَضَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَاسْتَفْتَاهُ، فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. فَقَالَ قَتَادَةُ: وَلَدَ تَمِيمٌ فُلانًا وَفُلانًا وَفُلانًا. قَالَ: مَنْ فُلانٍ. فَقَالَ لَهُ: وَلَدَ فُلانٌ فُلانًا وَفُلانًا؛ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ فَلَمْ يَزَلْ يَنْتَسِبُ أَبَاهُ حَتَّى اضْطَرَّهُ إِلَى أَبِيهِ. الحديث: 2829 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 2830 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: [ص: 407] بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مئة عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ مسيرة خمس مئة عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِ مئة عَامٍ، وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَبَيْنَ الماء مسيرة خمس مئة عَامٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ الْمَاءِ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ   [إسناده حسن] . الحديث: 2830 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 2831 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، عَنْ أَبِي هِلالٍ، عَنْ غَالِبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: [ص: 408] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعَ مَنْ أَدْرَكَنَا فِي زَمَانِنَا؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى وَرَعِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَدَعُ الْحَلالَ تَأَثُّمًا. الحديث: 2831 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 407 2832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا هُدْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُصْعَبٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ جَالِسًا وَقَدِ الْتَحَفَ بِرِدَائِهِ؛ فَلَمْ يُصِبِ الأَرْضَ مِنْهُ شَيْءٌ وَهُوَ جَالِسٌ. الحديث: 2832 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 2833 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثَ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثَ وَثَلاثِينَ سَنَةً. الحديث: 2833 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 2834 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص: 409] لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ طُعِنَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي بَطْنِهِ. قَالَ: فجيء بامرأة من طيء تُخَيِّطُ بَطْنَهُ. قَالَ: فَجَعَلَتْ تُخَيِّطُهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تُخَيِّطُ بَطْنُهُ؛ قَالَ: أَلَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: وَمَا يَشْغَلُكَ مَا أَنْتَ فِيهِ عَنْ سُؤَالِكَ إِيَّايَ؟ !   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2834 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 2835 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادًا لَمْ تُوَسِّخِ الدُّنْيَا قُلُوبَهُمْ، وَلَمْ تَغْلُلْ بِالْجَهْلِ صُدُورُهُمْ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُدِلُّونَ بِقُدْرَتِهِ، الْمُتَعَجِّبُونَ فِي عَظَمَتِهِ، الْمُتَلَذِّذُونَ فِي حِكْمَتِهِ، الذين شُغِلُوا بِهِ دُونَ الأَشْيَاءِ، وَقَدَّمُوهُ فِي الْمَحَبَّةِ عَلَى الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ؛ فَمَنَحَهُمْ مَحَبَّتَهُ تَعَالَى وَأَوْجَبَ لَهُمْ رَحْمَتَهُ، وَاسْتَوْدَعَهُمُ الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ، وَدَفَعَ بِهِمْ عَنْ عِبَادِهِ الْبَلاءَ، الْمُؤْنِسُونَ بِصَمْتِهِمْ، الْمُشَوَّقُونَ إِلَى رَؤْيَتِهِمْ، مَلأَتْ مَحَبَّةُ اللهِ صُدُورَهُمْ؛ فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِلْكَلامِ شَهْوَةً؛ وَلا لِغَيْرِ الأُنْسِ بِهِ لَذَّةً، نَظَرُهُمُ اعْتِبَارٌ، وَإِغْضَاؤُهُمُ ازْدِجَارٌ، لَمْ يُضَيِّعُوا عَمَلا وَجَدُوا لَهُ صِحَّةً، وَلَمْ يُرْضُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى نَفِيسِهَا عِلَّةً، وَلَمْ يَثِقُوا بِعَمَلٍ خَاطَبَهُمْ عَنِ لِسَانِ الْمَعِصَيَةِ، وَوَعَدَهُمُ التَّوَبَةَ دَرْكُ الأُمْنِيَّةِ، وَلَمْ يَجْعَلُوا سَعْيَهُمْ عَلَيْهِمِ حُجَّةً، شَاهَدُوا الدُّنْيَا بِأَجْسَادِهِمْ، وَغَابُوا عَنْهَا بِقُلُوبِهِمْ؛ فَلا الدُّنْيَا بِإِقَامَتِهِمْ فِيهَا عَرَفَتْهُمْ، وَلا الآخَرَةَ بِقُدُومِهِمْ جَهِلَتْهُمْ، خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَدْرُوا مَا شَكْلُهَا، كَأَنْ لَمْ يَكُونُوا فِيهَا قَطُّ مِنْ أَهْلِهَا. الحديث: 2835 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 409 2836 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ وَصَفَ أَخْلاقَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: [ص: 412] إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولَ لأَخٍ لِي صَغِيرٍ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» قَالَ: وَكَانَ إذا حضرت الصَّلاةَ بَسَطْنَا بِسَاطًا لَنَا، فَقَامَ وَصَفَّنَا خَلْفَهُ   [إسناده صحيح] ٍ. الحديث: 2836 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 410 2837 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص: 413] اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِثْلِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى وَمَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ وَمُحَمَّدِ بْنُ النَّضْرِ؛ فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى نَعِدَّ خِصَالَ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ. فَقَالُوا: جَمَعَ الْعِلْمَ وَالْفِقْهَ وَالأَدَبَ وَالنَّحْوَ وَاللُّغَةَ وَالزُّهْدَ وَالشِّعْرَ وَالْفَصَاحَةَ وَالْوَرَعَ وَالإِنْصَافَ وَقِيَامَ اللَّيْلِ وَالْعِبَادَةَ وَالْحَجَّ وَالْغَزْوَ وَالسَّخَاءَ وَالشَّجَاعَةَ وَالْفُرُوسِيَّةَ وَالشِّدَّةَ فِي بَدَنِهِ، وَتَرَكَ الْكَلامَ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، وَقِلَّةَ الْخِلافِ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ: (وَإِذَا صَاحَبْتَ فَاصْحَبْ مَاجِدًا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ) (قَوْلُهُ لِلشَّيْءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْ) الحديث: 2837 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 2838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: [ص: 414] رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِجُبَيْلٍ وَسَأَلْتُهُ: مُذْ كَمْ قَدِمْتَ الشَّامَ؟ قَالَ: مُذْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. فَقُلْتُ: هَنِيئًا لَكَ مُرَابِطٌ وَمُجَاهِدٌ. فَقَالَ: وَاللهِ! مَا قَدِمْتُ مُرَابِطًا وَلا مُجَاهِدًا، وَإِنَّمَا قَدِمْتُ الشَّامَ لأَشْبَعَ مِنْ خُبْزِ الْحَلالِ، تراني أحمل هذا الْحَطَبِ مِنَ الْجَبَلِ فَأَبِيعُهُ؛ فَلا يَرَانِي أَحَدٌ إِلا قَالَ: فَلاحٌ أَوْ حَمَّالٌ. الحديث: 2838 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 2839 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ؛ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَيَنْتَفِضُ نَفَضَاتٍ وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ إِلَى الْعَمُودِ حَتَّى يَسْكُنَ، فَلَمَّا أَنْ سَلَّمَ أَتَاهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي نَرَاهُ مِنْكَ؟ ! قَالَ: وَاللهِ! مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ قَطُّ؛ إِلا وَكَأَنَّي أَطَّلِعُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَزَبَانِيَةٌ خَلْفِي يَدْفَعُونِي فِيهَا. الحديث: 2839 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 2840 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْمَكِّيُّ يَقُولُ: كَانَ فَتًى بِمَكَّةَ لا ينام الليل، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: أَذْهَبَ [ص: 415] بِنَوْمِي عَجَائِبُ الْقُرْآنِ. الحديث: 2840 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 2841 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ - وَسُئِلَ -: لِمَ سُمِّيَ مُرَّةُ الطَّيِّبُ مُرَّةُ الطَّيِّبَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ مُرَّةُ الطَّيِّبَ لِحُسْنِ عِبَادَتِهِ. الحديث: 2841 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 2842 - حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، نا يَحْيَى، نا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، نا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: [ص: 416] سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا حَدُّ اللُّوطِيِّ؟ قَالَ: أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَعْلَى بِنَاءٍ فِي الْقَرْيَةِ فَيُرْمَى بِهِ مُنَكَّسًا يُتْبَعُ بِالْحِجَارَةِ   [الأثر صحيح] . الحديث: 2842 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 2843 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ السَّلامِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى الْخَلاءَ - أَوْ قَالَ: قَضَى الْحَاجَةَ -؛ لَمْ يَرْفَعْ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الأَرْضِ. الحديث: 2843 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 416 2844 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] ؛ قَالَ: [ص: 417] كَانَ يَوْمَئِذٍ فَقِيرًا إِلَى شِقِّ تَمْرَةٍ   [إسناده حسن] . الحديث: 2844 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 416 2845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ أَمْشِي، فَخَطَا خُطْوَةً ثُمَّ وَقَفَ، فَلَمَّا [ص: 418] أَنْ أَرَادَ أَنْ يَخْطُوَ الثَّانِيَةَ رَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: خِفْتُ أَنْ أُقْبَضَ فِي الْخُطْوَةِ الثَّانِيَةِ فَأُسْأَلُ: فِيمَا خَطَوْتُ الْخُطْوَةَ الثَّانِيَةَ؟ الحديث: 2845 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 2846 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قال زهير البابي: يا ابن أدم! عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ؛ فَاحْفَظْهَا مِنَ الْمَعَاصِي وَنَاصِبْ بِهِمَّتِكَ انْقِضَاءَ أَجَلِكَ، وَأَفْكِرْ فِي نِدَاءِ الْبَعْثِ وَغُبَارِ الْحَشْرِ، وَقَدْ أَحَاطَتِ الأَقْطَارُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَبِكُلِّ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، وَقَدْ تَكَشَّفَتْ مَهَاوِيلُ الآزِفَةِ، وَبَرَزَتْ لِلْعَيَانِ شَدَائِدُ الآخِرَةِ، وَعَلا الضَّجِيجُ، وَقَامَتِ الْقِيَامَةُ عَلَى سَاقٍ، وَاسْتُخْرِجَتْ مِنْ تَحْتِ الأَقْدَامِ أَرْضُ القرآن، وأظل رؤوس الْخَلائِقِ حَرُّ لَهَبِ الشَّمْسِ أَشَدُّ حَرًّا مِنْ شُوَاظِ النَّارِ، وَسَالَتِ الأَرْوَاحُ فِي الصُّدُورِ عِنْدَ ارْتِجَاجِ الأَرْضِ بِأَهْلِهَا، وَصَارَتِ السَّمَاءُ كَالدِّهَانِ؛ فما أعظم حجلتك يا ابن آدَمَ غَدًا إِذَا خَرَجَ اسمك من أَهْلِ الْعَارِ وَالرَّدَى فِي مجلس الملا، حِينَ لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنْكَ؛ فَانْظُرْ مَاذَا يَعُودُ عَلَى جِسْمِكَ مِنَ اسْمِكَ، وَمَاذَا يُحْصَى عَلَيْكَ مِنْ فِعْلِكَ، وَمَا جَرَتْ بِهِ الآثَامُ مِنْ رَسْمِكَ. الحديث: 2846 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 418 2847 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ: مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؛ كِتْمَانُ الصَّدَقَةِ وَالْمُصِيبَةِ وَالْمَرَضِ. الحديث: 2847 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 2848 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص: 420] سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: قِصَرُ الأَمَلِ. الحديث: 2848 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 2849 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ؛ قَالَ: بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ. الحديث: 2849 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 2850 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَقِيَ حَكِيمٌ حَكِيمًا، فَقَالَ لَهُ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: اجْهَلْ مَعْرِفَةَ مَنْ كُنْتَ تَعْرِفَهُ، وَلا تَتَعَرَّفْ إِلَى مَنْ لا تَعْرِفُ. الحديث: 2850 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 2851 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: كَانَ لِي أَخٌ، فَمَرِضَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخِي! اسْتَقَلَّ اللهُ إِنْ عَافَاكَ [ص: 421] أَنْ تَتُوبَ. قَالَ: يَا أَخِي! لا أَفْعَلُ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: الْقُدُومُ عَلَى مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ خَيْرٌ مِنَ الْبَقَاءِ مَعَ مَنْ لا يُؤْمَنُ شَرُّهُ. الحديث: 2851 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 2852 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، نا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ؛ قَالَ: [ص: 422] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى بَعِيرٍ حُرُنٍ غَلِيظٍ، فَكَأَنَّ رَجُلا رَثَى لَهُ، فَأَتَاهُ بِنَاقَةٍ وَطِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! بَعِيرُكَ حُرُنٌ، فَلَوْ رَكِبْتَ هَذِهِ. فَرَكِبَهَا، فَسَارَتْ بِهِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: (كَأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمِرْوَحَةٍ إِذَا ... تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ) ثُمَّ أَنَاخَ، فَنَزَلَ وَقَالَ: دُونَكَ نَاقَتَكَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ لِي الزِّيَادِيُّ: إِنَّمَا هُوَ بِمَرْوَحَةٍ بِالنَّصْبِ؛ أَيْ: أَرْضٌ ذَاتُ رِيحٍ، وَيُقَالُ: بَطْنُ وَادٍ مَرْوَحَةٌ. وَقَالَ الزِّيَادِيُّ: قَالَ لِي الأَصْمَعِيُّ: هَذَا بَيْتٌ جَيِّدٌ إِنْ كَانَ قَالَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلا يُحْفَظُ لأَبِي بَكْرٍ شِعْرٌ وَلا لِعُمَرَ شِعْرٌ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وهذا فلا شك إِلا تَمَثَّلَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2852 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 2852 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ كَانَ لَهُ إِحْسَانٌ وَأَيَادٍ جَمِيلَةٌ، وَكَانَ لَهُ بَنُو أَعْمَامٍ يَحْسُدُونَهُ، فَقَالَ يَوْمًا: إِنَّ لِي بَنِي أَعْمَامٍ يَحْسُدُونِي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عَلَى الصَّلْبِ. قَالَ: فَقَالُوا: وَكَيْفَ يَحْسُدُونَكَ عَلَى الصَّلْبِ؟ قَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَجْلِسِي مِنَ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ؛ فَاحْضُرُوا حَتَّى تَرَوْا. قَالَ: وَكَانَ مَجْلِسٌ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ يَجْلِسُ فِيهِ، فَجَلَسَ وَبَنُو عَمِّهِ حَوْلَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: مَا لَنَا نَرَاكَ مَغْمُومًا؟ فَقَالَ: قَدْ وَرَدَ كِتَابُ مُعَاوِيَةَ عَلَى زِيَادٍ أَنْ أُؤْخَذَ فَأُصْلَبَ مَعَ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ بَعْضُ بَنِي أَعْمَامِهِ، فَقَالُوا: بَلَغَ مِنْ قَدْرِكَ أَنْ تُصْلَبَ مَعَ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ؟ ! فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ حَوْلِهِ، فَقَالَ: اسْمَعُوا. [ص: 424] آخر الجزء العشرون، ويليه الحادي والعشرون إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على محمد وآله وصحبه وسلامه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 423 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الحادي والعشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، نا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 13 2853 - نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو سَلَمَةَ الْمُنَقِّرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ [ص: 14] : «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ من أَنْ أَظْلِمَ او أُظْلَمَ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2853 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 13 2854 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 16] : «نِعْمَ الإِدَامُ الخل» [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2854 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 15 2855 - وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: [ص: 17] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْجِبُهُ الصَّلاةُ فِي الْحِيطَانِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2855 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 16 2856 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ، فَاشْتَدَّتْ بِهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ، فَجَعَلُوا يَدْعُونَ لَهُ بِالرَّاحَةِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي مُحَشْرِجُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ لأَنَّ الْبَلاءَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ أَهْوَنُ مَا يَمُرُّ عَلَى الْعَبْدِ. ثُمَّ أَنْشَدَ ابْنُ عَائِشَةَ: (وَالْمَوْتُ أَهْوَنُ مَا يَمُرُّ عَلَى الْجِبِلَّةِ ... ) الحديث: 2856 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 17 2857 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: [ص: 18] قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةٍ أَوْ تَعْجِيلِ نِقْمَةٍ مِنْ إِقَامَةِ ظَالِمٍ عَلَى ظُلْمِهِ. الحديث: 2857 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 17 2858 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: [ص: 19] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ ثُمَّ غَضَّ طَرْفَهُ عَنْهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ؛ لَمْ يَرُدَّ طَرْفَهُ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2858 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 18 2859 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ الرُّومِيُّ، عَنْ أُمِّ طَلْقٍ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، فَرَأَيْتُهُ شَعِثًا شَاحِبًا، بِيَدِهِ صُوفٌ قَدْ جَعَلَ عُودَيْنِ وَهُوَ يَغْزِلُ بِهِ ذَلِكَ الصُّوفَ، فَنَظَرْتُ يُمْنَةً وَيُسْرَةً؛ فَلَمْ أَرَ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا، فَنَاوَلْتُهُ شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَوِيقٍ؛ فَقَالَ لِي: أَمَّا ثَوَابُكَ؛ فَعَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2859 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 19 2860 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 20] قَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَدَعُ الْمَالَ إِلَى جَنْبِهِ، وَلَوْ شَاءَ أَتَاهُ وَأَصَابَ مِنْهُ حَلالا، وَإِنَّهُ لَمَجْهُودٌ شَدِيدُ الْجَهْدِ، فَيُقَالُ لَهُ: رَحِمَكُ اللهُ! أَلا تَأْتِي هَذَا الْمَالَ فَتُصِيبَ مِنْهُ؟ فَيَقُولُ: لا، إِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي لَعَلِّي إِنْ أَتَيْتُهُ فَأَصَبْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَنْ يَكُونَ فَسَادَ قَلْبِي وَعَمَلِي. فَلا يَقْرَبُهُ حَتَّى يَمُوتَ بِجَهْدِهِ ذَلِكَ. الحديث: 2860 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 19 2861 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْخَوَّاصُ؛ قَالَ: قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمًا: أَئِمَّتِي أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ. الحديث: 2861 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 2862 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: مَا عَالَجَ الْمُتَعَبِّدُونَ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنَ اتِّقَاءِ حُبِّ الثَّنَاءِ وَهُمْ [ص: 21] يُرِيدُونَ بِذَلِكَ النَّاسَ. الحديث: 2862 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 2863 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: عَقْدُ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ. الحديث: 2863 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 21 2864 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مِهْرَانُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ؛ قَالَ: [ص: 22] سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لكل أواب حفيظ} [ق: 32] ؛ قَالَ: حَفِظَ ذُنُوبَهُ حَتَّى رَجَعَ عَنْهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2864 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 21 2865 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ كَرَامَةَ عَبْدٍ؛ أَصَابَهُ بِضِيقٍ فِي مَعَاشِهِ، وَسُقْمٍ فِي جَسَدِهِ، وَخَوْفٍ فِي دُنْيَاهُ؛ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ وَقَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ ذُنُوبٌ؛ شُدِّدَ بِهَا عَلَيْهِ الْمَوْتُ حَتَّى يَلْقَاهُ وَمَا عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِذَا هَانَ عَلَيْهِ عَبْدٌ؛ يُصِحُّ جَسَدَهُ، وَيُوسِّعُ عَلَيْهِ مَعَاشَهُ، وَيُؤَمِّنُهُ فِي دُنْيَاهُ؛ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ وَلَهُ حَسَنَاتٌ خُفِّفَ عَنْهُ بِهَا الْمَوْتُ حَتَّى يَلْقَاهُ وَمَا لَهُ عِنْدَهُ شَيْءٌ. الحديث: 2865 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 2866 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: [ص: 23] إِنِّي لَفَوْقَ أَبِي قُبَيْسٍ حِينَ وُضِعَ الْمَنْجَنِيقُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَنَزَلَتْ صَاعِقَةٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا تَدُورُ كَأَنَّهَا حِمَارٌ أَحْمَرُ، فَأَحْرَقَتْ أَصْحَابَ الْمَنْجَنِيقِ نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ رَجُلا. الحديث: 2866 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 2867 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ أَحِلُّوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي قَدْ أَحْلَلْتُ عَلَيْهِمْ رِضْوَانِي. الحديث: 2867 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 23 2868 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو بَكْرٍ الْعِجْلِيُّ، نا أَبُو عُقَيْلٍ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أُعْطِيَ طُولَ عُمْرٍ وَكَثْرَةَ مَالٍ [ص: 24] وَكَثْرَةَ أَوْلادٍ؛ فَكَانَ أَوْلادُهُ إِذَا كَبُرَ أَحَدُهُمْ لَبِسَ ثِيَابَ الشَّعْرِ وَلَحِقَ بِالْجِبَالِ وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرِ وَسَاحَ فِي الأَرْضِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ جَمَاعَتُهُمْ رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّى تَتَابَعَ بَنُوهُ عَلَى ذَلِكَ، وَأَصَابَ وَلَدًا بَعْدَ كِبَرٍ، فَدَعَا قَوْمَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ ولدا بعد ما كَبُرْتُ، وَتَرَوْنَ شَفَقَتِي عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنَّ هَذَا يَتَّبِعُ سُنَّةَ إِخْوَتِهِ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِي بَعْدِي أَنْ تَهْلِكُوا، فَخُذُوهُ الآنَ فِي صِغَرِهِ، فَحَبِّبُوا إِلَيْهِ الدُّنْيَا، فَعَسَى أَنْ يَبْقَى بَعْدِي عَلَيْكُمْ، فَبَنَوْا لَهُ حَائِطًا فَرْسَخًا فِي فَرْسَخٍ؛ فَكَانَ فِيهِ دَهْرًا مِنْ دَهْرِهِ، ثُمَّ رَكِبَ يَوْمًا؛ فَإِذَا عَلَيْهِ حَائِطٌ مُصْمَتٌ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْسِبُ خَلْفَ هَذَا الْحَائِطِ نَاسًا وَعَالَمًا، أَخْرِجُونِي أَزْدَدْ علما وألقى النَّاسَ، فَقِيلَ ذَلِكَ لِأَبِيهِ، فَفَزِعَ وَخَشِيَ أَنْ يَتَّبِعَ سُنَّةَ إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: اجْمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ لَهْوٍ وَلَعِبٍ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، ثُمَّ رَكِبَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ: لا بُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ. فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ الشَّيْخُ، فَقَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَجُعِلَ عَلَى عَجَلَةٍ وَكُلِّلَ بِالزَّبَرْجَدِ وَالذَّهَبِ، وَصَارَ حَوْلَهُ حَافَّتَانِ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُبْتَلًى، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: رَجُلٌ مُبْتَلًى. فَقَالَ: أَيُصِيبُ نَاسًا دُونَ نَاسٍ، أَوْ كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ؟ قَالُوا: كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ. قَالَ: وَأَنَا فِيمَا أَنَا فِيهِ مِنَ السُّلْطَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أُفٍّ لِعَيْشِكُمْ، هَذَا كَدَرٍ. فَرَجَعَ مَغْمُومًا مَحْزُونًا. فَقِيلَ لِأَبِيهِ، فَقَالَ: انْشُرُوا عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ لَهْوٍ وَبَاطِلٍ حَتَّى تَنْزِعُوا مِنْ قَلْبِهِ هَذَا الْحُزْنَ وَالْغَمَّ. فَلَبِثَ حَوْلا، ثُمَّ قَالَ: أَخْرِجُونِي. فَأُخْرِجَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الأَوَّلِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ هَرِمٍ قَدْ أَصَابَهُ الْهَرَمُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ مِنْ فِيهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ هَرِمٌ. قَالَ: [ص: 25] يُصِيبُ نَاسًا دُونَ نَاسٍ، أَوْ كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ إِنْ هُوَ عُمِّرَ؟ قَالُوا: كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ. قَالَ: أُفٍّ لِعَيْشِكُمْ، هَذَا عَيْشٌ لا يَصْفُو لِأَحَدٍ. فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَبُوهُ، فَقَالَ: احْشُرُوا عَلَيْهِ كُلّ لَهْوٍ وَبَاطِلٍ. فَحَشَرُوا عَلَيْهِ، فَمَكَثَ حَوْلا ثُمَّ رَكِبَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِسَرِيرٍ تَحْمِلُهُ الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: رَجُلٌ مَاتَ. قَالَ لَهُمْ: وَمَا الْمَوْتُ؟ ائْتُونِي بِهِ. فَأَتَوْهُ بِهِ، فَقَالَ: أَجْلِسُوهُ. قَالُوا: إِنَّهُ لا يَجْلِسُ. قَالَ: كَلِّمُوهُ. قَالُوا: إِنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ. قَالَ: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهِ؟ قَالُوا: نَدْفِنُهُ تَحْتَ الثَّرَى. قَالَ: فَيَكُونُ مَاذَا بَعْدَ هَذَا؟ قَالُوا: الْحَشْرُ. قَالَ لَهُمْ: وَمَا الْحَشْرُ؟ قَالُوا: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيَجْزِي كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ. قَالَ: وَلَكُمْ دَارٌ غَيْرُ هذا تُجَازُونَ فِيهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَرَمَى بِنَفْسِهِ مِنَ الْفَرَسِ وَجَعَلَ يُعَفِّرُ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، وَقَالَ لَهُمْ: مِنْ هَذَا كُنْتُ أَخْشَى، كَادَ هذا أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ وَلا أَعْلَمُ بِهِ، أَمَا وَرَبِّ مَنْ يُعْطِي وَيَحْشُرُ وَيُجَازِي؛ إِنَّ هَذَا آخِرُ الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ؛ فَلا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيَّ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ. فَقَالُوا: لا نَدَعُكَ حَتَّى نَرُدَّكَ إِلَى أَبِيكَ. فَرَدُّوهُ إِلَى أَبِيهِ وَكَادَ يَنْزِفُ دَمُهُ. فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ قَالَ؛ جَزَعِي لِيَوْمٍ يُعْطَى فِيهِ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ مُجَازَاتَهُمَا مَا عَمِلا مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. فَدَعَا بِثِيَابِ شَعْرٍ، فَلَبِسَهَا وَقَالَ: إِنِّي عَازِمٌ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ أَخْرُجَ. فَلَمَّا كَانَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ خَرَجَ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ مِنْ بَابِ الْقَصْرِ؛ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أسالك أَمْرًا لَيْسَ إِلَيَّ مِنْهُ قليل ولا كثير، وقد سَبَقَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، إِلَهِي لَوَدِدْتُ أَنَّ الْمَاءَ كَانَ فِي الْمَاءِ، وَأَنَّ الطِّينَ كَانَ فِي الطِّينِ، وَلَمْ أَنْظُرْ بِعَيْنَيَّ إِلَى الدُّنْيَا نظرة واحدة. [ص: 26] قال بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ: فَهَذَا رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ ذَنْبٍ لا يَعْلَمُ مَاذَا عَلَيْهِ فِيهِ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ يُذْنِبُ وَهُوَ يَعْلَمُ بِمَا عَلَيْهِ فِيهِ وَلا يَتَحَرَّجُ وَلا يَجْزَعُ وَلا يَتُوبُ؟ ! الحديث: 2868 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 23 2869 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ؛ قَالُوا: نا هَمَّامٌ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: [ص: 28] قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ؛ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمِهِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا؟ !»   [إسناده صحيح] . الحديث: 2869 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 26 2870 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَكِيدُكَ، فَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ؛ فَقُلِ: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحي القيوم} [البقرة: 255] ، حَتَّى تَخْتِمَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2870 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 29 2871 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص: 30] لَمَّا أَرْسَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الرِّيحِ عَلَى عَادٍ؛ اعْتَزَلَ هُودٌ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَظِيرَةٍ، مَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الرِّيحِ؛ إِلا مَا تَلِينُ عَلَيْهِ الْجُلُودُ وَتَلَتذُّهُ الأَنْفُسُ، وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ بِالْعَادِيَّ فَتَحْمِلُهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتَدْمَغُهُ بِالْحِجَارَةِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2871 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 29 2872 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قوله: (وَثَيَابَكَ فَطَهَّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ. قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ خَبِيثَ الْعَمَلِ قَالُوا: إِنَّ فُلانًا خَبِيثُ الثِّيَابِ، وَإِذَا كَانَ حَسَنَ الْعَمَلِ قَالُوا: إِنَّ فُلانًا طَاهِرُ الثِّيَابِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 2872 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 30 2873 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عكرمة في قوله تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لكم فرقانا} [الأنفال: 29] ؛ قَالَ [ص: 31] : «نَجَاةً» . الحديث: 2873 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 30 2874 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ لا لَقِيتُكَ إِلا عَلَى الَّذِي أُفَارِقُكَ عَلَيْهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2874 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 31 2875 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ: [ص: 32] بِمَ تُخَوِّفُنِي؛ فَوَاللهِ لَلْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، ولَبَطْنُ الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ظَهْرِهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2875 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 31 2876 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: الرِّيَاحُ ثَمَانٍ: أَرْبَعَةٌ رَحْمَةٌ، وَأَرْبَعَةٌ عَذَابٌ؛ فَالرَّحْمَةُ: [ص: 33] الْمُبَشِّرَاتُ، وَالْمُنَشِّرَاتُ، وَالْمُرْسَلاتُ، وَالرَّخَاءُ. وَالْعَذَابُ: الْقَاصِفُ، وَالْعَاصِفُ؛ وَهُمَا فِي الْبَحْرِ، وَالْعَقِيمُ، وَالصَّرْصَرُ؛ وَهُمَا فِي الْبَرِّ   [إسناده واه جداٍ] . الحديث: 2876 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 32 2877 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. الحديث: 2877 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 33 2878 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ! إِذَا عَرَفْتَ نَفْسَكَ؛ لَمْ يَضُرَّكَ مَا قِيلَ فِيكَ. الحديث: 2878 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 33 2879 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 34] أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى شَيْطَانًا يُفْتِي النَّاسَ فِي مَسْجِدِ مِنًى. الحديث: 2879 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 33 2880 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الحارث يحدث عَنْ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: مَا شَبَّهْتُ الْقَارِئَ إِلا بِالدِّرْهَمِ الزَّيْفِ؛ إِذَا قَشَّرْتَهُ خَرَجَ مَا فِيهِ. الحديث: 2880 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 34 2881 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَقَالَ لِي: مَا أَخَافُ عَلَى دَمِي إِلا مِنَ الْقُرَّاءِ أَوِ الْعُلَمَاءِ. فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ شَزْرًا؛ فَنَفَضَ يَدَهُ فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ [ص: 35] لِي: أَنَا قُلْتُهُ؟ إِنَّمَا قَالَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ. الحديث: 2881 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 34 2882 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يزيد بن هارون، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَمْنَعُ، لَمْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ؛ إِلا أَصَابَهُمْ مِنْهُ بِعَذَابٍ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2882 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 2883 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ ذُرَيْحٍ الْحِمْيَرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 36] بِتُّ عِنْدَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَا وَجَابِرُ بْنُ سَهْلٍ، فَقَالَ لَهُ عُقْبَةُ: لَئِنْ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ لَتَنْدَمَنَّ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ أَنْدَمُ إِنْ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ أَنْ تَرَى عَبْدَ بَنِي فُلانٍ فَوْقَكَ فَتَنْدَمَ مِنْ أَلا تَكُونَ أَعْطَيْتَ ثَوْبًا أَوْ رَغِيفًا فَتَلْحَقَ بِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2883 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 2884 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ بِأَرْضٍ فِيهَا فَتًى جَمِيلٌ يَتَعَبَّدُ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ بَعْدَ شَهْرٍ وَقَدْ لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ وَالرِّيحُ وَالْبَرْدُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ؛ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! كَأَنَّمَا أُحْرِقَ جَمَالُ هَذَا الْفَتَى بِالنَّارِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْفَتَى، فَقَالَ: بَلَغَ بِي خَوْفُ النَّارِ مَا تَرَى؛ فَكَيْفَ لَوْ دَخَلْتَ فَرَأَيْتَنِي فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ ! الحديث: 2884 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 2885 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ مَا لا أُحْصِيهِ. يَقُولُ النَّاسُ: يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لا يَقْبَلُ شَيْئًا! مَا أَعْطَانِي إِنْسَانٌ شَيْئًا فَأَقْبَلُهُ. الحديث: 2885 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 2886 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ وَأَتَاهُ شَيْخٌ فَقَالَ لَهُ: [ص: 37] يَا أَبَا نَصْرٍ! تذكر ونحن نتجارح وَمَعَنَا السَّكَاكِينُ فِي الشُّونِيزِيَّةِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ بِشْرٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ! حَفِظْتَ مَا لا يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِ. الحديث: 2886 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 2887 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي لَيْثٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 39] : «عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينِ الْبَغِيضِ النَّافِعِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ إِنَّهُ لَيَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنَ الْوَسَخِ» . وَقَالَتْ: كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ شَيْئًا لا تَزَالُ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَحَدُ طَرَفَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2887 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 37 2888 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ تُبَيْعٍ ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ؛ أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ يُحْسِنُ فِيهَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؛ كَانَ أَجْرُهُ فِيهِنَّ كَأَجْرِ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ. الحديث: 2888 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 39 2889 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ، نا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ الْخَصَّافُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص: 40] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعِ بَوْلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَلا نَحُوطُ لَكَ حَائِطًا مِنَ الْحُجْرَةِ فَهُوَ أَنْظَفُ لَكَ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ! أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ [ص: 41] إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللهُ لَهُ مَوْضِعَ سجوده» إسناده واه جدا] . الحديث: 2889 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 39 2890 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُوَرِّعٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: دُعَاءُ مُوسَى حِينَ وجه إلى فرعوه، وَدُعَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَدُعَاءُ كُلِّ مَكْرُوبٍ: «كُنْتَ وَتَكُونُ، كُنْتَ حَيًّا لا تَمُوتُ، تَنَامُ الْعُيُونُ وَتَنْكَدِرُ النُّجُومُ وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، يَا حَيُّ! يَا قَيُّومُ!»   [إسناده واه جدا] . الحديث: 2890 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 41 2891 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُدْلِجُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ: [ص: 42] أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ هَبَطَ عَلَى يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ! تَمَلَّقْ إِلَى رَبِّكَ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ! كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: يَا كَثِيرَ الْخَيْرِ! يَا دَائِمَ الْمَعْرُوفِ! قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ: لَقَدْ دَعَوْتَنِي بِدُعَاءٍ لَوْ كَانَ ابْنَاكَ مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُمَا لَكَ. الحديث: 2891 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 41 2892 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، نا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ؛ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْظَرُ إِلَى حَسَنَاتِهِ قَدْ جُمِعَتْ لَهُ، فيظن أنها تنجيه، فيصبح صَائِحٌ بِالْخَلْقِ: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ فُلانٍ؛ فَلْيَأْتِ. فَيَأْتِي أَبَوَاهُ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ وَوَلَدُهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ظُلْمُ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا، فَيَقُولُ: خُذُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ مَا ظَلَمَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ عَلَى حَسَنَاتِهِ؛ حَتَّى تَفْنَى، وَقَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ مَظَالِمُ كَثِيرَةٌ، فَيُقَالُ: يَا رَبُّ! قَدْ ذَهَبَتْ حَسَنَاتُهُ وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ مَظَالِمُ، فَيُقَالُ: خُذُوا مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَاطْرَحُوهَا عَلَيْهِ بِقَدْرِ مَا ظَلَمَهُمْ، ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ   [إسناده حسن] . الحديث: 2892 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 42 2893 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غَفْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: الذَّنْبُ الَّذِي لا يُتْرَكُ: مَظَالِمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّى يَأْخُذَهَا بِعَدْلِهِ وَحُكْمِهِ (إسناده ضعيف] . الحديث: 2893 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 43 2894 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ لِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: يَا عَبْدَ اللهِ! إِذَا أَنَا مِتُّ؛ فَصَيِّرْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ دَايَةَ؛ فِيمَنْ يُغَسِّلُنِي. فقال: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِسْمَاعِيلُ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ؛ فَأَيُّ شَيْءٍ مَذْهَبُكَ فِي هَذَا؟ قَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامَ، فَخَدَمَنِي وَلَمْ أُكَافِئْهُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أنَّهُ لَيُسَرُّ أَنْ يَكُونَ فِيمَنْ يُغَسِّلُنِي، فَيَكُونَ هَذَا مُكَافَأَةً لِمَا كَانَ مِنْهُ. الحديث: 2894 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 43 2895 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُصْعَبٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، وَاللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا أُلْطِفَ. الحديث: 2895 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 2896 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: الْحُرُّ مَنْ أَعْتَقَتْهُ الْمَحَاسِنُ، وَالْعَبْدُ مَنِ اسْتَعْبَدَتْهُ الْمَقَابِحُ. الحديث: 2896 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 2897 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مُعَالَجَةُ الْمَوْجُودِ خَيْرٌ مِنَ انْتِظَارِ الْمَفْقُودِ. الحديث: 2897 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 2898 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إبراهيم الْحَرْبِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمًا قَطُّ إِلا وَجَدْتُهُ رَقِيقَ الْمُرُوءَةِ. الحديث: 2898 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 2899 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الزُّبَيْرُ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص: 45] عُرِضَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَخْزُومِيَّةُ أُمُّ إِدْرِيسَ وَسُلْيَمانَ وَعِيسَى بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ، وَقَدْ وَافَى حَاجًّا، فَصَاحَتْ بِهِ وَهُوَ فِي الطَّوَافِ، وَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! احْمِلْ عَنِّي كَلَّكَ، أَوْ أَعِنِّي عَلَى حَمْلِهِ لَكَ، مَعِي بَنُو عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ صِبْيَةً لا مَالَ لَهُمْ، وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَتْ بِذَاتِ مَالٍ؛ فَأُنْشِدُكَ اللهَ أَنْ يُفَارِقَ احْتِمَالَكَ مَا يَلْزَمُكَ احْتِمَالُهُ مِنْهُمْ وَأَعِنِّي عَلَيْهِمْ، وَلا تُحَوِّجْنِي إِلَى اطراحهم؛ فَإِنِّي خَائِفَةٌ عَلَيْهِمْ أن فَعَلْتُ ذَلِكَ أَنْ يَضِيعُوا. قَالَ: يَا رَبِيعُ! مَنْ هَذِهِ؟ فَنَسَبَهَا لَهُ، فَقَالَ: هَكَذَا وَاللهِ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ نِسَاءُ قَوْمِي. وَأَمَرَ بِرَدِّ ضِيَاعِ أَبِيهِمْ عليها وَأَمَرَ لَهَا بِأَلْفِ دِينَارٍ. قَالَ عُثْمَانُ: كَانُوا هَؤُلاءِ هَرَبُوا حِينَ قُتِلَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِفَخٍّ فِي أَيَّامِ مُوسَى، فَمَضَى إِدْرِيسُ إِلَى الْمَغْرِبِ؛ فَبِهَا وَلَدُهُ إِلَى الْيَوْمِ. الحديث: 2899 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 2900 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا [وَعَادَهُ] النَّاسُ بِمَدِينَةِ السَّلامِ: إِنَّ فِي قَصْرِيَ السَّاعَةَ لأَلْفَ مَحْمُومَةٍ. الحديث: 2900 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 45 2901 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نا أَبُو زَيْدٍ، نا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ؛ قَالَ: سَلَّمَ رَجُلٌ عَلَى قَتَادَةَ، فَقَالَ [لِي] : انْظُرْ أَتَرَاهُ أَعْوَرَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ أَعْوَرُ. قَالَ: قُلْ لَهُ: اسْمُكَ عُمَرُ؟ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ عَرَّافِ الْيَمَامَةِ نَسَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَبِي. قَالَ لَهُ قَتَادَةُ: صَدَقْتَ، هُوَ أَخْبَرَنِي أَنَّ لَهُ ابْنًا أَعْوَرَ اسْمُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلامَكَ رَأَيْتُ كَلامَكَ يُشْبِهُ كَلامَهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّكَ ابْنُهُ. الحديث: 2901 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 2902 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ سَنَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا أَرَاكَ تَسْأَلُ إِلا عَمَّا اخْتُلِفَ فِيهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: ومن يَعْقِلُ يَسْأَلُ عَمَّا لا يُخْتَلَفُ فِيهِ؟ قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ سَأَلْتَنِي تَحْفَظُهُ؟ قُلْتُ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَعَدْتُهُ عَلَيْكَ. قَالَ: نَعَمْ. فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ. الحديث: 2902 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 2903 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ؛ قَالَ: [ص: 49] وَفَّدَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي وَفْدِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ خَرَجَ مُبْتَدِئًا بِقَرَابَتِهِ وَحَشَمِهِ وَأَهْلِهِ، وَغَاشِيَتِهِ مِنْ جُلَسَائِهِ، وَقَدْ نَزَلَ فِي أَرْضِ صَحْصَحٍ فِي عَامٍ قَدْ كَثُرَ وَسْمِيُّهُ، وَأَخْرَجِتِ الأَرْضُ فِيهِ زِينَتَهَا مِنَ اخْتِلافِ أَلْوَانِ نَبْتِهَا، وَقَدْ ضُرِبَ لَهُ سُرَادِقٌ مِنْ حَبْرَةٍ مُلَوَّنَةٍ وَفُرِشَ لَهُ أَلْوَانُ الفرش، وزينت: أحسن الزِّينَةِ، وَقَدْ أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ؛ فَأَخْرَجْتُ رَأْسِي مِنْ نَاحِيَةِ الْفُسْطَاطِ، فَنَظَرَ [ص: 50] إِلَيَّ شِبْهَ الْمُسْتَنْطِقِ لِي، فَقُلْتُ: أَتَمَّ اللهُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نِعَمَهُ، وَسَوَّغَكَهَا بِشُكْرِهِ، وَجَعَلَ مَا قَلَّدَكَ مِنَ الأَمْرِ رُشْدًا، وَعَاقِبَةَ ما تؤول إِلَيْهِ حَمْدًا، وخَلَّصَهُ لَكَ بِالْبَقَاءِ، وَكَثَّرَهُ لَكَ بِالنَّمَاءِ، وَلا كَدَّرَ عَلَيْكَ مِنْهَ صَافِيًا، وَلا خَلَطَ بِسُرُورِهِ الرَّدَى؛ فَقَدْ أَصْبَحْتَ لِلْمُسْلِمِينَ ثِقَةً وَمُسْتَرَاحًا، إِلَيْكَ يَفْزَعُونَ وَإِلَيْكَ يَصْدُرُونَ، وَمَا أَجِدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ حَدِيثِ مَنْ سَلَفَ مِنْ قَبْلِكَ مِنَ الْمُلُوكِ؛ فَإِنْ أَذِنَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْهُ بِهِ. فَاسْتَوَى جَالِسًا وَكَانَ متكئا؛ فقال: هات يا ابن الأَهْتَمِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ فِي عَامٍ مِثْلِ عَامِنَا هَذَا إِلَى الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ فِي عَامٍ قَدْ بَكَرَ وَسْمِيُّهُ، وَتَتَابَعَ وَلِيُّهُ، وَأَخَذَتِ الأَرْضُ مِنْهُ زُخْرُفَهَا وَزِينَتَهَا، وَكَانَ قَدْ أُعْطِيَ بَسْطَةً فِي الْمُلْكِ مَعَ الْكَثْرَةِ وَالْغَلَبَةِ وَالْقَهْرِ، فَنَظَرَ فَأَنْفَذَ النَّظَرَ، فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِلْمَلِكِ. قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ؟ قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا حَمَلَةِ الْحُجَّةِ، وَلَمْ تَخْلُ الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ فِي عِبَادِهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ؛ فَتَأْذَنُ لِي بِالْجَوَابِ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْتَ فِيهِ؛ أَشَيْءٌ لَمْ تَزَلْ فِيهِ أَمْ شَيْءٌ صار إِلَيْكَ مِيرَاثًا وَهُوَ زَائِلٌ عَنْكَ وَصَائِرٌ إِلَى غَيْرِكَ كَمَا صَارَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَذَلِكَ هُوَ. قَالَ: فَلا أَرَاكَ إِنَّمَا أُعْجِبْتَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ لا تَكُونُ فِيهِ إِلا قَلِيلا وَتُنْقَلُ عَنْهُ طَوِيلا؛ فَيَكُونُ غَدًا عَلَيْكَ حِسَابًا. قَالَ: وَيْحَكَ! فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ وَأَيْنَ الْمَطْلَبُ؟ فَأَخَذَتْهُ الأَقْشَعْرِيرَةُ، قَالَ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فِي مُلْكِكَ فَتَعْمَلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَلَى مَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ وَأَمَضَّكَ وَأَرْمَضَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَنْخَلِعَ عَنْ مُلْكِكَ وَتَضَعَ تَاجَكَ وَتُلْقِيَ عَلَيْكَ أَطْمَارَكَ وَتَعْبُدَ [ص: 51] رَبَّكَ فِي هَذَا الْجَبَلِ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَجَلُكَ. فَقَالَ: إِنِّي مُفَكِّرٌ اللَّيْلَةَ وَأُوَافِيكَ فِي السَّحَرِ، فَأُخْبِرُكَ إِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ. فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ قَرَعَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَقَالَ: إِنِّي اخْتَرْتُ هَذَا الْجَبَلَ وَفَلَوَاتَ الأَرْضِ وَقَفْرَ الْبِلادِ، وَقَدْ لَبِسْتُ عَلَيَّ أمْسَاحِي وَوَضَعْتُ تَاجِي، فَإِنْ كُنْتَ رَفِيقًا؛ فَلا تُخَالِفْ. فَلَزِمَا وَاللهِ الْجَبَلَ حَتَّى أَتَاهُمَا أَجَلُهُمَا جَمِيعًا. وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَخُو تَمِيمٍ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: (أَيُّهَا الشَّامِتُ الْمُعَيِّرُ بِالدَّهْرِ ... أَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ الْمَوْفُورُ) (أَمْ لَدَيْكَ الْعَهْدُ الْوَثِيقُ مِنَ الأَيَّامِ ... بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ) (مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ) (أَيْنَ كِسْرَى كِسْرَى الْمُلُوكِ أَنُو ... سَاسَانَ أَمْ أَيْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ) (وَبَنُو الأَصْفَرِ الْكِرَامُ مُلُوكُ الرُّومِ ... لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ مَذْكُورُ) (وَأَخُو الْحَضَرِ إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ ... دِجْلَةُ تُجْبَى إِلَيْهِ وَالْخَابُورُ) (شَادَهُ مَرْمَرًا وَجَلَّلَهُ كِلْسًا ... فَلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وُكُورُ) (لَمْ يَهَبْهُ رَيْبُ الْمَنُونِ فَبَادَ ... الْمُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ) (وَتَذَكَّرْ رَبُّ الْخَوَرْنَقِ إِذْ ... أَشْرَفَ يَوْمًا وَلِلْهُدَى تَفْكِيرُ) (سَرَّهُ مَالُهُ وَكَثْرَةُ مَا يَمْلِكُ ... وَالْبَحْرُ مُعَرِّضٌ وَالسَّدِيرُ) (فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ فَمَا ... غِبْطَةُ حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ) قَالَ: فَبَكَى هِشَامٌ؛ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ وَحَلَّ عِمَامَتَهُ، وأمر بأبنيته وَبِقِلاعِ فَرْشِهِ وَحَشَمِهِ، وَلَزِمَ قَصْرَهُ، فَأَقْبَلَتِ الْمَوَالِي وَالْحَشَمُ عَلَى خَالِدِ [ص: 52] بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ، فَقَالُوا: مَاذَا أَرَدْتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؛ أفسدت عَلَيْهِ لَذَّتَهُ وَنَغَّصْتَ عَلَيْهِ بَادِيَتَهُ؟ ! فَقَالَ: إِلَيْكُمْ عَنِّي؛ فَإِنِّي عَاهَدْتُ اللهَ أَلا أَخْلُوَ بمَلِكٍ إِلا ذَكَّرْتُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْوَفْدِ بِجَائِزَةٍ - وَكَانُوا عَشَرَةً - وَبَعَثَ إِلَى خَالِدٍ بِمِثْلِ جَمِيعِ مَا وَجَّهَ إِلَى جَمِيعِ الْوَفْدِ. الحديث: 2903 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 47 2904 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، نا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ مَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ أَوْ مِثْلَهُ» الحديث: 2904 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 2905 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا سَيَّارٌ - يَعْنِي: ابْنَ هَارُونَ -، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 53] مَا شَيْءٌ أَشَدُّ تَوَلِّيًا مِنْ قَارِئٍ إِذَا تَوَلَّى. الحديث: 2905 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 2906 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عبد الواحد بن أَيْمَنَ، عَنْ حُمَيْدٍ الشَّامِيِّ؛ قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي لَيْلَةٍ؛ كَانَ أَجْرُهُ مَا بَيْنَ عَرُوبَا إِلَى لَبِيدَا. قَالَ: عَرُوبَا الأَرْضُ السَّابِعَةُ، وَلَبِيدَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ. الحديث: 2906 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 2907 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ قَالَ: يَا رَبِّ! أَطْعِمْنِي. قَالَ: أَمَا وَاللهِ دُونَ أَنْ تَعْمَلَ عَمَلا يَعْرَقُ مِنْهُ جَبِينُكَ؛ فَلا. الحديث: 2907 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 2908 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ، نا يَزِيدُ بْنُ هارون، عن حسام بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ إِلَى الأَرْضِ قِيلَ لَهُ: لَنْ تَأْكُلَ الْخُبْزَ بِالزَّيْتِ حَتَّى تَعْمَلَ عَمَلا مِثْلَ الْمَوْتِ. الحديث: 2908 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 54 2909 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا؛ قَالَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ: مَرَرْتُ بِقَصَّارٍ يَلْوِي ثَوْبًا فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَتْ بِكُمُ الشَّجَرَةُ؟ فَقَالَ: يَا لَيْتَهَا لَمْ تُخْلَقْ. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْرَعَ جَوَابًا مِنْهُ. الحديث: 2909 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 54 2910 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، نا الْعَلاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبَةَ؛ قَالَ: [ص: 55] مَرَّ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ عَلَى قَصَّارٍ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَرَحِمَهُ أُوَيْسٌ رَحِمَهُ اللهُ وَجَعَلَ يَبْكِي، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْقَصَّارُ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: لَيْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ لَمْ تُخْلَقْ. الحديث: 2910 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 54 2911 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا زَنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ؛ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ لَنَا: اطْلُبُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا نِلْتُمْ، وَإِنْ أَرَدْتُمُ الآخِرَةَ نِلْتُمْ. الحديث: 2911 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 55 2912 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ، نا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ؛ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ الْحَسَنِ؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ [ص: 56] فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا، إِنَّ عَلِيًّا كَانَ سَهْمًا لِلَّهِ فِي أَعْدَائِهِ، وَكَانَ فِي مَحِلَّةِ الْعِلْمِ أَشْرَفَهَا وَأَقْرَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَهْبَانِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ، لَمْ يَكُنْ لِمَالِ اللهِ بِالسَّرُوقَةِ، وَلا فِي أَمْرِ اللهِ بِالنَّؤُمَةِ، أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزِيمَةَ عِلْمِهِ؛ فَكَانَ مِنْهُ فِي رِيَاضٍ مُؤْنِقَةٍ وَأَعْلامٍ بَيِّنَةٍ، ذَلِكَ عَلِيٌّ يَا لُكَعُ! الحديث: 2912 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 55 2913 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِذَا اسْتَضْعَفَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ. الحديث: 2913 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 2914 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي. الحديث: 2914 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 2915 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 57] ثَلاثَةٌ لا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِي قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ: الْحِقْدُ، وَالْحَسَدُ، وَالْحِدَّةُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2915 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 2916 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ إِلا وَمَعَهُ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَإِذَا رَآهُ غَضْبَانَ كَتَبَ صَحِيفَةً فِيهَا: ارْحَمِ الْمَسَاكِينَ، وَاخْشَ الْمَوْتَ، وَاذْكُرِ الآخِرَةِ. فَكُلَّمَا أَخَذَ الْمَلِكُ صَحِيفَةً قَطَعَهَا حَتَّى [يَسْكُنَ غَضَبُهُ] . الحديث: 2916 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 2917 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قَالَ: [ص: 58] جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ؛ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ، وَجَالَسْتُ أَصْحَابَ الْمَوَاعِظِ؛ فَوَجَدْتُ الرِّقَّةَ فِي قَلْبِي، وَجَالَسْتُ كِبَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ الْمُرُوءَةَ فِيهِمْ، وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ عَلَى شَيْءٍ لا يُسَاوِي شَعِيرَةً. الحديث: 2917 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 2918 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الأَصَمِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ؛ قَالَ: لَقِيتُ طَبِيبَ كِسْرَى شَيْخًا قَدْ أُوثِقَ حَاجِبَاهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ دَوَاءِ الْمَشْيِ، فَقَالَ: سَهْمٌ تَرْمِي بِهِ أَخْطَأَ أَمْ أَصَابَ. الحديث: 2918 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 58 2919 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! اجْعَلِ التُّخْمَةَ دَائِي وَدَاءَ عِيَالِي. الحديث: 2919 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 58 2920 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: ثَلاثٌ مِنْ أَعْلامِ الْخَوْفِ: الْوَرَعُ عَنِ الشُّبُهَاتِ وَمُلاحَظَةُ الْوَعِيدِ، وَحِفْظُ اللِّسَانِ وَمُرَاقَبَةُ الْمَنْظَرِ الْعَظِيمِ، وَدَوَامُ الْكَمَدِ إِشْفَاقًا مِنْ غَضَبِ الْحَلِيمِ. وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ السَّخَاءِ: الْبَذْلُ لِلشَّيْءِ مَعَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، وَخَوْفُ الْمُكَافَأَةِ اسْتِقْلالا لِلْعَطِيَّةِ، وَالْحَمْلُ عَلَى النَّفْسِ اسْتِغْنَامًا لإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى النَّاسِ. وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ الاسْتِغْنَاءِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ: التَّوَاضُعُ لِلْفُقَرَاءِ، وَالتَّعَظُّمُ عَلَى الأَغْنِيَاءِ، وَتَرْكُ الْمُخَالَطَةِ لِأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْمُتَكَبِّرِينَ. الحديث: 2920 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 59 2921 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أحمد بن زكريا الْمَخْزُومِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالُوا لَهُ: بُورِكَ فِيكَ. فَقَالَ: وَكَلَكُمُ اللهُ إِلَى دَعْوَةٍ لا تَحْضُرُهَا نِيَّةٌ. الحديث: 2921 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 59 2922 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: [ص: 60] قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: اطْلُبُوا الرِّزْقَ إِلَى الرُّحَمَاءِ تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ، وَلا تَطْلُبُوا إِلَى الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ؛ فَإِنَّ عَلِيْهِمْ تَنْزِلُ اللَّعْنَةُ. الحديث: 2922 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 59 2923 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نا أَبُو بِشْرٍ مَعْرُوفُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَائِدٍ الْكَنَانِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَغْلَبَ بْنِ تَمِيمٍ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبَّادٍ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: [ص: 63] سَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: {لَهُ مقاليد السماوات وَالأَرْضِ} [الزمر: 63] و [الشورى: 12] ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ! مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ، تَفْسِيرُهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا يَا عُثْمَانُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ أُعْطِيَ سِتَّ خِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُهَا؛ فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَالثَّانِيَةُ: يَحْضُرُهُ اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، وَالثَّالِثَةُ: يُعْطَى قِنْطَارًا فِي الْجَنَّةِ، وَالرَّابِعَةُ: تُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ، وَالْخَامِسَةُ: يُزَوِّجُهُ اللهُ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَالسَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ، وَلَهُ أَيْضًا كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ، وَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ؛ فَإِنْ مَاتَ فِي يَوْمِهِ أَوْ لَيْلَتِهِ؛ خُتِمَ لَهُ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ «   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2923 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 60 2924 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: شَرُّ الأَيَّامِ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورِ وَالأَزْمِنَةِ أَقْرَبُهَا إِلَى السَّاعَةِ. الحديث: 2924 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 63 2924 - / م - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَغْضَبُ مَا يَكُونُ عَلَى خَلْقِهِ وَقْتَ قِيَامِ السَّاعَةِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 2925 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمْ يَنْزِلْ عَذَابٌ قَطُّ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَوْمٍ إِلا عِنْدَ انْسِلاخِ الشِّتَاءِ. الحديث: 2925 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 2926 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلْمَانَ؛ قَالَ: [ص: 65] لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ ملكوت السماوات وَالأَرْضِ أَبْصَرَ عَبْدًا عَلَى سُوءٍ فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا إِبْرَاهِيمُ! لا تَدْعُ عَلَى عِبَادِي؛ فَإِنَّكَ عَبْدٌ مُسْتَجَابٌ لَكَ، وَإِنِّي مِنْ عَبْدِي عَلَى ثَلاثِ خِصَالٍ: إِمَّا أَنْ يَتُوبَ إِلَيَّ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، وَإِمَّا أَنْ أُخْرِجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً فَتَعْبُدَنِي، وَإِمَّا أَنْ يَتَوَلَّى فَإِنَّ جَهَنَّمَ مِنْ وَرَائِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2926 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 2927 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ؛ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بِالأَهْوَازِ عَلَى دَابَّةٍ لِي؛ إِذَا أَنَا بَيْنَ يدي رجل على دَابَّةٍ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ ذَهَبَ قَرْنِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، اللهُمَّ أَلْحِقْنِي بِهِمْ. فَلَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: وَأَنَا مَعَكَ رَحِمَكَ اللهُ. فَقَالَ: اللهُمَّ وَصَاحِبِي هَذَا [ص: 66] إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خير أمتي قرن بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: وَلا أَدْرِي ذَكَرَ الثَّانِيَةَ أَمْ لا. «ثُمَّ يَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ وَيَرْهَقُونَ الشَّهَادَةَ وَلا يَسْأَلُونَهَا» . قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ بريده الأَسْلَمِيُّ. الحديث: 2927 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 65 2928 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا: أُوتِينَا مِمَّا أُوتِيَ النَّاسُ وَمِمَّا لَمْ يُؤْتَوْا، وَعُلِّمْنَا مَا عُلِّمَ النَّاسُ وَمَا لَمْ يُعَلَّمُوا؛ فلم نَجِدُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةِ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدِ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى. الحديث: 2928 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 66 2929 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيٌّ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ قَالَ: [ص: 67] قِيلَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ حُبَّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ أَحَدٍ - أُرَاهُ قَالَ -: قَالَ: فَقَدْ كَذَبُوا، وَاللهِ! لَقَدِ اجْتَمَعَ حُبُّهُمَا فِي قُلُوبِنَا   [إسناده صحيح] . الحديث: 2929 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 66 2930 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ حُسْنِ الظَّنِّ؛ فَقَالَ: مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ أَلا تَرْجُوَ إِلا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا تَخَافَ إِلا ذَنْبَكَ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2930 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 67 2931 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. [ص: 68] مَا حَسَدْتُ أَحَدًا قَطُّ عَلَى شَيْءٍ؛ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَمَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ؟ ! وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ فَكَيْفَ أَحْسُدُ رَجُلا مِنْ أَهْلِهَا أَوْجَبَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ رِضْوَانَهُ؟ ! قَالَ مُسْلِمٌ: مَا سَمِعْنَا شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا فِي كَلامِ ابْنِ سِيرِينَ. الحديث: 2931 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 67 2932 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: [ص: 70] كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى اسْتَعْلَتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَأَقَامَ؛ فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ رَكْعَتَيْنِ   [إسناده ضعيف، والحديث صحيح] . الحديث: 2932 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 68 2933 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 71] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ لَمْ يُدَاوِ نَفْسَهُ مِنْ سُقْمِ الأَيَّامِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ؛ فَمَا أَبْعَدَهُ مِنَ الشِّفَاءِ فِي الدَّارِ الَّتِي لا دَوَاءَ فِيهَا، وَهِيَ الآخِرَةُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2933 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 70 2934 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا لَكَ لا تُرْضِي بَنِي فُلانٍ؟ قَالَ: لَيْسَ يُرْضِيهِمْ مِنِّي إِلا زَوَالُهَا، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرْضِيهِمْ بِذَلِكَ عَنِّي. الحديث: 2934 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 2935 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنَّ مِنَ الْيَقِينِ أَلا تُرْضِيَ النَّاسَ بِمَا يُسْخِطُ اللهَ، وَلا تَذُمُّوهُمْ عَلَى أن لَمْ يُؤْتِكُمُ اللهُ، وَلا تَحْمِدُوهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ؛ فَإِنَّ الرِّزْقَ لا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنَ الرِّزْقِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ؛ لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ. الحديث: 2935 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 2936 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ الرُّوحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا، [ص: 72] وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ. الحديث: 2936 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 2937 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ صُحَارُ بْنُ عَائِذٍ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي بَعْضِ طُرُقَاتِ مَكَّةَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَيَقُولُ: (يَا فَالِقَ الإِصْبَاحِ أَنْتَ رَبِّي ... وَأَنْتَ مَوْلايَ وَأَنْتَ حَسْبِي) (فأصلحن بِالْيَقِينِ قَلْبِي ... وَنَجِّنِي مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْكَرْبِ) الحديث: 2937 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 2938 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيُّ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: (تَيَقَّنْ فَإِنَّ الرِّزْقَ غَادٍ وَرَائِحٌ ... وَإِنَّ الْمَنَايَا مُمْسِيَاتٌ صَوَابِحُ) (يُبْكِينَ مِنْكَ الْبَاكِيَاتِ تَرَحُّلا ... وَيُنْسِينَ جَوْفَ الْقَبْرِ تِلْكَ الرَّوائِحُ) قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي. الحديث: 2938 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 2939 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: [ص: 73] مَا أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِي فَيَسْتَقْبِلُنِي أَحَدٌ؛ إِلا رَأَيْتُ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيَّ؛ لِأَنِّي مِنْ نَفْسِي عَلَى الْيَقِينِ وَأَنَا مِنَ النَّاسِ فِي شَكٍّ. الحديث: 2939 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 2940 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ: اللهُمَّ هَبْ لَنَا يَقِينًا يُهَوِّنَ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَأَحْزَانِهَا بِشَوْقٍ إِلَيْكَ وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ. الحديث: 2940 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 73 2941 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كَانَ ابْنُ أَبِي مَالِكٍ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ مَعْتُوهًا ذَاهِبًا لا يَعْرِفُ مَا النَّاسُ فِيهِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ تَكلَّمَ بِالصَّوَابِ، فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ أَتَنَفَّلُ؛ إِذْ مَرَّ بِي، فَسَبَحْتُ بِهِ لِيَعْطِفَ إِلَيَّ، فَقَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: أَقْبِلْ عَلَى مَنْ أَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَيْكَ، وَلا تُقْبِلْ عَلَى غَيْرِهِ فَتُخْطِئَ حَظَّكَ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: فَأَفْزَعَنِي وَاللهِ! فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقِبْلَةِ بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ بِسَنَةٍ؛ فَمَا الْتَفَتُّ يَمِينًا وَلا شِمَالا. الحديث: 2941 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 73 2942 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَا دُنْيَا! مُرِّي عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَلا تَحْلَوْلِي لَهُ فَتَفْتِنِيهِ. الحديث: 2942 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 74 2943 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنَّ الْقَلْبَ لا يَزَالُ جَائِلا حَتَّى يَسْكُنَ، وَلَنْ يَسْكُنَ إِلا إِلَى الْحَقِّ. الحديث: 2943 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 74 2944 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 75] قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ سَمِعَ رَجُلا مِنَ الْخَوَارِجِ يَقْرَأُ بِتَحْزِينٍ وَصَوْتٍ شَجِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاةٍ عَلَى شَكٍّ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2944 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 74 2945 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَادَةُ السُّوءِ شَرٌّ مِنَ الْمَغْرَمِ، وَمَنْ عَوَّدْتَهُ شَيْئًا ثُمَّ مَنَعْتَهُ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنَ الْمَغْرَمِ. الحديث: 2945 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 75 2946 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ؛ قالا: قِيلَ لِحَكِيمٍ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: تَمَنَّ. فَقَالَ: مُحَادَثَةَ الإخوان، وكفاف مِنْ عَيْشٍ يَسُدُّ خُلَّتِي وَيَسْتُرُ عَوْرَتِي، وَالانْتِقَالَ مِنْ ظِلٍّ إِلَى ظِلٍّ. الحديث: 2946 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 75 2947 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: [ص: 76] أَقْبَلُ شَهَادَةَ الْقُرَّاءِ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ؛ فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ تَحَاسُدًا مِنَ التُّيُوسِ. الحديث: 2947 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 75 2948 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ وَقَالَ: لا أَعْمَلُ وَلا أَسْأَلُ حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي فِي بَيْتِي. فَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجل: (وَءاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ وَءاخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) [المزمل: 20] ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي» ، وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ. الحديث: 2948 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 2949 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ، نا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ أَكْلِ الصِّحْنَاةِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ مِنْ طَعَامِ الأَحْرَارِ الحديث: 2949 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 2950 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: قِيلَ لِأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: لِمَ لا تَنْظُرُ فِي هَذَا الأَمْرِ كَمَا يَنْظُرُ فِيهِ غَيْرُكَ - يَعْنِي الرَّأْيَ -؟ فَقَالَ: قِيلَ لِلْحِمَارِ: لِمَ لا تَجْتَرُّ؛ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلَ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا أَيُّوبُ، فَقَالَ: مَدُّوا الْحَبْلَ؛ فَلا هُمْ جَرُّوهُ وَلا نَحْنُ. الحديث: 2950 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 2951 - حَدَّثَنَا أحمد، نا إبراهيم الْحَرْبِيِّ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ؛ قَالَ: كَانَ الْفُقَرَاءُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ هُمُ الأُمَرَاءُ. الحديث: 2951 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 2952 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ شُعَيْبٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَا تَقُولُ فِي قَصَّارٍ إِذَا كَسَبَ دِرْهَمًا كَانَ فِي الدِّرْهَمِ مَا يُقَوِّتُهُ وَيُقَوِّتُ عِيَالَهُ وَلَمْ يُدْرِكِ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ، وَإِذَا كَسَبَ أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ أَدْرَكَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَرْبَعَةِ الدَّوَانِيقِ مَا يُقَوِّتُهُ وَيُقَوِّتُ عِيَالَهُ؛ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: يَكْسِبُ الدِّرْهَمَ وَيُصَلِّي وَحْدَهُ أَفْضَلُ لِكَيْ لا يُضَيِّعَ عِيَالَهُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2952 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 2953 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ؛ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بن أدهم على حَائِطَ صَوْرٍ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 79] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ صَبِيُّ جَارِكِ ضَعِي فِي يَدِهِ شَيْئًا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحِقُّ لَكِ الْمَوَدَّةَ فِي قُلُوبِهِمْ» قَالَ بَقِيَّةُ: فَقُمْتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ طَرَائِفِ الْبَحْرِ، فَأَهْدَيْتُهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ نَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لِبَقِيَّةَ: لِمَ نَدِمْتَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ بَعَثَ إِلَيَّ بِكِسَاءٍ كَانَ يَلْبَسُهُ فِي الشِّتَاءِ وَخُفٍّ كَانَ يَلْبَسُهُ فِي الْغَزْوِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2953 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 2954 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ؛ قَالَ: لا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ. الحديث: 2954 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 79 2955 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص: 80] كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَقْرِضُ مِنَ الرَّجُلِ، فَإِذَا قَضَاهُ أَرْجَحَ بِهِ رُجْحَانًا كَثِيرًا، فَيَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ: هَذَا أَكْثَرُ مِنْ حَقِّي. قَالَ: هَذَا حَقُّكَ، وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنَّا لَكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2955 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 79 2956 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْخَلْقَ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا مِنْ خَلْفِهِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ وَلا عَنْ يَسَارِهِ، وَإِنَّمَا يَلْتَفِتُ الَّذِي يَعْجَزُ. الحديث: 2956 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 80 2957 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: [ص: 81] كَانَ الْفُقَرَاءُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ هُمُ الأُمَرَاءُ. الحديث: 2957 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 80 2958 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ علي المقرئ؛ قالا: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، [نا حَمَّادٌ] ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ قَالَ: [ص: 84] كُنْتُ رَجُلا قَدْ أَعْطَانِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَسْتَقْرِئُنِي وَيَقُولُ: اقْرَأْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ يُزَيِّنُ الْقُرْآنَ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2958 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 81 2959 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ؛ قَالَ: شَبِعَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ لَيْلَةً شَبْعَةً مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، فَنَامَ على جُزْئِهِ حَتَّى أَصْبَحَ، فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: يَا يَحْيَى! هَلْ وَجَدْتَ دارا خير لَكَ مِنْ دَارِي، وَجِوَارًا خَيْرًا لَكَ مِنْ جِوَارِي؟ وَعِزَّتِي يَا يَحْيَى! لَوِ اطَّلَعْتَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ اطِّلاعَةً لَذَابَ جِسْمُكَ وَزَهَقَتْ نَفْسُكَ اشتياقا، ولو اطلعت على جَهَنَّمَ اطِّلاعَةً؛ لَبَكَيْتَ الصَّدِيدَ بَعْدَ الدُّمُوعِ، وَلَلَبِسْتَ الْحَدِيدَ بَعْدَ الْمُسُوحِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2959 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 84 2960 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: أَصْبَحَ أَبُو أُسَيْدٍ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: نِمْتُ عَنْ جُزْئِي اللَّيْلَةَ وَكَانَ وِرْدِيَ الْبَقَرَةَ؛ فَرَأَيْتُ بَقَرَةً تَنْطَحُنِي. الحديث: 2960 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 85 2961 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: لا تَضِجُّونَ مِنْ أَمْرٍ إِلا أَتَاكُمْ بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ [رجاله ثقات] . الحديث: 2961 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 85 2962 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يقول: لقدرأيتني أَرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2962 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 2963 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا النَّسَائِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ أَتَمَنَّاهُ عَلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ إِلا نَظْرَةً إِلَى وَجْهِ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ. الحديث: 2963 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 2964 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ لِجَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرٍ: إِنِّي أُعِدُّكَ لِأَمْرٍ كَبِيرٍ. فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ اللهَ قَدْ أَعَدَّ لَكَ مِنِّي قلبا معقودا بنصيحتك، وَيَدًا مَبْسُوطَةً بِطَاعَتِكَ، وَسَيْفًا مَشْحُوذًا عَلَى أَعْدَائِكَ، فَإِذَا شِئْتَ؛ فَافْعَلْ. الحديث: 2964 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 2965 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: جُبُّ الْحُزْنِ، تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ، يَسْكُنُهُ القراء المراؤون بِأَعْمَالِهِمْ:   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2965 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 2966 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث: 2966 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 2967 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يُصَلِّي كَأَنَّمَا يَطَّلِعُ فِي النَّارِ. الحديث: 2967 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 2968 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 8] ؛ قَالَ: [ص: 88] كَانُوا يَعُدُّونَ النَّعِيمَ أَنْ يَتَغَدَّى الرَّجُلُ ثُمَّ يَتَعَشَّى. الحديث: 2968 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 2969 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا شُرَيْحٌ، نا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ الله النية بعد. الحديث: 2969 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 2970 - وحدثنا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: لِمَ لا تَأْمُرُ وَتَنْهَى؟ قَالَ: وَيْحَكُمْ مَنْ يُسَكِّنُ الْبَحْرَ إِذَا انْبَثَقَ الحديث: 2970 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 2971 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى النَّخَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 89] قَدِمْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى الثَّوْرِيِّ، فَقَالَ: تَعَالَ؛ فَحَدِّثْنَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! تَبْعَثُ إِلَيْهِ بِمِثْلِ هَذَا؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ كَيْفَ تَوَاضُعُهُ لِلْفُقَرَاءِ. قَالَ: فَإِذَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَدْ جَاءَهُمْ. الحديث: 2971 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 2972 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ جَمِيعًا، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ؛ قَالا: نا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، نا أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلامَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ السَّلِيطِيِّ، عَنْ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ؛ قَالَ: [ص: 91] بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ نَاقَةً لَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ رَدَّهُ، فَبَعَثَنِي إِلَى آخَرَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ نُقَادَةُ: فَجِئْتُ بِهَا أَقُودُهَا، فَلَمَّا أَبْصَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ فِيهَا وَفِيمَنْ أَرْسَلَ بِهَا» . قَالَ نُقَادَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا! قَالَ: «وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا» . ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَحُلِبَتْ فَدَرَّتْ؛ فَقَالَ: «اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلانٍ وَوَلَدِهِ - يَعْنِي: الْمَانِعَ الَّذِي رَدَّهُ -، اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ فُلانٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ» يَعْنِي: صَاحِبَ النَّاقَةِ الَّذِي أَرْسَلَ بِهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2972 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 2973 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص: 92] سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ ذَنْبًا؟ قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ ذَنْبًا أَنْ يَسْتَخِفَّ الرَّجُلُ بِذَنْبِهِ. الحديث: 2973 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 91 2974 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُضَرَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ عَلِمَ الْمُحِبُّونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ لا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الآخِرَةِ؛ لَذَابَتْ أَكْبَادُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2974 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 92 2975 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ؛ قَالَ: [ص: 93] سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ الأَشْدَقِ يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ سَاجِدٍ قَدْ أطال سجوده، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ نَظَرَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ مُبْتَلا بِالدُّمُوعِ، فَأَرْصَدَ لَهُ رَجُلا، فَقَالَ: إِذَا قَضَى صَلاتَهُ؛ فَائْتِنِي بِهِ أَخْتَبِرْ عَقْلَهُ. فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ أَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: رَأَيْتُ مِنْكَ مَنْظَرًا الْجَنَّةُ تُدْرَكُ بِدُونِهِ. فَصَرَخَ الرَّجُلُ صَرْخَةً أَفْزَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ بَعْدَ طَوِيلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: تَبًّا لِعَاصِيكَ مَا احْتَمَلَ مِنَ الآثَامِ لَدَيْكَ. فَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَبْكِي والرجل موليا لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ. الحديث: 2975 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 92 2976 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، عن أبي سعيد الْمَدَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: الصِّدْقُ وَالْوَفَاءُ يَكُونَانِ لِلْعِبَادِ حِصْنًا مِنَ النَّارِ. الحديث: 2976 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 93 2977 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: أَهْدَى رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ عَبْدًا أَسْوَدَ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لَوْ عَلِمْتُ عَدَدًا أَقَلَّ مِنْ وَاحِدٍ أَوْ لَوْنًا شَرًّا مِنْ أَسْوَدَ؛ لَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ. الحديث: 2977 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 93 2978 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: رَحِمَ اللهُ امرءا كَانَ ذَا حَسَبٍ؛ فَصَانَ حَسَبَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا دِينٍ؛ فَطَهَّرَ دِينَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا مُرُوءَةٍ وَأَدَبٍ؛ فَنَزَّهَهُمَا عَنِ الْكَذِبِ؛ فَإِنَّهُ مَا دَنَّسَ الأَخْلاقَ إِلا الْكَذِبُ. الحديث: 2978 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 2979 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ جَارُ بِشْرٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْبَيْرُوتِيُّ؛ قَالَ: شَارَطَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَجُلا عَلَى شَيْءٍ يَعْمَلُهُ فِي الأَرْضِ، فَعَمِلَ فِيهِ أَيَّامًا؛ فَأَتَاهُ صَاحِبُ الأَرْضِ، فَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيَّ أَرْضِي. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ أَمْ كِرَايَ؟ قَالَ: الْكَرَى. قَالَ: فأطرح لَكَ مِنَ الْكَرَى بِقَدْرِ مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ. فَوَلَّى إِبْرَاهِيمُ، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ. فَأَتَاهُ؛ فَقَالَ لَهُ: خُذْ كِرَاكَ وَافِيًا وَأَجْعَلُكَ فِي حِلٍّ مِمَّا أَفْسَدْتَ مِنْ أَرْضِي. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لا حَاجَةَ لِي فِي الْكَرَى، الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ. الحديث: 2979 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 2980 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 96] : «اللهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي فَارْزُقْهُ الْعَفَافَ وَالْكَفَافَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي؛ فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 2980 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 2981 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: وَاللهِ! مَا فَاضَتْ عَيْنَا عَبْدٍ قَطُّ حَتَّى يَضَعَ اللهُ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَمَا بَكَتْ عَيْنَاهُ إِلا مِنْ فَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ. الحديث: 2981 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 96 2982 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بِلالٍ، نا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَكْحُولٍ؛ قَالَ: [ص: 97] أَرَقُّ النَّاسِ قُلُوبًا أَقَلُّهُمْ ذُنُوبًا. الحديث: 2982 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 96 2983 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الزُّهْدُ بِتَقَشُّفِ الشَّعْرِ، وَتَفْلِ الرِّيحِ، وَخُشُونَةِ الْمَلْبَسِ وَالْمَطْعَمِ، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ ظَلْفُ النَّفْسِ لِمَحْبُوبِ الشَّهَوَاتِ. الحديث: 2983 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 97 2984 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: مَا دَاءُ الْبَدَنِ؟ قَالَ: الذُّنُوبُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا دَوَاؤُهَا؟ قَالَ: الاسْتِغْفَارُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا شِفَاؤُهَا؟ قَالَ: أَنْ لا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ. الحديث: 2984 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 97 2985 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص: 98] قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: مَا أَحَدٌ أَطَاعَنِي؛ إِلا اسْتَجَبْتُ لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْعُوَنِي، وَأَعْطَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْأَلَنِي. الحديث: 2985 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 97 2986 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيِّ؛ قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ إِذَا أَمْسَى بَكَى، فَيُقَالُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي مَا صَعَدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي. الحديث: 2986 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 2987 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ ابن الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التُّرْجُمَانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: يَا ابْنَ آدَمَ! فَرِحْتَ بِبُلُوغِ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا بَلَغْتَهُ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ أَجَلِكَ، ثُمَّ سَوَّفْتَ بِعَمَلِكَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّتُكَ كَأَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِغَيْرِكَ. الحديث: 2987 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 2988 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ علي الْمَخْرَمِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: [ص: 99] أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا صَامَ الدَّهْرَ لا يُفْطِرُ، وَقَامَ اللَّيْلَ لا يَفْتُرُ، وَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاجْتَنَبَ مَحَارِمَ اللهِ غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ القيامة على رؤوس الْخَلائِقِ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ الأَعْظَمِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَيُقَالُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ، عَظُمَ فِي عَيْنِهِ مَا صَغَّرَ اللهُ، وصغر في عينه ماعظم اللهُ؛ كَيْفَ تُرَى يَكُونُ حَالُهُ؟ ! فَمَنْ مِنَّا لَيْسَ هَكَذَا الدُّنْيَا عَظِيمَةٌ عِنْدَهُ؟ ! الحديث: 2988 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 2989 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ: كَمْ مِنْ عَامِرٍ مُوَثَّقٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَخْرَبُ؟ ! وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ مُغْتَبِطٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ؟ ! فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مِنْهَا الرِّحْلَةَ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النَّقْلَةِ. بَيْنَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ، إِذْ دَعَاهُ اللهُ بِقَدَرِهِ وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ، وَصَيَّرَ دُنْيَاهُ لِقَوْمٍ آخَرِينَ، إِنَّ الدُّنْيَا لا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ؛ إِنَّهَا تَسُرُّ قَلِيلا وَتُحْزِنُ طَوِيلا. الحديث: 2989 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 99 2990 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: [ص: 100] كَانَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أَنْطَاكِيَةَ لا يُخَالِطُ أَحَدًا وَلا يَخْرُجُ إِلا فِي مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، فَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ تَرَى أَثَرَ الْحُزْنِ فِي وَجْهِهِ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ بِذَنْبِ أَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ كُلِّهِمْ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 2990 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 99 2991 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن محمد الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 101] : «أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهُ أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ؛ فَلا يَخْلُصُونَ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى غَيْرِهِ، وَيُزَيِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمُؤْنَةَ وَالأَذَى، وَأَنْ يَصِيرُوا إِلَيَّ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «لا، وَلَكِنْ إِنَّمَا يُوَفَّى الْعَامِلُ أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 2991 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 100 2992 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَقُولُ: خَطَبَ الْمَأْمُونُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ بَعْدَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 102] وَالصَّلاةِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ وَحْدَهُ، وَالْعَمَلِ لِمَا عِنْدَهُ، وَالتَّنَجُّزِ لِوَعْدِهِ، وَالْخَوْفِ لِوَعِيدِهِ؛ فَإِنَّهُ لا يَسْلَمُ إِلا مَنِ اتَّقَاهُ وَرَجَاهُ، وَعَمِلَ لَهُ وَأَرْضَاهُ؛ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ! وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ، وَابْتَاعُوا مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ، وَتَرَحَّلُوا؛ فَقَدْ جَدَّ بِكُمْ، وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ؛ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ، وَكُونُوا قَوْمًا صِيحَ بِهِمْ؛ فَانْتَبَهُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَكُمْ بِدَارٍ؛ فَاسْتَبْدِلُوا؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثًا، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى، وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ؛ فَإِنَّ غَايَةً يَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ لَجَدِيرَةٌ بِنَقْصِ الْمُدَّةِ، وَإِنَّ غَائِبًا يَحْدُوهُ الْجَدِيدَانِ - اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ - لَحَرِيٌّ بِسُرْعَةِ الأَوْبَةِ، وَإِنَّ قَادِمًا يَحِلُّ بِالْفَوْزِ أَوِ الشَّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌّ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ؛ فَاتَّقَى عَبْدٌ رَبَّهُ وَنَصَحَ نَفْسَهُ وَقَدَّمَ توبته وغلب شهرته؛ فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، وَالشَّيْطَانَ مُوَكَّلٌ بِهِ، يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا، وَيُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا، حَتَّى تَهْجِمَ عَلَيْهِ مَنِيَّتُهُ، أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا؛ فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمْرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، أَوْ تُؤَدِّيهِ أَيَّامُهُ إِلَى شَقْوَةٍ! فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ لا تَبْطُرُهُ نِعْمَتُهُ، وَلا تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَتِهِ، وَلا تَحِلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ حسرة؛ أنه سيمع الدُّعَاءِ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَإِنَّهُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ. الحديث: 2992 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 101 2993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ، نا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ؛ قَالَ: [ص: 103] سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَخْطُبُ خُطْبَةَ يَوْمِ الْعِيدِ؛ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْصَاهُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهِ! عَظُمَ قَدْرُ الدَّارَيْنِ، وَارْتَفَعَ جَزَاءُ الْعَامِلِينَ، وَطَالَتْ مُدَّةُ الْفَرِيقَيْنِ؛ فَوَاللهِ! إِنَّهُ لَلْجَدُّ لا اللَّعِبُ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ لا الْكَذِبُ، وَمَا هُوَ إِلا الْمَوْتُ وَالْبَعْثُ وَالْمِيزَانُ وَالْحِسَابُ وَالْفَصْلُ وَالصِّرَاطُ وَالْعِقَابُ وَالثَّوَابُ؛ فَمَنْ نَجَا يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ فَازَ، وَمَنْ هَوَى يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ خَابَ؛ فَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ فِي النَّارِ. قَالَ: وَخَطَبَ يَوْمَ الْفِطْرِ؛ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْوَصِيَّةِ؛ فَقَالَ: اطْلُبُوا إِلَى اللهِ حَوَائِجَكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ لِتَفْرِيطِكُمْ؛ فَإِنَّهُ يُقَالُ: لا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ، وَلا قَلِيلَ مَعَ إِصْرَارٍ، بَادِرُوا عِبَادَ اللهِ بِالأَمْرِ الَّذِي اعْتَدَلَ فِيهِ يَقِينُكُمْ، وَلا يَحْتَضِرُ الشَّكُّ فِيهِ أَحَدًا مِنْكُمْ، وَهُوَ الْمَوْتُ الْمَكْتُوبُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّهُ لا يُقَالُ بَعْدَهُ عَثْرَةٌ، ولا تحظر قَبْلَهُ تَوْبَةٌ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لا شَيْءَ قَبْلَهُ إِلا دُونَهُ، وَلا شَيْءَ بَعْدَهُ إِلا فَوْقَهُ، وَلا يُعِينُ عَلَى جَزَعِهِ وَعَلَزِهِ وَكَرْبِهِ وَلا يُعِينُ عَلَى الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ وَظُلْمَتِهِ وَهَوْلِ مَطْلَعِهِ وَمَسَائِلِ مَلائِكَتِهِ؛ إِلا الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي أَمَرَ اللهُ بِهِ؛ فَمَنْ زَلَّتْ عِنْدَ الْمَوْتِ قَدَمُهُ؛ فَقَدْ ظَهَرَتْ نَدَامَتُهُ وَفَاتَتْهُ اسْتِقَالَتُهُ، وَعَايَنَ الرجعة إلا ما يُجَابُ إِلَيْهِ، وَبَذَلَ مِنَ الْفِدْيَةِ مَا لا يُقْبَلُ مِنْهُ؛ [ص: 104] فَاللهَ اللهَ عِبَادَ اللهِ! فَكُونُوا قَوْمًا سَأَلُوا الرَّجْعَةَ، فَأُعْطُوهَا إِذْ مُنِعَهَا الَّذِينَ طَلَبُوهَا، لَيْسَ يَتَمَنَّى الْمُتَقَدِّمُونَ إِلا هَذَا الأَجَلَ الْمَبْسُوطَ لَكُمْ؛ فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللهُ، وَاتَّقُوا الْيَوْمَ الَّذِي يَجْمَعُكُمْ فِيهِ لِوَضْعِ مَوَازِينِكُمْ وَلِنَشْرِ صُحُفِكُمُ الْحَافِظَةِ لأَعْمَالِكُمْ مَا قَدْ نَسِيتُمُوهُ وَأُحْصِيَ عَلَيْكُمْ، وَلْيَنْظُرْ عَبْدٌ مَا يَضَعُ فِي مِيزَانِهِ مَا يَثْقُلُ بِهِ، وَمَا يَمْلأُ بِهِ صَحِيفَتَهُ الْحَافِظَةَ عَلَيْهِ وَلَهُ؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا قَالَ الْمُفَرِّطُونَ عِنْدَهَا إِذْ طَالَ إِعْرَاضُهُمْ عَنْهَا؟ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فيه} [الكهف: 49] ، وَقَالَ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] الآية، وَلَسْتُ أَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّنْيَا بِأَعْظَمِ مَا نَهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِهَا، {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغرور} [لقمان: 33، فاطر: 5] ، وَقَالَ: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لعب ولهو} الآية [الحديد: 20] ؛ فَانْتَفِعُوا بِمَعْرِفَتِكُمْ بِهَا وَبِإِخْبَارِ اللهِ تَعَالَى عَنْهَا، وَاعْلَمُوا أَنَّ قَوْمًا مِنْ عِبَادِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْرَكَتْهُمْ عَظَمَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فحذورا مَصَارِعَهَا، وَجَانَبُوا خَدَائِعَهَا، وَآثَرُوا طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا؛ فَأَدْرَكُوا الْجَنَّةَ بِمَا تركوا منها. الحديث: 2993 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 102 2993 - / 1 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: نا حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ؛ قَالَ: رَأَى الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِبَيْرُوتَ عَلَى عُنُقِهِ حُزْمَةُ حَطَبٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِلَى مَتَى هَذَا؟ ! إِخْوَانُكَ يَكُفُّونَكَ! فَقَالَ: دَعْنِي [ص: 105] عَنْ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ وَقَفَ مَوْقِفَ مَذَلَّةٍ فِي طَلَبِ الْحَلالِ؛ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 104 2993 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ؛ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ؛ قَالَ: نا سَهْلٌ - رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولَ: لَوْ غَسَلْتُ وَجْهِي لِلنَّاسِ؛ مَا كُنْتُ إِلا مُرَائِيًا. آخر الجزء الحادي والعشرين، يتلوه إن شاء الله تعالى الثاني والعشرون، والحمد لله حق حمده وصلواته على محمد وآله الجزء: 7 ¦ الصفحة: 105 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثاني والعشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود المصري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي الشامي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال المصري: سماعاً عليه، وقال الآخر: إجازةً؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني المعروف بابن الضراب قراءة عليه وأنا أسمع؛ قال: أنا أبي، أنا أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 2994 - نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا قاسم بن هشام، نا حَازِمُ بْنُ مَالِكِ بْنِ بَسْطَامٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: [ص: 112] مَنْ كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ جَمَالُهُ، وَمَنْ لاحَى الرِّجَالَ سَقَطَتْ كَرَامَتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ جَسَدُهُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ. الحديث: 2994 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 2995 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَاهِلِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ فِرَاسٍ الشَّامِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدْتُ عُثْمَانَ بْنَ ثُمَامَةَ الْمُزَنِيَّ: (يُنَادِي الْجَارُ خَادِمَةً ... فَتَسْعَى مُشَمِّرَةً إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ) (وَأَدْعُو حِينَ يَحْضُرُنِي طَعَامِي ... فَلا أَمَةٌ تُجِيبُ وَلا غُلامُ) فَبَكَى وَأَمَرَ لِي بِغُلامَيْنِ. الحديث: 2995 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 112 2995 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُهَلَّبُ: لَأَنْ يُطِيعَنِي سُفَهَاءُ قَوْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ يُطِيعَنِي حُلَمَاؤُهُمْ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 112 2996 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ: (عَاشِرِ النَّاسَ بِالْجَمِيلِ وَسَدِّدْ وَقَارِبْ ... ) (وَاحْتَرِسْ مِنْ أَذَى الْكِرَامِ وَجُدْ بِالْمَوَاهِبِ ... ) (لا يَسُودُ الْجَمِيعَ مَنْ لَمْ يَقُمْ بِالنَّوَائِبِ ... ) (لا تَبِعْ عِرْضَكَ الْمَصُونَ بِعِرْضِ الْمُكَالِبِ ... ) (إنْ رَدَّ اللَّئِيمُ شَتْمَكَ إِحْدَى الْمَصَائِبِ ... ) (أَنَا لِلشَّرِّ كَارِهٌ وَلَهُ غَيْرُ هَايِبٍ ... ) (لَسْتُ لِلشَّرِّ مَا تَبَاعَدَ عَنِّي بِصَاحِبِ ... ) الحديث: 2996 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 2997 - وَقَالَ آخر: (ولست مشاتما أحد لِأَنِّي ... رَأَيْتُ الشَّتْمَ مِنْ عِيِّ الرِّجَالِ) (إِذَا جَعَلَ اللَّئِيمُ أَبَاهُ نُصْبًا ... لِشَاتِمِهِ فَدَيْتُ أَبِي بِمَالِي) الحديث: 2997 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 2998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْمَوْصِلِيُّ: [ص: 114] قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ فِي رَأْسِكَ! قَالَ: مَا شَيَّبَ رَأْسِي إِلا الرُّفَقَاءُ. الحديث: 2998 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 2999 - وَلِمِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ: (وَإِذَا الْفَاحِشُ لاقَى فَاحِشًا ... فَهُنَاكُمْ وَافَقَ الشَّنُّ الطَّبَقْ) (إِنَّمَا الْفُحْشُ ومَنْ يعنى بِهِ ... كَغُرَابِ السُّوءِ مَا شَاءَ نَعَقْ) (أَوْ حِمَارِ السُّوءِ إِنْ أَشْبَعْتَهُ ... رَمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جَاعَ نَهَقْ) (أَوْ غُلامِ السُّوءِ إِنْ جَوَّعْتَهُ ... سَرَقَ الْجَارَ وَإِنْ يَشْبَعْ فَسَقْ) (أَوْ كَعَذْرَى رَفَعَتْ عَنْ ذَيْلِهَا ... ثُمَّ أَرْخَتْهُ ضِرَارًا فَانْمَزَقْ) (أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ مَضَى ... هَلْ جَدِيدٌ مِثْلُ مَلْبُوسٍ خَلِقْ) الحديث: 2999 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 114 3000 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ عَوْنًا وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «لا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ؛ إِلا أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3000 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 115 3001 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعيِلَ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: الَّذِي قَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلٌ مِنْ مُرَادَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَزْرَقُ، أَشْقَرُ. الحديث: 3001 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 115 3002 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَا مِنْ صَاحِبِ كَبِيرَةٍ لا يَكُونُ وَجِلَ الْقَلْبِ؛ إِلا كَانَ مَيِّتَ الْقَلْبِ. الحديث: 3002 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 3003 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ جَفْنَةٌ يُطْعِمُ النَّاسَ فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا الرَّاكِبُ وَالْقَائِمُ لِعِظَمِهَا، وَذَكَرَ أَنَّهُ وَقَعَ فِيهَا صَبِيٌّ فَغَرِقَ. الحديث: 3003 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 3004 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَقَطَ نَوَاةً مِنَ الطَّرِيقِ فَأَمْسَكَهَا بِيَدِهِ حَتَّى مَرَّ بِدَارِ قَوْمٍ؛ فَأَلْقَاهَا فِيهَا وَقَالَ: تَأْكُلُهَا دَاجِنَتُهُمْ - يَعْنِي: الشَّاةَ -   [إسناده ضعيف جداٍ] . الحديث: 3004 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 3004 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَرْبَعَةٌ لا أَمَلُّهُمْ: جَلِيسِي مَا فَهِمَ عَنِّي، وَثَوْبِي مَا سَتَرَنِي، وَدَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، وَامْرَأَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 3005 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ، فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سَقَطَ مِنْ عَيْنِي. الحديث: 3005 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 3006 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ؛ قَالَ: لَمَّا بَنَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَسْرَجَ فِي مَسَارِجِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الْغَالِيَةَ. الحديث: 3006 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 3007 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ لِأَبِي نَوَّاسٍ: (أُضْمِرُ فِي الْقَلْبِ عِتَابًا لَهُ ... فَإِنْ بَدَا أُنْسِيتُ مِنْ هَيْبَتِهِ) الحديث: 3007 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 3008 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: فِي كِتَابِ الْهِنْدِ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ لا تُنَالُ إِلا بِارْتِفَاعِ هِمَّةٍ وَعِظَمِ خَطَرٍ: عَمَلُ السُّلْطَانِ، وَتِجَارَةُ الْبَحْرِ، وَمُنَاجَزَةُ الْعَدُوِّ. الحديث: 3008 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 3009 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ تَجَرَ فِي شَيْءٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يُصِبْ فِيهِ؛ فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى غَيْرِهِ. وَقَالَ لِرَجُلٍ: إِذَا اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا؛ فَاشْتَرِهِ عَظِيمَ الْخَلْقِ، فَإِنْ أَخْطَأَكَ خُبْرُهُ لَمْ يُخْطِئْكَ سُوقُهُ. وَقَالَ لِرَجُلٍ: بِعِ الْحَيَوَانَ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ فِي عَيْنِكَ. الحديث: 3009 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 3010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيُّ؛ قال: قال النباجي: [ص: 119] بينما أَنَا أَطُوفُ لَيْلَةً؛ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ آنَسَنِي بِذِكْرِهِ، وَكَانَ لِي فِي بَعْضِ الآمَالِ عِنْدَ مَسَرَّتِي! ارْحَمِ الْيَوْمَ عَبْرَتِي، وَهَبْ لِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ مَا أَزْدَادُ بِهِ تَقَرُّبًا إِلَيْكَ، يَا عَظِيمَ الصَّنِيعَةِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ! اجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ. الحديث: 3010 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 3010 - / م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بن حسن بْنِ عَلِيٍّ، نا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضِى (5)) ؛ فَلَمْ يَكُنْ يَرْضَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَبِّهِ أَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ النَّارَ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 3011 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُبَّادِ يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ الرَّجُلِ لِوَلَدِهِ وَعِيَالِهِ مَثَلُ الدخنة الطيبة، تحترق ويلتذ [ص: 120] بِطِيبِ رَائِحَتِهَا آخَرُونَ. الحديث: 3011 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 3011 - / 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، ثنا ابْنُ عَائِشَةَ: عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ بِقَوْمٍ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا أَزْهَدُ مَنْ فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ مُحَمَّدٌ لَهُمْ: وَمَا قَدْرُ الدُّنْيَا حَتَّى يُحْمَدَ مَنْ زَهِدَ فِيهَا؟ ! الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 3011 - / 2 - قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا ولذاتها شيء إلا وهو مُتَحَوِّلٌ وَمُوَرِّثٌ حُزْنًا. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 3011 - / 3 - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَلَأَ الدُّنْيَا لَذَّاتٍ، وَحَشَاهَا بِالآفَاتِ، وَمَزَجَ حَلالَهَا بِالْمُوبِقَاتِ وَحَرَامَهَا بِالتَّبِعَاتِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 3011 - / 4 - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ بَعْضُ مُلُوكِ فَارِسٍ لِحَكِيمٍ مِنْ حُكَمَائِهِمْ: أَيُّ الْمُلُوكِ أَحْزَمُ؟ قَالَ: مَنْ مَلِكَ جِدُّهُ هَزْلَهُ، وَقَهَرَ رَأْيُهُ هَوَاهُ، وَأَعْرَبَ عَنْ ضَمِيرِهِ فِعْلُهُ، وَلَمْ يَخْدَعْهُ رِضَاهُ عَنْ خَطَئِهِ، وَلا غَضَبُهُ عَنْ كَيْدِهِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 3012 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: الدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ؛ فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ، وَمَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى تُوَفِّيَهُ رِزْقَهُ مِنْهَا. الحديث: 3012 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 3013 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ. مَا عَصَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ، وَلا أثر الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ حَكِيمٌ. الحديث: 3013 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 3014 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، نا أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَرَّبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُرْبَانًا؛ فَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: مِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ. فَنُودِيَ: إِنَّ مَقْتَكَ نَفْسَكَ خَيْرٌ من عبادة مئة سَنَةٍ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 3014 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 122 3015 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَكْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ نَافِعِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمُؤَذِّنُ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُوَيْطِيُّ مِنْ قُرَيْشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ بِدْعَةٌ. الحديث: 3015 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 122 3015 - / م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: [ص: 123] كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ظَنَنْتُهُ خَرْبَنْدَجَ قَدْ ضَلَّ حِمَارُهُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 122 3016 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَكْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: لَوْ صَلَّيْتُ خَلْفَ إِنْسَانٍ يَقْرَأُ قِرَاءَةَ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ؛ أَعَدْتُ الصَّلاةَ. الحديث: 3016 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 3017 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: الأُذُنُ عَذْرَاءُ تُفْتَرَعُ كُلَّ يَوْمٍ بِحَدِيثٍ لَمْ تَسْمَعْهُ. الحديث: 3017 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 3018 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَزْرَبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ !» . الحديث: 3018 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 3019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُهُ بِمَكَّةَ يَقُولُ وَيَدْعُو؛ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ مَنْ شَمَلَ فَضْلُهُ، وَعَمَّ بِالإِحْسَانِ شُكْرُهُ، وَعَلا فِي الْقَدِيمِ ذِكْرُهُ، وَتَقَدَّمَ عَلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ، وَنَفَذَ بِالْمَشِيئَةِ أَمْرُهُ، وَعَمَّ الْوَرَى حِفْظُهُ، وأحاط بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، وَبَانَ عَنْ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ، وَبَانَ عَلَى كُلِّ ذِي حِلْمٍ حِلْمُهُ، وَأَلْهَجَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحَمْدِهِ، وَحَرَّكَ كُلَّ سَاكِنٍ بِلُطْفِهِ! ! فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ، وَلَمْ تَغِبْ عَنْ نَظَرِهِ الْحَرَكَاتُ، وَلَمْ تَشْتَبِهْ [ص: 125] عَلَيْهِ تَصَارِيفُ اللُّغَاتِ! قَدْ أَحْكَمَ بِتَدْبِيرِهِ مَا حَوَى عَلَيْهِ النُّورُ وَالظُّلُمَاتُ. إِلَهِي! أَنْتَ نُورُ الذَّاكِرِينَ، وَحَامِلُ الشَّاكِرِينَ، وموصل المنقطعين، وَدَلِيلُ الْمُتَحَيِّرِينَ، وَوَسِيلَةُ الأَوَّابِينَ، وَحُجَّةُ الْمُحْسِنِينَ، وَعِمَادُ الْوَاثِقِينَ، وَعَيْنُ النَّاظِرِينَ. يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُجْلِبَ بِهِ الْخَيْرُ! مَا أَحْسَنَ أَدَبَكَ، وَأَبْيَنَ عَلَى عِبَادِكَ كَرَمَكَ، مِنْكَ تُعْرَفُ الأَيَادِي، وَمِنْكَ يُبْتَغَى الْجَمِيلُ، ضَاقَ كُلُّ وُسْعٍ عند وسعك، وتلاشا كُلُّ مَعْرُوفٍ عِنْدَ مَعْرُوفِكَ، أَنْتَ حَبِيبُ الْعَارِفِينَ وَثِقَةُ الْمُؤَمِّلِينَ، أَوْسَعْتَ أَهْلَ الْخَطَايَا حِلْمًا، وَالْعُصَاةَ فَضْلا، وَالْمُعْرِضِينَ عَنْكَ جُودًا، لَوْلا صَفْحُكَ عَنْ جَرَائِمِ الْمُذْنِبِينَ؛ لَضَاقَتِ الْفِجَاجُ، وَلَفَاضَتِ الْبِحَارُ، وَلانْخَسَفَ القرار، ولزالت أقطار السماوات، وَلَتَدَكْدَكَتْ أَرْكَانُ الأَرْضِ، وَتَعَطَّلَ العمران، ولضج القفار، وَلَمَاجَ الْهَوَامُّ، وَلانْقَطَعَ عَنِ الْفَلَكِ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؛ غَضَبًا لَكَ، وَإِعْظَامًا لِأَمْرِكَ. إِلَهِي! كَيْفَ لا تَبْكِي عُيُونُ الأَبْرَارِ، أَمْ كَيْفَ لا تَنْخَلِعُ أَوْصَالُ الصِّدِّيقِينَ؟ ! يَا مَنْ بِهِ ذُهِلَتِ الْقُلُوبُ، وَبَكَتْ عَلَيْهِ الْعُيُونُ! فَيَا سِرَاجَ كُلِّ أَوَّابٍ! أَنْتَ فِي كُلِّ نَظَرٍ مَنْظُورٌ، وَفِي كُلِّ وَهْمٍ مَوْجُودٌ، وَصَلَ إِلَى ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِكَ، وَالْمُتَرَوِّحُونَ بِنَسِيمِ رَوْحِ ذِكْرِكَ؛ فَهُمْ أَهْلُكَ وَالْمُكْرَمُونَ بِبِرِّكَ، وَالْمَشْهُورُونَ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ. [ص: 126] إِلَهِي! فَأْسَأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي نُورًا أَهْتَدِي بِهِ لِنُورِكَ، وَأَسْكِنْ فِي قَلْبِي مَعْرِفَتَكَ وَإِعْظَامَكَ، مَا إِذَا أَقَمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ؛ أَمَاتَتْنِي خَشْيَتُكَ، وَاعْتَلَّتْنِي رَهْبَتُكُ، وَاكْشِفْ لِي عَنْ كل مستور حتى أحيى بِعِلْمِهِ، وَقَرِّبْ مِنِّي كُلَّ بعيد حتى أحيى بِفَهْمِهِ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ حِيلَةٍ أَسْتَجْلِبُ بِهَا حِيلَةً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ أَنْقَطِعُ بِهِ عَنِ الْهَمِّ بِكَ، وَاكْشِفْ لي عَنْ حِجَابِ الْحَيْرَةِ؛ فَأَنَا مَأْسُورٌ فِي قَبْضَتِكَ مُدَبَّرٌ بِمَشِيئَتِكَ، كَيْفَ تَشَاءُ أَكُونُ، وَمَا تُرِيدُ أُرِيدُ، لا أَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ، وَكَيْفَ أَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ أَكُنْ شَيْئًا فَكَوَّنْتَنِي، وَكُنْتُ جَاهِلا فَعَلَّمْتَنِي، وَبِلُطْفِ مَشِيئَتِكَ دَبَّرْتَنِي؟ ! يَا رَحْمَنُ! يَا رَحِيمُ! يَا قَادِرُ! يَا قَاهِرُ! يَا مَنْ يَتَوَدَّدُ إِلَى عِبَادِهِ بِالْجُودِ وَالْكَرَمِ! أَسْأَلُكَ عَفْوَكَ وَمُعَافَاتَكَ وَمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ. الحديث: 3019 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 3019 - / م - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ؛ قُلْتُ: أَيْنَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مِنَ الثَّوْرِيِّ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! بَيْنَهُمَا شَيْءٌ كثير، نقدم ابن الْمُبَارَكَ عَلَى الثَّوْرِيِّ. قَالَ نُعَيْمٌ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يُخَالِفُونَكَ. فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُبَاشِرُوا مِنْهُمَا مَا بَاشَرْتُ. قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! فَأَيْنَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنَ الثَّوْرِيِّ؟ قَالَ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِالْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِ الْحَدِيثِ وَغَوْصِهِ عَلَى حُرُوفِ مَعْرِفَتِهِ بِجَمْعِهَا مَا [ص: 127] لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 126 3020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالا: نا أَبُو النَّضْرِ، نا قُرْطُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لا يُنْكِرُ عَمَلَ السُّوءِ عَلَى أَهْلِهِ جَاءَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الْقَرْقَفَنَّةُ، فَيَقَعُ عَلَى مِشْرِيقِ بَابِهِ، فَيَمْكُثُ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ أَنْكَرَ طَارَ وَذَهَبَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْ مَسَحَ بِجَنَاحَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَلَوْ رَأَى الرِّجَالَ مَعَ امْرَأَتِهِ تُنْكَحُ لَمْ يَرَ ذَلِكَ قَبِيحًا؛ فَذَلِكَ الْقُنْذُعُ الدَّيُّوثُ الَّذِي لا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ. مِشْرِيقُ بَابِهِ: مَدْخَلُ الشَّمْسِ. وَالْقُنْذُعُ: فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي لا يَغَارُ؛ فَقَدْ جُمِعَ إِلَى الْقُبْحِ وَالذِّلَّةِ. الحديث: 3020 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 127 3021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 128] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَعْمَالُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعَةٌ، عَمَلانِ مُوجِبَانِ وَعَمَلانَ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهِ، [وَعَمَلٌ بِسَبْعِ مئة ضِعْفٍ] ، وَعَمَلٌ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَأَمَّا الْمُوجِبَانِ؛ فَمَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْبُدُهُ مُخْلِصًا لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ قَدْ أَشْرَكَ بِهِ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً جُزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا جُزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً جُزِيَ عَشْرًا، وَمَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ضُوعِفَتْ نَفَقَتُهُ، الدِّرْهَمُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالدِّينَارُ بِسَبْعِ مِائَةِ دِينَارٍ، وَالصِّيَامُ لِلَّهِ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3021 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 127 3022 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الربذي، عن أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 129] : «دُونَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ؛ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهُ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3022 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 128 3023 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا نُعَيْمٌ، نا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: لَقِيتُ غَيْلانَ الْقَدَرِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَيْكَ كَلامًا؟ فَقَالَ: كَانَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيَّ كَلامًا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَأَنَّهُ يُلَقَّنُ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَطْلُبُ لَهُ مَسَائِلَ أَعْنِتُهُ فِيهَا؛ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي السُّوقِ إِذَا دَرَاهِمُ بِيضٍ يُقَلِّبُهَا الْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ وَالْحَائِضُ وَالْجُنُبُ، قُلْتُ: إِنْ يَكُنْ يَوْمٌ أَظْفَرُ بِهِ؛ فَالْيَوْمَ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذِهِ الدَّرَاهِمُ الْبِيضُ فِيهَا كِتَابُ اللهِ يُقَلِّبُهَا الْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ وَالْحَائِضُ وَالْجُنُبُ؛ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ بِمَحْوِهَا! فَقَالَ لِي: أَرَدْتَ أَنْ تَحْتَجَّ عَلَيْنَا الأُمَمُ أَنْ غَيَّرْنَا تَوْحِيدَ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَاسْمَ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلامُ؟ ! قَالَ: فَبُهِتُّ؛ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ. الحديث: 3023 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 3024 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ: [ص: 130] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَوَاخَيَا، فَتَعَاهَدَا إِنْ مَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ أَنْ يُخْبِرَهُ بِمَا رَأَى، فَمَاتَ أَحَدُهُمَا، فَرَآهُ صَاحِبُهُ فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: يَا أَخِي! ذَلِكَ مَلِكٌ فِي الْجَنَّةِ لا يُعْصَى. قَالَ: فَأَيْنَ ابْنُ سِيرِينَ؟ قَالَ: ذَاكَ فِيمَا شَاءَ وَاشْتَهَى، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا! قَالَ لَهُ: يَا أَخِي! فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَدْرَكَ الْحَسَنُ مَا أَدْرَكَ؟ قَالَ: بِشِدَّةِ الْخَوْفِ، وَالْحُزْنُ هُوَ الَّذِي بَلَغَ بِهِ مَا بَلَغَ. الحديث: 3024 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 3025 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الصَّالِحِيُّ لِغَيْرِهِ [ص: 131] : (وَمَنْ يَأْمَنِ الدُّنْيَا يَكُنْ مِثْلَ قَابِضٍ ... عَلَى الْمَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجُ الأَصَابِعِ) وأنشدنا أيضا: (وإن امرءا دُنْيَاهُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ... لَمُسْتَوْثِقٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ) الحديث: 3025 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 130 3026 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنِي عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9] ؛ قَالَ جَعْفَرٌ: [ص: 132] أَرَانَا عَفَّانُ، وَأَدْخَلَ أَصَابِعَ كَفِّهِ مَبْسُوطَةً فِي فِيهِ، وَذَكَرَ أَنَّ شعبة أراه كذلك [رجاله ثقات] . الحديث: 3026 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 3027 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: [ص: 133] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَقِيَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ؛ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ. قَالَ: أَنْتُمُ الْمُتَوَاكِلُونَ، إِنَّمَا الْمُتَوَكِّلُ الَّذِي يُلْقِي حَبَّهُ فِي الأَرْضِ وَيَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده منقطع] . الحديث: 3027 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 132 3028 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ، نا مُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبًا، فَظَنَنْتَ أَنَّكَ فِي ذَلِكَ الثَّوْبِ أَفْضَلُ مِنْكَ فِي غَيْرِهِ؛ فَبِئْسَ الثَّوْبُ هو لك. الحديث: 3028 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 3029 - حدثنا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا حَكَّامٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: الْبَسُوا ثِيَابَ الْمُلُوكِ، وَأَمِيتُوا قُلُوبَكُمْ بِالْخَشْيَةِ. الحديث: 3029 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 3030 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا حَكَّامٌ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص: 134] إِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا خُشُوعَهُمْ فِي لِبَاسِهِمْ، وَكِبْرَهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَشَبَّعُوا أَنْفُسَهُمْ بِلِبَاسِ هَذَا الصُّوفِ، وَاللهِ! لأَحَدُهُمْ يَلْبَسُ الصُّوفَ أَعْظَمُ كِبْرًا مِنْ صَاحِبِ الْمِطْرَفِ بِمِطْرَفِهِ. الحديث: 3030 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 3031 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ صالح؛ قال: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ: {وبشر المخبتين} [الحج: 34] ؛ قَالَ: الَّذِينَ لا يَظْلِمُونَ، وَإِذَا ظُلِمُوا لا يَنْتَصِرُونَ. الحديث: 3031 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 134 3032 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3032 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 3033 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا وَكِيعٌ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى برذعة حمار مبتلة الحديث: 3033 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 3034 - ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّ الْوَالِي لا يَصْلُحُ؛ إِلا بِأَرْبَعٍ - إِنْ نَقَصَ وَاحِدَةً لَمْ يَصْلُحْ لَهُ أَمْرُهُ -: قُوَّةٍ عَلَى جَمْعِ هَذَا الْمَالِ مِنْ أَبْوَابِ حِلِّهِ، وَوَضْعِهِ فِي حَقِّهِ، وَشِدَّةٍ لا جَبَرُوتَ فِيهَا، وَلِينٍ لا وَهَنَ فِيهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3034 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 136 3035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: الأَسْوَاقُ مَوَائِدُ اللهِ فِي الأَرْضِ؛ فَمَنْ أَتَاهَا أَصَابَ مِنْهَا. الحديث: 3035 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 136 3036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ التَّمَّارُ، نا بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، نا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ امْرَأَةً سَعْدِيَّةً قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ دَعَا رَجُلا؛ [ص: 137] فَقَالَ: اذْهَبْ؛ فَأَحْرِقْ كُتُبِي. الحديث: 3036 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 136 3037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْمِسْمَعِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِهِ، ثُمَّ لا يُغَيِّرُوهُ؛ إِلا أَصَابَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَذَابٍ»   [حديث صحيح بشواهده] . الحديث: 3037 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 3038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنْشِدُهُ: (هَبْكَ عُمِّرْتَ مِثْلَ مَا عَاشَ نُوحٌ ... ثُمَّ لاقِيتَ كُلَّ ذَاكَ يَسَارَا) (هَلْ مِنَ الْمَوْتِ لا أَبَا لَكَ بُدٌّ ... أَيُّ حَيٍّ إِلَى سِوَى الموت صارا) الحديث: 3038 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 3038 - / 1 م - قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ لِي عَطَاءٌ: مَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ! وَمَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِي! فَإِذَا [ص: 138] كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ قِيلَ: يَا فُلانُ! فَقَامَ الَّذِي يعنى لا يَقُومُ غَيْرُهُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 3038 - / 2 - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا اسْتَكْمَلَ الْعَبْدُ الْعَمَلَ وَالْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ؛ ظَهَرَتِ الأَخْبَارُ مِنَ الْقُلُوبِ، وَبَانَتِ الأَفْعَالُ بِقُوَّةِ الْعَزْمِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 138 3038 - / 3 - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبِي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَشِدَّةِ الْبَطْشِ» [حديث باطل] . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 138 3038 - / 4 - وَبِهِ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ لِغَيْرِهِ فِيمَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ تَعَالَى: (فَهُمْ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الأَرْضِ قَدْ أَوَوْا ... إِلَى كَنَفٍ رَحْبٍ مَصُونُونَ فِي سِتْرِ [ص: 139] ) (أَئِمَّةُ حَقٍّ يَشْرَحُونَ سَبِيلَهُ ... بِأَلْسِنَةٍ صِينَتْ عَنِ اللَّغْوِ وَالْهَجْرِ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 138 3038 - / 5 - وَأَنْشَدَنَا لِغَيْرِهِ فِي الْعَارِفِينَ بِاللهِ تَعَالَى: (مَحِلُّ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ بِرَوْضَةٍ سَمَاوية ... مِنْ دُونِهَا حُجُبُ الرَّبِّ) (مُعَسْكَرُهَا فِيهَا وَمَجْنَى ثِمَارُهَا ... تَنْسِمُ رُوحَ الأُنْسِ بِاللهِ مِنْ قُرْبِ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 3038 - / 6 - قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ النَّسَائِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَاتِمٍ الأَصَمِّ: عَلامَ بَنَيْتَ أَمْرَكَ؟ فَقَالَ: عَلَى التَّوَكُّلِ. ثُمَّ قَالَ: بَنَيْتُ أَمْرِي عَلَى أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَلِمْتُ أَنَّ رِزْقِي لا يَأْكُلُهُ غَيْرِي؛ فَاطْمَأَنَّتْ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لا يَعْمَلُهُ غَيْرِي؛ فَلَمْ أَشْتَغِلْ لِغَيْرِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِينِي بَغْتَةً؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنِّي لا أَخْلُو مِنْ عَيْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ ما كنت؛ فأنا مستحيي مِنْهُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 3038 - / 7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْوَقَّاصِيِّ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ: (إِذَا الْمَرْءُ أَخْفَى الْخَيْرَ مُكْتَتِمًا لَهُ ... فَلا بُدَّ أَنَّ الْخَيْرَ يَوْمًا سَيَظْهَرُ [ص: 140] ) (وَيُكْسَى رِدَاءً بِالَّذِي هُوَ عَامِلٌ ... كَمَا يَلْبَسُ الثَّوْبَ النَّقِيَّ الْمُشَهَّرُ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 3039 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: رُبَّمَا دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى دَابَّتِهِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى حَلَقَةِ الْحَسَنِ؛ فَيَسْتَمِعَ إِلَى كَلامِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ؛ يَقُولُ: يَا حَسَنُ! لا تَمَلَّ النَّاسَ. قَالَ: فَيَقُولُ الْحَسَنُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ. الحديث: 3039 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 3040 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُتْبِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ: (أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرًا) (سَلِيمُ دَوَاعِي الصَّدْرِ لا بَاسِطًا يَدًا ... وَلا مَانِعًا خَيْرًا وَلا قَائِلا هجرا [ص: 141] ) (إذا ما أتت مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالا لِزَلَّتِهِ عُذْرًا) (غني النَّفْسِ مَا يَكْفِيكَ مِنْ سَدِّ فَاقَةٍ ... فَإِنْ زَادَ شَيْئًا عَادَ ذَاكَ الْغِنَى فَقْرًا) الحديث: 3040 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 3041 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ في قول عَزَّ وَجَلَّ: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: خُلُقَكَ فَحَسِّنْهُ. الحديث: 3041 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 3041 - / م - قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: قَالَ ابْنُ كُنَاسَةَ: إِذَا اشْتَرَيْتَ بَغْلَةً؛ فَاشْتَرِهَا طَوِيلَةَ الْعُنُقِ؛ تَجِدَهُ فِي نَجَابَتِهَا، مُشْرِفَةَ الْهَادِي؛ تَجِدَهُ فِي طِبَاعِهَا، ضَخْمَةَ الْجَوْفِ؛ تَجِدَهُ فِي صَبْرِهَا. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 3042 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: [ص: 142] لا تَلْبَسْهَا عَلَى غَدْرَةٍ وَلا فَجْرَةٍ. ثُمَّ تَمَثَّلْ شِعْرَ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ: (وَإِنِّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فَاجِرٍ ... لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ) الحديث: 3042 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 3043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قوله: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: مِنَ الإِثْمِ. الحديث: 3043 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 3044 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا حُسَيْنُ بن حسن الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ: أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا؛ فَتَعَجَّلْتَ الرَّاحَةَ، وَأَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ، فَتَعَزَّزْتَ بِي، وَلَكِنْ هَلْ عَادَيْتَ لِيَ عَدُوًّا، أَوْ وَالَيْتَ لِي وَلِيًّا؟ الحديث: 3044 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 3045 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا محمد بن علي بن الْمَرْوَزِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: [ص: 143] أَصْلُ الزُّهْدِ: الرِّضَا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ قَالَ: أَلا تَرَاهُ كَيْفَ يَزْوِيهَا عَنْهُ مَرَّةً وَيُمَرِّرُهَا عَلَيْهِ مَرَّةً بِالْعُرْيِ وَمَرَّةً بِالْجُوعِ وَمَرَّةً بِالْحَاجَةِ؛ كَمَا تَصْنَعُ الْوَالِدَةُ الشَّفِيقَةُ بِوَلَدِهَا مَرَّةً صَبْرًا، وَمَرَّةً حُضَضًا، وَإِنَّما تُرِيدُ بِذَلِكَ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ. وَأَنْشَدَ: (وَلِلدَّهْرِ أَيَّامٌ فَكُنْ فِي لِبَاسِهِ ... كَلابِسِهِ يَوْمًا أَجَدَّ وَأَخْلَقَا) (وَكُنْ أَكْيَسَ الْكَيْسَى إِذَا كُنْتَ فِيهِمُ ... وَإِنْ كُنْتَ فِي الْحَمْقَى فَكُنْ أَنْتَ أَحْمَقَا) الحديث: 3045 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 3045 - / 1 - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى الطلحي، نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ الْمُسَاحِقِيِّ؛ قَالَ: كَانَ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ لا يُجَالِسُ النَّاسَ، وَنَزَلَ مَقْبَرَةً، وَكَانَ لا يُرَى إِلا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ يَقْرَؤُهُ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَمْ أَرَ أَوْعَظَ مِنْ قَبْرٍ، [ص: 144] وَلا مُمْتِعًا أَمْتَعَ مِنْ كِتَابٍ، وَلا شَيْئًا أَسْلَمَ مِنَ الْوِحْدَةِ. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ جَاءَ فِي الْوِحْدَةِ مَا جَاءَ فِيهَا. فَقَالَ: مَا أَفْسَدَهَا لِلْجَاهِلِ! الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 3045 - / 2 - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشيُّ، قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: النَّاسُ يَكْتُبُونَ أَحْسَنَ مَا يَسْمَعُونَ، وَيَحْفَظُونَ أَحْسَنَ مَا يَكْتُبُونَ، وَيَتَحَدَّثُونَ بِأَحْسَنِ مَا يَحْفَظُونَ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 3046 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ. الحديث: 3046 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 3047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ النُّسَّاكِ: أَنَا لما لا أرجو أرجا مِنِّي لِمَا أَرْجُو. الحديث: 3047 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 3048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: [ص: 145] كَانَ يُقَالُ: عَقْلُ الرَّجُلِ مَدْفُونٌ فِي لِسَانِهِ. الحديث: 3048 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 3049 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبُو نَصْرٍ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 146] قَالَ الْحَسَنُ: لِسَانُ الْعَاقِلِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْكَلامَ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ تَكَلَّمَ لَهُ وعليه. الحديث: 3049 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 145 3049 - / م - وَقَالَ آخَرُ: (وَجُرْحُ السَّيْفِ تُدْمِلُهُ فيبرأ ... وَجُرْحُ الدَّهْرِ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 146 3050 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: وَصَفَ رَجُلٌ رَجُلا، فَقَالَ: كَانَ الْغَلَطُ فِي عِلْمِهِ مِنْ وُجُوهٍ أَرْبَعَةٍ: كَانَ يَسْمَعُ غَيْرَ مَا يُقَالُ لَهُ، وَيَحْفَظُ غَيْرَ مَا يَسْمَعُ، وَيَكْتُبُ غَيْرَ مَا يَحْفَظُ، وَيُحَدِّثُ بِغَيْرِ مَا يَكْتُبُ. الحديث: 3050 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 146 3051 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عُلَمَاءُ يُزَهِّدُونَ فِي الدُّنْيَا وَلا يَزْهَدُونَ، وَيُرَغِّبُونَ فِي الآخِرَةِ وَلا يَرْغَبُونَ، يَنْهَوْنَ عَنْ غِشْيَانِ الْوُلاةِ وَلا ينتهون، يقربون الأَغْنِيَاءَ وَيُبْعِدُونَ الْفُقَرَاءَ، وَيَنْقَبِضُونَ عِنْدَ الْحُقَرَاءِ، وَيَنْبَسِطُونَ عِنْدَ الْكُبَرَاءِ، أُولَئِكُمُ الْجَبَّارُونَ أَعْدَاءُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 3051 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 3052 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا ابْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ: سُئِلَ شُعْبَةُ: مَنِ الَّذِي يُتْرَكُ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ، وَمَنْ يُكْثِرُ الْغَلَطَ، وَمَنْ يُخْطِئُ فِي حَدِيثٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ؛ فَلا يَتَّهِمُ نَفْسَهُ، وَيُقِيمُ عَلَى غَلَطِهِ، وَرَجُلٌ رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ مَا لا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ. الحديث: 3052 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 3053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ دَاوُدَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: [ص: 148] لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ أَرْبَعَةٍ: سَفِيهٍ مُعْلَنٍ بِالسَّفَهِ، وَصَاحِبِ هَوًى، وَرَجُلٍ كَذَّابٍ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ لا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ، وَرَجُلٍ لَهُ فَضْلُ وعبادة وَصَلاحٍ لا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ. الحديث: 3053 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 3054 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: ذَكَرَ جَبَّارُ بْنُ سُلَيْمٍ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ إِذَا وَعَدَ الْخَيْرَ وَفَّى، وَإِذَا أَوْعَدَ الشَّرَّ أَخْلَفَ. وَقَالَ: (يَا جَوَادَ اللِّسَانِ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ ... لَيْتَ جُودَ اللِّسَانِ فِي رَاحَتَيْكَ) الحديث: 3054 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 148 3054 - / م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى عُبَيْدِ الله بن بَكْرَةَ يَعُودُهُ، وَعِنْدَهُ مُتَطَبِّبٌ [ص: 149] يَذُوفُ لَهُ دِرْيَاقًا؛ فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ: (يَا طَالِبَ الطِّبِّ مِنْ دَاءٍ تَخَوَّفَهُ ... إِنَّ الطَّبِيبَ الَّذِي أَبْلاكَ بِالدَّاءِ) (هُوَ الطَّبِيبُ فَمِنْهُ الْبَرْءُ فَالْتَمِسْ ... لا مَنْ يَذُوفُ لَكَ الدِّرْيَاقَ بِالْمَاءِ) فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَاللهِ! لا أَشْرَبُهُ أَبَدًا. فَمَا أَمْسَى حَتَّى وَجَدَ الْعَافِيَةَ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 148 3055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَامَ فِي اللَّيْلِ يُصَلِّي وَيَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ، وَيَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةٍ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْئَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)) [طه: 132] . ثُمَّ يُنْشِدُ: (أَشْكُو إِلَيْكَ حَوَادِثًا أَقْلَقَتْنِي ... فَتَرَكَتْنِي مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ) (مَنْ لِي سِوَاكَ يَكُونُ عِنْدَ شَدَائِدِي ... إِنْ أَنْتَ لَمْ تَكْلأْ فَمَنْ يَكْلانِي) (لَوْلا رَجَاؤُكَ وَالَّذِي عَوَّدْتَنِي ... مِنْ حُسْنِ صُنْعِكَ لاسْتَطَارَ جَنَانِي) الحديث: 3055 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 149 3056 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ؛ قَالَ: [ص: 150] كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا طَلَبَهُ إِنْسَانٌ لا يُحِبُّ أَنْ يَلْقَاهُ؛ خَرَجَتِ الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ: اطْلُبُوهُ فِي الْمَسْجِدِ. الحديث: 3056 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 149 3057 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: خُطَبَاءُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. الحديث: 3057 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 150 3058 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الأَزْهَرِ؛ قَالَ: [ص: 151] قَالَ بَعْضُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ! عَجَبًا لَكَ! كَيْفَ تَقَرُّ عَيْنُكَ أَوْ يُزَايِلُ الْوَجَلُ وَالإِشْفَاقُ قَلْبَكَ؛ وَقَدْ عَصَيْتَ رَبَّكَ وَاسْتَوْجَبْتَ بِعِصْيَانِهِ غَضَبَهُ وَعِقَابَهُ، وَالْمَوْتُ لا مَحَالَةَ نَازِلٌ بِكَ بِكَرْبِهِ وَغُصَصِهِ وَنَزْعِهِ وَسَكَرَاتِهِ؟ ! فَكَأَنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِكَ سَرِيعًا وَشِيكًا، وَقَدْ صُرِعْتَ لِلْمَوْتِ صَرْعَةً لا تَقُومُ مِنْهَا إِلا إِلَى الْحَشْرِ إِلَى رَبِّكَ؛ فَكَيْفَ بِكَ فِي نَزْعِ الْمَوْتِ وَكَرْبِهِ وَغُصَصِهِ وَسَكَرَاتِهِ وَقَلَقِهِ؛ وَقَدْ بَدَأَ إِلَيْكَ الْمَلَكُ يَجْذِبُ رُوحَكَ مِنْ قَدَمَيْكَ؛ فَوَجَدْتَ أَلَمَ جَذْبِهِ مِنْ جَمِيعِ بَدَنِكَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَرْبُ مِنْكَ مُنْتَهَاهُ، وَعَمَّ أَلَمُ الْمَوْتِ جَمِيعَ جَسَدِكَ، وَقَلْبُكَ وَجِلٌ مَحْزُونٌ مُرْتَقِبٌ لِلْبُشْرَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْغَضَبِ أَوْ بالرضى؛ فَبَيْنَا أَنْتَ فِي كَرْبِكَ وَارْتِقَابِكَ إِحْدَى الْبُشْرَيَيْنِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِذْ نَظَرْتَ إِلَى صَفْحَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ بِحُسْنِ صُورَةٍ أَوْ بِقُبْحِهَا مَادًّا يَدَهُ إِلَى فِيكَ لِيَنْزَعَ رُوحَكَ مِنْ بَدَنِكَ، وَعَايَنْتَ صَفْحَةَ مَلَكِ الْمَوْتِ، وَتَعَلَّقَ قَلْبُكَ مَاذَا يَفْجُؤُكَ مِنَ الْبُشْرَى مِنْهُ، بِسَخَطِهِ أَوْ بِرِضَاهُ؛ فَأُخِذَتْ نَفْسُكَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الْقَبْرُ وَهَوْلُ الْمَطْلَعِ، ثُمَّ سُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ وَعَذَابُ الْقَبْرِ وَانْتِظَارُكَ الصَّيْحَةَ؛ فَبَيْنَا أَنْتَ كَذَلِكَ؛ إِذْ سَمِعْتَ نَفْخَةَ الصُّورِ؛ فَانْفَرَجَتِ الأَرْضُ عَنْ رَأْسِكَ، فَوَثَبْتَ مِنْ قَبْرِكَ عَلَى قَدَمَيْكَ بِغُبَارِ قَبْرِكَ قَائِمًا عَلَى قَدَمَيْكَ، شَاخِصًا بِبَصَرِكَ نَحْوَ النِّدَاءِ، وَقَدْ ثَارَ الْخَلائِقُ مَعَكَ ثَوْرَةً وَاحِدَةً فِي زَحْمَةِ الْخَلائِقِ عُرَاةٌ صُمُوتٌ أَجْمَعُونَ، قَدْ (وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) [طه: 108] ، وَالصَّوْتُ يَمُدُّهُمْ [ص: 152] بِالْمُنَادِي، وَالْخَلائِقُ مُقْبِلُونَ نَحْوَهُ، وَأَنْتَ فِيهِمْ سَاعٍ بِالْخُشُوعِ وَالذِّلَّةِ، حَتَّى إِذَا وَافَيْتَ الْمَوْقِفَ وَازْدَحَمَتِ الأُمَمُ كُلُّهَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ عُرَاةً أَذِلاءَ، قَدْ نُزِعَ الْمُلْكُ مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ، وَلَزِمَتْهُمُ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ؛ فَهُمْ أَذَلُّ أَهْلِ الأَرْضِ وَأَصْغَرُهُمْ خِلْقَةً وَقَدْرًا بَعْدَ عُتُوِّهِمْ وَتَجَبُّرِهِمْ عَلَى عِبَادِ اللهِ فِي أَرْضِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْوُحُوشُ مِنَ الْبَرَارِي وذرى الجبال منكسة رؤوسها بَعْدَ تَوَحُّشِهَا وَانْفِرَادِهَا عَنِ الْخَلائِقِ، ذَلِيلَةً لِيَوْمِ النُّشُورِ بِغَيْرِ بَلِيَّةٍ نَالَتْهَا وَلا خَطِيئَةٍ أَصَابَتْهَا، وَأَقْبَلَتِ السِّبَاعُ بَعْدَ ضَرَاوَتِهَا وَشِدَّةِ بَأْسِهَا منكسة رؤوسها ذَلِيلَةً لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَتَّى وَقَفَتْ مِنْ وَرَاءِ الْخَلائِقِ بِالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ لِلْمَلِكِ الْجَبَّارِ، وَأَقْبَلَتِ الشَّيَاطِينُ بَعْدَ تَمَرُّدِهَا وَعُتُوِّهَا خَاضِعَةً خَاشِعَةً لِذُلِّ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ؟ ! فَسُبْحَانَ الَّذِي جَمَعَهُمْ بَعْدَ طُولِ الْبَلاءِ بِاخْتِلافِ خَلْقِهِمْ وَطَبَائِعِهِمْ وَتَوَحُّشِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ! قَدْ أَذَلَّهُمُ الْبَعْثُ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمُ النُّشُورُ، حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ عِدَّةُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ إِنْسِهَا وَجِنِّهَا وَشَيَاطِينِهَا وَوُحُوشِهَا وَسِبَاعِهَا وَأَنْعَامِهَا وَاسْتَوَوْا جَمِيعًا فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ؛ تَنَاثَرَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَطُمِسَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَأَظْلَمَتِ الأَرْضُ لِخُمُودِ سِرَاجِهَا وَإِطْفَاءِ نُورِهَا، وَمَادَتِ السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَدَارَتْ بِعِظَمِهَا مِنْ فَوْقِهِمْ، وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَى هَوْلِ ذَلِكَ، فَبَيْنَا مَلائِكَةٌ عَلَى حَافَّاتِهَا؛ إِذِ انْحَدَرُوا مِنْهَا إِلَى الأَرْضِ لِلْعَرْضِ وَالْحِسَابِ، فَيَفْزَعُ الْخَلائِقُ لِنُزُولِهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونُوا قَدْ أُمِرُوا بِهِمْ، وَتَفْزَعُ الْمَلائِكَةُ إِجْلالا لَمَلِيكِهِمْ، وَقَدْ كُسِيَتِ الشَّمْسُ حَرَّ عَشْرَ سِنِينَ وَأُدْنِيَتْ مِنَ الْخَلائِقِ قَابَ قَوْسٍ أَوْ قَوْسَيْنِ؛ فَلا ظِلَّ لِأَحَدٍ إِلا عَرْشُ رَبِّ [ص: 153] الْعَالَمِينَ، فَمِنْ بَيْنِ مُسْتَظِلٍّ بِظِلِّ الْعَرْشِ، وَبَيْنَ مُضَحٍّ بِحَرِّ الشَّمْسِ قَدْ صَهَرَتْهُ وَأَسْكَرَتْهُ، ثُمَّ ازْدَحَمَتِ الأُمَمُ مِنَ الْعَطَشِ، فَاجْتَمَعَ حَرُّ الشَّمْسِ وَوَهَجُ أَنْفَاسِ الْخَلائِقِ، وَتَزَاحَمَ أَجْسَادُهُمْ، فَفَاضَ الْعَرَقُ مِنْهُمْ سَيْلا حَتَّى اسْتُنْقِعَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، ثُمَّ عَلا الأَبْدَانَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، وَمَرَاتِبِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ، وَأَنْتَ كَأَحَدِهِمْ لا مَحَالَةَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مِنْكَ وَمِنْهُمُ الْمَجْهُودُ، وَطَالَ وُقُوفُهُمْ لا يَتَكَلَّمُونَ وَلا يُنْظَرُ فِي أُمُورِهِمْ؛ فَمَا ظنك بوقوفهم ثلاث مئة عَامٍ لا يَأْكُلُونَ وَلا يَشْرَبُونَ وَلا يَنْفَحُ وُجُوهَهُمْ رَوْحٌ وَلا نَسِيمُ جَوٍّ وَلا رِيحٌ، وَلا يَسْتَرِيحُونَ مِنْ تَعَبِ قِيَامِهِمْ وَنَصَبِ وُقُوفِهِمْ، وَقَدِ اشْتَدَّ الْعَطَشُ، فَيَفْزَعُونَ إِلَى حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمِنْ شَارِبٍ مِنْ حَوْضِهِ صَادِرٍ عَنْهُ بَعْدَ رِيِّهِ مَسْرُورٍ قَلْبُهُ بِفَرَحِهِ بِالرِّيِّ وَزَوَالِ شِدَّةِ عَطَشِهِ، وَمِنْ مَصْرُوفٍ وَجْهُهُ عَنْ حَوْضِهِ وَمُوَلٍّ بِعَطَشِهِ وَشِدَّةِ حَسْرَتِهِ عَلَى مَا خُيِّبَ مِنْ أَمَلِهِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ حَوْضِهِ، يُنَادِي بِصَوْتِهِ الْمَحْزُونِ عَنْ قَلْبِهِ الْحَسِرِ الْمَغْمُومِ: أَتَيْتُ حَوْضَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُرِفَ وَجْهِي؛ فَوَاعَطَشَاهُ! وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلا وَهُوَ خَائِفٌ أَنْ يَحِلَّ بِهِ مَا حَلَّ بِهِ؛ فَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَغْمُومًا مَحْزُونًا خَائِفًا أَنْ يُصْرَفَ وَجْهُكَ عَنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَطَشِهِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ؛ فَزِعُوا إِلَى آدَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَنْ يَشْفَعَ فِي الرَّاحَةِ مِنْ مَقَامِهِمْ، وَإِلَى نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلامُ؛ فَكُلُّهُمْ قَالَ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْهُ قَبْلُ وَلا بَعْدُ. فَكُلُّهُمْ يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي؛ فَمَا ظَنُّكَ بِيَوْمٍ يُنَادِي فِيهِ الْمُصْطَفَى آدَمُ وَالْخَلِيلُ إِبْرَاهِيمُ وَالْكَلِيمُ مُوسَى وَالرُّوحُ وَالْكَلِمَةُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ؛ مَعَ [ص: 154] كَرَامَتِهِمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِظَمِ قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ كُلٌّ يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي؛ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ ! حَتَّى إِذَا أَيِسُوا مِنَ الشَّفَاعَةِ أَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ الشَّفَاعَةَ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَجَابَهُمْ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى رَبِّهِ؛ فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَحَمِدَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ؛ حَتَّى أَجَابَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى تَعْجِيلِ عَرْضِهِ، فَبَيْنَاهُ؛ إِذْ نَادَى مُنَادٍ: إِنَّ الْجَبَّارَ قَدْ أَتَى لِعَرْضِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى كَأَنَّهُ لا يُعْرَضُ عَلَيْهِ أَحَدٌ سِوَاكَ، وَلا يَنْظُرُ إِلا فِي أَمْرِكَ، ثُمَّ جِيءَ بِجَهَنَّمَ، ثُمَّ زَفَرَتْ وَثَارَتْ إِلَى الْخَلائِقِ مِنْ بُعْدٍ، وَسَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا، ثُمَّ تُحْمَلُ عَلَى الْخَلائِقِ حَتَّى يَتَسَاقَطُوا عَلَى رُكَبِهِمْ جِثِيًّا حَوْلَ جَهَنَّمَ، فَأَرْسَلُوا الدُّمُوعَ، وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الْخَلائِقِ بِالْبُكَاءِ وَالْعَوِيلِ، وَقَدْ ذُهِلَتْ عُقُولُهُمْ لِعِظَمِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَفَرَّ مِنْكَ الْوَلَدُ وَالْوَالِدُ وَالأَخُ وَالصَّاحِبُ، فَبَيْنَا الْخَلائِقُ عَلَى ذَلِكَ؛ ارْتَفَعَتْ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَنَطَقَتْ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِمَنْ وُكِّلَتْ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنْ بَيْنِ الْخَلائِقِ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَابْتَلَعَتْهُمْ، ثُمَّ خَنَسَتْ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَامِدُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ. فَيَقُومُونَ، فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَهْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ، ثُمَّ بِمَنْ لَمْ تَشْغَلْهُ فِي الدُّنْيَا تِجَارَةٌ وَلا بيع على ذِكْرِ اللهِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ هَذَانِ الْفَرِيقَانِ الْجَنَّةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ؛ تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ؛ فَآخِذٌ ذَاتَ الْيَمِينِ، وَآخِذٌ ذَاتَ الشِّمَالِ؛ حَتَّى تَقَعَ فِي أَيْمَانِهِمْ وشمائلهم، ونصبت الموزاين وَأَنْتَ مُتَوَجِّلٌ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُكَ: فِي يَمِينِكَ أَوْ شِمَالِكَ؛ فَإِنْ وَقَعَ فِي يَمِينِكَ؛ فَقَدْ فُزْتَ، وَإِنْ وَقَعَ فِي شِمَالِكَ؛ فَقَدْ خَسِرْتَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، ثُمَّ تُنْشَرُ [ص: 155] صُحُفُكَ وَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ؛ فَقَدْ أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسِيتَهُ، ثُمَّ تُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ رَفَعَ الْخَلائِقُ إِلَيْكَ أَبْصَارَهُمْ، وَقَدْ خُلِعَ قَلْبُكَ فَزَعًا حَتَّى أَتَوْا بِكَ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لَكَ: يَا ابْنَ آدَمَ! فِيمَا أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ، وَمَالَكَ مِنْ أَيْنَ جَمَعْتَهُ، وَفِيمَا فَرَّقْتَهُ؟ ثُمَّ يَسْأَلُكَ عَنْ قَبِيحِ فِعْلِكَ وَعَظِيمِ جُرْمِكَ؛ فَكَمْ لَكَ مِنْ حَيَاءٍ وَخَجَلٍ مِنَ الَّذِي لَمْ يَزَلْ إِلَيْكَ مُحْسِنًا، وَعَلَيْكَ سَاتِرًا؛ فبأي لِسَانٍ تُجِيبُهُ حِينَ يَسْأَلُكَ؟ ! وَبِأَيِّ قَدَمٍ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ؟ ! وَبِأَيِّ قَلْبٍ تَحْتَمِلُ كَلامَ الْجَلِيلِ؟ ! فَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ قَدْ كُنْتَ نَسِيتَهَا قَدْ ذَكَرَهَا؟ ! وَكَمْ مِنْ سَرِيرَةٍ قَدْ كُنْتَ كَتَمْتَهَا قَدْ أَظْهَرَهَا وَأَبْدَاهَا؟ ! وَكَمْ مِنْ عَمَلٍ قَدَّمْتَهُ ظَنَنْتَ أَنَّهُ قَدْ خَلُصَ لَكَ وَسَلِمَ بِالْغَفْلَةِ مِنْكَ إِلَى مَيْلِ الْهَوَى عَمَّا يُفْسِدُهُ، قَدْ رَدَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ بَعْدَمَا كَانَ أَمَلُكَ فِيهِ عَظِيمًا؟ ! فَيَا حَسَرَاتِ قَلْبِكَ! وَيَا أَسَفَكَ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي طَاعَةِ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ! حَتَّى إِذَا كَرَّرَ عَلَيْكَ السُّؤَالَ بِذِكْرِ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَنَشْرِ كُلِّ مخبإ؛ فَأَجْهَدَكَ الْكَرْبُ، وَبَلَغَ الْحَيَاءُ مِنْكَ مُنْتَهَاهُ، وَيَقُولُ لَكَ: يَا عَبْدِي! أَمَا أَجْلَلْتَنِي؟ أَمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنِّي؟ اسْتَخْفَفْتَ بِنَظَرِي وَلَمْ تَهَابْنِي؟ أَلَمْ أُحْسِنْ إِلَيْكَ؟ ! أَلَمْ أُنْعِمْ عَلَيْكَ؟ ! مَا غَرَّكَ بِي؟ ! شَبَابَكَ فيما أَبْلَيْتَهُ، وَعُمْرَكَ فيما أَفْنَيْتَهُ، وَمَالَكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وفيما أَنْفَقْتَهُ، وَعِلْمَكَ مَاذَا عَمِلْتَ بِهِ؟ ! فَمَا يَزَالُ يُعَدِّدُ مِنْ ذَلِكَ عَلَيْكَ أَشْيَاءَ وَأَنْتَ قَدْ طَارَ قَلْبُكَ، فَأَعْظِمْ بِهِ مَوْقِفًا، وَأَعْظِمْ بِهِ سَائِلا، وَأَعْظِمْ مِمَّا يُدَاخِلُكَ مِنَ الْغَمِّ وَالْحُزْنِ وَالتَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي طَاعَتِهِ، فَإِذَا بَقِيتَ مُتَحَيِّرًا: إِمَّا أَنْ يَقُولَ لَكَ: يَا عَبْدِي! أَنَا سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، وَإِمَّا [ص: 156] أَنْ يَقُولَ لَكَ: يَا عَبْدِي! أَنَا غَضْبَانُ عَلَيْكَ؛ فَعَلَيْكَ لَعْنَتِي؛ فَلَنْ أَغْفِرَ لَكَ عَظِيمَ مَا أَتَيْتَ، وَلَنْ أَتَقَبَّلَ مِنْكَ مَا عَمِلْتَ، وَيَقُولُ ذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِ ذُنُوبِكَ الْعَظِيمَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: خُذُوهُ؛ فَمَا ظَنُّكَ بِاللهِ يَقُولُهَا؛ فَتُبَادِرُ إِلَيْكَ الزَّبَانِيَةُ بِفَظَاظَتِهَا وَغِلَظِ أَكُفِّهَا، وَأَنْتَ ذَلِيلٌ مُوقِنٌ بِالْهَلاكِ، وَأَنْتَ فِي أَيْدِيهِمْ وَهُمْ ذَاهِبُونَ بِكَ إِلَى النَّارِ، مُسْوَدٌّ وَجْهُكَ، تَتَخَطَّى الْخَلائِقَ وَكِتَابُكَ بِشِمَالِكَ، تُنَادِي بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ حَتَّى تُسَاقَ إِلَى جَهَنَّمَ، فَتُذَاقَ أَلْوَانَ الْعَذَابِ؛ فأشفق يَا ابْنَ آدَمَ عَلَى ضَعْفِ بَدَنِكَ، وَتَخَفَّفْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الذُّنُوبِ، وَلِلْمَمَرِّ عَلَى الصِّرَاطِ الَّذِي هُوَ مَسِيرَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ أَلْفَ عَامٍ، وَلِهَوْلِ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنَّمَا خَفَّ ذَلِكَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ بِهُمُومِهَا فِي الدُّنْيَا لِعُقُولِهِمْ، فَتَحَمَّلُوا فِي الدُّنْيَا ثِقَلَ هُمُومِهَا حَتَّى خَشَعَتْ قُلُوبُهُمْ وَجُلُودُهُمْ فِي الدُّنْيَا، فَخَفَّفَهَا عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ مَوْلاهُمْ. فَأَلْزِمْ قَلْبَكَ خَوْفَهُ، وَاشْتَغِلْ بِطَاعَتِهِ لَعَلَّهُ يَرَى اهْتِمَامَكَ؛ فَيُبَلِّغَكَ؛ فَتَكُونَ مِمَّنْ قَدْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأَمِنَ غَمَرَاتِ الْقِيَامَةِ، وَاسْأَلْهُ التَّوْفِيقَ لِمَا يُدْنِيكَ مِنْهُ، وَمَا يُسَلِّي عَنْكَ غَمَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ هَوْلِ الْمَوْقِفِ؛ فَإِنَّهُ أَهْلُ الْفَضْلِ والإحسان والكرم. الحديث: 3058 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 150 3058 - / 1 م - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ حَاتِمُ طَيْءٍ وَأَنْشَدَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ: (قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... . . . . . . . . . . . .) [ص: 157] فَقَالَ: قَطَعَ اللهُ لِسَانَهُ؛ فَأَيْنَ هُوَ عَنْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ: (فَلا الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ قَبْلَ فَنَائِهِ ... وَلا الْبُخْلُ فِي مَالِ الشَّحِيحِ يَزِيدُ) (فَلا تَعِشْ يَوْمًا بِعَيْشِ مُقْتِرٍ ... لِكُلِّ غَدٍ رِزْقٌ يجيء جديد) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 156 3058 - / 2 م - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ سَعْدٍ صَاحِبُ الْهَرَوِيِّ، ثنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ؛ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يُولَدُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الأَنْبِيَاءُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَ مُهُورَ نِسَائِهِمْ مِنْ أطيب كسبهم. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 157 3058 - / 3 م - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: [ص: 158] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ إِخْوَانُ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ، بِرَغْبَةِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ وَرَهْبَةِ بعضهم من بعض   [إسناده ضعيف] . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 157 3058 - / 4 م - قَالَ: نا الْحَرْبِيُّ، نا خَالِدٌ، نا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْ أَيُّوبَ وَالْحَسَنِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 158 3059 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: (أَخُوكَ الَّذِي إِنْ سُؤْتَهُ قَالَ إِنَّنِي ... أَسَأْتُ وَإِنْ عَاتَبْتَهُ لانَ جَانِبُهُ) (فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفٌ ذنب مَرَّةً وَمُجَانِبُهُ [ص: 159] ) (إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهُ) الحديث: 3059 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 158 3059 - / م - قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيّ: كَمْ كَانَ جُنْدُ بَنِي أمية؟ قال: ثلاث مئة أَلْفٍ وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أهل الشام، ومئة وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 3060 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ؛ قَالَ: لِلإِنْسَانِ أَرْبَعُ ثَنَايَا وَأَرْبَعُ رُبَاعِيَّاتٍ، الْوَاحِدَةُ رُبَاعِيَةٌ مُخَفَّفَةٌ، وَأَرْبَعَةُ أَنْيَابٍ وَأَرْبَعَةُ ضَوَاحِكَ، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ رَحًى، ثَلاثٌ فِي كُلِّ شِقٍّ، وَأَرْبَعَةُ نَوَاجِذَ وَهِيَ أَقْصَاهَا. الحديث: 3060 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 3061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ، نا خَالِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى؛ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: عَثَرَتِ امْرَأَةُ فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ، فَانْقَطَعَ ظُفْرُهَا، فَضَحِكَتْ، فَقِيلَ [ص: 160] لَهَا: فَأَيْنَ مَا تَجِدِيهِ مِنْ حَرَارَةِ الْوَجَعِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ لَذَّةَ ثَوَابِهِ أَزَالَتْ عَنْ قَلْبِي مَرَارَةَ وَجَعِهِ. الحديث: 3061 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 3062 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: شَرُّ خِصَالِ الْمُلُوكِ الْجُبْنُ عَنِ الأَعْدَاءِ، وَالْقَسْوَةُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وَالْبُخْلُ عِنْدَ الإِعْطَاءِ. الحديث: 3062 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 3063 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: وَجَدْتُ عَلَى بَعْضِ أَلْوَاحِ الْمَقَابِرِ: (وَمَا عَاشِقُ الدُّنْيَا بِنَاجٍ مِنَ الرَّدِّ ... وَلا خَارِجٍ مِنْهَا بِغَيْرِ غَلِيلِ) (وَكَمْ مِنْ مَلِكٍ قَدْ صَغَّرَ الْمَوْتُ قَدْرَهُ ... وَأُخْرِجَ مِنْ ظِلٍّ عَلَيْهِ ظَلِيلِ) الحديث: 3063 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 3064 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّيَانَةِ تَجْلُو عَنِ الْقُلُوبِ صَدَأَ الذُّنُوبِ، وَمُجَالَسَةُ ذَوِي الْمُرُوءَةِ تَدُلُّ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَمُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ تُنْتِجُ ذَكَاءَ الْقُلُوبِ، وَمَنْ عَرَفَ تَقَلُّبَ الزَّمَانِ لَمْ يَرْكَنْ إِلَيْهِ. الحديث: 3064 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 3064 - / م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يَفْقِدُ الْحُرُّ مِنَ الصِّيَانَةِ أَكْثَرَ مِنْ قَدْرِ الْفَائِدَةِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 3065 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: السُّؤْدُدُ الصَّبْرُ عَلَى الذُّلِّ. الحديث: 3065 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 3066 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَرَجَتْ جَارِيَةٌ وَهِيَ تَقُولُ: (أَلا هَلَكَ الْجُودُ وَالنَّائِلُ ... وَمَنْ كَانَ يَعْتَمِدُ السَّائِلُ) (وَمَنْ كَانَ يُطْمَعُ فِي مَالِهِ ... غَنِيُّ الْعَشِيرَةِ وَالنَّائِلُ) فَقَالَ الْقَوْمُ جَمِيعًا: صَدَقْتِ وَاللهِ! لَقَدْ كان أفضل مما وَصَفْتِ. الحديث: 3066 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 3066 - / م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، نا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمًا، فَأَعْجَبَهُ كَلامُهُ، فَقَالَ: أَلْسُنٌ تَصِفُ، وَقُلُوبٌ تَعْرِفُ، وَأَعْمَالٌ تُخَالِفُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 3067 - به حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِزِيَادٍ: مَنِ الْمَحْظُوظُ الْمَغْبُوطُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَرَأَى فِي عَدُوِّهِ ما يسره. الحديث: 3067 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 3067 - / 1 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: لما احتضر امرئ الْقَيْسِ بِأَنْقَرَةَ؛ نَظَرَ إِلَى قَبْرٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: قَبْرُ امْرَأَةٍ غَرِيبَةٍ. فَقَالَ: (أَجَارَتَنَا إِنَّ الْمَزَارَ قَرِيبُ ... وَإِنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ) (أَجَارَتَنَا إِنَّا غَرِيبَانِ ها هنا ... وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ) قَالَ: وَعَسِيبُ: جَبَلٌ كَانَ القبر في سنده. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 3067 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 163] دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ غَسَّانَ، فَكَلَّمَهُ فِي حَوَائِجَ لَهُ، فَقَضَاهَا، فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَقْبِيلِ يَدِكَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا مِنَ الْعَرَبِ مَذَلَّةٌ، وَمِنَ الْعَجَمِ خُدْعَةٌ؟ ! الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 3068 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَنْ تَعُدُّونَ السَّيِّدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: مَنْ غَلَبَ رَأْيُهُ هَوَاهُ، وَسَبَقَ غَضَبَهُ رِضَاهُ، وَكَفَّ عَنِ الْعَشِيرَةِ أَذَاهُ. وقيل لأعرابي آخر: من السَّيِّدُ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: الَّذِي إِذَا وَعَدَ وَفَّى، وَإِذَا أَوْعَدَ عَفَى. الحديث: 3068 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 3069 - وَأَنْشَدَ حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: (لأَصْبِرَنَّ عَلَى يُسْرِي وَمَعْسَرَتِي يَوْمًا ... بِيَوْمٍ كما تحيى الْعَصَافِيرُ) (إِنْ يَرْزُقِ اللهُ أَقْوَامًا فَقَدْ رُزِقَتْ ... مِنْ قَبْلِهِمْ فِي مَرَاعِيهَا الْخَنَازِيرُ) الحديث: 3069 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 3069 - / 1 م - قَالَ: نا الْمُبَرِّدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ: مَا آفَةُ التِّبْيَانِ؟ قال: كثرة الاحتراز. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 3069 - / 2 م - قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الفضل الرقاشي والعباس الرقاشي البغداديين: (أَخَالِدُ إِنَّ الرَّيَّ قَدْ أَجْحَفَتْ بِنَا ... وَضَاقَ عَلَيْنَا رَحْبُهَا وَمَعَاشُهَا) (وَقَدْ طَمَّعَتْنَا مِنْكَ يَوْمًا سَحَابَةٌ ... أَضَاءَ لَنَا بَرْقٌ وَكَفَّ رِشَاشُهَا) (فَلا غَيْمُهَا يَصْحُو فَيُؤَيِّسُ طَامِعًا ... وَلا مَاؤُهَا يَأْتِي فَيُرْوَى عِطَاشُهَا) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 164 3070 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بن بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو، نا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 168] قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهًا أَوْ عَالِمًا؟ فَقَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3070 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 164 3070 - / م - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِمُسْلِمٍ: (لِسَانُكَ أَحْلَى مِنْ جَنَى النَّحْلِ مَوْعِدًا ... وَكَفُّكَ بِالْمَعْرُوفِ أَضْيَقُ مِنْ قُفْلِ) (تُمَنِّي الَّذِي يَأْتِيكَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى ... إِلَى أَمَدٍ نَاوَلْتَهُ طَرَفَ الْحَبْلِ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 3071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 169] لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ قَاضِيًا حَتَّى تَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ؛ يَكُونُ عَالِمًا قَبْلَ أَنْ يُسْتَعْمَلَ، مُسْتَشِيرًا لِأَهْلِ الْعِلْمِ، مُلْقِيًا لِلرَّثَّعِ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الرَّثَّعُ: الدَّنَاءَةُ، يَعْنِي الذين يَمِيلُ إِلَى الدُّونِ مِنَ الْعَطِيَّةِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الرَّجُلُ الرَّاثِعُ الَّذِي يَرْضَى بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَطَاءِ، وَيُخَادِنُ أَخْدَانَ السُّوءِ، يُقَالُ: قَدْ رَثَعَ فلان رثعا. الحديث: 3071 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 3071 - / 1 م - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: قَدْ أَفْرَدْتُكَ بِرَجَائِي بَعْدَ اللهِ، وَتَعَجَّلْتُ رَاحَةَ الْيَأْسِ مِمَّنْ يَجُودُ بِالْوَعْدِ، وَيَضِنُّ بِالإِنْجَازِ، وَيَحْسِدُ أن يَفْضُلُ، وَيَزْهَدُ إِنْ يُفْضَلُ، وَيَعِيبُ الْكَذِبَ وَلا يَصْدُقُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 169 3071 - / 2 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالُوا: بُورِكَ فِيكَ. فَقَالَ: وَكَّلَكُمُ اللهُ إِلَى دَعْوَةٍ لا تحضرها نية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 169 3071 - / 3 م - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: يُقَالُ: الثَّنَاءُ يُضَاعَفُ كَمَا تُضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ، يَكُونُ شُجَاعًا فَيَزِيدُ اللهُ فِي شَجَاعَتِهِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 3072 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي إِلْهَانِيَّةِ الرَّبِّ، وَمُهَيْمَنِيَّةِ الصِّدِّيقِينَ، وَرَهْبَانِيَّةِ الأَبْرَارِ؛ لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَأْخُذُ بِقَلْبِهِ وَلا تَلْحَقْهُ عَيْنُهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: إِلْهَانِيَّةُ الرَّبِّ مأخوذ مِنْ أله، كَأَنَّ الْقُلُوبَ تَأَلَّهُ عِنْدَ التَّفَكُّرِ فِي عَظَمَتِهِ، يَقُولُ: إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي عَظَمَةِ اللهِ وَجَلالِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَبَلَغَ هَذِهِ الدرجة؛ فلم يُعْجِبْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يُحِبَّ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُهَيْمِنَةُ الصِّدِّيقِينَ يَعْنِي أَمَانَةً، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ومهيمنا عليه} [المائدة: 48] ؛ يَعْنِي: أَمِينًا عَلَيْهِ، يُقَالُ: وشاهدا عليه، وهما متقاربنا. الحديث: 3072 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 3073 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: الابْتِهَارُ بِالذَّنْبِ أَعْظَمُ مِنْ رُكُوبِهِ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: زَنَيْتُ، وَلَمْ يَزْنِ، وَقَتَلْتُ؛ وَلَمْ يَقْتُلْ، يَتَبَجَّحُ بِذَلِكَ وَيَفْتَخِرُ بِهِ، يَقُولُ: فَذَاكَ أَشَدُّ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ رُكُوبِهِ أَنَّهُ لَمْ يُذِعْهُ عَلَى نَفْسِهِ إِلا وَهُوَ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ لَفَعَلَهُ؛ فَهُوَ كَفَاعِلِهِ بِالنِّيَّةِ، وَزَادَ عَلَى ذَلِكَ بِهَتْكِهِ سِتْرَ نَفْسِهِ وَقِحَّتِهِ وَقِلَّةِ مُبَالاتِهِ بِهِ. وَيُقَالُ: ابْتَهَرَ الشَّاعِرُ الْجَارِيَةَ إِذَا ذَكَرَ فِي شِعْرِهِ أَنَّهُ قَدْ فَجَرَ بِهَا وَلَمْ يَفْعَلْ. الحديث: 3073 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 171 3074 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النُّمَيْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى حَجَرٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً [ص: 172] : (إِنَّ الْبَلِيَّةَ أَنْ تُحِبَّ ... وَلا يُحِبُّكَ مَنْ تُحِبُّهْ) (وَيَصُدُّ عَنْكَ بِوَجْهِهِ ... وَتَلِجُ أَنْتَ وَلا تُغِبُّهْ) الحديث: 3074 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 171 3074 - / م - قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَطَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ مُذْ خَمْسِينَ سَنَةً؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى حَائِطٍ: (أَقْلِلْ زِيَارَتَكَ الصَّدِيقَ ... تَكُنْ كَثَوْبٍ اسْتَجَدَّهْ) (إِنَّ الصَّدِيقَ يُمِلُّهُ ... أَنْ لا يَزَالَ يَرَاكَ عِنْدَهْ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 3075 - قَالَ ابْنُ مَرْوَانَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: (قَدْ كُنْتُ حَذَّرْتُكَ آلَ الْمُصْطَلِقْ ... وَقُلْتُ يَا هَذَا أَطِعْنِي وَانْطَلِقْ) (إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَا لَمْ أُطِقْ ... سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقْ) الحديث: 3075 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 3076 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أَنْشَدَنَا سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ: (لا أُعِيرُ النَّاسَ سَمْعِي لِيَسُبُّوا لِي حَبِيبًا ... لا ولا أحفط عِنْدِي لِلْأَخِلاءِ الْعُيُوبَا) (فَإِذَا مَا كَانَ كَوْنٌ قُمْتُ بِالْغَيْبِ خَطِيبًا ... احْفَظِ الإِخْوَانَ كَيْ مَا يَحْفَظُوا مِنْكَ الْمَغِيبَا) الحديث: 3076 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 3076 - / 1 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: (مَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ ... وَأَقَلَّ أَهْلَ الصِّدْقِ حِينَ تُجَرِّبُ) (وَإِذَا حَسَبْتَ ذَوِي الثِّقَاتِ وَجَدْتَهُمْ ... بَعْدَ الْحِسَابِ أَقَلَّ مِمَّا تَحْسِبُ) (وَإِذَا أَرَدْتَ صَوَابَ أَمْرٍ مُشْكِلٍ ... فَتَأَنَّ أَمْرَكَ فَالتَّأَنِّي أَصْوَبُ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 3076 - / 2 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَتَى يَفْحُشُ زَوَالُ النِّعْمَةِ؟ قَالَ: إِذَا زَالَ مَعَهَا حُسْنُ التَّجَمُّلِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 3077 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَالَةَ: (أَيَرْضَى كَرِيمٌ بِالْعَفَافِ وَعُودُهُ ... رَطِيبٌ وَرَيْعَانُ الشَّبَابِ نَضِيرُ) (سَتَعْلَمُ آفَاقُ الْبِلادِ بِأَنَّنِي ... عَلَى كُلِّ آفَاقِ الْبِلادِ جَسُورُ [ص: 174] ) (وَلا خَيْرَ فِي حُرٍّ إِذَا الضُّرُّ نَابَهُ ... أَقَامَ يُقَاسِي الْغَمَّ وَهُوَ فَقِيرُ) الحديث: 3077 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 3078 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا الْعَيْشُ يَا أَبَا جَعْفَرٍ؟ قَالَ: رُكُوبُ الْهَوَى، وَتَرْكُ الْحَيَاءِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3078 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 3079 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْمُبَرِّدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الأَصْمَعِيُّ لِحَبِيبِ بْنِ شَوْذَبٍ فِي جَعْفَرِ بن سليمان: (يا أيها السَّائِلُ عَنْ هَاشِمٍ ... هَلْ لَكَ فِي سَيِّدِهَا جَعْفَرِ) (هَلْ لَكَ فِي أَشْبَهِهِمْ غُرَّةٌ ... إِذَا بَدَا كَالْقَمَرِ الأزهر) الحديث: 3079 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 3079 - / 1 م - قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [ص: 175] : (كَفَى حَزَنًا أَنَّ الْغِنَى مُتَعَذِّرٌ ... عَلَيَّ وَأَنِّي بِالْمَكَارِمِ مُغْرَمُ) (وَمَا قَصَّرَتْ بِي فِي الْمَكَارِمِ هِمَّةٌ ... وَلَكِنَّنِي أَسْعَى إِلَيْهَا فأحرم) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 3079 - / 2 م - قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: الْكَمَالُ فِي ثَلاثٍ: الْعِفَّةِ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرِ عَلَى النَّوَائِبِ، وَحُسْنِ تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 3079 - / 3 م - حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ، نا الرِّيَاشِيُّ: (يَرَى رَاحَةً فِي كَثْرَةِ الْمَالِ رَبُّهُ ... وَكَثْرَةُ مَالِ الْمَرْءِ لِلْمَرْءِ مَتْعَبُ) (إِذَا قَلَّ مَالُ الْمَرْءِ قَلَّتْ هُمُومُهُ ... وَتُشَعِّبُهُ الآمَالُ حِينَ يُشَعَّبُ) الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 3080 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّبَعِيُّ، نا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِنُصَيْبٍ: هَرِمَ شِعْرُكَ. فَقَالَ: لا، وَلَكِنْ هَرِمَ الْجُودُ، لَقَدْ مَدَحْتُ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بِقَصِيدَةٍ؛ فَأَعْطَانِي أَرْبَعَمِائَةِ شاة، وَأَرْبَعَمِائَةِ دينار، ومئة نَاقَةٍ. الحديث: 3080 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 3081 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: ثَلاثَةٌ مَا أَقُولُهُنَّ إِلا لِيَعْتَبِرَ بِهِنَّ مُعْتَبِرٌ: لا أُخْلِفُ جَلِيسِي بِغَيْرِ مَا أَحْضُرُهُ بِهِ، وَلا أُدْخِلُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ لا أَدْخُلُ فِيهِ، وَلا آتِي السُّلْطَانَ حَتَّى يُرْسِلَ إِلَيَّ. آخر الجزء الثاني والعشرين، يتلوه الثالث والعشرون، والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وصحبه وسلم تسليما كثيراً الحديث: 3081 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 176 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث والعشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، نا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 3082 - نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: [ص: 187] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ زُجَاجٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ. قَالَ أَنَسٌ: فَنَظَرْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ. قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهُ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3082 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 3083 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا نَصْرٌ، نا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا كَانَتْ فِي سَفَرٍ، فَصَلَّتْ خَلْفَ أَعْرَابِيٍّ: فَقَرَأَ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ أَنْعَمَ رَبُّكَ عَلَى الْحُبْلَى، أَخْرَجَ مِنْهَا نَسَمَةً تَسْعَى، مِنْ بَيْنِ صَفَائِقِ وَحْشَى، أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى؟ ! أَلا بَلَى، أَلا بَلَى. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا لَكُمْ لا آبَ غَازِيكُمْ، وَلا زَالَتْ نِسَاؤُكُمْ فِي رَنَّةٍ؟ !   [إسناده مظلم] . الحديث: 3083 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 187 3084 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْتَعْمِلُ سَنَةً مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ثُمَّ يَعْزِلُهُ وَيُوَلِّي سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، فَعَزَلَ سَعِيدًا سَنَةً وَسَارَ وحده، فجاءه صُعْلُوكٌ مِنْ صَعَالِيكِ قُرَيْشٍ، فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ؛ قَالَ لَهُ: يَا فَتَى! أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ رَأَيْتُكَ مُفْرِدًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ جَنَاحَكَ. فَالْتَمَسَ مَالا يَهَبُهُ لَهُ فَلَمْ يَحْضُرْهُ، فَقَالَ لِمَوْلاهُ: عَجِّلْ عَلَيَّ بِصَحِيفَةٍ، فَكَتَبَ دَيْنًا عَلَيْهِ حَالا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَأَشْهَدَ ذَلِكَ مَوْلاهُ، فَلَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ جَاءَ بِالصَّكِّ عَلَى أَبِيهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، فِيهِ شَهَادَةُ مَوْلاهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! إِنِّي أَعْرِفُ الْخَطَّ وَإِنِّي أُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ لِمِثْلِكَ مِثْلُ هَذَا الْمَالِ عَلَيْهِ. فَدَعَا مَوْلاهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَشَهِدَ به، فقال: مَا سَبَبُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبَاكَ فِي وَقْتِ [ص: 189] عَزْلِهِ كَانَ مِنْ قِصَّتِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ. فَقَالَ عَمْرٌو: إِذًا وَاللهِ لا يَأْخُذُهَا إِلا مُعَجَّلَةً مُنْتَقِدَةً   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3084 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 188 3085 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: هَذَانِ بَيْتَانِ قَدِيمَانِ لا يُعْرَفُ قَائِلُهُمَا، وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ كَانَ يُنْشِدُهُمَا؛ فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: هُمَا لَهُ: (تَنْفَكُّ تَسْمَعُ مَا حَيِيتَ ... بِهَالِكٍ حَتَّى تَكُونَهُ) (وَالْمَرْءُ قَدْ يَرْجُو الرَّجَاءَ ... مُغَيَّبًا وَالْمَوْتُ دُونَهُ) الحديث: 3085 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 189 3086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؛ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ»   [حسن بشواهده] . الحديث: 3086 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 189 3087 - حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا احْتُضِرَ نَظَرَ إِلَى حَشَمِهِ وَلَحْمَتِهِ يَبْكُونَ؛ فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ وَبَكَى فِي وُجُوهِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: جَادَ هِشَامٌ عَلَيْكُمْ بِالدُّنْيَا وَجُدْتُمْ عَلَيْهِ بِالْبُكَاءِ؛ فَتَرَكَ عَلَيْكُمْ مَا خَلَّفَ وَتَرَكْتُمْ عَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ! مَا أَسْوَأَ حَالَ هِشَامٍ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللهُ لَهُ. الحديث: 3087 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 3088 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ (ح) . وَنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: أَخْبَرُونَا عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: [ص: 192] لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ جَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقَالَ: إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ؛ فَآذِنُونِي. فَأَعْلَمُوهُ بِهِ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: (الآنَ لَمَّا كُنْتَ أَكْمَلَ مَنْ مَشَى ... وَافْتَرَّ نَابُكَ عَنْ شَبَابِ الْقَارِحِ) (وَتَكَامَلَتْ فِيكَ الْمُرُوءَةُ كُلُّهَا ... وَأَعَنْتَ ذَلِكَ بِالْفِعَالِ الصَّالِحِ) فَقِيلَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ وَاسْتَرْجِعْ! فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَقَرَأَ: (الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)) [البقرة: 156] الآية. قَالَ: وَأَتَاهُ مَوْتُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ وَكَانَ بَيْنَهُمَا جُمْعَةٌ، فَقَالَ: (حَسْبِي حَيَاةُ اللهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ) (إِذَا مَا لَقِيتُ اللهَ رَبِّي مُسْلِمًا ... فَإِنَّ نَجَاةَ النَّفْسِ فِيمَا هُنَالِكَ) وَجَلَسَ لِلْمُعَزِّينَ يُعَزُّونَهُ، وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِرْآةً، وَوَلَّى النَّاسَ ظَهْرَهُ، وَقَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ؛ فَكَانَ يَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، فَدَخَلَ الْفَرَزْدَقُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى فِعْلِ الْحَجَّاجِ تَبَسَّمَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْحَجَّاجُ مِنْهُ؛ فَقَالَ: أَتَضْحَكُ وَقَدْ هَلَكَ الْمُحَمَّدَانِ؟ ! فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ: (لَئِنْ جَزِعَ الْحَجَّاجُ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ ... تَكُونُ لِمَحْزُونٍ أَجَلَّ وَأَوْجَعَا) (مِنَ الْمُصْطَفَى وَالْمُصْطَفَى مِنْ خِيَارِهِمْ ... جَنَاحَيْهِ لَمَّا فَارَقَاهُ فَوَدَّعَا) (أَخٌ كَانَ أَغْنَى أيْمَنَ الأَرْضِ كُلِّهَا ... وَأَغْنَى ابْنُهُ أَمْرَ الْعِرَاقَيْنِ أَجْمَعَا) (جَنَاحَا عُقَابٍ فَارَقَاهُ كِلاهُمَا ... وَلَوْ قُطِعَا مِنْ غَيْرِهِ لَتَضَعْضَعَا [ص: 193] ) (سَمِيَّا نَبِيِّ اللهِ سَمَّاهُمَا بِهِ ... أَبٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النَّوَائِبِ أَخْضَعَا) وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ أَيْضًا: (إِنَّ الرَّزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثْلَهَا ... فُقْدَانُ مِثْلِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ) (مَلِكَانِ قَدْ خَلَتِ الْمَنَابِرُ مِنْهُمَا ... أَخَذَ الْمَنُونُ عَلَيْهِمَا بِالْمَرْصَدِ) وَكَتَبَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ يُعَزِّيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ وَيَحُثُّهُ عَلَى الصَّبْرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُعَزِّينِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَيَذْكُرُ رِضَاهُ عَنْهُ، وَيَأْمُرُنِي بِالصَّبْرِ، وَكَيْفَ لا أَصْبِرُ وَقَدْ أَبْقَى اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي؟ ! الحديث: 3088 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 3089 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ النَّخَعِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَابِرٍ الأَلْهَانِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ وَأَبِي أُمَامَةَ؛ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 195] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ، ثُمَّ ثَبَتَ فِيهِ حَتَّى يُسَبِّحَ تَسْبِيحَةَ الضُّحَى؛ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ تَامًّا لَهُ حِجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ»   [إسناده ضعيف، والحديث حسن] . الحديث: 3089 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 3090 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا عَدُوَّةُ أَوْلِيَاءِ اللهِ وَعَدُوَّةُ أَعْدَاءِ اللهِ، أمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ؛ فَغَمَّتْهُمْ، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ؛ فَغَرَّتْهُمْ. الحديث: 3090 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 195 3091 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ يُوسُفَ [ص: 196] بْنَ أَسْبَاطٍ: أَتَرَكَ أَبُوكَ مَالا؟ قَالَ: تَرَكَ أبي مئة أَلْفٍ بِالْعِرَاقِ، فَلَمْ آخُذْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كَانَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ يَطْحَنُ الشَّعِيرَ بِيَدِهِ وَيَأْكُلُ، وَيَغْزُو وَلا يَأْخُذُ سَهْمَهُ وَلا يَأْكُلُ مِنْهُ. الحديث: 3091 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 195 3092 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِي بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: وَرِثْتُ عن أبي نحو مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ؛ فَلَمْ أَرْزَأْ مِنْهَا دِرْهَمًا إِلا هَذَا الْمُصْحَفَ، وَإِنِّي لأَخَافُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ. الحديث: 3092 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 3093 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا أَبِي؛ قَالَ: صَحِبَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ؛ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ إِلا بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ، وَكَانَ يُوسُفُ يَرَى مِنْ جَزَعِهِ وَفَزَعِهِ وَكَثْرَةِ عِبَادَتِهِ آناء اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: مَا كَانَ عَمَلُكَ؛ فَإِنِّي أَرَاكَ لا تَهْدَأُ مِنَ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ: كُنْتُ رَجُلا نَبَّاشًا. فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: فَأَيُّ شَيْءٍ كُنْتَ تَرَى إِذَا [ص: 197] وَصَلْتَ إِلَى اللَّحْدِ؟ قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَكْثَرَهُمْ قَدْ حُوِّلُوا وجوههم عَنِ الْقِبْلَةِ إِلا قَلِيلا. قَالَ يُوسُفُ: إِلا قَلِيلا. فَاخْتَلَطَ يُوسُفُ عَلَى الْمَكَانِ وَذَهَبَ عَقْلُهُ حَتَّى كَانَ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُدَاوَى. قَالَ ابْنُ خُبَيْقٍ: قَالَ أَبِي: دَعَوْنَا سُلَيْمَانَ الطَّبِيبَ لِيُدَاوِيَ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ عَقْلُهُ أَحْيَانًا؛ فَيَقُولُ: إِلا قَلِيلا. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَاوَاهُ وَصَحَّ، فَلَمَّا فَرَغَ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ سُلَيْمَانَ الطَّبِيبَ؛ قَالَ يُوسُفُ: أَيَّ شَيْءٍ تُعْطُونَهُ؟ قُلْنَا: لا يُرِيدُ مِنْكَ شَيْئًا. قَالَ: يا سُبْحَانَ اللهِ! جِئْتُمْ بِطَبِيبِ الْمُلُوكِ وَلا أُعْطِيهِ شَيْئًا. قُلْتُ: أَعْطِهِ دِينَارًا. فَقَالَ: خُذْ هَذَا؛ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، وَأَعْلِمْهُ أَنِّي لا أَمْلِكُ غَيْرَهُ لِئَلا يَتَوَهَّمَ أَنِّي أَقَلُّ مُرُوءَةٍ مِنَ الْمُلُوكِ. فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فِيهَا خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا. قَالَ: فَأَخَذْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، وَجَعَلَ يُوسُفُ يَعْمَلُ الْخُوصَ بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ. الحديث: 3093 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 3094 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْعَوَّامُ - يَعْنِي: ابْنَ جُوَيْرِيَّةَ -، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ عَصَمَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَحَرَّمَهُ عَلَى النَّارِ: مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنْدَ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3094 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 197 3095 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: كِتْمَانُ السِّرِّ، وَالتَّبَاعُدُ عن الشر. الحديث: 3095 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 3095 - / م - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: إِنْصَافُ مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَالسُّمُوُّ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ. وَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: أَدَبٌ بَارِعٌ، وَلِسَانٌ قَاطِعٌ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 3096 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَيْزَكٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَعْجَبُ مِنْ خِفَّةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ عَلَى أَلْسِنَةِ بَنِي آدَمَ. الحديث: 3096 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 3097 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: [ص: 199] لَوْ كَانَ لِقَلْبِي حَيَاةٌ مَا نَطَقَ لِسَانِي بِذِكْرِ الْمَوْتِ أَبَدًا. الحديث: 3097 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 3098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ: أَلا تَجْلِسُ فَتُحَدِّثَ؟ قَالَ: إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَدْ شَغَلَنِي عَنِ الْحَدِيثِ، إِنَّ الْمَوْتَ إِذَا فَارَقَ قَلْبِي ذِكْرُهُ سَاعَةً فَسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي. الحديث: 3098 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 199 3099 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 200] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِسُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى الْوَهَّابِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3099 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 199 3100 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا عَطَاءٌ الْخَفَّافُ؛ قَالَ: قال سمعت سفيان الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: يَا عَطَاءُ! وَيْحَكَ! قُمْ حَتَّى نَعْمَلَ، فَإِنَّ النَّهَارَ يَعْمَلُ عَمَلَهُ، لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ لَيَرَى مَنَازِلَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا، فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ هَوْلِ مَا هُوَ فِيهِ. الحديث: 3100 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 200 3101 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ، نا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أنا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 201] أَلَحَّ رَجُلٌ فِي الدُّعَاءِ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ! نُودِيَ: أَنْ قَدْ سَمِعْتُ؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟   [إسناده واه بمرة] . الحديث: 3101 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 200 3102 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عَفَّانُ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالا: نا حَمَّادٌ، نا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 202] يَقْتَصُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ؛ حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنَ الْقَرْنَاءِ وَكَذَا وَكَذَا، وَالذَّرَّةُ مِنَ الذَّرَّةِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3102 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 3103 - حدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا هَارُونُ، نا رَوْحٌ، نا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ [ص: 203] يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الدَّوَابُّ وَالْهَوَامُّ؛ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَهَا حَتَّى لا يَذْهَبَ شَيْءٌ بظلامة، ثُمَّ يَجْعَلُهَا تُرَابًا، ثُمَ يَبْعَثُ الثَّقَلَيْنِ الْجِنَّ وَالإِنْسَ فَيُحَاسِبُهُمْ؛ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَتَمَنَّى الْكَافِرُ {يَا لَيْتَنِي كنت ترابا} [النبأ: 40] . الحديث: 3103 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 202 3104 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَتْلَ الْهُرْمُزَانِ، فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ، فَاضْطَرَبَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ، إِنِّي غَيْرُ قَاتِلِكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ. فَأَلْقَى الْقَدَحَ مِنْ يَدِهِ، فَأَمَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بقتله، فقال: أو لم تُؤَمِّنِّي؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ أَمَّنْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتَ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ، وَلا بَأْسَ أَمَانٌ وَأَنَا لَمْ أَشْرَبْهُ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَاتَلَهُ اللهُ أَخَذَ أَمَانًا. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3104 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 203 3105 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ هِشَامٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص: 204] لَمَّا هَدَمَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ كَنِيسَةَ دِمَشْقَ كَتَبَ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ: إِنَّكَ هَدَمْتَ الْكَنِيسَةَ الَّتِي رَأَى أَبُوكَ تَرْكَهَا، فَإِنْ كَانَ حَقًّا؛ فَقَدْ أَخْطَأَ أَبُوكَ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلا؛ فَقَدْ خَالَفْتَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ في الحرث} [الأنبيا: 78] إِلَى آخِرِ الآيَةِ. الحديث: 3105 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 203 3106 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُلَيْمَانَ النبي [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ، فقال له: يَا نَبِيَّ اللهِ! إِنَّ لِي جِيرَانًا [ص: 205] يَسْرِقُونَ أَوِزِّي. فَنَادَى: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، ثُمَّ خَطَبَهُمْ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: وَأَحَدُكُمْ يَسْرِقُ أَوِزَّةَ جَارِهِ ثُمَّ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَالرِّيشُ عَلَى رَأْسِهِ. فَمَسَحَ رَجُلٌ رَأْسَهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: خُذُوهُ؛ فَإِنَّهُ صَاحِبُكُمْ. الحديث: 3106 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 204 3107 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الأَصْمَعِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَصْمَعَ بْنِ مُظَهِّرِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَعنا بْنِ سَعْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ مَعْنِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلاءِ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: أَشْعَرُ النَّاسِ الزُّرْقُ الْعُيُونِ فِي أُصُولِ الْفَضَاءِ - يَعْنِي: بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ -. وَكَانَ يُقَالُ: أَشْعَرُ النَّاسِ الثُّجْلُ الْبُطُونِ فِي أُصُولِ النَّخْلِ - يَعْنِي: الأَنْصَارَ -. الحديث: 3107 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 3108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ: أَشْكَرُ النَّاسِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشْكَرُهُمْ لِعِبَادِهِ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالإِحْسَانِ [ص: 206] فَرِيضَةٌ، وَالإِفْضَالُ نَافِلَةٌ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3108 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 3109 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ؛ قَالَ: أَصَبْنَا فِي خَزَائِنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ قَمِيصٍ، كُلُّهَا قَدْ أَثْرَبَهَا. الحديث: 3109 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 3110 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: حَضَرَتْ أَعْرَابِيًّا الْوَفَاةُ، فَقِيلَ لَهُ: أَوْصِ. فَقَالَ: هَذَا عَمَلٌ لَمْ أَعْمَلْهُ قَطُّ. الحديث: 3110 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 3110 - / م - وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: حَضَرَتْ أَعْرَابِيًّا الْوَفَاةُ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: مَا حَانَ لِي بَعْدُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 3111 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِرَجُلٍ لِيُعَاقِبَهُ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الانْتِقَامُ عَدْلٌ، وَالتَّجَاوُزُ فَضْلٌ، وَنَحْنُ نُعِيذُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِأَوْكَسِ النَّصِيبَيْنِ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ أَرْفَعَ الدَّرَجَتَيْنِ. فَعَفَا عَنْهُ. الحديث: 3111 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 3112 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَرَادَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَتْلَ رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ أَعَزُّ مَا تَكُونُ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاعْفُ لَهُ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تُعَانُ، وَإِلَيْهِ تُعَادُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. الحديث: 3112 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 3113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 208] قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ لِلْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ، لا مُصِيبَةَ عَلَى الأُمَّةِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِكَ، وَلا عِوَضَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ خِلافَتِكَ. الحديث: 3113 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 3114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ؛ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ؛ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ وَرَاءَ لِسَانِهِ؛ فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ تَكَلَّمَ لَهُ وَعَلَيْهِ. الحديث: 3114 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 208 3115 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحْضَرَ جَوَابًا مِنْ زِنْدِيقٍ أُدْخِلَ عَلَى الرشيد، فساءله، فَلَمْ يُقِرَّ، فَأَمَرَ لِيُضْرَبْ بِالسِّيَاطِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فِي أَيِّ كِتَابٍ وَجَدْتَ أَوْ عَنْ أَيِّ نَبِيٍّ أَتَاكَ: خُذُوهُمْ بِالتُّهْمَةِ، فَسَائِلُوهُمْ؛ فَإِنْ لَمْ يُقِرُّوا؛ فَاضْرِبُوهُمْ؟ ! فَأَمْسَكَ وَأَمَرَ بِحَبْسِهِ. الحديث: 3115 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 208 3116 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محرز الهروي، نا الحسين بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ حاتم الأَصَمَّ يَقُولُ: مِنْ أَعْلامِ الْمَعْرِفَةِ الإِقْبَالُ عَلَى اللهِ، وَالانْقِطَاعُ إِلَى اللهِ، وَالافْتِخَارُ بِاللهِ. الحديث: 3116 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 3117 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِشَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ: مَا عَلامَةُ الْعَبْدِ الْمُبَاعَدِ الْمَطْرُودِ؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْعَبْدَ قَدْ مُنِعَ الطَّاعَةَ، وَاسْتَوْحَشَ مِنْهَا قَلْبُهُ، وَحُلِّيَ لَهُ الْمَعْصِيَةُ، وَاسْتَأْنَسَ بِهَا، وَخَفَّتْ عَلَيْهِ، وَرَغِبَ فِي الدُّنْيَا، وَزَهِدَ فِي الآخِرَةِ، وَأَشْغَلَهُ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ [و] لَمْ يُبَالِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَ الدُّنْيَا؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ عِنْدَ اللهِ مُبَاعَدٌ لَمْ يرضه لِخِدْمَتِهِ. الحديث: 3117 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 3118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيَّا (57)) [مريم: 57] ؛ قَالَ [ص: 211] : «كَانَ إِدْرِيسَ خَيَّاطًا، وَزَكَرِيَّا نَجَّارًا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3118 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 3119 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ أَقَامَ عَلَى أُمِّهِ وَلَمْ يَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ [رجاله ثقات] . الحديث: 3119 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 3120 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُصْعَبٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَضَرَتْ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْوَفَاةُ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلا، فَجَزِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ هَذَا الْجَزَعَ الشَّدِيدَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؟ ! فَقَالَ: كَيْفَ لا أَجْزَعُ؟ ! وَوَاللهِ [ص: 212] إِنَّ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ لَيَأْتِينِي رَسُولُهُ فَأَجْزَعُ مِنْهُ؛ فَكَيْفَ بِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ ! الحديث: 3120 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 3121 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عن حماد بن زيد؛ قَالَ: قال لي سفيان بن عيينة: يا أبا إسماعيل! ذهب بهاء العلم، ذهب بهاء العلم. الحديث: 3121 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 212 3122 - حدثنا محمد بن إسحاق، نا أبي، عن جده، عن ثور بن يزيد؛ قال: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: لَمَّا كَلَّمَ اللهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الطُّورِ كَانَ عَلَى مُوسَى جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ مُخَلَّلَةٌ بِالْعِيدَانِ، مَحْزُومٌ وَسَطُهُ بِشَرِيطِ لِيفٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى جَبَلٍ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى صَخْرَةٍ، وَقَدْ غَشِيَهُ مِنَ النُّورِ مَا قَدْ يُحَيِّرُ، فَقَالَ اللهُ لَهُ: يَا مُوسَى! إِنِّي أَقَمْتُكَ مَقَامًا لَمْ يَقُمْهُ أَحَدٌ [ص: 213] قَبْلَكَ وَلا يَقُمْهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَقَرَّبْتُكَ مِنِّي نَجِيًّا. فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: اللهُمَّ وَلِمَ أَقَمْتَنِي هَذَا الْمَقَامَ؟ قَالَ: لِتَوَاضُعِكَ. فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى لَذَاذَةَ الْكَلامِ مِنْ رَبِّهِ نَادَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِلَهِي أَقَرِيبٌ فَأُنَاجِيكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيكَ؟ قَالَ: يَا مُوسَى! أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي. الحديث: 3122 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 212 3123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: كَانَ حُطَيْطٌ صَوَّامًا قَوَّامًا يَخْتِمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَتْمَةً، وَيَخْرُجُ [ص: 214] مِنَ الْبَصْرَةِ مَاشِيًا حَافِيًا إِلَى مَكَّةَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ فِي طَلَبِهِ، فَأُخِذَ، فَأُتِيَ بِهِ الْحَجَّاجَ، فَقَالَ لَهُ: إِيهٍ. قَالَ: قُلْ؛ فَإِنِّي قَدْ عَاهَدْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَئِنْ سُئِلْتُ لأَصْدُقَنَّ، وَلَئِنِ ابْتُلِيتُ لأَصْبِرَنَّ، وَلَئِنْ عُوفِيتُ لأَشْكُرَنَّ، وَلَأَحْمِدَنَّ اللهَ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: مَا تَقُولُ فِيَّ؟ قَالَ: أَنْتَ عَدُوُّ اللهِ تَقْتُلُ عَلَى الظِّنَّةِ. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَنْتَ شَرَرَةٌ مِنْ شَرَرِهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ جُرْمًا مِنْكَ. قَالَ: خُذُوهُ فَقَطِّعُوا عَلَيْهِ الْعَذَابَ. فَفَعَلُوا؛ فَلَمْ يَقُلْ حِسًّا وَلا بِسًّا، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَأَمَرَ بِالْقَصَبِ فَشُقَّ، ثُمَّ شُدَّ عَلَيْهِ، وصب عليه الْخَلُّ وَالْمِلْحُ، وَجَعَلَ يُسَلُّ قَصَبَةً قَصَبَةً، فَلَمْ يَقُلْ حِسًّا وَلا بِسًّا، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ؛ فَقَالَ: أَخْرِجُوهُ إِلَى السُّوقِ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ حِينَ أُخْرِجَ فَأَتَاهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَقَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَقَالَ: شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ. فَأَتَاهُ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ ضُرِبَتْ رَقَبَتُهُ، وَكَانَ ابْنَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً. الحديث: 3123 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 213 3124 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ دِعْبَلا يَقُولُ: [ص: 215] أُدْخِلْتُ عَلَى الْمُعْتَصِمِ، فَقَالَ لِي: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ فِي بَنِي الْعَبَّاسِ: إِنَّهُمْ فِي الْكُتُبِ أنَّهُمْ سَبْعَةٌ؟ ! وَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِي، وَمَا كَانَ فِي الْمَجْلِسِ إِلا مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِي، وَأَشَدُّهُمْ عَلَيَّ ابْنُ شَكْلَةَ، فَقَامَ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنَا الَّذِي قُلْتُ هَذَا وَنَمَّيْتُهُ إِلَى دِعْبِلٍ. فَقَالَ لَهُ: وَمَا أَرَدْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: لِمَا يُعْلَمُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مِنَ الْعَدَاوَةِ؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أُشِيطَ بِدَمِهِ. قَالَ: فَقَالَ: أَطْلِقُوهُ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ قَالَ لِابْنِ شَكْلَةَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ أَنْتَ قُلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: لا وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا نَظْرَةٌ أَنْظُرُ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ دِعْبِلٍ. فَقَالَ لَهُ: فَمَا الَّذِي أَرَدْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّ مَا لَهُ فِي الْمَجْلِسِ عَدُوٌّ أَعْدَى مِنِّي؛ فَنَظَرَ إِلَيَّ بِعَيْنِ الْعَدَاوَةِ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ. قَالَ: فَجَزَاهُ خَيْرًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. الحديث: 3124 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 214 3125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 216] كَانَ أَبُو الأَسْوَدِ يُكْثِرُ الرُّكُوبَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ! لَوْ قَعَدْتَ فِي مَنْزِلِكَ كَانَ أَوْدَعَ لِبَدَنِكَ وَأَرْوَحَ. فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: صَدَقْتَ، وَلَكِنَّ الرُّكُوبَ أَتفَرِجُ فِيهِ وَأَسْتَمِعُ مِنَ الْخَيْرِ مَا لا أَسْمَعُهُ فِي مَنْزِلِي؛ فَأَسْتَنْشِقُ الرِّيحَ، فَتَرْجِعُ إِلَيَّ نَفْسِي، وَأُلاقِي إِخْوَانِي، وَلَوْ جَلَسْتُ فِي مَنْزِلِي؛ اغْتَمَّ بِي أَهْلِي، وَاسْتَأْنَسَ بِي الصَّبِيُّ، وَاجْتَرَأْتُ عَلَى الْخَادِمِ، وَكَلَّمَنِي مِنْ أَهْلِي مَنْ يَهَابُ أَنْ يُكَلِّمَنِي. الحديث: 3125 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 215 3126 - حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: إِنَّكَ لَجَمِيلٌ. فَقَالَ خَالِدٌ: كَيْفَ تَقُولِينَ هَذَا؛ فَوَاللهِ مَا فِيَّ عَمُودُ الْجَمَالِ وَلا رِدَاؤُهُ وَلا بُرْنُسُهُ، فَأَمَّا عَمُودُ الْجَمَالِ؛ فَالطُّولُ، وَأَمَّا رِدَاؤُهُ؛ فَالْبَيَاضُ، وَأَمَّا بُرْنُسُهُ؛ فَسَوَادُ الشَّعْرِ، وَأَنَا أَصْلَعُ آدَمُ قَصِيرٌ، وَلَكِنْ قُولِي: إِنَّكَ لَحُلْوٌ. الحديث: 3126 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 216 3127 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 217] تَغَدَّى مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَعْرَابِيٌّ؛ فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فِي الْقَصْعَةِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَقَالَ لَهُ الْخَادِمُ: يَا أَعْرَابِيُّ! كُلْ مِمَّا يَلِيكَ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: على طعامكم هَذَا حِمًى؟ ! فَخَجَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ حِمًى؛ فَكُلْ حَيْثُ شِئْتَ. الحديث: 3127 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 216 3128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَزَّارُ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي ضِرْسًا طَحُونًا وَمَعِدَةً هَضُومًا. الحديث: 3128 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 3129 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ تِيَاذُوقُ - طَبِيبُ الْحَجَّاجِ - لِلْحَجَّاجِ: [ص: 218] إِنَّ اللَّحْمَ عَلَى اللَّحْمِ يَقْتُلُ السِّبَاعَ فِي الْبَرِّيَّةِ؛ فَكَيْفَ بَنِي آدَمَ عَلَى الْفُرُشِ؟ ! الحديث: 3129 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 3130 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَأُصْعِدَ إِلَيْهِ الأَسْقُفُّ وَكَانَ طَبِيبًا عَالِمًا، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ مِنْ جَوَارِي هَارُونَ، فَأَخَذَتِ بِيَدِهِ، فَأَجْلَسَتْهُ بَيْنَ يَدَيْ هَارُونَ وَأَبْطَأَتْ عَنْهُ الْجَارِيَةُ حِينًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا أَرَادَ؛ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! خُذِي بيده. فأخذت الجارية بِيَدِهِ، وَمَشَتْ بِهِ هُنَيْهَةً. ثُمَّ قَالَ: رُدِّينِي - يَعْنِي: إِلَى مَوْلاكِ -. فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ: إِنَّ جَارِيَتَكَ أَخَذَتْ بِيَدِي حَيْثُ صَعَدْتُ وَهِيَ بِكْرٌ، وَأَخَذَتْ بِيَدَيِ السَّاعَةَ وَهِيَ ثَيِّبٌ. فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ؛ فَأُخْبِرَ أَنَّ ابْنًا لَهُ افْتَرَعَهَا - أَوْ كَمَا قَالَ -. الحديث: 3130 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 3131 - قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: وَمِنْ عَجِيبِ مَا قِيلَ؛ قَوْلُ النَّابِغَةِ فِي حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ؛ إِكْبَارًا لِشَأْنِهِ، وَاسْتِعْظَامًا لِمَوْتِهِ، وَتَعَجُّبًا مِنْ ذَهَابِ مِثْلِهِ؛ فَقَالَ: (يَقُولُونَ حِصْنٌ ثُمَّ تَأْبَى نُفُوسُهُمْ ... وَكَيْفَ بِحِصْنٍ وَالْجِبَالُ جُنُوحُ [ص: 219] ) (وَلَمْ تَلْفِظِ الْمَوْتَى الْقُبُورُ وَلَمْ تَزُلْ ... نُجُومُ السَّمَاءِ وَالأَدِيمُ صَحِيحُ) (فَعَمَّا قَلِيلٍ ثُمَّ جَاءَ نَعْيُهُ ... فَظَلَّ نَدِيَّ الْحَيِّ وَهُوَ يَنُوحُ) الحديث: 3131 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 3132 - قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: وَهَلَكَ أَخٌ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ، فَأَظْهَرَ لَهُ الشَّمَاتَةَ بَعْضُ بَنِي عَمِّهِ؛ فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: (وَلَقَدْ أَقُولُ لِذِي الشَّمَاتَةِ إِذْ رَأَى فَجَعِي ... وَمَنْ يَذُقِ الْفَجِيعَةَ يَجْزَعْ) (اشْمَتْ فَقَدْ قَرَعَ الْحَوَادِثُ مُرُوءَتِي ... وافرخ بِمُرُوءَتِكَ الَّتِي لَمْ تُقْرَعْ) (إن تبقى تَفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ ... أَوْ تَرُدَّكَ الأَحْدَاثُ إِنْ لَمْ تَفْجَعْ) الحديث: 3132 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 219 3133 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَوُهَيْبٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 225] : «إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ؛ فَقَدِ اسْتَثْنَى، إِنْ شَاءَ فَلْيُمْضِ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَتْرُكْ   [رجاله ثقات والصحيح موقوف] . الحديث: 3133 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 219 3134 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: [ص: 226] التَّوْبَةُ النَّصُوحُ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ. الحديث: 3134 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 3135 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: وَاللهِ مَا فَاضَتْ عَيْنَا عَبْدٍ قَطُّ حَتَّى يَضَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَمَا بَكَتْ عَيْنَاهُ إِلا مِنْ فَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. الحديث: 3135 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 3136 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ، حَدَّثَنِي الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ الْقَاضِي فِي إِسْنَادٍ لَهُ؛ قَالَ: [ص: 227] صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ صَلاةَ الصُّبْحِ يَوْمًا، فَلَمَّا انْفَتَلَ قَامَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ فِي آخِرِ النَّاسِ وَكَانَ رَجُلا أَعْوَرَ دَمِيمًا، فَاتَّكَأَ عَلَى قَوْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: (نِعْمَ الْقَتِيلُ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَتْ ... خَلْفَ الْبُيُوتِ قَتَلْتَ يَا ابْنَ الأَزْوَرِ [ص: 228] ) (أَدَعَوْتَهُ بِاللهِ ثُمَّ غَدَرْتَهُ ... لَوْ هُوَ دَعَاكَ بِذِمَّةٍ لَمْ يَغْدُرِ) وَأَوْمَأَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَاللهِ! مَا دَعَوْتُهُ وَلا غَدَرْتُ بِهِ. ثُمَّ بَكَى مُتَمِّمٌ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى سِيَّةِ قَوْسِهِ حَتَّى دَمَعَتْ عَيْنُهُ الْعَوْرَاءُ، ثُمَّ أَتَمَّ شِعْرَهُ يَقُولُ: (لا يُمْسِكُ الْعَوْرَاءُ تَحْتَ ثِيَابِهِ ... حُلْوٌ شَمَائِلُهُ عَفِيفُ الْمِئْزَرِ) (وَلَنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ كُنْتَ وَحَاسِرًا ... وَلَنِعْمَ مَأْوَى الطَّارِقِ الْمُتَنَوِّرِ) فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكَ رَثَيْتَ أَخِي بِمَا رَثَيْتَ أَخَاكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَفْصٍ! لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَخِي حَيْثُ صَارَ أَخُوكَ مَا رَثَيْتُهُ. يَقُولُ: إِنَّ أَخَاكَ قُتِلَ شَهِيدًا. فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَزَّانِي أَحَدٌ بِمِثْلِ تَعْزِيَتِكَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ رَثَى زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمْ يُجِدْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَمْ أَرَكَ رَثَيْتَ زَيْدًا كَمَا رَثَيْتَ أَخَاكَ مَالِكًا. فَقَالَ: إِنَّهُ وَاللهِ يُحَرِّكُنِي لِمَالِكٍ مَا لا يُحَرِّكُنِي لِزَيْدٍ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَوْمًا: إِنَّكَ لَجَزْلٌ؛ فَأَيْنَ كَانَ أَخُوكَ مِنْكَ؟ فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ أَخِي في اللَّيْلَةِ ذَاتِ الأَزِيزِ وَالصُّرَادِ يركب الْجَمَلَ الثَّفَالَ بَيْنَ الْمَزَادَتَيْنِ، ويجتنب الفرس الحزور، وَعَلَيْهِ الشَّمْلَةُ الْفَلُوتُ، وَفِي يَدِهِ الرُّمْحُ الثَّقِيلُ؛ حَتَّى يُصْبِحَ مُتَهَلِّلا، وَلَقَدْ أُسِرْتُ مَرَّةً؛ فَكُنْتُ فِيهِمْ سَنَةً أُغَنِّيهِمْ، فَمَا أَطْلَقُونِي، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ السَّنَةِ؛ وَقَفَ عَلَيْهِمْ مَالِكٌ فِي شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ، [ص: 229] فَحَادَثَهُمْ سَاعَةً، ثُمَّ اسْتَوْهَبَنِي مِنْهُمْ وَهُمْ لا يَعْرِفُونَهُ، فَوَهَبُونِي لَهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّ سَاعَةً مِنْ مَالِكٍ أَكْثَرَ مِنْ حَوْلٍ مِنِّي   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3136 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 3137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ الْكُوفِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ، نا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 230] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتِي عَلَيْهَا مئة سَنَةٍ» . قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَرَاهُمْ قَدْ ذَكَرُوا عَنْهُ السَّاعَةَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3137 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 229 3138 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا هَارُونُ، نا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ؛ فَإِذَا أَنَا بِجُوَيْرِيَّةَ مُتَعَبِّدَةِ اللَّيْلِ أَجْمَعَ تَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ، فَكُلَّمَا طَافَتْ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَقَفَتْ بِحِذَاءِ الْمُلْتَزِمِ، ثُمَ تَقُولُ: يَا رَبِّ! كَمْ مِنْ شَهْوَةٍ قَدْ ذَهَبَتْ لَذَّتُهَا وَبَقِيَتْ تَبِعَتُهَا، أَمَا كَانَ لَكِ عُقُوبَةٌ إِلا [ص: 231] النَّارَ؟ ! الحديث: 3138 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 230 3139 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! أَنْزِلْ نَفْسَكَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لا حَاجَةَ لَكَ بِهِ، وَلا بُدَّ لَكَ مِنْهُ. يَا بُنَيَّ! كُنْ كَمَنْ لا يَبْتَغِي مَحْمَدَةَ النَّاسِ وَلا يَكْتسِبُ ذَمَّهُمْ؛ فَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ. الحديث: 3139 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 231 3140 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ؛ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَفْتَتِحُ مَجْلِسَهُ وَحَدِيثَهُ، يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ بِالإِسْلامِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِالْقُرْآنِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِالْمُعَافَاةِ؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِالأَهْلِ وَالْمَالِ. الحديث: 3140 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 231 3141 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: [ص: 232] لَمَّا مَرُّوا بِجِنَازَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ؛ قَالَتِ امْرَأَةٌ: مَنْ هَذَا؟ هَذَا عَابِدٌ! هَنِيئًا لَكَ يَا عَابِدُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ: لا وَكِلَهُ اللهُ إِلَى عِبَادَتِهِ. الحديث: 3141 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 231 3142 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: «أَلا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ؟ ! قَالَ: إِنِّي عَنْهَا لَمَشْغُولٌ. الحديث: 3142 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 232 3143 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ؛ قَالَ: [ص: 233] لَمَّا طُعِنَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالأُرْدُنِّ وَبِهَا قَبْرُهُ؛ دَعَا مَنْ حَضَرَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: إِنِّي مُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةٍ، إِنْ قَبِلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ: أَقِيمُوا الصَّلاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَصَدَّقُوا وَحُجُّوا وَاعْتَمِرُوا، وَتَوَاصَوْا، وَانْصَحُوا لِأُمَرَائِكُمْ وَلا تَغُشُّوهُمْ، وَلا تلهكم الدنيا؛ فإن امرءا لَوْ عُمِّرَ أَلْفَ حَوْلٍ ماكان لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَصِيرَ إِلَى مَصْرَعِي هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْمَوْتَ عَلَى بَنِي آدَمَ؛ فَهُمْ مَيِّتُونَ، وَأَكْيَسُهُمْ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْمَلُهُمْ لِيَوْمِ مَعَادِهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ. يَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ! صَلِّ بِالنَّاسِ. وَمَاتَ، فَقَامَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تُوبُوا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذُنُوبِكُمْ تَوْبَةً نَصُوحًا؛ فَإِنَّ عَبْدًا لا يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَائِبًا مِنْ ذَنْبِهِ إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ؛ فَلْيَقْضِهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ مُرْتَهَنٌ بِدَيْنِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُهَاجِرًا أخاه فليلقه فليصالحه، وَلا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فِي اللهِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثٍ، وَالذَّنْبُ عَظِيمٌ، إِنَّكُمْ [ص: 234] أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ قَدْ فُجِعْتُمْ بِرَجُلٍ مَا أَزْعُمُ أَنِّي رَأَيْتُ عَبْدًا أَبَرَّ صَدْرًا وَلا أَبْعَدَ مِنَ الْغَائِلَةِ، وَلا أَشَدَّ حُبًّا لِلْعَامَّةِ وَلا أَنْصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْهُ؛ فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللهُ، وَاحْضَرُوا الصَّلاةَ عَلَيْهِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3143 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 232 3144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، نا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ ابن أبي الدنيا، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَازِبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: [ص: 235] سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، فَأَمَرَ بِلالا؛ فَقَدَّمَ وَأَخَّرَ. قَالَ: «مَا بَيْنَهُمَا وَقْتٌ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3144 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 234 3145 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ غُلامُ خَلِيلٍ، نا ثَوْبَانُ بْنُ سَعِيدٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِنَّ بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ عَمُودًا يَدْفَعُ بِهِ أَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ؛ فَيَدْفَعُ بِهِ الدَّفْعَةَ فَيَقَعُ فِي النار سبع مئة أَلْفٍ. آخر الجزء الثالث والعشرين، يتلوه الرابع والعشرون إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصلاته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 3145 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 236 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع والعشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي، إذنا، قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال: البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال ابن حامد: إجازة؛ قال: نا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 3146 - نا عبد الملك بن الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 245] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْهُ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3146 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 3147 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 246] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3147 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 245 3148 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 247] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَمَّةَ النَّبِيِّ! يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ! اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، لا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا، سَلانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3148 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 246 3149 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 248] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ؛ فَمُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3149 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 247 3150 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 249] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجِدُ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا فَقِهُوا»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3150 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 248 3151 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 250] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ على ولد في [ص: 251] صغر، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3151 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 249 3152 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ! أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللهُمَّ! أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ! أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهُمَّ! أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - قَالَ: لا أَدْرِي بِأَيِّهِمْ بَدَأَ -، اللهُمَّ! اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ! اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سَنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3152 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 251 3153 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 252] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3153 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 251 3154 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ اليهود وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللهِ! يَا مُسْلِمُ! هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3154 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 252 3155 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، نا الْحُنَيْنِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 253] دَخَلَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ طَعَامًا؛ فَقَالَ: «اجْلِسْ وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ مِمَّا يَلِيكَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3155 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 252 3156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَابُلِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ، نا مَالِكٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ جَمِيعًا عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 256] : «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ، فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنْفَةِ ثَوْبِهِ؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، وَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» . [ص: 257] وَمَالِكٌ لَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ: «مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3156 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 253 3157 - حَدَّثَنَا محمد بن صالح كَيْلَجَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيِّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمِيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ؛ فَهُوَ شَهِيدٌ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3157 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 257 3158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَابُلِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ [بْنُ أَنَسٍ]- ح -   [إسناده صحيح] . الحديث: 3158 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 257 3159 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، نا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 259] : «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءُونَ أَصْحَابَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كما تتراؤون الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلٍ بَيْنَهُمْ «. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ. قَالَ:» بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ «   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3159 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 258 3160 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رسول الله [ص: 263] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا ضرر وَلا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَرَّ اللهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيْهِ»   [رجاله ثقات والحديث صحيح] . الحديث: 3160 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 259 3161 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 264] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا نَزَلَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمٍ؛ فَلا يَصُمْ إِلا بِإِذْنِهِمْ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3161 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 263 3162 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص: 265] سَجَدَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)) [العلق: 1] ، وَ: (إِذَا السَّمَآءُ انْشَقَّتْ (1)) [الانشقاق: 1] ، وَمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمَا [إسناده حسن، والحديث صحيح] . الحديث: 3162 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 264 3163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 267] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَبِقَ الْعَبْدُ؛ فَلا ذِمَّةَ لَهُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3163 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 265 3164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ الْجُعْفِيِّ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: [ص: 269] دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ مِنْ بَابِ بَنِي فُلانٍ؛ فَقَالَ جَابِرٌ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ   [إسناده حسن] . الحديث: 3164 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 267 3165 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ الطَّيَالِسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ليلى، عن عطية، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال [ص: 271] : «صَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَصَوْمُ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ؛ ماضية ومستقبلة»   [إسناده ضعيف جدا والحديث صحيح] . الحديث: 3165 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 269 3166 - حدثنا عِيسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، نا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 273] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُسْتَأْمَرُ الْبِكْرُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ؛ فَقَدْ رَضِيَتْ، وَإِنْ أَنْكَرَتْ؛ لَمْ تُكْرَهْ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3166 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 3167 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الدِّيبَاجِيُّ، نا عُمَيْرُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ، نا خُزَيْمَةُ بْنُ أَسَدٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ص: 274] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَبَّرَ؛ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ حَتَّى يُرَى أَطْرَافُ أَنَامِلِهِ مِنْ أَطْرَافِ مَنْكِبَيْهِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3167 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 3168 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، نا بَيَانٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا ابْتَسَمَ. الحديث: 3168 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 3169 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْكُوفِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، نا أَبِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص: 275] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3169 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 3170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ، نا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 276] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3170 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 275 3171 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، نا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، نا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 278] سَأَلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ أَنْ لا يَلْبِسَ أُمَّتَهُ شِيَعًا، وَلا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ؛ فَأَبَى   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3171 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 276 3172 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ قُبَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ؛ فَلْيَغْتَسِلِ اغْتِسَالَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ»   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3172 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 278 3173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ، نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 280] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي؛ لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»   [إسناده مظلم والحديث حسن لشواهده] . الحديث: 3173 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 279 3174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا أَبُو كُدَيْنَةَ، نا أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 281] سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِزَارِ، فَأَخَذَ بِوَسَطِ الْعَضَلَةِ. قُلْتُ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «لا خَيْرَ فِي أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ» . قُلْنَا: هَلَكْنَا يَا [ص: 282] رَسُولَ اللهِ!   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3174 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 3175 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص: 283] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلابِ؛ إِلا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ صَيْدٍ   [إسناده رجاله ثقات] . الحديث: 3175 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 282 3176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدُّولابِيُّ، نا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَوَارِيِّ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 284] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْفَالِجُ، وَمَوْتُ الْفَجْأَةِ»   [إسناده مظلم] . الحديث: 3176 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 283 3177 - حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْبَغِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَامِلٍ الأَسَدِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ الْخَبَّازُ أَبُو خَالِدٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [ص: 285] : «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى»   [إسناده حسن] . الحديث: 3177 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 284 3178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ الْكَلْبِيُّ، نا الْمُنْكَدِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 287] : «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»   [إسناده واه جداً والحديث صحيح] . الحديث: 3178 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 285 3179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ، نا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 288] : «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»   [إسناده كسابقه] . الحديث: 3179 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 287 3180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 289] : «الْعَيْنُ حَقٌّ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3180 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 288 3181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّبَاجِيُّ وَرَّاقُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الأَزْرَقُ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 292] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ صُرَاخٌ: رَبِّ! سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي عَبَثًا بِلا مَنْفَعَةٍ»   [إسناده واه جدا] . الحديث: 3181 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 289 3182 - قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لإِبْرَاهِيمَ بْنِ هَرْمَةَ: الحديث: 3182 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 292 3183 - وَأَنْشَدَنَاهُ أَيْضًا الْمُبَرِّدُ: (قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ ... خَلِقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ) (أَمَا تَرَانِي شَاحِبًا مُتَبَذِّلا ... كَالسَّيْفِ يَخْلَقُ جَفْنُهُ فَيَضِيعُ) (فَلَرُبَّ لَذَّةِ لَيْلَةٍ قَدْ نِلْتُهَا ... وَحَرَامُهَا بحلالها مدفوع) الحديث: 3183 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 292 3184 - قَالَ: وأنشدنا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِمَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ فِي بَنِي مَطَرٍ؛ فَقَالَ: (هُمُ الْقَوْمُ إِنْ قَالُوا أَصَابُوا وَإِنْ ... دُعُوا أَجَابُوا وَإِنْ أَعْطَوْا أَطَابُوا وَأَجْزَلُوا) (هُمْ يَمْنَعُونَ الْجَارَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... لِجَارِهِمْ بَيْنَ السَّمَاكِينَ مَنْزِلُ) الحديث: 3184 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 3185 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ: الحديث: 3185 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 3186 - وَابْنُ قُتَيْبَةَ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ: (مَا أَنَا إِلا لِمَنْ بَغَانِي ... أَرَى خَلِيلِي كَمَا يَرَانِي [ص: 294] ) (لَسْتُ أَرَى مَا مَلَكْتُ طَرْفِي ... مَكَانَ مَنْ لا يَرَى مَكَانِي) (فَلِي إِلَى أَنْ أَمُوتَ رِزْقٌ ... لَوْ جَهَدَ الْخَلْقُ مَا عَدَانِي) (فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ فُلانٍ ... وَعَنْ فُلانٍ وَعَنْ فُلانِ) (فَالْمَالُ مِنْ حِلِّهِ قِوَامٌ ... لِلْعِرْضِ وَالْوَجْهِ وَاللِّسَانِ) (وَالْفَقْرُ ذُلٌّ عَلَيْهِ بَابٌ ... مِفْتَاحُهُ الْعَجْزُ وَالتَّوَانِي) (وَرِزْقُ رَبِّي لَهُ وُجُوهٌ ... هُنَّ مِنَ اللهِ فِي ضَمَانِ) (سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ عَلِيًّا ... لَيْسَ لَهُ فِي الْعُلُوِّ ثَانِ) (قَضَى عَلَى خَلْقِهِ الْمَنَايَا ... فَكُلُّ حَيٍّ سِوَاهُ فَانِ) (يَا رَبِّ لَمْ نَبْكِ فِي زَمَانٍ ... إِلا بَكَيْنَا عَلَى الزَّمَانِ) الحديث: 3186 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 3187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ: أَنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ عَظِيمَ الْقَدْرِ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ طَالَبَ رَجُلا بِذَحْلٍ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فِي طَلَبِهِ، فَلَمَّا ظَفَرَ بِهِ؛ قَالَ: لَوْلا أَنَّ الْمَقْدِرَةَ تَذْهَبُ بِالْحَفِيظَةِ؛ لانْتَقَمْتُ مِنْكَ. ثُمَّ تَرَكَهُ. الحديث: 3187 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 294 3188 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِهِ مِثْلَ الصَّبِيِّ، فَإِذَا الْتُمِسَ مَا عِنْدَهُ؛ [ص: 295] وُجِدَ رَجُلا. الحديث: 3188 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 294 3189 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا يُوسُفُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (وَلَيْسَ عِتَابُ الناس للمرء نافعا ... إذا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ لُبٌّ يُعَاتِبُهُ) الحديث: 3189 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 3190 - حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: نَظَرَ بَعْضُ مُلُوكِ الأَعَاجِمِ إِلَى شَيْبٍ فِي رَأْسِهِ، فَجَمَعَ نِسَاءَهُ، وَقَالَ: تَعَالَيْنَ فَانْدُبْنَنِي إِذْ مَاتَ بَعْضِي لِأَنْظُرَ كَيْفَ تَنْدِبْنَنِي إِذَا مَاتَ كُلِّي، وَقَالَ: (إِذَا الْمَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّمَا اشْتَهَتْ ... وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إِلَى كُلِّ بَاطِلِ) (وَسَاقَتْ إِلَيْهِ الإِثْمَ وَالْعَارَ لِلَّذِي ... دَعَتْهُ إِلَيْهِ مِنْ حَلاوَةِ عَاجِلِ) الحديث: 3190 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 3191 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى شَابٍّ قَدْ نَكَّسَ فِي الصَّلاةِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّ الْخُشُوعَ لا يَزِيدُ عَلَى مَا فِي [ص: 296] الْقَلْبِ، فَمَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ خُشُوعًا فَوْقَ مَا فِي قَلْبِهِ؛ فَإِنَّمَا أَظْهَرَ نِفَاقًا عَلَى نِفَاقٍ. الحديث: 3191 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 3192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا أَحْسَنُ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ! فَقَالَ: بَلاءُ اللهِ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ وَصْفِ الْمَادِحِينَ وَإِنْ أَحْسَنُوا، وَذُنُوبِي إِلَى اللهِ أَكْثَرُ مِنْ عَيْبِ الذَّامِّينَ وَإِنْ كَثُرُوا؛ فَيَا أسفى عَلَى مَا فَرَّطْتُ! وَيَا سَوْأَتَاهُ مِمَّا قَدَّمْتُ! الحديث: 3192 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 3193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قال: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَرْبَعَةٌ لا أَمَلُّهُمْ أَبَدًا: جَلِيسِي مَا فَهِمَ عَنِّي، وَثَوْبِي مَا سَتَرَنِي، وَدَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، وَامْرَأَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3193 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 3194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِشَيْخٍ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: يَا عَمُّ! عَلِّمْنِي الْحِلْمَ. فَقَالَ: لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ الْحِلْمَ هُوَ الذُّلُّ، فَاصْبِرْ عَلَيْهِ. الحديث: 3194 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 3195 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ: لا فَقِيرَ أفْقَرُ مِنْ غَنِيٍّ أَمِنَ الْفَقْرَ. الحديث: 3195 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 3196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ صَنَائِعِهِمْ، فَقَالُوا: نَبِيعُ الرَّقِيقَ. فَقَالَ: بِئْسَ التِّجَارَةُ، ضَمَانُ نَفْسٍ وَمُؤْنَةُ ضِرْسٍ. الحديث: 3196 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 3197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، نا الأَصْمَعِيُّ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ نَصْرٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ تَذَاكَرُوا قِيَافَةَ بَنِي أَسَدٍ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّهُ ضَلَّتْ لَنَا نَاقَةٌ، فَلَوْ أَرْسَلْتُمْ مَعَنَا مَنْ يَقِيفُ. فَقَالُوا لِغُلَيِّمٍ لَهُمْ: انْطَلِقْ مَعَهُمْ. فَاسْتَرْدَفَهُ أَحَدُهُمْ، ثُمَّ سَارُوا، فَلَقِيَتْهُمْ عُقَابٌ كَاسِرَةٌ إِحْدَى جَنَاحَيْهَا، فَاقْشَعَرَّ الْغُلامُ وَبَكَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كَسَرَتْ جَنَاحًا وَرَفَعَتْ جَنَاحًا، وَحَلَفْتُ بِاللهِ صَرَاحًا؛ مَا أَنْتُمْ بأنس وَلا تَبْغُوا لِقَاحًا. فَرَمَوْا بِهِ وَمَضَوْا. الحديث: 3197 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 3198 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ: (لا يُبْعِدُ اللهُ إِخْوَانًا لَنَا ذَهَبُوا ... أَفْنَاهُمْ حَدَثَانُ الدَّهْرِ وَالأَبَدُ) (نَمُدُّهُمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَقِيَّتِنَا ... وَلا يُرَدُّ إِلَيْنَا مِنْهُمُ أَحَدُ) الحديث: 3198 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 3199 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ لِفُضَالَةَ: (رَمَى الْحَدَثَانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ ... بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا) (فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضًا ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ الْبِيضَ سُودَا) الحديث: 3199 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 3200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْشَدَنَا سَعِيدٌ الْجِرْمِيُّ: (أَمَّا الْقُبُورُ فَإِنَّهُنَّ أَوَانِسُ ... بِجِوَارِ قَبْرِكَ وَالدِّيَارُ قُبُورُ) (عَمَّتْ مُصِيبَتُهُ فَعَمَّ هَلاكُهُ ... فَالنَّاسُ فِيهِ كُلُّهُمْ مَأْجُورُ) (رَدَّتْ صَنَائِعُهُ إِلَيْهِ حَيَاتَهُ ... فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُورُ) الحديث: 3200 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 3201 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيَّةٍ مَاتَ ابْنُهَا: مَا أَحْسَنَ عَزَاءَكِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ فَقْدِي إِيَّاهُ أَمَّنَنِي مِنَ الْمُصِيبَةِ بَعْدَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَتْنَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي نَحْوِهِ: (فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ الْمَوْتَ وَحْدَهُ ... فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ) الحديث: 3201 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 3202 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: مَاتَ سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْضُ عُمَّالِهِ يُعَزِّيهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: (حَسْبِي حَيَاةُ اللهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ) الحديث: 3202 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 3203 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: عَزَّى صَالِحٌ الْمُرِّيُّ بَعْضَ إِخْوَانِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ لَمْ تَكُنْ مُصِيبَتُكَ أَحْدَثَتْ فِي نَفْسِكَ مَوْعِظَةً؛ فَمُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ أَعْظَمُ. ثُمَّ أَنْشَدَ أَبُو قِلابَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي مِثْلِهِ: (إِنْ يَكُنْ مَا بِهِ أُصِيبَ جَلِيلا ... فَذَهَابُ الْعَزَاءِ فِيهِ أَجَلُّ) الحديث: 3203 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 3204 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلانِيُّ، نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ قُرَّةَ وَعُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 301] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3204 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 3205 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال [ص: 303] : «بعث عَلَى إِثْرِ ثَمَانِيَةِ آلافِ نَبِيٍّ، مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3205 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 3206 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ؛ نا وُهَيْبٌ، نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 306] : «لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَّى خَيْرًا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3206 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 304 3207 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ مَطَرٍ وَقَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شعبها الأربع وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3207 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 306 3208 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ؛ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ لَهُمْ رَوَأٌ، فَظَنَنْتُ بِهِمُ الْخَيْرَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ؛ فَإِذَا هُمْ يَنْتَقِصُونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَقَعُونَ فِيهِ، فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِمْ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُصَلِّي ظَنَنْتُ بِهِ خَيْرًا، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِي جَلَسَ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ! مَا تَرَى هَؤُلاءِ الْقَوْمَ يَشْتِمُونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَنْتَقِصُونَهُ؟ ! وَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ بِمَنَاقِبِ عَلِيٍّ [ص: 308] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَنَّهُ زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! مَا لَقِيَ النَّاسُ مِنَ النَّاسِ؟ ! لَوْ أَنَّ أَحَدًا نَجَا مِنَ النَّاسِ لَنَجَا مِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ، هُوَ ذَا يُشْتَمُ وَيُنْتَقَصُ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ رَحِمَهُ اللهُ. وَجَعَلَ يَبْكِي، فَقُمْتُ عَنْهُ وَقُلْتُ: لا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَبِيتَ بِهَا، فَخَرَجْتُ مِنْ يَوْمِي   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3208 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 307 3209 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ أَبُو وَهْبٍ السَّهْمِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 309] مَا مَسَّ يَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً قَطُّ، إِنَّمَا كَانَ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3209 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 308 3210 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص: 311] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً   [إسناده صحيح] . الحديث: 3210 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 309 3211 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، نا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: [ص: 312] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ القراءة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3211 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 311 3212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ: [ص: 317] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3212 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 312 3213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الرَّمَادِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: كُنْتُ فِي حَلَقَةٍ مَعَ مِسْعَرٍ، فَجَعَلَ مِسْعَرٌ يَنْظُرُ، فَجَعَلَ يَلْتَفِتُ إِلَى حَلَقَةٍ أُخْرَى؛ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا فَاتَكَ مِنَ الْعِلْمِ أَكْثَرُ. الحديث: 3213 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 317 3214 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَأَلْتُ بَعْضَ الرُّهْبَانِ: أَيُّمَا أَقْتَلُ لِلْمُحِبِّينَ: الْبُكَاءُ أَوِ الْكَمَدُ؟ قَالَ: الْكَمَدُ أَقْتَلُ، وَالْبُكَاءُ أَفْرَجُ. قُلْتُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ إِذَا بَكَى؛ سَلا، وَإِذَا سَلا؛ رَقَّ وَشَجَا؛ فَالْكَمَدُ أَقْتَلُ مِنَ الْبُكَاءِ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (وُجُوهُ الْبَاكِيَاتِ مُعْلِمَاتٌ ... بِهَا آيَاتُ ضُرٍّ بَيِّنَاتُ) (خُدُودُهُمْ مُعَفَّرَةٌ بِدَمْعٍ ... تَجُودُ بِهَا عُيُونٌ سَاهِرَاتُ) (وَمِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ جُسُومٌ ... سُقْمٌ تُمَازِجُهَا نُفُوسٌ ذَائِبَاتُ) الحديث: 3214 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 317 3215 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى أَبِي عِيَاضٍ الْقَاضِي، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عِيَاضٍ! إِنَّ زَوْجِي حَلَفَ الْبَارِحَةَ بِطَلاقِي بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرٍ فِي إستك. فَقَالَ لَهَا: وَيْحَكِ! الْبَارِحَةَ تَنَوَّرْتُ، اذْهَبِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ. الحديث: 3215 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 3216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا فِي مَوْقِفِ عَرَفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ إِلا إِلَيْكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغِنَى إِلا بِكَ. قُلْتُ: يَا هَذَا! أَمَا لَكَ إِلَى رَبِّكَ حَاجَةٌ تَسْأَلُهُ فِي هَذَا الْمَوْقِفِ غَيْرَ هَذَا؟ فَقَالَ لِي: وَأَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ مِنَ الْحَوَائِجِ؟ ! الحديث: 3216 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 3217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ رَاكِبٌ؛ فَأَنْشَدَهُ: (سَأَلْتُ عَنِ الْمَكَارِمِ أَيْنَ صَارَتْ ... فَكُلُّ النَّاسِ أَرْشَدَنِي إِلَيْكَا) (فَجُدْ لِي يَا ابْنَ طَاهِرٍ إِنَّ فِعْلِي ... سَيُثْنِي بِالَّذِي تُولِي عَلَيْكَا) فَقَالَ: كَمْ ثَمَنُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ؟ قَالَ: أَلْفَا دِرْهَمٍ. قَالَ: أَرْخَصْتَ، [ص: 319] يَا غُلامُ! أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ: (صَدَّقْتَ ظَنِّي وَظَنَّ النَّاسِ كُلِّهِمِ ... فَأَنْتَ أَكْرَمُهُمْ نَفْسًا وَأَجْدَادَا) (لا زِلْتَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَاسِعَةٍ ... فَأَنْتَ أَخْضَرُهَا رَوْضًا وَأَعْوَادَا) فَقَالَ: يَا غُلامُ! أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أُخْرَى. فَقَالَ: (لَوْ كَانَ قَوْلِي بِهَذَا الشِّعْرِ مُسْتَمَعًا ... لَكُنْتُ أَحْوِي خَرَاجَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ) (أَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي بِلا نَكَدٍ ... وَأَنْتَ تُحْيِي الَّذِي قَدْ مَاتَ مِنْ جَدْبِ) فَقَالَ: يَا غُلامُ! أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلافٍ أُخْرَى. فَلَمَّا قَبَضَهَا؛ قَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! فَنِيَ شِعْرِي، وَلَمْ يَضِقْ صَدْرُكَ. الحديث: 3217 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 3218 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: مَا أَقْدَمَنِي إِلَيْكَ رَغْبَةٌ وَلا رَهْبَةٌ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أَمَّا الرَّغْبَةُ؛ فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَفَاضَتْ فِي رِحَالِنَا وَتَنَاوَلَهَا الأَقْصَى وَالأَدْنَى مِنَّا، وَأَمَّا الرَّهْبَةُ؛ فَقَدْ أَمِنَّا بِعَدْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْنَا وَحُسْنِ سِيرَتِهِ مِنَ الظُّلْمِ، وَنَحْنُ وَفْدُ الشُّكْرِ. الحديث: 3218 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 319 3219 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى السُّلْطَانِ: مِثْلُكَ أَوْجَبَ حَقًّا لا يَجِبُ عَلَيْهِ، [ص: 320] وَسَمَحَ بِحَقٍّ يَجِبُ لَهُ، وَقَبِلَ وَاضِحَ الْعُذْرِ، وَاسْتَكْثَرَ قَلِيلَ الشُّكْرِ، لا زَالَتْ إياديك فَوْقَ شُكْرِ أَوْلِيَائِكَ، وَنِعْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ فَوْقَ آمَالِهِمْ لَكَ. الحديث: 3219 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 319 3220 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِيهِ: يَا أَبَةِ! إن عظم حَقِّكَ عَلَيَّ لا يُذْهِبُ صَغِيرَ حَقِّي عَلَيْكَ، والَّذِي تَمُتُّ بِهِ إِلَيَّ أَمُتُّ بِمِثْلِهِ إِلَيْكَ، وَلَسْتُ أَزْعُمُ أَنَّا عَلَى سَوَاءٍ. الحديث: 3220 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 3221 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: كَيْفَ بِرُّكَ بِأُمِّكَ؟ قَالَ: لَمْ أَضْرِبْهَا قَطُّ. الحديث: 3221 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 3222 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ؛ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: قَدْ أَغْنَاكَ اللهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الاعْتِذَارِ، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ. الحديث: 3222 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 3223 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَابُلِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: [ص: 321] لَمْ أَرَ أَحَدًا أَبَرَّ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بِأَبِيهِ، بَلَغَ مِنْ بِرِّهِ أَنَّ يَحْيَى كَانَ لا يَتَوَضَّأُ إِلا بِمَاءٍ سُخْنٍ وهما في السجن؛ فمنعهم السَّجَّانُ مِنْ إِدْخَالِ الْحَطَبِ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَقَامَ الْفَضْلُ حِينَ أَخَذَ يَحْيَى مَضْجَعَهُ إِلَى قُمْقُمٍ كَانَ يُسَخِّنُ فِيهِ الْمَاءَ، فَمَلَأَهُ ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ نَارِ الْمِصْبَاحِ؛ فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَهُوَ فِي يَدِهِ حَتَّى أَصْبَحَ. الحديث: 3223 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 3224 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: خَيْرُ الإِخْوَانِ مَنْ إِنِ اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ لَمْ يَزِدْكَ فِي الْمَوَدَّةِ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهِ لَمْ يَنْقُصْكَ مِنْهَا، وَإِنْ كَوْثَرْتَ عَضَّدَكَ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَى مَعُونَتِهِ رَفَدَكَ. الحديث: 3224 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 321 3225 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ [ص: 322] : (لَعَمْرُكَ مَا مَالُ الْفَتَى بِذَخِيرَةٍ ... وَلَكِنَّ إِخْوَانَ الثِّقَاتِ الذَّخَائِرُ) الحديث: 3225 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 321 3226 - أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ لِأَعْرَابِيٍّ: (أَخًا لَكَ مَا تَرَاهُ الدَّهْرَ إِلا ... عَلَى الْعَلاتِ بَسَّامًا جَوَادَا) (سَأَلْنَاهُ الْجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّأَ ... وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا) (فَأَحْسَنَ ثُمَّ أَحْسَنَ ثُمَّ عُدْنَا ... فَأَحْسَنَ ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَادَا) (مِرَارًا مَا أَعُودُ إِلَيْهِ إِلا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الْوِسَادَا) الحديث: 3226 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 322 3227 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، نا أَبُو نصر؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْيَزِيدِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ وَهُوَ عَلَى طَنْفَسَةٍ، فَأَوْسَعَ لِي، فَكَرِهْتُ التَّضْيِيقَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لا يَضِيقُ سَمُّ الْخِيَاطِ عَلَى مُتَحَابَّيْنِ، وَلا تَتَّسِعُ الدُّنْيَا عَلَى مُتَبَاغِضَيْنِ. الحديث: 3227 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 322 3228 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رُكْنِ دَارٍ مُشَيَّدَةٍ: (لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ يَا مَغْرُورُ مَا رَقَأَتْ ... دُمُوعُ عَيْنِكَ مِنْ خَوْفٍ وَمِنْ حَذَرِ) (مَا بَالُ قَوْمٍ سِهَامُ الْمَوْتِ تَخْطَفُهُمْ ... يُفَاخِرُونَ بِرَفْعِ الطِّينِ وَالْمَدَرِ) الحديث: 3228 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 323 3229 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيُّ الدَّسْتَكِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ؛ قَالَ: [ص: 324] خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَى حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذْ نَظَرَ إِلَى أَسْوَدَ عَلَى بَعْضِ الْحِيطَانِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَلْبٌ رَابِضٌ؛ فَكُلَّمَا أَخَذَ لُقْمَةً رَمَى لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ أَكْلِهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَاقِفٌ عَلَى دَابَّتِهِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ؛ دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا غُلامُ! لِمَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: لِوَرَثَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. فَقَالَ لَهُ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنَ الْعَجَبِ يَا مَوْلايَ؟ ! قَالَ: رَأَيْتُكَ تَأْكُلُ، فَكُلَّمَا أَكَلْتَ لُقْمَةً رَمَيْتَ لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا. فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلايَ! هُوَ رَفِيقِي مُنْذُ سِنِينَ، وَلا بُدَّ أَنْ أَجْعَلَهُ كَأُسْوَتِي فِي الطَّعَامِ. فَقَالَ لَهُ: فَدُونَ هَذَا يُجْزِئُكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلايَ! وَاللهِ! إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آكُلَ وَعَيْنٌ تَنْظُرُ إِلَيَّ لا تَأْكُلُ. ثُمَّ مَضَى عَنْهُ حَتَّى أَتَى وَرَثَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَنَزَلَ عِنْدَهُمْ، فَقَالَ: جِئْتُ فِي حَاجَةٍ. فَقَالُوا: وما حاجتك؟ قال: تبيعونني الْحَائِطَ الْفُلانِيَّ؟ فَقَالُوا لَهُ: قَدْ وَهَبْنَاهُ لَكَ. قَالَ: لَسْتُ آخِذَهُ إِلا بِضِعْفٍ. فَبَاعُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: وَتَبِيعُونِي الْغُلامَ الأَسْوَدَ. فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ الأَسْوَدَ رَبَّيْنَاهُ وَهُوَ كَأَحَدِنَا. فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى بَاعُوهُ، وَانْصَرَفَ عَنْهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ غَدَا الْغُلامُ وَهُوَ فِي الْحَائِطِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَشَعَرْتَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُكَ وَاشْتَرَيْتُ الْحَائِطَ مِنْ مَوَالِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيمَا اشْتَرَيْتَ، وَلَقَدْ غَمَّنِي مُفَارَقَتِي لِمَوالِيَّ، إِنَّهُمْ رَبَّوْنِي. فَقَالَ لَهُ: فَأَنْتَ حُرٌّ وَالْحَائِطُ لَكَ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا يَا مَوْلايَ؛ فَأَشْهَدُ أَنِّي قَدْ أَوْقَفْتُهُ عَلَى وَرَثَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: فَتَعَجَّبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْهُ، [ص: 325] وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ! فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيكَ. وَدَعَا لَهُ وَمَضَى. الحديث: 3229 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 323 3230 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: إِذَا كَانَتِ الآخِرَةُ فِي الْقَلْبِ؛ جَاءَتِ الدُّنْيَا تَزْحَمُهَا، وَإِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ؛ لَمْ تَزْحَمْهَا الآخِرَةُ؛ لِأَنَّ الآخِرَةَ كَرِيمَةٌ وَالدُّنْيَا لَئِيمَةٌ الحديث: 3230 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 3231 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، نا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ: [ص: 326] أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُطَوِّعَةِ قَالَ: رَأَيْتُ بِبِلادِ الْهِنْدِ شَجَرًا لَهُ وَرْدٌ أَحْمَرُ فِيهِ بِبَيَاضٍ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. الحديث: 3231 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 3232 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ؛ فَإِذَا رَسُولُ أَحْمَدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَدْ جَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ ابن عُلَيَّةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ ابن عُلَيَّةَ. فَقَالَ يَحْيَى: أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: قَدْ قَبِلْنَا مِنْكَ يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ! الحديث: 3232 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 326 3233 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّهُ أَنْشَدَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ: (أَلا يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا) (وَكَانَ بنا برا رؤوفا نَبِيَّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا) (كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بُعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا) (أَفَاطِمُ صَلَّى اللهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَضْحَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا) (فِدَاءً لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قَسْرَةً وَعِيَالِيَا) (صَدَقْتَ وبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقًا ... وَمُتَّ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا) (فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنَّ أَمْرَهُ كَانَ مَاضِيَا) (عَلَيْكَ مِنَ اللهِ السَّلامُ تَحِيَّةً ... أُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا) (أَرَى حَسَنًا أَيْتَمْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... يَبْكِي وَيَدْعُو جَدَّهُ الْيَوْمَ نَائِيَا) الحديث: 3233 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 327 3234 - وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي النَّبِيِّ [ص: 328] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيَّنَةٌ ... كَانَتْ بَدِيهَتُهُ تُنْبِئُكَ بِالْخَبَرِ) الحديث: 3234 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 327 3235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، نا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ بَنَاتِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِلْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ، لا مُصِيبَةَ عَلَى الأُمَّةِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِكَ، وَلا عِوَضَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ خِلافَتِكَ. الحديث: 3235 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 328 3236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: مَرَرْتُ بِأَعْرَابِيَّةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا شَابٌّ فِي السِّيَاقِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا قَدَحٌ مِنْ سَوِيقٍ تَشْرَبُهُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ الشَّابُّ؟ فَقَالَتْ: وَارَيْنَاهُ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا السَّوِيقُ؟ فَقَالَتْ: (عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأْكُلُ الْقَوْمُ زَادَهُمُ ... عَلَى الْبُؤْسِ وَالْبَلْوَى وَفِي الْحِدْثَانِ) الحديث: 3236 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 328 3237 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِغَيْرِهِ: (اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ) (وَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَسْلُو بِهَا ... فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 3237 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 328 3238 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِغَيْرِهِ: (وَمَا نَحْنُ إِلا مِثْلُهُمْ غَيْرَ أَنَّنَا ... أَقَمْنَا زَمَانًا بَعْدَهُمْ وَتَقَدَّمُوا) الحديث: 3238 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 3239 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: مَا جَاءَنِي أَحَدٌ مِنْ بَغْدَادَ يَطْلُبُ هَذَا الأَمْرَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ - يَعْنِي الْحَدِيثَ -؛ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ. الحديث: 3239 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 3240 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ؛ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ؛ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟ الحديث: 3240 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 3241 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (لَنْ يُدْرِكَ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ ذَوُو كَرَمٍ ... حَتَّى يُذَلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لأَقْوَامِ) (وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الأَلْوَانَ مُشْرِقَةً ... لا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ) الحديث: 3241 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 3242 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ، نا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْأَحْنَفِ بِنْ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ - وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي، كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي مَا لا يَعْنِيكَ. الحديث: 3242 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 3243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ العلاء؛ قال: قل الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص: 331] مَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ حَتَّى يَكُونَا هُمَا يُدْخِلانِي فِي أَمْرِهِمَا، وَلا أُقِمْتُ عَنْ مَجْلِسٍ قَطُّ، وَلا حُجِبْتُ عَنْ بَابٍ قَطُّ. يَقُولُ: لا أَجْلِسُ إِلا مَجْلِسًا أَعْلَمُ أَنِّي لا أُقَامُ عَنْ مِثْلِهِ، وَلا أَقِفُ عَلَى بَابٍ أَخَافُ أَنْ أُحْجَبَ عَنْ صَاحِبِهِ. الحديث: 3243 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 3244 - وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ: إِنِّي مَا رُدِدْتُ عَنْ حَاجَةٍ قَطُّ. قِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لا أَطْلُبُ الْمُحَالَ. الحديث: 3244 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 3245 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ الأَحْنَفُ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: الْعِفَّةُ وَالْحِرْفَةُ. الحديث: 3245 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 3246 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا: [ص: 332] رَجُلٌ رَأَيْتَهُ رَاكِبًا، أَوْ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً، أَوْ سَمِعْتَهُ يُعْرِبُ. وَثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالدَّنَاءَةِ حَتَّى يُعْرَفُوا: رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي مِصْرٍ عَرَبِيٍّ، أَوْ رَجُلٌ رَأَيْتَهُ عَلَى طَرِيقٍ يُنَازِعُ فِي الْقَدَرِ، وَرَجُلٌ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةَ نَبِيذٍ. الحديث: 3246 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 3247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِرَجُلٍ يُعَاقِبُهُ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الانْتِقَامُ عَدْلٌ، وَالتَّجَاوُزُ فَضْلٌ، وَنَحْنُ نُعِيذُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللهِ أَنْ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِأَوْكَسِ النَّصِيبَيْنِ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ أَرْفَعَ الدَّرَجَتَيْنِ. فَعَفَا عَنْهُ. الحديث: 3247 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 332 3248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَجُلا وَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ أَعَزُّ مَا تَكُونُ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاعْفُ لَهُ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تُعَانُ وَإِلَيْهِ تُعَادُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. الحديث: 3248 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 332 3249 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَخَذَ بَعْضُ الأُمَرَاءِ رَجُلا يُعَاقِبُهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ عَاقَبْتَ جَازَيْتَ، وَإِنْ عَفَوْتَ أَحْسَنْتَ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ إِلَى التَّقْوَى. الحديث: 3249 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 332 3250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالا: أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! مَا أَقْبَحَ بِكَ أَنْ أَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى صُورَتِكَ هَذِهِ الْحَسَنَةِ وَوَجْهِكَ هَذَا الَّذِي نَسْتَضِيءُ بِهِ، فَأَتَعَلَّقُ بِأَطْرَافِكَ وَأَقُولُ: يَا رَبِّ! سَلْ مُصْعَبًا فِيمَا قَتَلَنِي. فَقَالَ مُصْعَبٌ: أَطْلِقُوهُ وَأَعْطُوهُ مئة أَلْفٍ. فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، أُشْهِدُ اللهَ أَنَّ لِابْنِ قَيْسٍ مِنْهَا خَمْسِينَ أَلْفًا. فَقَالَ مُصْعَبٌ: وَلِمَ؟ قَالَ: حَيْثُ يَقُولُ: (إِنَّمَا مُصْعَبٌ شِهَابٌ مِنَ اللهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ) قَالَ: فضحك مصعب، وأمره بِلُزُومِهِ حَتَّى قُتِلَ. الحديث: 3250 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 333 3251 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، نا يَحْيَى، نا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْعَلاءِ يَقُولُ: أَتَى شُرَيْحًا الْقَاضِيَ قَوْمٌ بِرَجُلٍ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا خَطَبَ إِلَيْنَا، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حِرْفَتِهِ، فَقَالَ: أَبِيعُ الدَّوَابَّ، فَزَوَّجْنَاهُ، فَنَظَرَ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَإِذَا هُوَ يَبِيعُ السَّنَانِيرَ. قَالَ: أَفَلا قُلْتُمْ: أَيُّ الدَّوَابِّ؟ ! وَأَجَازَ نِكَاحَهُ. الحديث: 3251 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 333 3252 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ: (أَلا إِنَّ خَيْرَ الذُّخْرِ خَيْرٌ تُنِيلُهُ ... وَشَرُّ كَلامِ الْقَائِلِينَ فُضُولُهُ) (عَلَيْكَ بِمَا يَعْنِيكَ مِنْ كُلِّ مَا تَرَى ... وَبِالصَّمْتِ إِلا مِنْ جَمِيلٍ تَقُولُهُ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَرْءَ فِي دَارٍ بُلْغُهُ ... إِلَى غَيْرِهَا وَالْمَوْتُ فِيهَا سَبِيلُهُ) (وَأَيُّ بَلاغٍ تَكْتَفِي بِكَثِيرِهِ ... إِذَا كَانَ لا يَكْفِيكَ مِنْهُ قَلِيلُهُ) (مَضَاجِعُ سُكَّانِ الْقُبُورِ مَضَاجِعُ ... يُفَارِقُ فِيهِنَّ الْخَلِيلَ خَلِيلُهُ) (تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... فَكُلٌّ بِهَا ضَيْفٌ وَشِيكٌ رَحِيلُهُ) (وَخُذْ لِلْمَنَايَا لا أَبَا لَكَ عُدَّةً ... فَإِنَّ الْمَنَايَا مَنْ أَتَتْ لا تُقِيلُهُ) (وَمَا حَادِثَاتُ الدَّهْرِ إِلا لِعِزَّةٍ ... تَبَّتْ قُوَاهَا أَوِ الْمُلْكَ تُزِيلُهُ) الحديث: 3252 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 334 3253 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ [ص: 335] : (عَيْبُ ابْنِ آدَمَ مَا عَلِمْتُ كَثِيرٌ ... وَمَجِيئُهُ وَذَهَابُهُ تَغْرِيرُ) (غَرَّتْكَ نَفْسُكَ لِلْحَيَاةِ مَحَبَّةً ... وَالْمَوْتُ حَقٌّ وَالْبَقَاءُ يَسِيرُ) (لا تَغْبِطِ الدُّنْيَا فَإِنَّ جَمِيعَ ... مَا فِيهَا يَسِيرٌ لَوْ عَلِمْتَ حَقِيرُ) (يَا سَاكِنَ الدُّنْيَا أَلَمْ تَرَ زَهْرَةَ ... الدُّنْيَا عَلَى الأَيَّامِ كَيْفَ تَصِيرُ) (نَلْ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَنَالَ مِنَ الْغِنَى ... إِنْ أَنْتَ لَمْ تَقْنَعْ فَأَنْتَ فَقِيرُ) (يَا جَامِعَ الْمَالِ الْكَثِيرِ لِغَيْرِهِ ... إِنَّ الصَّغِيرَ مِنَ الذُّنُوبِ كَبِيرُ) (هَلْ فِي بَيْتِكَ مِنَ الْحَوَادِثِ قُوَّةٌ ... أَمْ هَلْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَنُونِ خَفِيرُ) (مَاذَا تَقُولُ إِذَا رَحَلْتَ إِلَى الْبِلَى ... وَإِذَا خَلا بِكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرُ) الحديث: 3253 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 334 3254 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (قَوْمٌ إِذَا أَكَلُوا أَخْفَوْا كَلامَهُمْ ... وَاسْتَوْثَقُوا مِنْ رِتَاجِ الْبَابِ وَالدَّارِ) (لا يَقْبِسُ الْجَارُ مِنْهُمْ فَضْلَ نَارِهِمْ ... وَلا يَكُفُّوا يَدًا عَنْ حُرْمَةِ الْجَارِ) الحديث: 3254 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 335 3255 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى لِابْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبِ [ص: 336] : (أَعَاذِلُ لَيْسَ الْبُخْلُ مِنِّي سَجِيَّةً ... وَلَكِنْ رَأَيْتُ الْفَقْرَ شَرَّ سَبِيلِ) (لَمَوْتُ الْفَتَى خَيْرٌ مِنَ الْبُخْلِ لِلْفَتَى ... وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ سُؤَالِ بَخِيلِ) الحديث: 3255 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 335 3256 - وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى أَيْضًا لِآخَرَ: (أَرَاكَ تُؤَمِّلُ حُسْنَ الثَّنَاءِ ... وَلَمْ يَرْزُقِ اللهُ ذَاكَ الْبَخِيلا) (وَكَيْفَ يَسُودُ أَخُو بَطْنِهِ ... يَمُنُّ كَثِيرًا وَيُعْطِي قَلِيلا) الحديث: 3256 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 3257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو كعب القاص فِي قَصَصِهِ يَوْمًا: كَانَ اسْمُ الذِّئْبِ الَّذِي أَكَلَ يُوسُفَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالُوا لَهُ: فَإِنَّ يُوسُفَ لَمْ يَأْكُلْهُ الذِّئْبُ؟ ! فَقَالَ: فَهَذَا اسْمُ الذِّئْبِ الَّذِي لَمْ يَأْكُلْ يُوسُفَ. الحديث: 3257 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 3258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 337] رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا يَضْرِبُ أُمَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَضْرِبُ أُمَّكَ؟ فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَنْشَأَ عَلَى أَدَبِي. الحديث: 3258 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 3259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: خَطَبَ وكيع بن أبي الأسود بِخُرَاسَانَ؛ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ خلق السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ. فَقِيلَ: إِنَّهَا سِتَّةُ أَيَّامٍ! فَقَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ قُلْتُهَا وَأَنَا أَسْتَقِلُّهَا. الحديث: 3259 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 3260 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 338] تَغَدَّى أَعْرَابِيٌّ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَلِيُّ عَهْدٍ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: كُلْ مِنْ كُلْيَتَيْهِ؛ فَإِنَّهَا تَزِيدُ فِي الدِّمَاغِ. فَقَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا هَكَذَا؛ لَكَانَ رَأْسُ الأَمِيرِ مِثْلَ رَأْسِ الْبَغْلِ. الحديث: 3260 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 3261 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: مَرَّ دَاوُدُ الْقَصَّابُ بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَبْكِي، فَرَقَّ لَهَا، فَقَالَ لَهَا: مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ مِنْكِ؟ قَالَتْ: زَوْجِي. قَالَ: وَمَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَتْ: يَحْفُرُ الْقُبُورَ. قَالَ: أَبْعَدَهُ اللهُ، أَمَا عَلِمَ أَنَّ مَنْ حَفَرَ حُفْرَةً وَقَعَ فِيهَا. الحديث: 3261 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 3262 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: نَزَلَ يَهُودِيٌّ بِأَعْرَابِيٍّ فَمَاتَ عِنْدَهُ، فَقَامَ الأَعْرَابِيُّ فَصَلَّى عَلَيْهِ، [ص: 339] فَقَالَ: اللهُمَّ! ضَيْفٌ؛ وَحَقُّ الضَّيْفِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَأَمْهِلْنَا إِلَى أَنْ نَقْضِيَ ذِمَامَهُ، ثُمَّ شَأْنُكَ بِهِ. الحديث: 3262 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 3263 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: كَانَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَبْدٌ؛ فَقَامَ أَحَدُهُمَا، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، فَقَالَ لَهُ شَرِيكُهُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَضْرِبُ حِصَّتِي. الحديث: 3263 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 3264 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: عَادَ رَجُلٌ عَلِيلا فَعَزَّاهُمْ بِهِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ. فَقَالَ: يَمُوتُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. الحديث: 3264 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 3265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: حَجَّتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهَا، فَقِيلَ لَهَا: أَيْنَ زَادُكِ؟ فَقَالَتْ: مَا مَعِي إِلا مَا فِي ضَرْعِهَا. الحديث: 3265 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 3266 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِلْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ: (أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي سَعَةٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أَنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ) (أَسْخُو بِنَفْسِي لِأَنِّي لا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوتُ هَزْلا وَلا يَبْقَى عَلَى حَالِ) (الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ يَمْنَعُهُ ... وَلا يَزِيدُكَ فِيهِ حَوْلُ مُحْتَالِ) الحديث: 3266 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 3267 - قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، عَنِ الْمَازِنِيِّ لِأَعْرَابِيٍّ: (أَيُّهَا الدَّائِبُ الْحَرِيصُ الْمُعَنَّى ... لَكَ رِزْقٌ فَسَوْفَ تَسْتَوْفِيهِ) (قَبَّحَ اللهُ نَائِلا تَرْتَجِيهِ ... مِنْ يَدَيْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْتَضِيهِ) (إِنَّمَا الْجُودُ وَالسَّمَاحُ لِمَنْ يُعْطِيكَ ... عَفْوًا وَمَاءُ وَجْهِكَ فِيهِ) (لا يَنَالُ الْحَرِيصُ شَيْئًا فَيَكْفِيكَ ... وَإِنْ كَانَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ) (فَاسْأَلِ اللهَ وَحْدَهُ وَدَعِ النَّاس ... وَأَسْخِطْهُمْ بِمَا يُرْضِيهِ) الحديث: 3267 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 3268 - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ الْوَرَّاقَ يَقُولُ؛ قَالَ أَشْعَبُ: أَنَا أَطْمَعُ وَأُمِّي تَتَيَقَّنُ؛ فَقَلَّ ما يفوتنا. الحديث: 3268 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 3269 - قَالَ: وأنشدنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (يَخِيبُ الْفَتَى مِنْ حَيْثُ يُرْزَقُ غَيْرُهُ ... وَيُعْطَى الْفَتَى مِنْ حَيْثُ يُحْرَمُ صَاحِبُهُ) الحديث: 3269 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 3270 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (لا تَضَرَّعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ ... فَإِنَّ ذَاكَ مُضِرٌّ مِنْكَ بِالدِّينِ [ص: 342] ) (وَاسْتَرْزِقِ اللهَ رِزْقًا مِنْ خَزَائِنِهِ ... فَإِنَّمَا هِيَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ) الحديث: 3270 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 3271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ؟ فَقَالَ: الرِّضَا عَنِ اللهِ، وَالْغِنَى عَنِ النَّاسِ. الحديث: 3271 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 3272 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي نَحْوِهِ: (لِلنَّاسِ مَالٌ وَلِيَ مَالانِ مَا لَهُمَا ... إِذَا تَحَارَسَ أَهْلُ الْمَالِ حُرَّاسُ) (مالي الرضا بما أصحبت أَمْلِكُهُ ... وَمَالِي الْيَأْسُ مِمَّا يَمْلِكُ النَّاسُ) الحديث: 3272 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 3273 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: وأنشدنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ لِأَعْرَابِيٍّ [ص: 343] : (وَمَا هَذِهِ الأَيَّامُ إِلا مُعَارَةٌ ... فَمَا اسْتَطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ) (فَإِنَّكَ لا تَدْرِي بِأَيَّةِ بَلْدَةٍ ... تَمُوتُ وَلا مَا يُحْدِثُ اللهُ فِي غَدِ) (يَقُولُونَ لا تَبْعُدْ وَمَنْ يَكُ بُعْدُهُ ... ذِرَاعَيْنِ مِنْ قُرْبِ الأَحِبَّةِ يَبْعُدِ) الحديث: 3273 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 3274 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو زَيْدٍ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَتَى يَزِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ رَجُلٌ بِرُقْعَةٍ وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَهَا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَنَظَرَ فِيهَا يَزِيدُ؛ فَقَالَ: لَيْسَ هَذِهِ مِنَ الْحَوَائِجِ الَّتِي تُرْفَعُ إِلَى الأَمِيرِ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَهَا؛ فَلَعَلَّهَا تُوَافِقُ قَدَرًا فَيَقْضِيهَا وَهُوَ كَارِهٌ. فَأَدْخَلَهَا وَأَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ الرَّجُلِ؛ فَنَظَرَ الْحَجَّاجُ فِي الرُّقْعَةِ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: قُلْ لِلرَّجُلِ: إِنَّهَا قَدْ وَافَقَتْ قَدَرًا وَقَدْ قَضَيْنَاهَا وَنَحْنُ كَارِهُونَ. الحديث: 3274 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 344 3275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: إني سألت الأمير [من] غَيْرَ حَاجَةٍ. قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُكَ تُحِبُّ مَنْ لَكَ عِنْدَهُ حُسْنُ بَلاءٍ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَلَّقَ مِنْكَ بِحَبْلِ مَوَدَّةٍ. الحديث: 3275 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 344 3276 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ لِامْرَأَةٍ مِنْ وَلَدِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (سَلِ الْخَيْرَ أَهْلَ الْخَيْرِ قُدُمًا وَلا تَسَلْ ... فَتًى ذَاقَ طَعْمَ الْعَيْشِ مِنْ قَرِيبِ) الحديث: 3276 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 3277 - حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيصَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَعَثَ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى كَاتِبٍ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ وَلا أُقِلُّهَا تَكَبُّرًا، وَلا أُكَثِّرُهَا تَمَنُّنًا، وَلا أَطْلُبُ عَلَيْهَا ثَنَاءً، وَلا أَقْطَعُ بِهَا عَنْكَ رَجَاءً. الحديث: 3277 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 3278 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَتَاهِيَةِ [ص: 346] : (إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْ عَلَى الْخَيْرِ أَهْلَهُ ... وَلَمْ أُذَمِّمِ الْجِبْسَ اللَّئِيمَ الْمُذَمَّمَا) (فَفِيمَ عَرَفْتَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِاسْمِهِ ... وَشَقَّ لِيَ اللهُ الْمَسَامِعَ وَالْفَمَا) الحديث: 3278 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 3279 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ [قَالَ] : قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً؛ فَلْيَتَزَوَّجْهَا عَزِيزَةً فِي قَوْمِهَا، ذَلِيلَةً فِي [ص: 347] نَفْسِهَا، أَدَّبَهَا الْغِنَى وَأَذَلَّهَا الْفَقْرُ، حَصَانٌ مِنْ جَارِهَا، متحننة عَلَى زَوْجِهَا. الحديث: 3279 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 3280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ يَقُولُ: لا أَتَزَوَّجُ امْرَأَةً حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى وَلَدِي مِنْهَا. قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى أَبِيهَا وَأُمِّهَا وَأَخِيهَا، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِأَحَدِهِمْ. الحديث: 3280 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 347 3281 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: (إِذَا كُنْتَ تَبْغِي أَيِّمًا بِجَهَالَةٍ ... مِنَ النَّاسِ فَانْظُرْ مَنْ أَبُوهَا وَخَالُهَا) (فَإِنَّهُمَا مِنْهَا كَمَا هِيَ مِنْهُمَا ... كَنَعْلِ حِذَاءٍ إِنْ أُرِيدَ مِثَالُهَا) (وَلا تَطْلُبِ الْبَيْتَ الدَّنِيءَ فِعَالُهُ ... وَلا تَدَعْ ذَا عَقْلٍ لِرَغْبَةِ مَالِهَا) (فَإِنَّ الَّذِي تَرْجُو مِنَ الْمَالِ عِنْدَهَا ... سَيَأْتِي عَلَيْهِ شُؤْمُهَا وَخَبَالُهَا) الحديث: 3281 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 347 3282 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: فُلانٌ يَخْطُبُ ابْنَتَكَ، فَقَالَ: أَهُوَ مُوسِرٌ مِنْ عَقْلٍ وَدِينٍ؛ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَزَوِّجُوهُ. الحديث: 3282 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 348 3283 - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَزَّازُ لِبَعْضِهِمْ: (الْخَالُ يَقْبُحُ بِالْفَتَى فِي خَدِّهِ ... وَالْخَالُ فِي خَدِّ الْفَتَاةِ مَلِيحُ) (والشيب يَحْسُنُ بِالْفَتَى فِي رَأْسِهِ ... وَالشَّيْبُ فِي رَأْسِ الْفَتَاةِ قَبِيحُ) الحديث: 3283 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 348 3284 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، نا أَبِي، نا الْعُتْبِيُّ، نا أَبُو الْغُصْنِ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا؛ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِقُبَاءَ؛ تَدَاعَى أَهْلُهَا وَقَالُوا: الصَّقِيلُ الصَّقِيلُ. فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا جَارِيَةٌ كَأَنَّ وَجْهَهَا سَيْفٌ صَقِيلٌ، فَلَمَّا رَمَيْنَا بِالْحَدَقِ؛ أَلْقَتِ الْبُرْقُعَ عَنْ وَجْهِهَا وَتَبَسَّمَتْ، فَوَاللهِ! مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ [ص: 349] : (وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا ... لِعَيْنِكَ يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِرُ) (رَأَيْتَ الَّذِي لا كُلُّهُ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ ... وَلا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ) الحديث: 3284 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 348 3285 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ فِي بَادِيَةِ بَنِي عُذْرَةَ؛ فَإِذَا فَتَاةٌ كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ عَجُوزٌ: مَا تنظر إِلَى هَذَا الْغَزَالِ النَّجْدِيِّ وَلا حَظَّ لَكَ فِيهِ. قَالَتِ الْجَارِيَةُ: دَعِيهِ يَا أَمَتَاهُ، يَكُونُ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلا تَعلُّلُ سَاعَةٍ ... قَلِيلا فَإِنِّي نَافِعٌ لِي قَلِيلُهَا) الحديث: 3285 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 3286 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِلَقِيطِ بْنِ زُرَارَةَ: (أَضَاءَتْ لهم أحسابهم ووجوههم ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى يَنْظِمُ الْجِزْعَ ثَاقِبُهُ) الحديث: 3286 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 3287 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْمُعْتَصِمِ الأَنْطَاكِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (أَقْبَلْنَ فِي وَقْتِ الضُّحَى بِهَا ... فَسَتَرْنَ وَجْهَ الشَّمْسِ بِالشَّمْسِ) الحديث: 3287 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 3288 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْمُعْتَصِمِ لأعرابي [ص: 350] : (خُزَاعِيَّةُ الأَطْرَافِ مُرِّيَّةُ الْحَشَا ... فُزَارِّيَةُ الْعَيْنَيْنِ طَائِيَّةُ الْفَمِ) الحديث: 3288 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 3289 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْمُعْتَصِمِ أَيْضًا: (أَلا يَا لَيْلُ إِنْ خُيِّرْتِ فِينَا ... بِعَيْشِكِ فَانْظُرِي أَيْنَ الْخِيَارُ) (فَلا تَسْتَنْكِحِي فَدَمًا غَبِيًّا ... لَهُ ثَأْرٌ وَلَيْسَ عَلَيْهِ ثَارُ) الحديث: 3289 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 3290 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِهِمْ [ص: 351] : (فَلا تَنْكِحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمَّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعَا) (مِنَ الْقَوْمِ ذَا لَوْنَيْنِ وَسَّعَ بَطْنَهُ ... وَلَكِنْ أَوَانِيَ حِلْمِهِ لَمْ يُوَسِّعَا) (ضَرُوبًا بِلَحْيَيْهِ عَلَى عَظْمِ زَوْرِهِ ... إِذَا الْقَوْمُ هَشُّوا لِلْفِعَالِ تَقَنَّعَا) الحديث: 3290 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 3291 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ كَيْسَانَ لِبَعْضِهِمْ: (تَحَيَّرَ مِنْ حُسْنِهِ فَهْمُهُ ... فَتَاهَ وَحُقَّ لَهُ أَنْ يَتِيهَا) (رَأَى غَيْرَهُ وَرَأَى نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ فِيهِ لِشَيْءٍ شَبِيهَا) الحديث: 3291 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 3292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بن العاص: موطنان لا أَسْتَحِي مِنَ الْعِيِّ فِيهِمَا: عِنْدَ مُخَاطَبَتِي جَاهِلا، وَعِنْدَ [ص: 352] مَسْأَلَتِي حَاجَةً لِنَفْسِي. الحديث: 3292 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 3293 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ؛ قَالَ: وُجِدَ عَلَى مِيلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ مَكْتُوبٌ: (أَلا يَا طَالِبَ الدُّنْيَا ... دَعِ الدُّنْيَا لِشَانِيكَا) (إِلَى كَمْ تَطْلُبُ الدُّنْيَا ... وَظِلُّ الْمِيلِ يَكْفِيكَا) الحديث: 3293 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 352 3294 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَيُّ الإِخْوَانِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي يَغْفِرُ زَلَلِي، وَيَسُدُّ خَلَلِي، وَيَقْبَلُ عِلَلِي. الحديث: 3294 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 353 3295 - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: وَجَدْتُ الْمَوَدَّةَ مُنْقَطِعَةً مَا كَانَتِ [ص: 354] الْحِشْمَةُ مُنْبَسِطَةً، وَلَيْسَ يُزِيلُ سُلْطَانَ الْحِشْمَةِ إِلا الْمُؤَانَسَةُ، وَلا تَقَعُ الْمُؤَانَسَةُ إِلا بِالْبِرِّ وَالْمُلاطَفَةِ. الحديث: 3295 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 353 3296 - حَدَّثَنَا أحمد بن علي المقري، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ شَبِيبَ بْنَ شَيْبَةَ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ صَدِيقٌ فِي السِّرِّ، وَلا عَدُوٌّ فِي الْعَلانِيَةِ. الحديث: 3296 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 3297 - أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ لِبَعْضِهِمْ: (نعى نَفْسِي إِلَيَّ مِنَ اللَّيَالِي ... تَصَرُّفُهُنَّ حَالا بَعْدَ حَالِ) (فَمَا لِيَ لَسْتُ مَشْغُولا بِنَفْسِي ... وَمَا لِيَ لا أُبَالِي الْمَوْتَ مَا لِي) (لَقَدْ أيْقَنْتُ أَنِّي غَيْرُ بَاقٍ ... وَلَكِنْ أَرَانِي مَا أُبَالِي) (أَمَا لِيَ عِبْرَةٌ فِي ذِكْرِ قَوْمٍ ... تَفَانَوْا رُبَّمَا خَطَرُوا بِبَالِي) (كَأَنَّ مُمَرِّضِي قَدْ قَامَ يَسْعَى ... بِنَعْشِي بَيْنَ أَرْبَعَةٍ عِجَالِ) (وَلَوْ أَنِّي قَنِعْتُ بَقِيتُ حُرًّا ... وَلَمْ أَطْلُبْ مُكَاثَرَةً بِمَالِ [ص: 355] ) (هَبِ الدُّنْيَا تُسَاقُ إِلَيْكَ عَفْوًا ... أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلَى زَوَالِ) (فَمَا تَرْجُو بِشَيْءٍ لَيْسَ يَبْقَى ... وَشِيكًا مَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالِي) الحديث: 3297 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 3298 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْشَدَنَا الْمَدَائِنِيُّ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وَسَمْعِي مِنْهُمَا نُورُ) (قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ ... وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ) الحديث: 3298 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 3299 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ: (حَصَّنْتَ بَيْتَكَ جَاهِدًا وَعَمَرْتَهُ ... وَلَعَلَّ غَيْرَكَ صَاحِبُ الْبَيْتِ) الحديث: 3299 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 3300 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص: 356] قِيلَ لِلْأَحْنَفِ: إِنَّكَ تُطِيلُ الصِّيَامَ! قَالَ: إِنِّي أُعِدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيلٍ. آخر الجزء الرابع والعشرين، يتلوه إن شاء الله الجزء الخامس والعشرون والحمد لله وحده وصلاته على محمد وآله وصحبه وسلم الحديث: 3300 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الخامس والعشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» أخبرنا الشخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: سماعا، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، حدثنا أحمد بن مروان المالكي الدينوري: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 15 3301 - نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: اشْتَكَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ شَكَاةً شَدِيدَةً، وَبَلَغَهُ أَنَّ هِشَامًا يُسَرُّ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى هِشَامٍ يُعَاتِبُهُ، وَكَتَبَ فِي آخِرِهِ: (تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ ... فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ [ص: 16] ) (قَدْ عَلِمُوا لَوْ يَنْفَعُ الْعِلْمُ عِنْدَهُمْ ... مَتَى مِتُّ مَا الْبَاغِي عَلَيَّ بِمُخَلَّدِ) (مَنِيَّتُهُ تَجْرِي لِوَقْتٍ وَحَتْفُهُ ... يُصَادِفُهُ يَوْمًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ) (فَقُلْ لِلَّذِي يَتَّقِي خِلافَ الَّذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنَّ قَدِ) الحديث: 3301 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 15 3302 - وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِهِمْ: (وَإِنِّي لأَدْعُو اللهَ وَالأمْرُ ضَيِّقٌ ... عَلَيَّ فَمَا يَنْفَكُّ أَنْ يَتَفَرَّجَا) (وَرُبَّ فَتًى سُدَّتْ عَلَيْهِ وُجُوهُهُ ... أَصَابَ لَهُ فِي دَعْوَةِ اللهِ مَخْرَجَا) الحديث: 3302 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 3303 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو سَعِيدٍ الْمَعَدْنِيُّ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ تَجَنَّى عَلَيْهِ: (عَتَبْتَ عَلَيَّ وَلا ذَنْبَ لِي ... بِمَا الذَّنْبُ فِيهِ وَلا شَكٌّ لَكْ) (وَحَاذَرْتَ لَوْمِي فَبَادَرْتَنِي ... إِلَى اللَّوْمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَبْدُرَكْ) (فَكُنَّا كَمَا قِيلَ فِيمَا مَضَى ... خُذِ اللِّصَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْخُذَكْ) الحديث: 3303 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 3304 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص: 17] : (خُذْ مِنَ الدَّهْرِ مَا كَفَى ... وَمِنَ الْعَيْشِ مَا صَفَا) (لا تَلِجَّنَّ بِالْبُكَاء ... عَلَى مَنْزِلٍ عَفَا) (خَلِّ عَنْكَ الْعِتَابَ إِذْ ... خَانَ ذُو الْوُدِّ أَوْ هَفَا) (عَيْنُ مَنْ لَمْ يُحِبَّ وصلك ... تُبْدِي لَكَ الْجَفَا) الحديث: 3304 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 3305 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَالُ الْفَرَزْدَقِ: (إِذَا مَا الدَّهْرُ جَرَّ عَلَى أُنَاسٍ ... حَوَادِثَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا) (فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا ... سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا) الحديث: 3305 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 3306 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: [ص: 18] دَخَلَ الْعَتَّابِيُّ عَلَى الْمَأْمُونِ، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: خُبِّرْتُ بِوَفَاتِكَ فَغَمَّتْنِي، ثُمَّ جَاءَتْنِي وِفَادَتُكَ فَسَرَّتْنِي. فَقَالَ الْعَتَابِيّ: لَوْ قُسِمَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا دِينَ إِلا بِكَ وَلا دُنْيَا إِلا مَعَكَ. قَالَ: سَلْنِي. قَالَ: يَدَاكَ بِالْعَطِيَّةِ أَطْلَقُ مِنْ لِسَانِي. الحديث: 3306 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 3307 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ لَهُ: أَتَيْتُكَ فِي حَاجَةٍ رَفَعْتُهَا إِلَى اللهِ قَبْلَكَ، فإن تقضيها؛ حَمِدْنَا اللهَ وَشَكَرْنَاكَ، وَإِنْ لَمْ تَقْضِهَا؛ حَمِدْنَا اللهَ وَعَذَّرْنَاكَ. فَأَمَرَ لَهُ بِحَاجَتِهِ. الحديث: 3307 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 18 3308 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ؛ قَالَ: [ص: 19] لَزِمَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ بَابَ كِسْرَى فِي حَاجَةٍ لَهُ دَهْرًا فَلَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ، فَتَلَطَّفَ لِلْحَاجِبِ فِي إِيصَالِ رُقْعَةٍ لَهُ فَفَعَلَ، وَكَانَ فِيهَا أَرْبَعَةُ أَسْطُرٍ: السَّطْرُ الأَوَّلُ: الضَّرُورَةُ وَالأَمَلُ أَقْدَمَانِي عَلَيْكَ. وَالسَّطْرُ الثَّانِي: الْعُدْمُ لا يَكُونُ مَعَهُ صَبْرٌ عَنِ المطالبة. السطر الثَّالِثُ: الانْصِرَافُ بِلا فَائِدَةٍ شَمَاتَةُ الأَعْدَاءِ. السَّطْرُ الرَّابِعُ: فَإِمَّا نَعَمْ مُثْمِرَةٌ، وَإِمَّا لا مُرِيحَةٌ. فَلَمَّا قَرَأَهُ وَقَّعَ فِي كُلِّ سَطْرٍ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ، فَأُعْطِيَ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ مِثْقَالٍ فِضَّةً. الحديث: 3308 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 18 3309 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قُتَيْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ فِي حَاجَةٍ، فَإِنْ شِئْتَ قَضَيْتَهَا وَكُنَّا جَمِيعًا كَرِيمَيْنِ، وَإِنْ شِئْتَ مَنَعْتَهَا وَكُنَّا جَمِيعًا لَئِيمَيْنِ. الحديث: 3309 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 3310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَتَى خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَجُلٌ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لَهُ: تَكَلَّمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَتَكَلَّمُ بِجُرْأَةِ الْيَأْسِ أَمْ بِهَيْبَةِ الأَمَلِ؟ فَقَالَ: بَلْ بِهَيْبَةِ الأَمَلِ، فَسَأَلَهُ، فَقَضَى حَاجَتَهُ. الحديث: 3310 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 3311 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ للصلتان [ص: 21] : (نروح ونغدو لحاجاتنا ... وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لا تَنْقَضِي) (تَمُوتُ مَعَ الْمَرْءِ حَاجَاتُهُ ... وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِيَ) الحديث: 3311 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 3312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَشْعَبَ وَعِنْدَهُ مَتَاعٌ حَسَنٌ وَأَثَاثٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تستحي أَنْ تَسْأَلَ النَّاسَ وَعِنْدَكَ ما أرى؟ قال: يَا فِدْيَتَكَ! مَعِيَ وَاللهِ من لطف السؤال ما لا تَطِيبُ نَفْسِي بِتَرْكِهِ. الحديث: 3312 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 3313 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعِ الشِّيعِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَزَّازُ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: مَا أُعْطِيَ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلا قِيلَ لَهُ: خُذْهُ وَمِثْلَهُ مِنَ الْحِرْصِ. الحديث: 3313 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 3314 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ: الْعِيَالُ أَرَضَةُ الْمَالِ. الحديث: 3314 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 3315 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعِ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: أَشَدُّ النَّاسِ صُرَاخًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ سَنَّ ضَلالا فاتبع عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَرَجُلٌ فَارِغٌ اسْتَعَانَ بِنِعَمِ اللهِ عَلَى مَعَاصِيهِ. الحديث: 3315 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 22 3316 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ الْفُدَيْكِيِّ؛ قَالَ: [ص: 24] أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ تَأْتِيَهُ فَأَبَتْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا: لَتَأْتِيَّنِّي أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ حَتَّى يَأْتِيَنِي بِكِ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أني لا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي. فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ تَأْتِيهِ أَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ رَأَيْتِ مَا صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ. وَقَالَتْ لَهُ: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتُ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَقَدْ وَاللهِ كُنْتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا؛ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّذِي لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ؛ فَكُنْتُ أَحْمِلُ فِيهِ طَعَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَعَامَ أَبِي إِلَى الْغَارِ، فَبِأَيٍّ وَيْلَ أُمِّكَ عَيَّرْتَهُ؟ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ: فَأَمَّا الْكَذَّابُ؛ فَالْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ؛ فَأَنْتَ. فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3316 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 22 3317 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ لِشَاعِرٍ [ص: 25] : (حَوَائِجُ النَّاسِ كُلُّهَا قُضِيَتْ ... وَحَاجَتِي مَا أَرَاكَ تَقْضِيهَا) (أَنَاقَةُ اللهِ حَاجَتِي عُقِرَتْ ... أَمْ أُنْبِتَ الْحُرْفُ فِي حَوَاشِيهَا) الحديث: 3317 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 24 3318 - وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِجَرِيرٍ فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: (أَأَذْكُرُ الضُّرَّ وَالْبَلْوَى الَّتِي نَزَلَتْ ... أَمْ تَكْتَفِي بِالَّذِي بُلِّغْتَ مِنْ خُبْرِي) الحديث: 3318 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 3319 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِآخَرَ: (أَرُوحُ لِتَسْلِيمٍ عَلَيْكَ وَأَغْتَدِي ... وَحَسْبُكَ بِالتَّسْلِيمِ مِنِّي تَقَاضِيًا) (كَفَى بِطَلابِ الْمَرْءِ مَا لا يَنَالُهُ ... عَنَاءً وَبِالْيَأْسِ الْمُصَرَّحِ نَاهِيًا) الحديث: 3319 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 3320 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِزُهَيْرٍ: (تَرَاهُ إِذَا مَا جِئتَهُ مُتَهَلِّلا ... كَأَنَّكَ مُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهُ) الحديث: 3320 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 3321 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ: (كَدَحْتُ بأَظْفَارِي وَأَعْمَلْتُ مِعْوَلِي ... فَصَادَفَ جُلْمُودًا مِنَ الصُّمِّ أمْلَسَا) (تَشَاغَلَ لَمَّا جِئْتُ فِي وَجْهِ حَاجَتِي ... وَأَطْرَقَ حَتَّى قُلْتُ قَدْ مَاتَ أَوْ عَسَى) (وَأَجْمَعْتُ أَنْ أَلْقَاهُ حَتَّى رَأَيْتُهُ ... يَفُوقُ فَوَاقَ الْمَوْتِ ثُمَّ تَنَفَّسَا) (فَقُلْتُ لَهُ لا بَأْسَ لَسْتُ بِعَائِدٍ ... فَأَفرْجَ تَعْلُوهُ السَّمَادِيرُ مُبْلِسَا) الحديث: 3321 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 3322 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا حَبِيبُ بْنُ حَجَرٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ الإِيمَانَ يُزَيِّنُهُ الْعِلْمُ! وَأَحْسَنَ الْعِلْمَ يُزَيِّنُهُ الْعَمَلُ! وَأَحْسَنَ الْعَمَلَ يُزَيِّنُهُ الرِّفْقُ! وَمَا أُضِيفَ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ أَزْيَنُ مِنْ حِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ الحديث: 3322 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 3323 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: [ص: 27] جَاءَ رَجُلٌ، فَشَتَمَ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ وَأَلَحَّ وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ: وَالْهَفَاهُ! مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الرَّدِّ عَلَيَّ إِلا هَوَانِي عَلَيْهِ. الحديث: 3323 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 3324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَسْمَعَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ كَلامًا، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لَكَ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ) الحديث: 3324 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 27 3325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: إِنِّي لأَرْفَعُ نَفْسِي أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِي. الحديث: 3325 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 27 3326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص: 28] ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلا، فَقَالَ: كان أَحْلَمَ مِنْ فَرْخٍ طَائِرٍ. ثُمَّ أَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (إِنِّي لأُعْرِضُ عَنْ أَشْيَاءَ أَسْمَعُهَا ... حَتَّى يَظُنُّ رِجَالِي أَنَّ بِي حُمْقَا) (أَخْشَى جَوَابَ سَفِيهٍ لا حَيَاءَ لَهُ ... فَسْلٍ يَظُنُّ أُنَاسٌ أَنَّهُ صَدَقَا) الحديث: 3326 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 27 3327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا قَالَ لآخَرَ: والله! لئن قُلْتَ لِي وَاحِدَةً لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا. قَالَ: لَكِنَّكَ لَوْ قلت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً. الحديث: 3327 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 28 3327 - / م - قَالَ: وَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى كَلِمَةٍ؛ سَمِعَ كَلِمَاتٍ، وَرُبَّ غَيْظٍ قَدْ تَجَرَّعْتُهُ مَخَافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَأَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص: 29] : (وَإِنَّ اللهَ ذُو حِلْمٍ وَلَكِنْ ... بِقَدْرِ الْحِلْمِ يَنْتَقِمُ الْحَلِيمُ) (لَقَدْ وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وأنت ملعن فيها ذَمِيمُ) (وَزَالَتْ لَمْ يَعِشْ فِيهَا كَرِيمٌ ... وَلا اسْتَغْنَى بِثَرْوَتِهَا عَدِيمُ) (فَبُعْدًا لا انْقِضَاءَ لَهُ وَسُحْقًا ... فَغَيْرُ مُصَابِكَ الْحَدَثُ الْعَظِيمُ) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 28 3328 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: مَنْ حَلَّمَكَ؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْحِلْمَ مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ المنقري، لقد اختلفت إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا يُخْتَلَفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ، بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ وَمَكْتُوفٌ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكَ. قَالَ: فَوَاللهِ! مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلامِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: قُمْ؛ فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ، وَوَارِ أَخَاكَ، وَاحْمِلْ إلى أمه مئة مِنَ الإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ. وَأَنْشَأَ يَقُولُ: (إِنِّي امْرُؤٌ لا شَائِنٌ حَسَبِي ... دَنِسٌ يُعَيِّرُهُ وَلا أَفِنُ) (مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ ... وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُ) (خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ ... بِيضُ الْوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسُنُ) (لا يَفْطِنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ ... وَهُمْ بِحُسْنِ جِوَارِهِمْ فُطُنُ) الحديث: 3328 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 29 3328 - / 1 م - وَقَالَ فِيهِ الشَّاعِرُ: (عَلَيْكَ سَلامُ اللهِ قَيْسُ بْنَ عَاصِمٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا) (تَحِيَّةُ مَنْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً ... إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطِ بِلادِكَ سُلَّمَا) (فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكٌ وَاحِدٌ ... وَلَكِنَّهُ بنيان قوم تهدما) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 30 3328 - / 2 م - وَفِيهِ قَالَ النَّبِيُّ [ص: 31] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ»   [حديث حسن] . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 30 3329 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمَازِنِيُّ لِبَعْضِهِمْ: (لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحِلْمِ إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْلِ فِي بَعْضِ الأَحَايِينِ أَحْوَجُ) (وَلِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بِالْحِلْمِ مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ) (فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوِّمٌ ... وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ) (وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الْجَهْلَ خِدْنًا وَلا أَخًا ... وَلَكِنَّنِي أَرْضَى بِهِ حِينَ أخرج) (أَلا رُبَّمَا ضَاقَ الْفَضَاءُ بِأَهْلِهِ ... وَأَمْكَنَ مِنْ بَيْنِ الأَسِنَّةِ مَخْرَجُ) الحديث: 3329 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 3329 - / م - قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، [ص: 32] وَلا يَبْخَلَ؛ فَإِنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدُ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلّ عَنِ الْمُجَازَاةِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 3330 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ شَاكِرٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا؛ حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ عَاقَبَهُ؛ كَرَاهَةَ أَنْ يُعَجِّلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ، وَأَسْمَعَهُ رَجُلٌ كَلامًا، فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَسْتَفِزَّنِي الشَّيْطَانُ فَأَنَالَ مِنْكَ الْيَوْمَ بِمَا تَنَالُهُ أَنْتَ مِنِّي فِي [ص: 33] يَوْمِ الْقِيَامَةِ، انْصَرِفْ عَنِّي عَافَاكَ اللهُ وَرَحِمَكَ. الحديث: 3330 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 32 3331 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: (احْذَرْ مَغَايِظَ أَقْوَامٍ ذَوِي أَنَفٍ ... إِنَّ الْمَغِيظَ جَهُولٌ حِينَ يُبْتَدَرُ) الحديث: 3331 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 3332 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: يَجْتَمِعُ عَشَرَةُ آلافٍ فِيهِمْ - يَعْنِي - أَلْفَ مُقَاتِلٍ أَوْ أَكْثَرَ، وَيَجْتَمِعُ أَلْفٌ لَيْسَ فِيهِمْ حَلِيمٌ. الحديث: 3332 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 3333 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (لَنْ يُدْرِكَ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ ذَوُو كَرَمٍ ... حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لأَقْوَامِ) (وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الأَلْوانَ مُشْرِقةً ... لا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ) الحديث: 3333 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 3334 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: [ص: 34] شَتَمَ رَجُلٌ الْحَسَنَ وَأَرْبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ؛ فَقَدْ أَبْقَيْتَ شَيْئًا وَمَا يَعْلَمُ اللهُ أَكْثَرُ. الحديث: 3334 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 3335 - حَدَّثَنَا ابْنُ أبي الدينا، نا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (وَلَيْسَ الرِّزْقُ عَنْ طَلَبٍ حَثِيثٍ ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاءِ) (تَجِيءَ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيءَ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءِ) الحديث: 3335 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 34 3336 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: سُئِلَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ: أَيُّ عَمَلِكَ أَوْثَقُ فِي نَفْسِكَ؟ قَالَ: تَرْكِي ما لا يعنيني. الحديث: 3336 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 34 3336 - / 1 م - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِّعِيُّ؛ قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ؛ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: [ص: 35] قَالَ رَجُلٌ لِلأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ - وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي، كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي ما لا يعنيك. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 34 3336 - / 2 م - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: ثنا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: مَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ حَتَّى يَكُونَا هُمَا يُدْخِلانِي فِي أَمْرِهِمَا، وَلا أُقِمْتُ مِنْ مَجْلِسٍ قَطُّ وَلا حُجِبْتُ عَنْ بَابٍ. يقول: لا أجلس إِلا مَجْلِسًا أَعْلَمُ أَنِّي لا أُقَامُ عَنْ مِثْلِهِ، وَلا أَقِفُ بِبَابٍ أَخَافُ أَنْ أُحْجَبَ عَنْ صَاحِبِهِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 35 3336 - / 3 م - قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ: إِنِّي مَا رُدِدْتُ قَطّ عَنْ حَاجَةٍ. فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنِّي لا أَطْلُبُ مُحَالا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 35 3337 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: تَرْكُ اللَّذَّةِ. الحديث: 3337 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 35 3338 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ، نا أَبِي، عَنْ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَصْمَعَ؛ قَالَ: سُئِلَ الأَحْنَفُ: مَا الْمُرُوءَةُ: قَالَ الْعِفَّةُ وَالْحِرْفَةُ. الحديث: 3338 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 3339 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ كَثْرَةُ الالْتِفَافِ فِي الطَّرِيقِ. وَيُقَالُ: سُرْعَةُ الْمَشْيِ يُذْهِبُ بِبَهَاءِ الْمُؤْمِنِ. الحديث: 3339 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 3340 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: مَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ حِمْلِ الْمُرُوءَةِ. قِيلَ: وَأَيُّ شَيْءٍ هِيَ الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: لا تَعْمَلُ شَيْئًا في السر تستحي مِنْهُ فِي الْعَلانِيَةِ. الحديث: 3340 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 3341 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ: أوَّلُ الْمُرُوءَةِ: طَلاقَةُ الْوَجْهِ، وَالثَّانِي: التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ، [ص: 37] وَالثَّالِثُ: قَضَاءُ الْحَوَائِجِ، وَمَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ؛ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ أَبِيهِ (يَعْنِي: الدِّينَ) . الحديث: 3341 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 3341 - / م - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: ثنا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا: رَجُلٌ رَأَيْتَهُ رَاكِبًا، أَوْ سَمِعْتَهُ يُعَرِّبُ، أَوْ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً، وَثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالدَّنَاءَةِ حَتَّى يَقُومُوا: رَجُلٌ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةَ نَبِيذٍ فِي مَحْفَلٍ، أَوْ سَمِعْتَهُ يَتَكَلَّمُ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي مِصْرٍ عَرَبِيٍّ، أَوْ رَجُلٌ رَأَيْتَهُ في طَرِيقٍ يُنَازِعُ فِي الْقَدَرِ، وَأَنْشَدَ: (نَوْمُ الْغَدَاةِ وَشُرْبٌ بالعشيات ... موكلان بهدم المروءات) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 37 3342 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعيُّ، نا حَفْصُ بْنُ الْفَرَافِصَةِ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُ وُجُوهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؛ شَقِيقُ بْنُ ثَوْرِ فَمَنْ دُونَهُ آنِيَتُهُمُ الْجِفَانُ [ص: 38] فِي بُيُوتِهِمْ، وَإِذَا قَعَدُوا فِي أَفْنِيَتِهِمْ؛ لَبِسُوا الأَكْسِيَةَ، وَإِذَا أَتَوُا السُّلْطَانَ؛ ركبوا ولبسوا المطارف. الحديث: 3342 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 37 3342 - / 1 م - قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرْتَدِي رداء بألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 3342 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: نا خِالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْبُ: أَكْرِمْنِي دَاخِلا أُكْرِمْكَ خَارِجًا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 3343 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: إِنَّكَ تُكْثِرُ لُبْسَ الْعِمَامَةِ. فَقَالَ: إِنَّ عَظْمًا فِيهَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ لَحَرِيٌّ أَنْ يُكَنَّ مِنَ الْحَرِّ وَالْقَرِّ. الحديث: 3343 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 3344 - قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَكَانَ أَبُو الأَسْوَدِ يَقُولُ: الْعِمَامَةُ جُنَّةٌ فِي الْحَرْبِ، وَمَكَنَّةٌ فِي الْحَرِّ وَالْقَرِّ، وَزِيَادَةٌ فِي الْقَامَةِ، وَهِيَ عَادَةٌ مِنْ عَادَاتِ الْعَرَبِ. الحديث: 3344 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 3345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَاتَمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ مِنْ وَرِقٍ نَقْشُهُ: «نِعْمَ الْقَادِرُ اللهُ» . وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «غَفِلْتَ؛ فَاعْمَلْ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3345 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 3346 - حَدَّثَنَا الحسن بْنِ عَبْدِ السَّلامِ؛ قَالَ: كَانَ لِلْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ خَاتَمَانِ (يَعْنِي: أَحَدُهُمَا مِنْ عَقِيقٍ مُرَبَّعٍ) ، [ص: 40] عَلَيْهِ: (تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا) وَالآخَرُ صِينِيٌّ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: «لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُخْلِصًا» فَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ تُقْلَعَ وَتُغْسَلَ وَتُجْعَلَ فِي فَمِهِ. الحديث: 3346 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 3347 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرَاءِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الضُّحَى: رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمِسْكِ مَا لَوْ كَانَ لِي كَانَ رَأْسَ مَالٍ. الحديث: 3347 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 40 3348 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَبِي، نا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ؛ عَرَفَ جِيرَانُهُ ذَلِكَ بِطِيبِ رِيحِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3348 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 3349 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا الْمُقْرِئُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَرُدُّوا الطِّيبَ؛ فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ، خَفِيفُ الْمَحْمَلِ» . الحديث: 3349 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 3350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ: [ص: 42] الْتَقَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَشَقِيقٌ بِمَكَّةَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِشَقِيقٍ: مَا بَدْوُ أَمْرِكَ الَّذِي بَلَّغَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: سِرْتُ فِي بَعْضِ الْفَلَوَاتِ، فَرَأَيْتُ طَيْرًا مَكْسُورَ الْجَنَاحَيْنِ فِي فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقُلْتُ: انظر مِنْ أَيْنَ رِزْقُ هَذَا. فَقَعَدْتُ بِحِذَائِهِ؛ فَإِذَا أَنَا بِطَيْرٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي مِنْقَارِهِ جَرَادَةٌ، فَوَضَعَهَا فِي مِنْقَارِ الطَّيْرِ الْمَكْسُورِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ! الَّذِي قَيَّضَ هَذَا الطَّيْرَ الصَّحِيحَ لِهَذَا الطَّيْرِ الْمَكْسُورِ الْجَنَاحَيْنِ فِي فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَرْزُقَنِي حَيْثُ مَا كُنْتُ، فَتَرَكْتُ التَّكَسُّبَ وَاشْتَغَلْتُ بِالْعِبَادَةِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: يَا شَقِيقُ! وَلِمَ لا تَكُونُ أَنْتَ الطَّيْرَ الصَّحِيحَ الَّذِي أَطْعَمَ الْعَلِيلَ حَتَّى تَكُونَ أَفْضَلَ مِنْهُ؟ أَمَا سَمِعْتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى؟ !» وَمِنْ عَلامَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَطْلُبَ أَعْلَى الدَّرَجَتَيْنِ فِي أُمُورِهِ كُلِّهَا حَتَّى يَبْلُغَ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ. قَالَ: فَأَخَذَ يَدَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهَا وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أُسْتَاذُنَا يَا أَبَا [ص: 43] إِسْحَاقَ. الحديث: 3350 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 3350 - / م - قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: نا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: كُلٌّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 3351 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْفُضَيْلِ؛ قَالَ: حَسَنَاتُكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَكْثَرُ مِنْهَا مِنْ صَدِيقِكَ؛ لأَنَّ عَدُوَّكَ إِذَا ذُكِرْتَ عِنْدَهُ يَغْتَابُكَ، وَإِنَّمَا يَدْفَعُ إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ حَسَنَاتِهِ. الحديث: 3351 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 3352 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ، نا عَوْفٌ؛ قال: قال الحسن: لاغيبة لِثَلاثَةٍ: فَاسِقٍ مُجَاهِرٍ بِالْفِسْقِ، وَذِي بِدْعَةٍ، وَإِمَامٍ جَائِرٍ. الحديث: 3352 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 3352 - / 1 م - قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: مَنِ اغْتَابَ خَرَقَ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ رفأ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 3352 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ، قال: نا المعتمر؛ قال: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: لَمْ يُعَالِجْ جَهْدَ الْبَلاءِ مَنْ لَمْ يُعَالِجِ الأيتام. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 3352 - / 3 م - قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَبِي زَيْدٍ؛ قَالا: الْفَرَسُ لا طُحَالَ لَهُ، وَالْبَعِيرُ لا مَرَارَةَ لَهُ، وَالظَّلِيمُ لا مُخَّ لَهُ، وَطَيْرُ الْمَاءِ وَحِيتَانُ الْبَحْرِ لا أَلْسِنَةَ لها وَلا أَدْمِغَةَ، وَالسَّمَكُ لا رئة لها، وَلِذَلِكَ لا تَتَنَفَّسُ، وَكُلُّ ذي رئة يتنفس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 3352 - / 4 م - قَالَ: نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ تَغِيبُ أُذُنَاهُ إِلا وَهُوَ يَبِيضُ، وَلا شَيْءٌ تَظْهَرُ أُذُنَاهُ إِلا وَهُوَ يَلِدُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 3352 - / 5 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: نا أَبِي؛ قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحَبَّابِ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ جَابَانَ الْعِجْلِيُّ: أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ وُلِدَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 2352 - / 6 م - قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ: أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ، وَوُلِدَ شُعْبَةُ لِسَنَتَيْنِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 3353 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ: أَنَّ [ص: 46] امْرَأَةً حَمَلَتْ لَهُ مَرَّةً، فَأَقَامَتْ خَمْسَ سِنِينَ حَامِلا، ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ، وَحَمَلَتْ لَهُ مَرَّةً أُخْرَى ثَلاثَ سِنِينَ ثُمَّ وَلَدَتْ. قَالَ اللَّيْثُ: وَحَمَلَتْ مَوْلاةُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ثَلاثَ سِنِينَ حَتَّى خَافَتْ أَنْ يَكُونَ فِي جَوْفِهَا دَاءٌ، ثُمَّ وَلَدَتْ غُلامًا. قَالَ اللَّيْثُ: وَرَأَيْتُ أَنَا ذَلِكَ الْغُلامَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَأْتِي أَهْلَنَا. الحديث: 3353 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 3354 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مؤمل، عن ابن أبي مُلَيْكَةَ؛ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا بَنِي السَّائِبِ! إِنَّكُمْ قَدْ أَضْوَيْتُمْ؛ فَانْكِحُوا فِي النزائع. الحديث: 3354 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 3354 - / 1 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: بَنَاتُ الْعَمِّ أَصْبَرُ وَالْغَرَائِبُ أَنْجَبُ، وَمَا ضرب رؤوس الأَبْطَالِ كَابْنِ أَعْجَمِيَّةٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اغْتَرِبُوا وَلا تَضْوُوا (أَيْ: انْكِحُوا فِي الْغَرَائِبِ) ؛ فَإِنَّ الْقَرَائِبَ يَضْوِينَ الأَوْلادَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 3354 - / 2 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ: وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: (تَنَجَّبْتُهَا لِلنَّسْلِ وَهِيَ غَرِيبَةٌ ... فجاءت بِهِ كَالْبَدْرِ خِرْقًا مُعَمَّمًا) (وَلَوْ شَاتَمَ الْفِتْيَانَ فِي الْحَيِّ ظَالِمًا ... لَمَا وَجَدُوا غير التكذب مشتما) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 3354 - / 3 م - وَقَالَ آخَرُ: (إِنَّ بِلالا لَمْ تَشِنْهُ أُمُّهُ ... لَمْ يتناسب خاله وعمه) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 3354 - / 4 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: رُكَبُ النَّاس فِي أَرْجُلِهِمْ، وَرُكَبُ ذَاتِ الأَرْبَعِ فِي أَيْدِيهَا، وَكُلُّ طَائِرٍ كَفُّهُ فِي رِجْلَيْهِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 3355 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَإِذْءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرْقَانَ) [البقرة: 53] ؛ قَالَ: [ص: 48] الْكِتَابُ: هُوَ الْفُرْقَانُ، يُسَمَّى فُرْقَانًا؛ لأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. الحديث: 3355 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 3356 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، نا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، نا بَكَّارُ بْنُ مَالِكٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {وجاءكم النذير} [فاطر: 37] ؛ قَالَ: الشَّيْبُ. ثُمَّ أَنْشَدَ: (رَأَيْتُ الشَّيْبَ مِنْ نُذْرِ الْمَنَايَا ... لِصَاحِبِهِ وَحَسْبُكَ مِنْ نَذِيرِ) الحديث: 3356 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 3357 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: أَنَّهُ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، وَهُمَا لِعَبْدِ بَنِي الْحَسْحَاسِ: (هُرَيْرَةُ ودِّعْ إِنْ تَجَّهزْتَ غَادِيًا ... كَفَى الشَّيْبُ وَالإِسْلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا) الحديث: 3357 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 3358 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ [ص: 49] : (كَفَى الإِسْلامُ وَالشَّيْبُ بِالْمَرْءِ نَاهِيًا ... ) الحديث: 3358 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 3359 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص: 52] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ خَبَرًا؛ يَتَمَثَّلُ بِقَافِيَةِ بَيْتِ طُرْفَةَ: (وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ)   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3359 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 49 3360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَدَةَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ: [ص: 54] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ يَوْمَ حنين مئة مئة مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ ذَلِكَ، فَأَنْشَأَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ: (أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ) (فَمَا كَانَ حُصَيْنٌ وَلا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ) (وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تدرإ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ) (إِلا أَفَالِيلَ أُعْطِيتُهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ) (وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ) وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: قَدْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَى قَوْمَهُ، وَنَحْنُ نَخْشَى أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: «اجْتَمِعُوا، ولا يكن فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ» . فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ: «قَدْ بَلَغَنِي مَا قُلْتُمْ، أَمَا إِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ: أَلَمْ تَأْتِنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَخَائِفًا فَأَمَّنَّاكَ؟ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَكْرَةِ وَتَذْهَبُونَ أَنْتُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ رَضِينَا! الْمِنَّةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، المنة لله ولرسوله   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3360 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 52 3361 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: [ص: 55] أَنَّ إِدْرِيسَ أَقْدَمُ مِنْ نُوحٍ؛ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا الله، ويعملوا ما شاؤوا، فَأَبَوْا؛ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3361 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 54 3362 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عُبَيْدُ اللهُ بْنُ مُوسَى، نا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص: 56] : «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرَجَ الدِّينُ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، وَاخْتَلَفَ الإِخْوَانُ، وَيُحْرَقُ الْبَلَدُ الْعَتِيقُ؟ !»   [إسناده حسن] . الحديث: 3362 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 55 3363 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، نا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ؛ قَالَ: أُهْدِيَتْ إِلَيَّ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ، وَمَا لَنَا فِرَاشٌ إِلا مَسْكُ كَبْشٍ. الحديث: 3363 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 3364 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ؛ قَالَ: لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لِي فِرَاشٌ غَيْرُ جِلْدِ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ نَاضِحَنَا بِالنَّهَارِ، وَمَا لِيَ خَادِمٌ غَيْرُهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا   [إسناده ضعيف ومنقطع] . الحديث: 3364 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 3365 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص: 57] خِلالُ الْمَكَارِمِ عَشَرَةٌ؛ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلا تَكُونُ فِي ابْنِهِ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَالصَّاحِبِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وقري الضَّيْفِ، وَأَدَاءُ الأَمَانَةِ، وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ. الحديث: 3365 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 3366 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: ما أعجب يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَحْنُ فِيهِ! كَيْف غَلَبَ عَلَيْنَا حُبُّ الدُّنْيَا؟ ! وَأَعْجَبَ لِمَا نَصِيرُ إِلَيْهِ! غَفْلَتُنَا عَنْهُ، عَجَبٌ لِصَغِيرٍ حَقِيرٍ إِلَى فَنَاءٍ يَصِيرُ، غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ طَوِيلٍ دَائِمٍ غَيْرِ زَائِلٍ. الحديث: 3366 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 57 3367 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ: [ص: 59] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَنَ شُهَدَاءَ الْمُؤْمِنِينَ بِأُحُدٍ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ   [إسناده حسن] . الحديث: 3367 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 57 3368 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 64] : «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلا صَلاةَ لَهُ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3368 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 59 3369 - قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: خَالَفَهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدٍ، وَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا؛ حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ، عَنْهُ.   [إسناده صحيح] . الحديث: 3369 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 64 3370 - وَحَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً أُخْرَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ كَذَلِكَ. الحديث: 3370 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 65 3371 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 68] : «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَارِغًا صَحِيحًا فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلا صَلاةَ لَهُ»   [إسناده لين] . الحديث: 3371 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 65 3372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 69] رأيت أعرابيا عن الْمُلْتَزِمِ، فَقَالَ: اللهُمَّ! عَلَيَّ حُقُوقٌ فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ، وَلِلنَّاسِ عَلَيَّ تَبِعَاتٌ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّي، وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى وَأَنَا ضَيْفُكَ؛ فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ. الحديث: 3372 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 68 3373 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ خَالِدِ بن منجاب؛ قال: قال زيادة بْنُ حُدَيْرٍ: لَمَّا أَرَادَ الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيّ أَنْ يعبر عن أَهْلِ دَارِينَ الْبَحْرَ عَبَرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: يَا حَلِيمُ! يَا حَكِيمُ! يَا عَلِيُّ! يَا عَلِيمُ! قَالَهَا ثُمَّ عَبَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ. الحديث: 3373 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 69 3374 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا الْحِمَّانِيُّ، نا عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ: تَقُولُ: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقِ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ، وَمَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنِيسَهُ! الحديث: 3374 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 69 3375 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: لا يَكُونُ الْبُكَاءُ إِلا مِنْ فَضْلٍ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحُزْنُ، ذَهَبَ الْبُكَاءُ. الحديث: 3375 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 69 3376 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْعُبَّادِ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي عَلَى مَا فَرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَحْسُنْ فِيهِ عَمَلِي. الحديث: 3376 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 3377 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ! فَقَالَ: لا تُسَمِّنِي أَمِيرًا وَسَمِّنِي أَسِيرًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (بَادِرْ فَقَدْ أَسْمَعَكَ الصَّوْتُ ... إِنْ لَمْ تُبادِرْ فَهُوَ الْفَوْتُ) (مَنْ لَمْ تَزُلْ نِعْمَتُهُ قَبْلَهُ ... زَالَ عَنِ النِّعْمَةِ بِالْمَوْتِ) الحديث: 3377 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 3378 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: فِي رَجُلٍ أَوْصَى لأَرَامِلِ بَنِي فُلانٍ؛ قَالَ: الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِيهِ سَوَاءٌ. ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ [ص: 71] : (تِلْكَ الأَرَامِلُ قَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهَا ... فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الأَرْمَلِ الذَّكَرِ) الحديث: 3378 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 3379 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ يُحْبِطُ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً. الحديث: 3379 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 3380 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، نا عِيسَى، نا ضَمْرَةُ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِبَعْضِ ولد الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: لا تَقِفْ عَلَى بَابِي سَاعَةً وَاحِدَةً إِلا سَاعَةَ تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ فَيُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ؛ فَإِنِّي أَسْتَحِي مِنَ اللهِ أَنْ تَقِفَ عَلَى بَابِي فَلا يُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ. الحديث: 3380 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 3380 - / م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 3381 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ. الحديث: 3381 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 3382 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ؛ فَكَانَ يَقُومُ فيها بالليل إِلَى صَلاتِهِ. الحديث: 3382 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 3383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا وَنَحْنُ فِتْيَانٌ نُرِيدُ أَنْ نَخْرُجَ لِحَاجَةٍ؛ فَنَقُولُ: مَوْعِدُكُمْ قِيَامُ الْقُرَّاءِ. الحديث: 3383 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 3384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةَ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ: رُبَّمَا كَانَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ بِاللَّيْلِ [ص: 73] وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ؛ فَلا يُدْرَى أَيُّ الصَّوْتَيْنِ أَوْقَعُ: الْمَطَرُ، أَوْ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ؟ الحديث: 3384 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 3385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْعُتْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِصَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ: صِفْ لِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. فَقَالَ: كَانَ عَالِمًا بِرَعِيَّتِهِ، عَادِلا فِي نَفْسِهِ، قَلِيلَ الْكِبْرِ، قَبُولا لِلْعُذْرِ، سَهْلَ الْحِجَابِ، مَفْتُوحَ الْبَابِ، مُتَحَرِّيًا لِلصَّوَابِ، بَعِيدًا مِنَ الإِسَاءَةِ، رَفِيقًا بِالضَّعِيفِ، غَيْرَ صَخَّابٍ، كَثِيرَ الصَّمْتِ، بَعِيدًا عَنِ الْعَيْبِ   [إسناده ضعيف ومنقطع] . الحديث: 3385 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 73 3386 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ: كُنْ لِرَعِيَّتِكَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَمِيرُكَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3386 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 73 3387 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا شَيْخٌ لَنَا قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، وَقُبِضَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3387 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 3388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. الحديث: 3388 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 3389 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص: 75] بُعِثَ نُوحٌ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ، وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ وَفَشَوْا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3389 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 3390 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «كَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عُمْرُ دَاوُدَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَالَ آدَمُ: أَيْ رَبِّ! زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: فَأَكْمَلَ لآدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ، وأكمل لداود مئة سَنَةٍ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3390 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 75 3391 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا أبو بكر، ناجرير، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ؛ قَالَ: [ص: 76] قِيلَ لِلْعَبَّاسِ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ. الحديث: 3391 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 75 3392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَفَّفَ ثُمَّ سَلَّمَ وَانْفَتَلَ إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ حَقًّا أَوْ سُنَّةً إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيُقْبِلَ إِلَيْهِ. الحديث: 3392 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 3393 - قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِكَعْبِ ابن الأَشْعَرِيِّ فِي قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ [ص: 77] : (لا يُدْرِكُ النَّاسَ مَا قَدَّمْتَ مِنْ حَسَنٍ ... وَلا يَفُوتَنَّكَ مِمَّا قَدَّمُوا شَرَفُ) الحديث: 3393 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 3394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: الْجَاسُوسُ لَهُ ذِكْرٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وفيكم سماعون لهم} [التوبة: 47] . الحديث: 3394 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 3395 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: احْتَضَرَ سِيبَوَيْهِ النَّحْوِيُّ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ، فَقَطَرَتْ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِ أَخِيهِ عَلَى خَدِّهِ، فَأَفَاقَ مِنْ غَشْيَتِهِ، فَقَالَ: (أُخَيَّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... إِلَى الأَمَدِ الأَقْصَى وَمَنْ يَأْمَنُ الدَّهْرَا) الحديث: 3395 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 3396 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص: 78] الدُّنْيَا كُلُّهَا غُمُومٌ؛ فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ سُرُورٍ؛ فَهُوَ رِبْحٌ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3396 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 3397 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا نُعَيْمٌ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ وُهَيْبٍ؛ قَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا؛ فَلْيَتَهَيَّأْ لِلذُّلِّ. الحديث: 3397 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 3398 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْفُضَيْلِ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لأَنْ تُطْلَبَ الدُّنْيَا بِأَقْبَحِ مَا تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ تُطْلَبَ بِأَحْسَنِ مَا تُطْلَبُ بِهِ الآخِرَةُ. الحديث: 3398 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 3399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: عَلامةُ التَّوْبَةِ: الْخُرُوجُ مِنَ الْجَهْلِ، وَالنَّدَمُ عَلَى [ص: 79] الذَّنْبِ، وَالتَّجَافِي عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَاعْتِقَادُ مَقْتِ نَفْسِكَ الْمُسَوِّلَةِ، وَإِخْرَاجُ الْمَظْلَمَةِ، وَإِصْلاحُ الْكَسِيرَةِ وَالشَّهْوَةِ، وَتَرْكُ الْكَذِبِ، وَقَطْعُ الْغِيبَةِ، وَالانْتِهَاءُ عَنْ خِدْنِ السُّوءِ، وَالاشْتِغَالُ بِمَا عَلَيْكَ، وَالاسْتِعْدَادُ لِمَا تَنْقَلِبُ إِلَيْهِ، وَالْبُكَاءُ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ عُمْرِكَ، وَتَرْكُ مَا لا يَعْنِيكَ، وَالْخَوْفُ مِنْ سَاعَةٍ تَأْتِيكَ رُسُلُ رَبِّكَ لِقَبْضِ رُوحِكَ، وَالتَّفَجُّعُ وَالْحُزْنُ لَيْلَةً تَبِيتُ فِي قَبْرِكَ وَحْدَكَ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى إِلَى يوم المعاد. الحديث: 3399 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 3399 - / 1 م - قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تُمِيتُ الْقَلْبَ: مُجَالَسَةُ الأَنْذَالِ، وَمُجَالَسَةُ الأَغْنِيَاءِ، وَمُجَالَسَةُ النِّسَاءِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 3399 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيِّ؛ قَالَ: أنا أَبُو مَعْمَرٍ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِذَا أَكَلْتُمُ الرُّمَّانَ؛ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ؛ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 3400 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَزَّازُ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: [ص: 80] رَأَى رَجُلٌ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعِشْرِينَ سَنَةً: بَشِّرْ يَحْيَى بِأَمَانٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة. الحديث: 3400 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 3401 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَرْبَعَةٌ أَزْهَدُهُمْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَأَفْقَهُهُمْ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الدِّرْهَمِ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَضْبَطُهُمْ لِلِسَانِهِ ابْنُ عَوْنٍ. الحديث: 3401 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 3401 - / م - قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ قَالَ: نا حَمَّادٌ الأَشَجُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُضَاةُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 3402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: جَعَلَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ يُقَرِّعُ رَجُلا بِذَنْبٍ وَأَرَادَ عُقُوبَتَهُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَرْجُو فِي الْعُقُوبَةِ رَاحَةً؛ فَلا تَزْهَدَنَّ عِنْدَ الْمُعَافَاةِ فِي الأَجْرِ. الحديث: 3402 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 3403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص: 81] كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَنْزِلُ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ الشَّخِيرِيُّ عَلَى ثَلاثِ لَيَالٍ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ يُنَوَّرُ لَهُ فِي سَوْطِهِ. الحديث: 3403 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 3404 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الأَصْمَعِيُّ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فِي عَظَمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (مَجِّدُوا اللهَ وَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ ... رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَضْحَى كَبِيرًا) (بِالْبِنَاءِ الأَعْلَى الَّذِينَ سَبَقَ الْخَلْق ... وَسَوَّى فَوْقَ السَّمَاءِ سَرِيرًا [ص: 82] ) (شَرْجَعًا مَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَيْنِ ... تَرَى دُونَهُ الْمَلائِكَ صُورًا) الْمَلائِكُ: جَمْعُ مَلَكٍ. الحديث: 3404 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 3405 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَا مِسْكِينُ! تُنْفِقُ دِينَكَ فِي شَهْوَتِكَ سَرَفًا، وَتَمْنَعُ فِي حَقِّ اللهِ دِرْهَمًا؟ ! سَتَعْلَمُ يَا لُكَعُ الحديث: 3405 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 3406 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: كَمْ كَانَ سِنُّ عَلِيٍّ يَوْمَ قُتِلَ؟ قَالَ: ثَلاثٌ وَسِتُّونَ. قُلْتُ: مَا كَانَتْ صِفَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ آدَمَ شَدِيدَ الأَدَمَةِ، عَظِيمَ الْبَطْنِ وَالْعَيْنَيْنِ، أَصْلَعَ، إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ، دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ، لَمْ يُصَارِعْ أَحَدًا قَطُّ إِلا صَرَعَهُ. الحديث: 3406 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 3407 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْحَبَطِيِّ، عَنِ الحَسَنِ؛ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ؛ قَالَتْ: رَبِّ! لِمَ خَلَقْتَنِي؟ قَالَ: لِمَنْ مَاتَ [ص: 83] وَهُوَ يَخَافُنِي. الحديث: 3407 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 3408 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدَوَيْهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} [القلم: 44] ؛ قَالَ: كُلَّمَا أَحْدَثُوا خَطِيئَةً جددنا لهم نعمة وأنسيانهم الاسْتِغْفَارَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3408 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 3409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: كَتَبَ حَكِيمٌ إِلَى حَكِيمٍ: أَمَّا بَعْدُ! فَقَدْ أَصْبَحْنَا وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللهِ مَا لا نُحْصِيهِ، وَلا نَدْرِي أَيَّمَا نَشْكُرُ، أَجَمِيلٌ مَا يُنْشَرُ، أَمْ قَبِيحٌ مَا يُسْتَرُ؟ ! الحديث: 3409 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 3410 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، نا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ يَعْلَى ابن مُنْيَةَ؛ قَالَ: [ص: 85] يُنْشِئُ اللهُ لأَهْلِ النَّارِ سَحَابَةً سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، فَإِذَا أشرفت عَلَيْهِمْ، نَادَتْ: يَا أَهْلَ النَّارِ! أَيَّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ؟ وَمَا تَسْأَلُونَ؟ قَالَ: فَيَذْكُرُونَ سَحَائِبَ الدُّنْيَا الَّتِي كَانَ يُنَزِّلُ عَلَيْهِمْ، فَيَقُولُونَ: نَسْأَلُ يَا رَبِّ الشَّرَابَ. قَالَ: فَتُمْطِرُهُمْ أَغْلالا تُزَادُ إِلَى أَغْلالِهِمْ وَسَلاسِلَ تُزَادُ إِلَى سَلاسِلِهِمْ، وَجَمْرًا تُلْهِبُ النَّارَ عَلَيْهِمْ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3410 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 84 3411 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا الأَنْصَارِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: [ص: 99] إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجُودِي وَارْتِفَاعِي فِي عُلُوِّ مَكَانِي؛ إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا. قَالَ: فَيَبْكِي أَنَسٌ. فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِعَبْدٍ يَسْتَحِي اللهُ مِنْهُ وَلا يَسْتَحِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3411 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 86 3412 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مَوْفُورًا بِالنِّعَمِ، وَرَبُّنَا يَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا وَهُوَ غَنِيٌّ عَنَّا، وَنَتَبَغَّضُ إِلَيْهِ بِالْمَعَاصِي وَنَحْنُ إِلَيْهِ فُقَرَاءُ. الحديث: 3412 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 99 3413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَا شَعْرَةٌ تَبْيَضُّ إِلا تَقُولُ لِلسَّوْدَاءِ: يَا أُخْتَاهُ! قَدْ أَتَاكِ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَعِدِّي. الحديث: 3413 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 3414 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، نا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ طَابَ رِيحُهُ؛ زَادَ عَقْلُهُ، وَمَنْ نَظُفَتْ ثِيَابُهُ؛ قَلَّ هَمُّهُ. الحديث: 3414 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 3415 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ: (لَقَدْ يُنْعِشُ اللهُ الْفَتَى بَعْدَ عَثْرَةٍ ... وَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الْمُشَتَّتَ مِنْ شَمْلِ) الحديث: 3415 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 3416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ؛ قَالَ: [ص: 101] كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَمِيلا، وَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ طُولِهِ فَقَالَ رَجُلٌ سَمِعَهُمْ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! كَيْفَ نَقُصَ النَّاسُ؟ لَقَدْ أَدْرَكْنَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ كَأَنَّهُ فُسْطَاطٌ أَبْيَضُ لِطُولِهِ، فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: كُنْتُ إِلَى مَنْكِبِ أَبِي، وَكَانَ أَبِي إِلَى مَنْكِبِ جَدِّي. الحديث: 3416 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 3417 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: أَوْصَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ابْنَهُ وَكَانَ لَهُ حَظْوَةٌ مِنَ السُّلْطَانِ: يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ مَا يُدِيمُ النَّظَرَ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ بِالْبَيَاضِ النَّاعِمِ؛ فَإِنَّ كُلا عِنْدَ الْمُلُوكِ ثَوْبٌ، وَاجْتَنِبِ الْوَشِيَّ؛ فَلَنْ يَلْبَسَهُ إِلا مَلِكٌ أَوْ غَنِيٌّ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَجدَ أَحَدٌ مِنْكَ خَلُوفًا، وَعَلَيْكَ بِالزَّنْجَبِيلِ وَاللِّبَانِ؛ فَإِنَّهُ يُطَيِّبُ خُلُوفَ فَمِكَ وَيُصْلِحُ عَلَيْكَ بَدَنَكَ وَيُجِيدُ لَكَ ذِهْنَكَ، وَإِيَّاكَ وَحَاشِيَةَ الْمُلُوكِ أَنْ تَتَعَرَّضَ لَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يُرْضِيهِمْ مِنْكَ الْيَسِيرُ مَا لَمْ يَرَوْا مِنْكَ تَحَامُلا لِبَعْضٍ عَلَى بَعْضٍ، وَكُنْ مِنَ الْعَامَّةِ قَرِيبًا يَكْثُرُ دُعَاؤُهُمْ لَكَ، وَلا تُنْسَبُ إِلَى دَنَاءَةٍ؛ فَإِنَّكَ لا تَسْتَقِيلُهَا، وَالسَّلامُ. الحديث: 3417 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 101 3418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَرَّاقُ، نا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ خَلِيفَةَ الْمُجَاشِعِيِّ، نا إِدْرِيسُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ (يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ) ؛ قَالَ: أَنْشَدْتُ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ أَرْبَعَةَ أَبْيَاتٍ، فَأَعْطَانِي بِهَا أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، فَبَلَغْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، فَقَالَ: وَيْلِي! عَلَيَّ بِالأَعْرَابِيِّ الْجِلْفِ! فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّمَا أَعْطَيْتَهُ عَلَى جُودِكَ؛ فَسَوِّغْهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا مَاتَ مَعْنٌ؛ رَثَاهُ مَرْوَانُ فَقَالَ: (أَلِمَّا عَلَى مَعْنٍ فَقُولا لِقَبْرِهِ ... سُقِيتَ الْغَوَادِي مربعا ثم مربعا) (فيما قَبْرَ مَعْنٍ كُنْتَ أَوَّلَ حُفْرَةٍ ... مِنَ الأَرْضِ خُطَّتْ لِلْمَكَارِمِ مَضْجَعَا [ص: 103] ) (وَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُودَهُ ... وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ مُتْرَعَا) (وَلَكِنْ ضَمَمْتَ الْجُودَ وَالْجُودُ مَيِّتٌ ... وَلَوْ كَانَ حَيًّا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا) (وَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الْجُودُ وَالنَّدَى ... وَأَصْبَحَ عِرْنِينُ الْمَكَارمِ أَجْدَعَا) (وَمَا كَانَ إِلا الْجُودُ صُورَةَ خَلْقِهِ ... فَعَاشَ زَمَانًا ثُمَّ مَاتَ فَوَدَّعَا) (فَتًى عِيشَ فِي مَعْرُوفِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ... كَمَا كَانَ بَعْدَ السَّيْلِ مَجْرَاهُ مَرْتَعَا) (تَعَزَّ أَبَا الْعَبَّاسِ عَنْهُ وَلا يَكُنْ ... ثَوَابُكَ مِنْ مَعْنٍ بِأَنْ يَتَضَعْضَعَا) (تَمَنَّى رِجَالٌ شَأْوهُ مِنْ ضَلالِهِمْ ... فَأَضْحَوْا عَلَى الأَذْقَانِ صَرْعَى وَظُلَّعَا) الحديث: 3418 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 3419 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ؛ قَالَ: كَانَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ قَوْلِهِ: (إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلْ ... وَبِإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وَعَجَلْ) (أَحْمَدُ اللهَ فَلا نِدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الْخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَلْ) (مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الْخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلْ) الحديث: 3419 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 3420 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدِ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 104] دَخَلْتُ عَلَى الْوَاثِقِ، فَقَالَ لِي: يَا مَازِنيُّ! أَلَكَ وَلَدٌ؟ قُلْتُ: لا. وَلَكِنْ لِي أُخْتٌ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ. قَالَ: فَمَا قَالَتْ لَكَ حِينَ أَرَدْتَنَا؟ قُلْتُ: قَالَتْ لِي مَا قَالَتْ بِنْتُ الأَعْشَى لِلأَعْشَى: (فَيَا أَبُ لا تَنْسَنَا غَائِبًا ... فَإِنَّا بِخَيْرٍ إِذَا لَمْ تَرِمْ) (أَرَانَا إِذَا أَضْمَرَتْكَ الْبِلادُ ... نُجْفَى وَيُقْطَعُ مِنَّا الرَّحِمْ) قَالَ: فَمَا قُلْتَ لَهَا؟ قَالَ: قُلْتُ لَهَا مَا قَالَ جَرِيرٌ: (ثِقِي بِاللهِ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ ... وَمِنْ عِنْدِ الْخَلِيفَةِ بِالنَّجَاحِ) فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا غُلامُ! أَعْطِهِ خمس مئة دِينَارٍ. الحديث: 3420 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 3421 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْعَبْسِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْعَتَّابِيِّ؛ قَالَ: [ص: 105] خَرَجَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ يَأْتِي بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ، فَلَمَّا أَتَى الْبَابَ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَدْخُلُونَ عَلَى غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ، فَقَالَ: مَنْ يُؤْذِنُ الأَمِيرَ بِنَا؟ فَقَالُوا: لَيْسَ عَلَى الأَمِيرِ حِجَابٌ وَلا سِتْرٌ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَنْشَأَ يَقُولُ: (يُرَى بَارِزًا لِلنَّاسِ بِشْرٌ كَأَنَّهُ ... إِذَا لاحَ فِي أَثْوَابِهِ قَمَرٌ بَدْرُ) (بَعِيدُ مِرْآةِ الْعَيْنِ مَا رَدَّ طَرْفَهُ ... حِذَارَ الْغَوَاشِي رَجْعُ بَابٍ وَلا سِتْرُ) (وَلَوْ شَاءَ بِشْرٌ أَغْلَقَ الْبَابَ دُونَهُ ... طَمَاطِمُ سُودٌ أَوْ صَقَالِبَةٌ حُمْرُ) (وَلَكِنَّ بِشْرًا يَسَّرَ الْبَابَ لِلَّتِي ... يَكُونُ لَهُ فِي جَنْبِهَا الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ) فَقَالَ: يَحْتَجِبُ الْحُرُمُ. وَأَجْزَلَ صِلَتَهُ وَصَرَفَهُ. الحديث: 3421 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 3422 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص: 107] بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ فَضَائِلَ الْقُرْآنِ؛ إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: خَاتِمَةُ بَرَاءَةٍ، وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: خَاتِمَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ قَائِلٌ: (كهيعص (1)) [مريم: 1] ، و (طه (1)) [طه: 1] . وَأَكْثَرُوا، وَفِي الْقَوْمِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فاين أَنْتُمْ عَنْ عَجِيبَةِ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، فَوَاللهِ! إِنَّ فِي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) لَعَجِيبَةً مِنَ الْعَجَبِ. فَاسْتَوَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ! حَدِّثْنَا بِعَجِيبَةِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّهُ أَصَابَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، فَأَقْحَمْتُ بِفَرَسِيَ الْبَرِّيَّةَ أَطْلُبُ شَيْئًا، فَوَاللهِ! مَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، [ص: 108] وَإِنَّ فَرَسِي لَتَقَمْقَمَ مِنْ غُثَاءِ الْبَرِّيَّةِ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ؛ إِذْ رُفِعَتْ لِي خَيْلٌ وَمَاشِيَةٌ وَخَيْمَةٌ، فَأَتَيْتُ الْخَيْمَةَ، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ كَأَحْسَنِ الْبَشَرِ، وَإِذَا بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقُلْتُ لَمَّا دَخَلَنِي مِنْ هَوْلِ الْجَارِيَةِ وَمِنْ أَلَمِ الْجُوعِ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ. فَقَالَ: يَا هَذَا! إِنْ أَرَدْتَ الْقِرَى؛ فَانْزِلْ، وَإِنْ أَرَدْتَ مَعُونَةً؛ أَعَنَّاكَ. فَقُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ. فَقَالَ لِي مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ، قَالَ: وَنَهَضَ نُهُوضَ شَيْخٍ لا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ، فَدَنَا مِنِّي وَهُوَ يَقُولُ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، ثُمَّ جَذَبَنِي إِلَيْهِ؛ فَإِذَا أَنَا تَحْتَهُ وَهُوَ فَوْقِي، فَقَالَ لِي: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي. فَنَهَضَ عَنِّي وَهُوَ يَقُولُ: (عَرَضْنَا عَلَيْكَ النُّزْلَ مِنَّا تَفَضُّلا ... فَلَمْ تَرْعَوِي جَهْلا كَفِعْلِ الأَشَائِمِ) (وَجِئْتَ بِعُدْوَانٍ وَظُلْمٍ وَدُونَ مَا ... تَمَنَّيْتُهُ فِي الْبِيضِ جَزُّ الْغَلاصِمِ) فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا عَمْرُو! أَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ؟ ! لَلْمَوْتُ أَهْوَنُ مِنَ الْهَرَبِ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ الضَّعِيفِ، فَدَعَتْنِي نَفْسِي إِلَى مُعَاوَدَتِهِ ثَانِيَةً. وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ: (رُوَيْدَكَ لا تَعْجَلْ بُلِيتَ بِصَارِمٍ ... سَلِيلِ الْمَعَالِي هَزْبَرِيٍّ قَمَاقِمِ) (أَإِنْ ذُلَّ عَمْرٌو ذَلَّةً أَعْجَمِيَّةً ... وَلَمْ يَكُ يَوْمًا لِلْفِرَارِ بِحَاجِمِ) (طَمِعْتَ لَمَّا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ تَسْلَمَنَّ ... سَقَتْكَ الْمَنَايَا كَأْسَهَا بِالصَّرَائِمِ) (فَمَالَكَ فَابْذِلْ دُونَ نَفْسِكَ تَسْلَمَنَّ ... هُنَالِكَ أَوْ تَصْبِرُ لِجَزِّ الْغَلاصِمِ) (فَمَا دُونَ مَا تَهْوَاهُ لِلنَّفْسِ مَطْمَعٌ ... سِوَى أَنَّ أَحُزَّ الرَّأْسَ مِنْكَ بِصَارِمِ) ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ. فَدَنَا مِنِّي وَهُوَ يَقُولُ: (بِسْمِ اللهِ [ص: 109] الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، ثُمَّ جذبني جذبة مثلث تَحْتَهُ، فَاسْتَوَى عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ خَلِّ عَنِّي. فَنَهَضَ وَهُوَ يَقُولُ: (بِبِسْمِ اللهِ وَالرَّحْمَنِ فُزْنَا ... قَدِيمًا وَالرَّحِيمِ بِهِ قَهَرْنَا) (وَهَلْ تُغْنِي جَلادَةُ ذِي حِفَاظٍ ... إِذَا يَوْمًا بِمُعْتَرَكٍ نزلنا) (وهل شيء يقوم لِذِكْرِ رَبِّي ... وَقُدْمًا بِالْمَسِيحِ هُنَاكَ عُذْنَا) (سَأُقْسِمُ كُلَّ ذِي جِنٍّ وَإِنْسٍ ... إِذَا يوما لمعضلة خللنا) [فَعَاوَدَتْنِي نَفْسِي] ، فَقُلْتُ: اسْتَأْسِرْ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ. فَدَنَا مِنِّي أيضا وهو يَقُولُ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، فَمُلِئْتُ مِنْهُ رُعْبًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكُنَّا لا نَعْرِفُ مَعَ اللاتِ وَالْعُزَّى شَيْئًا، ثُمَّ جَبَذَنِي جَبْذَةً فَصِرْتُ تَحْتَهُ، فَقُلْتُ: خَلِّ عَنِّي، فَقَالَ: هَيْهَاتَ بَعْدَ ثَلاثِ مِرَارٍ، مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! ائْتِنِي بِشَفْرَةٍ، فَأَتَتْ بِهَا، فَجَزَّ نَاصِيَتِي ثُمَّ نَهَضَ وَهُوَ يَقُولُ: (مَنَنَّا عَلَى عَمْرٍو فَعَادَ لِحِينِهِ ... وَثَنَّى فَثَنَّيْنَا فَسَاءَ بِمَا فَعَلْ) (وَفِي اسْمِ ذِي الآلاءِ عِزٌّ وَمَنَعَةٌ ... وَمُحْتَرَزٌ لَوْ كَانَ سَامِعُهُ عَقَلْ) وَكُنَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا جُزَّ نَوَاصِينَا؛ استحيينا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى أَهَالِينَا حَتَّى تَنْبُتَ، فَرَضِيتُ أَنْ أَخْدُمَهُ حَوْلا، فَلَمَّا حَالَ عَلَيَّ الْحَوْلُ؛ قَالَ لِي: يَا عَمْرُو! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَنْطَلِقَ مَعِيَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَمَا بِيَ مِنْ وجل، وإني لواثق ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) . فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا أتي وَادِيًا فَهَتَفَ بِأَهْلِهِ ب: (بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ، فَلَمْ يَبْقَ طَائِرٌ فِي وَكْرِهِ إِلا طَارَ، ثُمَّ هَتَفَ الثَّانِيَةَ؛ فَلَمْ يَبْقَ سَبْعٌ فِي مَرْبِضِهِ إِلا نَهَضَ. ثُمَّ هَتَفَ [ص: 110] الثَّالِثَةَ؛ فَإِذَا هُوَ بِأَسْوَدَ كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ، فَإِذَا هُوَ لابِسٌ شَعْرًا، فَرُعِبْتُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: لا تُرَعْ يَا عَمْرُو، إِذَا نَحْنُ اصْطَرَعْنَا، فَقُلْ: غلبه صَاحِبِي بِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) . قَالَ: فَاصْطَرَعَا، فَقُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِاللاتِ والعزى، فَلَطَمَنِي لَطْمَةً كَادَ يَقْلَعُ رَأْسِي، فَقُلْتُ لَهُ: لَسْتُ بِعَائِدٍ. فَاصْطَرَعَا. فَقُلْتُ: غَلَبَهُ صَاحِبِي بِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) . قَالَ: فَعَلاهُ الشَّيْخُ، فَبَعَجَهُ كَمَا يَبْعَجُ الْفَرَسَ، وَشَقَّ بَطْنَهُ وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الْقِنْدِيلِ الأَسْوَدِ، فَقَالَ لِي: يَا عَمْرُو! هَذَا غِشُّهُ وَكُفْرُهُ. قُلْتُ لَهُ: فَدَاكَ أَبِي وأمي، ما لك ولهؤلاء الْقَوْمِ؟ فَقَالَ: يَا عَمْرُو! إِنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي رَأَيْتَ فِي الْخِبَاءِ هِيَ الْفَارِعَةُ ابْنَةُ الْمُسْتَوْرِدِ، وَكَانَ رَجُلا مِنَ الْجِنِّ، وَكَانَ مُؤَاخِيًا لي، وكان على دين الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُؤَلاءِ قَوْمُهَا يَغْزُونِي كُلُّ سَنَةٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ؛ فَيَنْصُرُنِي اللهُ عليه بِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) . فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَمْعَنَّا فِي الْبَرِّيَّةِ، قَالَ: يَا عَمْرُو! قَدْ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنِّي وَأَنَا جَائِعٌ، فَالْتَمِسْ لِي شَيْئًا آكُلُهُ، فَالْتَمَسْتُ؛ فَمَا وَجَدْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَهُوَ نَائِمٌ قَدْ تَوَسَّدَ إِحْدَى يَدَيْهِ وَتَحْتَهُ سَيْفُهُ، وَهُوَ سَيْفٌ طُولُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ وَعَرْضُهُ أَقَلُّ مِنْ شِبْرَيْنِ وَهُوَ الصَّمْصَامَةُ، فَاسْتَخْرَجْتُ سَيْفَهُ مِنْ تَحْتِهِ فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً قَطَعَتْهُ مِنَ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ لِي: يَا غَدَّارُ! مَا أَغْدَرَكَ! فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ حَتَّى قَطَّعْتُهُ إِرْبًا إِرْبًا. فَغَضِبَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ [ص: 111] الصَّالِحُ: يَا غَدَّارُ! ظَفَرَ بِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَنْعَمَ عَلَيْكَ ثَلاثَ مِرَارٍ، وَوَجَدْتَهُ نَائِمًا فَقَتَلْتَهُ، وَاللهِ! لَوْ كُنْتُ مُؤَاخِذَكَ فِي الإِسْلامِ بِمَا فَعَلْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَقَتَلْتُكَ أَنَا بِهِ. ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ يَقُولُ: (إِذَا قَتَلْتَ أَخًا فِي السِّلْمِ تَظْلِمُهُ ... أنى لِمَا جِئْتَهُ فِي سَالِفِ الْحُقَبِ) (الْحُرُّ يَأْنَفُ مِمَّا أَنْتَ تَفْعَلُهُ ... تَبًّا لِمَا جِئْتَهُ فِي الْعَجَمِ وَالْعَرَبِ) (لَوْ كُنْتُ آخِذًا فِي الإِسْلامِ مَا فَعَلَتْ ... أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالإِشْرَاكِ وَالصُّلُبِ) (لنَالَكَ الْيَوْمَ مِنِّي مِنْ مُطَالَبَةٍ ... يُدْعَى لِذَائِقِهَا بِالْوَيْلِ وَالْحَرَبِ) ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ يَا عَمْرُو؟ ! قَالَ: فَأَتَيْتُ الْخَيْمَةَ، فَاسْتَقْبَلَتْنِي الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ: يَا عَمْرُو! مَا فَعَلَ الشَّيْخُ؟ قُلْتُ: قَتَلَهُ الْجِنِّيُّ. قَالَتْ: كَذَبْتَ، بَلْ قَتَلْتَهُ أَنْتَ يَا غَدَّارُ. ثُمَّ دَخَلَتِ الْخَيْمَةَ، فَجَعَلَتْ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ: (عَيْنُ جُودِي لِفَارِسٍ مِغْوَارٍ ... وَانْدُبِيهِ بِوَاكِفَاتٍ غِزَارِ) (سَبْعٌ وَهُوَ ذُو وَفَاءٍ وَعَهْدٍ ... وَرَئِيسُ الْفَخَارِ يَوْمَ الْفَخَارِ) (لَهْفَ نَفْسِي عَلَى بَقَائِكَ يَا عَمْرُو ... وَأَسْلَمَتْهُ الْحِمَاةُ لِلأَقْدَارِ) (بَعْدَ مَا جَزَّ مَا بِهِ كُنْتَ تَسْمُو ... فِي زَبِيدٍ وَمَعْشَرِ الْكُفَّارِ) (وَلَعَمْرِي لَوْ رُمْتَهُ أَنْتَ حَقًّا ... رُمْتَ مِنْهُ كَصَارِمٍ بَتَّارِ) (فَجَزَاكَ الْمَلِيكُ سُوءًا وَهَوْنًا ... عِشْتَ مِنْهُ بِذِلَّةٍ وَصَغَارِ) فَدَخَلْتُ الْخَيْمَةَ أُرِيدُ قَتْلَهَا، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا كَأَنَّ الأَرْضَ ابْتَلَعَتْهَا، فَاقْتَلَعْتُ الْخَيْمَةَ وَسُقْتُ الْمَاشِيَةَ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهَا قَوْمِي مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ   [إسناده واه] . الحديث: 3422 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 106 3422 - / م - قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: نا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زِمْلٍ؛ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَلامُ وَنُبْلُهُ وَالصَّمْتُ وَحُسْنُهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: عَفْوًا عَفْوًا، مَنْ قَدِرَ أَنْ يُحْسِنَ الْكَلامَ؛ قَدْرَ أَنْ يُحْسِنَ الصَّمْتَ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ قَدِرَ أَنْ يُحْسِنَ الصَّمْتَ قَدْرَ أَنْ يُحْسِنَ الْكَلامَ   [إسناده ضعيف] . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 112 3423 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، نا الأَعْيَنُ، نا حَلْبَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ؛ قَالَ: قال عُمَرُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً (12)) [المدثر: 12] ؛ قَالَ: [ص: 113] غَلَّةُ شَهْرٍ بِشَهْرٍ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 3423 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 112 3424 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا مَحْبُوبُ بْنُ مُكْرِمٍ؛ قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: تَخْلِيصُ النِّيَّةِ مِنْ فَسَادِهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طول الاجتهاد. الحديث: 3424 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 3424 - / 1 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ. فَقِيلَ لَهُ مَا الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَالسَّمَاحَةُ بفرائض الله «. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 3424 - / 2 م - قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: نا عوف، عن الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَتَرَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ بالحياء؛ لبس الجهل سِرْبَالا. فَقَطِّعُوا سَرَابِيلَ الْحَيَاءِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رق علمه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 3424 - / 3 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تَقُلْ فِيمَا لا تَعْلَمُ فَتُتَّهَمْ فِيمَا تعلم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 3424 - / 4 م - قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: (اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ) (وَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ الْكِرَامُ فَإِنَّهَا ... نُوَبٌ تَنُوبُ الْيَوْمَ تُكْشَفُ فِي غَدِ) (وَإِذَا ذَكَرْتَ مُحَمَّدًا وَمُصَابَهُ ... فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 3425 - أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: (وَكَمْ مِنْ مَاجِدٍ أَضْحَى ... عَدِيمًا لَهُ عَقْلٌ وَلَيْسَ لَهُ زَمَانُ) (كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَرَاهُ ... لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ) (وَمَا حُسْنُ الرِّجَالِ لَهَا بِزَيْنٍ ... إِذَا لَمْ يُسْعَدِ الْحُسْنَ الْبَيَانُ) الحديث: 3425 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 3426 - أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ [ص: 116] : (مَا أَفْضَحَ الْمَوْتَ لِلدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ... جِدًّا وَمَا أَفْضَحَ الدُّنْيَا لأَهْلِيهَا) (لا تَرْجِعَنَّ عَلَى الدُّنْيَا بِلائِمَةٍ ... فَعُذْرُهَا لَكَ بَادٍ فِي مَسَاوِيهَا) (لَمْ يَبْقَ مِنْ عيبها شيء لصاحبها ... إِلا وَقَدْ بَيَّنَتْهُ فِي مَعَانِيهَا) (تُفْنِي السِّنِينَ وَتُفْنِي الأهل دائبة ... وتستليم إلى مَنْ لا يُعَادِيهَا) (فَمَا يَزِيدُهُمْ قَتْلَ الَّذِي قَتَلَتْ ... وَلا الْعَدَاوَةُ إِلا رَغْبَةً فِيهَا) الحديث: 3426 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 3427 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ لِغَيْرِهِ فِيمَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (فَهُمْ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الأَرْضِ قَدْ آوَوْا ... إِلَى كَنَفٍ رَحْبٍ مَصُونُونَ فِي سِتْرٍ) (أَئِمَّةُ حَقٍّ يَشْرَحُونَ سَبِيلَهُ ... بِأَلْسِنَةٍ صِينَتْ عَنِ اللَّغْوِ وَالْهُجْرِ) الحديث: 3427 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 116 3428 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: [ص: 117] قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: اجْعَلِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هِمَّتَكَ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى قَدْرِ ذَنْبِكَ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ! وَكَمْ مِنْ فَرِحٍ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ! الحديث: 3428 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 116 3428 - / م - قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ؛ قَالَ: نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: مَا مِنَ الْعَمَلِ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ طُولِ الْكَمَدِ، وَالْكَمَدُ جُرْحٌ لا يَنْدَمِلُ أَبَدًا دُونَ الْمَوْتِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 3429 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ؛ قَالَ: عُزِّيَ السَّائِبُ بْنُ الأَقْرَعِ عَلَى ابْنٍ لَهُ، فَقَالَ السَّائِبُ: هَكَذَا الدُّنْيَا، هَكَذَا الدُّنْيَا، تُصْبِحُ لَكَ مُسِرَّةً وَتُمْسِي عَلَيْكَ مُتَنَكِّرَةً. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (أَلا قَدْ أَرَى أَنْ لا خُلُودَ وَأَنَّهُ ... سَيَنْعِقُ فِي دَارِي غُرَابٌ وَيُحْجَلُ) (وَيَقْسِمُ مِيرَاثِي رِجَالٌ أَعِزَّةٌ ... وَتَذْهَلُ عَنِّي الْوَالِدَاتُ وَتُشْغَلُ) الحديث: 3429 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 3429 - / م - قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ؛ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 3430 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قال النباجي؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُبَّادِ يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ الرَّجُلِ لِوَلَدِهِ وَعِيَالِهِ مَثَلُ الدَّخَنَةِ الطَّيِّبَةِ تَحْتَرِقُ وَيَلْتَذُّ بِطِيبِ رَائِحَتِهَا آخَرُونَ. الحديث: 3430 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 3431 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَعِيدُ الْجَرْمِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَلأَ الدُّنْيَا بِاللَّذَّاتِ وَحَشَاهَا بِالآفَاتِ؛ فَمَزَجَ حَلالَهَا بِالْمُوبِقَاتِ، وَحَرَامَهَا بِالتَّبِعَاتِ. الحديث: 3431 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 3432 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَحْسَنُ الدُّنْيَا أَقْبَحُهَا عِنْدَ مَنْ يُبْصِرُهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُشْغِلُ عَمَّا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهَا. الحديث: 3432 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 119 3433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيِّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)) [الضحى: 5] ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْضَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَبِّهِ أَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ النَّارَ. الحديث: 3433 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 119 3434 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: [ص: 120] إِذَا رَاءَى الْعَبْدُ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يَتَهَزَّأُ بِي. الحديث: 3434 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 119 3435 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّةً بِعَرَفَاتٍ وَهِيَ تَقُولُ: اللهُمَّ! إِنْ كَانَ رِزْقِي فِي السَّمَاءِ؛ فَأَنْزِلْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي الأَرْضِ؛ فَأَخْرِجْهُ، وَإِنْ كَانَ نَائِيًا؛ فَقَرِّبْهُ، وَإِنْ كَانَ قَرِيبًا؛ فَيَسِّرْهُ. الحديث: 3435 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 3436 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا دَامَ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِ الرَّجُلِ شَيْءٌ فَيَجِدُ مَنْ يُفَرِّجُ عَنْهُ. الحديث: 3436 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 3437 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَصْمَعَ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ: [ص: 121] مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ (يَعْنِي: لِسَانَهُ، وَالْفَكَّانِ: اللِّحْيَانِ) . قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لآخَرَ يَعِظُهُ: إِيَّاكَ أَنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ. وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: (رَأَيْتُ اللِّسَانَ عَلَى أَهْلِهِ ... إِذَا سَاسَهُ الْجَهْلُ لَيْثًا مُغِيرًا) الحديث: 3437 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 3438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ - وَسُئِلَ: مَنِ النَّاسُ؟ -؛ قَالَ: مَا النَّاسُ إِلا مَنْ قَالَ: حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا   [إسناده صحيح] . الحديث: 3438 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 121 3439 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَعْرِفَةُ   [إسناه ضعيف] . الحديث: 3439 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 121 3440 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: بِالْمَعْرِفَةِ هَانَتْ عَلَى الْعَامِلِينَ الْعِبَادَةُ، وَبِالرِّضَا عَنِ اللهِ فِي تَدْبِيرِهِ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَرَضُوا لأَنْفُسِهِمْ بِتَقْدِيرِهِ. الحديث: 3440 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 3441 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابن جريج في قَوْلَهُ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يهد قلبه} [التغابن: 11] ؛ قَالَ: مَنْ أَصَابَ مِنَ الإِيمَانِ مَا يُعْرَفُ بِهِ اللهُ؛ فَهُوَ مُهْتَدِ الْقَلْبِ. الحديث: 3441 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 3442 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (\ (56)) [الذاريات: 56] ؛ قَالَ: لِيَعْرِفُونِ   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3442 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 3443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: [ص: 123] كَانَ يُقَالُ: إِنَّ مَا لَكَ مِنْ عُمُرِكَ مَا أَطَعْتَ اللهَ فِيهِ، فَأَمَّا مَا عَصَيْتَ اللهَ فِيهِ؛ فَلا تَعُدَّهُ عُمْرًا. الحديث: 3443 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 3444 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو مَنْصُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى الْحِمْصِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 124] : «الْحَسَنُ مِنِّي وَالْحُسَيْنُ مِنْ عَلِيٍّ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3444 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 3445 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 125] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3445 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 124 3446 - وَأَنْشَدَ لأَبِي نُوَاسٍ يَمْدَحُ رَجُلا: (أَوْجَدَهُ اللهُ فَمَا مِثْلُهُ ... لِطَالِبِ ذَاكَ وَلا نَاشِدِ) (وَلَيْسَ لِلَّهِ بِمُسْتَنْكِرٍ ... أَنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ فِي وَاحِدِ) الحديث: 3446 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 125 3447 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَنُو شَيْبَةَ يَوْمًا لأَعْرَابِيٍّ: هَبْ لَنَا حَتَّى نَدُلَّكَ عَلَى شَيْءٍ تَأْمَنُ مَعَهُ الْعَمَى. فَأَتَوْا بِهِ زَمْزَمًا وَقِيلَ لَهُ: اطَّلِعْ فِيهَا؛ فَإِنَّكَ لا تَعْمَى. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ عَمِيَ مَنْ حَفَرَهُ (يَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ) وَابْنَهُ وَابْنَ ابْنِهِ. الحديث: 3447 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 126 3448 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ بَعْضَ الْخِيَامِ؛ فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ، وَاللهِ! مَا أَحْسَبُهَا أَتَتْ عَلَيْهَا عَشْرُ سِنِينَ، وَهِيَ تَقُولُ: (عَدِمْتُ الْحَيَاةَ وَلا نِلْتُهَا ... إِذَا كُنْتَ فِي الْقَبْرِ قَدْ أَلْحَدُوكَا) (وَكَيْفَ أَذُوقُ لَذِيذَ الْكَرَى ... وَأَنْتَ بِيُمْنَاكَ قَدْ وَسَّدُوكَا) الحديث: 3448 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 126 3449 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ! مَتِّعْنَا بِخِيَارِنَا، وَأَعِنَّا عَلَى شِرَارِنَا، وَاجْعَلِ الأَمْوَالَ فِي سُمَحَائِنَا. الحديث: 3449 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 126 3450 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا عِنْدَ الْمُلْتَزِمِ يَقُولُ: اللهُمَّ! أَعِنِّي عَلَى الْمَوْتِ وَكُرْبَتِهِ، وَعَلَى الْقَبْرِ وَغَمَّتِهِ، وَعَلَى الْمِيزَانِ وَخِفَّتِهِ، وَعَلَى الصِّرَاطِ وَزَلَّتِهِ، وَعَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةَ وَرَوْعَتِهِ. آخر الجزء الخامس والعشرين، يتلوه إن شاء الله تعالى السادس والعشرون والحمد لله حق حمده وصلاته على محمد وآله الحديث: 3450 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 127 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء السادس والعشرون من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد المصري إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبي قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو بكر أحمد بن مروان: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 141 3451 - نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ أَبُو يَحْيَى الأَسَدِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، [عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 142] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»   [رجاله ثقات والحديث صحيح] . الحديث: 3451 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 141 3452 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ؛ قَالا: نا مُحَمَّدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص: 143] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدَأُ بِغَسْلِ يَدَيْهِ مِنَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ   [إسناده كسابقه] . الحديث: 3452 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 142 3453 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ، نا مُحَمَّدٌ، نا مُحَمَّدٌ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص: 144] رَحِمَ اللهُ لَبِيدًا حَيْثُ قَالَ: (ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلَفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ) كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ !   [إسناده كسابقه] . الحديث: 3453 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 143 3454 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ، نا مُحَمَّدٌ، نا مُحَمَّدٌ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 145] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3454 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 144 3455 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ، نا مُحَمَّدٌ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ [ص: 149] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً»   [إسناده صحيح] . آخر حديث عبد الملك. الحديث: 3455 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 145 3456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ وَحْدَهُ، نا أَبُو غَسَّانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ بِمَكَّةَ فِي دَارِ زُبَيْدَةَ الْكَبِيرَةِ؛ [قَالَ] : نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: [ص: 150] دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ، فَأَقَامَ بِهَا ثَلاثًا، فَقَالَ: مَا هَا هُنَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا؟ فَقِيلَ لَهُ: بَلَى، هَا هُنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو حَازِمٍ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! مَا هَذَا الْجَفَاءُ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ: وَأَيَّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: أَتَانِي وُجُوهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ وَلَمْ تَأْتِنِي. فَقَالَ لَهُ: أُعِيذُكَ [ص: 151] بِاللهِ أَنْ تَقُولَ مَا لَمْ يَكُنْ، مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَعْرِفَةٌ آتِيكَ عَلَيْهَا. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: صَدَقَ الشَّيْخُ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: لأَنَّكُمْ أَخْرَبْتُمُ آخِرَتَكُمْ، وَعَمَّرْتُمْ دُنْيَاكُمْ؛ فَأَنْتُمْ تَكْرَهُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ. قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا حَازِمٍ، فَكَيْفَ الْقُدُومُ؟ قَالَ: أَمَّا الْمُحْسِنُ؛ فَكَالْغَائِبِ يُقْدِمُ عَلَى أهله، وما الْمُسِيءُ؛ فَكَالآبِقِ يُقْدِمُ عَلَى مَوْلاهُ. قَالَ: فَبَكَى سُلَيْمَانُ، وَقَالَ: لَيْتَ شِعْرِي! مَا لَنَا عِنْدَ اللهِ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: اعْرِضْ نَفْسَكَ عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَعْلَمْ مَا لَكَ عِنْدَ اللهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا حَازِمٍ! أَيْنَ نُصِيبُ تِلْكَ مِنْ الْمَعْرِفَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: عِنْدَ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)) [الانفطار: 13 - 14] . فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللهِ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: {قَرِيبٌ من المحسنين} [الأعراف: 56] . قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! مَنْ أَعْقَلُ النَّاسِ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: مَنْ تَعَلَّمَ الْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهَا النَّاسَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: فَمَنْ أَحْمَقُ النَّاسِ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: مَنْ حَطَّ فِي هَوَى رَجُلٍ وَهُوَ ظَالِمٌ فَبَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! مَا أَسْمَعُ الدُّعَاءِ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: دُعَاءُ الْمُخْبِتِينَ [إِلَيْهِ] . [ص: 152] قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! فَمَا أَزْكَى الصَّدَقَةُ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: جُهْدُ الْمُقِلِّ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! مَا تَقُولُ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: اعْفِنَا مِنْ هَذَا. قَال سُلَيْمَانُ: نَصِيحَةٌ بَلَّغْتَهَا. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ نَاسًا أَخَذُوا هَذَا الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ مُشَاوَرَةٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلا إِجْمَاعٍ مِنْ رَأْيِهِمْ، فَسَفَكُوا فِيهَا الدِّمَاءَ عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا، ثُمَّ ارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَلَيْتَ شِعْرِي مَا قَالُوا وَمَا قِيلَ لَهُمْ؟ ! فَقَالَ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا شَيْخُ: فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: كَذَبْتَ! إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا يَكْتُمُونَهُ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! كَيْفَ لَنَا أَنْ نَصْلُحَ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: تَدَعُوا التَّكَلُّفَ، وَتَتَمَسَّكُوا بِالْمُرُوءَةِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! كَيْفَ الْمَأْخَذُ لِذَلِكَ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: تَأْخُذُهُ مِنْ حَقِّهِ وَتَضَعُهُ فِي أَهْلِهِ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: اصْحَبْنَا يَا أَبَا حَازِمٍ وَتُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْكَ. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ ذلك. فقال سُلَيْمَانُ: وَلِمَ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَرْكَنَ إِلَيْكُمْ شَيْئًا قَلِيلا فَيُذِيقَنِي ضَعْفُ الْحَيَاةِ وَضَعْفُ الْمَمَاتِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَشِرْ عَلَيَّ يَا أَبَا حَازِمٍ. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: اتَّقِ أَنْ يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاكَ، وَأَنْ يَفْقِدَكَ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! ادْعُ لنا بخير. فقال أَبُو حَازِمٍ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ سُلَيْمَانُ وَلِيَّكَ؛ فَيَسِّرْهُ لِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِنْ كَانَ عَدُوَّكَ؛ فَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِهِ. [ص: 153] قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: عِظْ. قَالَ: قَدْ أَوْجَزْتَ، إِنْ كُنْتَ وَلِيَّهُ، وَإِنْ كُنْتَ عَدُوَّهُ؛ فَمَا يَنْفَعُكَ أَنْ أَرْمِيَ عَنْ قَوْسٍ بِغَيْرِ وَتَرٍ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا غُلامُ! إِيتْ بمئة دِينَارٍ. ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا يَا أَبَا حَازِمٍ. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: لا حَاجَةَ لِي بِهَا، إِنِّي أَخَافُ أن يكون لِمَا سَمِعْتَ مِنْ كَلامِي، إِنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لَمَّا هَرَبَ مِنْ فِرْعَوْنَ وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ، وَجَدَ عَلَيْهَا الْجَارِيَتَيْنِ تَذُودَانِ، فَقَالَ: مَا لَكُمَا عَوْنٌ؟ قَالَتَا: لا. فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ، فَقَالَ: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خير فقير} [القصص: 24] ، وَلَمْ يَسَلِ اللهَ أَجْرًا عَلَى دِينِهِ، فَلَمَّا أَعْجَلَ بِالْجَارِيَتَيْنِ الانْصِرَافُ؛ أَنْكَرَ ذَلِكَ أَبُوهُمَا، وَقَالَ: مَا أَعْجَلُكُمَا الْيَوْمَ؟ ! قَالَتَا: وَجَدْنَا رَجُلا صَالِحًا فَسَقَى لَنَا. فَقَالَ: فَمَا سَمِعْتُمَاهُ يَقُولُ؟ قَالَ: قَالَتَا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ من خير فقير} [القصص: 24] . قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا جَائِعًا، تَنْطَلِقُ إِلَيْهِ إِحْدَاكُمَا فَتَقُولُ لَهُ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا. فَأَتَتْهُ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ - قَالَ: عَلَى إِجْلالٍ -؛ قَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا. قَالَ: فَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكَانَ طَرِيدًا فِي فَيَافِي الصَّحْرَاءِ، فَأَقْبَلَ وَالْجَارِيَةُ أَمَامَهُ، فَهَبَّتِ الرِّيحُ، فوصفتها له، وكانت ذا خُلُقٍ، [فَقَالَ لَهَا: كُونِي خَلْفِي] ، وَأَرِينِي السَّمْتَ. فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ دَخَلَ، إِذَا طَعَامٌ مَوْضُوعٌ، فَقَالَ لَهُ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَصِبْ يَا فَتًى مِنْ هَذَا الطَّعَامِ. قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَعُوذُ بِاللهِ. قَالَ شُعَيْبٌ: وَلِمَ؟ قَالَ مُوسَى: لأَنَّا فِي [أَهْلِ] بَيْتٍ لا نَبِيعُ دِينَنَا بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبًا. قَالَ شُعَيْبٌ: لا وَاللهِ! وَلَكِنَّهَا عَادَتِي وَعَادَةُ آبَائِي، نُطْعِمُ الطَّعَامَ وَنُقْرِي الضَّيْفَ. فَجَلَسَ مُوسَى، فَأَكَلَ، فَإِنْ [ص: 154] كَانَتْ هَذِهِ الدَّنَانِيرُ عِوَضًا لِمَا سَمِعْتَ مِنْ كَلامِي، فَلأَنْ أَرَى أَكْلَ الْمَيْتَةِ وَالدَّمَ فِي حَالِ الضَّرُورَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آخُذَهَا. فَكَأَنَّ سُلَيْمَانَ أُعْجِبَ بِأَبِي حَازِمٍ. فَقَالَ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَيَسُرُّكَ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ مِثْلُهُ؟ قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّهُ لَجَارِي مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً، مَا كَلَّمْتُهُ بِكَلِمَةٍ قَطُّ. فَقَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ: صَدَقْتَ، إِنَّكَ نَسِيتَ اللهَ فَنَسِيتَنِي، وَلَوْ أَحْبَبْتَ اللهَ؛ لأَحْبَبْتَنِي. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَتَشْتِمُنِي؟ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: بَلْ أَنْتَ شَتَمْتَ نَفْسَكَ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلْجَارِ على جاره حَقًّا؟ فَقَالَ أبَوُ حَازِمٍ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا كَانُوا عَلَى الصَّوَابِ، وَكَانَتِ الأُمَرَاءُ تَحْتَاجُ إِلَى الْعُلَمَاءِ؛ فَكَانَتِ الْعُلَمَاءُ تَفِرُّ بِدِينِهَا مِنَ الأُمَرَاءِ، فَاسْتَغْنَتِ الأُمَرَاءُ عَنِ الْعُلَمَاءِ، وَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ؛ فَشُغِلُوا وَانْتَكَسُوا، وَلَوْ كَانَ عُلَمَاؤُنَا هَؤُلاءِ يَصُونُونَ عِلْمَهُمْ لَمْ تَزَلِ الأُمَرَاءُ تَهَابُهُمْ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: كَأَنَّكَ إِيَّايَ تُرِيدُ وَبِي تُعَرِّضُ؟ ! قَالَ: هُوَ مَا تَسْمَعُ. قَالَ: وَقَدِمَ هِشَامٌ المدينة مرة أخرة، فَأَرْسَلَ إلى أَبِي حَازِمٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: اتَّقِ اللهَ! وَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ حَلالَهَا حِسَابٌ، وَحَرَامَهَا عَذَابٌ. قَالَ: لَقَدْ أَوْجَزْتَ يَا أَبَا حَازِمٍ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! ارْفَعْ حَوَائِجَكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! قَدْ رَفَعْتُ حَوَائِجِي إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلِ الْحَوَائِجُ دُونَهُ؛ فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَنِعْتُ بِهِ، وَمَا مَنَعَنِي مِنْهَا رَضِيتُ، وَقَدْ نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ؛ فَإِذَا هُوَ نِصْفَانِ: أَحَدُهُمَا لِي، وَالآخَرُ لِغَيْرِي؛ فَأَمَّا مَا كَانَ لِي؛ فَلَوِ احْتَلْتُ فِيهِ بِكُلِّ حِيلَةٍ مَا وَصَلْتُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَوَانِهِ الَّذِي قُدِّرَ لِي [ص: 155] فِيهِ، وَأَمَّا الَّذِي لِغَيْرِي؛ فَذَلِكَ الَّذِي لا أُطْمِعُ نَفْسِي فِيمَا مَضَى، وَلَمْ أطعمها فِيمَا بقي، وَكَمَا مُنِعَ غَيْرِي رِزْقِي كَذَلِكَ مُنِعْتُ رِزْقَ غَيْرِي؛ فَعَلَى مَا أَقْتُلُ نَفْسِي؟ ! الحديث: 3456 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 149 3457 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 156] : «مَقَامُ الرَّجُلِ فِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ رَجُلٍ سِتِّينَ سَنَةً»   [إسناده ضعيف والحديث حسن] . الحديث: 3457 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 155 3458 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا بَكْرٌ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْحَوْشَبِيُّ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أسست السماوات السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ عَلَى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] »   [رفعه منكر بمرة] . الحديث: 3458 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 156 3459 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ؛ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ إِلا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ. قَالَ: وفيه أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف: 10] . الحديث: 3459 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 157 3460 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، نا عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصِّيصِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3460 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 158 3461 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص: 159] مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْجَعَ وَلا أَجْوَدَ وَلا أَوْضَأَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3461 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 158 3462 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا هِشَامٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ؛ قَالَ: [ص: 160] قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! رَأَيْتُكَ تَسْتَحِبُّ النِّعَالَ السبتية وتستحب هذا الْخَلُوقَ، وَلا تَسْتَلِمُ مِنَ الْبَيْتِ إِلا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ ! قَالَ: أَمَّا هَذِهِ النِّعَالُ السَّبْتِيَّةُ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، وَأَمَّا الْخَلُوقُ؛ فَكَانَ أَحَبَّ الطِّيبِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ إِلا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ   [إسناده حسن] . الحديث: 3462 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 159 3463 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْبِرْتِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 162] : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَخْلُقْ دَاءً إِلا خَلَقَ لَهُ شِفَاءٌ؛ إِلا السَّامَ، وَالسَّامُ الْمَوْتُ»   [إسناده ضعيف جداً والحديث صحيح] . الحديث: 3463 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 160 3464 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نا يُوسُفُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمَدِينِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثٌ فِي الْمُنَافِقِ: إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3464 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 162 3465 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 164] : «إِذَا رَأَيْتَ جَنَازَةً؛ فَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ» . قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3465 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 163 3466 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: الْمُزَاحُ يُذْهِبُ الْمُرُوءة. الحديث: 3466 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 3466 - / م - قَالَ: وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: (أَخُوكَ الَّذِي إِنْ سُؤْتَهُ قَالَ إِنَّنيِ ... أَسَأْتُ وَإِنْ عَاتَبْتَهُ لانَ جَانِبُهْ) (فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ) (إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 3467 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، نا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ تَخَابَثَتِ الأُمَمُ وَجِئْنَا بِالْحَجَّاجِ؛ لَغَلَبْنَاهُمْ، وَمَا كَانَ يَصْلُحُ [ص: 166] لِدُنْيَا وَلا لآخِرَةٍ، لَقَدْ وَلِيَ الْعِرَاقَ وَهِيَ أَوْفَرُ مَا تَكُونُ مِنَ الْعِمَارَةِ، فَأَخَسَّ بِهَا حَتَّى صَيَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَقَدْ أدي إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَإِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ رَجَوْتُ أَنْ يُؤَدُّوا إِلَيَّ مَا أُدِّيَ إِلَى عمر بن الخطاب؛ مئة أَلْفِ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفٍ. الحديث: 3467 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 3468 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نا عَمُّ أَبِي زُحَرَ بْنِ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مَنْهَبٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي خُزَيْمٌ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبِي أَوْسَ بْنَ حَارِثَةَ الْوَفَاةُ جَمَعَنَا، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! إِنِّي قُلْتُ أَبْيَاتًا فَاحْفَظُوهَا عَنِّي: (لَنَا خَيْرُ أَخْلاقٍ وَنَحْنُ أَعِزَّةٌ نَعِفُّ ... وَنَأْبَى أَنْ نُذَمَّ وَنُنْصَبَا) (نُجَاوِرُ أَكْفَانًا وَنَنْزِلُ بِالرُّبَى ... وَلا نَكُ عَنْ خَيْرِ الْمَشَاهِدِ غُيَّبَا) (وَنَجْتَنِبُ الآفَاتِ وَالإِثْمَ كُلَّهُ ... وَنَحْمِي حِمَانَا رَغْبَةً أَنْ تُؤَنِّبَا) (بِذَلِكَ أَوْصَانَا أَبُونَا وَجَدُّنَا ... وَتَحْرِمُنَا أَحْسَابُنَا أَنْ نُؤَنَّبَا) (فَنَحْنُ مَنَاجِيبٌ لأَكْرَمَ مُنْجِبٍ ... وَجَدُّ أَبِينَا كَانَ مِنْ قَبْلُ مُنْجِبَا) (وَمَا يَتَّقِي فِينَا الْمُجَاوِرُ خِيفَةً ... وَكِلا وَمَنْ زَارَ الصَّفَا وَالْمُحَصَّبَا) الحديث: 3468 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 166 3469 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ ابْنَ جَنَاحٍ السُّلَمِيَّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ مِرْدَاسَ بْنَ [أَبِي] عَامِرٍ الْوَفَاةُ؛ قَالَ لابْنِهِ عَبَّاسٍ: (أَعَبَّاسُ إِنَّ الْجَهْلَ مُزْرٍ بِأَهْلِهِ ... فَمَهْمَا اسْتَطَعْتَ الْحِلْمَ عبّاسُ فَاحْلَمِ) (وَلا يُهْلِكَنَّ الْمَالَ عِنْدَكَ ضَيْعَةٌ ... وَإِنْ كَانَ كاف ناصح فَتُكَرَّمِ) (وَإِنْ خُذِلَ الْمَوْلَى فَلا تَخْذُلَنَّهُ ... وَإِنْ كَانَ جَارُ الْبَيْتِ أعْدَمَ فَاغْرَمِ) (وَلا تَنْقِشَنَّ الدَّهْرَ شَوْكَةُ كُنْهٍ ... وَإِنْ وَقَعَتْ وَسَطَ الْهَشِيمِ الْمُحَطَّمِ) الحديث: 3469 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 167 3470 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ أَنْشَدَنِي شَيْخٌ مِنَ الأَزْدِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: (مَا ضَيَّعَ اللهُ مَا جَمَّعْتُ مِنْ أدَبٍ ... بَيْنَ الْحَمِيرِ وَبَيْنَ الشَّاءِ وَالْبَقَرِ) (أَقُولُ إِنْ سَكَتُوا إِنْسٌ وَإِنْ نَطَقُوا ... قُلْتُ الضَّفادِعُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ) (لا يَسْمَعُونَ إِلَى شَيْءٍ أَجَبْتُ بِهِ ... وَكَيْفَ تَسْتَمِعُ الأَنْعَامُ لِلْبَشَرِ) الحديث: 3470 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 167 3471 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ: (أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرًا) (سَلِيمُ دَوَاعِيَ الصَّدْرِ لا بَاسِطًا يَدًا ... وَلا مَانِعًا خَيْرًا وَلا قَائِلا هُجْرًا) (إِذَا مَا أَتَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالا لِزَلَّتِهِ عُذْرًا) (غِنَى النَّفْسِ مَا يَكْفِيكَ مِنْ سَدِّ فَاقَةٍ ... فَإِنْ زَادَ شَيْئًا عَادَ ذَاكَ الْغِنَى فَقْرًا) الحديث: 3471 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 168 3472 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِعَنْتَرَةَ [ص: 169] : (بَكَرَتْ تُخَوِّفُنِي الْحُتُوفَ كَأَنَّنِي ... أَصْبَحْتُ عَنْ غَرَضِ الْحُتُوفِ بِمَعْزِلِ) (فَأَجَبْتُهَا إِنَّ الْمَنِيَّةَ مَنْهَلٌ ... لا بُدّ أَنْ أُسْقَى بِكَأَسِ الْمَنْهَلِ) (فَاقْنِي حَيَاءَكِ لا أَبَا لَكِ وَاعْلَمِي ... أَنِّي امْرُؤٌ سَأَمُوتُ إنْ لَمْ أُقْتَلِ) (إِنَّ الْمَنِيَّةَ لَوْ تُمَثَّلُ مُثِّلَتْ ... مِثْلِي إِذَا نَزَلُوا بِضَنْكِ الْمَنْزِلِ) وَأَفْرَطَ فِي قَوْلِهِ: (وَأَنَا الْمَنِيَّةُ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا ... وَالطَّعْنُ مِنِّي سَابِقُ الأَجَلِ) الحديث: 3472 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 168 3473 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ: (إِذَا اعْتَذَرَ الصَّدِيقُ إِلَيْكَ يَوْمًا ... مِنَ التَّقْصِيرِ عُذْرَ أَخٍ مُقِرِّ [ص: 170] ) (فَصُنْهُ عَنْ عِتَابِكَ وَاعْفُ عَنْهُ ... فَإِنَّ الصَّفْحَ شِيمَةُ كُلِّ حُرٍّ) الحديث: 3473 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 169 3474 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِلنَّابِغَةِ: (حَسْبُ الْخَلِيلَيْنِ أَنَّ الأَرْضَ بَيْنَهُمَا ... هَذَا عَلَيْهَا وَهَذَا تَحْتَهَا بَالِي) الحديث: 3474 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 170 3475 - حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ، نا الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيَّةٍ مَاتَ ابْنُهَا: مَا أَحْسَنُ عَزَاءَكِ عَلَى ابْنِكِ؟ فَقالَتْ: إِنَّ فَقْدِي إِيَّاهُ أَمَّنَنِي مِنَ الْمُصِيبَةِ بَعْدَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَنَا فِي نَحْوِهِ: (فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ الْمَوْتَ وَحْدَهُ ... فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ) الحديث: 3475 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 170 3476 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْمُبَرِّدُ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّوْزِيُّ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 171] لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا رَبِّ! إِنْ كُنْتُ عَصَيْتُكَ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ؛ فَقَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الأَشْيَاءِ إِلَيْكَ، شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُخْلِصًا. وَمَاتَ مَكَانَهُ. الحديث: 3476 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 170 3477 - حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: وَقَفَ الْكُمَيْتُ عَلَى الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ صَبِيٌّ، وَالْفَرَزْدَقُ يُنْشِدُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ: يَا غُلامُ! أَيَسُرُّكَ أَنِّي أَبُوكَ؟ فَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَمَّا أَبِي؛ فَلا أُرِيدُ بِهِ بَدَلا، وَلَكِنْ يَسُرُّنِي أَنْ تَكُونَ أُمِّي. فَحَصِرَ الْفَرَزْدَقُ وَقَالَ: مَا مَرَّ بِي مِثْلُهَا. الحديث: 3477 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 171 3478 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، نا الْمُقْرِئُ نا أَبُو حَنِيفَةَ مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ صَوْتًا عَالِيًا، فَقَالُوا لَهُ: حَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِ أَبِي حَنِيفَةَ؛ فَقَالَ: [ص: 172] أَبِيعُ اللَّحْمَ مَعَ الْعَظْمِ. الحديث: 3478 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 171 3479 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْحَاقُ الْحَرْبِيُّ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: الأفراط فِي الأُنْسِ يُكْسِبُ قُرَنَاءَ السُّوءِ. الحديث: 3479 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 3480 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ، وَصَوْلَةَ اللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ. الحديث: 3480 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 3480 - / م - قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرجُمْهر: [ص: 173] ارْهَبْ تُحْذَرْ، وَأنْعِمْ تُشْكَرْ، وَلا تُمَازِحْ فَتُحْقَرْ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 3481 - قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: أَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَجَلَسْنَا، فَأَخْرَجْنَا إِلَيْهِ كِتَابًا، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا. فَجَعَلَ يَعْتِلُ عَلَيْنَا وَيُدَافِعُنَا، فَلَمَّا أَنْ أَكْثَرْنَا عَلَيْهِ حَدَّثَنَا حَدِيثَيْنِ. ثُمَّ قَالَ لَنَا: مَثَلُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَثَلُ الصَّيَّادِ الْحَرِيصِ الَّذِي يُلْقِي شَبَكَتَهُ فِي الْمَاءِ، فَيَجْتَهِدُ؛ فَإِنْ أَخْرَجَ سَمَكَةً، وَإِلا أَخْرَجَ صَخْرَةً. [ص: 174] آخِرُ الْجُزْءِ السَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ وَأَوَّلُ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ حدثنا أحمد بن مروان في الجامع سنة اثنين وثلاثين وثلاث مئة: الحديث: 3481 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 173 3482 - نا ابْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَعْيَنَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 175] : «إِنَّ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ خَلْقًا لِحَوَائِجِ النَّاسِ، يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»   [إسناده واه جداً] . الحديث: 3482 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 174 3483 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أبان المصري، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص: 176] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ   [إسناده واه جداً والحديث صحيح] . الحديث: 3483 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 3484 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص: 178] كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَوْرٍ مِنْ شَبَةٍ، فَيُبَادِرُنِي مُبَادَرَةً   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3484 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 176 3485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ فِي الْجَامِعِ بَعْدَ صَلاةِ الظُّهْرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ فِي شَوَّالٍ، نا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 179] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3485 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 178 3486 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، نا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 182] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَتَرَاءَوْنَ مَنْ أَسْفَلُ مِنْهُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الطَّالِعَ فِي الأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3486 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 179 3487 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ، نا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 183] : «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ! غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمُرَّ»   [إسناده واه جدا بل موضوع] . الحديث: 3487 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 182 3488 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 184] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3488 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 183 3489 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، نا سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَتَقَلًّبَكَ فِي السَاجدينَ (219)) [الشعراء: 219] ؛ قَالَ: [ص: 185] مَا زَالَ يَتَقَلَّبُ فِي أَصْلابِ الأَنْبِيَاءِ حَتَّى وَلَدَتْهُ أُمُّهُ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 3489 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 184 3490 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمُنَادِي، نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3490 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 185 3491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمُنَادِي، نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 186] خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ؛ فَمَا أَعْلَمُهُ قَالَ لِي قَطُّ: أَلا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلا عَابَ عَلَيَّ شَيْئًا قَطُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3491 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 185 3492 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 187] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ؛ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ؛ فَلَهُ أَجْرٌ» قَالَ صَالِحٌ: قَالَ أَبِي: مَا حَدَّثْتُ بِهِ غَيْرَ مَعْمَرٍ   [إسناده صحيح] . قال صالح: قال أبي: ما حدث به غير معمر. الحديث: 3492 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 186 3493 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيِّ، نا عِمْرَانُ الْقَطَّانِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 188] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُ مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَجُرْ، فَإِذَا جَارَ بَرِئَ اللهُ مِنْهُ وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3493 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 187 3494 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ الْكِلابِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ يُذِلُّهَا؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يُطِيقُ» . قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَنْ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3494 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 188 3495 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَصْرِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص: 190] سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ   [إسناده حسن] . الحديث: 3495 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 3496 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، نا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 192] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3496 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 190 3497 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ [الْبَغْدَادِيُّ] الْمَعْرُوفُ بِابْنِ دَازِيلَ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 200] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3497 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 192 3498 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 205] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا مَا نَبَذَ الْبَحْرُ وَمَا دُسِرَ عَنْهُ، وَدَعُوا مَا طَفَى»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3498 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 201 3499 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، نا أَبُو الْجَوَّابِ الأَحْوَصُ بْنُ الْجَوَّابِ، نا عمار بن زريق، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 207] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةُ نَفَرٍ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمَنَّانُ الَّذِي لا يُعْطِي شَيْئًا إِلا مَنَّهُ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3499 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 205 3500 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الفرعاني الْمَعْرُوفُ بِعَثْكَلٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه؛ قَالَ: رَسُولُ اللهِ [ص: 211] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ مَا يَخْلُفُ الرَّجُلَ مِنْ بَعْدِهِ ثَلاثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يدعو له، وصدقة تجري يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3500 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 207 3501 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسُ، نا خَازِمُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو إِسْحَاقَ الْخُمَيْسِيُّ، حدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 213] صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،، وَيَقْرَءُونَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3501 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 211 3502 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ وَأَنَا سَأَلْتُهُ عَنْهُ لأَنَّهُ أَفَادَنِي عُبَيْدُ الْعِجْلُ، نا أَبُو الأَشْعَثِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 214] : «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا إِلَى مَيْسَرَةٍ أَنْظَرَهُ اللهِ مِنْ ذَنْبِهِ إِلَى تَوْبَتِهِ»   [إسناده ضعيف وهو منكر] . الحديث: 3502 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 213 3503 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَاضِي، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ ابْنَةِ الصِّدِّيقِ حَبِيبَةِ حَبِيبِ اللهِ؛ قَالَتْ: [ص: 230] قُلْتُ لأَبِي: إِنِّي أَرَاكَ تُطِيلُ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّةُ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّظَرُ فِي وَجْهِهِ عِبَادَةٌ»   [إسناده ضعيف والحديث منكر] . الحديث: 3503 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 214 3504 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ فِي مَجْلِسِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يحيى الْقَطَّانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْفَجْرَ لَيَطْلُعُ لَيْلا؛ إِلا أَنَّ أَشْجَارَ جَنَّاتِ عَدْنٍ تُغَطِّيهِ»   [إسناده ضعيف والحديث منكر] . الحديث: 3504 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 230 3505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ الْقَاضِي، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ [ص: 231] قَالَ: كَانَ دَاوُدُ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: طُوبَى لِمَنْ أَرْضَاكَ فِي دَارِ الْفَنَاءِ لِتُرْضِيَهُ فِي دَارِ الْبَقَاءِ، طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ سَاعَةَ مَوْتِهِ فَعَمِلَ فِي سَاعَةِ حَيَاتِهِ   [إسناده واه جداً] . الحديث: 3505 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 230 3506 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: مَا أَحْسَنَ حَالَ مَنِ انْقَطَعَ إِلَى رَبِّهِ. الحديث: 3506 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 231 3507 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ: أن أَعْرَابِيًّا رَأَى أَخًا لَهُ فِي أَمْرٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا فُلانُ! أَتُحِبُّ اللهَ؟ قَالَ: أي وَاللهِ. فَقَالَ لَهُ: فَهَلْ رَأَيْتَ مُحِبًّا إِلا وَهُوَ يَتَوَخَّى مَسَرَّةَ مَنْ أَحَبَّهُ؟ قَالَ: ثُمَّ شَهَقَ فَمَاتَ. الحديث: 3507 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 231 3508 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي، فَأَخَذَنِي [ص: 232] الْبَرْدُ لِمَا أَنَا فِيهِ مِنَ العُرْيِ، فَأَخَذَنِي النَّوْمُ؛ فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ؛ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي: يَا دَاوُدُ! أنَمْنَاهُمْ وَأَقَمْنَاكَ؛ فَتَبْكِيَ علَيَنْا؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَأَرَى دَاوُدَ مَا نَامَ بَعْدَهَا. الحديث: 3508 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 231 3509 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً؛ فَوَاللهِ مَا أَكَلَ وَلا شَرِبَ وَلا نَامَ. الحديث: 3509 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 232 3510 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلُ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ؛ أَنَّ أَبَا رِشْدِينَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي يُوسُفَ وَكَانَ نَظِيرًا لِمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ؛ قَالَ: [ص: 233] مَا أَنْكَرْتَ مِنَ زَمَانِكَ؛ فَإِنَّمَا أَفْسَدَهُ عَلَيْكَ عَمَلُكَ. الحديث: 3510 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 232 3511 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنْ عَصَى اللهَ؛ فَقَدِ انْتُقِمَ مِنْهُ. الحديث: 3511 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 233 3512 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: [ص: 237] إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ مِنْ أُمَّتِهِ، وإن لنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عَشَرَ نَجِيبًا؛ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3512 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 233 3513 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَاءِ، عَنْ زَكَرِيَّا مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ؛ قَالَ: قال أَبُو الْمُعْتَمِرِ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَفِي الْوَفْدِ السَّبْعِينَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ سَأَلَ مُوسَى فَأَعْطَاهُمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3513 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 238 3514 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 239] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَلَهُ سَبْعَةُ نُجَبَاءَ، وَأُعْطِيتُ أَنَا اثنا عَشَرَ نَجِيبًا» . فَقِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَحْمَزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَبِلالٌ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَالْمِقْدَادُ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَشَكَّ سُفْيَانُ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3514 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 238 3515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص: 240] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جَابِرُ! أَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَجْلَسَ أَبَاكَ، فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ له: يا عبد الله! تَمَنَّ عَلَيَّ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَرُدَّنِي [ص: 241] إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى أُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى. قَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ: وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَحَدُ النُّقَبَاءِ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ. الحديث: 3515 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 239 3515 - / م - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ: تَسْمِيَةُ النقباء وهم اثْنَا عَشَرَ رَجُلا كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ، وَسَمَّاهُمْ كُلُّهُمْ لِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ؛ قَالَ: النُّقَبَاءُ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ، وَالْحَوَارِيُّونَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعُثْمَانُ بْنُ مظعون؛ فهولاء اثْنَا عَشَرَ. تَسْمِيَةُ النُّقَبَاءِ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 241 3516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ؛ قَالَ: [ص: 242] النُّقَبَاءُ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَهُوَ أَبُو جَابِرٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ. الحديث: 3516 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 241 3517 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: قَالَ مَعْمَرٌ: سَمَّاهُمْ لِي رَجُلٌ عَالِمٌ بِأَمْرِهِمْ لا أُبَالِي أَنْ لا أَسْأَلَ أَحَدًا بَعْدَهُ غَيْرَهُ. الحديث: 3517 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 242 3518 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو النَّضْرِ، نا إبراهيم (يعني ابن سعد) ، نا أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 243] : «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مثل أفئدة الطير» [رجاله ثقات] . الحديث: 3518 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 242 3519 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السِّيرَوَانِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ؛ فَلْيَغْتَسِلْ»   [حديث صحيح] . الحديث: 3519 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 3520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْظُورِ بْنِ مُنْقِذٍ الأَسَدِيُّ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، نا جَابِرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 245] نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ، وَأَنْ تُبَاعَ النَّخْلُ سِنِينًا   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3520 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 3521 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بكير، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ شَارِبَهُ، وَكَانَ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقُصُّ شَارِبَهُ مِنْ قَبْلِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3521 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 245 3522 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّلْحِيُّ بِالْكُوفَةِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبراهيم بن عَلْقَمَةَ؛ قَالَ: إِذَا حَلَقَ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلا النِّسَاءَ   [إسناده حسن] . الحديث: 3522 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 246 3523 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ [بْنُ مُحَمَّدٍ] الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ جَمِيعًا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثٍ وَجَابِرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 251] : «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ؛ فَقِرَاءَتُهُ لَهُ قِرَاءَةٌ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3523 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 246 3524 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 252] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعِتُهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3524 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 251 3525 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 255] : «عُمْرَةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَعْدِلُ حِجَّةً»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3525 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 3526 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أبو أسامة، نا أَبُو غَسَّانَ، نا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنِ الْجَنَابَةِ؛ فَقَالَ: [ص: 256] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثَ حِفَنٍ فتجمع بدنه. الحديث: 3526 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 255 3527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، نا أَبُو سُلَيْمَانَ الْجَوْزَجَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 258] تَذَاكَرْنَا لَحْمَ الصَّيْدِ يَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نائم، وارتفعت أصواتنا، فاستيقظ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «فِيمَ تَتَنَازَعُونَ؟» قُلْنَا: فِي لَحْمِ صَيْدٍ يَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ. فَأَمَرَنَا بِأَكْلِهِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3527 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 256 3528 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّغْرِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ خِدَاشٍ الشَّامِيُّ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 263] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا   [إسناده ضعيف جداً والحديث صحيح] . الحديث: 3528 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 258 3529 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَفَادَنَا علان منعما، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَى سَائِلٌ امْرَأَةً وَفِي فَمِهَا لُقْمَةٌ، فَأَخْرَجَتِ اللُّقْمَةَ فَلَفَظَتْهَا، ثُمَّ [ص: 264] نَاوَلَتْهَا السَّائِلَ! فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ رُزِقَتْ غُلامًا، فَلَمَّا تَرَعْرَعَ جَاءَ ذِئْبٌ فَاحْتَمَلَهُ، فَخَرَجَتْ تَعْدُو فِي أَثَرِ الذِّئْبِ، وَهِيَ تَقُولُ: ابْنِي! ابْنِي! فَأَمَرَ اللهُ مَلَكًا: الْحَقِ الذِّئْبَ، فَخُذِ الصَّبِيَّ مِنْ فِيهِ، وَقُلْ لأُمِّهِ: إِنَّ اللهَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، وَقُلْ: هَذِهِ لُقْمَةٌ بِلُقْمَةٍ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3529 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 263 3530 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الرَّاهِبِ - وَكَانَ وَاللهِ مِنَ العالمين لِلَّهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا -؛ قَالَ: [ص: 265] رَأَيْتُ مِسْكِينَةَ الطُّفَاوِيَّةَ فِي مَنَامِي، وَكَانَتْ مِنَ الْمُوَاظِبَاتِ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ، فقلت: مرحبا يا مسكينة مَرْحَبًا. فَقالَتْ: هَيْهَاتَ يَا عمار، هيهات، ذهبت المسكينة وَجَاءَ الْغِنَى الأَكْبَرُ. قُلْتُ: هِيهِ. قَالَتْ: مَا تَسَلُ عَمَّنْ أُبِيحَ لَهَا الْجَنَّةُ بِحَذَافِيرِهَا تُطِلُّ مِنْهَا حَيْثُ تَشَاءُ؟ ! قَالَ: قُلْتُ: وَبِمَ ذَاكَ يَرْحَمُكِ اللهُ؟ قَالَتْ: بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ، وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَقِّ. قَالَ عَمَّارٌ: وَكَانَتْ تَحْضُرُ مَعَنَا مَجْلِسَ عِيسَى بْنِ زَاذَانَ بِالأُبُلَّةِ، تَنْحَدِرُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى تَأْتِيَهُ قَاصِدَةً. قَالَ عَمَّارٌ: قُلْتُ: يَا مِسْكِينَةُ! فَمَا فَعَلَ عِيسَى بْنُ زَاذَانَ؟ قَالَ: فَضَحِكَتْ وَقَالَتْ: (قَدْ كُسِيَ حُلَّةَ الْبَهَاءِ وَطَافَتْ ... بِأَبَارِيقَ حَوْلَهُ الْخُدَّامُ) (ثُمَّ حُلِّيَ وَقِيلَ يَا قَارِئُ ارْقَ ... فَلَعَمْرِي لَقَدْ بَرَاكَ الصِّيَامُ) [وكان عِيسَى قَدْ صَامَ حَتَّى انْحَنَى، وَانْقَطَعَ صَوْتُهُ] . الحديث: 3530 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 264 3531 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِرَاهِبٍ: يَا رَاهِبُ! أَيُّ يَوْمٍ أَسَرُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: يَوْمُ لا أَعْصِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ. الحديث: 3531 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 265 3532 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا أَبُو بَكْرٍ، نا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ: أَلا تَشْهَدُ الْجِنَازَةَ؟ قَالَ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَنْوِيَ. فَفَكَّرَ هُنَيْهَةً، ثُمَّ قَالَ: امْضِ. الحديث: 3532 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 266 3533 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: يَا بُنَيَّ! انْوِ فِي كُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُهُ الْخَيْرَ؛ حَتَّى خُرُوجِكَ إِلَى الْكُنَاسَةِ فِي حَاجَةٍ. الحديث: 3533 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 266 3534 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص: 268] مَنْ خَلُصَتْ نِيَّتُهُ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ؛ كَفَاهُ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ   [إسناده حسن] . الحديث: 3534 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 267 3535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا هَارُونُ، نا سَيَّارٌ، نا جَعْفَرٌ، نا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ؛ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ الْمَلائِكَةَ تَصُفُّ بكتبها فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ عَشِيَّةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَيُنَادِي الْمَلَكَ: أَلْقِ تِلْكَ الصَّحِيفَةَ، وَيُنَادِي الْمَلَكَ: أَلْقِ تِلْكَ الصَّحِيفَةَ. فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا! قَالُوا خَيْرًا، وَحَفِظْنَا عَلَيْهِمْ. فَيَقُولُ: إِنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا بِهِ وَجْهِي، وَإِنِّي لا أَقْبَلُ إِلا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهِي. وَيُنَادِي الْمَلَكَ الآخَرَ: اكْتُبْ لِفُلانٍ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْهُ، يَا رَبِّ! إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْهُ. قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّهُ نَوَاهُ، إِنَّهُ نَوَاهُ. الحديث: 3535 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 3536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، نا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 271] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَطَمَ وَجْهَ عَبْدِهِ؛ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ عِتْقُهُ، وَمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ؛ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، وَقَاهُ اللهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لا أَدْرِي مَنْ هِشَامٌ هَذَا   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3536 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 3537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: سَأَلْتُ الْفَزَارِيَّ عَنْ رَجُلٍ اغتبته ثُمَّ نَدِمْتُ، أَقُولُ لَهُ: يَجْعَلِنُي فِي حِلٍّ؟ قَالَ: وَذَاكَ إِلَيْهِ؟ ! أَنْتَ عَصَيْتَ رَبَّكَ. الحديث: 3537 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 271 3538 - وَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ عَنْ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: [ص: 272] لا تُخْبِرْهُ فَتُغْرِيَ قَلْبَهُ، وَلَكِنِ ادْعُ لَهُ وَأَثْنِ عليه حتى تمحوا السَّيِّئَةَ بِالْحَسَنَةِ. الحديث: 3538 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 271 3539 - قَالَ: وَسَأَلْتُ مَخْلَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ عَنْ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ مِنْ أَحْسَنَ مَا تَعْمَلُ أَنْ تُحَلِّلَهُ. الحديث: 3539 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 3540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، عَنْ خَالِدِ، عَنَ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ؛ قَالَ: قِيلَ: مَنْ أَظْلَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ ظَلَمَ لِغَيْرِهِ. الحديث: 3540 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 3541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ: نا أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 273] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْغَيْبَةَ؛ فَإِنَّ الْغَيْبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا» . قِيلَ: يا رسول الله! وكيف الْغَيْبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا؟ قَالَ: «الرَّجُلُ يَزْنِي فَيَتُوبُ، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغَيْبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3541 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 3542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ، نا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص: 276] : «كَفَّارَةُ الاغْتِيَابِ أَنْ تستغفر لمن اغتبته»   [إسناده موضوع] . [ص: 277] مجلس آخر لأحمد بن مروان المالكي إملاءً الحديث: 3542 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 273 مَجْلِسٌ آخَرُ لأَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْمَالِكِيِّ إِمْلاءً 3543 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ، نا إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَزْرَقُ، عَنْ سُكَيْنِ بْنِ أَبِي سِرَاجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [ص: 278] أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أَيُّ الْعُبَّادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «أَنْصَفُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ مِنْ أَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سُرُورًا تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا أَوْ تَسُدُّ عَنْهُ جَوْعَةً، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ اعْتِكَافِ شَهْرَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ لأَمْضَاهُ؛ مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخٍ لَهُ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثَبِّتَهَا؛ ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ»   [إسناده واه جدا] . الحديث: 3543 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 277 3544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أبو بكر جُنَيْدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ الْجُنَيْدِ، نا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، نا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَبِيدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «فَضْلُ صَلاةِ اللَّيْلِ عَلَى صَلاةِ النَّهَارِ كَفَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ عَلَى صَدَقَةِ الْعَلانِيَةِ»   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3544 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 278 3545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جُنَيْدٌ، نا أَبُو أُمَيَّةَ أَيُّوبُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مئة عَامٍ لا يَقْطَعُهَا» . قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَحدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ؛ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: «الْجَوَادُ السَّرِيعُ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3545 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 279 3546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَأَةَ الْبُسْرِيُّ الْقُرَشِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص: 280] بَعَثَ عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ النَّهْشَلِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَرَسٍ، فَقَالَ: «إِنِّي أَكْرَهُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3546 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 279 3547 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَارِثِ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ أَوْ حَلْقَةِ الذَّهَبِ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3547 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 281 3548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إبراهيم بن الحسن، نا ابْنُ عَائِشَةَ، نا حَمَّادٌ، نا قَتَادَةُ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مَيَاثِرِ الأُرْجُوَانِ، وَعَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3548 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 3549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا أَبُو أُسَامَةَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى؛ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: يُقْتَلُ. قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ سَبَّ عُمَرَ؟ قَالَ: يُقْتَلُ. الحديث: 3549 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 3550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ الْقَصَّارُ، نا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 283] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3550 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 3551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)) [الماعون: 7] ؛ قَالَ: الْمَتَاعُ   [إسناده حسن] . الحديث: 3551 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 283 3552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدِ؛ قَالَ: يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَصْوَاتَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللهْوِ، وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ قَالَ: فَيُحِلُّهُمُ الله عز وجل [ص: 285] رِيَاضِ الْجَنَّةِ مِنْ مِسْكٍ، فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ: أَسْمِعُوا عِبَادِي تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنْ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الحديث: 3552 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 284 3553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص: 286] لَمَّا نَزَلَتْ: {لَمْ يَكُنِ الذين كفروا} [البينة: 1] ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» . قَالَ: وَذُكِرْتُ هُنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ وَجَعَلَ يَبْكِي؛ يَعْنِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ   [إسناده حسن] . الحديث: 3553 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 285 3554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو يُوسُفَ الْقُلُوسِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: [ص: 287] نَزَلَتْ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرجس أهل البيت} [الأحزاب: 33] فِي خَمْسَةٍ: فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ   [إسناده لين والحديث صحيح] . الحديث: 3554 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 286 3555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو يُوسُفَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو عُثْمَانَ النَّاجِيُّ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 288] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» . الحديث: 3555 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 287 3556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَبُو حَنِيفَةَ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ: وُلِدَ سُنَّةٌ وَمَاتَ بِدْعَةٌ الحديث: 3556 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 288 3557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْغُسْلِ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ مِنْبَرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ؛ فَلْيَغْتَسِلْ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3557 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 289 3558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْعُطَارِدِيُّ، نا ابن الفضل، نا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، نا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص: 291] : «مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ؛ فَلْيَغْتَسِلْ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3558 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 289 3559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: [ص: 292] مِنَ السُّنَّةِ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ [رجاله ثقات] . الحديث: 3559 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 291 3560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ؛ قَالَ: [ص: 293] سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الاغْتِسَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَغْتَسِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ   [إسناده حسن] . الحديث: 3560 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 292 3561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، نا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «مُرِي أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» . فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسْيَفُ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ رَقَّ. قَالَ: «مُرِي أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» . فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسْيَفُ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ رَقَّ قَالَ لَهَا مِرَارًا - قَالَ شُعْبَةُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ -: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرِي أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ»   [إسناده حسن] . الحديث: 3561 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 293 3562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا قَبِيصَةُ، نا عَبَّادُ السَّمَّاكُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاء خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ. الحديث: 3562 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 294 3563 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُعَيْمٍ، نا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو، نا وَضَّاحُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ [ص: 295] : «إِنَّ اللهَ أَعْطَانِي ثَوَابَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْطَاكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَوَابَ مَنْ آمَنَ بِي»   [إسناده ضعيف جداً] . الحديث: 3563 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 294 3564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو عُمَرَ الْعُطَارِدِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص: 297] : «مَنْ قَالَ: أَسْتَجِيرُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ؛ أُجِيرَ مِنْهَا، وَمَنْ قَالَ: أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ؛ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ! أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ»   [إسناده ضعيف والحديث صحيح] . الحديث: 3564 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 296 3565 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص: 298] كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ   [إسناده صحيح] . الحديث: 3565 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 297 3565 - / م - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ؛ قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص: 299] تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ   [إسناده ضعيف جداً والأثر صحيح] . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 298 3566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 301] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3566 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 299 3567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسٌ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»   [إسناده صحيح] . الحديث: 3567 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 301 3568 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسٌ، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ   [إسناده حسن] . الحديث: 3568 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 301 3569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسٌ، نا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: [ص: 304] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لا يجهرون ببسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ   [إسناده حسن] . الحديث: 3569 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 301 3570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ. بِعْ لِي هَذِهِ الشَّاةَ، وَاشْتَرَطَ فِي بَيْعِهَا قَلْعَ الْوَتَدِ، وَتَبْدِيدَ الْعَلَفِ. قَالَ: قُلْتُ: إِذًا لا تُشْتَرَى. فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! إِنَّمَا هِيَ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ. الحديث: 3570 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 304 3571 - حَدَّثَنَا أحمد، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: [ص: 305] رَأَيْتُ بِشْرًا الْحَافِي فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا نَصْرٍ! مَا فَعَلَ الله بك؟ فقال: غَفَرَ اللهُ لِي، وَغَفَرَ لِمَنْ تَبِعَ جَنَازَتِي. قَالَ: قُلْتُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: فَأَخْرَجَ كَسْرَةً وَقَالَ: انْظُرْ فِي هَذِهِ الْكَسْرَةِ. الحديث: 3571 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 304 3572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: كَانَ بِشْرُ لا يَنَامُ اللَّيْلَ، تَرَاهُ بِالنَّهَارِ كَأَنَّهُ مَهْوُسٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَنِي أَمْرُ اللهِ وَأَنَا نَائِمٌ. الحديث: 3572 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 305 3573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا الْحَافِيَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: [ص: 306] احْذَرْ أَنْ تَمُرَّ فِي حَاجَتِكَ، فَيَأْخُذَكَ وَأَنْتَ لا تَدْرِي. الحديث: 3573 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 305 3574 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَا ظَنُّكُمْ بِقَوْمٍ وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ، لَمْ يَأْكُلُوا وَلَمْ يَشْرَبُوا حَتَّى مَحَلَتْ أَجْوَافُهُمْ مِنَ الْجُوعِ، وَتَقَطَّعَتْ أَكْبَادُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، وَانْدَقَّتْ أَعْنَاقُهُمْ مِنَ التَّطَاوُلِ، وَرَجَوُا الْفَرَجَ؛ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ؟ ! الحديث: 3574 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 306 3575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ الْحَافِيَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا نَصْرٍ؟ فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ لَيْلا وَهُوَ يَبْكِي بِمَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ! أَعْرَيْتَنِي وَأَعْرَيْتَ عِيَالِي، يَا رَبِّ! أَجَعْتَنِي وَأَجَعْتَ عِيَالِي؛ فَبِأَيِّ يَدٍ لِي عِنْدَكَ حتى فَعَلْتَ بِي هَذَا؟ ثُمَّ بَكَى حَتَّى رَحِمْتَهُ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا نَصْرٍ! بَلَغَنِي أَنَّ الصِّرَاطَ مَسِيرَةُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ، خَمْسَةُ آلافٍ صُعُودٌ، وَخَمْسَةُ [ص: 307] آلافٍ نزول، وخمسة آلاف مستوى، أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ، عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ، لا يَجُوزُهَا إِلا كُلُّ ضَامِرٍ مَهْزُولٍ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَبَلَغَنِي فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ؛ ذَكَرُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى الصِّرَاطِ بَعْدَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ عَامٍ؟ فَيُقَالُ: بَقِيَ رَجُلٌ يَحْبُو. فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؛ فَأَنَا يَا أَبَا نَصْرٍ لا أَهْدَأُ مِنَ الْبُكَاءِ أَبَدًا. الحديث: 3575 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 306 3576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ؛ قَالَ: أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : اغْسِلْ قَلْبَكَ. قَالَ: يَا رَبِّ! بِأَيِّ شَيْءٍ أَغْسِلُهُ؟ قَالَ: اغْسِلْهُ بِالْهَمِّ وَالْحَزَنِ   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3576 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 307 3577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، نا شُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ؛ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَلَسْتَ فِي زُمْرَةِ الْمَوْتَى؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ [بَعْدَ الْمَوْتِ] ؟ قَالَ: صِرْتُ وَاللهِ إِلَى خَيْرٍ كَثِيرٍ، وَرَبٍّ غَفُورٍ شَكُورٍ. [قَالَ] : قُلْتُ: أَمَا وَاللهِ [لَقَدْ] كُنْتَ طَوِيلَ الْحُزْنِ فِي دَارِ الدُّنْيَا. قال: فتبسم وقال: أما وَاللهِ يَا أَبَا بِشْرٍ لَقَدْ أَعْقَبَنِي ذَلِكَ الْخَوْفُ رَاحَةً طَوِيلَةً وَفَرَحًا دَائِمًا. قُلْتُ: فَفِي أَيِّ الدَّرَجَاتِ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] . قُلْتُ: أَوْصِنِي. قَالَ: اتَّقِ اللهَ، وَانْظُرْ لا يَذْهَبُ عُمُرُكَ بَاطِلا. الحديث: 3577 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 308 3578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو جَعْفَرٍ الأَدَمِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ مَذْعُورٍ: رَأَيْتُ الأَوْزَاعِيَّ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو! دُلَّنِي عَلَى شَيْءٍ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ هُنَاكَ دَرَجَةً أَرْفَعَ مِنْ دَرَجَةِ الْعُلَمَاءِ، وَمِنْ بَعْدِهَا دَرَجَةُ الْمَحْزُونِينَ. الحديث: 3578 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 309 3579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ (60)) [الرحمن: 60] ؛ قَالَ: [ص: 310] هَلْ جَزَاءُ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ؛ إِلا الْجَنَّةُ؟ !   [إسناده ضعيف] . الحديث: 3579 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 309 3580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السَّمُرِيُّ، نا الْفَرَّاءُ؛ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عطاء حسابا} [النبأ: 36] ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يُحَاسِبُ أَحَدًا عَلَى الْعَطَاءِ، وَلَكِنَّ مَعْنَى هَذَا أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُعْطِي عَبْدَهُ فِي الْجَنَّةِ أَبَدًا حَتَّى يَقُولَ: حَسْبِي، وَهَذَا لا يَكُونُ إِلا فِي الْجَنَّةِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (وَنُقْفِي وَلِيدَ الْحَيِّ إِنْ كَانَ جَائِعًا ... وَنُحْسِبُهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ) [ص: 311] قَالَ: يُعْطِيهِ أَبَدًا حَتَّى يَقُولَ: حَسْبِي. قَالَ: وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)) [محمد: 6] ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: طَيَّبَهَا لَهُمْ، تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذَا طَعَامٌ مُعَرَّفٌ؛ إِذَا كَانَ طَيِّبًا. الحديث: 3580 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 310 3581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَرَّاءَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ الله} [آل عمران: 54] : مَعْنَى هَذِهِ الآيَةِ أَنَّ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] غَابَ عَنْ خَالَتِهِ زَمَانًا، فَأَتَاهَا، فَقَامَ رَأْسُ الْجَالُوتِ الْيَهُودِيُّ، فَضَرَبَ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى اجْتَمَعُوا عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَكَسَرُوا الْبَابَ وَدَخَلَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لِيَأْخُذَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَطَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَيْنَيْهِ عَنْ عِيسَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: لَمْ أَرَهُ، وَمَعَهُ سَيْفٌ مَسْلُولٌ. فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ عِيسَى. فَأَلْقَى اللهُ شَبَهَ عِيسَى عَلَيْهِ، فَأَخَذُوهُ، فَقَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ؛ فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157] ، أَلْقَى شَبَهَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَكَرُوا ومكر الله} [آل عمران: 54] . الحديث: 3581 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 311 3582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص: 312] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هُدِيتَ وَوُقِيتَ وَكُفِيتَ. قَالَ: فَيَلْقَى الشَّيْطَانُ الشَّيْطَانَ، فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَوُقِيَ وَكُفِيَ»   [إسناده ضعيفٍ] . الحديث: 3582 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 311 3583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: لَمَّا ضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ حَمَلَهَا إِبْلِيسُ، فَقَبَّلَهَا وَقَالَ: سِلاحِي سِلاحِي، وَقُرَّةُ عَيْنِي، وَثَمَرَةُ قَلْبِي، بِكُمَا أُغْوِي، وَبِكُمَا أُطْغِي، وَبِكُمَا أُكَفِّرُ بَنِي آدَمَ، وَبِكُمَا يَسْتَوْجِبُ النَّارَ ابْنُ آدَمَ. حَسْبِي. قَالَ وَهْبٌ: فَالْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ لِمَنْ آثَرَهُمَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ   [إسناده واه جدا] . الحديث: 3583 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 313 3584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص: 314] رَفَعَ رَجُلٌ قِصَّةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَوَقَفَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! اذْكُرْ بِمَقَامِي هَذَا مَقَامًا لا يَشْغَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ كَثْرَةُ مَنْ يُخَاصِمُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَبَكَى عُمَرُ وَقَضَى حَاجَتَهُ. الحديث: 3584 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 313 3585 - وَرَفَعَ أَهْلُ حِمْصَ قِصَّةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ مَدِينَتَنَا قَدْ خَرِبَ حِصْنُهَا، فَوَقَعَ فِي قِصَّتِهِمْ إِلَى الأَمِيرِ: ابْنِهَا بِالْعَدْلِ، وَنَقِّ طُرُقَهَا مِنَ الأَذَى. الحديث: 3585 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 314 3586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عمر، حدثنا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص: 315] كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَشْتَكِي إِلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَوَقَّعَ عُمَرُ فِي قِصَّتِهِ: كُنْ لِرَعِيَّتِكَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَمِيرُكَ، وَرُفِعَ إِلَيَّ عَنْكَ أَنَّكَ تَتَّكِئُ فِي مَجْلِسِكَ، فَإِذَا جَلَسْتَ؛ فَكُنْ كَسَائِرِ النَّاسِ وَلا تَتَّكِئْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرٌو: أَفْعَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ لا تَنَامُ بِاللَّيْلِ وَلا بِالنَّهَارِ؛ إِلا مُغَلَّبًا! فَقَالَ: يَا عَمْرُو! إِذَا نِمْتُ بِالنَّهَارِ ضَيَّعْتُ رَعِيَّتِي، وَإِذَا نِمْتُ بِاللَّيْلِ ضَيَّعْتُ أَمْرَ رَبِّي   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 3586 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 314 آخر الجزء السادس والعشرين من كتاب «المجالسة» وهو آخر الكتاب والحمد لله وحده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على محمد وآله وصحبه فرغ منها كاتبها غفر الله له وعفا عنه يوم الثلاثاء الخامس من محرم سنة إحدى وسبعين وست مئة أحسن الله خاتمتها. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 316 اسْتِدْرَاكٌ فِيهِ ملحق بالنصوص التى ظفرنا بها فى المصادر والمراجع من طريق أحمد بن مروان، وهى ليست فى المجالسة وبعضها ليس منها جزماً وبعضها منقولة من عبارة موهمة ووقع تصريح فى بعضها أنها فى المجالسة ولم نظفر بها فى جميع النسخ الخطية المعتمدة فى التحقيق،وحاولت أن أكشف سبب هذا الوهم فى هذا العزو والله الموفق للخيرات، والهادى للصالحات ذكر ابن القيم فى كتابه "الروح" (ص 40 - ط دار الفكر) "وفى كتاب المجالسة" لأبى بكر أحمد بن مروان المالكى: 1 - عَنْ ابْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَرَّةً فِي سَفَرٍ وَكُنَّا ثَلاثَةَ نَفَرٍ، فَنَامَ أَحَدُنَا، فَرَأَيْنَا مِثْلَ [ص: 318] الْمِصْبَاحِ خَرَجَ مِنْ أَنْفِهِ، فَاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ، وَقَالَ: رَأَيْتُ عَجَبًا، رَأَيْتُ فِي هَذَا الْغَارِ كَذَا وَكَذَا، فَدَخَلْنَاهُ فَوَجَدْنَا فِيهِ بَقِيَّةً مِنْ كَنْزٍ كَانَ " الحديث: 1 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 317 ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيخِ الإِسْلامِ" (حوادث 121 - 140هـ، ص418-419) قال: قال أحمد بن مروان الدينورى صاحب المجالسة - وقد تكلم فيه - 2 - ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: " [ص: 319] حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ فَرُّوخَ وَالِدَ رَبِيعَةَ خَرَجَ فِي الْبُعُوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِيًا وَرَبِيعَةُ حَمْلٌ، فَخَلَّفَ عِنْدَ الزَّوْجَةِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ، ثُمَّ دَفَعَ الْبَابَ بِرُمْحِهِ، فَخَرَجَ رَبِيعَةُ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ أَتَهْجِمُ عَلَى مَنْزِلِي، وَقَالَ فَرُّوخُ: يَا عَدُوَّ اللهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلْتَ عَلَى حُرْمَتِي، فَتَوَاثَبَا وَاجْتَمَعَ الْجِيرَانَ وَجَعَلَ رَبِيعَةُ، يَقُولُ: لا وَاللهِ لا فَارَقْتُكَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ فَرُّوخُ يَقُولُ كَذَلِكَ وَكَثُرَ الضَّجِيجُ، فَلَمَّا بَصُرُوا بِمَالِكٍ سَكَتَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَقَالَ مَالِكٌ أَيُّهَا الشَّيْخُ، لَكَ سَعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارِ، فَقَالَ هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوخُ مَوْلَى بَنِي فُلانٍ فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ كَلامَهُ، فَخَرَجَتْ، وَقَالَتْ هَذَا زَوْجِي، وَقَالَتْ لَهُ هَذَا ابْنُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ فَاعْتَنَقَا وَبَكَيَا وَدَخَلَ فَرُّوخُ الْمَنْزِلَ، وَقَالَ: هَذَا [ص: 320] ابْنِي، قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: وَهَذَا أَرْبَعَةُ آلافِ دِينَارٍ مَعِيَ، فَأَخْرِجِي الْمَالَ قَالَتْ: إِنِّي قَدْ دَفَنْتُهُ وَسَأُخْرِجُهُ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَلَسَ فِي حَلَقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللِّهْبِيُّ، وَالأَشْرَافُ، فَأَحْدَقُوا بِهِ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فَرُّوخَ: اخْرُجْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ فَنَظَرَ إِلَى حَلَقَةٍ وَافِرَةٍ، فَأَتَى، فَوَقَفَ، فَفَرَجُوا لَهُ قَلِيلا، وَنَكَّسَ رَبِيعَةُ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيلَةٌ، فَشَكَّ فِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَبِيعَةُ، فَرَجَعَ وَقَالَ لِوَالِدَتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلَدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَالْفِقْهِ عَلَيْهَا قَالَتْ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْجَاهِ؟ قَالَ: لا وَاللهِ إِلا هَذَا، قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنْفَقْتُ الْمَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: فَوَاللهِ مَا ضَيَّعْتِيهِ "   قال الشيخ مشهور: قال الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث 121- 140هـ) ص 419 "قلت هذه حكاية معجبة لكنها مكذوبة لوجوه: منها أن ربيعة لم يكن له حلقة وهو ابن سبع وعشرين سنة بل كان ذلك الوقت شيوخ المدينة مثل القاسم وسالم وسليمان بن يسار وغيرهم من الفقهاء السبعة. الثاني: أنه لما كان ابن سبع وعشرين سنة كان مالك فطيماً أو لم يولد بعد. والثالث: أن الطويلة لم تكن خرجت للناس وإنما أخرجها المنصور فما أظن ربيعة لبسها وإن كان قد لبسها فيكون في آخر عمره وهو ابن سبعين سنة لا شاباً. الرابع: كان يكفيه في السبع والعشرين سنة ألف دينار أو أكثر، ثم قد قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد قال: مكث ربيعة دهراً طويلاً يصلي الليل والنهار ثم نزع عن ذلك إلى أن جالس العلماء فجالس القاسم فنطق بلب وعقل فكان القاسم إذا سئل عن شيء قال: سلوا هذا - لربيعة - وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف وما كان بالمدينة رجل أسخى منه". الحديث: 2 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 318 أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي كَشْفِ الْمُغَطَّى فِي فَضْلِ الْمُوَطَّأِ (ص 58 ـ 60) قال: أخبرنا ابو الحسن على بن أحمد بن منصور المالكى؛قال: أنبأ أبى أبو العباس الفقيه؛ قال: أنبا عبد الوهاب بن عبد الله الحافظ؛ قال: ثنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد القريب الحرانى المقرى؛ قال: ثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكى؛قال: 3 - حدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: " قَدِمَ هَارُونُ الرَّشِيدُ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ، عِنْدَهُ الْمُوَطَّأُ يَقْرَأُهُ عَلَى النَّاسِ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْبَرْمَكِيَّ، فَقَالَ: أَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: يَحْمِلُ إِلَيَّ الْكِتَابَ فَيَقْرَؤُهُ عَلَيَّ، فَأَتَاهُ الْبَرْمَكِيُّ، فَقَالَ لَهُ: أَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّ الْعِلْمَ يُزَارُ وَلا يَزُورُ، وَإِنَّ الْعِلْمَ يُؤْتَى وَلا يَأْتِي فَأَتَاهُ الْبَرْمَكِيُّ، فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ عِنْدَهُ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَبْلُغُ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَنَّكَ وَجَّهْتَ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي أَمْرٍ فَخَالَفَكَ، اعْزِمْ عَلَيْهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَبِي عَامِرٍ أَبْعَثُ إِلَيْكَ فَتُخَالِفُنِي؟ فَقَالَ مَالِكٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، وَذَكَرَهُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، [ص: 322] عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْوَحْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا أَدْرِي " وَقَلَمِي رَطْبٌ مَا جَفَّ حَتَّى وَقَعَ فَخِذُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا زَيْدُ، اكْتُبْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَرْفٌ وَاحِدٌ بُعِثَ فِي جِبْرِيلَ وَالْمَلائِكَةِ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ أَلا يَنْبَغِي لِي أَنْ أُعِزَّهُ وَأُجِلَّهُ، وَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفَعَكَ وَجَعَلَكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِعِلْمِكَ، فَلا تَكُنْ أَنْتَ أَوَّلَ مَنْ يَضَعُ عِزَّ الْعِلْمِ فَيَضَعَ اللهُ عِزَّكَ قَالَ: فَقَامَ الرَّشِيدُ، فَمَشَى مَعَ مَالِكٍ إِلَى مَنْزِلِهِ يَسْمَعُ مِنْهُ الْمُوَطَّأُ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الْمِنَصَّةِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَهُ عَلَى مَالِكٍ، قَالَ: تَقْرَأَهُ عَلَيَّ؟ قَالَ مَالِكٌ: مَا قَرَأْتُهُ عَلَى أَحَدٍ مُنْذُ زَمَانٍ قَالَ: فَتُخْرِجُ النَّاسَ عَنِّي حَتَّى أَقْرَأَهُ أَنَا عَلَيْكَ فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّ الْعَمَلَ إِذَا مُنِعَ لأَجْلِ الْخَاصَّةِ، لَمْ يَنْفَعِ اللهُ بِهِ الْخَاصَّةَ، فَأُمِرَ لَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ لِيَقْرَأَهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَدَأَ بِالْقِرَاءَةِ لِيَقْرَأَهُ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرَكْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِبَلَدِنَا، وَإِنَّهُمْ ليُحِبُّونَ التَّوَاضُعَ لِلْعِلْمِ فَنَزَلَ هَارُونُ الرَّشِيدُ عَنِ الْمِنَصَّةِ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ الحديث: 3 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 321 وَأَخْرَجَ ابْنُ رُشَيْدٍ فِي "مَلْءِ الْعَيْبَةِ" (3/103/104) : أنا أبو عبد الله السعدى إذناً، انا جدى أبو على الحسن بن عقيل سماعاً، أنا جدى لأمى عبد الل بن رفاعه بن غدير السعدى، أنا القاضى أبو الحسن على بن الحسن بن الحسين الخلعى قراءة عليه ونحن نسمع، أنا أبو محمد إسماعيل بن راشد المقرى، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن مروان الدينورى: 4 - نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ صَلاحَ دِينِهِ، فَعَلَيْهِ بِتَرْكِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَإِنْ كَانَ طَالِحًا يَسْلَمْ، وَإِنْ كَانَ صَالِحًا اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ، وَبِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ غَدًا، فَإِنَّ فِي الْمَوْتِ وَهُوَ لَهُ شُغْلا " الحديث: 4 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 323 أخرج ابن الجوزى فى "مناقب معروف الكرخى" (ص 113) : أخبرنا يحيى بن على؛قال: أخبرنا أبو بكر الخياط؛ قال: أخبرنا أبو إبن حكمان؛قال: حدثنى أحمد بن الحسن بن محمد الواعظ؛ قال: حدثنا أحمد بن مروان؛ قال: [ص: 324] 5 - نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا يَقُولُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ فَذَكَرَ رَجُلا فَجَعَلَ يَغْتَابُهُ، فَجَعَلَ مَعْرُوفٌ يَقُولُ لَهُ: " اذْكُرِ الْقُطْنَ إِذَا وَضَعُوهُ عَلَى عَيْنِكَ، اذْكُرِ الْقُطْنَ إِذَا وَضَعُوهُ عَلَى عَيْنِكَ " الحديث: 5 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 323 أخرج ابن الجوزى فى (مناقب معروف الكرخى) أخبرنا يحيى بن على، قال: أخبرنا بن حكمان، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحمصى، قال: حدثنا أحمد بن مروان، قال: 6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: قَالَ مَعْرُوفٌ: [ص: 325] " لا تَفْرَحْ بِهَا إِذَا أَتَتْكَ وَلا تَأْسَ عَلَيْهَا لَمَّا فَاتَتْكَ، فَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَيْهِمْ، قَالُوا: ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ قَالُوا: مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ " الحديث: 6 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 324 ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي السِّيَرِ (14 / 276) : قال أبو محمد الفرعاني: حدثني أبو بكر الدينوري، قال: 7 - لَمَّا كَانَ وَقْتُ صَلاةِ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ الاثْنَيْنِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِي آخِرِهِ ابْنُ جَرِيرٍ طَلَبَ مَاءً لِيُجَدِّدَ وُضُوءَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تُؤَخِّرُ الظُّهْرَ تَجْمَعُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَصْرِ، فَأَبَى وَصَلَّى الظُّهْرَ مُفْرَدَةً، وَالْعَصْرَ فِي وَقْتِهَا أَتَمَّ صَلاةٍ وَأَحْسَنَهَا الحديث: 7 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي السِّيَرِ (11 / 300) أحمد بن مروان الدينورى: 8 - حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الْحَدَّادُ، قَالَ: [ص: 326] كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِذَا ضَاقَ بِهِ الأَمْرُ آجَرَ نَفْسَهُ مِنَ الْحَاكَةِ، فَسَوَّى لَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ الْمِحْنَةِ، وَصُرِفَ إِلَى بَيْتِهِ، حُمِلَ إِلَيْهِ مَالٌ، فَرَدَّهُ وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى رَغِيفٍ، فَجَعَلَ عَمُّهُ إِسْحَاقُ يَحْسِبُ مَا يَرُدُّ، فَإِذَا هُوَ نَحْوُ خَمْسِ مِائَةِ أَلْفٍ قَالَ: فَقَالَ: يَا عَمُّ، لَوْ طَلَبْنَاهُ، لَمْ يَأْتِنَا، وَإِنَّمَا أَتَانَا لَمَّا تَرَكْنَاهُ " الحديث: 8 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 أَخْرَجَ ابْنُ عَرَبِيٍّ فِي مُحَاضَرَةِ الأَبْرَارِ (1 / 423) ثنا يونس بن يحيى، عن أبى بكر محمد بن أبى منصور، عن أبى طاهر بن (أبى) الصقر، عن هبة الله بن ابراهيم الصواف، عن الحسن ابن إسماعيل الضراب، عن أحمد بن مروان المالكى الدينورى: 9 - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، قَالَ: " يُقَالُ: ثَلاثَةٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَجِدْ طَعْمَ الإِيمَانِ: عِلْمٌ يَحْجِزُهُ عَنْ جَهْلِ الْجَاهِلِ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَخُلُقٌ يُعَاشِرُ بِهِ النَّاسَ الحديث: 9 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 أخرج ابن عربى فى (محاضرة الأبرار) (1 / 334) : ثنا يونس بن يحيى، عن أبى بكر محمد بن أبى منصور، عن أبى [ص: 327] طاهر بن الصقر، عن هبة الله بن إبراهيم الصواف، عن الحسن بن إسماعيل الضراب، عن أحمد بن مروان المالكى الدينورى: 10 - عَنْ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: " الْغَفْلَةُ سِنَةُ الْكَرِيمِ " الحديث: 10 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 أَخْرَجَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي كِتَابِ التَّطْفِيلِ أخبرنا عبيد الله بن العزيز البرذعى، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكى القاضى الدينورى بمصر: 11 - نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بَنَانًا الطُّفَيْلِيَّ، يَقُولُ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَائِدَةِ آكُلُ، فَقَالَ لِي: [ص: 328] وَيْحَكَ يَا وَكِيعُ أَنْتَ نَاقِدُ الْحَدِيثِ، وَفَقِيهُ الْعِرَاقِ، تَأْكُلُ بَاذِنْجَانَ يُبَاعُ مِائَةً بِدَانِقٍ، وَتَدَعُ صُدُورَ الدَّجَاجِ الَّذِي يُبَاعُ دَجَاجُهُ بِدِينَارٍ؟ مَا أَقَلَّ عِلْمَكَ " قَالَ الْخَطِيبُ عَقِبَهَا وَعَقِبِ حِكَايَةٍ مَضَتْ، مَا نَصُّهُ: فِي هَاتَيْنِ الْحِكَايَتَيْنِ تَخْلِيطٌ شَدِيدٌ، لأَنَّ بُنَانًا كَانَ بَعْدَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، بِدَهْرٍ بَعِيدٍ، وَزَمَانٍ طَوِيلٍ، أَنَّ وَكِيعًا تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ بُنَانٌ حُدُودَ سَنَةِ ثَلاثِ مِائَةٍ الحديث: 11 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 أخرج المبارك بن عبد الجبار الطيورى فى (الطيوريات) أخبرنا أحمد، نا محمد، نا أحمد بن مروان بن محمد القاضى: 12 - نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُنَا، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقَطَعَ مُعْتَمِرٌ حَدِيثَهُ، فَقِيلَ لَهُ: حَدِّثْنَا فَقَالَ: إِنَّا لا نَتَكَلَّمُ عِنْدَ كُبَرَائِنَا " الحديث: 12 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 328 أخرج المبارك بن عبد الجبار الطيورى فى (الطيوريات) أخبرنا احمد،نا محمد، نا أحمد بن مروان القاضى: [ص: 329] 13 - نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو تُرَابٍ النَّخْشَبِيُّ، وَكَانَ رَئِيسَ الصُّوفِيَّةِ، مَا حَدُّ الأَكْلِ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: " حَتَّى يَفْنَى الطَّعَامُ " الحديث: 13 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 328 أخرج المبارك بن عبد الجبار الطيورى فى (الطيوريات) أخبرنا أحمد، نا محمد، أنا أحمد بن مروان: 14 - نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو تُرَابٍ النَّخْشَبِيُّ، مَا حَدُّ الشِّبَعِ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: " يَأْكُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَنْسَى مَتَى بَدَأَ بِالأَكْلِ " الحديث: 14 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 أخرج المبارك بن عبد الجبار الطيورى فى (الطيوريات) أخبرنا أحمد، نا محمد، أنشدنا أحمد بن مروان: 15 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: إِنِّي. . . لَهُ قَنُوعٌ ... يَعْدِلُ مِنْ مَالٍ مَا تَمَنَّى فَالرِّزْقُ يَأْتِي بِلا عَنَاءٍ ... وَرُبَّمَا فَاتَ مَنْ تَعَنَّى الحديث: 15 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 أخرج المبارك بن عبد الجبار الطيورى فى (الطيوريات) (ج 10 / [ص: 330] ق 168 / أ - (انتخاب السلفى) : أخبرنا أحمد، نا أحمد بن مروان المالكى: 16 - نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، فَلْيُدْخِلْ يَدَهُ فِي قَصْعَةِ غَيْرِهِ " الحديث: 16 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 أخرج المبارك بن عبد الجبار الطيورى فى (الطيوريات) (ج 10 / ق 168 / أ - (انتخاب السلفى) : أخبرنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن مروان: 17 - أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِثَعْلَبٍ فِي الْمُبَرِّدِ حِينَ مَاتَ: مَاتَ الْمُبَرِّدُ وَانْقَضَتْ أَيَّامُهُ ... وَسَيَبْقَى بَعْدَ الْمُبَرِّدِ ثَعْلَبُ بَيْتٌ مِنَ الآدَابِ أَصْبَحَ نِصْفُهُ ... خَرِبًا وَبَاقِي نِصْفِهِ مُسْتَخْرَبُ الحديث: 17 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 أخرج ابن عساكر فى (تاريخ دمشق) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرنى الأزهرى، حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرنى الأزهرى، حدثنا احمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا أحمد بن مروان المالكى: [ص: 331] 18 - حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّوْزِيُّ، قَالَ: اسْتَهْدَى الْمُعْتَصِمُ مِنْ أَبِي دُلَفَ كَلْبًا أَبْيَضَ كَانَ عِنْدَهُ، فَجَعَلَ فِي عُنُقِهِ قِلادَةَ كيمخت أَخْضَرَ وَكَتَبَ عَلَيْهَا: أُوصِيكَ خَيْرًا بِهِ فَإِنَّ لَهُ ... خَلائِقًا لا أَزَالُ أَحْمَدُهَا يَدُلُّ ضَيْفِي عَلَيَّ فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ ... إِذَا النَّارُ نَامَ مَوْقِدُهَا الحديث: 18 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 330 أخرج ابن الجوزى فى (مناقب معروف الكرخى وأخباره) قال: أخبرنا يحيى بن على، قال أخبرنا أبو بكر الخياط، قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان، قال: سمعت أبا الفتح الحمصى يقول: سمعت أحمد بن مروان يقول: 19 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَعْرُوفٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ ادْعُ حَتَّى نُؤَمِّنَ، فَقَالَ لَهُ مَعْرُوفٌ: بَلِ ادْعُ أَنْتَ حَتَّى نُؤَمِّنَ فَدَعَا الرَّجُلُ وَأَمَّنَ مَعْرُوفٌ عَلَى دُعَائِهِ قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَعْرُوفٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ لِيُلَيِّنَ قَلْبِي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ قُلْ: يَا مُلَيِّنَ الْقُلُوبِ لَيِّنْ قَلْبِي قَبْلَ أَنْ تُلَيِّنَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ " الحديث: 19 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 331 أخرج ابن العربى فى (المحاضرة الأبرار) حدثنا عبد الرحمن بن على، قال: ثنا عبد الوهاب بن جعفر بن أحمد بن عبد العزيز، بن الحسين الضراب، عن أبيه، عن أحمد بن مروان: 20 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ، عَنِ الرِّيَاشِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: " خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ يَوْمًا، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَوْضِعِ الْعِظَةِ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَهْلا، إِنَّكُمْ تَأْمُرُونَ وَلا تُؤْمَرُونَ، وَتَنْهَوْنَ وَلا تُنْهَوْنَ، أَفَنْقَتَدِي بِسِيرَتِكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ، أَمْ نُطِيعُ أَمْرَكُمْ بِأَلْسِنَتِكُمْ؟ فَإِنْ قُلْتُمْ: اقْتَدُوا بِسِيرَتِنَا، فَأَيْنَ وَكَيْفَ وَمَا الْحُجَّةُ؟ وَكَيْفَ الاقْتِدَاءُ بِسِيرَةِ الظَّلَمَةِ؟ وَإِنْ قُلْتُمْ: أَطِيعُوا أَمْرَنَا وَاقْبَلُوا نُصْحَنَا، فَكَيْفَ يَنْصَحُ غَيْرَهُ مَنْ يَغُشُّ نَفْسَهُ؟ وَإِنْ قُلْتُمْ: خُذُوا الْحِكْمَةَ مِنْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا، فَعَلامَ قَلَّدْنَاكُمْ أَزِمَّةَ أُمُورِنَا؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ فِينَا مَنْ هُوَ أَفْصَحُ مِنْكُمْ بِفُنُونِ الْعِظَاتِ، وَأَعْرَفُ بِوُجُوهِ اللُّغَاتِ، فَتَلَجْلَجُوا عَنْهَا، وَإِلا، فَأَطْلِقُوا عِقَالَهَا يَبْتَدِرُ إِلَيْهِ الَّذِينَ شَرَّدْتُمُوهُمْ فِي الْبُلْدَانِ إِنْ لَكُمْ قَائِمًا يَوْمًا لا يَعْدُوهُ، وَكِتَابًا بَعْدَهُ لا يَتْلُوهُ، لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ " الحديث: 20 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 332 أخرج السمعانى فى (أداب الاملاء والاستملاء) أخبرنا أبو سعد أحمد بن أبى الفضل السليمانى، قرأت عليه بالأجفر: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن أبى الربيع الأستراباذى، أنبأنا على [ص: 333] ابن عمر الهمذانى، أنبأبا أبو بكر أحمد بن محمد الدينورى الحافظ: 21 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَخْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ فَرُّوخَ أَبُو الْوَاصِلِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا أَيُّوبَ فَصَافَحْتُهُ، فَرَأَى فِي أَظْفَارِي طُولا، فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: " يَسْأَلُنِي أَحَدُكُمْ [ص: 334] عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كَأَظْفَارِ الطَّيْرِ يَجْمَعُ فِيهَا الْجَنَابَةَ وَالتَّفَثُ "   الصحيح أن أبا أيوب هذا ليس هو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو الأزدي لا الأنصاري، أفاده الخطيب البغدادي وغيره وقال البيهقي: وهذا مرسل، أبو أيوب الأزدي غير أبي أيوب الأنصاري وقال الهيثمي في المجمع - وعزاه لأحمد والطبراني - رجاله رجال الصحيح خلا أبا واصل وهو ثقة الحديث: 21 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 332 أخرج السمعانى فى (أداب الاملاء والاستملاء) قال: أخبرنا أبو الحسن على بن عبد الكريم الكعكى ببغداد، أنبأنا أبو الحسين بن الطيورى، أنبأنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد ابن ابراهيم بن شاذان، حدثنا أحمد بن مروان المالكى بمصر: 22 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، فَحَدَّثَنَا بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: " لِتَأْخُذُوا فِي أَبْزَارِ الْجَنَّةِ "، فَحَدَّثَنَا بِحِكَايَاتٍ الحديث: 22 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 334 أخرج السمعانى فى (اداب الاملاء ولاستملاء) قال: أخبرنا أبو عامر سعد بن على الرزاز بجرجان، أنبأنا أبو الغيث المغبرة بن محمد الثقفى، انبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى،أنبأنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المعروف بابن التمار بالرقة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الدينورى: [ص: 335] 23 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ بِدِينَوَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ التِّنِّيسِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَقَّاصِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَعْدُ الرِّقُّ، فَإِذَا وَعَدَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَلْتَمِسِ الْعِتْقَ "   [إسناده ضعيف جدا] . الحديث: 23 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 334 أخرج ابن عساكر فى (تاريخ دمشق) قال: قرأت على أبى القاسم نصر بن أحمد السوسى، عن على بن محمد بن أبى العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر الحافظ إجازة،نا أبو محمد عبد القادر بن تمام بن أحمد الربعى القيروانى قدم علينا، نا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبى بالبصرة، نا أبو بكر أحمد بن مروان الخزاعى: 24 - نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ ابْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: ذُكِرَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَضْرِبُ النَّاسُ آبَاطَ الإِبِلِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "، فَقَالَ لِي سُفْيَانُ: [ص: 336] هُوَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الحديث: 24 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 335 أخرج ابن عساكر فى (تاريخ دمشق) أخبرنا أبو الحسين بن أبى الحديد، أنا جدى أبو عبد الله،أنا أبو الحسين بن السمسار،نا ابن مروان: 25 - نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ نَصْرُ بْنُ شَاكِرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الأَدَمِيُّ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَعَزَّاهُ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُعَزِّينِي، أَبِرِجْلِي؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ بِابْنِكَ قَطَّعْنَهُ الدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا فَقَالَ عُرْوَةُ: وَايْمُكَ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا: وَايْمُنُكَ، لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ " انْتَهَى حَدِيثُ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا وَزَادَ ابْنُ قَالَ سُفْيَانُ: نُشِرَتْ رِجْلُ عُرْوَةَ بِالْمِنْشَارِ، فَمَا تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} ، قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عُرْوَةُ: مَا أَغْنَمُ إِلا أَنْ أَعْقِلَ، وَإِنَّمَا أَفْرَحُ فِي سَاعَةِ الْعَفْوِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: نُشِرَتْ رِجْلُ عُرْوَةَ فِي دِمَشْقَ [ص: 337] وفى حديث ابن أبى رجاء (بابنك يحيى) وهو خطأ فان يحى بقى بعد أبيه، وإنما الذى قتلته الدواب محمد بن عروة.   [إسناده صحيح] . الحديث: 25 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 336 قال السيوطى فى (مفتاح الجنة فى الاحتجاج بالسنة) 26 - أخرج الدينورى فى (المجالسة) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَرَفِيُّ، قَالَ: كَانَ بَدْءُ الرَّافِضَةِ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الزَّنَادِقَةِ اجْتَمَعُوا، فَقَالُوا: نَشْتِمُ نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ كَبِيرُهُمْ: إِذًا نُقْتَلُ، فَقَالُوا: نَشْتِمُ أَحِبَّاءَهُ، فَإِنَّهُ يُقَالُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُؤْذِيَ جَارَكَ، فَاضْرِبْ كَلْبَهُ ثُمَّ تَعْتَزِلُ، فَتُكَفِّرُهُمْ فَقَالُوا: الصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ فِي النَّارِ، إِلا عَلِيًّا ثُمَّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ هُوَ النَّبِيُّ، فَأَخْطَأَ جِبْرِيلُ الحديث: 26 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 337 قال أبو بكر على بن محمد بن حجة الحموى فى (ثمرات الأوراق) 27 - حكى الدينورى فى (المجالسة) فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَعِيدِ بْنِ بُرَيْدٍ النِّبَاجِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ: قَالَ خَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، يَقُولُ: " [ص: 338] كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ النِّبَاجِيُّ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، وَلَهُ آيَاتٌ وَكَرَامَاتٌ، بَيْنَمَا هُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِمَّا حَاجًّا وَإِمَّا غَازِيًا عَلَى نَاقَةٍ، وَكَانَ فِي الطَّرِيقِ رَجُلٌ عَائِنٌ، قَلَّمَا يَنْظُرُ إِلَى شَيْءٍ إِلا أَتْلَفَهُ وَأَسْقَطَهُ، وَكَانَتْ نَاقَةُ أَبِي عَبْدِ اللهِ نَاقَةً فَارِهَةً، فَقِيلَ لَهُ: احْفَظْهَا مِنَ الْعَائِنِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: لَيْسَ لَهُ إِلَى نَاقَتِي سَبِيلٌ، فَأُخْبِرَ الْعَائِنُ بِقَوْلِهِ، فَتَخَيَّرَ غَيْبَةَ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَجَاءَ إِلَى رَحْلِهِ وَعَانَ نَاقَتَهُ، فَاضْطَرَبَتْ وَسَقَطَتْ تَضْطَرِبُ، فَأَتَى عَبْدُ اللهِ، فَقِيلَ: قَدْ عَانَ نَاقَتَكَ وَهِيَ كَمَا تَرَاهَا تَضْطَرِبُ، قَالَ: دُلُّونِي عَلَى الْعَائِنِ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ حَبْسٌ حَابِسٌ، وَحَجَرٌ يَابِسٌ، وَشِهَابٌ قَابِسٌ، رُدَّتْ عَيْنُ الْعَائِنِ عَلَيْهِ، وَعَلَى أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ، فِي كُلْيَتَيْهِ رَشِيقٌ، وَفِي مَالِهِ يَلِيقُ، {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} فَخَرَجَتْ حَدَقَةُ الْعَائِنِ، وَقَامَتِ النَّاقَةُ لا بَأْسَ بِهَا الحديث: 27 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 337 قال ابن عساكر فى (تاريخ دمشق) :قرأت بخط أبى الحسين الرازى، عن الزبير بن عبد الواحد الأسد اباذى،حدثنى أحمد ابن مروان، قال: 28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ: " خَرَجْنَا مِنْ بَغْدَادَ مَعَ الشَّافِعِيِّ نُرِيدُ مِصْرَ، فَدَخَلْنَا حَرَّانَ، وَكَانَ قَدْ طَالَ شَعْرُهُ، فَدَعَا حَجَّامًا، فَأَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ، فَوَهَبَ لَهُ خَمْسِينَ دِينَارًا آخر الملحق، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحديث: 28 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 338