الكتاب: صحيح أشراط الساعة المؤلف: عصام موسى هادي الناشر: الدار العثمانية، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- صحيح أشراط الساعة عصام موسى هادي الكتاب: صحيح أشراط الساعة المؤلف: عصام موسى هادي الناشر: الدار العثمانية، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] صحيح أشراط الساعة بقلم عصام موسى هادي بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة إنَّ الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} . {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} . أما بعد: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما علم لنا من خير يقرِّبنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 من الجنة إلا وحدثنا به. وما علم لنا من شرٍّ يقربنا من النار إلا وحذرنا منه. ومن جملة ما حدثنا به النبي - صلى الله عليه وسلم -: أشراط الساعة وعلاماتها، والفتن والمهلكات التي تكون بين يديها. وقد أكثر الناس في زماننا من الحديث عنها؛ لكثرة الفتن والمحن التي وقعت على المسلمين، مما جَرَّ بعض من لا خلاق له إلى وضع أحاديث مكذوبة ولا أصل لها. وبعضهم لجأ إلى كتب قديمة جمعت الغث والسمين، ومن أشهرها كتاب ((الفتن)) لنعيم بن حماد (1) ، وهو كتاب مليء بالمنكرات والأحاديث الموضوعة، والآثار الباطلة سنداً ومتناً. أقول: لذلك أحببت أن أجمع ما صَحَّ من أحاديث في علامات الساعة وأشراطها وخصوصاً مما صححه شيخنا العلامة المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى -، مقسماً العلامات إلى صغرى، ووسطى، وكبرى (2) ، فالصغرى ما حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ووقع وانقضى، والوسطى ما حدثنا عنه وقد وقع وهو   (1) قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/609) : ((وقد صنف كتاب الفتن فأتى فيه بعجائب ومناكير)) . (2) واعلم أن هذا التقسيم إنما هو اصطلاحي من بعض أهل العلم وإلا فهو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 مع الأيام في ازدياد، والكبرى العلامات الكبار كالمهدي والدجال ونحو ذلك. وقد حرصت كل الحرص على تقريبها وتسهيلها للعامة مبتعداً عن الإطالة في التخريج وتضخيم الكتاب بما لا حاجة ماسة فيه للقارئ. والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه وأن يضع له القبول. وصل اللهم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وكتبه عصام موسى هادي **************** الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 مبعثه - صلى الله عليه وسلم - 1- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بعثت أنا والساعة كهاتين (1)) ) (2) . 2- عن أبي جبيرة عن أشياخ من الأنصار قالوا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بعثت في نَسَم (3) الساعة)) (4) . 3- عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان،   (1) يعني: السبابة والوسطى كما في الصحيحين. (2) رواه البخاري (8/131-132) ومسلم (4/2268) . (3) هو من النسيم أول هبوب الريح الضعيفة؛ أي: بعثت في أول أشراط الساعة وضعف مجيئها قاله في النهاية. (4) رواه الدولابي في الكنى (1/23) والعسكري في تصحيفات المحدثين (2/213) انظر الصحيحة لشيخنا الألباني - رحمه الله - (808) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومٌ طليعة، فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه: أتيتم أتيتم، أنا ذاك، أنا ذاك)) (1) . موته - صلى الله عليه وسلم - 1- عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم (2) ، فقال: ((اعْدُدْ سِتَّاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوْتَانٌ (3) يأخذ فيكم كقُعَاصِ الغنم (4) ، ثم استفاضةُ المال حتى يعطى الرجلُ مائةَ دينار فيظلُّ ساخطاً، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (5) تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً)) (6) .   (1) رواه الطبري في تاريخه (1/17) قلت: وكان شيخنا أورده في ضعيف الجامع ثم أوقفته على إسناد صحيح له فقال: يحول من ضعيف الجامع إلى صحيحه. (2) من جلد. (3) بضم الميم وسكون الواو قال القزاز: هو الموت. وقال غيره: الموت الكثير الوقوع. قاله في الفتح (6/278) . (4) داء يصيب الغنم فيقتلها. (5) راية. (6) رواه البخاري (4/124) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 فتنة العصمة منها بالسيف 1- عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر (1) ، فجاءنا الله بهذا الخير (2) [فنحن فيه] [وجاء بك] فهل بعد هذا الخير من شر [كما كان قبله] ؟ [قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه، (ثلاث مرات) ] قال: قلت: يا رسول الله! أبعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، [قلت: فما العصمة منه (3) ؟ قال: السيف (4) ] [قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟] (وفي رواية: وهل بعد السيف من بقية؟) قال: نعم، (وفي رواية: تكون إمارة - وفي لفظ -   (1) إشارة إلى ما كان قبل الإسلام من الكفر وقتل بعضهم بعضاً ونهب بعضهم بعضاً وإتيان الفواحش. (2) يعني: الإسلام. (3) الشر الأول هو ردة بعض القبائل عن الإسلام بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم. (4) إشارة إلى تحسين ما وقع من أبي بكر في قمع تلك الفتنة بالسيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 جماعة على أقذاء (1) وهدنة على دَخَن (2) ، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم وفي رواية: [يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي] ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، [وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس] ، وفي رواية: الهدنة على دخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، [فتنة عمياء صماء عليها] دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؛ [تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع] ، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو   (1) جمع قذىً وهو: ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ والمراد: اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم. النهاية (4/30) . (2) أي على فساد واختلاف تشبيهاً بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد تحت الصلاح الظاهر. النهاية (2/109) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 تعض بأصل شجرة (1) حتى يدرك الموت وأنت على ذلك، وفي رواية: فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جِذلٍ خير لك من أن تتبع أحداً منهم، وفي رواية: فإن رأيت يومئذٍ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم تر خليفة؛ فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: يخرج الدجال، قال: قلت: فبم يجيء؟ قال: بنهر - أو قال: ماء ونار -، فمن دخل نهره حَطَّ أجره ووجب وزره (2) ، ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره، قلت: يا رسول الله! فما بعد الدجال؟ قال: عيسى بن مريم، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: لو أنتجت (3) فرساً لم تركب فُلُوَّها (4) حتى تقوم الساعة.   (1) قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان، وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة. الفتح (13/36) . (2) المعنى حبط عمله وأخذ بذنوبه. (3) أي ولدت الفرس. (4) المهر الصغير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 خَرَّجَهُ شيخنا الألباني - رحمه الله - في الصحيحة (2739) جامعاً زياداته وطرقه وألفاظه (1) . ظهور قوم يدعون النبوة بعده - صلى الله عليه وسلم - 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين، كلهم يقول: أنا نبي، أنا نبي (2) !)) (3) . 2- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((في أمتي كذابون، ودجالون، سبعة وعشرون، منهم أربعة نسوة، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي (4)) ) (5) .   (1) قال شيخنا - بعد إيراده الحديث -: ((هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، ونصحه لأمته، ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة والحزبية التي فرقت جمعهم، وشتتت شملهم، وأذهبت شوكتهم، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم، مصداق قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} )) . (2) قلت: وكان أولهم الأسود العنسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة. (3) رواه أحمد (2/429) . (4) وقال شيخنا: ((وفي الحديث ردّ صريح على القاديانية وابن عربي قبلهم القائلين ببقاء النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نبيهم المزعوم ميرزا غلام أحمد القادياني كذاب ودجال من أولئك الدجاجلة)) . (5) رواه أحمد (5/396) وصححه شيخنا في الصحيحة (1999) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 ظهور الفتن بموت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - 1- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: بينا نحن جلوس عند عمر - رضي الله عنه - إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا بل يكسر، قال عمر: إذاً لا يغلق أبداً، قلت: أجل، قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله من الباب؟ فأمرنا مسروقاً فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر (1) . 2- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: ما بينكم وبين أن يرسل عليكم الشر فراسخ؛ إلا موتة في عنق رجل يموتها وهو عمر (2) .   (1) رواه البخاري (9/68) ومسلم (4/2218) . (2) رواه ابن أبي شيبة (15/696) والروياني (3/107) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ظلما ً 1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء عثمان - رضي الله عنه -، فأقبل عليه - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، فسمعته يقول: ((يا عثمان إنَّ الله تعالى لعله أن يقمصك (1) قميصاً (2) ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه)) (3) . 2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال - وعثمان محصور في الدار -: ((ستكون فتنة واختلاف، قلنا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالأمير وأصحابه - وأشار إلى عثمان -)) (4) . 3- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: ((وددت أن عندي بعض أصحابي)) قلنا: يا رسول الله ألا ندعوا لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعوا لك عمر؟ فسكت. قلنا ألا ندعوا لك عثمان؟ قال: ((نعم)) فجاء، فخلا به، فجعل   (1) أي يلبسك. (2) أراد به الخلافة. (3) رواه ابن أبي عاصم في السنة (1172) وقال شيخنا الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم. (4) رواه أحمد (2/345) وابن أبي شيبة (6/363) وابن أبي عاصم (2/587) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلمه ووجه عثمان يتغير. قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان: أن عثمان قال يوم الدار: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إليَّ عهداً فأنا صائر إليه. قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم (1) . 4- عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقربها، فمر رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا يومئذ على الهدى)) . فوثبت فأخذت بضبعي (2) عثمان، ثم استقبلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: هذا؟ قال: ((هذا)) (3) . إذا وضع السيف في الأمة لم يرفع 1- عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا وضع السيف (4) في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة (5)) ) (6) .   (1) رواه ابن ماجه (1/42) . (2) الضبع: وسط العضد. (3) رواه ابن ماجه (1/41) . (4) المعنى: وقوع القتال بين الأمة نفسها. (5) قال ابن العربي: ((وكانت هذه الأمة معصومة منه مدة من صدر زمانها مسدوداً عنها باب الفتنة حتى فتحت بقتل إمامها عثمان فكان أول وضع السيف)) نقله عنه المناوي في الفيض (1/452) . (6) رواه الترمذي (4/490) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 وقعة الجمل 1- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتقاتلنه وأنت ظالم له. - يعني الزبير وعلياً رضي الله عنهما)) (1) . 2- عن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة؛ بلغت مياه بني عامر ليلاً، نبحت الكلاب. قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب. قالت: ما أظنني إلا أني راجعة. فقال بعض من كان معها: بل تقدمين، فيراك المسلمون، فيصلح الله عز وجل بينهم. قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها ذات يوم: ((كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)) (2) . 3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه: ((أيتكن صاحبة الجمل الأدبب (3) يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعد ما كادت؟!)) (4) . 4- عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كنا عند   (1) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/545) والحاكم (3/413) وقال شيخنا في الصحيحة (6/343) : ((صحيح لطرقه)) . (2) رواه أحمد (6/52) وإسحاق ابن راهويه (3/891) وابن أبي شيبة (7/536) . (3) كثير الشعر. (4) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/538) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 حذيفة - رضي الله عنه -، فقال بعضنا: حدثنا يا أبا عبد الله ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لو فعلت لرجمتموني، قال: قلنا: سبحان الله أنحن نفعل ذلك؟! قال: أرأيتكم لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها شديد بأسها صدقتم به؟! قالوا: سبحان الله ومن يصدق بهذا؟! ثم قال حذيفة: أتتكم الحميراء (1) في كتيبة يسوقها أعلاجها (2) حيث تسوء وجوهكم، ثم قام فدخل مخدعاً (3) . وقعة صفين 1- قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمار بن ياسر: ((تقتلك الفئة الباغية)) (4) . 2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة)) (5) .   (1) أي: عائشة. (2) الرجل الضخم القوي. (3) رواه الحاكم (4/471) والطبراني في الأوسط (2/35) . (4) رواه البخاري (1/122) ومسلم (4/2236) . (5) رواه البخاري (4/243) ومسلم (4/2214) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 ظهور الخوارج (1) 1- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق)) (2) . 2- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج فرق قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال)) (3) . 3- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلتُ على تنزيله)) ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: ((لا، ولكنه خاصف النعل. يعني علياً - رضي الله عنه -)) (4) . 4- عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال يوم   (1) الخوارج فرقة كفرت مرتكب الكبيرة. (2) رواه مسلم (2/745) . (3) رواه ابن ماجة (1/61) . (4) رواه النسائي في الخصائص (29) وابن حبان (2207) قاله شيخنا في الصحيحة (2487) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 النهروان: ((أمرت بقتال المارقين وهؤلاء المارقون (1)) ) (2) . 5- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من ضئضئ هذا - أو في عقب هذا - قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم؛ لأقتلنهم قتل عاد)) (3) . 6- وفي رواية: ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله (4) فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه (5) فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه (6) فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم (7) رجل   (1) يعني الخوارج. (2) رواه ابن أبي عاصم في السنة (907) وصححه شيخنا لشواهده. (3) رواه البخاري (4/167) ومسلم (2/741) . (4) النصل: حديدة السهم. (5) مدخل النصل من السهم. (6) ريش السهم. (7) علامتهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة (1) تَدَرْدَر (2) ، ويخرجون على حين فرقة من الناس)) . قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نعته (3) . وفي رواية: قيل يا رسول الله ما سيماهم؟ قال: ((سيماهم التحليق. أو قال: التسبيد (4)) ) (5) . 7- عن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)) (6) .   (1) قطعة اللحم. (2) أي تضطرب. (3) رواه البخاري (4/243) ومسلم (2/744) . (4) حلق الرأس. (5) رواه البخاري (9/198) . (6) رواه البخاري (4/244) ومسلم (2/746) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 8- عن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتيه (1) قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم)) (2) . 9- عن أبي سعيد وأنس بن مالك رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل)) (3) . 10- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرج فيكم أو يكون فيكم قوم يتعبدون ويتدينون حتى يعجبوكم وتعجبهم أنفسهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) (4) . إصلاح الحسن بن علي بين المؤمنين 1- عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى،   (1) أي: يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق. (2) رواه مسلم (2/750) . (3) رواه أبو داود (4765) . (4) رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/461) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 ويقول: ((إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) (1) . مدة الخلافة بعده - صلى الله عليه وسلم - 1- عن سفينة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً)) (2) . ظهور الشيعة (3) والنواصب (4) 1- عن علي - رضي الله عنه - قال: ليحبني قوم حتى   (1) رواه البخاري (3/244) . (2) رواه أحمد (5/220) وأبو داود (4646 و4647) وغيرهما كما في الصحيحة لشيخنا الألباني (459) . (3) فرقة تظاهرت بحب آل البيت وهي تبطن عقائد مجوسية ويهودية ووثنية كفرت الصحابة وخصوصاً الشيخين الصديق وعمر رضي الله عنهما وزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الإمامة بعده في علي لكن الصحابة غصبوه حقه فمن لم يؤمن بذلك فهو عندهم كافر إلى غير ذلك من عقائد باطلة اعتقدوها ونسبوها زوراً وبهتاناً إلى آل البيت. (4) فرقة عادت آل البيت ووقعت فيهم ولكنها انقرضت ومذهب أهل السنة وسط بين هاتين الطائفتين فهم يحبون آل البيت ويعرفون قدرهم ويحبون الصحابة ويعرفون قدرهم وجهادهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 يدخلوا النار فيَّ، وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي (1) . مقتل الحسين بن علي 1- عن أم الفضل بنت الحارث قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا - يعني: الحسين -)) . فقلت: هذا؟ فقال: ((نعم؛ وأتاني بتربة من تربته حمراء)) (2) . 2- عن عائشة أو أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لإحداهما: ((لقد دخل عليَّ البيت ملك لم يدخل عليَّ قبلها، فقال لي: إنَّ ابنك هذا: حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء)) (3) .   (1) رواه ابن أبي عاصم في السنة (983) وقال شيخنا الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال: في حكم المرفوع لأنه من الغيب الذي لا يعرف بالرأي. (2) رواه الحاكم (3/176-177) الصحيحة لشيخنا (821) . (3) رواه أحمد (6/294) وقال شيخنا الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين قاله في الصحيحة (822) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ظهور القدرية (1) والمرجئة (2) 1- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أمتي لا يردان الحوض ولا يدخلون الجنة: القدرية والمرجئة)) (3) . 2- عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم)) (4) . 3- عن زرارة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نزلت في أناس من أمتي في آخر الزمان يكذبون بقدر الله عز وجل)) يعني قوله تعالى: ذوقوا مسَّ سقر. إنا كل شيء خلقناه بقدر (5) .   (1) سموا قدرية لنفيهم القدر وهم على أربعة أصناف كما وضحه شيخ الإسلام في الفتاوى. (2) فرقة تقول الإيمان قول فقط وأخرجت العمل من الإيمان وبالتالي نفت زيادة الإيمان ونقصانه وأما أهل السنة فهم يقولون الإيمان قول واعتقاد وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. (3) رواه الطبراني في الأوسط (4/281) وصححه شيخنا في الصحيحة (6/564) . (4) رواه أبو داود (4/222) وابن أبي عاصم في السنة (338) وحسنه شيخنا الألباني. (5) رواه الطبراني في الكبير (5316) الصحيحة لشيخنا (1539) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 4- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُخِّرَ الكلام في القدر لشرار أمتي في آخر الزمان)) (1) . 5- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: إني لأعلم أهل دينين من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في النار: قوم يقولون: إن كان أولنا ضلالاً؛ ما بال خمس صلوات في اليوم والليلة، إنما هو صلاتان؛ العصر والفجر، وقوم يقولون: إنما الإيمان كلام وإن زنى وإن قتل (2) . 6- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً ما لم يتكلموا في الوِلْدان (3) والقدر)) (4) .   (1) رواه ابن أبي عاصم في السنة (350) وحسنه شيخنا في الصحيحة (1124) . (2) رواه أحمد في السنة (663) وابن أبي شيبة (6/169) والحاكم (4/419) . (3) قال المناوي في الفيض: ((وأما الولدان فيحتمل أن أراد بهم أولاد المشركين هل هم في النار مع آبائهم أو في الجنة، ويحتمل أن المراد البحث عن كيفية حال ولدان الجنان، ويحتمل أنه كناية عن اللواط، ولم أر في ذلك شيئاً)) . (4) رواه ابن حبان (1824) والحاكم (1/33) وقال: ((صحيح على شرط الشيخين ولا نعلم له علة ووافقه الذهبي وهو كما قالا. قاله شيخنا في الصحيحة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 وقعة الحَرَّة (1) 1- عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذر)) ، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: ((كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف - يعني القبر -؟)) (2) قلت: الله ورسوله أعلم أو قال: ما خار الله لي ورسوله قال: ((عليك بالصبر أو قال: تصبر)) ثم قال لي: ((يا أبا ذر)) قلت: لبيك وسعديك قال: ((كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت (3) قد غرقت بالدم؟)) (4) قلت: ما خار الله لي ورسوله قال:   (1) الحرة الأرض ذات الحجارة السود وسميت الواقعة بذلك لأنها وقعت في منطقة الحرة وسببها أن أهل المدينة خلعوا يزيد بن معاوية فأرسل إليهم جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة المري والذي لقبه أهل العلم بمسرف لأنه أخاف أهل المدينة واستباحها وأكثر من القتل حتى قُتل فيها كثير من سادة ذاك العصر. (2) قال الخطابي: يريد أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت أو دفنه إلا أن يعطى وصيفاً أو قيمته حكاه عنه في عون المعبود (11/229) . (3) موضع في المدينة. (4) أحجار الزيت موضع بالمدينة من الحرة سميت بذلك لسواد أحجارها كأنها طليت بالزيت قال التوربشتي: هي الحرة التي كانت بها الوقعة من يزيد والأمير على تلك الجيوش العامة مسلم بن عقبة المري المستبيح لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. حكاه عنه صاحب عون المعبود (11/230) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 ((عليك بمن أنت منه)) قلت: يا رسول الله أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي؟ قال: ((شاركت القوم إذن)) قلت: فما تأمرني؟ قال: ((تلزم بيتك)) قلت: فإن دخل علي بيتي؟ قال: ((فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه)) (1) . افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة 1- عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أنه قال: ألا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا فقال: ((ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة؛ وهي الجماعة - زاد ابن يحيى وعمرو في حديثيهما - وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء (2) كما يتجارى الكَلَب (3) لصاحبه، - وقال عمرو: الكلب بصاحبه - لا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دخله)) (4) .   (1) رواه أبو داود (4/101) . (2) أي تسري وتدخل إليهم البدع. (3) داء يعرض للإنسان من عضة الكلب. (4) رواه أبو داود (4/198) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 2- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة)) ، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)) (1) . خروج كذاب ومبير في ثقيف 1- عن أسماء بنت أبي بكر قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: أن في ثقيف كذاباً ومبيراً. فأما الكذاب فرأيناه (2) ، وأما المبير (3) فلا أخالك إلا إياه - تعني الحجاج قال فقام عنها - يعني الحجاج ولم يراجعها (4) .   (1) رواه الترمذي (5/26) . (2) المختار الثقفي. (3) أي: المهلك. (4) رواه مسلم (4/1971) . قال النووي في شرح مسلم (16/100) : ((واتفق العلماء على أن المراد بالكذاب هنا المحتار بن أبي عبيد، وبالمبير الحجاج بن يوسف. والله اعلم)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 اتساع المدينة 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تبلغ المساكن إهاب أو يهاب (1)) ) (2) . فتح بلاد فارس 1- عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، وسمعته يقول: عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض (3) بيت كسرى أو آل كسرى، وسمعته يقول: إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم (4)) ) .   (1) موضع على أميال من المدينة. (2) رواه مسلم (4/2228) . (3) كان إيوان كسرى يسمى البيت الأبيض وهو المراد من الحديث كما هو واضح من سياقه وبعض من لا خلاق له يحذف من الحديث تمامه ويقف عند كلمة البيت الأبيض ليدلس على الناس أن المراد به ما عرف اليوم باسم البيت الأبيض في أمريكيا هو المقصود من الحديث كاذباً على نبيه كاذباً على الناس أقول هذا بياناً للحقيقة لا دفاعاً عن البيت الأبيض الذي سيفتحه أيضاً المسلمون كما فتحوا غيره ولتعلمن نبأه ولو بعد حين. (4) رواه مسلم (3/1453) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 فتح مصر 1- عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط (1) ، فاستوصوا بأهلها خيراً؛ فإن لهم ذمة (2) ورحماً (3) ، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها)) قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها (4) . نار تخرج من الحجاز 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء   (1) جزء من أجزاء الدينار والدرهم كان أهل مصر يكثرون من استعماله. (2) حرمة وحقاً. (3) كون هاجر أم إسماعيل منهم. (4) رواه مسلم (4/1970) . قال النووي في شرح مسلم (16/97) : ((وفيه معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها إخباره بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة، ومنها أنهم يفتحون مصر، ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة، ووقع كل ذلك ولله الحمد)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 أعناق الإبل بِبُصرى)) (1) . رفع الأمانة 1- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين، رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: ((أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال (2) ، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها (3) ، قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت (4) ، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى أثرها مثل المجل (5) ؛ كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً (6) وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون؛   (1) رواه البخاري (9/73) ومسلم (4/2227) . قال النووي: ((وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة)) قاله في شرح مسلم (18/28) . (2) أي: في أصل قلوبهم. (3) أي: الأمانة بحيث لا يبقى من يوصف بالأمانة إلا النادر ولا يبقى من أثرها إلا مثل أثر الوكت. (4) سواد اللون من النار. (5) أثر العمل باليد. (6) أي: ورم وامتلأ ماء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت (1) ؛ لئن كان مسلماً رده علي الإسلام، وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً)) (2) . انفتاح الدنيا على المسلمين 1- عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم (3) كما تنجد الكعبة)) ، قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟ قال: ((وأنتم على دينكم اليوم)) ، قلنا: فنحن يومئذٍ خير، أم ذلك اليوم؟ قال: ((بل أنتم اليوم خير)) (4) . 2- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال: ((أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح   (1) مراده المبايعة في السلع ونحوها، لا المبايعة بالخلافة. (2) رواه البخاري (9/66) ومسلم (1/126) (3) أي: تزينوها. (4) رواه البزار (3671) والطبراني في الكبير (22/108) وصححه شيخنا في الصحيحة (2486) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 عليه بمثلها)) ، قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير؟ قال: ((بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ)) (1) . 3- عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هل لكم من أنماط؟)) قلت: وأنى يكون لنا الأنماط. قال: ((أما إنه سيكون لكم الأنماط (2)) ) . فأنا أقول لها - يعني امرأته -: أخري عني أنماطك (3) . فتقول ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنها ستكون لكم الأنماط! فأدعها (4) . 4- عن عمرو بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي - فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم، ثم قال: ((أظنكم   (1) رواه البزار (2333/مختصر الزوائد) وصححه شيخنا لغيره في صحيح الترغيب (2141) . (2) ظهارة الفراش وأيضاً بساط لطيف له خمل رقيق. (3) أي: أخرجيه من بيتي كأنه كرهه كراهة تنزيه لأنه من زينة الدنيا وملهياتها. قاله النووي (14/59) . (4) رواه البخاري (4/249) ومسلم (3/1650) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء؟)) قالوا: أجل يا رسول الله. قال: ((فأبشروا، وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)) (1) . 5- عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة (2) ، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل، فقال: ((يا عدي هل رأيت الحيرة؟)) قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال: ((فإن طالت بك حياة لترين الظعينة (3) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله)) قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء (4) الذين قد سعروا البلاد (5) ؟! ((ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى)) قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: ((كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب   (1) رواه البخاري (4/117) ومسلم (4/2273) . (2) الحاجة الشديدة. (3) المرأة في الهودج. (4) الدعار جمع داعر وهو الخبيث المفسد والمراد قطاع الطرق، وطيء قبيلة مشهورة. (5) أي: ملؤا الأرض شراً وفساداً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه. وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالاً وولداً وأفضل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم)) قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة)) قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم (1) . أبناء أبي العاص 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً؛ اتخذوا دين الله دخلاً (2) ،   (1) رواه البخاري (4/239و5/24) . قال البيهقي في دلائل النبوة (6/323) : ((وقد صدّق الله تعالى قول رسوله في هذه الثالثة في زمن عمر بن عبد العزيز)) . (2) أي: عيباً وفساداً والمعنى: أن يدخلوا في الدين أموراً لم تجر بها السنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وعباد الله خولاً (1) ، ومال الله عز وجل دولاً (2)) ) (3) . هلاك الأمة على يدي أغيلمة من قريش 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هلكة أمتي (4) على يدي غلمة (5) من قريش)) (6) . رأس الستين 1- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون خَلْفٌ من بعد ستين سنة؛ {أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَياًّ} [مريم:59] ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم (7) . ويقرأ القرآن ثلاثة:   (1) أي: خدماً وعبيداً والمعنى: أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. (2) أي: يكون المال لقوم دون قوم. (3) رواه أبو يعلى في مسنده (11/402) وتمام في الفوائد (1/151) وصححه شيخنا في الصحيحه (744) . (4) قال الحافظ في الفتح (13/10) : ((والمراد بالأمة هنا أهل ذلك العصر ومن قاربهم لا جميع الأمة إلى يوم القيامة)) . (5) جمع غلام. (6) رواه البخاري (9/60) . (7) قال ابن عبد البر في التمهيد (22/323) : ((لأنهم كانوا يتأولونه بغير علم بالسنة المبينة، فكانوا قد حرموا فهمه والأجر على تلاوته، فهذا والله أعلم معنى قوله لا يجاوز حناجرهم، يقول: لا ينتفعون بقراءته، كما لا ينتفع الآكل والشارب من المأكول والمشروب بما لا يجاوز حنجرته)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 مؤمن، ومنافق، وفاجر)) . قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يؤمن به (1) . رأس السبعين 1- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تعوذوا بالله من رأس السبعين، وإمارة الصبيان)) (2) . عقوق الوالدين 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بارزاً يوماً للناس فأتاه جبريل، فقال: ما الإيمان؟ قال: ((الإيمانُ أن تؤمن بالله، وملائكتهِ، وكتبه، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث)) ، قال: ما الإسلامُ؟ قال: ((الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتُقيمَ الصلاة، وتؤدي الزكاةَ المفروضةَ، وتصومَ رمضان)) ، قال: ما الإحسان؟ قال: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه   (1) رواه ابن حبان (3/32) وصححه شيخنا في الصحيحة برقم (3034) . (2) رواه أحمد (2/326و355و488) وابن أبي شيبة (7/461) وصححه شيخنا في الصحيحة (3191) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 فإنه يراك)) ، قال: متى الساعة؟ قال: ((ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها، إذا ولدت الأمةُ رَبَّها (1) ، وإذا تطاول رُعاةُ الإبل البَهْمُ في البنيان (2) ، في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية [لقمان:34] )) ثم أدبر، فقال: ((ردوه)) ، فلم يروا شيئاً فقال: ((هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)) (3) . التطاول في البنيان 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان،   (1) قال الحافظ في الفتح (1/122) : ((يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام)) . (2) قال الحافظ (1/123) : ((قال القرطبي: المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولي أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر فتكثر أموالهم وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به، وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان)) . (3) رواه البخاري (1/19-20) ومسلم (1/139) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 وتظهر الفتن، ويكثر الهرج؛ وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه عليه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس يعني آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} [الأنعام:158] ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته (1) فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط (2) حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها)) (3) . ظهور الجهل 1- عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: ((قد أوشك العلم أن يذهب ويظهر الجهل حتى يضرب   (1) ذات اللبن من النوق. (2) يطينه ويصلحه. (3) رواه البخاري (9/74) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الرجل أمه بالسيف من الجهل)) (1) . 2- عن شقيق قال: جلس عبد الله وأبو موسى فتحدثا، فقال أبو موسى: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بين يدي الساعة أياماً يرفع فيها العلم (2) ، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل)) (3) . توسيد الأمر إلى غير أهله 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: ((أين أراه السائل عن الساعة؟)) قال: ها أنا يا رسول الله! قال: ((فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)) ، قال: كيف إضاعتها؟ قال: ((إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) (4) .   (1) رواه عبد الرزاق (1/55) . (2) المراد بالعلم الذي يرفع علم السنة ومعرفتها. (3) رواه البخاري (9/61) ومسلم (4/2056) . (4) رواه البخاري (1/23) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 انقلاب الموازين 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيأتي على الناس سنواتٌ خداعات، يصدق فيها الكاذبُ، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)) ، قيل: وما الرويبضة؟ قال: ((الرجل التافه؛ يتكلم في أمر العامة)) (1) . كثرة الزلازل 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، وي تقارب الزمان ، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض)) (2) . 2- عن سلمة بن نفيل قال: كنا جلوساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوحى إليه، فقال: ((إني غير لابث فيكم، ولستم لابثين بعدي إلا قليلاً، وستأتوني أفناداً،   (1) رواه أحمد (2/291) وابن ماجه (4042) وصححه شيخنا في الصحيحة (4/508) (2) رواه البخاري (2/41) ومسلم (4/2057) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 يفني بعضكم بعضاً، وبين يدي الساعة موتان شديد، وبعده سنوات الزلازل)) (1) . تقارب الزمان 1- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة (2) بالنار)) (3) . عودة بلاد العرب مروجاً وأنهاراً 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض؛ حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)) (4) .   (1) رواه أحمد (4/104) . (2) أي كزمن إيقاد الضرمة وهي ما يوقد به النار كالقصب والكبريت. (3) رواه الترمذي (4/567) . (4) رواه مسلم (2/701) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 انحسار الفرات عن جبل من ذهب 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً)) (1) . 1- عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: كنت واقفاً مع أبي بن كعب فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا، قلت: أجل، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله، قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون)) (2) . تمني الموت من كثرة البلاء 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء)) (3) .   (1) رواه البخاري (9/73) ومسلم (4/2219) . (2) رواه مسلم (4/2220) . (3) رواه مسلم (4/2231) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 2- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجلُ بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه)) (1) . 3- عن حذيفة قال: ليأتين عليكم زمان يتمنى الرجل فيه الموت فيقتل أو يكفر، وليأتين عليكم زمان يتمنى الرجل الموت من غير فقر (2) . تقديم شرار الناس 1- عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم، فلا يكونن عريفاً (3) ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً)) (4) .   (1) رواه البخاري (9/73) . (2) رواه ابن أبي شيبة (15/91) . (3) وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (4) رواه ابن حبان (10/446) وحسنه شيخنا في الصحيحة (360) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 خروج الكنوز من الأرض 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان (1) من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً)) (2) . 2- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستكون معادن يحضرها شرار الناس (3)) ) (4) . 3- عن عبد الله قال: الزموا هذه الطاعة والجماعة، فإنه حبل الله الذي أمر به، وأن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة، إن الله لم يخلق شيئاً قط إلا جعل له منتهى، وإن هذا الدين قد تم، وإنه صائر إلى نقصان، وإن أمارة ذلك أن تنقطع   (1) السارية والعمود. (2) رواه مسلم (2/701) . (3) قال شيخنا الألباني في الصحيحة (4/507) : ((ومما لا شك فيه أن شرار الناس إنما هم الكفار، فهو يشير إلى ما ابتلي به المسلمون اليوم من جلبهم للأوربيين والأمريكان إلى بلادهم العربية؛ لاستخراج معادنها وخيراتها. والله المستعان)) . (4) رواه أحمد (5/430) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 الأرحام، ويؤخذ المال بغير حقه، وتسفك الدماء، ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه بشيء، ويطوف السائل بين جمعتين لا يوضع في يده شيء، فبينما هم كذلك إذ خارت الأرض خوار البقرة، يحسب كل أناس أنها خارت من قبلهم، فبينا الناس كذلك إذ قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة، لا ينفع بعد شيء منه ذهب ولا فضة (1) . مخاطبة الحيوانات والجماد للإنس 1- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباعُ الإنسَ، وحتى تكلم الرجلَ عذبةُ سوطه، وشراكُ نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده)) (2) . 2- عن حذيفة قال: بينما قوم يتحدثون إذ تمر بهم إبل قد عطلت، فيقولون: يا إبل أين أهلك؟! فتقول: أهلنا حشروا ضحى (3) .   (1) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/456) والحاكم في المستدرك (4/555) . (2) رواه أحمد (3/83) والترمذي (4/476) . (3) رواه ابن أبي شيبة (15/246) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 تقديم الفساق على الصالحين 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((إنَّ من أشراط الساعة: أن يظهر الشح، والفحش، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويظهر ثياب يلبسها نساء كاسيات عاريات، ويعلو التحوتُ الوعولَ، أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي؟ قال: نعم ورب الكعبة، قلنا: وما التحوت؟ قال: فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم، والوعول أهل البيوت الصالحة)) (1) . 2- عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع (2)) ) (3) . زوال الجبال عن أماكنها 1- عن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال عن أماكنها، وترون   (1) رواه ابن معين في تاريخه والطبراني في الأوسط (1/228) . (2) أي: لئيم ابن لئيم. (3) رواه أحمد (5/389) والترمذي (2209) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 الأمور العظام التي لم تكونوا ترونها)) (1) . تقارب الأسواق 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، ويتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج، قيل: وما الهرج؟ قال: القتل)) (2) . زمان لا يبالي أهله من أين أتت أموالهم 1- عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام)) (3) . ظهور الربا 1- عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر)) (4) .   (1) رواه الطبراني في الكبير (7/207) ورواه معمر في الجامع عن الحسن مرسلاً (11/374) . (2) رواه أحمد (2/519) وأصله في الصحيحين. (3) رواه البخاري (3/77) . (4) رواه الطبراني في الأوسط (7/349) وقال شيخنا في صحيح الترغيب (2/378) : ((صحيح لغيره)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قوم يصلون ولا دين لهم 1- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة، وليصلين قوم لا دين لهم، ولينزعن القرآن من بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسرى على القرآن ليلاً فيذهب من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء)) (1) . 2- عن ابن عمرو قال: يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن (2) . 3- عن حذيفة قال: يأتي على الناس زمان لو اعترضتهم في الجمعة نَبْلٌ ما أصابت إلا كافراً (3) . ظهور الزنى 1- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكم أحدٌ بعدي، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:   (1) رواه عبد الرزاق في المصنف (3/363) والطبراني في الكبير (9/141) . (2) رواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (101) . (3) رواه ابن أبي شيبة (15/88) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 ((من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويَقِلَّ الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيمُ الواحد)) (1) . ظهور الزنى في الطرقات 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط)) (2) . 2- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير)) قلت: إن ذلك لكائن؟! قال: ((نعم ليكونن (3)) ) (4) . كثرة المطر وقلة البركة 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:   (1) رواه البخاري (1/31) ومسلم (4/2056) . (2) رواه أبو يعلى (11/43) . (3) قال شيخنا في صحيح الموارد (2/231) : ((وقد كان، وإنا لله وإنا إليه راجعون! وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ودلائل صدقه)) . (4) رواه ابن حبان (15/170) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 ((ليست السنة بأن لا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئاً)) (1) . انتفاج (2) الأهلة 1- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ من أمارات الساعة: أن يرى الهلال لليلة فيقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة)) (3) . مشاركة المرأة لزوجها في التجارة 1- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم)) (4) .   (1) رواه مسلم (4/2228) . (2) أي عظمها. (3) رواه الضياء في المختارة وحسنه (6/305) والطبراني في الصغير (2/115) . (4) رواه أحمد (1/407) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 مرور الرجل في المسجد وتركه الصلاة فيه 1- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين)) (1) . استحلال المحرمات 1- عن عبادة بن الصامت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفس محمد بيده ليبيتنَّ ناسٌ من أمتي على أَشَرٍ وبَطَرٍ ولعب ولهو، فيصبحوا قردةً وخنازير؛ باستحلالهم المحارم، والقينات، وشربهم الخمر، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير)) (2) . استحلال الغناء 1- عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير)) (3) .   (1) رواه ابن خزيمة (2/284) وانظر الصحيحة لشيخنا. (2) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (5/329) وقال شيخنا في صحيح الترغيب (2/378) : ((حسن لغيره)) . (3) رواه ابن ماجه (2/1333) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 2- عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليكونن من أمتي أقوامٌ يَسْتَحِلّون الْحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلمٍ (1) يَرُوحُ عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة، فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)) (2) . ظهور المغنين والمغنيات 1- عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور)) (3) . حثالة تمرج العهود 1- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم (4)   (1) جبل. (2) رواه البخاري في صحيحه (7/138) . (3) صححه شيخنا في الصحيحة (2203) لشواهده. (4) أي اختلطت وفسدت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟ قال: تأخذون بما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على خاصتكم، وتذرون أمر عوامكم)) (1) . وفي رواية: عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: ((بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكر الفتنة فقال: إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)) (2) . ظهور الشُّرَط 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوماً في أيديهم مثل أذناب البقر، يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله)) (3) . 2- عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -   (1) رواه أبو داود (4/123) وابن ماجة (2/1307) . (2) رواه أبو داود (4/124) . (3) رواه مسلم (4/2193) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 يقول: ((سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله)) (1) . استئصال العرب في أرض العجم 1- عن أبي الأسود الديلي قال: انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة الأشعري إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلقينا عبد الله بن عمرو فقال: ((يوشك أن لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه)) فقال زرعة: أيظهر المشركون على الإسلام؟! فقال: ممن أنت؟ قال: من بني عامر بن صعصعة فقال: ((لا تقوم الساعة حتى تدافع نساء بني عامر على ذي الخلصة - وثن كان يسمى في الجاهلية -)) قال: فذكرنا لعمر قول عبد الله بن عمرو فقال عمر: - ثلاث مرات - عبد الله أعلم بما يقول، فخطب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوم الجمعة فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره بنحوه، قال فذكرنا قول عمر لعبد الله بن عمرو فقال: صدق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان ذلك كالذي قلت (2) .   (1) رواه الطبراني في الكبير (8/136) وصححه شيخنا لشواهد له وانظر صحيح الجامع. (2) رواه الحاكم (4/522و593) ورواه الضياء في المختارة (1/251) وصححه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 تزيين المساجد وتحلية المصاحف 1- عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا زوقتم مساجدكم (1) ، وحليتم (2) مصاحفكم؛ فالدمار (3) عليكم)) (4) . تحول تبوك إلى جنان 1- عن معاذ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً - يعني تبوك -)) (5) . خروج الفتن من المشرق 1- عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إلى جنب المنبر فقال: ((الفتنة هاهنا، الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس)) (6) . 2- عن ابن عمر قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم   (1) أي حسنتموها بالنقش والتزويق. (2) زينتم. (3) الهلاك. (4) رواه ابن أبي شيبة (1/274) . (5) رواه مسلم (4/1784) . (6) رواه البخاري (9/67) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)) ، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا (1) ؟ قال: ((اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)) ، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا؟ قال: ((هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان)) (2) . فتن أعظم من فتنة الدجال 1- عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال)) (3) . فتن يرقق بعضها بعضا ً 1- عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن فيرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف،   (1) أي العراق. (2) رواه البخاري (9/68) . (3) رواه مسلم (4/2267) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه؛ فاضربوا عنق الآخر)) (1) . 2- عن حذيفة قال: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسر إلي في ذلك شيئاً لم يحدثه غيري، ولكنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يحدث مجلساً أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يعد الفتن: ((منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئاً، ومنهن فتن كرياح الصيف، ومنها صغار ومنها كبار)) . قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري (2) . 3- عن حذيفة قال: والله لا يأتيهم أمر يضجّون منه، إلا أردفهم أمر يشغلهم عنه)) (3) . 4- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:   (1) رواه مسلم (3/1473) . (2) رواه مسلم (4/2216) . (3) رواه ابن أبي شيبة (15/40) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ((ستكون فتن كرياح الصيف، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، من استشرف لها استشرفته)) (1) . ذهاب عقول الناس في الفتن 1- عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ بين يدي الساعة الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذٍ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء)) (2) . 2- عن حذيفة قال: ((ما الخمر صرفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة)) (3) . 3- عن علي قال: وضع الله في هذه الأمة خمس فتن: فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم فتنة سوداء مظلمة تموج كموج البحر   (1) رواه ابن حبان (13/291) . (2) رواه أحمد (4/391) . (3) رواه ابن أبي شيبة (15/88-89) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 يصبح الناس فيها كالبهائم (1) . علامة الفتنة 1- عن حذيفة قال: ((إنَّ الفتنة تعرض على القلوب، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، فإن أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، فمن أحبَّ منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر فإن كان يرى حراماً ما كان يراه حلالاً، أو يرى حلالاً ما كان يراه حراماً؛ فقد أصابته الفتنة)) (2) . توالي الفتن حتى تسوقهم إلى الدجال 1- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال:: ((ثلاث فتن، والرابعة تسوقهم إلى الدجال؛ التي ترمي بالرَّضف، والتي ترمي بالنَّشفَ (3) ، والسوداء المظلمة التي تموج كموج البحر،   (1) أي: لا عقول لهم. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/452) وعلي بن الجعد (313) والداني في الفتن (1/230) والحاكم في المستدرك (4/ 504) . (2) رواه ابن أبي شيبة (15/88) . (3) حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار، وإذا تركت على رأس الماء طفت ولم تغص فيه. والمعنى: أن الأولى من الفتن لا تؤثر في أديان الناس لخفتها، والتي بعدها كهيئة حجارة قد أحميت بالنار فكانت رضفاً، فهي أبلغ في أديانهم وأثلم لأبدانهم. لسان العرب (9/330) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 والرابعة تسوقهم إلى الدجال)) (1) . للفتنة وقفات 1- عن حذيفة قال: ((إنَّ للفتنة وقفات وبعثات، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها؛ فليفعل)) (2) . وفي رواية: سئل حذيفة: ما وقفاتها؟ قال: إذا غمد السيف، قال: وما بعثاتها؟ قال: إذا سل السيف)) (3) . فتنة لا توبة بعدها 1- عن حذيفة قال: تكون فتنة، ثم تكون بعدها توبة وجماعة، ثم تكون فتنة، لا تكون بعدها توبة ولا جماعة (4) . فتنة تعم الأمة 1- عن حذيفة قال: تكون فتنة فيقوم لها رجالٌ   (1) رواه ابن أبي شيبة (15/16) . (2) رواه ابن أبي شيبة (15/10و19و88و184) . (3) الحاكم (4/501) . (4) رواه ابن أبي شيبة (15/51) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون الخامسة دهماء (1) مجللة (2) تنبثق في الأرض كما ينبثق الماء (3) . (4) 2- عن حذيفة قال: ليوشكن أن يُصبَّ عليكم الشر من السماء حتى يبلغ الفيافي، قالوا: وما الفيافي يا أبا عبد الله؟ قال: الأرض القفر (5) . فتنة الأمة المال 1- عن كعب بن عياض - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال)) (6) .   (1) فتنة مظلمة. (2) تعم الناس وتغشاهم. (3) انبثق الماء: انفجر وجرى. (4) رواه ابن أبي شيبة (15/54) . (5) رواه ابن أبي شيبة (15/110) والداني (1/286) . (6) رواه أحمد (4/160) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 فتنة الدهيماء 1- عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: كنا قعوداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس (1) ، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: ((هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء (2) ؛ دخنها (3) من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني (4) وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس (5) على رجل كورك على ضلع (6) ، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل: انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا   (1) الكساء الذي يلي ظهر البعير وأضاف الفتنة إلى الحلس لدوامها وطول لبثها. (2) التي تسر الناس من الصحة والرخاء ويكون السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة النعيم. (3) أي ظهورها. (4) أي في الفعل. (5) أي يجتمعون على بيعة رجل. (6) مثل ومعناه لا استقامة له والمعنى أنه غير خليق بالملك ولا مستقل به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده)) (1) . فتنة عمياء صماء 1- عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: ((ويل للعرب! من شرٍّ قد اقترب، من فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ويل للساعي من الله يوم القيامة)) (2) . العزلة في الفتن 1- عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة؛ القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت،   (1) رواه أبو داود (4/94) . (2) رواه ابن حبان (15/98) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 اللهم هل بلغت، قال: فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار)) (1) . 2- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف (2) الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)) (3) . 3- عن أسامة - رضي الله عنه - قال: أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - على أطم من آطام (4) المدينة فقال: ((هل ترون ما أرى؟! إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر)) (5) . 4- عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها)) (6) .   (1) رواه مسلم (4/2212) . (2) رؤوس الجبال. (3) رواه البخاري (1/11) . (4) قصر أو حصن. (5) رواه البخاري (3/28) ومسلم (4/2211) . (6) رواه أبو داود (4/102) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 5- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم، أنجى الناس منها صاحب شاهقة يأكل من رسل (1) غنمه، أو رجل من وراء الدروب آخذ بعنان فرسه يأكل من فيء سيفه)) (2) . في فضل العبادة الفتن 1- عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي)) (3) . إخلاص الدعاء عند وقوع الفتن 1- عن حذيفة قال: ((ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق)) (4) . والمعنى: إلا من أخلص الدعاء؛ لأن من أشفى على الهلاك أخلص في دعائه طلبَ النجاة. الهجرة إلى الشام عند وقوع الفتن 1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:   (1) اللبن. (2) رواه الحاكم (2/92-93) . (3) رواه مسلم (4/2268) . (4) رواه ابن أبي شيبة (15/21) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام)) (1) . 2- عن قرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)) (2) . 3- عن سلمة بن نفيل أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني سئمت الخيل، وألقيت السلاح، ووضعت الحرب أوزارها، قلت: لا قتال، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس، يرفع الله قلوب أقوام فيقاتلونهم، ويرزقهم الله منهم، حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)) (3) .   (1) رواه الحاكم (4/509) وإسناده صحيح قاله شيخنا في فضائل الشام (15) . (2) رواه أبو داود الطيالسي (1076) وإسناده صحيح قاله شيخنا في فضائل الشام (19) . (3) رواه أحمد (4/104) وإسناده صحيح قاله شيخنا في فضائل الشام (86) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 ظهور النفاق 1- عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، يظهر النفاق، وترفع الأمانة، وتقبض الرحمة، ويُتَّهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين، أناخ بكم الشرف (1) الجون)) . قالوا: وما الشُّرْف الجون يا رسول الله؟! قال: ((فتن كقطع الليل المظلم)) (2) . القتل دونما سبب 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج؛ القاتل والمقتول في النار)) (3) . لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه 1- عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن   (1) قال في النهاية: شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنوق المسنة السود. (2) رواه ابن حبان (15/99) . (3) رواه مسلم (4/2231) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 مالك - رضي الله عنه - فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: اصبروا فإنه ((لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -)) (1) . جزاء الأمة إذا بطرت 1- عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مشت أمتي بالمطيطاء (2) ، وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم؛ سلط شرارها على خيارها)) (3) . 2- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي)) (4) . ذهاب الصالحين 1- عن مرداس الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى   (1) رواه البخاري (9/61-62) . (2) مشية فيها تبختر ومد اليدين. (3) رواه الترمذي (4/526) . (4) رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير (8/107) وقال شيخنا الألباني في صحيح الترغيب (2/479) : ((حسن لغيره)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 حفالة (1) كحفالة التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئاً)) (2) . تسلط المشركين على المسلمين بذنوبهم 1- عن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم، ثم يكونوا أسداً لا يفرون، فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم)) (3) . 2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((كيف أنتم إذا لم تجتبوا ديناراً ولا درهماً؟ فقيل: وهل ترى ذلك كائناً يا أبا هريرة؟ فقال: إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق، قالوا: وعمّ ذاك قال: تنتهك ذمة الله وذمة رسوله؛ فيشد الله عز وجل قلوب أهل الذمة؛ فيمنعون ما بأيديهم. والذي نفس أبي هريرة بيده ليكونن مرتين)) (4) .   (1) حثالة. (2) رواه البخاري (8/114) . (3) رواه أحمد (5/11و22) والروياني في مسنده (1/351) . (4) رواه أحمد في مسنده (2/332) والبخاري معلقاً (6/280/فتح) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 3- عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم (1) سلاح (2)) ) (3) . 4- عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) (4) . 5- عن حذيفة قال: كيف أنتم إذا انفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها؟ قالوا: لا ندري، قال: لكني والله أدري؛ أنتم يومئذٍ بين عاجز وفاجر. فقال رجل من القوم: قبح العاجز عن ذاك، فضرب ظهره حذيفة مراراً،   (1) أبعد ثغورهم. (2) موضع قرب خيبر. (3) رواه أبو داود (4/97) . (4) رواه أبو داود (4297) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 ثم قال: قبحت أنت، قبحت أنت (1) . 6- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((منعت العراق درهمها وقفيزها (2) ، ومنعت الشام مديها (3) ودينارها، ومنعت مصر إردبها (4) ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه)) (5) . 7- عن جابر بن عبد الله قال: يوشك أهل   (1) رواه ابن أبي شيبة (15/18و119) والحاكم (4/459) والداني (3/550) ونعيم (1/43و45) . قلت: إسناده ضعيف؛ فيه المنذر بن هوذة، ذكره أبو حاتم والبخاري ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ولطرفه الأول طريق أخرى عند ابن أبي شيبة (37415) والحاكم (4/458) يتقوى بها. (2) قال النووي في شرح مسلم (18/20) : ((وفى معنى منعت العراق وغيرها: قولان مشهوران: أحدهما لإسلامهم فتسقط عنهم الجزية، وهذا قد وجد، والثاني وهو الأشهر أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين)) قلت: وقد تحقق هذا أيضاً. (3) مكيال لأهل الشام. (4) مكيال لأهل مصر. (5) رواه مسلم (4/2220) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك. ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم (1) . محاربة قوم نعالهم الشعر (2) 1- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً عراض الوجوه، صغار الأعين، كأنَّ وجوههم المجان (3) المطرقة، وكأن أعينهم   (1) رواه مسلم (4/2234) . (2) قال الإمام النووي في شرح مسلم (18/37-38) : ((وقد وجدوا في زماننا هكذا وفى الرواية الأخرى حمر الوجوه أي بيض الوجوه مشوبة بحمرة وفى هذه الرواية صغار الأعين وهذه كلها معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنف عراض الوجوه كان وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مرات وقتالهم الآن ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم وسائر أحوالهم وإدامة اللطف بهم والحماية وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي)) . (3) جمع مجن وهو الترس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 حدق الجراد، ينتعلون الشعر، ويتخذون الدرق (1) ، يربطون خيولهم بالنخيل (2)) ) (3) . قتال الترك 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر)) (4) . 2- عن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له دجلة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين، - قال ابن يحيى: قال أبو معمر: وتكون من أمصار المسلمين - فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء، عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون   (1) ترس من جلد. (2) والمراد يحتلون العراق. (3) رواه ابن ماجه (2/1372) وأحمد (3/31) . (4) رواه البخاري (3/10770) ومسلم (4/2233) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء)) (1) . 3- عن بريدة قال كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن أمتي يسوقها قوم عراض الأوجه صغار الأعين كأن وجوههم الحجف (2) ثلاث مرار، حتى يلحقوهم بجزيرة العرب، أما السابقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض، وأما الثالثة فيصطلون كلهم من بقي منهم، قالوا: يا نبي الله من هم؟ قال: هم الترك، قال أما والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين)) قال: وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة، ومتاع السفر والأسقية، بعد ذلك للهرب، مما سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - من البلاء من أمراء الترك (3) . قتال الحبشة 1- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز   (1) رواه أبو داود (4/113) . (2) الترس. (3) رواه أحمد (5/348) وأبو داود (4/113) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة)) (1) . وفي رواية: ((اتركوا الترك ما تركوكم واتركوا الحبشة … )) . فساد مُضَر (2) 1- عن حذيفة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبداً صالحاً إلا فتنته وأهلكته، حتى يدركها الله بجنود من عباده، فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة)) (3) . جيش من عدن 1- عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله، هم خير من بيني وبينهم)) (4) . خسف بالبصرة 1- عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال   (1) رواه أبو داود (4/114) وأحمد (5/371) . (2) قبيلة عربية. (3) رواه أحمد (5/390) . (4) رواه أحمد (1/333) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 له: ((يا أنس إن الناس يمصرون أمصاراً، وإن مصراً منها يقال له: البصرة؛ فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها (1) وكلاءها (2) وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير)) (3) . 2- جاء رجل إلى حذيفة فقال: إني أريد الخروج إلى البصرة، فقال: إن كنت لا بد لك من الخروج فانزل عذواتها، ولا تنزل سرتها (4) . (5) تأول القرآن على غير وجهه 1- عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هلاك أمتي في الكتاب واللبن، قالوا: يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟ قال: يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل، ويحبون   (1) الأرض المالحة. (2) موضع في البصرة. (3) رواه أبو داود (4/113) وقال شيخنا في المشكاة (3/1496) : ((إسناده صحيح)) . (4) عذواتها: الأرض الطيبة البعيدة من الماء المالح والسباخ، وسرتها: وسطها، والمعنى: انزل أطراف البصرة ولا تنزل وسطها. (5) رواه ابن أبي شيبة (15/115) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 اللبن؛ فيدعون الجماعات والجمع ويبدون)) (1) . ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1- عن حذيفة قال: ((ليأتين عليكم زمان خيركم فيه من لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر)) فقال رجل من القوم: أيأتي علينا زمان نرى المنكر فيه فلا نغيره؟!! قال: والله لتفعلن، قال: فجعل حذيفة يقول بأصبعه في عينه: كذبتَ والله - ثلاثاً -، قال الرجل: فكذبتُ وصدق (2) . ظهور السيارات 1- عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال (3) ، ينزلون على أبواب المسجد، نساؤهم كاسيات عاريات؛ على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم، كما   (1) رواه أحمد (4/155) . (2) رواه ابن أبي شيبة (15/90-91و338) . (3) الرحل: مركب للبعير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 يخدمنكم نساء الأمم قبلكم (1)) ) (2) . اتباع سنن اليهود والنصارى 1- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك)) (3) . 2- عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن!)) (4) . 3- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً   (1) قال شيخنا في صحيح موارد الظمآن (2/47) : ((ثم الحديث معجزة علمية غيبية للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يشير إلى السيارات الفاخرة التي يركبها أشباه الرجال الذين يأتون عليها إلى المساجد مشيعين للجنازة، فإذا أدخلت المسجد للصلاة عليها ظل أولئك في سياراتهم أو واقفين بجانبها بالانتظار وقد شرحت هذا كله في الصحيحة [6/415] )) . (2) رواه أحمد (2/223) . (3) رواه الترمذي (5/26) . (4) رواه البخاري (9/126) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 بشبر وذراعاً بذراع، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك)) (1) . 4- عن حذيفة قال: لتركبن سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة (2) ، غير أني لا أدري تعبدون العجل أم لا؟ (3) . ظهور اللواط 1- عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار: إذا ظهر التلاعن (4) ، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان (5) ، واكتفى الرجال بالرجال (6) ، والنساء بالنساء (7)) ) (8) .   (1) رواه البخاري (6/2669) . (2) أصل القذة ريش السهم ومثل بها لأنهما يجعلان على مثال واحد. (3) رواه ابن أبي شيبة (15/106) . (4) من اللعنة والمراد يلعن بعضهم بعضاً كما يفعله الفساق اليوم حيث أصبحت تحيتهم اللعن أو أن يُلعن أول هذه الأمة. (5) أي المغنيات. (6) كناية عن اللواط. (7) كناية عن السحاق. (8) رواه البيهقي في شعب الإيمان (3/377و4/377) وقال شيخنا الألباني في صحيح الترغيب (2/466) : ((حسن لغيره)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 الصبغ بالسواد 1- عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل (1) الحمام؛ لا يريحون (2) رائحة الجنة)) (3) . الإجهاض 1- عن أبي هريرة قال: لتؤخذن المرأة فليبقرن بطنها، ثم ليؤخذن ما في الرحم فلينبذن مخافة الولد (4) . إمارة السفهاء 1 - عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب بن عجرة: ((أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردوا علي حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على   (1) أي صدور. (2) لا يشمون. (3) رواه أبو داود (4/87) . (4) رواه ابن أبي شيبة (7/469) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وسيردوا علي حوضي، يا كعب بن عجرة الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان أو قال برهان، يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت؛ النار أولى به، يا كعب بن عجرة الناس غاديان: فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها)) (1) . 2- عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فقلت: يا رسول الله إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال: تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل، لا طاعة لمن عصى الله)) (2) 3- عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال في خطبته: ((إلا إني أوشك أن أدعى فأجيب، فيليكم عمال من بعدي؛ يقولون ما تعلمون ويعملون ما تعرفون وطاعة أولئك طاعة، فتلبثون كذلك زمانا، ثم يليكم عمال من بعدهم يعملون بما لا يعلمون ويعملون بما لا تعرفون، فمن فادهم وناصحهم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا، خالطوهم بأجسادكم   (1) رواه أحمد (3/321) . (2) رواه ابن ماجه (2/956) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وزايلوهم بأعمالكم، واشهدوا على المحسن أنه محسن، وعلى المسيء أنه مسيء)) (1) . 4- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فليس منّا، ولست منه، ولا يرد عليَّ الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم؛ فهو مني، وأنا منه، سيرد علي الحوض)) (2) . 5- عن حذيفة قال: يكون عليكم أمراء يعذبونكم، ويعذبهم الله (3) . 6- عن حذيفة قال: لا تزالوا بخير ما لم يكن عليكم أمراء لا يرون لكم حقاً إلا إذا شاءوا (4) . 7- عن قيس بن أبي حازم قال: قال حذيفة: كيف إذا ضيع الله أمركم؟ قالوا: يا أبا عبد الله ما نزال. قال: أرأيتم إذا ولي عليكم من لا يزن عند الله جناح بعوضة، أفترونه ضيع أمركم؟! (5) .   (1) رواه الطبراني في الأوسط (7/105) وأبو مسهر (62) . (2) رواه أحمد (5/384) . (3) رواه ابن الجعد (338) والحاكم (4/435و504) . (4) رواه الحاكم (4/435) . (5) رواه محمد بن عاصم الثقفي (121) وابن أبي شيبة (15/36) وأبو نعيم (1/280) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 8- عن حذيفة قال: أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة (1) . قلت: قال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (3/47) : ((قلت: قد عرف ذلك أبو هريرة. أخرجه عمر بن شبَّة (م262) في تاريخ المدينة قال: ثنا أبو داود وأبان كلاهما عن يحيى ثنا أبو جعفر أنا أبا هريرة قال: ليخرجن أهل المدينة من المدينة خير ما كانت. قيل: من يخرجهم يا أبا هريرة؟ قال: أمراء السوء)) . 9- عن معاوية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون أمراء فلا يُرَدُّ عليهم قولهم (2) ، يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضاً)) (3) . خروج الأمة بعضها على بعض 1- عن واثلة بن الأسقع قال: خرج علينا   (1) رواه أحمد (5/386) ومسلم (2891) . (2) والمعنى أنهم يتكلمون بالباطل والمنكر فلا أحد يقدر أن يرد عليهم من شدة جورهم وظلمهم. (3) رواه أبو يعلى في مسنده (4/1779) والطبراني في الأوسط (5444) قاله شيخنا في الصحيحة (1790) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أتزعمون أني آخركم وفاة؟! ألا إني من أولكم وفاة، وتتبعوني أفناداً (1) يهلك بعضكم بعضاً)) (2) . 2- عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) (3) . 3- عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن؛ حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردئاً للإسلام، غيّره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك)) . قال: قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي)) (4) .   (1) جماعات متفرقين. (2) رواه أحمد (4/106) . (3) رواه البخاري (9/63) . (4) رواه ابن حبان (1/148-149) وأبو يعلى - كما في تفسير ابن كثير (2/226) والبزار (7/220) ورواه البخاري في تاريخه (4/301) مقتصراً على شطره الأول، وقال ابن كثير: إسناده جيد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 استيلاء الكفار على بيت المقدس 1- عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيما أفضل: مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن لأن يكون للرجل مثل سِيَة قوسه (1) من الأرض حيث يرى بيت المقدس خيراً له من الدنيا وما فيها)) (2) . بلوغ ملك الأمة ما بلغ الليل والنهار 1- عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله زوى (3) لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم (4) ، وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا   (1) سية القوس: ما عطف من طرفيها. (2) رواه الحاكم (4/509) والضياء في فضائل بيت المقدس (1/52) . (3) جمع وضم. (4) موضع سلطانهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، أو قال من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً)) (1) . إذا فسد أهل الشام 1- عن قرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم: لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)) (2) . ظهور الخلوف 1- عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: لا أدري أذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن (3)) ) (4) .   (1) رواه مسلم (4/2215) . (2) رواه الترمذي (2301) . (3) أي كثرة اللحم. (4) رواه البخاري (3/224) ومسلم (4/1964) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 حال المتمسك بدينه عند وقوع الفساد 1- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر)) (1) . تتابع الآيات إذا وقعت 1- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً)) (2) . هجر المدينة المنورة 1- عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد)) (3) .   (1) رواه الترمذي (4/526) . (2) رواه أحمد (2/219) . (3) رواه مسلم (2/1005) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 2- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يتركون المدينة على خير ما كانت (1) لا يغشاها إلا العوافي (2) - يريد عوافي السباع والطير - ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة، ينعقان (3) بغنمهما، فيجدانها وحشاً (4) ، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما)) (5) . 3- عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتركن المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذي (6) على بعض سواري المسجد أو على المنبر)) (7) ، فقالوا: يا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ قال: ((للعوافي: الطير والسباع)) (8) .   (1) أي: على أحسن حال كانت عليه من قبل. (2) جمع عافية وهي التي تطلب أقواتها. (3) أي يصيحان. (4) أي خالية ليس بها أحد. (5) رواه البخاري (4/89/فتح) ومسلم (2/1010) . (6) أي يبول. (7) قال ابن عبد البر في التمهيد (24/123) : ((فمعناه أن الذئب يبول على سواري المسجد أو على المنبر شك المحدث وذلك لخلاء المدينة من أهلها ذلك الزمان وخروج الناس عنها وتغير الإسلام فيها حتى لا يكون بها من يهتبل بالمسجد فيصونه ويحرسه)) . (8) رواه مالك في الموطأ (2/888) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 اتخاذ القرآن أغاني 1- عن عليم قال: كنا جلوساً على سطح معنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يزيد: لا أعلمه إلا عبساً الغفاري، والناس يخوضون في الطاعون، فقال عبس: يا طاعون خذني ثلاثاً يقولها، فقال له عليم: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتمنى أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله لا يرد فيستعتب)) ؟ فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بادروا بالموت ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم (1) ، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشئاً يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل يغنيهم وإن كان أقل منهم فقهاً)) (2) . حلقات للدنيا في المساجد 1- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقاً حلقاً، إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم، فإنه ليس لله فيهم حاجة)) (3) .   (1) كناية عن الرشوة التي بها تبدل الأحكام. (2) رواه أحمد (3/494) . (3) رواه الطبراني في الكبير (10/98) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 كثرة الخطباء وقلة العلماء 1- عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، من ترك عُشْر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا)) (1) . اختلاف الإخوان 1- عن ميمونة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف أنتم إذا مرج الدين (2) ، وسفك الدم، وظهرت الزينة، وشرف البنيان، وظهرت الرغبة (3) ، واختلفت الإخوان، وحرق البيت العتيق (4) ؟!)) (5) . مجادلة المشرك للمؤمن بمثل ما يقول 1- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيأتي على أمتي زمان تكثر فيه القراء، وتقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل بينكم، ثم   (1) رواه البخاري في تاريخه (2/374) . (2) اختلط وفسد. (3) في الدنيا والحرص عليها. (4) الكعبة. (5) رواه ابن أبي شيبة (7/460) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المنافقُ الكافرُ المشركُ بالله المؤمنَ بمثل ما يقول)) (1) . قوم يتبعون المتشابه من القرآن 1- عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [آل عمران:7] قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) (2) . (3)   (1) رواه الحاكم (4/457) والطبراني في الأوسط (3/319) ورجاله ثقات سوى دراج وهو حسن الحديث في روايته عن غير أبي الهيثم كما قرر ذلك شيخنا. (2) قال البيهقي في دلائل النبوة (6/545) : ((لا تكاد ترى مبتدعاً إلا قد ترك المحكمات وأقبل على المتشابهات يسأل عن تأويلها ويفتتن ويفتن من تبعه نسأل الله التوفيق لاستعمال السنة ونعوذ به من متابعة أهل الزيغ والبدعة)) ثم نقل عن أيوب أنه قال: ((لا أعلم من أصحاب الأهواء أحداً إلا وهو يجادل بالمتشابه)) . (3) رواه البخاري (6/42) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 ظهور الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم؛ فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنوكم)) (1) . 2- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إنَّ في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآناً (2) . خروج النار التي تحشر الناس 1- عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضر موت، تحشر الناس قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام)) (3) . 2- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب)) (4) .   (1) رواه مسلم في مقدمة صحيحه (1/12) . (2) رواه مسلم في مقدمة صحيحه (1/12) . (3) رواه أحمد (2/8) وابن أبي شيبة (7/471) . (4) رواه البخاري (9/73) معلقاً ووصله البخاري نفسه (5/88) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 قوم يقولون ما لا يعملون 1- عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، ويفتح القول، ويخزن العمل (1) ، ويقرأ بالقوم المثناة، ليس فيهم أحد ينكرها قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب سوى كتاب الله عز وجل)) (2) . ظهور الفحش والتفحش 1- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله يبغض الفحش (3) والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين، ويؤتمن الخائن، حتى يظهر الفحش والتفحش (4) ، وقطيعة الأرحام، وسوء الجوار)) (5) .   (1) والمعنى أنهم يقولون ما لا يفعلون فيحسنون القول ويسيئون العمل. (2) رواه الحاكم (4/554) . (3) كل خصلة فاحشة من الأقوال والأفعال. (4) أي تكلف الفحش. (5) رواه أحمد (2/199) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 سوء الأخلاق 1- عن عبد الله قال: من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والتفحش، وسوء الخلق، وسوء الجوار (1) . يملك الناس رجل من الموالي 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يذهب الليل والنهار، حتى يملك رجلٌ من الموالي يقال له: جهجاه)) (2) . قوم يشربون القرآن كشرب الماء 1- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيخرج قوم من أمتي يشربون القرآن كشربهم الماء)) (3) . حيف الأئمة 1- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثاً: إيماناً بالنجوم، وتكذيباً   (1) رواه ابن أبي شيبة (7/501) . (2) رواه الترمذي (4/504) . (3) رواه الفريابي في فضائل القرآن (204) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 بالقدر، وحيف (1) السلطان)) (2) . ظهور أدواء الأمم السابقة 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيصيب أمتي داء الأمم فقالوا: يا رسول الله وما داء الأمم؟ قال: الأشر (3) ، والبطر، والتكاثر، والتناجش في الدنيا، والتباغض، والتحاسد؛ حتى يكون البغي)) (4) . نقض عرى الدين عروة عروة 1- عن حذيفة قال: ((أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة)) (5) . 2- عن ابن مسعود قال: ((إنَّ أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة،   (1) ظلم. (2) رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/142) وأبو يعلى (13/455) والروياني (2/300) الداني في السنن الواردة في الفتن (3/619) والحديث صحيح لغيره كما أفاده شيخنا الألباني في الصحيحة (1127) . (3) المرح واللجاج وقيل أشد البطر. (4) رواه الحاكم (4/168) . (5) رواه أبو نعيم (1/281) والحاكم (4/469) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وليصلين قوم لا دين لهم)) (1) . غور الماء 1- عن عبد الله قال: ((يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستاً من ماء فلا تجدونه، ينزوي كل ماء إلى عنصره، فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء)) (2) . بما يكون هلاك آخر الأمة 1- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالبخل والأمل)) (3) . القحطاني 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاة)) (4) .   (1) رواه الطبراني في الكبير (9/141) . (2) رواه ابن أبي شيبة (6/409) والحاكم في المستدرك (4/549) وصححه شيخنا في الصحيحة السابع. (3) رواه الطبراني في الأوسط (7/332) وقال شيخنا الألباني في صحيح الترغيب (3/254) : ((حسن لغيره)) . (4) رواه البخاري (9/73) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 غربة الإسلام 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء)) (1) . 2- عن عتبة بن غزوان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ من ورائكم أيامَ الصبر، للمتمسك فيهن يومئذٍ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم)) قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: ((بل منكم)) (2) . عودة الإسلام إلى المدينة 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها)) (3) . قوم يكذبون بعذاب القبر وبعض علامات الآخرة 1- عن عمر بن الخطاب قال: ((سيكون فيكم   (1) رواه مسلم (1/130) . (2) رواه ابن نصر في السنة (9) والطبراني في الكبير (17/117رقم 289) قاله شيخنا في الصحيحة (494) . (3) رواه مسلم (1/131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 قوم من هذه الأمة يكذّبون بالرجم، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا (1) ، فلئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وثمود)) (2) . المجددون 1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)) (3) . عودة الخلافة 1- عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم   (1) أي احترقوا. (2) رواه عبد الرزاق (3/588) الداني في الفتن (3/621) وأحمد مختصراً وإسناده حسن. قاله شيخنا الألباني في قصة المسيح الدجال (30) . (3) رواه أبو داود (4291) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 تكون ملكاً عاضاً (1) ، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية (2) ، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)) (3) . الجيش الذي يخسف به 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تنتهي البعوث عن غزو هذا البيت، حتى يخسف بجيش منهم)) (4) . 2- عن حفصة أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليؤمنَّ هذا البيت جيشٌ يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض، يخسف بأوسطهم، وينادي أولهم آخرهم، ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم)) (5) . 3- عن أم سلمة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:   (1) أي: يصيب الرعية فيه جور وظلم. (2) أي جبروتية فيه عتو وقهر. (3) رواه أحمد (4/273) وقال شيخنا الألباني في المشكاة (5378) : ((إسناده حسن)) . (4) رواه النسائي (5/206) . (5) رواه مسلم (4/2209) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 ((يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم، فقلت: يا رسول الله فكيف بمن كان كارهاً؟ قال: يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته)) (1) . 4- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيعوذ بهذا البيت يعني الكعبة قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة، يبعث إليهم جيش، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم)) (2) . 5- عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العجب؛ إن ناساً من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت (3) ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فقلنا: يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس؟ قال: نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكاً واحداً، ويصدرون مصادر شتى؛ يبعثهم الله على نياتهم)) (4) .   (1) رواه مسلم (4/2208) . (2) رواه مسلم (4/2210) . (3) قلت: الظاهر أن هذا الرجل هو المهدي والله أعلم. (4) رواه مسلم (4/2210) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ظهور المهدي 1- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه)) عزاه السيوطي لأبي نعيم في كتاب المهدي ولم يقف شيخنا الألباني على إسناده (1) لكنه قال بأنه صحيح عنده؛ لأنه جاء في أحاديث مفرقة وذكرها انظر الصحيحة (23094) . 2- عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ينزل عيسى ابن مريم فيقول: أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة)) (2) . 3- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرج في آخر أمتي المهدي؛ يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً - يعني حجة)) (3) .   (1) ذكره ابن القيم في المنار المنيف وقال: لا تقوم بإسناده حجة. (2) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده وساق ابن القيم في المنار المنيف إسناده وجوده وقال شيخنا الألباني: وهو كما قال، وأصل الحديث في مسلم انظر الصحيحة (2246) . (3) رواه الحاكم (4/557-558) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 4- عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني)) أو: ((من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، لا تذهب - أو لا تنقضي - الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي)) (1) . 5- عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((المهدي من عترتي من ولد فاطمة)) (2) . 6- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المهدي مني؛ أجلى الجبهة (3) ، أقنى الأنف (4) ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين)) (5) . 7- عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال   (1) رواه أبو داود (4282) . (2) رواه أبو داود (4284) . (3) أي: منحسر الشعر من مقدم رأسه أو واسع الجبهة قال القاري: وهو الموافق للمقام. (4) القنا في الأنف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه، والأرنبة: طرف الأنف. (5) رواه أبو داود (4285) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده)) (1) . 8- عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة (2)) ) (3) . 9- عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يكون في أمتي المهدي، إن قُصِرَ فسبعٌ، وإلا فتسعٌ، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها، ولا تدخر منهم شيئاً، والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني! فيقول: خذ)) (4) . 10- عن ابن عباس قال: لا تمضي الأيام والليالي حتى يلي منا أهل البيت فتى لم تلبسه الفتن ولم يلبسها. قال: قلنا: يا أبا العباس تعجز عنها مشيختكم وينالها شبابكم! قال: هو أمر الله يؤتيه من يشاء (5) .   (1) رواه مسلم (4/2235) . (2) أي يقيم أمره. (3) رواه أحمد (1/84) وابن ماجه (4075) وصححه شيخنا في الصحيحة (2371) . (4) رواه ابن ماجه (2/1366) . (5) رواه ابن أبي شيبة (7/513) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 إذا نزلت الخلافة الأرض المقدسة 1- عن عبد الله بن حوالة قال: وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على رأسي ثم قال: يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة؛ فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك)) (1) . أجناد في آخر الزمان 1- عن عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستجندون أجناداً، جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن)) . قال عبد الله: فقمت فقلت: خِر لي يل رسول الله فقال: ((عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله)) (2) . هدنة مع الروم ومحالفه 1- عن ذي مخبر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ستصالحون الروم صلحاً آمنا، فتغزون أنتم وهم   (1) رواه أحمد (5/288) وأبو داود (3/19) . (2) رواه أحمد (4/110و5/33) وأبو داود (1/388) وإسناده صحيح قاله شيخنا في فضائل الشام (13-14) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج (1) ذي تُلول (2) ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة)) (3) . وفي رواية: ((ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة)) (4) . الملحمة الكبرى 1- عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق (5) ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا   (1) أرض واسعة ذات نبات. (2) بضم التاء جمع تل. (3) رواه أبو داود (4/109) . (4) رواه أبو داود (4/110) . (5) منطقة قرب حلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته)) (1) . 2- عن يسير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى (2) إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال: فقعد وكان متكئاً، فقال: ((إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون   (1) رواه مسلم (4/2221) . (2) أي شأنه ودأبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 شرطة (1) للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة (2) عليهم، فيقتلون مقتلة إما قال: لا يرى مثلها، وإما قال: لم ير مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم (3) فما يخلفهم حتى يخر ميتاً، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم   (1) طائفة من الجيش تقدم للقتال. (2) أي الهزيمة. (3) نواحيهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)) (1) . 3- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام)) (2) . 4- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا وقعت الملاحم؛ بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي، هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين)) (3) . خروج الدجال 1- عن حذيفة قال: ذكر الدجال عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال، ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها، وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال)) (4) .   (1) رواه مسلم (4/2223) . (2) رواه أبو داود (4298) . (3) رواه ابن ماجه (4090) والحاكم (4/548) حديث حسن قاله شيخنا في فضائل الشام (61) . (4) رواه أحمد (5/389) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 2- عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر)) (1) . 3- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض)) (2) . 4- عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن عمر انطلق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في رهط قبل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم (3) بني مغالة، وقد قارب ابن صياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده، ثم قال لابن صياد: ((تشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد للنبي - صلى الله عليه وسلم - أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه وقال: آمنت بالله وبرسله، فقال له: ماذا ترى؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خلط عليك   (1) رواه البخاري (9/148) ومسلم (4/2248) . (2) رواه مسلم (1/138) . (3) حصن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الأمر، ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني قد خبأت لك خبيئاً، فقال ابن صياد: هو الدخ، فقال: اخسأ فلن تعدو قدرك)) فقال عمر - رضي الله عنه -: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن يكنه (1) فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله)) وقال سالم: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: انطلق بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئاً قبل أن يراه ابن صياد، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزة أو زمرة، فرأت أم ابن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تركته بين)) قال سالم: قال عبد الله: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: ((إني أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور)) (2)   (1) أي إن يكن هو. (2) رواه البخاري (4/86) ومسلم (4/2244) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 5- عن أبي سعيد قال: لقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتشهد أني رسول الله؟ فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آمنت بالله وملائكته وكتبه، ما ترى؟ قال: أرى عرشاً على الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ قال: أرى صادقين وكاذباً أو كاذبين وصادقاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لبس عليه دعوه)) (1) . 6- عن نافع قال: لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها، فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن صائد، أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما يخرج من غضبة يغضبها)) (2) . 7- عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا حجاجاً أو عماراً ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلاً فتفرق الناس وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي،   (1) رواه مسلم (4/2241) . (2) رواه مسلم (4/2246) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 فقلت: إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة، قال: ففعل، قال: فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بعُسّ (1) ، فقال: اشرب أبا سعيد، فقلت: إن الحر شديد واللبن حار، - ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده أو قال: آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلاً فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما خفي عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هو كافر)) ، وأنا مسلم، أوليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هو عقيم لا يولد له)) ؟ وقد تركت ولدي بالمدينة، أوليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل المدينة ولا مكة)) ؟ وقد أقبلت من المدينة، وأنا أريد مكة، قال أبو سعيد الخدري حتى كدت أن أعذره، ثم قال: أما والله إني لأعرفه، وأعرف مولده، وأين هو الآن؟ قال: قلت له: تباً لك سائر اليوم)) (2) . 8- عن نافع قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين، قال: فلقيته، فقلت لبعضهم هل تحدثون أنه هو؟ قال:   (1) الإناء الضخم. (2) رواه مسلم (4/2242) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 لا والله، قال: قلت: كذبتني والله، لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالاً وولداً، فكذلك هو زعموا اليوم، قال فتحدثنا ثم فارقته، قال: فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه، قال: فقلت متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري، قال: قلت: لا تدري وهي في رأسك، قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه، قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت، قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصاً كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا فوالله ما شعرت، قال: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها، فقالت: ما تريد إليه ألم تعلم أنه قد قال: ((إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه)) (1) . 9- عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصائد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم ينكره - صلى الله عليه وسلم -)) (2) . 10- عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت نداء المنادي منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي الصلاة جامعة،   (1) رواه مسلم (4/2246) . (2) رواه البخاري (6/2677) ومسلم (4/2243) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ((ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم؛ لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره، من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم (1) ، فلعب بنا الموج شهراً، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً، وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بيسان؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر (2) ؟ قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها؟ قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة، ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه   (1) هاج. (2) عين بالشام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 من العرب وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة، - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق (1) ، ما هو من قبل المشرق، ما هو وأومأ بيده إلى المشرق)) ، قالت: فحفظت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (2) 11- عن ابن عمر قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً بين ظهري الناس المسيح الدجال، فقال: ((إن الله ليس   (1) المراد إثبات أنه جهة المشرق. (2) رواه مسلم (4/2262) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال، تضرب لمته (1) بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعاً يديه على منكبي رجلين، وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح ابن مريم، ثم رأيت رجلاً وراءه، جعداً قططاً، أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن، واضعاً يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال)) (2) . 12- عن ربعي بن حراش قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال حذيفة: لأنا بما مع الدجال أعلم منه، ((إن معه نهراً من ماء، ونهراً من نار، فأما الذي ترون أنه نار ماء، وأما الذي ترون أنه ماء نار، فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار، فإنه سيجده ماء)) ، قال أبو مسعود: هكذا سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (3) .   (1) أي شعره. (2) رواه البخاري (4/202) ومسلم (1/155) . (3) رواه البخاري (9/75) ومسلم (4/2250) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 13- وفي رواية لمسلم (1) : ((وإن الدجال ممسوح العين عليها ظَفَرة غليظة (2) ، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب)) . 14- عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن من بعدكم أو إن من ورائكم الكذاب المضل، وإن رأسه من ورائه حبك حبك (3) ، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال: كذبت لست ربنا، ولكن الله ربنا، وعليه توكلنا وإليه أنبنا، ونعوذ بالله منك؛ فلا سبيل له عليه)) (4) . 15- عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الدجال عنده فقال: ((عينه خضراء كالزجاجة، فتعوذوا بالله من عذاب القبر)) (5) . 16- عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الدجال أعور العين اليسرى، جُفَال الشَّعَر (6) ، معه جنة ونار؛ فناره جنة وجنته نار)) (7) .   (1) 4/2249) . (2) لحمة تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتغشيه. (3) أي شعر رأسه متكسر من شدة الجعودة. (4) رواه أحمد (4/20و5/372) . (5) رواه أحمد (5/124) . (6) أي: كثيره. (7) رواه مسلم (4/2248) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 17- عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: ((غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب، قطط (1) ، عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة (2) بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا، قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره، قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر   (1) الجعودة. (2) أي من طريق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم (1) أطول ما كانت ذراً (2) وأسبغه ضروعاً (3) وأمده خواصر (4) ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين (5) رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين (6) ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُد (7) ، فيقتله، ثم يأتي   (1) أي ماشيتهم. (2) أعلي الأسنمة. (3) لكثرة اللبن. (4) من الشبع. (5) أي قطعتين. (6) أي لابس ثوبين مصبوغين بورس أو زعفران. (7) مدينة في فلسطين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدانِ (1) لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف (2) في رقابهم، فيصبحون فرسى (3) كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم (4) ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البخت (5) ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت   (1) أي لا قدرة ولا طاقة. (2) دود يكون في أنوف الإبل. (3) قتلى. (4) أي دسمهم ورائحتهم الكريهة. (5) الإبل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 مدر (1) ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة (2) ، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها (3) ، ويبارك في الرسل (4) حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة)) (5) . 18- عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا، إن مسيح الدجال رجل قصير، أفحج، جعد، أعور مطموس العين، ليس بناتئة ولا حجراء، فإن ألبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم ليس بأعور)) (6) .   (1) بيت من الطين والوبر بيت من الشعر والمراد بيوت الحضر والبدو. (2) كالمرآة في الصفاء. (3) مقعر قشرها. (4) اللبن. (5) رواه مسلم (4/2251) . (6) رواه أبو داود (4/116) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 19- عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه، ثم قال: إن هذا لحق كما أنك هاهنا أو كما أنك قاعد يعني معاذ بن جبل)) (1) . 20- عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة فقيل: خرج الدجال، قال: فأتينا حذيفة بن أسيد وهو يحدث فقلت: هذا الدجال قد خرج، قال: اجلس، فجلست، فأتى علي العريف، فقال: هذا الدجال قد خرج، وأهل الكوفة يطاعنونه، قال: اجلس، فجلس، فنودي إنها كذبة صباغ، قال: فقلنا: يا أبا سريحة ما أجلستنا إلا لأمر فحدثنا، قال: ((إنَّ الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف (2) ، ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين)) (3) . 21- عن أبي بكر الصديق قال: حدثنا   (1) رواه أبو داود (4/110) . (2) رمي الإنسان بحصاة أو نواة ونحو ذلك. (3) رواه الحاكم (4/574) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة)) (1) . 22- عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة (2)) ) (3) . 23- عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه، فكان من قوله أن قال: ((إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فيعيث يميناً ويعيث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي،   (1) رواه الترمذي (4/509) . (2) نوع من الأردية. (3) رواه مسلم (4/2266) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 إنه يبدأ فيقول: أنا نبي، ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب، وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف، فتكون عليه برداً وسلاماً كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني اتبعه، فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها، وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له رباً غيري، فيبعثه الله، ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم)) . قال أبو سعيد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة)) وقال أبو سعيد: والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب، حتى مضى لسبيله. قال: ((وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعاً، وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص)) ، فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: ((هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام: افتحوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 الباب، فيفتح، ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف مُحَلّى (1) وساج (2) ، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هارباً، ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة، إلا الغرقدة؛ فإنها من شجرهم، لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي، فقيل له: يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة، كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال، ثم صلوا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيكون عيسى ابن مريم عليه السلام في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء   (1) بفضة. (2) رداء أخضر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 والتباغض، وتنزع حمة (1) كل ذات حمة، حتى يدخل الوليد يده في فيّ الحية فلا تضره، وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور (2) الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، وتكون الفرس بالدريهمات، قالوا: يا رسول الله وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبداً، قيل له: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها، وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى   (1) السم. (2) الخوان وقيل الطست. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ذات ظلف إلا هلكت، إلا ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام)) (1) . 24- عن محجن بن الأدرع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: ((يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟ يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟ يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟ ثلاثاً، فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال: يجيء الدجال فيصعد أحداً فينظر المدينة، فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض، هذا مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة، فيجد بكل نقب منها ملكاً مصلتاً، فيأتي سبخة الجرف، فيضرب رواقه، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فذلك يوم الخلاص)) (2) . 25- عن ابن عباس عن - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الدجال: ((أعور، هِجان (3) أزهر، كأن رأسه أصلة (4) ،   (1) رواه ابن ماجة (2/1359) . (2) رواه أحمد (4/338) . (3) أي أبيض. (4) أفعى ضخمة عظيمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هَلَكَ الهُلَّكُ؛ فإن ربكم تعالى ليس بأعور)) (1) . 26- عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليأتين على أمتي زمان يتمنون فيه الدجال. قلت: يا رسول الله بأبي وأمي! مم ذاك؟ قال: مما يلقون من العناء أو الضناء)) (2) . 27- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن؛ فيتبعه مما يبعث به من الشبهات)) (3) . 28- عن حذيفة قال: لا يخرج الدجال حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجاً منه، وما خروجه بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الأرض، وما علم أدناهم وأقصاهم إلا سواء (4) .   (1) رواه أحمد (1/240) . (2) رواه الطبراني في الأوسط (4/309) وصححه شيخنا في الصحيحة (3090) . (3) رواه أبو داود (4/116) وصححه شيخنا الألباني في المشكاة (3/1515) . (4) رواه ابن أبي شيبة (15/148) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 29- عن عبد الله أنه ذكر عنده الدجال فقال: تفترقون أيها الناس لخروجه ثلاث فرق: فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه، حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام، فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو فرس أبلق، فيقتلون لا يرجع منهم بشر (1) . (2) 30- عن راشد بن سعد قال: لما فتحت اصطخر نادى مناد: ألا إن الدجال قد خرج، قال: فلقيهم الصعب بن جثامة، فقال: لولا ما تقولون لأخبرتكم أنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر)) (3) . 31- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم   (1) في الطبراني وعند الحاكم: لا يرجع إليهم بشيء. (2) رواه ابن أبي شيبة (7/510) والطبراني في الكبير (9/354) . (3) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (4/71) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 المسيح الدجال)) (1) . نزول عيسى - صلى الله عليه وسلم - 1- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أدرك عيسى منكم فليقرئه مني السلام)) (2) . 2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما)) (3) . 3- عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس بيني وبينه نبي - يعني عيسى -، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه؛ رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين (4) ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير،   (1) رواه أحمد (4/429 و437) وأبو داود (1/388-389) قاله شيخنا في الصحيحة (1959) . (2) رواه الحاكم (4/587) وله شاهد في المسند من حديث أبي هريرة (2/394) . (3) رواه مسلم (2/915) . (4) الممصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة أي ينزل عيسى عليه السلام بين ثوبين فيهما صفرة خفيفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون)) (1) . 4- عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة)) (2) . 5- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)) (3) . 6- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً، فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص (4) ، فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء، والتباغض، والتحاسد، وليدعون إلى المال   (1) رواه أبو داود (4/117) . (2) رواه مسلم (1/137) . (3) رواه البخاري (4/205) ومسلم (1/136) . (4) جمع قلوص وهي من الإبل كالفتاة من النساء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 فلا يقبله أحد)) (1) . 7- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها)) ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} [النساء:159] )) (2) . 8- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير، ويمحو الصليب، وتجمع له الصلاة، ويعطى المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج، وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما)) قال: وتلا أبو هريرة: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} (3) 9- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:   (1) رواه مسلم (1/136) . (2) رواه البخاري (4/205) ومسلم (1/135) . (3) رواه أحمد (2/290) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 ((طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح، يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض، حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض)) (1) . 10- عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في قوله تعالى: {وإنه لعلم للساعة} قال: ((نزول عيسى ابن مريم من قبل يوم القيامة)) (2) . 11- عن أبي هريرة قال: أحدثكم ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق، حدثنا رسول الله أبو القاسم الصادق المصدوق: ((إن الأعور الدجال -مسيح الضلالة- يخرج من قبل المشرق، في زمان اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوماً، الله أعلم ما مقدارها، الله أعلم ما مقدارها (مرتين) ، وينزل الله عيسى بنَ مريم فيؤمهم (3) فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قتل اللهُ   (1) رواه أبو بكر الأنباري في حديثه والنقاش في فوائد العراقيين (44) . (2) رواه ابن حبان (15/229) . (3) أي فيأمرهم بالإمامة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 الدجالَ، وأظهر المؤمنين)) (1) . خروج يأجوج ومأجوج 1- عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين)) (2) . 2- عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - من النوم محمراً وجهه يقول: ((لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث (3)) ) (4) . 3- عن ابن عباس ورأى غلماناً ينزو بعضهم على بعض فقال: هكذا يخرج يأجوج ومأجوج (5) .   (1) رواه ابن حبان (15/223) . (2) رواه ابن ماجه (2/1359) . (3) أي الفسوق والفجور. (4) رواه البخاري (9/60) . (5) رواه علي بن الجعد في مسنده (250) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 4- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غداً، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله تعالى واستثنوا، فيعودون إليه، وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي اجفظَّ (1) ، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفاً في أقفائهم فيقتلهم بها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكراً من لحومهم)) (2) . 5- عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تفتح يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: {وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء:96] فيعمون الأرض، وينحاز منهم المسلمون، حتى تصير بقية   (1) أي ملأها أي ترجع السهم عليهم حال كون الدم محفوفاً وممتلئاً عليها. (2) رواه ابن ماجه (4080) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، حتى إنهم ليمرون بالنهر فيشربونه، حتى ما يذرون فيه شيئاً، فيمر آخرهم على أثرهم، فيقول قائلهم: لقد كان بهذا المكان مرة ماء، ويظهرون على الأرض، فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، ولننازلن أهل السماء، حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء، فترجع مخضبة بالدم، فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله دواب كنغف الجراد، فيأخذ بأعناقهم، فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضاً، فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حساً، فيقولون: من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا؟ فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه، فيجدهم موتى، فيناديهم ألا أبشروا، فقد هلك عدوكم، فيخرج الناس، ويخلون سبيل مواشيهم، فما يكون لهم رعي إلا لحومهم، فتشكر عليها، كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط)) (1) . 6- عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج)) (2) .   (1) رواه ابن ماجه (4079) وصححه شيخنا في الصحيحة (1793) . (2) رواه البخاري (2/578) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 مطر لا تكن منه بيوت المدر 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً لا تكن منه بيوت المدر ولا تكن منه إلا بيوت الشعر)) (1) . (2) خروج الدابة 1- عن أبي أمامة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم، حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطمين)) (3) . 2- عن ابن عمرو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً)) (4) . 3- عن حذيفة قال: تخرج الدابة مرتين قبل يوم   (1) قلت: يحدث هذا بعد يأجوج ومأجوج وفي عهد عسيى عليه والسلام وعلى إثر هذا المطر تنبت الأرض نباتها ويطيب عيش الناس كما جاء في صحيح مسلم من حديث النواس. (2) رواه أحمد (2/262) . (3) رواه أحمد (5/268) . (4) رواه مسلم (4/2260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 القيامة، حتى يضرب فيها رجال، ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم، فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل، فتقول: ما يجمعكم عند عدو الله؟ فيبتدرون، فتسم الكافر، حتى إن الرجلين ليتبايعان فيقول هذا: خذ يا مؤمن، ويقول هذا: خذ يا كافر (1) . رفع القرآن من الأرض 1- عن ابن مسعود قال: ((لينتزعنَّ هذا القرآن من بين أظهركم قلت: يا أبا عبد الرحمن كيف ينتزع وقد أثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يسرى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء ويصبح الناس فقراء كالبهائم ثم قرأ عبد الله: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً} [الإسراء:86] )) (2) . وفي رواية: ((وليصلين قوم لا دين لهم ولينتزعن القرآن من بين أظهركم قالوا: يا أبا عبد الرحمن ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسرى على القرآن ليلاً فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء)) .   (1) رواه ابن أبي شيبة (15/66) والطبري في تفسيره (20/9) . (2) رواه عبد الرزاق في المصنف (3/362) والطبراني في الكبير (9/141) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 2- عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي (1) الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله، فنحن نقولها)) فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثاً (2) . (3)   (1) نقش الثوب. (2) قال ابن كثير في النهاية (1/41) : ((وهذا دال على أن العلم قد يرفع من الناس في آخر الزمان حتى إن القرآن يسرى عليه النسيان في المصاحف والصدور ويبقى الناس بلا علم وإنما الشيخ الكبير والعجوز المسنة يخبران بأنهم أدركوا الناس وهم يقولون لا إله إلا الله فهم يقولونها على وجه التقرب إلى الله عز وجل فهي نافعة لهم وإن لم يكن عندهم من العمل الصالح والعلم النافع غيرها..)) . (3) رواه ابن ماجه (2/1344) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 الدخان 1- عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا ونحن نتذاكر فقال: ((ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم -، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)) (1) . وفي رواية (2) ((وريح تلقي الناس في البحر)) . 2- عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بادروا بالأعمال ستاً طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة)) (3) . هلاك قريش 1- عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقاً،   (1) رواه مسلم (4/2225) (2) مسلم (4/2226) . (3) رواه مسلم (4/2267) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 قالت: فلما جلس قلت: يا رسول الله جعلني الله فداءك، لقد دخلت وأنت تقول كلاماً ذعرني، قال: وما هو؟ قالت: تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقاً، قال: نعم، قالت: ومم ذاك؟ قال تستحليهم المنايا، وتنفس عليهم أمتهم، قالت: فقلت: فكيف الناس بعد ذلك أو عند ذلك؟ قال: دبى (1) ؛ يأكل شداده ضعافه، حتى تقوم عليهم الساعة)) (2) . 2- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أسرع قبائل العرب فناءً قريشٌ، ويوشك أن تمرَّ المرأةُ بالنَّعْل فتقول: إنَّ هذا نعل قرشي)) (3) . ريح تقبض كل مؤمن 1- عن عياش بن أبي ربيعة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((تجيء ريح بين يدي الساعة تقبض فيها أرواح كل مؤمن)) (4) .   (1) صغار الجراد. (2) رواه أحمد (6/81) . (3) رواه أحمد (2/336) . (4) رواه أحمد (3/420) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 لا يحج البيت 1- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت)) (1) . هدم الكعبة في آخر الزمان 1- عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع (2) يضرب عليها بمسحاته ومعوله)) (3) . 2- عن أبي قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده أبداً، وهم الذين يستخرجون كنزه)) (4) .   (1) رواه البخاري (2/183) . (2) اعوجاج في قدميه. (3) رواه أحمد (2/220) . (4) رواه أحمد (2/291) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 3- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة)) (1) . 4- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً)) (2) . عودة الشرك إلى الأرض 1- عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله)) (3) . 2- عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عبد الله: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم، فبينما هم على ذلك)) ، أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة: يا عقبة   (1) رواه البخاري (2/183) ومسلم (4/2232) . (2) رواه البخاري (2/183) . (3) رواه مسلم (1/131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 اسمع ما يقول عبد الله، فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك)) ، فقال عبد الله: أجل، ((ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك؛ مسها مس الحرير، فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة)) (1) . 3- عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى، فقلت: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ} [الصف:9] أن ذلك تاماً قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم)) (2) . 4- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا   (1) رواه مسلم (3/1524) . (2) رواه مسلم (4/2230) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة، وذو الخلصة: طاغيةُ دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية)) (1) . ******* وبهذا يكون قد تمَّ الكتاب ولله الحمد والمنة. وصل اللهم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.   (1) رواه البخاري (9/73) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150