الكتاب: عقد الدرر في أخبار المنتظر وهو المهدي عليه السلام المؤلف: يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي (المتوفى: بعد 658هـ) حققه وراجع نصوصه وعلق عليه وخرج أحاديثه: الشيخ مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البوريني الناشر: مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن الطبعة: الثانية، 1410 هـ - 1989 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- عقد الدرر في أخبار المنتظر يوسف بن يحيى السلمي الكتاب: عقد الدرر في أخبار المنتظر وهو المهدي عليه السلام المؤلف: يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي (المتوفى: بعد 658هـ) حققه وراجع نصوصه وعلق عليه وخرج أحاديثه: الشيخ مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البوريني الناشر: مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن الطبعة: الثانية، 1410 هـ - 1989 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] عقد الدرر في أخبار المنتظر يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة وبه التوفيق والإعانة الحمد لله الواحد العلي، الواجد الغني، الطاهر عن كل عيب، الظاهر له كل غيب، الذي صفت بدائع آلائه وراقت، وضفت سوابغ نعمائه وفاقت، حمداً يوافي نعمه العظام التي لا تحصى كثرتها عدداً، ويكافئ مننه الجسام التي لو كان البحر لها مداداً لم تنفذ ولو جيء بمثله مداداً. والصلاة والسلام الأتمان على نبيه المنقذ من الضلالة، المستقل بأعباء الرسالة، المبعوث من أكرم الأعراق وأحسنها، المنعوت بمكارم الأخلاق وأحسنها، وعلى آله الأخبار المنتخبين، وعلى أَصحابه الأخيار المنتجين، وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وعلى النبيين وآلهم أجمعين، وعلى كل عبد صالح إلى يوم الدين، آمين آمين آمين. ما بعد؛ فإنه جرت مذاكرة بحضرة بعض الإخوان، في أنه قد قل الموالي من الناس وكثر الخوان، وارتفعت الأسعار وقلت البركات، وتوالت الأكدار وكثرت الآفات، وتقطبت وجوه الآمال وقد كانت مستنيرة مستبشرة، واكفهرت تغور الأيام وطال ما كانت ضاحكة مسفرة، وتكدرت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 مشارع الآلاء وقد كانت صافية، وتقلصت سوابغ النعماء بعد ما كانت صافية، وتظاهر بالمنكرات الفاجر والبر، وظهر الفساد في البر والبحر، وفقد من يقصد إليه في الحوائج إذا جلت، وعدم من يعول عليه في الجوانح إذا حلت، وقل من يعود به كل هارب وراهب، وعز من يلوذ به كل طالب وراغب، وكثرت الشحناء بين الأقارب والأجانب، ودارت رحى الحرب الزبون من كل جانب، وعمت الأنام الحيرة والذلة عموم المطر، وأحاط بهم الرعب والخذلان إحاطة الهالة بالقمر، وعم عدوان المارقين وانتشر شرهم، وعيل صبر المتقين وعال ضرهم، وتقطعت السبل وانسدت المسالك، وترادفت الفتن وكثرت المهالك، فجمحت النفوس إلى كشف هذه الغمة عن الأمة، وجنحت القلوب إلى شغب صدع هذه الصدمة وقلنا: وكيف السبيل إلى الخلاص، ولات حين مناص. فزعم بعضهم أن نار الحرب لا تزداد إلا تضرماً واستعاراً، ولا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً، وأصر على عدم مفارقة هذا المعنى، وتشبت بأذيال الأحاديث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 الواردة في هذا المعنى، فقالت له: نحن نسلم صحة هذه الأحاديث ونتلقاها بالسمع والطاعة، لكن ليس فيها ما يدل على استمرار هذا الأمر إلى أن تقوم الساعة، ولعل زواله يكون عند خروج الإمام المهدي، واضمحلاله منوط بظهور سره المخفي، فقد بشرت بظهوره أحاديث جمة، ودونتها في كتبهم علماء هذه الأمة، وإن الله تعالى يبعث من يمهد لولايته تمهيداً يتهدم له شوامخ الأطواد، ويجمع على موالاته الحاضر والباد، فيملك الأرض حزناً وسهلاً، ويملأها قسطاً وعدلاً، وتكشف له كنوزها عن الغظا، فيوقع فيها الفناء بالعطا، ويسلط جوده على الموجود، ويبطل الوزن والعدد في الموزون والمعدود، إلى أن يبلغ من نصر الإيمان وأهله قاصية البغية، ويلوي على أصابعه من قهر الطغيان وحزبه ناصية المنية، ويهزء الدين الحنيف علفيه طرباً، ويخمد نار الشرك نار الشرك ويولي حزبه هرباً. به لمحاسن الشرع انتظام ... به لمفاسد الشرك انصرام ومنه لمن يحالفه احترام ... ومنه لمن يخالفه اخترام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 تحلى من أياديه النوادي ... ويجلي من محاسنه الظلام فما لسناء غرته القضاء ... ولا لبناء عزته انهدام عليه مجدداً في كل يوم ... من الله التحية والسلام ولعل ظهوره في هذه السنين قد يقع، فكل أمر إذا ضاق اتسع. فقال: إن من الناس من ينكر هذا كله بالكلية، ومنهم من يزعم أن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم الطاهرة الزكية. فقلت له: أما من ينكر هذا كله بالكلية فلا التفات إليه، إذ لا يعلم له في ذلك مستند يرجع إليه. وأما من زعم أن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم، وأصر على صحة هذا الحديث وصمم، فربما أوقعه في ذلك الحمية والإلتباس، وكثرة تداول هذا الحديث على السنة الناس. وكيف يرتقي إلى درجة الصحيح وهو حديث منكر، أم كيف يحتج بمثله من أمعن النظر في إسناده وأفكر. فقد صرح بكونه منكراً أبو عبد الرحمن النسائي، وإنه لجدير بذلك إذ مداره على محمد بن خالد الجندي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وفي كتاب العلل المتناهية للإمام أبي الفرج بن الجوزي، ما نقله في توهين هذا الحديث من كلام الحافظ أبي كبر البيهقي، قال: فرجع الحديث إلى الجندي وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 غير مقبول، عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع غير موصول. وحكى البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري، وناهيك به معرفة بعلم الحديث وعلى أحوال رواته مطلع، أنه قال: الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك وهذا الحدث بهذا الإسناد منقطع. وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة، وكلها معرضة بذكره ومصرحة، وفي ذلك أدل دليلي على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا الفن خبرة وبعضها لبعض مصححة. وقد ذكر الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين من ذلك ما فيه غنية، ونبه على ترجيح رواته الجم الغفير من كان له في ذلك بغية. ولما انتهى في كتابه إلى ذكر هذه الرواية، بين حالها لمن له فهم ودراية، فقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 قد ذكرت ما انتهى إلي من علم هذا الحديث تعجباً لا محتجاً به، وهذا غاية التوهين. ثم قال: فإن أولى من هذا الحديث حديث سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، عن النبي الصادق الأمين، أنه قال: " لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي ". وهذا تصريح باسمه وتعيين. وقد قال بعض العلماء الأماثل: إن معنى قوله يواطئ يشبه ويماثل. فقد اتضح لمن أنصف لمن أنصف من جملة هذا الكلام، أن المهدي من ولد الزهراء فاطمة لا ابن مريم عليه السلام. على أنا نقول: ولئن سلمنا صحة هذا الحديث فإنه يحمل على تأويل، إذ لا نجد لإلغاء ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة سبيل، ولعل تأويله كتأويل: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 إذ ألفاظ الحديثين يقرب بعضها من بعض ولا يبعد، وفي الحديث من هذا النوع كثير، وليس ذلك بمحمول على نفي المنفي بل على الترجيح والتوفير، أو لعل له تأويلاً غير ذلك، فوجوه العلم متسعة المسلك. قال الشيخ الإمام الحافظ العلامة شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي، رضي الله عنه: ولقوله صلى الله عليه وسلم: " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " وجه آخر من التأويل، وهو أن يكون على حذف مضاف، أي إلا مهدي عيسى. أي الذي يجيء في زمن عيسى عليه السلام، فهو احتراز ممن يسمى بالمهدي قبل ذلك من المملوك وغيرهم، أو يكون التقدي: إلا زمن عيسى. أي: الذي يجيء في ذلك الزمن، لا في غيره. والله أعلم. فلما تبين للخصم ترجيح هذا الدليل، وانقطع القال والقيل، سألني حينئذ الولد الأنجب ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العالم مجد الدين يوسف الأكمل الأمجد، أن أجمع ما بلغني من الأحاديث الواردة في هذا الباب لتكون تذكرة لأولي الألباب، فاستمنحت منه الإغفاء مراراً فلم يمنح، والتمست منه أن يجنح إلى الإقالة فلم يجنح، وحثني على جمعه وتأليفه، وحرضني على تنضيده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 وتصنيفه، وشاركني في جمع الكتب لجمعه، وساعدني على ترصيعه ووضعه، وبذل جهده في جمع الكتب، وسهل علي بذلك ما صعب. فاستخرت الله تعالى وجمعت ما تيسر وحضر، من الأحاديث الواردة في حق الإمام المهدي المنتظر، منبئة باسمه وكنيته وحليته وسيرته مبينة أن عيسى ابن مريم عليه السلام يصلي خلفه ويتابعه ونزل في نصرته، مفصحة بما خصه الله تعالى من أنواع الكرامة والفضل، موضحة لما يمحو الله تعالى به من الظلم والجور، ويظهر به من البركة والعدل، مما نقلت الأمة بروايتهم المسندة، وأودعته الأئمة في كتبهم المعتمدة، محذوفة أسانيد أحاديثه وإن كانت قد قررت وقبلت، معزية متونها في الغالب إلى كل أصل خرجت منه ونقلت، وذلك مع عدم العجز عن الوصول إلى الرواية في هذه الأصول، لكن طلباً للإيجاز والتخفيف، وعدولاً عن طريق التثقيل والتكليف. وسميته: عقد الدرر في أخبار المنتظر. وجعلته مشتملاً على اثني عشر باباً، مستعيناً بمن أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء كتاباً، وإليه سبحانه الرغبة في تتميم ما سنح، وإصلاح ما فسد وتقبل ما صلح، والهداية إلى سواء السبيل، فهو حسبنا ونعم الوكيل. الباب الأول: في بيان أنه من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته. الباب الثاني: في اسمه وخلقه وكنيته. الباب الثالث: في عدله وحليته. البال الرابع: فيما يظهر من الفتن الدالة على ولايته، وفيه أربعة فصول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 الباب الخامس: في أن الله تعالى يبعث من يوطئ له قبل إمارته. الباب السادس: فيما يظهر له من الكرامات في أيام خلافته. الباب السابع: في شرفه وعظيم منزلته. الباب الثامن: في كرمه وفتوته. الباب التاسع: في فتوحاته وسيرته، وفيه ثلاثة فصول. الباب العاشر: في أن عيسى ابن مريم عليه السلام يصلي خلفه ويبايعه وينزل في نصرته. الباب الحادي عشر: في اختلاف الروايات في مدة إقامته. الباب الثاني عشر: فيما يجري من الفتن في أيامه وبعد انقضاء مدته، وفيه مقدمة وثمانية فصول وخاتمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 الباب الأول في بيان أنه من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 عن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " المهدي من عترتي، من ولد فاطمة " رضي الله عنها. أخرجه الإمام داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه، والإمام الحافظ أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 بكر البيهقي، والإمام أبو عمرو الداني، رضي الله عنهم. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج من عترتي، أو من أهل بيتي، من يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تملأ الأرضُ ظلماً وجوراً، فيقومُ رجلٌ من عترتي، فيملأُها قسطاً وعدلاً، يملك سبعاً أو تسعاً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، وقال: " من عترتي، يملك تسعاً أو سبعاً، فيملأُها قسطاً وعدلاً ". وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليبعثن الله من عترتي رجلاً أفرق الثنايا أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلاً، ويفيض المال فيضاً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في عواليه، وفي صفة المهدي. وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هو رجلٌ من عترتي، يقاتلُ على سنتي كما قاتلتُ أنا على الوحي ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يصيب الناس بلاءً شديدٌ حتى لا يجد الرجل ملجأً، فيبعث الله من عترتي أهل بيتي رجلاً، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض، وترسل السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها لا تمسك منه شيئاً، يعيش في ذلك سبع سنين ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يلتفتُ المهديُّ، وقد نزل عيسى ابن مريم، كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول عيسى: أما أقيمت الصلاة لك. فيصلي خلف رجل من ولدي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وذكر باقي الحديث. أخرجه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، في معجمه، وأخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذاباً كلهم يقول: أنا نبي ". وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " لو لم يبق من الدهر إلا يومٌ لبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً ". أخرجه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتين ". أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي. وعن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده، أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيكون بعدي خلفاءُ، ومن بعد الخفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة، ثم يخرج المهدي من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه ". رواه الحافظ أبو نعيم، في فوائده، وأخرجه الطبراني، في معجمه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتملأن الأرض عدواناً ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتين يفتح القسطنطينية وجبل الديلم ". أخرجه الحافظ أبو نعيم. وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ملك الأرض أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمرود وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي ". أخرجه أبو الفرج ابن الجوزي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 في تاريخه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال وهو قاعد في أصل منبر النبي صلى الله عليه وسلم وله حنين، قلت: ما يبكيك؟ قال: تذكرت النبي صلى الله عليه وسلم ومقعده على هذا المنبر، وقوله: " إن من أهل بيتي فتى يلي الأرض وقد ملئت ظلماً وجوراً، فيملأها قسطاً وعدلاً، يعيش هكذا " وأومأ بيده سبعاً أو تسعاً. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه. وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 رجلٌ من أهل بيتي، ويعمل بسنتي، وينزل الله له البركة من السماء، وتخرج له الأرض بركتها، وتملأ به عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، ويعمل على هذا الأمة سبع سنين، وينزل بيت المقدس ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وأخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي ". أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً ". أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المهديُ منا أهل البيت ". أخرجه أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن سعيد بن المسيب، رضي الله عنه قال: كنت عند أم سلمة رضي الله عنها فتذاكرنا المهدي، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " المهدي من ولد فاطمة ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، في سننه. ورواه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن علي بن الحسين عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة عليها السلام: " المهدي من ولدك ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: المهدي حق؟ قال: حق. قلت: ممن؟ قال: من كنانة. قلت: ثم ممن؟ قال: من قريش. قدم أحدهما على الآخر. قلت: ثم ممن؟ قال: من بني هاشم. قلت: ثم ممن؟ قال: من ولد فاطمة. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سيعد المقري، في سننه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي، فقال: نعم، هو حق، وهو من ولد فاطمة، أو قال: من بني فاطمة، رضي الله عنها. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر. المعروف بابن المنادي في كتاب الملاحم. وعن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: أحق المهدي.؟ قال: نعم، هو حق. قلت: ممن هو؟ قال: من قريش. قلت: من أي قريش. قال: من بني هاشم. قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب. قلت: من أي ولد عبد المطلب؟ قال: من أولاد فاطمة. قلت: من أي ولد فاطمة.؟ قال: حسبك الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي. وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن الأعمش عن أبي وائل، قال: نظر علي إلى الحسن عليهما السلام، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وعن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام، ونظر إلى ابنه الحسن، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْقِ يملأ الأرض عدلاً. أخرجه الإمام أبو داود، في سننه. والإمام أبو عيسى الترمذي، في جامعه. والإمام أبو عبد الرحمن النسائي في سننه. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن، ثم قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم، حتى يبعث في رجلاً من ولدي اسمه اسمي ". فقام سلمان الفارسي رضي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 الله عنه فقال: يا رسول الله، من أي ولدك؟ قال: " هو من ولدي هذا "، وضرب بيده على الحسين عليه السلام. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قلت يا رسول الله أمنا المهدي، ومن غيرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل منا، يختم الله به الدين، كما فتحه بنا "، وذكر باقي الحديث. أخرجه جماعة من الحفاظ في كتبهم، منهم أبو القاسم الطبراني، وأبو نعيم الأصبهاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عبد الله نعيم بن حماد، وغيرهم. وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: " نبيناً خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو علم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 جعفر، ومنا سبطان هذه الأمة الحسن والحسين، وهما ابناك، ومنا المهدي ". أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الصغير. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. وعن سالم الأشل، قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، يقول: نظر موسى عليه السلام في السفر إلى ما يغطي قائم آل محمد، صلى الله عليه وسلم فقال موسى: رب اجعلني قائم آل محمد. فقيل له: إن ذلك من ذرية أحمد. فنظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك، فقال مثل ذلك فقيل له مثل ذلك. ثم نظر في السفر الثالث، فرأى مثله، فقال له مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المهدي منا، يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 الباب الثاني في اسمه وخلقه وكنيته عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي ". وفي رواية: " لو لم يبق في الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً ". أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمزي، في جامعه، والإمام أبو داود، في سننه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 والحافظ أبو بكر البيهقي. والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، في مسنده، وقال رجلاً مني، ولم يذكر اسم أبيه أسم أبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وعن عبد الله رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً ". أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه الصغير هكذا. وأخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، وقال حتى يملك العرب رجل، وقال حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو داود، في سننه، كما أخرجه الترمذي. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي ". أخرجه الحافظ أبو عيسى الترمذي، في جامعه. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنقضي الأيام، ولا يذهب الدهر، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، اسمه يواطئ اسمي ". أخرجه الإمام أحمد في مسنده. وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي. وعن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لن تذهب الدنيا حتى يملك الدنيا رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي ". قلت: يا أبا عبد الرحمن، ما يواطئ؟ قال: يشبه. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يلي الأرض رجل من أهل بيتي، اسمه كاسمي ". أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، وخُلْقُهُ خُلَقي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا. وأخرجه الإمام أبو عمرو المقري في سننه، وزاد في آخره: " كما ملئت ظلماً وجوراً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 وعن أبي إسحاق قال: قال عليه السلام، ونظر إلى ابنه الحسن: فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يشبهه في الخُلُق، ولا يشبهه في الخَلْقِ. رواه البيهقي، في البعث والنشور. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخُلْقُهُ خُلَقي، يكنى أبا عبد الله ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وروي من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتم من هذا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 عن حذيفة أيضاً، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله ". فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك؟ قال: من ولد ابني هذا، وضرب بيده على الحسين. وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي، وكنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 الباب الثالث في عدله وحليته عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي مني؛ أجلى الجبهة، أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين ". أخرجه الإمام أبو داود، في سننه. والحافظ أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه. والحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المهدي منا أهل البيت، رجل من أمتي، أشم الأنف يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن إبراهيم بن ميسرة، قال: قلت لطاووس: عمر بن عبد العزيز المهدي هو؟ قال: لا، إنه لم يستكمل العدل كله. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدري؛ اللون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء، والطير في الجو، يملك عشرين سنة ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 وأخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه. وعن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليبعثن الله رجلاً من عترتي، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلاً، ويفيض المال فيضاً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في عواليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت من قبله ظلماً، يكون سبع سنين ". أخرجه الإمام أحمد في مسنده. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة السفياني وما يفعله من الفجور والقتل، فقال: " فعند ذلك ينادي منادٍ من السماء، يا أيها الناس، إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم. وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالحقوا به بمكة فإنه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله ". قال حذيفة فقال عمران بن الحصين الخزاعي، فقال يا رسول الله، كيف لنا بهذا، حتى نعرفه؟ قال: " هو رجل من ولدي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 كنه من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة ". أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن، يوم الرابعة على يد رجل من آل هرقل، يدوم سبع سنين ". فقال له رجل من عبد القيس، يقال له: المستورد بن جيلان: يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟. قال: " المهدي من ولد، ابن أربعين سنة، كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك " أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن جعفر بن يسار الشامي، قال يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم من حماد، في كتاب الفتن وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج من عترتي، أو من أهل بيتي، من يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً ". أخرجه الإمام أحمد في مسنده. وعن السفر بن رستم، عن أبيه، قال: المهدي رجل أزج أبلج أعين، يجيء من الحجاز، حتى يستوي على منبر دمشق. أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال المهدي مولده بالمدينة، من هل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس، كث اللحية، أكحل العينين، براق الثنايا، في وجهه خال، أقنى أجلى في كتفه علامة النبي يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط مخملة سوداء مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 آلاف من الملائكة، يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي وائل قال: نظر علي إلى الحسن عليهما السلام، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة الحق وإظهار الجور، ويفرح بخروجه أهل السماء وسكانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أذبل الفخذين، بفخذه الأيمن شامة، أفلج الثنايا، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً ". وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: المهدي خاشع لله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 كخشوع النسر جناحه. رواه الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود، في كتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 المصباح. وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي، شاب حسن الوجه، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، ويملك كذا وكذا سبع سنين ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. وعن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي، حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاماً شاباً حدثاً، لم تلبسه الفتن، ولم يلبسها، يقيم أمر هذه الأمة، كما فتح الله هذا الأمر بنا فأرجو أن يختمه الله بنا. قال أبو معبد: فقلت لابن عباس، أعجزت عنه شيوخكم حتى ترجوه شبابكم؟ قال: إن الله عز وجل يفعل ما يشاء. أخرجه الإمام أبو عمر الداني في سننه. أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي بمعناه، في البعث والنشور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: دخل رجل على أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عليهما السلام، فقال له: اقبض مني هذه الخمسمائة درهم، فإنها زكاة مالي. فقال له أبو جعفر عليه السلام: خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام، والمساكين من إخوانك المسلمين. ثم قال: إذا قام مهدينا أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله. وإنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها إنطاكية. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن من وجوه. وفي بعض رواياته عن كعب، قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أسفار من أسفار التوراة، فيستخرجها من جبال الشام، يدعو إليها اليهود، فيسلم على تلك الكتب جماعة كبيرة. ثم ذكر نحواً من ثلاثين ألفاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 وذكر الإمام أبو عمرو الداني، في سننه، قال: قال ابن شوذب: إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى جبل من جبال الشام، يستخرج منه أسفار التوراة يحاج بها اليهود، فيسلم على يديه جماعة من اليهود. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: إني لأجد المهدي مكتوباً في أسفار الأنبياء، ما في حكمه ظلم ولا عنت. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عليهما السلام، قال: سئل أمير المؤمنين علي عليه السلام، عن صفة المهدي، فقال هو شاب مربوع، حسن الوجه، يسيل شعره على منكبيه، يعلو نور وجهه سواد شعره ولحيته ورأسه. وعن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام بأي شيء يعرف الإمام المهدي؟ قال: بالسكينة والوقار قلت: وبأي شيء؟ قال: بمعرفة الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، نه قال: لو قام المهدي لأنكره الناس؛ لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً، وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً، وهم يحسبونه شيخاً كبيراً. وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: يكون هذا الأمر في أصغرنا سناً، وأجملنا ذكراً، ويورثه الله علماً ولا يكله إلى نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 الباب الرابع في ما يظهر من الفتن الدالة على ولايته وفيه أربعة فصول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الفصل الأول في أحاديث متفرقة مشتملة على ما قصدنا بيانه في هذا الباب وبه متعلقة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره ". أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه على البخاري ومسلم رضي الله عنهما. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام، وسبوا ظلمتهم، فإن فيهم الأبدال، وسيرسل الله تعالى إليهم سيباً من السماء فيغرقهم، حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم، ثم يبعث الله عز وجل عند ذلك رجلاً من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم فيرد الله تعالى إلى الناس ألفتهم ونعمتهم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: يكون بالشام فتنة، أولها كلعب الصبان، كلما سكنت من جانب طمت من جانب آخر، فلا تتناهى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 حتى ينادي منادي من السماء: ألا إن الأمير فلان. ثم قال ابن المسيب: فذلكم الأمير، فذلكم الأمير، فذلكم الأمير، قال ذلك ثلاث مرات، كنى عن اسمه فلم يذكره، وهو المهدي. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر، ابن المنادي، في كتاب الملاحم. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. ومن حديث أبي الحسن الربعي المالكي، بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً، وأسوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين، فإذا قتل الخليفة بالعراق خرج عليهم رجل مربوع القامة، كث اللحية، أسود الشعر، براق الثنايا، فويل لأهل العراق من تباعه المراق، ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً ". وقد أخرج الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حديث سليمان بن حبيب بمعناه مختصراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: إذا انسابت عليكم الترك، وجهزت الجيوش إليكم، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف من عبده رجلا ضعيفاً، فيخلع بعد سنتين، وتخالف الروم والترك، وتظهر الحروب في الأرض، وينادي منادي على سور دمشق: ويل للعرب من شر قد اقترب، ويخسف بغرب مسجدها، حتى يخر حائطها، ويخرج ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك، رجل أبقع ورجل أصهب، ورجل من أهل بيت أبي سفيان، يخرج ومعه كلب، ويحصر الناس بدمشق، ويخرج أهل المغرب، وينحدرون إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لالِ محمد، وينزل الترك الجزيرة، وينزل الروم فلسطين، ويقبل صاحب المغرب، فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يسير حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن سفيان الكلبي قال: في سنة سبع البلا، وفي سنة ثمان الضنى، وفي سنة تسع الجوع. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: ملك بني العباس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 يسر لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند لم يزيلوه، ولا يزالون يتمتعون في ملكهم، حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم، وسيسلط الله تعالى عليهن علجاً يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع إليه راية إلا مزقها، ولا نغمة إلا أزالها، الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع ظفره إلى رجل من عترتي يقوم بالحق ويعمل به. قال بعض أهل العلم: يقول أهل اللغة، العلج: الكافر، والعلج: الجافي في الخلقة، والعلج: اللئيم، والعلج: اللئيم، والعلج: الجلد الشديد في أمره. وقال أمير المؤمنين عليه السلام لرجلين كانا عنده: إنكما علجان فعالجا عن دينكما. وعن أبي قبيل قال: لا يزال الناس في رخاء ما لم ينتقض ملك بني العباس، فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي: أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. ورأيت بخط بعض أهل العلم بالحديث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى إذا هتكوا عبادي حرمتي، واستحلوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 محارمي، وخالفوا أمري، فسلطت عليهم جيشاً من المشرق يقال لهم الترك، هم فرساني أنتقم بهم ممن عصاني، نزعت الرحمة من قلوبهم، لا يرحمون من بكى، ولا يجيبون من شكا، يقتلون الآباء والأمهات، والبنين والبنات، يهلكون بلاد العجم، ويأتون العراق فيفترق جيش العراق ثلاث فرق؛ فرقة يقاتلون فيقتلون، أولئك هم الشهداء تغبطهم الملائكة، فإذا رأيتم ذلك فاستعدوا للقيامة ". قالوا: يا رسول الله إذا أدركنا ذلك الزمان أين تأمرنا نسكن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالغوطة بالشام، إلى جانب بلد يقال لها دمشق، خير بلاد الشام طوبى لممن كان له فيها مسكن ولو مربط شاة، فن الله تعالى تكفل بالشام وأهله ". وعن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال الزم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 الأرض، ولا تحرك يداً ولا رجلاً، حتى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك ذلك؛ اختلاف بني العباس، ومناد ينادي من السماء، وخسف قرية من قرى الشام، وتزول الترك الجزيرة، وتزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام، ويكون سبب خرابه ثلاث رايات، منها راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني. وعن محمد بن الصامت قال: قلت لأبي عبد الله بن علي، عليهما السلام، أما من علامة بين يدي هذا الأمر؟ يعني ظهور المهدي، عليه السلام. فقال: بلى. قلت: وما هي؟ قال: هلاك بني العباس، وخروج السفياني والخسف بالبيداء. قلت: جعلت فداك، أخاف أن يطول هنا الأمر؟ قال: إنما هو كنظام الخرز، يتبع بعضه بعضاً. وعن أبي سيعدي الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستكون بعدي فتن؛ منها فتن الأحلاس، يكون فيها هرب وحرب، ثم من بعدها فتن أشد منها، كلما قيل انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ولا مسلم إلا وصلته، حتى يخرج رجل من عترتي ". أخرجه الحافظ أبو محمد الحسين، في كتاب المصابيح، هكذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن بمعناه. وله شاهد في صحيح البخاري، وهو عن عوف بن مالك، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في خيمة من أديم، فتوضأ وضوءاً مكيناً فقال: " يا عوف، اعدد ستاً بين يدي الساعة ". قلت: وما هي، يا رسول الله.؟ قال: " موتي ". فوجمت، فقال: " قل إِحُدَى " فقلت: إِحُدَى " والثانية فتح بيت المقدس، والثالثة موتان فيكم كقعاص الغنم، والرابعة إفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل يتسخطها، وفتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، ثم يغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية، كل راية اثنا عشر ألفاً ". أخرجه البخاري، في صحيحه، من حديث عوف بن مالك. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام، قال: إذا هدم حائط مسجد الكوفة، مما يلي دار عبد الله بن مسعود، فعند ذلك زوال ملك القوم، وعند زواله خروج المهدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: لا يظهر المهدي حتى يشمل الناس بالشام فتنة، يطلبون المخرج منها فلا يجدونه، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من قبل المغرب، عليها رجل من كندة أعرج، فإذا ظهر أهل المغرب على مصر فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشام. أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري، في سننه، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد، وانتهى حديثه عند قوله من كندة. وعن الأوزاعي، قال: إذا دخل أصحاب الرايات الصفر مصر يعني المغاربة فليحفر أهل الشام أسراباً تحت الأرض. أخرجه الإمام أبو عمر والمقري، في سننه. وعن كعب، قال: تكون فتن ثلاث كأمسكم الذاهب فتنة تكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 بالشام ثم الشرقية هلاك الملوك، ثم تتبعها الغربية، وذكر الرايات الصفر قال: والغربية: هي العمياء. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: علامة خروج المهدي انسياب الترك عليكم، وأن يموت خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف من بعده، رجلاً ضعيفاً، فيخلع بعد سنتين ويخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نصر بالشام، وخروج هل المغرب إلى مضر، وتلك أمارة خروج السفياني. قال أبو قبيل: قال أبو رومان قال علي بن أبي طالب: إذا نادى مناد من السماء، إن الحق في آل محمد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون ذكره، فلا يكون لهم ذكر غيره. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، في كتاب الملاحم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن وانتهى حديثه عند قوله: " فتلك أمارة خروج السفياني ". وأخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه، في حديث عمار بن ياسر بمعناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وعن محمد ابن الحنفية، قال: يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق، فبينما هم كذلك ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض، فانقعر غربي مسجدها، ويخسف بقرية يقال لها حرستا، ثم يخرج بعد ذلك السفياني، فيقتلهم حتى يرحلهم، ثم يرجع فيقاتل أهل المشرق حتى يردهم إلى العراق. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: إذا اختلف رمحان بالشام لم ينجل إلا عن آية من آيات الله عز وجل. قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله تعالى رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المخذرفة، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام وذلك عند الجوع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق، يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانظروا خروج المهدي. وعن كعب قال: إذا خرج البربر من حمص إلى فامية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أرحلهم الله وبعث على دوابهم داء فلا يبقى منها شيء إلا نفق ثم رماهم بالموتان والبطن، فيهربون إلى مشارق الجبل الأسود ليختلفوا فيه، فيتبعهم المسلمون فيقولن منهم مقتلة عظيمة، حتى إن الرجل الواحد ليقتل منهم سبعين فما دون ذلك، فلا يفلت منهم إلا القليل. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سيكون خليفة من بني هاشم بالمدينة، فيخرج ناس منهم إلى مكة، فإذا قدموها أرسل إليهم صاحب مكة: ما جاء بكم، أعندنا تظنون أن تجدوا الفرج؟؟! فيراجعه رجل من بني هاشم فيغلظ عليه، فيغضب صاحب مكة، فيؤمر به فيقتل. فإذا كان من الغد جاءه رجل منهم، قد اشتمل بثوبه على سيفه فيقول: من حملك على قتل صاحبنا؟ فيقول: أغضبني. فيقول: اشهدوا يا معاشر المسلمين أنه قتله لأنه أغضبه. فيخترط سيفه فيضربه، ثم يخرج إلى الطائف. فيقول أهل مكة: والله لئن تركنا هؤلاء حتى يبلغ خبرهم الخليفة ليهلكنا. قال: فيسيرون إليهم، فيناشدهم الهاشميون: الله الله في دمائنا ودمائكم، قد علمتم أنه قتل صاحبنا ظلماً. فلا يرجعون عنهم حتى تقاتلونهم، فيهزمونهم، ويستولون على مكة. ويبلغ صاحب المدينة أمرهم، فيقول: والله لئن تركناهم لنلقين من الخليفة بلاء. فيبعث إليهم صاحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 المدينة جيشاً فيهزمونهم، فإذا بعث الخليفة إليهم بعثاً فهم الذين يناوئهم. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي قبيل، قال يملك رجل من بني هاشم، فيقتل بني أمية، فلا يبقى منهم إلا اليسير، لا يقتل غيرهم، ثم يخرج رجل من بني أمية، فيقتل بكل رجل رجلين، حتى لا يبقى إلا النساء، ثم يخرج المهدي. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، في كتاب الملاحم. وأخرجه نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد السلام بن مسلمة، قال: سمعت أبا قبيل، يقول: يبعث السفياني جيشاً إلى المدينة، فيأمر بقتل كل من كان فيها من بني هاشم حتى الحبالى، وذلك، لما صنع الهاشمي الذي يخرج على أصحابه من الشرق. يقول: ما هذا البلاء كله!! وقتل أصحابي غلا من قتلهم. فيأمر بقتلهم فيقتلون، حتى لا يعرف منهم بالمدينة أحد، ويفترقوا منها هاربين إلى البوادي والجبار وإلى مكة، حتى نساؤهم يضع جيشه فيهم السيف أياماً، ثم يكف عنهم، فلا يظهر منهم إلا خائف حتى يظهر أمر المهدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 بمكة، فإذا ظهر بمكة اجتمع كل من شذ منهم إليه بمكة. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، لا يصير إلى واحد منهم، ثم تجيء الرايات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتالاً لم يقتله قوم، ثم يجئ خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه؛ فإنه خليفة الله المهدي ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا. وأخرجه الإمامان أبو عبد الله ابن ماجه، وأبو عمرو الداني، في سننهما، بمعناه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً، ثم تنجلي حين تنجلي وقد حسر الفرات على جبل من ذهب، تكب عليه الأمة، فيقتل عليه من كل تسعة سبعة ". أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال: كنا عند علي عليه السلام فسأله رجل عن المهدي، فقال عليه السلام: هيهات. عقد بيده سبعاً، فقال: ذاك؟ يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل فيجمع الله تعلى له قوماً فزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده.؟ قلت: نعم. قال: فإنه يخرج من بين هاتين الخشبتين. قتل: لا جرم والله لا أريمهما حتى أموت. فمات بها، يعني مكة، حرسها الله تعالى. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ومسلم ولم يخرجاه. وعن أبي عيد الخدري، رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأًَ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء، وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته، حتى يتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان سنين. أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي. وأخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه. ورواه الإمام أبو محمد الحسين، في كتاب المصابيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وعن الحم بن عتبة عن محمد بن علي، قال: قلت سمعنا انه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة. قال: إنا نرجو ما يرجو الناس، وإنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد سيطول ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة، وقبل ذلك فتنة شر فتنة، يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله تعالى، ولكن من أحلاس بيته. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن ابن سيرين، عن أبي الخلد، قال: تكون فتنة بعدها الأخرى، فما الأولى في الآخرة إلا كمثل السوط تتبعه ذباب السيف، ثم تكون فتنة تستحل فيه المحارم كلها، ثم تجتمع الأمة على خيرها ثانية هنياً وهو قاعد في بيته. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، رجل يقال له المهدي، عطاؤه هنياً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في عواليه، وفي صفة المهدي. وعن سلمة بن زفر، قال: قيل يوماً عند حذيفة: قد خرج. فقال: لقد أفلحتم إن خرج وأصحاب محمد بينكم إنه لا يخرج حتى لا يكون غائب أحب إلى الناس منه، مما يلقون من الشر. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن أبي سيعد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وقال " وزلازل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 " يملأ الأرض قسطاً. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: سمت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه، ويفر منهم بقلبه، فإذا أراد الله عز وجل أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كل جبار، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها ". فقال عليه الصلاة والسلام: يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، لا يخلف وعده وهو سريع الحساب ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهان، في صفة المهدي. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث، ويبقى ثلث. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. ورواه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن قتادة قال: يجاء إلى المهدي في بيته، والناس لفي فتنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 تهراق فيها الدماء، يقال له: قم علينا فيأبى حتى يخوف بالقتل فإذا خوف بالقتل قام عليهم، فلا يهراق بسببه محجمة ذم. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. وعن أبي عبد الله الحسيين بن علي عليه السلام قال: لا يكون الأمر الذي ينتظرون - يعني ظهور المهدي عليه السلام - حتى يتبرأ بعضكم من بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضاً. فقلت: ما في ذلك الزمان من خير. فقال عليه السلام الخير كله في ذلك الزمان، يخرج المهدي، فيرفع ذلك كله. وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: لا يظهر المهدي إلى على خوف شديد من الناس، وزلزال، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءاً، من عظم ما يرى من كلب الناس، وآكل بعضهم بعضاً، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن نرى فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه، وكان من أنصار، والويل كل الويل لمن خالفه، وخالف أمره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج حتى يخرج ستون كذاباً، كلهم يقول: أنا نبي ". ولهذا الحديث شاهد صحيح، عن أبي هريرة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون، قريباً من ثلاثين كلهم يزعمون أنه رسول الله ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه هكذا، وأخرجه البخاري بمعناه. وعن علي بن محمد الأودي، عن أبيه، عن جده، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي المهدي موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه، كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يظهر المهدي في يوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي، عليهما السلام، وكأني به يوم السبت العاشر من المحرم، قائم بين الركن والمقام، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوي لهم طياً، حتى يبايعوه، فيملأ بهم الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً. وعن يزيد بن الخليل الأسدي، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، فذكرت آيتان يكونان قبل المهدي، عليه السلام لم يكونا منذ أهبط الله تعالى آدم، عليه السلام، وذلك أن الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره. فقال له رجل: يا ابن رسول الله، بل الشمس في آخر الشهر، والقمر في النصف. فقال أبو جعفر: أعلم الذي تقول، أنهما آيتان لم يكونا منذ هبط آدم، عليه السلام. وعن عمار بن ياسر قال: إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادى مناد من السماء: إن أميركم فلان. وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي جعفر، قال: يبلغ أهل المدينة خروج الجيش، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 فيهرب منها نمن كان من أهل محمد، صلى الله عليه وسلم إلى مكة، يحمل الشديد الضعيف، والكبير الصغير، فيدركون نفساً من آل محمد صلى الله عليه وسلم، فيذبحونه عند أحجار الزيت. أخرجه نعيم بن حماد. وعن علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: يهرب ناس من المدينة إلى مكة، حين يبلغهم جيش السفياني، منهم ثلاثة نفر من قريش، منظور إليهم. وعن كعب، قال: تستباح المدينة حينئذ، وتقتل النفس الزكية. أخرجهما نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الفصل الثاني في الخسف في البيداء وحديث السفياني عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن عائشة رضي الله عنها، قالت: عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، فقلنا: يا رسول الله، صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله؟ فقال: العجب إن ناساً من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش، قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ". قلنا: يا رسول الله، إن الطريق قد تجمع الناس. فقال: " نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكاً واحداً، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله تعالى على نياتهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وفي رواية فيه، قال: فلقيت أبا جعفرِ، فقلت: إنها إنما قالت ببيداء من الأرض! قال أبو جعفر: كلا والله إنها لبيداء المدينة. وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، وعصائب أهل العراق، فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 ويحمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرائه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون ". أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم؛ منهم الإمام أبو داود السجستاني، في سننه. والإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه. والحافظ الإمام أبو عبد الله بن ماجه القزويني، في سننه. والحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في سننه. والإمام ابن حنبل في مسنده. والحافظ أبو بكر البيهقي في البعث والنشور. رضي الله عنهم أجمعين. وفي رواية لأبي داود، بدل سبع سنين: تسع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وعن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يبايع لرجل من أمتي، بين الركن والمقام، كعدة أهل بدر، فتأتيه عصب العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب، فيهزم مهم الله تعالى ". قال: " وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميين جيشاً فيهزمونهم، فيسمع بذلك الخليفة بالشام، فيبعث إليهم جيشاً فيه ستمائة عريف، فإذا أتو البيداء فنزلوها في ليلة مقمرة أقبل راع ينظر إليهم ويعجب، ويقول: يا ويح أهل مكة مما جاءهم. فينصرف إلى غنمه، ثم يرجع فلا يرى أحداً، فإذا هم خسف بهم، فيقول: سبحان الله، ارتحلوا في ساعة واحدة. فيأتي منزلهم فيجد قطيفة، فيعرف أنه قد خسف بهم، فينطلق إلى صاحب مكة فيبشره، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 فيقول صاحب مكة: الحمد لله، هذه العلامة التي كنتم تخبرون. فيسيرون إلى الشام. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن علقمة، قال: قال ابن مسعود: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحذركم سبع فتن تكون بعدي؛ فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة تقبل من المغرب، وفتنة من بطن الشام، وهي السفياني ". قال، فقال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها، ومن هذه الأمة من يدرك آخرها. قال الوليد بن عياش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكة من قبل عبد الله بن الزبير، وفتنة الشام من قبل بني أمية، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن خالد بن معدان، قال: يخرج السفياني، وبيده ثلاث قصبات، لا يقرع بهن أحداً إلا مات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، أيضاً. وعن أبي مريم، عن أشياخه، قال: يؤتى السفياني في منامه، فيقال له: قم فاخرج فيقوم فلا يجد أحداً، ثم يؤتى الثانية، فيقال له مثل ذلك، ثم يقال له في الثالثة: قم فاخرج فانظر من على باب دارك. فينحدر في الثالثة إلى باب داره، فإذا هو بسبعة نفر، أو تسعة، ومعهم لواء فيقولون: نحن أصحابك. فيخرج فيهم، ويتبعهم ناس من قريات الوادي اليابس، فيخرج إليه صاحب دمشق ليلقاه ويقاتله، فإذا نظر إلى رايته انهزم. أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جذري، بعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له الوادي اليابس، يخرج في سبعة نفر، مع رجل منهم لواء معقود، يعرفون به في النصر، يسير بين يديه على ثلاثين ميلاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرم، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا جاز ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وعن المهاجر بن القبطية، قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليخسفن بقوم يغزون هذا البيت ببيداء من الأرض ". فقالت أم سلمة: يا رسول اللهِ، أرأيت إن كان فيهم الكاره؟ قال: " يبعث كل رجل على نيته ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الذي يخسف بهم. فقالت أم سلمة: يا رسول الله، لعل فيهم المكره؟ قال: " إنهم يبعثون على نياتهم ". أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، في سننه. وذكر الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره في معنى قوله عز وجل في سورة سبأ: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب " فذكر سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب: فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني، من الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشين؛ جيشاً إلى المشرق، وجيشاً إلى المدينة، حتى إذا نزلوا بأرض بابل، في المدينة الملعونة، والبقعة الخبيثة، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس. ثم ينحدرون إلى الكوفة، فيخربون ما حولها. ثم يخرجون متوجهين إلى الشام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش، منها على مسيرة ليلتين، فيقتلونهم، لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم. ويحل جيشه الثاني بالمدينة، فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها. ثم يخرجون متوجهين إلى مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء، بعث الله عز وجل جبريل، فيقول: يا جبريل: اذهب فأبدهم، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم، وذلك قوله عز وجل في سورة سبأ: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب "، ولا يفلت منهم إلا رجلان؛ أحدهما بشير، والآخر نذير، وهما من جهينة. فلذلك جاء القول: وعند جهينة الخبر اليقين وذكر هذه القصة أيضاً في تفسيره الإمام أبو جعفر الطبري، عن حذيفة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 ذكر الإمام أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقري، في تفسيره، قال: نزلت - يعني هذه الآية - في السفياني، وذلك أنه يخرج من الوادي اليابس في أخواله، وأخواله من كلب، يخطبون على منابر الشام، فإذا بلغوا عين التمر محا الله تعالى الإيمان من قلوبهم، فتجوز حتى ينتهوا إلى جبل الذهب فيقاتلون قتالاً، شديداً فيقتل السفياني سبعين ألف رجل، عليهم المحلاة والمناطق المفضضة. ثم يدخل الكوفة، فيصير أهلها ثلاثة فرق فرقة تلحق به: وهم أشر خلق الله تعالى، وفرقة تقاتله وهم عند الله تعالى شهداء، وفرقة تلحق الأعراب، وهم العصاة. ثم يغلب على الكوفة فيفتض أصحابه ثلاثين ألف عذراء، فإذا أصبحوا كشفوا شعورهن، وأقاموهن في السوق يبيعونهن، فعند ذلك كم من لاطمه خدها، كاشفة شعره، بدجلة أو على شاطئ الفرات. فيبلغ الخبر أهل البصرة، فيركبون إليهم في البر والبحر، فيستنقذون أولئك النساء من أيديهم. فيصيرون - أصحاب السفياني - ثلاث فرق، فرقة تسير نحو الري، وفرقة تبقى في الكوفة، وفرقة تأتي المدينة، وعليهم رجل من بني زهرة، فيحاصرون أهل المدينة فيقبلون جميعاً. فيقتل بالمدينة مقتلة عظيمة حتى يبلغ الدم الرأس المقطوع، ويقتل رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وامرأة، واسم الرجل محمد ويقال اسمه علي والمرأة فاطمة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 فيصلبونهما عراة. فعند ذلك يشتد غضب الله تعالى عليهم، ويبلغ الخبر إلى ولي الله تعالى، فيخرج من قرية من قرى جرش، في ثلاثين رجلاً، فيبلغ المؤمن خروجه، فيأتونه من كل أرض، يحنون إليه كما تحنون إليه كما تحن الناقة إلى فصيلها، فيجيء فيدخل مكة، وتقام الصلاة، فيقولون: تقدم يا ولي الله. فيقول: لا أفعل، أنتم الذي نكثتم وغدرتم. فيصلي بهم رجلٌ، ثم يتداعون عليه بالبيعة تداعي الإبل الهيمِ يوم وردوها حياضها، فيبايعونه. فإذا فرغ من البيعة تبعه الناس، ثم يبعث خيلاً إلى المدينة، عليهم رجل من أهل بيته ليقاتل الزهري، فيقتل أصحابه، فالخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ولو بعقال. فإذا بلغ الخبر السفياني خرج من الكوفة في سبعين ألف، حتى إذا بلغ البيداء عسكر بها، وهو يريد قتال ولي الله، وخراب بيت الله، فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نفر فرس لرجل من العسكر، فخرج الرجل في طلبه، وبعث الله إليه جبريل فضرب الأرض برجله ضربة، فيخسف الله تعالى بالسفياني وأصحابه. ويرجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبريل عليه السلام فيقول: ما هذه الضجة في العسكر؟ فيضربه جبريل عليه السلام بجناحه، فيحول وجهه مكان القفا، ثم يمشي القهقرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 فهذه الآية نزلت فيهم: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " فلا يفوتون " وأخذوا من مكان قريب " يقول: من تحت أقدامهم. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه، قال: لا يعبر السفياني الفرات إلا وهو كافر. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وذكر الإمام أبو الحسن محمد بن عبيد الكسائي، في قصص الأنبياء عليهم السلام عن كعب الأخبار رضي الله عنه أنه قال: لا بد من نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض، ولا بد أن يظهر بين يديه علامات وفتن، فأول ما يخرج ويغلب على البلاد الأصهب، يخرج من بلاد الجزيرة، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن. قال كعب الأخبار: بينما هؤلاء الثلاثة قد تغلبوا على مواضعهم بالظلم، وإذ قد خرج السفياني من دمشق، وقيل: إنه يخرج من واد بأرض الشام، ومعه أخواله من بني كلب، واسمه معاوية بن عتبة، وهو ربعة من الرجال، دقيق الوجه، جهوري الصوت، طويل الأنف، عينه اليمنى يحسبه من يراه يقول أعور، ويظهر الزهد، فإذا اشتدت شوكته محا الله الإيمان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 من قلبه، وسفك الدماء، ويعطل الجمعة والجماعة، ويكثر في زمانه الكفر والفسق في كل البلاد، حتى يفجر الفساق، ويكثر القتل في الدنيا. فعند ذلك يجتمعون أهل مكة إلى السفياني، يخوفونه عقوبة الله عز وجل، فيأمر بقتلهم، وقتل العلماء والزهاد في جميع الآفاق. فعند ذلك يجتمعون إلى رجل من قريش، له اتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم، لهلاك السفياني ويتصل بمكة، ويكونون على عدد أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ثم تجتمع إليه المؤمنون، عدد أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ثم تجتمع إليه المؤمنون، وينكسف القمر ثلاث ليالي متواليات. ثم يظهر المهدي بمكة، فيبلغ خبره إلى السفياني، فيجيش إليه ثلاثين ألف، وينزلون بالبيداء، فإذا استقروا خسف الله بهم، وتأخذهم الأرض إلى أعناقهم، حتى لا يفلت منهم إلا رجلان يمران، فيخبر السفياني، فإذا وصلوا إلى عسكره أصابهما كما أصابهم، ثم يخسف بأحد الرجلين، والآخر حول الله وجهه إلى قفاه، فيغنم المهدي أموالهم، فذلك قوله تعالى: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب " وعن حذيفة، رضي عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون وقعة بالزوراء ". قالوا: يا رسول الله، وما الزوراء؟ قال: مدينة بالمشرق، بين أنهار، يسكنها شرار خلق الله، وجبابرة من أمتي، تقذف بأربعة أصناف من العذاب، بالسيف، والخسف، والقذف، والمسخ ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خرجت السودان طلبت العرب، ينكشفون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 حتى يلحقوا ببطن الأرض "، أو قال: " ببطن الأردن "، " فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب، حتى يأتي دمشق، فلا يأتي عليه شهر حتى يبايعه من كلب ثلاثون ألفاً. فيبعث جيشاً إلى العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف. ويخرجون إلى الكوفة فينهبونها. فعند ذلك تخرج راية من المشرق، ويقودها رجل من تميم، يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة ويقتلهم. ويخرج جيش خر من جيوش السفياني إلى المدينة، فينهبونها ثلاثة أيام. ثم يسيرون إلى مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله تعالى جبريل عليه السلام، فيقول: يا جبريل عذبهم. فيضربهم برجله ضربة يخسف الجيش، فلا يهوله. ثم إن رجلان، فيقدمان على السفياني فيخبرانه بخسف الجيش، فلا يهوله. ثم إن رجالاً من قريش يهربون إلى قسطنطينية، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم: أن ابعث بهم في المجامع. قال: فيبعث بهم إليه، فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق. قال حذيفة: حتى إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس، حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه، وهو في المحراب قاعداً، فيقوم رجل مسلم من المسلمين، فيقول: ويحكم، أكفرتم بعد إيمانكم؟ إن هذا لا يحل. فيقوم فيضرِب عنقه في مسجد دمشق، ويقتُل كل من شايعه على ذلك. فعند ذلك ينادي مناد من السماء: يا أًيها الناس، إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم، وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالحقوا به بمكة، فإنه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله ". قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين، فقال يا رسول الله، كيف لنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 حتى نعرفه؟ قال: " هو رجل من ولدي، كأنه من رجال بني إسرائيل، عليه عباءتان قطوانيتان، وكأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة. فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم، وتخرج إليه النجباء من مصر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتى يأتوا مكة، فيبايع له بين الركن والمقام. ثم يخرج متوجهاً إلى الشام، وجبريل على مقدمته، وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحوش، والحيتان في البحر وتزيد المياه في دولته، وتمد الأنهار، وتضعف الأرض أكلها، وتستخرج الكنوز كلها، فيقدم الشام، فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية، ويقتل كلباً ". قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فالخائب من خاب يوم كلب، ولو بعقال ". قال حذيفة: يا رسول الله، كيف يحل قتالهم وهم موحدون؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حذيفة، هم يومئذ على ردة، يزعمون أن الخمر حلال، ولا يصلون ". أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سيعد المقري، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وعن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المحروم من حرم غنيمة كلب، ولو عقالاً، والذي نفسي بيده لتباعن نساؤهم على درج دمشق، حتى ترد المرأة من كسر يوجد بساقها ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن محمد بن علي، عليهما السلام، قال: إذا سمع العايد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 بمكة بالخسف، خرج في اثني عشر ألفاً، فيهم الأبدال، حتى يأتي إيليا، فيقول الذي بعث الجيش حين يبلغه الخبر بإيليا: لعمر الله، لقد جعل الله في هذا الرجل عبرة، بعثت إليه ما هيأت فساحوا في الأرض، إن في هذا لعبرة وبصيرة. فيؤدي إليه السفياني الطاعة، ثم يخرج حتى يلقى كلباً، وهم أخواله، فيعيرونه، ويقولون: كساك الله قميصاً فخلعته. فيقول: ما ترون، أستقيله البيعة؟ فيقولون: نعم. فيأتيه إلى إيليا، فيقول: أقلني. فيقول: أني غير فاعل. فيقول: بلى. فيقول له: أتحب أن أقيلك؟ فيقول: نعم. فيقيله، ثم يقول: هذا رجل قد خلع طاعتي. فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطة إيليا. ثم يسير إلى كلب فينهبهم، فالخائب من خاب يوم نهب كلب. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن، من طرق كثيرة. وفي بعضها قال: يسبقه حتى يترك إيليا، ويتابعه الآخر فرقاً منه، ثم يندم فيستقيله، ثم يأمر بقتله وقتل من أمره بالغدر. وعن عبد الله بن عياس، رضي الله عنهما قال: إذا خسف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 بجيش السفياني قال صاحب مكة: هذه العلامة التي كنتم تخبرون بها. فيسيرون إلى الشام، فيبلغ صاحب دمشق، فيرسل إليهم ببيعته ويبايعه، ثم تأتيه كلب بعد ذلك، فيقول: ما صنعت؟ انطلقت إلى بيعتنا فخلعتها وجعلتها له. فيقول: ما أصنع؟ أسلمني الناس. فيقولون: فإنا معك، فاستقل بيعتك. فيرسل إلى الهاشمي، فيستقيله البيعة. ثم يقاتلونه، فيهزمُهم الهاشمِي، فيكون يومئذ من ركز رمحه على حي من كلب كانوا له، فالخائب من خاب من غنيمة كلب. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي جعفر، عليه السلام، قال: إذا استولى السفياني على الكور الخمس، فغدوا له تسعة أشهر، يعني ثم يظهر المهدي عليه السلام. وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق، وفلسطين، والأردن، وحمص، وحلب. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، أنه قال: السفياني والمهدي في سنة واحدة. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، أنه قال: السفياني والمهدي في سنة واحدة. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: يظهر السفياني على الشام، ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسيا، حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم، ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم، فتق من خلفهم، فتقبل طائفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 منهم حتى يدخلوا أرض خراسان، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خُراسان، ويقتلون شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي. دخ الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام أنه قال: إن لله مائدة. وفي رواية: مأدبة بقرقيسيا، يطلع مطلع من السماء، فيندي: يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين. وعن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر، الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً، حتى ترى علامات أذكرها لك، إن أدركتها؛ أولها اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدث به بعدي، وينادي مناد من السماء، يحكم. الصوت من ناحية دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وتنزل الترك الجزيرة، وتنزل الروم الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض. ويختلف في أرض الشام ثلاث رايات، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني فيلقى الأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه، ثم يقتل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الأصهب. ثم لا يكون لهم هم إلا الإقبال نحو العراق، وتمر جيوشه بقرقيسيا، فيقتتلون بها، فيقتل من الجبارين مائة ألف. ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً. فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من خراسان، تطوي المنازل طياً حثيثاً، وهم نفر من أًحاب المهدي، عليه السلام، فيخرج رجل من موالي أهل الكوفة، في ضعفتها فيقتله أمير جيش السفياني بين الكوفة والحيرة. ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة، فينفر المهدي منها إلى مكة فيبلغ أمير جيشه السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشاً على أثره، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب، على سنة موسى بن عمران، عليهما السلام. وينزل أمير جيش السفياني بالبيداء، فينادي منادٍ من السماء: يا بيداء أبيدي القوم. فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلا ثلاث نفر، يحول الله تعالى وجوههم إلى أقفيتهم، وهم كلب. قال: فيجمع الله تعالى للمهدي أصحابه، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يجمعهم الله تعالى على غير ميعاد وقزع كقزع الخريف، فيبايعونه بين الركن والمقام. قال: والمهدي، يا جابر، رجل من ولد الحسين، يصلح الله له أمره في ليلة واحدة. ولنختم هذا الفصل بشيء من كلام الإمام علي بن أبي طالب، هازم الأطلاب، فيما تضمنه من الأهوال الشديدة، والأمور الصعاب، وخروج الإمام المهدي، مفرج الكرب، ومفرق الأحزاب، وفي ذلك أدل دليل على فضله وكراماته، بلغه الله تعالى أفضل سلامه وتحياته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: تختلف ثلاث رايات؛ راية بالمغرب، ويل لمصر وما يحل بها منهم، وراية بالجزيرة وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة. ثم يخرج رجل من ولد العباس بالشام، حتى تكون منهم مسيرة ليلتين، فيقول أهل المغرب: قد جاءكم قوم حفاة، أصحاب أهواء مختلفة، فتضطرب الشام وفلسطين، فتجتمع رؤساء الشام وفلسطين، فيقولن: اطلبوا ملك الأول: فيطلبونه فيوافونه بغوطة دمشق، بموضع يقال لها حرستا، فإذا أحس بهم هرب إلى أخواله كلب، وذلك دهاء منه. ويكون بالوادي اليابس عدة عديدة، فيقولون له: يا هذا، ما يحل لك أن تضيع الإسلام، أما ترى ما الناس فيه من الهوان والفتن؟ فاتق الله واخرُجُ، أما تنصر دينك؟ فيقول: لست بصاحبكم. فيقولون: ألست من قريش، من أهل بيت الملك القديم، أما تغضب لأهل بيتك، وما نزل بهم من الذل والهوان؟! ويخرج راغباً في الأموال والعيش الرغد، فيقول: اذهبوا إلى حلفائكم الذين كنتم تدينون لهم هذه المدة. ثم يجيئهم، فيخرج في يوم جمعة، فيصعد منبر دمشق، وهو أول منبر يصعده، فيخطب ويأمرهم بالجهاد، ويبايعهم على أنهم لا يخالفون له أمراً، رضوه أم كرهوه. فقام رجل فقال: ما اسمه يا أمير المؤمنين؟ فقال: هو حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ملعون في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 السماء، ملعون في الأرض، أشر خلق الله عز وجل أباً، وألعن خلق الله جداً، وأكثر خلق الله ظلماً. قال: ثم يخرج إلى الغوطة، فما يبرح حتى يجتمع الناس إليه، وتتلاحق به أهل الضغائن، فيكون في خمسين ألفاً، ثم يبعث إلى كلب، فيأتيه منهم مثل السيل، ويكون في ذلك الوقت رجال البربر يقاتلون رجال الملك من ولد العباس، فيفاجئهم السفياني في عصائب أهل الشام، فتختلف الثلاث رايات، رجال ولد العباس هم الترك والعجم، وراياتهم سوداء، وراية البربر صفراء، وراية السفياني حمراء، فيقتتلون ببطن الأردن قتالاً شديداً، فيقتل فيما بينهم ستون ألفاً، فيغلب السفياني، وإنه ليعدل فيهم حتى يقول القائل: والله ما كان يقال فيه إلا كذب. والله إنهم لكاذبون، لو يعلمون ما تلقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم منه ما قالوا ذلك. فلا يزال يعدل حتى يسير، ويعبر الفرات، وينزع الله من قلبه الرحمة. ثم يسير إلى الموضع المعروف بقرقيسيا، فيكون له بها وقعة عظيمة، ولا يبقى بلد إلا بلغه خبره، فيداخلهم من ذلك الجزع. ثم يرجع دمشق، وقد دان له الخلق، فيجيش جيشين؛ جيش إلى المدينة، وجيش إلى المشرق، فأما جيش المشرق فيقتلون بالزوراء سبعين ألفاً، ويبقرون بطون ثلاثمائة امرأة، ويخرج الجيش إلى الكوفة، فيقتل بها خلقاً. وأما جيش المدينة إذا توسطوا البيداء صاح به صائح، وهو جبريل، عليه السلام، فلا يبقى منهم أحد إلا خسف الله به. ويكون في أثر الجيش رجلان، يقال لهما بشير ونذير، فإذا أتيا الجيش لم يريا إلا رؤوساً خارجةً على الأرض، فيسألان جبريل عليه السلام: ما أصاب الجيش؟ فيقول: أنتما منهم؟ فيقولان: نعم. فيصيح بهما، فتتحول وجوههما القهقهرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 ويمضي أحدهما إلى المدينة وهو بشير، فيبشرهم بما سلمهم الله عز وجل منه، والآخر نذير، فيرجع إلى السفياني، فيخبره بما نال الجيش عند ذلك. قال: " وعند جهينة الخبر اليقين " لأنهما من جهينة. ثم يهرب قوم من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلد الروم، فيبعث السفياني إلى ملك الروم: رد إلي عبيدي. فيردهم إليه، فيضرب أعناقهم على الدرج، شرقي مسجد دمشق فلا ينكر ذلك عليه. ثم يسر في سبعين ألفاً نحو العراق، والكوفة، والبصرة. ثم يدور الأمصار والأقطار، ويحل عرى الإسلام عروة بعد عروة، ويقتل أهل العلم، ويخرق المصاحف، ويخرب المساجد، ويستبيح الحرام، ويأمر بضرب الملاهي والمزاهر في الأسواق، والشرب على قوارع الطرق، ويحل لهم الفواحش ويحرم عليهم كل ما افترضه الله عز وجل عليهم من الفرائض، ولا يرتدع عن الظلم والفجور بل يزداد تمرداً وعتواً وطغياناً، ويقتل من كان اسمه محمداً، وأحمد؛ وعلياً، وجعفر، وحمزة، وحسناً، وحسيناً، وحسيناً، وفاطمة، وزينب، ورقية، والإمام كلثوم، وخديجة، وعاتكة حلقاُ وبغضاً لبيت آل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يبعث فيجمع الأطفال، ويغلي الزيت لهم، فيقولون: إن كان آباؤنا عصوك فنحن ما ذنبنا؟ فيأخذ منهم اثنين اسمهما حسناً وحسيناً فيصلبهما. ثم يسير إلى الكوفة، فيفعل بهم كما فعله بالأطفال، ويصلب على باب مسجد طفلين أسماؤهما حسن وحسين، فتغلي دماؤهما كما غلي دم يحيى بن زكريا، عليهما السلام، فإذا رأى ذلك أيقن بالهلاك والبلاء، فيخرج هارباً منها، متوجهاً إلى الشام، فلا يرى في طريقه أحداً يخالفه. فإذا دخل دمشق اعتكف على شرب الخمر والمعاصي، ويأمر أصحابه بذلك. ويخرج السفياني وبيده حربة، فيأخذ امرأة حاملاً، فيدفعها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 إلى بعض أصحابه، ويقول: افجر بها في وسط الطريق. فيفعل ذلك ويبقر بطنها، فيسقط الجنين من بطن أمه، فلا يقدر أحد أن يغير ذلك. فتضطرب الملائكة في السماء، فيأمر الله عز وجل جبريل عليه السلام فيصيح على سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج، وهو المهدي عليه السلام، خارج من مكة، فأجيبوه. ثم قال عليه السلام: ألا أصفه لكم، لا وإن الدهر فينا قسمت حدوده، ولنا أخذت عهوده، وإلينا ترد شهوده، ألا وإن أهل حرم الله عز وجل سيطلبون لنا بالفضل من عرف عودتنا فهو مشاهدنا، ألا فهو أشبه خلق الله عز وجل برسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه على اسمه، واسم أبيه على اسم أبيه، من ولد ابنة محمد، صلى الله عليه وسلم من ولد الحسين، ألا فمن تولى غيره لعنه الله. ثم قال عليه السلام: فيجمع الله عز وجل أصحابه على عدد أهل بدر، وعلى عدد أصحاب طالوت، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، كأنهم ليوث خرجوا من غابة، قلوبهم مثل زبر الحديد، لوهموا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها، الزي واحد، واللباس واحد، كأنما آباؤهم أب واحد. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: وإني لأعرفهم، وأعرف أسماءهم. ثم سماهم، وقال: ثم يجمعهم الله عز ودجل، من مطلع الشمس إلى مغربها، في أقل من نصف ليلة، فيأتون مكة، فيشرف عليهم أهل مكة فلا يعرفونهم، فيقولون: كبسنا أصحاب السفياني. فإذا تجلى لهم الصبح يرونهم طائعين مصلين، فينكرونهم، فعند ذلك يقيض الله لهم من يعرفهم المهدي عليه السلام، وهو مختف، فيجتمعون إليه، فيقولون له: أنت المهدي؟ فيقول: أنا أنصاري. والله ما كذب؛ وذلك أنه ناصر الدين. ويتغيب عنهم فيخبرونهم أنه قد لحق بقبر جده، عليهما السلام فيلحقونه بالمدينة، فإذا أحس بهم رجع إلى مكة، فلا يزالون به إلى أن يجيبهم، فيقول لهم: إني لست قاطعاً أمراً حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم، لا تغيرون منها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 شيئاً، ولكم علي ثمان خصال. قالوا: قد فعلنا ذلك، فاذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيخرجون معه إلى الصفا، فيقول: أنا معكم على أن لا تولوا، ولا تسرفوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا محرماً، ولا تأتوا فاحشة، ولا تضربوا أحداً إلا بحقه، ولا تكنزوا ذهباً ولا فضة ولا تبراً ولا شعيراً، ولا تأكلوا مال اليتيم، ولا تشهدوا بغير ما تعلمون، ولا تخربوا مسدداً، ولا تقبحوا مسلماً، ولا تعلنوا مؤاجراً إلا بحقه، ولا تشربوا مسكراً، ولا تلبسوا الذهب ولا الحرير ولا الديباج، ولا تبيعوها رباً، ولا تسفكوا دماً حراماً، ولا تغدروا بمستأمن، ولا تبقوا على كافر ولا منافق، وتلبسون الخشن من الثياب، وتتوسدون التراب على الخدود، وتجاهدون في الله حق جهاده، ولا تشتمون، وتكرهون النجاسة، وتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر. فإذا فعلتم ذلك فعلي أن لا أتخذ حاجباً، ولا ألبس إلا كما تلبسون، ولا أركب إلا كما تركبون، وأرضى بالقليل، وأملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وأعبد الله عز ودجل حق عبادته، وأفي لكم وتفوا لي. قالوا: رضينا واتبعناك على هذا. فيصافحهم رجلاً رجلاً. ويفتح الله عز وجل له خراسان، وتطيعه أهل اليمن، وتقبل الجيوش أمامه، ويكون همدان وزاراءه، وخولان جيوشه، وحمير أعوانه، ومصر قواده، ويكثر الله عز وجل دمعه بتميم، ويشد ظهره بقيس، ويسير ورايته أمامه، وعلى مقدمته عقيل، وعلى ساقته الحارث، وتحالفه ثقيف وعداف، وتسير الجيوش حتى تصير بوادي القرى في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه الحسني في اثني عشر ألف فارس، فيقول: يا ابن عم، أنا أحق بهذا الجيش منك، أنا ابن الحسن، وأنا المهدي. فيقول المهدي عليه السلام: بل أنا المهدي. فيقول الحسني: هل لك من آية فنبايعك؟ فيومئ المهدي، عليه السلام إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 الطير فتسقط على يده، ويغرس قضيباً في بقعة من الأرض فيخضر ويورق. فيقول له الحسني: يا ابن عم هي لك. ويسلم إليه جيشه، ويكون على مقدمته، واسمه على اسمه. وتقع الضجة بالشام: لا إن أغراب الحجاز قد خرجوا إليكم. فيجتمعون إلى السفياني بدمشق، فيقولون: أغراب الحجاز قد جمعوا علينا. فيقول السفياني لأصحابه: ما تقولون في هؤلاء القوم؟ فيقولون: هم أصحاب نبل وإبل، ونحن أصحاب العدة والسلاح اخرج بنا إليهم. فيرونه قد جبن، وهو عالم بما يراد منه، فلا يزالون به حتى يخرجوه، فيخرج بخيله ورجاله وجيشه، في مائتي ألف وستين ألفاً، حتى ينزلوا ببحيرة طبرية، فيسير المهدي، عليه السلام، بمن معه، لا يحدث في بلد حادثة إلا الأمن والأمان والبشرى، وعن يمينه جبريل، وعن شماله ميكائيل، عليهما السلام، والناس يلحقونه من الآفاق، حتى يلحقوا السفياني على بحيرة طبرية. ويغضب الله عز وجل على السفياني وجيشه، ويغضب سائر خلقه عليهم، حتى الطير في السماء فترميهم بأجنحتها، وإن الجبال لترميهم بصخورها، فتكون وقعة يهلك الله فيها جيش السفياني، ويمضي هارباً، فيأخذه رجل من الموالي اسمه صباح، فيأتي به إلى المهدي عليه السلام، وهو يصلي العشاء الآخرة، فيبشره، فيحفف في الصلاة ويخرج. ويكون السفياني قد جعلت عمامته في عنقه وسحب، فيوقفه بين يديه، فيقول السفياني للمهدي: يا ابن عمي، من علي بالحياة كون سيفاً بين يديك، وأجاهد أعداءك. والمهدي جالس بين أصحابه، وهو أحيى من عذراء فيقول: خلوه. فيقول أصحاب المهدي: يا ابن بنت رسول الله تمن عليه بالحياة، وقد قتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم! ما نصبر على ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 فيقول: شأنكم وإياه، اصنعوا به ما شئتم. وقد كان خلاه وأفلته. فيلحقه صباح في جماعة، إلى عند السدرة، فيضجعه ويذبحه، ويأخذ رأسه، ويأتي به المهدي، فينظر شيعته إلى الرأسي، فيكبرون ويهللون، ويحمدون الله تعالى على ذلك. ثم يأمر المهدي بدفنه، ثم يسير في عساكره، فينزل دمشق، وقد كان أصحاب الأندلس أحرقوا مسجدها وأخربوه، فيقيم في دمشق مدة، ويأمر بعمارة جامعها. وإن دمشق فسطاط المسلمين يومئذ، وهي خير مدينة على وجه الأرض في ذلك الوقت، ألا وفيها آثار النبيين، وبقايا الصالحين، معصومة من الفتن، منصورة على أعدائها، فمن وجد السبيل إلى أن يتخذ بها موضعاً ولو مربط شاة فإن ذلك خير من عشر حيطان المدينة تنتقل أخيار العراق إليها، ثم إن المهدي يبعث جيشاً إلى أحياء كلب، والخائب من خاب من سبي كلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 الفصل الثالث في الصوت والهدة والمعمعمة والحوادث ذكر الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره، في قوله تعالى: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " أي ذليلين. قال: قال أبو حمزة الثمالي في هذه الآية: بلغنا، والله أعلم، أنها صوت يسمع من السماء، في النصف من شهر رمضان، تخرج له العواتق من البيوت. وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في رمضان صوت ". قالوا: يا رسول الله، في أوله أو وسطه أو في آخره؟ قال: " بل في النصف من شهر رمضان، إذا كانت ليلة النصف ليلة الجمعة، يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفاً، ويخرس فيه سبعون ألفاً، وتفتق فيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 سبعون ألف عذراء ". قالوا: فمن السالم يا رسول الله؟ قال: " من لزم بيته، وتعوذ بالسجود، وجهر بالتكبير ". قال: " ويتبعه صوت آخر، فالصوت الأول صوت جبريل، والصوت الثاني صوت الشيطان، فالصوت في رمضان والمعمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم. وأما المحرم أوله بلاءٌ، وآخره فرج على أمتي. راحلة في ذلك الزمان ينجو عليها المؤمن خير من دسكرة تغل مائة ألف ". أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري في سننه هكذا. وأخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي، من حديث ابن الديلمي، وزاد فيه بعد قوله: يصعق له سبعون ألفاً، قال: ويعمي سبعون ألفاً، ويتيه سبعون ألفاً، ثم ذكر الباقي بمعناه. وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 المحرم ينادي منادٍ من السماء، ألا إن صفوة الله من خلقه فلاناً، فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِذا كانت صيحة في رمضان، فإنه يكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم؟ يقولها ثلاثاً " هيهات، هيهات، يقتل الناس فيها هرجاً، هرجاً ". قال: قلنا، وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: " هدة في النصف من رمضان، ليلة جمعة، وتكون هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن، في ليلة جمعة من سنة كثيرة الزلازل، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله تعالى سجداً، وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك ". أخرجه الإمام أبو عبد الله بن نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وعلامته ينهب الحاج، وتكون ملحمة بمنى، يكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على الجمرة، حتى يهرب صاحبهم، فيؤتى بين الركن والمقام، فيبايع وهو كاره، ويقال له: إن أبيت ضربنا عنقك. يرضى به ساكن السماء وساكن الأرض ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أحسبه رفعه، قال: " يسمع في شهر رمضان صوت من السماء، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تحزب القبائل، وفي ذي الحجة يسلب الحاج، وفي المحرم الفرج ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي، في كتاب الملاحم. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: انظروا الفرج في ثلاث. قلنا: يا أمير المؤمنين، وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والقزعة في شهر رمضان. فقيل: وما القزعة في شهر رمضان؟ قال: أوما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " وهي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان. وعن شهر بن حوشب، قال: كان يقال: في شهر رمضان صوت، وفي شوا همهمة، وفي ذي القعدة تميز القبائل، وفي ذي الحجة تسفك الدماء، وينهب الحاج وفي المحرم. قيل له وما الصوت؟ قال: هاد من السماء يوقظ النائم، ويفزع اليقظان، ويخرج الفتاة من خدرها، ويسمع الناس كلهم، فلا يجيء رجل من أفق من الآفاق إلا حدث أنه سمعه. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي، في كتاب الملاحم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 وعن محمد بن علي، عليهما السلام، قال: الصوت في شهر رمضان، في ليلة جمعة، فاسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس، ينادي: ألا إن فلاناً قد قُتل مظلوماً. يشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير، فإذا سمعتم الصوت في رمضان - يعني الأول - فلا تشكوا أنه صوت جبريل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم المهدي واسم أبيه. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: إذا نادى مناد من السماء، إن الحق في آل محمدٍ، فعند ذلك يظهر المهدي. وعن الزهري، قال: إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء: ألا إن أولياء الله أَصحاب فلان. يعني المهدي. قال الزهري: وقالت أسماء بنت عميس: إن إمارة ذلك اليوم، أن كفاً من السماء مدلاة، ينظر إليها الناس. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية. أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، والحافظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، قال: إذا رأيتم علامة في السماء، نار عظيمة من قبل المشرق، تطلع ليالي، فعندها فرج الناس، وهي قدام المهدي عليه السلام. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، نه قال: إذا رأيتم ناراً من المشرق، ثلاثة أيام أو سبة، فتوقعوا فرج آل محمد، إن شاء الله تعالى. ثم قال: ينادي منادٍ من السماء باسم المهدي، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعاً من ذلك، فرحم الله عبداً سمع ذلك الصوت فأجاب؛ فإن الصوت الأول هو صوت جبريل الروح الأمين، عليه السلام. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم، وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم معمعة في ذي الحجة، ثم تهتك المحارم في المحرم، ثم يكون موت في صفر، ثم تنازع القبائل في ربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تغل مائة ألف ". أخرجه الحافظ الإمام أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: تكون في رمضان هدة توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجة يسلب الحاج، والعجب كل العجب، بين جمادى ورجب. قيل: وما هو؟ قال: خروج أهل المغرب على البراذين الشهب، يسبون بأسيافهم حتى ينتهوا إلى اللجون، وخروج السفياني يكون له وقعة بقرقيسيا، ووقعة بعاقرفوف، تسبي فيها والولدان، يقتل فيها مائة ألف، كلهم أمير وصاحب سيف محلى. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في ذي القعدة تحارب القبائل، وعلامته ينهب الحاج، فتكون ملحمة بمنى، يكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيؤتي بين الركن والمقام، فيبايع وهو كاره يقال له: إن أبيت ضرينا عنقك، يبايعه مثل عدة أهل بدر، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ". قال أبو سيف: فحدثني محمد بن عبد الله بن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: يحج الناس معاً، ويعرفون معاً، على غير إمام، فبينما هم نزول بمنى إذا أخذهم كالكلب، فثارت القبائل بعضها على بعض، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 فاقتتلوا حتى تسيل العقبة دماً، فيفزعون إلى خيرهم، فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي، كأني أنظر إلى دموعه، فيقولون: هلم فلنبايعك. فيقول: ويحكم كم عهد قد نقضتموه، وكم دم قد سفكتموه! د فيبايع كرها، فإذا أدركتموه فبايعوه، فإنه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، قال: إذا بلغ العباسي خراسان، طلع بالمشرق القرن ذو السنين، وكان أول من طلع بهلاك قوم نوح حين أغرقهم الله تعالى، وطلع في زمان إبراهيم حيث ألقوه في النار، وحين أهلك الله تعالى فرعون ومن معه، وحين قتل يحيى بن زكريا، فإذا رأيتم ذلك فاستعيذوا بالله من شر الفتن، ويكون طلوعه بعد انكساف الشمس والقمر، ثم لا يلبثون حتى يظهر الأبقع بمصر. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن كثير بن مرة الحضرمي، قال: آية الحوادث في رمضان علامة في السماء بعدها اختلاف في الناس، فإذا أدركتها فأكثر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 من الطعام ما استطعت. أخرجه نعيم بن حماد. وعن سيف بن عمير، قال: كنت عند أبي جعفر المنصور، فقال لي ابتداءُ: يا سيف بن عمير، لا بد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب. فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تزوي هذا. قال: أي والذي نفسي بيده لسماع أذناي له. فقلت: يا أمير المؤمنين، إن هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا. فقال: يا سيف، إنه الحق، وإذا كان فنحن أولى من يجيبه، أما إن النداء إلى رجل من بني عمنا. فقلت: رجل من ولد فاطمة؟ قال: نعم يا سيف، لولا أني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي وحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته، ولكنه محمد بن علي، عليهما السلام. وعن كعب، قال: إنه يطلع نجم من المشرق، قبل خروج المهدي، له ذنب يضيء. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن وعن شريك، أنه قال: بلغني أنه قبل خروج المهدي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 تنكسف الشمس في شهر رمضان مرتين. أخرجه نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام، أنه قال: للمهدي خمس علامات، السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، والخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 الفصل الرابع في زبد أحاديث مرضية وبيان أن آخر العلامات قتل النفس الزكية قد وردت الآثار بتبيين ما يكون لظهور الإمام المهدي، عليه السلام من العلامات، وتواترت الأخبار بتعيين ما يتقدم أمامه من الفتن والحوادث والدلالات. وقد تضمن هذا الباب جملة جميلة، وشحنت فصوله من أصوله أصيلة. ثم ذكر في هذا الفصل الأخير منها زبدها صبرة، ليكتفي بها المطلع عليه خبره. فمن ذلك أحوال كريهة المنظر صعبة المراس، وأهوال أليمة المخبر وفتن الأحلاس، وخروج علج من جهة المشرق يزل ملك بني العباس، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا يتوجه إلى جهة إلا منحها، ولا ترفع إليه راية إلا مزقها، ولا يستولي على قرية حصينة إلا خربها وأحرقها، ولا يحكم على نعمة إلا أزالها، وقل ما يروم من الأمور شيئاً غلا نالها. وقد نزع الله الرحمة من قلبه وقلب الإمام حالفه، وسلطهم نقمة على من عصاه وخالفه، ولا يرحمون من بكى، ولا يجيبون من شكا، يقتلون الآباء والأمهات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 والبنين والبنات، يهلكون بلاد العجم والعراق، ويذيقون الأمة من بأسهم أمر مذاق. وفي ضمن ذلك حرب وهرب وإدبار، وفتن شداد وكرب وبوار، وكلما قبل انقطعت تمادت وامتدت. ومتى قيل تولت توالت واشتدت حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته. ولا مسلم إلا وصلته. ومن ذلك سيف قاطع واختلاف شديد وبلاء عام حتى تغبط الرمم البوالي وظهور نار عظيمة من قبل المشرق تظهر في السماء ثلاث ليالي، وخروج ستين كذاباً كل منهم يدعي أنه مرسل من عند الله الواحد المعبود. وخسف قرية من قرى الشام وهدم حائط مسجد الكوفة مما يلي دار عبد الله بن مسعود. وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يلتقي طرفاه أو يكاد، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في أفقها ولبست كحمرة الشفق المعتاد، وعقد الجسر مما يلي الكرخ لمدينة السلام، وارتفاع ريح سوداء بها وخسف يهلك فيه كثير من الأنام، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء على أهل الكوفة فيخرب كوفتهم، ونداء من السماء يعم أهل الأرض، ويسمع كل أهل لغة بلغتهم، ومسخ قوم من أهل البدع وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم، وصوت في ليلة النصف من رمضان، يوقظ النائم ويفزع اليقظان، ومعمعة في شوال، وفي ذي العقدة حرب وقتال، ونهب الحاج في ذلك الحجة، ويكثر القتل حتى يسيل الدم على المحجة، وتهتك المحارم في الحرم، وترتكب العظائم عند البيت المعظم، ثم العجب كل العجب، بين جمادى ورجب، ويكثر الهزج ويطول فيه اللبث، ويقتل ثلث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 ويموت الثلث، ويكون ولاه الأمر كل منهم جائراً، ويمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، ولعل هذا الكفر مثل كفر العشير، فإنه في بعض الروايات إلى نحو ذلك يشير، وانسياب الترك ونزولهم جزيرة العرب، وتجهز الجيوش ويقتل الخليفة وتشتد الكرب، وينادي مناد على سور دمشق: ويل للعرب من شر قد اقترب. ومن ذلك رجل من كندة أعرج، يخرج من جهة المغرب، مقرون بألويته النصر، فلا يزال بجيشه وقوة جأشه حتى يظهر على مصر. ومن ذلك خراب معظم البلاد حتى تعود حصيداً كأن لم تغن بالأمس، واستيلاء السفياني وجنده على الكور الخمس، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وركود الشمس وكسوفها في النصف من شهر الصيام، وخسوف القمر آخر عبرة للأنام، وتلك آيتان لم يكون منذ أهبط الله آدم عليه السلام، وفتن وأهوال كثيرة، وقتل ذريع بين الكوفة والحيرة. ومن ذلك خروج السفياني ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وعتوه وتجنيده الأجناد ذوي القلوب القاسية والوجوه العوابس، ظهور أمره وتغلبه على البلاد، وتخريبه المدارس والمساجد وإظهاره للظلم والجور والفساد، وتعذيبه كل راكع وساجد، وقتله العلماء والفضلاء والزهاد، مستبيحاً سفك الدماء المحرمة، ومعاندته لآل محمد أشد العناد متجرياً على إهانة النفوس المكرمة، والخسف بجيشه بالبيداء ومن معهم من حاضر وباد جزاء بما عملوا، ويغادرهم غدرهم مثلة للعباد ولم يبلغوا ما أملوا. وآخر الفتن والعلامات قتل النفس الزكية، فعند ذلك يخرج الإمام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 المهدي ذو السيرة المرضية، فيشمر عن سق جده في نضرة هذه الأمة، حاسراً عن ساعد زنده لكشف هذه الغمة، متحركاً لتسكين ثائرة الفتن عند التهابها، متقرباً لتبعيد دائرة المحن بعد اقترابها، صارفاً أعنة العناية لتدارك هذا الأمر، مباشراً بنفسه الكريمة إطفاء هذا الجمر، مخلصاً في تخليص البلاد من أيدي الفسقة الفجرة، كافاً عن صلحاء العباد أكف المقرة الكفرة، وجبريل على مقدمته، وميكائيل على ساقته، والظفر مقرون ببنوده، والنصر معقود بألويته، وقد فرح أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحش بولايته: فيسر إلى الشام في طلب السفياني ... بجأش قوية وهمة سنية وجيوش نضرة قد طبقت البرية ... ونفحات نشره قد طيبت البرية فيهزم جيش السفياني ويذبحه عند بحيرة طبرية، فتندرس آثار الظلم وتنكشف حنادس الظلمة، وتعود المحنة منحة واللأواء نعمة. ويخرج إليه من دمشق من مواليه عدد من المئين، هو أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين. وتقبل الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد، يعيد الله تعالى بهم من الإسلام كل حلق جديد. ثم يسير إلى دمشق في جيشه العرمرم، ويقيم بها مدة مؤيداً منصوراً ومكرم، ويأمر بعمارة جامعها وترميم ما وهي منها وتهدم، وتنعم الأمة في أيامه نعمة لم ينعمها قبلها أحد من الأمم، فيا طوبى لدين أدرك تلك الأيام الغر وتملى بالنظر إلى تلك الغرة الغراء ولتربة تقبل أقدامه لثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 ولنختم هذا الفصل بأبيات من قصيدة طويلة سنية، يرثي قاتلها فيها آل محمد ويذكر في آخرها قتل النفس الزكية، وهي مأثورة عن علامة الأدب عبد الله بن بشار بن عقب، فمنها: أعيني فيضا عبرة بعد عبرة ... فقد جان إِشفاقي وما كنت أحذر أعيني إلا تدمعا لمصيبتي ... فغيركما عني أغض وأصبر أعيني هذا الركن ورداً تتابعوا ... وهم بالسبايا دارعين وحسر من الأكرمين البيض من آل هاشم ... لهم نجم في ذروة المجد تزهر بهم فجعتنا والفجائع كاسمها ... تميم وبكر والسكون وحمير ففي كل حي بضعة من دمائنا ... لها زمن يعلو سناه ويشهر كأن بني بيت النبي ورهطه ... هدايا بدون حول بيت تعقر غداة التقى أهل العراق عليهم ... جلابيب بيض فوقهن السنور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 رشوا المال فينا فارتشوا في دمائنا ... قليلاً ولو أعطوا القليل تصبروا لعمرك ما آووا ولا نصروا الهدى ... ولا اتبعوا الحق المنير فينظروا لهم كلَّ عام راكِبٌ وصَحِفَةٌ ... بتطريدنا في الأرض تطوي وتنشر دعتنا إليها عصبة لنجيبها ... إلى نفي جور ناره تتسعر فلما بلغنا علم ذي الموت للتي ... دعونا إليها أحجموا وتحيروا وهزوا القنا والمشرفية واتقوا ... بنا حرها عند اللقاء ودخروا صبرنا وكان الصبر منا حمية ... بنو هاشم إنا بذلك أجدر وإنا متى نفخر عليهم يكن لنا ... بأحمد مجد لا يرام ومفخر وحمزة منا رأس كل شهادة ... تعد ومنا ذو الجناحين جعفر ومنا علي سيد الناس كلهم ... وقائدهم بعد النبي مبشر وأنا خصصنا بالمودة دونهم ... وإن لنا الفضل الذي ليس ينكر فلله قتلانا وسفك دمائنا ... وذمتنا إذ نستباح وتخفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 ويقتل من أشياع آل محمد ... ويصلب منهم من يسمى ويذكر وللجيش بالبيدَاء في الخسف عبرة ... فيرجع منها مقبل القلب مدبر وفي قتل نفس بعد ذاك زكية ... أمارات حق عند من يتذكر عن عامر، قال: سألت عبد الله بن بشار، عن النفس الزكية، قال: هو من أهل البيت، وعند قتلها ظهور المهدي عليه السلام. وآخر عند البيت يقتل ضيعة ... يقوم فيدعو للإمام فينحر وتدخل نار جوف كوفة ضحوة ... تسيل بها سيلاً فتخرق أدور ويبعث أهل الشام بعثاً عليهم ... بناحية البيداء خسف مقدر وخيل تعادى بالكماة كأنها ... هي الريح إذ تحت العجاجة تصبر يقود نواصيها شعيب بن صالح ... إلى سيد من آل هاشم يزهر على شقه شق اليمين علامةً ... لدى الخد عند الصدغ خال منور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 الباب الخامس في أن الله تعالى يبعث من يوطئ له قبل إمارته عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون عن الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ". أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج، في صحيحه. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ". قال معاذ بن جبل: وهم بالشام. أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. وفي رواية: " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 وفي رواية: " على أبواب الطالقانِ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان، فيجيء به كما كتب من قبل ". وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام أنه قال: ويحاً للطالقان، فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان. أخرجه الحافظ أبو نعيم الكوفي في كتاب الفتوح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق، هم أكرم العرب فرساً. وأجوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين ". وأخرجه الحافظ أبو عبد الله بن يزيد بن ماجه القزويني، في سننه. والإمام أبو الحسن الربعي المالكي. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. كلهم بمعناه. وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: يبعث الله المهدي بعد إياس، وحتى تقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 الشام، عدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً، عدة أصحاب بذر، يسير ون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة، من دار عند الصفا، فيبايعونه كرهاً، فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثم يصعد المنبر. أخرجه الحفاظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن علقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود. قال: أتيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلينا مستبشراً، يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مرت فئة من بني هاشم، فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم خبر بممرهم، وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه. فقال: " إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتى ترفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً ". أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. هكذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 ورواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. والإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. كلهم بعناه. وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج أناس من المشرق، فيوطئون للمهدي " يعني سلطانه. أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في سننه. والحافظ أبو بكر البيهقي، رحمه الله تعالى. وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حبوا على الثلج؛ فإن فيها خليفة الله المهدي ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا. وأخرجه الحاف أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه بمعناه، وقال: هذا حديث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. ورواه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن كلاهما بمعناه. ولعل معنى قوله عليه الصلاة والسلام: " فإن فيها خليفة الله المهدي، أي فيها توطئة وتمهيداً لسلطانه، كما سبق في حديث عبد الله بن الحارث آنفاً. وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج من المشرق رايات سود لبني العباس، ثم يكون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجالاً من آل أبي سفيان، وأصحابه من المشرق يؤذون الطاعة للمهدي " أي فيها توطئةً وتمهيداً لسلطانه، كما سبق في حديث عبد الله بن الحارث آنفاً. وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج من المشرق رايات سود لبني العباس، ثم يكون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من آل أبي سفيان، وأصحابه، من المشرق يؤذون الطاعة للمهدي " أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن محمد بن الحنفية، قال: تخرج راية من خراسان، ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 تخرج أخرى، ثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل من بني تميم، يوطئ للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يسلم الناس للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقاتلونهم قتالاً لم يقاتله قوم " ثم ذكر شيئاً، فقال: " إذا رأيتموه فبايعوه: ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وأخرجه جماعة من أئمة الحديث بمعناه؛ منهم: أبو عبد الله ابن ماجه القزويني، وأبو عمرو الداني، وأبو نعيم الأصبهاني. وقالوا موضع قوله " ثم ذكر شيئاً فقال ": " ثم يجيء خليفة الله المهدي ". وعن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي عليه السلام، قال: يلتقي السفياني ذا الرايات السود، فيهم شاب من بني هاشم، في كفه اليسرى خال، وعلى مقدمته رجل من بني تميم، يقال له شعيب بن صالح، بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، وتظهر الرايات السود، وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عمرو، قال: يخرج رجل من ولد الحسين، من قبل المشرق، ولو استقبلته الجبال هدمها، واتخذ فهيا طرقاً. أخرجه الحافظ ابن القاسم الطبراني، في معجمه. والحافظ أبو نعيم الأصبهاني. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن إبراهيم جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، قال: يخرج شاب من بني هاشم، بكفه اليمنى خال، من خراسان، برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن شريح بن عبيد، وراشد بن سعد، وضمرة بن حبيب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 عن مشايخهم، قالوا: يبعث السفياني خيله وجنوده، فتبلغ عامةَ المشرق من أرض خراسان وأهل فارس، فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم، وتكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلاً من بني هاشم، وهم يومئذ في آخر الشرق فيخرج بأهل خراسان، على مقدمته رجل من بني تميم، مولى لهم، أصفر قيل اللحية، يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه، فيبايعه فيصير مقدمته، لو استقبلته الجبال الرواسي لهدمها فيلتقي هو وخيل السفياني، فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة، فلا يزال يخرجهم من بلدة إلى بلدة، حتى يهزمهم إلى العراق، ثم تكون بينهم وبين خيل السفياني وقعات، ثم تكون الغلبة للسفياني، ويهرب الهاشمي، ويخرج شعيب بن صالح مختفياً إلى بيت المقدس، يوطئ للمهدي منزله، إذا بلغه خروجه إلى الشام. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن بعض أهل العلم، قال: بلغني أن هذا الهاشمي أخو المهدي لأمه وقال بعضهم: هو ابن عمه؛ لأنه لا يموت، ولكن بعد الهزيمة يخرج إلى مكة، فإذا ظهر المهدي خرج معه. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد أيضاً، في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام قال: تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. وعن ثوبان، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأن قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم، ولو حبوا على الثلج ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته، حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء، من نصر نصره الله، ومن خذلها خذله الله، حتى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي، فيولونه أمرهم فيؤيده الله وينصره. أخرجه نعيم بن حماد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من وراء النهر، يقال له الحارث بن حراث، على مقدمته رجل يقال له منصور، يوطئ أو يمكن لآلِ محمد، كما مكنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قريش، وجب على كل مؤمن نصره "، أو قال: إجابته. أخرجه الإمام أبو داود، في سننه. والإمام الحافظ أبو بكر البيهقي. والحافظ أبو عبد الرحمن النسائي؛ في سننه. ورواه الشيخ أبو محمد الحسين، في كتابه المصابيح. وعن الحسن، قال: يخرج بالري رجل ربعة أشم، مولى لبني تميم، كوسج، يقال له: شعيب بن صالح في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون على مقدمة المهدي، لا يلقاه أحد إلا قتله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن محمد بن الحنفية، قال: كنا عند علي، عليه السلام، فسأله رجل عن المهدي، فقال: هيهات، ثم عقد بيده سبعاً. فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل، فيجمع الله تعالى له قوماً، قزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون، على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر. قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده؟ قلت: نعم. قال: فإنه يخرج من بين هذين الخشبتين. قلت: لا جرم والله لا أريمها حتى أموت. فمات بها، يعني مكة، حرسها اللهُ تعالى. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: إذا انقطعت التجارات للطرق، وكثرت الفتن، وخرج سبعة علماء من آفاق شتى على غير ميعاد، يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، حتى يجتمعوا بمكة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدا على يديه هذه الفتن، وتفتح له القسطنطينية، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته. فتتفق السبعة على ذلك، فيطلبونه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 فيصيبونه بمكة، فيقولون له: أنت فلان ابن فلان؟ فيقول: لا، أنا رجل من الأنصار. حتى يفلت منهم. فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة، فيقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة. ويطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة، فيطلبونه بمكة فيصيبونه، فيقولون له أنت فلان ابن فلان، وأمك فلانة بنت فلانة، وفيك آية كذا وكذا، فقد أفلت منا مرة، فمد يدك نبايعك. فيقول: لست بصاحبكم، أنا فلان الأنصاري، مروا بنا أذلكم على صاحبكم. حتى يفلت منهم. فيطلبونه بالمدينة، فيصيبونه بمكة عند الركن، فيقولون: ثمنا عليك، ودماؤنا في عنقك، إن لم تمد يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني، قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من جرم. فيجلس بين الركن والمقام، فيمد يده، فيبايع له. ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسدٍ بالنهار، ورهبانٍ بالليل. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن علي، عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أهل بيتي، في تسع رايات " يعني بمكة. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، فقال: يكون لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبة في بعض هذه الشعاب، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى، حتى إذا كان قبل خروجه، انتهى المولى الذي يكون معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً. فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى الجبال لنناوينها معه. ثم يأتيهم من القابلة، فيقول: استبرئوا من رؤساكم أو خياركم عشرة، فيستبرئون له، فينطلق بهم، حتى يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التي تليها. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، أنه قال: لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبتان؛ إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات. وبعضهم: قتل. وبعضهم: ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 الباب السادس: في ما يظهر له من الكرامات في مدة خلافته عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج المهدي على رأسه عمامة، فيها ملك ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في مناقب المهدي. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة واحدة ". أخرجه جماعة من الحفاظ في كتبهم؛ منهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. والحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في سننه. والحافظ أبو بكر البيهقي. والإمام أبو عمرو الداني. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. والحافظ أبو نعيم الأصبهاني. والحافظ أبو القاسم الطبراني. رضي الله عنهم. وعن أمير المؤمنين علي بن طالبِ عليه السلام قال: إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي. أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه. والحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في مناقب المهدي. ورواه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن، وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة المهدي، عليه السلام، ومبايعته بين الركن والمقام، وخروجه متوجهاً إلى الشام، قال: " وجبريل على مقدمته، وميكائيل على ساقته، يفرح به أهل السماء وأهل الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان، في البحر ". أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، في قصة المهدي، عليه السلام، قال: أما المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وتأمن البهائم السباع، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها. قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الاسطوانة من الذهب والفضة. أخرجه الحاكم أبو عبد الله، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، قال: ينادي مناد من السماء باسم المهدي، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: تختلف ثلاث رايات، راية بالمغرب، وراية بالجزيرة، وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة. ثم ذكر خروج السفياني، وما يفعله من الظلم والفجور. ثم ذكر خروج المهدي، ومبايعة الناس له بين الركن والمقام. ثم يسير بالجيوش حتى يصير بوادي القرى، في هدوء ورفق، ويلحقه هنالك ابن عمه الحسني، في اثنا عشر ألف فارس، فيقول له: يا ابن عم أنا أحق بهذا الجيش منك، أن ابن الحسن، وأنا المهدي. فيقول له المهدي، عليه السلام: بل أنا المهدي. فيقول له الحسني: هل لك من آية فأبايعك؟ فيومئ المهدي، عليه السلام إلى الطير، فيسقط على يده، ويغرس قضيباً في بقعة من الأرض، فيخضر وبورق. فيقول له الحسني: يا ابن عم هي لك. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه، في قصة فتح القسطنطينية، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 قال: فيركز لواءه - يعني المهدي عليه السلام - ويأتي الماء ليتوضأ لصلاة الصبح. قال: فيتباعد منه، فإذا رأى ذلك أخذ لواءه، فاتبع الماء حتى يجوز من تلك الناحية، ثم يركزه، ثم ينادي: أيها الناس، اعبروا، فإن الله عز وجل قد فرق لكم البحر، كما فرقه لبني إسرائيل. قال: فيجوز الناس، فيستقبل القسطنطينية، فيكبرون، فيهتز حائطها، ثم يكبرون فيهتز، ثم يكبرون فيسقط منها ما بين اثنى عشر برجاً. وذكر باقي الحديث. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعد المقري، في سننه. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في قصة المهدي وفتوحاته قال: ثم يسير ومن معه من المسلمين؛ لا يمون على حصن من ببلد الروم إلا قالوا عليه: لا إله إلا الله. فتتساقط حيطانه، ثم ينزل من القسطنطينية، فيكبرون تكبيرات، فينشف خليجها ويسقط سورها، ثم يسير إلى رومية، فإذا نزل عليه كبر المسلمون ثلاث تكبيرات، فتكون كالرملة على نشزٍ. وذكر باقي الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام، أنه قال: يكون هذا الأمر في أصغرنا سناً، وأجملنا ذكراً، ويورثه الله تعالى علماً، ولا يكله إلى نفسه. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: يومئ المهدي، عليه السلام، إلى الطير فيسقط على يده، ويغرس قضيباً في بقعة من الأرض فيخضر ويورق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 الباب السابع في شرفه وعظيم منزلته عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق بهم الأرض الرحبة، وحتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين، أو ثمان أو تسع، يتمنى الأحياء الأموات، مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره ". أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وذكر الإمام أبو إسحاق الثعلبي، في تفسير القرآن العزيز، في قصة أصحاب الكهف، قال: وأخذوا مضاجعهم، فصاروا إلى رقديهم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 إلى آخر الزمان، عند خروج المهدي عليه السلام، يقال: إن المهدي يسلم عليهم، فيحييهم الله عز وجل، ثم يرجعون إلى رقدتهم، فلا يقومون إلى يوم القيامة. وعن أمير المؤمنين اعلي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قلت يا رسول الله، أمنا آل محمد المهدي، أو من غيرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل منا، يختم الله به الدين، كما فتحه بنا، وبنا ينقذون من الفتن، كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخواناً، كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً، كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم ". أخرجه جماعة من الحفاظ في كتبهم؛ منهم أبو نعيم الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وذكر الإمام أبو إسحاق التغلبي، في تفسير قوله تعالى: " حم، عسق "، قال: قال بكر بن عبد الله المزني: ح: حرب يكون بين قريش والموالي، فتكون الغلبة لقريش على الموالي، م: ملك بني أمية، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 ع: علو ولد العباس، س: سنا المهدي، ق: قوة عيسى حين ينزل، فيقتل النصارى، ويخرب البيع. وعن طاوس، قال: وددت لو أني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي، يزاد المحسن في إحسانه، ويتاب على المسيء من إساءته، وهو يبذل المال، ويشتد على العمال، ويرحم المساكين. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن كعب الأخبار، قال ينزل رجل من بني هاشم بيت المقدس، حرسه اثنا عشر ألفاً. وفي رواية عنه أيضاً قال: حرسه ستة وثلاثون ألفاً، على كل طريق لبيت المقدس اثنا عشر ألفاً. أخرجهما الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً "، يعني حججاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا، وأخي علي، وعمي حمزة، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي ". أخرجه جماعة من أئمةِ الحديث في كتبهم؛ منهم: الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في سننه. وأبو القاسم الطبراني، في معجمه. والحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وغيرهم، رضي الله عنهم. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلا أخرجته ". رواه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. والحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي منا، يختم الدين بنا، كما فتح بنا ". أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي. وعن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، قال: يظهر المهدي بمكة عند العشاء، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقميصه، وسيفه، وعلامات، ونور، وبيان، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: أذكركم الله أيها الناس، ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحجة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تحيوا ما أحيي القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدي، ووزراً على التقوى؛ فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوادع، وإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته. فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر، عدة أهل بدر، على غير ميعادٍ. وقزعاً كقزع الخريف، ورهبان بالليل أسد بالنهار. فيفتح الله تعالى للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم. وتنزل الرايات السود الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهدي. ويبعث المهدي جنوده في الآفاق، ويميت الجوز وأهله، ويستقيم له البلدان. ويفتح الله على يديه القسطنطينية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن تهلك أمة أنا في أولها، وعيس ابن مريم في آخرها، والمهدي في وسطها ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. ورواه الحافظ أبو نعيم، في عواليه. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أبشروا أبشروا، إنما أمتي كالغيث، لا يدرى آخره خير أم أوله، أو كحديقة أطعم منها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 فوج عاماً، لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها عرضاً، وأعمقها عمقاً، وأحسنها حُسناً، كيف تهلك أمة أنا أولها، والمهدي أوسطها، والمسيح أخرها، ولكن بين ذلك ثبج أعوج، ليس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 مني، ولا أنا منهم ". أخرجه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه. وعن الأوزاعي، عن يحيى، أو عن عروة بن رويم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " خيار أمتي أولها وآخرها، وبين ذلك ثبج أعوج، وليس مني، ولست منه ". أخرجه أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، في غريب الحديث، وقال: الثبج: الوسط. قال أبو زيد: يقال ضرب بالسيف ثبج الرجل. أي وسطه، والجمع: أثباج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 وعن سليمان بن عيسى، قال: بلغني أنه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية، حتى يحمل، فيوضع ببين يديه ببيت المقدس، فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلا قليلاً منهم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لن تهلك أمة أنا أولها، ومهديها وسطها، والمسيح ابن مريم آخرها ". أخرجه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه. وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " المهدي طاوس أهل الجنة ". أخرجه الديلمي، في كتاب الفردوس. وعن عوف بن محمد، قال: كنا نتحدث أنه يكون في هذه الأمة خليفة، لا يفصل عليه أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن محمد بن سيرين، قيل له: المهدي خير، أو أبو بكر وعمر؟ قال: هو خير منهما، ويعدل نبياً. وفي رواية عنه، أنه ذكر فتناً تكون، فقال: إذا كان ذلك فاجلسوا فيه بيوتكم، حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمرو. قيل: يا أبا بكر، خير من أبي بكر وعمر! قال: قد كان يفضل على بعض الأنبياء عليهم السلام. أخرجهما الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 وعن حذيفة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة المهدي عليه السلام، وظهور أمره، قال: فتخرج الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مضر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتى يأتوا مكة، فيبايع له بين زمزم والمقام، ثم يخرج متوجهاً إلى الشام، وجبريل على مقدمته، وميكائيل عل ساقته، يفرح به أهل الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمد الأنهار، وتضعف الأرض أكلها وتستخرج الكنوز ". أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ، في سننه. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: المنصور المهدي يصلي عليه أهل الأرض، وطير السماء، يبتلى بقتل الروم والملاحم عشرين سنة، ثم يقتل شهيداً هو وألفان معه، كلهم أمير صاحب راية، فلم تصب المسلمين مصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم منها. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، قال: قال لي عبد الله بن عباس: لو لم أر أنك مثل أهل البيت، ما حدثتك بهذا الحديث. قال: فقال مجاهد: فإنه في ستر، لا أذكره لمن تكره. قال: فقال ابن عباس: منا أهل البيت أربعة؛ منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا المهدي. فقال له مجاهد: فبين لي هؤلاء الأربعة. فذكر له حال السفاح، والمنذر، والمنصور، ثم قال: وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وتأمن البهائم السباع، وتلقي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 الأرض أفلاذ كبدها. قال: قلت، وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة. أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن كعب الأحبار، قال: قال قتادة: المهدي خير الناس، أهل نصرته وبيعته من أهل كوفان واليمن وأبدال الشام، مقدمته جبريل، وساقته ميكائيل، محبوب في الخلائق يطفئ اله تعالى به الفتنة العمياء، وتأمن الأرض حتى إن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل، لا يتقي شيئاً إلا الله عز وجل، تعطي الأرض بركاتها والسماء بركاتها. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن الحكم بن عتيبة، قال: قلت لمحمد بن علي، عليهما السلام: سمعنا أنه سيخرج منكم رجل يعدل هذه الأمة. قال: إنا نرجوا ما يرجوا الناس، وإنا نرجوا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، سيطول ذلك اليوم، حتى يكون ما ترجوا هذه الأمة. وذكر باقي الحديث. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وعن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الحالة التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها، فقال: " حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ ". قال: أخشى الضيعة من بعدك. فقال: " يا حبيبتي، أما علمت أالله اطلع على أهل الأرض اطلاعة، فاختار منها أباك، فبعثه برسالته، ثم اطلع اطلاعه، فاختار منها بعلك، وأوحى إلي أن أنكحك إياه، يا فاطمة، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عز وجل سبع خصال، لم تعط أحداً قبلنا ولا تعطى أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيين، وأكرم النبيين على الله عز وجل، وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل، وأنا أبوك ووصيى خير الأوصياء وأحبهم إلى الله عز وجل، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء، وهو حمزة بن عبد المطلب، عم أبيك، وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران، يطير بهما في الجنة مع الملائكة حيث شاء، وهو ابن عم أبيك، وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة، وهما ابناك الحسن والحسين، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحق، خير منهما. يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، إن منهما مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن، وانقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان، كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً، كما ملئت جوراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي، فإن الله عز وجل أرحم بك وأرأف مني، وذلك لمكانك مني، وموقعك من قلبي، قد زوجك الله زوجك، وهو أعظم حسباً، وأكرم منصباً، وأرحم بالرعية، وأعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي. قال علي عليه السلام: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة إلا خمسة وسبعين يوماً، حتى ألحقها الله تعال به، عليهما السلام. أخرجه الحافظ نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي. وذكر الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن النخعي السهيلي، في كتاب شرح سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفضيل فاطمة، عليهما السلام، على نساء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 العالمين، فذكر قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما فاطمة بضعة مني " وقوله عليه السلام: " هي خير بناتي "، وشبه ذلك، ثم ذكر سؤددها، وتفضيلها على غيرها، فذكر أسباباً كثيرة؛ منها نه قال: ومن سؤددها أن المهدي المبشر به في آخر الزمان من ذريتها، فهي مخصوصة بهذه الفضيلة دون غيرها، عليها السلام. وعن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن طاوس، قال: ودع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه البيت، ثم قال: والله ما أراني أدع خزائن البيت، وما فيه من السلاح والمال، لم أقسمه في سبيل الله. فقال له علي ابن أبي طالب: امض يا أمير المؤمنين، فلست بصاحبه، إنما صاحبه فتى شاب من قريش، يقسمه في سبيل الله تعالى، في آخر الزمان. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي معبد مولى ابن عباس، قال: سمعت ابن عباس، يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 إني لأرجو أن لا يذهب الليل والنهار، حتى يبعث الله منا أهل البيت من يقيم لهذه الأمة أمرها، فتى شاباً، لم تلبسه الفتن، ولم يلبس الفتن، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر كما فتح الله بنا هذا الأمر، أرجو بنا يختمه. أخرجه الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، في البعث والنشور. ورواه الإمام أبو عمرو المقري بمعناه، وزاد في آخره، قال: أبو معبد: فقلت لابن عباس: أعجزت عنه شيوخكم ترجوه لشبانكم. قال: إن الله عز وجل يفعل ما يشاء. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج المهدي في أمتي، يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأمة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، في صفة المهدي. وعن كعب الأخبار، قال: إني لأجد المهدي مكتوباً في أسفار الأنبياء، ما في حكمه ظلم ولا عيب. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن ابن حمير، أنه قال: يفتح القسطنطينية أمير كريم ذو دين، ليس بغال، ولا سارق، ولا غاش، ولا تخليط. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، في كتاب الملاحم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 وعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: يبايع للمهدي بين الركن والمقام، لا يوقظ نائماً، ولا يريق دماً. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف بين الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء، وساكن الأرض ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. ورواه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلاناً؟ يعني المهدي فاسمعوا له وأطيعوا ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أهل بيتي، ويعمل بسنتي، وينزل له الله البركة من السماء، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 وتخرج له الأرض بركتها، وتملأ به عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " منا الذي يصلي عيسى ابن مريم حلفه ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. وعن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الدجال، وقال: " إن المدينة لتنفي خبثها، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص ". فقالت: أم شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذ؟ قال: " هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم مهدي رجل صالح ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في كتاب الحلية. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب بالدجال فقد كفر، ومن كذب بالمهدي فقد كفر ". أخرجه الإمام أبو بكر الإسكاف، في فوائد الأخبار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 كذا رواه أبو القاسم السهيلي، رحمه الله تعالى في شرح السيرة له. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: المهدي خاشع لله خشوع النسر جناحه. رواه الحافظ أبو محمد الحسين، في كتاب المصابيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة واحدة ". أخرجه جماعة من أئمة الحديث؛ منهم الإمام أحمد بن حنبل. والحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه. والشيخ أبو عمرو الداني. وأبو نعيم الأصبهاني. وأبو القاسم الطبراني. وعن شعيب بن أبي حمزة، قال: دخلت على أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟ قال: لا. فقلت: فولدك؟ قال: لا. فقلت: فولد ولدك؟ قال: لا. فقلت: فمن هو؟ قال: الذي يملأها عدلاً، كما ملئت جوراً، على فترة من الأئمة تأتي، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث على فترة من الرسل. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في قصة المهدي، وفتحه لمدينة القاطع، قال: فيبعث المهدي، عليه السلام، إلى أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب، لا يضرهم شيء، ويذهب الشر، ويبقي الخير، ويزرع الإنسان مدا يخرج له سبعمائة مد، كما قال الله تعالى: " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " البقرة: 261، ويذهب الربا والزنا، وشرب الخمر والريا، وتقبل الناس على العباد والمشروع والديانة والصلاة في الجماعات، وتطول الأعمار وتؤدي الأمانة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وتحمل الأشجار، وتتضاعف البركات، وتهلك الأشرار، ويبقي الأخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت، عليهم السلام. وعن سالم الأشل، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي، يقول: نظر موسى في السفر الأول، إلى ما يعطى قائم آل محمد، فقال موسى: رب اجعلني قائم آل محمد، فقيل له: إن ذلك من ذرية أحمد. فنظر في السفر الثاني، فوجد فيه مثل ذلك، فقال مثل ذلك، فقيل له مثل ذلك. ثم نظر في السفر الثالث، فرأى مثله، فقال مثله، فقيل له مثله. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، أنه سئل: هل ولد المهدي، عليه السلام؟ قال لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي. وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، أنه قال: يكون هذا الأمر في أصغرنا سناً، وأجملنا ذكراً، ويورثه الله تعالى علماً، ولا يكله إلى نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 الباب الثامن: في كرمه وفتوته عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا، ولا يعده عداً ". أخرجه الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، في صحيحه. وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال، ولا يعده ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 وعن الجريري، عن أبي نضرة، قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فقال: يوشك أهل العراق أن يجبى إليهم درهم ولا قفيز. قالوا: مم ذاك، يا أبا عبد الله؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذلك. ثم سكت هنية، ثم قال: يوشك أهل الشام أن يجبى إليهم دينار، ولا مدي. قالوا: مم ذاك؟ قال: من قبل الروم، يمنعون ذلك. ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتي خليفة بحثو المال حثياً، ولا عيده عداً ". قال الجريري: فقلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز. قالا: لا. أخرجه الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج، في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله هكذا. وأخرجه أيضاً من حديث أبي موسى، وزاد فيه بعد قوله: " يعده عداً "، ثم قال: " والذي نفسي بيده ليعودن الأمر كما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 بدأ، ليعودن كل إيمان إلى المدينة، كما بدأ بها، حتى يكون كل إيمان بالمدينة ". ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: " لا يخرج رجل من المدينة رغبة عنها، إلا أبدلها الله خيراً منه، وليسمعن ناس برخص وريف فيتبعونه؛ والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ". وعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله: " منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وقال الإمام أبو عبد الله الهروي: في تفسير المنع وجهان؛ أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنهم سيسلمون ويسقط عنهم ما وظف عليهم بإسلامهم، فصاروا مانعين بإسلامهم ما وظف عليهم، والدليل على ذلك قوله في الحديث: " وعدتم من حيث بدأتم ". لأن بدأهم في علم الله تعالى، وفيما قدر، وفيما قضى، أنهم سيسلمون، فعادوا من حيث بدأتم. والوجه الثاني: أنهم يرجعون عن الطاعة. والوجه الأول أحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس، وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء، وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً ". فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس. قال: " ويملأ الله قلوب أمة محمد غنىً، ويسعهم عدله، حتى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد، فيقول: أنا، فيقال له: إيت السادن - يعني الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: احث. فيحثي، حتى إذا جعله في حجره وابرزه في حجره ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم. فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه. فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده "، أو قال: " لا خير في الحياة بعده ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. والحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. ورواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي، وانتهى حديثه عند قوله: بالسوية بين الناس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقة، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرض له: لا أرب لي فيه ". أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج المهدي حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويطاف بالمال في أهل الحواء، فلا يوجد أحد يقبله ". أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. وعن كعب الأحبار، رضي الله عنه قال: لا تنقضي الأيام حتى ينزل خليفة من قريش ببيت المقدس، يجمع فيها جميع قومه من قريش، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 ينزلهم وقوادهم، فيغلبون في أمرهم، ويترفون في ملكهم، حتى يتخذوا أسكفات البيوت من ذهب وفضة، وتدين لهم الأمم، ويدر لهم الخراج، وتضع الحرب أوزارها. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون عند انقطاع الزمان، وظهور من الفتن، رجل يقال له: المهدي. عطاؤه هنيئاً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، في صفة المهدي ". وعن طاوس، قال: علامة المهدي أن يكون شديداً على العمال، جواداً بالمال، رحيماً بالمساكين. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " يخرج المهدي من أمتي، يبعثه الله غياثاً للناس، فتنعم الأمة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليبعثن الله في هذه الأمة خليفة، يحثي المال حثياً، ولا يعده عداً ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. ورواه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن مطر، أنه قيل له: عمر بن عبد العزيز مهدي؟ قال مطر: بلغنا عن المهدي شيء لم يبلغه عمر. قال: يكثر المال في زمن المهدي، فيأتيه رجل، فيسأله له: ادخل فخذ. فيأخذ، ثم يخرج فيرى الناس شباعاً. قال: فيندم، فيقول: أنا بين الناس، فيرجع إليه، فيسأله أني أخذ ما أعطاه، فيأبى فيقول: إنا نعطي ولا نأخذ. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سيعد المقري، في سننه. ورواه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، ترسل عليهم السماء مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من بناتها إلا أخرجته ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة، لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، ويقسم المال بالسوية، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة فيمكث سبعاً، أو تسعاً ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي ". أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه في قصة المهدي، عليه السلام قال: فيجيء رجل فيقول: يا مهدي أعطني، يا مهدي أعطني. قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله. أخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي، في جامعه، وقال حديث حسن. ورواه الحافظ أبو محمد الحسين بن مسعود، في كتاب المصابيح. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليبعثن الله من عترتي رجلاً أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلاً، ويفيض المال فيضاً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 أخرجه الإمام أبو نعيم في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلا أخرجته، والمال يومئذ كدوس، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ ". أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أرطاة، قال: أول لواء يعقد المهدي يبعث إلى الترك فيهزمهم، ويأخذ ما معهم من السبي والأموال، ثم يسير إلى الشام فيفتحها، ثم يعتق كل مملوك، ويعطي أصحابهم قيمتهم. رواه الشيخ أبو محمد الحسين بن مسعود، في كتاب المصابيح. وعن الحسين بن علي، عليهما السلام، أنه قال: تواصلوا وتباروا، فوالذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ولا لدرهمه موضعاً. يعني لا يجد عند ظهور المهدي موضعاً يصرفه فيه، لاستغناء الناس جميعاً بفضل الله تعالى، وفضل وليه المهدي عليه السلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 الباب التاسع فتوحاته وسيرته وفيه ثلاثة فصول: الفصل الأول في فتح قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير وما تناله جيوش الإسلام منهما من غنيمة، وخير كثير. إنما سميت القسطنطينية لأنها نسبت إلى منشئها، وهو قسطنطين الملك، وهو أول من أظهر دين النصرانية. ولها سبعة أسوار، عرض السور السابع منها المحيط بالستة أحد وعشرون ذراعاً، وفيه مائة باب، وعرض السور الأخير الذي يلي البلد عشرة أذرع. وهي على خليج يصب في البحر الرومي، وهي متصلة ببلاد رومية والأندلس. وأما رومية فهي أم بلاد الروم، وكل من ملكها منهم يقال له الباب، وهو الحاكم على دين النصرانية، بمنزلة الخليفة في المسلمين، وليس في بلاد الروم مثلها، كثيرة العجائب، محكمة البناء. ذكر ابن خرداذبه في كتاب المسالك والممالك، أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 عليها سورين من حجارة عرض الأول اثنان وسبعون ذراعاً، وعرض الثاني اثنان وأربعون ذراعاً، ومسافة ما بين السورين من الفضاء ستون ذراعاً. ولها ألف باب من النحاس الأصفر، سوى العود، والصنوبر، والخشب، والآبنوس المنقوش الذي لا يدري ما قيمته، ومسافة ما بين الباب الغربي منها إلى الباب الشرقي مائة وعشرون ميلاً. وبين السورين نهر مغطى ببلاط من نحاس، طول كل بلاط سبعة وأربعون ذراعاً. وهذا النهر الذي بين السورين متصل بالبحر الكبير، تدخل فيه المراكب بقلوعها إلى داخل البلد، فتصف على جانب البحر، فتبيع وتشتري. وفيها لف ومائتا كنيسة، وأربعون ألف حمام، وفيها طلسمات للحيات والعقارب، تمنعهم من الدخول إليها. وطلسم يمنع الغريب من الدخول إليها، وفي وسطها سوق يباع فيه الطير، مقدار فرسخ. ومن جملة ما في داخلها من الكنائس، كنيسة بنيت على اسم بولص وبطرس الحواريين، وهما بها في جرن من الرخام مذفونين، وطول هذه الكنيسة ثلاث آلاف ذراع، وعرضها ثلاثمائة ذراع، وقيل ألف ذراع، وهي مبنية على قناطر من صفر ونحاس، وكذلك أركانها وسقوفها وحيطانها، وهي من العجائب. وفيها كنيسة أخرى على عرض بيت المقدس وطوله، مرصعة باليواقيت والجواهر والزمرد، وطول مذبحها عشرون ذراعاً من الزمرد الأخضر، وعرضه ستة أذرع، يحمله اثنا عشر تمثالاً من الذهب الإبريز، طول كل تمثال ذراعان ونصف، ولكل تمثال عينان من الياقوت الأحمر، يضيء المكان منهما، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 ولها ثمانية وعشرون باباً من الذهب الأحمر. وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن رومية، فقال: مدينة كثيرة العجائب، ومن عجائبها أن في وسطها كنيسة عظيمة، وفي وسط الكنيسة عمود من الحديد الصيني، عليه تابوت من نحاس وفيه سودانية وهي زرزورة، وفي منقارها زيتونة، وفي مخلبها زيتونتان من نحاس، فإذا كان أيام الزيتون لم تبق سودانية في الدنيا على وجه الأرض إلا حملت في منقارها زيتونة، وفي مخلبيها زيتونتين، فتأتي بهم فتلقيهم في ذلك التابوت، فمنه يأكلون ويأتدمون ويوقدون من السنة إلى السنة من زيته. وفيها من العجائب ما يطول ذكره في هذا المكان، فلنشرع فيما قصد شرحه في الفصل من البيان، على أننا لم نذكر هذه النبذة من أمرهما على سبيل الاهتمام بقدرهما والاحتفال، ولكن تنبيهاً على تعظيم قدر من يفتحه الله تعال على يديه بغير سلاح ولا قتال. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر، وجانب منها في البحر "؟ قالوا: نعم، يا رسول الله. قال: " لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 فإذا جاؤوها نزلوا عليها فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الذي في البحر، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج لهم فيدخلوها، فيغنمون، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم مدينة، جانب منها إلى البحر وجانب منها على البر فيأتيهما المسلمون، فيقولون: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. فيسقط جانبها الذي إلى البر، فيفتحها المسلمون بالتسبيح والتكبير ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تذهب الدنيا يا علي ابن أبي طالب ". فقال علي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 لبيك يا رسول الله. قال: " اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر، ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين، وتخرج إليهم ورقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، حتى يفتح الله عز وجل عليهم قسطنطينية، فيصيبون نيلاً عظيماً، لم يصيبوا مثله قط، حتى إنهم يقتسمون بالترس، ثم يصرخ صارخ: يا أهل الإسلام، قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم. فينفض الناس عن المال، فمنهم الآخذ منهم والتارك، فالآخذ نادم، والتارك نادم، يقولون: من هذا الصائح؟ فلا يعلمون من هو، فيقولون: ابعثوا طليعة إلى لد، فإن يكن المسيح قد خرج، فيأتونكم بعلمه. فيأتون فينظرون فلا يرون شيئاً، ويروون الناس ساكنين فيقولون: ما صرخ الصارخ إلا لنبإ، فاعتزموا ثم ارشدوا، فيعتزمون أن نخرج بأجمعنا إلى لد، فإن يكن بها المسيح الدجال نقاتله، حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين، وإن تكن الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم، رجعتم إليها ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه على الصحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 وعن عمرو بن العاص، قال: " تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات، فأما غزوة فتكون بلاء وشدة، والغزوة الثانية يكون بينكم وبينهم صلح حتى يبني فيها المسلمون المساجد وتغزون معهم من وراء القسطنطينية، ثم ترجعون إليها، والغزوة الثالثة يفتحها الله لكم بالتكبير، فتكون على ثلاثة أثلاث، يخرب ثلثها، ويخرق ثلثها، يقسمون الثلث الباقي كيلا ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وذكر الإمام أبو الحسن محمد بن عبيد الكسائي، في قصص الأنبياء، قال: قال كعب الأخبار: يخرج المهدي إلى بلاد الروم، وجيشه مائة ألف، فيدعو ملك الروم إلى الإيمان فيأبى، فيقتتلان شهرين، فينصر الله تعالى المهدي، ويقتل من أصحابه خلقاً كثيراً، وينهزم، ويدخل إلى القسطنطينية فينزل المهدي على بابها، ولها يومئذ سبعة أسوار، فيكبر المهدي سبع تكبيرات، فيخر كل سور منها، فعند ذلك يأخذها المهدي، ويقتل من الروم خلقاً كثيراً، ويسلم على يديه خلق كثير. وعن ابن حمير، قال: ليكونن لكم من عدوكم بهذه الرملة رملة أفريقية يوم يقبل الروم في ثمان مائة سفينة، فيقاتلوكم بهذه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 الرملة، ثم يهزمهم الله تعالى، فتأخذون سفنهم فتركبونها إلى رومية، فإذا أتيتموها كبرتم ثلاث تكبيرات، ويرتج الحصن من تكبيرتكم فينهار في الثالثة قدر ميل، فتدخلونها فيرسل الله عليهم غمامة تغشاهم فلا تنهنهكم حتى تدخلوها، فلا تنجلي تلك الغبرة حتى تكونوا على فرشهم ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في قصة المهدي عليه السلام؟ قال: أخبرنا أنه ليس أحد منكم من ولد آدم غلا وقد ألم بذنب، غلا يحيى بن زكريا، فإنه لم يخط. قال: فقال إن الله عز وجل من عليكم بتوبة تطهركم من الذنوب، كما يطهر الثوب النقي من الدنس، لم يمرون بحصن من أرض الروم، فيكبرون عليه إلا خر حائطه، فيقتلون مقاتلته حتى يدخلون مدينة الكفر القسطنطينية، فيكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها. قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يهلك قسطنطينية ورومية، وتدخلونها، فتقتلون بها أربع مائة ألف، وتستخرجون منها كنوزاً كثيرة، ذهباً، وكنوز جوهر، تقيمون في دار البلاط " قال: دار الملك. ثم تقيمون بها سنة تبنون المساجد، ثم ترحلون منها، حتى تأتوا مدينة يقال لها مرد قاريه، فبينما أنتم فيها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 تقسمون كنوزها، إذ سمعتم منادياً ينادي: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم بالشام. فترجعون فإذا الأمر باطل، فعند ذلك تأخذون في اقتناء سفن، خشبها من جبل لبنان، وجبالها من نخل بيسان، فتركبون من مدينة يقال لها عكا، في ألف مركب، من ساحل الأردن بالشام، وانتم يومئذ أربعة أجناد، أهل المشرق، وأهل المغرب، وأهل الشام، وأهل الحجاز، كأنكم ولد رجل واحد، قد أذهب الله عز وجل الشحناء والتباغض من قلوبكم، فتسيرون من عكا إلى رومية، فبنما أنتم تحتها معسكرين، إذ خرج إليكم راهب من رومية، عالم من علمائهم صاحب كتب، حتى يدخل عسكركم، فيقول: أين إمامكم؟ فيقال: هذا. فيقعد إليه، فيسأله عن صفة الجبار تبارك وتعالى، وصفة الملائكة وصفة الجنة والنار، وصفة آدم، وصفة الأنبياء عليهم السلام، حتى يبلغ إلى موسى عليه السلام، فيقول: أشهدكم أن دينكم دين الله، ودين أنبيائه، ولم يرض ديناً غيره. ويسأل: هل يأكل أهل الجنة ويشربون؟ فيقول: نعم. فيخر الراهب ساجداً ساعة، ثم يقول: ما ديني غيره، وهذا دين موسى، والله عز وجل أنزله على موسى عليه اللام، وإن صفة نبيكم عندنا في الإنجيل البرقليط صاحب الجمل الأحمر، وأنتم أصحاب هذه المدينة، فدعوني أدخل إليهم فأدعوهم، فإن العذاب قد أظل عليهم. فيدخل، فيتوسط المدينة، فيصيح: يا أهل رومية، جاءكم ولد إسماعيل بن إبراهيم، الأمة الذين تجدونهم في التوراة والإنجيل، نبيهم صاحب الجمل الأحمر، فأجيبوهم وأطيعوا. فيثبون إليه فيقتلونه، فيبعث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 الله عز وجل إليهم ناراً من السماء، كأنها عمود، حتى تتوسط المدينة، فيقوم إمام المسلمين، فيقول: يا أيها الناس، إن الراهب قد استشهد ". وذكر باقي الحديث. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن كعب الأحبار رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الملحمة، فسمى الملحمة من عدد القوم، وأنا أفسرها لكم: إنه يحضرها اثنا عشر ملكاً من الروم، أصغرهم وأقلهم مقاتلة صاحب الروم، ولكنهم كانوا هم الدعاة، وهم دعوا تلك الأمم، واستمدوا بهم، وحرام على أحد يرى عليه حقاً للإسلام أن لا ينصر الإسلام يومئذ، وليبلغن مدد المسلمين يومئذ صنعاء الجند، وحرام على أحد يرى عليه حقاً للنصرانية أن لا ينصرها يومئذ، ولتمدنهم يومئذ الجزيرة بثلاثين ألف نصراني، يترك الرجل فدائه، يقول: أذهب أنصر النصرانية، ويسلط الحديد بعضه على بعض، فما يضر رجلاً يومئذٍ كان معه سيف لا يجدع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 الأنف ألا يكون مكانه الصمصامة، لا يضع سيفه يومئذ على درع ولا غيره إلا قطعه، وحرام على جيش أن يترك النصر، يلقي الله تعالى الصبر على هؤلاء، وعلى هؤلاء، ويسلط الحديد بعضه على بعض ليشتد البلاء فيقتل يومئذ من المسلمين ثلث، ويفر ثلث، فيقعون في مهيل من الأرض، يعني هؤلاء، لا يرون الجنة، ولا يرون أهلهم أبداً، ويصبر ثلث، فيحرسونهم ثلاثة أيام، لا يفرون كما فر أصحابهم. فإذا كان يوم الثالث، قال رجل منهم: يا أهل الإسلام، ما تنتظرون، قوموا فادخلوا الجنة كما دخلها إخوانكم. فيومئذ ينزل الله تعالى نصره، ويغضب الله لدينه، ويضرب بسيفه، ويطعن برمحه، ويرمي بسهمه، لا يحل لنصراني يحمل بعد ذلك اليوم سلاحاً حتى تقوم الساعة، ويضرب المسلمون أقفاهم مدبرين، لا يمرون بحضن إلا فتح، ولا مدينة إلا فتحت، حتى يردوا القسطنطينية، فيكبرون الله تعالى ويقدسونه ويحمدونه، فيهدم الله ما بين اثنى عشر برجاً، ويدخلها المسلمون، فيومئذ تقتل مقاتلتها، وتقتض عذارها، ويأمرها الله فتظهر كنوزها، فآخذ وتارك، فيندم التارك. فقالوا: وكيف تجتمع ندامتهما؟ قال: يندم الآخذ أن لا يكون ازداد، ويندم التارك أن لا يكون أخذ. قالوا: إنك لترغبنا في الدنيا في آخر الزمان. قال: إنه يكون ما أصابوا منها عوناً لهم على سنين شداد، وسنين الدجال. وال: ويأتيهم آت وهم فيها، فيقول: خرج الدجال في بلادكم. قال: فينصرفون حيارى، فلا يجدونه خرج. قال: فلا يلبث إلا قليلاً، حتى يخرج. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تكون أدنى مسالح المسلمين ببولاء ". ثم قال: " يا علي، يا علي، يا علي ". قال: بأبي وأمي! قال: " إنكم ستقاتلون بني الأصفر، ويقاتلونهم الذين من بعدكم، حتى تخرج إليهم روقة الإسلام، من أهل الحجاز، الذين لا يخافون في الله لومة لائم، فيفتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير، فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها، حتى يقتسموا بالأترسة، ويأتي آت فيقول: إن المسيح قد خرج في بلادكم. ألا وهي كذبة، فالآخذ نادم، والتارك نادم ". أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، في سننه. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: أنصار الله ينصر يوم الملحمة الكبرى أهل الإيمان، ولا غش فيهم، يفتحها الله عز وجل عليهم. ثم يسيرون فيدخلون أرض الروم، فلا يمرون بحصن إلا استنزلوه، ولا بأرض إلا دانت لهم، حتى ينتهوا إلى الخليج. فييبسه الله عز وجل لهم، حتى تجوز الخيل. ثم سيرون حتى ينزلوا على القسطنطينية، فيقاتلونهم، فيقعدون عليهم يوماً، حتى يروا حائطها، فيكبرون تكبيرة، فيضع الله عز وجل لهم ما بين برجين، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 حتى ينهضوا إليها، ولا يدخلوها حتى يعودوا ليها في اليوم الثاني، فيفعلون مثل ذلك اليوم الأول، ثم يعودون في اليوم الثالث، حتى ينتهوا إلى حائطها، فيكبرون تكبيرة يضع الله تعالى لهم ما بين برجين، ثم ينهضون إليها، فيفتحها الله تعالى عليهم. فبينا هم على ذلك، فيأتيهم آت من الشام، فيخبرهم أن الدجال قد خرج، فلا يفزعنكم ذلك، فإنه لا يخرج لسبع سنين بعد فتحها، فخذوا واحتملوا من غنيمتها. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة المهدي وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق، قال: ثم يأمر المهدي، عليه السلام، بإنشاء مراكب، فينشء أربعمائة سفينة في ساحل عكا، وتخرج الروم في مائة صليب، تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرسوس ويفتحونها بأسنة الرماح، ويوافيهم المهدي، عليه السلام، فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم، وتنتن حافتاه بالجيف، وينهزم من في الروم فيلحقون بأنطاكية. وينزل المهدي على قبة العباس حذو كفر طورا، فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي، ويطلب المهدي منه الجزية، فيجيبه إلى ذلك، غير أنه لا يخرج من بلد الروم أحد ولا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج. ويقيم المهدي بأنطاكية سنته تلك، ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين، لا يمرون على حصن من بلد الروم، إلا قالوا عليه: لا إله إلا الله. فتتساقط حيطانه، وتقتل مقاتلته، حتى ينزل على القسطنطينية، فيكبرون عليها تكبيرات، فبنشف خليجها ويسقط سورها، فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل، ويستخرج منها ثلاث كنوز، كنز جوهر، وكنز ذهب وفضة، وكنز أبكار، فيفتضون ما بدا لهم، بدار البلاط سبعون ألف بكر، ويقتسمون الأموال بالغرابيل. فبينما هم كذلك إذ سمعوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 الصائح: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم، فيكشف الخبر، فإذا هو باطل. ثم يسير المهدي عليه السلام إلى رومية، ويكون قد أمر يتجهيز أربعمائة مركب من عكا، يقيض الله تعالى لهم الريح. فلا يكون إلا يومين وليلتين حتى يحطوا على بابها، ويعلقون رحالهم على شجرة على بابها، مما يلي غربيها، فإذا رآهم أهل رومية أحدروا إليهم راهباً كبيراً عنده علم من كتبهم، فيقولون له: انظر ما يريد. فإذا أشرف الراهب على المهدي، عليه السلام، فيقول: إن صفتك التي هي عندي، وأنت صاحب رومية. قال: فيسأله الراهب مسائل فيجيبه عنها، فيقول المهدي عليه السلام ارجع. فيقول: لا أرجع، أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات، فتكون كالرملة على نشز فيدخلونها، فيقتلون بها خمس مائة ألف مقاتل، ويقتسمون الأموال، حتى يكون الناس في الفيء شيئاً واحداً، لكل إنسان منهم مائة ألف دينار، ومائة رأس، ما بين جارية وغلام. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " تكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح ". فذكر الحديث، وفي آخره: ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح، ولا يرى فيهم نائم ولا جالس. فإذا طلع الفخر كبر المسلمون تكبيرة واحدة، فيسقط ما بين البرجين، فيقول لهم الروم: إنما كنا نقاتل العرب، الآن نقاتل ربنا، وقد هدم لهم مدينتنا، فيمكنون بأيديهم، ويكيلون الذهب بالأترسة، ويقتسمون الذراري، ويتمتعون بما في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 أيديهم ما شاء الله، ثم يخرج الدجال حقاً، ويفتح الله القسطنطينية على أيدي أقوام هم أولياء الله تعالى، يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم، حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقاتلون معه الدجال ". أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه، قال: إن أمة تدعى النصرانية في بعض جزائر البحر، تجهز ألف مركبٍ في كل عام، فيقولون: اركبوا إن شاء الله، وإن لم يشأ. فإذا وقعوا في البحر، بعث الله عليهم ريحاً عاصفة كسرت سفنهم. قال: فيصنعون ذلك مراراً، فإذا أراد الله تعالى اتخذت سفناً لم يوضع على البحر مثلها. قال: ثم يقولون، اركبوا إن شاء الله. فيركبون، فيمرون بالقسطنطينية. قال: فيفزعون لم، فيقولون: ما أنتم؟ فيقولون: نحن أمة تدعى النصرانية، نريد هذه الأمة التي أخرجتنا من بلادنا وبلاد آبائنا. فيمدونهم سفناً. قال: فينتهون إلى عكا، فيخرجون سفنهم ويخرقونها، ويقولون: بلادنا وبلاد آبائنا. قال: وأمير المسلمين يومئذ ببيت المقدس، فيبعث إلى مصر فيستمدهم، ويبعث إلى أهل اليمن فيستمدهم، ويبعث إلى العراق فيستمدهم. قال: فيجيئه رسولهم من قبل أهل مصر فيقولون: إنا بحضرة بحر، والبحر حمال. فلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 يمدونه. قال: فيمر الرسول بحمص، وقد أغلقها أهلها من العجم على من فيها من المسلمين. قال: ويمده أهل اليمن على قلتهم. قال: ويكتم الخبر، ويقول: أي شيء تنتظرون؟ الآن يغلق أهل كل مدينة على من فيها من المسلمين. ويأخذ ثلث بأذناب الإبل، ويلحقون بالبرية، يهلكون في مهيل من الأرض، فلا إلى هليهم يرجعون، ولا إلى الجنة يرونها. قال: ويفتح الثلث فيتبعونهم في جبل لبنان، حتى ينتهي أمير المسلمين إلى الخليج، ويصير الأمر إلى ما كان الناس عليه، الوالي يحمل لواءه. قال: فيركز لواءه، ويأتي الماء ليتوضأ منه لصلاة الصبح فيتباعد الماء منه. قال: فيتبعه فيتباعد منه، فإذا رأى ذلك أخذ لواءه فاتبع الماء حتى يجوز من تلك الناحية، ثم يركزه، ثم ينادي، أيها الناس، اعبروا، فإن الله عز وجل قد فرق لكم البحر، كما فرقه لبني إسرائيل. قال: فتجوز الناس، فيستقبل القسطنينية. قال: فيكبرون، فيهتز حائطها، ثم يكبرون فيهتز، ثم يكبرون فيسقط منها ما بين اثنى عشر برجاً، فيدخلونها فيجدون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 فيها كنوزاً من ذهب وفضة، وكنوزاً من نحاس، فيقتسمون غنائمهم على الترسة. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن أبي قبيل، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، يقول: تذاكرنا فتح القسطنطينية ورومية، أيهما يفتح قبلن فدعا عبد الله بن عمرو بن العاص بصندوق ففتحه، فقال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، فقال: " أي المدينتين تفتح قبل "؟ قيل: يا رسول الله، الله أعلم. فقال: مدينة هرقل. يريد مدينة القسطنطينية. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وأخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه بمعناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 الفصل الثاني في فتح مدينة القاطع وما يليها ورجوع حلي بيت المقدس إليها عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة المهدي عليه السلام، وفتحه لرومية، قال: " ثم يكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها، وإنما سميت رومية، لأنها كرمانة من كثرة الخلق، فيقتلون بها ستمائة ألف، ويستخرجون منها حلى بيت المقدس، والتابوت الذي فيه السكينة، ومائدة بني إسرائيل، ورضاضة الألواح، وعصا موسى، ومنبر سليمان، وقفيزين من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل، اشد بياضاً من اللبن ". قال حذيفة، قلت، يا رسول الله، كيف وصلوا إلى هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن بني إسرائيل لما اغتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله بخت نصر فقتل بها سبعين ألفاً، ثم إن الله تعالى رحمهم، فأوحى الله عز وجل إلى ملك من ملوك فارس، أن سر إلى عبادي بني إسرائيل، فاستنقذهم من بخت نصر، وردهم إلى بيت المقدس، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 مطيهين له أربعين سنة، ثم يعودون، فذلك قوله عز وجل في القرآن: " وإن عدتم عدنا " إن عذتم في المعاصي عدنا عليكم بشر من العذاب، فعادوا، فسلط عليهم طياليس ملك رومية، فسباهم، واستخرج حلي بيت المقدس والتابوت وغيره، فيستخرجونه ويردونه إلى بيت المقدس، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها طاجنة، فيفتحونها، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها القاطع، وهي على البحر الذي لا يحمل جارية - يعني السفن - فيه ". قيل: يا رسول الله، ولم لا يحمل جارية؟ قال: " لأنه ليس له قعر، وإن ما ترون من خلجان ذلك البحر، جعله الله عز وجل منافع لبني آدم، لها قعور فهي تحمل السفن ". قال: حذيفة فقال عبد الله بن سلام: والذي بعثك بالحق، إن صفة هذه المدينة في التوراة، طولها ألف ميل، وعرضها خمسمائة ميل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لها ستون وثلاثمائة باب، يخرج من كل باب مائة ألف مقاتل، فيكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها، فيغنمون ما فيها، ثم يقيمون فيها سبع سنين، ثم يقفلون منها إلى بيت المقدس، فيبلغهم أن الدجال قد خرج في يهودية أصبهان ". أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن زياد بن ربيعة الفارسي، قال: يسير منكم جيش إلى رومية فيفتحونها، ويأخذون حلية بيت المقدس، وتابوت السكينة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 والمائدة، والعصا، وحلة آدم، فيؤمر على ذلك غلام شاب، فيردها، إلى بيت المقدس. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة المهدي، قال: ويتوجه إلى الآفاق، فلا تبقى مدينة وطئها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها، ولا يبقى جبار إلا هلك على يديه، ويشف الله عز وجل قلوب أهل الإسلام، ويحمل حلى بيت المقدس في مائة مركب تحط على غزة وعكا، ويحمل إلى بيت المقدس، ويأتي مدينة فيها ألف سوق، في كل سوق مائة دكان، فيفتحها، ثم يأتي مدينة يقال لها القاطع، وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلا أمر الله عز وجل، طول المدينة ألف ميل، وعرضها خمس مائة ميل، فيكبرون الله عز وجل ثلاث تكبيرات، فتسقط حيطانها، فيقتلون بها ألف ألف مقاتل، ويقيمون فيها سبع سنين، يبلغ الرجل منهم تلك المدينة مثل ما صح معه من سائر بلاد الروم، ويولد لهم الأولاد، ويعبدون الله حق عبادته، ويبعث المهدي، عليه السام، إلى أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب، لا تضرهم بشيء ويذهب الشر، ويبقى الخير، ويزرع الإنسان مداً يخرج سبعمائة مد، كما قال الله تعالى: " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء "، ويذهب الربا والزنا وشرب الخمر والريا، وتقبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 الناس على العبادة والمشروع والديانة، والصلاة في الجماعات، وتطول الأعمار، وتؤدي الأمانة، وتحمل الأشجار، وتتضاعف البركات، وتهلك الأشرار، وتبقى الأخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت، عليهم السلام. ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلى القدس الشريف، بألف مركب، فينزلون شام فلسطين بين عكا وصور وغزة وعسقلان، فيخرجون ما معهم من الأموال، وينزل المهدي بالقدس الشريف، ويقيم بها إلى أن يخرج الدجال، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتل الدجال. وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل، فسباهم وسبا حلي بيت المقدسي، وأخرقها بالنيران، وحمل منها في البحر لفاً وتسعمائة سفينة حلي، حتى أوردها روية ". قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليستخرجن المهدي ذلك حتى يرده إلى بيت المقدس، ثم يسير ومن معه حتى يأتوا خلف رومية، مدينة فيها مائة سوق، في كل سوق مائة ألف سوقي، فيفتحونها، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها القاطع، على البحر الأخضر المحدق بالدنيا، ليس خلفه إلا أمر الله تعالى، طول المدينة ألف ميل، وعرضها خمسمائة ميل، لها ثلاثة آلاف باب، وذلك البحر لا يحمل جارية السفينة؛ لأنه ليس له قعر، وكل شيء ترونه من البحار إنما هو خلجان من ذلك البحر، جعله الله تعالى منافع لابن آدم ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فالدنيا مسيرة خمسمائة عام ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 الفصل الثالث في ما يجري من الملاحم والفتوحات المأثورة خارجاً عن ما سبق آنفاً من الأحاديث المذكورة عن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله تعالى، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم، بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم. فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذا أقيمت الصلاة، فينزل عليه عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لأنذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته ". أخرجه الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم، في صحيحه. وأخرجه الإمام أبو عمر والداني، في سننه، وانتهى حديثه عند قوله: " فيفتتحون قسطنطينية ". وعن ذي مخبر، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أخي النجاشي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " تصالحون الروم صلحاً آمناً، حتى تغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم، فتنصرون وتغنمون وتنصرفون، حتى تنزلوا بمزج ذي تلول، فيقول قاتل من الروم: غلب الصليب، ويقول قاتل من المسلمين: بل الله غالب. فيتداولانها بينهم، فيثور المسلم إلى صليبهم فيقتلونه، ويثور المسلمون إلى أسحلتهم فيقتتلون، فيكرم الله عز وجل تلك العصابة من المسلمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 بالشهادة، فتقول الروم لصاحب الروم: كفيناك حد العرب، فيغدرون، ويجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً ". أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأخرجه الإمام أبو داود، في سننه. وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. ورواه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح، حتى يقاتلوا معهم عدواً لهم، فيقاسمونهم غنائمهم. ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس، فيقتلون مقاتلتهم، ويسبون ذراريهم، فيقول الروم: قاسمونا الغنائم كما قاسمنكم. فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك، فيقول: قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم. فيقولون: لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبداً. فيقولون: غدرتم بنا. فيرجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينية، فيقولون: إن العرب غدرت بنا، ونحن أكثر منه عدداً، وأتم منهم عدة، وأشد منهم قوة، فأمرنا نقاتلهم. فيقول: ما كنت لأغدر بهم، قد كان لهم الغلبة في طول الدهر علينا. فيأتون صاحب رومية، فيخبرونه بذلك، فيوجهون ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 في البحر، ويقول لهم: إذا أرسيتم بسواحل الشام فاحرقوا المراكب لتقاتلوا على أنفسكم، فيفعلون ذلك، ويأخذون أرض الشام كلها، برها وبحرها، ما خلا مدينة دمشق، والمعتق، ويخربون بيت المقدس ". قال: فقال ابن مسعود: وكم تسع دمشق من المسلمين؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لتتسعن على من يأتيها من المسلمين، كما يتسع الرحم على الولد ". قال: قلت: وما المعتق يا نبي الله؟ قال: " جبل بأرض الشام من حمص، على نهر بقال له الأرنط، فيكون ذراري المسلمين في أعلا المعتق، والمسلمون على نهر الأرنط، والمشركون خلف نهر الأرنط، يقاتلونهم صباحاً ومساءً. فإذا نظر ذلك صاحب القسطنطينية وجه في البر إلى قنسرين ثلاثمائة ألف، حتى تجيئهم مادة اليمن سبعون ألفاً، ألف الله قلوبهم بالإيمان، معهم أربعون ألفاً من حمير، حتى يأتوا بيت المقدس، فيهزمونهم من جند إلى جند، حتى يأتوا قنسرين، وتجيئهم مادة الموالي ". قال: قلت، وما مادة الموالي يا رسو الله؟ قال: " هم عتقاؤكم، وهم منكم، قوم يجيئون من فارس، فيقولون: تعصبتم يا معاشر العرب، لا نكون مع أحد من الفريقين أو تجتمع كلمتكم، فتقاتل نزار يوماً، واليمن يوماً، والموالي يوماً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 فيخرجون الروم إلى العمق، فيقاتلونهم، فيرفع الله نصره عن العسكرين، وينزل صبره عليهما، حتى يقتل من المسلمين الثلث، ويفر الثلث، ويبقى الثلث. فأما الثلث الذين يقتلون فشهداؤهم كشهداء عشرة من شهداء بدر، يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين، شهيد الملاحم يشفع في سبعمائة. وأما الثلث الذين يفرون، فإنهم يتفرقون ثلاثة أثلاث؛ ثلث يلحقون بالروم، ويقولون: لو كان لله بهذا الدين من حاجة لنصرهم، وهم مسلمة الرعب. وثلث يقولون: منازل آبائنا وأجدادنا، حيث لا ينازلنا الروم أبداً، مروا بنا إلى البدو، وهم الأعراب. وثلث يقولون: إن كل شيء كاسمه، وأرض الشام كاسمها الشؤم، فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز، حيث لا نخاف الروم. وأما الثلث الباقي فيمشي بعضهم إلى بعض، فيقولون: اله الله، دعوا عنكم العصبية، ولتجتمع كلمتكم، وقاتلوا عدوكم، فإنكم تنصرون ما تعصبتم. فيجتمعون جميعاً، ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قتلوا. فإذا نظر إلى من قد تحرك إليهم ومن قتل، ورأوا قلة المسلمين قام رومي بين الصفين معه بند، في أعلاه صليب، فينادي: غلب الصليب. فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين، ومعه بند، فينادي: بل غلب أنصار الله وأولياؤه. فيغضب الله على الذين كفروا من قولهم: غلب الصليب، فيقول: يا جبريل، أغث عبادي. فينزل جبريل في مائة ألف من الملائكة. ويقول: يا ميكائيل أغث عبادي. فينحدر ميكائيل في مائتي ألف من الملائكة. ويقول: يا إسرافيل أغث عبادي. فينحدر إسرافيل في ثلاث مائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 ألف من الملائكة. وينزل الله نصره على المؤمنين، وينزل بأسه على الكافرين، فيقتلون ويهزمون. ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية، وعلى سورها خلق كثير، يقولون: ما رأينا شيئاً أكثر من الروم، كم قتلنا وهزمنا، وما أكثرهم في هذه المدينة. فيقولون: أمنونا على أن نؤدي إليكم الجزية. فيأخذون الأمان لهم، ولجميع الروم، على أداء الجزية. ويجتمع إليهم أطرافهم فيقولون: يا معاشر العرب إن الدجال قد خالفكم في ذراريكم - والخبر باطل - فمن كان فيهم منكم فلا يلقين شيئاً مما معه، فإنه قوام لكم على ما بقي، فيخرجون فيجدون الخبر باطلاً. ويثب الروم على ما بقي في بلادهم من العرب، فيقتلونهم حتى لا يبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلا قتل، فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضباً لله تعالى، فيقتلون مقاتلتهم، ويسبون الذراري، ويجمعون الأموال، لا ينزلون على حصن ولا مدينة فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم. وينزلون على الخليج، ويمد الخليج، فيصيح أهل القسطنطينية، يقولون: الصليب يمد لنا بحرنا، والمسيح ناصرنا، فيصيحون، والخليج يابس، فتضرب فيه الأخبية، ويخسر البحر عن القسطنطينية، ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة، بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح، لا يرى فيهم نائم ولا جالس، فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة، فيسقط ما بين البرجين، فتقول الروم: إنا كنا نقاتل العرب، والآن نقاتل ربنا، وقد هدم لهم مدينتا فيمكثون بأيديهم، ويكيلون الذهب بالأترسة، ويقتسمون الذراري، ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 ثم يخرج الدجال حقاً، ويفتح الله القسطنطينية على أيدي أقوام هم أولياء الله، يدفع الله عنهم الموت والمرض والسقم، حتى ينزل عيسى ابن مريم، فيقاتلون معه الدجال ". أخرجه الإمام أبو عبد الله بن حماد، في كتاب الفتن. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الملحمة العظمى، وفتح القسطنطينية وخروج الدجال، في سبعة أشهر ". أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وأخرجه جماعة من أئمة الحديث؛ منهم الإمام أبو عبد الرحمن النسائي. وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني. والحافظ أبو بكر البيهقي. والإمام أبو داود السجستاني. والإمام أبو عيسى الترمذي، وقال بدل العظمى الكبرى. وعن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 أخرجه الإمام أبو داود في سننه، وقال هذا أصح، يعني: من الأول. وأخرجه الإمام أبو بكر البيهقي، وقال بدل القسطنطينية: المدينة، ثم قال: المدينة يريد بها القسطنطينية. وعن عبد الله بن عمرو، قال: تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات، الأولى يصيبكم فيها بلاء، والثانية يكون بينكم وبينهم صلح حتى بنوا في مدينتهم مسجداً، وتغزون أنتم وهم عدواً من فناء القسطنطينية، ثم ترجعون، ثم تغزونها الثالثة، فيفتحها الله تعالى عليكم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وعن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقاتلون جزيرة العرب، فيفتحهم الله، ثم تقاتلون فارس فيفتحهم الله، ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه هكذا، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وأخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة، في سننه، ولم يذكر قتال فارس، وزاد في آخره: قال جابر: فما يخرج الدجال حتى تفتح الروم. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: يحضر الملحمة الكبرى اثنا عشر ملكاً من ملوك الأعاجم، أصغرهم ملكاً، وأقلهم جنوداً، صاحب الروم، ولله في اليمن كنزان، جاء بأحدهما يوم اليرموك، كانت الأزد يومئذ ثلث الناس، ويجيء بالآخر يوم الملحمة العظمى، سبعون ألفاً، حمائل سيوفهم المسد. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يوم الملحمة الكبرى قسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ ". أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأخرجه الإمام أبو داود، في سننه بمعناه. وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، كما أخرجه الحاكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، يفتح القسطنطينية وجبل الديلم، ولو لم يبق إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يفتحها ". أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. والحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وعن أبي إسحاق عن نوف، قال: راية المهدي فيها مكتوب: البيعة لله. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان سيعد المقري، في سننه. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: في فتح رومية: يخرج جيش من المغرب بريح شرقية، لا ينكسر لهم مقذاف، ولا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 ينقطع لهم حبل، ولا ينخرق لهم قلع، ولا تنتقض لهم قربة، حتى يرسلوا برومية، فيفتحونها. قال كعب: إن فيها لشجرة هي في كتاب الله، مجلس ثلاثة آلاف، فمن علق فيها سلاحه، أو ربط فيها فرسه فهو عند الله من أفضل الشهداء. قال كعب: يفتح عمورية قبل نيقية، ونيقية قبل القسطنطينية، والقسطنطينية قبل رومية. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن علي بن علي الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الحالة التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه. وذكر الحديث بطوله، وفي آخره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا فاطمة، والذي بعثني بالحق إن منهما - يعني الحسن والحسين عليهما السلام - مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان، كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً، كما ملئت جوراً ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صف المهدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: لا تفتح القسطنطينية حتى يفتح كليتها. قيل: وما كليتها. قال: عمورية. وفي رواية عنه، بدل كليتها: بابها. قيل: وما بابها؟ قال: عمورية. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن تميم الداري، رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، مررت بمدينة صفتها كيت وكيت، قريبة من ساحر البحر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " تلك إنطاكية، ما إن غاراً من غيرانها فيه رضاضٌ من ألواح موسى، وما من سحابة شرقية ولا غربية تمر بها، إلا ألقت عليها من بركاتها، ولن تذهب الأيام الليالي حتى يسكنها رجل من أهل بيتي، يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً ". أخرجه الإمام أبو إسحاق الثعلبي، في كتاب العرائس. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: يبعث ملك بيت المقدس - يعني المهدي عليه السلام - جيشاً إلى الهند، فيفتحها ويأخذ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 كنوزها، فتجعل حلية لبيت المقدس، ويقدم عليه بملوك الهند مغلغلين، يقيم ذلك الجيش في الهند إلى خروج الدجال. أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وفي رواية له عن كعب أيضاً، بعد قوله، يقدم عليه بملوك الهند مغلغلين: ويفتح له ما بين المشرق والمغرب. وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ملك الأرض أربعة؛ مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمروذ وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي ". أخرجه ابن الجوزي، في تاريخه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: يكون على الروم رجل لا يعصون شيئاً، فيسير ويسير المسلمون حتى ينزلوا أرضاً - قد سماها، فنسيتها - فيستمد المسلمون بعضهم بعضاً، حتى إنه ليمدهم أهل عدن على قلانصهم، فيلتقون فيقتتلون عشرة أيام، لا يحجز بينهم إلا الليل، ولا تكل سيوفهم، ولا نشابهم، وأنتم مثل ذلك، فيأمر بالسفن فتحرق، ثم يقول: قاتلوا الآن، فيقاتلون أشد قتال، فيقتلون قتلى كثيرة لم ير مثلها، حتى إن الطائر ليأتيهم فما يجاوزهم حتى يخر ميتاً من جيفتهم، للشهيد يومئذ كفلان على من مضى قبلهم، وللمؤمن الحي كفلان على ما قبلهم، الأبدال لا يفتنون أبداً، وأما بقيتكم فإنهم يقاتلون الدجال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي في كتاب الملاحم. وعن بشر بن عبد الله بن يسار، قال: أخذ عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني، فقال: يا ابن أخي، لعلك تدرك فتح قسطنطينية، فإياك إن أدركت فتحها أن تترك غنيمتك منها، فإن بين فتحها وبين خروج الدجال سبع سنين. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أرطاة، قال: أول لواء يعقده المهدي إلى الترك فيهزمهم، ويأخذ ما معهم من السبي والأموال، ثم يسير إلى الشام فيفتحها. أخرجه الإمام أبو محمد، في كتاب المصابيح. وأخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وعن أبي قبيل، قال: إذا فتحتم رومية فادخلوا كنيستها العظمى الشرقية، من بابها الشرقي فاعقدوا سبع بلاطات، ثم اقتلعوا الثامنة، فإن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 تحتها عصى موسى والإنجيل طرياً، وحلى بيت المقدس. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في قصة المهدي عليه السلام: " كأنه من رجال بني إسرائيل، فيستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي ومن حديث أبي الحسن الربعي المالكي، عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة المهدي عليه السلام: " يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله ". وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: تجيش الروم، فيخرجون أهل الشام من منازلهم، حتى يستغيثونكم فتغيثونهم، ولا يتخلف عنهم مؤمن فيقتتلون، فيكون بينهم قتلى كثيرة، ثم يهزمونهم إلى أسطوانة إني لأعلم مكانها، فيغنمون غنيمة عظيمة، حتى يكيلوا الدنانير بالتراس، فبينما هم كذلك، إذ جاءهم بريد، أن الدجال قد خرج، وأنه يحوش ذراريكم. قال: فيلقون ما في أيديهم، ثم يأتونه. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر، المعروف بابن المنادي، في كتاب الملاحم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه قال: يخرج المهدي من ولد الحسين، من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها، واتخذ فيها طرقاً. أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. والحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه. وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه أنه قال: لا يفتح بلنجر، ولا جبل الديلم، إلا على يدي رجل من آل محمد صلى الله عليه وسلم. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي، في كتاب الملاحم. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة المهدي، قال: ولا يترك بدعة إلا أزالها، ولا سنة إلا أقامها، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين، مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه، ثم يفعل الله ما شاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 وعن الفرج بن محمد عن بعض أشياخ قومه، قال: كنا عند سفيان بن عوف الغامدي، حتى أتينا باب القسطنطينية، باب الذهب في ثلاثة آلاف فارس من ناحية البحر، حتى جزنا النهر والخليج. قال ففزعوا وضربوا نواقيسهم، ثم قالوا: ما شأنكم يا معاشر العرب؟ قلنا: جئنا إلى هذه القرية الظالم هلها، ليخربها الله تعالى على أيدينا. فقالوا: والله ما ندري، أكذب الكتاب أم أخطأ الحساب، أم استعجلتم القدر، والله إنا لنعلم أنها ستفتح يوماً ولكن لا ندري أن هذا زمانها. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: سمعت القسطنطينية بخراب ببيت المقدس فتجبرت، فدعيت المستكبرة، وقالت: يكون عرش ربي على الماء، وقد بنيت على الماء. فوعدها الله تعالى العذاب قبل يوم القيامة، فقال: لأنزعن حليك، ولتفترعن فيها جوار ما يكدن يرين الشمس من حسنهن. فلا يعجزن من يبلغ منكم ذلك أن يمشي إلى بيت بلاط ملكهم فإنكم ستجدون فيه كنز اثني عشر ملكاً من ملوكهم، كلهم يزيد فيه ولا ينقص منه على تماثيل بقر وخيل من نحاس، يجري على رؤوسها الماء، فلتقتسمن كنوزها كيلا بالأترسة، وقطعاً بالفؤوس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عطاء، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام: أخبرني عن القائم. قال: والله ما هو أنا، ولا الذي تمدون إليه أعناقكم، ولا يعرف ولا يؤبه له. قلت: بما يسير؟ قال: بما سار به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن زرارة، عن أبي جعفر، عليه السلام، قال: قلت له، رجل صالح من الصالحين، سمه لي أريد المهدي. قال: اسمه اسمي. قلت: أيسير بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم.؟ قال: إنه يسير بالقتل، ولا يستنيب أحداً، ويل لمن ناواه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يوقظ نائماً، ولا يهريق دماً. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حما، في كتاب الفتن. وعن الحسن بن هارون بياع الأنماط، قال: كنت عند أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، جالسا، فسأله المعلى بن خنيس: أيسير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 المهدي، عليه السلام، ذا خرج بخلاف سيرة علي عليه السلام؟ قال: نعم، وذلك أن علياً عليه السام، سار باللين، والكف، لأنه عليم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً. وعن أبي رؤبة، قال: المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد. أخرجه الحافظ أبو بعد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عطاء، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر، عليهما السلام، فقلت: إذا خرج المهدي بأي سيرة يسير؟ قال: يهدم ما قبله، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأنف الإسلام جديداً. وعن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: لو يعلم الناس ما يصنع المهدي إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه، مما يقتل من الناس. أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس: ما هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد صلى الله عليه وسلم لرحم. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، أنه قال: إذا خرج المهدي عليه السلام، لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، وما يستعجلون بخروج المهدي والله ما لباسه إلا الغليظ ولا طامه إلا الشعير، وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 الباب العاشر في صلاة عيسى عليه السلام خلفه في أن عيسى بن مريم عليه السلام يصلي خلفه ويبايعه وينزل في نصرته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم ". أخرجه الإمامان، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، في صحيحيهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ". قال: " فينزل عيسى ابن مريم، صلى الله عليه وسلم أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله تعال لهذه الأمة ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى ابن مريم كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم، وصل بالناس. فيقول عيسى ابن مريم: إنما أقيمت الصلاة لك. فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي، فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه "، وذكر باقي الحديث. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. وأخرجه أبو القاسم الطبراني، في معجمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. وعن عبد الله بن عمرو، قال: المهدي الذي ينزل عليه عيسى ابن مريم، ويصلي خلفه عيسى. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق، حتى ينزل عيسى ابن مريم عند طلوع الفجر، ببيت المقدسي ينزل على المهدي، فيقال: تقدم يا نبي الله، فصل بنا. فيقول: هذه الأمة أمر بعضهم على بعض ". أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن هشام بن محمد، قال: المهدي من هذه الأمة، وهو الذي يؤم عيسى ابن مريم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الدجال، وقال فيه: " إن المدينة لتنفي خبثها، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص ". قالت أم شرك: فأين العرب يا رسول الله يومئذ؟ قال: " هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم مهدي رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عيسى ابن مريم، حين كبر للصبح فرجع ذلك الإمام ينكص. ليتقدم عيسى يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه فيقول: تقدم فصلها، فإنها لك أقيمت. فيصلي بهم إمامهم ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في كتاب الحلية. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة؛ في سننه أتم من هذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. بمعناه. وعن حذيفة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الدجال، قال: " فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة، وقد أقيمت الصلاة، فالتفت المهدي، فإذا هو عيسى ابن مريم، وقد نزل من السماء في ثوبين، كأنما يقطر من رأسه الماء ". فقال أبو هريرة: " إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى، تلقى عليه مهابة كمهابة الموت. " فيقول له الإمام: تقدم، فصل بالناس فيقول له عيسى، إنما أقيمت الصلاة لك. فيصلي عيسى خلفه " ....... قال حذيفة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد أفلحت أمة أنا أولها وعيسى آخرها ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال في حفقة من الدين "، وذكر الدجال، ثم قال: ثم ينزل عيسى فينادي من السحر، فيقول: يا أيها الناس، ما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني. فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم عليه السلام فتقام الصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه. قال: فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده. وعن كعب الأحبار، رضي الله عنه قال: يحاصر الدجال المؤمنين ببيت المقدس، فيصبهم جوع شديد، حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع، فبينما هم على ذلك، إذ سمعوا صوتاً في الغلس. فيقولون: إن هذا لصوت رجل شبعان. قال: فينظرون فإذا عيسى ابن مريم. قال: وتقام الصلاة فيرجع إمام المسلمين المهدي، فيقول عيسى: تقدم فلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 أقيمت الصلاة. فيصلي بهم ذلك الرجل تلك الصلاة، ثم يكون عيسى إماماً بعد. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وروي عن السدي، أنه قال: يجتمع المهدي، وعيسى ابن مريم في وقت الصلاة، فيقول المهدي لعيسى: تقدم فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة فيصلي عيسى وراءه مأموماً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 الباب الحادي عشر في اختلاف الروايات في مدة إقامته عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: المهدي مني وذكر حليته وعدله، ثم قال: يملك سبع سنين ". أخرجه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه. والإمام أبو عبد الرحمن النسائي في سننه. وعن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة المهدي عليه السلام قال: " فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون ". أخرجه الإمام أبو داود في سننه وفي رواية في تسع سنين. وأخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه، وقال: سبع سنين حسب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أهل بيتي "، فذكر الحديث، وفي آخره: " ويعمل على هذه الأمة سبع سنين، وينزل بيت المقدس ". أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وأخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنقضي الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت قبله جوراً، يملك سبع سنين ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أقنى أجلى، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت قبله ظلماً، يكون سبع سنين ". وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة، ثم ذكر خروج المهدي، عليه السلام، وما يظهر الله تعالى على يديه من البركة، ثم قال: " يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان سنين ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً ". قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين. أخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، وقال: هذا حديث حسن. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشركم بالمهدي " فذكر الحديث، وفي آخره " فيمكث سبع سنين، أو ثمان سنين، أو تسع سنين "، ثم قال: " لا خير في العيش بعده ". أو قال: " لا خير في الحياة بعده ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 " يكون في أمتي المهدي، إن قصر عمره فسبع سنين، وإلا فثمان، وإلا فتسع " ....... أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. ورواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي. وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة، لطول الله تلك الليلة، حتى يملك رجل من أهل بيتي ". وقال في آخر الحديث: " فيمكث سبعاً، أو تسعاً، ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي ". أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " المهدي يعيش بعد ما يملك سبع سنين. أو ثمان، أو تسع ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة المهدي، قال: ولا يترك بدعة إلا أزالها، ولا سنة غلا أقامها، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين، مقدار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 كل سنة عشر سنين، من سنيكم هذه، ثم يفعل الله تعالى ما يشاء. وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، قال: يملك المهدي عليه السلام تسعة عشر سنة وأشهراً. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي رجل من ولدي " وذكر الحديث، وقال في آخره: " يملك عشرين سنة ". أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في مناقب المهدي. ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه. وعن دينار بن دينار، قال: بقاء المهدي أربعة وعشرون سنة. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن ضمرة بن حبيب، قال: حياة المهدي ثلاثون سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 أخرجه الحافظ أبو عبد نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال: يلي المهدي أمر الناس ثلاثين، أو أربعين سنة. أخرجه أيضاً نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أرطاة، قال: يبقى المهدي أربعين عاماً. أخرجه أيضاً نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى ابن مريم " فذكر الحديث وفي آخره: " فيمكث أربعين سنة " يعني المهدي. أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، في مناقب المهدي. وأبو القاسم الطبراني، في معجمه. وعن أرطاة قال: بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاماً، ثم يموت على فراشه. أخرجه نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وعن دينار بن دينار، قال: بقاء المهدي أربعون سنة. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن محمد بن الحنفية، قال: ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس، فيملأ الأرض عدلاً، يبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله، يملك أربعين سنة، تكون هدنة الروم على يديه، في تسع سنين بقين من خلافته. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 الباب الثاني عشر في ما يجري من الفتن في أيامه وبعد انقضاء مدته وفيه مقدمة وثمانية فصول وخاتمة، مؤذنة بانقراض الأيام والليالي ولمحاسنهما حاسمة. أما المقدمة، ففي ذكر تصرم الأيم المهدية وذهابها، وتضرم نار الفتن والتهابها. والفصل الأول: في فاتحة الفتن، وهي خراب يشرب، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وتركها مذللة لعافية الطير والسباع والهوام. والفصل الثاني: فيما جاء من الآثار الدالة على خروج الدجال، وما يكون في ضمن ذلك من قحط وفتن وأوجال. والفصل الثالث: فيما يستدل به على أن الدجال هو ابن صياد، وذكر ما ظهر عليه من آثار البغي والعناد. والفصل الرابع: فيمن ذهب إلى أن الدجال غير ابن صياد، وإن كان من وصفه غير عاري، مستدلاً على ذلك بما صح من حديث تميم الداري. والفصل الخامس: في خروج يأجوج ومأجوج، وكيفية فتحهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 للسد، في أصناف، خرجت عن الحضر وأنواع أربت على العد. والفصل السادس: في خروج الدابة من الأرض، مؤذنة بقرب يوم العرض. والفصل السابع: في طلوع الشمس من مغربها، وحسم طريق التوبة وسد مذهبها. والفصل الثامن: في أحاديث متفرقة، وحوادث مفرقة، وأثار مقلقة، ومآثر موبقة. وخاتمة الفتن والكتاب؛ هدم الحبشة للكعبة وهلكة الأعراب ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 المقدمة في ذكر تصرم الأيام المهدية وذهابها وتضرك نار الفتن والتهابها قد علم ما يمن الله تعالى به على الأنام، في الأيام المكرمة المهدية من عموم البركة والخير، وفهم ما يدرأ به عن الأمة في الدولة المقدسة الإمامية من الضرر والضير، وكل ذلك تنبيه على شرف من بنهضته بالقيام بها أقعد كل قائم، وتنويه بذكر من بيقظته ويُمْنِ حركته سكن واطمأن كل نائم، وإشارة إلى أن الله تعالى يتم به الدين كما بدأه بجده، ويشفي بشفار صوارمه صدور قوم مؤمنين ويبيد أعداهم بحده. ومن كان أبو هذا الوصي وجده النبي، فلا غزو أن يملك من السيادة أعلى راياتها، ومن كان الله تعالى له ولياً وبه حفياً فلا عجب أن يدرك من السعادة أقصى غاياتها، ومعلوم أن كل نعيم في دار الزوال زائل، وكل حال في فناء الفناء حائل، فلا راد لما لله تعالى في مراد، ولا صاد لحكمه جل ذكره في العباد والبلاد. فله سبحانه سر لا يشارك في علم مكنونه، وأمر نافذ لا يغالب في حكم مضمونه، فله الحمد على السراء والضراء، والشدة والرخاء. بينما الملة الحنفية المعظمة ممدودة الرواق، شامخة الأطواد، مشتدة السواعد، والدولة والإمامية المكرمة مشدودة النطاق، راسخة الأوتاد، مشيدة القواعد، والأمور منتظمة الأمور آمنة المهالك، والثغور مبتسمة الثغور ساكنة المسالك، والإيمان قد كثر رجاله واتسع لهم المجال، والكفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 قد دنت آجاله وأحاط بأهله الأوجال، إذ ظهر من قبل المشرق عدو الله اللعين الدجال، بجحافل متلاطمة الأمواج كالجبال، فتكدر بظهوره المناهل والمشارب، وينجم بنجومه الكواهل والغوارب، وتمسك السماء قطرها، والأرض نباتها، وتعدم كل نفس صبرها وثباتها، ويشتد الجهد والغلاء، ويمتد الضر والبلاء، فتقوي الديار، وتخرب المرابع، وتقفر الآثار، وتمحل المراتع، ويهلك الخف والحافر، ويودي الصائح والظافر، حتى لا يسمع صياح راغية، ولا يطمع في رواح ثاغية، ويعيش المؤمنون في ذلك الزمان بالتسبيح والتكبير والتهليل، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام إلا القليل، وتخرج أهل طيبة منها وهي أطيب ما تكون بالنسبة إلى غيرها وأينع، ويفارقونها فرقاً من الدجال وليس له فيها مطمع، وترجف بمن فيها رجفات فتنفي الخبث عن تلك البقاع، وتبقى مذللة لعافية الطير والسباع، وهذه فاتحة كل حادثة لنار الفتن مؤرثة، وسابقة كل كارثة للأسى والوهن مورثة. ثم يسير ومعه نهر من ماء وجبل من ثريد، ويوهم أنه رب معبود وهو من أخس العبيد، فيحتوي على معظم البلاد والنوادي، ويكون أكثر من يؤمن به أهل البوادي، وذلك لما يخيل لهم من قدرته، ويطمعون فيه من حسن عشرته. فإذا وصل المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، صد عنها وصوف وجهه إلى الشام، فيرجع بإياس مولد للحسرات، وهم مصعد للزفرات، ويتوجه إلى الشام بأنواع من الكفرة متتابعة الأفواج، وأتباع من الفجرة متدافعة الأمواج. ويسير إلى الأرض المقدسة بخيله ورجله ويجل بمحل هلاكه تقله رجله، وهي يومئذ مقر الإمام المهدي ومحل مسيرته، ومجتمع أنصاره وأعوانه وأسرته، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 وهي حينئذ كالأم وغيرها من البقاع كالأطفال، وكالليت وغيرها من القلاع كالأشبال، فيخرج إليه الإمام بجيش مستمسكين بعروة التوحيد، وأناس متنزهين عن عار التقليد، يدرعون الصدق والتقى، ويتبعون الحق والهدى، ما منهم إلا فارس لا يفل سيفه ولا يخشى عثاره، وشجاع لا يثني عطفه ولا يدرك غباره، فيخوضون في غمرات الحرب، ويضرمون نار الطعن والضرب، ويلتف الساق بالساق، وتلعب السيوف بالأعناق، وتخضب الدماء الخناجر، وتبلغ القلوب الخناجر، فيمن الله تعالى على عبده، ويؤيده بنصر من عنده، ويقتل من أصحاب اللعين ثلاثين ألفاً أو يزيدون، وينعكس عليهم كل ما كانوا به يكيدون، فلا ترى إلا أشلاء طريحة، وموتي بلا لحود، وأعضاء جريحة، وأسرى بلا قيود، ويحيق به مكره ويحص جناحه، ويضيق ذرعه وتركد رياحه، ويفل حده وتخمد ناره، ويعفر خده وتنهتك أستاره، ويقل عدده، وينهدم عرشه، وينقطع مدده، وينهزم جيشه ....... وينزل روح الله عليه السلام، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص، ويولي الشيطان حينئذ وله حصاص، فيقتله نبي الله عيسى عليه السلام من غير ممانعة ولا مدافعة، وذلك بعد ما يصلي خلف الإمام المهدي ويبايعه ويتابعه، وينقسم ما بقي من جموعه بين مولي الدبر ومقطوع الدابر، ويستوعب الذل والصغار الأصاغر منهم والأكابر، وينطق الله تعالى كل ما يتوارون به بالتنبيه على قتلهم، إلا الغرقدة فإنها من شجرهم. فهذا طرف من قصة الدجال اللعين، ومدة أيامه في الأرض أربعين، وما من نبي إلا حذر أمته منها، ولا وصي إلا خبر شيعته عنها، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وليس بين يدي الساعة أمر أكبر ممن فتنتها، ولا شر أكثر من محنتها، وإن كانت مدتها قصيرة، فوطأتها أليمة ثقيلة، وإن كانت عدتها يسيرة، فخطتها وخيمة وبيلة. وهي أدل دليل على انقضاء الأيام المهدية، سقى الله عهدها، ثم لا خير في عيش الحياة بعدها، وليس بينها وبين النفخة الأولى مدة طويلة ولا نعمة طائلة، بل تترى فيما بين ذلك أمور معضلات وأهوال هائلة، وتضرب الفتن بكل خطة فسطاطها، وتؤجج نارها، وتنصب المحن بكل بقعة سراطها وتزهج غبارها. ويخرج يأجوج ومأجوج في عدد لا يحصيه غير الذي خلقهم، مختلفة أحوالهم وأشكالهم، وينتشرون في السهل والوعر، وينشفون المياه، ويرعون الشجر، ولا تمنعهم الجبال السامية، ولا تدفعهم البحار الطامية، يعدون الفراسخ وإن امتدت خطوة، والأيام وإن طالت هفوة، ويخصرون نبي الله عيسى ومن معه من المسلمين، ويرمون بنشابهم إلى السماء مقاتلين، فيهلكم في ليلة واحدة ذو القوة المتين، ويستوقد المسلمون من جعابهم وقسيهم سبع سنين، ويرسل الله تعالى عليهم طيراً فتحمل رممهم إلى حيث شاء، ويطهر الأرض من جيفهم مطر السماء، ثم تنزل السماء بركتها، وتخرج الأرض ثمرتها، فتعم البركة والخير الأداني من الناس والأقاصي، ويندفع الضر والضير عن الأطراف منهم والنواصي. ثم يبعث الله ريحاً طيبة، فتقبض كل روح طيبة زكية، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الخمر الإنسية. وتخرج الدابة فتسم كل باد وحاضر، وتميز بين كل مؤمن وكافر، وينقطع سبل الحاج وتخرب يشرب ويغلق باب التوبة، وتطلع الشمس من المغرب ويرتفع القرآن الكريم من المصاحف والصدور، ويمتد البلاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وتشتد الأمور، وتعبد الأصنام والأوثان، وتقل الرجال ويكثر النسوان، ولا يشتغل أحد بسنة ولا فرض، ولا تمطر السماء ولا تنبت الأرض، وينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويشتد البأس ولا يبقى على الأرض من لله فيه حاجة، وتكلم السباع الناس، ويندرس الإسلام وتنتقض عراه، ولا يبقى من يعرف صياماً ولا نسكاً ولا صلاة، وتحل محن أفواجها كالقلل تشيب الوليد، وتظل فتن أمواجها كالظلل تذيب الحديد، حتى لا ترى إلا نكبة بعد نكبة، وتهدم الحبشة الكعبة، وتلك خاتمة الأمور، وقاصمة الظهور، ولا مطمع بعدها في الحياة لراغب، ولا عاصم من أمر الله تعالى لهارب. فيا لها من رزايا عمت مشارق الدنيا ومغاربها، وجبت كواهل العلياء وغواربها، وغادرت القلوب مرصوصة ملتهبة، والدموع مفضوضة منسكبة. وسيأتي بيان ذلك في هذه الفصول على ما تقدم مفصلاً، وشرح ما يجري من الفتن على ما نقل أولاً فأولاً، وإلى الله تعالى الرغبة من العصمة من الفتن والخطل، وعموم التوفيق في القول والعمل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 الفصل الأول في فتحة الفتن وهي خراب يثرب على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وتركها مذللة لعافية الطير والسباع والهوام. عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمران بيت المقدس خراب يشرب، وخراب يشرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ". ثم ضرب يده على فخذه الذي حذاه أو منكبه، ثم قال: " إن هذا لحق، كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد " يعني معاذاً. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركة. وأخرجه الإمام أبو داود السجستاني، في سننه، من حديث معاذ هكذا مسنداً، وانتهى حديثه عند قوله: " وفتح القسطنطينية خروج الدجال ". وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، في مستدركه. من وجه آخر موقوفاً على معاذ، وقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 بعد ذكر خروج الدجال: ثم ضرب معاذ على منكب عمر بن الخطاب، فقال: والله إن ذلك لحق كما أنك جالس ....... ثم قال الحاكم: هذا الحديث وإن كان موقوفاً فإن إسناده صحيح على شرط الرجال، وهو اللائق بالمسند الذي تقدمه. وعن عوف بن مالك الأشجعي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم، وأقناء معلقة، وقنو منها حشف، ومعه عصاً، فطعن بالعصا في القنو، قال: " لو شاء رب هذه الصدقة، فتصدق بأطيب منها، إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة ". ثم أقبل علينا، فقال: " أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاماً للعوافي ". قلنا: الله ورسوله أعلم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما العوافي ". قالوا: لا. قال: " الطير والسباع ". أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لتتركن المدينة على خير ما كانت للعوافي، تأكلها الطير والسباع ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجه، وقد صح عن حذيفة بن اليمان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه. وقد يخفي على الأعلم بجنس من العلم الباحث عنه علة بعض ذلك الجنس، وقد خفي عن حذيفة رضي الله عنه السبب الذي يخرج أهل المدينة من المدينة، وعلمة غيره. وقد اتفق البخاري ومسلم، رضي الله عنهما، على حديث شعبة عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة، أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما هو كائن إلى يوم القيامة فما منه شيء إلا وقد سألته عنه، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة. وقد روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في مستدركه على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 الصحيح عن محجن بن الأدرع، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحاجة، ثم عارضني في بعض طرق المدينة، ثم صعد على أحد وصعدت معه، فأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال لها قولاً، ثم قال: ويل أمك أو " ويح أمها قرية يدعها أهلها أينع ما تكون، تأكلها عافية الطير والسباع، تأكل ثمرها، ولا يدخلها الدجال إن شاء الله تعالى، كلما أراد دخولها يلقاه بكل نقب من نقابها ملك مصلت يمنعه عنها ". أخرجه الحاكم أو عبد الله، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 الفصل الثاني في ما جاء من الآثار الدالة على خروج الدجال وما يكون في ضمن ذلك من قحط وفتن وأوجال عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: إنما سمي الدجال دجالاً لتمويهه. تقول: دخلت السيف، إذا موهته، ودجلت البعير: إذا طليته بالقطران. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبي إلا أنذر أمته الدجال الأعور الكذاب، ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر ". أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بالبخاري، في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 صحيحه هكذا. وأخرجه الإمام مسلم، في صحيحه، وزاد بعد قوله كافر: لم تهجاها ك ف ر. " يقرأه كل مسلم ". وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان؛ أحدهما، رأي العين ماء أبيض، والآخر، رأى الغين، نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً، وليغمض، ثم ليطاطئ رأسه فيشرب منه، فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن كانت وغير كاتب ". أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم، في صحيحه. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة، فخفضت ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل ....... فقال: غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج، وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج، ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط، عينيه طافية، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج من حلةٍ بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا ". قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: " أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم ". قلنا: يا رسول فذلك الذي كسنةِ أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، أقدروا له قدره ". قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 قال: " كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتثبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً، وأسمنه ضروعاً، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فيصبحون مملحين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك. فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك. فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء، شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يجل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي بصره، فيطلبه حتى يدركه بباب لذ، فيقتله، ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله عز وجل، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 بدرجاتهم في الجنة، وذكر باقي الحديث. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال، فيتوجه قبله رجل من المؤمنين، فتلقاه المسالح، مسالح الدجال، فيقولن له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الرجل الذي خرج. قال: فيولون له: أوما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خلفاء. فيقولن: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض. أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يأيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيأمر الدجال به فيشج. فيقول: خذوه وشجوه. فيوجع ظهره وبطنه ضرباً. قال: فيقول: أوما تؤمن بي؟ قال فيؤمر به، فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائماً. ثم يقول له: أتؤمن بي. فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال: ثم يقول: يأيها الناس، إنه لا يفعل هذا بعدي بأحد. قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس، فلا يستطيع إليه سبيلاً. قال: فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أحد عن الدجال أكثر مما سألته، فقال: " وما سؤالك "؟. وفي رواية: " وما ينصبك منه، لا يضرك ". قال: قلت، يا رسول الله، إنهم يقولون إن معه جبال من خبز ولحم، ونهر من ماء. قال: هو أهون على الله من ذلك. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي المسيح من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك يهلك ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن أسماء بنت يزيد بن السكن، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فذكر الدجال، فقال: " إن بين يديه ثلاث سنين، سنة تمسك السماء فيها ثلث قطرها، والأرض ثلث نباتها، والثانية تمسك ثلثي قطرها، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 والأرض ثلثي نباتها، والثالثة تمسك السماء قطرها كله، والأرض نباتها كله، فلا يبقى ذات ظلف، ولا ذات خف من البهائم إلا هلكت، وإن من أشر فتنه أنه يأتي الأعرابي، فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك، ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى. فيتمثل له نحو إبله كأحسن ما تكون ضروعاً، وأعظمه، وأسمنه ....... قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه، ومات أبوه، فيقول: أرأيت إن أحييت لك أخاك وأباك، ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى. فيتمثل له الشيطان نحو أبيه وأخيه ". قالت: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة ثم رجع، والقوم في اهتمام وغم، مما حدثهم. قالت: فأخذ بناحيتي الباب، فقال: " مهيم "؟ فقالت أسماء: يا رسول الله، لقد حشيت أفئدتنا بذكر الدجال. قال: " إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه، وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن ". فقلت: يا رسول الله، إنا لنعجن عجيناً فما نخبزه حتى نجوع، فكيف بالمؤمنين يومئذ. قال: " يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 والتقديس ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال في أمتي، فيمكث أربعين " لا أدري أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 أربعين عاماً فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة "، وذكر باقي الحديث. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه، في سننه. وعن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة فتح القسطنطينية وغيرها: " ثم تقفلون منها - يعني مدينة القاطع - إلى بيت المقدس، فيبلغكم أن الدجال قد خرج في يهود أصبهان، إحدى عينيه ممزوجة بالدم، والأخرى كأنها لم تخلق، يتناول الطير من الهواء، له ثلاث صيحات، يسمعهن أهل المشرق وأهل المغرب، يركب حماراً أبتر، بين أذنيه أربعون ذراعاً، يستظل تحت أذنيه سبعون ألفاً من اليهود عليهم التيجان، فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة، وقد أقيمت الصلاة، فالتفت المهدي، فإذا هو بعيسى ابن مريم، قد نزل من السماء في ثوبين، كأنما يقطر من رأسه الماء " - فقال أبو هريرة: إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى، تلقى عليه مهابة كمهابة الموت - " فيقول له الإمام: تقدم فصل بالناس، فيقول له عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي عيسى خلفه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 قال حذيفة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد أفلحت أمة أنا أولها، وعيسى آخرها ". أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن إسماعيل بن رافع أبي رافع، عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو، عن أبي أمامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر حديثاً حدثناه عن الدجال، وحذرنا فكان من قوله أن قال: " إنه لم تكن فتنة في الأرض، منذ ذرأ الله تعالى ذرية آدم عليه السلام، أعظم من فتنة الدجال، وإن الله تعالى لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيجه، وإن يخرج بعدي فكل حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فيعيث يميناً، ويعيث شمالاً، يا عباد الله أيها الناس فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي، إنه يبدأ فيقول: أنا نبي، لا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 ربكم. ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن؛ كاتب، وغير كاتب، وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف، فتكون عليه برداً وسلاماً، كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته يقول لأعرابي: أرأيت إن أبعث لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه، فإنه ربك. وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها، وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقتين، لم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أنه له رباً غيري. فيبعثه الله تعالى، فيقول له الخبيث: من ربك؟ ...... فيقول: ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم ". قال أبو الحسن الطنافسي: فحدثنا المحاربي، قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة ". قال: قال أبو سعيد: والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب، حتى مضى لسبيله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 قال المحاربي: ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع، قال: " وإن من فنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح، مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه، وأمده خواصر وأدره ضروعاً. وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة، فإنه لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته، حتى ينزل عند الظريب الأحمر، عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص ". فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: " هم يومئذ قليل، وجلهم ببيته المقدس، وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي الصبح، إذ نزل عيسى ابن مريم للصبح، فيرجع ذلك الإمام ينكص، يمشي القهقرى، ليتقدم عيسى ابن مريم ليصلي بالناس، فيضع عيسى يده بين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 كتفيه، ثم يقول: تقدم فصل؛ فإنه لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم. فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب. فيفتح ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلىً وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وانطلق هارباً. فيقول عيسى إن لي فيك ضربةً لن تسبقني بها، فيدركه عند باب لُدِّ الشرقي فيقتله. ويهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، ولا حجر، ولا شجر، ولا حائط - إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم لا تنطق - إلا قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي، فتعال اقتله ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، الشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي ". فقيل له: يا رسول الله، كيف يصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: " تقدرون فيها الصلاة، كما تقدرونها في هذا الأيام الطوال، ثم صلوا ". قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة، حتى يدخل الوليد يده في فم الحية فلا تضره، وتنفر الوليد الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله عز وجل، وتضع أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نبتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بدريهمات ". قيل: يا رسول الله، وما يرخص الفرس؟ قال: " لا تركب لحرب أبداً ". قيل: يا رسول الله، وما يغلي الثور؟ قال: " تحرث الأرض كلها ". " وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله تعالى السماء السنة الأول أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر الله تعالى السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض أن تحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله تعالى ". فقيل: وما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: " التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 سننه. وقال: في آخره: سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول: سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب ....... وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن طعام المؤمنين في زمن الدجال، قال: " طعام الملائكة ". قالوا: وما طعام الملائكة؟ قال: " طعامهم منطقهم بالتسبيح والتقديس، فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس، أذهب الله عنه الجوع، فلا يحس جوعاً ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، على شرط مسلم، ولم يخرجه. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة الدجال، قال: ألا وإن أكثر أتباعه أولاد الزنا، لابسو التيجان، وهم اليهود، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 عليهم لعنة الله، يأكل ويشرب، له حمار أحمر، طوله ستون خطوة مد بصره، أغور اليمين، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، صمد لا يطعم، فيشمل البلاد البلاء، ويقيم الدجال أربعين يوماً، أو يوم كسنة، والثاني كأقل، فلا تزال تصغر وتقصر حتى تكون آخر أيامه كليلة يوم من أيامكم هذه، يطأ الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس. ويدخل المهدي عليه السلام بيت المقدس ويصلي بالناس إماماً، فإذا كان يوم الجمعة، وقد أقيمت الصلاة نزل عيسى ابن مريم عليه السلام بثوبين مشرقين حمر، كأنما يقطر من رأسه الدهن، رجل الشعر، صبيح الوجه، أشبه خلق الله عز وجل بأبيكم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام فيلتفت المهدي، فينظر عيسى عليه السلام، فيقول لعيسى: يا ابن البتول، صل بالناس. فيقول: لك أقيمت الصلاة، فيتقدم المهدي عليه السلام، فيصلي بالناس، ويصلي عيسى عليه السلام خلفه، ويبايعه. ويخرج عيسى عليه السلام فيلتقي الدجال، فيطعنه، فيذوب كما يذوب الرصاص، ولا تقبل الأرض منهم أحداً، لا يزال الحجر والشجر يقول: يا مؤمن، تحتي كافر اقتله. ثم إن عيسى عليه السلام يتزوج امرأة من غسان، ويولد له منها مولد، ويخرج حاجاً، فيقبض الله تعالى روحه في طريقه قبل وصوله إلى مكة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 وذكر الإمام أبو الحسن محمد بن عبيد الله الكسائي، في قصص الأنبياء، قال: قال كعب الأخبار: يخرج المهدي إلى بلاد الروم. فذكر قصة فتح الروم والقسطنطينية، وقال: ثم يأتيه الخبر بخروج الأعور الدجال، وهو رجل عريض، عينه اليمنى مطموسة، وأما اليسرى فكأنها كوكب، مكتوب بين عينيه كافر بالله وبرسوله، يخرج يدعي أنه الرب، ولا يسمعه أحد إلا تبعه إلا من عصمه الله تعالى، ويكون له جنة ونار، فيقول: هذه جنة لمن سجد لي، ومن أبي أدخلته النار. قال: قال وهب بن منبه: عند خروج الأعور الدجال، تهب ريح قوم عاد، وسماع صيحة كصيحة قوم صالح، ويكون مسخ كمسخ أصحاب الرسِّ، وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويسفكون الدماء، ويستحلون الربات، ويعظم البلاء، وتشرب الخمر، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فعند ذلك يخرج الدجال من ناحية المشرق، من قرية يقال لها درادس، يخرج على حمار مطموس العين، مكسور الطرف، يخرج منه الحيات، محدودب الظهر، وقد صور كل السلاح في يديه، حتى الرمح والقوس، يخوض البحار إلى كعبه، وتكون أجناده أولاد الزنا، وتجيء إليه السحرة، وإذا أتى ببلد يقول: أنا ربكم. قال: يطوف الأرض جميعاً، حتى يدخل أرض بابل، يلقاه الخضر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 فقال: أنا ربكم. فقال الخضر: كذبت يا دجال، إن رب العالمين رب السموات والأرض. فيقتله الدجال، ويقول: قل لرب العالمين يحييك. فيحيي الله تعالى الخضر عليه السلام فيقوم، ويقولك ها أنا يا دجال. فيقول لأصحاب الدجال: يا ويلكم، لا تعبدوا هذا الكافر الملعون. فيقتله ثلاث مرات، فيحييه الله تعالى. ثم يخرج الدجال نحو مكة، فينظر إلى الملائكة محدقين بالبيت الحرام. ثم يسير إلى المدينة، فيجدها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 كذلك، يطوف البلاد إلا أربع مدن، مكة والمدينة، وبيت المقدس، وطرسوس. وأما المؤمنون فإنهم يصومون ويصلون، غير أنهم تركوا المساجد ولزموا بيوتهم. والشمس تطلع عليهم مرة بيضاء ومرة حمراء، ومرة سوداء، والأرض تزلزل، والمسلمون يصبرون، حتى يسمعوا بمسير المهدي إلى الدجال فيفرحون بذلك ....... ويقال: إن المهدي يسير إلى قتال الدجال، وعلى رأسه عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة بيضاء، فيلتقون ويقتلون قتالاً شديداً، فيقتل من أصحاب الدجال ثلاثين ألفاً، وينهزم الدجال ومن معه نحو بيت المقدس، فيأمر الله تعالى الأرض بإمساك خيولهم، ثم يرسل الله تعالى عليهم ريحاً حمراء، فيهلك منهم أربعون ألفاً. ثم يسير المهدي في طلبه، فيجد من عسكره نحواً من خمسين ألفاً فيريهم الآيات والمعجزات، ويدعوهم إلى الإيمان، فلا يؤمنون، فيمسخهم الله تعالى قردة وخنازير. ثم يأمر الله عز وجل جبريل أن يهبط بعيسى، عليهما السلام إلى الأرض وهو في السماء الثانية، فيأتيه، فيقول: يا روح الله وكلمته، ربك يأمرك بالنزول إلى الأرض. فينزل ومعه سبعون ألفاً من الملائكة، وهو بعمامة خضراء، متقلد بسيف على فرس، بيده خربة، فإذا نزل الأرض نادى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 منادٍ: يا معشر المسلمين، جاء الحق وزهق الباطل. فأول من يسمع بذلك المهدي فيصير إليه ويذكر الدجال، فيسير إليه فإذا نظر الدجال إليه يرتعد كأنه العصفور في يوم ريح عاصف، فيتقدم إليه عيسى، فإذا رآه الدجال يذوب، كما يذوب الرصاص، فيقول عيسى: ألست زعمت أنك إلهٌ تعبد، فلم لا تدفع عن نفسك القتل؟ ثم يطعنه بحربة، فيموت. ثم يضع المهدي سيفه وأصحابه في أصحاب الدجال، فيقتلونهم فيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً، حتى ترعى الوحوش والسباع، وتلعب بهم الصبين، وتأمن النساء في أنفسهن، حتى لو أن امرأة في العراء لم تخف على نفسها، ويظهر الله تعالى كنوز الأرض للمؤمنين، ويستغني كل فقير، بقدرة الله تعالى. قال وهب بن منبه، وكعب الأخبار، رضي الله عنهما: فعند ذلك يتزوج بامرأة من الرب، فيمكث ما شاء الله، ثم يخرج يأجوج ومأجوج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 الفصل الثالث في ما يستدل به على أن الدجال هو ابن صياد وذكر ما ظهر عليه من آثار البغي والعناد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من أصحابه قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان، عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: " أتشهد أني رسول الله "؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين. ثم قال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " آمنت بالله وبرسله ". ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ماذا ترى "؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلط عليك الأمر ". ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني قد خبأت لك خبيثاً ". فقال ابن صياد: هو الدخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اخسأ، فلن تعدو قدرك ". فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله ". أخرجه البخاري ومسلم، في صحيحهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 وعن سالم بن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهم، قال: سمعت عبد الله بن عمر، يقول: انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب، إلى النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النخل، طفق يتقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئاً، قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع على فراش في قطيفة، له فيها زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف - هو اسم ابن صياد - هذا محمد. فثار ابن صياد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تركته بين ". قال أبي: يعني في قوله: " لو تركته بين " قال: لو تركته أمه بين أمره. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتشهد أني رسول الله "؟. فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آمنت بالله وملائكته وكتبه، ما ترى ".؟ ............ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 قال: أرى صادقين وكاذباً، أو كاذبين وصادقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوه ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه وعن نافع، قال: لقي ابن عمر ابن صياد، في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة، وقد بلغها، فقالت له: رحمك الله، ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يمكث أبو الدجال ثلاثين عاماً، لا يولد له ولدٌ، ثم يولد له غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة، تنام عينه ولا ينام قلبه ". ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، فقال: أبوه طوال ضرب اللحم، كأن أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخية، طويلة اليدين ". فقال أبو بكرة: سمعنا بمولود في اليهود في المدينة، فذهبت أنا والزبير بن العوام، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاماً لا يولد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 لنا ولد، ثم ولد غلام أعور، أضر شيء وأقله منفعة، تنام عينه، ولا ينام قلبه. قال: فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة، وله همهمة، فتكشف عن رأسه فقال: ما قلتما؟ فقلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي، ولا ينام قلبي. أخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي، في جامعه وقال: هذا حديث حسن. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: خرجنا حجاجاً أو عماراً، ومعنا ابن صائد. قال: فنزلت منزلاً، فتفرق الناس، وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة، مما يقال عليه. قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي، فقلت: إن الحر شديد، فلو وضعته تحت تلك الشجرة. قال: ففعل، فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بعس، فقال: اشرب أبا سعيد. فقلت: إن الحر شديد، واللبن حار، ما بي إلا أني أكره أن أشرب على يده، أو قال: آخذه عن يده. فقال: أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلاً. فأعلقه بشجرة، ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 أختنق مما يقول لي الناس؛ يا أبا سعيد، من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار، أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو كافر " وأنا مسلم، أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل المدينة ولا مكة " وقد أقبلت من المدينة، وأنا أريد مكة؟ قال أبو سعيد: حتى كدت أن أعذره. ثم قال: أما والله إني لأعرفه، وأعرف مولده، وأين هو الآن. قال: قلت تباً لك سائر اليوم. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وفي بعض روايات هذا الحديث، في مسلم في آخره، قال: فلبسني. وفي بعضها فيه، قال: وقيل له: أيسرك أنك ذلك الرجل؟ قال: فقال، لو عرض علي ما كرهت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: لقيته مرتين، يعني ابن صياد، قال: فلقيته، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله. قال: قلت كذبتني والله، لقد أخبرني، بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثرهم مالاً وولداً. فقال: فكذلك هو زعموا اليوم. قال: فتحدثنا، ثم فارقته. قال: فلقيته لقية أخرى، وقد نفرت عينه. قال: فقلت، متى فعلت عينك ما أرى.؟ قال: لا أدري. قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت. قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصاً كانت معي حتى تكسرت، وأنا والله فما شعرت. قال: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين، فحدثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال: " إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه ". أخرجه مسلم، في صحيحه. وعن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال: رأيت جابر عبد الله يحلف بالله أن ابن صياد الدجال. قال: فقلت: تخلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري ومسلم، في صحيحهما. وعن نافع، قال: كان ابن عمر، يقول: واللهِ ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد. أخرجه أبو داود، في سننه. وعن شبل بن عروة عن أبيه، قال: قال، لما فتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهود فرسخ، فدخلت أقضي حوائج لي فأمسيت، وخشيت أن أقتطع دون العسكر، فقلت لصديق لي من اليهود: أبيت عندك الليلة؟ ............ قال: نعم. فبت على سطح له، فسمعت اليهود في تلك الليلة يضربون بالدفوف ويزفنون، فقلت لصديقي: كأنكم تريدون أن تنتزعوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 يداً من طاعة. قال: لا، ولكن ملكنا الذي يستفتح به على الرعب يدخل غداً. قال: فصليت الصبح، وقعدت على السطح حتى طلعت الشمس، وأقبل رهج من قبل عسكرنا، فإذا أنا برجل في قبة ريحان، وإذا اليهود حوله، يضربون بالدفوف ويزفنون، فإذا هو ابن صياد. قال: فدخل، فلم ير إلى هذه الغاية. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي، في كتاب الملاحم. وعن جابر بن عبد الله قال: فقد ابن صياد يوم الحرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 أخرجه أيضاً ابن المنادي. وعن النزال بن سبرة، قال: خطبنا علي بن أبي طالب، عليه السلام، على المنبر، ثم قال: أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، قالها ثلاث مرات، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: من الدجال، يا أمير المؤمنين؟ قال: يا أصبغ، الدجال الصافي ابن الصياد، الشقي من صدقه، والسعيد من كذبه. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. ورواه الإمام أبو الحسين أحمد بن المنادي في كتاب الملاحم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 الفصل الرابع في من ذهب إلى أن الدجال غير ابن صياد وإن كان من وصفه غير عاري مستدلاً على ذلك بما صح من حديث تميم الداري. عن عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس، وكانت من المهاجرات الأول، فقال: حدثيني حديثاً سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال لها: أجل، حدثيني. فقالت: نكحت ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في ألو الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف، في نفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد. وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من أحبني فليحب أسامة " فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: أمري بيدك، فأنكحني من شئت. فقال: " انتقلي إلى أم شريك ". وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان. قلت: سأفعل. قال: " لا تفعلي، إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان، فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، وينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمر وابن أم مكتوم ". وهو رجل من بني فهر قريش، وهو من البطن الذي هي منه. فانتقلت إليه، فلما انقضت عدتي، سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر، وهو يضحك، فقال: " ليلزم كل إنسان مصلاه "، ثم قال: " أتدرون لما جمعتكم "؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميمة الداري كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايع، وأسلم، فحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً، ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر، حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يذرون ما قبله من دبره. فقالوا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلاً، فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال: فانطلقنا سراعاً، حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك، ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ ...... قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهراً، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت. قالت: أنا الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اغمدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانه. فقال: أخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: إنها توشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماءٌ؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 أخبروني عن نبي الأميين، ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة، ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا. نعم. قال: كيف صنع بهم؟. فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، هما محلامتان على كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ". قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: " هذه طيبة، هذه طيبة " يعني المدينة " ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ ". فقال الناس: نعم. قال: " فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق ما هو ". وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 قال الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، رحمه الله بعد ذكر لأحاديث ابن صياد: ومن ذهب إلى أن الدجال غيره، يعني ابن صياد، احتج بحديث تميم الداري، وإسناده أصح، مع جواز موافقة صفته صفة الدجال، والدجال غيره، كما جاء في الخبر، أنه أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، وليس به، وأمر ابن صياد على ما حكي عنه، كانت فتنة ابتلى الله بها عباده، كما كان أمر العجل في زمن موسى عليه السلام فتنة ابتلاهم الله بها، إلا أن الله عز وجل عصم منها أمة محمد، عليه الصلاة والسلام، ووقاهم شرها، وليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويحتمل أنه، عليه السلام، كان كالمتوقف في بابه، حتى جاء التثبيت من الله عز وجل، أنه غيره، فقال في حديث تميم الداري ما قال، والله أعلم.؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 الفصل الخامس في خروج يأجوج ومأجوج وكيفية فتحهم للسد في أصناف خرجت عن الحصر وأنواع أربت على العد قال الله تعالى: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوجُ وهم من كل حدب ينسلون ". وعن النواس بن سمعان، رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فذكر قصته ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام وقتله الدجال. ثم قال: " فبينما هو كذلك، إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام إني قد أخرجت عباداً لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور. ويبعث الله تعالى يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء ". وفي رواية أخرى: " ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض فهلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضبة دماً ....... ويحصر نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيرسل الله عليهم النعف في رقابهم، فيصبحون فرسى. كموت نفس واحدة. ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه رممهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله، فيرسل الله عز وجل طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله تعالى، ويستوقد المسلمون من قسيهم وجعابهم سبع سنين. ثم يرسل الله تعال مطراً، لا يكن منه بيت مدر، ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة. ثم يقال للأرض: أثبتي ثمرتك، ونردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس. فبينما هم كذلك،، إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن، وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الخمر، فعلهيم تقوم الساعة ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد، قال: " يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليه: ارجعوا، فستخرقونه غداً ". قال: " فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غداً إن شاء الله: واستثنى. قال: فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، ويخرجون على الناس، فيستقون المياه، ويفر الناس منهم، فيرمون سهامهم في السماء، فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وغلبنا من في السماء، قسوة وعلواً. قال: فيبعث الله عليهم نعفاً في أقفائهم فيهلكهم ". قال: " فوالذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر، وتشكر شكراً، من لحومهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور، هكذا. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله ابن ماجة القزويني، في سننه بمعناه. وأخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه، وانتهى حديثه عند قوله فيها: فيهلكهم. وقوله: تشكر بالشين المعجمة، أي تمتلئ. وعن حذيفة، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الدجال، فذكرها، وذكر قتل عيسى عليه السلام له، ثم قال: " فعند ذلك خروج يأجوج ومأجوج ". قال: فيوحي الله عز وجل إلى عيسى: أحرز عبادي بالطور، طور سينين ". قال حذيفة، فقلت: يا رسول الله، وما يأجوج ومأجوج. قال: " يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف عين تطرف بين يديه من صلبه ". قال: قلت: يا رسول الله، صف لنا يأجوج ومأجوج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 قال: " هم ثلاثة أصناف، صنف منهم أمثال الأرز الطوال، وصنف منهم آخر عرضه وطوله سواء، عشون ومائة ذراع في مائة وعشرين ذرعاً، وهم الذين لا يقوم لهم الحديد، وصنف يفترش إحدى أذنيه، ويلتحف بالأخرى ". قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون جمع منهم بالشام، وساقتهم بخراسان، فيشربون أنهار المشرق حتى تيبس، فيحلون بيت المقدس، وعيسى والمسلمون بالطور، فيبعث عيسى طليعة، فيشرفون على بيت المقدس، فيرجعون إليه، فيخبرونه أنه ليس ترى الأرض من كثرتهم ". قال: " ثم إن عيسى يرفع يديه إلى السماء، فيرفع المؤمنون معه، فيدعو الله عز وجل، ويؤمن المؤمنون، فيبعث الله تعالى عليهم دوداً، يقال له: النعف، فيدخل في مناخرهم، حتى يدخل في الدماغ، فيصبحون أمواتاً ". قال: " فيبعث الله عز وجل عليهم مطراً وابلاً أربعين صباحاً، فيغرقهم في البحر، ويرجع عيسى إلى بيت المقدس، والمؤمنون معه " ....... وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فتذاكروا الساعة متى هي؟ فبدأوا بإبراهيم، فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها علم، فسألوا موسى، فلم يكن عنده منها علم، فردوا الحديث إلى عيسى، فقال: عهد الله إلي فيما دون وجبتها. فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله عز وجل. فذكر خروج الدجال، فأهبط فأقتله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم، فيستقبلهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، لا يمرون بماء إلا شربوه، ولا بشيء إلا أفسدوه، فيجأرون إلي، فأدعو الله فيميتهم، فتجوى الأرض من ريحهم، فيجأرون إلي، فأعو الله فيرسل السماء بالماء، فيحملهم فيقذف بأجسامهم في البحر، ثم تنسف الجبال، وتمد الأرض مد الأديم. فعهد الله عز وجل إلي، أنه إذا كان ذلك، أن الساعة من الناس كالحامل المتم، لا يدري أهلها متى تفجاهم بولادتها، ليلاً أو نهاراً. قال العوام: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل، ثم قرأ: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، واقترب الوعد الحق ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن عبد الله بن عمرو، قال: يأجوج ومأجوج يمر أولهم بنهر مثل دجلة، ويمر آخرهم، فيقول: قد كان في هذا النهر مرة ماء، فلا يموت رجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 إلا ترك ألفاً من ذريته فصاعداً، ومن ثلاث أمم؛ تاديس، وتاويل، وناسك، أو قال: منسك، شك، شعبة. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وعن عبد الله بن عمرو، قال: إن الله تعالى جزأ الخلق عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء الملائكة، وجزءاً سائر الخلق، وجزأ الملائكة عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وجزءا لرسالته، وجزأ الخلق عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزءا سائر الخلق، والسماء ذات الحبك، قال: السماء السابعة، والحرم بحيالة العرش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعن وهب بن جابر، قال: دخلت بيت المقدس، فإذا فيه عبد الله بن عمرو، في حلقة يحدثهم. قال: سمعته يقول: إن يأجوج ومأجوج لا يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعداً، وإن من ورائهم ثلاث أمم، ما يعلم عدتها إلا الله عز وجل، منسك، وتاويل، وتاديس. أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي. وعن الأوزاعي، قال: قال ابن عباس: الأرض ستة أجزاء، فخمسة أجزاء منها يأجوج ومأجوج، وجزء فيه سائر الخلق. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في قصة الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام قال: ويأجوج ومأجوج في وقت عيسى ابن مريم، عليه السلام. قالوا: يا أمير المؤمنين، صف لنا يأجوج ومأجوج. قال: هم أمم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 كل أمة منهم أربعمائة ألف ألف نفس، لا يموت الرجل منهم حتى يرى من ظهره ألف عين تطرف، صنف منهم كشجر الأرز الطوال مائة ذراع بلا غلظ، والصنف الثاني طوله مائة ذراع، وعرضه خمسون ذراعاً، والصنف الثالث منهم، وهم أكثر عدداً، قصار يلتحف أحدهم بإحدى أذنيه، ويفترش الأخرى مقدمتهم بالشام، وآخرهم وساقتهم بخراسان، لا يشرفون على ماء إلا نشف يلحسونه وإن بحيرة طبرية يشربونها، حتى لا يكون فيها وزن درهم ماء. وذكر باقي الحديث ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 .......... وذكر الإمام أبو الحسن محمد بن عبيد الكسائي، في قصص الأنبياء عليهم السلام، قال: وهب منبه، وكعب الأخبار رضي الله عنهما: فعند ذلك، أي عند قتل عيسى ابن مريم، عليه السلام للدجال، يتزوج بامرأة من العرب، فيمكث ما شاء الله تعالى، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فتمتلئ الأرض منهم، حتى لا يكون للطير موضع تفقر فيه، ولا ينزلون بلداً إلا أبادوا أهله، ثم يسيرون إلى بيت المقدس لقتال عيسى ابن مريم عليهما السلام، وإذا هم قد أتوا إلى البيت المقدس، ورموا المدينة بالسهام، حتى تسد السهام عين الشمس، ويقتلون خلقاً كثيراً، فيدعو عيسى عليهم، فيرسل الله تعالى عليهم عفاريت الجن، فيقتلونهم عن آخرهم، فيفرح المسلمون، حتى يتم لعيسى في أرض الدنيا أربعون سنة، وأمر الله تعالى ملك الموت أن ينزل إليه، فيوقفه على موضع قبره، ثم يقبضه ويدفنه، صلى الله عليه وسلم. الفصل السادس في خروج الدابة من الأرض مؤذنة بقرب يوم العرض قال الله تعالى: " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ". عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على آثرها، قريباً منها ". أخرجه البخاري ومسلم، في صحيحهما. وعن أبي سريحة الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قل: " يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 للدابة ثلاث خرجات من الدهر، تخرج أول خرجة بأقصى اليمن، فيفشو ذكرها بالبادية، ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم بينما الناس يوماً في أعظم المساجد حزمة، وأحبها إلى الله وأكرمها على الله تعالى - يعني المسجد الحرام - لم يرعهم إلا وهي في ناحية المسجد تدنو وتربو بين الركن الأسود وبين باب بني مخزوم، عن يمين الخارج في وسط من ذلك، فيرفض الناس عنها شتى ومعاً، ويثبت لها عصابة من المسلمين، عرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب، فبدت بهم، فجلت عن وجوههم، حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب، حتى أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه، فتقول: أي فلان، الآن تصلي؟ فيلتفت إليها، فتسمه في وجهه. ثم تذهب، فيتحاور الناس في ديارهم، ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال، يعرف المؤمن الكافر، حتى إن الكافر يقول: يا مؤمن اقضني حقي. ويقول المؤمن يا كافر اقضني حقي ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 حديث صحيح الإسناد، وهو أبين حديث ذكر في دابة الأرض، ولم يخرجاه. وأخرجه الإمام أبو بكر البيهقي بمعناه. وعن نس بن مالك، رضي الله عنه قال في دابة الأرض: إن فهيا من كل أمة سيماء، وإن سيماءها من هذه الأمة أنها تتكلم بلسان عربي مبين. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وعن أبي الطفيل، أنه سئل من أين تخرج الدابة؟ قال: من الصفا، أو من المروة. أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: هي دابة ذات زغب وريش، لها أربع قوائم، تخرج من مكة. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بئس الشعب جياد " مرتين أو ثلاثاً. قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: " تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين ". أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور. وعن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروج الدابة، قال: فقلت يا رسول الله، وما الدابة؟ قال: " ذات وبر وريش عظمها ستون ميلاً، ليس يدركها طلب، ولا يفوتها هارب، تسم الناس مؤمناً وكافراً، فأما المؤمن فتترك في وجهه كالكوكب الدري، وتكتب بين عينيه: مؤمن. وأما الكافر فتنكت بين عينه نكتة سوداء، وتكتب بين عينيه: كافر ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تخرج دابة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد ". قال: " وهي دابة ذات وبر وقوائم " ................... أخرجه أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تخرج الدابة ومعها عصى موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن، وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الخوان يجتمعون، فيقولون لهذا: يا مؤمن: يا كافر ". أخرجه الإمام أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. وأخرجه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 الحافظ أبو بكر البيهقي بمعناه. وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية، قريب من مكة، فإذا أرض يابسة، حولها رمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تخرج الدابة من هذا الموضع "، فإذا فتر في شبر. قال ابن بريدة: فحججت عبد ذلك بسنين، فأرانا عصاً له، فإذا هي بعصاي هذه، كذا وكذا. خ الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، في سننه. وعن أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر الدابة قال: ألا وينشر الصفا، وتخرج منه الدابة أول رأسها، ذات وبر وريش، فيها من كل الألوان، معها عصا موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام، تسم المؤمن مؤمناً، وتسم الكافر كافراً، تنكت وجه المؤمن بالعصا فتتركه أبيض، وتنكت وجه الكافر بالخاتم، فتتركه أسود، فلا يبقى أحد في سوق ولا برية، إلا وسمت وجهه. وذكر باقي الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 الفصل السابع في طلوع الشمس من مغربها وحسم طريق التوبة وسد مذهبها قال الله تعالى: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة، أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، قل انتظروا إنا منتظرون ". عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا جمعياً، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أخرجه البخاري ومسلم، في صحيحهما. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي، قال: " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: دخلت المسجد، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم جالس، فلما غابت الشمس، قال: " يا أبا ذر، هل تدري أين تذهب "؟. قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب فتستأذن في السجود، فيؤذن لها ". قال: فكأنها قد قيل لها: اطلعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها ". قال: ثم قرأ في قراءة عبد الله بن مسعود: وذلك مستقر لها. أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما. وعن عمرو بن جرير قال: جلس إلى مروان ثلاثة نفر بالمدينة، فسمعوه يحدث عن الآيات أن أولها خروج الدجال. فقام القوم من عند مروان، فجلسوا إلى عبد الله بن عمرو، فحدثوه بما قال مروان، فقال عبد الله: لم يقل مروان شيئاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، والدابة، أيها كانت فالأخرى على أثرها قريباً ". ثم نشأ يحدث، قال: وذلك أن الشمس إذا غربت أتت تحت العرش فسجدت، واستأذنت في الرجوع، فيؤذن لها، حتى إذا أراد الله أن تطلع من مغربها أتت تحت العرش فسجدت، واستأذنت في الرجوع، فلم يرد عليها، وعلمت أن لو أذن لها لم تدرك المشرق، فقالت: يا رب، ما أبعد المشرق، من لي بالناس حتى إذا كان الليل فاستأذنت فقال لها: اطلعي من مكانك. قال: وكان عبد الله يقرأ الكتب، فقرأ: " وذلك يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وفي قبالته في الحاشية، بخط البيهقي: أخرجه مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ....... وعن وهب بن جابر، قال: دخلت بيت المقدس، فإذا فيه عبد الله بن عمرو في حلقة يحدثهم، فسمعته يقول: إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعداً، وأن من ورائهم ثلاث أمم، ما يعلم عدتهم إلا الله عز وجل، منسك، وتاويل، وتاديس، وإن الشمس إذا خرت ساجدة، فتسلم وتستأذن، فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث، قيل لها: اطلعي من حيث غربت. فتطلع من المغرب، فيؤمن أهل الأرض كلهم، وهي فيما بلغنا أول الآيات، لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل. فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب والفضة، فلا يؤخذ منهم ويقال: لو كان بالأمس!. أخرجه الحاف أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، عند غروب الشمس، فقال: " يا أبا ذر، أتدري أين تغرب "؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها، فتستأذن فلا يؤذن لها، حتى تستشفع وتطلب، فإذا طال عليها، قيل لها: اطلعي من مكانك، فذلك قوله: " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ". أخرجه الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، في سننه. وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى ". قال عبد الله بن عمرو: فأيتهما ما خرجت قبل الأخرى، فالأخرى منها قريب. قال عبد الله: ولا أظنها إلا طلوع الشمس من مغربها. أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 وعن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر أشراط الساعة، قال: " وطلوع الشمس من مغربها، يكون طول الليلة ثلاث ليال، لا يعرفها إلا الموحدون أهل القرآن، يقوم أحدهم فيقرأ حزبه، فيقول: قد عجلت الليلة. فيرجع فيرقد رقدة، ثم يهب من نومه فيسير بعضهم إلى بعض، فيقول: هل أنكرتم ما أنكرنا؟ فيقول بعضهم لبعض: غداً تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت من مغربها، فعند ذلك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن صفوان بن عسال، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من قبل مغرب الشمس باب مفتوح، عرضه سبعون سنة، فلا يزال ذلك الباب مفتوحاً للتوبة، حتى تطلع الشمس من نحوه، فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ". أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 وعن عبد الله بن عمرو، قال: إن الشمس تطلع من حيث يطلع الفجر، فإذا أرادت أن تطلع تقاعست حتى تضرب بالعمد، وتقول: يا رب، إذا طلعت عبدت من دونك. فتطلع على ولد آدم فتجري حتى تأتي المغرب فتسلم، فيرد عليها، وتسجد فينظر إليها، ثم تستأذن فيؤذن لها، فتجري إلى المشرق، والقمر كذلك، حتى يأتي عليها يوم تغرب فيه، فتسلم فلا يرد عليها، وتسجد فلا ينظر إليها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فتجلس حتى يجيء القمر، فيسلم فلا يرد عليه، ويسجد فلا ينظر إليه، ثم يستأذن فلا يؤذن له، ثم يقال لهما: ارجعا من حيث جئتما. فيطلعان من المغرب كالبعيرين المقترنين، فذلك قوله عز وجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك ". أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر أشراط الساعة، قال: ألا وتكون الناس بعد طلوع الشمس من مغربها كيومهم هذا، يطلبون النسل والولد، يلقى الرجل الرجل فيقول: متى ولدت، فيقول: من طلوع الشمس من المغرب. وترفع التوبة، فلا تنفع نفساً إيمانها، لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، هو التوبة ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 الفصل الثامن في أحاديث متفرقة وحوادث مفرقة وآثار مقلقة ومآثر موبقة عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: طلع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر، فقال: " ما تذاكرون "؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: " إنها لن تقوم الساعة حتى يرى قبلها عشر آيات، فذكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف، خسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك كله نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبعث نار على أهل المشرق، فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، تكون لها ما سقط منهم وتخلف، تسوقهم سوق الجمل الكسير ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة، تحشر الناس ". قلنا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: " عليكم بالشام ". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده. ورواه الحافظ أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 عيسى الترمذي، في جامعه. وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى ابن مريم ". فذكر الحديث، وفي آخره الآيات في زمانه، أول الآيات الدجال، ثم نزول عيسى ثم نار تخرج من بحر عدن، تسوق الناس إلى المحشر. أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، في مناقب المهدي. وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال في أمتي، فيمكث أربعين ". لا أدري أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين عاماً " فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، لي بين اثنين عداوة. ثم يرسل الله ريحاً باردة، من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه ". قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " فيبقى شرار الناس، في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم. حسن عيشهم. ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً، ورفع ليتاً ". قال: فأول من يسمعه رجل من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ". قال: " فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله تعالى " أو قال: " ينزل فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون ". ثم يقال: يا أيها الناس، هلم إلى ربكم " وقفوهم إنهم مسؤولون ". ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كم؟ فيقال: من كل تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذلك يوم " يجعل الولدان شيباً " وذلك " يوم يكشف عن ساق ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 الساعة إلا على شرار الناس ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن خارجة بن الصلت الرجمي، قال: دخلت مع عبد الله يوماً المسجد، فإذا القوم ركوع، فمر رجل فسلم لعيه، فقال: صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله!!. فسألته عن ذلك، فقال: " إنه لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقاً، وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء، ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة على رجل يقول: لا إله إلا الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجه ....... وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله، وحتى إن المرأة لتمر بالنعل فترفعها وتقول: قد كانت هذه لرجل، وحتى يكون في خمسين امرأة القيم الواحد، وحتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى تؤخذ المرأة نهاراً وجهاراً في وسط الطريق، لا ينكر ذلك أحد، ولا يغيره، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلاً، فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعن أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: هذه فتن قد أظلت كجباه البقر، يهلك فيها أكثر الناس، إلا منم كان يعرفها قبل ذلك. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن أبي جعفر قال: لما قص الله على موسى عليه السلام شأن هذه الأمة، تمنى أن يكون رجلاً منه، فقال الله عز وجل: يا موسى إنه يصيب آخرهم بلاء وشدة من الفتن. فقال موسى: يا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 رب ومن يصبر على هذا؟ قال الله عز وجل: إني أعطيهم من الصبر والإيمان ما يهون عليهم البلاء. أخرجه أيضاً نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عمرو، قال: يأتي على الناس زمان يتمنى الرجل ذو الشرف والمال والولد الموت، مما يرى من البلاء من ولاتهم. أخرجه أيضاً نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن عبد الله بن عمرو، قال: ليأتين على الناس زمان يتمنى فيه المؤمن لو أنه في فلك مشحون هو وأهله، يموج في البحر، من شدة ما في الأرض من البلاء. أخرجه أيضاً نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليخرجن منه أفواجاً، كما دخلوا فيه أفواجاً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك فعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه. والإمام أبو داود، في سننه. وأبو عيسى الترمذي في جامعه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو ". أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: كنت واقفاً مع أبي بن كعب، فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا!. قلت: أجل. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يوشك الفرات أن يَحْسِرَ عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس، ساروا إليه فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ". قال: " فيقتتلون عليه، فيقتل منهم من كل مائة تسعة وتسعون ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك الفرات أن يَحْسِرَ عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذه منه شيئاً ". أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر، فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين، إلا البلاء ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 وعن حذيفة رضي الله عنه قال: " أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليصلين النساء وهن حيض، ولتسلكن طريق من كان قبلكم خذو القذة بالقذة، وحذو النعل بالنعل، لا يخطئون طريقهم، ولا يخطئنكم، حتى يبقى فريقان من فرق كثيرة، تقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس، لقد ضل من كان قبلنا، إنما قال الله تبارك وتعالى: " أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ". لا تصلوا إلا ثلاثاً، وتقول الأخرى: إنا مؤمنون بالله كإيمان الملائكة، ما فينا كافر ولا منافق حقاً على الله أن يحشرهما مع الدجال ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه. وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدري ما صيام، ولا صدقة، ولا نسك، ويسرى على كتاب الله في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس؛ الشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 نقولها ". قال صلة بن زفر لحذيفة: فما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة، ولا نسك.؟ فأعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة، تنجيهم من النار، تنجيهم من النار. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، على شرط مسلم ولم يخرجاه. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، لقي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فتذاكروا الساعة متى هي؟ فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها علم، فسألوا موسى، فلم يكن عنده منها علم، فردوا الحديث إلى عيسى، فقال: عهد الله إلي فيما دون وجبتها، فأما وجبتها فلا يعلمها إلا عز وجل، فذكر خروج الدجال وقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وهلاكهم، ثم تنسف الجبال، وتمد الأرض مد الأديم، فعهد الله إلى أنه إذا كان ذلك، أن الساعة من الناس كالحامل المتم، لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها، ليلاً أو نهاراً. قال العوام: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل، ثم قرأ: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 واقترب الوعد الحق ". أخرجه الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وعن الضحاك قال: بينما الناس في أسواقهم، إذ انشقت السماء، فهبط من فيها، فأحاطوا بأهل الأرض، فيفر الناس والوحوش والجن في أقطار الأرض، فليس من وجه يذهبون فيه إلا وجدوا الملائكة قد أحاطوا بهم. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن عقبة بن عامر الجهني، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب، مثل الترس، فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء، ثم ينادي مناد: يا أيها الناس. فيقبل الناس بعضهم على بعض: هل سمعتم؟ فمنهم من يقول: نعم. ومنهم من يشك. ثم ينادي الثانية، يا أيها الناس، فيقول الناس: هل سمعتم؟ فيقولون: نعم. ثم ينادي: أيها الناس " أتى أمر الله فلا تستعجلوه ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه، أو يتبايعانه أبداً، وإن الرجل ليمدر حوضه فما يسقي فيه شيئاً، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه أبداً، ويشغل الناس ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيحه على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وعن حذيفة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر أشراط الساعة، قال: " فعند ذلك يظهر الدخان " يني عند هلاك يأجوج ومأجوج، ورجوع عيسى إلى بيت المقدس. قال حذيفة: قلت: يا رسول الله: وما آية الدخان؟ قال: " تسمع له ثلاث صيحات، ودخان يملأ ما بين المشرق والمغرب، فأما المؤمن فتصيبه مثل السكران، يدخل في منخره وأذنه وفيه ودبره، وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخروج الدابة " ....... وذر قصتها وقصة طلوع الشمس من مغربها، وقال: " ثم يبعث الله عز وجل من قبل مكة ريحاً ساكنة تقبض روح ابن مريم وأرواح المؤمنين معه، وتبقي سائر الخلق، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، فيمكثون ما شاء الله، فتقوم عليهم الساعة، وهم شرار الخلق. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه في حديث يأجوج ومأجوج، فذكر قصة خروجهم وهلاكهم. ثم قال: يرسل الله تعالى مطراً فتطهر الأرض، وتخرج زهرتها وبركتهتا، وتراجع الناس حتى إن الرمانة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 لتشبع السكن. قيل: وما السكن؟ قال: هل البيت. وتكون سلوة من عيش فبينما الناس كذلك، إذ جاءهم خبر أن ذا السويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت، فيبعث المسلمون جيشاً فلا يصل إليهم، ولا يرجعون إلى أصحابهم، حتى يبعث الله ريحاً يمانية، من تحت العرش فتقبض روح كل مؤمن أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه. وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: يمكث الناس بعد يأجوج ومأجوج، في الرخاء والخصب والدعة، عشر سنين، حتى إن الرجلين ليحملان الرمانة الواحدة، ويحملان بينها العنقود الواحد من العنب، فيمكثون على ذلك عشر سنين. ثم يبعث الله تعالى ريحاً طيبة، فلا تذر مؤمناً إلا قبضت روحه، ثم تبقي الناس بعد ذلك يتهارجون تهارج الحمر في المروج، فيأتيهم أمر الله والساعة وهم على ذلك. أخرجه الإمام أبو عمر الداني، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بين النفختين أربعون، الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت ". أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 خاتمة الفتن والكتاب هدم الحبشة للكعبة وهلكة الأعراب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج كنز الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ". أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ذو السويقتين، من الحبشة يخرب بيت الله ". أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه. وعن سعيد بن سمعان، قال: سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يبايع رجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فتخربه خراباً لا يعمر بعده أبداً، وهم الذين يستخرجون كنزه ". أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. وعن كعب الأحبار رضي الله عنه في قصة يأجوج ومأجوج، وهلاكهما، وما تخرج الأرض من زهرتها وبركتها، بعد ذلك قال: وتكون سلوة من عيش. قال: فبينما الناس كذلك إذ جاءهم خبر، أن ذا السويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت، فيبعث المسلمون جيشاً، فلا يصل إليهم، ولا يرجعون إلى أصحابهم، حتى يبعث الله ريحاً يمانية، من تحت العرش، فتقبض روح كل مؤمن. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ومسلم، ولم يخرجاه. وقد صح وثبت أن البيت يحج ويعتمر، بعد خروج يأجوج ومأجوج، بما صح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ثم قال الحاكم رحمه الله: وإذا جمعنا بين الحديثين - يعني هذا والذي تقدمه - قلنا: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت أي بعد خروج يأجوج ومأجوج، فإنه يمكن أن يحج ويعتمر بعد ذلك، ثم ينقطع الحج بمرة، والله أعلم ....... قال الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله بعد ذكر أشراط الساعة: ذكر عن الحليمي في ترتيب خروج هذه الآيات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 شيء لا يوافق ما رويناه من الآثار، زعم أن أول هذه الآيات شيء لا يوافق ما رويناه من الآثار، زعم أن أول هذه الآيات ظهور الدجال، ثم نزول عيسى ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها. واستدل عليه بأن الكفار يسلمون في زمان عيسى عليه السلام حتى تكون الدعوة واحدة، ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام لم ينفع الكفار إيمانهم أيام عيسى ابن مريم، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحداً، بإسلام من يسلم منهم. وهذا كلام صحيح، لو لم يخالفه الحديث الصحيح، " أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضحىً، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها، قريباً منها ". وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن آخرها خروج يأجوج ومأجوج، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدابة " فلم يخص بذلك طلوع الشمس من مغربها. وقد يحتمل إن كان في علم الله عز وجل، أن يكون طلوع الشمس من مغربها، قبل خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام أن يكون المراد بقوله: " لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً " أنفس القرن الذين شاهدوا تلك الآية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 العظيمة، فإذا مضى ذلك القرن، وتطاول الزمان، وعاد الناس إلى ما كانوا عليه من الأديان، عاد تكليف الإيمان بالغيب، وكذلك من آمن في وقت عيسى، ممن شاهد الدجال، لا ينفعه، ومن آمن ممن لم يشاهد نفعه، وعدم انتفاع من شاهده بإيمانه لا يمنع من أن تكون الدعوة في زمانه واحدة، فإنه إذا ترك ملته لم يدع إليها. وإن كان في علم الله تعالى أن يكون طلوع الشمس من مغربها بعد نزول عيسى، فقد يحتمل أن يكون المراد بقوله: " أول الآيات خروجاً " الحديث، آيات سوى خروج الدجال، فتكون تلك الآيات قبل طلوع الشمس من مغربها، إذ ليس في نص الخبر أن ذلك يكون قبل خروج الدجال، وإنما النص فيه عن عبد الله ابن عمرو، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل ما ذكرناه، والله أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 غير أن رواية أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث إذا خرجن " يمنع من تخصيص طلوع الشمس بذلك فالحمل على ما ذكرنا أولى. فأما ظهور الآيات على الدجال وغيره ممن يدعي الربوبية باطلاً، وعدم ظهروها على ما يدعي النبوة كاذباً، فإن مدعي الربوبية باطلاً غير منفك في نفسه من دلائل الحدث، وأمارات الخلق، فلا يؤدي ظهور الآيات عليه إلى التباس حاله. وأما مدعي النبوة، فإنه يدعي أمراً ممكناً، إلا أنه مفتر ليس له شاهد في نفسه على أنه محق أو مبطل فيه، فلو أمد بالمعجزة، وهو كاذب، كما يمد الصادق، لما أمكن الفرق بينهما، فلم يجز ظهور الآيات إلا على من يدعيها وهو صادق، والله أعلم. ولأن من أبصر الدجال، وهو ناقص بالعور، علم أنه لو كان رباً لأزال النقص عن نفسه، وما يظهر عليه من الآيات امتحان من الله سبحانه وتعالى للمكلفين من عباده، لينظر كيف يعملون في الاستدلال بما معه من سمات الحدث، ودلالات النقص، على كذبه في دعواه، وبالله التوفيق، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 حسبنا ونعم الوكيل. قال المؤلف رحمه الله تعالى: قد من الله تعالى بالعون على تلبية الداعي بالسمع والطاعة وجمع ما التمس جمعه على حسب الاستطاعة، وإيداع هذا المجموع من الآثار في المعنى المقصود ما فيه كفاية ومقنع، وجمع أصول لجمعه وبذل جهد ليس في المزيد عليه مطمع، على أني في ذل مغترف من حياض لست في اغترافي منها بخبير، ومغترف في كل فن بالعجز والتقصير، متصدياً لإزهار عواري، متصف بوصف أنا منه عاري، غير أني كسهم إن أصاب حمد مسدده، وسيف إن قطع شكر مجرده، فما وجد في ذلك من خطإ فليصلحه بفضله من علم وجه الصواب فيه ورام، وما كان فيه من صواب فرب رمية من غير رام. وهذا آخره، نحمد من ليس له آخر ....... ووقع ذلك في سلخ ربيع الآخر، الذي من سنة ثمان وخمسين وستمائة، أحسن الله تعالى تقضيها، وكف أكف من سلطهم على انتهاك حرمة من تكفل بها وبأهليها، ومنحنا ما لا ينقص من ملكه شيئاً، وهو العفو عن موجبات هذه الضرا، وسلك بنا سبل رضاه، فإنا لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً، على يدي المعتني بجمعه وكتبه، المعني بأعباء وزره وذنبه، الراجي ممن لا تضره الذنوب ولا تنفعه المغفرة، العفو والعافية في الدنيا والآخرة. يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي بمدينة دمشق، حرسها الله تعالى وسائر بلاد الإسلام وأهله، وأعز منار الدين الحنيف وقصم من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 أهانه وأذله. والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414